الباب السابع عشر: باب الظاء المشالة - الفصل الثاني عشر: فصل القاف مع الظاء

فصل القاف مع الظاء

ق ر ظ
القرظ، محركة: ورق السلم يدبغ به، كما في الصحاح، وهو قول الليث، أو ثمر السنط، ويعتصر منه الأقاقيا. وقال أبو حنيفة: القرظ: أجود ما تدبغ به الأهب في أرض العرب، وهي تدبغ بورقه وثمره. وقال مرة: القرظ: شجر عظام، لها سوق غلاظ أمثال شجر الجوز، وورقه أصغر من ورق التفاح، وله حب يوضع في الموازين، وهو ينبت في القيعان، واحدته قرظة، وبها سمي الرجل قرظة، وقريظة.

قلت: وقال ابن جزلة: أقاقيا: هو عصارة القرظ، وفيه لذع، وأجوده الطيب الرائحة الرزين الصلب الأخضر، يشد الأعضاء المسترخية إذا طبخ في ماء وصب عليها.

والقارظ: مجتنيه وجامعه. والقراظ، كشداد: بائعه، وأديم مقروظ: دبغ أو صبغ به، يقال: قرظ السقاء يقرظه قرظا، أي دبغه بالقرظ، أو صبغه به.

وكبش قرظي، كعربي وجهني، الأخير على تغيير النسب يمني، لأنها منابته، نقله الجوهري.

والقارظان: رجلان أحدهما يذكر بن عنزة وهو الأكبر، كان لصلبه، والآخر عامر بن رهم بن هميم بن يذكر بن عنزة كذا ذكره ابن الأعرابي وقال غيره: هو رهم بن عامر وهو الأصغر، ويقال له القارظ الثاني وكلاهما من عنزة، يقال: إنهما خرجا في طلب القرظ يجتنيانه فلم يرجعا، فضرب بهما المثل فقالوا: لا آتيك أو يؤوب القارظ، يضرب في انقطاع الغيبة، وإياهما أراد أبو ذؤيب بقوله:

وحتى يؤوب القارظان كلاهما     وينشر في القتلى كليب لوائل وقال ابن دريد: أحدهما من بني هميم، والآخر يقدم بن عنزة. وقل ابن بري: ذكر القزاز في كتاب الظاء: أن أحد القارظين يقدم بن عنزة، والآخر عامر بن هيصم بن يقدم بن عنزة.

وفي المحكم: ولا آتيك القارظ العنزي، أي لا آتيك ما غاب القارظ العنزي فأقام القارظ العنزي مقام الدهر، ونصبه على الظرف، وهذا اتساع، وله نظائر.

وقال بشر بن أبي خازم لابنته عميرة وهو يجود بنفسه، لما أصابه سهم من غلام من أئلة:

وإن الوائلي أصاب قلـبـي     بسهم لم يكن يكسى لغابـا
فرجي الخير وانتظري إيابي     إذا ما القارظ العنزي آبـا

صفحة : 5071

وسعد بن عائذ المؤذن، يقال له سعد القرظ الصحابي، رضي الله عنه، وهو مولى عمار بن ياسر، رشي الله عنه، لأنه كان كلما تجر في شيء وضع فيه، وتجر فيه فربح، فلزمه، أي لزم تجارته، فعرف به، وكان قد جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا بقباء، وخليفة بلال إذا غاب، ثم استقل بالأذان زمن أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما،وبقي الأذان في عقبه. قال أبو أحمد العسكري: عاش سعد القرظ إلى أيام الحجاج، وروى عنه ابنه عمر وعمار.

ومروان القرظ، أضيف إليه، لأنه كان يغزو اليمن وهي منابته، ومنه المثل: أعز من مروان القرظ، وقيل: أضيف إليه، لأنه كان يحمي القرظ لعزته. ذكر الوجهين الميداني في أمثاله.

وقرظه بن كعب بن عمرو، محركة، صحابي من الأنصار رضي الله عنه، كما في العباب. والذي في المعجم لابن فهد: قرظة بن كعب بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، من فضلاء الصحابة، شهد أحدا، وولي الكوفة لعلي، وقد شهد فتح الري زمن عمر.

