الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الثالث عشر: فصل الصاد المهملة مع العين: الجزء الأول

فصل الصاد المهملة مع العين

الجزء الأول

ص-ب-ع
الأصبع، مثلثة الهمزة، ومع كل حركة تثلث الباء الموحدة، فهي تسع لغات، ذكر الجوهري منها خمسا، وهي بكسر الهمزة وضمها، والباء مفتوحة فيهما، وبإتباع الكسرة الكسرة، وإتباع الضمة الضمة، وأصبع، كأضرب أنا، أي بفتح الهمزة مع كسر الباء، وثنتان زادهما الصاغاني، وهي بكسر الأول وضم الثالث، وبإتباع الفتح الفتحة، كأفكل، وثنتان زادهما المصنف وهما، بفتح الأول وضم الثالث، وبضم الأول وكسر الثالث، والعاشر: أصبوع بالضم، كأظفور وأرغول، وقد جمعهما في بيت، وهو:

تثليث با إصبع مع كسر همزتـه    من غير قيد مع الأصبوع قد كملا

صفحة : 5359

قال شيخنا: وقوله: مع كسر همزته فيه نظر، ولو قال: مع ضبط همزته، بغير قيد، لكان أنص على المراد. ويأتي في أنملة بيت آخر أعذب من هذا، قلت: وهي بكسر الأول وضم الثالث نادر، كل ذلك عن كراع، في كتابيه: المجرد والمنضد، وحكاهن أيضا اللحياني في نوادره عن يونس. وقال ياقوت في المعجم: في إصبع اليد ثلاث لغات جيدة مستعملة، وهن: إصبع، ونظائره قليلة، جاء منه: إبرم: نبت، وإبين: اسم رجل نسبت إليه عدن، إبين وإشفى: للمثقب، وإنفحة. وإصبع، كإثمد، وأصبع كأبلم. وحكى النحويون لغة رابعة رديئة، وهي أصبع، بفتح أوله مع كسر الثالث، انتهى. مؤنثة في كل ذلك، وقد تذكر، والغالب التأنيث، كما في العباب، زاد شيخنا في الإصبع، وفي أسمائها خصوصا كالخنصر والبنصر، نعم جزم قوم بتذكير الإبهام، وفي اللسان روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دميت إصبعه في حفر الخندق، فقال:

هل أنت إلا إصبع دميت     وفي سبيل الله ما لقيت فأما ما حكاه سيبويه من قولهم: ذهبت بعض أصابعه، فإنه أنث البعض لأنه إصبع في المعنى، وإن ذكر الإصبع مذكرا جاز، لأنه ليس فيها علامة التأنيث، وقال شيخنا: والتذكير إنما ذكره شرذمة، كابن فارس، وتبعه المصنف، قلت: ونقله الليث أيضا، فقال: يقال: هذا إصبع، على التذكير في بعض اللغات، وأنشد للبيد رضي الله عنه:

من يمدد الله عليه إصبعا     بالخير والشر بأي أولعا وقال الصاغاني: ليس الرجز للبيد ما قاله الليث، ولكنه روي على غير وجه:

من يجعل الله عليه إصـبـعـا     في الخير أو في الشر يلقاه معا

صفحة : 5360

ج: أصابع، وأصابيع، بزيادة الياء، والإصبع، كدرهم: جبل بنجد، نقله ياقوت بغير ألف ولام. وذو الإصبع: حرثان بن محرث بن الحارث بن شباة بن وهب بن ثعلبة بن الظرب بن عمرو بن عباد بن يشكر بن عدوان العدواني، الحكيم الشاعر الخطيب المعمر، قيل له ذلك لأنه نهشت أفعى إبهام رجله، فقطعها، فلقب به، وقيل: كانت له إصبع زائدة. ذو الإصبع: حبان بن عبد الله التغلبي الشاعر، من ولد عنز بن وائل، أخي بكر وتغلب ابني وائل، وبه تعرف أن الصواب في نسبه العنزي بل قيل في هذا أيضا: ذو الأصابع. وذو الإصبع: شاعر آخر متأخر لم يسم، من مداح الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، كما في التكملة، وفي التبصير: هو ذو الإصبع الكلبي، شاعر في التابعين. قلت: وساق نسبه الصاغاني في العباب، فقال: هو حفص بن حبيب بن حريث بن حسان بن مالك بن عبد مناة بن امرئ القيس بن عبد الله بن عليم بن جناب الكلبي. وقال في التكملة: ذو الإصبع الكلبي ، وذو الإصبع العليمي: شاعران. قلت: وهو غلط، والصواب أنهما واحد، وفي كتاب الشعراء للآمدي - بعدما ذكر ذا الإصبع الكلبي - ما نصه: وذو الإصبع أنشد له أبو عمرو الشيباني في كتاب الحروف أبياتا في مدح الوليد بن يزيد، قلت: فهذا يدل على أن الذي مدح الوليد غير الكلبي، وكأن المصنف لم ير الفرق بينهما فتأمل. وزكي الدين عبد العظيم بن عبد الواحد بن أبي الإصبع الشاعر المصري، متأخر، كتب عنه الحافظ، شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي شيئا من شعره. وذو الأصابع التميمي، أو الخزاعي، أو الجهني: صحابي، رضي الله عنه، سكن بيت المقدس، له حديث في مسند أحمد متنه: عليك ببيت المقدس . من المجاز: يقال: للراعي على ماشيته إصبع: أي أثر حسن، يشار إليها بالأصابع، لحسنها وسمنها، وحسن أثر الرعاة فيها، ويقال أيضا: فلان من الله عليه إصبع حسنة، أي أثر نعمة حسنة، وإنما قيل للأثر الحسن: إصبع، لإشارة الناس إليه بالإصبع. وقال ابن الأعرابي: إنه لحسن الإصبع في ماله، وحسن المس في ماله، أي حسن الأثر، وأنشد:

أوردها راع مرئ الإصبع     لم تنتشر عنه، ولم تصدع وأنشد الأصمعي للراعي:

ضعيف العصا بادي العروق ترى لهعليه إذا ما أجدب الناس إصبعا وإصبع خفان: بناء عظيم قرب الكوفة، من أبنية الفرس، قال ياقوت: أظنهم بنوه منظرة هناك على عادتهم في مثله. وذات الإصبع: رضيمة لبني أبي بكر بن كلاب، عن الأصمعي، وقيل: هي في ديار غطفان، والرضام: صخور كبار يرضم بعضها على بعض، نقله ياقوت. من المجاز: هو مغل الإصبع، أي خائن، وأنشد ابن الأعرابي للكلابي:

حدثت نفسك بالبقاء ولم تكن     للغدر خائنة مغل الإصبع

صفحة : 5361

وأصابع الفتيات، كذا في العباب والتكملة، وفي المنهاج لابن جزلة: أصابع الفتيان، وفي اللسان: أصابع البنيات: ريحانة تعرف بالفرنجمشك، قال أبو حنيفة: تنبت بأرض العرب من أطراف اليمن. قلت وفرنجمشك فارسية، ويقال أيضا: افرنجمشك، بزيادة الألف، وهو قريب من المرزنجوش في أفعاله، شمه يفتح سدد الدماغ، وينفع من الخفقان من برد، وقد رأيته باليمن كثيرا. وأصابع هرمس، هو فقاح السورنجان وقوته كقوة السورنجان. وأصابع العذارى: صنف من العنب أسود طوال كالبلوط، شبه ببنانهن المخضبة، وعنقوده نحو الذراع، متداخس الحب، وله زبيب جيد، ومنابته السراة. وأصابع صفر: أصل نبات شكله كالكف أبلق من صفرة وبياض، صلب فيه يسير من حلاوة، ومنه أصفر مع غبرة بغير بياض. قاله ابن جزلة، نافع من الجنون خاصة، ومن السموم ولدغ الهوام، ويحل الفضول الغليظة. وأصابع فرعون: شيء شبه المراويد في طول الإصبع أحمر، يجلب من بحر الحجاز، مجرب لإلحام الجراحات سريعا. وذات الأصابع: ع، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

