الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الثاني: فصل الباء مع العين: الجزء الأول

فصل الباء مع العين

الجزء الأول

ب ت ع
البتع، بالكسر، وكعنب، مثال قمع وقمع: نبيذ العسل، كما في الصحاح، وزاد غيره: المشتد. وفي العين: نبيذ يتخذ من عسل كأنه الخمر صلابة، يكره شربه، أو هو سلالة العنب، قاله ابن عباد. وقال بعضهم: سمي بذلك لشدة فيه، من البتع، وهو شدة العنق. أو بالكسر: الخمر وقال أبو حنيفة: الخمر المتخذ من العسل، فأوقع الخمر على العسل، وهي لغة يمانية. وفي الحديث: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البتع فقال: كل شراب أسكر فهو حرام وعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أنه خطب فقال: خمر المدينة من البسر والتمر، وخمر أهل فارس من العنب، وخمر أهل اليمن البتع، وهو من العسل، وخمر الحبش السكركة.

صفحة : 5089

والبتع: الطويل من الرجال، ظاهر سياقه أنه بالكسر، وهو خطأ، والصواب فيه البتع ككتف، وامرأة بتعة: طويلة، كما في اللسان. والبتع، بالتحريك: طول العنق مع شدة مغرزها: تقول منه: بتع الفرس، كفرح، بتعا فهو بتع، ككتف، وهي بتعة، قاله الأصمعي. وقد سها هنا عن اصطلاحه وهو قوله: وهي بهاء. ويقال أيضا: عنق بتع وبتعة: شديدة. وقيل: مفرطة في الطول. وقال ابن الأعرابي: البتع: الطويل العنق، والتلع: الطويل الظهر وقال ابن شميل من الأعناق البتع، وهو الغليظ الكثير اللحم الشديد. وقال: ومنها الرهيف، وهو الدقيق. ويقال: البتع في العنق: شدته، والتلع: طوله. وأنشد الصاغاني لسلامة بن جندل يصف فرسا:

يرقى الدسيع إلى هاد لـه بـتـع      في جؤجؤ كمداك الطيب مخضوب وقال الليث: رسغ أبتع أي ممتلئ. وأنشد لرؤبة:
وقصبا فعما ورسغا أبتعا قال الصاغاني: وليس لرؤبة كما قال الليث. وقال ابن بري: كذا وقع، وأظنه: وجيدا أبتعا.

قال الليث أيضا: البتع، ككتف: الشديد المفاصل والمواصل من الجسد. وقال غيره: والبتع من الرجال كذلك، وفعله بتع، كفرح، وهو بتع وأبتع: اشتدت مفاصله، وهي بتعاء، وج: بتع، بالضم. وقال ابن عباد: بتع في الأرض: تباعد. قال: وبتع منه بتوعا، بالضم: انقطع، كانبتع، وهذه عن أبي محجن، كانبتل. وبتع النبيذ يبتع، من حد ضرب: اتخذه وصنعه كنبذه ينبذه، قاله ابن عباد.

وقال ابن شميل: بتع فلان بأمر لم يؤامرني فيه، كفرح، أي قطعه دوني. قال أبو وجزة السعدي:

بان الخليط وكان البين بائجة   ولم نخفهم على الأمر الذي بتعوا وشفة باثعة بالمثلثة لا غير،ووهم من قال بالمثناة، وهو ابن عباد في المحيط، وقد رد عليه الصاغاني. وتقول: جاءوا كلهم أجمعون، أكتعون، أبصعون، أبتعون، وهي إتباعات لأجمعين، لا يجئن إلا على إثرها، وفي العباب: بأثره، أو تبدأ بأيتهن شئت بعدها، قاله ابن كيسان، وفي الصحاح: وأبتع: كلمة يؤكد بها، تقول: جاءوا أجمعون، أكتعون، أبتعون. إنتهى.

والنساء كلهن جمع، كتع، بصع، بتع، والقبيلة كلها جمعاء، كتعاء، بصعاء، بتعاء. وهذا الترتيب غير لازم، وإنما اللازم لذاكر الجميع أن يقدم كلا ويوليه المصوغ من ج م ع، ثم يأتي بالبواقي كيف شاء، إلا أن تقديم ما صيغ من ك ت ع، على الباقين، وتقديم ما صيغ من ب ص ع على ب ت ع هو المختار، وقال الجوهري في ب ص ع: أبصع كلمة يؤكد بها تقول: أخذت حقي أجمع أبصع، والأنثى جمعاء بصعاء. وجاء القوم أجمعون أبصعون. ورأيت النسوة جمع بصع، وهو توكيد مرتب لا يقدم على أجمع، وقال ابن سيده: وإنما جاءوا بها إتباعا لأجمع، لأنهم عدلوا عن إعادة جميع حروف أجمع إلى إعادة بعضها، وهو العين تحاشيا من الإطالة بتكرير الحروف كلها. قال الأزهري: ولا يقال أبصعون حتى يتقدمه أكتعون، وروي عن أبي الهيثم: الكلمة تؤكد بثلاثة تواكيد، يقال: جاء القوم أكتعون أبتعون أبصعون.

صفحة : 5090

وحكى الفراء: أعجبني القصر أجمع، والدار جمعاء، بالنصب حالا، ولم يجز في أجمعين وجمع إلا التوكيد. وأجاز ابن درستويه حالية أجمعين، وهو الصحيح. وبالوجهين روي الحديث فصلوا جلوسا أجمعين، وأجمعون. على أن بعضهم جعل أجمعين توكيدا لضمير مقدر منصوب، كأنه قال: أعنيكم أجمعين. ومما يستدرك عليه: البتاع، كشداد: الخمار، بلغة اليمن.

والبتع، بالفتح: القوة والشدة، وهو باتع. وبتعة، بالفتح: جبل لبني نصر بن معاوية، فيه قبور لقوم من عاد، كذا في المعجم. قلت: ويأتي ذلك للمصنف في ت ب ع، بتقديم التاء على الباء. وهو تصحيف قلد فيه الصاغاني، والصواب ذكره هنا.

ب ث ع
البثع، محركة: ظهور الدم في الشفتين خاصة، فإذا كان بالغين والباء التحتية ففيهما وفي الجسد كله، وهو البثع في الجسد، قاله الليث. ويقال: شفة باثعة كاثعة، أي يبثع فيها الدم، حتى تكاد تنفطر من شدة الحمرة. وفي الصحاح: شفة كاثعة باثعة، أي ممتلئة محمرة من الدم.

وقال ابن دريد: الشفة باثعة، إذا غلظ لحمها، وظهر دمها، وهو أبثع، وهو بثعاء، وهو مستقبح.

