الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الثالث: فصل التاء المثناة الفوقية مع العين

فصل التاء المثناة الفوقية مع العين

ت ب ر ع

صفحة : 5121

تبرع، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد في باب الباء مع التاء في الرباعي: إنه اسم ع، فعلى هذا وزنه عنده فعلل، ولو كان تفعل لكان موضع ذكره تركيب ب ر ع، وفي اللسان: تبرع وترعب: موضعان، بين صرفهم إياهما أن التاء أصل. قلت: وقد تقدم هذا بعينه للمصنف في ت ر ع ب، وذكر تبرعا هناك استطرادا.

ت ب ع
تبعه، كفرح يتبعه تبعا، محركة، وتباعة، كسحابة: مشى خلفه أو مر به فمضى معه، يقال: تبع الشيء تباعا، في الأفعال. وتبع الشيء تبوعا: سار في إثره.

والتبعة، كفرحة وكتابة: الشيء الذي لك فيه بغية، شبه ظلامة ونحوها، كما في العباب والتهذيب. وفي اللسان: ما اتبعت به صاحبك من ظلامة ونحوها. ويقال: ما عليه من الله في هذا تبعة ولا تباعة، ومنه الحديث: ما المال الذي ليس فيه تبعة من طالب ولا من ضيف يريد بالتبعة ما يتبع المال من نوائب الحقوق، وهو من: تبعت الرجل بحقي. وقال الشاعر:

أكلت حنـيفة ربـهـا     زمن التقحم والمجاعه
لم يحذروا من ربهـم      سوء العواقب والتباعه

والتبعات التباعات: ما فيه إثم يتبع به، قال وداك بن ثميل:

هيم إلى الموت إذا خيروا بين تباعات وتـقـتـال والتبع، محركة: التابع يكون واحدا وجمعا، ومنه قوله تعالى: إنا كنا لكم تبعا يكون اسما لجمع تابع، ويكون مصدرا، أي ذوي تبع. وج: أتباع. وقال كراع: جمع تابع. ونظيره: خادم وخدم، وطالب وطلب، وغائب وغيب، وسالف وسلف، وراصد ورصد، ورائح وروح، وفارط وفرط، وحارس وحرس، وعاسس وعسس، وقافل من سفره وقفل، وخائل وخول، وخابل وخبل، وهو الشيطان، وبعير هامل وهمل، وهو الضال المهمل، فكل هؤلاء جمع. وقال سيبويه: إنها أسماء لجمع، وهو الصحيح. والتبع أيضا: قوائم الدابة، وأنشد سيبويه لأبي كاهل اليشكري:

يسحب الليل نجوما طلعا     فتواليها بطيئات التبـع ويروى: ظلعا. وقال أبو دواد يصف الظبية:

وقوائم تـبـع لـهـا      من خلفها زمع زوائد وفي التهذيب عن الليث: التبع: ما تبع أثر شيء فهو تبعه، وأنشد له يصف ظبية:

وقوائم تـبـع لـهـا      من خلفها زمع معلق قال الصاغاني: الرواية:

وقوائم خذف لها     من فوقهـا.. وخذف، أي تخذف الحصى. وقوله يصف ظبية غلط، وإنما يصف ثورا.

والتبع، بضمتين مشددة الباء، وكذلك التبع، كسكر: الظل، سمي به لأنه يتبع الشمس حيثما زالت، وبهما روي قول سعدى الجهنية ترثي أخاها أسعد:

يرد المياه نفيضة وحضيرة     ورد القطاة إذا اسمأل التبع اسمئلاله: بلوغه نصف النهار وضموره. قال أبو ليلى: ليس الظل هنا ظل النهار، إنما هو ظل الليل. قال الله تعالى: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل والظل هو الليل في كلام العرب. أرادت أن هذا الرجل يرد المياه بالأسحار قبل كل أحد، وأنشد:

صفحة : 5122

قد صبحت والظل غض ما زحل      وحاضر الماء هجود ومصـل قال: والتبع: ظل النهار، واشتق هذا من ظل الليل.

وتبعة، محركة، وتقدم أن أبا عبيد البكري ضبطه بفتح الباء الموحدة وسكون التاء المثناة الفوقية ومثله في معجم ياقوت نقلا عن الأصمعي، وقد صحفه الصاغاني وقلده المصنف. قال الأصمعي: هي هضبة بجلذان من أرض الطائف، فيها نقوب، كل نقب قدر ساعة، كانت تلتقط فيها السيوف العادية والخرز، وساكنوها بنو نصر بن معاوية.

والتابع والتابعة: الجني والجنية يكونان مع الإنسان يتبعانه حيث ذهب. ومنه حديث جابر رضي الله عنه: أول خبر قدم المدينة امرأة لها تابع، فجاء في صورة طائر حتى وقع، فقالت: انزل، قال: إنه ظهر بمكة نبي حرم الزنا، ومنع منا القرار. والتابع هنا: جني يتبع المرأة يحبها. والتابعة: تتبع الرجل تحبه.

وقيل: التابعة: الرئي من الجن، وإنما ألحقوا الهاء للمبالغة، أو لتشنيع الأمر، أو على إرادة الداهية، والجمع: التوابع، وهن القرناء. وتابع النجم: اسم الدبران، وسمي به تفاؤلا وفي العباب: تطيرا من لفظه، قال الأزهري: وسمعت بعض العرب يسمى الدبران تويبعا، بالتصغير. وقال ابن بري: ويقال له: الحادي والتالي، وأنشد لمهلهل:

كأن التابع المسكين فيها     أجير في حدايات الوقير ويسمى الدبران أيضا تبعا، كسكر، قاله أبو سعيد الضرير: وبه فسر بيت سعدى الجهنية، وقال: إنما سمى به لإتباعه الثريا. قال الأزهري: وما أشبه ما قاله بالصواب، لأن القطا ترد المياه ليلا، وقلما ترد نهارا، ولذلك يقال: أدل من قطاة، ويدل على ذلك قول لبيد:

فوردنا قبل فراط القـطـا     إن من وردي تغليس النهل والتبيع، كأمير: الناصر تقول: وجدت على فلان تبيعا، أي نصيرا متابعا. نقله الليث.

والتبيع: الذي لك عليه مال وتتابعه، أي تطالبه به.

والتبيع أيضا: التابع، ومنه قوله تعالى: ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا قال الفراء: أي ثائرا ولا طالبا بالثأر. وقال الزجاج: معناه لا تجدوا من يتبعنا بإنكار ما نزل بكم، ولا يتبعنا بأن يصرفه عنكم، وقيل: تبيعا: مطالبا. والتبيع: ولد البقرة في الأولى، ثم جذع، ثم ثني، ثم رباع، ثم سديس، ثم سالغ، قاله أبو فقعس الأسدي، وهي بهاء.

وقال الليث: التبيع: العجل المدرك لأنه يتبع أمه بعد. قال الأزهري: وهذا وهم، لأنه يدرك إذا أثنى، أي صار ثنيا. والتبيع من البقر يسمى تبيعا حين يستكمل الحول، ولا يسمى تبيعا قبل ذلك، فإذا استكمل عامين فهو جذع. فإذا استوفى ثلاثة أعوام فهو ثني، وحينئذ مسن، والأنثى مسنة، وهي التي تؤخذ في أربعين من البقر. قلت: وسيأتي البحث في ذلك في س ل غ.

صفحة : 5123

ج: تباع وتبائع كصحاف وصحائف. وفي العباب: مثل أفيل وإفال وأفائل، عن أبي عمرو، والذي في اللسان: جمع تبيع أتبعة وأتابع وأتابيع، كلاهما جمع الجمع، والأخيرة نادرة.

