الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل العاشر: فصل الزاي مع العين

فصل الزاي مع العين

ز-ب-ع

صفحة : 5283

الزبيع، كأمير: المدمدم في الغضب، عن أبي عمرو، وهو المتزبع. قال الليث: الزوبعة: اسم شيطان، زاد غيره: مارد، أو رئيس للجن، قيل: هو أحد النفر التسعة أو السبعة الذين قال الله عز وجل فيهم: وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ومنه سمي الإعصار زوبعة، ويقال: أم زوبعة، وقال الليث: وصبيان الأعراب يكنون الإعصار أبا زوبعة، يقال: فيه شيطان مارد، والله أعلم، وذلك حين يدور الإعصار على نفسه، ثم يرتفع في السماء ساطعا. زاد الجوهري: كأنه عمود. والروبع، كجوهر: للقصير الحقير، بالراء المهملة لا غير، وتصحف على الجوهري في اللغة وفي المشطور الذي أنشده مختلا مصحفا قال: قال الراجز:

ومن همزنا عزة تبركعـا     على استه زوبعة أو زوبعا وقد تبع في ذلك ابن دريد، كما نبه عليه ابن بري، فإنه وجد في الجمهرة - في الباء والزاي والعين - الزوبعة: الرجل الضعيف. قال الراجز: فأنشده كما أنشده الجوهري، وهو لرؤبة بن العجاج الراجز المشهور، قال الصاغاني: أما اللغة فإن الزوبعة في الرجز بالراء. أما الإنشاد فإن الرواية هكذا:

ومن همزنا عظمه تلعلعـا     ومن أبحنا عزه تبركـعـا

على استه روبعة أو روبعا هكذا هو في ديوان رؤبة، ورواية الأصمعي: أبحنا، بالباء والحاء المهملة، ورواية أبي عمرو بالنون والخاء المعجمة. قلت: ونسبة هذا التصحيف إلى ابن دريد غير صحيحة، فإن نسخ الجمهرة كلها: روبعة، أو روبعا بالراء، ويدل لذلك أنه ذكر في كتاب الاشتقاق - له - عند ذكر ربيعة بن نزار واشتقاقه، ومن جملة ما ذكر، فقال: والروبع: الرجل القصير. قال الراجز: ... إلى آخره، ووجد في شرح ديوان رؤبة: الروبعة: السلعة تخرج بالفصال، وقيل: الروبعة: القصير العرقوب، وقد تقدم طرف من ذلك في ر-ب-ع وربما يظن الظان أن اعتراض المصنف على الجوهري من مخترعاته، كلا والله، فقد أخذه من كتاب الصاغاني حرفا بحرف، وسبق الصاغاني أيضا الإمام أبو سهل الهروي، وابن بري رحمهما الله تعالى. وزنباع، كقنطار: علم، والنون زائدة. قال الجوهري: هو روح بن زنباع الجذامي. قلت: هو روح بن زنباع بن روح بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية بن امرئ القيس بن جمانة بن وائل بن مالك بن زيد مناة، وأنشد الليث:

أحرزت أيامك يا راعي      أضاعها روح بن زنباع قلت: وزنباع له رؤية، وولده روح من التابعين. وقال مسلم بن الحجاج: روح بن زنباع الجذامي له صحبة. الزنباعة بهاء: طرف الخف والنعل. وتزبع الرجل: تغيظ، كتزعب نقله أبو عبيد، ومنه حديث عمرو بن العاص: فجعل يتزبع لمعاوية. أي: يتغيظ. قيل: تزبع: عربد، قال متمم بن نويرة - رضي الله عنه - يرثي أخاه مالكا:

وإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشا      على الشرب ذا قاذورة متزبعـا قال الليث: تزبع الرجل، إذا فحش وساء خلقه، وفي النهاية: التزبع: التغير وسوء الخلق، وقلة الاستقامة، كأنه من الزوبعة: الريح المعروفة. قيل: تزبع، داوم على الكلام المؤذي، ولم يستقم، وقال الليث: تزبع: آذى الناس وشارهم، قال العجاج:

وإن مسيء بالخنى تزبعا     فالترك يكفيك اللئام اللكعا

صفحة : 5284

وقال الصاغاني: الرجز لرؤبة لا للعجاج. ومما يستدرك عليه: الزوابع: الدواهي. وروى الأزهري عن المفضل: الزوبعة: مشية الأحرد، وهو البعير الذي إذا مشى ضرب بيده الأرض ساعة، ثم يستقيم، قال الأزهري: ولا أعتمد هذا الحرف، ولا أحقه، ولا أدري من رواه عن المفضل.

