فصل
الضاد المعجمة مع العين
صفحة : 5392
ض-ب-ع
الضبع بالفتح: العضد كلها والجمع: أضباع، كفرخ وأفراخ، قيل: أوسطها بلحمها،
يكون للإنسان وغيره، تقول: أخذت بضبعي فلان فلم أفارقه. ومددت بضبعيه، إذا
قبضت على وسط عضديه، قاله الليث، ويقال في أدب الصلاة: أبد ضبعيك، والمصلي
يبد ضبعيه، والفقهاء يقولون: يبدي ضيعيه. أو الضبع: الإبط ويقال للإبط:
الضبع، للمجاورة، نسبه صاحب اللسان إلى الجوهري. ولم أجده في الصحاح، أو
الضبع: ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. قال الليث: المضبعة: اللحمة
التي تحت الإبط من قدم، بضم القاف والدال. وضبعه، كمنعه: مد إليه ضبعه
للضرب. قال ابن السكيت: يقال: قد ضبع القوم من الشيء، ومن الطريق لنا ضبعا،
أي جعلوا لنا منه قسما وأسهموا لنا فيه، كما تقول: ذرعوا لنا طريقا. ضبع
فلان ضبعا: جار وظلم، عن أبي سعيد. يقال: ضبع على فلان ضبعا: مد ضبعيه
للدعاء عليه، ثم استعير الضبع للدعاء؛ لأن الداعي يرفع يديه، ويمد ضبعيه،
وبه فسر قول رؤبة:
ولا تني أيد علينا تضـبـع بما أصبناها وأخرى تطمع ضبع يده إليه بالسيف: مدها به، قال عمرو بن شأس:
نذود الملوك عنكـم وتـذودنـا ولا صلح حتى تضبعونا ونضبعا قال ابن بري: والذي في شعره:
إلى الموت حتى تضبعوا ثم نضبعا أي تمدوا أضباعكم إلينا بالسيوف، ونمد أضباعنا إليكم. والذي في العباب أن الشعر لعمرو بن الأسود، أحد بني سبيع، وكانت امرأة اسمها غضوب هجت مربع بن سبيع، فقتلها مربع، فعرض قوم مربع الدية، فأبى قومها، فقال:
كذبتم وبيت الله نرفع عقـلـهـا عن الحق حتى تضبعوا ثم نضبعا قال: ووقع البيت أيضا في كتاب الإصلاح لابن السكيت مغيرا. وفسره ابن السيرافي، ولم ينبه عليه، والبيت من قصيدة في أشعار بني طهية. ضبعت الخيل والإبل ضبعا وضبوعا، بالضم، وضبعانا، محركة، إذا مدت أضباعها في سيرها واهتزت، وهي أعضادها كضبعت تضبيعا، نقله الجوهري، واقتصر في المصادر على الضبع بالفتح، ووقع في الأساس: مدت أعناقها وهي ناقة ضابع. ضبع البعير أيضا: أسرع في السير، أو مشى فحرك ضبعيه، وهو بعينه مد الأضباع واهتزازها، فهو تكرار. ضبعت الخيل مثل ضبحت، لغة فيه. ضبع القوم للصلح والمصافحة: مالوا إليه وأرادوه. عن أبي عمرو، وبه فسر قول عمرو بن الأسود السابق. ضبعوا الشيء: أسهموه وجعلوا لكل واحد قسما منه، طريقا أو غير ذلك، وهو تكرار مع قوله: ضبعوا لنا الطريق: جعلوا لنا منه قسما. وفرس ضابع: شديد الجري، وكذلك ضابح، والجمع الضوابع، أو كثيره، قاله الليث، وقال الأصمعي: مرت النجائب ضوابع، وضبعها: أن تهوي بأخفافها إلى العضد إذا سارت به، وأنشد الليث:
دعاك الهوى من ذكر رضوى وقد رمت بنا لجة الليل القـلاص الـضـوابـع أو فرس ضابع: يتبع أحد شقيه، ويثني عنقه، قاله ابن عباد. وقيل: هو إذا لوى حافره إلى ضبعه، وقال الأصمعي: إذا لوى الفرس حافره إلى عضده فهو الضبع، فإذا هوى بحافره إلى وحشيه فذلك الخناف. أو الضبع: جري فوق التقريب وأنشد ابن دريد:
فليت لهم أجري جميعا فأصبـحـت
بي البازل الوجناء في الرمل تضبع
صفحة : 5393
وكل أكمة من الأرض سوداء مستطيلة قليلا ضبع، قاله ابن الأعرابي. قال ابن
عباد: يقال: ذهب به أي بالشيء، ضبعا لبعا، أي باطلا، ولبعا: إتباع. قال ابن
دريد: الضبعان، مثنى: ع معروف. قلت: هو في ديار هوازن بالحجاز، وهو ضبعاني
كما يقال: بحراني إذا نسب إلى البحرين. يقال: هو من أهل الضبعين كما يقال:
من أهل البحرين. وضباعة، كثمامة: جبل، قال الشاعر:
فالجزع بين ضباعة فرصافة فعوارض جو البسابس مقفرا قال الليث: قال أبو ليلى: ضباعة بنت زفر بن الحارث الكلابي التي أشارت على أبيها بتخلية القطامي، والمن عليه، وكان أسيرا له، وكان قيس أراد قتله. فخلاه، وأعطاه مائة ناقة، فقال القطامي:
قفي قبل التفرق يا ضباعـا فلا يك موقف منك الوداعا أراد يا ضباعة، فرخم. دعا بأن لا يكون الوداع في موقف، أي قفي ودعينا إن عزمت على فرقتنا، فلا كان منك الوداع لنا في موقف، وقد اضطر إلى أن جعل المعرفة خبر كان، والنكرة اسمها. ضباعة بنت عامر بن قشير، وهي ضباعة الكبرى، كما في العباب. ومن الصحابيات: ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم، زوج المقداد، قتل ابنها عبد الله يوم الجمل مع عائشة. روى عنها ابن عباس وجابر وأنس رضي الله عنهم، وعروة والأعرج، وغيرهم. ضباعة بنت عامر بن قرط العامرية، أسلمت بمكة، وهي القائلة:
اليوم يبدو بعضه أو كله ضباعة بنت عمران بن حصين الأنصارية، هكذا وقع في العباب، وقلده المصنف، وهو غلط، والصواب أنها بنت عمرو بن محصن النجارية، قال ابن سعد: بايعت. وأما ضباعة بنت الحارث الأنصارية التي روت عنها أختها أم عطية - في الوضوء مما مست النار - فقد وهم فيها خلف بن موسى العمي في روايته عن أبيه عن أم عطية عن أختها، والحديث الصحيح حديث قتادة عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث: أن جدته أم حكيم حدثته عن أختها ضباعة بنت الزبير في الوضوء مما مست النار، يعني أنه لا يجب، حققه الدارقطني في العلل. قال الليث: ضبعت الناقة، كفرح، ضبعا، وضبعة، محركتين: أرادت الفحل واشتهته كأضبعت بالألف، لغة في ضبعت، نقله الجوهري واستضبعت مثل ذلك، فهي ضبعة، كفرحة، قاله الليث، زاد في اللسان: ومضبعة، ج: ضباعى، كحبالى، هكذا في النسخ، والذي في اللسان: والجمع ضباعى وضباعى، أي بالكسر والفتح. وقد تستعمل الضبعة في النساء قال ابن الأعرابي: قيل لأعرابي: أبامرأتك حبل? قال: ما يدريني والله? ما لها ذنب فتشول به ولا آتيها إلا على ضبعة. والضبع، بضم الباء، وسكونها مؤنثة، ج: أصبع في القليل، وضباع، بالكسر، مثل سبع وسباع وضبع، بضمتين، وضبع بضمة واحدة، ومضبعة، وقال رجل من ضبة أدرك الإسلام:
يا شبعا أكـلـت آيار أحـمـرة
ففي البطون إذا راحت قراقير
هل غير همز ولمز للصديق ولا تنكي
عدوكم منكـم أظـافـير
حمله على الجنس فأفرده، ورواه أبو زيد: يا ضبعا أكلت، قال الفارسي: كأنه جمع ضبعا على ضباع، ثم جمع ضباعا على ضبع، ويروى: يا أضبعا، قال جرير:
مثل الوجار أوت إليه الأضبع
صفحة : 5394
والذكر ضبعان، بالكسر، لا يكون بالألف والنون إلا للمذكر، تقول: كأنه ضبعان
أمدر، بل هو منه أغدر، وفي حديث قصة إبراهيم عليه السلام، وشفاعته لأبيه
يوم القيامة، قال: فيمسخه الله ضبعانا أمدر. ويروى: أمجر وقد تقدم في الراء
والأنثى ضبعانة، كما في الصحاح، وأنكره ابن بري في أماليه، وقال: ضبعانة
غير معروف، يقال في المؤنث أيضا: ضبعة، عن ابن عباد في المحيط. قال: وتجمع
على الضبع، أو لا يقال: ضبعة؛ لأن الذكر ضبعان، كما في الصحاح، ج: ضباعين،
كسرحان وسراحين، وكان أبو حاتم ينكر الضباعين، وضباع، وهذا الجمع للذكر
والأنثى، وضبعانات، بكسرهما وأنشد الليث:
وبهلولا وشيعته تركنا لضبعانات معقلة منابا كما يقال: فلان من رجالات العرب ولم يرد التأنيث. قال: وقلت للخليل: الضبعان ذكر، فكيف جمع على ضبعانات، فقال: كلما اضطروا إلى جمع فصعب، أو استقبحوه، ذهبوا به إلى هذه الجماعة يقولون: هذا حمام، فإذا جمعوا قالوا: حمامات، ويقولون: فلان من رجالات الناس. وقال أبو ليلى: الحمام الكثير، والحمامات أدنى العدد. وهي سبع كالذئب، إلا إذا جرى كأنه أعرج، فلذا سمي الضبع العرجاء. من الخواص: أن من أمسك بيده حنظلة فرت منه الضباع. ومن أمسك أسنانها معه لم تنبح عليه الكلاب. وجلدها إن شد على بطن حامل لم تسقط الجنين، وإن جلد به مكيال وكيل به البذر أمن الزرع من آفاته التي تصيبه. والاكتحال بمرارتها يحد البصر. يقال: سيل جار الضبع، أي شديد المطر؛ لأن سيله يخرجها من وجارها. وفي حديث الحجاج: وجئتك في مثل جار الضبع. أي في المطر الشديد. وإنما قيل: دلجة الضبع، لأنها تدور إلى نصف الليل، كما في العباب. والضبع، كرجل: السنة المجدبة المهلكة الشديدة، مؤنث، وفي حديث أبي ذر قال رجل: يا رسول الله أكلتنا الضبع، فدعا لهم. وهو مجاز، وأنشد الجوهري للشاعر - وهو العباس بن مرداس، رضي الله عنه، يخاطب أبا خراشة خفاف بن ندبة رضي الله عنه -:
أبا خراشة أما أنت ذا نفـر فإن قومي لم تأكلهم الضبع هذه رواية سيبويه، وفي شعره إما كنت، قاله الصاغاني، وقال الأزهري: الكلام الفصيح في إما وأما: أنه بكسر الألف في إما إذا كان ما بعده فعلا، وإن كان ما بعده اسما، فإنك تفتح الألف من أما، رواه سيبويه بفتح الهمزة، ومعناه أن قومك ليسوا بأذلاء فتأكلهم الضبع، ويعد عليهم السبع، وقد روي هذا البيت لمالك بن ربيعة العامري، وروي أبا خباشة يقوله لأبي خباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب. وقال ابن الأثير: الضبع في الأصل حيوان، والعرب تكني به عن سنة الجدب. ضبع بلا لام: ع، وأنشد أبو حنيفة:
حوزها من عقب إلى ضبع في ذنبان ويبيس منقـفـع قال الصاغاني: انشده الأصمعي لأبي محمد الفقعسي، وهو لعكاشة بن أبي مسعدة السعدي، ولأبي محمد أرجوزة عينية، وليس ما أنشده فيها:
تربعت من بين دارات القنع
بين لوى الأمعز منها وضبع
صفحة : 5395
أو ضبع: رابية، والذي في معجم أبي عبيد البكري ما نصه: ضبع: جبل فارد بين
النباج والنقرة، سمي بذلك لما عليه من الحجارة التي كانت منضدة؛ تشبيها لها
بالضبع وعرفها؛ لأن للضبع عرفا من رأسها إلى ذنبها. وموضع قبل حرة بني
سليم، بينها وبين أفاعية، يقال له: ضبع الخرجا، وفيه شجر يضل فيه الناس.