والتبيع: الذي استوى قرناه وأذناه. قاله الشعبي، قال ابن فارس: هذا من طريقة الفتيا لا من القياس في اللغة. وتبيع: والد الحارث الرعيني الصحابي، رضي الله عنه، هكذا ضبطه ابن ماكولا كأمير. قال الذهبي: له وفادة، وشهد فتح مصر، أو هو تبيع كزبير. وقال ابن حبيب: هو الحارث بن يثيع، بضم الياء التحتية، وفتح الثاء المثلثة مصغرا، كتبيع بن عامر الحميري، وهو ابن امرأة كعب الأحبار، من المحدثين، وقد سبق له في ح ب ر، أنه لا يقال كعب الأحبار، وإنما يقال كعب الحبر، وقد غفل عن ذلك. وتبيع بن سليمان أبي العدبس المحدث وهو المعروف بالأصغر، سماه أبو حاتم هكذا مرة، وقال مرة أخرى: لا يسمى، ويروي عن أبي مرزوق، وعنه أبو العدبس، وقد تقدم ذكره في ع د ب س، وهناك لم يذكر إلا أبا العدبس الأكبر ولو جمع بينهما كان أحسن. فراجعه.

والتبابعة، هكذا بباءين موحدتين: ملوك اليمن، ويوجد في بعض النسخ: التتابعة، بتاءين فوقيتين، وهو غلط، الواحد تبع، كسكر، سموا بذلك لأنه يتبع بعضهم بعضا، كلما هلك واحد قام مقامه آخر تابعا له على مثل سيرته، وزادوا الهاء في التبابعة لإرادة النسب.

وقوله تعالى: أهم خير أم قوم تبع قال الزجاج: جاء في التفسير أن تبعا كان ملكا من الملوك وكان مؤمنا، وأن قومه كانوا كافرين، وجاء أيضا أنه نظر إلى كتاب على قبرين بناحية حمير: هذا قبر رضوى وقبر حبى ابنتي تبع، لا تشركان بالله شيئا. وفي الحديث لا تسبوا تبعا فإنه أول من كسا الكعبة وقيل: اسمه أسعد أبو كرب. وقال الليث: التبابعة في حمير، كالأكاسرة في الفرس، والقياصرة في الروم، ولا يسمى به إلا إذا كانت، هكذا في النسخ، ونص العين: دانت له حمير وحضرموت، وزاد غيره: وسبأ، وإذا لم تدن له هاتان لم يسم تبعا.

ودار التبابعة بمكة معروفة، وهي التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم، كما في العباب.

والتبع، كسكر: الظل لأنه يتبع الشمس، وهذه هي اللغة الثانية التي أشرنا إليها قريبا، ولو ذكرهما في موضع واحد كان أصنع، وهكذا روي بيت سعدى الجهنية الذي تقدم ذكره.

ومن المجاز: التبع: ضرب من اليعاسيب أعظمها وأحسنها، ج:التبابيع نقله الليث، ويقال من ذلك: تبعت النحل تبعها، أي يعسوبها الأعظم، تشبيها بأولئك الملوك، ووقع في اللسان: والجمع التبابع. وقال ابن عباد: يقال: ما أدري أي تبع هو? أي أي الناس هو.

صفحة : 5124

وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن سعيد التبعي: محدث، روى عن القاسم بن الحكم، وعنه زنجويه بن محمد اللباد، نقله الحافظ. وقال يونس: رجل تبع للكلام، كصرد، وهو من يتبع بعض كلامه بعضا. وتبوع الشمس، كتنور: ريح يقال لها: النكيباء تهب الغداة مع طلوعها من نحو الصبا لا نشء معها فتدور في مهاب الرياح حتى تعود إلى مهب الصبا حيث بدأت بالغداة. قال الزمخشري: والعرب تكرهها. وتبع المرأة، بالكسر: عاشقها وتابعها حيث ذهبت. وحكى اللحياني: هو تبع نساء، وهي تبعته. وقال الأزهري: تبع نساء، أي يتتبعهن، وحدث نساء: يحادثهن، وزير نساء: يزورهن، وخلب نساء: إذا كان يخالبهن.

وقال ابن عباد: بقرة تبعى، كسكرى، أي مستحرمة. وأتبعتهم مثل تبعتهم، وذلك إذا كانوا سبقوك فلحقتهم، نقله أبو عبيد. ويقال: أتبعه: إذا قفاه وتطلبه متتبعا له، وأتبعتهم أيضا غيري. وقوله تعالى: فأتبعهم فرعون بجنوده أراد أتبعهم إياهم. وقال ابن عرفة: أي لحقهم أو كاد، ومنه قوله تعالى: فأتبعه الشيطان أي لحقه. قال الفراء: يقال: تبعه وأتبعه، ولحقه وألحقه، وكذلك قوله: فأتبعه شهاب مبين وقوله عز وجل: فأتبع سببا وفاتبع سببا بتشديد التاء، ومعناها تبع، وكان أبو عمرو بن العلاء يقرؤها بالتشديد، وهي قراءة أهل المدينة، وكان الكسائي يقرؤها بقطع الألف، أي لحق وأدرك. قال أبو عبيد: وقراءة أبي عمرو أحب إلي من قول الكسائي.

وفي المثل: أتبع الفرس لجامها، أو أتبع الناقة زمامها، أو أتبع الدلو رشاءها كل ذلك يضرب للأمر باستكمال المعروف واستتمامه، وعلى الأخير قول قيس ابن الخطيم:

إذا ما شربت أربعا خط مئزري    وأتبعت دلوي في السماح رشاءها

صفحة : 5125

وقال أبو عبيد: أرى معنى المثل الأول: إنك قد جدت بالفرس، واللجام أيسر خطبا، فأتم الحاجة، لما أن الفرس لا غنى به عن اللجام. قاله ضرار بن عمرو الضبي، والذي حققه المفضل وغيره أن المثل لعمرو بن ثعلبة قالوا: لما أغار ضرار على حي عمرو بن ثعلبة الكلبي فأخذ أموالهم، وسبى ذراريهم وسار بالغنائم والسبي إلى أرض نجد، ولم يحضرهم عمرو أي لم يشهد غارة ضرار عليهم، فحضر، أي قدم على قومه، فقيل له: إن ضرار بن عمرو أغار على الحي فأخذ أموالهم وذراريهم فتبعه عمرو فلحقه قبل أن يصل إلى أرضه، فقال عمرو بن ثعلبة لضرار: رد علي أهلي ومالي. فردهما عليه، فقال: رد علي قياني، فرد عليه قينته الرائعة، وحبس ابنتها سلمى بنت عطية بن وائل. فقال له حينئذ: يا أبا قبيصة أتبع الفرس لجامها. وكان المفضل يذكر أن المثل لعمرو بن ثعلبة الكلبي، أخي عدي بن جناب الكلبي، وكان ضرار بن عمرو الضبي أغار عليهم، فسبى يومئذ سلمى بنت وائل، وكانت يومئذ أمة لعمرو بن ثعلبة، وهي أم النعمان ابن المنذر، فمضى بها ضرار مع ما غنم، فأدركهم عمرو بن ثعلبة، وكان صديقا له وقال: أنشدك الإخاء والمودة إلا رددت علي أهلي. فجعل يرد شيئا شيئا، حتى بقيت سلمى، وكانت قد أعجبت ضرارا، فأبى أن يردها، فقال عمرو: يا ضرار، أتبع الفرس لجامها، فأرسلها مثلا.

