فصل الخاء مع العين
الجزء الأول
خ ب ت ع
خبتع، كقطرب أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن دريد: هو ع، وسيأتي أيضا
خنتع بالنون: اسم موضع، إن لم يكن أحدهما تصحيفا عن الآخر.
خ ب د ع
الخبدع، كقطرب والدال مهملة، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو الضفدع في
بعض اللغات، وضبطه صاحب اللسان بالذال المعجمة.
خ ب ذ ع
صفحة : 5171
خبذع، كجعفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن حبيب: هو أبو قبيلة من
همدان، وهو خبذع بن مالك بن ذي بارق واسمه جعونة بن مالك بن جشم بن حاشد بن
جشم بن خيران بن نون بن همدان، كذا نقله الصاغاني.
خ ب ر ع
الخبروع، كعصفور، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو النمام. والخبرعة فعله
وهي النميمة، كذا في اللسان والعباب والتكملة.
خ ب ع
خبع بالمكان، كمنع: أقام به، وخبع فيه، أي دخل، عن ابن دريد، وخبع الصبي
خبوعا بالضم: انقطع نفسه، وفحم من البكاء، كما في الصحاح والمحكم، ونقله
ابن فارس أيضا. وقال: فإن كان صحيحا فهو من الباب، كأن بكاءه خبئ، قال:
والخاء والباء والعين ليس أصلا، وذلك أن العين مبدلة من الهمزة. والخبع:
الخبء، أي لغة فيه. يقال: خبعت الشيء، أي خبأته. نقله الجوهري. وفي اللسان:
وأما الخبع بمعنى الخبء فعلى الإبدال، لا يعتد به من هذا الباب.
قال ابن دريد: وبنو تميم يقولون للخباء: الخباع وأنشدوا لذي الرمة:
أعن توسمت من خرقاء منزلة
ماء الصبابة من عينيك مسجوم يريد أأن توسمت. قال: وأنشد أبو حاتم،
لرجل من أهل اليمامة.
فعيناش عيناها وجيدش جـيدهـا
سوى عن عظم الساق منش دقيق يريد سوى أن، قال: وأكثر ربيعة يجعل كاف المؤنث
شينا.
وعلى هذا قالوا: ا مرأة خبعة طلعة، كهمزة أي تختبئ تارة وتبدو أخرى. وفي اللسان: أي تخبأ نفسها مرة، وتبديها مرة، وهي بمعنى خبأة بالهمزة. ومما يستدرك عليه: الخبعة كهمزة: المزعة من القطن، عن الهجري.
خ ت ر ع
الخيتروع، كحيزبون، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الخارزنجي: هي المرأة
التي لا تثبت على حال، كذا نقله الصاغاني عنه، وحيزبون لم يذكره المصنف،
وقد نبهنا عليه في ح ز ب.
خ ت ع
ختع الرجل، كمنع، ختعا وختوعا: ركب الظلمة بالليل، ومضى فيها على القصد،
كما يختع الدليل بالقوم، قال رؤبة:
أعيت أدلاء الفلاة الختعا وقال ابن دريد: ختع عليهم، إذا هجم عليهم. وقال
ابن الأعرابي: ختع: هرب قال الطرماح يصف بقر الوحش:
يلاوذن من حـر كـأن أواره يذيب دماغ الضب وهو ختوع أي هارب من الحر. وقال ابن عباد: ختع أسرع. وختعت الضبع: خمعت. وقال غيره: ختع الفحل خلف الإبل: إذا قارب في مشيه. وختع السراب ختوعا: اضمحل.
وقال ابن دريد: ختع كصرد: من أسماء الضبع، وليس بثبت وقال غيره: دليل ختع: هو الحاذق في الدلالة الماهر بها، نقله الجوهري، كالختع، ككتف، وجوهر، وصبور، يقال: وجدته ختع لا سكع، أي لا يتحير. وذكر الجوهري الخوتع. قال ذو الرمة:
يهماء لا يجتازها المغرر
كأنما الأعلام فيها سـير
بها يضل الخوتع المشهر
والخوتع، كجوهر: ضرب من الذباب كبار، وقيل: هو ذباب الكلب. وقال أبو حنيفة: ذباب أزرق يكون في العشب، قال الراجز:
للخوتع الأزرق فيه صاهل
صفحة : 5172
عزف كعزف الدف والجلاجل والخوتع: ولد الأرنب، نقله الجوهري. وقال ابن عباد:
الخوتع: الطمع.
صفحة : 5173
وبهاء الخوتعة: هو الرجل القصير. وفي المثل: أشأم من خوتعة، هو وفي الصحاح:
زعموا أنه رجل من بني غفيلة ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن
أسد بن ربيعة، كان مشؤوما، لأنه دل كثيف بن عمرو التغلبي وأصحابه على بني
الزبان الذهلي قال أبو جعفر محمد بن حبيب في كتاب متشابه القبائل ومتفقها:
وفي بني ذهل بن ثعلبة بن عكابة الزبان بن الحارث بن مالك بن شيبان ابن سدوس
بن ذهل، بالزاي والباء بواحدة، وذكر القاضي أبو الوليد هشام بن أحمد الوقشي
في نقد الكتاب، الريان، بالراء والياء، ثم قوله: الذهلي هو الصحيح، كما
عرفت، وقد وجد بخط أبي سهل الهروي بالدال المهملة، وهو خطأ، لترة كانت عند
عمرو بن الزبان، وكان سبب ذلك أن مالك بن كومة الشيباني لقي كثيف بن عمرو
في حروبهم، وكان ملك نحيفا قليل اللحم، وكان كثيف ضخما، فلما أراد مالك أسر
كثيف اقتحم كثيف عن فرسه لينزل إليه مالك، فأوجره مالك السنان، وقال:
لتستأسرن أو لأقتلنك، فاستبق هو وعمرو بن الزبان، وكلاهما أدركه، فقالا: قد
حكمنا كثيفا، يا كثيف، من أسرك? فقال: لولا مالك ابن كومة كنت في أهلي،
فلطمه عمرو بن الزبان، فغضب مالك. وقال: تلطم أسيري، إن فداءك يا كثيف مائة
بعير، وقد جعلتها لك بلطمة عمرو وجهك، وجز ناصيته وأطلقه، فلم يزل كثيف
يطلب عمرا باللطمة حتى دل عليه رجل من غفيلة يقال له: خوتعة، وقد ندت لهم
إبل، فخرج عمرو وإخوته في طلبها فأدركوها، فذبحوا حوارا فاشتووه. فأتوهم،
أي كثيف وأصحابه بضعف عدادهم وقد جلسوا على الغداء وأمرهم إذا جلسوا معهم
على الغداء، أن يكنف كل رجل منهم رجلان، فمروا فيهم مجتازين، فدعوهم
فأجابوهم، فجلسوا كما ائتمروا، فلما حسر كثيف عن وجهه العمامة عرفه عمرو،
فقال عمرو: يا كثيف، إن في خدي وقاء من خدك، وما في بكر بن وائل خد أكرم
منه فلا تشب الحرب بيننا وبينك. قال: كلا، بل أقتلك وأقتل إخوتك، قال: فإن
كنت فاعلا فأطلق هؤلاء الذين لم يتلبسوا بالحروب، فإن وراءهم طالبا أطلب
مني - يعني أباهم - فقتلوهم وجعل، وفي العباب: فقتلوهم وجعلوا رؤوسهم في
مخلاة، وعلقها في عنق ناقة لهم يقال لها: الدهيم، فجاءت الناقة والزبان
جالس أمام بيته، فبركت. فقال: يا جارية، هذه ناقة عمرو، وقد أبطأ هو
وإخوته، فقامت الجارية، فجست المخلاة، فقالت: قد أصاب بنوك بيض النعام،
فجاءت بالمخلاة فأدخلت يدها فأخرجت رأس عمرو، ثم رؤوس إخوته، فغسلها
الزبان، ووضعها على ترس. وقال: آخر البز على القلوص فذهبت مثلا، أي هذا آخر
عهدي بهم، لا أراهم بعده، وشبت الحرب بينه وبين بني غفيلة حتى أبادهم،
فضربت العرب بخوتعة المثل في الشؤم، وبحمل الدهيم في الثقل. وقد ذكره
الجوهري مختصرا، وأطال المصنف في شرحه تقليدا للصاغاني على عادته.