وواد قرب مكة، أحسبه بينها وبين المدينة. وموضع من ديار كلب بنجد، وفي كلام
المصنف من القصور ما لا يخفى. الضباع: ككتاب، كواكب كثيرة أسفل من بنات
نعش، كما في العباب. وبطن الضباع: ع، قال المرقش الأكبر:
جاعلات بطن الضباع شمالا وبراق النعاف ذات اليمين وهي، ونص الصحاح والعباب: وكنا في ضبع فلان، مثلثة، اقتصر الجوهري والصاغاني على الضم، أي في كنفه وناحيته، زاد في اللسان: وفنائه، ونقله الزمخشري أيضا.
وضبيعة، كسفينة: ة، باليمامة، نقله الصاغاني.
وضبيعة، كجهينة: محلة بالبصرة، كأنها نسبت إلى بني ضبيعة الحالين بها، فسميت باسمهم.
وقال ابن دريد: في العرب قبائل تنسب إلى ضبيعة.
وضبيعة بن ربيعة بن نزار وهو المعروف بالأضجم، كما في المقدمة الفاضلية لابن الجواني النسابة، ومعناه المعوج الفم، وسيأتي، وقد تقدم في عجز وضبيعة بن أسد بن ربيعة، قال ابن دريد: وهي ضبيعة أضجم.
وضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن بكر بن وائل، وهو أبو رقاش أم مالك، وزيد مناة، ابني شيبان، قد تقدم ذكرها في رقش قال الجوهري: وهم رهط الأعشى ميمون بن قيس. قلت: وهو من بني سعد بن ضبيعة، ومنهم المرقش الأكبر أيضا كما تقدم.
وضبيعة بن عجل بن لجيم بن صعب بن بكر بن وائل، وهم رهط الوصاف، كما سيأتي، قال الشاعر:
قتلت به خير الضبيعات كلـهـا
ضبيعة قيس، لا ضبيعة أضجما
صفحة : 5396
وفاته: ضبيعة بن زيد: بطن من الأوس، من بني عوف بن عمرو بن عوف. وضبيعة بن
الحارث العبسي صاحب الأغر، اسم فرس له، وقد ذكره المصنف في غ-ر-ر. وفي
المقدمة: ومن عشائر الصموت: ضبيعة الأعرابي، عبد الله بن الصموت بن عبد
الله بن كلاب. ثم إن النسبة إلى ضبيعة ضبعي، كجهني إلى جهينة، منهم: أبو
جمرة بن نصر بن عمران الضبعي، قيل: نسبة إلى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الذين
نزلوا البصرة، وقيل: إلى المحلة التي سكنها هؤلاء بالبصرة. وحمار مضبوع:
أكلته الضبع، كما يقال: مخنوق ومذؤوب، أي به خناقية وذئبة، وهما داءان، كما
في نوادر الأعراب، وقيل: معنى المضبوع: دعاء عليه أن يأكله الضبع. قال
الليث: العامة يقولون: ضبع تضبيعا، إذا جبن، اشتقوه من الضبع؛ لأنها تسكن
حين يدخل عليها فتخرج. قال ابن عباد: يقال: ضبع فلانا، إذا أراد رمي شيء،
فحال بينه وبين المرمى الذي قصد رميه. قال: وناقة مضبعة، كمعظمة: تقدم
صدرها، وتراجع عضداها. واضطباع المحرم: أن يدخل الرداء من تحت إبطه الأيمن،
ويرد طرفه على يساره، ويبدي منكبه الأيمن، ويغطي الأيسر، نقله الجوهري
هكذا، وزاد غيره: كالرجل يريد أن يعالج أمرا فيتهيأ له، يقال: قد اضطبعت
بثوبي، ومنه الحديث: أنه طاف مضطبعا، وعليه برد أخضر قال ابن الأثير: هو أن
يأخذ الإزار أو البرد، فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن، ويلقي طرفه على كتفه
الأيسر من جهتي صدره وظهره، سمي به لإبداء أحد الضبعين، وهو التأبط أيضا،
عن الأصمعي، وليس في نص الجوهري لفظة أحد. وقول الجوهري: وضبعان أمدر، أي
منتفخ الجبين إلى آخره، موضعه م-د-ر وإنما أثبته هنا سهوا، والله تعالى
اعلم. قلت: سبق المصنف أبو سهل الهروي، كما وجد بخط أبي زكرياء نقلا عن
خطه، قال: هذا الحرف - أعني ضبعان أمدر - ليس ها هنا موضعه، وهو سهو، موضعه
فصل الميم من باب الراء، لأنه ذكر تفسير الأمدر، ولم يذكر تفسير ضبعان؛ لأن
الضبعان قد تقدم ذكره ها هنا. ومما يستدرك عليه: اضطبع الشيء: أدخله تحت
ضبعيه. وضبع البعير البعير، إذا أخذ بضبعيه فصرعه. والضباع، بالكسر: رفع
اليدين في الدعاء. ويقال: ضابعناهم بالسيوف، أي مددنا أيدينا إليهم بها،
ومدوها إلينا، كذا في نوادر أبي عمرو. والمضابعة: المصافحة. وأضبعت الدواب
في سيرها، كضبعت، عن ابن القطاع. وضبع القوم إلى الصلح، كفرح ضبعا: مالوا
إليه، لغة في ضبع عن الطوسي، كذا في الأفعال. والأضبع: الأعضب، مقلوب، وبه
فسر ثعلب قول الشاعر:
كساقطة إحدى يديه فجانب يعاش به منه وآخر أضبع قال: إنما أراد أعضب، فقلب. والمضباعة: ماءة لبني أبي بكر بن كلاب. والمضباع: جبل لبني هوذة من بني البكاء بن عامر، رهط العداء بن خالد. وأضبع، كأفلس: موضع على طريق حاج البصرة، بين رامتين وإمرة، عن نصر، كما في المعجم. وإبل ضبع، كركع: جمع ضابع، قال رؤبة:
وبلدة تمطو العتاق الضبعا
تيه إذا ما آلها تمـيعـا
صفحة : 5397
وضبعت الناقة، كمنع، ضبعا: لغة في ضبعت وأضبعت، عن ابن القطاع. وجمع الضبع:
ضبعات، وضبوعة، كصقر وصقورة. وقولهم: ما يخفى ذلك على الضبع، يذهبون إلى
استحماقها. وأكلتهم الضبع، إذا استهينوا، وهو مجاز. والضبع: الشر، قال ابن
الأعرابي: قالت العقيلية: كان الرجل إذا خفنا شره فتحول عنا، أوقدنا نارا
خلفه. قال: فقيل لها: ولم ذلك? قالت: لتتحول ضبعه معه، أي ليذهب شره معه.
وضبع: اسم رجل، وهو والد الربيع بن ضبع الفزاري. وضبع بن وبرة أخو كلب،
وأسد، وفهد، والنمر، ودب، وسرحان، وقد تقدم في س-ب-ع. وقد سموا ضبيعا،
كزبير. وأبو الفتح وهب بن محمد الحربي، يعرف بابن الضبيع، عن أبي الحسن بن
أبي يعلى، مات سنة خمسمائة وست وتسعين. وقال ابن عباد: الضبع: الجوع، وهو
مجاز. من المجاز أيضا: جذبه بضبعيه: إذا نعشه ونوه باسمه، وكذا: أخذ
بضبعيه، ومد بضبعيه. وتقول: حلوا برباعهم، فمدوا بأضباعهم. تنبيه. قال ابن
بري: وأما قول الشاعر، وهو مما يسأل عنه:
تفرقت غنمي يوما فقلـت لـهـا يا رب سلط عليها الذئب والضبعا فقيل: في معناه وجهان، أحدهما: أنه دعا عليها بأن يقتل الذئب أحياءها، ويأكل الضبع موتاها. وقيل: بل دعا لها بالسلامة، لأنهما إذا وقعا في الغنم اشتغل كل واحد منهما بصاحبه، فتسلم الغنم، وعلى هذا قولهم: اللهم ضبعا وذئبا، فدعا أن يكونا مجتمعين، لتسلم الغنم. قال: ووجه الدعاء لها بعيد عندي، لأنها أغضبته وأحرجته بتفرقها وأتعبته، فدعا عليها. وفي قوله أيضا: سلط عليها، إشعار بالدعاء عليها، لأن من طلب السلامة بشيء لا يدعو بالتسليط عليه، وليس هذا من جنس قوله: اللهم ضبعا وذئبا، فإن ذلك يؤذن بالسلامة، لاشتغال أحدهما بالآخر، وأما هذا فإن الضبع والذئب مسلطان على الغنم. والله أعلم.
ض-ت-ع
الضوتع، كجوهر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: دويبة، زعموا. قال: وقال
آخرون: أو طائر، كالضتع، بالفتح، قلت: وقد سبق للمصنف في ص-ن-ع هذا بعينه:
الصنع والصونع: دويبة أو طائر، فأحدهما تصحيف عن الآخر. قال ابن دريد: أحسب
أن الضوتع في بعض اللغات: الرجل الأحمق، أو الصواب فيه الضوكعة، بالكاف،
قال ابن دريد: نقله قوم، وهو أقرب إلى الصواب.
