فصل الذال المعجمة مع العين
ذ-ر-ع
صفحة : 5217
الذراع، بالكسر: من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى، كذا في المحكم. قال
الليث: الذراع والساعد واحد. قلت: وفي حديث عائشة وزينب، قالت زينب لرسول
الله صلى الله عليه وسلم: حسبك إذ قلبت لك ابنة أبي قحافة ذريعتيها أرادت
ساعديها، والذريعة تصغير الذراع، ولحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة، ثم ثنتها
مصغرة، وقد تذكر فيهما. قال الجوهري: ذراع اليد يذكر ويؤنث. قال: وقولهم:
الثوب سبع في ثمانية، إنما قالوا: سبع على تأنيث الذراع، وج: أذرع وذرعان،
بالضم، وإنما قالوا: ثمانية لأن الشبر مذكر. وقال سيبويه: الذراع مؤنثة،
وجمعها أذرع لا غير، ولم يعرف الأصمعي التذكير في الذراع. قال الشاعر بصف
قوسا عربية:
أرمي عليها وهي فرع أجمع وهي ثلاث أذرع وإصبـع وقال سيبويه: كسروه على هذا البناء حين كان مؤنثا، يعني أن فعالا وفعالا وفعيلا من المؤنث، حكمه أن يكسر على أفعل، ولم يكسروا ذراعا على غير أفعل، كما فعلوا ذلك في الأكف. وقال ابن بري: الذراع عند سيبويه مؤنثة لا غير، وأنشد لمرداس بن حصين:
قصرت له القبيلة إذ تجهنا وما دانت بشدتها ذراعي قلت: والتذكير الذي أشار إليه المصنف هو قول الخليل. قال سيبويه: سألت الخليل عن ذراع، فقال: ذراع كثير في تسميتهم به المذكر، ويمكن في المذكر، فصار في أسمائه خاصة عندهم، ومع هذا فإنهم يصفون به المذكر فيقولون: هذا ثوب ذراع، فقد يمكن هذا الاسم في المذكر، ولهذا إذا سمي الرجل بذراع صرف في المعرفة والنكرة، لأنه مذكر سمي به مذكر. الذراع من يدي البقر والغنم: فوق الكراع. ومن يدي البعير: فوق الوظيف، وكذلك من الخيل والبغال والحمير. وقال الليث: الذراع: اسم جامع في كل ما يسمى يدا من الروحانيين ذوي الأبدان. قولهم: لا تطعم العبد الكراع، فيطمع في الذراع سيأتي ذكره في ط-و-ق. يقال: ذرع الثوب وغيره، كما في الصحاح، بذراعه كمنع: قاسه بها. قال الزمخشري: هذا هو الأصل، ثم سمي به ما يقاس به، كما سيأتي. ذرع القيء فلانا ذرعا: غلبه وسبقه، أي في الخروج إلى فيه، ومنه الحديث: من ذرعه القيء فلا قضاء عليه . قال ابن عباد: ذرع عنده ذرعا: شفع فهو ذريع، شفيع. ويقال: ذرعت لفلان عند الأمير، أي شفعت له، وهو مجاز، نقله الزمخشري. ذرع البعير يذرعه ذرعا: وطئ على ذراعه ليركبه أحد. قال ابن عباد: ذرع فلانا: إذا خنقه من ورائه بالذراع، يقال: أسرطته ذراعي، إذا وضعت ذراعك على حلقه لتخنقه، كذرعه تذريعا، نقله الجوهري. وفي اللسان: ذرعه تذريعا، وذرع له: جعل عنقه بين ذراعه وعنقه وعضده، فخنقه، ثم استعمل في غير ذلك مما يخنق به. يقال: رجل واسع الذراع، بالكسر، واسع الذرع، بالفتح، أي واسع الخلق، بضمتين، على المثل. الذرع والذراع: الطاقة، ومنه قولهم: ضاق بالأمر ذرعه وذراعه، وضاق به ذرعا، وإنما نصب لأنه خرج مفسرا محولا، لأنه كان في الأصل ضاق ذرعي به، فلما حول الفعل خرج قوله: ذرعا مفسرا، ومثله: طبت به نفسا، وقررت به عينا، وربما قالوا: ضاق به ذراعا، وأنشد الجوهري لحميد بن ثور يصف ذئبا:
وإن بات وحش ليلة لم يضق بها
ذراعا ولم يصبح لها وهو خاشع
صفحة : 5218
