الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل السادس: فصل الخاء مع العين: الجزء الثاني

فصل الخاء مع العين

الجزء الثاني

خ س ع
خسع عنه كذا، كعني، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الخارزنجي: أي نفي.

قال: وخسيعة القوم وخاسعهم: أخسهم، كما في العباب والتكملة.

خ ش ع
الخشوع: الخضوع: كالاختشاع، والفعل كمنع، يقال: خشع يخشع خشوعا، واختشع. نقله الجوهري، وقال الليث: يقال: اختشع فلان ولا يقال. اختشع ببصره. أو الخشوع: قريب المعنى من الخضوع، قاله الليث. أو هو ونص العين: إلا أن الخضوع في البدن، وهو الإقرار بالاستخذاء، والخشوع في الصوت والبصر. قال الله تعالى: خاشعة أبصارهم وقرئ: خاشعا أبصارهم . قال الزجاج: هو منصوب على الحال. وخشع ببصره، أي غضه، وهو مجاز. وفي النهاية: الخشوع في الصوت والبصر كالخضوع في البدن. ومنه حديث جابر: أنه أقبل علينا، فقال: أيكم يحب أن يعرض الله عنه? قال: فخشعنا، أي خشينا وخضعنا. قال: وهكذا جاء في كتاب أبي موسى، والذي جاء في كتاب مسلم: فجشعنا بالجيم، وشرحه الحميدي في غريبه فقال: الجشع: الفزع والخوف. والخشوع: السكون والتذلل. ومنه قوله تعالى: وخشعت الأصوات للرحمن أي انخفضت. وقيل: سكنت. وكل ساكن خاضع وخاشع.

والخشوع في الكوكب: دنوه من الغروب، كما في العباب، وهو قول أبي عدنان وأبي صالح الكلابي. أما نص أبي عدنان: خشعت الكواكب، إذا دنت من المغيب، وخضعت أيدي الكواكب: أي مالت لتغيب. ونص أبي صالح: خشوع الكواكب، إذا غارت وكادت أن تغيب في مغيبها، وأنشد:

بدر تكاد له الكواكب تخشع وهو مجاز. ومن المجاز أيضا: الخاشع: المكان المغبر لا منزل به. وفي الصحاح: بلدة خاشعة: مغبرة لا منزل بها، ومكان خاشع. وأنشد الصاغاني لجرير:

لما أتى خبر الزبير تواضعت     سور المدينة، والجبال الخشع وقال النابغة الذبياني يصف آثار الديار:

رماد ككحل العين ما إن تبينـه      ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع

صفحة : 5187

وفي اللسان: الخاشع من الأرض: الذي تثيره الرياح لسهولته، فتمحو آثاره. وقال الزجاج في قوله تعالى: ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة . أي متغيرة متهشمة، أراد متهشمة النبات. وقال غيره: أي مطمئنة ساكنة. وقالوا: إذا يبست الأرض ولم تمطر قيل: قد خشعت. وذكر الآية. قال: والعرب تقول: رأينا أرض بني فلان خاشعة هامدة، ما فيها خضراء. والمكان الخاشع أيضا: الذي لا يهتدى له، نقله الصاغاني. وقال ابن دريد: للخشوع مواضع: الخاشع: المستكين. والخاشع: الراكع في بعض اللغات. ومن المجاز: خشع السنام. أي سنام البعير، إذا ذهب إلا أقله، كما في العباب. وفي اللسان: إذا أنضي، فذهب شحمه، وتطأطأ شرفه.

وخشع فلان خراشي صدره فخشعت هي: إذا ألقى بزاقا لزجا، لازم متعد، كما في العباب. وقال ابن دريد: أي رمى بها. قال: والخشعة، بالكسر: الصبي يلزق، هكذا في النسخ، والصواب: يبقر عنه بطن أمه إذا ماتت وهو حي، قال ابن بري. قال ابن خالويه: والخشعة: ولد البقير، والبقير: المرأة تموت وفي بطنها ولد حي، فيبقر بطنها ويخرج، وكان بكير بن عبد العزيز خشعة. قال صاحب اللسان: ورأيت في حاشية نسخة من أمالي الشيخ ابن بري موثوق بها، قال الحطيئة يمدح خارجة بن حصن بن حذيفة ابن بدر:

وقد علمت خيل ابن خشعة أنهامتى تلق يوما ذا جلاد تجالد خشعة: أم خارجة، وهي البقيرة. كانت ماتت وهو في بطنها يرتكم، فبقر بطنها فسميت البقيرة، وسمي خارجة، لأنهم أخرجوه من بطنها. والخشعة، بالضم: القطعة من الأرض الغليظة، عن ابن دريد. وقال الليث: الخشعة من الأرض: قف قد غلبت عليه السهولة، أي ليس بحجر ولا طين. وقال الجوهري: هي الأكمة المتواضعة. وقال ابن الأعرابي: العرب تقول للجثمة اللاطئة الملتزقة بالأرض هي الخشعة والسروعة والقائدة. وج: خشع، كصرد. قال أبو زبيد يصف صروف الدهر:

جازعات إليهم خشـع الأو     داة قوتا تسقى ضياح المديد الأوداة: الأودية على القلب. ويروى خشع: جمع خاشع.

قال الجوهري: وفي الحديث: كانت الأرض خاشعة على الماء، ثم دحيت. قلت: والذي في الغريبين للهروي: كانت الكعبة خاشعة على الماء فدحيت منها الأرض. وفي العباب من حديث عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما: خلق الله البيت قبل أن يخلق الأرض بألف عام، وكان البيت زبدة بيضاء حين كان العرش على الماء، وكانت الأرض تحته كأنها خاشعة على الماء. ويروى: خشفة، فدحيت الأرض من تحته، والخشفة: صخرة تنبت في البحر، وسيأتي.
وتخشع: تضرع، قاله الليث، وأنشد:

ومدجج يحمي الكتيبة لا يرى     عند البديعة ضارعا يتخشع وقال الجوهري: التخشع: تكلف الخشوع. ومما يستدرك عليه: تخشع واختشع: رمى ببصره نحو الأرض، وغضه، وخفض صوته. وقوم خشع، كركع: متخشعون. وخشع بصره: انكسر، قال ذو الرمة:

تجلى السرى عن كل خرق كأنه     صفيحة سيف طرفه غير خاشع

صفحة : 5188

والخشوع: الخوف: وبه فسر قوله تعالى: الذين هم في صلاتهم خاشعون ، أي خائفون.

