الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الثاني عشر: فصل الشين المعجمة مع العين: الجزء الثاني

فصل الشين المعجمة مع العين

الجزء الثاني

صفحة : 5344

الشفع: خلاف الوتر، وهو الزوج، وبخط الجوهري: خلاف الزوج، وهو الوتر. وقد شفعه شفعا، كمنعه أي كان وترا فصيره زوجا. الشفع: يوم الأضحى، أي من حيث إن له نظيرا يليه، والوتر: يوم عرفة، هكذا قيل في تفسير قوله تعالى: والشفع والوتر وهو قول الأسود بن يزيد، وقال عطاء: الوتر: هو الله تعالى، والشفع: الخلق لقوله تعالى: ومن كل شيء خلقنا زوجين وقال الراغب: هو الله من حيث ماله، وهو الوحدة من كل وجه، والشفع: المخلوقات من حيث إنها مركبات. أو الشفع: هو الله عز وجل، لقوله تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم وقيل: الوتر: آدم عليه السلام، والشفع: شفع بزوجه، وهو قول ابن عباس. وقيل: الشفع: ولده، وقيل: الشفع: يومان بعد الأضحى، والوتر: اليوم الثالث، وقيل: الشفع والوتر: الصلوات، منها شفع، ومنها وتر، وقيل: في الشفع والوتر: إن الأعداد كلها شفع ووتر. قال الصاغاني: وفي الشفع والوتر عشرون قولا. وليس هذا موضع ذكر أقاويلهم. وعين شافعة: تنظر نظرين، وأنشد ابن الأعرابي:

ما كان أبصرني بغرات الصبا      فاليوم قد شفعت لي الأشباح بالضم: أي: أرى الشخص شخصين؛ لضعف بصري وانتشاره وأنشد ثعلب:

لنفسي حديث دون صحبي وأصبحت      تزيد لعيني الشخوص الشـوافـع ولم يفسره، وهو عندي مثل الذي تقدم. وبنو شافع: من بني المطلب بن عبد مناف، وهو شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، له رؤية، كما ذكره ابن فهد، وأبوه السائب كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، يقال: له صحبة، وأنه أسلم يوم بدر بعد أن أسر، وفدى نفسه، كذا قاله الطبري، منهم إمام الأئمة، ونجم السنة، أحد المجتهدين، عالم قريش وأوحدها الإمام أبو شافع الشافعي القرشي رحمه الله تعالى ورضي عنه، وأرضاه عنا، والنسبة إليه رضي الله عنه شافعي أيضا، ولا يقال: شفعوي، فإنه لحن، وإن كان وقع في بعض كتب الفقه للخراسانيين، كالوسيط وغيره، وهو خطأ، فليجتنب، نبه عليه النووي، كما في الإعارات لابن الملقن، حققه شيخ مشايخنا الشهاب أحمد بن أحمد العجمي في ذيل اللب، ولد الإمام رضي الله عنه في سنة مائة وخمسين، نهار الجمعة آخر يوم من شهر رجب، وتوفي سنة مائتين وأربع، وحمل على الأعناق من فسطاط مصر حتى دفن في مقبرة بني زهرة، وتعرف أيضا بتربة ابن عبد الحكم، وقال الشاعر في مدحه:

أكرم به رجلا ما مثلـه رجـل     مشارك لرسول الله في نسبـه
أضحى بمصر دفينا في مقطمها     نعم المقطم والمدفون في تربه

ولله در الأبي صيري حيث يقول:
بقـبة قبـر الـشـافعي سفـينة           رست من بناء محكم فوق جلمود
وإذ غاص طوفان العلوم بـقـبره اس     توى الفلك من ذاك الضريح على الجودي قد نظم نسبه الشريف الإمام أبو القاسم عبد الكريم الرافعي، فقال:

محمد ادريس عباس ومن     بعدهم عثمان بن شافـع
وسائب بن عبيد سـابـع     عبد يزيد ثامن والتاسـع
هاشم المولود ابن المطلب    عبد مناف للجميع تابـع

صفحة : 5345

يقال: إنه ليشفع علي، وفي العباب: لي بالعداوة، أي يعين علي ويضارني، وفي اللسان: يضادني، وهو مجاز. وفي الأساس: فلان يعاديني وله شافع، أي معين يعينه على عداوته، كما يعين الشافع المشفوع له، وأنشد الصاغاني للنابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان بن المنذر مما وشت به بنو قريع:

أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة     له من عدو مثل ذلك شافـع وقال الأحوص:

كأن من لامني لأصرمها     كانوا علينا بلومهم شفعوا

صفحة : 5346

أي تعاونوا، ويقال: إن حثهم إياي على صرمها، ولومهم إياي في مواصلتها، زادها في قلبي حبا، فكأنهم شفعوا لها، من الشفاعة. وقوله تعالى: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها : أي من يزد عملا إلى عمل، من الشفع، وهو الزيادة، كما في العباب، وقال الراغب: أي من انضم إلى غيره وعاونه، وصار شفعا له أو شفيعا في فعل الخير أو الشر، فعاونه أو شاركه في نفعه وضره، وقيل: الشفاعة هنا: أن يشرع الإنسان للآخرة طريق خير أو شر، فيقتدى به، فصار كأنه شفع له، وذلك كما قال عليه الصلاة والسلام: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سن سنة قبيحة فله إثمها وإثم من عمل بها وقوله تعالى: فما تنفعهم شفاعة الشافعين . وقوله عز وجل: ولا تنفعها شفاعة وكذا قوله تعالى: يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا وكذا قوله تعالى: لا تغن عني شفاعتهم شيئا . قال ابن عرفة: نفي للشافع، أي مالها شافع فتنفعها شفاعته، وإنما نفى الله تعالى في هذه المواضع الشافع لا الشفاعة. ألا ترى إلى قوله: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى . الشفيع كأمير: الشافع، وهو صاحب الشفاعة والجمع شفعاء، وهو الطالب لغيره يتشفع به إلى المطلوب. الشفيع أيضا: صاحب الشفعة، بالضم، تكون في الدار والأرض. وسئل أبو العباس ثعلب عن اشتقاق الشفعة في اللغة فقال: اشتقاقها من الزيادة وهي: أن تشفع، هكذا في العباب، والذي في اللسان: يشفعك فيما تطلب فتضمه إلى ما عندك، فتشفعه، أي تزيده، أي أنه كان وترا واحدا، فضم إليه ما زاده، وشفعه به. وقال الراغب: الشفعة: طلب مبيع في شركته بما بيع به، ليضمه إلى ملكه. فهو من الشفع. وقال القتيبي - في تفسير الشفعة -: كان الرجل في الجاهلية إذا أراد بيع منزل، أتاه رجل، فشفع إليه فيما باع، فشفعه، وجعله أولى بالمبيع ممن بعد سببه، فسميت شفعة، وسمي طالبها شفيعا. الشفعة عند الفقهاء: حق تملك الشقص على شريكه المتجدد ملكه قهرا بعوض، وفي الحديث: الشفعة فيما لا يقسم، فإذا وقعت الحدود، وصرفت الطرق، فلا شفعة وفي هذا دليل على نفي الشفعة لغير الشريك، وأما قوله: فإذا وقعت الحدود... إلى آخره، فقد يحتج بكل لفظة منها قوم، أما اللفظة الأولى: ففيها حجة لمن لم ير الشفعة في المقسوم، وأما اللفظة الأخرى: فقد يحتج بها من يثبت الشفعة بالطريق وإن كان المبيع مقسوما، وهذه قد نفاها الخطابي بما هو مذكور في غريبه، ثم إنه علق الحكم فيه بمعنيين: وقوع الحدود، وصرف الطرق معا، فليس لهم أن يثبتوه بأحدهما، وهو نفي صرف الطرق دون نفي وقوع الحدود. وقول الشعبي رحمه الله تعالى: الشفعة على رؤوس الرجال، أي إذا كانت الدار بين جماعة مختلفي السهام، فباع واحد منهم نصيبه، فيكون ما باع لشركائه بينهم سواء على رؤوسهم، لا على سهامهم، كذا في النهاية والعباب. قال أبو عمرو: الشفعة أيضا: الجنون وجمعها: شفع. الشفعة من الضحى: ركعتاه ومنه الحديث: من حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه ويفتح، فيهما، كالغرفة والغرفة، سماها شفعة لأنها أكثر من واحدة، ونقل الفتح في الشفعة بمعنى الجنون عن ابن الأعرابي. قال: يقال: في وجهه شفعة، وسفعة، وشنعة، وردة، ونظرة، بمعنى واحد، وأما الفتح في شفعة الضحى، فقال القتيبي: الشفع: الزوج، ولم