ض-ج-ع
الضجع: غاسول للثياب، قال ابن دريد: هو صمغ نبت، أو نبت تغسل به الثياب،
لغة يمانية، الواحدة بهاء. قال أبو حنيفة: الضجع: نبات كالضغابيس، في خلقة
الهليون، إلا أنه أغلظ كثيرا مربع القضبان، وفيه حموضة ومرارة، يؤخذ فيشدخ،
ويعصر ماؤه في اللبن الرائب فيطيب، ويحدث فيه لذع اللسان قليلا، ويجعل ورقه
في اللبن الحازر، كما يفعل بورق الخردل، جيد للباءة، قال: وأنشد بعض
الأعراب لشاعر من أهل القرار يعيب أهل البدو:
ولا تأكل الخوشان خـود كـريمة ولا الضجع إلا من أضر به الهزل ضجع، كعنب: ع، قال أبو محمد الفقعسي: وقيل: عكاشة بن أبي مسعدة:
فالضارب الأيسر من حيث ضلع
بها المسيل ذات كهف فضجـع
صفحة : 5398
وضجع، كمنع، ضجعا، وضجوعا، بالضم: وضع جنبه بالأرض، كما في الصحاح، قال:
فهو ضاجع، وقلما يستعمل، كانضجع، ومنه حديث عمر: جمع كومة من رمل فانضجع
عليها، وهو مطاوع أضجعه فانضجع، نحو أزعجته فانزعج، وفي حديث لقمان بن عاد:
إذا انضجعت لا أجلنظي. واضطجع اضطجاعا، فهو مضطجع: نام، وقيل: استلقى ووضع
جنبه بالأرض. قال الليث: كانت هذه الطاء تاء في الأصل، ولكنه قبح عندهم أن
يقولوا: اضتجع، فأبدلوا التاء طاء، وله نظائر مذكورة في محلها. قال
الجوهري: وفي افتعل من ضجع لغتان: من العرب من يقلب التاء طاء، ثم يظهر
البدل، فيقول: اضطجع، ومنهم من يدغم، فيقول: اضجع، فيظهر الأصلي. قلت: أدغم
الضاد في التاء فجعلها ضادا شديدة على لغة من قال: مصبر في مصطبر، ثم قال:
ولا يقال: اطجع، لأنهم لا يدغمون الضاد في الطاء. قال المازني: إن بعض
العرب يكره الجمع بين حرفين مطبقين، فيقول: الطجع، ويبدل مكان الضاد أقرب
الحروف إليها، وهي اللام. زاد في اللسان: وهو شاذ، وقال الأزهري: وربما
أبدلوا اللام ضادا، كما أبدلوا الضاد لاما، قال بعضهم: الطراد واضطراد،
لطراد الخيل وأنشد الصاغاني قول الراجز:
يا رب أباز من العفر صـدع
تقبض الذئب إليه واجتـمـع
لما رأى أن لا دعه ولا شبـع مال
إلى أرطاة حقف فالطجع
والمضجع، كمقعد: موضعه، والجمع: المضاجع، قال الله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع قيل: لصلاة العشاء الأخيرة، وقيل: للتهجد، وقيل: لصلاة الفجر، وهذه التفاسير عن ابن عباس رضي الله عنهما، كالمضطجع، قال الأعشى يخاطب ابنته:
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي نوما فإن لجنب المرء مضطجعا أي: موضعا يضطجع عليه إذا قبر مضجعا على يمينه. قال أبو محمد الأسود: المضجع: د، فيه بروث بيض لبني أبي بكر بن كلاب، ويقال له: المضاجع أيضا، قال أبو زياد الكلابي في نوادره: خير بلاد أبي بكر بن كلاب المضاجع، وأنشد:
كلابية حلت بنعـمـان حـلة ضرية أدنى دارها فالمضاجع الضجوع، كصبور: القربة، تميل بالمستقي ثقلا، عن ابن عباد. الضجوع: موضع، وقيل: رحبة لهم، وقال الأصمعي: لبني أبي بكر بن كلاب، نقله الجوهري، وأنشد لعامر بن الطفيل:
لا تسقني بيديك إن لم أغترف نعم الضجوع بغارة أسراب وقال الصاغاني: البيت للبيد رضي الله عنه، والرواية: إن لم ألتمس، وقال غيرهما: الضجوع: رملة بعينها معروفة، قال أبو ذؤيب:
أمن آل ليلى بالضجوع وأهلنا
بنعف اللوى أو بالصفية عير
صفحة : 5399
هكذا نسبه له الصاغاني، وقال أبو محمد الأخفش: القصيدة ليست له، وإنما هي
لمالك بن الحارث، كذا في شرح الديوان. الضجوع: الدلو لواسعة، عن ابن عباد.
قال: الضجوع أيضا: المرأة المخالفة للزوج. قال ابن دريد: الضجوع: الضعيف
الرأي، وهو مجاز كالمضجوع، وقد ضجع في رأيه. الضجوع: السحابة البطيئة لكثرة
مائها، وهو مجاز. قال أبو عبيد: الضجوع: الناقة التي ترعى ناحية. قال أبو
عمرو: الضجوع: البئر الدحول، أي ذات تلجف، إذا أكل الماء جرابها. الضجوع،
بضم الضاد: حي من بني عامر، نقله الأزهري. الضجعة، بالكسر: الكسل وعدم
النهوض. الضجعة أيضا: هيئة الاضطجاع، وهو النوم، كالجلسة من الجلوس، يقال:
فلان حسن الضجعة، نقله الجوهري، وأما الحديث: كانت ضجعة رسول الله صلى الله
عليه وسلم أدما حشوها ليف، فتقديره: كانت ذات ضجعته، أو ذات اضطجاعه فراش
أدم حشوها ليف. قاله ابن الأثير. قال الليث: يقال: فلان يحب الضجعة،
بالتحريك: اسم الجنس، وبالفتح، المصدر بمعنى الرقدة، وفي النهاية: الضجعة،
بالفتح للمرة الواحدة. من المجاز: الضجعة، بالضم: الوهن في الرأي، يقال: في
رأيه ضجعة، ويفتح. الضجعة: المرض، لأنه يضجع الإنسان على فراشه. الضجعة: من
يضجعه الناس كثيرا، كالسخرة، بمعنى المسخور. وضجيعك: مضاجعك، والأنثى ضجيع
وضجيعة، قال قيس بن ذريح:
لعمري لمن أمسى وأنت ضـجـيعـه ممن الناس ما اختيرت عليه المضاجع وأنشد ثعلب:
كل النساء على الفراش ضجيعة فانظر لنفسك بالنهار ضجيعـا والضاجع: واد ينحدر من ثجرة در، ودر: ثجرة كثيرة السلم بأسفل حرة بني سليم، قال كثير:
سقى الكدر فاللعباء فالبرق فالحمى
فلوذ الحصى من تغلمين فأظلما
فأروى جنوب الدونكين فضاجعا
فدر فأبلى صـادق الودق أسـحما
الضاجع: منحنى الوادي، ج: ضواجع،
كما في العباب. من المجاز: الضاجع: الأحمق، عن ابن الأعرابي، سمي لعجزه
ولزومه مكانه. من المجاز أيضا: الضاجع: النجم المائل للمغيب، وقد ضجع،
كمنع، إذا مال للغروب، كذا ضجع تضجيعا، وهو مجاز. والضواجع: الجمع، قال
الشاعر:
على حين ضم الليل من كل جانب جناحيه
وانصب النجوم الضواجع وقال آخر:
ألاك قبائل كبنـات نـعـش ضواجع لا يغرن مع النجوم أي ثوابت لا ينتقلن. الضواجع: الهضاب، كما في الصحاح والعباب، وفي التهذيب: الضواجع: مصاب الأودية، واحدها ضاجعة، كأن الضاجعة رحبة ثم تستقيم بعد، فتصير واديا. المضاجع: ع، بعينه، وبه فسر ابن السكيت قول النابغة:
و عيد أبي قابوس في غير كنهه
أتاني ودوني راكس فالضواجع
صفحة : 5400
وأنشد الجوهري المصراع الأخير، وزاد: يقال: لا واحد لها. من المجاز: مضاجع
الغيث: مساقطه، يقال: باتت الرياض مضاجع للغيث، كما في الأساس. يقال: رجل
ضاجع وضجعة، بالضم، وضجعة، كهمزة، وضجعية وضجعي، بكسرهما وضمهما، وكذلك
قعدي وقعدي: كثير الاضطجاع، أي النوم. وقيل: كسلان، وهو مجاز أو لازم
للبيت، لا يكاد يخرج منه ولا ينهض لمكرمة، أو عاجز مقيم، وفي كل ذلك مجاز.
وقال ابن بري: ويقال: لمن رضي بفقره، وصار إلى بيته: الضاجع والضجعي، لأن
الضجعة: خفض العيش. ثم إن المصنف ساوى بين الضجعة، بالضم، وبين الضجعة،
كهمزة، والصواب أن الضجعة، بالضم: من يضجعه الناس كثيرا، كما مر للمصنف
قريبا، وكهمزة: هو الكثير الاضطجاع إلى آخر ما ذكر، وقد مر تحقيق هذا البحث
في خ-د-ع فراجعه. والضاجعة: الغنم الكثيرة، كالضجعاء، نقله الجوهري عن
الفراء، يقال: غنم ضاجعة. الضاجعة: مصب الوادي، عن أبي عمرو، قال الأزهري:
كأنها رحبة، ثم تستقيم بعد، فتصير واديا، كما تقدم. قال ابن الأعرابي:
الضاجعة: الممتلئة من الدلاء، زاد ابن السكيت: حتى تميل في ارتفاعها من
البئر، لثقلها، وأنشد لبعض الرجاز يصف دلوا:
إن لم تجئ كالأجدل المسف
ضاجعة تعدل ميل الـدف
إذا فلا آبت إلـى كـفـي أو
يقطع العرق من الألف
من المجاز: أراك ضاجعا إلى فلان، أي مائلا. ويقال: ضجع فلان إلي، بالكسر، أي ميله، كقولك: صغوه إليه. هو أضجع الثنايا: مائلها، والجمع: الضجع، بالضم، وهو مجاز أيضا. والأضجع أيضا: المخالف لامرأته، وهي ضجوع، كما تقدم. وأضجعته إضجاعا: وضعت جنبه بالأرض، فانضجع. قال الليث: أضجعت الشيء، أي خفضته، وهو مجاز. أضجع جوالقه: كان ممتلئا ففرغه، ومنه قول الراجز:
تعجل إضجاع الجشير القاعد والجشير: الجوالق، والقاعد: الممتلئ. من المجاز: الإضجاع في القوافي: كالإكفاء، أو كالإقواء، قال رؤبة يصف الشعر:
والأعوج الضاجع من إقوائها ويروى: من إكفائها، وخصص به الأزهري الإكفاء خاصة، ولم يذكر الإقواء، وقال: هو أن يختلف إعراب القوافي، يقال: أكفا وأضجع، بمعنى واحد. الإضجاع في باب الحركات كالإمالة والخفض، وهو مجاز أيضا، يقال: أضجع الحرف، أي أماله إلى الكسر. والاضطجاع في السجود: أن يتضام ويلصق صدره بالأرض ولم يتجاف، وهو مجاز، وإذا قالوا: صلى مضطجعا، فمعناه: أن يضطجع على شقه الأيمن مستقبلا القبلة. وتضجع فلان في الأمر، إذا تقعد ولم يقم به، نقله الجوهري وهو مجاز. تضجع السحاب: أرب بالمكان، نقله الجوهري أيضا، وهو مجاز أيضا. ضجعت الشمس وضرعت: دنت للمغيب، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: ضاجعه مضاجعة: اضطجع معه، وخصص الأزهري هنا، فقال: ضاجع الرجل جاريته، إذا نام معها في شعار واحد، وهو ضجيعها، وهي ضجيعته، وبئس الضجيع الجوع، وهو مجاز. وضاجعه الهم، على المثل، يعنون بذلك ملازمته إياه، قال الشاعر:
فلم أر مثل الهم ضاجعه الفتى ولا كسواد الليل أخفق صاحبه ويروى مثل الفقر أي هم الفقر. والضجعة والضجعة، بالفتح والضم: الخفض والدعة، وهو مجاز، يقال: هو يحب الضجعة. قال الأسدي:
وقارعت البعوث وقارعونـي ففاز بضجعة في الحي سهمي
صفحة : 5401
وضجع في أمره، وأضجع، وهن، وكذلك ضجع، كفرح، عن ابن القطاع، وهو مجاز.