واختشع: إذا طأطأ صدره وتواضع. وقف خاشع: لاطيء بالأرض، وهو مجاز. وجدار خاشع: إذا تداعى واستوى مع الأرض، وهو مجاز. ويقال: خشعت الشمس، وخسفت، وكسفت: بمعنى واحد، وهو مجاز. ويقال: خشعت دونه الأبصار، وهو مجاز. وخشعان، بالضم: قرية باليمن.

وحشيشة خاشعة: يابسة ساقطة على الأرض، وهو مجاز. وكذا خشع الورق، إذا ذبل.

وأبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي المسند، لأن جده الأعلى كان يؤم الناس فتوفي في المحراب فسمي الخشوعي، ذكره الحافظ لمنذري.

خ ض ر ع
الخضارع، كعلابط، أهمله الجوهري. وقال الليث: هو البخيل المتسمح وتأبى شيمته السماحة، وفعله الخضرعة، كالمتخضرع، وأنشد ابن بري:

خضارع رد إلى أخلاقه
لما نهته النفس عن أخلاقه

خ ض ع
خضع لله عز وجل، كمنع، يخضع خضوعا: ذل وتطامن وتواضع ومنه قوله تعالى: فظلت أعناقهم لها خاضعين ، أي منقادين. وفي إتيان خاضعين مع ذكر الأعناق كلام واسع للعلماء كأبي عمرو، والكسائي، والفراء، وجعله بعضهم بدل غلط. والذي ذهب إليه الخليل وسيبويه أنه لما لم يكن الخضوع إلا خضوع الأعناق جاز أن يخبر عن المضاف إليه، كاختضع، قال ذو الرمة يصف الظليم:

يظل مختضعا يبدو فتنكـره     حالا، ويسطع أحيانا فينتسب أي مطأطئا. ويسطع: ينتصب. وخضع: سكن وانقاد، وأيضا سكن لازم متعد. يقال: خضعته فخضع، أي سكنته فسكن، فمن اللازم قوله تعالى: فلا تخضعن بالقول أي لا تلن، وقال جرير في تعدية خضع:

أعد الله للشـعـراء مـنـي    صواعق يخضعون لها الرقابا وخضع فلانا إلى السوء، هكذا في النسخ، وصوابه إلى السوأة، أي دعاه فهو خاضع، وكذلك خنع فهو خانع، ومنه قولهم: اللهم إني أعوذ بك من الخنوع والخضوع. ومن المجاز: خضع النجم، أي مال للغروب، وفي الصحاح: للمغيب. وكذلك خضعت الشمس، كما قيل: ضرعت وضجعت، والنجوم خواضع، وضوارع، وضواجع، كما في الأساس، وقال ابن أحمر:

تكاد الشمس تخضع حين تبدو     لهن وما وبدن ومالحـينـا وقال ذو الرمة:

إذا جعلت أيدي الكواكب تخضع ومن المجاز: خضعت الإبل، إذا جدت في سيرها، وهن خواضع، لأنها إذا جدت طامنت أعناقها، قال الكميت:

خواضع في كل ديمومة     يكاد الظليم بها ينحـل وقال جرير:

ولقد ذكرتك والمطي خواضع      وكأنهن قطا فلاة مجـهـل والخضعة، كهمزة: من يخضع لكل أحد، نقله الجوهري والصاغاني. وقال أبو عمرو: الخضعة: نخلة تنبت من النواة، لغة بني حنيفة. والخضعة: من يقهر أقرانه ويخضعهم ويذلهم.

والخضوع، كصبور: الخاضع، ج: خضع ككتب وأنشد الجوهري للفرزدق يمدح يزيد بن المهلب:

وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهـم     خضع الرقاب نواكس الأبصار

صفحة : 5189

وقال ابن عباد: الخضوع: المرأة التي لخواصرها صوت. وقال ابن فارس: كخضيعة الفرس، وأنشد لجندل:

ليست بسوداء خضوع الأعفاج
سرداحة ذات إهاب مواج

قال الصاغاني: لم أجد المشطورين في جيمية جندل المقيدة. والخضيعة كسفينة: صوت يسمع من بطن الفرس إذا جرى. وقال ثعلب: هو صوت قنب الفرس الجواد، وأنشد لامرئ القيس:

كأن خضيعة بطن الجوا     د وعوعة الذئب بالفدفد قال الجوهري: ولا يبنى منه فعل. وقال غيره: هو صوت الأجوف منها. وقال أبو زيد: هو صوت يخرج من قنب الفرس الحصان، وهو الوقيب. وقال ابن بري: الخضيعة والوقيب: الصوت الذي يسمع من بطن الفرس ولا يعلم ما هو. ويقال: هو تقلقل مقلم الفرس في قنبه، ويقال لهذا الصوت أيضا الذعاق، وهو غريب. أو الخضيعتان: لحمتان مجوفتان في بطن الفرس يسمع الصوت منهما. نقله ابن عباد. قال: والخضيعة: صوت السيل.