أي ضعفت طاقته، ولم يجد من المكروه فيه مخلصا. قال الجوهري: وأصل الذرع
إنما هو بسط اليد، فكأنك تريد: مددت يدي إليه فلم تنله. وقال غيره: وجه
التمثيل أن القصير الذراع لا ينال ما يناله الطويل الذراع، ولا يطيق طاقته،
فضرب مثلا للذي سقطت قوته دون بلوغ الأمر، والاقتدار عليه. الذراع، ككتاب:
سمة في موضع ذراع البعير، وهي سمة بني ثعلبة، لقوم باليمن، وأيضا سمة ناس
من بني مالك ابن سعد، من أهل الرمال. الذراعان: هضبتان في بلاد عمرو بن
كلاب. ومنه قول امرأة من بني عامر بن صعصعة:
يا حبذا طارق وهنـا ألـم بـنـا وهن الذراعين والأخراب من كانا وأنشد الجوهري قول الشاعر:
إلى مشرب بين الذراعين بارد الذراع: صدر القناة، وإنما سمي به لتقدمه كتقدم الذراع. ويقال له أيضا: ذراع العامل، يقال: استوى كذراع العامل، وإنما يعنون صدر القناة. وهو مجاز. الذراع: ما يذرع به، كما في الصحاح، أي يقاس، زاد في العباب: حديدا أو قضيبا. والذراع: نجم من نجوم الجوزاء على شكل الذراع. قال غيلان الربعي:
غيرها بعـدي مـر الأنـواء نوء الذراع أو ذراع الجوزاء الذراع أيضا: منزل للقمر، وهو ذراع الأسد المبسوطة، كذا في النسخ، والذي في العباب: ذراع الأسد المقبوضة. قال: وللأسد ذراعان: مبسوطة ومقبوضة، وهي التي تلي الشام، والقمر ينزل بها، والمبسوطة: التي تلي اليمن.، وهما كوكبان بينهما قيد سوط، وهي أرفع في السماء. سميت مبسوطة لأنها أمد من الأخرى، وربما عدل القمر فنزل بها. ويقول ساجع العرب: إذا طلعت الذراع، حسرت الشمس القناع، وأشعلت في الأفق الشعاع، وترقرق السراب في كل قاع، تطلع لأربع ليال يخلون من تموز الرومي، وتسقط لأربع ليال يخلون من كانون الأول. وفي العباب: من كانون الآخر: هذا قول ابن قتيبة. وقال إبراهيم الحربي رحمه الله تعالى: تطلع في سبع من تموز، وتسقط في ست من كانون الآخر، وتزعم العرب أنه إذا لم يكن في السنة مطر لم تخلف الذراع، ولم يكن إلا بغشة، قال ذو الرمة:
فأردفت الذراع لها بـغـيث سجوم الماء فانسحل انسحالا وذو الذراعين: المنبهر، واسمه مالك بن الحارث بن هلال بن تيم الله بن ثعلبة الحصن بن عكابة شاعر غزاء. الذراع، كسحاب، المرأة الخفيفة اليدين بالغزل، وقيل: الكثيرة الغزل، القوية عليه. ومن الحديث: خيركن أذرعكن للمغزل أي أخفكن يدا به. ويقال: أقدركن عليه ويكسر، نقله ابن سيده، واقتصر الجوهري على الفتح. ويسار وبشار ابنا ذراع القياس، كانا زمن وكيع، روى بشار عن جابر الجعفي. وأبو ذراع: سهيل بن ذراع، تابعي، حدث عنه عاصم بن كليب. قال ابن عباد: الذراع، كشداد: الجمل الذي يسان الناقة بذراعه فيتنوخها. والذارع: لقب إسماعيل بن صديق المحدث، شيخ لإبراهيم بن عرعرة. أيضا: لقب أحمد بن نصر بن عبد الله، وهو ضعيف، قال الدار قطني: دجال. وفاته: إسماعيل بن أبي عباد أمية الذراع البصري، تكلم فيه أيضا. الذارع: الزق الصغير يسلخ من قبل الذراع، والجمع ذوارع، وهي للشراب. قال الأعشى:
والشاربون إذا الذوارع أغليت
صفو الفضال بطارف وتلاد
صفحة : 5219
ويقال: زق ذارع: كثير الأخذ للماء. قال ثعلبة بن صعير المازني:
باكرتهم بسبـاء جـون ذارع قبل الصباح وقبل لغو الطائر وقال عبد بني الحسحاس:
سلافة دار لا ســـلافة ذارع إذا صب منه في الزجاجة أزبدا ذرع، كفرح: شرب به، أي بالذراع. قال ابن عباد: ذرع إليه: تشفع، ونص العباب: ذرع به: شفع. قال: ذرعت رجلاه: أعيتا. والأذرع: المقرف، أو ابن العربي للمولاة، والأول أصح. الأذرع: الأفصح، يقال: هو أذرع، أي أفصح. وأذرعات، بكسر الراء، وعليه اقتصر الجوهري، وتفتح، وقد خطأه بعضهم: د، بالشام قرب البلقاء من أرض عمان، تنسب إليه الخمر، وأنشد الجوهري لأبي ذؤيب:
فما إن رحيق سبتها التجـا ر من أذرعات فوادي جدر قال: وهي معرفة مصروفة مثل عرفات. قال سيبويه: فمن العرب من لا ينون أذرعات، يقول: هذه أذرعات. ورأيت أذرعات بكسر التاء بغير تنوين. وحكى يعقوب في المبدل: يذرعات، بالياء لغة. قال امرؤ القيس:
تنورتها من أذرعات وأهلهـا بيثرب أدنى دارها نظر عالي والنسبة أذرعي، بالفتح، أي بفتح الراء فرارا من توالي الكسرات، كتغلبي، ويثربي، وشقري، ونمري. وأولاد ذارع، أو ذراع، بالكسر: الكلاب والحمير، أخذه من قول ابن دريد. وفيه مخالفة لنص الجمهرة في موضعين، وأنا أسوق لك نصها، ليظهر لك ذلك، قال: يقال للكلاب: أولاد ذارع، وأولاد زارع، وأولاد وازع، بالذال والزاي والواو، وسيأتي ذلك في موضعه، وهكذا نقله عنه الصاغاني في كتابيه، وصاحب اللسان. والذرع، محركة: الطمع، نقله الجوهري، وأنشد قول الراجز:
وقد يقود الذرع الوحشيا قال: الذرع أيضا: ولد البقرة الوحشية، زاد الصاغاني: ج، ذرعان، بالكسر، مثال شبث وشبثان. قال الأعشى يصف ناقته:
كأنها بعد ما جد النجاء بها بالشيطين مهاة تبتغي ذرعا وقيل: إنما يكون ذرعا إذا قوي على المشي، عن ابن الأعرابي. الذرع: الناقة التي يستتر بها رامي الصيد، وذلك أن يمشي بجنبها فيرميه إذا أمكنه، وتلك الناقة تسيب أولا مع الوحش حتى تألفها، كالذريعة، والجمع ذرع، بضمتين. قال ابن الأعرابي: سمي هذا البعير الدريئة والذريعة، ثم جعلت الذريعة مثلا لكل شيء أدنى من شيء، وقرب منه، وأنشد:
وللمنية أسباب تقـربـهـا كما تقرب للوحشية الذرع الذروع، كصبور وأمير: الخفيف السير، الواسع الخطو، البعيده، من الخيل، يقال: فرس ذروع وذريع، بين الذراعة. وعبارة الجوهري: فرس ذريع: واسع الخطو، بين الذراعة. وقال ابن عباد: الذروع: الخفيف السير، وجمع بينهما ابن سيده. الذروع: البعير، هكذا هو في النسخ، وهو السريع السير: فلذا لو قال، بعد قوله من الخيل: ومن الإبل، لكان أشمل. من المجاز: الذريعة، كسفينة: الوسيلة والسبب إلى شيء. يقال: فلان ذريعتي إليك، أي سببي ووصلتي الذي أتسبب به إليك، قال أبو وجزة يصف امرأة:
طافت بها ذات ألوان مشبـهة
ذريعة الجن لا تعطي ولا تدع
صفحة : 5220
أراد كأنها جنية لا يطمع فيها ولا يعلمها في نفسها. كالذرعة، بالضم، وهذه
عن ابن عباد. والمذارع من الأرض: النواحي، ومن الوادي: أضواجه، قاله
الخليل. قال ابن دريد: ولم يجئ بها البصريون. المذارع: المزالف والبراغيل،
وهي القرى التي بين الريف والبر كالقادسية والأنبار، نقله الجوهري. وقال
الحسن البصري في قوله تعالى: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات قال: قوما
كانوا بمذارع اليمن. كالمذاريع على القياس، كمخلاف ومخاليف، نقله الصاغاني.