ويقال: تضاجع فلان عن أمر كذا وكذا، إذا تغافل عنه، نقله الجوهري
والزمخشري، وهو مجاز. والضاجع من الدواب: الذي لا خير فيه. وإبل ضاجعة
وضواجع: لازمة للحمض، مقيمة فيه. وضجعت الشمس، بالتخفيف: لغة في ضجعت،
بالتشديد. وبنو ضجعان، بالكسر: قبيلة من العرب، كما في التكملة واللسان. من
المجاز: أضجع الرمح للطعن. وهو طيب المضاجع، أي كريمها، كما يقال: كريم
المفارش، وهي النساء. والضجاعيون، بالفتح مخففا: بطن باليمن.
ض-ر-ج-ع
الضرجع، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال: ابن عباد: هو من أسماء النمر خاصة،
ونقله صاحب اللسان أيضا، والصاغاني في كتابيه.
ض-ر-ع
الضرع: م، معروف، للظلف والخف، أي لكل ذات ظلف، أو للشاء والبقر، ونص
العين: للشاة والبقر ونحوهما، وأما للناقة فخلف، بالكسر، كما سيأتي، وقال
ابن فارس: الضرع للشاة وغيرها. وقال ابن دريد: الضرع: ضرع الشاة، ج: ضروع،
وقال أبو زيد: الضرع: جماع، وفيه الأطباء، وهي الأخلاف، وفي الأطباء
الأحاليل، وهي خروق اللبن. وفي اللسان: ضرع الشاة والناقة: مدر لبنها. وفي
التوشيح: الضرع للبهائم، كالثدي للمرأة قال ابن دريد: شاة ضرعاء. قال ابن
فارس: شاة ضريع، وضريعة، أي عظيمته، أي الضرع. وفي اللسان: الضريعة
والضرعاء جميعا: العظيمة الضرع من الشاء والإبل. وشاة ضريع: حسنة الضرع.
ونص ابن دريد في الجمهرة: امرأة ضرعاء: عظيمة الثديين، والشاة كذلك،
فالمصنف خلط كلامهم، وقصد به الاختصار، وفيه تأمل عند ذوي الأبصار. وضرعاء:
ة، نقله الصاغاني. قال أبو حنيفة: الضروع، بالضم: عنب بالسراة أبيض كبار
الحب قليل الماء، عظيم العناقيد، مثل الزبيب الذي يسمى الطائفي. قال تعالى:
ليس لهم طعام إلا من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع الضريع، كأمير: الشبرق،
قاله أبو حنيفة، وقال ابن الأثير: هو نبت بالحجاز، له شوك كبار يقال له:
الشبرق، أو يبيسه، نقله الجوهري، أو نبات رطبه يسمى شبرقا، ويابسه يسمى
ضريعا، عند أهل الحجاز، قاله الفراء، لا تقربه دابة لخبثه، قال أبو حنيفة:
هو مرعى سوء، لا تعقد عليه السائمة شحما ولا لحما، فإن لم تفارقه إلى غيره
ساء حالها، قال قيس بن العيزارة يصف الإبل وسوء مرعاها:
وحبسن في هزم الضريع وكلها
حدباء دامـية الـيدين حـرود
صفحة : 5402
قال أبو الجوزاء: الضريع: السلاء، وجاء في التفسير: أن الكفار قالوا: إن
الضريع تسمن عليه إبلنا، فقال الله تعالى: لا يسمن ولا يغني من جوع . قال
ابن الأعرابي: الضريع: العوسج الرطب، فإذا جف فهو عوسج، فإذا زاد جفوفا فهو
الخزيز، قال الليث: الضريع: نبات في الماء الآجن، له عروق لا تصل إلى
الأرض. أو هو شيء في جهنم أمر من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأحر من النار،
وهذا لا يعرفه العرب، وهو طعام أهل النار. قيل: هو نبات أخضر، كما في
اللسان، وفي المفردات: أحمر منتن الريح خفيف يرمي به البحر، وله جوف. قال
ابن عباد: الضريع: يبيس كل شجرة، وخصه بعضهم بيبيس العرفج والخلة. قيل:
الضريع: الخمر أو رقيقها، وهذه عن ابن عباد، قال الليث: الضريع: الجلدة
التي على العظم تحت اللحم من الضلع. ويقال: هو القشر الذي عليه. وضرع إليه،
وله، ويثلث، الكسر عن شمر ضرعا، محركة، مصدر ضرع، كفرح، وضراعة، مدر ضرع
وضرع، ككرم ومنع، الأخير على غير قياس، واقتصر الجوهري على ضرع، كمنع: خضع
وذل، وفي حديث عمر رضي الله عنه: فقد ضرع الكبير، ورق الصغير. قيل: ضرع:
استكان، وهو قريب من الخضوع والذل. ضرع له، كفرح ومنع: تذلل وتخشع، وسأله
أن يعطيه، فهو ضارع، قال الشاعر:
وأنت إله الحق عـبـدك ضـارع وقد كنت حينا في المعافاة ضارعا وقال آخر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح وضرع، ككتف، فيه لف ونشر غير مرتب، وضروع، كصبور، من ضرع كمنع، وضرعة، محركة. ضرع، ككرم، ضراعة: ضعف، فهو ضرع، محركة، من قوم ضرع، محركة أيضا، فشاهد الأول قول أبي زبيد الطائي:
إما بحد سنان أو مـحـافـلة فلا فحوم ولا فان ولا ضرع وشاهد الثاني قول الشاعر، أنشده الليث:
تعدو غواة على جيرانكم سفها وأنتم لا أشابات ولا ضـرع في حديث المقداد: وإذا فيها فرس آدم، ومهر ضرع، وهو محركة، أي لم يقو على العدو لصغره. والضارع والضرع، محركة: الصغير من كل شيء، أو الصغير السن، ومنه الحديث: قالا علي رضي الله عنه: ولو كان صبيا ضرعا، أو أعجميا متسفها، لم أستسعه. وقيل: هو الضعيف النحيف الضاوي الجسم، ومنه الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ولدي جعفر الطيار فقال: مالي، أراهما ضارعين? أي ضاويين، وقيل: جسدك ضارع، وجنب ضارع، وأنت ضارع، قال الأحوض:
كفرت الذي أسدوا إليك ووسدوا
من الحسن إنعاما وجنبك ضارع
صفحة : 5403
وفي حديث قيس بن عاصم: إني لأفقر البكر الضرع والناب المدبر، أي أعيرهما
للركوب، يعني الجمل الضعيف، والناقة الهرمة. الضرع، ككتف: الضعيف الجسم
النحيف، وقد ضرع، كفرح. وضرع به فرسه، كمنع: أذله. هكذا في العباب، وبه فسر
حديث سلمان رضي الله عنه: أنه إذا كان أصاب شاة ممن الغنم ذبحها، ثم عمد
إلى شعرها فجعله رسنا، وينظر إلى رجل له فرس قد ضرع به فيعطيه. وفي اللسان
يقال: لفلان فرس قد ضرع به، أي غلبه. ضرع السبع من الشيء ضروعا، بالضم:
دنا، نقله ابن القطاع في الأفعال، ونصه: ضرع السبع منك. من المجاز: ضرعت
الشمس: غابت، أو دنت للمغيب، كضرعت تضريعا، وعلى هذه اقتصر الجوهري. وتضرع،
كتنصر: ع، نقله الجوهري، وأنشد لعامر بن الطفيل وقد عقر فرسه:
ونعم أخو الصعلوك أمس تركته بتضرع يمري باليدين ويعسف وتبعه الصاغاني في العباب، وفيه يكبو باليدين، وقال ابن بري: أخو الصعلوك، يعني به فرسه، ويمري بيديه: يحركهما كالعابث، ويعسف: ترجف حنجرته من النفس، قال: وهذا البيت أورده الجوهري بتضرع بغير واو، ورواه ابن دريد: بتضروع، مثل تذنوب. والضرع، بالكسر: المثل، والصاد لغة فيه. الضرع أيضا: قوة الحبل، والصاد لغة فيه، ج: ضروع وصروع، وبه فسر قول لبيد:
وخصم كبادي الجن أسقطت شأوهم بمستحـوذ ذي مـرة وضـروع وفسره ابن الأعرابي فقال: معناه: واسع له مخارج كمخارج اللبن، ورواه أبو عبيد بالصاد المهملة، وقد تقدم. وأضرع له مالا: بذله له، قال الأسود بن يعفر:
وإذا أخلائي تنكـب ودهـم فأبو الكادة ماله لي مضرع أي مبذول. أضرع فلانا: أذله، وفي حديث علي رضي الله عنه: أضرع الله خدودكم. أي أذلها، وقيل: كان مزهوا فأضرعه الفقر. أضرعت الشاة: نزل لبنها قبيل النتاج. وأضرعت الناقة، وهي مضرع: نزل لبنها من ضرعها. قرب النتاج. زاد الراغب: وذلك مثل أتمر وألبن، إذا كثر لبنه وتمره. وفي الأساس: أضرعت الناقة والبقرة: أشرق ضرعها قبل النتاج. في المثل: الحمى أضرعتني لك، كما في الصحاح والأساس، ويروى: للنوم، كما في العباب يضرب في الذل عند الحاجة. قال المفضل: أول من قال ذلك رجل من كلب يقال له: مرير، كان لصا مغيرا، وكان يقال له: الذئب، اختطفت الجن أخويه: مرارة ومرة، فأقسم لا يشرب الخمر، ولا يمس رأسه غسل حتى يطلب بأخويه، فتنكب قوسه، وأخذ أسهما، ثم انطلق إلى ذلك الجبل الذي هلك فيه أخواه، فمكث فيه سبعة أيام لا يرى شيئا، حتى إذا كان في اليوم الثامن إذا هو بظليم، فرماه فأصابه حتى وقع في أسفل الجبل، فلما وجبت الشمس بصر بشخص قائم على صخرة ينادي:
يا أيها الرامي الظليم الأسود تبت مراميك التي لم ترشد فأجابه مرير:
يا أيها الهاتف فوق الصخره
كم عبرة هيجتها وعـبـره
بقتلـكـم مـرارة ومـره فرقت
جمعا وتركت حسره
صفحة : 5404