عفت ذات الأصابع فالجواء     إلى عذراء منزلها خـلاء في الصحاح: قال أبو زيد: صبع به، وعليه، كمنع، صبعا: أشار نحوه بإصبعه مغتابا. صبع فلانا على فلان: دله عليه بالإشارة، ومثله في العباب. وقيل: صبع به وعليه: أراده بشر والآخر غافل لا يشعر، وهذا كله مأخوذ من الإصبع، لأن الإنسان إذا اغتاب إنسانا أشار إليه بإصبعه، وإذا دل إنسانا على طريق ، أو شيء خفي، أشار إليه بالإصبع. ويقال: ما صبعك علينا. صبع الإناء: وضع عليه إصبعه حتى سال عليه ما في إناء آخر، نقله الجوهري، عن أبي عبيد في المصنف، وقيل: صبع الإناء، إذا كان فيه شراب، وقابل بين إصبعيه، ثم أرسل ما فيه في شيء ضيق الرأس. قال الأزهري: وصبع الإناء: أن يرسل الشراب الذي فيه بين طرفي الإبهامين أو السبابتين، لئلا ينتشر، فيندفق. صبع الدجاجة صبعا: أدخل فيها إصبعه، ليعلم أنها تبيض أم لا، نقله الزمخشري والصاغاني. من المجاز: الصبع والمصبعة: الكبر التام والتيه، والمصبوع: المتكبر، قاله ابن الأعرابي. ويقال لمن يتكبر في ولايته: صبعه الشيطان، وأدركته أصابع الشيطان. ومما يستدرك عليه: صبعه صبعا: أصاب إصبعه. وصبع بين القوم صبعا: دل عليهم غيرهم. وله إصبع في هذا الأمر، كقولهم: رجل، وهو مجاز. وصبع على القوم صبعا: طلع عليهم، وقيل: أصله صبأ، بالهمز، فأبدلوا. وفي الحديث: قلب المؤمن يبين إصبعين من أصابع الله، يقلبه كيف شاء وفي بعض الروايات: قلوب العباد بين إصبعين معناه أن تقلب القلوب بين حسن آثاره وصنعه تبارك وتعالى، وقيل: هو جار مجرى التمثيل والكناية عن سرعة تقلب القلوب، وإطلاقها عليه مجاز. وأبو الإصبع: محمد بن سنيس الصوري: محدث مر للمصنف في س-ن-س. ويقال: قرب إليه طعام فما صبع فيه، أي ما أدخل إصبعه فيه، وقد مر في الهمز. ويقول الإنسان، في الأمر الشاق إذا أضيف إلى الرجل القوي المستقل بعبئه: إنه يأتي عليه بإصبع. وكذا إنه يكفيه بصغرى أصابعه.

ص-ت-ع
الصتع، محركة: التواء في رأس الظليم وصلابة، نقله الجوهري، وأنشد:

عاري الظنابيب منحص قوادمه     يرمد حتى ترى في رأسه صتعا

صفحة : 5362

قال ابن عباد: الصتع: لطافة في رأسه. قال أبو عمرو: الصتع: الشاب القوي، وأنشد:

يا بنت عمرو قد منحت ودي    والحبل ما لم تقطعي فمدي

وما وصال الصتع القمـد قال أيضا: الصتع: حمار الوحش. يقال: صتعه، كمنعه: صرعه كذا في التكملة. قال الليث: التصتع: التردد في الأمر مجيئا وذهابا. وزاد غيره: لا يدري أين يتوجه، أو هو أن يجيء وحده لا شيء معه، قاله أبو زيد أو هو أن يجيء عريانا. كما في نوادر الأعراب، أو هو أن يذهب مرة ويعود أخرى، نقله الليث، ويقال: جاء فلان يتصتع إلينا بلا زاد ولا نفقة، ولا حق ولا واجب. والصنتع، كقنقذ: الحمار الصغير الرأس، وقال الجوهري: الصنتع من النعام: الصلب الرأس، وأنشد للطرماح:

صنتع الحاجبين خرطه البق     ل بديئا قبل استكاك الرياض قال الصاغاني في التكملة: وليس الصنتع في هذا البيت الظليم، وإنما يصف الحمار الصغير الرأس، واختلف في وزنه، فقال ابن دريد: وزنه فنعل، وفي الأبنية لابن القطاع أنه فعلل، وسيعاد إن شاء الله تعالى قريبا لهذا الاختلاف. ومما يستدرك عليه: في نوادر الأعراب: هذا بعير يتسمح ويتصتع، إذا كان طلقا. وصتع له: صمد له، لغة في صتأ، بالهمز. والمصنتع: الصنتع.

ص-د-ع
الصدع: الشق في شيء صلب، كالزجاجة والحائط ونحوهما، قاله الليث، وأنشد لحسان يهجو الحارث بن عوف المري:

وأمانة المري حيث لـقـيتـه     مثل الزجاجة صدعها لم يجبر وجمعه صدوع، قال قيس بن ذريح:

أيا كبدا طارت صدوعا نوافذا      ويا حسرتا ماذا تغلغل بالقلب

صفحة : 5363

ذهب فيه إلى أن كل جزء منها صار صدعا، وتأويل الصدع في الزجاجة أن يبين بعضه من بعض. الصدع: الفرقة من الشيء كالغنم ونحوه، سميت بالمصدر كما قيل للمخلوق: خلق، وللمحمول: حمل، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه في صدقة الغنم -: ثم يصدع الغنم صدعين. الصدع: الرجل الضرب الخفيف اللحم، وقد يحرك، كما في الصحاح، وقال الكسائي: رأيت رجلا صدعا، وهو: الربعة القليل اللحم، وفي حديث حذيفة: فإذا صدع من الرجال، فقلت: من هذا الصدع? يعني: من هذا الربعة في خلقه، رجل بين الرجلين، وهو كالصدع من الوعول: وعل بين الوعلين. الصدع: نبات الأرض، لأنه يصدعها، أي يشقها فتنصدع به، وفي التنزيل: والأرض ذات الصدع قال ثعلب: هي الأرض تنصدع بالنبات، وهو مجاز. يقال: الناس عليهم صدع واحد، أي ألب واحد، أي مجتمعون بالعداوة، وكذلك هم وعل عليه، وضلع واحد. قاله أبو زيد. الصدع، بالكسر: الجماعة من الناس، عن ابن عباد. الصدع: الشقة من الشيء، اسم من صدع الشيء صدعين، إذا شقه بنصفين. الصدعة، بهاء: الصرمة من الإبل، نقله الجوهري، وقال أبو زيد: الصرمة، والقصلة، والحدوة: ما بين العشرة إلى الأربعين من الإبل، فإذا بلغت ستين فهي الصدعة. قلت: ففي هذا إزالة الإبهام عن معنى الصدعة، والنص على كميتها. الصدعة: الفرقة من الغنم، نقله الجوهري، يقال: صدعت الغنم صدعتين، أي فرقتين، كل واحدة منهما صدعة، وقيل: الصدعة: القطعة من الغنم إذا بلغت ستين، وقيل: هو القطيع من الظباء والغنم. الصدعة: النصف من الشيء المشقوق نصفين، كل شق منه صدعة، كالصديع، فيهما، هكذا بضمير التثنية في سائر النسخ، والصواب: فيها، أي في الثلاثة، فإن الصديع يطلق على الفرقة من الغنم، وعلى الصرمة من الإبل، وعلى كل شيء يشق نصفين، فكل شق منه صديع، والأخير قد يأتي أيضا في سياق المصنف فيما بعد، ولو اقتصر على هذا كان أجود، وشاهد الصديع - بمعنى الصرمة من الإبل - قول المرار بن سعيد الفقعسي يصف الإبل:

إذا أقبلن هـاجـرة أثـارت     من الأظلال إجلا أو صديعا و قوله تعالى: فاصدع بما تؤمر أي: شق جماعاتهم بالتوحيد، قاله ابن الأعرابي، أو معناه اجهر بما تؤمر، من صدع بالأمر، إذا جاهر به. وقال مجاهد: بالقرآن. أو معناه: أظهر ما تؤمر به، ولا تخف أحدا. من الصديع، وهو الصبح، قاله أبو إسحاق، أو من صدعت الشيء: أظهرته، وقال الفراء: أراد عز وجل فاصدع بالأمر الذي أظهر دينك، أقام ما مقام المصدر، أو احكم بالحق. من صدع بالحق، إذا تكلم به. قيل: افصل بالأمر، نقله بعض المفسرين، وقال الراغب: أي افصله، قال: وهو مستعار من صدع الأجسام. أو اقصد بما تؤمر، نقله ثعلب عن أعرابي كان يحضر مجلس ابن الأعرابي، وكان ابن الأعرابي ربما يأخذ عنه. أو افرق به بين الحق والباطل، نقله ابن عرفة، وهو قول معمر، وبه فسر قول أبي ذؤيب يصف الحمار والأتن:

فكـأنـهـن ربـابة وكـأنـه     يسر يفيض على القداح ويصدع أي يفرق على القداح، أي بالقداح وقيل: معناه: يبين بالحكم، ويخبر بما يجيء، وبه فسر قول جرير يمدح يزيد بن عبد الملك:

هو الخليفة فارضوا ما قضى لكم     بالحق يصدع، ما في قوله جنف

صفحة : 5364

وقال السهيلي في الروض في تفسير قوله تعالى: فاصدع بما تؤمر هو من الصديع، بمعنى الفجر، شبه الجهل بظلمة الليل، والقرآن نور، فصدع به تلك الظلمة، كما يصدع الفجر ظلمة الليل. وصدعه، كمنعه، صدعا: شقه، أو شقه نصفين، أو شقه ولم يفترق، فهي ثلاثة أقوال. ولا يخفى أن الثالث هو عين الأول، فهما قولان لا غير. صدع فلانا: قصده لكرمه، نقله ثعلب عن الأعرابي الذي كان يحضر مجلس ابن الأعرابي. وبه فسرت الآية، كما تقدم، وهو مجاز. صدع بالحق: تكلم به جهارا مفرقا بينه وبين الباطل، وهو مجاز، وبه فسرت الآية، كما تقدم، وبه فسر أيضا الخليل قول أبي ذؤيب السابق، قال: يصدع، أي يقول بأعلى صوته: فاز قدح فلان، أو هذا قدح فلان. صدع بالأمر يصدع صدعا: أصاب به موضعه، وجاهر به. قال أبو زيد: صدع إليه صدوعا: مال. صدعه عنه: صرفه، يقال: ما صدعك عن هذا الأمر، أي ما صرفك، كما في الصحاح، وقال ابن فارس: وناس يقولون: ما صدغك، بالغين المعجمة، وهذا أحسن، وكذلك ذكره ابن دريد بالغين المعجمة. قلت: وقد ذكره الجوهري أيضا بالغين المعجمة، كما سيأتي. صدع الفلاة: قطعها، وهو مجاز وكذلك النهر، إذا شقه. يقال: بينهم صدعات في الرأي والهوى، محركة، أي تفرق، ويقال: أصلحوا ما فيكم من الصدعات، أي اجتمعوا ولا تتفرقوا. ويقال أيضا: إنهم على ما فيهم من الصدعات ألباء كرام. وهو مجاز. يقال: جبل صادع، أي ذاهب في الأرض طولا، وهو مجاز. وكذلك: سيل صادع، كذا في النسخ، وصوابه: سبيل صادع، وواد صادع، وهذا الطريق يصدع في أرض كذا وكذا. قال ابن دريد: الصبح الصادع: المشرق. قال: والمصادع: طرق سهلة في غلظ من الأرض، الواحد مصدع، كمقعد، وهو مجاز. المصادع أيضا: المشاقص من السهام، وبه سميت الكنانة خابئة المصادع، الواحد مصدع كمنبر، وربما قالوا: خطيب مصدع، كمنبر، أي بليغ جريء على الكلام، ذو بيان، كما قالوا: مصلق، ومسلق، ومصقع. والصدع محركة - من الأوعال والظباء والحمر والإبل - : الفتي الشاب القوي، وتسكن الدال ولو قال: ويسكن كما هو دأبه في عباراته، كان أخصر. أو الصدع، بالتحريك: هو الشيء بين الشيئين من أي نوع كان، بين الطويل والقصير، والفتي والمسن، والسمين والمهزول، والعظيم والصغير، وقال الجوهري: الصدع: الوسط من الوعول ليس بالعظيم ولا الصغير، ولكنه وعل بين وعلين، وكذلك هو من الظباء والحمر، لا يقال فيه إلا بالتحريك. قلت: وهو قول ابن السكيت، وأنشد:

يا رب أباز من العفر صدع     تقبض الذئب إليه واجتمع والرجز لمنظور الأسدي، وقال دريد بن الصمة:

يا ليتني فيها جذع     أخب فيها وأضع
أقود وطفاء الزمع     كأنها شاة صـدع

وقال الأعشى:

قد يترك الدهر في خلقاء راسـية      وهيا وينزل منها الأعصم الصدعا وقال ابن الرقاع:

لو أخطأ الموت شيئا أو تخـطـأه     لأخطأ الأعصم المستوعل الصدعا

صفحة : 5365

الصدع من الحديد: صدؤه، وسأل عمر - رضي الله عنه - الأسقف عن الخلفاء، فحدثه حتى انتهى إلى نعت الرابع، فقال: صدع من حديد - ويروى صدأ من حديد - فقال عمر: وادفراه. قال شمر: يريد كالصدع من الوعول المدمج الشديد الخلق، الشاب الصلب القوي، شبهه في خفته في الحروب ونهوضه إلى مزاولة صعاب الأمور - حين يفضى الأمر إليه - بالوعل؛ لتوقله في شعفات الجبال الشاهقة، وجعل الصدع من حديد؛ مبالغة في وصفه بالبأس والنجدة، والصبر والشدة، وقد تقدم شيء من هذا البحث في الهمزة. وكان حماد بن زيد يقول: صدأ من حديد. قال الأصمعي: وهذا أشبه، لأن الصدأ له دفر، وهو النتن، وفي كلام المصنف نظر يتأمل فيه. من المجاز: الصديع، كأمير: الصبح، لانصداعه، وفي العباب: لأنه يصدع الليل، أي يشقه، ويسمى صديعا، كما يسمى فلقا، قال عمرو بن معد يكرب رضي الله عنه:

وكم من غائط من دون سلمى     قليل الإنس ليس به كـتـيع
به السرحان مفتـرشـا يديه     كأن بياض لبـتـه صـديع

الصديع: رقعة جديدة في ثوب خلق، كأنها صدعت، أي شقت، قال لبيد رضي الله عنه:

دعي اللؤم أو بيني كشق صديع      فقد لمت قبل اليوم غير مطيع وكل نصف من ثوب، أو شيء يشق نصفين فهو صديع، وقيل: صديع في قول لبيد هو الرداء الذي شق صدعين، يقال: بات منه كشق صديع، ويضرب في كل فرقة لا اجتماع بعدها، ج: صدع، كتب. الصديع: اللبن الحليب وضعته فبرد، فعلته الدواية، وسمي صديعا؛ لأنك تصدع الدواية عن صريح اللبن. قال ابن عباد: الصديع: الفتي من الأوعال، وقيل: هو المربوع الخلق، أي وعل بين الوعلين، كالصدع، محركة. قال: والصديع: ثوب يلبس تحت الدرع، وهو القميص بين القميصين، لا بالكبير ولا بالصغير. الصداع، كغراب: وجع الرأس، كما في الصحاح، وقال الراغب: هو شبه الانشقاق في الرأس من الوجع، مستعار من الصدع، بمعنى الشق في الحائط وغيره، وأنشد الصاغاني للقطامي يصف ناقة:

وسارت سيرة ترضيك منها      يكاد وشيجها يشفي الصداعا وصدع الرجل، بالضم، تصديعا، كما في الصحاح، أي أصابه الصداع، قال الصاغاني: وهو الاختيار ويجوز في الشعر صدع، كعني، فهو مصدوع. والمصدع، كمحدث: سيف زهير بن جذيمة العبسي أبي قيس، ويقال: اجتمع زهير بن جذيمة وخالد بن جعفر عند بعض ملوك بني نصر بالحيرة، فجرى بينهما فخر، فقال زهير: جدعت والله رجلا من بني جعفر بن كلاب وأنا شاب، فسماني أبي مجدعا، وضربت بسيفي رجلا من بني كلاب، فصدع، فسمي سيفي مصدعا. مصدع: ع، نقله الصاغاني. من المجاز: تصدع، أي تفرق، يقال: تصدع القوم، أي تفرقوا. قال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكا:

وكنا كندماني جـذيمة حـقـبة     من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا كاصدع، بتشديد الصاد والدال، قال الله تعالى: يومئذ يصدعون قال الزجاج: معناه يتفرقون، فيصيرون فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير، وأصلها يتصدعون، قلبت التاء صادا، ثم أدغمت. قال ابن عباد: تصدعت الأرض بفلان، إذا تغيب فيها فارا. وانصدع: انشق، كتصدع، وهما مطاوعا صدعه وصدعه، قال سويد بن أبي كاهل اليشكري:

فبهـم ينـكـى عـدو وبـهـم      يرأب الشعب إذا الشعب انصدع

صفحة : 5366

وقال ابن الرقاع:

ونكبة لو رمى الرامي بها حجـرا     أصم من جندل الصوان لانصدعـا
أتت علي فلم أترك لها سـلـبـي      وما استكنت لها شكوى ولا جزعا.