ز-د-ع
زدع الجارية، كمنع، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وفي العباب: أي جامعها، وكذلك دعزها، وعزدها. قال ابن عباد: المزدع، كمنبر: السريع الماضي في الأمر كالمستع.

ز-ر-ب-ع
زربع، كجعفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو اسم ابن زيد بن كثوة، وفيه يقول:

وليل كأثناء الرويزي جبـتـه    إذا سقطت أوراقه دون زربع والعجب من صاحب اللسان فإنه أورد هذا البيت في د-ع-ب-ع وفسره هناك بأن زربعا: اسم ابنه، وأهمله هنا.

ز-ر-ع
زرع، كمنع، يزرع زرعا وزراعة: طرح البذر، ومنه الحديث: من كانت له فليزرعها، أو ليمنحها أخاه، فإن أبى فليمسك أرضه وقيل: الزرع: نبات كل شيء يحرث. وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد أنه يقال: زرعت الشجر، كما يقال: زرعت البر والشعير، كازدرع، أي احترث، قال الجوهري: وأصله ازترع، افتعل، أبدلوها دالا؛ لتوافق الزاي، لأن الدال والزاي مجهورتان، والتاء مهموسة. الزرع: الإنبات، يقال: زرع الله، أي أنبت، كذا في الصحاح، وقال الراغب: وحقيقة ذلك بالأمور الإلهية دون البشرية، ولذلك قال الله تعالى: أفرأيتم ما تحرثون، أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون فنسب الحرث إليهم، ونفى عنهم الزرع، ونسبه إلى نفسه، فإذا نسب إلى العبد فلكونه فاعلا للأسباب التي هي سبب الزرع، كما تقول: أنبت كذا، إذا كنت من أسباب الإنبات. وقال غيره: المعنى أأنتم تنمونه أم نحن المنمون له? يقال: الله يزرع الزرع، أي ينميه حتى يبلغ غايته، على المثل. ويقال للصبي: زرعه الله، أي جبره، كما في الصحاح، وهو مجاز، كما يقال: أنبته الله، وكذا زرع الله ولدك للخير. من المجاز: الزرع: الولد، وهو زرع الرجل. والزرع في الأصل مصدر، عبر به عن المزروع، نحو قوله عز وجل: فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم وقد غلب اسم الزرع على البر والشعير ج: زروع. قال الله تعالى: كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم وموضعه المزرعة، مثلثة الراء. اقتصر الجوهري على الفتح، وزاد الصاغاني وصاحب اللسان الضم، وأما الكسر فلم أعرف من أين أخذه المصنف. كذلك المزدرع: موضع الزرع، وأنشد الليث:

واطلب لنا منهم نخلا ومزدرعا     كما لجيراننا نخل ومـزدرع

صفحة : 5285

الزربعة، كسفينة: الشيء المزروع، عن ابن دريد، ونصه: يقال: هؤلاء زرع فلان، أي ولده، فأما الزريعة فربما سمي بها الشيء المزروع، كأنها فعيلة في معنى مفعولة. وقال ابن بري: والزريعة، بتخفيف الراء: الحب الذي يزرع، ولا تقل: زريعة بالتشديد، فإنه خطأ. الزريع: كسكيت: ما ينبت في الأرض المستحيلة مما يتناثر فيها أيام الحصاد من الحب. نقله الصاغاني عن ابن شميل، ونقله الزمخشري أيضا، وقال: ويقال له: الكاث، وهو مجاز. والزرعة، بالضم: البذر، وبلا لام: اسم. وزرعة بن خليفة، وزرعة الشقري، وزرعة بن عامر بن مازن الأسلمي: صحابيون. وزرعة بن سيف بن ذي يزن الحميري، قيل: من الأقيال، أسلم، وكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وزرعة بن عبد الله البياضي: تابعي، وحديثه مرسل. وزرعة بن ضمرة العامري، روى عنه أبو الأسود الدؤلي. وسموا زريعا، وزرعان، وزرعان، كزبير، وسحبان، وعثمان. وزارع: اسم كلب، نقله ابن فارس وابن عباد، ومنه قيل للكلاب: أولاد زارع، قاله ابن عباد والزمخشري، وهو مجاز، وأنشد ابن الأعرابي:

وزارع من بعده حتى عدل أبو الهيثم محمد بن مكي بن زراع، كغراب الكشميهني: راوي صحيح البخاري عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، وقد حدثت عنه أم الكرام كريمة بنت محمد المروزية، وغيرها. والمزروعان، هذا هو الصواب، ووجد بخط الجوهري: والمزرعان وقد نبه أبو سهل على خطئه، وكتب في الحاشية. صوابه المزروعان. وقد صحفه ابن سيده، فجعله المزوعان، وقد نبه عليه الرضي الشاطبي، كما سيأتي في ترجمة زوع: من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وهما كعب بن سعد، ومالك بن كعب بن سعد. يقال: ما في الأرض وما على الأرض زرعة واحدة مثلثة، عن أبي حنيفة، كما في اللسان، وزاد الصاغاني عنه: زرعة تحرك، أي موضع يزرع فيه. قال ابن عباد: يقال: زرع له بعد شقاوة، كعني: إذا أصاب مالا بعد الحاجة وهو مجاز. وأزرع الزرع: طال وقيل: نبت ورقه. قال رؤبه: أو حصد حصد بعد زرع أزرعا.

وفي المفردات: أزرع النبات: صار ذا زرع، وأزرعه الناس إذا أمكنهم الزرع. والمزارعة معروفة وهو المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها ويكون البذر من مالكها، وهو مجاز قال ابن عباد: يقال: تزرع إلى الشر: مثل تسرع، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: الزراع، كشداد: الزارع، وحرفته الزراعة، قال:

ذريني لك الويلات آتي الغوانيامتى كنت زراعا أسوق السوانيا? والزراع أيضا: النمام، عن ابن الأعرابي، وهو الذي يزرع الأحقاد في قلوب الأحباء، وهو مجاز. وجمع الزارع: زراع، كرمان. وقوله تعالى: يعجب الزراع قال الزجاج: المراد به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الدعاة للإسلام، رضي الله عنهم. والزراعة، بالفتح والتشديد: الأرض التي تزرع، قال جرير:

لقل غناء عنك في حرب جعفر    تغنيك زراعاتها وقصورهـا

صفحة : 5286

والمزدرع: الذي يزدرع زرعا يتخصص به لنفسه. وهو مجاز. وأزرع الزرع: إذا أحصد. ويقال: أستزرع الله ولدي للبر، وأسترزقه له من الحل. وهو مجاز. وزرع الحب لك في القلوب كرمك، وحسن خلقك، وهو مجاز. ويقال: بئس الزرع زرع المذنب. والدنيا مزرعة الآخرة. وهو مجاز. والزرعة، بالضم: فرخ القبجة. نقله الزمخشري، وهو مجاز. وتلك مزارعهم، وزراعاتهم. ومني الرجل زرعه. ويقولون: من زرع حصد. وزرع: اسم. وفي الحديث: كنت لك كأبي زرع لأم زرع هي أم زرع بنت أكيمل بن ساعدة. وأبو زرعة الرازي: حافظ مشهور. وأبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي: محدث مشهور. وسموا زارعا، كصاحب. ومن أمثالهم: أجوع من زرعة.

ز-ع-ز-ع
الزعازع: د، باليمن قرب عدن. الزعازع، والزلازل: الشدائد من الدهر، يقال: كيف أنت في هذه الزعازع? إذا أصابته الشدة. كذا في اللسان والمحيط والأساس، وهو مجاز. والزعزعة: تحريك الريح الشجرة ونحوها، قاله الليث، يقال: زعزعت الريح الشجرة زعزعة، وكذا زعزعت بها، وأنشد ثعلب:

ألا حبذا ريح الصبا حين زعزعت     بقضبانه بعد الظـلال جـنـوب يجوز أن يكون زعزعت به: لغة في زعزعته، ويجوز أن يكون عداها بالباء حيث كانت في معنى دفعت بها. أو كل تحريك شديد: زعزعة، يقال: زعزعه زعزعة، إذا أراد قلعه وإزالته، وهو أن يحركه تحريكا شديدا، قالت أم الحجاج بن يوسف:

تطاول هذا الليل وازور جانبـه    وأرقني ألا خلـيل أداعـبـه
فوالله لولا اللـه لا رب غـيره    لزعزع من هذا السرير جوانبه

وريح زعزع، وزعزعان، وزعزاع، وزعازع، الأخير بالضم نقلهن الجوهري، ما عدا الثالثة، وضبط الأخيرة بالفتح، أي تزعزع الأشياء وتحركها. وأنشد الصاغاني لأبي قيس بن الأسلت:

كأن أطراف ولـياتـهـا     في شمأل حصاء زعزاع والزعزاعة: الكتيبة الكثيرة الخيل، قال زهير بن أبي سلمى يمدح الحارث بن ورقاء الصيداوي حين أطلق يسارا:

يعطي جزيلا ويسمو غير مـتـئد     بالخيل للقوم في الزعزاعة الجول أراد في الكتيبة التي يتحرك جولها، أي ناحيتها، ويترمز، فأضاف الزعزاعة إلى الجول. وسير زعزع، ذكره الجوهري ولم يفسره، وفسره الصاغاني فقال: أي فيه تحرك، وفي اللسان: أي شديد، وهو مجاز، وأنشد الجوهري لأمية بن أبي عائذ الهذلي يصف ناقة:

وترمد همـلـجة زعـزعـا     كما انخرط الحبل فوق المحال قال ابن الأعرابي: المزعزع بالفتح، أي على صيغة اسم المفعول: الفالوذ، وكذلك الملوص، والمزعفر، واللمص، واللواص، والمرطراط، والسرطراط وقد ذكر كل في بابه. وتزعزع: تحرك، وهو مطاوع زعزعته الريح، قال الأعشى يمدح هوذة بن علي الحنفي:

ما النيل أصبح زاخرا من بحره    جادت له ريح الصبا فتزعزعا
يوما بأجود نائلا مـن سـيبـه     عند العطاء إذا البخيل تقنعـا

ومما يستدرك عليه: الزعزاع: بالفتح: الاسم من زعزعه: حركه بشدة، واستعارته الدهناء بنت مسحل في الذكر، فقالت:

إلا بزعزاع يسلي همـي     يسقط منه فتخي في كمي وقال ابن جني: ريح زعزوع، بالضم، أي شديدة. وقال ابن بري: الزعزاعة: الشدة، وأنشد بيت زهير:

صفحة : 5287

في زعزاعة الجول... وقال: أي في شدة الجول. وزعزعت الإبل، إذا سقتها سوقا عنيفا فتزعزعت، أي حثثتها. وهو مجاز. وأبو الزعيزعة: كاتب مروان الحمار، عن مكحول، فيه جهالة. ومحمد بن أبي الزعيزعة: تكلم فيه.
ز-ق-ع
زقع الحمار، كمنع، زقعا، نقله الجوهري، وهو قول ابن دريد، زاد غيره: زقاعا، بالضم، أي ضرط أشد ما يكون. يقال: زقع الديك زقعا: صاح كصقع. قال النضر: الزقاقيع: فراخ القبج، بالقاف والموحدة المفتوحة، وآخره جيم: الحجل، كما مر. وقال الخليل: هو قلب الزعاقيق، واحدها زعقوقة. ومما يستدرك عليه: زقاعة، بضم الزاي، وفتح القاف المشددة: البرهان إبراهيم بن محمد بن بهادر بن أحمد الغزي الحوفي العشاب، الشهير بابن زقاعة، قال الحافظ في التبصير: مشهور، سمعت من شعره، ومات سنة ثمانمائة وست عشرة. قلت: وقد ترجمه المقريزي ترجمة طويلة. ومما كتب الحافظ إليه يستجيزه ما نصه:

نطلب إذنا بالـرواية مـنـكـم    فعادتكم إيصال بر وإحـسـان
ليرفع مقداري ويخفض حاسدي     وأفخر بين العالمين ببرهـان

فأجاب:
أجزت شهاب الدين دامت حياته    بكل حديث حاز سمعي بإتقان
وفقه وتاريخ وشعـر رويتـه     وما سمعت أذني وقال لساني

وله ديوان شعر مشهور بين أيدي الناس.

ز-ل-ب-ع
الزلنباع، كسرطراط، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الرجل المندرئ بالكلام، كما في العباب واللسان.