وشاة متبع، وبقرة متبع، وجارية متبع، كمحسن في الكل: يتبعها ولدها، ويقال: بقرة متبع: ذات تبيع، وحكى ابن بري فيها: متبعة أيضا، وخادم متبع: يتبعها ولدها حيثما أقبلت وأدبرت، وعم به اللحياني، فقال: المتبع: التي معها أولاد. والإتباع في الكلام مثل: حسن بسن، وقبيح شقيح، وشيطان ليطان، ونحوها. والتتبيع: التتبع، وقال الليث: أما التتبع، فهو أن يتتبع في مهلة شيئا بعد شيء، وفلان يتتبع مساوئ فلان وأثره، ويتتبع مداق الأمور، ونحو ذلك.

والإتباع والاتباع، الأخير على افتعال، كالتبع، ويقال: أتبعه، أي حذا حذوه. وقال أبو عبيد: اتبعتهم مثل افتعلت، إذا مروا بك فمضيت، وتبعتهم تبعا مثله. ويقال: ما زلت أتبعهم حتى أتبعتهم، أي حتى أدركتهم. وقال الفراء: أتبع أحسن من اتبع، لأن الإتباع أن يسير الرجل وأنت تسير وراءه، فإذا قلت: أتبعته فكأنك قفوته. وقال الليث: تبعت فلانا، واتبعته، وأتبعته سواء.

وأتبع فلان فلانا، إذا تبعه، يريد به شرا، كما أتبع الشيطان الذي انسلخ من آيات الله، فكان من الغاوين، وكما أتبع فرعون موسى. ووضع القطامي الإتباع موضع التتبع مجازا، فقال:

وخير الأمر ما استقبلت منه     وليس بأن تتبعه إتبـاعـا قال سيبويه: تتبعه إتباعا لأن تتبعت في معنى اتبعت. والتباع، بالكسر: الولاء، وقد تابعه على كذا، قال القطامي:

فهم يتبينون سنا سيوف      شهرناهن أياما تباعا

صفحة : 5126

وقول أبي واقد الحارث بن عوف الليثي رضي الله عنه: تابعنا الأعمال فلم نجد شيئا أبلغ في طلب الآخرة من الزهد في الدنيا أي مارسناها وأحكمنا معرفتها، من قولهم: تابع الباري القوس: إذا أحكم بريها، وأعطى كل عضو منها حقه، قال أبو كبير الهذلي يصف قوسا:

وعراضة السيتين توبع بريها     تأوي طوائفها بعجس عبهر وقال السكري: توبع بريها، أي جعل بعضه يتبع بعضا.

قال الصاغاني: ومنه أيضا الحديث: تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. وقال كراع: قول أبي واقد المذكور من قولهم:تابع فلان عمله وكلامه، إذا أتقنه وأحكمه. ويقال: تابع المرعى الإبل، وعبارة اللسان المرتع المال، إذا أنعم تسمينها وأتقنه، وهو مجاز: قال أبو وجزة السعدي:

حرف مليكية كالفحل تابـعـهـا     في خصب عامين إفراق وتهميل وكل محكم مبالغ في الإحكام متابع. وتتابع: توالى، قال الليث: تتابعت الأشياء والأمطار والأمور، إذا جاء واحد خلف واحد على أثره. وفي الحديث: تتابعت على قريش سنو جدب. وقال النابغة الذبياني:

أخذ العذارى عقده فنظمنه من لؤلؤ متتابع متسـرد ومنه: صام شهرين متتابعين. ومن المجاز: فرس متتابع الخلق، أي مستويه، زاد الزمخشري: معتدل الأعضاء متتابعها. وقال حميد بن ثور رضي الله عنه:

ترى طرفيه يعسلان كلاهمـا      كما اهتز عود السأسم المتتابع ومن المجاز: رجل متتابع العلم، إذا كان يشابه علمه بعضه بعضا لا تفاوت فيه.

ومن المجاز: غصن متتابع، إذا كان مستويا لا أبن فيه.

وتتبعه: تطلبه في مهلة شيئا بعد شيء، قاله الليث، وقد تقدم قريبا، ومنه قول زيد بن ثابت رضي الله عنه في جمع القرآن: فعلقت أتتبعه من اللخاف والعسب، أي يتطلبه. ولم يقتصر على ما حفظ هو وغيره احتياطا، لئلا يسقط منه حرف لسوء حفظ حافظه، أو يتبدل حرف بغيره، وهذا يدل على أن الكتابة أضبط من صدور الرجال، وأحرى ألا يسقط منه شيء.

ومما يستدرك عليه: تبعت الشيء تبوعا: سرت في أثره.

وتابع بيننا وبينهم على الخيرات أي جعلنا نتبعهم على ما هم عليه.

وأتبعه الشيء: جعله له تابعا. واستتبعه: طلب إليه أن يتبعه. والتابع: التالي، والجمع تبع، وتباع، كسكر ورمان. واتبع القرآن: ائتم به وعمل بما فيه. والتابع: الخادم، ومنه قوله تعالى: أو التابعين غير أولى الإربة قال ثعلب: هم أتباع الزوج ممن يخدمه، مثل الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة.

والتبيع، كأمير: الخادم أيضا، ومنه حديث الحديبية: كنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله.

وتبع كل شيء، محركة: ما كان على آخره. وقال الأزهري: التبع: ما تبع أثر شيء.

والمتابعة: التباع. وتابعه على الأمر: أسعده عليه. والتبع، بالكسر: تبيع البقر، والجمع أتباع.

صفحة : 5127

ويقال: هو تبع نساء، كسكر، إذا جد في طلبهن، حكاه كراع في كتابيه المنجد، والمجرد.

وقال غيره: هو تبع ضلة، بالكسر: إذا كان يتتبع النساء، وتبع ضلة، على النعت، أي لا خير فيه ولا خير عنده، عن ابن الأعرابي. وقال ثعلب: إنما هو تبع ضلة مضاف.

ويقال: أتبع فلان بفلان، أي أحيل له عليه. وأتبعه عليه: أحاله، وهو مجاز. ومنه الحديث الظلم لي الواجد، وإذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع معناه: إذا أحيل أحدكم على ملئ قادر فليحتل، من الحوالة، هكذا ضبطه الخطابي، قال: وأصحاب الحديث يروونه بالتشديد.

والمتابعة: المطالبة. وإتباع بالمعروف في الآية هو المطالبة بالدية، أي لصاحب الدم.

والتبع، محركة: من أسماء الدبران، نقله ابن بري والزمخشري.

والتبع، كسكر: ضرب من الطير ويقال: هو يتابع الحديث، إذا كان يسرده. وقال الزمخشري: إذا كان يحسن سياقه، وهو مجاز. وتتابعت الإبل، أي سمنت وحسنت، وهو مجاز.

وتتابع الفرس: جرى جريا مستويا لا يرفع بعض أعضائه، وهو مجاز.

والتباعيون، بالكسر، جماعة من أهل اليمن حدثوا منهم مظفر الدين عمرو بن علي السحولي، حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل ابن أبي الضيف اليمني وغيره، وعنه ولده البرهان إبراهيم بن عمرو، وقد وقع لنا البخاري من طريقه مسلسلا بأهل اليمن، من طريق ابن أخته محدث اليمن الجمال محمد بن عيسى بن مطير الحكمي.

