الباب السابع عشر: باب الظاء المشالة - الفصل الخامس عشر: فصل الميم مع الظاء

فصل الميم مع الظاء

م ح ظ
المماحظة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن شميل: هو شدة السنان. قال: والسنان: هو أن يستنيخ الفحل الناقة بالقوة ليضربها، وكذلك المحاظ.

قلت: وذكره الزمخشري وصاحب اللسان في م ح ط، وكذا في التكملة، وقد تقدم.

م ش ظ
مشظ، كفرح: مس الشوك أو الجذع، فدخل في يده منه شيء، أو شظية، كما في المحكم، ومشظت يده أيضا، كما في الصحاح، ومثله في العباب، وقد قيلت بالطاء المهملة، وهما لغتان. ومنه قول سحيم بن وثيل الرياحي فيما أنشده ابن السكيت:

فإن قناتنا مشظ شظاها     شديد مدها عنق القرين قوله: مشظ شظاها، مثل لامتناع جانبه، أي لا تمس قناتنا فينالك منها أذى، وإن قرن بها أحد مدت عنقه وجذبته فذل، كأنه في حبل يجذبه.

وقال النابغة الجعدي - رضي الله عنه -: وكل فتى أخي هيجا شجاع على خيفانة مشظ شظاها وروى الأخفش: مشق شظاها، أي شديد.

وقال الخارزنجي: مشظ الرجل، إذا أصابت إحدى ربلتيه الأخرى، مشظا، محركة.

ومشظت الدابة: ظهر عصبها مع لحمها مشظا، بالفتح، ويحرك، وهو القياس، كذا في تكملة العين. والمشظ، بالفتح: الذي يدخل في اليد من الشوك.

والمشظة، بالكسر: الشظية منه، أو من الجذع.

والمشظة، بالفتح، من الأخبار: هي الخفية التي لا يدرى أحق هي أم لا. يقال: سمعت مشظة من خبر. نقله الخارزنجي. ومشظ البلد: تخيره.

صفحة : 5081

ومشظ فلانا: أخذه منه شيئا، نقله الخارزنجي. ومما يستدرك عليه: قناة مشظة، إذا كانت جديدة صلبة تمشظ بها يد من تناولها.

والمشظ: المشق. وتشقق في أصول الفخذين. وقال الخارزنجي: هو بالتحريك المذح في الفخذ. قال غالب المعني:

قد رث منه مشظ فحجحـجـا     وكان يضحي في البيوت أزجا الحجحجة: النكوص. والأزج: الأشر. وجمع المشظة من القناة: المشاظ قال جرير:

مشاظ قناة درؤها لم يقوم والمشظ، بالفتح: الخشبة التي يسكن بها قلق نصاب الفأس، نقله الخارزنجي.

م ظ ظ
المظ: شجر الرمان، أو بريه، قاله الليث، على الأخير اقتصر الجوهري. وقال ابن دريد: المظ: رمان ينبت في جبال السراة، ولا يحمل ثمرا، وإنما ينور نورا كثيرا، ومنه حديث الأزهري وبني إسرائيل وجعل رمانهم المظ وقال أبو حنيفة: منابت المظ: الجبال، وهو ينور ولا يربي، وفي نوره عسل كثير ويمص، وتأكله النحل فيجود عسلها عليه، الواحدة مظة، وله حطب أجود حطب وأثقبه نارا، يستوقد كما يستوقد الشمع. وقال السكري في شرح الديوان: المظ: الرمان البري الذي تأكله النحل، وإنما يعقد الرمان البري ورقا، ولا يكون له رمان. قال أبو ذؤيب يصف عسلا:

يمانية أحيا لهـا مـظ مـأبـد     وآل قراس صوب أسقية كحل وقد تقدم شرح هذا البيت في م ب د وفي ق ر س وأنشد أبو الهيثم لبعض طيئ:

ولا تقنط إذا جلت عـظـام     عليك من الحوادث أن تشظا وسل الهم عنك بذات لوث تبوص الحاديين إذا ألظا كأن بنحرها وبمشفريها ومخلج أنفها راء ومظا وقال أبو الهيثم: المظ: دم الأخوين، وهو دم الغزال، ويعرف الآن بالقاطر المكي.

والمظ: عصارة عروق الأرطى، وهي حمر، والأرطاة خضراء، فإذا أكلتها الإبل احمرت مشافرها.

والمظاظة: شدة الخلق وفظاظته، كما في اللسان، ونقله ابن عباد أيضا. ومظظته: لمته، عن ابن عباد. وأمظظت العود الرطب، أي توقعت ذهاب ندوته، وعرضته لذلك، نقله الليث.

وما ظظته مماظة ومظاظا: شاررته ونازعته، وخاصمته، ولا يكون ذلك إلا مقابلة منهما.

وفي حديث أبي بكر أنه مر بابنه عبد الرحمن وهو يماظ جارا له فقال: لا تماظ جارك فإنه يبقى ويذهب الناس، قال أبو عبيد: المماظة: المخاصمة والمشاقة والمشارة وشدة المنازعة مع طول اللزوم. ومنه: ماظظت الخصم، أي لازمته، قيل: ومنه اشتقاق المظ الذي ذكر لتضام حبه بعضه مع بعض، ألا ترى إلى قول الأعرابي: كأزز الرمان المحتشية، هذا قول الزمخشري. وقال رؤبة:

إذ سئمت ربيعة الكظاظـا     لاواءها والأزل والمظاظا وقال غيره:
جاف دلنظى عرك مغانظ     أهوج إلا أنه مماظـظ وتماظوا: تعاضوا بألسنتهم، والضاد لغة فيه.

صفحة : 5082

وقال ابن عباد: المظمظة: الذبذبة. وقال الصاغاني: والتركيب يدل على مشارة ومنازعة، وقد شذ عن هذا التركيب المظ. قلت: ولما كان التضام من لوازم المنازعة والمشارة غالبا حسن اشتقاق المظ منه، فلا معنى لشذوذه عن التركيب. فتأمل.
ومما يستدرك عليه: المماظة: المشاتمة. وقال أبو عمرو: أمظ، إذا شتم وأبظ، إذا سمن.

وتماظ القوم: تلاحوا، كتماضوا. ومظة: لقب سفيان بن سلهم ابن الحكم بن سعد العشيرة، نقله الجوهري والصاغاني والأزهري ومما يستدرك عليه.

م ل ظ
الملوظ، بالكسر وتشديد الظاء: عصا يضرب بها، أو سوط، أنشد ابن الأعرابي:

ثمت أعلى رأسه الملوظا ونقله المصنف في لأظ تبعا للصاغاني. وهذا محل ذكره.

قال ابن سيده: وإنما حملته على فعول دون مفعل، لأن في الكلام فعولا، وليس مفعل، لأن في الكلام فعولا، وليس فيه مفعل، وقد يجوز أن يكون ملوظ مفعلا، ثم يوقف عليه بالتشديد فيقال: ملوظ، ثم إن الشاعر احتاج فأجراه في الوصل مجرى الوقف، فقال: الملوظا، كقوله:

ببازل وجناء أو عيهل أراد: أو عيهل. قال وعلى أي الوجهين وجهته فإنه لا يعرف اشتقاقه. قلت: وقد تقدم للمصنف أنه من اللأظ. وهو الطرد والمعارضة، كما حققه ابن عباد، فتأمل ذلك.