ز-ل-ع
الزلع، محركة: شقاق في ظاهر القدم وباطنه وقد زلعت قدمه، بالكسر، تزلع زلعا، كذلك إذا كان في ظاهر الكف، فأما إن كان في باطنها فهو الكلع، كما في الصحاح، وفي الأساس: وتقول: أخذه زلع وعلز، أي شقاق وقلق. وقيل: الزلع: شقاق في ظاهر القدم والكف، والكلع: في باطنهما، أو هو تفطر الجلد قاله ابن دريد، وخصه بعضهم بجلد القدم. قال ابن دريد: الزلعة، بهاء: جراحة فاسدة يقال: زلعت جراحته، كفرح، تزلع زلعا، إذا فسدت. قال الليث: زلعه، كمنعه زلعا: استلبه في ختل، كازدلعه هذه عن ابن عباد. قال أبو عبيد: زلع رجله بالنار زلعا: أحرقها، وقال غيره: زلع جلده. قال الليث: والزيلع: ضرب من الودع صغار. قال ابن دريد: زيلع: موضع، وقد غلب على الجبل، وأدخلوا اللام فيه على حد اليهود. قال غيره: هو: د، بساحل بحر الحبشة مشهور، وقد خرج منه جماعة من العلماء والمحدثين. وأبو العباس أحمد بن عمر الزيلعي، صاحب اللحية، أحد أقطاب اليمن. والزولع، كجوهر: المشقق الأعقاب، نقله الصاغاني. المزلع، كمعظم: من انقشر جلد قدمه عن اللحم، نقله الجوهري عن أبي عمرو. وتزلع: تشقق، ومنه الحديث: إن المحرم إذا تزلعت رجله فله أن يدهنها وفي حديث أبي ذر: مر به قوم وهم محرمون، وقد تزلعت أيديهم وأرجلهم، فسألوه: بأي شيء نداويها? فقال: بالدهن. وقال الراعي:

وغملى نصي بالمتان كأنهـا     ثعالب موتى جلدها قد تزلعا

صفحة : 5288

ويروى: تسلعا، والمعنى واحد. قال ابن عباد: تزلع: تكسر. قال الليث: أزلعه: أطمعه في شيء يأخذه. قال المفضل: ازدلع حقه: اقتطعه والدال في ازدلع في الأصل تاء. ومما يستدرك عليه: زلع الماء من البئر يزلعه زلعا: أخرجه. وزلعت له من مالي زلعة: قطعت له منه قطعة. والزلوع: تشقق الأقدام. شفة زلعاء: متزلعة لا تزال تنسلق، وكذلك الجلد. وازدلعت الشجرة، إذا قطعتها. وتزلع جلده: انحرق بالنار. وزلع رأسه، كسلعه، عن ابن الأعرابي. وتزلع ريشه: ذهب، وأنشد ثعلب:

كلا قادميها يفضل الكف نصفه     كجيد الحبارى ريشه قد تزلعا والزلوع، والسلوع: صدوع في الجبل في عرضه. وقال ابن الأعرابي زلعته وعصوته وفأوته، بمعنى واحد. والزلعة، بالفتح: خابية للماء، مولدة. وزلعت الشمس زلوعا: طلعت. وزلعت النار: ارتفعت. وهذان الحرفان أوردهما ابن عباد بالغين معجمة، وصوب المصنف هناك أنهما بالعين مهملة، وقد أهملها هنا، فتأمل.

ز-م-ع
الزمعة، محركة: هنة زائدة من وراء الظلف، نقله الجوهري عن أبي زيد. أو هنة شبه أظفار الغنم في الرسغ، في كل قائمة زمعتان، كأنما خلقتا من قطع القرون، قاله الليث، وهكذا وقع في نسخ كتابه: أظفار الغنم. وقال غيره: هي الهنة الزائدة الناتئة فوق ظلف الشاة. أو هي الشعرات المدلاة في مؤخر رجل الشاة والظبي والأرنب. ج: زمع محركة، وجج: زماع، بالكسر، وفي الصحاح: الزمع: جمع زمعة، والجمع زماع، مثل: ثمرة وثمر وثمار، وأنشد الصاغاني للعجاج - يصف ثورا -:

وإن تلقى غدرا تخطرفـا     شدا يجن الزمع المستردفا وأنشد ابن دريد:

هم الزمع السفلى التي في الأكارع وأنشد الجوهري لأبي ذؤيب يصف ظبيا نشبت فيه كفة الصائد:

فراغ وقد نشبت في الـزمـا     ع واستحكمت مثل عقد الوتر الزمعة: التلعة، أو: هو دون الشعبة، والشعبة: دون التلعة، وفي جانب اللسان: الزمعة: أصغر من الرحاب، بين كل رحبتين زمعة، تقصر عن الوادي، أو تلعة صغيرة، وهي ما دون مسايل الماء من جانب الوادي، ليس لها سيل قريب، ومنه زمعات قريش، أي: لست من أشرافهم. أو القرارة من الأرض، ج: أزماع، كما في العباب، وزمع، وزمعات، كما في اللسان. قال الليث: الزمع، محركة: مسايل صغيرة ضيقة، قال:

يا سيل سيل زمع مستكره     خل الطريق لأتي مندفق الزمع: رذال الناس، يقال: هو من زمعهم، أي مآخيرهم، نقله الجوهري، زاد في اللسان: وأتباعهم، بمنزلة الزمع من الظلف، والجميع: أزماع، وقال رؤبة:

ولا الجدا من متعب حباض     ولا قماش الزمع الأحراض

صفحة : 5289

الزمع: الشعرات خلف الثنة وكذلك الزمعات. الزمع: السيل الضعيف. الزمع: شبه الرعدة تأخذ الإنسان إذا هم بأمر، كما في اللسان، وقال الزمخشري: من خوف أو نشاط. الزمع: أبن تكون في مخارج عناقيد الكرم. يقال: بدت زمعات الكرم. وهو مجاز، قاله ابن شميل. وقيل: الزمعة: العقدة في مخرج العنقود، وقيل: هي الحبة إذا كانت مثل رأس الذرة، والجمع: زمع وزمعات. قال ابن عباد: الزمع: الزيادة في الأصابع، وهو أزمع. الزمع الدهش، كما في الصحاح، زاد غيره: والخوف، وقد زمع، كفرح، أي خرق من خوف، كما في الصحاح، زاد في اللسان: وجزع. والأزمع: الداهية، والأمر المنكر، ج: أزامع، يقال: جاء فلان بالأزامع، أي بالأمور المنكرات وبالدواهي، قال عبد الله بن سمعان التغلبي:

وعدت فلم تنجز وقدما وعدتني    فأخلفتني وتلك إحدى الأزامع الزمع، ككتف: من إذا غضب سبقه بوله أو دمعه، نقله الصاغاني. قال ابن عباد: الزمع، كسكر: زنبور لا إبرة له يلعب به الصبيان، يزمع لهم، وتزميعه: دندنته. الزمع أيضا: من يزمع لا يخف للحاجة. في نوادر الأعراب: في الأرض زمعة من النبت، بالضم ، وكذلك زوعة من نبت، ولمعة من نبت، ورقعة من نبت، أي قطعة منه. زمعة بالفتح، ويحرك: والد سودة أم المؤمنين وأخيها عبد الصحابي الجليل، رضي الله عنهما، وهو زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر، وبنته سودة تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنهما، ولما أسنت: وهبت يومها لعائشة رضي الله عنهما، وأما أخوها عبد فكان من سادة الصحابة، وقد وهم أبو نعيم في نسبه. والزماعة، مشددة: التي تتحرك من رأس الصبي في يافوخه، قال الليث، وهي الرماعة، بالراء، واللماعة، باللام، قال الأزهري: المعروف فيها الرماعة، بالراء، قال: وما علمت أحدا روى الزماعة بالزاي غير الليث. قال ابن الأعرابي: الزمعي: الخسيس، والسريع الغضب، وهو الرجل الداهية. قال الليث: الزميع، كأمير السريع، وأنشد:

كانوا بظل عماية فدعاهم     داع بعاجلة الفراق زميع قال: الزميع: الشجاع الذي يزمع بالأمر ثم لا ينثني عنه، قال المرار بن سعيد الفقعسي يخاطب نفسه:

وكنت إذا هممت بأمر شيء    جليدا عن لبانته زمـيعـا الزميع: الجيد الرأي المقدم على الأمور الذي إذا هم بأمر مضى فيه، قال ابن بري: وشاهده قول الشاعر:

لا يهتدي فيه إلا كل منصلـت    من الرجال زميع الرأي خوات والاسم منهما كسحاب يقال: رجل زميع بين الزماع، قال عمرو بن معد يكرب - رضي الله عنه -:

إذا لم تستطع أمرا فـدعـه     وجاوزه إلى ما تستطـيع
وصله بالزماع فكـل أمـر     سما لك أو سموت له ولوع

وقال ربيعة بن مقروم:

وأشعث قد جفا عنه الموالي     لقى كالحلس ليس له زماع ج: زمعاء. الزماع، والزماع، والزمع، كسحاب، وكتاب، وجبل: المضاء في الأمر، والعزوم عليه. والذي في اللسان: المضاء في الأمر والعزم عليه، وهذا أولى مما ذهب إليه المصنف. الزموع، كصبور: السريع العجول، كالزميع، ويروى البيت الذي أنشده الليث شاهدا للزميع هكذا:

ودعا ببينهم غداة تحملـوا     داع بعاجلة الفراق زموع

صفحة : 5290

والاسم، كسحاب، ولو قال هناك: وكأمير: السريع، كالزموع كصبور، والاسم منهما كسحاب، كان أجمع وأحسن. الزموع: الأرنب التي تقارب عدوها، كأنها تعدو على زمعاتها، نقله الجوهري عن الأصمعي هكذا، وكذا الأزهري في التهذيب عنه أيضا، وقال: زمعاتها: هي الشعرات المدلاة في مؤخر رجلها. وقال الليث: زعموا أن للأرنب زمعات خلف قوائمها، فلذلك تنعت فيقال لها: زموع، أو لأنها إذا قربت من جحرها مشت على زمعتها وتقارب خطوها لئلا يقتفى أثرها، قال الشماخ:

فما تنفك بين عويرضـات     تمد برأس عكرشة زموع العكرشة: أنثى الثعالب. أو الزموع من الأرانب: السريعة النشيطة، وقد زمعت تزمع زمعانا. والزمعان، محركة: خفتها وسرعتها، عن الليث. قال ابن السكيت: المشي البطيء، وفعله كمنع، نقله الجوهري، وهو ضد. قال الفراء: أزمعت الأمر، وأزمعت عليه: مثل أجمعت الأمر، وأجمعت عليه، قال ابن فارس وهذا له وجهان، أحدهما: أن يكون مقلوبا من عزم، والآخر: أن تكون الزاي بدلا من الجيم، كأنه من إجماع القوم، وإجماع الرأي. أو أزمعت على أمر كذا وكذا. إذا ثبت عليه عزمي وعزيمتي أن أمضي إليه لا محالة، قاله الليث. وفي الصحاح. قال الخليل: أزمعت على أمر، فأنا مزمع عليه، إذا ثبت عليه عزمك، وقال الكسائي: يقال: أزمعت الأمر، ولا يقال: أزمعت عليه. وأنشد الصاغاني لامرئ القيس:

أفاطم مهملا بعض هـذا الـتـدلـل     وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي وقال الأعشى:

أأزمعت من آل ليلى ابتـكـارا     وشطت على ذي هوى أن تزارا ويقال أيضا: أزمعت به، والذي نقله الفناري في حواشيه على المطول أنه لا يتعدى إلا بنفسه، كزمعت على كذا تزميعا، نقله ابن عباد. أزمع النبت، إذا لم يستو العشب كله، بل قطع متفرقة أول ما يظهر، وبعضها أفضل من بعض، وفي الصحاح: أزمع النبت، أول ما يظهر متفرقا. قال ابن شميل: أزمعت الحبلة، إذا عظمت زمعتها. وهي أبنتها، ودنا خروج الحجنة منها، والحجنة والنامية: شعب، فإذا عظمت الزمعة فهي البيقة، وأكمحت البنيقة، إذا ابياضت وخرج عليها مثل القطن، وذلك الإكماح، والزمعة: أول شيء يخرج منه، فإذا عظم فهو بنيقة. وزمعت الناقة تزميعا مثل رمعت، بالراء، والذي في العباب: زمعت، بالتخفيف، وهو إذا ألقت ولدها، عن ابن عباد. قال: والمزمعة، كمحدثة: ضرب من النكاح، وهو أن يقوما على أطراف الزمه نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: أزمعت الأرنب: عدت وخفت، نقله الجوهري. والزمع من النبات، محركة: شيء هنا وشيء هنا، مثل القزع في السماء، والرشم مثله. والزمع: القلق، عن اللحياني. وزمع زمعانا: مشى متقاربا، وكذلك: قزع. وسموا زميعا، وزماعا، كزبير وشداد. وتزميع الزنبور: دندنته. وأبو زمعة: عبيد البلوي، ممن بايع تحت الشجرة، نزل مصر، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، قال أمية بن أبي الصلت - يبكي قتلى بني أسد -:

عين بكي بالمسبلات أبا العـا     صي ولا تذخري على زمعه والزمعة، بالضم: ما صررته في أسفل الجراب، والقمعة: في أعلاه، نقله ابن عباد.