وقال ابن عباد: يقال للرجل
الصحيح: هو أصح من الخوتعة.
صفحة : 5174
وقال ابن دريد: الختعة: أنثى النمور.
والختيعة، كسفينة، كذا في الصحاح، ووجد بخط الجوهري: الخيتعة، كحيدرة، والأول الصواب: قطعة من أدم يلفها الرامي على أصابعه، كما في العباب، أي عند رمي السهام. وفي الصحاح: جليدة يجعلها الرامي على إبهامه، ومثله في الأساس، وتقول: أخذ الرامي الختيعة، وأمن الراعي الخديعة.
وقال ابن الأعرابي: الختاع ككتاب: الدستبانات، مثل ما يكون لأصحاب البزاة، فارسية.
والختيع، كأمير: الداهية، والذي نقله الصاغاني عن ابن عباد: الخيتع، كحيدر: الداهية.
وقال ابن دريد: انختع الرجل في الأرض، إذا ذهب فيها وأبعد.
ومما يستدرك عليه: ختع في الأرض ختوعا: ذهب وانطلق.
ورجل ختعة، كهمزة: سريع في المشي.
وخوتعة بن صبرة: جد لرقبة ابن مصقلة.
خ ت ل ع
ختلع الرجل: أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: أي ظهر وخرج إلى البدو. قال:
أخبرنا أبو حاتم قال: قلت لأم الهيثم - وكانت أعرابية فصيحة -: ما فعلت
فلانة? لأعرابية كنت أراها معها، فقالت: ختلعت والله طالعة، فقلت: ما
ختلعت? فقالت: ظهرت. تريد أنها خرجت إلى البدو، كذا في الجمهرة، ونقله
الصاغاني وصاحب اللسان، ثم إن ظاهر كلامهم أن التاء في الختلعة أصلية، ونقل
شيخنا عن أبي حيان أنها زائدة، وأصل ختلع خلع، فتأمل.
خ ث ع
الخوثع، كجوهر، والشاء مشلثة، أهمله الجوهري والصاغاني. وقال ثعلب: هو
اللئيم. كما في اللسان.
خ د ر ع
خدرع، بالمهملة، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: أي أسرع، وضبطه صاحب اللسان
بالذال والمعجمة.
خ د ع
خدعه، كمنعه، يخدعه خدعا، بالفتح، ويكسر، مثال: سحره سحرا، كذا في الصحاح.
قلت: والكسر عن أبي زيد، وأجاز غيره الفتح، قال رؤبة:
وقد أداهي خدع من تخدعا ختله وأراد به المكروه من حيث لا يعلم، كاختدعه، فانخدع، كما في الصحاح.
وقال غيره: الخدع: إظهار خلاف ما تخفيه.
وفي المفردات، والبصائر: الخداع:
إنزال الغير عما هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه. والاسم الخديعة،
وعليه اقتصر الجوهري والصاغاني. زاد غيرهما: والخدعة، وقيل: الخدع والخديعة
المصدر، والخدع والخداع الاسم. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: الحرب خدعة، مثلثة، وكهمزة، وروي بهن جميعا، والفتح أفصح، كما في
الصحاح. وقال ثعلب: بلغنا أنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم. ونسب الخطابي
الضم إلى العامة. قال: ورواه الكسائي وأبو زيد كهمزة، كذا في إصلاح الألفاظ
للخطابي، أي تنقضي أي ينقضي أمرها بخدعة واحدة، كما في العباب.
صفحة : 5175
وقال ثعلب: من قال: خدعة فمعناه: من خدع فيها خدعة، فزلت قدمه وعطب، فليس
لها إقالة. قال ابن الأثير: وهو أفصح الروايات وأصحها. ومن قال: خدعة، أراد
هي تخدع، كما يقال: رجل لعنة: يلعن كثيرا، وإذا خدع أحد الفريقين صاحبه في
الحرب، فكأنما خدعت هي. ومن قال: خدعة، أراد أنها تخدع أهلها، كما قال عمرو
بن معد يكرب:
الحرب أول ما تكون فتية تسعى ببزتها لكل جهول وفي المعجم في أ ج أ، أول من قال هذا عمرو بن الغوث بن طيئ، في قصة ذكرها عند نزول بني طيئ الجبلين.
وخدعة: ماءة لغني بن أعصر، ثم لبني عتريف بن سعد بن جلان بن غنم بن غني.