وكشداد لقب أبي الأمداد عبد العزيز بن عبد الحق المراكشي المتوفى سنة تسعمائة وأربعة عشر، أخذ عن الجزولي صاحب الدلائل. وقد مر ذكره أيضا في ح ر ر.

ت ر ع
الترعة، بالضم: الباب، نقله الجوهري والصاغاني: يقال: فتح ترعة الدار، أي بابها، وهو مجاز، وبه فسر حديث: إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة. كأنه قال: على باب من أبواب الجنة. ج: ترع، كصرد، هكذا فسره سهل بن سعد الساعدي، وهو الذي روى الحديث. وقال أبو عبيد: وهو الوجه.

قلت: وبه فسر أيضا حديثه الآخر: إن قدمي على ترعة من ترع الحوض.

وقوله: والوجه، جعله من معاني الترعة، وهو خطأ، وقد أخذه من قول أبي عبيد حين فسر الحديث وذكر تفسير راوي الحديث، فقال: وهو الوجه عندنا، فظن المصنف أنه معنى من معاني الترعة، وإنما هو يشير إلى ترجيح ما فسره الراوي. فتأمل.

وقال الأزهري: ترعة الحوض: مفتح الماء إليه، وهي الفرضة حيث يستقي الناس، ويقال: الترعة في الحديث: الدرجة، نقله الجوهري. والترعة: الروضة في مكان مرتفع خاصة، فإن كانت في مطمئن من الأرض فهي روضة، واشتقاقها من الترع، وهو الإسراع والنزو إلى الشر، ولذلك قيل للأكمة المرتفعة: نازية. وقال ثعلب: هو مأخوذ من الإناء المترع، قال: ولا يعجبني.

صفحة : 5128

وقال أبو عمرو: الترعة: مقام الشاربة على الحوض، كذا نص العباب، ونص اللسان: من الحوض. ويقال: المرقاة من المنبر نقله الصاغاني، عن أبي عمرو أيضا. والمعنى أن من عمل بما أخطب به دخل الجنة. وقال القتيبي: معناه أن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة، فكأنه قطعة منها، وكذلك الحديث الآخر: عائد المريض يمشي على مخارف الجنة.

والترعة: فوهة الجدول، وعبارة الصحاح: والترعة أيضا أفواه الجداول. حكاه بعضهم. وقال ابن بري: وصوابه والترع: جمع ترعة: أفواه الجداول، وكأن المصنف تنبه لذلك فلم يتبع الجوهري فيما قاله. وترعة: ة، بالشام، نقله البكري والصاغاني. وترعة عامر: ة، بالصعيد الأعلى يجلب منها الصير، نقله الصاغاني.

والترع، محركة: الإسراع إلى الشر، هكذا في الأصول: إلى الشر، بالراء، وهو صحيح، وفي بعض كتب اللغات، إلى الشيء، بالهمزة، وهو صحيح أيضا، وبه فسر حديث ابن المنتفق: فأخذت بخطام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ترعني أي ما أسرع إلي في النهي.

والترع، أيضا الامتلاء: قال سويد اليشكري:

وجفان كالجوابي مـلـئت      من سمينات الذرا فيها ترع تقول: ترع الشيء، كفرح، فهو ترع، وهو إذا امتلأ جدا، قاله الليث. وقال الكسائي: هو ترع عتل: وقد ترع ترعا، وعتل عتلا، إذا كان سريعا إلى الشر. وقال الليث: لم أسمعهم يقولون: ترع الإناء، ولكنهم يقولون: ترع فلان ترعا، إذا اقتحم الأمور مرحا ونشاطا. وأنشد للراعي:

الباغي الحرب يسعى نحوها ترعا      حتى إذا ذاق منها حامـيا بـردا قال الصاغاني: ولم أجده في شعره.

فهو تريع، هكذا في النسخ، وصوابه فهو ترع، كما في العباب واللسان.

وترعه عن وجهه، كمنعه: ثناه وصرفه، كما في اللسان، وعزاه الصاغاني لابن عباد.

وترع عوز: بحران، والنسبة إليها: ترعوزي، تخفيفا، وفي العباب: ترعزي، وقد أشار المصنف لذلك في ترعز. وحوض ترع، محركة: ممتلئ، وكذلك كوز ترع، كلاهما تسمية بالمصدر،والقياس ترع، ككتف. ويقال: حجبه التراع، كشداد، أي البواب، عن ثعلب. قال هدبة بن الخشرم:

يخبرني تراعه بـين حـلـقة     أزوم إذا عضت وكبل مضبب كذا في الصحاح. وفي العباب: إذا شدت. وقال ابن بري: والذي في شعره يخيرني حداده.

والتراع من السيل: مالئ الوادي، نقله الجوهري، كالأترع: يقال: سيل تراع وأترع. قال رؤبة:

فافترشوا الأرض بسيل أترعا ووقع في الصحاح والمجمل لابن فارس والمقاييس أيضا:

فافترش الأرض بسير أترعا قال الصاغاني: وفيه غلطان، أحدهما توحيد افترش، والثاني قوله: بسير.

قلت: وقال بعضهم: هو للعجاج، وصوب ابن بري أنه لرؤبة: قال: والذي في شعره بسيل باللام وبعده:

يملأ أجواف البلاد المهيعا

صفحة : 5129

قال وأترع: فعل ماض، قال ووصف بني تميم وأنهم افترشوا الأرض بعدد كالسيل كثرة، ومنه: سيل أترع وتراع، أي يملأ الوادي.

وروى الأزهري عن الكلابيين، كما في اللسان، وفي العباب: وقال أبو زيد: رجل ذو مترعة: إذا كان لا يغضب ولا يعجل. قال الأزهري: وهذا ضد الترع. قال الصاغاني: لم يزد ولم يرد عليه، وسكوته عن الزيادة على ما قال دليل على أنه عنده من الأضداد، ولا شك أنه تصحيف المنزعة، بالنون والزاي. وأترعه: ملأه قال رؤبة:

شبيه يم بين عبرين معا
صكة عمى زاخرا قد أترعا

وترع الباب تتريعا: أغلقه، وروى الأزهري بسنده عن حماد بن سلمة أنه قال: قرأت في مصحف ابى بن كعب وترعت الأبواب قال: هو في معنى غلقت الأبواب.

قلت: وهي أيضا قراءة أنس رضي الله عنه، وقراءة أبي صالح، كما في العباب.

وتترع به إلى الشر: نزع، هكذا في سائر النسخ، والذي في الصحاح: وتترع إليه بالشر، أي تسرع، ومثله في اللسان والعباب، وأنشد في الأخير لرؤبة:

إنا إذا أمر العدا تترعا
وأجمعت بالشر أن تلفعا
حرب تضم الخاذلين الشسعا

وأترع الإناء، كافتعل: امتلأ، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: حوض مترع: مملوء، وجفنة مترعة. وأترع الإناء وترع، وأنكر الليث الأخير، وجوزه الجوهري والزمخشري.

وسحاب ترع: كثير المطر. قال أبو وجزة:

كأنما طرقت ليلـى مـعـهـدة     من الرياض ولاها عارض ترع والترع: هو المستعد للغضب، السريع إليه. قال ابن أحمر:

الخزرجي الهجان الفرع لا ترع     ضيق المجم ولا جاف ولا تفل ويروى: ولا جبل. والترع: السفيه. والترعة من النساء: الفاحشة الخفيفة.