فتوارى الجني عنه هويا من الليل، وأصابت مريرا حمى، فغلبته عينه، فأتاه
الجني، فاحتمله، وقال له: ما أنامك وقد كنت حذرا? فقال: الحمى أضرعتني
للنوم. فذهبت مثلا. قال ابن عباد: التضريع: التقرب في روغان، كالتضرع، وقد
ضرع، وتضرع. قال: وضرع الرب تضريعا: طبخه، أي العصير، فلم يتم طبخه. في
الصحاح: ضرعت القدر: حان أن تدرك. يقال: تضرع إلى الله تعالى، أي ابتهل
وتذلل، وقيل: أظهر الضراعة، وهي شدة الفقر، والحاجة إلى الله عز وجل، ومه
قوله تعالى: تدعونه تضرعا وخفية أي مظهرين الضراعة ، وحقيقته الخشوع،
وانتصابهما على الحال وإن كانا مصدرين، وقوله تعالى: فلولا إذ جاءهم بأسنا
تضرعوا أي تذللوا وخضعوا. وقيل: التضرع: المبالغة في السؤال والرغبة، ومنه
حديث الاستسقاء: خرج متبذلا متضرعا، أو تضرع، وتعرض، وتأرض، وتأتى، وتصدى،
بمعنى إذا جاء بطلب الحاجة إليك، نقله الجوهري عن الفراء. من المجاز: تضرع
الظل، إذا قلص، والصاد لغة فيه. وضارعه مضارعة: شابهه، كأنه مثله أو شبهه،
وتقول: بينهما مراضعة الكاس، ومضارعة الأجناس، وهو من الضرع، كما في
الأساس. قال الراغب: والمضارعة: أصلها التشارك في الضراعة، ثم جرده
للمشاركة. وتضارع، بضم المثناة فوق والراء، أي بضمهما. قيل: بضمها، أي
المثناة وكسر الراء، فهي ثلاثة أقوال، الأخير عن الموعب، على صيغة لمفعول،
تأليف الإمام اللغوي أبلي غالب المرسي الشهير بابن التياني شارح الفصيح
وغيره، وعلى الأولى اقتصر الجوهري، قال ابن بري: صوابه تضارع، بكسر الراء،
قال: وكذا هو في بيت أبي ذؤيب، فأما بضم التاء والراء فهو غلط، لأنه ليس في
الكلام تفاعل ولا فعالل، قال ابن جني: ينبغي أن يكون تضارع فعاللا بمنزلة
عذافر، ولا نحكم على التاء بالزيادة إلا بدليل. قلت: قول ابن بري: صوابه
إلى آخره، يحتمل أن يكون بضم التاء، كما يفهم ذلك من إطلاقه، أو بفتحها مع
كسر الراء، وهو رواية الباهلي في شرح قول أبي ذؤيب، وما ذكره المصنف عن
الموعب فقد وجد هكذا في بعض نسخ الديوان، وهي رواية الأخفش، ووجد في هامش
الصحاح: ولم أجد ضم الراء في تضارع لغير الجوهري. قلت: أي مع ضم التاء،
وأما مع فتحها فلا، كما عرفت، واختلف في تعيين تضارع، فقال السكري: هو
موضع، وفي الصحاح: جبل بنجد، وفي التهذيب: بالعقيق، قال أبو ذؤيب:
كأن ثقال المزن بين تضارع وشابة برك من جذام لبـيج ومنه الحديث: إذا سال تضارع فهو عام خصب، والرواية فهو عام ربيع، وفي بعض الروايات: إذا أخضبت تضارع أخصبت البلاد. والمستضرع: الضارع، وهو الخاضع، قال أبو زبيد الطائي:
مستضرع ما دنا منهن مكتنت بالعرق مجتلما ما فوقه، قنع اكتنت: إذا رضي، وقوله: مجتلما يريد لحمة من هذا الأسد المذكور قبله، ويروى: ملتحما. ومما يستدرك عليه: قوم ضرعة، محركة، وضرع، بالضم، في جمع ضارع. وأضرعه إليه: ألجأه. والتضرع: التلوي والاستغاثة. وضرع البهم: تناول ضرع أمه، قيل: ومنه ضرع الرجل، إذا ضعف كما في المفردات. والضرع محركة: الغمر من الرجال، وهو مجاز، وأضرعه الحب: أهزله، قال أبو صخر الهذلي:
ولما بقيت ليبـقـين جـوى
بين الجوانح مضرع جسمي
صفحة : 5405
والضرع، محركة: الجبان، يقال: هو ورع ضرع. والمضارعة: المقاربة. وفي حديث
معاوية: لست بنكحة طلقة، ولا بسببة ضرعة. أي لست بشتام للرجال، المشابه لهم
والمساوي. قال الأزهري: والنحويون يقولون للفعل المستقبل: مضارع؛ لمشاكلته
الأسماء فيما يلحقه من الإعراب. والمضارع في العروض: مفاعيل فاع لاتن،
مفاعيل فاعلاتن كقوله:
دعاني إلى سعـاد دواعي هوى سعاد
سمي بذلك لأنه ضارع المجتث. من المجاز: ماله زرع ولا ضرع: أي شيء، والعامة
تقول: ماله زرع ولا قلع. وأضرع، كأفلس: موضع في شعر الراعي:
فأبصرتهم حتى توارت حمولهم بأنقاء يحموم، ووركن أضرعا قال ثعلب: هي جبال أو قارات صغار. وقال خالد بن جنبة: هي أكيمات صغار، ولم يذكر لها واحد. والأضارع، كأنه جمع ضارع: اسم بركة من حفر الأعراب في غربي طريق الحاج، ذكرها المتنبي، فقال: ومسى الجميعي دئداؤها وغادى الأضارع ثم الدنا و أضرعة، بضم الراء: من قرى ذمار، من نواحي اليمن، كما في المعجم. ونقل شيخنا عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: مضارعة الشمس، إذا دنت للغروب، ومضارعة القدر، إذا حانت أن تدرك. قلت: فحينئذ يقال: ضارعت الشمس: لغة في ضرعت وضرعت.
ض-ع-ع
الضعضاع: الضعيف من كل شيء، نقله الجوهري. هو أيضا: الرجل بلا رأي وحزم،
يقال: رجل ضعضاع كالضعضع، وهو مقصور منه نقله الجوهري. وضعاضع، بالضم: جبيل
صغير عنده حبس كبير يجتمع فيه الماء، كما في العباب. قال ابن الأعرابي:
الضع: تأديب الناقة والجمل، ونص الصحاح عنه: رياضة البعير، ونص النوادر:
رياضة البعير والناقة وتأديبهما، إذا كانا قضيبين، أو هو أن يقول له، وفي
الصحاح: أن تقول له، وفي اللسان: أن يقال له: ضع، ليتأدب، قاله ثعلب.
وضعضعه، أي البناء: هدمه حتى الأرض، كما في الصحاح. وتضعضع الرجل: خضع وذل
مطاوع ضعضعه الدهر، ومنه الحديث: من تضعضع لغني لغناه ذهب ثلثا دينه .
تضعضع: افتقر، والصاد لغة فيه، عن أبي سعيد، وقد تقدم، والعرب تسمي الفقير
متضعضعا؛ وكأن أصل هذا من: ضع، وقال أبو ذؤيب:
وتجلدي للشـامـتـين أريهـم أني لريب الدهر لا أتضعضع أي: لا أتكسر للمصيبة، فتشمت بي الأعداء. ومما يستدرك عليه: تضعضع به الدهر، أي أذله، والصاد لغة. وتضعضع: ضعف، وخف جسمه من مرض أو حزن. وتضعضع ماله، أي قل. وتضعضعت أركانه، أي اتضعت. والضعضعة: الشدة والخضوع.
ض-ف-د-ع
الضفدع، كزبرح، وجعفر، لغتان فصيحتان، وجندب، أي: بضم الأول وفتح الثالث،
ودرهم، وهذا أقل، أو مردود، قال الخليل: ليس في الكلام فعلل إلا أربعة
أحرف: درهم، وهجرع، وهبلع، وقلعم، وهو اسم، نقله الجوهري: دابة نهرية، أي
تتولد في النهر، ولحمها مطبوخا بزيت وملح ترياق للهوام أي في جذب سمومها
إذا وضع على موضع اللسع، وبرية تنشأ في الكهوف والمغارات، وشحمها عجيب لقلع
الأسنان من غير تعب، وجلدها يدبغ، فتعمل منه طاقية الإخفاء، كما ذكره أهل
الشعبذة، ويقال: لحم البرية سم، الواحدة ضفدعة بهاء، ج: ضفادع. وربما
قالوا: ضفادي أبدلوا من العين ياء، كما قالوا في الثعالب والأرانب: الثعالي
والأراني، أنشد سيبويه:
ومنهل ليس له حوازق
ولضفادي جمه نقانق وإنشاد
السيرافي:
صفحة : 5406
وبلدة ليس بها حوازق ولضفادي
جمها نقانق يقال: نقت ضفادع بطنه، أي جاع، كما يقال: نقت عصافير بطنه.
وضفدع الماء: صارت فيه الضفادع، كما يقال: طحلب، وأنشد الجوهري للبيد:
يممن أعدادا بلبنى أوأجـا مضفدعات كلها مطحلبه الضفدع، كزبرج فقط، عظم يكون في جوف الحافر من الفرس، ولو قال: في بطن حافر الفرس لأصاب. نقله صاحب اللسان والمحيط. ومما يستدرك عليه: ضفدع الرجل: تقبض، وقيل: سلح، وقيل: ضرط، قال:
بئس الفوارس يا نوار مجاشـع خورا إذا أكلوا خزيرا ضفدعوا
ض-ف-ع
ضفع، كمنع، أهمله الجوهري، وقال الخليل: أي جعس، زاد الليث: كفضع، وهما
لغتان، وهو مقلوب. قال: يقال: ضفع وفضع، إذا حبق، وقيل: أبدى. ويقال: ضفع:
وقع ببوله وسلح. قال ابن الأعرابي: الضفع، نجو الفيل، والحوران: جلده،
والحرصيان: باطن جلده. قال الأزهري: الضفعانة: ثمرة السعدانة ذات الشوك،
وهي مستديرة، كأنها فلكة، لا تراها إذا هاج السعدان، وانتثر ثمره، إلا
مستلقية، ونص التهذيب: مسلنقية قد كشرت عن شوكها وانتصت لقدم من يطؤها،
قال: والإبل تسمن على السعدان، وتطيب عليه ألبانها. وقال ابن فارس: الضاد
والفاء والعين ليس بشيء، على أن الخليل حكى ضفع: جعس. ومما يستدرك عليه:
الضفاع، ككتاب: خثي البقر.
