الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الثاني عشر: فصل الشين المعجمة مع العين: الجزء الأول

فصل الشين المعجمة مع العين

الجزء الأول

ش-ب-د-ع
الشبدع، بالدال المهملة، كزبرج: العقرب. من المجاز: الشبدع: اللسان، تشبيها بها، وفي الحديث: من عض على شبدعه سلم من الآثام . قال الأزهري: أي لسانه، يعني سكت، ولم يخض مع الخائضين، ولم يلسع به الناس، لأن العاض على لسانه لا يتكلم، ومنه قول الشاعر:

عض على شبدعه الأريب     فظل لا يلحى ولا يحوب من المجاز: الشبدع: الداهية، وأصله العقرب، وتفتح داله، يقال: ألقيت عليهم شبدعا وشبدعا، أي داهية، عن ابن الأعرابي، ج: شبادع، وفي الصحاح: قال أبو عمرو: الشبادع: العقارب، واحدتها شبدعة، وقال الأحمر مثله. وقال ابن بري: الشبادع: الدواهي، وأنشد لمعن بن أوس المزني:

إذ الناس ناس والعباد بـقـوة      وإذ نحن لم تدبب إلينا الشبادع قلت: ويروى: والبلاد بعزة كما تقدم في م-ي-ط.

ش-ب-ع
الشبع، بالفتح، عن ابن عباد، وقال شيخنا: ذكر الفتح مستدرك لما تقرر، وكعنب: ضد الجوع، وعلى الثانية اقتصر الجوهري، يقال: شبع، كسمن، خبزا ولحما. شبع منهما شبعا، وهو من مصادر الطبائع، كما في الصحاح، ولما ذهبت إبل امرئ القيس وبقيت غنمه، قال:

فتملأ بيتنا أقطـا وتـمـرا      وحسبك من غنى شبع وري

صفحة : 5331

هكذا رواه الأصمعي وأبو عبيدة، وقال ابن دريد: الشبع، بإسكان الباء وتحريكها، كما في العباب. وأشبعته من الجوع إشباعا، كما في الصحاح، وقال غيره: أشبعه الطعام والرعي. والشبع، بالكسر، وكعنب، وعلى الأولى اقتصر الجوهري: اسم ما أشبعك من طعام وغيره، وهو شبعان، وشابع الأخير على الفعل، وقد سمع في الشعر، ولا يجوز في غيره، وهي شبعى وعليه اقتصر الجوهري، زاد الصاغاني: قد يقال: شبعانة. من المجاز: الشبع: غلظ في الساقين، ومنه قولهم: امرأة شبعى الذراع، أي ضخمته، هكذا في النسخ، والصواب: شبعى الدرع إذا كانت ضخمة الخلق، كما في اللسان والعباب والأساس. في الصحاح: ربما قالوا: امرأة شبعى الخلخال، زاد غيره: شبعى السوار: إذا كانت تملأهما سمنا، وكذا: امرأة شبعى الوشاح، إذا كانت مفاضة ضخمة البطن. والشبعان: جبل بالبحرين، بهجر، يتبرد بكهافه، قال:

تزود من الشبعان خلفك نظرة     فإن بلاد الجوع حيث تمـيم الشبعان: أطم بالمدينة لليهود في ديار أسيد بن معاوية. والشبعى، كسكرى: ة، بدمشق، نقله الصاغاني. شباعة، كقدامة: اسم من أسماء زمزم في الجاهلية، هكذا ضبطه الصاغاني، سميت بذلك لأن ماءها يروي العطشان، ويشبع الغرتان، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: إنها مباركة، إنها طعام طعم، وشفاء سقم وربما يفهم من سياق عبارة اللسان أن اسمها شباعة، بالفتح مع التشديد. والشباعة أيضا: الفضالة من الطعام بعد الشبع، عن ابن عباد. من المجاز: ثوب شبيع الغزل، كأمير، أي كثيره، كما في الصحاح، وثياب شبع. قال ابن الأعرابي: رجل شبيع العقل، ومشبعه، بفتح الباء، أي: وافره ومتينه، وقد شبع عقله، ككرم: متن، وحبل شبيع الثلة كثيرها ومتينها، والثلة: الصوف أو الشعر، أو الوبر، والجمع: شبع. يقال: عندي شبعة من طعام، بالضم أي قدر ما يشبع به مرة، كما في الصحاح. من المجاز: أشبعه، أي وفره، وكل ما وفرته فقد أشبعته، حتى الكلام يشبع فتوفر حروفه. ويقال: ساق في هذا المعنى فصلا مشبعا. قال يعقوب: هذا بلد قد شبعت غنمه تشبيعا، إذا قاربت الشبع ولم تشبع، كما في الصحاح، وهو مجاز، ويقال أيضا: بلد قد شبعت غنمه، إذا وصف بكثرة النبات، وتناهي الشبع، وشبعت، إذا وصفت بتوسط النبات ومقاربة الشبع. والتشبع: أن يرى أنه شبعان وليس كذلك، لأنه من صيغ التكلف. التشبع: التكثر، وهو التزين بأكثر مما عنده، يتكثر بذلك ويتزين بالباطل، وهو مجاز، ومنه الحديث: المتشبع بما لا يملك كلابس ثوبي زور أي: المتكثر بأكثر مما عنده يتجمل بذلك، كالذي يرى أنه شبعان وليس كذلك. التشبع: الأكل إثر الأكل، يقال: ترووا وتشبعوا. نقله الزمخشري وابن عباد. ومما يستدرك عليه: جمع شبعان وشبعى: شباع وشباعى، أنشد ابن الأعرابي لأبي عارم الكلابي:

فبتنا شباعى آمنين من الـردى     وبالأمن قدما تطمئن المضاجع

صفحة : 5332

ومن سجعات الأساس: قوم إذا جاعوا كاعوا، وتراهم سباعا إذا كانوا شباعا، وبهيمة شابع: إذا بلغت الأكل، لا يزال ذلك وصفا لها حتى يدنو فطامها. ورجل مشبع القلب: متينه. وسهم شبيع: قتول، عن ابن عباد، وطعام شبيع، لما يشبع، عن الفراء. وأشبع الثوب وغيره: رواه صبغا، نقله الجوهري، وهو مجاز، وقد يستعمل في غير الجواهر على المثل، كإشباع النفخ والقراءة، وسائر اللفظ. وتقول: شبعت من هذا الأمر ورويت، إذا كرهته ومللته، نقله الجوهري، وهو مجاز. والشبع، بالكسر: لغة في المصدر، كما أنه اسم لما يشبع، وشاهده قول بشر بن المغيرة بن أخي المهلب بن أبي صفرة:

وكلهم قد نال شبعا لـبـطـنـه     وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه كما في اللسان، وهو في شروح الفصيح هكذا، ونقله الصاغاني عن ابن دريد. والإشباع في القوافي: حركة الدخيل، وهو الحرف الذي بعد التأسيس، وقيل: هو اختلاف تلك الحركة إذا كان الروي مقيدا، وقال الأخفش: الإشباع: حركة الحرف الذي بين التأسيس والروي المطلق. وأشبع الرجل: شبعت ماشيته.