والمتترع: الشرير المسارع إلى ما لا ينبغي له. والترعة: مسيل الماء إلى الروضة، كما في اللسان، وهذا هو المعروف، وبه سميت القرية بمصر، وإليها ينسب الشيخ الصالح محمد بن سعد بن عبد الفتاح بن سعد الترعي عن عبد الغني البالسي، وأدرك الشهاب أحمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي، وقد اجتمعت به. والترعة: شجرة صغيرة تنبت مع البقل وتيبس معه، وهي أحب الشجر إلى الحمير. وسير أترع: شديد. نقله الجوهري، واستشهد عليه بقول رؤبة، وقد تقدم الكلام عليه، وأن الصواب سيل باللام.

والترياع، بالكسر: موضع، نقله الجوهري. وقال الصاغاني في التكملة: هو ترباع، بالموحدة، ولم يتعرض له في العباب. وأم تريعة، مصغرا: اسم فرس نجيب.

وقال بعض الأعراب: عشب ترع، ككتف، إذا كان غضا. نقله صاحب اللسان والصاغاني في تركيب و ر ع.

ت س ع
تسعة رجال، في العدد المذكر، وتسع نسوة، في العدد المؤنث، معروف. وقوله تعالى: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات هي: أخذ آل فرعون بالسنين، وإخراج موسى عليه السلام يده بيضاء والعصا، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وانفلاق البحر. وقد جمع ذلك المصنف في بيت واحد فقال:

صفحة : 5130

عصا، سنة، بحر، جراد، وقمل      دم، ويد، بعد الضفادع، طوفان وقد ضمنته ببيت آخر، فقلت:

آيات موسى الكليم التسع يجمعها     بيت فريد له في السبك عنوان عصا سنة ...إلى آخره. أما العصا ففي قوله تعالى: فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين وأما السنة ففي قوله تعالى: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ، وهو الجدب حتى ذهبت ثمارهم وذهب من أهل البوادي مواشيهم، وكذا بقية الآيات، وكلها مذكورة في القرآن، قال شيخنا: وقد نظمها البدر بن جماعة أيضا في قوله:

آيات موسى الكليم التسع يجمعها     بيت على إثر هذا البيت مسطور
عصا يد وجراد قمل ودم ضفـادع   حجر والـبحـر والطـور

وقال: وبينه مع بيت المصنف اتفاق واختلاف، وجعلها الزمخشري إحدى عشرة آية،: فزاد الطمسة، والنقصان في مزارعهم، وعبارته: لقائل أن يقول: كانت الآيات إحدى عشرة: ثنتان منها اليد والعصا، والتسع: الفلق، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والطمس، والجدب في بواديهم، والنقص من مزارعهم. انتهى، ولم يذكر الجواب. وقوله في النظم: حجر، يريد به انفجاره، وقد ذكره صاحب اللسان أيضا.

قال شيخنا: ثم إن المصنف أطلق في التسع اعتمادا على الشهرة بالكسر، فلم يحتج إلى ضبطها، وفي سورة ص تسع وتسعون بفتح التاء، وكأنهم لما جاور التسع الثمان والعشر قصدوا مناسبته لما فوقه ولما تحته فتأمل. والتسع أيضا، أي بالكسر: ظمء من أظماء الإبل، وهو أن ترد إلى تسعة أيام، والإبل تواسع. والتسع، بالضم: جزء من تسعة، كالتسيع، كأمير، يطرد في جميع هذه الكسور عند بعضهم. قال شمر: ولم أسمع: التسيع إلا لأبي زيد. قلت: إلا الثليث. فإنه لم يسمع كما نقله الشرف الدمياطي في المعجم، عن ابن الأنباري، قال: فمن تكلم به أخطأ، وقد تقدمت الإشارة إليه في ث ل ث.

والتسع، كصرد: الليلة السابعة والثامنة والتاسعة من الشهر وهي بعد النفل، لأن آخر ليلة منها هي التاسعة، وقيل: هي الليالي الثلاث من أول الشهر، والأول أقيس.

وقال الأزهري: العرب تقول في ليالي الشهر: ثلاث غرر، وبعدها ثلاث نفل، وبعدها ثلاث تسع، سمين تسعا لأن آخرتهن الليلة التاسعة، كما قيل لثلاث بعدها: ثلاث عشر، لأن بادئتها الليلة العاشرة. والتاسوعاء: اليوم التاسع من المحرم، وفي الصحاح: قبل يوم عاشوراء، مولد، ونص الصحاح: وأظنه مولدا. وقال غيره: هو يوم عاشوراء. وقال الأزهري في قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن عباس رضي الله عنهما: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع يعني يوم عاشوراء، كأنه تأول فيه عشر الورد، أنها تسعة أيام، والعرب تقول: وردت الماء عشرا، يعنون يوم التاسع، ومن ها هنا قالوا: عشرين، ولم يقولوا عشرين، لأنهم جعلوا ثمانية عشر يوما عشرين، واليوم التاسع عشر والمكمل عشرين طائفة من الورد الثالث، فجمعوه بذلك.

صفحة : 5131

وقال ابن بري: لا أحسبهم سموا عاشوراء تاسوعاء إلا على الأظماء نحو العشر، لأن الإبل تشرب في اليوم التاسع، كذلك الخمس تشرب في اليوم الرابع. وقال ابن الأثير: إنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم كراهة لموافقة اليهود، فإنهم كانوا يصومون عاشوراء، وهو العاشر، فأراد أن يخالفهم ويصوم التاسع، قال: وظاهر الحديث يدل على خلاف ما ذكره الأزهري.

قلت: وقد صحح الصاغاني هذا القول. والمراد بظاهر الحديث يعني حديث ابن عباس المذكور، أنه قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال: فإذا كان العام القابل صمنا اليوم التاسع، وفي رواية: إن بقيت إلى قابل لأصومن تاسوعاء أي فكيف يعد بصوم يوم قد كان يصومه. فتأمل.

وقول الجوهري وغيره: إنه مولد فيه نظر، فإن المولد هو اللفظ الذي ينطق به غير العرب من المحدثين، وهذه لفظة وردت في الحديث الشريف، وقالها النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أفصح الخلق وأعرفهم بأنواع الكلام بوحي من الله الحق، فأنى يتصور فيها التوليد، أو يلحقها التفنيد? كما حققه شيخنا، وأشرنا إليه في مقدمة الكتاب. وتسعهم، كمنع وضرب، الأخيرة عن يونس، وعلى الأولى اقتصر الجوهري: أخذ تسع أموالهم، أو كان تاسعهم. ذكر الجوهري المعنيين، أو تقول: كان القوم ثمانية فتسعهم، أي صيرهم تسعة بنفسه، أو كان تاسعهم، فهو تاسع تسعة، وتاسع ثمانية، ولا يجوز أن يقال: هو تاسع تسعة، ولا رابع أربعة، إنما يقال: رابع أربعة على الإضافة، ولكنك تقول: رابع ثلاثة، هذا قول الفراء وغيره من الحذاق.

وأتسعوا: كانوا ثمانية، فصاروا تسعة، نقله الجوهري، وأيضا: وردت إبلهم تسعا، نقله الجوهري أيضا، أي وردت لتسعة أيام وثماني ليال، فهم متسعون.

ومما يستدرك عليه: قولهم: تسع عشرة، مفتوحان على كل حال، لأنهما اسمان جعلا اسما واحدا، فأعطيا إعرابا واحدا، غير أنك تقول: تسع عشرة امرأة،وتسعة عشر رجلا: قال الله تعالى: عليها تسعة عشر أي تسعة عشر ملكا، وأكثر القراء على هذه القراءة، وقد قرئ: تسعة عشر، بسكون العين، وإنما أسكنها من أسكنها لكثرة الحركات. وقولهم: تسعة أكثر من ثمانية، فلا تصرف إلا إذا أردت قدر العدد لا نفس المعدود، فإنما ذلك لأنها تصير هذا اللفظ علما لهذا المعنى.

