فصل الغين مع الظاء
غ ظ غ ظ
المغظغظة، على صيغة المفعول، يكسر الغين الثاني، أي على صيغة الفاعل، هكذا
يقضي صنيعه في سياقه، وهو غلط، وقد أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن
الفرج: المغظغظة: القدر الشديدة الغليان، بالطاء والظاء، وهذا هو الصحيح،
كما نقله الصاغاني في كتابيه عنه، وقد ظن المصنف أنهما كلاهما بالظاء، فجعل
الاختلاف في الحركات، وهو مخالف لنص ابن الفرج الذي روى الحرف، فتأمل.
غ ل ظ
الغلظة، مثلثة، عن الزجاج في تفسر قوله تعالى: وليجدوا فيكم غلظة ونقله
الجوهري أيضا، وكذلك صاحب البارع والصاغاني، والكسر هو المشهور. وقرأ
الأعمش وعاصم: غلظة بالفتح وقرأ السلمي، وزر ابن حبيش، وأبان بن تغلب:
غلظة، بالضم، وكذلك الغلاظة بالكسر، و الغلظ، كعنب، كل ذلك ضد الرقة في
الخلق والطبع والفعل والمنطق والعيش ونحو ذلك.
ومعنى الآية، أي شدة واستطالة.
واستعار أبو حنيفة الغلظ للخمر، واستعاره يعقوب للأمر فقال في الماء: أما
ما كان آجنا وأما ما كان بعيد القعر شديدا سقيه، غليظا أمره. وقد استعمل
ابن جني الغلظ في غير الجواهر أيضا فقال: إذا كان حرف الروي أغلظ حكما
عندهم من الردف مع قوته فهو أغلظ حكما وأعلى خطرا من التأسيس، لبعده.
صفحة : 5065
والفعل ككرم وضرب، وعلى الأول اقتصر الجوهري، والثانية نقلها الصاغاني،
قال: وقرأ نبيح وأبو واقد والجراح واغلظ عليهم بكسر اللام، في التوبة
والتحريم.
فهو غليظ وغلاظ، كغراب، والأنثى غليظة، وجمعها غلاظ، ومنه قوله تعالى: عليها ملائكة غلاظ شداد . وقال العجاج: قد وجدوا أركاننا غلاظا. والغلظ بالفتح: الأرض الخشنة، عن ابن عباد. وروى أبو حنيفة عن النضر: الغلظ: الغليظ من الأرض، ورد ذلك عليه، وقيل: إنما هو الغلظ، قالوا: ولم يكن النضر بثقة، ونقل ابن سيده قولهم: أرض غليظة: غير سهلة، وقد غلظت غلظا، وربما كني عن الغليظ من الأرض بالغلظ، قال: فلا أدري أهو بمعنى الغليظ، أم هو مصدر وصف به?.
قلت: ومما يؤيد أبا حنيفة قول كراع: الغلظ من الأرض: الصلب من غير حجارة. فتأمل.
وأغلظ الرجل: نزل بها، عن ابن عباد. وقال الكسائي: الغلظ، كما في التكملة، فهو أيضا تأكيد لقول أبي حنيفة. وأغلظ الثوب: وجده غليظا أو اشتراه كذلك، الأخير عن الجوهري، وقد رد عليه الصاغاني بقوله: وليس هو من الشراء في شيء، وإنما هو من باب أفعلته، أي وجدته على صفة من الصفات، كقولهم: أحمدته وأبخلته، كما في التكملة. وفي العباب: والأول أصح.
وأغلظ له في القول: خشن، وهو مجاز، ولا يقال فيه غلظ.
وغلظت السنبلة واستغلظت: خرج فيها الحب، ومنه قوله تعالى: فاستغلظ فاستوى على سوقه . وكذلك جميع النبات والشجر إذا استحكمت نبتته وصار غليظا.
وبينهما غلظة بالكسر، ومغالظة، أي عداوة، عن ابن دريد. وغلظ عليه الشيء تغليظا، ومنه الدية المغلظة، كمعظمة، وهي التي تجب في شبه العمد، كما في الصحاح. وقال الشافعي رحمه الله تعالى: الدية المغلظة في العمد المحض، والعمد الخطإ وفي القتل في الشهر الحرام والبلد الحرام، وقتل ذي الرحم، وهي ثلاثون حقة من الإبل، وثلاثون جذعة، وأربعون ما بين الثنية إلى بازل عامها، كلها خلفة، أي حامل.