صفحة : 5347

أسمع به مؤنثا إلا هنا. قال: وأحسبه ذهب بتأنيثه إلى الفعلة الواحدة، أو إلى الصلاة. والمشفوع: المجنون وإهمال السين لغة فيه. من المجاز: ناقة شافع أو شاة شافع أي في بطنها ولد يتبعها آخر، كما في الصحاح، وهو قول الفراء، ونحو ذلك قال أبو عبيدة، وأنشد:مع به مؤنثا إلا هنا. قال: وأحسبه ذهب بتأنيثه إلى الفعلة الواحدة، أو إلى الصلاة. والمشفوع: المجنون وإهمال السين لغة فيه. من المجاز: ناقة شافع أو شاة شافع أي في بطنها ولد يتبعها آخر، كما في الصحاح، وهو قول الفراء، ونحو ذلك قال أبو عبيدة، وأنشد:

وشافع في بطنها لها ولد     ومعها من خلفها لها ولد وقال:

ما كان في البطن طلاها شافع     ومعها لـهـا ولـيد تـابـع سميت شافعا؛ لأن ولدها شفعها، أو هي شفعته، كمنع، شفعا، فصارا شفعا، وفي الحديث عن سعر بن ديسم - رضي الله عنه - قال: كنت في غنم لي، فجاء رجلان على بعير، فقالا: إنا رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤدي صدقة غنمك، فقلت: ما علي فيها? فقالا: شاة. فأعمد إلى شاة قد عرفت مكانها ممتلئة محضا وشحما، فأخرجتها، فقالا: هذه شاة شافع، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأخذ شافعا. أو المصدر من ذلك الشفع، بالكسر، كالضر من الضرة، كما في العباب. والشافع: التيس بعينه، أو هو من الضأن، كالتيس من المعزى، أو هو الذي إذا ألقح ألقح شفعا لا وترا، كما في العباب. من المجاز: ناقة شفوع، كصبور: تجمع بين محلبين في حلبة واحدة، وهي القرون. شفيع، كأمير: جد عبد العزيز بن عبد الملك المقرئ، مات بعد الخمسمائة. شفيع، كزبير، هو أبو صالح بن إسحاق المحتسب المحدث عن محمد بن سلام، والبخاري، مات سنة مائتين وسبع وخمسين. والشفائع: ألوان الرعي ينبت اثنين اثنين، عن ابن عباد. وشفعته فيه تشفيعا حين شفع، كمنع، شفاعة، أي قبلت شفاعته، كما في العباب. قال حاتم يخاطب النعمان:

فككت عديا كلها من إسـارهـا     فأفضل وشفعني بقيس بن جحدر وفي حديث الحدود: إذا بلغ الحد للسلطان، فلعن الله الشافع والمشفع وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق. أي من اتبعه، وعمل بما فيه، فهو شافع له، مقبول الشفاعة في العفو عن فرطاته، ومن ترك العمل به نم على إساءته، وصدق عليه فيما يرفع من مساويه، فالمشفع: الذي يقبل الشفاعة، والمشفع: الذي تقبل شفاعته، ومنه حديث الشفاعة: اشفع تشفع . واستشفعه إلينا، وعبارة الصحاح: واستشفعه إلى فلان، أي سأله أن يشفع له إليه. وأنشد الصاغاني للأعشى:

تقول بنتي وقد قربت مـرتـحـلا       يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
واستشفعت من سراة الحي ذا شرف     فقد عصاها أبوها والذي شفـعـا

يريد: والذي أعان وطلب الشفاعة فيها، وأنشد أبو ليلى:

زعمت معاشر أنني مستشفع      لما خرجت أزوره أقلامها قال: زعموا أني أستشفع بأقلامهم في الممدوح، أي كتبهم. ومما يستدرك عليه: الشفيع، من الأعداد: ما كان زوجا. والشفع: ما شفع به، سمي بالمصدر، وجمعه شفاع، قال أبو كبير:

وأخو الأباءة إذ رأى خلانه     تلى شفاعا حوله كالإذخر

صفحة : 5348

شبههم بالإذخر؛ لأنه لا يكاد ينبت إلا زوجا زوجا. وشاة شفوع، كشافع، ويقال: هذه شاة الشافع، كقولهم: صلاة الأولى، ومسجد الجامع، وهكذا، روي في الحديث الذي تقدم عن سعر بن ديسم، رضي الله عنه. وشاة مشفع، كمكرم: ترضع كل بهمة. عن ابن الأعرابي. وتشفع إليه في فلان: طلب الشفاعة. نقله الجوهري. وتشفعه أيضا: مطاوع استشفع به، كما في المفردات. وتشفع: صار شافعي المذهب، وهذه مولدة. والشفاعة، ذكرها المصنف، ولم يفسرها، وهي: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره. وشفع إليه: في معنى طلب إليه. وقال الراغب: الشفع: ضم الشيء إلى مثله، والشفاعة: الانضمام إلى آخر ناصرا له، وسائلا عنه، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو أدنى، ومنه الشفاعة في القيامة. وقال غيره: الشفاعة: التجاوز عن الذنوب والجرائم. وقال ابن القطاع: الشفاعة: المطالبة بوسيلة أو ذمام. والشفعة، بضمتين: لغة في الشفعة في الدار والأرض. والشفائع: تؤام النبت، قال قيس بن العيزارة الهذلي:

إذا حضرت عنه تمشت مخاضها    إلى السر يدعوها إليه الشفـائع السر: موضع. والشفعة، بالضم: العين. وامرأة مشفوعة: مصابة من العين، ولا يوصف به المذكر، كما في اللسان، وقال ابن القطاع: شفع الإنسان، كعني: أصابته العين، وقال ابن فارس: امرأة مشفوعة، وهي التي أصابتها شفعة، وهي العين. قال: قد قيل ذلك، وهو شاذ من هذا التركيب، ولا نعلم كيف صحته، ولعله بالسين غير معجمة، كما في العباب. والأشفع: الطويل، كما في اللسان. زاد ابن القطاع: وقد شفع شفعا، إذا طال. والشفع والشفاعة: الدعاء، وبه فسر المبرد وثعلب قوله تعالى: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه .

ش-ف-ل-ع
الشفلع، بالفاء، كالشعلع أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال العزيزي: هو مثله زنة ومعنى، أو هذه تصحيف، والصواب: الشعلع، بالعين، وقد ذكر في موضعه، نبه على ذلك الصاغاني في العباب، وأما في التكملة فلم يذكره.

ش-ق-ع
شقع في الإناء، كمنع، يشقع شقعا، أهمله الجوهري، وقال الليث: أي كرع فيه، وقيل: شقع: شرب بغير إناء، ومثله قبع، وقمع، ومقع، كل ذلك من شدة الشرب. يقال: شقع فلانا بعينه، إذا عانه، مثل لقعه، قال الأزهري: لقعه معروف، وشقعه منكر لا أحقه. ومما يستدرك عليه:

ش-ق-د-ع
الشقدع، كقنفذ: الضفدع الصغير، أهمله الجوهري، ونقله صاحب اللسان هنا، وسيأتي في الغين المعجمة عن ابن دريد.
ش-ك-ع

صفحة : 5349

شكع الرجل، كفرح، يشكع شكعا، كثر أنينه من المرض والوجع يقلقه، نقله ابن فارس. شكع الزرع: كثر حبه، نقله ابن فارس أيضا. قيل: شكع، إذا غضب، نقله الجوهري، وقيل: طال غضبه. شكع أيضا: توجع. الشكع، ككتف: البخيل اللئيم، سمي به لكونه يتضجر من الضيف، ويتغضب عادة. الشكع: الوجع، يقال: بات شكعا، أي وجعا لا ينام، كما في الصحاح، ويقال لكل متأذ من شيء: شكع. قال ابن فارس: شكع بعيره بزمامه، كمنع: رفعه، وقال الفراء: يقال: اشكع بعيرك بالزمام، أي ارفع به رأسه. وأشكعه: أغضبه، نقله الجوهري وكذلك أحمشه، وأدرأه، وأحفظه. قاله الأحمر أو أمله وأضجره، كما في الصحاح. والشكاعة، كثمامة: شوكة تملأ فم البعير لا ورق لها، إنما هي شوك وعيدان دقاق، أطرافها أيضا شوك. قال أبو حنيفة: هكذا أخبرني بعض الأعراب. قال: والشكاعى، كحبارى، وقد تفتح، على زعم بعض الرواة، قال: ولم أجد ذلك معروفا: من دق النبات، دقيقة العيدان، ضعيفة الورق، خضراء، وهي مؤنثة لا تنون، وياؤها ياء التأنيث. وقال الجوهري: نبت يتداوى به. قال الأخفش: هو بالفارسية جرخه، وأنشد لعمرو بن أحمر الباهلي:

شربت الشكاعى والتددت ألدة     وأقبلت أفواه العروق المكاويا قال أبو حنيفة: ولدقته وضعف عوده يقال للمهزول: كأنه عود الشكاعى، وقال تأبط شرا، وهو يجود بنفسه:

ولقد علمت لـتـغـدون    علي شيم كالحـسـائل
ياكلـن أوصـالا ولـح     ما كالشكاعى غير جادل
يا طير كلن فـإنـنـي      سم ولكـن ذو غـوائل

الواحدة شكاعاة، عن الأخفش، فإذا صح ذلك فألفها للإطلاق، كأكثر أسماء النباتات. أو لا واحدة لها، وإنما يقال: هذه شكاعى واحدة، وشكاعى كثيرة، أي أن الواحد والجمع فيها سواء، وهو قول سيبويه والفراء. قال أبو زيد: هي شجرة صغيرة ذات شوك، وتثنى وتجمع، يقال: هما شكاعيان، وهن ثلاث شكاعيات، قال: وهي مثل الحلاوى لا يكاد يفرق بينهما. قال الأزهري: وزهرتها حمراء. وقال غيره: هو يشبه الباذاورد فهي: الشوكة البيضاء تشبه الحسكة إلا أنها أشد بياضا، وأطول شوكا، وساقه قد يبلغ ذراعين، وحبه أشد استدارة من القرطم، نافع من الحميات البلغمية العتيقة وضعف المعدة واللهاة الوارمة عن البلغم ووجع الأسنان ولسع الهوام، والتشنج، ونفث الدم، ثم إن هذه الخواص المذكورة ليست فيها، وإنما هي في بزرها، كما حققه ابن جزلة. ومما يستدرك عليه: الشاكع والشكوع: القلق، والضجر، والكثير الأنين، والشديد الجزع. والشاكع: المتأذي من الشيء. والشكع: الطويل الغضب. ورجل شكع البزة، أي ضجر الهيئة والحالة. وشكع شكعا: مال. وما أدري أين شكع: أي ذهب، والسين أعلى. وشيخنا المعمر عبد القادر بن الشكعة، بالفتح، ويقال: الشكعاوي، كتب لنا الإجازة من طرابلس، حدث عاليا عن الشيخ عبد الغني بن إسماعيل، وغيره. ومما يستدرك عليه:

ش-ل-ع-ل-ع
الشلعلع، كسفرجل: الطويل. هنا محل ذكره عند من يقول بزيادة اللام الأخيرة.