وقال علي بن حمزة: الخيضعة، كحيدرة: اختلاف، كذا في النسخ، وفي بعضها: التفاف، وفي بعضها: اختلاط الأصوات في الحرب، وبه فسر قول لبيد رضي الله عنه:

نحن بنو أم البنـين الأربـعـه
ونحن خير عامر بن صعصعـه
المطعمون الجفنة المدعـدعـه
والضاربون الهام تحت الخيضعه

وأنشد الجوهري الشطر الأخير من الرجز، وقال: إن أبا عبيد حكى عن الفراء أنها البيضة. وحكى سلمة عن الفراء أنه الصوت في الحرب. انتهى.
قلت: وقال أبو حاتم: إنما قال لبيد: تحت الخضعة. فزادوا الياء فرارا من الزحاف.
وقيل الخيضعة: ا لغبار في الحرب. وقيل: المعركة نفسها حيث يخضع الأقران بعضهم لبعض. وقال كراع: لأن الكماة يخضع بعضهم لبعض، وأنكر علي ابن حمزة أن يكون المراد بالخيضعة في قول لبيد - البيضة. والأخضع: الراضي بالذل، وهي خضعاء، قاله الليث، وأنشد للعجاج:

وصرت عبدا للبعوض أخضعا
تمصني مص الصبي المرضعا

وكذلك أنشده الأزهري في التهذيب وابن فارس في المقاييس. قال الصاغاني: وللعجاج أرجوزة عينية أولها:

أمسى حمان كالرهين مشرعا وهي اثنا عشر مشطورا، وليس ما ذكره الليث فيها، ولا في عينية رؤبة التي أولها:

هاجت ومثلي نوله أن يربعا وهي مائتان وثمانية مشاطير. والأخضع: من في عنقه خضوع وتطامن، خلقة، وقد خضع يخضع خضعا. وقال عروة بن الزبير: كان الزبير، رضي الله عنه، طويلا أزرق أخضع أشعر، وربما أخذت - وأنا غلام - بشعر كتفيه حتى أقوم، تخط رجلاه إذا ركب الدابة، نفج الحقيبة. وخضعة الكبر خضعا وخضوعا وأخضعه: جعله كذلك، أي حناه، فخضع هو، وأخضع، أي انحنى، قاله الزجاج. وأخضع الرجل: لان كلامه للمرأة، هكذا هو في العباب.

صفحة : 5190

وفي اللسان: خضع الرجل، وأخضع: ألان كلامه للمرأة، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - أن رجلا مر برجل وامرأة قد خضعا بينهما حديثا، فضربه حتى شجه، فرفع إلى عمر - رضي الله عنه - فأهدره، أي لينا بينهما الحديث، وتكلما بما يطمع كلا منهما في الآخر كخاضعها. مخاضعة، إذا خضع لها بكلامه وخضعت له وتطمع فيها، عن ابن الأعرابي.

والتخضيع: تقطيع اللحم، قاله ابن فارس. واختضع الرجل: خضع، وقد تقدم هذا قريبا، كاخضوضع، نقله الصاغاني. واختضع: مر سريعا، وأنشد ابن الأعرابي - في صفة فرس سريعة -:

إذا اختلط المسيح بها تولت     بسوم بين جرى واختضاع يقول: إذا عرقت أخرجت أفانين جريها. واختضع الفحل الناقة: سانها، نقله الصاغاني. وفي الأساس: اختضع الفحل الناقة بكلكله: أراد الضراب. وسموا مخضعة، كمسعدة.

ومما يستدرك عليه: الخضع، كالمنع، والخضعان، بالضمك كلاهما مصدر خضع يخضع كمنع. ومنه حديث استراق السمع خضعانا لقوله وهو كغفران، ويروى بالكسر كالوجدان، ويجوز أن يكون جمع خاضع، وفي رواية: خضعا لقوله: جمع خاضع. والخضع: كركع: اللواتي قد خضعن بالقول وملن. عن ابن الأعرابي، ويقال: فرس أخضع بين الخضع، وكذلك البعير والظليم والظباء. وأخضعتني إليك الحاجة، نقله الجوهري ولم يفسره، وهو قول الزجاج. أراد: ألجأتني وأحوجتني. ومنكب خاضع وأخضع: مطمئن. ونعام خواضع، وكذلك الظباء، أي مميلات رؤوسها إلى الأرض في مراعيها. ونبات خضع، ككتف: متثن من النعمة كأنه منحن. قال ابن سيده: وهو عندي على النسب، لأنه لا فعل له يصلح أن يكون خضع محمولا عليه. ومنه قول أبي فقعس يصف الكلأ: خضع مضع، ضاف رتع كذا حكاه ابن جنى.

واختضع الصقر: طامن رأسه للانقضاض، نقله الزمخشري.

وفي الصحاح: قولهم: سمعت للسياط خضعة، وللسيوف بضعة، فالخضعة: وقع السياط، والبضعة: القطع. انتهى، ومثله في الأساس، وقد ضبطاهما بالفتح.

وفي اللسان: الخضعة بالتحريك السياط لانصبابها على من تقع عليه، وقيل: الخضعة السيوف، ويقال: للسيوف خضعة، وهو صوت وقعها. وقال ابن بري: الخضعة: أصوات السيوف. والبضعة: أصوات السياط، وقد جاء في الشعر محركا، كما قال:

أربعة وأربعـه
اجتمعا بالبلقعـه
لمالك بن برذعه
وللسيوف خضعه
وللسياط بضعـه

وسموا مخضعا، كمقعد.

خ ع خ ع
الخعخع، كهدهد، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: نبت، وليس بثبت، أو شجرة، وهو قول ابن شميل، ذكره في كتاب الأشجار له. وذكر الأزهري في ترجمة عهعخ أنه شجرة يتداوى بها وبورقها، قال: وقيل: هو الخعخع، وقد تقدم. قال: ابن شميل: قال أبو الدقيش: هي كلمة معاياة، ولا أصل لها.

خ ع ع
وقال عمرو بن بحر الجاحظ: خع الفهد يخع: صات من حلقه إذا انبهر في عدوه. قال الأزهري: كأنه حكاية صوته إذا انبهر. قال: ولا أدري أهو من توليد الفهادين، أو مما عرفته العرب فتكلمت به، قال: وأنا بريء من عهدته.

صفحة : 5191

خ ف ع
خفع الرجل، كمنع، خفعا، هكذا في العباب، وضبط في الصحاح بالوجهين: خفع، كمنع، وخفع، كعنى، خفعا، وزاد غيره: خفوعا، أي دير به فسقط من جوع وغيره. كذا في الصحاح. وفي اللسان: من جوع أو مرض، ومعنى دير به، أي حصل له الدوار، بالضم، وهو مرض أو غشيان يعتري الرأس. وقد مر في موضعه. وفي الصحاح: قال الشاعر:

يمشون قد نفخ الخزير بطونهم     وغدوا وضيف بني عقال يخفع قال الصاغاني: وغدوا تصحيف. والرواية: غدوى، مثال سكرى. ويروى: زغدا، بالتحريك، وزغدا، بضمتين، جمع زغيد، ولعله أخذه من كتاب ابن فارس، والبيت لجرير. وأورده ابن بري: يخفع على ما لم يسم فاعله. قال: وكذا وجدته في شعر يخفع، أي يصرع من الجوع.