واستغلظه، أي الثوب: ترك شراءه، لغلظه، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه: غلظ الشيء تغليظا: جعله غليظا. وعهد غليظ، أي مؤكد مشدد، وهو مجاز. ويقال: حلف بأغلاظ اليمين.
ورجل غليظ، أي فظ، ذو قساوة. ورجل غليظ القلب، أي سيئ الخلق. وأمر غليظ: شديد صعب. وماء غليظ: مر. وكل ذلك مجاز.
ويقال: طعنه في مستغلظ ذراعه، ونكى فيهم نكايات غليظة، وهو مجاز.
والمغالظة: شبه المعارضة.
غ ن ظ
غنظه الأمر يغنظه غنظا، من حد ضرب: جهده وشق عليه، فهو مغنوظ، كما في
الصحاح، قال الشاعر:
إذا غنظونا ظالمين أعـانـنـا
على غنظهم من من الله واسع
والغنظ، بالفتح: الكرب الشديد والمشقة. وفي الصحاح: أشد الكرب. قلت: وهو
قول أبي عبيد. وقال ابن فارس: هو الهم اللازم، يقال: غنظه الهم أي لزمه.
ويحرك، عن ابن دريد، وفي حديث عمر بن عبد العزيز، وقد ذكر الموت فقال: غنظ
لا كالغنظ، وكظ ليس كالكظ.
صفحة : 5066
والغنظ: هو أن يشرف على الهلكة. وفي الصحاح: وكان أبو عبيدة يقول: الغنظ:
هو أن يشرف على الموت من الكرب، ثم يفلت منه، قال الشاعر - وهو مسروح بن
أدهم النعامي ويقال الكلبي، وقيل هو لجرير -:
ولقد لقيت فوارسا من رهطنا
غنظوك غنظ جرادة العيار
ولقد رأيت مكانهم فكرهتهـم
ككراهة الخنزير للإيغـار
العيار: اسم رجل. وجرادة: فرسه. وقيل: العيار: أعرابي صاد جرادا، وكان جائعا، فأتى بهن إلى رماد، فدسهن فيه، وأقبل يخرجهن منه واحدة واحدة، فيأكلهن أحياء ولا يشعر بذلك من شدة الجوع، فآخر جرادة منهن طارت، فقال: والله إن كنت لأنضجهن. فضرب ذلك مثلا لكل من أفلت من كرب. وقيل جرادة العيار: جرادة وضعت بين ضرسيه فأفلتت، أراد أنهم لازموك وغموك بشدة الخصومة. وقيل: العيار كان رجلا أعلم، أخذ جرادة ليأكلها فأفلتت من علم شفته، أي كنت تفلت كما أفلتت هذه الجرادة. والغنيظ، كأمير: البسر يقطع من النخل بعد ما يصفر أو يحمر فيترك حتى ينضج في عذوقه إذا قطعت النخلة، نقله الصاغاني عن أبي عمرو.
ورجل غنظيان، بالكسر: فاحش بذي، عن الأصمعي، لغة في العين المهملة: كذلك غنظى به، مثل عنظى، بالعين، إذا ندد به، وأسمعه ما يكره.
وفعل ذلك غناظيك بالفتح، ويكسر، هكذا مقتضى سياقه وهو وخطا، فإن المروي عن اللحياني غناظيك وعناظيك، أي بالغين والعين، أي ليشق عليك مرة بعد مرة، هكذا في اللسان، وقد أهمله في عنظ واستدركناه عليه.
ومما يستدرك عليه: الغناظ، ككتاب: الجهد والكرب. قال الفقعسي:
تنتح ذفراه من الغناظ ويغنظ، كينصر: لغة في يغنظ، كيضرب. وأغنظه الهم: لزمه، لغة في غنظه، نقله الليث. وغنظه غنظا: ملأه غيظا.