وقال أبو زيد: بثعت الشفة كفرحت: انقلبت عند الضحك، وقد بثع فلان:إذا انقلبت شفته.

وقال الأزهري: بثعت لثة الرجل تبثع بثوعا، إذا خرجت وارتفعت، كأن بها ورما، وذلك عيب.

وقال ابن عباد: البثعة: لحمة تكون ظاهرة ناتئة خلقة في موضع اللثغة.

قال: وبثع الجرح تبثيعا: خرج فيه بثع شبه الضروس تخرج فيه، وربما أرض، وهو لحم أحمر. ومما يستدرك عليه: لثة بثوع، كصبور، ومبثعة كمحدثة: كثيرة اللحم والدم، والاسم منه البثع محركة. وامرأة بثعة كفرحة: حمراء اللثة وارمتها. وبثع الجرح كفرح، مثل بثع تبثيعا.

ب ج ع
بجع الرجل، كفرح، بالجيم، وكذا انبجع: إذا أكثر من الأكل حتى كاد أن ينفطر.

ب خ ث ع
بخثع، كجعفر، والخاء معجمة: اسم زعموا، وليس بثابت، كذا في اللسان. ومما يستدرك عليه: أيضا:

ب خ ش ع
بختيشوع: اسم، وهو والد جبريل المتطبب المشهور.

ب خ ذ ع
بجعه بالجيم، هكذا في النسخ، والصواب بخذعه، بالخاء والذال المعجمتين، كما في نسخة أخرى، وقد أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: ضربه فبخذعه، أي قطعه بالسيف، كخذعه، وهو مقلوب منه.

ب خ ع
بخع نفسه، كمنع: قتلها غما، نقله الجوهري، وهو مجاز. وأنشد لذي الرمة:

ألا أيهذا الباخع الوجد نفسـه     بشيء نحته عن يديك المقادر وقال غيره: بخعها بخعا وبخوعا: قتلها غيظا أو غما.

وبخع له بالحق بخوعا: أقرب به وخضع له، كبخع له، بالكسر، بخاعة وبخوعا. ويقال: بخعت له، أي تذللت وأطعت وأقررت. قال الكسائي: بخع الركية يبخعها بخعا، إذا حفرها حتى ظهر ماؤها. ومنه حديث عائشة أنها ذكرت عمر رضي الله عنهما فقالت: بخع الأرض، فقاءت أكلها، أي قهر أهلها وأذلهم، واستخرج ما فيها من الكنوز وأموال الملوك.

صفحة : 5091

ومن المجاز بخع له نصحه بخعا، إذا أخلصه وبالغ. وقال الأخفش: يقال: بخعت لك نفسي ونصحي، أي جهدتهما، أبخع بخوعا، ومثله في الأساس. ومنه حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه - رفعه - أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوبا، وألين أفئدة، وأبخع طاعة، أي أنصح وابلغ في الطاعة من غيرهم، كأنهم بالغوا في بخع أنفسهم، أي قهرها وإذلالها بالطاعة.
وفي الأساس: بخع، أي أقر إقرار مذعن يبالغ جهده في الإذعان، وهو مجاز.

ومن المجاز أيضا: بخع الأرض بالزراعة بخعا، إذا نهكها وتابع حراثتها، ولم يجمها عاما، أي لم يرحها سنة، كما في الدر النثير للجلال. يقال: بخع فلانا خبره: إذا صدقه.

وبخع بالشاة، إذا بالغ في ذبحها، كذا في العباب. وقال الزمخشري: بخع الذبيحة، إذا بالغ في ذبحها، كذا هو نص الفائق له.

وفي الأساس: بخع الشاة: بلغ بذبحها القفا، وقوله: حتى بلغ البخاع، أي هو أن يقطع عظم رقبتها ويبلغ بالذبح البخاع. قال الزمخشري: هذا أصله، ثم استعمل في كل مبالغة.

وقوله تعالى: فلعلك باخع نفسك على آثارهم أي مخرج نفسك وقاتلها. قاله الفراء. وفي العباب: أي مهلكها مبالغا فيها حرصا على إسلامهم، زاد في البصائر: وفيه حث على ترك التأسف، نحو قوله تعالى: فلا تذهب نفسك عليهم حسرات والبخاع، ككتاب: عرق في الصلب مستبطن القفا، كما في الكشاف، وقال البيضاوي: هو عرق مستبطن الفقار بتقديم الفاء على القاف وزيادة الراء. وقال قوم هو تحريف، والصواب القفا كما في الكشاف. وقوله: يجري في عظم الرقبة، هكذا في سائر النسخ وهو غلط، فإن نص الفائق - بعد ما ذكر البخاع بالباء، قال- : وهو العرق الذي في الصلب، وهو غير النخاع بالنون وهو الخيط الأبيض الذي يجري في الرقبة، وهكذا نقله الصاغاني أيضا وصاحب اللسان وابن الأثير، ومثله في شرح السعد على المفتاح ونصه: وأما بالنون فخيط أبيض في جوف عظم الرقبة يمتد إلى الصلب وقوله فيما زعم الزمخشري، أي في فائقه وكشافه، وقد تبعه المطرزي في المغبر. وقال ابن الأثير في النهاية: ولم أجده لغيره. قال: وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطب والتشريح فلم أجد البخاع بالباء مذكورا في شيء منها. ولذا قال الكواشي في تفسيره: البخاع، بالباء لم يوجد وإنما هو بالنون. قال شيخنا: وقد تعقب ابن الأثير قوم بأن الزمخشري ثقة ثابت واسع الاطلاع، فهو مقدم.

ب د ع

صفحة : 5092

البديع: المبتدع، وهو من أسماء الله الحسنى، لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها، وهو البديع الأول قبل كل شيء. وقال أبو عدنان: المبتدع: الذي يأتي أمرا على شبه لم يكن ابتداه إياه. قال الله جل شأنه: بديع السموات والأرض أي مبتدعها ومبتدئها لا على مثال سبق. قال أبو إسحاق: يعني أنه أنشأها على غير حذاء ولا مثال، إلا أن بديعا من بدع لا من أبدع، وأبدع أكثر في الكلام من بدع، ولو استعمل بدع لم يكن خطأ، فبديع فعيل بمعنى فاعل، مثل قدير بمعنى قادر، وهو صفة من صفاته تعالى لأنه بدأ الخلق على ما أراد على غير مثال تقدمه، وروي أن اسم الله الأعظم يا بديع السموات والأرض، ياذا الجلال والإكرام.