وذو قرظ، محركة، أو ذو قريظ كزبير: ع، باليمن، نقله الصاغاني. وقرظان، محركة: حصن بزبيد، من أعمال اليمن.

وقريظة، كجهينة:: قبيلة من يهود خيبر، وكذلك بنو النضير، وقد دخلوا في العرب على نسبهم إلى هارون أخي موسى، صلوات الله عليهما وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم، ومنهم محمد بن كعب القرظي وغيره، نقله الجوهري. أما قريظة فإنهم أبيروا لنقضهم العهد، ومظاهرتهم المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر بقتل مقاتليهم وسبي ذراريهم، واستفاءة مالهم. وأما بنو النضير فإنهم أجلو إلى الشام، وفيهم نزلت سورة الحشر.

وقال الفراء في نوادره: قرظته ذات الشمال، لغة في الضاد. وقال ابن الأعرابي: قرظ الرجل، كفرح: ساد بعد هوان، نقله الأزهري في ق ر ض، والصاغاني في العباب.

ومن المجاز: التقريظ: مدح الإنسان وهو حي، والتأبين: مدحه ميتا. وقولهم: فلان يقرظ صاحبه ويقرضه، بالظاء والضاد جميعا، عن أبي زيد، إذا مدحه بحق أو باطل. وفي الحديث: لا تقرظوني كما قرظت النصارى عيسى. وفي حديث علي رضي الله عنه يهلك في رجلان: محب مفرط يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني.

وهما يتقارظان المدح: يمدح كل صاحبه، ومثله يتقارضان. وقيل: التقارظ في المدح والخير خاصة، والتقارض في الخير والشر. قال الزمخشري: مأخوذ من تقريظ الأديم يبالغ في دباغه بالقرظ، فهو يزين صاحبه، كما يزين القارظ الأديم.

ومما يستدرك عليه: إبل قرظية: تأكل القرظ. وأديم قرظي: مدبوغ بالقرظ. وحكى أبو حنيفة عن أبي مسحل: أديم مقرط، كأنه على أقرظته، قال: ولم نسمعه، واسم الصبغ القرظي على إضافة الشي إلى نفسه. والقريظ، كزبير: فرس لبعض العرب.

وقرظته: حذوته، عن الفراء. وقرظة، محركة: قرية بمصر.

ق ع ظ

صفحة : 5072

أقعظه إقعاظا، أهمله الجوهري، والصاغاني في العباب، وأورده في التكملة، وكذا ذكره صاحب اللسان، أي شق عليه ويقال: أقعظني فلان إقعاظا: إذا أدخل عليك مشقة في أمر كنت عنه بمعزل، وقد ذكره العجاج في قصيدة ظائية.

ق ن ف ظ
ومما يستدرك عليه: القنفظ، لغة في القنفذ نقله الإمام النووي عن القاضي عياض في المشارق، قال: وهو غريب. كذا نقله شيخنا.

ق و ظ
القوظ، أهمله الجوهري والصاغاني في كتابيه. وفي اللسان: قال أبو علي: هو في معنى القيظ، وليس بمصدر اشتق منه الفعل، لأن لفظها واو، ولفظا الفعل ياء.

ق ي ظ
القيظ: صميم الصيف وهو حاق الصيف. وفي الصحاح: حرارة الصيف. وهو من طلوع الثريا إلى طلوع سهيل. ج: أقياظ وقيوظ.

قال العجاج، ويروى لرؤبة:

إن لهم من وقعنا أقـياظـا     ونار حرب تسعر الشواظا وعمله مقايظة، وقياظا، بالكسر وقيوظا، بالضم، وهذه نادرة غريبة لكونها ليست من مصادر باب المفاعلة، أي لزمن القيظ، وكذلك استأجره مقايظة وقياظا، وهو من القيظ، كمشاهرة من الشهر. وقاظ يومنا، أي اشتد حره، نقله الجوهري والصاغاني. وقاظ القوم بالمكان: أقاموا به قيظا، أي فصل القيظ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظا والمطر قيظا، أي إذا كان الهواء فيه كالقيظ. وفي النهاية: لأن المطر إنما يراد للنبات وبرد الهواء، والقيظ ضد ذلك. وأنشد الصاغاني لنهيكة الفزاري:

حتى تعذر بطن الشيء في أنف    وقاظ منتبذا في أهله الراعـي قال: وعداه إهاب بن عمير العبشمي بنفسه في قوله يصف بازلا:

قاظ القريات إلى العجالز     يرد شغب الجمح الجوامز وأنشد الجوهري للأعشى:

يا رخما قاظ على مطلـوب     يعجل كف الخارئ المطيب كقيظوا، وتقيظوا به، الأخيرة نقلها الجوهري. وعداه ذو الرمة بنفسه حيث قال:

تقيظ الرمل حتى هز خلفـتـه     تروح البرد ما في عيشه رتب والموضع المقيظ، والمقيظ، كمقيل ومقعد. وقال ابن الأعرابي: لا مقيظ بأرض لا بهمى فيها، أي لا مرعى في القيظ. ومقيظ القوم: الموضع الذي يقام فيه وقت القيظ، ومصيفهم الموضع الذي يقام فيه وقت الصيف. قال الأزهري: العرب تقول: السنة أربعة أزمان، ولكل زمن منها ثلاثة أشهر، وهي فصول السنة: منها فصل الصيف، وهو فصل ربيع الكلإ: آذار ونيسان وأيار، ثم بعده فصل القيظ: حزيران وتموز وآب، ثم بعده فصل الخريف: أيلول وتشرين وتشرين، ثم بعده فصل الشتاء: كانون وكانون وشباط.

وقيظه هذا الشيء تقييظا: كفاه لقيظه نقله الجوهري، وكذلك صيفني وشتاني طعام أو ثوب، وأنشد الكسائي:

من يك ذا بت فهذا بتـي     مقيظ مصيف مشـتـي
تخذته من نعجات سـت      سود نعاج كنعاج الدشت

صفحة : 5073

يقول: يكفيني القيظ والصيف والشتاء. ومنه حديث عمر رضي الله عنه: إنما هي أصوع ما يقيظن بني أي ما تكفيهم للقيظ. والمقيظة، كمدينة: نبات يبقى أخضر، أي تدوم خضرته إلى القيظ، وأن هاجت الأرض وجف البقل يكون علقة للإبل إذا يبس ما سواه. قاله الليث.

والقيظي: ما نتج فيه، أي في القيظ. وقيظي، بلا لام، ابن لوذان الصحابي، هكذا هو في النسخ، والصواب قيظي بن قيس ابن لوذان الأنصاري الأوسي، شهد أحدا، وقتل يوم الجسر، وهو جد عبد الرحمن بن بجير، نقله الحافظ، وهو هكذا في العباب والمعجم.

وأقياظ، ويقال: أقياذ: ع، قال أبو محمد الفقعسي:

كأنها والعهد من أقياظ وفي أرجوزة المرار بن سعيد الفقعسي:

كأنها والعهد من أقياذ ثم اتفقا:

أس جراميز على وجاذ بالذال. قال الصاغاني: وهذا من توارد الخواطر، وهو الإكفاء على قول أبي زيد.

ومخلاف قيظان باليمن قرب ذي جبلة، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: قايظه مقايظة: قاظ معه، نقله أبو حنيفة، وبه فسر قول امرئ القيس:

قايظننا يأكلن فينا قدا قال: أراد قظن معنا وقولهم: اجتمع القيظ، أي اجتمع الناس في القيظ، على الحذف والإيجاز، كقولهم: اجتمعت اليمامة. واقتاظوا: أقاموا زمن قيظهم. قال توبة بن الحمير:

تربع ليلى بالمضيح فالـحـمـى     وتقتاظ من بطن العقيق السواقيا وقيظوا: أصابهم مطر القيظ، كصيفوا وربعوا.

ويوم قائظ: شديد الحر. وقيظ قائظ: شديد.

والقياظ، ككتاب، من الزرع: ما زرع في زمن الخريف وأول الشتاء.

وقيظ، بالفتح: موضع بقرب مكة على أربعة أميال من نخلة، جاء ذكره في الحديث.

وقيظي بن شداد السلمي، حدث عنه ولده عمرو، وهذا الاسم في نسب الأنصار يتكرر كثيرا، منهم: قيظي بن عمرو بن الأشهل والد صيفي وجناب الصحابيين.