الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل التاسع: فصل الراء مع العين: الجزء الأول

فصل الراء مع العين

الجزء الأول

ر-ب-ع
الربع: الدار بعينها حيث كانت، كما في الصحاح. وأنشد الصاغاني لزهير بن أبي سلمى:

فلما عرفت الدار قلت لربعهـا     ألا انعم صباحا أيها الربع واسلم قال الجوهري: ج: رباع بالكسر، وربوع، بالضم، وأربع، كأفلس، وأرباع، كزند وأزناد. شاهد الربوع قول الشماخ:

تصيبهم وتخطئني المـنـايا     وأخلف في ربوع عن ربوع وشاهد الأربع قول ذي الرمة:

أللأربع الدهم اللواتي كأنـهـا     بقية وحي في بطون الصحائف الربع: المحلة. يقال: ما أوسع ربع فلان. نقله الجوهري. الربع: المنزل والوطن، متى كان، وبأي مكان، كل ذلك مشتق من ربع بالمكان يربع ربعا، إذا اطمأن، والجمع كالجمع، ومنه الحديث: وهل ترك لنا عقيل من ربع ويروى: من رباع، أراد به المنزل ودار الإقامة. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: أنها أرادت بيع رباعها. الربع: النعش، يقال: حملت ربعه، أي نعشه. ويقال أيضا: ربعه الله، إذا نعشه. ورجل مربوع، أي منعوش منفس عنه. وهو مجاز. الربع: جماعة الناس. وقال شمر: الربوع: أهل المنازل. وبه فسر قول الشماخ المتقدم:

وأخلف في ربوع عن ربوع

صفحة : 5225

أي في قوم بعد قوم. وقال الأصمعي: يريد في ربع من أهلي، أي في مسكنهم. وقال أبو مالك: الربع: مثل السكن، وهما أهل البيت، وأنشد:

فإن يك ربع من رجالي أصابهم     من الله والحتم المطل شعـوب وقال شمر: الربع: يكون المنزل، ويكون أهل المنزل. قال ابن بري: والربع أيضا: العدد الكثير. الربع: الموضع يرتبعون فيه في الربيع خاصة، كالمربع كمقعد، وهو منزل القوم في الربيع خاصة. تقول: هذه مرابعنا ومصايفنا، أي حيث نرتبع ونصيف، كما في الصحاح. الربع: الرجل المتوسط القامة بين الطول والقصر، كالمربوع والربعة، بالفتح ويحرك، والمرباع كمحراب، ما رأيته في أمهات اللغة إلا صاحب المحيط، ذكر حبل مرباع بمعنى مربوع فأخذه المصنف وعم به، والمرتبع مبنيا للفاعل وللمفعول، وبهما روي قول العجاج:

رباعيا مرتبعا أو شوقبا وقد ارتبع الرجل، إذا صار مربوع الخلقة، وفي الحديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم أطول من المربوع، وأقصر من المشذب وفي حديث أم معبد رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم ربعة، لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر أي لم يكن في حد الربعة غير متجاوز له، فجعل ذلك القدر من تجاوز حد الربعة عدم يأس من بعض الطول، وفي تنكير الطول دليل على معنى البعضية، وهي ربعة أيضا بالفتح والتحريك، كالمذكر وجمعهما جميعا ربعات بسكون الباء، حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي، ربعات، محركة، وهو شاذ، لأن فعلة إذا كانت صفة لا تحرك عينها في الجمع وإنما تحرك إذا كانت اسما، ولم تكن العين، أي موضع العين واوا أو ياء، كما في العباب والصحاح. وفي اللسان: وإنما حركوا ربعات، وإن كان صفة؛ لأن أصل ربعة اسم مؤنث وقع على المذكر والمؤنث، فوصف به. وقال الفراء: إنما حرك ربعات لأنه جاء نعتا للمذكر والمؤنث، فكأنه اسم نعت به. وقال الأزهري: خولف به طريق ضخمة وضخمات؛ لاستواء نعت الرجل والمرأة في قوله: رجل ربعة وامرأة ربعة، فصار كالاسم، والأصل في باب فعلة من الأسماء - مثل: تمرة وجفنة - أن يجمع على فعلات، مثل تمرات وجفنات، وما كان من النعوت على فعلة، مثل شاة لجبة، وامرأة عبلة، أن يجمع على فعلات بسكون العين، وإنما جمع ربعة على ربعات - وهو نعت - لأنه أشبه الأسماء لاستواء لفظ المذكر والمؤنث في واحده. قال: وقال الفراء: من العرب من يقول: امرأة ربعة، ونسوة ربعات، وكذلك رجل ربعة ورجال ربعون، فيجعله كسائر النعوت. قال ابن السكيت: ربع الرجل يربع، كمنع: وقف وانتظر وتحبس، وليس في نص ابن السكيت: انتظر، على ما نقله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان ومنه قولهم: اربع عليك، أو اربع على نفسك، أو اربع على ظلعك، أي ارفق بنفسك، وكف، كما في الصحاح، وقيل: معناه انتظر. قال الأحوص:

ما ضر جيراننا إذا انتجعوا     لو أنهم قبل بينهم ربعـوا

صفحة : 5226

وفي المفردات: وقولهم: اربع على ظلعك، يجوز أن يكون من الإقامة، أي أقم على ظلعك، وأن يكون من ربع الحجر، أي تناوله على ظلعك انتهى. وفي حديث سبيعة الأسلمية اربعي بنفسك، ويروى: على نفسك. وله تأويلان: أحدهما بمعنى توقفي وانتظري تمام عدة الوفاة على مذهب من يقول: عدتها أبعد الأجلين، وهو مذهب علي وابن عباس رضي الله عنهم. والثاني أن يكون من ربع الرجل، إذا أخصب، والمعنى: نفسي عن نفسك وأخرجيها عن بؤس العدة وسوء الحال، وهذا على مذهب من يرى أن عدتها أدنى الأجلين، ولهذا قال عمر: إذا ولدت وزوجها على سريره، يعني لم يدفن، جاز أن تتزوج. وفي حديث آخر: فإنه لا يربع على ظلعك من لا يحزنه أمرك، أي لا يحتبس عليك ويصبر إلا من يهمه أمرك. وفي المثل: حدث حديثين امرأة، فإن أبت فاربع، أي كف، ويروى بقطع الهمزة، ويروى أيضا فأربعة، أي زد، لأنها أضعف فهما، فإن لم تفهم فاجعلها أربعة، وأراد بالحديثين حديثا واحدا تكرره مرتين، فكأنك حدثتها بحديثين. قال أبو سعيد: فإن لم تفهم بعد الأربعة فالمربعة، يعني العصا. يضرب في سوء السمع والإجابة. ربع يربع ربعا: رفع الحجر باليد وشاله: وقيل: حمله امتحانا للقوة، قال الأزهري: يقال ذلك في الحجر خاصة، ومنه الحديث أنه مر بقوم يربعون حجرا فقال: ما هذا? فقالوا: هذا حجر الأشداء. فقال: ألا أخبركم بأشدكم? من ملك نفسه عند الغضب. وفي رواية : ثم قال: عمال الله أقوى من هؤلاء. ربع الحبل، وكذلك الوتر: فتله من أربع قوى، أي طاقات، يقال: حبل مربوع ومرباع، الأخيرة عن ابن عباد. ووتر مربوع، ومنه قول لبيد:

رابط الجأش على فرجهـم     أعطف الجون بمربوع متل قيل: أي بعنان شديد من أربع قوى، وقيل: أراد رمحا، وسيأتي. وأنشد أبو الليث عن أبي ليلى:

أترعها تبـوعـا ومـتـا     بالمسد المربوع حتى ارفتا التبوع: مد الباع. وارفت: انقطع. ربعت الإبل تربع ربعا: وردت الربع، بالكسر، بأن حبست عن الماء ثلاثة أيام، ، أو أربعة، أو ثلاث ليال، ووردت في اليوم الرابع. والربع: ظمء من أظماء الإبل، وقد اختلف فيه، فقيل: هو أن تحبس عن الماء أربعا، ثم ترد الخامس، وقيل: هو أن ترد الماء يوما وتدعه يومين، ثم ترد اليوم الرابع، وقيل: هو لثلاث ليال وأربعة أيام. وقد أشار إلى ذلك المصنف في سياق عبارته مع تأمل فيه. وهي إبل روابع، وكذلك إلى العشر. واستعاره العجاج لورد القطا، فقال:

وبلدة يمسي قطاها نسسا     روابعا وقدر ربع خمسا ربع فلان يربع ربعا: أخصب، من الربيع، وبه فسر بعض حديث سبيعة الأسلمية، كما تقدم قريبا. وعليه الحمى: جاءته ربعا، بالكسر، وقد ربع، كعني، وأربع، بالضم، فهو مربوع ومربع، وهي أي الربع من الحمى أن تأخذ يوما وتدع يومين ثم تجيء في اليوم الرابع. قال ابن هرمة:

لثقا تجفجفه الصبا وكأنه     شاك تنكر ورده مربوع وأربعت عليه الحمى: لغة في ربعت، كما أن أربع لغة في ربع. قال أسامة الهذلي:

إذا بلغوا مصرهم عوجلوا      من الموت بالهميغ الذاعط
من المربعـين ومـن آزل    إذا جنه الليل كالنـاحـط

صفحة : 5227

ويقال: أربعت عليه: أخذته ربعا. وأغبته: أخذته غبا. ورجل مربع ومغب، بكسر الباء. قال الأزهري: فقيل له: لم قلت: أربعت الحمى زيدا، ثم قلت: من المربعين، فجعلته مرة مفعولا ومرة فاعلا? فقال: يقال: أربع الرجل أيضا. قال الأزهري: كلام العرب أربعت عليه الحمى، والرجل مربع، بفتح الباء. وقال ابن الأعرابي: أربعته الحمى، ولا يقال: ربعته. ربع الحمل يربعه ربعا، إذا أدخل المربعة تحته، وأخذ بطرفها، وأخذ آخر بطرفها الآخر ثم رفعاه على الدابة. قال الجوهري: فإن لم تكن مربعة أخذ أحدهما بيد صاحبه، أي تحت الحمل حتى يرفعاه على البعير، وهي المرابعة. وأنشد ابن الأعرابي:

يا ليت أم العمر كانت صاحبي     مكان من أنشا على الركائب
ورابعتني تحت ليل ضـارب      بساعد فعم وكف خـاضـب

أنشا: أصله أنشأ، فلين الهمزة للضرورة. وقال أبو عمر الزاهد في اليواقيت: أنشأ: أي أقبل. ربع القوم يربعهم ربعا: أخذ ربع أموالهم، مثل عشرهم عشرا. ربع الثلاثة: جعلهم بنفسه أربعة و: صار رابعهم يربع ويربع ويربع، بالتثليث فيهما، أي في كل من ربع القوم، وربع الثلاثة. ربع الجيش، إذا أخذ منهم ربع الغنيمة، ومضارعه يربع، - من حد ضرب - فقط، كما هو مقتضى سياقه، وفيه مخالفة لنقل الصاغاني. فإنه قال: ربعت القوم أربعهم وأربعهم وأربعهم، إذا صرت رابعهم أو أخذت ربع الغنيمة، قال ذلك يونس في كتاب اللغات واقتصر الجوهري على الفتح، ثم إن مصدر ربع الجيش ربع ورباعة. صرح به في اللسان. وفي الحديث: ألم أجعلك تربع وتدسع أي تأخذ المرباع، وقد مر الحديث في د-س-ص وقيل في التفسير: أي تأخذ ربع الغنيمة? والمعنى: ألم أجعلك رئيسا مطاعا? كان يفعل ذلك، أي أخذ ربع ما غنم الجيش في الجاهلية، فرده الإسلام خمسا، فقال تعالى جل شأنه: واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول . ربع عليه ربعا: عطف، وقيل: رفق. ربع عنه ربعا: كف وأقصر. ربعت الإبل تربع ربعا: سرحت في المرعى، وأكلت كيف شاءت وشربت، وكذلك ربع الرجل بالمكان، إذا نزل حيث شاء في خصب ومرعى. ربع الرجل في الماء: تحكم كيف شاء. ربع القوم: تممهم بنفسه أربعة، أو أربعين، أو أربعة وأربعين، فعلى الأول: كانوا ثلاثة فكملهم أربعة، وعلى الثاني: كانوا تسعة وثلاثين فكملهم أربعين، وعلى الثالث: كانوا ثلاثة وأربعين فكملهم أربعة وأربعين. ربع بالمكان: اطمأن وأقام. قال الأصبهاني في المفردات وأصل ربع: أقام في الربيع، ثم تجوز به في كل إقامة، وكل وقت، حتى سمي كل منزل ربعا، وإن كان ذلك في الأصل مختصا بالربيع. وربعوا، بالضم: مطروا بالربيع، أي أصابهم مطر الربيع، ومنه قول أبي وجزة:

حتى إذا ما إيالات جرت برحـا     وقد ربعن الشوى من ماطر ماج أي أمطرن، ومن ماطر: أي عرق مأج، أي ملح. يقول: أمطرن قوائمهن من عرقهن. والمربع والمربعة، بكسرهما، الأولى عن ابن عباد وصاحب المفردات: العصا التي تحمل بها الأحمال. وفي الصحاح: عصية يأخذ رجلان بطرفيها ليحملا الحمل ويضعاه على ظهر الدابة. وفي المفردات: المربع: خشب يربع به، أي يؤخذ الشيء به. قال الجوهري: ومنه قول الراجز:

أين الشظاظان وأين المربعه     وأين وسق الناقة الجلنفعه

صفحة : 5228

مربع، كمقعد: ع، قيل هو جبل قرب مكة. قال الأبح بن مرة أخو أبي خراش:

عليك بني معاوية بن صخر     فأنت بمربع وهم بضـيم والرواية الصحيحة: فأنت بعرعر. مربع، كمنبر بن قيظي بن عمرو الأنصاري الحارثي، وإليه نسب المال الذي بالمدينة في بني حارثة، له ذكر في الحديث، وهو والد عبد الله، شهد أحدا، وقتل يوم الجسر، وعبد الرحمن شهد أحدا وما بعدها، وقتل مع أخيه يوم الجسر، وزيد نقله الحافظ في التبصير. وقال يزيد بن شيبان: أتانا ابن مربع ونحن بعرفة. يعني هذا، ومرارة، ذكره ابن فهد والذهبي الصحابيين، وكان أبوهم مربع أعمى منافقا، رضي الله عن بنيه. مربع: لقب وعوعة بن سعيد بن قرط بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب رواية جرير الشاعر، وفيه يقول جرير:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا      أبشر بطول سلامة يا مربـع وأرض مربعة، كمجمعة: ذات يرابيع نقله الجوهري. وذو المربعي: قيل من الأقيال. والمرباع، بالكسر، المكان ينبت نبته في أول الربيع. قال ذو الرمة:

بأول ما هاجت لك الشوق دمنة      بأجرع مرباع مرب محـلـل ويقال: ربعت الأرض فهي مربوعة، إذا أصابها مطر الربيع. ومربعة ومرباع: كثيرة الربيع. المرباع: ربع الغنيمة الذي كان يأخذه الرئيس في الجاهلية، مأخوذ من قولهم: ربعت القوم، أي كان القوم يغزون بعضهم في الجاهلية، فيغنمون، فيأخذ الرئيس ربع الغنيمة دون أصحابه خالصا، وذلك الربع يسمى المرباع. ونقل الجوهري عن قطرب: المرباع: الربع، والمعشار: العشر، قال: ولم يسمع في غيرهما. قال عبد الله بن غنمة الضبي:

لك المرباع منها والصفـايا     وحكمك والنشيطة والفضول

صفحة : 5229

وفي الحديث قال لعدي بن حاتم - قبل إسلامه -: إنك لتأكل المرباع وهو لا يحل لك في دينك . المرباع: الناقة المعتادة بأن تنتج في الربيع . ونص الجوهري ناقة مربع: تنتج في الربيع، فإن كان ذلك عادتها فهي مرباع، أو هي التي تلد في أول النتاج، وهو قول الأصمعي. وبه فسر حديث هشام بن عبد الملك في وصف ناقة: إنها لهلواع مرباع، مقراع مسياع، حلبانة ركبانة، وقيل المرباع: هي التي ولدها معها، وهو ربع، وقيل: هي التي تبكر في الحمل. والأربعة في عدد المذكر، والأربع في عدد المؤنث، والأربعون في العدد بعد الثلاثين. قال الله تعالى: أربعين سنة يتيهون في الأرض وقال: أربعين ليلة . والأربعاء من الأيام: رابع الأيام من الأحد، كذا في المفردات، وفي اللسان: من الأسبوع، لأن أول الأيام عندهم يوم الأحد، بدليل هذه التسمية، ثم الاثنان، ثم الثلاثاء، ثم الأربعاء، ولكنهم اختصوه بهذا البناء، كما اختصوا الدبران والسماك؛ لما ذهبوا إليه من الفرق مثلثة الباء ممدودة. أما فتح الباء فقد حكي عن بعض بني أسد، كما نقله الجوهري، وهكذا ضبطه أبو الحسن محمد بن الحسين الزبيدي فيما استدركه على سيبويه في الأبنية، وقال: هو أفعلاء، بفتح العين. وقال الأصمعي: يوم الأربعاء، بالضم، لغة في الفتح والكسر. وقال الأزهري: ومن قال: أربعاء حمله على أسعداء، وهما أربعاءان، ج: أربعاءات، قال الجوهري: وحكى عن بعض بني أسد فتح الباء في الأربعاء والتثنية أربعاوان. حمل على قياس قصباء وما أشبهها. وقال الفراء عن أبي جخادب: تثنية الأربعاء أربعاءان، والجمع أربعاءات، ذهب إلى تذكير الاسم. وقال اللحياني: كان أبو زياد يقول: مضى الأربعاء بما فيه، فيفرده ويذكره. وكان أبو الجراح يقول: مضت الأربعاء بما فيهن، فيؤنث ويجمع، يخرجه مخرج العدد. وقال القتيبي: لم يأت أفعلاء إلا في الجمع، نحو أصدقاء وأنصباء، إلا حرف واحد لا يعرف غيره، وهو الأربعاء. وقال أبو زيد: وقد جاء أرمداء، كما في العباب. قال شيخنا: وأفصح هذه اللغات الكسر، قال: وحكى ابن هشام كسر الهمزة مع الباء أيضا، وكسر الهمزة وفتح الباء، ففي كلام المصنف قصور ظاهر. انتهى. قال اللحياني: قعد فلان الأربعاء والأربعاوى، بضم الهمزة والباء منهما، أي متربعا. وقال غيره: جلس الأربعا، بضم الهمزة وفتح الباء والقصر، وهي ضرب من الجلس، يعني جمع جلسة. وحكى كراع: جلس الأربعاوى، أي متربعا، قال: ولا نظير له. قال القتيبي: لم يأت على أفعلاء إلا حرف واحد، قالوا: الأربعاء. وهو أيضا: عمود من: عمد البناء. قال أبو زيد: يقال: بيت أربعاواء، على أفعلاء، بالضم والمد، أي على عمودين وثلاثة وأربعة وواحدة، قال: والبيوت على طريقتين وثلاث وأربع، وطريقة واحدة، فما كان على طريقة واحدة فهو خباء، وما زاد على طريقة واحدة فهو بيت، والطريقة: العمود الواحد، وكل عمود طريقة، وما كان بين عمودين فهو متن، وحكى ثعلب: بنى بيته على الأربعاء وعلى الأربعاوى - ولم يأت على هذا المثال غيره -: إذا بناه على أربعة أعمدة. والربيع: جزء من أجزاء السنة، وهو عند العرب ربيعان: ربيع الشهور، وربيع الأزمنة. فربيع الشهور: شهران بعد صفر سميا بذلك لأنهما حدا في هذا الزمن، فلزمهما في غيره، ولا يقال فيهما إلا شهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر. وقال الأزهري: العرب تذكر الشهور كلها مجردة، إلا شهري ربيع، وشهر رمضان. وأما ربيع الأزمنة فربيعان: الربيع الأول وهو الفصل الذي يأتي فيه

صفحة : 5230

النور والكمأة، وهو ربيع الكلإ. والربيع الثاني، وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار، أو هو أي، ومن العرب من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار، وهو الخريف الربيع الأول، ويسمى الفصل الذي يتلو الشتاء ويأتي فيه الكمأة والنور الربيع الثاني، وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع. وقال أبو حنيفة: يسمى قسما الشتاء ربيعين: الأول منهما: ربيع الماء والأمطار، والثاني: ربيع النبات لأن فيه ينتهي النبات منتهاه. قال: والشتاء كله ربيع عند العرب لأجل الندى. وقال أبو ذؤيب الهذلي يصف ظبية:ر والكمأة، وهو ربيع الكلإ. والربيع الثاني، وهو الفصل الذي تدرك فيه الثمار، أو هو أي، ومن العرب من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار، وهو الخريف الربيع الأول، ويسمى الفصل الذي يتلو الشتاء ويأتي فيه الكمأة والنور الربيع الثاني، وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع. وقال أبو حنيفة: يسمى قسما الشتاء ربيعين: الأول منهما: ربيع الماء والأمطار، والثاني: ربيع النبات لأن فيه ينتهي النبات منتهاه. قال: والشتاء كله ربيع عند العرب لأجل الندى. وقال أبو ذؤيب الهذلي يصف ظبية:

به أبلت شهري ربيع كليهمـا      فقد مار فيها نسؤها واقترارها به أي بهذا المكان. أبلت: جزأت. أو السنة عند العرب ستة أزمنة: شهران منها الربيع الأول، وشهران صيف، وشهران قيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء، هكذا نقله الجوهري عن أبي الغوث. وأنشد لسعد بن مالك بن ضبيعة:

إن بني صبية صيفـيون      أفلح من كان له ربعيون قال: فجعل الصيف بعد الربيع الأول. وحكى الأزهري عن أبي يحيى بن كناسة في صفة أزمنة السنة وفصولها - وكان علامة بها -: أن السنة أربعة أزمنة: الربيع الأول، وهو عند العامة الخريف، ثم الشتاء، ثم الصيف، وهو الربيع الآخر، ثم القيظ. وهذا كله قول العرب في البادية، قال: والربيع الأول الذي هو الخريف عند الفرس يدخل لثلاثة أيام من أيلول. قال: ويدخل الشتاء لثلاثة أيام من كانون الأول، ويدخل الصيف الذي هو - الربيع عند الفرس - لخمسة أيام تخلو من آذار. ويدخل القيظ - الذي هو الصيف عند الفرس - لأربعة أيام تخلو من حزيران. قال أبو يحيى: وربيع أهل العراق موافق لربيع الفرس، وهو الذي يكون بعد الشتاء وهو زمان الورد، وهو أعدل الأزمنة. قال: وأهل العراق يمطرون في الشتاء كله؛ ويخصبون في الربيع الذي يتلو الشتاء. وأما أهل اليمن فإنهم يمطرون في القيظ ويخصبون في الخريف الذي تسميه العرب الربيع الأول. قال الأزهري: وإنما سمي فصل الخريف خريفا، لأن الثمار تخترف فيه، وسمته العرب ربيعا، لوقوع أول المطر فيه. قال ابن السكيت: ربيع رابع، أي مخصب، والنسبة ربعي، بالكسر على غير قياس، ومنه قول سعد بن مالك الذي تقدم:

أفلح من كان له ربعيون

صفحة : 5231

وربعي بن أبي ربعي. قال أبو نعيم: اسم أبي ربعي رافع بن الحارث بن زيد بن حارثة البلوي، حليف الأنصار، شهد بدرا. ربعي بن رافع هو الذي تقدم ذكره. ربعي بن عمرو الأنصاري بدري، وربعي الأنصاري الزرقي، الصواب فيه ربيع: صحابيون، رضي الله عنهم. ربعي بن حراش: تابعي يقال: أدرك الجاهلية، وأكثر الصحابة، تقدم ذكره في ح-ر-ش. وكذا ذكر أخويه مسعود والربيع. روى مسعود عن أبي حذيفة، وأخوه الذي تكلم بعد الموت، فكان الأولى ذكره عند أخيه، والتنويه بشأنه لأجل هذه النكتة، وهو أولى من ذكر مربع بأنه كان أعمى منافقا. فتأمل. وربعية القوم: ميرتهم أول الشتاء، وقيل: الربعية: ميرة الربيع، وهي أول المير، ثم الصيفية، ثم الدفئية، ثم الرمضية. وجمع الربيع: أربعاء، وأربعة، مثل نصيب، وأنصباء، وأنصبة، نقله الجوهري. يجمع أيضا على رباع، عن أبي حنيفة، أو جمع ربيع الكلأ أربعة، وجمع ربيع الجداول، جمع جدول، وهو النهر الصغير، كما سيأتي للمصنف أربعاء، وهذا قول ابن السكيت، كما نقله الجوهري، ومنه الحديث أنهم كانوا يكرون الأرض بما ينبت على الأربعاء، فنهي عن ذلك. أي كانوا يكرون الأرض بشيء معلوم، ويشترطون بعد ذلك على مكتريها ما ينبت على الأنهار والسواقي. أما إكراؤها بدراهم أو طعام مسمى، فلا بأس بذلك. وفي حديث آخر: أن أحدهم كان يشترط ثلاثة جداول، والقصارة، وما سقى الربيع، فنهوا عن ذلك. وفي حديث سهل بن سعد: كانت لنا عجوز تأخذ من أصول سلق كنا نغرسه على أربعائنا. ويوم الربيع: من أيام الأوس والخزرج، نسب إلى موضع بالمدينة من نواحيها. قال قيس بن الخطيم:

ونحن الفوارس يوم الربي     ع قد علموا كيف فرسانها

صفحة : 5232

وأبو الربيع: كنية الهدهد، لأنه يظهر بظهوره، وكنية جماعة من التابعين والمحدثين، بل وفي الصحابة رجل اسمه أبو الربيع، وهو الذي اشتكى فعاده النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطاه خميصة. أخرج حديثه النسائي. ومن التابعين: أبو الربيع المدني، حديثه في الكوفيين، روى عن أبي هريرة، وعنه علقمة بن مرثد. ومن المحدثين: أبو الربيع المهري الرشديني، هو سليمان بن داوود بن حماد بن عبد الله بن وهب، روى عنه أبو داوود. وأبو الربيع الزهراني، اسمه سليمان بن داوود، عن حماد بن زيد، وعنه البخاري ومسلم. وأبو الربيع السمان، اسمه أشعث بن سعيد، روى عن عاصم بن عبيد، وعنه وكيع. ضعفوه. والربيع، كأمير: سبعة صحابيون، وهم: الربيع بن عدي بن مالك الأنصاري، شهد أحدا، قاله ابن سعد، والربيع بن قارب العبسي، له وفادة، ذكره الغساني، والربيع بن مطرف التميمي الشاعر، شهد فتح دمشق، والربيع بن النعمان بن يساف، قاله العدي، والربيع بن النعمان أنصاري أحدي، ذكره الأشيري. والربيع بن سهل بن الحارث الأوسي الظفري، شهد أحدا. والربيع بن ضبع الفزاري، قاله ابن الجوزي، عاش ثلاثمائة وستين سنة، منها ستون في الإسلام، فهؤلاء السبعة الذين أشار إليهم. وأما الربيع بن محمود المارديني فإنه كذاب، ظهر في حدود سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وادعى الصحبة، فليحذر منه. الربيع: جماعة محدثون، منهم: الربيع بن حبيب، عن الحسن، والربيع بن خلف، عن شعبة، والربيع بن مالك، شيخ لحجاج بن أرطأة، والربيع بن برة، عن الحسن، والربيع بن صبيح البصري، والربيع بن خطاف الأحدب، عن الحسن، والربيع بن مطرف، والربيع بن إسماعيل، عن الجعدي، والربيع بن خيظان، عن الحسن، وغير هؤلاء. الربيع بن سليمان المرادي: مؤذن المسجد الجامع بالفسطاط، روى عن عبد الله بن يوسف التنيسي. وأبي يعقوب البويطي، وعنه محمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن هارون الروياني، والإمام أبو جعفر الطحاوي، ولد هو وإسماعيل بن يحيى في سنة مائة وأربعة وسبعين، وكان المزني أسن من الربيع بستة أشهر، ومات سنة مائتين وسبعين، وصلى عليه الأمير خمارويه بن أحمد بن طولون، كذا في حاشية الإكمال. الربيع بن سليمان أبو محمد الجيزي، روى عن أصبغ بن الفرج، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وعنه علي بن سراج المصري، وأبو الفوارس أحمد بن الحسين الشروطي. وأبو بكر الباغندي. قال ابن يونس: كان ثقة، توفي سنة مائتين وستة وخمسين: صاحبا سيدنا الإمام الشافعي رضي الله عنه. قال أبو عمر الكندي: الربيع بن سليمان كان فقيها دينا، رأى ابن وهب، ولم يتقن السماع منه، كذا في ذيل الديوان للذهبي. قلت: وقد حدث ولده محمد، وحفيده الربيع بن محمد بن الربيع، ومات سنة ثلاثمائة واثنتين وأربعين، وقد مر ذكرهم في ج-ى-ز. والربيع: علم. الربيع: المطر في الربيع، تقول منه: ربعت الأرض فهي مربوعة، كما في الصحاح. وقيل: الربيع: المطر يكون بعد الوسمي، وبعده الصيف، ثم الحميم. وقال أبو حنيفة: والمطر عندهم ربيع متى جاء، والجمع أربعة، ورباع. وقال الأزهري: وسمعت العرب يقولون لأول مطر يقع بالأرض أيام الخريف: ربيع، ويقولون إذا وقع ربيع بالأرض بعثنا الرواد، وانتجعنا مساقط الغيث. قال ابن دريد: الربيع: الحظ من الماء للأرض ما كان، وقيل: هو الحظ منه ربع يوم أو ليلة، وليس بالقوي.

صفحة : 5233

يقال: لفلان من، وفي بعض النسخ: في هذا الماء ربيع، أي حظ. الربيع: الجدول، وهو النهر الصغير، وهو السعيد أيضا. وفي الحديث: فعدل إلى الربيع فتطهر . وفي حديث آخر: بما ينبت على ربيع الساقي ، هذا من إضافة الموصوف إلى الصفة، أي النهر الذي يسقي الزرع، وأنشد الأصمعي قول الشاعر:ل: لفلان من، وفي بعض النسخ: في هذا الماء ربيع، أي حظ. الربيع: الجدول، وهو النهر الصغير، وهو السعيد أيضا. وفي الحديث: فعدل إلى الربيع فتطهر . وفي حديث آخر: بما ينبت على ربيع الساقي ، هذا من إضافة الموصوف إلى الصفة، أي النهر الذي يسقي الزرع، وأنشد الأصمعي قول الشاعر:

فوه ربيع وكـفـه قـدح     وبطنه حين يتكي شربـه
يساقط الناس حوله مرضا     وهو صحيح ما إن به قلبه

أراد بقوله: فوه ربيع، أي نهر، لكثرة شربه، والجمع أربعاء. الربيعة، بهاء: حجر تمتحن بإشالته، ويجربون به القوى، وقيل: الربيعة: الحجر المرفوع، وقيل: الذي يشال. قال الأزهري: يقال ذلك في الحجر خاصة. الربيعة: بيضة الحديد، وأنشد الليث:

ربيعته تلوح لدى الهياج

صفحة : 5234

قال ابن الأعرابي: الربيعة: الروضة. الربيعة: المزادة. الربيعة: العتيدة. الربيعة: ة، كبيرة بالصعيد في أقصاه، لبني ربيعة، سميت بهم. وربيعة الفرس: هو ابن نزار بن معد بن عدنان، أبو قبيلة، وإنما قيل له: ربيعة الفرس، لأنه أعطي من ميراث أبيه الخيل، وأعطي أخوه مضر الذهب، فسمي مضر الحمراء، وأعطي أنمار أخوهما الغنم، فسمي أنمار الشاة. قد ذكر في ح-م-ر. والنسبة إلى ربيعة ربعي، محركة. والمنسوب هكذا عدة، قال الحافظ: ومنهم: أبو بكر الربعي، له جزء سمعناه عاليا. وفي عقيل ربيعتان: ربيعة بن عقيل، وهو أبو الخلعاء الذين تقدم ذكرهم قريبا في خ-ل-ع وربيعة بن عامر بن عقيل، وهو أبو الأبرص، وقحافة، وعرعرة، وقرة، وهما ينسبان إلى الربيعتين، كما في الصحاح والعباب. قال الجوهري: وفي تميم ربيعتان: الكبرى، وهي، كذا نص العباب، ونص الصحاح: وهو ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وتدعى، ونص الصحاح والعباب: ويلقب ربيعة الجوع، والصغرى وهي، كذا نص العباب، ونص الصحاح: وربيعة الوسطى، وهي ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وربيعة: أبو حي من هوازن، وهو ربيعة بن عامر بن صعصعة، قال الجوهري: وهم بنو مجد، ومجد اسم أمهم فنسبوا إليها. قلت: هي مجد بنت تيم بن غالب بن فهر، كما في معارف ابن قتيبة، نقله شيخنا. ربيعة: ثلاثون صحابيا رضي الله عنهم، وهم: ربيعة بن أكثم، وربيعة بن الحارث الأوسي وربيعة بن الحارث الأسلمي، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وربيعة بن حبيش، وربيعة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربيعة بن خراش، وربيعة بن أبي خرشة، وربيعة بن خويلد، وربعة بن رفيع بن أهبان، وربيعة بن رواء العنسي، وربيعة بن رفيع يأتي ذكره في ر-ف-ع وربيعة بن روح، وربيعة بن زرعة، وربيعة بن زياد، وربيعة بن سعد، وربيعة بن السكن وربيعة بن يسار، وربيعة بن شرحبيل، وربيعة بن عامر، وربيعة بن عباد وربيعة بن عبد الله، وربيعة بن عثمان، وربيعة بن عمرو الثقفي، وربيعة بن عمرو الجهني، وربيعة بن عيدان، وربيعة بن الفراس، وربيعة بن الفضل، وربيعة بن قيس، وربيعة بن كعب. والربائع: أعلام متقاودة قرب سميراء، وسميراء: من منازل حاج الكوفة. قال الشاعر:

جبل يزيد على الجبال إذا بدا    بين الربائع والجثوم مقـيم والربع، بالضم، ويثقل، فيقال: الربع بضمتين، مثال عسر وعسر، نقله الجوهري هكذا. يقال أيضا: الربيع، كأمير، كالعشير والعشر: جزء من أربعة، يطرد ذلك في هذه الكسور عند بعضهم. قال الله تعالى: ولهن الربع مما تركتم . وجمع الربيع ربع، بضمتين، وجمع الربع، بلغتيه: أرباع وربوع. الربع، كصرد: الفصيل ينتج في الربيع، وهو أول النتاج، وربع، أي وسع خطوه وعدا. قال الأعشى يصف ناقته:

تلوي بعذق خصاب كلما خطرت     عن فرج معقومة لم تتبع ربعا ج: رباع، وأرباع، كرطب ورطاب وأرطاب، وهي بهاء، ج: ربعات ورباع، قال الراجز:

وعلبة نازعتها رباعـي      وعلبة عند مقيل الراعي وفي الحديث: مري بنيك أن يحسنوا غذاء رباعهم وإحسان الغذاء ألا يستقصى حلب أمهاتها، إبقاء عليها. وقال الشاعر:

سوف تكفي من حبهن فتاة     تربق البهم أو تخل الرباعا

صفحة : 5235

أي تخل السنة الفصال، تشقها وتجعل فيها عودا، لئلا ترضع. ومعنى تربق، أي تشد البهم عن أمهاتها لئلا ترضع، ولئلا تفرق، فكأن هذه الفتاة تخدم البهم والفصال. والرباع في جمع ربع شاذ، وكذلك أرباع، لأن سيبويه قال: إن حكم فعل أن يكسر على فعلان في غالب الأمر. فإذا نتج في آخر النتاج فهبع، وهي هبعة، ومنه قولهم: ما له هبع ولا ربع، وسيأتي في موضعه، وإنما تعرض له هنا استطرادا على خلاف عادته. وربع، بالكسر: رجل من هذيل، ثم من بني حارث، وهو والد عبد مناف، ويقال: عبد مناة، أحد شعراء هذيل. قال ساعدة:

ماذا يفيد ابنتي ربع عويلهمـا      لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا والرباعة، بالفتح، وتكسر: شأنك. وقيل: حالك التي أنت رابع، أي مقيم عليها، والمراد به أمره الأول. قال يعقوب: ولا تكون في غير حسن الحال، أو على رباعتك، أي طريقتك، أو استقامتك. وفي كتابه للمهاجرين والأنصار: إنهم أمة واحدة على رباعتهم، أي على استقامتهم، يريد أنهم على أمرهم الذي كانوا عليه. رباعتك: قبيلتك أو فخذك، أو يقال: هم على رباعتهم، بالفتح، ويكسر، ورباعهم، وربعاتهم، محركة، وربعاتهم، ككتف، وربعتهم، كعنبة، أي حالة حسنة من استقامتهم. أو أمرهم الذي كانوا عليه أولا، وربعاتهم، محركة، وتكسر الباء أي منازلهم، عن ثعلب. وقال الفراء: الناس على سكناتهم ونزلاتهم، ورباعتهم، وربعاتهم، يعني على استقامتهم. ووقع في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهود: على ربعتهم بالكسر، هكذا وجد في سيرة ابن إسحاق، وعلى ذلك فسره ابن هشام. والرباعة، بالكسر: نحو من الحمالة. وهو على رباعة قومه، أي سيدهم. ويقال: ما في بني فلان من يضبط رباعته غير فلان، أي أمره وشأنه الذي عليه. وقال أبو القاسم الأصبهاني: استعير الرباعة للرياسة اعتبارا بأخذ المرباع، فقيل: لا يقيم رباعة القوم غير فلان. وقال الأخطل يمدح مصقلة بن ربيعة:

ما في معد فتى تغني رباعته     إذا يهم بأمر صالح عمـلا والربعة، بالفتح: الجونة، جونة العطار، وفي حديث هرقل: ثم دعا بشيء كالربعة العظيمة، الربعة: إناء مربع كالجونة. قال الأصبهاني: سميت لكونها في الأصل ذات أربع طاقات، أو لكونها ذات أربع أرجل، وقال خلف بن خليفة:

وقد كان أفضل ما في يديك     محاجم نضدن في ربعـه

صفحة : 5236

قال الصاغاني: أما الربعة بمعنى صندوق فيه أجزاء المصحف الكريم، فإن هذه مولدة لا تعرفها العرب، بل هي اصطلاح أهل بغداد، أو كأنها مأخوذة من الأولى، وإليه مال الزمخشري في الأساس. الربعة: حي من الأسد، بسكون السين، وهم بنو الربعة بن عمرو مزيقياء، قاله شيخ الشرف النسابة. منهم أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي التابعي، روى عن ابن عباس، وعنه عمرو بن مالك اليشكري، وقد تقدم ذكره في ج-و-ز، هكذا ضبطه ابن نقطة بتسكين الباء، نقلا عن خط مؤتمن الساجي، وخالفه ابن السمعاني، فضبطه بالتحريك، وتبعه ابن الأثير. قلت: وهكذا رأيته بخط ابن المهندس محركة، وكذلك هو مضبوط في المقدمة الفاضلية بخط الإمام المحدث عبد القادر التميمي، رحمه الله تعالى. الربعة، بالتحريك: أشد الجري، أو أشد عدو الإبل، أو ضرب من عدوه وليس بالشديد، وبالمعنى الثاني فسر قول أبي دواد الرؤاسي فيما أنشده الأصمعي:

واعرورت العلط العرضي تركضه     أم الفوارس بالدئداء والـربـعـه وفي اللسان: وهذا البيت يضرب مثلا في شدة الأمر، يقول: ركبت هذه المرأة التي لها بنون فوارس بعيرا من عرض الإبل لا من خيارها. وفي العباب: قال ابن دريد: يقول: إن هذه قد أغير عليها فركبت من الدهش بعيرا علطا بلا خطام، فحملته على الدئداء والربعة، وهما أشد العدو، وبنوها فوارس لم يحموها، فإذا كانت أم الفوارس هذه حالها، فغيرها أسوأ حالا منها. الربعة: حي من الأزد. قال ابن دريد: الربعة: المسافة بين أثافي القدر التي يجتمع فيها الجمر، قال: وذكروا عن الخليل أنه قال: كان معنا أعرابي على خوان، فقلنا: ما الربعة: فأدخل يده تحت الخوان فقال: بين هذه القوائم ربعة. والروبع، كجوهر: الضعيف الدنيء، قاله ابن دريد، وأنشد لرؤبة:

على إسته روبعة أو روبعا الروبعة، بهاء: القصير من الرجال، وتصحف على الجوهري فجعلها زوبعا، بالزاي، وسيأتي إن شاء الله تعالى. في ز-ب-ع، ثم إن ابن بري قال: ذكره ابن دريد والجوهري بالزاي، وصوابه بالراء، قال: وكذلك في شعر رؤبة، وفسر بأنه القصير الحقير، وهكذا أنشده ابن السكيت أيضا بالراء، فتأمل. قيل: الروبعة في شعر رؤبة هو قصر العرقوب، أو أصل الروبعة: داء يأخذ الفصال كأنها صرعت، وهذا الداء بها، فلذلك نصب روبعة، يقال: أخذه روبعة وروبع، أي سقوط من مرض وغيره. قال جرير:

كانت قفيرة باللقـاح مـربة     تبكي إذا أخذ الفصيل الروبع

صفحة : 5237

واليربوع واحد اليرابيع، والياء زائدة، لأنه ليس في كلام العرب فعلول سوى ما ندر، مثل صعفوق. قاله كراع: دابة، م، وهي فأرة لجحرها أربعة أبواب. وقال الأزهري: دويبة فوق الجرذ، الذكر والأنثى فيه سواء. من المجاز: اليربوع: لحمة المتن، على التشبيه بالفأرة، أو هي بالضم، أو يرابيع المتن: لحماته، لا واحد لها، قال الأزهري: لم أسمع لها بواحد، يقال: مر تنزو حرابي متنه ويرابيعه، وهي لحمات المتن. ويربوع بن حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم: أبو حي من تميم، منهم: متمم بن نويرة اليربوعي الصحابي وأخوه مالك، وقد تقدم ذكره في ن-و-ر. يربوع بن غيظ بن مرة: أبو بطن من مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، منهم الحارث بن ظالم المري اليربوعي، نقله الجوهري. قال ابن الأعرابي: الرباع: كشداد: الكثير شراء الرباع، وهي المنازل. قد سموا ربيعا، كزبير، وربعان، مثل سحبان. وكتصغير ربيع، كأمير، الربيع بنت معوذ بن عفراء، بايعت تحت الشجرة. الربيع بنت حارثة بن سنان الخدرية، من المبايعات، ذكرها الواقدي، الربيع بنت الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان، من المبايعات، الربيع بنت النضر، عمة أنس بن مالك، أم الربيع وهي أم حارثة بن سراقة، وهي التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: يا أم الربيع كتاب الله القصاص، حين كسرت ثنية حارثة، فطلبوا القصاص، وقد وقع لنا هذا الحديث عاليا في ثمانيات النجيب، وفي عشاريات الحافظ بن حجر: صحابيات، رضي الله عنهن. وعبد العزيز بن الربيع أبو العوام الباهلي، بصري، وابنه ربيع بن عبد العزيز: محدثان، روى عبد العزيز عن عطاء بن أبي رباح، وعنه النضر بن شميل، وغيره. وفاته: محمد بن علي بن الربيع السلمي، روى عنه سفيان بن عيينة. وبهاء: ربيعة بن حصن بن مدلج بن حصن بن كعب، كان اسمه ربيعة، فصغر اسمه، وقال:

ولكني ربيعة بن حـصـن     فقد علم الفوارس ما مثابي ربيعة بن عبد بن أسعد بن جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين الأسدي: شاعران وابنه ذؤاب بن ربيعة بن عبد، قاتل عتيبة بن الحارث بن شهاب. وعبد الله بن ربيعة بن فرقد السلمي الكوفي، مختلف في صحبته، قال شعبة وحده: له صحبة، وله حديث في سنن النسائي، وروى أيضا عن ابن مسعود وعبيد الله بن خالد، وعتبة بن فرقد، وعنه عطاء بن السائب، ومالك بن الحارث وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمرو بن ميمون، وعلي ابن الأقمر، وابن ابن أخيه منصور بن المعتمر بن عتاب بن ربيعة، وغيرهم. وفاته: ربيعة بن حزن العقيلي، من أجداد رافع بن مقلد، وعبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي أبو عبد الرحمن التابعي المشهور، ضبطه في تهذيب الكمال هكذا. قلت: وهذا روى عن علي، وعنه علقمة بن مرثد. وكزبير: ربيع بن قزيع، بالزاي كما ضبطه الحافظ، الغطفاني: تابعي، عن ابن عمر، وقيل فيه: كأمير. ربيع بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم: شاعر جاهلي. ربيع بن عمرو التيمي جد محجن بن سلامة بن دجاجة بن عبد قيس بن امرئ القيس بن علباء بن ربيع، وكان دجاجة أيضا شاعرا، ومن ذرية ربيع بن عمرو أيضا: النعمان بن مالك بن الحارث، كانت معه راية الرباب يوم الكلاب، ومزاحم بن علاج بن مالك بن الحارث، كان شريفا بالكوفة، وقد تقدم ذكره في ج-س-س والشيخ القائل:

صفحة : 5238

ألا أبلغ بني بني ربـيع        فأشرار البنين لكم فداء الأبيات الخمسة المشهورة. ومن ذريته حنظلة بن عرادة الشاعر في أيام بني أمية. وفاته: ربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر، من ولده إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن ربيع الشاعر المشهور، وسيأتي ذكره في هرم. وربيع بن أصرم بن خارجة العنبري: شاعر ذكره الآمدي. واختلف في ربيع بن ضبع الفزاري أحد المعمرين، وهو القائل:

إذا جاء الشتاء فأدفئوني     فإن الشيخ يهرمه الشتاء فقيل: هكذا مصغرا، وقيل: كأمير، وقد تقدم ذكره في الصحابة فيمن اسمه ربيع، كأمير. ورباع، بالضم، معدول من أربعة أربعة. وقوله تعالى: مثنى وثلاث ورباع ، أي أربعا أربعا، فعدله، فلذلك ترك صرفه أي للعدل والتعريف. قال ابن جني: وقرأ الأعمش: مثنى وثلاث وربع كزفر، على إرادة رباع، فحذف الألف. والرباعية، كثمانية: السن التي بين الثنية والناب، وهي إحدى الأسنان الأربعة التي تلي الثنايا، تكون للإنسان وغيره، ج رباعيات. وقال الأصمعي: للإنسان من فوق ثنيتان، ورباعيتان بعدهما، ونابان، وضاحكان، وستة أرحاء من كل جانب، وناجذان، وكذلك من أسفل. قال أبو زيد: يقال لكل خف وظلف ثنيتان من أسفل فقط، وأما الحافر والسباع كلها فلها أربع ثنايا، وللحافر بعد الثنايا أربع رباعيات، وأربعة قوارح، وأربعة أنياب، وثمانية أضراس. ويقال للذي يلقيها أي يلقي رباعيته: رباع، كثمان، فإذا نصبت أتممت، وقلت: ركبت برذونا رباعيا وفي الحديث: لم أجد إلا جملا خيارا رباعيا . قال العجاج يصف حمارا وحشيا:

كأن تحتي أخدريا أحقبا     رباعيا مرتبعا أو شوقبا

صفحة : 5239

وجمل وفرس رباع ورباع، الأخير عن كراع، قال: ولا نظير لها سوى ثمان ويمان وشناح. والشناح: الطويل، كذلك جوار ج: ربع: بالضم: عن ثعلب، وبضمتين، كقذال وقذل، ورباع وربعان: بكسرهما: الأخير كغزال وغزلان، وربع: كصرد، عن ابن الأعرابي وأرباع ورباعيات، والأنثى رباعية. كل ذلك للذي يلقي رباعيته. وتقول للغنم في السنة الرابعة وللبقر، وذات الحافر في السنة الخامسة، ولذات الخف في السنة السابعة: أربعت تربع إرباعا، وحكى الأزهري عن ابن الأعرابي قال: الخيل تثني وتربع وتقرح، والإبل تثني وتربع وتسدس وتبزل، والغنم تثني وتربع وتسدس وتصلغ، قال: ويقال للفرس إذا استتم سنتين: جذع، فإذا استتم الثالثة فهو ثني، وذلك عند إلقائه رواضعه، فإذا استتم الرابعة فهو رباع، قال: وإذا سقطت رواضعه ونبت مكانها سن، فنبات تلك السن هو الإثناء، ثم تسقط التي تليها عند إرباعه، فهي رباعيته، فينبت مكانه سن فهو رباع، وجمعه ربع، وأكثر الكلام ربع وأرباع، فإذا حان قروحه سقط الذي يلي رباعيته فينبت مكانه قارحه، وهو نابه، وليس بعد القروح سقوط سن، ولا نبات سن، قال: وقال غيره: إذا طعن البعير في السنة الخامسة فهو جذع، فإذا طعن في السادسة فهو ثني، فإذا طعن في السابعة فهو رباع، والأنثى رباعية، فإذا طعن في الثامنة فهو سدس وسديس، فإذا طعن في التاسعة فهو بازل. وقال ابن الأعرابي: تجذع العناق لسنة، وتثنى لتمام سنتين، وهي رباعية وصالغ لتمام خمس سنين. وقال أبو فقعس الأسدي: ولد البقرة أول سنة تبيع، ثم جذع، ثم ثني، ثم رباع، ثم سدس، ثم صالغ، وهو أقصى أسنانه. وأربع القوم: صاروا في الربيع أو دخلوا فيه، أو أربعوا: صاروا أربعة أو أربعين. أو أربعوا: أقاموا في المربع عن الارتياد والنجعة، لعموم الغيث، فهم يربعون حيث كانوا، أي يقيمون للخصب العام، ولا يحتاجون إلى الانتقال في طلب الكلإ. والمربع، كمحسن: الناقة التي تنتج في الربيع، فإن كان ذلك عادتها فهي مرباع، نقله الجوهري، وقد تقدم. أو المربع: هي التي ولدها معها وهو ربع، وكذلك المرباع، عن الأصمعي. قال أبو عمرو: المربع: شراع السفينة الملأى، والرومي: شراع الفارغة، والمتلمظة: مقعد الاستيام، وهو رئيس الركاب. والمرابيع: الأمطار التي تجيء في أول الربيع، قال لبيد رضي الله عنه يذكر الدمن:

رزقت مرابيع النجوم وصابها      ودق الرواعد جودها فرهامها

صفحة : 5240

وعنى بالنجوم الأنواء. قال الأزهري: قال ابن الأعرابي: مرابيع النجوم: التي يكون بها المطر في أول الأنواء. قال الليث: أربعت الناقة فهي مربع، إذا استغلقت رحمها فلم تقبل الماء، وكذلك ارتبعت. قال غيره: أربع ماء هذه الركية، أي كثر. أربع الورد: أسرع الكر، كما في العباب، أي أربعت الإبل بالورد: إذا أسرعت الكر إليه، فوردت بلا وقت، وحكاه أبو عبيد بالغين المعجمة، وهو تصحيف، كما في اللسان. وقال الأصمعي: أربع الإبل على الماء: إذا أرسلها وتركها ترد الماء متى شاءت. وقال ابن عباد: أربع فلان: إذا أكثر من النكاح. وفي اللسان: أربع بالمرأة: إذا كر إلى مجامعتها من غير فترة. قال ابن عباد: أربع عليه السائل، إذا سأل ثم ذهب، ثم عاد، نقله الصاغاني هكذا. أربع المريض: ترك عيادته يومين، وأتاه في اليوم الثالث، هكذا في النسخ، ومثله في العباب، وهكذا وجد بخط الجوهري. ووقع في اللسان: في اليوم الرابع، وهكذا هو في نسخ الصحاح، وصحح عليه، وبه فسر الحديث: أغبوا في عيادة المريض، وأربعوا، إلا أن يكون مغلوبا وأصله من الربع: من أوراد الإبل. والتربيع: جعل الشيء مربعا، أي ذا أربعة أجزاء، أو على شكل ذي أربع. ومربع، كمعظم: لقب أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الأنماطي صاحب يحيى بن معين، وهو حافظ بغداد مشهور تقدم ذكره في الأنماطيين. ومحمد بن عبد الله بن عتاب المحدث يعرف بابن مربع أيضا، وهذا نقله الصاغاني في التكملة، وكنيته أبو بكر، ويعرف أيضا بالمربعي، وقد روى عن يحيى بن معين وعلي بن عاصم، مات سنة مائتين وستة وثمانين، كذا في التبصير. واستأجره أو عامله مرابعة عن الكسائي، ورباعا، بالكسر، عن اللحياني، وكلاهما من الربيع، كمشاهرة من الشهر، ومصايفة من الصيف، ومشاتاة من الشتاء، ومخارفة من الخريف، ومسانهة من السنة، ويقال: مساناة أيضا، والمعاومة من العام، والمياومة: من اليوم، والملايلة: من الليل، والمساعاة: من الساعة، وكل ذلك مستعمل في كلام العرب. وارتبع بمكان كذا: أقام به في الربيع، والموضع مرتبع، كما سيأتي للمصنف قريبا. ارتبع الفرس، والبعير: أكل الربيع، كتربع فنشط وسمن، قال طرفة بن العبد يصف ناقته:

تربعت القفين في الشول ترتعي      حدائق مولي الأسـرة أغـيد وقيل: تربعوا، وارتبعوا: أصابوا ربيعا، وقيل: أصابوه فأقاموا فيه، وتربعت الإبل بمكان كذا: أقامت به. قال الأزهري: وأنشد أعرابي:

تربعت تحت السمي الغـيم     في بلد عافي الرياض مبهم عافي الرياض، أي رياضه عافية وافية لم ترع. مبهم: كثير البهمى. ويقال: تربعنا الحزن والصمان، أي رعينا بقولها في الشتاء. وتربع في جلوسه: خلاف جثا وأقعى. يقال: جلس متربعا، وهو الأربعاوى الذي تقدم. تربعت الناقة سناما طويلا، أي حملته. قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:

وحائل بازل تربعت الصي       ف عليها العفاء كالأطـم يريد رعت بالصيف حتى رفعت سناما كالأطم. والمرتبع، بالفتح، أي بفتح الباء: المنزل ينزل فيه أيام الربيع خاصة، كالمربع، ثم تجوز فيه حتى سمي كل منزل مربعا ومرتبعا، ومنه قول الحريري:

دع ادكار الأربع     والمعهد المرتبع قال أبو زيد: استربع الرمل: إذا تراكم. والغبار: إذا ارتفع، وأنشد:

مستربع من عجاج الصيف منخول

صفحة : 5241

قال ابن السكيت: استربع البعير للسير: إذا قوي عليه. ورجل مستربع بعمله، أي مستقل به، قوي عليه، صبور. قال أبو وجزة:

لاع يكاد خفي الزجر يفرطه     مستربع بسرى الموماة هياج اللاعي: الذي يفزعه أدنى شيء، ويفرطه: يملؤه روعا حتى يذهب به. وقال ابن الأعرابي: استربع الشيء: أطاقه، وأنشد:

لعمري لقد ناطت هوازن أمرها    بمستربعين الحرب شم المناخر أي بمطيقين الحرب. قال الصاغاني: وأما قول أبي صخر الهذلي يمدح خالد بن عبد العزيز:

ربيع وبدر يستضاء بوجهـه      كريم النثا مستربع كل حاسد فمعناه أنه يحتمل حسده، ويقوى عليه. وقال الأزهري: هذا كله من ربع الحجر وإشالته. قال الصاغاني: والتركيب يدل على جزء من أربعة أجزاء، وعلى الإقامة، وعلى الإشالة، وقد شذت الربعة: المسافة بين أثافي القدر. ومما يستدرك عليه: يقال: هو رابع أربعة، أي واحد من أربعة. وجاءت عيناه بأربعة، أي بدموع جرت من نواحي عينيه الأربع، وقال الزمخشري: أي جاء باكيا أشد البكاء. وهو مجاز. وأربع الإبل: أوردها ربعا. وأربع الرجل: جاءت إبله روابع. ورمح مربوع: لا طويل ولا قصير. والتربيع في الزرع: السقية التي بعد التثليث. وناقة ربوع، كصبور: تحلب أربعة أقداح، عن ابن الأعرابي. ورجل مربع الحاجبين: كثير شعرهما، كأن له أربع حواجب. قال الراعي:

مربع أعلى حاجب العين، أمه     شقيقة عبد من قطين مولـد وقال الزمخشري: فلان مربع الجبهة، أي عبد. وهو مجاز. وربع الرجل، كعني: أصيبت أرباع رأسه، وهي نواحيه. وارتبع الحجر: شاله، وذلك المتناول مربوع، كالربيعة. ومر بقوم يربعون حجرا، ويرتبعون، ويتربعون، الأخير عن الزمخشري وأكثر الله ربعك: أهل بيتك. وهم اليوم ربع، إذا كثروا ونموا. وهو مجاز. والربع: طرف الجلل. والمربوع من الشعر: الذي ذهب جزء من ثمانية أجزاء من المديد والبسيط. قال الأزهري: وسمعت العرب يقولون: تربعت النخيل: إذا خرفت وصرمت. وقال ابن بري: يقال: يوم قائظ وصائف وشات، ولا يقال: يوم رابع، لأنهم لم يبنوا منه فعلا على حد قاظ يومنا، وشتا، فيقولوا: ربع يومنا، لأنه لا معنى فيه لحر ولا برد، كما في قاظ وشتا. وفي حديث الدعاء: اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي ، جعله ربيعا له لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان ويميل إليه، وربما سمي الكلأ والغيث ربيعا. والربيع: ما تعتلفه الدواب من الخضر، والجمع أربعة. والربعة، بالكسر: اجتماع الماشية في الربيع. يقال: بلد ميت أنيث، طيب الربعة، مرئ العود. وربع الربيع يربع ربوعا: دخل. وأربع القوم: صاروا إلى الريف والماء. والمتربع: الموضع الذي ينزل فيه أيام الربيع. وغيث مربع: يأتي في الربيع، أو يحمل الناس على أن يربعوا في ديارهم، ولا يرتادون، وهو مجاز. أو أربع الغيث: إذا أنبت الربيع. وقول الشاعر:

يداك يد ربـيع الـنـاس فـيهـا      وفي الأخرى الشهور من الحرام

صفحة : 5242

أراد أن خصب الناس في إحدى يديه، لأنه ينعش الناس بسيبه، وفي يده الأخرى الأمن والحيطة ورعي الذمام. والمرتبع من الدواب: الذي رعى الربيع، فسمن ونشط. وأرض مربعة: كثيرة الربيع. وأربع إبله بمكان كذا وكذا: رعاها فيه في الربيع. والربعية: الغزوة في الربيع. قال النابغة:

وكانت لهم ربعية يحـذرونـهـا      إذا خضخضت ماء السماء القنابل يعني أنه كان لهم غزوة يغزونها في الربيع. وأربع الرجل، فهو مربع: ولد له في شبابه، على المثل بالربيع، وولده ربعيون. وفي المفردات: ولما كان الربيع أول وقت الولادة واحمده استعير لكل ولد يولد في الشباب، فقيل:

أفلح من كان له ربعيون وفصيل ربعي: نتج في الربيع، نسب على غير قياس. وربعية النتاج والقيظ: أوله، وربعي كل شيء: أوله، وكذا ربعي الشباب والمجد، وهو مجاز، وأنشد ثعلب:

جزعت فلم تجزع من الشيب مجزعا      وقد فات ربعي الشبـاب فـودعـا وربعي الطعان: أحده، أنشد ثعلب أيضا:

عليكم بربعي الطعـان فـإنـه     أشق على ذي الرثية المتصعب وسقب ربعي، وسقاب ربعية: ولدت في أول النتاج. والسبط الربعي: نخلة تدرك آخر القيظ. قال أبو حنيفة: سمي ربعيا؛ لأن آخر القيظ وقت الوسمي. وناقة ربعية: متقدمة النتاج، والعرب تقول: صرفانة ربعية، تصرم بالصيف وتؤكل بالشتية. وارتبعت الناقة: استغلقت رحمها. والمرابيع من الخيل: المجتمعة الخلق. والربيع: الساقية الصغيرة تجري إلى النخل. حجازية، والجمع أربعاء، وربعان. وتركناهم على ربعتهم، بالكسر، أي حالهم الأول، واستقامتهم. وهو رابع عليها، أي ثابت مقيم. ويقال: إن فلانا قد ارتبع أمر القوم، أي ينتظر أن يؤمر عليهم. وحرب رباعية، كثمانية: شديدة فتية؛ وذلك لأن الإرباع أول شدة البعير والفرس، فهي كالفرس الرباعي، والجمل الرباعي، وليست كالبازل الذي هو في إدبار، ولا كالثني فتكون ضعيفة. والمربع من الإبل: الذي يورد الماء كل وقت. وفي التهذيب في ترجمة عذم قال: والمرأة تعذم الرجل إذا أربع لها بالكلام، أي تشتمه إذا سامها المكروه، وهو الإرباع. والربوع، كصبور، لغة في الأربعاء مولدة، وحكي عن ثعلب في جمع الأربعاء: أرابيع. قال ابن سيده: ولست من هذا على ثقة، وحكي أيضا عنه عن ابن الأعرابي: لا تك أربعاويا أي ممن يصوم الأربعاء وحده. والأربعاء: موضع: ضبطه أبو الحسن الزبيدي بفتح الباء، وأنشد:

ألم ترنا بالأربعاء، وخيلنا      غداة دعانا قعنب واللياهم قال: وقد قيل فيه أيضا: الأربعاء بضم أوله والثالث، وسكون الثاني. قال ياقوت: والمعروف سوق الأربعاء: بلدة من نواحي خوزستان على نهر، ذات جانبين وبها سوق، والجانب العراقي أعمر، وفيه الجامع. وأرباع: موضع، عن ياقوت. ومشت الأرنب الأربعا، بضم الهمزة وفتح الباء والقصر، وهو ضرب من المشي. وارتبع البعير يرتبع ارتباعا: أسرع، ومر يضرب بقوائمه، والاسم الربعة. وهي أربعهن لقاحا: أي أسرعهن، عن ثعلب. وربع الرجل بعيشه، إذا رضي به، واقتصر عليه. والربوع، بالضم: الأحياء. والروبع، كجوهر: الناقص الخلق، وأصله في ولد الناقة إذا خرج ناقص الخلق. وأرض مرتبعة: ذات يرابيع، كما في المفردات. وشجر مربوع: أصابه مطر الربيع فاخضل. وسمت العرب رابعة ومرباعا. وقول أبي ذؤيب:

صفحة : 5243

صخب الشوارب لا يزال كأنه
     عبد لآل أبي ربيعة مسـبـع أراد آل ربيعة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، لأنهم كثيرو الأموال والعبيد، وأكثر مكة لهم، وسيأتي في س-ب-ع. والترباع، بالكسر: موضع، قال:

لمن الديار عفون بالرضم      فمدافع الترباع فالزخـم والروبعة: قعدة المتربع، تقول: يا أيها الزوبعة، ما هذه الروبعة? وربع الفرس على قوائمه: عرقت، من ربع المطر الأرض. وربعه الله: نعشه. وربعت على عقل فلان رباعة، كسر فيها رباعه، أي بذل فيها كل ما ملك حتى باع فيها منازله، وهو مجاز. والربعة، بالضم وفتح الموحدة، ابن رشدان بن جهينة: أبو بطن ينتمي إليه جماعة من الصحابة وغيرهم. وأحمد بن الحسين بن الربعة - بالفتح فالسكون - أبو الحارث، عن أبي الحسين بن الطيوري، وعنه ابن طبرزد. وأبو منصور نصر بن الفتح الفامي المربعي: محدث. وأبو الربيع: الحسين بن ماهان الرازي، عرف بالكسائي، محدث. ومربع بن سبيع، كمنبر، الذي قتل غضوب، كما سيأتي في ض-ب-ع.