ض-ك-ع
ضوكع في مشيه: أعيا، نقله الخارزنجي، قال: وتضوكع من الحفاء: ثقل.
والضوكعة، كجوهرة: الرجل الكثير اللحم الأحمق الثقيل، نقله الجوهري عن أبي
عبيد، وقال الخارزنجي: الضوكعة من الناس: الواني الضعيف الرأي. قال:
الضوكعة أيضا: المرأة تتمايل في جنبيها تفرغ المشي، كما في العباب. وفي
اللسان: الضوكعة: المسترخي القوائم في ثقل.
ض-ل-ع
الضلع، كعنب وجذع، الأولى لغة الحجاز، والثانية لغة تميم، وشاهد الأول في
قول الشاعر - أنشده ابن فارس -:
هي الضلع العوجاء لست تقيمها ألا إن تقويم الضلوع انكسارها قلت: وهو قول حاجب بن ذبيان، ورواه ابن بري:
بني الضلع العوجاء أنت تقيمها ومنه الحديث: إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاها، فإن ذهبت تقيمها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وشاهد الثاني قول ابن مفرغ:
ورمقتها فـوجـدتـهـا كالضلع ليس لها استقامه و وجد في بعض النسخ: كعنب وجذم، وجذع وجذم في الضبط سواء، لأن كلاهما بالكسر. قال شيخنا: وحكى بعض المحشين فتح الضاد من سكون اللام، وهو غير معروف في دواوين اللغة. قلت: وقد ولعت به العامة، حتى كادوا لا ينطقون بغيره؛ لخفته على اللسان، ولولا أن القياس لا مدخل له في اللغة لكان له وجه، م: أي معروفة، وهي محنية الجنب، مؤنثة، كما هو المشهور، وقيل: مذكرة، وقيل: بالوجهين، وهو مختار ابن مالك وغيره، ج: أضلع وضلوع، وأضلاع، وعلى الأخير اقتصر الجوهري، وشاهد الأول قول أبي ذؤيب:
فرمى فألحق صاعديا مطحرا بالكشح فاشتملت عليه الأضلع وشاهد الثاني مر في قول حاجب ابن ذبيان، وشاهد الثالث قول المسيب بن علس يصف ناقة:
وإذا أطفت بها أطفت بكلكل
نبض القوائم مجفر الأضلاع
صفحة : 5407
قال شيخنا: ومفاد مختار الصحاح أن الضلوع: ما يلي الظهر، والأضلاع: ما يلي
الصدر، وتسمى الجوانح، والضلع مشترك بينهما. قال: وهذا الفرق غير معروف
لأحد من أئمة اللغة، فتأمل. قلت: والظاهر أن في العبارة سقطا، والذي ذكره
صاحب اللسان وغيره: أن ضلوع كل إنسان أربع وعشرون ضلعا، وللصدر منها اثنا
عشر ضلعا تلتقي أطرافها في الصدر، وتتصل أطراف بعضها ببعض، وتسمى الجوانح،
وخلفها من الظهر الكتفان، والكتفان بحذاء الصدر، واثنا عشر ضلعا أسفل منها
في الجنبين، البطن بينهما لا تلتقي أطرافها، على طرف كل ضلع منها شرسوف،
وبين الصدر والجنبين غضروف، يقال له: الرهابة، ويقال له: لسان الصدر، وكل
ضلع من أضلاع الجنبين أقصر من التي تليها، إلى أن تنتهي إلى آخرها، وهي
التي في أسفل الجنب، يقال لها: الضلع الخلف. يقال: هم كذا علي ضلع جائرة،
هكذا رواه الجوهري، قال وتسكين اللام فيه جائز، ونقله الصاغاني في العباب،
والزمخشري في الأساس، وليس في عباراتهم لفظة كذا زاد الأخير: وهو مجاز،
والمعنى: أي مجتمعون علي بالعداوة. قلت: والأصل في ذلك قول أبي زيد، يقال:
هم علي إلب واحد، وصدع واحد، وضلع واحد، يعني اجتماعهم عليه بالعداوة. من
المجاز: الضلوع: ما انحنى من الأرض، أو الطريق من الحرة كما في العباب.
الضلع كعنب: الجبيل المنفرد، كما في الصحاح، وقال غيره: هو الصغير الذي ليس
بالطويل، أو هو الجبل الذليل المستدق، نقله الجوهري عن أبي نصر، وزاد غيره:
الطويل المنقاد، فهو ضد، وقال الأصمعي: الضلع: جبيل مستطيل في الأرض، ليس
بمرتفع في السماء، يقال: انزل بتلك الضلع ومنه الحديث أنه: لما نظر إلى
المشركين يوم بدر قال: كأنكم يا أعداء الله بهذه الضلع الحمراء مقتلين ،
كما في العباب، والرواية: كأني بكم يا أعداء الله مقتلين بهذه الضلع
الحمراء . وفي حديثه الآخر: إن جمع قريش عند هذه الضلع الحمراء من الجبل .
وعن الأصمعي أنه وجد بدمشق ضلع مكتوب فيه: هذا من ضلع أضاخ. ضلع: ع،
بالطائف. في الحديث أنه أمر امرأة في دم الحيض يصيب الثوب، فقال: حتيه بضلع
قال ابن الأعرابي: أراد به العود ها هنا، أو العود الذي فيه عرض واعوجاج،
تشبيه بضلع الحيوان. ويوم الضلعين، مثنى: من أيامهم، أي العرب، كما في
العباب وضلع بني الشيصبان، وهم طائفة من الجن. ضلع القتلى، ضلع بني مالك،
وضلع الرجام: أسماء مواضع، كما في العباب. وضلع الخلف: اسم كية من الكيات،
وهي أن تكون كية وراء ضلع الخلف، وهي في أسفل الجنب. من المجاز: ضلع من
البطيخ، أي حزة منه، تشبيها بالضلع. قال ابن عباد: الضلعة بهاء: سمكة صغيرة
خضراء قصيرة العظم. من المجاز: ضلع عنه، كمنع، ضلعا: مال وجنف. ضلع عليه
ضلعا: جار، فهو ضالع، مائل وجائر. ضلع فلانا: ضربه في ضلعه. وضلع السيف،
كفرح يضلع ضلعا: اعوج، فهو ضلع، وهو خلقة فيه، وأنشد الجوهري للشاعر وهو
محمد بن عبد الله الأزدي:
وقد يحمل السيف المجرب ربه على ضلع في متنه وهو قاطع من المجاز: الضالع: الجائر، قال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان:
أتوعد عبدا لم يخـنـك أمـانة
وتترك عبدا ظالما وهو ضالع
صفحة : 5408
أي: جائر، ويروى: ظالع. أي: مذنب. ويقال: ضلعك معه، أي ميلك معه وهواك. في
المثل: لا تنقش الشوكة بالشوكة، فإن ضلعها معها. يضرب للرجل يخاصم آخر كذا
في الصحاح، قيل: القياس تحريكه؛ لأنهم يقولون ضلع مع فلان، كفرح، ولكنهم
خففوا، وهذا عجيب مع ذكره قريبا ضلع كمنع: مال، ومع هذا فلا حاجة إلى ادعاء
التخفيف، ثم قال الجوهري: فيقول: اجعل بيني وبينك فلانا لرجل يهوى هواه،
ومنه حديث ابن الزبير: أنه نازع مروان عند معاوية رضي الله عنه، فرأى ضلع
معاوية مع مروان، فقال: أطع الله يطعك الناس، فإنه لا طاعة لك علينا إلا في
حق الله. ويقال: خاصمت فلانا، فكان ضلعك علي، أي ميلك. والضلع محركة:
الاعوجاج خلقة، يكون في المشي من الميل ويسكن، ومنه: لأقيمن ضلعك،
بالوجهين، هكذا في سائر النسخ وهو خطأ، والصواب فيه الضلع محركة فقط، وقد
اشتبه على المصنف لما رأى في التهذيب والمحكم: لأقيمن ضلعك وصلعك، أي
اعوجاجك، فظن أن كليهما بالضاد، وإنما الفرق في التحريك والسكون، وليس كما
ظن، وإنما هو بالضاج والصاد، ودليل ذلك أنه لم ينقل عن أحد من الأئمة
التسكين في العوج الخلقي، فتأمل وأنصف. أو هو، أي الضلع في البعير بمنزلة
الغمز في الدواب، وقد ضلع، كفرح، فهو ضلع، والأشبه أن يكون هذا هو تفسير
الظلع، بالظاء، يقال: بعير ظالع، إذا كان يتقي ويعرج، كما سيأتي، فإن لم
يكن الاعوجاج خلقة، فهو الضلع، بالتسكين، تقول: هو ضالع، وقد ضلع، كمنع،
هذا هو الصواب في تحقيق هذا المحل. الضلع أيضا - في قول سويد بن أبي كاهل
-:
كتب الرحمن والحمد لـه سعة الأخلاق فينا والضلع : القوة واحتمال الثقيل، نقله الجوهري عن الأصمعي. الضلع من الدين: ثقله، ومنه حديث الدعاء: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال ، قال ابن الأثير: أي ثقل الدين. قال: والضلع: الاعوجاج، أي يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال لثقله، وهو مجاز. والضلاعة: القوة وشدة الاضطلاع، تقول منه: فهو ضليع، أي قوي شديد، وقيل: هو الطويل الأضلاع، العظيم الخلق، الضخم من أي حيوان كان، حتى من الجن، ومنه الحديث: أن عمر رضي الله عنه صارع جنيا فصرعه عمر، ثم قال له: ما لذراعيك كأنهما ذراعا كلب? - يستضعفه بذلك - فقال له الجني: أما إني منهم لضليع. أي عظيم الخلق شديد، ج: ضلع بالضم، الظاهر أنه بضمتين كنجيب ونجب. قال ابن السكيت: فرس ضليع: تام الخلق مجفر غليظ الألواح، كثير العصب، قال امرؤ القيس:
ضليع إذا استدبرته سـد فـرجـه
بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
صفحة : 5409
وقال غيره: هو الطويل الأضلاع الواسع الجنبين، العظيم الصدر. ورجل ضليع
الفم، أي عظيمه، أو واسعه، هذا قول أبي عبيد، والأول قول القتيبي، وحكاه
الهروي في الغريبين، وبهما فسر الحديث: كان صلى الله عليه وسلم ضليع الفم
أو عظيم الأسنان متراصفها، وهو قول شمر، وهو على التشبيه بضلع الإنسان، وبه
فسر الحديث المذكور، قال القتيبي: والعرب تحمد سعة الفم، وعظمه، وتذم صغره،
ومنه في صفته صلى الله عليه وسلم أنه: كان يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه،
وذلك لرحب شدقيه. وقال الأصمعي: قلت لأعرابي: ما الجمال? قال: غؤور
العينين، وإشراف الحاجبين، ورحب الشدقين. قلت: والعجم بخلاف ذلك؛ فإنهم
يمدحون بصغر الفم في أشعارهم. ورجل أضلع: شديد غليظ عظيم الخلق، وبه فسر
حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في مقتل أبي جهل: تمنيت أن أكون بين
أضلع منهما، فقتلا أبا جهل. أي بين رجلين أقوى من اللذين كنت بينهما، أو
رجل أضلع: سنه شبيهة بالضلع، قاله الليث، وهي ضلعاء، ج: ضلع، بالضم. قال
ابن الأعرابي: الضولع كجوهر: المائل بالهوى، وهو مجاز. قال الأصمعي:
المضلوعة: القوس التي في عودها عطف وتقوم، كما في العباب، وفي اللسان:
تقويم، قد شاكل سائرها كبدها حكاه أبو حنيفة، وأنشد للمتنخل الهذلي:
واسل عن الحب بمضلوعة تابعها الباري ولم يعجـل ويروى: نوقها كالضليع والمضلوعة، هكذا في النسخ، وفيه تكرار، والصواب: كالضليع، والضليعة، يقال: قوس ضليعة، أي غليظة كما في شرح الديوان. وأضلعه: أماله، وهو مجاز. منه حمل مضلع، كمحسن أي مثقل للأضلاع، قال الأعشى:
عنده البر والتقى وأسى الصر ع وحمل لمضلع الأثـقـال ويروى: وأسى الشق. وفي الحديث: الحمل المضلع، والشر الذي لا ينقطع، إظهار البدع قال ابن الأثير: المضلع: المثقل كأنه يتكئ على الأضلاع، ولو روي بالظاء - من الظلع والغمز - لكان وجها. وهو مضلع لهذا الأمر، كما في العباب، ومضطلع بهذا الأمر، أي قوي عليه، زاد الجوهري: وقال ابن السكيت: ولا تقل مطلع، بالإدغام. وقال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال: هو مضطلع بهذا الأمر ومطلع له: فالاضطلاع من الضلاعة، وهي القوة، والاطلاع من العلو. من قولهم: اطلعت الثنية، أي علوتها، أي هو عال لذلك الأمر، مالك له، هذا نص الصحاح، وجوزه الليث أيضا، فقال: مضطلع ومطلع، الضاد تدغم في التاء، فتصيران طاء مشددة، كما تقول: اظنني، أي اتهمني، واظلم، إذا احتمل الظلم، وسيأتي زيادة بيان لذلك في ط-ل-ع وفي حديث علي رضي الله عنه، في صفته صلى الله عليه وسلم: كما حمل، فاضطلع بأمرك لطاعتك هو افتعل من الضلاعة، أي قوي عليه، ونهض به. ودابة مضلع: لا تقوى أضلاعها على الحمل، كما في اللسان والمحيط. وتضليع الثوب: جعل وشيه على هيئة الأضلاع، نقله الجوهري. قال ابن شميل: المضلع كمعظم: الثوب نسج بعضه وترك بعضه، وقال اللحياني: هو الموشى، وقيل: المضلع من الثياب: المسير، وهو الذي فيه سيور من الإبريسم، وقيل: هو المخطط، وهو الذي فيه خطوط من القز عريضة شبيهة بالأضلاع. وقيل: هو المختلف النسج الرقيق، قال امرؤ القيس - ويروى ليزيد بن الطثرية -:
تصد عن المأثور بيني وبينهـا
وتدني عليها السابري المضلعا
صفحة : 5410
ضلع الرجل، كمنع، وتضلع، أي امتلأ ما بين أضلاعه شبعا وريا، قال ابن عناب
الطائي:
دفعت إليه رسل كومـاء جـلـدة وأغضيت عنه الطرف حتى تضلعا أو تضلع: امتلأ ريا حتى بلغ الماء أضلاعه فانتفخت من كثرة الشرب، ومنه حديث ابن عباس: أنه كان يتضلع من زمزم. وفي حديث زمزم: فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع. أي أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه. ومما يستدرك عليه: الأضالع: جمع الضلع، وقيل: هو جمع أضلع، قال الشاعر:
وأقبل ماء العين من كل زفرة إذا وردت لم تستطعها الأضالع وداهية مضلعة: تقل الأضلاع وتكسرها، وهو مجاز. ورجل ضليع الثنايا: غليظها. والضلع: خط يخط في الأرض، ثم يخط آخر، ثم يبذر ما بينهما. وقبة مضلعة: على هيئة الأضلاع. والضلع: الجزيرة في البحر، والجمع: الأضلاع، وقيل: هو جزيرة بعينها. وأضلعته الخطوب: أثقلته. ورمح ضلع، ككتف: معوج لم يقوم، وأنشد ابن شميل:
بكل شعشاع كجذع المزدرع فليقه أجرد كالرمح الضلع قلت: وهو لابي محمد الفقعسي يصف إبلا تتناول الماء من الحوض بكل عنق كجذع الزرنوق، والفليق: المطمئن في عنق البعير الذي في الحلقوم. ورمح ضليع: أعوج، وكذلك ضالع. وقال ابن عباد: المضلوع: المكسور الضلع. والمستضلع: القوي، قال أمية بن أبي عائذ:
وإن يلق خيلا فمستـضـلـع تزحزح عن مشرفات العوالي كذا في شرح الديوان. والضلع: أحد أودية صنعاء اليمن، وفيه يقول الشاعر:
يا حبذا أنت يا صنعاء من بلـد وحبذا وادياك: الظهر والضلع ويقال: نصب ضلعا للطير، وهو الفخ لا حديد به، كما في الأساس.
ض-ل-ف-ع
ضلفع، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو ع وأنشد:
أقرين إنك لو شهدت فوارسي بعمايتين إلى جوانب ضلفـع قلت: وهي قارة ببلاد بني أسد، وتقدم شاهده أيضا من قول رؤبة في ذعذع، ومن قول طفيل في وقط ومن قول متمم بن نويرة اليربوعي - رضي الله عنه - في شرع. والضلفع أيضا: المرأة الواسعة الهن، كالضلفعة، عن أبي عمرو، وكذلك قال ابن السكيت في الألفاظ، قال الأزهري: إن صح له، وأنشد لأم الورد العجلانية:
أقبلن تقريبا وقامت ضلفـعـا فأقبلتهن هـبـلا أبـقـعـا
عند استها مثل استها وأوسعا قال
أبو عمرو: ضلفع رأسه: حلقه، وكذلك: صلفعه، وصلمعه. ومما يستدرك عليه:
الضلفع: المرأة السمينة، مثل اللباخية، قاله ابن بري.
ض-و-ع
ضاعه يضوعه ضوعا: حركه وراعه. ضاعه الريح: أثقله، وأقلقه، قيل: ضاعه: هيجه،
وقال أبو عمرو: ضاعه أمر كذا وكذا يضوعه: أفزعه. قال غيره: ضاعه: شاقه،
وهذا عن ابن عباد، فهو مضوع في الكل، قال بشر بن أبي خازم:
سمعت بدارة القلتين صوتا لحنتمة، الفؤاد به مضوع وأنشد ابن السكيت لبشر:
وصاحبها غضيض الطرف أحوى يضوع فؤادهـا مـنـه بـغـام وقال الكميت:
رئاب الصدوع غياث المضو ع لأمتك الزفر النـوفـل ويروى: لأمته الصدر المبجل، وأنشد أبو عمرو لأبي الأسود العجلي:
فما ضاعني تعريضه واندراؤه
علي وإني بالعـلا لـجـدير وقال ابن هرمة:
صفحة : 5411
أذكرت عصرك أم شجتك ربوع
أم أنت متبل الفؤاد مـضـوع ضاع السفر الدابة: هزلها، وهن
الضوائع. قال ابن الأعرابي: ضاع الطائر فرخه يضوعه ضوعا: زقه، ويقال منه:
ضع ضع، إذا أمرته بزقه. ضاع المسك يضوع ضوعا: تحرك فانتشرت رائحته، ونفحت،
كتضوع: سطع وتفرق، قال امرؤ القيس:
إذا قامتا تضوع المسك منهمـا نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل وأنشد الجوهري للنميري، وهو محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي، يشبب بزينب أخت الحجاج بن يوسف:
تضوع مسكا بطن نعمان إذ مشت به زينب في نسوة عـطـرات ويروى: خفرات، وقال آخر:
أعد ذكر نعمان لنا إن ذكـره هو المسك ما كررته يتضوع وكذلك الشيء المنتن، المصن، يقال: تضوع النتن، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد:
يتضوعن لو تضمخن بالمس ك صماحا كأنه ريح مرق والصماح: الريح المنتن، والمرق: الإهاب الذي عطن فأنتن. ضاعت الريح الغصن ضوعا: ميلته، فهو غصن مضوع. ضاع الصبي ضوعا: تضور وصاح من البكاء، كذا في لنسخ، والصواب: في البكاء، كتضوع، ولو قال: والمسك: انتشرت رائحته، والصبي: تضور، كتضوع فيهما، كان أخصر، ثم إن الضوع والتضور هو البكاء، يقال: ضربته حتى تضوع وتضور، وقد غلب على بكاء الصبي، وقال الليث: التضوع: تضور الصبي في البكاء في شدة ورفع صوت، قال: والصبي بكاؤه تضوع، قال امرؤ القيس يصف امرأة:
يعز عليها رقبتي ويسوءهـا بكاه، فتثني الجيد أن يتضوعا يقول: تثني الجيد إلى صبيها حذر أن يتضوع. والضوع، كصرد وعنب، الأخير عن أبي الهيثم: طائر من طير الليل كالهامة، قال أبو الدقيش: إذا أحس بالصباح صرخ، أو الكروان، أو ذكر البوم، وهذا قول المفضل، أو طائر أسود كالغراب أصغر منه، غير أنه أحمر الجناحين، نقله أبو حاتم في كتاب الطير عن الطائفي، قال: وقال غير الطائفي: هو طائر من العصافير، والعصافير من الطير: ما صغر، وكان دون الدخل والحمر. قلت: ومثله قول ثعلب، وأنشد:
من لا يدل على خير عشيرته حتى يدل على بيضاته الضوع قال لأنه يضع بيضه في موضع لا يدري أين هو، ثم قال أبو حاتم والضوعة صغيرة، ولونها إلى الصفرة، قصيرة العنق، وإنما سميت من قبل صويت لها، تصوت في وجه الصبح. قال وقال الخشى الضوع طائر أبغث مثل الدجاجة، وهو طيب اللحم، قال الأعشى يصف فلاة
لا يسمع المرء فيها ما يؤنسه بالليل إلا نئيم البوم والضوعا هكذا رواه أبو الهيثم بكسر الضاد، قال: ونصب الصوع بنية النئيم، كأنه قال: إلا نئيم البوم وصياح الضوع، ورواه أبو حاتم عن الخشى بالضم، وبهما روي قول سويد بن أبي كاهل، أنشده الأصمعي:
لم يضرني غير أن يحسـدنـي
فهو يزقو مثل ما يزقو الضوع
صفحة : 5412
ج: أضواع، كعنب وأعناب، وضيعان، كصرد وصردان، الأخير من كتاب الطير. ومن
سجعات الأساس: لن يخاطر البازل الربع، ولن يطاير البازي الضوع. الضواع،
كغراب: صوته. الضواع، كشداد: الثعلب، عن ابن عباد. قال ابن عباد: الضوائع:
الضوامر من الإبل وغيرها، قال الصاغاني: وكأنها من ضاعها السفر ضوعا، أي
هزلها، قلت: ولم يذكر لها واحدا، والقياس الضائعة. وانضاع الفرخ، أو الصبي:
تضور، أو بسط جناحيه إلى أمه لتزقه، وفيه لف ونشر غير مرتب، كتضوع، فيهما،
كما في التهذيب، قال: أبو ذؤيب:
فريخان ينضاعان في الفجر كلما أحسا دوي الريح أو صوت ناعب ومما يستدرك عليه: ضوعه تضويعا: حركه وراعه، وقيل: هيجه. وانضاع: فزع من شيء فصاح منه. ويقال: لا يضوعنك ما تسمع منها أي لا تكترث له. وتضوع منه رائحة: تنشقها. وتضوع الضوع: إذا صاح وصوت، قاله أبو حاتم في كتاب الطير. وأضوع، كأفلس: موضع، ونظيره أقرن وأخرب وأسقف، وهذه كلها مواضع، وقد أهمله ياقوت في معجمه.
