الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الحادي عشر: فصل السين مع العين: الجزء الثاني

فصل السين مع العين

الجزء الثاني

س-ف-ر-ق-ع
السفرقع، بفاء ثم قاف، هكذا في العباب، ونص التكملة: بقاف ثم فاء، كما ضبطه، ويدل عليه أنه ذكره بعد تركيب س-ق-ع وقد أهمله الجوهري، وقال الليث: هي لغة ضعيفة في السقرقع، بقافين، الثانية مفتوحة، قال الجوهري: وهو تعريب السكركة، ساكنة الراء، وهو شراب، كما في العباب وفي الصحاح: وهي خمر الحبش يتخذ من الذرة، أو شراب لأهل الحجاز من الشعير والحبوب، نقله الليث، قال: وهي حبشية، وقد لهجوا بها، ليست من كلام العرب، بيان ذلك أنه ليس في الكلام كلمة خماسية مضمومة الأول مفتوحة العجز إلا ما جاء من المضاعف نحو الذرحرحة والخبعثنة.

س-ق-ع

صفحة : 5313

السقع، بالضم: لغة في الصقع، بالصاد، كما هو نص الصحاح، فلا يرد ما قاله شيخنا: إنه كالإحالة على مجهول، وقد قال الخليل: كل صاد تجيء قبل القاف فللعرب فيه لغتان: منهم من يجعلها سينا، ومنهم من يجعلها صادا، لا يبالون أمتصلة كانت بالقاف أم منفصلة، بعد أن تكونا في كلمة واحدة، إلا أن الصاد في بعض أحسن، والسين في بعض احسن. والصقع بالصاد أحسن، فلذا أحال المصنف عليه، وهو يأتي قريبا. فتأمل. قال ابن الأعرابي: السقع: ما تحت الركية، وجولها من نواحيها، هكذا بضم الجيم، أي ترابها، وفي بعض النسخ بفتح الجيم، وفي بعض النسخ: وحولها بالحاء المهملة، ومثله في العباب، وفي أخرى: وما حولها بزيادة ما، وفي مختصر العين: السقع: ما تحت الركية من نواحيها، والجمع: أسقاع. وسقع الديك، كمنع: صاح، مثل صقع، نقله الجوهري. قال ابن دريد: سقع الشيء وصقعه: ضربه، ولا يكون إلا صلبا بمثله، والصاد أعلى. سقع الطعام: أكل من سوقعته، وهي أعلاه ومنه قول الأعرابي لضيفه - وقد قدم إليه ثريدة -: لا تسقعها، أي لا تأكل من أعاليها ولا تقعرها أي لا تبتدئ بالأكل من حروفها. قال الضيف: فمن أين آكل? قال: لا أدري. فانصرف جائعا. وخطيب مسقع، كمنبر: مثل مصقع، نقله الجوهري. السقاع، ككتاب: الخرقة، لغة في الصقاع، نقله الجوهري. والأسقع: اسم طويئر كالعصفور، في ريشه خضرة ورأسه أبيض يكون بقرب الماء، ج: أساقع، وإن أردت بالأسقع نعتا فالجمع السقع، كما في العباب. وأبو الأسقع، وقيل: أبو قرصافة، وقيل: أبو شداد: واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن عميرة بن سعد بن ليث: صحابي، رضي الله عنه، وهو من أصحاب الصفة. والسوقعة: وقبة الثريد، أي أعلاه، عن ابن الأعرابي، وهي بالسين أحسن. السوقعة من العمامة والخمار والرداء: الموضع الذي يلي الرأس، وهو أسرعه وسخا، وهي بالسين أحسن. يقال: ما أدري أين سقع وسكع، كما نقله الجوهري، كذلك: أين سقع تسقيعا، كما نقله الصاغاني عن الفراء، أي: أين ذهب. واستقع لونه بالضم، أي مبنيا للمفعول: تغير: مثل استفع، بالفاء، كما في العباب. ومما يستدرك عليه: الأسقع: المتباعد عن الأعداء والحسدة، عن ابن الأعرابي. ويقال: أصاب بني فلان ساقوع من الشر. والسقع: ناحية من الأرض والبيت. والغراب أسقع، وأصقع. وسقعه: ضربه بباطن الكف. وواجهه بالقول، وواجهه بالمكروه. وما ذكر في تركيب صقع ففيه لغتان.

س-ك-ع
سكع الرجل، كمنع وفرح: إذا مشى مشيا متعسفا لا يدري أين يسكع، أي أين يأخذ في بلاد الله، قاله الليث، وأنشد لأسد بن ناعصة التنوخي:

أتسكع في عدواء البلاد     من الدخل الوله الضمر قال الصاغاني: الذي في شعره:

أتسطع في عدواء البلاد    على دخل الوله السهور والسهور: المستلب العقل. سكع سكعا، إذا تحير، عن ابن عباد، وفي الأساس: سكع في الظلماء: خبط فيها كتسكع، ومنه قول الشاعر، وهو سليمان بن يزيد العدوي:

ألا إنه في غمرة يتسكع

صفحة : 5314

هكذا في العباب، وأنشده الجوهري أيضا، وفسره بالتمادي في الباطل، وسيأتي للمصنف. ورجل ساكع وسكع، ككتف: غريب، الأولى عن أبي عمرو. وما أدري أين سكع، أي أين ذهب، نقله الجوهري، وكذلك سقع، وصقع، قال الليث: ما يدري أين يسكع من أرض الله، أي أين يأخذ، وهذا قد تقدم له قريبا، فهو تكرار. قال أبو زيد: المسكعة، كمحدثة: المضلة من الأرضين التي لا يهتدى فيها لوجه الأمر، وهو مجاز، يقال: فلان في مسكعة من أمره. وتسكع: تمادى في الباطل، نقله الجوهري، وأنشد:

ألا إنه في غمرة يتسكع وفي الأساس: هو يتسكع: لا يدري أين يتوجه من الأرض، يتعسف. قال: وأراك متسكعا في ضلالتك. وسئل بعض العرب عن آية: في طغيانهم يعمهون فقال: في عمههم يتسكعون. ومما يستدرك عليه: ما أدري أين تسكع: أين ذهب. عن الجوهري. وأين سكع تسكيعا: مثله، عن الفراء، نقله الصاغاني. وفلان في مسكعة من أمره، بالفتح، كمسكعة، كما في نوادر الأعراب. ورجل سكع، كصرد، أي متحير. مثل به سيبويه، وفسره السيرافي، وقال: هو ضد الختع، وهو الماهر بالدلالة.

س-ل-ط-ع
السلطوع، كعصفور، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الجبل الأملس. والسلنطع، كسمندل: الرجل، كالسلنطاع، كسقنطار. قال الليث: السلنطع: هو المتعته في كلامه، كالمجنون. قال ابن عباد: اسلنطع الرجل، إذا اسلنقى. كما في العباب.

س-ل-ع
السلع: الشق في القدم، ج: سلوع، نقله الجوهري. وسلع: جبل، وفي العباب: جبيل في المدينة، الأولى بالمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، قال ابن أخت تأبط شرا يرثيه - ويقال: هي لتأبط شرا، وقال أبو العباس المبرد: هي لخلف الأحمر، إلا أنها تنسب إلى تأبط شرا، وهو نمط صعب جدا -:

إن بالشعب الذي دون سلع     لقتيلا دمـه مـا يطـل وهي خمسة وعشرون بيتا مذكورة في ديوان الحماسة. قلت: والصواب القول الأول، ودليل ذلك البيت الذي في آخر القصيدة:

فاسقنيها يا سواد بن عمرو     إن جسمي بعد خالي لخل

صفحة : 5315

يعني بخاله تأبط شرا، فثبت أنه لابن أخته الشنفرى، كما حققه ابن بري. وقول الجوهري: السلع: جبل بالمدينة، هكذا بالألف واللام في سائر نسخ الصحاح التي ظفرنا بها، فلا يعبأ بقول شيخنا: إن الأصول الصحيحة من الصحاح فيها: سلع، كما للمصنف، خطأ، لأنه علم، والأعلام لا تدخلها اللام، هذا هو المشهور عند النحويين. وقد حصل من الجوهري سبق قلم، والكمال لله سبحانه وحده جل جلاله، وليس المصنف بأول مخطئ له في هذا الحرف، فقد وجد بخط أبي زكريا ما نصه: قال أبو سهل الهروي: الصواب: وسلع: جبل بالمدينة، بغير ألف ولام، لأنه معرفة لجبل بعينه، فلا يجوز إدخال الألف واللام عليه. ورام شيخنا الرد على المصنف، وتأييد الجوهري بوجوه: الأول: أنه وجد في الأصول الصحيحة من الصحاح: سلع بلا لام، وهذه دعوى، وقد أشرنا إليه قريبا. وثانيا: أن عدم تعريف المعرفة ليس بمتفق عليه، كما صرح به الرضي في شرح الحاجبية. وجوز إضافة الأعلام، وتعريفها بنوع آخر من التعريف، وفيه تكلف لا يخفى. وثالثا: فإن الألف واللام معهودة الزيادة، ومن مواضع زيادتها المشهورة دخولها على الأعلام المنقولة مراعاة للمح الأصل، كالنعمان والحارث والفضل، والسلع لعله مصدر سلعه، إذا شقه، فنقل وصار علما، فتدخل عليه اللام، للمح الأصل. ورابعا: فإن المصنف قد ارتكب ذلك في مواضع كثيرة من كتابه هذا، كما نبهنا على بعضه، وأغفلنا بعضه، لكثرته في كلامه مما لا يخفى على من مارس كلامه، وعرف القواعد، فكيف يعترض على هذا الفرد في كلام الجوهري مع أنه له وجه في الجملة? ثم إن قوله: وسلع، بالفتح، هو المشهور عند أئمة اللغة، ومن صنف في الأماكن، ونقل شيخنا عن الحافظ بن حجر في الفتح، أثناء الاستسقاء، أنه يحرك أيضا. قلت: وهو غريب. سلع أيضا: جبل لهذيل، قال البريق بن عياض الهذلي، يصف مطرا:

يحط العصم من أكناف شعر     ولم يترك بذي سلع حمارا وروى أبو عمرو: في أفنان شقر. وشعر، وشقر: جبلان، هكذا في العباب، والصواب أن الجبل هذا يعرف بذي سلع محركة، كما ضبطه أبو عبيد البكري وغيره، وهكذا أنشدوا قول البريق، وهو بين نجد والحجاز، فتأمل. سلع أيضا: حصن بوادي موسى عليه السلام من عمل الشوبك بقرب بيت المقدس. سليع، كزبير: ماء بقطن بنجد، لبني أسد. سليع أيضا: جبيل بالمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، يقال له غبغب، هكذا بغينين معجمتين وموحدتين في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب: يقال له: عثعث بعينين مهملتين ومثلثتين، وغير سليع، عليه بيوت أسلم بن أفصى، وإليه تضاف ثنية عثعث. السليع: واد باليمامة، به قرى. سليع: ة، بنواحي زبيد، من أعمال الكدراء. وسلعان، محركة: حصن باليمن من أعمال صنعاء. السلع، محركة: شجر مر، قال أمية بن أبي الصلت:

سلع ما، ومثله عشر مـا     عائل ما، وعالت البيقورا

صفحة : 5316

وأنشد الأزهري هذا البيت شاهدا على ما يفعله العرب في الجاهلية من استمطارهم بإضرام النار في أذناب البقر. قال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من أهل السراة أن السلع شجر مثل السنعبق، إلا أنه ينبت بقرب الشجرة، ثم يتعلق بها، فيرتقي فيها حبالا خضرا لا ورق لها، ولكن قضبان تلتف على الغصون وتتشبك، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار، فإذا أينع اسود، فتأكله القرود فقط، ولا يأكله الناس ولا السائمة. قال: ولم أذقه، وأحسبه مرا. قال: وإذا قصف سال منه ماء لزج صاف، له سعابيب، ولمرارة السلع قال بشر بن أبي خازم:

يرومون الصلاح بذات كهف     وما فيها لهم سلـع وقـار هذا قول السروي، وقد قال أبو النجم في وصف الظليم:

ثم غدا يجمع مـن غـذائه     من سلع الغيث ومن خوائه وهذا بعينه من وصف السروي. السلع: نبت يخرج في أول البقل لا يذاق، إنما هو سم، وهو مثل الزرع أول ما يخرج، وهو لقط قليل في الأرض، وله وريقة صفراء شاكة، كأن شوكها زغب، وهو بقلة تتفرش كأنها راحة الكلب لا أرومة لها، قاله أبو زياد. قال: وليس بمستنكر أن ترعاه النعام مع مرارته، فقد ترعى النعام الحنظل الخطبان. أو هو ضرب من الصبر، أو بقلة من الذكور خبيثة الطعم، قاله أبو حنيفة. قلت: وبمثل ما وصف السروي آنفا شاهدته بعيني في أرض اليمن. السلع: البرص، عن ابن دريد، قال جرير:

هل تذكرون على ثنـية أقـرن     أنس الفوارس يوم يهوي الأسلع

صفحة : 5317

الأسلع في البيت: هو عبد الله بن ناشب العبسي، قتل عمرو بن عمرو بن عدس يسوم ثنية أقرن، وقال ابن دريد: كان عمرو بن عدس أسلع، أي أبرص، قتله أنس الفوارس بن زياد العبسي يوم ثنية أقرن. قال الصاغاني: والذي ذكرت بعد البيت هو في النقائض، ورواية أبي عبيدة: هل تعرفون... و.. يوم شد الأسلع. السلع: تشقق القدم، وقد سلع، كفرح، فيهما، فهو أسلع، وقال الجوهري: سلعت قدمه تسلع سلعا: مثل زلعت، ج: سلع، بالضم. والسولع، كجوهر: الصبر المر، نقله الصاغاني عن ابن الأعرابي قال: والصولع، بالصاد: السنان المجلو. والسلع، بالكسر: المثل، عن أبي عمرو، يقال: هذا سلع هذا، أي مثله. السلع في الجبل: الشق كهيئة الصدع، عن يعقوب، وابن الأعرابي، واللحياني، ويفتح، عن بعضهم، ج: أسلاع، عن يعقوب، زاد غيره: سلوع، وهذا يدل على أن واحد سلع، بالفتح. سلع: أربعة مواضع، ثلاثة منها ببلاد بني باهلة، وهن سلع موشوم، وسلع الكلدية، وسلع الستر، الأول: واد، والثاني: جبل أو واد، الرابع: موضع ببلاد بني أسد بنجد. قال ابن عباد: تقول: غلامان سلعان، بالكسر، أي تربان، وغلمان أسلاع: أتراب. وفي اللسان: أعطاه أسلاع إبله، أي أشباهها، واحدها سلع، وسلع. قال رجل من الأعراب: ذهبت إبلي، فقال رجل: لك عندي أسلاعها، أي أمثالها في أسنانها وهيآتها. وقال ابن الأعرابي: الأسلاع: الأشباه، فلم يخص به شيئا دون شيء. وأسلاع الفرس: ما تعلق من اللحم على نسييها إذا سمنت، نقله الصاغاني. والسلعة، بالكسر، المتاع، كما في الصحاح، قيل: ما تجر به، ج: سلع، كعنب. السلعة: كالغدة تخرج في الجسد، ويفتح، وهو المشهور الآن، ويحرك، وبفتح اللام كعنبة، وهذه عن ابن عباد. أو هي خراج في العنق، أو غدة فيها، نقله ابن عباد. أو هي زيادة تحدث في البدن، كالغدة تتحرك إذا حركت، وقد تكون من حمصة إلى بطيخة، كما نقله الجوهري، وقد أطال المصنف، هنا والمدار كله على عبارة الجوهري، مع ذكره في محلين، فتأمل. وهو مسلوع، أي به سلعة. السلعة أيضا: العلق، لأنه يتعلق بالجسد كهيئة الغدة، ج: سلع، كعنب. السلعة، بالفتح: الشجة، كما في الصحاح، زاد في اللسان: في الرأس كائنة ما كانت، ويحرك، أو هي التي تشق الجلد، ج: سلعات، محركة، وسلاع، بالكسر. والسلع، محركة: اسم جمع، كحلقة وحلق. وأسلع الرجل: صار ذا سلعة، أي شجة أو دبيلة. المسلع: كمنبر: الدليل الهادي، قاله الليث، وأنشد للخنساء - وهو لليلى الجهنية ترثى أخاها أسعد -:

سباق عادية وهادي سربة     ومقاتل بطل وهاد مسلع ويروى: ورأس سرية، وإنما سمي به لأنه يشق الفلاة شقا. والمسلوعة: المحجة، عن ابن عباد، قال في اللسان: لأنها مشقوقة، قال مليح:

وهن على مسلوعة زيم الحصى     تنير وتغشاها هماليج طـلـح والتسليع في الجاهلية: كانوا إذا أسنتوا، أي أجدبوا علقوا السلع مع العشر بثيران الوحش، وحدروها من الجبال وأشعلوا في ذلك السلع والعشر النار، يستمطرون بذلك، قال وداك الطائي:

لا در در رجال خاب سعـيهـم     يستمطرون لدى الأزمات بالعشر
أجاعل أنت بيقـورا مـسـلـعة    ذريعة لك بين الله والـمـطـر

صفحة : 5318

وقيل: كانوا يوقرون ظهورها من حطبهما، ثم يلقحون النار فيها، يستمطرون بلهب النار المشبه بسنا البرق. وقول الجوهري: علقوه، قلت: ليس نص الجوهري كذلك، بل قال: والسلع، بالتحريك: شجر مر، ومنه المسلعة، لأنهم كانوا في الجدب يعلقون شيئا من هذا الشجر ومن العشر بذنابى البقر، ثم يضرمون فيها النار وهم يصعدونها في الجبل، فيمطرون، زعموا، وأنشد قول الطائي، وقوله: بذنابى البقر غلط، والصواب: بأذناب البقر، وقد سبق المصنف إلى هذه التخطئة غيره، فقد قرأت بخط ياقوت الموصلي في هامش نسخة الصحاح التي هي بخطه ما نصه: قال أبو سهل الهروي: قوله: بذنابى البقر خطأ، والصواب بأذناب البقر، لأن الذنابى واحد مثل الذنب، وفي هامش آخر، بخطه أيضا: كان في الأصل بذنابى البقر، وقد أصلح من خط أبي زكريا بأذناب البقر، وهو الصواب، لأن الذنابى واحد، ثم رأيت العلامة الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي قد تكلم على البيت الذي أنشده الجوهري في شرح شواهد المغني، وتعرض لكلام المصنف، ونقل عن خط ياقوت الموصلي ما نقلته برمته، ثم قال: وقد تبعهما صاحب القاموس، والغلط منهم لا من الجوهري، فإن غاية ما فيه التعبير عن الجمع بالواحد، وهو سائغ، قال الله تعالى: سيهزم الجمع ويولون الدبر أي الأدبار، وأما غلطهم فجهلهم بصحة ذلك، وزعمهم أنه خطأ. على أن غالب النسخ كما نقلنا، وقد نقل شيخنا أيضا هذا الكلام، وفوق به إلى المصنف سهام الملام، ونسأل الله حسن الختام. وفي البيت الذي استشهد به، وهو قول وداك الطائي، تسعة أغلاط، قال شيخنا: هو بيت مشهور، استدل به أعلام اللغة والنحو وغيرهم، ونبهوا على أغلاطه، كما في شروح المغني وشروح شواهده، فليست من مخترعاته حتى يتبجح بها، بل هي معروفة مشهورة، وقد أوردها عبد القادر البغدادي مبسوطة، وساقها أحسن مساق، رحمه الله. وتسلع عقبه، أي تشقق، نقله الصاغاني. وانسلع: انشق، نقله الجوهري وأنشد للراجز، وهو أبو محمد الفقعسي:

من بارئ حيص ودام منسلع وفي اللسان: هو لحكيم بن معية الربعي، وأوله:

ترى برجليه شقوقا في كلع ومما يستدرك عليه: المسلع، كمحسن: من به الدبيلة. والسلع، محركة: آثار النار في الجلد، ورجل أسلع: تصيبه النار، فيحترق، فيرى أثرها فيه. وسلع جلده بالنار سلعا. وسلع رأسه بالعصا سلعا: ضربه فشقه. ورجل مسلوع، ومنسلع: مشجوج. والأسلع: الأحدب. وإنه لكريم السليعة: أي الخليقة. وهما سلعان، أي مثلان، لغة في الكسر. والمسلعة: جماعة البقر التي يعلق في أذنابها من حطب السلع، أو يوقر على ظهورها، وقد تقدم شاهده. ويوسف بن يعقوب بن أبي القاسم السدوسي البصري السلعي، بالفتح، لسلعة في قفاه، قال ابن رسلان: وأكثرهم يخطئون ويقولون بكسر السين المهملة.

س-ل-ف-ع
السلفع، كجعفر: الجريء الشجاع الواسع الصدر، كما في العباب، وقال الجوهري: السلفع من الرجال: الجسور، وأنشد الصاغاني لأبي ذؤيب:

بينا تعانقه الكماة وروغه     يوما أتيح له جرئ سلفع وقال السكري في شرحه: السلفع: السليط الناجي الحديد الذكي. السلفع من النساء: الصخابة البذيئة السيئة الخلق، وفي الصحاح: الجريئة السليطة. قال:

صفحة : 5319

فما خلف من أم عمران سلفـع     من السود ورهاء العنان عروب العروب: العاصية. وقال جرير:

أيام زينب لا خفيف حلمـهـا     همشى الحديث ولا رواد سلفع كالسلفعة، بالهاء أيضا، ومنه الحديث: شر نسائكم السلفعة ، وقد ذكر في ق-ي-س، وهو بلا هاء أكثر، ومنه في حديث ابن عباس في قوله تعالى: فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قال: ليست بسلفع. السلفع: الناقة الشديدة، كما في الصحاح، وفي العباب: الجريئة الماضية. سلفعة، بلا لام: اسم كلبة، نقله الجوهري، قال الشاعر:

فلا تحسبني شحمة من وقيفة     مطردة مما تصيدك سلفـع ومما يستدرك عليه: سلفع الرجل: أفلس. وسلفع علاوته: ضرب عنقه، كلاهما لغة في صلفع، بالصاد، كما سيأتي. وامرأة سلفع: قليلة اللحم، سريعة المشي، رصعاء، وقيل: لا لحم على ساقيها وذراعيها، نقله ابن بري.

س-ل-ق-ع
السلقع، كجعفر: المكان الحزن الغليظ، أو إتباع لبلقع، لا يفرد، ويقال: بلقع سلقع، وبلاقع سلاقع، وهي الأرض القفار التي لا شيء بها، كما في الصحاح والعباب. السلقع: الظليم، عن ابن عباد. والسلنقاع، كجحنبار: البرق الخاطف الخفي، وهو إذا استطار في الغيم. قال الليث: إنما هي خطفة خفيفة لا لبث بها. واسلنقع البرق: استطار، والاسم منه: السلقاع. قال الليث: الحصى إذا حميت عليه الشمس، تقول: اسلنقع بالبريق، ونقله الجوهري أيضا. ومما يستدرك عليه: السلنقع، كغضنفر: البرق، نقله الجوهري، وقال غيره: سلنقاع البرق: خطفته. وسلقع الرجل: لغة في صلقع: أفلس، نقله الجوهري في الصاد، وكذا سلقع علاوته، إذا ضرب عنقه. ومما يستدرك عليه:

س-ل-م-ع
سلمع، كعملس: الذئب الخفيف، أهمله الجوهري والصاغاني، واستدركه صاحب اللسان. قلت: هو مقلوب سملع، كما سيأتي.