وخفعه بالسيف: ضربه به، عن ابن عباد. أو الخفع: تحرك الستر أو الثوب المعلق، عن ابن عباد أيضا. وقال أيضا: الخفع: استرخاء المفاصل، كالخفعان محركة. وقال أيضا: خفع، كعنى احترقت كبده من الجوع وتثنت. قال: والمخفوع: المجنون، وقال غيره: هو المصروع.

والخوفع، كجوهر: الواجم الكئيب، كالناعس. وكل من ضعف ووجم فقد انخفع وخفع.

وأخفعه الجوع: صرعه، عن ابن عباد. وانخفعت كبده، إذا تثنت، عن الليث، أي من الجوع، أو استرخت جوعا ورقت، وهو قول الجوهري. وقال ابن الأعرابي: انخفعت النخلة، إذا انقلعت من أصلها، وكذلك انخعفت، وانقعرت، وتجوخت، وليس بتصحيف انجعفت، مقلوبا، بل هي لغة برأسها. وانخفعت الرئة: انشقت من داء، زاد الأزهري: يقال له: الخفاع. ومما يستدرك عليه: الخفوع، بالضم: السقوط من الغشي. ورجل خفوع: خافع. وخفع على فراشه، وخفع، وانخفع: غشي عليه أو كاد. والخفعة: قطعة أدم تطرح على مؤخرة الرحل. والخيفع: اسم.

خ ل ع
الخلع، كالمنع: النزع، إلا أن في الخلع مهلة، قاله الليث. وسوى بعضهم بين الخلع والنزع.

يقال: خلع الشيء يخلعه خلعا، وخلع النعل والثوب والرداء يخلعه خلعا: جرده. وفي الصحاح: خلع ثوبه ونعله وقائده خلعا، قال ابن فارس: وهذا لا يكاد يقال إلا في الدون ينزل من هو أعلى منه، وإلا فليس يقال: خلع الأمير واليه على بلد كذا، ألا ترى أنه إنما يقال: عزله.

والخلع: لحم يطبخ بالتوابل ثم يجعل في القرف، وهو وعاء من جلد، كما في الصحاح. أو هو القديد المشوي، ويقال: بل القديد يشوى فيجعل في وعاء بإهالته، قاله الليث، وقال الزمخشري: هو اللحم يخلع عظمه، ثم يطبخ ويبزر ويجعل في الجلد ويتزود به في الأسفار.

ومن المجاز: الخلع ، بالضم: طلاق المرأة ببدل منها. هكذا بالدال المهملة المفتوحة في سائر النسخ، وفي الصحاح: ببذل له منها، بالذال المعجمة الساكنة، أو من غيرها، كالمخالعة والتخالع. وقد خلع امرأته خلعا، وعليه اقتصر الجوهري زاد غيره: وخلاعا، بالكسر، اختلعت هي منه اختلاعا، فهي مختلعة. وخالعته: أرادته على ذلك والاسم الخلعة، بالضم.

صفحة : 5192

والخالع: كل من المتخالعين. وأنشد ابن الأعرابي شاهدا للخلاع بالكسر:

مولعات بهات هات فإن شف     ر مال أردن منك الخلاعـا شفر مال: قل. وقال الأزهري: خلع امرأته وخالعها، إذا افتدت منه بمالها، فطلقها، وأبانها من نفسه، وسمي ذلك الفراق خلعا، لأن الله تعالى جعل النساء لباسا للرجال، والرجال لباسا لهن، فقال: هن لباس لكم وأنتم لباس لهن . وهي ضجيعه وضجيعته، فإذا افتدت المرأة بمال تعطيه زوجها ليبينها منه، فأجابها إلى ذلك فقد بانت منه، وخلع كل واحد منهما لباس صاحبه، والاسم من كل ذلك الخلع، والمصدر الخلع، قال ابن الأثير: وفائدة الخلع إبطال الرجعة إلا بعقد جديد، وفيه عند الشافعي خلاف: هل هو فسخ أو طلاق? وقد يسمى الخلع طلاقا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أن امرأة نشزت على زوجها، فقال عمر: اخلعها أي طلقها واتركها.

والخالع: البسرة النضيجة، يقال: بسرة خالع وخالعة، إذا نضجت كلها. والخالع من الرطب: المنسبت، لأنه يخلع قشره، من رطوبته. وبعير خالع: لا يقدر على أن يثور إذا جلس الرجل على غراب وركه، وقيل: إنما ذلك لانخلاع عصبة عرقوبه. والخالع: الساقط الهشيم من الشجر، عن الأصمعي، وقيل: الخالع من العضاة: ما لا يسقط ورقه أبدا.

والخالع: التواء العرقوب، قيل: هو داء يأخذ عرقوب الناقة. ويقال: خلع، كعنى: أصابه ذلك، أي الخالع. وخلع السنبل، كمنع، خلاعة: صار له سفا. نقله الجوهري. وخلع الغلام: كبر زبه، نقله الجوهري. ومن المجاز: كان في الجاهلية إذا قال قائل مناديا في الموسم: يا أيها الناس: هذا ابني قد خلعته وذلك لارلبفق54إذا خاف منه خبثا أو خيانة زاد: أو من هو بسبيل منه، فيقولون: إنا قد خلعنا فلانا، أي فإن جر لم أضمن، وإن جر عليه لم أطلب، يريد: تبرأت منه، وكان لا يوخذ بعد بجريرته. وهو خليع بين الخلاعة ومخلوع عن نفسه، وقيل: هو المخلوع من كل شيء. وقد خلع: ككرم، خلاعة: صار خليعا خلعه أهله، فإن جنى لم يطالبوا بجنايته.