وخدعة: اسم امرأة، وقيل: اسم ناقة. وبهما فسر ما أنشد ابن الأعرابي:
أسير بشكوتي وأحـل وحـدي وأرفع ذكر خدعة في السماع وخدع الضب في جحره يخدع خدعا: دخل. وقال أبو العميثل: خدع الضب، إذا دخل في وجاره ملتويا، وكذلك الظبي في كناسه، وهو في ا لضب أكثر. وفي حديث القحط: خدعت الضباب، وجاعت الأعراب أي امتنعت في جحرتها، لأنهم طلبوها، ومالوا عليها للجدب الذي أصابهم. وقال الليث: خدع الضب: إذا دخل جحره، وكذلك غيره. وأنشد للطرماح:
يلاوذن من حـر يكـاد أواره يذيب دماغ الضب وهو خدوع قال الصاغاني: الرواية ختوع بالتاء الفوقية، وقد تقدم.
وقال غيره: خدع الضب خدعا: استروح ريح الإنسان فدخل في جحره لئلا يحترش.
ومن المجاز: خدع الريق في الفم:
قل وجف، كما في الأساس. وقال ابن الأعرابي: أي فسد، وفي الصحاح: يبس. وقال
غيره: خدع الريق خدعا: نقص، وإذا نقص خثر، وإذا خثر أنتن، وأنشد الجوهري
لسويد بن أبي كاهل يصف ثغر امرأة:
أبيض اللون لذيدا طعـمـه طيب
الريق إذا الريق خدع قال: لأنه يغلظ وقت السحر فييبس وينتن.
ومن المجاز: كان فلان الكريم ثم خدع، أي أمسك، كما في الصحاح، زاد في اللسان: ومنع وقال اللحياني: خدع الثوب خدعا، وثناه ثنيا بمعنى واحد، وهو مجاز.
ومن المجاز: خدع المطر خدعا، أي قل، وكذلك خدع الزمان خدعا، إذا قل مطره، وأنشد الفارسي:
وأصبح الدهر ذو العلات قد خدعا
قلت: وقد تقدم في ج د ع:
وأصبح الدهر ذو العرنين قد جدعا وما أنشده الفارسي أعرف.
وخدعت الأمور: اختلفت، عن ابن عباد، وهو مجاز.
وخدع الرجل: قل ماله، وكذا خيره، وهو مجاز.
وخدعت عينه: غارت، عن اللحياني، وهو مجاز.
ومن المجاز: خدعت عين الشمس، أي
غابت، وفي الأساس: غارت، قال: وهو من خدع الضب، إذا أمعن في جحره.
ومن المجاز: خدعت السوق خدعا: كسدت، وكل كاسد خادع. وقيل: خدعت السوق، أي
قامت، فكأنه ضده، كانخدع كذا في النسخ، وصوابه كانخدعت، كما هو نص اللحياني
في النوادر.
صفحة : 5176
ويقال: سوق خادعة، أي مختلفة متلونة، كما في الصحاح والعباب: زاد في
الأساس: تقوم تارة وتكسد أخرى. وقال أبو الدينار في حديثه: السوق خادعة، أي
كاسدة. قال، ويقال: السوق خادعة، إذا لم يقدر على الشيء إلا بغلاء. وقال
الفراء: بنو أسد يقولون: إن السعر لمخادع، وقد خدع: إذا ارتفع وغلا.
ومن المجاز: خلق خادع، أي متلون، وقد خدع الرجل خدعا، إذا تخلق بغير خلقه.
وبعير خادع وخالع، كما في العباب، ونص اللسان: بعير به خادع وخالع، إذا برك زال عصبه في وظيف رجله، وبه خويدع وخويلع، والخادع أقل من الخالع.
والخدوع كصبور: الناقة تدر مرة القطر، وترفع لبنها مرة.
ومن المجاز: الخدوع: الطريق الذي يبين مرة، ويخفى أخرى. قال الشاعر يصف الطريق:
ومستكره من دارس الدعس داثر إذا غفلت عنه العـيون خـدوع كالخادع، يقال: طريق خادع، إذا كان لا يفطن له. قال الطرماح يصف دار قوم:
خادعة المسلك أرصادها تمسي وكونا فوق آرامها والخدوع والخادع: الكثير الخداع. قال الطرماح:
كذي الطنء لا ينفك عوضا، كأنه أخو حجرة بالعين وهو خدوع كالخدعة، كهمزة، وكذلك المرأة.
والخدعة، بالضم: من يخدعه الناس كثيرا، كما يقال: رجل لعنة، وقد تقدم ذلك عن ثعلب في شرح الحديث، وتقدم بحثه أيضا في ل ق ط، عن ابن بري مفصلا، فراجعه.
والخدعة، كهمزة: قبيلة من تميم، وهم ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. قال الأضبط بن قريع السعدي:
لكل هم من الـهـمـوم سـعـه
والمسى والصبح لا فلاح مـعـه
أكرمن الضعيف عـلـك أن تـر
كع يوما والدهـر قـد رفـعـه
وصل وصال البعيد إن وصل الحب ل،
وأقص القريب إن قـطـعـه
واقبل من الدهـر مـا أتـاك بـه
من قر عينا بعـيشـه نـفـعـه
قد يجمع الـمـال غـير آكـلـه
ويأكل المال غير من جـمـعـه
ما بال من غيه مصـيبـك لا تـم
لك شـيئا مـن أمـر وزعــه
حتى إذا ما انجـلـت عـمـايتـه
أقبل يلـحـى وغـيه فـجـعـه
أذود عن نفـسـه، ويخـدعـنـي
يا قوم، من عاذري من الخدعـه
كتبت القطعة بتمامها لجودتها.
ويروى: لا تهين الفقير أي لا تهينن، فحذفت النون الخفيفة لما استقبلها ساكن. وقال بعضهم: الخدعة في هذا البيت اسم للدهر، لتلونه. ويقال: دهر خادع وخدعة، وهو مجاز.
والخيدع، كحيدر: من لا يوثق بمودته.
والغول الخيدع، أي الخداعة، وهو من ذلك. والطريق الخيدع: الجائر عن وجهه المخالف للقصد، لا يفطن له، كالخادع، وهو مجاز. ويقال: غرهم الخيدع، أي السراب. ومنه أخذ الغول، وهو مجاز، ويكون معنى الغول من مجاز المجاز، وأخذ السراب من الخيدع، بمعنى من لا يوثق بمودته.
والخيدع: الذئب المحتال، نقله الزمخشري والصاغاني، وهو مجاز.
وضب خدع، ككتف: مراوغ، كما في
الصحاح، وزاد الزمخشري: وخادع، وهو مجاز.