وقال: كان القياس هكذا. المذارع: قوائم الدابة، نقله الجوهري، وأنشد
للأخطل:
وبالهدايا إذا احمرت مذارعها في يوم ذبح وتشريق وتنحار كالمذاريع، وإنما سميت قائمة الدابة مذراعا لأنها تذرع بها الأرض، وقيل: مذرعها: ما بين ركبتها إلى إبطها. المذارع: النخيل القريبة من البيوت، نقله الجوهري. واحد الكل مذراع، كمحراب. قال ابن عباد: الذريع، كأمير: الشفيع. الذريع: السريع. يقال: رجل ذريع بالكتابة، أي سريع، وقتل ذريع، أي سريع، وأكل أكلا ذريعا، أي سريعا كثيرا. الذريع من الأمور: الواسع. وفي الحديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم ذريع المشي، أي سريعه، واسع الخطو. من المجاز: الموت الذريع هو السريع الفاشي الذي لا يكاد الناس يتدافنون. الذرع، ككتف: الطويل اللسان بالشر. هو أيضا: السيار ليلا ونهارا. الذرع ايضا: الحسن العشرة والمخالطة، ومنه قول الخنساء:
جلد جميل مخيل بارع ذرعوفي الحروب إذا لاقيت مسعار والذرعات، كفرحات: السريعات من القوائم، نقله الجوهري. ويقال: ذرعات الدابة: قوائمها، قال يزيد بن خذاق العبدي:
فآضت كتيس الرمل تنزو إذا نزت على ذرعات يعتلين خـنـوسـا ويروى ربذات أي على قوائم يعتلين من جاراهن وهن يخنسن بعض جريهن، أي يبقين منه، يقول: لم يبذلن جميع ما عندهن من السير. وفي العباب: الذرعات: الواسعات الخطو، البعيدات الأخذ من الأرض. وأذرعت البقرة فهي مذرع، كما في الصحاح: صارت ذات ذرع، أي ولد. قال الليث: هن المذرعات، أي ذوات ذرعان. أذرع في الكلام: أفرط وأكثر فيه، كتذرع وهو مجاز. قال الجوهري: وأرى أصله من مد الذراع، لأن المكثر قد يفعل ذلك، ومثله قول ابن سيده. أذرع: قبض بالذراع. يقال: أذرع ذراعيه من تحت الجبة، أي أخرجهما ومدهما، كادرعهما، على افتعل، كادكر من الذكر. قال ابن شميل: وروي في الحديث بالوجهين. ونص الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أذرع ذراعيه من أسفل الجبة إذراعا وفي حديث آخر: وعليه جمازة فأذرع منها يده أي أخرجها. المذرع، كمعظم: الذي وجئ في نحره، فسال الدم على ذراعه. قال عبد الله بن سلمة الغامدي:
ولم أر مثلها بأنيف فـرع علي إذن مذرعة خضيب المذرع: الفرس السابق. أو أصله هو الذي يلحق الوحشي، وفارسه عليه، فيطعنه طعنة تفوز بالدم فتلطخ ذراعي الفرس فتكون علامة سبقه. قال ابن مقبل:
خلال بيوت الحي منها مذرع
بطعن ومنها عاتب متسيف
المذرع من الثيران: ما في أكارعه لمع سود. المذرع من الناس: من أمه أشرف من
أبيه، والهجين: من أبوه عربي وأمه أمة، وأنشد الأزهري: في التهذيب:
صفحة : 5221
إذا باهلي عنده حنظلـية لها
ولد منه فذاك المذرع قال الجوهري: كأنه سمي مذرعا بالرقمتين في ذراع البغل،
لأنهما أتتاه من ناحية الحمار. وفي اللسان: إنما سمي مذرعا تشبيها بالبغل،
لأن في ذراعيه رقمتين كرقمتي ذراع الحمار، نزع بهما إلى الحمار في الشبه،
وأم البغل أكرم من أبيه، هكذا ذكره الأزهري شرحا للبيت المتقدم. المذرع،
كمحدث: لقب رجل من بني خفاجة بن عقيل، وكان قتل رجلا من بني عجلان، ثم أقر
بقتله، فأقيد به، فقيل له: المذرع. يقال: ذرع فلان بكذا، إذا أقر به.