ش-م-ع

صفحة : 5350

الشمع، محركة، قال الفراء: هذا كلام العرب وتسكين الميم مولد، كذا نقله الجوهري والصاغاني، كلاهما عنه، ومثله للسيد السند في شرح المفتاح مبحث التشبيه. نقلا عن الفراء. قلت: ومثله لابن السكيت، قال: قل: الشمع للموم، ولا تقل: الشمع، وقد تمالأ عليه كثيرون. وقال ابن سيده - بعد نقله كلام الفراء -: وقد غلط، لأن الشمع والشمع لغتان فصيحتان. قلت: وقد نقله شراح الفصيح هكذا، وزادوا: وليس الفتح لأجل حرف الحلق لاستعلائه، كما قاله ابن خالويه. قال شيخنا: حرف الحلق في اللام لا أثر له بالنسبة إلى ضبط العين، وإنما الخلاف فيه إذا كان عينا، كنهر وشعر ونحوهما، أما لاما فلا أثر له اتفاقا. هذا الذي يستصبح به، كما في الصحاح أوموم العسل، كما قاله الليث. وقال ابن السكيت: الموم، ولم يقيد بالعسل، القطعة بهاء، شمعة وشمعة، وقال ابن التياني: شمع - كقدم - يسمى بالفارسية الموم. قال الشهاب في شفاء الغليل: وبه تعلم أن صاحب القاموس غلط، وأن الموم عربي. قلت: كون أن سكون الميم من لغة المولدين، فقد صرح به الفراء وابن السكيت وغيرهما، وقد نقله الجوهري والصاغاني، وسلما للفراء، ولم يغلطه إلا ابن سيده، كما تقدم، فكفى للمصنف قدوة بهؤلاء، ولم يحتج إلى رأي ابن سيده. فلا يكون ما قاله غلطا، وأما كون الموم عربيا، فهو مقتضى سياق عبارة الليث وابن السكيت، واستعملته الفرس، وأكثر استعماله عندهم، حتى ظن أنه فارسي، ولم يصرح بكونه فارسيا إلا ابن التياني، كما تقدم، والمصنف أعرف باللسانين، فلا يكون قوله غلطا أيضا، وسيأتي في الميم - إن شاء الله تعالى - فتأمل. وعبد الله بن العباس بن جبريل شيخ للدار قطني، ابن أخيه: عثمان بن محمد بن العباس بن جبريل، ومحمد بن بركة بن أبي الحسن بن أبي البركات، الشيخ أبو عبد الله المدى الحريمي البغدادي، حدث عن ابن قميرة، وابن أبي سهل، وابن الخير، ومحمد بن الحسين، وعنه الحافظ الذهبي في معجم الشيوخ. قال: وكان خيرا متعففا، ولد في حدود سنة مائتين وسبعة وعشرين، وحدث ببغداد ودمشق، ومات سنة مائتين وستة وتسعين. وأحمد بن محمود البغدادي الشمعيون: محدثون، هكذا ينطقون به ساكنة، والصواب تحريكه لأنهم منسوبون إلى الشمع، والأصل فيه تحريك الميم. وفاته: محمد بن عبد المطلب الشمعي عن ضياء بن الخريف، وأبو جعفر عبد الله بن المبارك الشمعي، المعروف بابن سكرة، حدث عن القاضي أبي بكر بن الأنصاري. ومحمد بن الحسن بن الشمعي، عن إبراهيم بن أحمد البزوري. وشمع فلان، كمنع، شمعا بالفتح، وشموعا، بالضم، ومشمعة: لعب ومزح، وفي بعض نسخ الصحاح: إذا لم يجد. وقال غيره: أي طرب وضحك، ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: قلنا: يا رسول الله، إذا كنا عندك رقت قلوبنا، وإذا فارقناك شمعنا. - أو شممنا - النساء والأولاد. أي لعبنا مع الأهل، وعاشرناهن. وقال أبو ذؤيب يصف الحمار:

فلبثن حينا يعتلجن بـروضـه     فيجد حينا في المراح ويشمع قال الأصمعي: يلعب لا يجاد، وفي الحديث: من تتبع المشمعة يشمع الله به أراد من كان شأنه العبث والاستهزاء، والضحك بالناس، والتفكه بهم جازاه الله جزاء ذلك. وقال الجوهري: أي: من عبث بالناس أصاره الله إلى حالة يعبث به فيها، وقال المتنخل الهذلي يذكر حاله مع أضيافه:

صفحة : 5351

سأبدؤهم بمشمعة وأثنـي     بجهدي من طعام أو بساط يريد أنه يبدأ أضيافه بالمزاح لينبسطوا، ثم يأتيهم بعد ذلك بالطعام، وفي الصحاح: وآتي بجهدي، قال ابن بري: والصواب وأثني كما ذكرنا. قال ابن عباد: شمع الشيء شموعا: تفرق. الشموع من النساء: كصبور: المزاحة الطيبة الحديث التي تقبلك ولا تطاوعك على سوى ذلك، وقيل: هي اللعوب الضحوك، فقط. نقله الجوهري، وقيل: هي الآنسة بحديثها، وقد شمعت تشمع شمعا، وشموعا، وقال الشماخ:

ولو أني أشاء كننت جسمي    إلى بيضاء بهكنة شمـوع ومسك مشموع: مخلوط بالعنبر، نقله الصاغاني. وشمعون الصفا: أخو يوسف الصديق صلوات الله عليهما وعلى أبيهما. شمعون: والد مارية القبطية أم إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي أهداها له المقوقس، توفيت في خلافة عمر رضي الله عنه. وإسحاق بن إبراهيم بن عباد. بن عبد الرحمن بن شمعون الديري صاحب عبد الرزاق، أبو القاسم بكران بن الطيب بن شمعون، محدثان، الأخير حدث بجرجرايا عن المفيد، وعنه محمد بن عبد الله الحافي. واختلف في شمعون بن يزيد بن خنافة، أبي ريحانة الأزدي الصحابي رضي الله عنه مشهور بكنيته، صالح مجاهد، سكن بيت المقدس، فقيل: بالعين المهملة هكذا وقال أبو سعيد بن يونس: هو بالإعجام، أي: بإعجام الغين، أصح عندي. وشمعان، كحمدان: مؤمن آل فرعون، هكذا سماه شعيب الجبائي فيما رواه عن أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن خالد، عن رياح، حدث عن وهب بن سليمان عنه. وأورده صاحب اللسان في السين المهملة، وسيأتي في اللام أن اسم مؤمن آل فرعون حزقيل، فتأمل. وأشمع السراج: سطع نوره، نقله الجوهري، وأنشد للراجز، وهو رؤبة:

كأنه كوكب غيم أطـلـعـا     أو لمع برق أو سراج أشمعا التشميع: الإلعاب، وقد شمعه تشميعا: ألعبه. شمع الثوب: غمسه في الشمع المذاب، فهو مشمع. والتركيب يدل على المزاح وطيب الحديث والمفاكهة، وقد شذ عنه الشمع الذي يستصبح به. ومما يستدرك عليه: الشماع والشماعة، بكسرهما: الطرب والضحك والمزاح، قال الشاعر:

بكين وأبكينـنـا سـاعة     وغاب الشماع فما نشنع أي فما نفرح بلهو ولا حديث. ورجل شموع: لعوب ضحوك. والفعل كالفعل، والمصدر كالمصدر. وكشداد: من يعمل الشمع. وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الشماع الحلبي، عرف بابن الطويل، حدث عن المسند أبي الخير محمد بن الحافظ نجم الدين بن تقي الدين بن فهد الهاشمي، وعنه شيخ مشايخ شيوخنا البرهان إبراهيم العمادي، ولده، والمحدث زين الدين عمر بن أحمد، آخر من حدث عن السيوطي.