صفحة : 5177
وفي المثل: أخدع من الضب كما في الصحاح. قال ابن الأعرابي: يقال ذلك إذا
كان لا يقدر عليه من الخدع. وفي العباب: وقال الفارسي: قال أبو زيد:
وقالوا: إنك لأخدع من ضب حرشته. ومعنى الحرش أن يمسح الرجل على فم جحر الضب
يتسمع الصوت، فربما أقبل وهو يرى أن ذلك حية، وربما أروح ريح الإنسان، فخدع
في جحره ولم يخرج، وأنشد الفارسي:
ومحترش ضب العـداوة مـنـهـم بحلو الخلا، خرش الضباب الخوادع حلو الخلا: حلو الكلام. وفي العباب: خداع الضب أن المحترش إذا مسح رأس جحره ليظن أنه حية، فإن كان الضب مجربا أخرج ذنبه إلى نصف الجحر، فإن أحس بحية ضربها فقطعها نصفين، وإن كان محترشا لم يمكنه الأخذ بذنبه فنجا، ولا يجترئ المحترش أن يدخل يده في جحره، لأنه لا يخلو من عقرب، فهو يخاف لدغها، وبين الضب والعقرب ألفة شديدة، وهو يستعين بها على المحترش، قال:
وأخدع من ضب إذا جاء حارش أعد له عند الذنابة عـقـربـا وقيل: خداعه: تواريه، وطول إقامته في جحره، وقلة ظهوره، وشدة حذره.
والأخدع: عرق في موضع المحجمتين، وهو شعبة من الوريد وهما أخدعان، كما في الصحاح، وهما عرقان خفيان في موضع الحجامة من العنق، وقال اللحياني: هما عرقان في الرقبة، وقيل: هما الودجان. وفي الحديث أنه احتجم على الأخدعين والكاهل. قال الجوهري: وربما وقعت الشرطة على أحدهما فينزف صاحبه، أي لأنه شعبة من الوريد ج: أخادع قال الفرزدق:
وكنا إذا الجبار صعر خـده ضربناه حتى تستقيم الأخادع والمخدوع: من قطع أخدعه، وقد خدعه يخدعه خدعا. وفي الحديث: تكون بين يدي الدجال سنون خداعة. قال الجوهري، أي قليلة الزكاء والريع، من خدع المطر، إذا قل. وخدع الريق، إذا يبس، فهو من مجاز المجاز. قال الصاغاني: وقيل: إنه يكثر فيها الأمطار، ويقل فيها الريع، ويروى: إن بين يدي الساعة سنين غدارة، يكثر فيها المطر، يقل النبات، أي تطمعهم في الخصب بالمطر، ثم تخلف. فجعل ذلك غدرا منها وخديعة، قاله ابن الأثير. وقال شمر: السنون الخوادع: القليلة الخير الفواسد.
وقال ابن عباد: الخادعة: الباب الصغير في الباب الكبير. والبيت في جوف البيت، قال الراغب: كأن بانيه جعله خادعا لمن رام تناول ما فيه.
وقال غيره: الخديعة: طعام لهم، أي للعرب، ويروى بالذال المعجمة، كما سيأتي.
والمخدع كمنبر، ومحكم: الخزانة، حكاه يعقوب عن الفراء. قال: وأصله الضم، إلا أنهم كسروه استثقالا، كما في الصحاح، والمراد بالخزانة البيت الصغير يكون داخل البيت الكبير. وقال سيبويه: لم يأت مفعل اسما إلا المخدع، وما سواه صفة. وقال مسيلمة الكذاب لسجاح المتنبئة حين آمنت به وتزوجها، وخلا بها:
ألا قومي إلى المخدع
فقد هيى لك المضجع
فإن شئت سلـقـنـاك وإن شئت
على أربع
وإن شئت بثـلـثـيه وإن شئت
به أجمـع
صفحة : 5178
فقالت: بل به أجمع، فإنه أجمع للشمل.
وأصل المخدع من الإخداع، وهو الإخفاء. وحكي في المخدع أيضا الفتح عن أبي سليمان الغنوي. واختلف في الفتح والكسر القناني وأبو شنبل، ففتح أحدهما وكسر الآخر.
وبيت الأخطل:
صهباء قد كلفت من طول ما حبست في مخدع بين جـنـات وأنـهـار يروى الوجوه الثلاثة: فالفتح يستدرك به على المصنف والجوهري والصاغاني، فإنهم لم يذكروه.
وقال بعضهم: أخدعه: أوثقه إلى الشيء.
وأخدعه: حمله على المخادعة. ومنه قراءة يحيى بن يعمر وما يخدعون إلا أنفسهم بضم الياء، وكسر الدال.
والمخدع، كمعظم: المجرب، وقد خدع مرارا حتى صار مجربا، كما في الصحاح.
وفي اللسان: رجل مخدع: خدع في الحرب مرة بعد مرة حتى حذق.
والمخدع: المجرب للأمور.
وقال ابن شميل: رجل مخدع، أي مجرب صاحب دهاء ومكر، وقد خدع. وأنشد:
أبايع بيعا من أريب مخدع وأنشد الجوهري لأبي ذؤيب:
فتنازلا وتواقفت خيلاهمـا وكلاهما بطل اللقاء مخدع وروى الأصمعي: فتناديا. وروى معمر: فتبادرا. وقال أبو عبيدة: مخدع: ذو خدعة في الحرب، ويروى: مخذع - بالذال المعجمة - أي مضروب بالسيف مجروح.
والتخديع: ضرب لا ينفذ ولا يحيك، نقله الصاغاني.
وتخادع: أرى من نفسه أنه مخدوع وليس به، كانخدع. وانخدع أيضا مطاوع خدعته.
وقال الليث: انخدع: رضي بالخدع.
والمخادعة في الآية الكريمة، وهو
قوله تعالى: يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم : إظهار غير
ما في النفس وذلك أنهم أبطنوا الكفر وأظهروا الإيمان، وإذا خادعوا المؤمنين
فقد خادعوا الله. ونسب ذلك إلى الله تعالى من حيث أن معاملة الرسول
كمعاملته، ولذلك قال: إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله .
صفحة : 5179
وجعل ذلك خداعا تفظيعا لفعلهم، وتنبيها على عظم الرسول وعظم أوليائه وما
يخادعون إلا أنفسهم، أي ما تحل عاقبة الخداع إلا بهم قرأ ابن كثير ونافع
وأبو عمرو: وما يخادعون، بالألف وقرأ أبو حيوة يخدعون الله والذين آمنوا
وما يخدعون ، جميعا بغير ألف، على أن الفعل فيهما جميعا من الخادع. وفي
اللسان: جاز يفاعل لغير الاثنين، لأن هذا المثال يقع كثيرا في اللغة
للواحد،نحو: عاقبت اللص، وطارقت النعل. وقال الفارسي: والعرب تقول: خادعت
فلانا، إذا كنت تروم خدعه. وعلى هذا يوجه قوله تعالى: يخادعون الله وهو
خادعهم معناه أنهم يقدرون في أنفسهم أنهم يخادعون الله، والله هو الخادع
لهم، أي المجازي لهم جزاء خداعهم. وقال الراغب في المفردات: وقول أهل اللغة
إن هذا على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، فيجب أن يعلم أن المقصود
بمثله في الحذف لا يحصل لو أتي بالمضاف المحذوف، ولما ذكرنا من التنبيه على
أمرين: أحدهما فظاعة فعلهم فيما تجرؤوه من الخديعة، وأنهم بمخادعتهم إياه
يخادعون الله، والثاني: التنبيه على عظم المقصود بالخداع، وأن معاملته
كمعاملة الله. وقراءة مورق العجلي وما يخدعون إلا أنفسهم، بفتح الياء
والخاء وكسر الدال المشددة من غير ألف على إرادة يختدعون، أدغمت التاء في
الدال، ونقلت فتحتها إلى الخاء.
وخادع: ترك عن الأصمعي، وأنشد للراعي:
وخادع المجد أقوام لـهـم ورق راح العضاه به والعرق مدخول وهكذا رواه شمر، وفسره، ورواه أبو عمرو: خادع الحمد، وفسر، أي تركوا الحمد، لأنهم ليسوا من أهله.
والخداع، ككتاب: المنع والحيلة، نقله الصاغاني عن ابن الأعرابي. والذي في اللسان عن ابن الأعرابي: الخدع: منع الحق، والختم: منع القلب من الإيمان.
والتخدع: تكلفه، أي الخداع، قال رؤبة:
فقد أداهي خدع من تخـدعـا
بالوصل أو أقطع ذاك الأقطعا
ومما يستدرك عليه: خدعه تخديعا، وخادعه، وتخدعه، واختدعه: خدعه، وهو خداع وخدع، كشداد وكتف، عن اللحياني، وكذلك خيدع، كحيدر. وخدعته: ظفرت به.
وتخادع القوم: خدع بعضهم بعضا.
وانخدع: أرى أنه مخدوع وليس به.
والخدعة بالضم: ما تخدع به.
وماء خادع: لا يهتدى له، وهو مجاز. وخدعت الشيء وأخدعته: كتمته وأخفيته.
والمخدع، كمقعد: لغة في المخدع، والمخدع بالكسر والضم، عن أبي سليمان الغنوي، وقد تقدم.
والمخدع أيضا: ما تحت الجائز الذي يوضع على العرش، والعرش: الحائط يبنى بين حائطي البيت، لا يبلغ به أقصاه، ثم يوضع الجائز من طرف العرش الداخل إلى أقصى البيت، ويسقف به.
وانخدع الضب مثل خدع: استروح فاستتر، لئلا يحترش.
وخدع مني فلان، إذا توارى ولم يظهر.
وخدع الثعلب، إذا أخذ في الروغان.
صفحة : 5180
وخدع الشيء خدعا: فسد، والخادع: الفاسد من الطعام وغيره. ودينار خادع، أي
ناقص. وفلان خادع الرأي: إذا كان لا يثبت على رأي واحد. وهو مجاز.
وخدعت العين خدعا: لم تنم. وما خدعت بعينه خدعة، أي نعسة تخدع، أي ما مرت بها، وهو مجاز، قال الممزق العبدي:
أرقت ولم تخدع بعيني نعسةومن يلق ما لاقيت لا بد يأرق وخادعته: كاسدته. وقال الفراء: بنو أسد يقولون: إن السعر لمخادع، وقد خدع: إذا ارتفع وغلا. وقال كراع: الخدع: حبس الماشية والدواب على غير مرعى ولا علف.
قلت: وهذا قد تقدم في ج د ع.
والمخدع، كمعظم: المخدوع، قال الشاعر:
سمح اليمين إذا أردت يمينه بسفارة السفراء غير مخدع أراد غير مخدوع. وقد روي جد مخدع أي أنه مجرب، والأكثر في مثل هذا أن يكون بعد صفة من لفظ المضاف إليه كقولهم: أنت عالم جد عالم.
ورجل شديد الأخدع، أي شديد موضع الأخدع، كما في الصحاح والعباب. قال: ولا كذلك شديد النسا. قالا: وكذلك شديد الأبهر. وأما قولهم في الفرس: إنه لشديد النسا، فيراد بذلك النسا نفسه، لأن النسا إذا كان قصيرا كان أشد للرجل، فإذا كان طويلا استرخت رجله.
ورجل خادع: نكد، وهو مجاز. ورجل شديد الأخدع: ممتنع أبي، ولين الأخدع بخلاف ذلك. ويقال: لوى فلان أخدعه، إذا أعرض وتكبر. وسوى أخدعه، إذا ترك التكبر، وهو مجاز.
والخيدع، كحيدر: السنور، عن ابن بري. واسم امرأة، وهي أم يربوع، ومنه المثل: لقد خلى ابن خيدع ثلمة حكاه يعقوب، وقد مر ذكره في ر أ ب, فراجعه.
وخدعة، بالفتح: اسم رجل لأنه كان يكثر ذكر خدعة - وهي ناقة أو امرأة - فسمي به.
وابن خداع: مشهور من أئمة النسب.
خ ذ ر ع
خ ذ ع
خذع اللحم والشحم وما لا صلابة فيه، مثل القرعة ونحوها، كمنع، يخذعه خذعا:
حززه وقطعه، كالتشريح من غير بينونة في مواضع منه، كما يفعل بالجنب عند
الشواء. ومنه الخذيعة: اسم لطعام بالشام يتخذ من اللحم، نقله الجوهري. قال
الصاغاني: ويقال: الخديعة، والإعجام أصح، وقد تقدم.
والمخذعة، كمكنسة: السكين، لأنه يخذع بها اللحم.
والخيذع، كصيقل: العيب بالإنسان نقله الصاغاني.