والخلعاء: جماعتهم، أي جمع خليع، ككريم وكرماء. وقال ابن دريد: الخلعاء: بطن من بني عامر بن صعصعة. قال السمهري العكلي:

فلو كنت من رهط الأصم بن مالك    أو الخلعاء أو زهير بني عبـس
إذن لرمت قيس ورائي بالحصـى    وما أسلم الجاني لما جر بالأمس

وقال ابن الكلبي: فولد ربيعة ابن عقيل رياحا وعمرا وعامرا وعويمرا وكعبا، وهم الخلعاء، كانوا لا يعطون أحدا طاعة، وامهم أم أناس بنت أبي بكر بن كلاب. والخليع، كأمير: الصياد، نقله الجوهري. وقال الصاغاني: سمي به لانفراده. ويروى لامرئ القيس، وهو لتأبط شرا:

وواد كجوف العير، جاوزت بطنهبه الذئب يعوي كالخليع المعيل

صفحة : 5193

والمعيل: الذي قصر ماله وعليه عيال. ويقال: الخليع هنا الشاطر، وهو مجاز، سمي به لأنه خلعته عشيرته، وتبرؤوا منه، أو لأنه خلع رسنه. ويقال: خلع من الدين والحياء، وهي بهاء.

والخليع: الغول، نقله الجوهري، أي لخبثه، وهو مجاز. والخليع: الذئب، نقله الجوهري، كالخيلع، كحيدر،نقله الصاغاني. والخليع: القدح الذي لا يفوز أولا، كما في الصحاح، ونقله كراع. قال: وجمعه خلعة: وقال غيره: هو القدح الفائز أولا، كما نقله صاحب اللسان والصاغاني. وقال ابن دريد: الخليع: المقامر المراهن في القمار، وأنشد:

كما ابترك الخليع على القداح قلت: هكذا هو في الجمهرة، ونقله الصاغاني أيضا هكذا، ولم يذكرا صدره، والشاعر يصف جملا وأوله.

يعز على الطريق بمنكبيه يقول: يغلب هذا الجمل الإبل على لزوم الطريق، فشبه حرصه على لزوم الطريق وإلحاحه على السير بحرص هذا الخليع على الضرب بالقداح، لعله يسترجع بعض ما ذهب من ماله.

والخليع: الثوب الخلق. يقال: هو يكسوه من خليعه. والخليع: لقب أبي عبد الله الحسين بن الضحاك الشاعر المحسن، كان في المائة الثالثة. وقال ابن دريد: الخليع: رجل رئيس من بني عامر كان له خطر فيهم، وأنشد:

إن الخليع ورهطه من عامر    كالقلب ألبس جؤجؤا وحزيما وخليع، كزبير: جد والد أبي الحسن علي بن محمد ابن جعفر القلانسي المقري شيخ أبي الحسن الحمامي، ضبطه أبو حيان، قاله الحافظ ابن حجر. والخلعلع، كسفرجل: الضبع، عن ابن دريد، وقد تقدم عنه أيضا في الجيم: جلعلعة: من أسماء الضباع، فهما لغتان، أو أحدهما تصحيف عن الآخر، فتأمل. والخلاع، كغراب: شبه خبل وجنون يصيب الإنسان، وقيل: هو الضعف والفزع. والخيلع، كصيقل: القميص بلا كم، ونص أبي عمرو في النوادر: لا كمي له، كالخيعل.

والخيلع: الفزع يعتري الفؤاد، منه الوسواس والضعف، كأنه مس، كالخولع، كجوهر، نقله الجوهري، قال ومنه قول جرير:

لا يعجبنك أن ترى بمجـاشـع     جلد الرجال، وفي الفؤاد الخولع وهو مجاز. وخيلع: ع، نقله الصاغاني. والخيلع: الذئب، كالخليع وهذا قد تقدم للمصنف، فهو تكرار. والخولع، كجوهر: المقامر المجدود الذي يقمر أبدا، أي في ماله وهو مجاز.
والخولع: الغلام الكثير الجنايات، وهو الذي قد خلعه أهله، فإن جنى لم يطلبوا بجنايته، كما تقدم، فهو تكرار. والخولع: الأحمق من الرجال. والخولع: الدليل الماهر، نقله الصاغاني.

والخولع: الذئب. والغول، كالخيلع فيهما. وخلعت العضاه: أورقت وكذلك الشيخ، عن ابن الأعرابي. ويقال: خلع الشجر، إذا أنبت ورقا طريا، وقيل: خلع، إذا سقط ورقه، كأخلعت، عن أبي حنيفة، ونصه: أخلع الشيخ، إذا أورق، مثل خلع. والخلعة، بالكسر: ما يخلع على الإنسان من الثياب، طرح عليه أو لم يطرح، وكل ثوب تخلعه عنك: خلعة، وخلع عليه خلعة.

صفحة : 5194

قال المصنف في البصائر: وإذا قيل: خلع فلان على فلان كان معناه أعطاه ثوبا، واستفيد معنى العطاء من هذه اللفظة بأن وصل به لفظة على لا من مجرد الخلع.

والخلعة: خيار المال، ويضم. وذكر الوجهين الصاغاني، واقتصر الجوهري على الضم، قال: وينشد قول جرير بالضم:
من شاء بايعته مالي وخلعتهما تكمل التيم في ديوانهم سطرا هكذا هو في الصحاح، قال الصاغاني: والرواية ما تكمل الخلج فإن جريرا يهجوهم، وهم من بني قيس بن فهر، من قريش. وقال أبو سعيد: وسمي خيار المال خلعة وخلعة لأنه يخلع قلب الناظر إليه، وأنشد الزجاج:

وكانت خلعة دهسا صفايا     يصور عنوقها أحوى زنيم يعني المعزى أنها كانت خيارا، وخلعة ماله: مخرته، كما في اللسان.

وأخلع السنبل: صار فيه الحب، عن أبي حنيفة. وأخلع القوم: وجدوا الخالع من العضاه، نقله الصاغاني. والمخلع الأليتين من الرجال كمعظم: المنفكهما، نقله الجوهري. ومنه التخليع، وهي مشيه، أي المتفكك يهز منكبيه ويديه ويشير بهما. وفي الصحاح: التخليع في باب العروض: قطع مستفعلن في عروض البسيط وضربه جميعا، فينقل إلى مفعولن. والمخلع، كمعظم: بيته.