ومما يستدرك عليه: صدعه تصديعا: شقه، وصدع الفلاة والنهر تصديعا: شقهما وقطعهما، على المثل، قال لبيد:

فتوسطا عرض السري وصدعا      مسجورة متجاوزا قلامـهـا وقول قيس بن ذريح:

فلما بدا منها الـفـراق كـمـا بـدا    بظهر الصفا الصلد الشقوق الصوادع يجوز أن يكون صدع في معنى تصدع، لغة، ويجوز أن يكون على النسب، أي ذات انصداع وتصدع. وانصدعت الأرض بالنبات، وتصدعت: انشقت. وانصدع الصبح: انشق عنه الليل، كما يقال: انفجر، وانفلق، وانفطر. والصديع: الثوب المشقق. وصدع الشيء: بينه وفرقه. وتصدع السحاب: تقطع. وصدعتهم النوى، وصدعتهم: فرقتهم، وهو مجاز. والتصداع تفعال من ذلك. قال قيس بن ذريح:

إذا افتلتت منك النـوى ذا مـودة    حبيبا بتصداع من البين ذي شعب والصدع: الفصل، نقله ابن السكيت، وهو مجاز. والصادع: القاضي بين القوم. وعليه صدعة من مال، بالكسر: أي قليل. والصديع: نحو الستين من الإبل. وقال أبو ثروان: تقول: إنهم على ما ترى من صدعاتهم لكرام. ورجل صدع، بالتحريك: ماض في أمره. وقيل: في قوله تعالى: فاصدع بما تؤمر أي فرق القول فيهم مجتمعين وفرادى. ودليل مصدع، كمنبر: ماض لوجهه. وتصدعوا عني: تفرقوا. ويقال: صدعه صدع الرداء. ويقال: هو أصدعهم بالصواب، في أسرع جواب. والصدع، بالكسر: المرأة تصدع أمر القوم فلا تشعبه، عن ابن عباد. والصديع: الجماعة من البقر. وصدع الليل صدعا: سراه، وهو مجاز، نقله ابن القطاع. وقال السهيلي في الروض: الصديع في بيت الشماخ: ثوب تلبسه النواحة أسود تحت ثوب أبيض وتصدع الأسود عند صدرها، فيبدو الأبيض: نقله قاسم بن ثابت، وأنشد:

كأنهن إذ وردن ليعـا     نواحة مجتابة صديعا وليع: اسم طريق.

ص-ر-ع
الصرع، بالفتح ويكسر، هو الطرح على الأرض، وفي العباب واللسان: بالأرض، وخصه في التهذيب بالإنسان، صارعه فصرعه صرعا وصرعا: الفتح لتميم، والكسر لقيس، عن يعقوب، كما نقله الجوهري كالمصرع، كمقعد، قال هوبر الحارثي:

بمصرعنا النعمان يوم تألبت     علينا تميم من شظى وصميم وهو موضعه أيضا، قال أبو ذؤيب يرثي بنيه:

سبقوا هوي وأعنقوا لهواهـم     فتخرموا، ولكل جنب مصرع

صفحة : 5367

وقد صرعه، كمنعه، وفي الحديث: مثل المؤمن كالخامة من الزرع، تصرعها الريح مرة، وتعدلها أخرى أي تميلها، وترميها من جانب إلى جانب. والصرعة، بالكسر للنوع مثل: الركبة والجلسة، ومنه المثل: سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة. يقال: إذا استمسك وإن لم يحسن الركبة فهو خير من الذي يصرع صرعة لا تضره، لأن الذي يتماسك قد يلحق، والذي يصرع لا يبلغ، ويروى: حسن الصرعة، بالفتح: بمعنى المرة. الصرعة، بالضم: من يصرعه الناس كثيرا. الصرعة كهمزة: من يصرعهم، وهو الكثير الصرع لأقرانه، يطرد على هذين باب، وقد تقدم تحقيقه في ل-ق-ط وفي الحديث: ما تعدون الصرعة فيكم? قالوا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: ليس بذاك، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب ويروى: الحليم عند الغضب وقال الليث: قال معاوية رضي الله عنه: لم أكن صرعة ولا نكحة. وفي اللسان: الصرعة، الذي لا يغلب، وسمى في الحديث: الحليم عند الغضب صرعة لأن حلمه يصرع غضبه، على ضد معنى قولهم: الغضب غول الحلم، قال: فنقله إلى الذي يغلب نفسه عند الغضب ويقهرها، فإنه إذا ملكها كأنه قهر أقوى أعدائه، وشر خصومه، ولذلك قال: أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك وهذا من الألفاظ التي نقلها اللغويون من وضعها لضرب من التوسع والمجاز، وهو من فصيح الكلام؛ لأنه لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ، وقد ثارت عليه شهوة الغضب، فقهرها بحلمه، وصرعها بثباته، كان كالصرعة، الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه، كالصريع والصراعة، كسكين، ودراعة، الثانية عن الكسائي، يقال: رجل صريع: شديد الصراع، وإن لم يكن معروفا بذلك، وفي التهذيب: هو إذا كان ذلك صنعته وحاله التي يعرف بها. الصريع، كأمير: المصروع، ج: صرعى، يقال: تركته صريعا، وتركتهم صرعى، وفي التنزيل العزيز: فترى القوم صرعى . الصريع: القوس التي لم ينحت منها شيء، وهو مجاز، أو التي جف عودها على الشجر، وقيل: إنما هو الصريف، بالفاء، كما سيأتي، وكذلك السوط إذا لم ينحت منه، يقال له: صريع. من المجاز أيضا: الصريع: القضيب من الشجر ينهصر، أي يتهدل إلى الأرض، فيسقط عليها، وأصله في الشجرة، فيبقى ساقطا في الظل، لا تصيبه الشمس، فيكون ألين من الفرع، وأطيب ريحا، وهو يستاك به، ج: صرع، بالضم، ومنه الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يستاك بالصرع وفي التهذيب: الصريع: القضيب يسقط من شجر البشام، وجمعه: صرعان. والصرع: علة معروفة، كما في الصحاح. وقال الرئيس: تمنع الأعضاء النفيسة من أفعالها منعا غير تام، وسببه سدة تعرض في بعض بطون الدماغ، وفي مجاري الأعصاب المحركة للأعضاء من خلط غليظ، أو لزج كثير، فتمتنع الروح عن السلوك فيها سلوكا طبيعيا، فتتشنج الأعضاء. والصرع، بالفتح: المثل، ويكسر، قال الجوهري: الصرعان، بالكسر: المثلان، ويقال: هما صرعان، وشرعان، وحتنان، وقتلان، كله بمعنى، أي: مثلان. قلت: وهو قول ابن الأعرابي، ونصه: يقال: هذا صرعه وصرعه، وضرعه وضرعه، وطبعه وطباعه وطبيعه، وطلعه، وسنه، وقرنه، وقرنه، وشلوه، وشلته، أي: مثله، وقول الشاعر:

ومنجوب له منهن صـرع     يميل إذا عدلت به الشوارا هكذا رواه الأصمعي، قال ابن الأعرابي: ويروى ضرع بالضاد المعجمة، وفسره بأنه الحلبة. الصرع أيضا: الضرب والفن من الشيء، يروى بالفتح والكسر، وإعجام الضاد ج: أصرع، وصروع، قال لبيد - رضي الله عنه -:

صفحة : 5368

وخصم كنادي الجن أسقطت شأوهم     بمستحصد ذي مـرة وصـروع رواه أبو عبيد هكذا بالصاد المهملة، أي بضروب من الكلام، ورواه ابن الأعرابي بالضاد المعجمة. الصروع، كصبور: الرجل الكثير الصراع للناس. وفي التهذيب: للأقران، ج: صرع، ككتب. قال ابن عباد: هو ذو صرعين أي ذو لونين، ونقله الزمخشري أيضا. يقال: تركتهم صرعين، إذا كانوا ينتقلون من حال إلى حال، نقله ابن عباد. والصرعة: الحالة، وفي المفردات: حالة المطروح. وقال ابن عباد: هو يفعله على كل صرعة، أي حالة، ونقله صاحب اللسان أيضا. يقال: هو صرع كذا، أي حذاءه، نقله الصاغاني. والصرعان: إبلان ترد إحداهما حين تصدر الأخرى، لكثرتها كما في الصحاح، وأنشد ابن الأعرابي:

مثل البرام غدا في أصدة خلـق     لم يستعن وحوامي الموت تغشاه فرجت عنه بصرعينا لأرملة وبائس جاء معناه كمعناه قال يصف سائلا شبهه بالبرام، وهو القراد، لم يستعن: يقول: لم يحلق عانته. وحوامي الموت: أسبابه، كحوائمه، وقوله: بصرعينا: أراد بها إبلا مختلفة التمشاء، تجيء هذه، وتذهب هذه، لكثرتها، هكذا رواه بفتح الصاد، وهذا الشعر أورده ابن بري عن أبي عمرو، وأورد صدر البيت الأول:

ومرهق سال إمتاعا بأصدته ووقع في العباب: مثل البزاة غدا وكأنه تحريف. الصرعان: الليل والنهار، أو الغداة والعشي، من غدوة إلى الزوال. وفي الصحاح إلى انتصاف النهار صرع، بالفتح، من انتصاف النهار إلى الغروب، وفي الصحاح إلى سقوط القرص صرع آخر، ويقال - الأولى إسقاط الواو، كما في الصحاح - : أتيته صرعى النهار، أي غدوة وعشية، وزعم بعضهم أنهم أرادوا العصرين فقلب. وفي الأساس: وهو يحلب ناقته الصرعين والعصرين، ولقيته صرعي النهار: طرفيه، وأنشد الجوهري لذي الرمة:

كأنني نازع يثنيه عن وطن     صرعان رائحة عقل وتقييد أراد عقل عشية، وتقييد غدوة، فاكتفى بذكر أحدهما، يقول: كأنني بعير نازع إلى وطنه، وقد ثناه عن إرادته عقل وتقييد، فعقله بالغداة، ليتمكن في المرعى، وتقييده بالليل خوفا من شراده. كما في اللسان. قلت: وهو تفسير أبي زكرياء، ورواه: رائحة بالنصب. وقال أبو علي: ويروى رائحة بالرفع، أي: أما وقت الرواح فعقل، وأما وقت الغداة فتقييد، يعقلونه بالعشية وهو بارك، ويقيدونه غداة بقيد يمكنه الرعي معه، وفي شرح ديوان ذي الرمة للمعري: أن هذا البيت يروى: صرعاه رائحة، هكذا بإضافة الصرعين إلى الهاء، وله ولأبي محمد الأخفش هنا كلام وتحقيق ليس هذا محله؛ إذ الغرض الاختصار. يقال: طلبت من فلان حاجة فانصرفت وما أدري هو على أي صرعي أمره، بالكسر. ونص الصحاح: ما أدري على أي صرعي أمره هو، أي: لم يتبين لي أمره، نقله الجوهري عن يعقوب، قال: أنشدني الكلابي:

فرحت وما ودعت ليلى وما درت     على أي صرعي أمرها أتروح

صفحة : 5369

يعني أواصلا تروحت من عندها، أم قاطعا? وقال الزمخشري: أي على أي حالي أمره؛ نجح أم خيبة? والصرع، بالكسر: قوة الحبل ويروى بالضاد المعجمة أيضا، ج: صروع، وضروع، وبه فسر قول لبيد السابق. الصرع: المصارع، يقال: هما صرعان، أي مصطرعان. وقد اصطرعا: عالجا أيهما يصرع صاحبه? وأبو قيس بن صراع، كشداد: رجل من بني عجل، نقله الليث. قال: والمصراعان من الأبواب والشعر: ما كانت قافيتان في بيت. وبابان منصوبان ينضمان جميعا، مدخلهما في الوسط منهما، فيه لف ونشر غير مرتب، ففي التهذيب: المصراعان: بابا القصيدة، بمنزلة مصراعي باب البيت، قال: واشتقاقهما من الصرعين، وهما طرفا النهار. وصرع الشعر والباب تصريعا: جعله ذا مصراعين، وهما مصراعان وهو في الشعر مجاز، وتصريع الشعر هو: تقفية المصراع الأول، مأخوذ من مصراع الباب. وقيل: تصريع البيت من الشعر: جعل عروضه كضربه، كصرعه، كمنعه، يقال صرع الباب، إذا جعل له مصراعين، صرع فلانا: صرعه شديدا، يقال: مررت بقتلى مصرعين: شدد للكثرة، كما في الصحاح. ومما يستدرك عليه: المصارعة، والصراع: معالجة القرنين أيهما يصرع صاحبه، ورجل صراع وصريع - كشداد وأمير - بين الصراعة: شديد الصرع، وإن لم يكن معروفا بذلك. وقوم صرعة: يصرعون من صارعوا، كما يقال: رجل صرعة، نقله الأزهري، وقد تصارعوا. والصريع: المجنون، وقال ابن القطاع: صرع الإنسان صرعا: جن. والمنية تصرع الحيوان، على المثل، وكذا قولهم: بات صريع الكأس. وصريع الغواني: شاعر اسمه مسلم بن الوليد، نقله الصاغاني. ويقال: للأمر صرعان، أي طرفان. والمصرع كمنبر: لغة في مصراع الباب، قال رؤبة:

إذ حال دوني مصرع الباب المصك ومصارع القوم: حيث قتلوا. وغصن صريع: متهدل ساقط إلى الأرض. وصرع الشجر: قطع وطرح. ورأيت شجرهم مصرعات، وصرعى أي مقطعات. ونبات صريع: لما نبت على وجه الأرض غير قائم، وكل ذلك مجاز. وقول لبيد - رضي الله عنه -:

محفوفة وسط اليراع يظلها    منها مصارع غابة وقيامها قيل: المصارع: جمع مصروع من القضب، يقول: منها مصروع، ومنها قائم، والقياس مصاريع، كما في اللسان، ورواه الصاغاني: منها مصرع غابة. وقال: المصرع: ما سقط منها لطوله، وقيامها: ما لم يسقط. وذكر الأزهري في ترجمة ص-ع-ع - عن أبي المقدام السلمي - قال: تضرع الرجل لصاحبه، وتصرع: إذا ذل واستخذى، ونقله الصاغاني أيضا في التكملة هكذا، وقال الزمخشري: تصرع فلان لفلان: تواضع له، وما زلت أتصرع له، وإليه، حتى أجابني، وهو مجاز.

ص-ر-ق-ع
الصرقعة، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هو الفرقعة، يقال: سمعت لرجله صرقعة، وفرقعة، بمعنى واحد. قال ابن عباد: صرقاعة المقلاعة، بالكسر: طرفها الذي يصوت، نقله الصاغاني.

ص-ط-ع
المصطع، كمنبر، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: روى أبو تراب في كتاب له: هو الخطيب البليغ الفصيح كالمصقع، ونقله ابن عباد أيضا هكذا. وفي اللسان - في تركيب س-ط-ع - وقالوا: صاطع في ساطع، أبدلوها مع الطاء، كما أبدلوها مع القاف، لأنها في التصعد بمنزلتها.

ص-ع-ص-ع

صفحة : 5370

الصعصع: المتفرق. الصعصع: طائر أبرش قلق المواقع يأخذ الجنادب ويصيده الفخ، قال الصاغاني: هكذا قرأت في التهذيب بخط الأزهري بفتح الصاد ضبطا بينا. ويضم، كذا هو مضبوط في كتاب الطير لأبي حاتم في نسختين مصححتين، إحداهما بخط أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري، قال الصاغاني: وضبط ابن الأنباري أوثق وأصح، إن شاء الله تعالى، ج: صعاصع. والصعصعة: التفريق، كالزعزعة، يقال: صعصع القوم صعصعة، إذا فرقهم. وقال الأزهري: لا أعرف صع يصع في المضاعف، وأحسب الأصل في الصعصعة من صاعه يصوعه: إذا فرقه، وقال أبو النجم في التفريق:

ومرثعن وبله يصعصع أي يفرق الطير وينفره. قال أبو السميدع: الصعصعة الفرق، محركة، كما في العباب. قال الليث: الصعصعة: التحريك، وأنشد لأبي النجم:

تحسبه ينحي لها المغاولا     ليثا إذا صعصعته مقاتلا أي حركته للقتال، وقال عمرو بن احمر الباهلي:

أيقظه أزملهـا فـاسـتـوى    فصعصع الرأس شخيت قفر قال اللحياني: الصعصعة: تروية الرأس بالدهن وترويغه، كالصغصغة، بالغين المعجمة. قال أبو سعيد: الصعصعة: نبت يستمشى به أي يشرب ماؤه للمشي. وصعصعة بن معاوية بن بكر: أبو قبيلة من هوازن. وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عمرو بن يزيد بن عوف النجاري المازني، هلك أبو صعصعة هذا في الجاهلية، وحفيده عبد الرحمن هذا تابعي، شيخ مالك وابن عيينة، وقلب اسمه بعضهم، فقال: عبد الله بن عبد الرحمن. قلت: وكأنه يعني بالبعض ابن حبان، فإني قرأت في كتاب الثقات له - في العبادلة - ما نصه: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني الأنصاري: من أهل المدينة، يروي عن أبي سعيد الخدري، وعنه ابناه: محمد وعبد الرحمن. انتهى. وراجعت فيمن اسمه عبد الرحمن بن عبد الله، فلم يذكره. والظاهر من كلامه أن التابعي هو عبد الله بن عبد الرحمن، وأما عبد الرحمن فإنه من أتباع التابعين. ولعمه قيس بن أبي صعصعة صحبة، وقد شهد بدرا، ذكره أبو عبيد في عداد بني مازن بن النجار. وكذا ابن عمه الحارث بن سهل بن أبي صعصعة، له صحبة أيضا، واستشهد بالطائف. قلت: وسهل هذا شهد أحدا، قاله ابن الدباغ، وأبو سعد، وأخواه جابر والحارث لهما صحبة أيضا. ووقع في سيرة ابن هشام: أيوب بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي صعصعة، قال السهيلي في الروض: وفي نسخة أخرى: أيوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، وهو الصحيح. يقال: ذهبوا، هكذا في النسخ، والصواب ذهبت الإبل صعاصع، أي نادة متفرقة، كما في اللسان والعباب. وتصعصع: تحرك، مطاوع صعصعه صعصعة. كذا تصعصع بمعنى: تفرق، مطاوع صعصعه، وبهما فسر الحديث: فتصعصعت الرايات أي تفرقت. وقيل: تحركت. تصعصع الرجل، إذا جبن، قاله أبو السميدع. قال أبو سعيد: تصعصع وتضعضع، إذا ذل وخضع. يقال: تصعصعت صفوفهم في الحرب: زالت عن مواقفها. كان أبو بكر رضي الله عنه يقول في خطبته: أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحروب? قد تصعصع بهم الدهر، فأصبحوا كلا شيء. أي أبادهم وشتتهم وبددهم وفرقهم؛ ويروى بالضاد المعجمة، أي أذلهم وأخضعهم. ومما يستدرك عليه: الصعصعة: الحركة والاضطراب. والصعصاع: الصعصعة، نقله الجوهري، وقال ذو الرمة:

صفحة : 5371

واضطرهم من أيمن وأشؤم      صرة صعصاع عتاق قتم والصعصعة: الجلبة. وأبو صعصعة: صخر بن صعصعة الزبيدي، له صحبة. وصعصعة بن صوحان العبدي: سيد شريف. وصعصعة بن معاوية: عم الفرزدق الشاعر. وصعصعة بن ناجية بن عقال المجاشعي: جد الفرزدق الشاعر، روى عنه ابنه عقال، وكان من أشراف بني مجاشع، له وفادة. وعبد الله بن صعصعة بن وهب الخزرجي: من بني النجار، أحدي، قتل يوم الجسر.

ص-ف-ع
صفعه، كمنعه، يصفعه صفعا: ضرب قفاه بجمع كفه لا شديدا، أي ضربا ليس بالشديد، نقله الليث أو أن يبسط الرجل كفه فيضرب بها قفا الإنسان أو بدنه، فإذا جمع كفه وقبضها، ثم ضرب بها، فليس بصفع، ولكن يقال: ضربه بجمع كفه، نقله الأزهري. أو الصفع: كلمة مولدة، كما نقله الجوهري. منه قولهم: رجل صفعان، إذا كان يفعل به ذلك، نقله الجوهري. رجل مصفعاني: يصفع مثل ذلك، كما في اللسان والتكملة والعباب. نقل الأزهري عن ابن دريد: الصوفعة: أعلى العمامة والكمة، ويقال - الأولى إسقاط الواو -: ضربه على صوفعته، إذا ضربه هنالك. قال: والصفع أصله من الصوفعة، إلى هنا كلام الأزهري. أو تصحيف، والصواب بالقاف، كما صوبه الصاغاني. قال: ولم أجد ما نقله الأزهري عن ابن دريد في الجمهرة، لا في الثلاثي، ولا في الرباعي، ولا في باب فوعل. قلت: وهذا الذي حمله على تصويب القاف.

ص-ق-ع
صقعه، كمنعه: ضربه ببسط كفه. أو صقعه: ضربه على صوقعته، أي رأسه بأي شيء كان، قال الصاغاني: هذا هو الأصل، ثم يستعار لمطلق الضرب، ومنه الحديث: ومن زنى من امبكر فاصقعوه مائة، وضرجوه بالأضاميم أي: اضربوه، وأنشد ابن الأعرابي:

وعمرو بن همام صقعنا جبينه      بشنعاء تنهى نخوة المتظلـم وفي الحديث: إن منقذا صقع آمة في الجاهلية أي شج شجة بلغت أم رأسه، وقد يستعار ذلك للظهر أيضا كصوقعه، أي ضرب صوقعته، نقله ابن عباد. صقع الديك صقعا، وصقيعا وصقاعا، بالضم: صاح، عن ابن دريد، وصقيعا عن غيره، وبالسين أيضا. يقال: صقعه بكي، أي: وسمه به على وجهه، أو رأسه نقله الصاغاني. صقع به الأرض: صرعه وضرب به الأرض، نقله ابن عباد. قال: صقع الحمار بضرطة: جاء بها منتشرة رطبة. صقع فلان في كل النواحي يصقع: ذهب، وأنشد ابن الأعرابي:

وعلمت أني إن أخذت بحبلـه     بهشت يداي إلى وحى لم يصقع أي: لم يذهب عن طريق الكلام، ويقال: ما أدري أين صقع وبقع، أي أين ذهب، قلما يتكلم به إلا بحرف النفي أو صقع: عدل عن الطريق فنزل وحده، أو عدل عن طريق الخير والكرم، نقله ابن فارس، وظاهر سياقه أنهما من حد منع أو ضرب، وليس كذلك، بل هما من باب فرح. وصقعته الصاقعة، لغة في صعقته الصاعقة، كما في الصحاح، أي أصابته، وفي اللسان: قال الفراء: تميم تقول: صاقعة في صاعقة، وأنشد لابن أحمر:

ألم تر أن المجرمين أصـابـهـم     صواقع لا بل هن فوق الصواقع

وأنشد ابن دريد:

يحكون بالهندية القواطـع     تشقق البرق عن الصواقع

صفحة : 5372

فصقع هو، كفرح مثل: صعق، قال يونس - في قولهم: صه صاقع -: تقوله العرب للرجل تسمعه يكذب، أي اسكت يا كذاب فقد ضللت عن الحق. والصاقع: الكذاب. الصقيع، كأمير: نوع من الزنابير، نقله أبو حاتم عن الطائفي سماعا. الصقيع: الساقط من السماء بالليل، كأنه ثلج، وهو الجليد، قال بشر بن أبي خازم:

ترى ودك السديف على لحاهم     كلون الراء لبده الصـقـيع الراء: شجرة، وقد صقعت الأرض، وأصقعت، بضمهما، الأولى نقلها الجوهري، والثانية عن ابن دريد، فهي مصقوعة، وكذلك جلدت، وضربت. وأصقعها الصقيع: أصابها، وكذا أصقع الصقيع الشجر، والشجر صقع، ومصقع. والصقع، بالضم: الناحية، نقله الجوهري. يقال: فلان من أهل هذا الصقع، أي من هذه الناحية، والغين المعجمة لغة فيه، عن ابن جني، كما سيأتي، والجمع: أصقاع. الصقعة، بهاء: بياض في وسط رؤوس الخيل والطير وغيرها، وقال أبو الوازع: الصقعة: بياض في وسط رأس الشاة السوداء، وموضعها من الرأس الصوقعة، وهو أصقع، وهي صقعاء، قال:

كأنها حين فاض الماء واحتفلت     صقعاء لاح لها بالقفرة الذيب يعني العقاب، وعقاب أصقع: في رأسه بياض، قال ذو الرمة يصف الجوارح:

من الزرق أو صقع كأن رؤوسها     من القهز والقوهي بيض المقانع وظليم: أصقع: قد ابيض رأسه، ونعامة صقعاء: في وسط رأسها بياض على أية حالاتها كانت. والأصقع: طائر كالعصفور، في ريشه ورأسه بياض، يكون بقرب الماء، وقد ذكر في س-ق-ع. وقال أبو حاتم: الصقعاء: دخلة كدراء اللون صغيرة، ورأسها أصفر، قصيرة الزمكى والرجلين والعنق. والصقع، محركة: المصدر لذلك، وهي تتمة عبارة أبي حاتم. الصقع أيضا: انهيار الركية، نقله الجوهري عن أبي عبيد، وقد صقعت صقعا، كصعقت، والسين في البئر أعلى. وفرس أصقع، أي أبيض أعلى الرأس. الصقع أيضا، شبه غم يأخذ بالنفس لشدة الحر، نقله الجوهري، وأنشد لسويد بن أبي كاهل:

في حرور ينضج اللحم     بها يأخذ السائر فيها كالصقع المصقع، كمنبر: البليغ، مأخوذ من قول ابن الأعرابي. قال: الصقع: البلاغة في الكلام، والوقوع على المعاني. وفي حديث حذيفة بن أسيد: شر الناس في الفتنة الخطيب المصقع، أي البليغ الماهر في خطبته، الداعي إلى الفتنة، الذي يحرض الناس عليها، أو العالي الصوت، مفعل من الصقع، وهو رفع الصوت ومتابعته، وهو من أبنية المبالغة، أو الخطيب المصقع: من لا يرتج عليه في كلامه، ولا يتتعتع، قاله قتادة، يقال: خطيب مصقع، ومسقع، ومسحل، وشحشح، وهو الماهر في الخطبة، الماضي فيها، قال الفرزدق:

وعطارد وأبوه منهم حاجـب     والشيخ ناجية الخضم المصقع والجمع مصاقع. فال قيس بن عاصم المنقري، رضي الله عنه:

خطباء حين يقوم قائلـنـا     بيض الوجوه مصاقع لسن

صفحة : 5373

ونقل شيخنا عن حواشي المطول وحواشي التفسيرين أن المصقع من صقع الديك، إذا صاح، أو من الصقع، وهو جانب الشيء، لأخذ الخطيب في كل جانب من الكلام، أو من صقعه: ضرب صوقعته، قال الفناري وغيره، وفي هذه الاشتقاقات نظر. انتهى. قلت: لا نظر في الأولين، أما الأول فقد صرح غير واحد من الأئمة أنه من صقع بصوته، إذا رفعه، وصقع الديك صوته، من ذلك، وسمي الخطيب مصقعا لرفع صوته في التبليغ، وهو ظاهر، وأما الثاني فقد نقل صاحب اللسان وغيره أنه سمي به لأنه يذهب في كل صقع من الكلام، أي ناحية. نعم في اشتقاقه من صقعه: ضرب صوقعته نظر، وإن كان يوجه بضرب من المجاز، ففيه بعد، فتأمل. والصقعاء: الشمس، نقله الجوهري. وقال: قالت ابنة أبي الأسود الدؤلي في يوم شديد الحر: يا أبت ما أشد الحر? قال: إذا كانت الصقعاء من فوقك، والرمضاء من تحتك، فقالت: أردت أن الحر شديد. قال: فقولي إذن: ما أشد الحر فحينئذ وضع باب التعجب. والأصقع: طائر، وهو الصفارية، عن قطرب. وقال غيره: هو كالعصفور، في ريشه ورأسه بياض، يكون بقرب الماء، إن شئت كسرته تكسير الأسماء، لأنه صفة غالبة، وإن شئت كسرته على الصفة، وقد ذكر في س-ق-ع. الصقاع، ككتاب: البرقع، وربما قيل له ذلك، كما في الصحاح. الصقاع: شيء يشد به أنف الناقة إذا أرادوا أن ترأم ولدها، أو ولد غيرها، قال القطامي:

إذا رأس رأيت به طماحـا      شددت له العمائم والصقاعا وقال أبو عبيد: يقال للخرقة التي يشد بها أنف الناقة إذا ظئرت: الغمامة، والتي تشد بها عيناها: الصقاع، وقد ذكر ذلك في تركيب د-ر-ج. الصقاع أيضا: خرقة تكون على رأس المرأة تقي بها الخمار من الدهن. نقله الجوهري، كالصوقعة، نقله ابن دريد. وقيل: الصوقعة: ما يقي الرأس من العمامة والخمار والرداء. الصقاع: حديدة تكون في موضع الحكمة من اللجام، قال ربيعة بن مقروم الضبي:

وخصم يركب العوصاء طاط      عن المثلى غناماه الـقـذاع
طموح الرأس كنت له لجاما       يخيسه له منـه صـقـاع

قال ابن عباد: الصقاع: سمة على قذال البعير. قال أبو نصر: الصقعي، محركة: أول النتاج حين تصقع فيه الشمس رؤوس البهم صقعا، وقال غيره: هو الذي يولد في الصفرية. قال أبو زيد: الصقعي: الحوار الذي ينتج في الصقيع، وهو من خير النتاج، قال الراعي:

خراخر تحسب الصقعي حتى     يظل يقره الراعي سجـالا

صفحة : 5374

الخراخر: الغريزات، يعني أن اللبن يكثر حتى يأخذه الراعي، فيصبه في سقائه سجالا سجالا، قال: والإحساب: الإكفاء، قال أبو نصر: وبعض العرب يسميه الشمسي والقيظي، ثم الصفري بعد الصقعي. والصوقعة، كجوهرة: العمامة وغير ها مما يقي الرأس. الصوقعة: وقبة الثريد، وقيل: أعلاه. الصوقعة: وسط الرأس. قال ابن دريد: الصوقعة: موضع الحرب الذي فيه ضرب كثير. قال غيره: ذو الصوقعة: واد لربيعة، وهو وادي حمض. يقال: صقع لزيد تصقيعا، إذا حلف له على شيء، وكذلك بقع له تبقيعا، عن ابن عباد، وقد تقدم. وأصقع الرجل: دخل في الصقيع، نقله ابن دريد. ومما يستدرك عليه: الصقع: ضرب الشيء اليابس المصمت بمثله، كالحجر ونحوه، وقيل: هو الضرب على كل شيء يابس. وصقع الرجل، كعني: صعق، لغة تميم، نقله ابن القطاع. والصقعة، بالفتح: شدة البرد من الصقيع. وأصقع الناس، بالضم. وأرض صقعة، وشجر مصقع: أصابهما الصقيع. والصقع: الضلال والهلاك. وككتف، هو: الغائب البعيد الذي لا يدرى أين هو. وقيل: هو الذي ذهب فنزل وحده، قال أوس بن حجر:

أأبا دليجة من لحي مـفـرد     صقع من الأعداء في شوال قال ابن الأعرابي: أي متنح بعيد من الأعداء، وذلك أن الرجل كان إذا اشتد عليه الشتاء تنحى، لئلا ينزل به ضيف، والأعداء: الضيفان الغرباء، وقوله في شوال يعني أن البرد كان في شوال حين تنحى هذا المتنحى، وقد نقله الجوهري مختصرا، وقال غير ابن الأعرابي: هو الذي أصابه من الأعداء كالصاقعة، أي الصاعقة. وصقع الثريدة يصقعها صقعا: أكلها من صوقعتها، وصوقعها، إذا سطحها، وصومعها وصعنبها: إذا طولها. والصوقعة: خرقة تعقد في رأس الهودج تصفقها الريح. والصوقعة من البرقع: رأسه. والصقاع: الذي يلي رأس الفرس دون البرقع الأكبر. وصقاع الخباء: حبل يمد على أعلاه، ويوتر، فيشد طرفاه إلى وتدين رزا في الأرض، وذلك إذا اشتدت الرشيح، فخافوا تقوض الخباء. قال الأزهري: وسمعت العرب تقول: اصقعوا بيوتكم فقد عصفت الريح، فيصقعونه بالحبل، كما وصفته. والأصقع من الفرس: ناصيته، وقيل: ناصيته البيضاء. والصقع: رفع الصوت. وجمع الصقع، بالضم: الأصقاع، وجمع الجمع: الأصاقع. والمصقع، كمقعد: المتوجه، قال:

ولله صـعـلـوك تـشـدد هـمـه      عليه وفي الأرض العريضة مصقع وصقع فلان نحو صقع كذا، كفرح، أي قصد. وصقع الركية: ما حولها وتحتها من نواحيها، والجمع: أصقاع، والسين أعلى. والصقع، محركة: القزع في الرأس. وقيل: هو ذهاب الشعر. والصقعان: البليد، عامية.