وقال ابن عباد: يقال: ذهبوا خذع مذع، كعنب مبنيين بالفتح، أي متفرقين، والجيم لغة فيه كما تقدم.
والمخذع: كمعظم: الشواء، عن ابن الأعرابي، وكذلك المغلس والوزيم.
وقال أبو حنيفة: المخذع من النبات: ما أكل أعلاه، ومثله في المحيط. أو المخذع: ما قطع أعلاه من الشجر، نقله ابن عباد: أو ما قطع من أطرافه، وهذا قول ابن الأعرابي.
والتخذيع: التقطيع. يقال: خذعته بالسيف تخذيعا: إذا قطعته، ومنه المخذع وهو المقطع، كما في الصحاح أو هو تقطيع من غير إبانة، كالتشريح. قال الجوهري: وكان أبو عمرو يروي قول أبي ذؤيب:
وكلاهما بطل اللقاء مخذع
صفحة : 5181
بالذال، أي مضروب بالسيف، يراد به كثرة ما جرح في الحروب. وفي اللسان: أراد
أنه قد قطع في مواضع منه، لطول اعتياده الحرب ومعاودته لها قد جرح فيها
جرحا بعد جرح، كأنه مشطب بالسيوف.
والتخذيع: الضرب بالسيف لا ينفذ ولا يحيك، عن ابن عباد. ويروى بالدال أيضا وقد تقدم.
ومما يستدرك عليه: تخذع الشيء: تقطع.
والخذعة، بالفتح، والخذعونة، بالضم: القطعة من القرع ونحوه. وقول رؤبة يصف ثورا:
كأنه حامل جنب أخذعا
من بغيه والرفق حتى أكنعا
فقد قال ابن الأعرابي: معناه قد خذع لحمه فتدلى عنه. وأكنع: دنا منهن. والخذع: الميل.
والمخذع، كمعظم: لقب مالك ابن عمرو بن غنم الكلبي، نقله الحافظ.
خ ر ش ع
الخرشعة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الخارزنجي: هي قنة صغيرة من
الجبل، ج: خرشع وخراشع، كذا في العباب والتكملة.
خ ر ع
الخرع، كالمنع: الشق. يقال: خرعته فانخرع، كما في الصحاح.
والخرع، بالتحريك: سمة في أذن الشاة، عن ابن عباد، وقد خرعها يخرعها خرعا من حد منع، أي شقها. وقيل: هو شقها في الوسط، وذلك أن يقطع أعلى أذنها في طولها فتصير الأذن ثلاث قطع، فتسترخي الوسطى على المحارة، وهي مخروعة.
والخرع أيضا: لين المفاصل، عن ابن دريد. والرخاوة في الشيء. مصدره الخراعة، بالفتح، والخروع والخرع بضمهما، كذا في النسخ، والصواب: والخروعة والخرع، الأولى مع الخراعة نقلها ابن دريد، والأخيرة عن ابن عباد. وقد خرع ا لشيء، ككرم.
وقال شمر: الخرع: هو الدهش، كما في الصحاح. ومنه قول أبي طالب لما أدركه الموت: لولا رهبة أن تقول قريش: دهره الخرع لفعلت. وفي أخرى: لقلتها. ويروى الجزع بالجيم والزاي، وهو الخوف. قال ثعلب: إنما هو الخرع، بالخاء والراء.
وخرع الرجل كفرح: ضعف، ومنه حديث أبي سعيد الخدري: لو يسمع أحدكم ضغطة القبر لخرع أو لجزع قال ابن الأثير: أي دهش وضعف، فهو خرع، ككتف، كما في الصحاح. زاد في العباب: وكل ضعيف رخو خرع. وزاد أبو عمرو: خريع بمعنى ضعيف. وقال رؤبة:
لا خرع العظم ولا موصما وأنشد الصاغاني:
ولاتك مـن أخـدان كـل يراعة خريع كسقب البان جوف مكاسره وقيل في تفسير حديث أبي سعيد المتقدم لخرع، أي انكسر، عن الليث وخرعت النخلة: ذهب كربها، كما في الصحاح.
والخريع، كأمير: المشفر المتدلي، أي مشفر البعير، كما في الصحاح، وأنشد للطرماح:
خريع النعو مضطرب النواحي كأخلاق الغريفة ذي غضون هكذا هو في الصحاح. وهكذا وجد بخط الأزهري أيضا، وصواب إنشاده: ذا غضون، لأنه صفة خريع. وقبله:
تمر على الوراك إذا المطايا تقايست النجاد من الوجـين وسيأتي ذكر ذلك في غ ر ف.
وقال ابن فارس: سرقة من عتيبة ابن مرداس، حيث قال:
تكف شبا الأنياب عنها بمشـفـر
خريع كسبت الأحوري المخصر
صفحة : 5182
والخريع: الناقة التي بها خراع، بالضم، وهو داء يصيب البعير فيسقط ميتا،
ولم يخص ابن الأعرابي به بعيرا ولا غيره، إنما قال: الخراع: أن يكون صحيحا
فيقع ميتا.
والخريع: المرأة الفاجرة. قال الجوهري: وأنكره الأصمعي.
أو هي التي تتثنى لينا، وهو قول الأصمعي الذي نقله الجوهري، إلا أن قول الراجز يؤيد القول الأول:
إذا الخريج العنقفير الحذمه
يؤرها فحل شديد الصممه
وكذا قول كثير الآتي ذكره في المستدركات، الخريعة، والخروع كسفينة وصبور، وهاتان عن ابن عباد. والخروع، كدرهم: نبت معروف لا يرعى. قال الجوهري: ولم يجيء على هذا الوزن إلا حرفان: خروع، وعتود، وهو اسم واد. قلت: وزيد: ذرود: اسم جبل، وعتور: اسم واد، وليس بتصحيف عتود، كما مر البحث فيه. وجدول لغة في الجدول. وقيل: خروع ملحق بدرهم. وقال شيخنا: إن كان خروعا على رأي من يجعله رباعيا ويلحقه بدرهم فالتمثيل ظاهر، وفيه: أن ذكره هنا يخالفه، وإن قصد أنه فعول والواو زائدة كما اقتضاه ذكره هنا، فالتمثيل به لا يخلو عن نظر انتهى. وقيل: سمي الخروع لرخاوته، وهي شجرة تحمل حبا كأنه بيض العصافير يسمى السمسم الهندي، مشتق من الخرع قال ابن جزلة: أجوده البحري، وخاصيته إسهال البلغم، وينفع من القولنج والفالج واللقوة، والبلغم، وقدر ما يؤخذ منه إلى مثقال.
