الباب السابع عشر: باب الظاء المشالة - الفصل الثامن عشر: فصل الياء مع الظاء

فصل الياء مع الظاء

ي ق ظ
اليقظة، محركة: نقيض النوم. قال عمر بن عبد العزيز:

ومن الناس من يعيش شقيا     جيفة الليل غافل اليقظه
فإذا كـان ذا حـياء ودين     راقب الله واتقى الحفظه
إنما الناس سائر ومـقـيم    والذي سار للمقيم عظـه

وقد يقظ، ككرم وفرح، الأولى عن اللحياني، يقاظة ويقظا، محركة، وكذلك يقظة محركة، وزاد في المصباح: يقظ، بفتح القاف، أي كضرب، ولم يذكر الضم، وهو غريب، وقد استيقظ: انتبه.

ورجل يقظ، كندس وكتف، كلاهما على النسب، أي متيقظ حذر، نقله الجوهري. وقد ذكره ابن السكيت في باب فعل وفعل قال: رجل يقظ ويقظ، إذا كان متيقظا كثير التيقظ، فيه معرفة وفطنة ومثله عجل وعجل، وفطن وفطن. ورجل يقظان مثل سكران، ج: أيقاظ.

صفحة : 5086

وأما سيبويه فقال: لا يكسر يقظ لقلة فعل في الصفات، وإذا قل بناء الشيء قل تصرفه في التكسير، وإنما أيقاظ عنده جمع يقظ، لأن فعلا في الصفات أكثر من فعل. وقال ابن بري: جمع يقظ أيقاظ وجمع يقظان يقاظ، وهي يقظى وج: يقاظى، والاسم اليقظة محركة. وفي العباب: وامرأة يقظى، ورجال ونسوة أيقاظ، قال رؤبة:

ووجدوا إخوتهم أيقاظا وفي التنزيل العزيز وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونساء يقاظى. ومن المجاز: استيقظ الخلخال والحلي، أي صوت، كما يقال: نام، إذا انقطع صوته من امتلاء الساق، قال طريح:

نامت خلاخلها وجال وشاحـهـا    وجرى الوشاح على كثيب أهيل
فاستيقظت منه قلائدها الـتـي     عقدت على جيد الغزال الأكحل

وأبو اليقظان: عمار بن ياسر، رضي الله عنهما، صحابي، وأبوه كذلك له صحبة، وقد مر للمصنف في ي س ر. وأبو اليقظان: عثمان بن عمير بن قيس البجلي الكوفي تابعي.

وأبو اليقظان: كنية الديك ويقظه تيقيظا، وأيقظه إيقاظا: نبهه.

ومما يستدرك عليه: استيقظه: أيقظه. قال أبو حية النميري:

إذا استيقظته شم بطنا كـأنـه     بمعبوءة وافى بها الهند رادع وتيقظ من نومه: تنبه. واليقظة، بسكون القاف: لغة في التحريك، قال التهامي:

العيش نوم والمنية يقـظة     والمرء بينهما خيال ساري والأكثرون على أنه ضرورة الشعر، وقال أبو عمرو: إن فلانا ليقظ، إذا كان خفيف الرأس. ويقال: ما رأيت أيقظ منه. وهو مجاز وتيقظ فلان للأمر إذا انتبه له وقد يقظته وهو حجاز ورجل يقظا، الفكر ومتيقظه ويقظه، وهو يستيقظ إلى صوته. كل ذلك مجاز.

وقال الليث: يقال للذي يثير التراب: قد يقظه، إذا فرقه، وأيقظت الغبار: أثرته، وكذلك يقظته تيقيظا. قال الأزهري: هذا تصحيف والصواب بقط التراب تبقيطا، وقد ذكر في موضعه، وتبع الزمخشري الليث في إيقاظ الغبار بمعنى الإثارة. ويقظة: اسم رجل، وهو أبو مخزوم يقظة بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب، وفيه يقول الشاعر:

جاءت قريش تعودني زمـرا     وقد وعى أجرها لها الحفظه
ولم يعدني سهم ولا جـمـح      وعادني الغر من بني يقظه
لا يبرح العز فـيهـم أبـدا       حتى تزول الجبال من قرظه

وأبو اليقظان: عمار بن محمد الثوري، ابن أخت سفيان الثوري، محدث.

هذا آخر حرف الظاء، وبه تم نصف الكتاب من القاموس المحيط، والقابوس الوسيط وإلى الله أجأر في تكميل نصفه الثاني، بحرمة من أنزلت عليه السبع المثاني، وأنا أقول كما قال الجلال السيوطي في آخر سورة الإسراء من تكملة الجلالين:

حمدت الله ربـي إذ هـدانـي     لما أبديت من عجزي وضعفي
ومن لي بالخطا فـارد عـنـه     ومن لي بالقبول ولو بحـرف

صفحة : 5087

هذا وأنا في زمن لم أصل بصاف معين، ولا مصاف معين، والحمد لله تعالى وحده، وصلى الله على خير خلقه، محمد النبي وآله وأزواجه وذريته، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.