والبديع أيضا: المبتدع. يقال: جئت بأمر بديع، أي محدث عجيب، لم يعرف قبل ذلك.

والبديع: حبل ابتدئ فتله ولم يكن حبلا فنكث ثم غزل ثم أعيد فتله، ومنه قول الشماخ يصف جملا:

كأن الكور والأنساع مـنـه     على علج رعى أنف الربيع
أطار عقيقه عنـه نـسـالا      وأدمج دمج ذي شطن بديع

وقال أبو حنيفة: حبل بديع، أي جديد. قال الأزهري: فعيل بمعنى مفعول.

والبديع: الزق الجديد، والسقاء الجديد، صفة غالبة، كالحية والعجوز، ومنه الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تهامة كبديع العسل حلو أوله، حلو آخره . شبهها بزق العسل، لأنه لا يتغير هواؤها، فأوله طيب وآخره طيب، وكذلك العسل لا يتغير وليس كذلك اللبن، فإنه يتغير.

والبديع: الرجل السمين، وقد بدع، كفرح، عن الأصمعي، فهو مثل سمن يسمن فهو سمين، وأنشد لبشير بن النكث:

فبدعت أرنبه وخـرنـقـه     وغمل الثعلب غملا شبرقه أي طال الشبرق حتى غمل الثعلب، أي غطاه، ومعنى بدعت: سمنت.

ج: بدع، بالضم. وبديع: بناء عظيم للمتوكل العباسي، بسر من رأى، قاله الحازمي. وقال السكوني: بديع: ماء عليه نخيل وعيون جارية قرب وادي القرى، كما في العباب والمعجم. ويقال: بديع، بالياء التحتية، وهو قول الحازمي، وسيأتي في موضعه أنه موضع بين فدك وخيبر. وبديعة، كسفينة: ماء بحسمى، وحسمى: جبل بالشام، كذا في المعجم.

والبدع، بالكسر: الأمر الذي يكون أولا، وكذلك البديع، ومنه قوله تعالى: قل ما كنت بدعا من الرسل ، أي ما كنت أول من أرسل، قد أرسل قبلي رسل كثير. ويقال: فلان بدع في هذا الأمر، أي أول لم يسبقه أحد.

والبدع: الغمر من الرجال، عن ابن الأعرابي. والبدن البدع: الممتلئ، والبدع: الغاية في كل شيء يقال: رجل بدع، وامرأة بدعة، وذلك إذا كان عالما، أو شجاعا، أو شريفا وقال الكسائي: البدع يكون في الخير والشر. الجوهري: ابداع، يقال: رجال أبداع، وقوم أبداع، عن الأخفش، وبدع، كعنق، وهي بدعة، كسدرة، ج: بدع، كعنب. ويقال أيضا: نساء أبداع كما في اللسان.

وقد بدع، ككرم، بداعة وبدوعا، قاله الكسائي، أي صار غاية في وصه، خيرا كان أو شرا.

صفحة : 5093

والبدعة، بالكسر: الحدث في الدين بعد الإكمال، ومنه الحديث: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. أو هي ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الأهواء والأعمال، وهذا قول الليث. قال: و الجوهري: بدع، كعنب، وأنشد:

ما زال طعن الأعادي والوشاة بناوالطعن أمر من الواشين لا بدع وقال ابن السكيت: البدعة: كل محدثة. وفي حديث قيام رمضان نعمت البدعة هذه وقال ابن الأثير: البدعة بدعتان: بدعة هدى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به فهو في حيز الذم والإنكار، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه، وحض عليه، أو رسوله، فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء، وفعل المعروف، فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثوابا، فقال:من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها. وقال في ضده: من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها، وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسله، قال: ومن هذا النوع قول عمر رضي الله تعالى عنه: نعمت البدعة هذه لما كانت من أفعال الخير، وداخلة في حيز المدح سماها بدعة ومدحها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنها لهم، وإنما صلاها ليالي ثم تركها، ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس لها، ولا كانت في زمن أبي بكر رضي الله عنه، وإنما عمر جمع الناس عليها وندبهم إليها، فبهذا سماها بدعة، وهي على الحقيقة سنة لقوله صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي . وقوله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر عمر. وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر: كل محدثة بدعة إنما يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة، وأكثر ما يستعمل المبتدع عرفا في الذم.

ومبدوع: فرس الحارث بن ضرار ابن عمرو بن مالك الضبي. كذا في العباب، ووقع في التكملة: فرس عبد الحارث، وهو الصواب، وهو القائل فيه:

تشكى الغزو مبدوع وأضحى    كأشلاء اللحام به جـروح
فلا تجزع من الحدثان إنـي     أكر الغزو إذ جلب القروح

وقال زويهر بن عبد الحارث:

فقلت لسـعـد لا أبـا لأبـيكـم     ألم تعلموا أني ابن فارس مبدوع وهذا يؤيد ما في التكملة، وسيأتي ذلك للجوهري في ي د ع.

وبدع، كفرح: سمن، عن الأصمعي، وزنا ومعنى، وقد تقدم.

وبدع الشيء كمنعه بدعا: أنشأه وبدأه، كابتدعه، ومنه البديع في أسمائه تعالى، كما سبق.

وقال ابن دريد: بدع الركية بدعا: استنبطها وأحدثها، وأبدع وأبدأ بمعنى واحد، ومنه البديع في أسمائه تعالى، وهو أكثر من بدع، كما يقال: البدئ، وقد تقدم.

وأبدع الشاعر: أتى بالبديع من القول المخترع على غير مثال سابق.

صفحة : 5094

وأبدعت الراحلة: كلت وعطبت، عن الكسائي، أو أبدعت به: ظلعت أو بركت في الطريق من هزال أو داء، أو لا يكون الإبداع إلا بظلع، كما قاله بعض الأعراب. وقال أبو عبيدة: ليس هذا باختلاف، وبعضه شبيه بعض.

قلت: وفي حديث الهدي إن هي أبدعت أي انقطعت عن السير بكلال أو ظلع، كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من مادة السير إبداعا، أي إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها.

وقال اللحياني: يقال: أبدع: فلان بفلان، إذا فظع به، وخذله، ولم يقم بحاجته، ولم يكن عند ظنه به، وهو مجاز. ومن المجاز: قال أبو سعيد: أبدعت حجته، أي بطلت، وفي الأساس: ضعفت.

وقال غيره: أبدع بره بشكري، وقصده وإيجابه بوصفي، كذا في العباب. وفي اللسان: فضله وإيجابه بوصفي: إذا شكره على إحسانه إليه، معترفا بأن شكره لا يفي بإحسانه.