وحبل متسوع: على تسع قوى. ونقل الأزهري عن الليث: رجل متسع، وهو المنكمش الماضي في أمره. قال الأزهري: ولا أعرف ما قال، إلا أن يكون مفتعلا من السعة، وإذا كان كذلك فليس من هذا الباب قال الصاغاني: لم يقل الليث شيئا في هذا التركيب، وإنما ذكره في تركيب س ت ع: رجل مستع: لغة في مسدع، فانقلب على الأزهري.

صفحة : 5132

قلت: وهذا الذي رد به على الأزهري فإنه ذكره في كتابه فيما بعد، فإنه قال: وفي نسخة من كتاب الليث: مستع ويقال: مسدع، لغة، وهو المنكمش الماضي في أمره. ورجل مستع: سريع. فتأمل ذلك.

ت ع ع
التع، والتعة: الاسترخاء، عن ابن الأعرابي، وقد تع تعا. والتع: التقيؤ، وكذلك التعة، لغة، في الثع والثعة بالثاء المثلثة نقله الصاغاني عن ابن دريد، ويروى حديث فمسح صدره، ودعا له فتع تعة، فخرج من جوفه جرو أسود يتع بالتاء والثاء جميعا. وقال الأزهري في ترجمة ث ع ع: وروى الليث هذا الحرف بالتاء المثناة، تع: إذا قاء، وهو خطأ، إنما هو بالثاء المثلثة لا غير. والتعتع، كجعفر: الفأفاء، عن أبي عمرو. قال: ووقعوا في تعاتع، أي في أراجيف وتخليط نقله الجوهري. وتعتعه: تلتله بأن أقبل به وأدبر به، وعنف عليه، قاله أبو عمرو. وقيل: تعتعه: حركه بعنف، عن ابن دريد، أو تعتعه: أكرهه في الأمر حتى قلق، عن ابن فارس. وفي الصحاح: تعتعت الرجل، إذا عتلته وأقلقته. وفي الحديث حتى يؤخذ للضعيف حقه غير متعتع، بفتح التاء، أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه.

وتعتع في الكلام، إذا تردد من حصر أو عي، نقله الجوهري، كتتعتع. ومنه الحديث: الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه له أجران أي يتردد في قراءته، ويتبلد فيها لسانه. قال الجوهري: وربما قالوا: تعتعت الدابة، وذلك إذا ارتطمت في الرمل، زاد غيره: والخبار والوحل، وقد تعتع البعير وغيره: إذا ساخ في الخبار، أي في وعوثة الرمال. قال أعشى همدان يصف بغل خالد بن عتاب بن ورقاء:

أتذكرنا ومـرة إذ غـزونـا     وأنت على بغيلك ذي الوشوم
يتعتع في الخبـار إذا عـلاه     ويعثر في الطريق المستقيم

ويروى:

ويركب رأسه في كل وهد ومما يستدرك عليه: أتع الرجل وأكتع، إذا استرخى. عن ابن دريد. وتعتع فلان، بالضم: إذا رد عليه قوله. والتعتعة: كلام الألثغ. وانتع: قاء، عن ابن الأعرابي.

ت ق ع
التقع، محركة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال العزيزي: هو الجوع، وقد تقع تقعا، إذا جاع. ويقال: جوع تقع، ككتف، أي شديد، هكذا نقله الصاغاني في كتابيه. قلت: ولعل تاءه بدل من الدال، كما سيأتي.

ت ل ع
التلعة: ما ارتفع من الأرض وأشرف، وأيضا: ما انهبط منها وانحدر، نقلهما أبو عبيدة، وهو من الأضداد عنده، كما في الصحاح. وحكى ابن بري عن ثعلب قال: دخلت على محمد بن عبد الله بن طاهر، وعنده أبو مضر أخو أبي العميثل الأعرابي، فقال لي: ما التلعة? فقلت: أهل الرواية يقولون: هو من الأضداد، لما علا ولما سفل، قال الراعي في العلو:

كدخان مرتجل بأعلى تلـعة     غرثان ضرم عرفجا مبلولا وقال زهير في الانهباط:

وإني متى أهبط من الأرض تلعة     أجد أثرا قبلي جديدا وعافيا

صفحة : 5133

قال: وليس كذلك إنما هي مسيل الماء من أعلى الوادي إلى أسفله، فمرة يوصف أعلاها، ومرة يوصف أسفلها. قلت: وهو قول ابن الأعرابي.

وقال ابن دريد: التلعة ما اتسع من فوهة الوادي، قال:وربما سميت القطعة المرتفعة من الأرض تلعة، والأول هو الأصل. وقال غيره: التلعة: أرض مرتفعة غليظة يتردد فيها السيل، ثم يدفع منها إلى تلعة أسفل منها، وهي مكرمة للنبات.

ج: تلعات، محركة، وتلع، كتمرات وتمر، وتلاع، كقلعة وقلاع. قال ربيعة بن مقروم الضبي:

كأنها ظبية بكر أطـاع لـهـا    من حومل تلعات الجو أو أودا وقال أبو كبير الهذلي:

هل أسوة لك في رجال قتلوا    بتلاع تريم هامهم لم تقبـر أو التلاع: مجاري أعلى الأرض إلى بطون الأودية، نقله الجوهري عن أبي عمرو، وقال شمر: التلاع: مسايل الماء تسيل من الأسناد والنجاف والجبال حتى ينصب في الوادي قال: وتلعة الجبل أن الماء يجيء فيخد فيه ويحفره حتى يخلص منه، قال: ولا تكون التلاع إلا في الصحارى، قال: وربما جاءت التلعة من أبعد من خمسة فراسخ إلى الوادي، فإذا جرت من الجبال فوقعت في الصحارى حفرت فيها كهيئة الخندق، قال: وإذا عظمت التلعة حتى تكون مثل نصف الوادي أو ثلثيه، فهي ميثاء. وفي حديث الحجاج في وصفه المطر: وأدحضت التلاع أي جعلتها زلقا تزلق فيها الأرجل. وفي المثل: فلان لا يمنع ذنب تلعة يضرب للذليل الحقير. وقال ابن شميل: من أمثالهم: لا أثق بسيل تلعتك يضرب لمن لا يوثق به، أي لا أثق بما تقول، وبما تجيء به. يوصف بالكذب.

وقال ابن الأعرابي: من أمثالهم: ما أخاف إلا من سيل تلعتي، قال: أي من بني عمي وأقاربي، لأن من نزل التلعة وهي مسيل الماء فهو على خطر، إن جاء السيل جرف به، قال: وقال هذا وهو نازل بالتلعة، فقال: لا أخاف إلا من مأمني، فهذه ثلاثة أمثال جاءت في التلعة.