المذرع: المطر الذي يرسخ في الأرض قدر ذراع. نقله الجوهري. المذرعة،
كمعظمة: الضبع في ذراعها خطوط، صفة غالبة. قال ساعدة بن جؤية:
وغودر ثاويا وتأوبته مذرعة أميم لها فليل وقيل: إنما سميت مذرعة بسواد في أذرعها. ذرع فلان بكذا تذريعا: أقر به، وبه لقب المذرع الخفاجي، وقد تقدم قريبا. من المجاز: سألته عن أمره فذرع إلي شيئا من خبره، أي خبرني به. ذرع فلان لبعيره: إذا قيده بفضل خطامه في ذراعيه جميعا. وقد ذرع البعير، وذرع له: قيد في ذراعيه. في اللسان، والمحيط: ذرع الرجل في السباحة تذريعا، إذا اتسع ومد ذراعيه. ذرع بيديه في السقي ، هكذا بالقاف في سائر النسخ، ومثله في العباب والمحيط، والصواب بالعين المهملة كما في اللسان، وذلك إذا استعان بيديه على السقي وحركهما فيه. البشير، إذا أومأ بيده، يقال: قد ذرع البشير، ومنهم من عم فقال: ذرع الرجل، إذا رفع ذراعيه، قال:
تؤمل أنفال الخميس وقد رأت سوابق خيل لم يذرع بشيرها ومنهم من عم فقال: ذرع الرجل: إذا رفع ذراعيه مبشرا أو منذرا. ذرع في المشي: حرك ذراعيه، نقله الجوهري هكذا. وفرق الصاغاني بين هذا القول والذي تقدم، وهما واحد، والمصنف تبع الصاغاني من غير تنبيه، فليحذر من ذلك. والانذراع: الاندفاع كالاندراع والاندراء. الانذراع في السير: الانبساط فيه. والمذارعة: المخالطة، يقال: ذارعته مذارعة، إذا خالطته. المذارعة: البيع بالذرع، يقال: بعته الثوب مذارعة، أي بالذرع لا بالعدد والجزاف. التذرع: كثرة الكلام والإفراط فيه، نقله الجوهري. وهذا قد تقدم له عند قوله: أذرع في الكلام: أفرط، فإعادته ثانيا تكرار. قال ابن عباد: التذرع: تشقق الشيء شقة شقة على قدر الذراع طولا. قال غيره: التذرع: تقدير الشيء بذراع اليد. قال قيس بن الخطيم الأنصاري:
ترى قصد المران تلقى كأنهـا
تذرع خرصان بأيدي الشواطب
صفحة : 5222
قال الأصمعي: تذرع، فلان الجريد: إذا وضعه في ذراعه فشطبه. والخرصان: أصلها
القضبان من الجريد. والشواطب: جمع شاطبة، وهي المرأة التي تقشر العسيب ثم
تلقيه إلى المنقية، فتأخذ كل ما عليه بسكينها، حتى تتركه رقيقا، ثم تلقيه
المنقية إلى الشاطبة ثانية، فتشطبه على ذراعها، وتتذرعه. من المجاز: تذرع
فلان بذريعة، أي توسل بوسيلة، وكذلك تذرع إليه: إذا توسل. تذرعت الإبل
الكرع، أي الماء القليل: وردته فخاضته بأذرعها. قال ابن دريد: تذرعت
المرأة: إذا شقت الخوص لتجعل منه حصيرا، وبه فسر قول ابن الخطيم الأنصاري
المتقدم. قال ابن عباد: استذرع به، أي بالشيء: استتر به وجعله ذريعة له.