ص-ل-ع
الصلع، محركة: انحسار شعر مقدم الرأس إلى مؤخره، وكذلك إن ذهب وسطه، قال الرئيس: لنقصان مادة الشعر في تلك البقعة، وقصورها عنها، واستيلاء الجفاف عليها، ولتطامن الدماغ عما يماسه من القحف، فلا يسقيه سقيه إياه، وهو ملاق، هذا قول الأطباء، قال الأعشى:

وأنكرتني وما كان الذي نكـرت     من الحوادث إلا الشيب والصلعا

صفحة : 5375

صلع، كفرح يصلع صلعا وهو أصلع بين الصلع وهي صلعاء، وأنكرها بعضهم، وقال: إنما هي زعراء وقزعاء، ج: صلع وصلعان، بضمهما، وفي حديث بدر: ما قتلنا إلا عجائز صلعا، أي مشايخ عجزة عن الحرب، وفي حديث عمر رضي الله عنه: أيما أشرف: الصلعان أو الفرعان? فقال: الفرعان خير، أراد تفصيل أبي بكر رضي الله عنه على نفسه. وكان عمر أصلع، وأبو بكر أفرع، رضي الله عنهما، وقال نصر بن الحجاج لما حلق عمر رضي الله عنه لمته:

لقد حسد الفرعان أصلع لم يكن     إذا ما مشى بالفرع بالمتخايل وقال آخر:

كبرت وقالت هند: شبت وإنما    لداتي صلعان الرجال وشبهها وموضع الصلع من الرأس: الصلعة، محركة أيضا، نقله الجوهري، وكذلك النزعة، والكشفة، والجلحة، جاءت مثقلات، وقال الليث: وفي بعض الحديث: إن الصلع تطهير ، وعلامة أهل الصلاح، قال: وكذلك وجده أهل التوراة عندهم، فحلقوا أوساط رؤوسهم تشبها بالصالحين. قلت: ومن ذلك ما أنشده ابن الأعرابي:

يلوح في حافات قتلاه الصلع قال: أي يتجنب الأوغاد، ولا يقتل إلا الأشراف، وذوي الأسنان، لأن أكثر الأشراف وذوي الأسنان صلع، كقوله:

فقلت لها لا تنكريني، فقلـمـا     يسود الفتى حتى يشيب ويصلعا ويضم، نقله الجوهري . وصيلع، كصيقل: جبل، أو: ع، قال امرؤ القيس:

أتاني وأصحابي على رأس صيلع     حديث أطار النوم عني فأنعمـا من المجاز: جبل صليع، كأمير: ما عليه نبت، قال عمرو بن معدي كرب، رضي الله عنه:

وزحف كتيبة للقاء أخرى     كأن زهاءها رأس صليع هكذا أنشده في العباب، وكأنه أراد رأس جبل. والأصلع، والصولع: السنان المجلو، قال أبو ذؤيب يصف شجاعين:

وكلاهما في كفه يزنـية     فيها سنان كالمنارة أصلع أي براق أملس، وهو مجاز. والصولع، ذكره ابن الأعرابي، وقد تقدم ذكره في س-ل-ع استطرادا. والأصيلع، مصغرا: الذكر، كني عنه، كذا في التهذيب. وقال غيره: الأصلع الرأس: الذكر، يكنى عنه، فقيده بالرأس. الأصلع، ويقال: الأصيلع: حية دقيقة العنق، كما في الصحاح، وقال الأزهري: عريضة العنق، رأسها مدحرج كبندقة، قال الأزهري: وأراه على التشبيه بالذكر. من المجاز: الصلعاء عند العرب: كل خطة مشهورة، قال الشاعر:

ولاقيت من صلعاء يكبو لها الفتى     فلم أنخنع فيها، وأوعدت منكرا وفي الحديث: يكون كذا وكذا، ثم تكون جبروة صلعاء. من المجاز: الداهية الشديدة، لأنه لا متعلق منها، كما قيل لها: مرمريس، من المراسة، أي السلامة، يقال لقي منها الصلعاء، وحلت بها صلعاء صيلم، قال الكميت:

فلما أحلوني بصلـعـاء صـيلـم     بإحدى زبى ذي اللبدتين أبي الشبل

صفحة : 5376

أراد الأسد. من المجاز: الصلعاء: الأرض، أو الرملة لا نبات فيهما ولا شجر، وفي حديث عمر في صفة التمر: وتحترش به الضباب من الصلعاء، يريد الصحراء التي لا تنبت شيئا، مثل الرأس الأصلع، وهي الحصاء، مثل الرأس الأحص. وصلعاء النعام: ع، بديار بني كلاب حيث ذات الرمث، أو بديار بني غطفان، وهي رابية بين النقرة والمغيثة، قاله نصر، له يوم، وهما موضعان، ويعرف الثاني بالصلعاء، من غير إضافة أيضا، ولكل منهما يوم، فالصواب إذن: وغطفان، بواو العطف. أما يوم الموضع الأول: فقال أبو أحمد العسكري: يوم الأليل: يوم كانت فيه وقعة بصلعاء النعام، أسر فيه حنظلة بن الطفيل الربعي، أسره همام بن بشامة التميمي، وفيه قال شاعرهم:

لحقنا بصلعاء النعـام وقـد بـدا     لنا منهم حامي الذمار وخاذلـه
أخذت خيار ابني طفيل فأجهضت     أخاه وقد كادت تنال مقـاتـلـه

وأما يوم الموضع الثاني: فقال أبو محمد الأسود: أغار دريد بن الصمة على أشجع بالصلعاء، وهي بين حاجر والنقرة، فلم يصبهم، فقال من قصيدة:

ومرة قد أدركنهم فلـقـينـهـم     يروغون بالصلعاء روغ الثعالب

صفحة : 5377

والصليعاء، كالحميراء: ع، آخر. من المجاز: جاء بالصلعاء والصليعاء، والسوأة الصلعاء والصليعاء: الشنيعة البارزة المكشوفة، أو الداهية الشديدة، ومنه، أي من المعنى الأخير، والصواب أن قول عائشة رضي الله عنها فسر بهما، كما في النهاية، روي أنها قالت: لمعاوية، رضي الله عنه، حين قدم المدينة، فدخل عليها، فذكرت له شيئا، فقال: إن ذلك لا يصلح، فقال: الذي لا يصلح ادعاؤك زيادا. فقال: شهدت الشهود. فقالت: ما شهدت الشهود، ولكن ركبت الصليعاء. تعني في ادعائه زيادا، وعمله بخلاف الحديث الصحيح المرفوع الذي أطبقت الأمة على قبوله، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش، وللعاهر الحجر وسمية لم تكن لأبي سفيان فراشا. وقيل: في معنى الحديث ركبت الصليعاء: أي شهدوا بزور، وزياد هذا يعرف بابن سمية، ويعرف أيضا بابن أبيه، لأنه لم يعرف له أب، وهو ملحق بأبي سفيان، على الصحيح. قاله ابن أبي عمران النسابة، وله قصة مذكورة في غنية المسافر. والصليعية، كزبيرية: ماءة من مياه بني قشير. الصلاع، كرمان، أو سكر: الصخر الأملس العريض الشديد، ويقال: الصلع مقصور من الصلاع، الواحد بهاء. قال الأصمعي: الصلع، كسكر: الموضع الذي لا ينبت شيئا، سواء كان جبلا أو أرضا، وهو مجاز. وأصله من صلع الرأس، ومنه قول لقمان بن عاد: إن أر مطمعي فحدأ وقع، وإلا أر مطمعي فوقاع بصلع. وصلاع الشمس، ككتاب: حرها، نقله ابن عباد، وهو في اللسان بالضم. قال ابن الأعرابي: صلع الرجل تصليعا: أعذر. قال ابن عباد: صلعت الحية، إذا برزت لا تراب عليها، وهو مجاز. قال الليث: يقال: صلع فلان تصليعا، يقال ذلك للمجعس إذا وضع يده مستوية مبسوطة على الأرض فسلح. في المحيط واللسان: انصلعت الشمس: بزغت، أو تكبدت وسط السماء، أو بدت في شدة الحر، وليس دونها شيء يسترها، وخرجت من تحت الغيم، كتصلعت، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: الأصيلع، تصغير الأصلع: الذي انحسر الشعر عن رأسه، وقد وصف به الذي يهدم الكعبة كأني به أفيدع أصيلع وفي حديث عبد الله بن سرجس المزني، رضي الله عنه: رأيت الأصيلع عمر يقبل الحجر، ويقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك. والصلعة، بالفتح: لغة في الصلعة، بالتحريك، مخفف عنه، نقله الصاغاني عن الليث. وصلعت العرفطة، كفرح، صلعا، وعرفطة صلعاء: إذا سقطت رؤوس أغصانها، وأكلتها الإبل، وهو مجاز، قال الشماخ يذكر الإبل:

إن تمس في عرفط صلع جماجمه     من الأسالق عاري الشوك مجرود
تصبح وقد ضمنت ضراتها غرقـا    من طيب الطعم حلو غير مجهود

صفحة : 5378

وقال المعتمر: قال أبي: الصليعاء: الفخر. والصلعاء: الأمر الشديد. والصلع، محركة: لغة في الصلع، كسكر، وهو: الموضع لا ينبت شيئا. وجبل أصلع: بارز أملس براق. والصليعاء: الأرض لا تنبت، خلاف الفريعاء. والصلعة، كسكرة: الصخرة الملساء. والتصليع: السلاح: اسم، كالتمتين والتنبيت. وصلعت الشمس: مثل تصلعت. ويوم أصلع: شديد الحر، نقله الزمخشري وابن عباد وصاحب اللسان، وهو مجاز. وتصلعت السماء تصلعا: إذا انقطع غيمها، وانجردت. وقال ابن بري: يقال للعذيوط - إذا أحدث عند الجماع -: صلع. ورأس صليع: مثل أصلع. وصلع رأسه: حلقها، وهو مجاز، نقله الزمخشري.