والخريع، كسكيت: العصفر، عن ابن الأعرابي وابن دريد والدينوري، كما في العباب. وزاد الأخير في ضبطه: كأمير، وهكذا ضبطه ابن جزلة أيضا، أو القرطم، عن ابن عباد.
والخراع، كغراب: جنون الناقة، عن الكسائي: وقال شمر: الجنون، والطوفان، والثول، والخراع، واحد.
وقيل: الخراع: انقطاع في ظهرها تصبح منه باركة لا تقوم، ولم يخص به ابن الأعرابي بعيرا ولا غيره، كما تقدم. وحكى ابن بري عن ابن الأعرابي أن الخراع يصيب الإبل إذا رعت الندى في الدمن والحشوش. وأنشد لرجل هجا رجلا بالجهل، وقلة المعرفة:
أبوك الذي أخبرت يحبس خيله حذار الندى حتى يجف لها البقل وصفه بالجهل، لأن الخيل لا يضرها الندى، إنما يضر الإبل والغنم.
وخرعون، بالضم، وهو في التكملة مفتوح ضبطا بالقلم ويدل له أيضا إطلاق العباب: ة، بسمرقند.
والخرع، ككتف: لقب عمرو ابن عبس بن وديعة بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم ابن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، جد عوف بن عطية الشاعر الفارس.
وقال ابن عباد: رجل مخرع، كمعظم: كثير الاختلاف في أخلاقه. وقال ابن فارس: المخرع: المختلف الأخلاق، وفيه نظر، كما في العباب. قلت: ولعل صوابه المجزع، بالجيم والزاي.
واخترعه، أي الشيء: شقه واقتطعه واختزله. وفي الصحاح: اشتقه ويقال: أنشأه وابتدأه، هكذا في النسخ. والذي في الصحاح والعباب: وابتدعه.
وفي الأساس: اخترع باطلا: اخترقه.
واخترع الله الأشياء: ابتدعها بلا سبب.
صفحة : 5183
واخترع فلانا: إذا خانه وأخذ من ماله، كاختزعه، بالزاي. ومنه الحديث ينفق
على المغيبة من مال زوجها ما لم تخترع ماله، أي ما لم تقتطعه وتأخذه. وقال
أبو سعيد: الاختراع هنا الخيانة، وليس بخارج عن معنى القطع، وحكى ذلك
الهروي في الغريبين.
واخترعه: استهلكه، عن ابن شميل. وقال ابن عباد: اخترع الدابة، إذا تسخرها لغيره أياما ثم ردها.
وانخرع: لغة في انخلع. وفي الصحاح: انخرعت كتفه لغة في انخلعت.
وقال الليث: انخرع الرجل: انكسر وضعف. وانخرعت القناة انشقت وتفتتت.
ومما يستدرك عليه: كل نبات قصيف ريان من شجر أو عشب فهو خروع، كدرهم. قال عدي بن زيد يصف بقر الوحش:
والخنس يزجين في طوائفه يقر من خروع ريان أثمارا قال الصاغاني: يريد النبات الخوار من نعمته وريه. فأما الخروع المعروف فلا يرعاه شيء، كما تقدم. وقال الأصمعي: وكل نبت ضعيف يتثنى: خروع، أي نبت كان، نقله الجوهري وأنشد:
تلاعب مثنى حضرمي كأنـه تعمج شيطان بذي خروع قفر والخريع، كأمير: المرأة الحسناء. وقيل: هي الشابة الناعمة. وقيل: هي الماجنة المرحة. والجمع خروع وخرائع، حكاهما ابن الأعرابي. وقيل: الخريع والخريعة: التي لا ترد يد لامس، كأنها تتخرع له. قال يصف راحلته:
تمشي أمام العيس وهي فيها
مشى الخريع تركت بنيها
وكل سريع الإنكسار: خريع، وقال كثير:
وفيهن أشباه المها رعت الـمـلا نواعم بيض في الهوى غير خرع أراد غير فواجر، لأنه إنما نفى عنها المقابح لا المحاسن. وفي هذا القول رد على الأصمعي.
وتخرع الرجل: استرخى وضعف ولان. وفي فلان خرع، محركة، أي جبن وخور، وهو مجاز. وشفة خريع، كأمير: لينة.
ونخرعت أعضاء البعير، وتخرعت: زالت عن موضعها. قال العجاج:
ومن همزنا عزة تخرعا والخرع، ككتف: الفصيل الضعيف. وقيل: هو الصغير الذي يرضع.
وانخرعت له: لنت. والخريع: الغصن، في بعض اللغات لنعمته وتثنيه.
وغصن خرع: ناعم لين. قال الراعي يذكر ماء:
معانقا ساق ريا ساقها خرع والخراويع من النساء: الحسان. وامرأة خروعة: حسنة رخصة لينة. وعيش خروع، وشباب خروع: أي ناعم. وهو مجاز. وقال أبو النجم:
فهي تمطي في شباب خروع والخريع: المريب، لأن ا لمريب خائف، فكأنه خوار. قال:
خريع متى يمش الخبيث بأرضه فإن الحلال لا محـالة ذائقـه والخراعة: لغة في الخلاعة، وهي الدعارة، قال ابن بري: شاهده قول ثعلبة بن أوس الكلابي:
إن تشبهيني تشبهي مخرعا
خراعة مني ودينا أخضعا
لا تصلح الخود عليهن معا
ورجل مخرع، كمعظم: ذاهب في
الباطل. ويقال: اخترع عودا من الشجرة، إذا كسرها.
صفحة : 5184
واخترع الشيء: ارتجله، والاسم الخرعة، بالكسر. وقال ابن الأعرابي: خرع
الرجل، كفرح: إذا استرخى رأيه بعد قوة، وضعف جسمه بعد صلابة. وخرع الرجل
والبعير، كعني: إذا وقع أو جن. وناقة مخروعة: أصابها الخراع، وهو مرض
يفاجئها. وثوب مخرع، كمعظم: مصبوغ بالعصفر.