ش-ن-ع
الشناعة: الفظاعة، وقد شنع، ككرم، نقله الجوهري والصاغاني، وأنشد الأخير للقطامي:

ونحن رعية وهم رعـاة     ولولا رعيهم شنع الشنار فهو شنيع، وشنع، وأشنع، وهو كقولهم: الله أكبر، أي: كبير، على أحد التأويلين. قال أبو ذؤيب الهذلي:

يتناهبان المجد كل واثق     ببلائه واليوم يوم أشنع أي: كريه، وقيل: قبيح، وكذلك يوم شنيع، ومثله قول متمم بن نويرة، رضي الله عنه:

ولقد غبطت بما ألاقي حقبة     ولقد يمر علي يوم أشنـع

صفحة : 5352

والاسم الشنعة، بالضم نقله الجوهري. وأشنع بن عمرو بن طريف: أبو حي من العرب، نقله الصاغاني. وغبرة، هكذا بالموحدة في سائر النسخ، والصواب بالياء التحتية: غيرة شنعاء، أي قبيحة مفرطة، قال أبو النجم:

باعد أم العمر من أسـيرهـا      حراس أبواب على قصورها

و غيرة شنعاء من غيورها قال ابن دريد: شنع الخرقة ونحوها، كمنع: شعثها حتى تنفش. قال غيره: شنع فلانا، أي استقبحه، وقيل: شتمه، هكذا في النسخ، وفي بعض الأصول: سئمه، من السآمة، ومثله في الصحاح، ويدل للأولى قول ابن الأعرابي: شنعه شنعا: سبه، وأنشد الجوهري لكثير:

وأسماء لا مشنوعة بملالة    لدينا، ولا مقلية إن تقلت شنعه شنعا: فضحه، ويقال: شنعنا فلان، أي فضحنا. والشنوع، بالضم: القبح، قال الطرماح يصف النحل:

مخصرة الأوساط عارية الشوى    وبالهام منها نظرة وشـنـوع يقال: في فلان نظرة، وردة، وشنوع، أي قبح، وأنشده شمر، وقال: أي قبح يتعجب منه. قال الليث: يقال: رأى أمرا شنع به، كعلم شنعا بالضم، أي استشنعه، أي رآه شنيعا، قال مروان بن الحكم:

فوض إلى الله الأمور، فإنه     سيكفيك لا يشنع برأيك شانع والمشنوع: المشهور، كما في العباب واللسان. قال ابن دريد: الشنعنع، كسفرجل: المضطرب الخلق، وهو من الشنوع، ويقال: هو الطويل. قال: وأشنعت الناقة: أسرعت في سيرها وجدت. والتشنيع: تكثير الشناعة، يقال: شنع عليه الأمر تشنيعا، أي قبحه. التشنيع: التشمير، يقال: شنع الرجل، إذا شمر وأسرع، وكذلك الناقة. التشنيع: الانكماش والجد في السير، كالتشنع، الأخيرة عن الجوهري، يقال: شنعت الناقة، وأشنعت، وتشنعت: شمرت في سيرها وانكمشت وجدت، فهي إبل مشنعة، حكاه أبو عبيد عن الأصمعي، وأنشد:

كأنه حين بدا تشـنـعـه     وسال بعد الهمعان أخدعه

جأب بأعلى قنتين مرتعه وتشنع: تهيأ للقتال، وهو من الجد والانكماش في الأمر، قاله ابن الأعرابي، وقال أبو عمرو: تشنع للشر: تهيأ له. تشنع الفرس: ركبه وعلاه، نقله الجوهري، وكذلك الراحلة والقرن. تشنع السلاح: لبسه، نقله الجوهري. تشنع الغارة: بثها، نقله الجوهري، وهو قول أبي عمرو، وفي نسخة: شنها. تشنع الثوب، إذا تفزر، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: الشنع، محركة، والشناع، كسحاب: من مصادر شنع، ككرم، ومن الأخير قول عاتكة بنت عبد المطلب:

سائل بنا في قـومـنـا     وليكف من شر سماعه قيسا وما جمعوا لنا في مجمع باق شناعه وهو كقولهم: سقم سقاما، ويجوز أن يراد به الشناعة، فحذفت التاء مضطرة. وامرأة شنيعة، أي قبيحة. ومنظر شنيع، ومتشنع. واستشنعه: عده شنيعا. قال الليث: يقال: قد استشنع بفلان جهله، أي خف. وتشنع القوم: قبح أمرهم باختلافهم، واضطراب رأيهم، قال جرير:

يكفي الأدلة بعد سوء ظنونهم    مر المطي إذا الحداة تشنعوا وتشنع الرجل: هم بأمر شنيع، قال الفرزدق:

لعمري لقد قالت أمامة إذ رأت     جريرا بذات الرقمتين تشنعـا وقصة شنعاء. ورجل أشنع الخلق: مضطربه. والشنعة، بالضم: الجنون، عن ابن الأعرابي. واسم شنيع، وقوم شنع الأسامي، كما في الأساس.

صفحة : 5353

ش-و-ع
الشوع، بالضم: شجر البان، الواحدة شوعة، كما في الصحاح، وجمعه: شياع، أو ثمره، وقال أعرابي من ربيعة: الشوع طوال، وقضبانه طوال سمجة، ويسمى أيضا ثمره الشوع، والثمرة قد تسمى باسم الشجرة، والشجرة قد تسمى باسم الثمرة، وهو يريع ويكثر على الجدب وقلة الأمطار، والناس يسلفون في ثمره الأموال. وقال أبو حنيفة: أخبرني رجل من الأعراب أن رجلا أتى أعرابيا يقتضيه شوعا كان أسلفه، فقال له الأعرابي: إن لم يأت الله من عنده برحمة فما أسرع ما أقتضيك أي إن لم يأت بمطر، وأهل الشوع يستعملون دهنه كما يستعمل أهل السمسم دهن السمسم؛ وهو جبلي. قيل: ينبت في السهل والجبل وأنشد الجوهري للشاعر يصف جبلا:

بأكنافه الشوع والغريف ونسبه بعضهم لقيس بن الخطيم وقال ابن بري والصاغاني هو: لأحيحة بن الجلاح يصف عطنه، وأن له بساتين وأرضين، يزرعها ويسقيها بالسواني، فلا يعبأ بتأخر المطر وانقطاعه:

إذا جمادى منعت قطرهـا     زان جنابي عطن معصف
معرورف أسبل جـبـاره     أسود كالغابة مـغـدودف
يزخر في أقطاره مغـدق    بحافتيه الشوع والغـريف