والتلاعة، بالفتح: ماءة لكنانة، قال بديل بن عبد مناة الخزاعي:

ونحن صبحنا بالتلاعة داركم   بأسيافنا يسبقن لوم العواذل وقال الليث: التلع، محركة: شبيه الترع، في بعض المعاني. وقال أبو عبيد: أكثر ما يراد بالتلع طول العنق، وقال غيره: هو انتصابه، وغلظ أصله، وجدل أعلاه. وقد تلع، ككرم وفرح، تلعا، فهو أتلع وتليع، يقال: عنق أتلع وتليع فيمن ذكر، أي طويل، وتلعاء، فيمن أنث. وجيد تليع: طويل. قال الأعشى:

يوم تبدي لنا قتيلة عن جي    د تليع تزينه الأطـواق ومن المجاز: تلع النهار، كمنع، يتلع تلعا وتلوعا: ارتفع كما في المحكم والعباب والأساس. وفي الصحاح: طلع. وقال ابن دريد: تلعت الضحى تلوعا، إذا انبسطت. وأنشد الليث:

وكأنهم في الآل إذ تلع الضحى     سفن تعوم قد ألبست أجـلالا

صفحة : 5134

قال: وتقول: تلع الرجل: إذا أخرج رأسه كل شيء كان فيه، وهو شبه طلع، إلا أن طلع أعم. وتلع الظبى والثور من الكناس، إذا أخرج رأسه منه وسما بجيده، عن ابن دريد، كأتلع. يقال: أتلع رأسه، أي أطلع لينظر، نقله الأزهري. قال ذو الرمة:

كما أتلعت من تحت أرطى صريمة إلى نبأة الصوت الظباء الكوانس ونقله الليث أيضا هكذا. وإناء تلع، ككتف: ملآن، لغة في ترع، أو لثغة، كما في الصحاح، زاد في اللسان: أو بدل. وتولع كجوهر، ويقال: مثل فوفل: ع، قال عبد الله بن سلمة:

لمن الديار بتولـع فـيبـوس     فبياض ريطة غير ذات أنيس وقد تقدم إنشاده في ي ب س. ويقال: أتلع الرجل، إذا مد عنقه متطاولا ومنه حديث علي رضي الله عنه: لقد أتلعوا أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله، فوقعوا دونه أي رفعوها.

وقال ابن عباد: المتلع، كمحسن: المرأة الحسناء، لأنها تتلع، أي تمد رأسها، تتعرض للناظرين إليها. والمتتلع: الشاخص للأمر. والذي في العباب والتكملة: يقال: رأيته مستتلعا للخبر، أي شاخصا له. والمتتلع: الرافع رأسه، يقال لمن لزم مكانه: قعد فما يتتلع، أي فما يرفع رأسه للنهوض ولا يريد البراح. كما في الصحاح.

ويقال: المتتلع: المتقدم، قال أبو ذؤيب يصف الحمير:

وردن والعيوق مقعد رابئ ال    ضرباء فوق النجم لا يتتلـع قال ابن بري: صوابه خلف النجم، وكذلك رواه سيبويه. قلت: وروى أبو سعيد دون النجم وفي رواية: فوق النظم. والمتتلع: فرس مزيدة الحارثي، كما في العباب، ووقع في التكملة: المحاربي، ورواه ابن بري في ب ل ع، بالموحدة، وقد أشرنا إلى ذلك هناك.

وتتالع في مشيه، إذا مد عنقه ورفع رأسه، وكذلك تتلع.

ومتالع، بالضم: جبل بالبادية، في بلاد طيئ ملاصق لأجأ، بينهما طريق لبني جوين بن جرم طيئ، ويقال له: متالع الأبيض، وجبل أيضا في بلادهم لبني صخر بن جرم، بينه وبين أجأ ليلة، يقال له: متالع الأسود وأنشد الجوهري للبيد رضي الله عنه:

درس المنا بمتالع فأبان قال: أراد المنازل فحذف، وهو قبيح. قلت: وعجزه فيما رواه الصاغاني وابن بري:

فتقادمت بالحبس فالسوبان ويروى:

بالحبس بين البيد والسوبان أو جبل لغنى بالحمى، أو جبل لبني عميلة: قال صدقة بن نافع العميلي:

وهل ترجعن أيامنا بمتالـع    وشرب بأوشال لهن طلال أو جبل بناحية البحرين بين السودة والأحساء، كذا في التهذيب وفي المعجم وراء طخفة، وفي سفحه عين تسيح ماء، يقال له: عين متالع. وفي المعجم: يقال لها: الخرارة، وقال ذو الرمة يصف حمارا وأتانه:

نحاها لثأج نحوة، ثم إنه  توخى بها العينين عيني متالع وقال كثير يذكر روايته السائب - رجلا من سدوس -:

بكى سائب لما رأى رمل عالـج      أتى دونه والهضب هضب متالع

صفحة : 5135

وزاد في المعجم: ومتالع أيضا: جبل في أرض كلاب بين الرمة وضرية، وشعب فيه نخل لبني مرة بن عوف، وقيل: جبل في ديار أسد، وقيل: موضع بين فزارة وطيئ، حيث يلتقي رعى الحيين. ومما يستدرك عليه: أتلع النهار: ارتفع. ذكره ابن سيده والزمخشري، وهو مجاز. وأتلعت الضحى: انبسطت، ذكره ابن دريد. وتلع الضحى: وقت تلوعها، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أأن غردت في بطن واد حمامة      بكيت، ولم يعذرك بالجهل عاذر
تعالين في عبريه تلع الضحـى     على فنن قد نعمته الـسـرائر

وتلع الرأس نفسه، إذا خرج. نقله الأزهري. والأتلع والتلع والتليع: الطويل. وقيل: الطويل العنق. وقال الليث: والتلع أيضا: الأتلع، لأن فعلا قد يدخل على أفعل. وقال الأزهري في ترجمة بتع البتع: الطويل العنق. والتلع: الطويل الظهر. ويقال: رجل تلع بين التلع، وامرأة تلعاء بينة التلع. ويقال: تلعة وتليعة، الأخيرة عن ابن عباد.

والتلعات: جمع تلعة، بكسر اللام، وهي قلوع السفن، وبه فسر قول غيلان الربعي:

يستمسكون من حذار الإلقاء
بتلعات كجذوع الصيصاء

أراد من خشية أن يقعوا في البحر فيهلكوا، فيتعلقون بقلوع هذه السفينة الطويلة حتى كأنها جذوع النخلة. ورجل تلع: كثير التلفت حوله، نقله الجوهري، وكذلك رجل تليع. وسيد تليع وتلع: رفيع، نقله الليث. وفي الحديث: فيجيء مطر لا يمتنع منه ذنب تلعة، يريد كثرته، وأنه لا يخلو منه موضع. وفي حديث آخر ليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة. وقيل: التلعة مثل الرحبة، والجمع تلع. قال عارق الطائي:

وكنا أناسا دائنين بغـبـطة     يسيل بنا تلع الملا وأبارقه والتلاعة، بالكسر: ما ارتفع من الأرض، ويشبه به الناقة، ومنه قول كثير عزة:

بكل تلاعة كالبدر لـمـا      تنور واستقل على الجبال وقيل: التلاعة هنا: الطويلة العنق المرتفعته. وتلعة، بالفتح: موضع قرب اليمامة، قال جرير:

ألا ربما هاج التذكر والهـوى     بتلعة إرشاش الدموع السواجم وقال أيضا:

وقد كان في بقعاء ري لشائكم    وتلعة والجوفاء يجري غديرها وهكذا فسره أبو عبيدة، كما سيأتي في ج و ف.

ت ن ع
تنعة، الكسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال أئمة النسب وتبعهم الصاغاني: هي: ة، قرب حضرموت، عندها وادي بئر برهوت. وفي المعجم: هي تنغة بالفتح والغين المعجمة وسيأتي تحقيق ذلك هناك. قال الصاغاني: سميت بتنعة بن هانئ بن عمرو بن ذهل ابن الأسود بن الضبيب بن عمرو بن عبد بن سلامان بن الحارث بن حضرموت، نسب إليها جماعة من التابعين، منهم: أبو قيلة عياض بن عياض، العيزار بن جرول وأبو السكن حجر بن عنبس،وعمير وعامر ابنا سويد المحدثون التنعيون وغير هؤلاء.