ش-ت-ع
شتع، كفرح، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي جزع من مرض أو جوع، مثل شكع سواء، كما في العباب واللسان، وهكذا هو في النسخ جزع بالجيم والزاي، والصواب: خرع، كفرح، بالخاء والراء، كما هو في تهذيب ابن القطاع. ومما يستدرك عليه: شتع الشيء شتعا، كنصر: وطئه وذلله، قاله ابن القطاع، وذكره المصنف في الغين، كما سيأتي.

ش-ج-ع
الشجاع، كسحاب، وكتاب، وغراب، وهاتان عن اللحياني، كما حكى ابن السكيت، وأمير، نقله الصاغاني عن اللحياني أيضا، وكتف، وعنبة، وهذه عن ابن الأعرابي، وأحمد، نقله الصاغاني: الشديد القلب عند البأس، ولا تظهر فائدة للتطويل بهذه الأوزان، ولو قال: الشجاع، مثلثة وكأمير وعنبة وأحمد كان أخصر، وأجرى على قاعدته، ج: شجعة، مثلثة، الفتح والكسر عن أبي عبيدة وشجعة، محركة، وشجاع، كرجال، وشجعان، بالضم والكسر، الأخيرة عن اللحياني، وحكى ابن السكيت عن اللحياني: رجل شجاع وشجاع، وقوم شجعان: مثل جريب وجربان، وقال ابن دريد: لا تلتفت إلى قولهم: شجعان، فإنه غلط، وشجعاء، مثل قوم شجعة وشجعة، وحكى غيره: شجعة بالتحريك أيضا، ويقال: شجعاء، وشجعة، وشجعة، الأربع اسم للجمع، قال طريف بن مالك العنبري:

حولي فوارس من أسيد شجعة     وإذا غضبت فحول بيتي خضم وهي شجاعة، مثلثة، وشجعة كفرحة، وشريفة، وشجعاء، بالفتح والمد، ج: شجائع وشجاع، بالكسر، وشجع، بضمتين، الجميع عن اللحياني، أو شجاع خاص بالرجال ولا توصف به المرأة، كما سمعه أبو زيد من الكلابيين، ونقله الجوهري. والشجعة من النساء: الجريئة على الرجال في كلامها وسلاطتها. وقد شجع، ككرم، شجاعة، ككرامة. أغفل عنه مع شدة الاحتياج إليه، والاعتذار بالشهرة من مثله لا ينهض. وكغراب وكتاب: الحية مطلقا أو الذكر منها، أو ضرب منها صغير، وقال شمر في كتاب الحيات: الشجاع: ضرب من الحيات لطيف دقيق، وهو - زعموا - أجرؤها، قال ابن أحمر:

وحبت له أذن يواقب سمعهـا     بصر كناصبة الشجاع المسخد

صفحة : 5333

حبت: انتصبت، وناصبة الشجاع: عينه التي ينصبها للنظر إذا نظر. وفي الحديث: يجيء كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا أقرع ج: شجعان، بالكسر والضم، الأول عن اللحياني، وقال ابن دريد: الكسر أكثر. من المجاز: الشجاع: الصفر الذي كون في البطن، وفي الصحاح: وتزعم العرب أن الرجل إذا طال جوعه تعرضت له في بطنه حية يسمونها الشجاع والصفر، قال أبو خراش الهذلي يخاطب امرأته:

أرد شجاع البطن لو تعلمـينـه      وأوثر غيري من عيالك بالطعم وقال الأزهري: قال الأصمعي شجاع البطن: شدة الجوع، وأنشد بيت أبي خراش أيضا. وشجاع بن وهب، ويقال: ابن أبي وهب، بن ربيعة الأسدي حليف بني عبد شمس: صحابي، رضي الله عنه، كنيته أبو وهب، له هجرتان، وشهد بدرا، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم رسولا إلى الحارث ابن أبي شمر الغساني ملك البلقاء. وفاته: شجاع بن الحارث السدوسي له شعر، ذكره ابن فتحون في الصحابة. وبنو شجاعة، بالضم: بطن من العرب، قاله ابن دريد. قلت: وهم شجاعة بن مالك بن كعب بن الحارث، بطن من الأزد. وبنو شجع، بالفتح: بطن من عذرة بن زيد اللات، ثم من كلب بن وبرة، قال أبو خراش:

غداة دعا بني شجع وولى     يؤم الخطم لا يدعو مجيبا بنو شجع، بالكسر: بطن من كنانة، وهو شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهو جد للحارث بن عوف بن أسيد بن جابر بن عويرة بن عبد مناة بن شجع، أبو واقد الليثي الصحابي رضي الله عنه، وهو بكنيته أشهر، شهد الفتح، ونزل في الآخر بمكة، وبها توفي سنة ثمان وستين. والشجع، محركة في الإبل: سرعة نقل القوائم، كما في الصحاح، وأنشد لسويد بن أبي كاهل:

فركبناها على مجهـولـهـا     بصلاب الأرض فيهن شجع أي بصلاب القوائم، يقال: جمل شجع القوائم، ككتف، وناقة شجعاء، وشجعة، كفرحة، قال ابن بري: لم يصف سويد في البيت إبلا، وإنما وصف خيلا، بدليل قوله بعده:

فتراها عصما منعلة فيكون المعنى في قوله: بصلاب الأرض، أي بخيل صلاب الحوافر، وأرض الفرس: حوافرها، وإنما فسر الجوهري صلاب الأرض بالقوائم لأنه ظن أنه يصف إبلا، وقد قدم أن الشجع: سرعة نقل القوائم، والذي ذكره الأصمعي في تفسير الشجع في هذا البيت أنه المضاء والجراءة. والأشجع من الرجال، كالشجاع: من فيه خفة كالهوج لقوته، يسمى به الأسد، كما في الصحاح، وهو قول الليث، وبه فسر قول العجاج: فولدت فراس أسد أشجعا يعني: أم تميم ولدته أسدا من الأسود. قال الأزهري: قال الليث: وقد قيل: إن الأشجع من الرجال: الذي كأن به جنونا. قال: وهذا خطأ، ولو كان كذلك ما مدح به الشعراء. قول الشاعر: وأشجع أخاذ، يعني: الدهر، هكذا نص الجوهري، وهو قول الأعشى، والرواية:

بأشجع أخاذ على الدهر حكمـه     فمن أي ما تأتي الحوادث أفرق

صفحة : 5334

وأنت خبير بأنه لا يصح أن يراد بالأشجع الدهر؛ لقوله: أخاذ على الدهر حكمه. فالصواب أنه عنى بالأشجع نفسه، أو غير ذلك، فتأمل. الأشجع: الطويل، وهو البين الشجع، محركة، أي الطول، عن ابن دريد، وامرأة شجعاء بينة الشجع كذلك. والأشاجع كذا وجد بخط الجوهري، وفي بعض نسخ الصحاح: الأشاجيع: أصول الأصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف، وفي التهذيب: هي رؤوس الأصابع، بدل أصول الواحد أشجع، كأحمد، ومنه قول لبيد:

يدخلها حتى يواري أشجعه قال الجوهري: وناس يزعمون أنه إشجع، مثل إصبع، ولم يعرفه أبو الغوث، وقيل: الأشجع في اليد والرجل: العصب الممدود فوق السلامى من بين الرسغ إلى أصول الأصابع فوق ظهر الكف، وقيل: هو العظم الذي يصل الإصبع بالرسغ، لكل إصبع أشجع، واحتج الذي قال: هو العصب، بقولهم للذئب والأسد: عاري الأشاجع، فمن جعل الأشاجع العصب قال لتلك العظام: هي الأسناع، وفي صفة أبي بكر رضي الله عنه: عاري الأشاجع، وهي مفاصل الأصابع، أي كان اللحم عليها قليلا، وقيل: هو ظاهر عصبها. وأشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان: أبو قبيلة من العرب. وشجعه، كمنعه: غلبه بالشجاعة، يقال: شاجعته فشجعته فهو مشجوع مغلوب بالشجاعة. ومن سجعات الأساس: ما تغني عنك المساجعه، إذا طلبت منك المشاجعة. والشجعة، بالضم، عن ابن عباد، ويفتح: الجبان الضعيف العاجز الضاوي الذي لا فؤاد له. الفتح عن اللحياني. قال ابن عباد: وأرى أن سبيله سبيل ما جاء على فعلة، ومعناه المفعول، كالسخرة، وغيرها. الشجعة، بالفتح: الفصيل تضعه أمه كالمخبل، كما في اللسان والتكملة، عن اللحياني. والشجع، بضمتين: عروق الشجر، عن ابن عباد. أيضا: لجم كانت في الجاهلية تتخذ من الخشب، عن ابن عباد أيضا. قال: الشجع، ككتف: المجنون من الجمال، أي الذي يعتريه جنون. الشجعة، بهاء: المرأة الجريئة السليطة على الرجال، الجسورة في كلامها وسلاطتها، عن ابن عباد أيضا، كالشجيعة، كسفينة. وبنو شجع، بالكسر: قبيلة من كنانة، وقد ذكرها قريبا، فهو تكرار. ومشجعة: اسم، وهو مشجعة بن تميم بن النمر بن وبرة: بطن من قضاعة، وإليه يرجع كل مشجعي، ذكره ابن الجواني والرشاطي. والمشجع، كمجمل، أي على صيغة اسم المفعول، المنتهي جنونا، عن ابن عباد، قال: ومنه أخذ الشجاع. في الصحاح: شجعه تشجيعا: قوى قلبه وجرأه، أو قال له: إنك أنت شجاع، قال سيبويه: يقال: هو يشجع، أي يرمى بذلك، ويقال له. وتشجع الرجل: تكلف الشجاعة وأظهرها من نفسه وليس به، يقال: تشجعوا فحملوا عليهم. ومما يستدرك عليه: اللبؤة الشجعاء: هي الجريئة. والأشجع: المجنون، وبه فسر بعض قول الأعشى السابق. وقوائم شجعات: سريعة خفيفة، قال:

على شجعات لا شحاب ولا عصل والشجع، محركة: المضاء والجرأة. والشجعة، بالفتح: الطويل المضطرب، وأيضا الزمن، وفي المثل: أعمى يقود شجعة، ويقال للحية: أشجع، قال:

... فقضى عليه الأشجع جمعه: أشاجع، ومنه حديث أبي هريرة في منع الزكاة: إلا بعث عليه يوم القيامة سعفها وليفها أشاجع ينهشنه أي حيات، وقيل: هو جمع أشجعة، وأشجعة: جمع شجاع، وهو الحية. والشجعم: الضخم من الحيات، وقيل: هو الخبيث المارد، وذهب سيبويه إلى أنه رباعي، وأنشد الأحمر:

صفحة : 5335

قد سالم الحيات منه القدمـا     الأفعوان والشجاع الشجعما والأشجع: الجسيم|، وقيل: الشاب، هكذا فسر به بعضهم قول الأعشى السابق.

ش-ر-ج-ع
الشرجع، كجعفر: الطويل، نقله الجوهري. قيل: النعش، نقله الأزهري، أو الجنازة والسرير، يحمل عليه الميت، وأنشد الجوهري، لعبدة بن الطبيب:

ولقد علمت بأن قصري حفرة     غبراء يحملني إليها شرجـع وأنشد الأزهري لأمية بن أبي الصلت يذكر الخالق وملكوته:

وينفد الطوفان نحن فداؤه     واقتاد شرجعه بداح بدبد قال شمر: أي هو الباقي ونحن الهالكون، واقتاد، أي وسع، قال: وشرجعه: سريره، وبداح بدبد، أي واسع. من المجاز عن ابن عباد: الشرجع: الناقة الطويلة الظهر، على التشبيه بالسرير، قال رؤبة:

ترى له ونضوا شرجعا الشرجع: خشبة طويلة مربعة. والمشرجع، بالفتح، أي على صيغة المفعول: المطول الذي لا حروف لنواحيه. ومن مطارق الحدادين: ما لا حروف لنواحيه، يقال: مطرقة مشرجعة، قال الشاعر - وهو الشماخ -:

كأن ما بين عينيها ومذبـحـهـا     مشرجع من علاة القين ممطول ويروى:

كأن ما فات لحييها ومذبحها وأنشد ابن بري لخفاف بن ندبة:

جلمود بصر إذا المنقار صادفه      فل المشرجع منها كلما يقـع

وكذلك من الخشبة إذا كانت مربعة فأمرته بنحت حروفها، قلت: شرجعها. ومما يستدرك عليه: الشرجع: القوس، وبه فسر ابن بري قول أعشى عكل:

أقيم على يدي وأعين رجلي      كأني شرجع بعد اعتدالي

ش-ر-ع
الشريعة: ما شرع الله تعالى لعباده من الدين، كما في الصحاح، وقال كراع: الشريعة ما سن الله من الدين وأمر به، كالصوم والصلاة، والحج والزكاة، وسائر أعمال البر، مشتق من شاطئ البحر، ومنه قوله تعالى: ثم جعلناك على شريعة من الأمر وقال الليث: الشريعة: منحدر الماء، وبها سمي ما شرع الله للعباد من الصوم والصلاة والحج والنكاح وغيره، وفي المفردات للراغب، وقال بعضهم: سميت الشريعة تشبيها بشريعة الماء، بحيث إن من شرع فيها على الحقيقة المصدوقة روي وتطهر، قال: وأعني بالري ما قال بعض الحكماء: كنت أشرب ولا أروى، فلما عرفت الله رويت بلا شرب. وبالتطهير ما قال عز وجل: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . الشريعة: الظاهر المستقيم من المذاهب، كالشرعة، بالكسر فيهما، عن ابن عرفة، وهو مأخوذ من أقوال ثلاثة، أما الظاهر: فمن قول ابن الأعرابي: شرع، أي ظهر، وأما المستقيم: فمن قول محمد بن يزيد في تفسير قوله تعالى: شرعة ومنهاجا قال: المنهاج: الطريق المستقيم، وأما قوله من المذاهب، فمن قول القتيبي في تفسير قوله تعالى: ثم جعلناك على شريعة ، قال: أي على مثال ومذهب، قال الله عز وجل: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا . واختلفت أقوال المفسرين في تفسير الشرعة والمنهاج، فقيل: الشرعة: الدين، والمنهاج: الطريق، وقيل: هما جميعا الطريق، والمراد بالطريق هنا الدين، ولكن اللفظ إذا اختلف أتي به بألفاظ يؤكد بها القصة والأمر، قال عنترة:

أقوى وأقفر بعد أم الهيثم

صفحة : 5336

فمعنى: أقوى وأقفر واحد، على الخلوة، إلا أن اللفظين أوكد في الخلوة. وقال ابن عباس: شرعة ومنهاجا: سبيلا وسنة. وفي المفردات عن ابن عباس: الشرعة: ما ورد به القرآن، والمنهاج: ما ورد به السنة. وقال قتادة: شرعة ومنهاجا: الدين واحد والشريعة مختلفة. وقال الفراء في قوله تعالى: على شريعة : على دين وملة ومنهاج، وكل ذلك يقال. من المجاز: الشريعة: العتبة، على التشبيه بشريعة الماء، عن ابن عباد. أصل الشريعة في كلام العرب: مورد الشاربة التي يشرعها الناس، فيشربون منها ويستقون، وربما شرعوها دوابهم فشرعت تشرب منها، والعرب لا تسميها شريعة حتى يكون الماء عدا، لا انقطاع له، ويكون ظاهرا معينا لا يستقى بالرشاء، وإذا كان من السماء والأمطار فهو الكرع، وقد أكرعوه إبلهم، فكرعت فيه، وسقوها بالكرع، وهو مذكور في موضعه، كالمشرعة، نقله الجوهري ، وتضم راؤها. والشرع، بالكسر: ع، هكذا في التكملة، وهو ماء لبني الحارث من بني سليم، قرب صفينة، وتفتح شينه. من المجاز: الشرع: شراك النعل. ومنه الحديث: قال رجل: إني أحب الجمال حتى في شرع نعلي، أي شراكها، تشبيه بالشرع. وهو أوتار البربط، أي العود، لأنه ممتد على وجه النعل كامتدادها. الشرعة، بهاء: حبالة تعمل للقطا يصطاد بها. قال الليث: تعمل من العقب، تجعل شراكا لها. الشرعة: الوتر الرقيق، وقيل: ما دام مشدودا على القوس، وقيل: أو على العود، ويفتح. الشرعة: مثل الشيء، يقال: شرعة هذه، أي مثلها، كالشرع، بلا هاء، يقال: هذا شرع هذا، وهما شرعان، أي مثلان، كما في الصحاح، وأنشد الخليل، شاهدا على الشرعة بمعنى المثل، يذم رجلا:

وكفاك لم تخلقا للـنـدى    ولم يك لؤمهما بـدعـه
فكف عن الخير مقبوضة     كما حط عن مائة سبعه
وأخرى ثلاثة آلافـهـا      وتسعمئيها لها شرعـه

ج: شرع أيضا، أي بالكسر على الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء، ويفتح كتمرة وتمر، عن أبي نصر. وشرع، كعنب، على التكسير، وجج، أي جمع الجمع شراع، بالكسر، وهذه عن أبي عبيد، وقيل: شرعة وثلاث شرع، والكثير شرع، قال ابن سيده: ولا يعجبني، على أن أبا عبيد قد قاله. وشاهد الشراع، جمع شرعة بمعنى وتر العود:

كما أزهرت قينة بالشـراع     لأسوارها عل منه اصطباحا وشاهد الشرع قول ساعدة بن جؤية:

وعاودني ديني فبـت كـأنـمـا     خلال ضلوع الصدر شرع ممدد وإنما ذكر لأن الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء لك تذكيره وتأنيثه، يقول: بت كأن في صدري عودا، من الدوي الذي فيه من الهموم. الشراع، ككتاب، مثل الشرعة، هو الوتر ما دام مشدودا على القوس، قاله الليث، أو على العود، وجمعه: شرع، بضمتين، قال كثير:

إلا الظباء بها كأن نـزيبـهـا     ضرب الشراع نواحي الشريان

صفحة : 5337

بمعنى ضرب الوتر سيتي القوس. من المجاز: الشراع من البعير: عنقه، يقال له إذا رفع عنقه: رفع شراعه، على التشبيه بشراع السفينة، وفي الصحاح: ربما قالوا ذلك. الشراع: القلع، وهو كالملاءة الواسعة فوق خشبة من ثوب أو حصير مربوع وتر على أربع قوى تصفقه الريح فيمضي بالسفينة، ومنه حديث أبي موسى: بينما نحن نسير في البحر، والريح طيبة، والشراع مرفوع. وإنما سمي به لأنه يشرع، أي يرفع، فوق السفن، ج: أشرعة، وشرع، بضمتين، قال الطرماح:

...كأشرعة السفين شراع، كغراب: رجل كان يعمل الأسنة والرماح، فيما زعموا، ومنه سنان شراعي، ورمح شراعي، أنشد ابن الأعرابي لحبيب بن خالد بن قيس بن المضلل:

وأسمر عاتك فيه سنـان     شراعي كساطعة الشعاع قال: إن كان منسوبا إلى شراع فيكون على قياس النسب، أو كان اسمه غير ذلك من أبنية ش-ر-ع فهو إذن من نادر معدول النسب. والأسمر: الرمح، والعاتك: المحمر من قدمه. الشراع من النبت: المعتم. قال محارب: يقال للنبت إذا اعتم وشبعت منه الإبل: قد أشرع، وهذا نبت شراع. قال ابن شميل: الشراعية، بالضم، ويكسر: الناقة الطويلة العنق، وأنشد:

شراعية الأعناق تلقى قلوصهـا      قد استلأت في مسك كوماء بادن قال الأزهري: لا أدري شراعية، أو شراعية، الكسر عندي أقرب، شبهت أعناقها بشراع السفينة، لطولها، يعني الإبل. وشرع لهم، كمنع يشرع شرعا: سن، ومنه الشريعة، والشرعة، وفي التنزيل العزيز: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا أي سن، وقال الراغب: في الآية إشارة إلى الأصول التي تتساوى فيها الملل، ولا يصح عليها النسخ، كمعرفة الله، ونحو ذلك. وفي اللسان: قيل: إن نوحا عليه السلام أول من أتى بتحريم البنات والأخوات والأمهات. شرع المنزل: صار على طريق نافذ، هكذا في نسخ الصحاح، وفي بعضها: إذا كان بابه على طريق نافذ، وهي دار شارعة، ومنزل شارع، إذا كانت أبوابها شارعة في الطريق. وقال ابن دريد: دور شوارع: على نهج واحد، وفي الحديث: كانت الأبواب شارعة إلى المسجد أي مفتوحة إليه، يقال: شرعت الباب إلى الطريق، أي أنفذته إليه. وشرع الباب والدار شروعا: أفضى إلى الطريق، وأشرعه إليه، وقيل: الدار الشارعة: هي التي قد دنت من الطريق، وقربت من الناس. شرعت الدواب في الماء شرعا، وشروعا، أي دخلت فشربت الماء: وهي إبل شروع، بالضم، وشرع، كركع، كما في الصحاح، وقال الشماخ:

يسد به نوائب تعـتـريه     من الأيام كالنهل الشروع شرع في هذا الأمر شروعا: خاض فيه، كما في الصحاح. يقال: شرع فلان الحبل: إذا أنشطه، وأدخل قطريه في العروة، نقله الصاغاني. شرع الإهاب يشرعه شرعا: سلخه، زاد الجوهري: وقال يعقوب: إذا شققت ما بين الرجلين ثم سلخته، قال: وسمعته من أم الحمارس البكرية. وقال غيره: شرع الإهاب: أن يشق ولا يزقق، أي لم يجعل زقا، ولم يرجل، وهذه ضروب من السلخ معروفة، أوسعها وأبينها الشرع، وإذا أرادوا أن يجعلوها زقا، سلخوها من قبل قفاها، ولم يشقوها شقا. شرع الشيء: رفعه جدا، ومنه شراع السفينة، لكونه مرفوعا. شرعت الرماح شرعا: تسددت، فهي شارعة وشوارع. قال:

غداة تعـاورتـه ثـم بـيض      شرعن إليه في الرهج المكن

صفحة : 5338

وشرعناها وأشرعناها، يقال: أشرع نحوه الرمح والسيف، وشرعهما: أقبلهما إياه، وسددهما له، فهي مشروعة ومشرعة، قال:

أفاجوا من رماح الخط لما      رأونا قد شرعناها نهـالا وقال جعفر بن علبة الحارثي:

فقالوا لنا ثنتان لا بـد مـنـهـمـا       صدور رماح أشرعت، أو سلاسل كذا في الحماسة. في المثل: شرعك ما بلغك المحل، هكذا في الصحاح، وهو مصراع بيت، والرواية:

شرعك ما بلغك المحلا أي حسبك وكافيك من الزاد ما بلغك مقصدك، قال الجوهري: يضرب في التبلغ باليسير. يقال: مررت برجل شرعك من رجل، بكسر العين وضمها، أي حسبك، كما في الصحاح، يجري على النكرة وصفا، لأنه في نية الانفصال. وقال سيبويه: مررت برجل شرعك، هو نعت له بكماله وبذه غيره، والمعنى: أنه من النحو الذي تشرع فيه وتطلبه، قال: يستوي فيه الواحد والجميع، والمؤنث والمذكر. ويقال: شرعك هذا، أي حسبك، ومنه حديث ابن مغفل: سأله غزوان عما حرم من الشراب، فعرفه، قال: فقلت: شرعي. أي حسبي. يقال: الناس في هذا الأمر شرع واحد، بالفتح ويحرك، أي بأج واحد، والناس في هذا شرع، ويحرك، أي سواء لا يفوق بعضنا بعضا، يستوي فيه الجمع والتثنية والمذكر والمؤنث، قال الأزهري: كأنه جمع شارع، كخدم وخادم، أي يشرعون فيه معا. وفي الحديث: أنتم فيه شرع سواء روي بالسكون والتحريك، أي متساوون لا فضل لأحدكم فيه على الآخر، قال ابن درستويه في شرح الفصيح: أجاز كراع والقزاز تسكين رائه، وأنكره يعقوب في الإصلاح. وحيتان شرع، كركع: رافعة رؤوسها، وقيل: خافضة لها للشرب، قاله أبو ليلى، وفي المفردات: جمع شارع، وفي الصحاح: أي شارعات من غمرة الماء إلى الجد. قال ابن الأعرابي: الشارع هو العالم الرباني العامل المعلم. قلت: ويطلق عليه صلى الله عليه وسلم لذلك، وقيل: لأنه شرع الدين، أي أظهره وبينه. وكل قريب من شيء مشرف عليه: شارع، ومنه: الدار الشارعة: الدانية من الطريق، القريبة من الناس. وشارع: جبل، هكذا بالجيم في سائر النسخ، وصوابه بالحاء المهملة: حبل بالدهناء، قال ذو الرمة:

خليلي عوجا عوجة ناقتيكمـا     على طلل بين القلات وشارع شارع: ة. وشارع الأنبار، وشارع الميدان: محلتان ببغداد، الثانية بالجانب الشرقي منها، والأولى من جهة الأنبار، ولذا أضيفت إليه. وفاته: شارع دار الرقيق: محلة غربي بغداد، متصلة بالحريم الطاهري. والشوارع من النجوم: الدانية من المغيب، وكل دان من شيء فهو شارع، كما تقدم. الشريع، كأمير: الرجل الشجاع، بين الشراعة، كسحابة، أي الجرأة، قال أبو وجزة:

وإذا خبرتهم خبرت سمـاحة     وشراعة تحت الوشيج المورد الشريع: الكتان الجيد. الشراع، كشداد: بائعه، عن ابن الأعرابي. والأشرع: الأنف الذي امتدت أرنبته وارتفعت وطالت. وشراعة كثمامة: د، لهذيل، نقله الصاغاني. شراعة: اسم رجل، قاله الجمحي. والشرعة، محركة: السقيفة، ج: أشراع قال سيحان بن خشرم يرثي حوط بن خشرم:

كأن حوطا جزاه الله مغفرة            وجنة ذات علي وأشراع
لم يقطع الخرق تمسي الجن ساكنه    برسلة سهلة المرفوع هلواع