وفي اللسان: المخلع من الشعر: مفعولن في الضرب السادس من البسيط، سمي به لأنه خلعت أوتاده في ضربه وعروضه، إلا أن اسم التخليع لحقه بقطع نون مستفعلن، لأنهما من البيت كاليدين، فكأنهما يدان خلعتا منه، وأنشد الجوهري شاهده:

ما هيج الشوق مـن أطـلال    أضحت قفارا كوحي الواحي وأنشد الليث قول الأسود بن يعفر:

ماذا وقوفي على رسم عفا     مخلولق دارس مستعجـم وأنشد أيضا:

قل للخليل إن لقيتـه      ماذا تقول في المخلع قال الليث: والمخلع: الرجل الضعيف الرخو، قيل: ومنه أخذ المخلع من الشعر.

والمخلع من الناس: من به شبه هبتة، أو مس. والهبتة: ذهاب العقل، وقد ذكر في موضعه.

صفحة : 5195

وامرأة مختلعة: شبقة، نقله الصاغاني. وفي نوادر الأعراب: اختلعوه، أي أخذوا ماله، وهو مجاز. وتخالعوا: نقضوا الحلف والعهد بينهم وتناكثوا، وهو مجاز. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه، أنه كان إذا أتي بالرجل الذي قد تخلع في الشراب المسكر جلده ثمانين. أي انهمك في معاقرته، أو بلغ به الثمل إلى أن استرخت مفاصله. وتخلع في المشي: تفكك وذلك إذا هز منكبيه ويديه، وأشار بهما، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: الاختلاع: الخلع. وقوله تعالى فاخلع نعليك قيل: هو على ظاهره، لأنه كان من جلد حمار ميت، وقيل: هو أمر بالإقامة والتمكن، كما تقول لمن رمت أن يتمكن: أنزع ثوبك وخفك، ونحو ذلك، وهو مجاز، وهو قول الصوفية. وانخلع من ماله: إذا خرج منه جميعه، وعري منه كما يعرى الإنسان إذا خلع ثوبه، وهو مجاز. وخلع الربقة من عنقه، إذا نقض عهده، وهو مجاز، ومنه الحديث: من خلع يدا من طاعة لقي الله لا حجة له أي من خرج من طاعة سلطانه، وعدا عليه بالشر. قال ابن الأثير: هو من خلعت الثوب، إذا ألقيته عنك، شبه الطاعة واشتمالها على الإنسان به، وخص اليد لأن المعاهدة والمعاقدة بها. ومن المجاز أيضا: خلع دابته خلعا، وخلعها: أطلقها من قيدها، وكذلك خلع قيده، قال:

وكل أناس قاربوا قيد فحلهم     ونحن خلعنا قيده فهو سارب ومن مجاز المجاز: خلع عذاره: إذا ألقاه عن نفسه، فعدا بشر على الناس لا زاجر له، قال:

وأخرى تكاءد مـخـلـوعة     على الناس في الشر أرسانها ومنه قولهم للأمرد: خالع العذار، وهو من مجاز مجاز المجاز، والعوام يقولون: خالي العذار. ومن المجاز أيضا: خلع الوالي العامل، وخلع الخليفة، وقيل للأمين: المخلوع، كما في الأساس. وخلع الوالي، أي عزل، كما في الصحاح وقال ابن الأثير: سمي الخلع والخليع هنا اتساعا، لأنه قد لبس الخلافة والإمارة ثم خلعها. ومنه حديث عثمان: وإنك تلاص على خلعه أراد الخلافة وتركها وقد ذكر في ل و ص، ومن الغريب: كل سادس مخلوع، كما نبه عليه الدميري وغيره. والمختلعات: النساء اللواتي يخالعن أزواجهن من غير مضارة منهم، وهو مجاز. والمخالع: المقامر. قال الخزار بن عمرو يخاطب امرأته:

إن الرزية مـا ألاك إذا      هر المخالع أقدح اليسر نقله الجوهري. وفي الأساس: خالعه: قامره، لأن المقامر يخلع مال صاحبه، وهومجاز.

وفي اللسان: المخلوع: المقمور ماله: كالخليع. والخليع: المستهتر بالشرب واللهو.

والخليع: الخبيث. وخلع خلاعة فهو خليع: تباعد. والخليع: الملازم للقمار.

صفحة : 5196

ورجل مخلوع الفؤاد، إذا كان فزعا. وجبن خالع: أي شديد، كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه. قال ابن الأثير: هو مجاز في الخلع، والمراد به ما يعرض من نوازع الأفكار، وضعف القلب عند الخوف. والخولع: داء يأخذ الفصال. ورجل خيلع: ضعيف. وفيه خلعة، بالضم، أي ضعف. والخلع، بالفتح والتحريك: زوال المفصل من اليد أو الرجل من غير بينونة. وخلع أوصاله: أزالها. والخليع: اللحم تخلع عظامه ويبزر ويرفع. والخولع: الهبيد حين يهبد حتى يخرج سمنه، ثم يصفى، فينحى، ويجعل عليه رضيض التمر المنزوع النوى، والدقيق، ويساط حتى يختلط، ثم ينزل ويوضع، فإذا برد أعيد عليه سمنه. وقيل: الخولع: الحنظل المدقوق والملتوت بما يطيبه ثم يؤكل، وهو المبسل. والخولع: اللحم يغلى بالخل، ثم يحمل في الأسفار.

وتخلع القوم: تسللوا وذهبوا. عن ابن الأعرابي وأنشد:

ودعا بني خلف فباتوا حوله     يتخلعون تخلع الأجمـال والخالع: الجدي. والخيلع: الزيت، عن كراع، هكذا في اللسان إن لم يكن مصحفا عن الذئب.

والخيلع: القبة من الأدم. وقيل: الخيلع: الأدم عامة، قال رؤبة:

نفضا كنفض الريح تلقي الخيلعا وأخلع القوم: قاربوا أن يرسلوا الفحل في الطروقة. والخليعة: الخلاعة. ومن المجاز: نخلع ونترك من يفجرك، أي نتبرأ منه. ورجل مخلع، كمعظم: مجنون، وبه خولع، كأولق، وهو مجاز. والقاضي أبو الحسين علي ابن الحسن بن الحسين الخلعي المصري الشافعي، بكسر الخاء وسكون اللام، صاحب الفوائد المعروفة بالخلعيات، وقد وقعت لنا من طريق ابن عزيز عنه، قيل: لأنه كان يبيع خلع الملوك. وأيضا ابنه الحسن: حدث. وبالضم الأعز بن علي الخلعي عن ابن السمرقندي، ذكره ابن نقطة، وقال: كان يبيع الثياب الخليعة، أي القديمة.

