الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الأول: فصل الهمزة مع العين

أ ث ع
ذو أثيع، كزبير، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: هو شاعر من همدان كما في اللباب.

وزيد بن أثيع، أو يثيع بقلب الهمزة ياء، وسياقه يقتضي أنهما كزبير، وضبطه الحافظ كأمير، وهو تابعي روى عن علي رضي الله تعالى عنه. قلت: وعن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أيضا، ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وكنيته أبو إسحاق، كذا في حاشية الإكمال.

أ ز ع
أزيع، كزبير، أهمله الجماعة، وهو من الأعلام، أصله وزيع. قلت: فينبغي ذكره هناك، كما فعله الصاغاني وغيره من أئمة اللغة، وسيأتي ذلك للمصنف أيضا في وزع. ومما يستدرك عليه:

أ ش ع
أيشوع، بالفتح، قال الليث في تركيب و ش ع: هو اسم عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وسيأتي ذكره في و ش ع بالعبرانية، كما سيأتي هناك إن شاء الله تعالى.

أ ع ع
أع أع، مضمومتين. أهمله الجوهري وصاحب اللسان وهنا. وقد جاء في حديث السواك وهو?: كان إذا تسوك قال: أع أع، كأنه يتهوع، أي يتقيأ، وهي حكاية صوت المتقيئ. وفي التكملة: المتهوع. قالوا: أصلها هع هع، فأبدلت همزة. قال شيخنا: فالصواب إذن ذكرها في هوع قلت: وهكذا فعله صاحب اللسان وغيره. ومما يستدرك عليه:

أ ف ع
غلام أفعة، محركة، أي مترعرع. أهمله الجماعة.

أ ل ع
المألوع أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الخارزنجي في تكملة العين: هو المجنون وكذلك المألوق، كالمؤولع، كمطربل، وكذلك المؤولق، قال: وبه الأولع والأولق، أي الجنون.

قلت: وهذا بناء على أن الأولع والأولق وزنهما فوعل، فإن قيل: أفعل - كما ذهب إليه قوم - فالصواب ذكره في الواو، كما سيأتي، قاله شيخنا. قلت: وهو قول عرام ونصه: يقال: بفلان من حب فلانة الأولع والأولق، وهو شبه الجنون ومحل ذكره في و حلب عز وجل كما سيأتي

أ م ع
الإمع والإمعة، كهلع وهلعة ويفتحان، الفتح لغة عن الفراء. وقال ابن السراج: إمع فعل، لأنه لا يكون إفعل وصفا، وهو الرجل لا رأي له ولا عزم، فهو يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شي والهاء فيه للمبالغة. ومنه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: اغد عالما، أو متعلما ولا تكن إمعة ولا نظير له إلا رجل إمر، وهو الأحمق. قال الأزهري: وكذلك الإمرة، وهو الذي يوافق كل إنسان على ما يريده، قال الشاعر:

لقيت شيخا إمعه
سألته عما معه
فقال ذود أربعه

وقال آخر:
فلا در درك من صاحب فأنت الوزاوزة الإمعه

صفحة : 5088

وفي حديث أيضا: لا يكونن أحدكم إمعة. وروي عن ابن مسعود قال: كنا في الجاهلية نعد الإمعة هو متبع الناس إلى الطعام من غير أن يدعى، وإن الإمعة فيكم اليوم المحقب الناس دينه. قال أبو عبيد: والمعنى الأول يرجع إلى هذا. قلت: ومعناه المقلد الذي جعل دينه تابعا لدين غيره بلا روية ولا تحصيل برهان. وفي أمالي القالي: حدثنا أبو بكر بن الأنباري، حدثنا محمد بن علي المديني حدثنا أبو الفضل الربعي، حدثنا نهشل بن دارم عن أبيه عن جده عن الحارث الأعور قال: سئل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه عن مسألة، فدخل مبادرا، ثم خرج في رداء وحذاء، وهو متبسم، فقيل له: يا أمير المؤمنين، إنك كنت إذا سئلت عن المسألة تكون فيها كالسكة المحماة، قال: إني كنت حاقنا، ولا رأي لحاقن، ثم أنشأ يقول:

إذا المشكلات تصدين لي      كشفت حقائقها بالنظـر
لسان كشقشقة الأرحبـي     أو كالحسام اليماني الذكر
ولست بإمعة في الرجال      أسائل هذا وذا ما الخبر?

ولكنني مذرب الأصغرين أبين مع ما مضى ما غبر وقيل: الإمعة: المتردد في غير صنعة. وروي عن ابن مسعود أنه سئل: ما الإمعة? قال: من يقول: أنا مع الناس. قال ابن بري: أراد بذلك الذي يتبع كل أحد على دينه، أي ليس المراد به كراهة الكينونة مع الناس. وقال الليث: رجل إمعة، يقول لكل أحد: أنا معك.

ولا يقال: امرأة إمعة. فإنه خطأ، أو قد يقال، حكاه الجوهري عن أبي عبيد.

وتأمع الرجل، واستأمع: صار إمعة، ورجال إمعون، ولا يجمع بالألف والتاء.