خ ر ف ع
الخرفع، كقنفذ، أهمله الجوهري. وقال ا لليث: هو القطن الفاسد في براعيمه،
وهي الأكمة قبل أن تتفتق. وقال غيره: هو القطن عامة. وقال أبو عمرو:
الخرفع: ما يكون في جراء العشر، وهو حراق الأعراب، وقال ابن جزلة: هو ثمر
العشر، وله جلدة رقيقة إذا انشقت عنه ظهر منه مثل القطن. قال ابن مقبل:
يعتاد خيشومها من قرطها زبد كأن بالأنف منها خرفعا خشفا هكذا أورده سيده. وقال الدينوري: الخرفع: جنى العشر. قال: وقال أبو زياد: يخرج للعشر نفاخ، كأنه شقاشق الجمال التي تهدر فيها، ويخرج في جوف ذلك النفاخ حراق لم يقتدح ا لناس في أجود منه، ويحشونه المخاد والوسائد. وقال أبو نصر: ثمر العشر الخرفع، حشوه زغب مثل القطن يحشى به، ولبياضه وتنفشه شبه الشعراء الزبد الذي يخطم خراطيم الإبل به، قال ابن مقبل:
يضحي على خطمها من قرطها زبد كأن بالرأس منها خرفعا ندفا ويقال: هو القطن المندوف نقله الأزهري وهو قول أبي عمرو، كالخرفع، كزبرج، كما زعمه بعض الرواة. وقال أبو مسحل: القطن يقال له الخرفع بالكسر، وأنشد ابن بري للراجز:
أتحملون بعدي السـيوفـا
أم تغزلون الخرفع المندوفا
ومما يستدرك عليه: الخرفع، بكسر الخاء وضم الفاء: لغة في الخرفع والخرفع، كقنفذ وزبرج، نقله صاحب اللسان عن ابن جنى.
خ ز ع
الخزع كالمنع: القطع، كالتخزيع، يقال: خزعت اللحم خزعا فانخزع، كقولك:
قطعته فانقطع.
وخزعته: قطعته قطعا.
والخزع: التخلف عن الصحب. يقال: خزع فلان عن أصحابه، إذا تخلف عنهم، وكذلك تخزع، كما في الصحاح، أي كان في مسيرهم، فخنس عنهم.
والخزاعة، بالضم: القطعة تقتطع.
وفي العباب: تقطع من الشيء.
صفحة : 5185
وخزاعة، بلا لام: حي من الأزد، قال ابن الكلبي: ولد حارثة بن عمرو مزيقياء
بن عامر، وهو ماء السماء، ربيعة وهو لحى، وأفصى وعديا وكعبا، وهم خزاعة،
وأمهم بنت أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، فولد ربيعة عمرا، وهو الذي بحر
البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، ودعا العرب إلى عبادة
الأوثان، وهو خزاعة. وأمه فهيرة بنت عامر بن الحارث بن مضاض الجرهمي. ومنه
تفرقت خزاعة، وإنما صارت الحجابة إلى عمرو بن ربيعة من قبل فهيرة الجرهمية،
وكان أبوها آخر من حجب من جرهم، وقد حجب عمرو، وهذه خزاعة. سموا بذلك لأنهم
لما ساروا مع قومهم من مأرب، فانتهوا إلى مكة تخزعوا عن قومهم، وأقاموا
بمكة وسار الآخرون إلى الشام. وقال ابن الكلبي: لأنهم انخزعوا من قومهم حين
أقبلوا من مأرب فنزلوا ظهر مكة. وفي الصحاح: لأن الأزد لما خرجت من مكة
لتتفرق في البلاد تخلفت عنهم خزاعة، وأقامت بها. قال الشاعر:
فلما هبطنا بطن مر تخزعت خزاعة عنا في حلول كراكر والبيت لحسان، كما في هوامش الصحاح، وهكذا أنشده له الليث. والصواب أنه لعون بن أيوب الأنصاري أحد بني عمرو بن سواد بن غنم، كما حققه الصاغاني.
ورجل خزعة، كهمزة: عوقة، نقله الجوهري والصاغاني. وقال أبو عمرو: الخوزع، كجوهر: العجوز، وأنشد:
وقد أتتني خوزع لم ترقد
فحذفتني حذفة التقصـد
والخوزعة بهاء: الرملة المنقطعة من معظم الرمل، نقله الجوهري. ويقال: به خزعة، أي ظلع من إحدى رجليه، وكذلك به خمعة، وبه خزلة وبه قزلة، بمعنى. والخزعة بالكسر: القطعة من اللحم. يقال: هذه خزعة لحم تخزعتها من الجزور، أي اقتطعتها. والخزاع، كغراب: الموت، عن ابن عباد. وانخرع الحبل: انقطع من نصفه، ولا يقال ذلك إذا انقطع من طرفه.
وانخرع متنه: انحنى كبرا وضعفا. وتخزع اللحم من الجزور: اقتطعه. ومنه حديث أنس في الأضحية: فتوزعوها، أو تخزعوها أي فرقوها. وتخزع القوم الشيء بينهم: اقتسموه قطعا.
ومما يستدرك عليه: رجل خزوع مخزاع: يختزل أموال الناس. واختزعته عن القوم: قطعته عنهم. وخزعني ظلع في رجلي تخزيعا، أي قطعني عن المشي، وهكذا في نسخ الصحاح كلها، ومثله في العباب. ورأيت بهامش بخط بعض الفضلاء أن صوابه خزعني، بالتخفيف، فتأمل.
واختزع فلانا عرق سوء، واختزله أي اقتطعه دون المكارم وقعد به. وقال أبو عيسى: يبلغ الرجل عن مملوكه بعض ما يكره فيقول: ما يزال خزعة خزعه، أي شيء سنحه، أي عدله وصرفه. وخزع منه شيئا، واختزعه، وتخزعه: أخذه. والمخزع، كمعظم: الكثير الاختلاف في أخلاقه. قال ثعلبة بن أوس الكلابي:
قد راهقت بنتي أن ترعرعا
إن تشبهيني تشبهي مخزعا
خراعة مني ودينا أخضعـا
صفحة : 5186
وهكذا ذكره صاحب اللسان هنا. وقد تقدم ذلك عن ابن فارس في خ ر ع، مع نظر
فيه، فراجعه. ويقال: فلان خزع منه، كما تقول: نال منه، ووضع منه. وقال ابن
عباد: خزعت الشيء بينهم تخزيعا: قسمته. وقال ابن عباد أيضا: الخزاع، بالضم:
من أدواء الإبل، يأخذ في العنق. وناقة مخزوعة. قلت: وهو تصحيف، صوابه
الخراع، بالراء. وقد ذكر قريبا، نبه عليه الصاغاني. وثعلبة بن صعير بن
خزاعي بن مازن بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة: شاعر.