س-م-ذ-ع
السميذع، بفتح السين والميم بعدها مثناة تحتية، هكذا في نسختنا، وهو الصواب، ووجد في بعضها زيادة، ومعجمة مفتوحة، وهذه الزيادة ساقطة في غالب النسخ، فإن ظاهر كلام الجوهري وابن سيده والصاغاني إهمال الدال، بل صرح بعضهم بأن إعجام ذاله خطأ، وفي بعض النسخ: السميدع، كغضنفر، وهي صحيحة، إنما فيها عدم اعتبار صورة الزائد في الوزن، وفي بعضها: كعصيفر، وهي مثل التي قبلها، لأن حروف غضنفر وعصيفر سواء، إنما تختلف في النقط، وهي محرفة لا يعول عليها، فإن الجوهري قال: ولا تضم السين، فإنه خطأ، وزاد بعضهم: كإعجام ذاله، كما تقدم، وفي الفصيح: هو السميدع، ولا تضم السين، وتبعوه على ذلك دون مخالفة، قال ابن التياني في شرح الفصيح، نقلا عن أبي حاتم: السميدع، بالفتح، ومن ضم السين فقد أخطأ. قال سيبويه ويكون على فعيلل، قالوا: سميدع، وقال ابن درستويه: العامة تضم السين، وهو خطا، لأنه ليس في كلام العرب اسم على فعيلل: السيد، كما في الصحاح والعين، وزاد في العباب: الكريم الشريف السخي، وزاد ابن التياني في شرح الفصيح عن الأصمعي قال: سألت منتجع بن نبهان عن السميدع، فقال: هو السيد الموطأ الأكناف، ومثله في الصحاح، وهكذا فسره أبو حاتم أيضا، وأنشد الصاغاني للحادرة:

تخد الفيافي بالرجال وكلـهـا     يعدو بمنخرق القميص سميدع

صفحة : 5320

قال الليث: السميدع: الشجاع، قال متمم بن نويرة، رضي الله عنه، يرثي أخاه مالكا:

وإن ضرس الغزو الرجال رأيتهأخا الحرب صدقا في اللقاء سميدعا قال النضر: والذئب يقال له: السميدع، لسرعته، والرجل الخفيف في حوائجه سميدع، من ذلك. السميدع أيضا: السيف. قال الصاغاني: وزن السميدع عند النحويين: فعيلل، وقال أبو أسامة جنادة بن محمد بن الحسين الأزدي: وزنه فميعل، والميم زائدة، واشتقاقه من السدع، وهو الذبح والبسط، يقال: سدعه: إذا ذبحه وبسطه. السميدع: اسم رجل، قال رؤبة:

هاجت ومثلي نوله أن يربعا     حمامة هاجت حماما سجعا

أبكت أبا العجفاء والسميدعا ولما قرئت هذه الأرجوزة على ابن دريد قال: الرواية: أبا الشعثاء، وهو العجاج، والسميدع بن خباب الطائي، ولي عسكر المهدي. والسميدع أيضا: من أعلام النساء، هي السميدع بنت قيس بن مالك الصحابية، رضي الله عنها، كما في العباب. السميدع: فرس البراء بن قيس بن عتاب بن هرمي. ومما يستدرك عليه: السميدع: الأسد، نقله ابن الدهان اللغوي، والصاغاني في كتابيه. والسميدع: الرئيس، تشبيها بالأسد. والسميدع: الجميل الجسيم، نقله ابن التياني في شرح الفصيح عن أبي زيد. وقال ابن جني: جمع السميدع سمادع. وأبو السميدع: لغوي.

س-م-ع
السمع حس الأذن، وهي قوة فيها، بها تدرك الأصوات، وفي التنزيل العزيز: أو ألقى السمع وهو شهيد قال ثعلب: أي خلا له فلم يشتغل بغيره، يعبر تارة بالسمع عن الأذن، نحو قوله تعالى: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم كما في المفردات. السمع أيضا: اسم ما وقر فيها من شيء تسمعه، كما في اللسان. السمع أيضا: الذكر المسموع الحسن الجميل، ويكسر، كالسماع، الفتح عن اللحياني، والكسر سيذكره المصنف فيما بعد بمعنى الصيت، وشاهد الأخير:

ألا يا أم فارع لا تـلـومـي     على شيء رفعت به سماعي والسماع: ما سمعت به فشاع وتكلم به. ويكون السمع للواحد والجمع، كقوله تعالى: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم لأنه في الأصل مصدر، كما في الصحاح، ج: أسماع، قال أبو قيس بن الأسلت :

قالت ولم تقصد لقيل الخنا     مهلا فقد أبلغت أسماعي ويروى: إسماعي بكسر الهمزة على المصدر وجمع القلة أسمع، وجج أي جمع الأسمع كما في العباب، وفي الصحاح: جمع الأسماع: أسامع، ومنه الحديث: من سمع الناس بعمله سمع الله به أسامع خلقه، وحقره، وصغره يريد أن الله تعالى يسمع أسماع خلقه بهذا الرجل يوم القيامة. ويحتمل أن يكون أراد أن الله يظهر للناس سريرته، ويملأ أسماعهم بما ينطوي عليه من خبث السرائر؛ جزاء لعمله، ويروى سامع خلقه برفع العين، فيكون صفة من الله تعالى؛ المعنى: فضحه الله تعالى. سمع، كعلم سمعا، بالفتح ويكسر، كعلم علما، أو بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم، نقله اللحياني في نوادره عن بعضهم، وسماعا وسماعة، وسماعية ككراهية. وتسمع الصوت: مثل سمع، قال لبيد - رضي الله عنه - يصف مهاة:

وتسمعت رز الأنيس فراغـهـا     عن ظهر غيب والأنيس سقامها

صفحة : 5321

إذا أدغمت قلت: اسمع، وقرأ الكوفيون، غير أبي بكر: لا يسمعون ، بتشديد السين والميم، وفي الصحاح: يقال: تسمعت إليه، وسمعت إليه، وسمعت له، كله بمعنى واحد؛ لأنه تعالى قال: وقالوا لا تسمعوا لهذا القرآن وقرئ: لا يسمعون إلى الملإ الأعلى مخففا. والسمعة: فعلة من الإسماع وبالكسر: هيئته، يقال: أسمعته سمعة حسنة. قولهم: سمعك إلي، أي اسمع مني، وكذلك سماع، نقله الجوهري، وسيأتي سماع للمصنف في آخر المادة. وقالوا: ذلك سمع أذني بالفتح ويكسر، وسماعها وسماعتها، أي إسماعها، قال:

سماع الله والعـلـمـاء إنـي      أعوذ بخير خالك يا ابن عمرو أوقع الاسم موقع المصدر، كأنه قال: إسماعا عني، قال:
وبعد عطائك المائة الرتاعا قال سيبويه: وإن شئت قلت: سمعا، قال سيبويه أيضا: ذلك إذا لم تختصص نفسك، غير المستعمل إظهاره. وقالوا: أخذت ذلك عنه سمعا وسماعا، جاءوا بالمصدر على غير فعله وهذا عنده غير مطرد. وقالوا: سمعا وطاعة منصوبان على إضمار الفعل، والذي يرفع عليه غير مستعمل إظهاره، كما أن الذي ينصب عليه كذلك، ويرفع أيضا فيهما، أي أمري ذلك، فرفع في كل ذلك. وسمع أذني فلانا يقول ذلك، وسمعة أذني، ويكسران. قال اللحياني: ويقال: أذن سمعة، بالفتح، ويحرك، وكفرحة، وشريفة، وشريف، وسامعة وسماعة وسموع، كصبور وجمع الأخيرة: سمع، بضمتين. يقال: ما فعله رياء ولا سمعة بالفتح، ويضم، ويحرك، وهي ما نوه بذكره، ليرى ويسمع، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: من الناس من يقاتل رياء وسمعة، ومنهم من يقاتل وهو ينوي الدنيا، ومنهم من ألحمه القتال فلم يجد بدا، ومنهم من يقاتل صابرا محتسبا أولئك هم الشهداء. والسمعة: بمعنى التسميع، كالسخرة بمعنى التسخير. ورجل سمع، بالكسر: يسمع، أو يقال: هذا امرؤ ذو سمع، بالكسر، وذو سماع إما حسن وإما قبيح، قاله اللحياني. وفي الدعاء: اللهم سمعا لا بلغا، ويفتحان، وكذا سمع لا بلغ، بكسرهما، ويفتحان، ففيه أربعة أوجه، ذكر أحدها الجوهري، وهو سمعا لا بلغا بالكسر منصوبا، أي يسمع ولا يبلغ، أو يسمع ولا يحتاج إلى أن يبلغ، أو يسمع به ولا يتم، الأخير نقله الجوهري، أو هو كلام يقوله من يسمع خبرا لا يعجبه، قاله الكسائي، أي أسمع بالدواهي ولا تبلغني. والمسمع، كمنبر: الأذن، وقيل: خرقها، وبها شبه حلقة مسمع الغرب، كما في المفردات، يقال: فلان عظيم المسمعين، أي عظيم الأذنين، وقيل للأذن: مسمع؛ لأنها آلة للسمع كالسامعة، قال طرفة يصف أذني ناقته:

مؤللتان تعرف العتق فيهما      كسامعتي شاة بحومل مفرد كما في الصحاح، ج: مسامع، وروي أن أبا جهل قال: إن محمدا قد نزل يثرب، وإنه حنق عليكم؛ نفيتموه نفي القراد عن المسامع. أي أخرجتموه إخراج استئصال؛ لأن أخذ القراد عن الدابة هو قلعه بكليته، والأذن أخف الأعضاء شعرا، بل أكثرها لا شعر عليه، فيكون النزع منها أبلغ. قال الصاغاني: ويجوز أن يكون المسامع جمع سمع على غير قياس، كمشابه وملامح، في جمعى: شبه ولمح. من المجاز: المسمع: عروة تكون في وسط الغرب يجعل فيها حبل؛ لتعتدل الدلو، نقله الجوهري، وأنشد للشاعر، وهو أوس، وقيل: عبد الله بن أبي أوفى:

نعدل ذا الميل إن رامنـا     كما عدل الغرب بالمسمع

صفحة : 5322

وقيل: المسمع: موضع العروة من المزادة، وقيل: هو ما جاوز خرت العروة. قال ابن دريد: المسمع: أبو قبيلة من العرب وهم المسامعة، كما يقال: المهالبة، والقحاطبة. وقال اللحياني: هم من بني تيم اللات. قال الأحمر: المسمعان: الخشبتان اللتان تدخلان في عروتي الزبيل إذا أخرج به التراب من البئر، وهو مجاز. المسمع، كمقعد: الموضع الذي يسمع منه، نقله ابن دريد. قال: وهو من قولهم: هو مني بمرأى ومسمع، أي بحيث أراه وأسمع كلامه، وكذلك هو مني مرأى ومسمع، يرفع وينصب، وقد يخفف الهمزة الشاعر، قال الحادرة:

محمرة عقب الصبوح عيونهم     بمرى هناك من الحياة ومسمع يقال: هو خرج بين سمع الأرض وبصرها، قال أبو زيد: إذا لم يدر أين توجه، أو معناه: بين سمع أهل الأرض وأبصارهم، فحذف المضاف، كقوله تعالى: واسأل القرية أي أهلها، نقله أبو عبيد أو معنى لقيته بين سمع الأرض وبصرها، أي بأرض خالية ما بها أحد، نقله ابن السكيت، قال الأزهري: وهو صحيح يقرب من قول أبي عبيد. أي لا يسمع كلامه أحد، ولا يبصره أحد، هو مأخوذ من كلام أبي عبيد في تفسير حديث قيلة بنت مخرمة، رضي الله عنها قالت: الويل لأختي لا تخبرها بكذا، فتتبع أخا بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها. قال: معناه أن الرجل يخلو بها ليس معها أحد يسمع كلامها، أو يبصرها إلا الأرض القفر، ليس أن الأرض لها سمع وبصر، ولكنها وكدت الشناعة في خلوتها بالرجل الذي صحبها، أو سمعها وبصرها: طولها وعرضها، وهو مجاز، قال أبو عبيد: ولا وجه له، إنما معناه الخلاء. ويقال: ألقى نفسه بين سمع الأرض وبصرها، إذا غرر بها، وألقاها حيث لا يدرى أين هو، قاله ثعلب وابن الأعرابي، أو ألقاها حيث لا يسمع صوت إنسان، ولا يرى بصر إنسان. وهو قريب من قول ثعلب. وسموا سمعون، وسماعة - مخففة - وسمعان، بالكسر والعامة تفتح السين، وسميعا كزبير فمن الأول: أبو الحسين بن سمعون الواعظ مشهور، وأخوه حسن من شيوخ ابن الأبنوسي، وفي سمعان قال الشاعر:

يا لعنة الله والأقـوام كـلـهـم      والصالحين على سمعان من جار حذف المنادى، ولعنة: مرفوع بالابتداء، وعلى سمعان: خبره، ومن جار: تمييز، كأنه قال: على سمعان جارا. ودير سمعان، بالكسر: ع، بحلب. دير سمعان أيضا: ع، بحمص، به دفن عمر بن عبد العزيز، رحمه الله تعالى، وقد تقدم ذكر الدير في د-ي-ر وقيل: سمعان هذا كان أحد أكابر النصارى، قال له عمر بن عبد العزيز: يا ديراني، بلغني أن هذا الموضع ملككم، قال: نعم، قال: أحب أن تبيعني منه موضع قبر سنة، فإذا حال الحول فانتفع به. فبكى الديراني، وباعه، فدفن فيه، قال كثير:

سقى ربنا من دير سمعان حفرة     بها عمر الخيرات رهنا دفينها
صوابح من مزن ثقالا غـواديا      دوالح دهما ماخضات دجونها

ومحمد بن محمد بن سمعان، بالكسر، السمعاني أبو منصور: محدث، عن محمد بن أحمد بن عبد الجبار، وعنه عبد الواحد المليحي. وبالفتح، ويكسر، واقتصر الحافظ على الفتح: الإمام أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار بن سمعان السمعاني، وابنه الحافظ أبو بكر محمد وآل بيته. السميع، كأمير: المسمع، نقله الجوهري، وأنشد لعمرو بن معد يكرب:

أمن ريحانة الداعي السميع     يؤرقني وأصحابي هجوع

صفحة : 5323

قال الأزهري: العجب من قوم فسروا السميع بمعنى المسمع فرارا من أن يوصف الله تعالى بأن له سمعا، وقد ذكر الله تعالى الفعل في غير موضع من كتابه، فهو سميع: ذو سمع بلا تكييف ولا تشبيه بالسمع من خلقه، ولا سمعه كسمع خلقه، ونحن نصفه كما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف، قال: ولست أنكر في كلام العرب أن يكون السميع سامعا أو مسمعا، وأنشد: أمن ريحانة... قال، وهو شاذ والظاهر الأكثر من كلام العرب أن يكون السميع بمعنى السامع مثال: عليم وعالم، وقدير وقادر. السميع: الأسد الذي يسمع الحس حس الإنسان والفريسة من بعد، قال:

منعكر الكر سميع مبصر وأم السميع، وأم السمع: الدماغ، كما في العباب، وعلى الأخير اقتصر الزمخشري، قال: يقال: ضربه على أم السمع. والسمع، محركة، كما ضبطه الصاغاني، أو كعنب، كما ضبطه الحافظ، هو ابن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير: أبو قبيلة من حمير، منهم أبو رهم، بضم الراء، أحزاب بن أسيد كأمير الظهري، وشفعة، بضم الشين المعجمة، السمعيان التابعيان. قلت: وقال الحافظ في التبصير: قيل: لأبي رهم صحبة، وقال ابن فهد: أبو رهم السمعي ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وهو تابعي اسم أحزاب بن أسيد، ثم قال بعده: أبو رهم الظهري: شيخ معمر، أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة، وقد تقدم ذكره في ظ-ه-ر بأتم من هذا، فراجعه، وجعله هناك صحابيا. ومحمد بن عمرو السمعي، ضبطه الحافظ بالتحريك، من أتباع التابعين، شيخ للواقدي، وعلى ضبط الحافظ فهو من الأنصار، لا من حمير، وقد أغفله المصنف، وسيأتي، فتأمل. وعبد الرحمن بن عياش الأنصاري ثم السمعي، محركة، المحدث عن دلهم بن الأسود، أو يقال في النسبة أيضا: سماعي، بالكسر، وهكذا ينسبون أباهم المكور. والسمع، كسكر: الخفيف، ويوصف به الغول، يقال: غول سمع، وأنشد شمر:

فليست بإنسان فينفع عقلـه     ولكنها غول من الجن سمع والسمعمع: الصغير الرأس، وهو فعلعل، نقله الجوهري. أو: الصغير اللحية، عن ابن عباد، هكذا نقله الصاغاني عنه، وهو تحريف منهما، وصوابه: والجثة، أي الصغير الرأس والجثة، الداهية، هكذا بغير واو، فتأمل. السمعمع: الداهية، وعن ابن عباد أيضا: الخفيف اللحم السريع العمل، الخبيث اللبق ويوصف به الذئب، ومنه قول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: رأيت عليا - رضي الله عنه - يوم بدر وهو يقول:

ما تنقم الحرب العوان مني    بازل عامين حديث سنـي
سمعمع كأنني مـن جـن      لمثل هذا ولدتنـي أمـي

صفحة : 5324

ومنه أن المغيرة سأل ابن لسان الحمرة عن النساء، فقال: النساء أربع: فربيع مربع، وجميع تجمع، وشيطان سمعمع، وغل لا تخلع، فقال: فسر، قال: الربيع المربع: الشابة الجميلة التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك، وأما الجميع التي تجمع: فالمرأة تزوجها ولم نشب، ولها نشب، فتجمع ذلك. وأما الشيطان السمعمع فهي: المرأة الكالحة في وجهك إذا دخلت، المولولة في أثرك إذا خرجت. قال: وأما الغل التي لا تخلع، فبنت عمك القصيرة الفوهاء، الدميمة السوداء، التي نثرت لك ذا بطنها، فإن طلقتها ضاع ولدك، وإن أمسكتها على مثل جدع أنفك. قال غيره: السمعمع: الرجل الطويل الدقيق، وهي بهاء. امرأة سمعنة نظرنة، كقرشبة، أي بكسر أولهما، وفتح ثالثهما، وهو قول الأحمر وطرطبة. أي بضم أولهما، وهو قول أبي زيد وتكسر الفاء واللام، وقد تقدم في: ن-ظ-ر بيان ذلك ويقال فيها: سمعنة كخروعة، مخففة النون، أي مستمعة سماعة، وهي التي إذا تسمعت أو تبصرت فلم تسمع ولم تر شيئا تظنته تظنيا، وكان الأحمر ينشد:

إن لنـا لـكـنـه    معنة مـفـنـه
سمعنة نظـرنـه    كالريح حول القنه

إلا تره تظـنـه والسمع، بالكسر: الذكر الجميل، يقال: ذهب سمعه في الناس، نقله الجوهري. السمع أيضا: سبع مركب، وهو: ولد الذئب من الضبع، وهي بهاء، وفي المثل: أسمع من السمع الأزل. وربما قالوا: أسمع من سمع، قال الشاعر:

تراه حديد الطرف أبلج واضحـا     أغر طويل الباع أسمع من سمع يزعمون أنه لا يعرف العلل والأسقام، ولا يموت حتف أنفه كالحية، بل يموت بعرض من الأعراض يعرض له، ليس في الحيوان شيء عدوه كعدو السمع؛ لأنه في عدوه أسرع من الطير، ويقال: وثبته تزيد على عشرين، وثلاثين ذراعا. سمع بلا لام: جبل. يقال: فعلته تسمعتك وتسمعة لك، أي لتسمعه، قاله أبو زيد. والسماع، كسحاب: بطن من العرب، عن ابن دريد. قولهم: سماع، كقطام، أي اسمع، نقله الجوهري، وهو مثل دراك، ومناع، أي أدرك وامنع، قال ابن بري: وشاهده:

فسماع أستاه الكلاب سماع والسميعية، كزبيرية: ة، قرب مكة شرفها الله تعالى. وأسمعه: شتمه، نقله الصاغاني والجوهري. قال الراغب: وهو متعارف في السب. من المجاز: أسمع الدلو، أي جعل لها مسمعا، وكذا أسمع الزبيل، إذا جعل له مسمعين يدخلان في عروتيه إذا أخرج به التراب من البئر، كما تقدم. والمسمع، كمحسن، من أسماء القيد، قاله أبو عمرو، وأنشد:

ولي مسمعان وزمـارة     وظل ظليل وحصن أنيق وقد تقدم في ز-م-ر. المسمعة: بهاء: المغنية، وقد أسمعت، قال طرفة يصف قينة:

إذا نحن قلنا: أسمعينا، انبرت لنا     على رسلها مطروفة لم تشدد

صفحة : 5325

والتسميع: التشنيع والتشهير، ومنه الحديث: سمع الله به أسامع خلقه وقد تقدم في أول المادة. التسميع أيضا: إزالة الخمول بنشر الذكر، يقال: سمع به، إذا رفعه من الخمول، ونشر ذكره، نقله الجوهري. التسميع: الإسماع، يقال: سمعه الحديث، وأسمعه، بمعنى، نقله الجوهري. المسمع، كمعظم: المقيد المسوجر، وكتب الحجاج إلى عامل له أن: ابعث إلي فلانا مسمعا مزمرا. أي: مقيدا مسوجرا، فالصواب أن المسوجر تفسير للمزمر، وأما المسمع فهو المقيد فقط، وقد تقدم في س-ج-ر. واستمع له، وإليه: أصغى، قال أبو دواد يصف ثورا:

ويصيخ تارات كمـا اس     تمع المضل لصوت ناشد وشاهد الثاني قوله تعالى: ومنهم من يستمعون إليك . يقال: تسامع به الناس. نقله الجوهري، أي اشتهر عندهم. وقوله تعالى: واسمع غير مسمع أي غير مقبول ما تقول، قاله مجاهد، أو معناه اسمع لا أسمعت، قاله ابن عرفة، وكذلك قولهم: قم غير صاغر، أي لا أصغرك الله، وفي الصحاح قال الأخفش: أي لا سمعت، وقال الأزهري والراغب: روي أن أهل الكتاب كانوا يقولون ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، يوهمون أنهم يعظمونه ويدعون له، وهم يدعون عليه بذلك. ومما يستدرك عليه: رجل سماع، كشداد، إذا كان كثير الاستماع لما يقال وينطق به، وهو أيضا: الجاسوس. ويقال: الأمير يسمع كلام فلان، أي يجيبه، وهو مجاز. وقول ابن الأنباري: وقولهم: سمع الله لمن حمده أي أجاب الله دعاء من حمده، فوضع السمع موضع الإجابة، ومنه الدعاء: اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع. أي لا يعتد به، ولا يستجاب، فكأنه غير مسموع، وقال سمير بن الحارث الضبي:

دعوت الله حتى خفت أن لا     يكون الله يسمع ما أقـول وبه فسر قوله تعالى: واسمع غير مسمع أي غير مجاب إلى ما تدعو إليه. وقولهم: سمع لا بلغ، بالفتح مرفوعان، ويكسران: لغتان في سمعان لا بلغان. والسمعمع: الشيطان الخبيث. والسمعانية، بالكسر: من قرى ذمار باليمن. واستمع: أصغى، قال الله تعالى: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن وقوله تعالى: واستمع يوم ينادي المنادي وكذا استمع به، ومنه قوله تعالى: نحن أعلم بما يستمعون به . ويعبر بالسمع تارة عن الفهم، وتارة عن الطاعة، تقول: اسمع ما أقول لك، ولم تسمع ما قلت لك، أي لم تفهم، وقوله تعالى: ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ، أي أفهمهم بأن جعل لهم قوة يفهمون بها، وقال الله تعالى: إني آمنت بربكم فاسمعون أي أطيعون. ويقال: أسمعك الله، أي لا جعلك أصم، وهو دعاء. وقوله تعالى: أبصر به وأسمع أي ما أبصره وما أسمعه على التعجب، نقله الجوهري. والسماع، كشداد: المطيع. ويقال: كلمه سمعهم، بالكسر، أي: بحيث يسمعون، ومنه قول جندل بن المثنى:

قامت تعنظي بك سمع الحاضر

صفحة : 5326

أي بحيث يسمع من حضر. وتقول العرب: لا وسمع الله، يعنون وذكر الله. والسماعنة: بطن من العرب، مساكنهم جبل الخليل عليه السلام. والسوامعة: بطن آخر، مساكنهم بالصعيد. والمسمع: خرق الأذن، كالمسمع. نقله الراغب. والسماعية، بالفتح: موضع. وبنو السميعة، كسفينة: قبيلة من الأنصار، كانوا يعرفون ببني الصماء، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم. والمسمع، كمقعد: مصدر سمع سمعا. وأيضا: الأذن، عن أبي جبلة، وقيل: هو خرقها الذي يسمع به، وحكى الأزهري عن أبي زيد: ويقال لجميع خروق الإنسان؛ عينيه ومنخريه واسته، مسامع، لا يفرد واحدها. وقال الليث: يقال: سمعت أذني زيدا يفعل كذا وكذا، أي أبصرته بعيني يفعل كذا وكذا، قال الأزهري: ولا أدري من أين جاء الليث بهذا الحرف، وليس من مذهب العرب أن يقول الرجل: سمعت أذني بمعنى أبصرت عيني، قال: وهو عندي كلام فاسد، ولا آمن أن يكون ولده أهل البدع والأهواء. ويقال: بات في لهو وسماع: السماع: الغناء، وكل ما التذته الآذان من صوت حسن: سماع. والسميع، في أسماء الله الحسنى: الذي وسع سمعه كل شيء. والسميعان من أدوات الحراثين: عودان طويلان في المقرن الذي يقرن به الثوران لحراثة الأرض، قاله الليث. والمسمعان: جوربان يتجورب بهما الصائد إذا طلب الظباء في الظهيرة. والمسمعان: عامر وعبد الملك بن مالك بن مسمع، هذا قول الأصمعي، وأنشد:

ثأرت المسمعين وقلت بوآ     بقتل أخي فزارة والخبار وقال أبو عبيدة: هما مالك وعبد الملك ابنا مسمع بن سفيان بن شهاب الحجازي، وقال غيره: هما مالك وعبد الملك ابنا مسمع بن مالك بن مسمع بن سنان بن شهاب. وأبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ: حدث عن أسلم بن سهل الواسطي، وغيره.

س-م-ف-ع
سميفع، كسميذع، بالفاء، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد - في باب فعيلل - بعد ذكر هميسع -: سميفع، وقد تضم سينه، كأنه مصغر، وحينئذ يجب كسر الفاء وهو ذو الكلاع الأصغر ابن ناكور بن عمرو بن يعفر بن يزيد بن النعمان الحميري، ويزيد هذا هو ذو الكلاع الأكبر، كما سيأتي في ك-ل-ع وفي المؤتلف والمختلف للدار قطني: اسميفع، هكذا بزيادة الألف، وفي المعجم لابن فهد: يقال: اسمه أيفع أبو شرحبيل، زاد الصاغاني: أو أبو شراحيل وهو الرئيس في قومه المطاع المتبوع، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم على يد جرير بن عبد الله البجلي، رضي الله عنه، كتابا في التعاون على الأسود ومسيلمة وطليحة، وكان القائم بأمر معاوية، رضي الله عنه، في حرب صفين، وقتل قبل انقضاء الحرب، ففرح معاوية رضي الله عنه بموته، وذلك أنه بلغه أن ذا الكلاع ثبت عنده أن عليا بريء من دم عثمان، رضي الله عنهما، وأن معاوية، رضي الله عنه، لبس عليهم ذلك، فأراد التشتيت عليه، فعاجلته منيته بصفين، وذلك سنة سبع وثلاثين. ومما يستدرك عليه: اسميفع بن وعلة بن يعفر السبائي شهد فتح مصر. واسميفع بن الشاعر الرعيني، عن حذيفة، نقلهما الدار قطني في المؤتلف. ومما يستدرك عليه:

س-م-ق-ع
السميقع، بالقاف، أهمله الجوهري، وقال ابن بري: هو الصغير الرأس، قال: وبه سمي السميقع اليماني، والد محمد أحد القراء. كذا في اللسان.

س-م-ل-ع

صفحة : 5327

السملع، كهملع، أهمله الجوهري، وقال اللحياني: هو الذئب، قال: ويقال للخبيث الخب: إنه لسملع هملع. وسيأتي ذلك في ه-م-ل-ع.

س-ن-ع
السنع، محركة: الجمال. قال ابن دريد: الأسنع: الطويل. قال: الأسنع: المرتفع العالي، يقال: شرف أسنع. قال أبو عمرو: السنيعة، كسفينة: الطريقة في الجبل بلغة هذيل، ج: سنائع. السنيعة: المرأة الجميلة، كما في الصحاح، زاد الليث: اللينة المفاصل اللطيفة العظام في جمال، وهو سنيع، أي جميل، وقد سنع، كنصر ومنع وكرم، وعلى الأخير اقتصر الجوهري، سناعة، مصدر الأخير، وسنوعا، بالضم مصدر سنع كنصر ومنع. يقال: هذا أسنع، أي أفضل وأشرف وأطول. وكزبير: عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي الأسود، هكذا ذكره ابن الكلبي في نسب طهية، كان من الأشراف، ويعرف بابن هندابة، وهو الذي هجاه جرير وأبوه سنيع مشهور بالجمال المفرط، ومن الذين كانوا إذا أرادوا الموسم أمرتهم قريش أن يتلثموا مخافة فتنة النساء بهم. قال أبو عمرو: السانعة: الناقة الحسنة الخلق، وقالوا: الإبل ثلاث: سانعة، ووسوط، وحرضان، فالسانعة ما تقدم، والوسوط: المتوسطة، والحرضان: الساقطة التي لا تقدر على النهوض كالمسناع، عن شمر، ومنه: لم لا تقبلها وهي حلبانة ركبانة مسناع مرباع، هكذا ضبطه، وقد مر في ر-ب-ع. والسنع والنسع، بالكسر فيهما: الرسغ، أو هو الحز الذي في مفصل الكف والذراع، قاله ابن الأعرابي. أو هو السلامى التي تصل ما بين الأصابع والرسغ في جوف الكف، قاله الليث، ج: سنعة، كقردة، وأسناع. يقال: أسنع الرجل، إذا اشتكاه، أي سنعه. قال الزجاج: سنع البقل، وأسنع: إذا طال وحسن، فهو سانع، ومسنع. قال غيره: أسنع الرجل، إذا جاء بأولاد ملاح طوال. والسنعاء: الجارية التي لم تخفض، لغة يمانية، نقلها ابن دريد. ومما يستدرك عليه: أسنع مهر المرأة: أكثره. عن الفراء، كما في التكملة، ونسبه صاحب اللسان إلى ثعلب. وقيل: سانع: حسن طويل، عن الزجاج. ومهر سنيع: كثير، عن ثعلب. والسنيع، كأمير: الطويل. وامرأة سنعاء: طويلة، وأما قول رؤبة:

أنت ابن كل منتضى قريع     تم تمام البدر في سنـيع فإنه أراد: في سناعة، فأقام الاسم مقام المصدر.