ويقال أيضا: غانظه غناظا: شاقه، ورجل مغانظ، نقله الجوهري وأنشد للراجز:
جاف دلنظى عرك مغانظ أهوج إلا أنه مماظـظ وقال رؤبة، ويروى للعجاج:
تواكلوا بالمربد الغناظا ويروى: الخناظا، وقد تقدم.
وهو أغنظهم: أشدهم كربا، وقال رؤبة، ويروى للعجاج:
وسيف غياظ لهم غنـاظـا نعلو به ذا العضل الجواظا الأول بالياء، والثاني بالنون، ويروى يعلو به وقد تقدم، وسيأتي أيضا.
والغنظ، محركة: تغير النبات من الحر، نقله ابن عباد.
وقال أيضا: رجل غنظيان: يسخر بالناس، وهي بهاء، وقال غيره، أي جاف.
غ ي ظ
الغيظ الغضب مطلقا، وقيل: غضب كامن للعاجز كما في الصذحاح، أو أشده، أو
سورته وأوله.
قال ابن دريد وقد فصل قوم من أهل اللغة بين الغيظ والغضب فقالوا: الغيظ أشد من الغضب. وقال قوم الغيظ سورة الغضب وأوله, قلت وقال آخرون الغيظ هو الكمين والغضب هو الظاهر. أو الغضب للقادر والغيظ للعاجز.
غاظه يغيظه غيظا وهو غائظ وذلك
مغيظ في الصحاح: قالت قتيلة بنت النضر بن الحارث، وقتل النبي صلى الله عليه
وسلم أباها صبرا.
صفحة : 5067
ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى
وهو المغيظ المحنق فاغتاظ اغتياظا.
وغيظه فتغيظ وأغاظه لغة في غاظه، وأنكره ابن السكيت، وله تبع الجوهري فلم يجز ذلك، وقال الزجاج: ليست بالفاشية.
وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي: غاظه، وأغاظه، وغيظه بمعنى واحد.
وغايظه فاغتاظ، وتغيظ، بمعنى واحد.
وتغيظت الهاجرة: اشتد حميها، وهو مجاز، قال الأخطل:
طفت في الضحى أحداج أروى كأنها
قرى من جواثى محزئل نخيلها
لدن غدوة حتى إذا ما تغيظت
هواجر من شعـبان حام أصيلها
وغيظ: اسم رجل، وهو ابن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان. قال زهير بن أبي سلمى:
سعى ساعيا غيظ بن مرة بعدما تبزل ما بين العشيرة بـالـدم ساعياه: هما الحارث بن عوف، وهرم بن سنان بن أبي حارثة.
وغياظ، كشداد: ابن مصعب، رجل من بني ضبة بن أدد. قال رؤبة - ويروى للعجاج -:
وسيف غياظ لهم غنـاظـا نعلو به ذا العضل الجواظا ويقال: فعل ذلك غياظك وغياظيك، بكسرهما، كغناظيك، وقد تقدم.
ومما يستدرك عليه: غايظه مغايظة: باراه وغالبه فصنع مثل ما يصنع، وهو مجاز. والمغايظة: فعل في مهلة، أو: فعل منهما جميعا. وقوله تعالى: تكاد تميز من الغيظ ، أي من شدة الحر.
وأغيظ الأسماء عند الله ملك الأملاك، أي: أشد أصحاب هذه الأسماء عقوبة. وقوله تعالى: سمعوا لها تغيظا أي صوت غليان، قاله الزجاج.
وغياظ بن الحضين بن المنذر: أحد بني عمرو بن شيبان الذهلي السدوسي، وسيأتي ذكر أبيه في ح ض ن. كان الحضين هذا فارسا، صاحب الراية بصفين مع علي رضي الله عنه، وهو القائل - في ابنه المذكور -:
نسي لما أوليت من صالح مضى
وأنت لتأديب علـي حـفـيظ
تلين لأهل الغل والغمز منـهـم وأنت
على أهل الصفاء غلـيظ
وسميت غياظا ولست بـغـائظ
عدوا، ولكن للصديق تـغـيظ
فلا حفظ الرحمن روحك حية ولا وهي في الأرواح حين تفيظ
عدوك مسرور، وذو الود بالـذي يرى منك من غيظ عليك كظيظ ويقال: البرمة حليمة مغتاظة، وهو مجاز، كما في الأساس.