ت و ع

صفحة : 5136

التوع: مصدر تعت اللبأ والسمن، وتعته، وأتوعه وأتيعه، توعا وتيعا، واقتصر الجوهري على اللغة الأولى، وذكر الثانية ابن شميل، إذا كسرته بقطعة خبز ترفعه بها، نقله الأزهري عن الليث. وقال ابن الأعرابي: تع تع، بالضم فيهما: أمر بالتواضع،وهو من التوع.

والتيوع، مشددة على تفعول وهذا الضبط مع طوله يدل على أن التاء زائدة، لأنه وزنه بتفعول، ولو قال كتنور لأصاب المحز: كل ورقة أو بقلة إذا قطعت، أو قطفت سال منها لبن أبيض حار، يقرح البدن. والتيوعات: بقول أخر كالسقمونيا، والشبرم، واللاعية، والعشر، والحلتيت، والعرطنيثا، قال الأطباء: ولبن التيوعات، كلها مسهل مدر للبول والطمث، حالق للشعر وحده، وإذا دق ورقها أو بزرها وطرح في الماء الراكد طفا سمكه على الماء كالسكارى فاصطيد ما يشاء، وسيأتي شيء من ذلك في ي ت ع.

ت ي ع
تاع القيء يتيع تيعا، بالفتح، وتيعا، وتيعانا، محركتين، وكذلك توعا: خرج.

وتاع الشيء كالماء ونحوه يتيع: سال وانبسط على وجه الأرض، تيعا وتوعا، الأخيرة نادرة.

وقال الزجاج: تاع الشيء، إذا ذاب. وقال ابن عباد: تاع تيعانا وتيعا وتيعا، إذا تاق.

وتاع الطريق يتيعه تيعا: قطعه. وتاع إليه: عجل، ومنه اشتقاق التيعان كما يأتي، ومنه تاع إليه: ذهب. وتاع السمن يتيعه تيعا وتوعا: رفعه بقطعة خبز كتيعه.

وقال ابن شميل: التيع: أن تأخذ الشيء بيدك. يقال: تاع به يتيع تيعا، وتيع به، إذا أخذه بيده، وأنشد:

فأعطيتها عودا وتعت بتمرة وخير المراغي قد علمنا قصارها قال: هذا رجل يزعم أنه أكل رغوة مع صاحبة له، فقال: أعطيتها عودا تأكل به، وتعت بتمرة أي أخذتها آكل بها. والمرغاة: العود أو التمر أو الكسرة يرتغى بها، وجمعها المراغي. قال الأزهري: رأيته بخط أبي الهيثم. وتعت بتمرة قال: ومثل ذلك تيعت بها.

قال: وأعطاني فلان درهما، فتعت به، أي أخذته. والتيعة، بالكسر: الأربعون من الغنم، نقله أبو عبيد في شرح حديث وائل بن حجر: على التيعة شاة، والتيمة لصاحبها ومنهم من خصه بغنم الصدقة، وحكى شمر عن ابن الأعرابي قال: التيعة: لا أدري ما هي، وبلغنا عن الفراء أنه قال: التيعة من الشاء: القطعة التي تجب فيها الصدقة ترعى حول البيوت أو التيعة: أدنى ما يجب من الصدقة كالأربعين فيها شاة، وكخمس من الإبل فيها شاة، قاله أبو سعيد الضرير، قال: وإنما تيع التيعة الحق الذي وجب للمصدق فيها، لأنه لو رام أخذ شيء منها قبل أن يبلغ عددها ما يجب فيه التيعة لمنعه صاحب المال، فلما وجب فيه الحق تاع إليه المصدق، أي عجل. وتاع رب المال إلى إعطائه فجاد به. قال: وأصله من التيع، وهو القيء.

صفحة : 5137

وقال أبو عبيد: التيعة: اسم لأدنى ما يجب فيه الصدقة، أي الزكاة من الحيوان، وكأنها الجملة التي للسعاة إليها ذهاب، ونص أبي عبيد: عليها سبيل، من تاع يتيع، إذا ذهب إليه، كالخمس من الإبل، والأربعين من الغنم. وقال ابن الأعرابي: التاعة: الكتلة من اللباء الثخينة، نقله الصاغاني. وفي نوادر الأعراب: رجل تيع ككيس، وتيعان محركة مشددة، وكذلك تيح وتيحان، وتيق وتيقان، أي متسرع إلى الشر أو إلى الشيء من قولهم: تاع إلى الشيء، أي عجل إليه.

والأتيع: المتتايع، أي المتسارع في الحمق، أو الذاهب فيه.

والأتيع من الأماكن: ما يجري السراب على وجهه. وأتاع الرجل إتاعة فهو متيع: قاء، والقيء متاع. نقله الجوهري، وأنشد للقطامي يذكر الجراحات:

وظلت تعبط الأيدي كلوما     تمج عروقها علقا متاعا وأتاع القيء: أعاده، وكذلك أتاع دمه فتاع تيوعا. والتتايع: ركوب الأمر على خلاف الناس، عن ابن شميل. وقال أبو عبيد: التتايع: التهافت في الشيء، والمتايعة عليه، يقال للقوم: قد تتايعوا في الشيء، إذا تهافتوا فيه، وسارعوا إليه، وبه فسر الحديث: ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب كما الفراش في النار. وقيل: هو الإسراع في الشر، ولا يكون إلا في الشر، كما في الصحاح. وقال الأزهري: ولم نسمع التتايع في الخير، وقيل: التتايع في الشر كالتتابع في الخير، ويقال في التتايع: إنه اللجاجة، وقيل: هو ا لتهافت فيه، كما في ا لصحاح، كالتتيع، عن ابن عباد، وهو في نوادر الأعراب. يقال: تتيع على فلان. قال: وتتايع للقيام، إذا استقل له، وأنشد:

فلهف أمه لما رآها     تنوء ولا تتايع للقيام واتايعت الريح بالورق: إذا ذهبت به. قال الأزهري: وأصله تتايعت به. قال أبو ذؤيب يذكر عقره ناقته، وأنها كاست فخرت على رأسها:

ومفرهة عنس قدرت لساقها     فخرت كماتتايع الريح بالقفل
لحى جياع أو لضيف محول    أبادر حمدا أن يلج به قبلـي

 وقال الأخفش: تتايع: تذهب به. ولا أستتيع بمعنى: لا أستطيع، عن ابن عباد، وهي لغة، أو لثغة، أو بدل. ومما يستدرك عليه: التيع: ما يسيل على وجه الأرض من جمد ذائب ونحوه.

وشيء تائع: مائع. وتتيع الماء: انبسط على وجه الأرض وتاع السنبل: يبس بعضه وبعضه رطب. والسكران يتتايع: يرمي بنفسه سريعا من غير تثبت، وكذا الحيران وقيل: التتايع: الوقوع في الشر من غير فكرة ولا روية. وتتايع الجمل في مشيه في الحر، إذا حرك ألواحه حتى يكاد ينفك. وتتايع القوم في الأرض، أي تباعدوا فيها على عي وشدة.

وقال الصاغاني: التركيب يدل على اضطراب الشيء، وقد شد عنه التيعة. قلت: وإذا تأملت في قول أبي سعيد الذي تقدم فيه علمت أنه لا شذوذ.