صفحة : 5339

وأشرع بابا إلى الطريق: فتحه، كما في الصحاح، وقال غيره: أفضى به إلى الطريق. أشرع الطريق: بينه وأوضحه كشرعه تشريعا، أي جعله شارعا. والتشريع: إيراد الإبل شريعة لا يحتاج معها، أي مع ظهور مائها إلى نزع بالعلق، ولا سقي في الحوض، وفي المثل: أهون السقي التشريع، وذلك لأن مورد الإبل إذا ورد بها الشريعة لم يتعب في إسقاء الماء لها، كما يتعب إذا كان الماء بعيدا، وفي حديث علي رضي الله عنه أن رجلا سافر في صحب له، فلم يرجع برجوعهم إلى أهاليهم فاتهم أصحابه، فرفعوا إلى شريح، فسأل أولياء المقتول، وفي نسخة: القتيل البينة، فلما عجزوا عن إقامتها ألزم القوم الأيمان، فأخبروا عليا رضي الله تعالى عنه بحكم شريح فقال متمثلا:

أوردها سعد وسعد مشتمـل      يا سعد لا تروى بهذاك الإبل ويروى:

ما هكذا تورد يا سعد الإبل ثم قال: إن أهون السقي التشريع، ثم فرق علي بينهم، وسألهم واحدا واحدا فأقروا بقتله، فقتلهم به، أي: ما فعله شريح كان يسيرا هينا، وكان نوله أن يحتاط ويمتحن ويستبرئ الحال بأيسر ما يحتاط بمثله في الدماء، كما أن أهون السقي التشريع. ومما يستدرك عليه: شرع الوارد يشرع شرعا، وشروعا: تناول الماء بفيه. وشراع الماء، بالكسر: الشرعة. وشرع إبله شرعا، كشرع تشريعا. وأشرع يده إلى المطهرة: أدخلها فيها. وأشرع ناقته: أدخلها في شريعة الماء، وفي حديث الوضوء: حتى أشرع في العضد أي أدخل الماء إليه. وشرعت الدابة: صارت على شريعة الماء، قال الشماخ:

فلما شرعت قصعت غليلا      فأعجلها وقد شربت غمارا و شرع فلان في كذا وكذا، إذا أخذ فيه، ومنه مشارع الماء، وهي الفرض التي تشرع فيها الواردة. ويقال: فلان يشترع شرعته، كما يقال: يفتطر فطرته، ويمتل ملته، كل ذلك من شرعة الدين، وفطرته، وملته. وشرع الأمر: ظهر. وشرعه: أظهره. وشرع فلان: إذا أظهر الحق، وقمع الباطل، وقال الأزهري: معنى شرع: أوضح وبين، مأخوذ من: شرع الإهاب، إذا شق ولم يزقق. والشرعة، بالكسر: العادة. والشارع: الطريق الأعظم الذي يشرع فيه الناس عامة، وهو على هذا المعنى ذو شرع من الخلق يشرعون فيه. ورماح شرع، كركع، كذا في بعض نسخ الصحاح، وأنشد لعبد الله بن أبي أوفى يهجو امرأة:

وليست بتاركة محرمـا     ولو حف بالأسل الشرع ورمح شراعي، بالضم، أي طويل، شبه بشراع الإبل، فهو من مجاز المجاز، حققه الزمخشري. ورجل شراع الأنف، بالكسر، أي ممتده طويله. وشرع السفينة تشريعا: جعل لها شراعا. وأشرع الشيء: رفعه جدا. وحيتان شروع: مثل شرع. والشراع، ككتاب: العنق. وهو مجاز. وأشرعني الرجل: أحسبني. والشيء: كفاني. والشرع، بالتحريك: ما يشرع فيه، قال أبو زبيد الطائي:

أبن عريسة عنابها أشـب     وعند غابتها مستورد شرع والشرع: نهج الطريق الواضح، يقال: شرعت له طريقا. والشرع: مصدر، ثم جعل اسما للطريق النهج، ثم استعير ذلك للطريقة الإلهية من الدين، كما حققه الراغب. وشارع القاهرة: موضع معروف بها، وقد نسب إليه جماعة من المحدثين. والشوارع: موضع. ونهر الشريعة: موضع بالقرب من بيت المقدس. وشريعة: ماء بعينه قريب من ضرية، قال الراعي:

صفحة : 5340

غدا قلقا تخل الجزء منه     فيممها شريعة أو سرارا والشريع، كأمير، من الليف: ما اشتد شوكه، وصلح لغلظه أن يخرز به. قال الأزهري: سمعت ذلك من الهجريين النخليين. وشرعة، بالفتح: فرس لبني كنانة. وذو المشرعة: من ألهان بن مالك، أخي همدان بن مالك. وقال ابن الكلبي: الأشروع: من قبائل ذي الكلاع. والمشارعة: بطن من المغاربة باليمن، وجدهم محمد بن موسى بن علي، ولقبه المشرع؛ كمحدث، وهم أكبر بيت باليمن جلالة ورياسة. والمشرع، كمقعد: المشرعة، والجمع: المشارع. وجمع الشريعة: شرائع. ومن سجعات الأساس: الشرائع نعم الشرائع، من وردها روي، وإلا دوي. والمشروع: الشروع، كالميسور بمعنى اليسر. وبيت مشرع، كمعظم: مرتفع.

ش-س-ع
الشسع، بالكسر: قبال النعل الذي يشد إلى زمامها، والزمام: السير الذي يعقد فيه الشسع. وقال ابن الأثير: أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل بين الإصبعين، ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام، ومنه الحديث: إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في نعل واحدة أي لئلا تكون إحدى الرجلين أرفع من الأخرى، ويكون سببا للعثار، ويقبح في المنظر، ويعاب فاعله كالشسعن، بزيادة النون، قال:

ويل لأجمال الكري منـي      إذا غدوت وغدون إنـي

أحدو بها منقطعا شسعني هكذا أنشده الليث، والشسع، بكسرتين، وفي بعض النسخ: الشسع: واحد شسوع النعل، وأشساعها: التي تشد إلى زمامها، كالشسع، بكسرتين. وعبارة الصحاح: الشسع: واحد شسوع النعل التي تشد إلى زمامها، وفي كل من النسختين ما ليس في الأخرى، ففي الأولى ضبط الشسع بالكسر، وزيادة الشسعن، وفي الثانية التعرض للجمع، ثم إن ابن سيده والزمخشري صرحا بأن جمع الشسع شسوع، وهو مقتضى نص الجوهري أيضا، وزادا: لا يكسر إلا على هذا البناء، ورده أبو حيان، وقال: إنه ورد أشساع أيضا، قال شيخنا: وكلاهما صحيح في القياس. قلت: وشاهد الأشساع قول عبيد بن أيوب العنبري: يدير نعليه لئلا تعرفا يجعل أشساعها نحو القفا وطرف المكان، وما ضاق من الأرض. من المجاز: الشسع: البقية من المال، يقال: عليه شسع من المال، ونصية، وعنصلة، وعنصية، بمعنى، قاله ابن الأعرابي، قال المفضل: شسع المال: جله، يقال: ذهب شسع ماله، أي جله وأكثره، وأنشد للمرار بن سعيد الفقعسي:

عداني عن بني وشسع مالي      حفاظ شفني ودم ثـقـيل

صفحة : 5341

وهو مجاز. من المجاز أيضا: شسع المال: قليله، وهو قول محارب، يقال: إن له شسع مال، أي قليل. وهو قطعة من غنم وإبل، وكله إلى القلة، يشبه بشسع النعل، فكأنه ضد، كما في العباب. الشسع: ماءة لبني شمخ. يقال: له شسع مال، أي قليل. ولا يخفى أن هذا مفهوم قوله: وقليله. كما فسرناه، فإيراده ثانيا تطويل مخالف لمراده، فتأمل. ورجل شسع مال: إذا كان حسن القيام عليه، نقله الجوهري، وهو مجاز، وهذا كقولك: أبل مال، وإزاء مال، وفي الأساس: أي قائم عليه، لازم لرعيته، وفي اللسان: والأحوز القبضة من الرعاء، الحسن القيام على ماله، وهو الشسع أيضا، وهو الصيصة أيضا. وشسع المنزل، كمنع، شسعا وشسوعا: بعد، فهو شاسع، وشسوع، كصبور، ج: شسع، بالضم، ومنه: سفر شاسع، وفي حديث ابن مكتوم: إني رجل شاسع الدار، أي بعيدها. شسع النعل شسعا، بالفتح: جعل لها شسعا، بالكسر، كأشسعها، وشسعها، الأخيرة عن أبي الغوث، نقله الجوهري. وشسع الفرس، كفرح: صار بين ثنيته ورباعيته انفراج، كالفلج في الأسنان، نقله ابن دريد عن أبي مالك، وهو من البعد. قال ابن بزرج: شسعت النعل: انقطع شسعه، هكذا في النسخ، وصوابه: شسعها، وكذلك قبلت وشركت، إذا انقطع قبالها وشراكها. قال: والشاسع: الرجل المنقطع الشسع، وأنشد:

من آل أخنس شاسع النعل يقول: منقطعه. ومما يستدرك عليه: شسع به، وأشسعه: أبعده. وقال الفراء: هو شسيع مال، كأمير: لغة في شسع مال. وكل شيء نأى وشخص فقد شسع، قال بلال بن جرير:

لها شاسع تحت الثياب كـأنـه      قفا الديك أوفى عرفه ثم طربا ويروى: أوفى غرفة. وفي الأساس: وشسع بعض أعضائه من الثوب: نتأ، وهو مجاز. وقبال الشسع، الحية، عن ابن الأعرابي، ذكره مع قبال السير.

ش-ط-ع
شطع، كفرح، أهمله ابن دريد وابن القطاع: أي جزع ونص ابن القطاع: ضجر من طول مرض ونحوه، وفي بعض النسخ: خرع، بالخاء المعجمة والراء، ومثله: شتع، وشكع.

ش-ع-ع
الشعشع، والشعشاع، والشعشعان، وهذه عن ابن دريد والشعشعاني: الطويل الحسن، الخفيف اللحم من الرجال، شبه بالخمر المشعشعة لرقتها، وياء النسب في الشعشعاني لغير علة، إنما هو من باب أحمر وأحمري ودواري، وقيل: الشعشاع والشعشعاني والشعشعان: الطويل العنق من الرجال فقط، وذكر له نظائر، ولم يذكر الجوهري الشعشعاني، وذكر ما عداها. قيل: الشعشاع: الخفيف في السفر، أو خفيف الروح، قيل: الحسن الوجه، وقيل الطويل، ومنه حديث البيعة: فجاء رجل شعشاع أي طويل، وشاهد الشعشع، كجعفر: حديث سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي: تراه عظيما شعشعا. الشعشاع: المتفرق، نقله الجوهري، وأنشد للراجز:

صدق اللقاء غير شعشاع الغدر يقول: هو جميع الهمة غير متفرقها. الشعشاع: الظل غير الكثيف، ويقال: هو الذي لم يظلك كله، ففيه فرج. والشعاع، كسحاب: التفريق، يقال: شع البعير بوله يشعه شعا، وشعاعا، أي فرقه. الشعاع: تفرق الدم وغيره، نقله الجوهري، وأنشد لشاعر - وهو قيس بن الخطيم -:

طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر      لها نفذ لولا الشعاع أضـاءهـا

صفحة : 5342

هكذا يروى بفتح الشين، وقال أبو يوسف: أنشدني ابن معن عن الأصمعي: لولا الشعاع بضم الشين، وقال: هو ضوء الدم وحمرته وتفرقه، قال ابن سيده: فلا أدري أقاله وضعا، أم على التشبيه? وفسر الأزهري هذا البيت، فقال: لولا انتشار سنن الدم لأضاءها النفذ حتى تستبين، وقال أيضا: شعاع الدم: ما انتشر إذا استن من خرق الطعنة، وقال غيره: ذهب دمه شعاعا، أي متفرقا. وقال أبو زيد: شاع الشيء يشيع، وشع يشع شعا وشعاعا كلاهما، إذا تفرق. الشعاع: الرأي المتفرق، نقله الجوهري. الشعاع من السنبل: سفاه إذا يبس ما دام على السنبل، ويثلث، كما في اللسان، واقتصر الجوهري على الفتح. الشعاع من اللبن: الضياح، يقال: سقيته لبنا شعاع، كأنه أخذ من التفرق، إذا أكثر ماؤه، عن ابن شميل. الشعاع من النفوس: التي تفرقت همومها، هكذا في النسخ، وصوابه هممها، كما هو نص الجوهري، وزاد الزمخشري: وآراؤها، فلا تتجه لأمر جزم، وأنشد الجوهري للشاعر - وهو قيس بن ذريح -:

فقدتك من نفس شعاع ألم أكن    نهيتك عن هذا وأنت جمـيع وأنشد غيره له:

فلم ألفظك من شبع ولكـن      أقضي حاجة النفس الشعاع قال ابن بري: ومثل هذا لقيس بن معاذ مجنون بني عامر:

فلا تتركي نفسي شعاعا فإنهـا     من الوجد قد كادت عليك تذوب وذهبوا شعاعا، أي متفرقين، وكذا تطايروا، وفي حديث أبي بكر رضي الله تعالى عنه: سترون بعدي ملكا عضوضا، وأمة شعاعا. أي متفرقين. وطار فؤاده شعاعا، أي تفرقت همومه، ويقال: ذهبت نفسي شعاعا، إذا انتشر رأيها فلم يتجه لأمر جزم. وشعاع الشمس، وشعها، بضمهما، الأخيرة عن أبي عمرو: الذي تراه عند ذرورها كأنه الحبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها، أو الذي ينتشر من ضوئها، وبه فسر قول قيس بن الخطيم على رواية من روى: الشعاع، بالضم، كما تقدم، أو الذي تراه ممتدا كالرماح بعيد الطلوع وما أشبهه، وقد جمع الجوهري بين القولين الأولين فقال: شعاع الشمس: ما يرى من ضوئها عند ذرورها كالقضبان. الواحدة شعاعة، بهاء، نقله الجوهري، قال: ومنه حديث ليلة القدر: إن الشمس تطلع من غد يومها لا شعاع لها . ج: أشعة وشعع، بضمتين، وشعاع، بالكسر، الأخير نادر. وشع البعير بوله يشعه: فرقه وقطعه، كأشعه، نقلهما الجوهري. شع البول يشع، بالكسر، أو شع القوم يشع، بالكسر أيضا، الأخير عن ابن الأعرابي: تفرق وانتشر، فيه لف ونشر غير مرتب، فالانتشار للبول، وأوزغ به مثله، وأنشد ابن الأعرابي للأخطل:

فطارت شلالا وابذعرت كأنها     عصابة سبي شع أن يتقسمـا أي: تفرقوا حذار أن يتقسموا. شع الغارة عليهم شعا: وشعشعها: صبها، وكذلك شع الخيل، وشعشعها. والشع: المتفرق من كل شيء، كالدم، والرأي، والهمم. قال ابن الأعرابي: الشع: العجلة، كالشعيع، وهو بمعنى المتفرق، لا بمعنى العجلة، فلو قال: الشع: المتفرق - كالشعيع - والعجلة، كان أحسن. قال أبو عمرو: الشع، بالضم وحق الكهول: بيت العنكبوت. والشعشع: كهدهد: رجل من عبس له حديث في نوادر أبي زياد الكلابي. وأشع الزرع: أخرج شعاعه، أي سفاه، نقله الجوهري. أشع السنبل: اكتنز حبه ويبس. أشعت الشمس: نشرت شعاعها، أي ضوءها، نقله الجوهري. قال:

إذا سفرت تلألأ وجنتـاهـا     كإشعاع الغزالة في الضحاء

صفحة : 5343

وانشع الذئب في الغنم وانشل فيها، وأغار فيها، واستغار، بمعنى واحد. وشعشع الشراب شعشعة: مزجه، نقله الجوهري، زاد غيره بالماء، وقيل: المشعشعة: الخمر التي أرق مزجها. شعشع الثريدة الزريقاء: سغبلها بالزيت، وفي حديث واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بقرص، فكسره في صحفة، ثم صنع فيها ماء سخنا، وصنع فيها ودكا، وصنع منه ثريدة، ثم شعشعها، ثم لبقها، ثم صعنبها. قال بعضهم: شعشع الثريدة، أي رفع رأسها، كذلك صعلكها وصعنبها، ويقال: صعنبها: رفع صومعتها، وحدد رأسها، قيل: شعشعها: طوله، أي طول رأسها، مأخوذ من الشعشاع، وهو الطويل من الناس، فالضمير راجع إلى الرأس، أو شعشعها: أكثر ودكها، قاله ابن دريد، قال غيره: أكثر سمنها، وهو قول ابن شميل، والشعشعة في الخمر أكثر منه في الثريد. شعشع الشيء: خلط بعضه ببعض، وبه فسر ابن المبارك حديث واثلة الذي ذكر، قال: كما يشعشع الشراب بالماء: إذا مزج به، ورويت هذه اللفظة: سغسغها، بسينين مهملتين، وغينين معجمتين، أي رواها دسما، كما سيأتي. وتشعشع الشهر: تقضى، وبقي منه قليل، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: إن الشهر قد تشعشع، فلو صمنا بقيته. كأنه ذهب به إلى رقة الشهر، وقلة ما بقي منه، كما يشعشع اللبن بالماء، وقد روي أيضا: تشعسع من الشسوع الذي هو البعد، بذلك فسره أبو عبيد، وهذا لا يوجبه التصريف، ويروى أيضا بسينين مهملتين، وقد ذكر في موضعه. ومما يستدرك عليه: ظل شعشع، ومشعشع: ليس بكثيف، نقله الجوهري. وشع السنبل شعاعة. وشعشع عليهم الخيل: أغار بها. وتطايرت العصا والقصبة شعاعا، إذا ضربت بها على حائط فتكسرت، وتطايرت قصدا وقطعا. ومشفر شعشعاني: طويل رقيق، قال العجاج:

تبادر الحوض إذا الحوض شغل     بشعشعاني صهـابـي هـدل
ومنكباها خلف أوراك الإبـل

وعنق شعشاع: طويل. والشعشعانة من الإبل: الجسيمة. وناقة شعشعانة، نقله الجوهري، وأنشد لذي الرمة:

هيهات خرقاء إلا أن يقـربـهـا      ذو العرش والشعشعانات العياهيم هكذا أنشده الجوهري، وتبعه صاحب اللسان، وقرأت بخط شيخ مشايخ شيوخنا عبد القادر بن عمر البغدادي على هامش الصحاح ما نصه: صوابه:

والشعشعانات الهراجيب لأن ما بعده:

من كل نضاخة الذفرى يمانية     كأنها أسفع الخدين مـذؤوب ورجل شعشع، كهدهد: خفيف في السفر. وقال ثعلب: غلام شعشع: خفيف في السفر، فقصره على الغلام، ويقال: الشعشع: الغلام الحسن الوجه، الخفيف الروح، بضم الشين، عن أبي عمرو. والشعشاع، بالفتح: شجر. وقرية بمصر.

ش-ع-ل-ع
الشعلع، كهملع، والشعنلع، بزيادة النون بين العين واللام، وكتب المصنف هذا الحرف بالأحمر على أنه استدرك به على الجوهري، وليس كذلك، بل ذكره الجوهري في آخر تركيب ش-ع-ع وقال: هو بزيادة اللام: الطويل، قاله الفراء. ولم يذكر الشعنلع وإنما ذكره ابن عباد، وقال غيره: منا، ومن غيرنا وخصه بعضهم بالرجال. وشجرة شعلعة أيضا: متفرقة الأغصان، غير ملتفة، وهذا يؤيد قول الجوهري: إن أصل تركيبه ش-ع-ع بمعنى التفرق. وقال الأزهري: لا أدري أزيدت العين الأولى، أو الأخيرة مزيدة? فإن كانت الأخيرة مزيدة، فالأصل شعل، وإن كانت الأولى هي المزيدة، فأصله شلع.

ش-ف-ع