ومما يستدرك عليه: حمار مذرع لمكان الرقمة في ذراعه. وأسد مذرع: على ذراعيه
دم فرائسه، أنشد ابن الأعرابي:
قد يهلك الأرقم والفاعوس والأسد المذرع النهـوس والتذريع: فضل حبل القيد يوثق بالذراع، اسم كالتنبيت، لا مصدر. وثوب موشى الذراع، أي الكم وموشى المذارع كذلك، جمع على غير واحده، كملامح ومحاسن. وذرع كل شيء: قدره مما يذرع. ونخلة ذرع رجل، أي قامته. وقال ابن الأعرابي: انذرع: إذا تقدم. وذرع البعير يده، إذا مدها في السير. وناقة ذارعة: بارعة. ويقال: هذه ناقة تذارع بعد الطريق، أي تمد باعها وذراعها لتقطعه، وهي تذارع الفلاة، وتذرعها، إذا أسرعت فيها كأنها تقيسها. قال الشاعر يصف الإبل:
وهن يذرعن الرقاق السملقـا ذرع النواطي السحل المرققا والنواطي: النواسج. وأذرع الرجل قيئه: أخرجه. والذرع: البدن. وأبطرني ذرعي: أبلى بدني، وقطع معاشي. وأبطرت فلانا ذرعه: كلفته أكثر من طوقه. وما لي به ذرع، ولا ذراع، أي ما لي به طاقة. ورجل رحب الذراع، أي واسع القوة والقدرة والبطش. وكبر في ذرعي، أي عظم وقعه، وجل عندي. وكسر ذلك من ذرعي، أي ثبطني عما أردته. ومن أمثالهم: هو لك على حبل الذراع. أي أعجله لك نقدا، وقيل: هو معد حاضر والحبل غرءق في الذراع. وتذرع البعير: مد ذراعه في سيره. قال رؤبة:
كأن ضبعيه إذا تذرعا أبواع متاح إذا تبوعا وذرعه تذريعا: قتله. ويقال: قتلوهم أذرع قتل، أي أسرعه. وفي نوادر الأعراب: أنت ذرعت بيننا هذا، وأنت سجلته، يريد سببته. والذريعة: حلقة يتعلم عليها الرمي. وما أذرعها من باب أحنك الشاتين. والمذرع، كمنبر: الزق الصغير. وقولهم: اقصد بذرعك، أي اربع على نفسك، ولا يعد بك قدرك. وذرعينة: من قرى بخارى. وأذرع أكباد: موضع في قول ابن مقبل:
أمست بأذرع أكباد فحم لها ركب بلينة أو ركب بساوينا وأذرع، غير مضاف: موضع نجدي في قوله:
وأوقدت نارا للرعاء بأذرع
ذ-ع-ذ-ع
ذعذع المال وغيره: بدده. قيل: حركه وفرقه. قال علقمة بن عبدة:
لحى الله دهرا ذعذع المال كله
وسود أشباه الإماء
العـوارك
صفحة : 5223
سود من السؤدد. وذعذعهم الدهر: فرقهم. وفي حديث علي رضي الله عنه قال لرجل:
ما فعلت بإبلك? وكانت له إبل كثيرة، فقال: ذعذعتها النوائب، وفرقتها
الحقوق، فقال: ذلك خير سبلها، أي خير ما خرجت فيه. فتذعذع، أي تبدد وتفرق.
قال الأزهري: وأصل الذعذعة بمعنى التفريق، من ذعذع السر ذعذعة، أو الخبر،
أي أذاعه، فلما كرر استعمل، كما قالوا من إناخة البعير: نخنخ بعيره فتنخنخ.
وذعذعت الريح الشجر: حركته تحريكا شديدا، عن ابن دريد، وكذلك ذعذعت الريح
التراب، إذا ذرته وسفته، كل ذلك معناه واحد، قال النابغة:
غشيت لها منازل مقويات تذعذعها مذعذعة حنون ويروى: تعفيها مذعذعة. والذعاع، كسحاب: الفرق الواحد ذعاعة كسحابة، كما في الصحاح. الذعاعة من النخل: رديئه، وهو ما تفرق منه، كذعاذعه. قال طرفة بن العبد:
وعذاريكم مـقـلـصة في ذعاع النخل تجترمه قال الأزهري: قرأت هذا البيت بخط أبي الهيثم: في ذعاع النخل بالذال المعجمة، قال: والدال المهملة تصحيف. قال: يقال: الذعاع: ما بين النخلة إلى النخلة ويضم، ومنهم من جعل إهمال الدال لغة، وقد تقدم ذلك. ورجل ذعذاع: مذياع للسر نمام، لا يكتم السر من ذعذعة السر: إذاعته. ومذعذع، كمعظم: دعي. ومنه حديث جعفر الصادق رضي الله عنه: لا يحبنا - أهل البيت - المذعذع. قالوا: وما المذعذع? قال: ولد الزنا. كذا في النهاية، وقد أنكر الأزهري المذعذع بمعنى الدعي، وقال: لم يصح عندي من جهة من يوثق به، أو الصواب مزعزه بزاءين، هكذا هو في العباب رسما لا ضبطا. والذي في اللسان نقلا عن الأزهري: والصواب مدغدغ، بالغين المعجمة. وأزال الإشكال الصاغاني في التكملة، حيث ضبطه فقال: والصواب بدالين مهملتين، وغينين معجمتين، وقد وهم المصنف في ضبطه بزاءين، فتأمل. قال الجوهري: وربما قالوا: تفرقوا ذعاذع، أي ها هنا، وها هنا. ومما يستدرك عليه: تذعذع البناء: تفرقت أجزاؤه، قاله ابن بري. قال رؤبة:
بادت وأمسى خيمها تذعذعا و تذعذع شعره: إذا تشعث وتمرط.