ومن المجاز: أبدع، بالضم، أي مبنيا للمفعول: أبطل. قال أبو سعيد: يقال: أبدعت حجته، أي أبطلت. وأبدع بفلان: عطبت ركابه أوكلت وبقي منقطعا به وحسر عليه ظهره، أو قام به، أي وقف. ومنه الحديث أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أبدع بي فاحملني أي انقطع بي، لكلال راحلتي. قال ابن بري: وشاهده قول حميد الأرقط:

لا يقدر الحمس على جبابه    إلا بطول السير وانجذابه

وترك ما أبدع من ركابه وبدعه تبديعا: نسبه غلى البدعة، كما في الصحاح.

واستبدعه: عده بديعا، كما في الصحاح أيضا. وتبدع الرجل: تحول مبتدعا، كما في العباب، قال رؤبة:

إن كنت لله التقي الأطوعا     فليس وجه الحق أن تبدعا ومما يستدرك عليه: ركي بديعة حديثه الحفر. ويقال: ما هو ببديع، كما يقال: ببدع.

وأبدع الرجل، وابتدع: أتى ببدعة. ومن الأخير قوله تعالى: ورهبانية ابتدعوها .

وزمام بديع: جديد. وفي المثل: إذا طلبت الباطل أبدع بك.

وأبدعوا به: ضربوه. وأبدع يمينا: أوجبها، عن ابن الأعرابي.

وأبدع بالحج وبالسفر: عزم عليه. وأمر بادع: بديع. والبدائع: موضع في قول كثير:

بكى إنه سهل الدموع كما بكى     عشية جاوزنا بحار البـدائع والبديع: لقب أبي الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمذاني، أحد الفصحاء صاحب المقامات التي حذا عليها الحريري، روى عن ابن فارس اللغوي، وعيسى بن هشام الأخباري، وعنه القاضي أبو محمد عبد الله بن الحسين النيسابوري، ومات بهراة مسموما سنة ثلاثمائة وثمانية وتسعين. وأيضا لقب عبد الصمد بن الحسين بن عبد الغفار الريحاني الواعظ الصوفي، سمع زاهر بن طاهر، وأبا الحصين، وصحب أبا النجيب، توفي سنة خمسمائة وإحدى وثمانين.

ب ذ ع
البذع، محركة أهمله الجوهري. وقال الليث: هو شبه الفزع. والمبذوع: المذعور المفزع. قال أعرابي: بذعوا فابذعروا، أي فزعوا فتفرقوا. قال الأزهري: ما سمعت هذا لغير الليث.

صفحة : 5095

وبذعه، كمنعه بذعا: أفزعه، كأبذعه، وكذلك ندع.

وقال ابن الأعرابي: بذع الحب، بالضم: قطر الماء، وكذلك مذع وذلك القطر السائل بذع، بالفتح، ومذع، بالميم. وصبح بن بذيع، كأمير: محدث خراساني، روى عنه أحمد ابن أبي الحواري. قلت: وضبطه الحافظ بالدال المهملة. قال: وضبطه الأشيري أيضا هكذا، فتأمل.

ب ر ث ع
برثع، كقنفذ، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: اسم، كذا في العباب واللسان.

ب ر د ع
البردعة، بإهمال الدال، أهمله الجوهري. وقال شمر: هو لغة في الذال المعجمة، وهو الحلس الذي يلقى تحت الرحل، وخص بعضهم به الحمار، وقد تقدم في السين أن الحلس غير البردعة، فانظره. وبردعة، بلا لام كما هو المشهور، وقد تنقط داله، وقال ياقوت: ورواه أبو سعيد بالدال المهملة: د، بأقصى أذربيجان، منه إلى جنزة تسعة فراسخ. وقال الإصطخري: وهي مدينة كبيرة جدا، أكثر من فرسخ في فرسخ، وهي نزهة خصبة، كثيرة الزرع والثمار جدا، وليس ما بين العراق وخراسان بعد الري وأصبهان مدينة أكبر ولا أخصب ولا أحسن موضعا منها. قال ياقوت: فأما الآن فليس كذلك، فقد لقيت من أهل بردعة بأذربيجان رجلا سألته عن بلده، فذكر أن آثار الخراب بها كثير، وليس بها الآن إلا كما يكون في القرى، ناس قليل، وحال مضطرب، ودور منهدمة، وخراب مستول، فسبحان من له في خلقه تدبير. قال ياقوت: فتحها سلمان بن ربيعة الباهلي في أيام عثمان رضي الله عنه، صلحا بعد فتح بيلقان، وقد ذكرها مسلم ابن الوليد في شعره يرثي يزيد بن مزيد، وكان مات ببردعة سنة مائة وخمس وثلاثين:

قبر ببردعة استسر ضريحه     خطرا تقاصر دونه الأخطار
أجل تنافسه الحمام وحفـرة    نفست عليها وجهك الأحجار
أبقى الزمان على معد بعـده    حزنا كعمر الدهر ليس يعال

قال حمزة: بردعة معرب برده دان، ومعناه بالفارسية:موضع السبي، وذلك لأن ملكا منهم، أي من ملوك الفرس سبى سبيا من وراء أرمينية وأنزلهم هنالك، ثم غيرته العرب لبردعة. منه أبو بكر محمد بن يحيى بن هلال البردعي الشاعر نزيل بغداد، روى عنه أبو سعد الإدريسي، ومكي ابن أحمد بن سعدويه البردعي المحدث المكثر الرحال، سمع بدمشق ابن جوصا، وببغداد أبا القاسم البغوي، وبمصر أبا جعفر الطحاوي، روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وكان نزل نيسابور سنة ثلاثمائة وثلاثين، وأقام بها، ثم خرج إلى ما وراء النهر سنة خمسين، وتوفي بالشاش سنة ثلاثمائة وأربعة وخمسين. وممن ينسب إليه أيضا: أبو عثمان سعيد بن عمرو ابن عمار الأزدي البرذعي الحافظ، وأبو بكر عبد العزيز بن الحسن البردعي الحافظ، وغيرهما.

وقال ابن دريد: رجل مبرندع عن الشيء، أي منقبض وجهه، كذا في العباب، وفي بعض النسخ: متقبض. وفي التكملة: رجل مبرندع عن الشيء، إذا انقبض عنه.
ب رذع

صفحة : 5096

البرذعة بالذال المعجمة، لغة في البردعة نقله شمر، قال رؤبة:

وتحت أحناء الرحال البرذع واقتصر الجوهري على الإعجام وينسب إلى عملها محدثون، وقد ينسب إلى الجمع فيقال: البراذعي، كالأنماطي. والبرذعة: أرض لا جلد ولا سهل، والجمع البراذع.