خ م ع
خمع الضبع، كمنع، خمعا وخموعا، قاله الليث. وزاد الأزهري: خمعانا، محركة وكذلك كل من خمع في مشيه: كأن به عرجا فهو خامع. والخماع كغراب: اسم ذلك الفعل، قال ابن بري: وشاهده قول مشعث.

وجاءت جيأل وأبو بنيها      أحم المأقيين به خماع ويقال: أكلته الخوامع، أي الضباع، اسم لها لازم، لأنها تخمع خماعا، إذا مشت. وقال ابن دريد: الخمع والخماع: عرج لطيف. جمع خامعة، كما في الصحاح. وقال متمم بن نويرة اليربوعي رضي الله عنه:

يا لهف من عرجاء ذات فليلة     جاءت إلي على ثلاث تخمع والخمع، بالكسر: الذئب، نقله الجوهري، وجمعه: أخماع. والخمع: اللص، نقله الجوهري أيضا، وهو من ذلك. وقال ابن عباد: الخيمع، كصيقل وصبور: المرأة الفاجرة. وقال ابن دريد: بنو خماعة. وقال ابن حبيب: القرية في النمر ابن قاسط، وهي خماعة بنت جشم كثمامة، بن ربيعة بن زيد مناة: بطن من العرب، وأنشد ابن دريد:

أبوك رضيع اللؤم قيس بن جندل     وخالك عبد من خماعة راضع

خ ن ب ع

صفحة : 5197

الخنبعة، كقنفذة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هي مقنعة صغيرة للمرأة تغطي بها رأسها.

وقال الليث: هي شبه القنبعة تخاط كالمقنعة، تغطي المتنين، والخنبع أوسع وأعرف عند العامة.

قال: والخنبعة: مشق ما بين الشاربين بحيال الوترة. وقال ابن دريد: الخنبعة: الهنية المتدلية في وسط الشفة العليا، في بعض اللغات. وقال ابن عباد: الخنبع، كقنفذ: المستترة من الثمار وغيرها. وفي اللسان: الخنبعة: غلاف نور الشجرة. ومما يستدرك عليه: تقول العرب: ماله هنبع ولا خنبع، أي شيء، والهنبع يأتي ذكره في موضعه.

خ ن ت ع
الخنتعة، كقنفذة، أهمله الجوهري. وقال المفضل: هي الثرملة، وهي الأنثي من الثعالب، وكذلك القنفعة، كما سيأتي. ومما يستدرك عليه: خنتع، كقنفذ: موضع، عن ابن سيده.

خ ن د ع
الخندع، أهمله الجوهري. وقال الأزهري: هو كالجندب زنة ومعنى، أو صغار الجنادب، حكاه ابن دريد والخارزنجي. وقال ابن دريد: الخندع كقنفذ: الخسيس في نفسه.

خ ن ذ ع
كالخنذع، بالذال المعجمة، عن ابن دريد، وقد أهمله الجوهري أيضا.

ومما يستدرك عليه: الخنذع، كقنفذ: القليل الغيرة على أهله، وهو الديوث، مثل القنذع عن ابن خالويه.

خ ن ع
الخانع: المريب الفاجر، كما في الصحاح. وقال الليث: الخنع: الفجور، تقول: قد خنع إليها، كمنع، أي أتاها للفجور، وكذلك الخنوع، وقيل: أصغي إليها. وقال أيضا: الخنعة: الفجرة، يقال: اطلعت من فلان على خنعة أي فجرة وفي الصحاح: الريبة. وفي العباب والسان: الخنعة: المكان الخالي. ومنه لقيته بخنعة فقهرته، أي لقيته بخلاء. ويقال أيضا: لئن لقيتك بخنعة لا تفلت مني قال:

تمنيت أن ألقى فلانا بخـنـعة     معي صارم قد أحدثته صياقله وقال ابن عباد: الخنوع، كصبور: الغادر، وقد خنع به يخنع، إذا غدر. وقال عدي بن زيد:

غير أن الأيام يخنعن بالمـر    ء وفيها العوصاء والميسور وقال ابن عباد أيضا: الخنوع: الذي يحيد عنك. وفي الصحاح: الخنوع، بالضم: الخضوع والذل، زاد ابن سيده: خنع إليه وله خنعا وخنوعا: ضرع إليه وخضع، وطلب إليه وليس بأهل أن يطلب إليه. وقوم خنع بضمتين، وأنشد الجوهري للأعشى:

هم الخضارم إن غابوا، وإن شهدوا ولا يرون إلى جارتهم خـنـعـا وقال الليث: الخنع: التجميش واللين. وخناعة، كثمامة، هو ابن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس ابن مضر: أبو قبيلة من العرب ثم هذيل. وقال ابن عباد: أخنعته الحاجة إليك، أي أخضعته وأضرعته. وقال أبو عمرو: التخنيع: القطع بالفأس. قال ضمزة بن ضمرة:

كأنهم على جنفاء خشب     مصرعة أخنعها بفأس

صفحة : 5198

وقالت الدبيرية: المخنع، كمعظم: الجمل المنوق، وكذلك الموضع. وفي الحديث: إن أخنع الأسماء عند الله، كذا في النسخ، والرواية: إلى الله تبارك وتعالى من تسمى باسم ملك الأملاك، وفي رواية، أن يتسمى الرجل باسم ملك الأملاك، أي أذلها وأقهرها وأدخلها في الخنوع والضعة. ويروى: أنخع، بتقديم النون، أي أقتلها لصاحبه وأهلكها له، ويروى: أبخع، بالموحدة، وقد تقدم في موضعه. ويروى: أخني، وسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى. وقوله: ملك الأملاك أي مثل قولهم: شاهنشاه. وقيل: معناه أن يتسمى باسم الله الذي هو ملك الأملاك، مثل أن يتسمى بالعزيز أو بالجبار، أو ما يدل على معنى الكبرياء التي هي رداء العزة، من نازعه إياه فهو هالك. ومما يستدرك عليه: الخنعة، بالضم: الاضطرار والعذر. ورجل ذو خنعات، بضمتين: إذا كان فيه فساد. ووقع في خنعة، بالفتح، أي فيما يستحى منه. والخنوع، بالضم: الغدر. والخانع: الذي يضع رأسه للسوأة، يأتي أمرا قبيحا يرجع عاره عليه، فيستحي منه، وينكس رأسه، قاله الأصمعي عن أعرابي، سمعه يقول ذلك. والخنعة، محركة: جمع خانع، بمعنى المريب الفاجر. والخناعة: الشناعة.