ض-ي-ع
ضاع يضيع ضيعا، بالفتح ويكسر، وضيعة، وضياعا، بالفتح: هلك وتلف، قال متمم
بن نويرة اليربوعي رضي الله عنه:
ذاك الضياع، فإن حززت بمدية
كفي فقولي محسن ما يصنـع
صفحة : 5413
وفي حديث سعد: إني أخاف على الأعناب الضيعة، أي أنها تضيع وتتلف. ضاع الشيء
ضيعة وضياعا: صار مهملا، ومنه ضاعت الإبل، وضاع العيال، إذا خلوا من
الرعاية والتعهد، وأهملوا. والضياع أيضا، أي بالفتح: العيال نفسه، ومنه
الحديث: فمن ترك ضياعا فإلي أي عيالا، قاله النضر، وحكاه الهروي في
الغريبين، وقال ابن الأثير: وأصله مصدر ضاع، فسمي بالمصدر، كما تقول: من
مات وترك فقرا، أي فقراء، أو المراد منه ضيعهم، أي العيال الضيع، أي
المهملون من الرعاية والتفقد. . الضياع: ضرب من الطيب. الضياع، بالكسر: جمع
ضائع، كجائع، وجياع. يقال: مات فلان ضياعا، كسحاب، وضيعا، كعنب، وضيعا
وضيعة، بكسرهما، أي غير مفتقد ولا متعهد. الضيعة: العقار، نقله الجوهري.
وقال ابن فارس: تسميتهم العقار ضيعة ما أحسبها من اللغة الأصلية، وأظنها من
محدث الكلام. قال: وسمعت من يقول: إنما سميت ضيعة، لأنها إذا ترك تعهدها
ضاعت، فإن كان كذا فهو دليل ما قلناه: إنه من الكلام المحدث. الضيعة: الأرض
المغلة، والتصغير ضييعة، ولا تقل: ضويعة، كما في الصحاح، ج: ضيع، وضياع
كعنب ورجال، ومثله الجوهري ببدرة وبدر، فأما ضيع، فكأنه إنما جاء على
واحدته ضيعة، وذلك لأن الياء مما سبيله أن يأتي تابعا للكسرة، وأما ضياع
فعلى القياس، يقال أيضا: ضيعات، بالألف والتاء، كبيضة وبيضات، ومنه حديث
حنظلة: عافسنا الأزواج والضيعات، أي المعايش. وقال الليث: الضياع: المنازل
سميت لأنها إذا ترك تعهدها وعمارتها تضيع. قال الأزهري: الضيعة والضياع عند
الحاضرة: مال الرجل من النخل والكرم والأرض. والعرب لا تعرف الضيعة إلا
حرفة الرجل وصناعته، قال: وسمعتهم يقولون: ضيعة فلان الجزارة، وضيعة الآخر
الفتل، وسف الخوص، وعمل النخل، ورعي الإبل وما أشبه ذلك، كالصنعة والزراعة.
وزاد غيره: ضيعة الرجل: معاشه وكسبه، يقال: ما ضيعتك? أي ما حرفتك? قال
شمر: كانت ضيعة العرب سياسة الإبل والغنم. قال: ويدخل في ضيعة الرجل: حرفته
وتجارته، يقال للرجل: قم إلى ضيعتك، وبين الضيعة والصنعة جناس تصحيف. يقال:
هو بدار مضيعة، كمعيشة، وعليه اقتصر الجوهري. مضيعة، مثل مهلكة، أي بدار
ضياع، مفعلة من الضياع، وهو الاطراح والهوان، فلما كانت عين الكلمة ياء،
وهي مكسورة، نقلت حركتها إلى العين، فسكنت الياء فصارت بوزن معيشة،
والتقدير فيهما سواء. ورجل مضياع للمال، كمحراب: مضيع له. وأضاع الرجل: فشت
ضياعه وكثرت، فهو مضيع، وفي الحديث: أفشى الله ضيعته، أي أكثر معاشه، قال
ابن بري: وشاهد المضيع ما أنشده أبو العباس:
إذا كنت ذا زرع ونخل وهجمة فإني أنا المثري المضيع المسود أضاع الشيء: أهمله وأهلكه، كضيعه، فهو مضيع ومضيع، وأنشد ابن بري للعرجي:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ليوم كريهة وسداد ثـغـر
صفحة : 5414
وفي التنزيل العزيز: وما كان الله ليضيع إيمانكم ، أي صلاتكم، أي يهملها،
وقال أيضا: أضاعوا الصلاة ، جاء في التفسير: صلوها في غير وقتها، وقيل:
تركوها البتة، وهو أشبه، لأنه عنى بهم الكفار، ودليله قوله بعد ذلك: إلا من
تاب وآمن ، وفي الحديث أنه نهى عن إضاعة المال، يعني إنفاقه في غير طاعة
الله، والتبذير والإسراف، وكذلك أضاع عياله: إذا ترك تفقدهم، والإضاعة
والتضييع بمعنى، قال الشماخ:
أعائش ما لأهلك لا أراهـم
يضيعون السوام مع المضيع
وكيف يضيع صاحب مدفآت على
أثباجهن من الصقـيع
قال الباهلي: عاتبته امرأته في ملازمة رعي الإبل، فقال لها: ما لأهلك لا يفعلون ذلك، وأنت تأمرينني أن أفعله? ثم قال لها: وكيف أضيع إبلا هذه الصفة صفتها? ودل عليه قوله بعد ذلك:
لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره أعف من القنوع يقول: لأن يصلح المرء ماله، ويقوم عليه خير من القنوع، وهو المسألة. قلت: ومن التضييع بمعنى الإهلاك استعمال العامة: ضيعوا فلانا، إذا ضربوا عنقه بالسيف خاصة. وفي المثل: الصيف ضيعت اللبن، بكسر التاء، قال يعقوب: هكذا يقال:، ولو خوطب به المذكر أو الجمع، لأنه في الأصل خوطبت به امرأة كانت تحت موسر، أي غني فكرهته لكبره، فطلقها، فتزوجها رجل مملق، أي فقير، فبعثت إلى زوجها الأول تستميحه، وفي بعض نسخ الصحاح تستمنحه، ومعناهما واحد، أي تسترفده، وتطلب منه برا، فقال ذلك لها، والصيف: منصوب على الظرف، كما في الصحاح. أو طلق الأسود بن هرمز امرأته العنود الشنية، من بني شن، وفي سائر النسخ الشنيئة على وزن سفينة، وهو خطأ، رغبة عنها إلى امرأة جميلة من قومه. وفي العباب: ذات جمال ومال، ثم جرى بينهما ما أدى إلى المفارقة، فتتبعت نفسه العنود، فراسلها فأجابته بقولها:
أتركتـنـي حـتـى إذا
علقت خودا كالشـطـن
أنشأت تطلب وصـلـنـا في
الصيف ضيعت اللبن
وعلى هذا التاء مفتوحة، لتغير المثل وقيل: مرسل المثل عمرو بن عمرو بن عدس، قاله لدختنوس بنت لقيط بن زرارة، فضربت يدها على منكب زوجها، وقالت: هذا ومذقة خير. وتضيع المسك: فاح، لغة في تضوع، نقله الجوهري، وفي العباب: وهذا من باب الإبدال. وعثمان بن بلج الضائع: محدث، سمع عمرو بن مرزوق، وعنه ابن داسة. عالم غرناطة أبو الحسن علي بن محمد الكتامي ابن الضائع الأشبيلي، من نحاة المغرب، مات سنة ثمانين وستمائة. ومما يستدرك عليه: يقال للرجل إذا انتشرت عليه أسبابه حتى لا يدري بأيها يبدأ: فشت ضيعته. وفلان أضيع من فلان: أي أكثر ضياعا منه. ويقال: معنى: فشت ضيعته: كثر مال عليه، فلم يطق جبايته، وقيل: معناه أخذ فيما لا يعنيه من الأمور. ومن أمثالهم: إني لأرى ضيعة لا يصلحها إلا ضجعة، قالها راع رفضت عليه إبله، فأراد جمعها، فتبددت عليه، فاستغاث حين عجز بالنوم، وقال جرير:
وقلن تروح لا تكن لك ضيعة
وقلبك لا تشغل، وهن شواغله
صفحة : 5415
والضيعة: المرة من الضياع. وتركته بضيعة، أي غير مفتقد. والضائع: ذو فقر أو
عيال، أو حال قصر عن القيام بها، وبه فسر الحديث: وتعين ضائعا، ويروى
بالصاد والنون، وقد تقدم، وكلاهما صواب في المعنى. وقولهم: فلان يأكل في
معى ضائع، أي جائع، وقيل لابنة الخس: ما أحد شيء? قالت: ناب جائع، يلقي في
معى ضائع. نقله الجوهري. والضائع: لقب عمرو بن قميئة الشاعر، كان رفي امرئ
القيس، ضبطه الحافظ. وتضيع الريح: هبت هبوبا، لأنها تضيع ما هبت عليه، نقله
الراغب.