وبرذعة: د، بأذربيجان وإهمال ذاله أكثر، وقد تقدم ذلك.

وبرذع بن زيد بن النعمان، ابن أخي قتادة بن النعمان: صحابي أوسي أحدي شاعر، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة. وقال أبو زيد: ابرنذع للأمر ابرنذاعا: استعد له، نقله الجوهري.

ومما يستدرك عليه: برذع، كجعفر: اسم رجل، أنشد ثعلب:

لعمر أبيها لا تقول حليلتـي    ألا إنه قد خانني اليوم برذع وبرذع بن يزيد بن عامر: صحابي، رضي الله عنه.

وابرنذع أصحابه: تقدمهم، كذا في الغريب المصنف، وتبعه السهيلي في الروض أثناء غزوة بدر. وفي اللسان: وهو نادر، لأن مثل هذه الصيغة لا يتعدى.

وجو برذعة: أرض لبني نمير باليمامة في جوف الرمل، وفيها نخل. كذا في المعجم.

ب ر ش ع
البرشاع، بالكسر، هو الأهوج الضخم الجافي، نقله الجوهري، وزاد غيره: المنتفخ، وأنشد الجوهري لرؤبة:

لا تعدليني بأمرئ إرزب     ولا ببرشاع الوخام وغب قال ابن بري، والصاغاني:الإنشاد مختل، وصوابه:

لا تعدليني واستحي بإزب    كز المحيا أنح إرزب
وغل ولا هوهاءة نخب     ولا ببرشـاع الوخام وغب

قال ابن بري: وهذا الرجز قد أورده الجوهري في ترجمة و غ ب، فقال:

ولا ببرشام الوخام وغب قلت: وأنشد في أنح:

كز المحيا أنح إرزب على الصواب، وغيره هنا.

والبرشاع: السيئ الخلق، كالبرشع، كزبرج، عن ابن دريد.

وبرشاعة، بالكسر: منهل بين الدهناء واليمامة، نقله ياقوت عن الحفصي.

ومما يستدرك عليه: البرشاع: الأحمق الطويل، وقيل: هو المنتفخ الجوف، لا فؤاد له.

ب ر ع
برع، ويثلث، اقتصر الجوهري على الفتح والضم. وقال الصاغاني: وبرع، كفرح لغة فيها براعة، هو مصدر برع ككرم، وعليه اقتصر الجوهري، وأنشد أبو عمرو بن العلاء:

لو أن أصحابي بنو خناعـه     أهل الندى والحزم والبراعه وزاد في المحكم: بروعا، بالضم، وهو مصدر برع، كنصر: فاق أصحابه في العلم وغيره، كما في الصحاح، أو تم في كل فضيلة وجمال، كما في المحكم. فهو بارع، وهي بارعة، وقد أغفل عن اصطلاحه هنا فتنبه. وبرع صاحبه، إذا غلبه. وقال ابن الأعرابي: يقال: برعه وفرعه، إذا علاه وفاقه، وكل مشرف بارع، وفارع.

وفي العباب: هذا أبرع منه، أي أضخم. قال أبو ذؤيب يصف ثورا رمي:

فكبا كما يكبو فنيق تارز     بالخبت، إلا أنه هو أبرع أي إلا أن الفنيق هو أضخم من الثور. وفي شرح الديوان: أعظم منه.
وأمر بارع،: سني جميل. وقال ابن الأعرابي: البريعة: المرأة الفائقة الجمال والعقل.

صفحة : 5097

والبرع، بالفتح: حصن بذمار باليمن، نقله الصاغاني وياقوت.

وبرعة: مخلاف بالطائف، نقلاه أيضا. وبرع، كزفر: جبل بتهامة بالقرب من وادي سهام، فيه قلعة حصينة، وقرى عدة، يسكنها الصنابر من حمير، وله سوق، وقد نسب إليه من المتأخرين الشاعر المفلق عبد الرحيم بن أحمد البرعي، مادح المصطفى صلى الله عليه وسلم، والموجود في أيدي الناس هو ديوانه الصغير، وله مقام عظيم ببلده، وذرية صالحة.

وبروع، كجرول، هكذا ضبطه الجوهري، قال: ولا يكسر فإنه خطأ، وعزاه لأصحاب الحديث وعلل بأنه ليس في الكلام فعول إلا خروع، وعتود: اسم واد، ونقله الصاغاني أيضا هكذا، وزاد وعتور، قال: وليس بتصحيف عتود، وكذك جزم المطرزي في المغرب وابن دريد في الجمهرة بأن الكسر خطأ، وقد جزم أكثر المحدثين بصحة الكسر، ورووه هكذا سماعا. وفي الغاية هو بالكسر، والفتح، والكسر أشهر: اسم امرأة وهي بنت واشق الرواسية، وقيل: الأشجعية زوج هلال بن مرة، صحابية، روى عنها سعيد بن المسيب.

وبروع: ناقة لعبيد بن حصين النميري الراعي الشاعر، وهو القائل فيها وفي ناقته الأخرى عفاس:

إذا بركت منها عجاساء جـلة     بمحنية أشلى العفاس وبروعا ومن ذلك كان يدعو جرير - وعبارة الصحاح: ومنه كان جرير يدعو - جندل بن الراعي بروعا.

وقال ابن بري: بروع: اسم أم الراعي، ويقال: اسم ناقته، قال جرير يهجوه: فما هيب الفرزدق قد علمتم وما حق ابن بروع أن يهابا ويقال: تبرع فلان بالعطاء، أي تفضل بما لا يجب عليه، وقيل: أعطى من غير سؤال. قال الزمخشري: كأنه يتكلف البراعة فيه والكرم.

وفي الصحاح: فعله متبرعا، أي متطوعا، وهو من ذلك.

ومما يستدرك عليه: برع الجبل: علاه. وسعد البارع: نجم من المنازل. وجارية بارعة، أي جميلة. والبارع: لقب أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الوهاب الحارثي البغدادي الأديب، ذكره ابن العديم في تاريخ حلب.