ز-ن-ج-ع

صفحة : 5291

زنجع، كقنفذ، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن الكلبي: قبيلة من قبائل ذي الكلاع، نقله الصاغاني في العباب، وأهمله في التكملة.

ز-و-ع
زاع البعير يزوعه زوعا: هيجه وحركه بزمامه إلى قدام ليزيد في السير، ونص الصحاح: ليزداد في سيره، نقله الجوهري، وهو قول ابن دريد في الجمهرة، وأنشد لذي الرمة:

وخافق الرأس مثل السيف قلت له     زع بالزمام وجوز الليل مركـوم ويروى: زع بالفتح، من وزعه، أي اعطف بالزمام. وقال ابن دريد: فتح الزاي خطأ؛ لأنه أمره أن يحرك بعيره، ولم يأمره أن يكفه. قال ابن السكيت: زاع الشيء يزوعه زوعا: عطفه، قال ذو الرمة:

ألا لا تبالي العيس من شد كورها      عليها ولا من زاعها بالخـزائم قلت: وهذا البيت لم يوجد في ميمية ذي الرمة التي أولها:

خليلي عوجا الناعجات فسلما     على طلل بين النقا والأخارم قال ابن دريد: زاع له زوعة من البطيخ، إذا قطع له قطعة منه. قال أيضا: الزوع: أخذك الشيء بكفك، نحو الثريد وما أشبهه، يقال: أقبل يزوع الثريد، إذا اجتذبه. قال ابن عباد: زاع لحمه: زال عن العصب، كتزوع. عنه أيضا في المعنى الأخير. قال ابن الأعرابي: الزاعة: الشرط. في نوادر الأعراب: الزوعة، بالضم، من النبت: كاللمعة والرقعة. قال ابن عباد: الزوعة من اللحم: كالقمزة. قال: الزوعة أيضا: القلقل الخفيف، ج: زوع، كصرد. وزوع: اسم امرأة، عن الليث. زوع بالضم، وكصرد: العنكبوت، الأولى عن ابن عباد، والثانية عن الليث، وأنشد:

نسجت بها الزوع الشتون سبائبا     لم يطوها كف البينط المجفل الشتون، والبينط: الحائك. قال ابن عباد: زوع الإبل تزويعا، إذا قلبها وجهة وجهة. في النوادر: زوعت الريح النبت وصوعته: إذا جمعته لتفريقها إياه بين ذراه. ومما يستدرك عليه: زاعه يزوعه زوعا: كفه. والزوعة، بالضم: الفرقة من الناس، جمعها: زوع. والزاع: طائر، عن كراع، قال ابن سيده: وقد سمعتها من بعض من رويت عنه بالغين المعجمة، وزعم أنها الصرد. قلت: أما كونها بالغين المعجمة فصحيح، وتفسيره بالصرد خطأ، بل هو طائر يشبه الغراب أصغر منه. وقال ابن سيده في هذا التركيب: والمزوعان من بني كعب: كعب بن سعد، ومالك بن كعب، قال: وقد يجوز أن يكون وزن مزوع فعولا، فإن كان هذا فهو مذكور في بابه. قال صاحب اللسان: وهذا مما وهم فيه ابن سيده، وصوابه المزروعان، كذلك أفادنيه شيخنا رضي الدين محمد بن علي بن يوسف الشاطبي الأنصاري اللغوي.

ز-ه-ن-ع
زهنع المرأة وزتتها: زينها، هكذا رواه أبو عبيد عن الأحمر، وأنشد:

بني تميم زهنعوا فتاتكم     إن فتاة الحي بالتزتت قال ابن بزرج: التزهنع: التلبس والتهيؤ، نقله الصاغاني وصاحب اللسان.