ذ-ل-ع
الأذلعي، أهمله الجوهري. وقال الخارزنجي: هو الضخم من الأيور، الطويل، وليس
بتصحيف، نص الخارزنجي في تكملة العين: الأذلعي: وصف للذكر إذا كان فيه شبه
ورم. قال: وحكي بالغين معجمة، وبالدال والعين غير معجمتين أيضا. وقال
الأزهري: قال بعض المصحفين: الأذلعي، بالعين: الضخم من الأيور الطويل. قال:
والصواب الأذلغي، بالغين المعجمة لا غير، وهكذا حكى الصاغاني أيضا بتصحيفه،
فقول المصنف: وليس بتصحيف، محل نظر، فإن الخارزنجي ليس بثقة عندهم، وإياه
عنى الأزهري بقوله: قال بعض المصحفين. فتأمل.
ذ-و-ع
صفحة : 5224
الذوع أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الخارزنجي: هو الاجتياح
والاستئصال، وقد ذعنا ما له ذوعا: اجتحناه، قال: وأرى قولهم: أذاع الناس
بما في الحوض، إذا شربوه. كذا أذاع بمتاعه إذا ذهب به، وهما من الذوع. قلت:
وقد خالف الخارزنجي هنا الأئمة، وقد ذكر الجوهري: أذاع الناس بما في الحوض:
إذا شربوه كله في ذ-ي-ع وهو قول أبي زيد، ونقله الزمخشري أيضا في ذ-ي-ع
وكذا القول الثاني: تركت متاعي بمكان كذا فأذاع به الناس، أي ذهبوا به، وكل
ما ذهب به فقد أذيع به، محل ذكره ذ-ي-ع وكلاهما من المجاز، كأنهما مأخوذان
من إذاعة الخبر، وهو إظهاره وإفشاؤه، فيذهل كل مذهب، والمصنف دائما يتتبع
مثل هذه الشواذ، ويترك ما هو الصحيح المطرد، فتأمل.
ذ-ي-ع
ذاع الشيء والخبر يذيع ذيعا وذيوعا بالضم وذيعوعة، كشيخوخة وذيعانا، محركة:
فشا، وانتشر. والمذياع بالكسر: من لا يكتم السر، أو من لا يستطيع كتم خبره،
والجمع المذاييع. ومنه قول علي رضي الله عنه - في صفة الأولياء -: الأولياء
ليسوا بالمذاييع البذر. وقيل: أراد لا يشيعون الفواحش. وهو بناء مبالغة،
ويقال: فلان للأسرار مذياع، وللأسباب مضياع. وأذاع سره، وبه: أفشاه وأظهره،
أو نادى به في الناس، وبه فسر الزجاج قوله تعالى: وإذا جاءهم أمر من الأمن
أو الخوف أذاعوا به أي أظهروه ونادوا به في الناس، وأنشد:
أذاع به في الناس حتى كأنه بعلياء نار أوقدت بثقـوب أذاعت الإبل، أو القوم ما في الحوض، وبما في الحوض إذاعة، أي شربوه كله، كما في الصحاح، أو شربوا ما فيه، كما في اللسان. أذاع الناس بما لي: ذهبوا به وكل ما ذهب به فقد أذيع به. ومنه بيت الكتاب:
ربع قواء أذاع المعصرات به أي أذهبته وطمست معالمه. ومنه قول الآخر:
نوازل أعوام أذاعت بخمسةوتجعلني إن لم يق الله ساديا واوية يائية. الصواب أنها يائية. والذوع الذي استدركه الخارزنجي منظور فيه، لأنه ليس بثقة عندهم. ومما يستدرك عليه: ذاع الجور: انتشر. وذاع الجرب في الجلد، إذا عم وانتشر، وهو مجاز.