ب ر ق ع
البرقع، كقنفذ وجندب وعصفور، هكذا نقل الجوهري هذه اللغات الثلاثة، وهو قول ابن الأعرابي، قال: يكون للنساء والدواب، وأنشد الجوهري لشاعر يصف خشفا:

وخد كبرقوع الفتاة ملـمـع     وروقين لما يعدوا أن تقشرا قلت: هكذا في نسخ الصحاح. ويروى: لما يعد أن يتقشرا. وقال الصاغاني: الشعر للنابغة الجعدي يصف بقرة مسبوعة، والرواية: وخدا وملمعا، وصدره:

فلاقت بيانا عنـد أول مـعـهـد    إهابا ومعبوطا من الجوف أحمرا وهكذا قاله ابن بري أيضا، وقال في قوله: فلاقت يعني بقرة الوحش التي أخذ الذئب ولدها.

وفي اللسان والعباب: وقد أنكر أبو حاتم اللغة الثانية والثالثة وكان ينشد بيت الجعدي:

وخد كبرقع الفتاة قال: ومن أنشده كبرقوع فإنما فر من الزحاف. وأنشد ابن دريد لأبي النجم:

من كل عجزاء سقوط البرقع     بلهاء لم تحفظ ولم تـضـيع

صفحة : 5098

وقال الليث: جمع البرقع البراقع. قال وفيه خرقان للعينين، وأنشد الصاغاني لأبي النجم:

إن ذوات الأزر والـبـراقـع      والبدن في ذاك البياض الناصع
ليس اعتذاري عندها بـنـافـع   ولا شفاعات لذاك الـشـافـع

ومن قول العامة في العكس المستوي: عقارب تحت براقع.

ويقال: برقعه برقعة: ألبسه إياه فتبرقع، أي لبسه. قال توبة بن الحمير:

وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعتفقد رابني منها الغداة سفورها وقال ابن شميل: البرقع كقنفذ: سمة لفخذ البعير، حلقتان بينهما خباط في طول الفخذ، وفي العرض الحلقتان، صورتها هكذا. والبرقع أيضا: ماء لبني نمير ببطن الشريف. نقله ياقوت والصاغاني. وبرقع، بلا لام: اسم للعنز إذا دعيت للحلب، نقله ابن عباد.

وقال أبو عمرو: جوع برقوع، كعصفور، وصعفوق، جاء الأخير نادرا ندرة صعفوق، وكذلك جوع يرقوع بالياء التحتية المضمومة، وليس بتصحيف، بل هي لغة ثالثة، وكذلك بركوع وبركوع كل ذلك بمعنى واحد، أي شديد. والبرقع كزبرج، وقنفذ: اسم للسماء. وقال أبو علي الفارسي: هي السماء السابعة لا ينصرف، ونقله الجوهري أيضا هكذا.

أو هو اسم السماء الرابعة، كما نقله الأزهري عن الليث، وقال: جاء ذكره في بعض الأحاديث.

أو هي اسم السماء الأولى وهي سماء الدنيا، كما قاله ابن دريد، قال: زعموا، وكذلك قاله ابن فارس، قال: والباء زائدة، والأصل الراء والقاف والعين، لأن كل سماء رقيع، والسموات أرقعة، وصوب الصاغاني قول الأزهري، وأنشد الجوهري لأمية بن أبي الصلت:

فكأن برقع والملائك تحتها     سدر تواكله القوائم أجرب هكذا هو في نسخ الصحاح، وهو غلط، والرواية الصحيحة أجرد بالدال، كما نبه عليه ابن بري والصاغاني، والقصيدة دالية. وزاد ابن بري: وما وصفه الجوهري في تفسير هذا البيت هذيان منه، وسماء الدنيا هي الرقيع. قلت: وقد تقدم البحث في ذلك في س د ر فراجعه.

وبركة برقع، كقنفذ، بأعلى الشام، وقد أهمله ياقوت والصاغاني، وهو غير الذي ببطن الشريف، فإن ذلك بنجد. والمبرقعة، بفتح القاف: الشاة البيضاء الرأس، نقله الجوهري. قال: وبكسرها: غرة الفرس الآخذة جميع وجهه غير أنه ينظر في سواد ، زاد غيره، وقد جاوز بياض الغرة سفلا إلى الخدين من غير أن يصيب العينين. يقال: فرس مبرقع، وغرة مبرقعة.

ومن المجاز: برقع لحيته، أي صار مأبونا، معناه تزيا بزي من لبس البرقع، ومنه قول الشاعر:

ألم تر قيسا عيلان برقعـت     لحاها وباعت نبلها بالمغازل ومن المجاز: برقع فلانا بالعصا برقعة: ضربه بها بين أذنيه، أي حتى صار كالبرقع على رأسه. ومما يستدرك عليه: قال الفراء: برقع، نادر ندرة هجرع: اسم للسماء عن ابن عباد، ونقله الأزهري أيضا، وقال: جاء على فعلل، وهو غريب نادر. قلت: ولعل قول المصنف في اسم السماء وكقنفذ تصحيف عن هذا، فتأمل.

صفحة : 5099

والمبرقع: لقب موسى بن محمد بن علي بن موسى الكاظم، الحسيني، المدفون بقم، ويقال لولده الرضويون.

ب ر ك ع
البركع، كقنفذ: الرجل القصير، وكذا الجمل القصير، كذا قاله ابن عباد. بل في اللسان: البركع: القصير من الإبل خاصة، فاقتصار المصنف على الرجل قصور.

وقال ابن عباد أيضا: البركع: فصيل لا يصل عنقه إلى الأرض.

وبركع بالسيف: ضرب وقطع، قاله أبو عبيدة، وكذلك بلكع. وبركع: صرع، نقله الجوهري، وكذلك كربع. وبركع بركعة: قام على أربع، نقله الجوهري. ويقال: بركع الرجل، إذا سقط على ركبتيه، كذا في اللسان والمحيط.

وتبركع الرجل: وقع على استه مصروعا، نقله الجوهري. وأنشد الجوهري للراجز:

ومن همزنا عزه تبركعـا     على استه زوبعة أو زوبعا وقال الصاغاني: هو إنشاد مداخل، والرجز لرؤبة، والرواية:

ومن همزنا عظمه تلعلعا     ومن أبحنا عزه تبركعا وقال ابن بري: هكذا ذكره ابن دريد: زوبعة أو زوبعا، وصوابه بالراء.

قلت: وقد قلد الجوهري ابن دريد فرواه بالزاي، وسيأتي. وجوع بركوع، بالضم، كبرقوع زنة ومعنى، أي شديد. ومما يستدرك عليه: البركع، كقنفذ: المسترخي القوائم في ثقل. وجوع بركوع، بالفتح، عن أبي عمرو، وهو نادر، وقد تقدم.