وشوع رأسه ككرم، يشوع، شوعا، بالفتح، إذا اشعان، قاله أبو عمرو، هكذا في النسخ، والصواب أبو عمر، أي: المطرز، عن ابن الأعرابي. قال الأزهري: هكذا رواه عنه، والقياس شوع رأسه كفرح يشوع شوعا. قال ابن دريد: الشوع، محركة: انتشار شعر الرأس وتفرقه وصلابته، حتى كأنه شوك، قال الشاعر:

ولا شوع بخديها     ولا مشعنة قهدا وهو أشوع، وهي شوعاء، وبه سمي الرجل أشوع، ج: شوع، بالضم. قال ابن عباد: الشوع: بياض أحد خدي الفرس وهو أشوع، وهي شوعاء. وقاضي الكوفة سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني، كأحمد، من الثقات الأثبات، نقله الصاغاني قلت: وقد روى عن بشر بن غالب، وربيعة بن أبيض، والشعبي، وعنه الحارث بن حصيرة، والحجاج بن أرطاة، وسلمة بن كهيل، كذا في حواشي الكمال. والمشواع، كمحراب: محراث التنور، عن ابن عباد، قال: كأنه من شيع النار، وأصله مشياع، ولكنه كصبيان وصبوان، كما في العباب. قال ابن الأعرابي: يقال للرجل: شع شع بضمهما، وهو أمر بالتقشف وتطويل الشعر، ومنه قيل: فلان ابن أشوع. قال الجوهري: يقال: هذا شوع هذا، وشيع هذا، للذي ولد بعده ولم يولد بينهما، هكذا نص الصحاح والعباب واللسان، وليس في كل منها شيء، وإنما زاده المصنف. ومما يستدرك عليه: شوع القوم تشويعا: جمعهم، وبه فسر قول الأعشى:

نشوع عونا ونجتابها ويقال منه: شيعة الرجل، والأكثر أن يكون عين الشيعة ياء، لقولهم: أشياع، اللهم إلا أن يكون من باب أعياد، أو يكون شوع على المعاقبة. وشاعة الرجل: امرأته، وإن حملتها على معنى المشايعة واللزوم فألفها ياء. ومضى شوع من الليل، وشواع، حكي عن ثعلب، قال ابن سيده: ولست منه على ثقة. قلت: والصواب أنه بالسين المهملة، وقد تقدم. والمشواع، كمحراب: شستقة تحت خمار المرأة، نقله الصاغاني عن ابن عباد. وقال ابن القطاع: أشاع ببوله: قطره قليلا قليلا. وأشوع الرجل أخاه: ولد بعده.

ش-ي-ع

صفحة : 5354

شاع الخبر في الناس يشيع شيعا، بالفتح، وشيوعا، بالضم، ومشاعا، بالفتح، وشيعوعة، كديمومة، وشيعانا، محركة، اقتصر الجوهري منها على الرابع، فهو شائع: ذاع وفشا وظهر وانتشر، وقولهم: هذا خبر شائع، وقد شاع في الناس، معناه: قد اتصل بكل أحد، فاستوى علم الناس به، ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض. وسهم شائع وشاع، ومشاع: غير مقسوم، الثاني مقلوب كما يقال: سائر الشيء، وساره، قاله الجوهري، قال ابن بري: وشاهده قول ربيعة بن مقروم:
له رهج من التقريب شاع أي شائع، ومثله:

خفضوا أسنتهم فكل ناع أي نائع. ويقال: ما في هذه الدار سهم شائع، أي مشتهر ومنتشر، ونصيب فلان في جميع هذه الدار شائع ومشاع، أي ليس بمقسوم ولا بمعزول. يقال: هذا شيع هذا، أي شوعه، أو مثله، الأخير قول أبي عبيد. والشيع: المقدار، يقال: أقام فلان شهرا أو شيعه. نقله الجوهري، أي مقداره أو قريبا منه. الشيع: ولد الأسد، كما في بعض نسخ الصحاح، وزاد صاحب اللسان: إذا أدرك أن يفرس، وفي بعضها: الأسد، والأول قول الليث وابن دريد. وآتيك غدا أو شيعه، أي بعده، كما في الصحاح، وزاد في اللسان: وقيل: اليوم الذي يتبعه، قال عمر بن ربيعة:

قال الخليط غدا تصدعنا    أو شيعه، أفلا تشيعنـا وفي الصحاح: أفلا تودعنا. وشيع الله: اسم، كتيم الله، وهو شيع الله بن أسد بن وبرة، نقله الحافظ. وشيعان: ع، باليمن، من مخلاف سنحان. وشيعة الرجل، بالكسر: أتباعه وأنصاره، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، وقال الأزهري: معنى الشيعة: الذين يتبع بعضهم بعضا وليس كلهم متفقين. وفي الحديث: القدرية شيعة الدجال ، أي أولياؤه. أصل الشيعة: الفرقة من الناس على حدة، وكل من عاون إنسانا وتحزب له فهو له شيعة، قال الكميت:

وما لي إلا آل أحـمـد شـيعة     وما لي إلا مشعب الحق مشعب ويقع على الواحد، والاثنين، والجمع، والمذكر، والمؤنث، بلفظ واحد، ومعنى واحد. وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليا وأهل بيته، رضي الله عنهم أجمعين، حتى صار اسما لهم خاصا ، فإذا قيل: فلان من الشيعة عرف أنه منهم، وفي مذهب الشيعة كذا، أي عندهم، أصل ذلك من المشايعة، وهي المطاوعة والمتابعة. وقيل: عين الشيعة واو، من شوع قومه، إذا جمعهم، وقد تقدمت الإشارة إليه قريبا، وقال الأزهري: الشيعة: قوم يهوون هوى عترة النبي صلى الله عليه وسلم، ويوالونهم. قال الحافظ: وهم أمة لا يحصون، مبتدعة، وغلاتهم الإمامية المنتظرية، يسبون الشيخين، وغلاة غلاتهم ضلال يكفرون الشيخين، ومنهم من يرتقي إلى الزندقة، أعاذنا الله منها. ج: أشياع وشيع، كعنب، قال الله تعالى: كما فعل بأشياعهم وقوله تعالى: ولقد أهلكنا أشياعكم قيل: المراد بالأشياع أمثالهم ممن الأمم الماضية، ومن كان مذهبه مذهبهم ، قال ذو الرمة:

أستحدث الركب عن أشياعهم خبرا     أم راجع القلب من أطرابه طرب وقال تعالى: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا أي فرقا مختلفين، كل فرقة تكفر الفرقة المخالفة لها، يعني به اليهود والنصارى. وشعت بالشيء، كبعت: أذعته وأظهرته، هكذا في النسخ: بالشيء، ومثله في العباب، والأولى بالسر، كما في اللسان، كأشعته، وأشعت به، قال الطرماح:

جرى صببا أدى الأمانة بعدما     أشاع بلوماه علي مـشـيع

صفحة : 5355

شعت الإناء شيعا: ملأته، فهو مشيع، كمبيع، ومنه: هو ضب مشيع، للحقود، كما سيأتي. من المجاز: في الدعاء: حياكم الله، وشاعكم السلام، كمال عليكم السلام، هكذا في النسخ، وفيه سقط، والصواب: كما يقال: عليكم السلام، قال الشاعر:

ألا يا نخلة من ذات عرق     برود الظل شاعكم السلام وهذا إنما يقوله الرجل لأصحابه إذا أراد أن يفارقهم، كما قال قيس بن زهير لما اصطلح القوم: يا بني عبس، شاعكم السلام، فلا نظرت في وجه ذبيانية قتلت أباها أو أخاها، وسار إلى ناحية عمان، وهناك عقبه وولده، كما في الصحاح والعباب. شاعكم السلام: تبعكم، نقله الصاغاني، أو شاعكم: لا فارقكم، وهو قريب من قول ثعلب: أي صحبكم وشيعكم. ومنه قولهم: شاعك الخير، أي لا فارقك، قال لبيد رضي الله عنه:

فشاعهم حمد وزانت قبورهم     أسرة ريحان بقاع مـنـور شاعكم: ملأكم السلام، يشاعكم شيعا، وهذا نقله يونس. يقال: شاعكم الله بالسلام، كما في الأساس. والمعنى واحد، ويقال: أشاعكم السلام وأشاعكم به: أتبعكم، أي عمكم وجعله صاحبا لكم وتابعا. وقال ثعلب: معنى أشاعكم السلام: أصحبكم إياه، وليس ذلك بقوي. والشاع: بول الجمل الهائج، فهو يقطعه إذا هاج، نقله الأصمعي، وأنشد:

ولقد رمى بالشاع عند مناخه    ورغا وهدر أيما تـهـدير أو المنتشر من بول الناقة إذا ضربها الفحل شاع أيضا، نقله الأصمعي كذلك، وأنشد:

يقطعن للإبساس شاعا كـأنـه    جدايا على الأنساء منها بصائر قد أشاعت به إشاعة، إذا رمته رميا، وأرسلته متفرقا وقطعته، مثل أوزغت ببولها، وأزغلت، ولا يكون ذلك إلا إذا ضربها الفحل، ولا تكون الإشاعة إلا في الإبل. والشاعة: الزوجة، لمشايعتها الزوج ومتابعتها، قاله شمر، ومنه الحديث: أنه قال لعكاف بن وداعة الهلالي رضي الله عنه: ألك شاعة كما في العباب. قلت: وورد أيضا أن سيف بن ذي يزن قال لعبد المطلب: هل لك من شاعة? أي زوجة. الشاعة: الأخبار المنتشرة، عن ابن الأعرابي. والشياع، ككتاب، هكذا في نسخ الصحاح، ووجد بخط أبي زكريا: المشياع كمحراب: دق الحطب تشيع به النار، أي توقد، وقد يفتح، والكسر أفصح، كما يقال: شباب للنار، وجلاء للعين، وعليه اقتصر الجوهري، وهو مجاز. في حديث علي رضي الله عنه: أمرنا بكسر الكوبة والكنارة والشياع، قال ابن الأعرابي: الشياع: مزمار الراعي، ومنه قول مريم عليها السلام: اللهم سقه بلا شياع، تعني الجراد، أي بلا زمارة راع. وفي الأساس: هو منفاخ الراعي، سمي به لأنه يصيح بها على الإبل فتجتمع. الشياع: صوته، وهذا نقله الجوهري، وأنشد:

حنين النيب تطرب للشياع وهو قول قيس بن ذريح، وصدره:

إذا ما تذكرين يحن قلبي

صفحة : 5356

وروى أبو محمد الباهلي: حنين العود. الشياع: الدعاة، عن ابن الأعرابي، وهي جمع داع، ووقع في التكملة: الشياع: الدعاء. قال أبو سعيد: يقال: هم شيعاء فيها، كفقهاء، أي كل واحد منهم شيع لصاحبه، ككيس، وكذا هذه الدار شيعة بينهم، أي مشاعة. والمشيع، كمكيل: الحقود المملوء لؤما، قال ابن الأعرابي: سمعت أبا المكارم يذم رجلا يقول: هو خب مشيع، أراد أنه مثل الضب الحقود، ولا ينتفع به، من قولك: شعته أشيعه، إذا ملأته، وهو مجاز. قال ابن دريد: المشيعة، كمكنسة: قفة للمرأة، لقطنها ونحوه، كما في العباب واللسان، سميت بذلك لأنها تصحبها وتتبعها. الشيوع، كصبور، الوقود والثقوب. قال أبو حنيفة: هو الضرام من الحطب، وهو ما دق من النبات فأسرعت فيه النار الضعيفة حتى تقوى على الجزل، تقول: أعطني شيوعا وثقوبا. انتهى، أي كما تقول: أعطني شياعا وشبابا، كما قاله الزمخشري، ولو ذكره عند الشياع كان أولى وأجمع، وأجرى على قاعدته. قال أبو حنيفة: الشيعة: بالفتح، وإنما ضبطه لئلا يظن أنه بتشديد التحتية، فليس قوله: بالفتح مستدركا: شجرة دون القامة، لها قضبان فيها عقد ونور أحمر مظلم صغير، أصغر من الياسمينة، تجرسها النحل، ويأكل الناس قداحها، يتصححون به، وله حرارة في الفم، وعسلها طيب الرائحة صاف شديد الصفاء، هكذا في العباب، زاد في التكملة فتطيب، والضمير إلى الشجرة، ونص كتاب النبات: به، أي بنورها، وهو الصواب، قال صاحب اللسان: وجدنا في نسخة من كتاب النبات موثوق بها: تعبق، بضم التاء وتخفيف الباء، وفي نسخة أخرى: تعبق، بتشديد الباء. زاد في العباب: وهي مرعى، ومنابتها القيعان، وقرب الزرع. وأشاع بالإبل: أهاب بها، أي صاح بها، ودعاها إذا استأخر بعضها. قال الزمخشري: ومنه سمي منفاخ الراعي شياعا، وقال الطرماح يصف النحل:

إذا لم تجد بالسهل رعيا تطرقت     شماريخ لم ينعق بهن مشـيع أي لم يصوت بهن مصوت. أشاعت الناقة ببولها، وكذا شاعت، كما في الأساس: رمت به متفرقا وقطعته، وهذا قد تقدم للمصنف قريبا، فهو تكرار، وكذلك: أشاع الجمل، ففي عبارة المصنف مع التكرار قصور لا يخفى، وقد سبق أن الإشاعة لا تكون إلا للإبل. ورجل مشياع، كمذياع زنة ومعنى، أي يذيع السر، ويشيعه ولا يكتمه. وشيع بالإبل: أشاء بها، هكذا في سائر النسخ، ومثله في نسخ العباب، وصوابه: أشاع بها، أي صاح بها، كما في الأساس واللسان. شيع فلانا عند رحيله: خرج معه، ليودعه ويبلغه منزله، قاله الليث، وقيل: هو أن يخرج معه يريد صحبته وإيناسه إلى موضع ما. من المجاز: شيع شهر رمضان، إذا صام بعده ستة أيام من شوال، أي أتبعه بها. شيعه بالنار: أحرقه، وقيل: كل ما أحرق فقد شيع. من المجاز: شيع فلانا، إذا شجعه وجرأه، يقال: فلان يشيعه على ذلك، أي يقويه، ومنه تشييع النار بإلقاء الحطب عليها يقويها، قال كثير:

فيا قلب كن عنها صبورا فإنها     يشيعها بالصبر قلب مشـيع شيع الراعي، إذا نفخ في اليراع، وهي القصبة، قاله الليث. قال ابن السكيت: شيع النار: ألقى عليها حطبا يذكيها به، نقله الجوهري، قال كثير:

وأعرض من رضوى مع الليل دونها     هضاب ترد العين عـمـن يشـيع

صفحة : 5357

من المجاز: المشيع، كمعظم: الشجاع، نقله الجوهري ومنهم من خص فقال: من الرجال، سمي به لأن قلبه لا يخذله، كأنه يشيعه، أو كأنه شيع بغيره، أو بقوة قلبه، وفي الأساس: وقد شيع قلبه بما يركب به كل هول. وفي اللسان: قد شيعته نفسه على ذلك، وشايعته وشجعته، قال رؤبة:

وقد أشج الصحصحان البلقعـا     فأذعر الوحش وأطوي المسبعا

في الوفد معروف السنا مشيعا من المجاز: المشيع: العجول، نقله الزمخشري وابن عباد. في الحديث: نهى صلى الله تعالى عليه وسلم عن المشيعة في الأضاحي، تروى بالفتح، أي التي تحتاج إلى من يشيعها أي يسوقها، لتأخرها عن الغنم، حتى يتبعها الغنم، لضعفها وعجفها، فهي لا تقدر على اللحوق بهم إلا بالسوق، تروى بالكسر أيضا، وهي التي لا تزال تشيع الغنم، أي تتبعها، لعجفها، أي لا تلحقها، فهي أبدا تمشي وراءها. يقال: شايعه، كما يقال: والاه، من الولي. كما في الصحاح. شايع بإبله: صاح ودعاها إذا استأخر بعضها. شايع فلانا، إذا تابعه على أمر أو رأي وقواه، ومنه حديث صفوان: أرى موضع الشهادة لو تشايعني نفسي، أي تتابعني، وأصل المشايعة: المتابعة والمطاوعة. والمشايع: اللاحق، نقله الجوهري، قال لبيد رضي الله عنه:

تبكي على إثر الشباب الذي مضى     ألا إن إخوان الشباب الرعـارع
أتجزع مما أحدث الدهر بالفتـى      وأي كريم لم تصبه الـقـوارع
وما المال والأهـلـون إلا وديعة      ولا بد يومـا أن تـرد الـودائع
فيمضون أرسالا ونخلف بعدهـم       كما ضم أخرى التاليات المشايع

هكذا فسره أبو عبيد. وتشيع الرجل: إذا ادعى دعوى الشيعة، كما في الصحاح والعباب، أو صار شيعيا، كما يقال: تحنف، وتشفع. قال أبو سعيد: هما متشايعان في دار أو أرض ومتشاعان، هكذا في النسخ، وصوابه: مشتاعان، أي شريكان فيها، وهم شيعاء فيها، وكل واحد منهم شيع لصاحبه، وقد تقدم. أبو بكر محمد بن منصور الشيعي، بالكسر، من شيعة المنصور، محدث روى عن نصر بن علي الجهضمي، وعنه أبو حفص الكتاني. يقال: هو شيع نساء، بالكسر، أي يشيعهن، أي يتبعهن ويخالطهن. ومما يستدرك عليه: وتشايع القوم: صاروا شيعا، والشياع، بالكسر: المتابعة، كالتشيع. وشيعه على رأيه، وشايعه كلاهما: تابعه وقواه، وشيعته نفسه على ذلك وشايعته كلاهما: تبعته وشجعته، قال عنترة:

ذلل ركابي حيث كنت مشايعي     لبي، وأحفزه برأي مـبـرم وشايعه عند الرحيل: شيعه. ويقال: ما تشايعني رجلي ولا ساقي، أي لا تتبعني ولا تعينني على المشي، وأنشد شمر:

وأدماء تحبو ما يشايع ساقهـا     لدى مزهر ضار أجش ومأتم

صفحة : 5358

يقول: قد عقرت، فهي تحبو لا تمشي، والضاري الذي قد ضري من الضرب به. وتشيع في الشيء: استهلك في هواه. وشاع الشيب شيعا وشياعا وشيعانا وشيوعا وشيعوعة ومشيعا: ظهر وتفرق. وشاع فيه الشيب، والمصدر ما تقدم، وتشيعه، كلاهما: استطار، وهو مجاز. وأشاع ذكر الشيء: أطاره. وأشعت المال بين القوم، والقدر في الحي، إذا فرقته فيهم، نقله أبو عبيد. وكل شيء يكون به تمام الشيء أو زيادته فهو شائع له. وشيعه تشييعا: أرسله وأتبعه. وشاع الصدع في الزجاجة: استطار وافترق، عن ثعلب. وجاءت الخيل شوائع، وشواعي، على القلب، أي متفرقة، قال الأجدع بن مالك بن مسروق بن الأجدع:

وكأن صرعاها قداح مقـامـر     ضربت على شزن فهن شواعي وشاعت القطرة من اللبن في الماء، وتشيعت: تفرقت، وكذا شيع فيه، أي: تفرق فيه. واشتاعت الناقة ببولها، كأشاعت، وأشاعت: خدجت وفي الحديث: الشياع حرام قال ابن الأثير: كذا رواه بعضهم، وفسره بالمفاخرة بكثرة الجماع، وقال أبو عمرو: إنه تصحيف، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة، كما تقدم، قال: وإن كان محفوظا فلعله من تسمية الزوجة شاعة. وبنات مشيع: قرى معروفة، قال الأعشى:

من خمر بابل أعرقت بمزاجها     أو خمر عانة أو بنات مشيعا ويقال: هذا شيع هذا: للذي ولد بعده ولم يولد بينهما، نقله الجوهري في ش-و-ع ، وقلده المصنف، وما يغني عن ذكره هنا. وتشايعت الإبل: تفرقت. وشايع بهم الدليل، فأبصروا الهدى، أي نادى بهم، وشيع هذا بهذا: قواه به. وتشيعه الغضب: استخفه وضرمه، كما تشيع النار، وهو مجاز. والحسن بن عمرو المروزي، وإسماعيل بن يونس الشيعيان، بالكسر، إلى شيعة المنصور، الأول روى عن مسلم بن مقاتل المكي، والثاني شيخ للدارقطني. ومحمد بن عيسى الشيعي، بفتح الياء: شيخ للحاكم.