خ ن ش ع
الخنشع، كزبرج. أهمله الجماعة، وفي اللسان: هو الضبع.

خ ن ف ع
الخنفع، كقنفذ، أهمله الجوهري. وقال أبو عمرو: هو الأحمق، نقله الصاغاني وصاحب اللسان.

خ و ع
الخوع: منعرج الوادي، كما في الصحاح. وكل بطن من الأرض غامض سهل ينبت الرمث خوع، عن أبي حنيفة، وأنشد بعض الرواة:

وأزفلة ببطن الخوع شعث     تنوبهم منعـثـلة نـؤول والجمع: أخواع. وخوع السيول في قول حميد بن ثور، رضي الله عنه:

ألثت علـيه ديمة بـعـد وابـل    فللجزع من خوع السيول قسيب هكذا أنشده، والرواية عليها، أي على الوحشية المذكورة قبل في المشطور. ويروى: من جوخ السيول. والخوع: حبل أبيض، كما في الصحاح. قال رؤبة يصف ثورا:

كما يلوح الخوع بين الأجبال هكذا في الصحاح. قال الصاغاني: وليس الرجز لرؤبة، وإنما هو للعجاج، وليس يصف ثورا، ولكنه يصف الأثافي وآثار الديار، وصدره:

من حطب الحي بوهد محلال وقال ابن بري: البيت للعجاج، وقبله

والنؤى كالحوض ورفض الأجذال وقيل: هو جبل بعينه. وخائع ونائع: جبلان متقابلان. قال أبو وجزة السعدي يذكرهما:

والخائع الجون آت عن شمائلهم    ونائع النعف عن أيمانهم يفـع أي مرتفع. وخوعى، كسكرى: ع، قال امرؤ القيس:

أبلغ شهابا وأبلغ عاصمـا     ومالكا هل أتاك الخبز مال
أنا تركنا منكم قتلى بـخـو    عى وسبيا كالسـعـالـى

ويروى:

أنا تركنا بخوعى مـنـكـم    قتلى كراما وسبيا كالسعالى قال الصاغاني: وكلتا الروايتين ينبو الطبع عنها. ويروى بالجيم أيضا، وقد أشرنا إليه، أو هو تصحيف، وأنشد الليث:

صفحة : 5199

بنفسي حاضر ببقيع خوعى    وأبيات لدى القلمون جون والخائعان: شعبتان تدفع إحداهما في غيقة، والأخرى في يليل، بالقرب من الصفراء.

والخواع، كغراب: التحير هكذا وقع في نسخ كتاب المجمل لابن فارس على أنه تفعل من الحيرة، أو هو شبيه النخير الذي كالشخير، كما في الجمهرة لابن دريد. ويقال: سمعت له خواعا، أي صوتا يردده في صدره. قال الصاغاني: وكأن أحدهما، أعني التحير والنخير تصحيف الآخر. والخواعة، بهاء: النخامة. وفي الصحاح: خوع منه تخويعا، أي نقص، قال الشاعر - وهو طرفة بن العبد -:

وجامل خـوع مـن نـيبـه     زجر المعلى أصلا والسفيح ويروى خوف والمعنى واحد، ويروى: من نبته. وقال ابن عباد: خوع فلانا بالضرب وغيره: كسره وأوهنه. وقال ابن السكيت: خوع السيل الوادي، إذا كسر جنبتيه، كما في الصحاح.

وقال ابن عباد: خوع دينه: إذا قضاه. وتخوع: تنخم. وأيضا تقيأ، لغة بغدادية.

وتخوع الشيء: تنقصه، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه: الخوع: موضع.

خ ه ف ع
الخيهفعي، بفتح الخاء والهاء والعين مقصورة، وتمد، أهمله ا لجوهري، والمد نقله الخارزنجي.

واقتصر الأزهري على القصر، وهو ولد الكلب من الذئبة إذا وقع عليها، وإذا وقع الذئب على الكلبة جاءت بالسمع، وسيأتي، رواه أبو تراب، يقال: هو الأسد، وبه كنى أبو الخيهفعي: أعرابي من بني تميم. حكى الأزهري عن أبي تراب، قال: سمعت أعرابيا من بني تميم يكنى أبا الخيهفعي، وسألته عن تفسير كنيته فقال: يقال: إذا وقع الذئب على الكلبة جاءت بالسمع، وإذا وقع الكلب على الذئبة جاءت بالخيهفعي. قال: وليس هذا على أبنية أسمائهم مع اجتماع ثلاثة أحرف من حروف الحلق، وقال عن هذا الحرف وما قبله في باب رباعي العين من كتابه: وهذه حروف لا أعرفها، ولم أجد لها أصلا في كتب الثقات الذين أخذوا عن العرب العاربة ما أودعوا كتبهم، ولم أذكرها وأنا أحقها، ولكن ذكرتها استندارا لها، وتعجبا منها، ولا أدري ما صحتها. وحكى ابن بري في أماليه قال: قال ابن خالويه: أبو الخيهفعي: كنية رجل أعرابي يقال له: خزاب بن الأقرع، فقيل له: لم تكنيت بهذا? فقال: الخيهفعي: دابة يخرج بين النمر والضبع، يكون باليمن، أغضف الأذنين، غائر العينين، مشرف الحاجبين، أعصل الأنياب، ضخم البراثن، يفترس الأباعر.