ب ز ع
بزع الغلام، ككرم بزاعة فهو بزيع، وهي بزيعة، أي صار ظريفا مليحا كيسا ذكي القلب، نقله الليث. قال: ولا يقال إلا للأحداث من الرجال والنساء، كتبزع، نقله الجوهري، يقال: تبزع الغلام، أي ظرف. وقال أبو الغوث: البزيع، كأمير: الغلام يتكلم ولا يستحيي، نقله الجوهري. قال: والبزاعة مما يحمد به الإنسان.

وقال ابن دريد: البزيع: الخفيف اللبق من الرجال، كالبزاع، كغراب. وهذا نقله الجوهري، وقال: حكاه أبو عبيدة عن يونس بن حبيب الضبي نحوي.

وأبو حازم بزيع الكوفي. بزيع الضبي. وبزيع العطار. وبزيع بن عبد الرحمن. وأبو سهل تمام بن بزيع. وفاته أبو عمرو بزيع مولى بني مخزوم: محدثون، وقد تكلموا في أبي حازم، وأبي سهل، كذا قاله الصاغاني.

قلت: أما أبو حازم فإنه بزيع بن عبد الله اللحام، يروي عن الضحاك.

قال الذهبي: قد ضعفوه. وأما أبو سهل فقد روى عن الحسن، قال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: ممن فحش خطؤه. قلت: وبزيع بن عبد الرحمن يروي عن نافع، وقد ضعفه أبو حاتم.

وفاته: بزيع بن حسان الذي يروي عن الأعمش، وقد ضعفه الدارقطني أيضا. وعمر بن بزيع، عن حارث بن حجاج. قال الدارقطني: كوفي متروك، روى عنه أبو كريب. وفي كلام المصنف والصاغاني من القصور ما لا يخفى.

وبوزع، كجوهر: اسم رملة معروفة من رمال بني أسد. وفي التهذيب، والصحاح، والعباب: لبني سعد. قال رؤبة:

من رمل يرنا أو رمال بوزعا وبوزع: علم للنساء فوعل من البزيع، قال جرير:

وتقول بوزع قد دببت على العصا     هلا هزئت بغـيرنـا يا بـوزع

صفحة : 5100

ولقد رأيتك في العذارى مـرة     ورأيت رأسي وهو داج أفرع هكذا في العباب، ووقع في اللسان: هزئت بويزع إذ دببت على العصا وتبزع الشر، أي تفاقم، نقله الجوهري، وشك ابن فارس في صحته. أو تبزع الشر، إذا هاج وأرعد ولما يقع، نقله الليث، وأنشد للعجاج:

إنا إذا أمر العدا تبزعـا      وأجمعت بالشر أن تلفعا قال الصاغاني: في قول الليث غلطان: أحدهما: أن الرجز لرؤبة لا للعجاج، والثاني: أن الرواية تترعا بتاءين معجمتين باثنتين من فوق، فلا يبقى له في الرجز حجة.

وبزاعة، كثمامة ويكسر: د، بين منبج وحلب، قاله الصاغاني، ونقله ياقوت أيضا هكذا سماعا من أهل حلب، بالضم والكسر، قال: ومنهم من يقول: بزاعي، بالقصر، وعليه قول شاعرهم:

لو أن بزاعي جنة الخلد ما وفى رحيل إليها بالترحل عنكم قلت: وعلى هذا اقتصر ابن العديم في تاريخ حلب، زاد: ويقال لها أيضا: باب بزاعي فيقال: في النسبة إليها البابي، وقد تقدم ذلك في موضعه. قال ياقوت: وهي بلدة من أعمال حلب في وادي بطنان بين منبج وحلب، بين كل واحدة منها مرحلة، وفيها عيون ومياه جارية وأسواق حسنة، وقد خرج منها بعض أهل الأدب، منهم أبو خليفة يحيى بن خليفة بن علي بن عيسى ابن عامر التنوخي البزاعي، له شعر جيد، ومنه قوله:

حبـيب جفاني لا لذنـب أتيتـه      على هجره أفديه بالمال والنفس
رضيت به فليهجر العام كله ويجعل    لي يوما من الوصل والأنس

وأبو فراس بن أبي الفرج البزاعي الشاعر، قال: وحماد البزاعي: شاعر عصري، وكان من المجيدين. قلت: هو حماد بن منصور، ومن شعره في غلام اسم أبيه عبد القاهر:

نفر نومي ظبي الحمى النافر        ونام عما يكابد الـسـاهـر
يا لـيلة بـتـهـا وأولـهـا      كأول الحب مـالـه آخـر

إلى أن قال:
صرت له أول اسم والده ال      أول إذ كان نصفه الآخـر

قلت: وعلي بن محمود بن علي، وهبة الله بن أحمد بن جعفر البزاعيان، محدثان.

ومما يستدرك عليه: البزيع، كأمير: السيد الشريف، حكاه الفارسي عن الشيباني.

ومن المجاز: قصر بزيع، أي مشيد، شبه بالغلام البزيع لحسنه وجماله، وقد جاء ذكره في الحديث.

ب ش ع
البشع، ككتف: من الطعام: الكريه فيه حفوف ومرارة كطعم الإهليلج البشع، نقله الليث والزمخشري. وفي الصحاح: شيء بشع، أي كريه الطعم، يأخذ بالحلق، بين البشاعة.

وفي النهاية: البشع: الخشن من الطعام واللباس والكلام. وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل البشع أي الخشن الكريه الطعم، يريد أنه لم يكن يذم طعاما.

والبشع من الرجال: الكريه ريح الفم، الذي لا يتخلل ولا يستاك، وهي بشعة كذلك.

صفحة : 5101

والمصدر البشاعة، والبشع، محركة، وقد بشع الطعام والرجل، كفرح. والبشع: من أكل شيئا بشعا ولم يسغه فبشع منه. ومن المجاز: البشع: السيئ الخلق والعشرة، يقال: هو بشع الخلق، وفي خلقه بشاعة. ومن المجاز: البشع: الدميم وهو الذي لم يحل بالعيون.

وقال ابن شميل: البشع: الخبيث النفس، وهو مجاز. قال: والبشع الوجه: هو العابس الباسر، وهو مجاز أيضا. ومن المجاز: بشع الوادي، كفرح: تضايق بالماء، قاله ابن دريد، وكذا بشع بالناس أيضا، إذا ضاق، كما نقله الزمخشري. قال أبو زبيد الطائي يصف أسدا:

أبن عريسة عنـابـهـا أشـب    وعند غابتها مستـورد شـرع
شأس الهبوط زناء الحاميين متى    يبشع بواردة يحدث لها فـزع

قوله: يبشع بورادة، أي يضيق بالناس، ويروى: ينشغ بالنون والغين المعجمة أي يتضايق كما ينشغ بالشيء إذا غص به. ومن المجاز: بشع بالأمر بشعا وبشاعة، إذا ضاق به ذرعا.