س-و-ع
سوع، بالضم: قبيلة باليمن، قال النابغة الذبياني:

مستشعرين قد القوا في ديارهم    دعاء سوع ودعمـي وأيوب ويروى: دعوى يسوع وكلها من قبائل اليمن. والساعة: جزء من أجزاء الجديدين الليل والنهار، قاله الليث، وهما أربع وعشرون ساعة، وإذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة. في الصحاح: الساعة: الوقت الحاضر، ويعبر عن جزء قليل من الليل والناهر، يقال: جلست عندك ساعة: أي وقتا قليلا، ج: ساعات وساع، وأنشد للقطامي:

وكنا كالحريق أصاب غابا    فيخبو ساعة ويهب ساعا

صفحة : 5328

الساعة: القيامة، كما في الصحاح. وهو مجاز، قال الله عز وجل: اقتربت الساعة يسألونك عن الساعة ، وعنده علم الساعة تشبيها بذلك، لسرعة حسابه. الساعة: الوقت الذي تقوم فيه القيامة، سميت بذلك لأنها تفجأ الناس في ساعة، فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة، قاله الزجاج، ونقله الأزهري. وقال الراغب في المفردات وتبعه المصنف في البصائر ما نصه: وقيل: الساعات التي هي القيامة ثلاث: الساعة الكبرى، وهي بعث الناس للمحاسبة، وهي التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش، وحتى يعبد الدينار والدرهم وذكر أمورا لم تحدث في زمانه ولا بعده. والساعة الوسطى، وهي موت أهل القرن الواحد، وذلك نحو ما روي أنه رأى عبد الله بن أنيس فقال: إن يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتى تقوم الساعة فقيل: إنه آخر من مات من الصحابة. والساعة الصغرى: وهي موت الإنسان، فساعة كل إنسان: موته، وهي المشار إليها بقوله عز وجل: قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة ومعلوم أن هذا الخسر ينال الإنسان عند موته، وعلى هذا روي أنه كان إذا هبت ريح شديدة تغير لونه صلى الله عليه وسلم، فقال: تخوفت الساعة وقال: ما أمد طرفي ولا أغضها إلا وأظن الساعة قد قامت بمعنى موته صلى الله عليه وسلم. قال ابن الأعرابي: الساعة: الهلكى، كالجاعة للجياع والطاعة للمطيعين. وساعة سوعاء، أي شديدة، كما يقال: ليلة ليلاء، نقله الجوهري. وسواع، بالضم، في قوله تعالى: ولا تذرن ودا ولا سواعا والفتح لغة فيه، وبه قرأ الخليل: اسم صنم كان لهمدان، وقيل: عبد في زمن نوح عليه السلام، فدفنه الطوفان، فاستثاره إبليس لأهل الجاهلية، فعبد من دون الله عز وجل، كذا نص الليث، زاد الجوهري: ثم صار لهذيل، وكان برهاط، وحج إليه، قال أبو المنذر: ولم أسمع بذكره في أشعار هذيل. وقد قال رجل من العرب:

تراهم حول قيلهم عكـوفـا     كما عكفت هذيل على سواع
يظل جنابه برهاط صرعـى     عتائر من ذخائر كـل راع

صفحة : 5329

وساعت الإبل تسوع سوعا، كما في الصحاح، وتسيع سيعا، وهذه عن شمر: تخلت بلا راع، ومنه قولهم: هو ضائع سائع، كما في الصحاح، أي مهمل. جاءنا بعد سوع من الليل، وسواع، كغراب، أي بعد هدء منه، نقله الجوهري، أو بعد ساعة منه. السواع، والسوعاء، كغراب وبرحاء: المذي، زاد شمر: الذي يخرج قبل النطفة، أو الودي، وفي الحديث: في السوعاء الوضوء وقال أبو عبيدة لرؤبة: ما الودي? فقال: يسمى عندنا السوعاء. يقال للرجل: سع سع، بضمهما، أمر بتعهد سوعائه، عن ابن الأعرابي. وناقة مسياع، كمصباح، هي التي تدع ولدها حتى تأكله السباع، قاله شمر، واوية يائية، من ساعت وتسوع وتسيع، كما تقدم، يقال: رب ناقة تسيع ولدها حتى تأكله السباع، أي تهمله وتضيعه. وأساعه: أهمله وضيعه، يقال: أسعت الإبل، أي أهملتها، فساعت، نقله الجوهري، قال الراغب: وقد تصور الإهمال من الساعة. وأسوع الرجل: انتقل من ساعة إلى ساعة. نقله الزجاج. أسوع: تأخر ساعة، عن ابن عباد. قال: أسوع الرجل وغيره، إذا انتشر ثم مذى. قال غيره: أسوع الحمار: إذا أرسل غرموله. يقال: هذا مسوع له، كمعظم، أي مسوغ له، بالغين المعجمة. وعامله مساوعة، من الساعة، كمياومة من اليوم، قال الجوهري: ولا يستعمل منها إلا هذا. ومما يستدرك عليه: أساع الرجل إساعة: انتقل من ساعة إلى ساعة، نقله الزجاج. ومسوع، كمعظم: مدينة من مدن الحبشة بالقرب من اليمن. وساوعه سواعا: استأجره للساعة. والساع والساعة: المشقة، والساعة: البعد، وقال رجل لأعرابية: أين منزلك? فقالت:

أما على كسلان وان فساعة    وأما على ذي حاجة فيسير وقيل: السوعاء: القيء. وأسوع الرجل، إذا تعهد سوعاءه. ورجل سواعي: من السواع، عن ابن الأعرابي. ورجل مسيع: مضيع. ومسياع للمال: مضياع. وأنشد ابن بري:

ويل أم أجياد شاة شاة ممتنح    أبي عيال قليل الوفر مسياع أم أجياد: شاة وصفها بالغزر، وشاة: منصوب على التمييز. وسيوع: اسم من أسماء الجاهلية، وقيل: بطن باليمن.

س-ي-ع
ساع الماء والشراب يسيع سيعا، وسيوعا: جرى واضطرب على وجه الأرض، كما في الصحاح والعباب. قال شمر: ساعت الإبل تسوع سوعا، وتسيع سيعا: تخلت بلا راع، واوية يائية، يقال: ضائع سائع. قال الليث: السيع: الماء الجاري على وجه الأرض، قال رؤبة:

ترى بها ماء السراب الأسيعا     شبيه يم بين عبرين مـعـا قال الفراء: يقال: خرجت بعد سيعاء، كسيراء، أي بعد قطع منه. والسياع، كسحاب، وفي بعض النسخ بالفتح: شجر اللبان، وهو من شجر العضاه، له ثمر كهيئة الفستق، ولثى مثل الكندر إذا جمد. كذا في العباب. ووجدت في هامش نسخة الصحاح: هو شجر البان، أو شجر يشبهه وليس به. السياع: الطين، وقال كراع: الطين بالتبن الذي يطين به، وأنشد الليث:

كأنها في سياع الدن قنديد وقول القطامي يصف ناقة

فلما أن جرى سمن عليها     كما طينت بالفدن السياعا هكذا في النسخ، وفي الصحاح والعباب: كما بطنت بالفدن السياعا.

أمرت بها الرجال ليأخذوها     ونحن نظن أن لن تستطاعا

صفحة : 5330

من باب القلب، أي كما طينت، وفي الصحاح والعباب كما بطنت، بالسياع الفدن، وهو القصر، نقله الجوهري هكذا، زاد: تقول: سيعت الحائط. والمسيعة، كمكنسة: المالجة، كما في الصحاح، وقال الليث: هي خشبة مملسة يطين بها، تكون مع حذاق الطيانين، ونص العين: مع الطيانين الحاذقين. وناقة مسياع، كمصباح: تذهب في المرعى، نقله الجوهري في س-و-ع. أو هي التي تحمل الضبعة، هكذا بالموحدة محركة في النسخ، والصواب: الضيعة، بالتحتية الساكنة، بدليل قوله: وسوء القيام عليها، هكذا رواه الأصمعي: مسياع مرياع، وفسره أو هي التي يسافر عليها ويعاد. هكذا نقله الصاغاني، وهو بعينه تفسير المرياع، كما تقدم في ر-ي-ع فتأمل. والتسييع: التطيين، يقال: سيع حائطه، والتدهين بالشحم ونحوه، يقال: سيعت المرأة مزادتها، إذا دهنتها. ومما يستدرك عليه: السياع، بالكسر، لغة في السياع، بالفتح: بمعنى: الطين والتبن، كما في حواشي شروح التلخيص، نقله شيخنا، قلت: وهو في اللسان. وانساع الماء: جرى على وجه الأرض، كتسيع. وانساع الجامد: ذاب. وسراب أسيع: مضطرب، وقيل: أفعل هنا للمفاضلة. والسياع: الزفت، على التشبيه بالطين لسواده. وتسيع البقل: هاج. وساع الشيء يسيع: ضاع وأساعه هو، قال سويد بن أبي كاهل:

وكفاني الله ما في نفسـه      ومتى ما يكف شيئا لم يسع أي لم يضيع.