وقيل: معنى قول أبي زبيد أن الأسد إذا أكل أكلا شديدا، وشبع ترك من فريسته شيئا في الموضع الذي يفترسها، فإذا انتهت الظباء إلى ذلك الموضع لترد الماء فزعت من ذلك، لمكان الأسد. ومن المجاز: خشبة بشعة، كفرحة، إذا كانت كثيرة الأبن، يقال: نحت متن العود حتى ذهب بشعه. وتبشع، كنصنع، مضارع صنع: د، بديار فهم. قال قيس بن العيزارة:

أبا عامر إنا بغينـا دياركـم     وأوطانكم بين السفير فتبشع وروى نصر: الشفير، بالشين المعجمة. ومن المجاز: استبشعه، أي الشيء، إذا عده بشعا، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه: رجل بشيع، كأمير، مثل بشع، وكذا طعام بشيع، مثل بشع.
والبشع: الطعام الجاف اليابس الذي لا أدم فيه.

والبشع، محركة: تضايق الحلق بطعام خشن. وكلام بشيع: خشن كريه، عن ابن الأعرابي، وهو مجاز. ولباس بشيع: خشن، عن ابن الأعرابي، وهو مجاز.

وبشع بالشيء بشعا، إذا بطش به بطشا منكرا، كما في اللسان. وابتشع المقام في محل كذا: استخشنه، وهو مجاز. والتبشع، كقنفذ: شجر الخروع، يمانية، هكذا سمعت منهم، أو هو تبشع، كتنصر، فلينظر. وأبشعني الطعام: حملني على البشع، لخشونته، عن ابن الأعرابي.

ب ص ع
بصع، كمنع، بصعا: جمع، قال الجوهري: سمعت من بعض النحويين، ولا أدري ما صحته. قلت: رواه ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: البصع: الجمع، ومنه قولهم في التأكيد: جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون، إنما هو شيء يجمع الأجزاء.

وقال ابن فارس: بصع الشيء، سواء كان الماء أو غيره، أي سال. وقال غيره: رشح قليلا.

والأبصع: الأحمق نقله الصاغاني. وقال الجوهري: أبصع: كلمة يؤكد بها. يقال: جاء القوم أجمعون أبصعون وتقول: أخذت حقي أجمع أبصع. يقال في الأنثى جمعاء بصعاء، للتوكيد، وهو مرتب لا يقدم على أجمع، كما مر في ب ت ع مفصلا.

صفحة : 5102

وقال الليث: البصع بالفتح: الخرق الضيق الذي لا يكاد ينفذ فيه الماء، تقول: بصع يبصع بصاعة. والبصع: ما بين السبابة والوسطى، كذا في اللسان.

وبالكسر: بضع من الليل. يقال: مضى بصع من الليل، أي جوش منه، كما في الصحاح.

والبصع، بالضم: جمع البصيع، كأمير: اسم للعرق المترشح من الجسد. والبصع: جمع الأبصع. الذي هو تأكيد لأجمع، هكذا في سائر النسخ، وهو خطأ، والصواب في جمعه بصع، كزفر. ففي الصحاح: رأيت النسوة جمع بصع، وتقدم مثله أيضا، وإن كان جمع الأبصع بمعنى الأحمق فهو مسلم مقيس، كأحمر وحمر، وأسود وسود، ولكنه يحتاج إلى بيان ودليل.

وتبصع العرق من الجسد: نبع قليلا قليلا من أصول الشعر. قال ابن دريد: وكان الخليل ينشد بيت أبي ذؤيب:

تأبى بدرتها إذا ما استغضبت      إلا الحميم فإنه يتـبـصـع بالصاد أي يسيل قليلا قليلا.

أو الصواب بالضاد المعجمة كما نقله الأزهري عن الثقات، وصححه الصاغاني، قال: وهكذا رواه الرواة في شعر أبي ذؤيب. قال الأزهري وابن دريد: أخذ هذا من كتاب الليث فمر على التصحيف الذي صحفه فصحف. قال صاحب اللسان: والظاهر أن الشيخ ابن بري ثلثهما في التصحيف، فإنه ذكره في أماليه على الصحاح في ترجمة بصع يتبصع، بالصاد المهملة، ولم يذكره الجوهري في صحاحه، مع أنه ذكره ابن بري أيضا موافقا للجوهري في ذكره في ترجمة بضع بالضاد المعجمة قلت: ويروى إذا ما استكرهت ومعنى البيت: يقول: الفرس الجواد إذا حركته للعدو أعطاك ما عنده، فإذا حملته على أكثر من ذلك فحركته بساق أو بضرب سوط حملته عزة نفسه على ترك العدو والأخذ في المرح، ثم ينسلخ من ذلك المرح حتى يصير في العدو إلى ما لا يدرى ما قدره، قال: فتأبى عند ذلك إلا أن تعرق. قال الأصمعي: هذا مما لا توصف به الخيل، وقد أساء. وأصحاب الخيل قالوا: يكون هذا في الفرس الجواد، كذا في شرح الديوان. ومما يستدرك عليه: بصع العرق من الجسد بصاعة. رشح من أصول الشعر. والبصيع، كزبير: مكان في البحر، ويروى بالضاد. وأبصعه، كأرنبة: ملك من كندة، ويروى بالضاد أيضا. وبئر بضاعة، حكيت بالصاد المهملة، كماسيأتي.

ب ض ع
البضع، كالمنع: القطع يقال: بضعت اللحم أبضعه بضعا: قطعته.

كالتبضيع، شدد للمبالغة. والبضع: الشق، يقال: بضعت الجرح، أي شققته، كما في الصحاح.

والبضع: تقطيع اللحم وجعله بضعة بضعة. ومن المجاز: البضع: التزوج.

ومن المجاز أيضا: البضع: المجامعة، كالمباضعة والبضاع، ومنه الحديث: وبضعه أهله صدقة، أي المباشرة، وفي المثل: كمعلمة أهلها البضاع. والبضع التبيين: يقال: بضع، أي بين كالإبضاع. والبضع، أيضا التبين، يقال: بضعته فبضع، أي بينته، فتبين، لازم متعد، ويقال: بضعه الكلام وأبضعه الكلام، أي بينه له، فبضع هو بضوعا، بالضم، أي فهم، وقيل: أبضعه الكلام وبضعه به: بين له ما ينازعه حتى تبين كائنا ما كان.