الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الخامس عشر: فصل الطاء مع العين

فصل الطاء مع العين

ط-ب-ع
الطبع، والطبيعة، والطباع، ككتاب: الخليقة والسجية التي جبل عليها الإنسان، زاد الجوهري: وهو أي الطبع في الأصل مصدر، وفي الحديث: الرضاع يغير الطباع أو الطباع، ككتاب: ما ركب فينا من المطعم والمشرب، وغير ذلك من الأخلاق التي لا تزايلنا، المراد من قوله: وغير ذلك، كالشدة والرخاء، والبخل والسخاء. والطباع مؤنثة، كالطبيعة، كما في المحكم. وقال أبو القاسم الزجاجي: الطباع واحد مذكر، كالنحاس والنجار. وقال الأزهري: ويجمع طبع الإنسان طباعا، وهو ما طبع عليه من الأخلاق وغيرها. والطباع: واحد طباع الإنسان، على فعال، نحو مثال ومهاد، ومثله في الصحاح والأساس، وغير هؤلاء من الكتب، فقول شيخنا: ظاهره، بل صريحه، كالصحاح أن الطباع مفرد، كالطبع والطبيعة، وبه قال بعض من لا تحقيق عنده، تقليدا لمثل المصنف، والمشهور الذي عليه الجمهور أن الطباع جمع طبع. يتعجب من غرابته ومخالفته لنقول الأئمة التي سردناها آنفا، وليت شعري من المراد بالجمهور? هل هم إلا أئمة اللغة كالجوهري وابن سيده والأزهري والصاغاني، ومن قبلهم أبي القاسم الزجاجي? فهؤلاء كلهم نقلوا في كتبهم أن الطباع مفرد، ولا يمنع هذا أن يكون جمعا للطبع من وجه آخر، كما يدل له نص الأزهري، وأرى شيخنا رحمه الله تعالى لم يراجع أمهات اللغة في هذا الموضع، سامحه الله تعالى، وعفا عنا وعنه، وهذا أحد المزالق في شرحه، فتأمل، كالطابع، كصاحب، فيما حكاه اللحياني في نوادره، قال: له طابع حسن، أي طبيعة، وأنشد:

له طابع يجري عليه وإنـمـا     تفاضل ما بين الرجال الطبائع

صفحة : 5416

وطبعه الله على الأمر يطبعه طبعا: فطره، وطبع الله الخلق على الطبائع التي خلقها، فأنشأهم عليها، وهي خلائقهم، يطبعهم طبعا: خلقهم، وهي طبيعته التي طبع عليها. وفي الحديث: كل الخلال يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب ، أي يخلق عليها. من المجاز: طبع عليه، كمنع، طبعا: ختم، يقال: طبع الله على قلب الكافر، أي ختم فلا يعي، ولا يوفق لخير، قال أبو إسحاق النحوي: الطبع والختم واحد، وهو التغطية على الشيء، والاستيثاق من أن يدخله شيء، كما قال الله تعالى: أم على قلوب أقفالها ، وقال عز وجل: كلا بل ران على قلوبهم معناه غطى على قلوبهم، قال ابن الأثير : كانوا يرون أن الطبع هو الرين، قال مجاهد: الرين أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال: أشد من ذلك كله، قلت: والذي صرح به الراغب أن الطبع أعم من الختم، كما سيأتي قريبا. الطبع: ابتداء صنعة الشيء، يقال: طبع الطباع السيف أو السنان: صاغه، طبع السكاك الدرهم: سكه، طبع الجرة من الطين: عملها، ولو قال: واللبن: عمله، كان أخصر. طبع الدلو وكذا الإناء والسقاء يطبعها طبعا: ملأها، كطبعها تطبيعا، فتطبع. في نوادر الأعراب: قذ قفا الغلام: ضربه بأطراف الأصابع، وطبع قفاه، إذا مكن اليد منها ضربا. عن ابن الأعرابي: الطبع: المثال والصيغة، تقول: اضربه على طبع هذا وعلى غراره وهديته، أي على قدره. الطبع: الختم، وهو التأثير في الطين ونحوه، وقال الراغب: الطبع: أن يصور الشيء بصورة ما، كطبع الدراهم، وهو أعم من الختم وأخص من النقش، قال الله تعالى: وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ، قال: وبه اعتبر الطضبع والطبيعة التي هي السجية، فإن ذلك هو نفس النقش بصورة ما، إما من حيث الخلقة، أو من حيث العادة، وهو فيما تنقش به من جهة الخلقة أغلب، ولهذا قيل:

وتأبى الطباع على الناقل وطبيعة النار، وطبيعة الدواء: ما سخر الله تعالى من مزاجه، وقال في تركيب خ-ت-م، ما نصه: الختم والطبع يقال على وجهين: مصدر ختمت وطبعت، وهو تأثير الشيء بنقش الخاتم والطابع، والثاني: الأثر الحاصل عن النقش، ويتجوز بذلك تارة في الاستيثاق من الشيء والمنع فيه، اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، وتارة في تحصيل أثر الشيء من شيء اعتبارا بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر منه ببلوغ الآخر.. إلى آخر ما قال. وسيأتي في موضعه، إن شاء الله تعالى. قال الليث: الطبع، بالكسر: مغيض الماء، جمعه أطباع، وأنشد:

فلم تثنه الأطباع دوني ولا الجدر وعلى هذا هو مع قول الأصمعي الآتي: إن الطبع هو النهر: ضد، أغفله المصنف، ونبه عليه صاحب اللسان. الطبع: ملء الكيل والسقاء حتى لا مزيد فيهما من شدة ملئها، وفي العباب: والطبع المصدر، كالطحن والطحن، وفي اللسان: ولا يقال في المصدر الطبع، لأن فعله لا يخفف كما يخفف فعل ملأ، فتأمل بين العبارتين، وقال الراغب: وقيل: طبعت المكيال، إذا ملأته، وذلك لكون الملء العلامة منها المانعة من تناول بعض ما فيه. الطبع: نهر بعينه، قال الأصمعي: الطبع: النهر مطلقا، قال لبيد رضي الله عنه:

فتولوا فاتـرا مـشـيهـم    كروايا الطبع همت بالوحل

صفحة : 5417

قال الأزهري: ولم يعرف الليث الطبع في بيت لبيد، فتحير فيه، فمرة جعله الملء، وهو: ما أخذ الإناء من الماء، ومرة جعله الماء، قال: وهو في المعنيين غير مصيب، والطبع في بيت لبيد: النهر، وهو ما قاله الأصمعي، وسمي النهر طبعا لأن الناس ابتدءوا حفره، وهو بمعنى المفعول، كالقطف بمعنى المقطوف، وأما الأنهار التي شقها الله تعالى في الأرض شقا، مثل دجلة والفرات والنيل وما أشبهها، فإنها لا تسمى طبوعا، وإنما الطبوع: الأنهار التي أحدثها بنو آدم، واحتفروها لمرافقهم، وقول لبيد: همت بالوحل. يدل على ما قاله الأصمعي؛ لأن الروايا إذا وقرت المزايد مملوءة ناء، ثم خاضت أنهارا فيها وحل، عسر عليها المشي فيها، والخروج منها، وربما ارتطمت فيها ارتطاما إذا كثر فيها الوحل، فشبه لبيد القوم الذين حاجوه عند النعمان بن المنذر، فأدحض حجتهم حتى زلقوا، فلم يتكلموا، بروايا مثقلة خاضت أنهارا ذات وحل، فتساقطت فيها، والله أعلم. الطبع، بالكسر: الصدأ يركب الحديد، والدنس والوسخ يغشيان السيف، ويحرك فيهما ج: أطباع، أي جمع الكل مما تقدم. أو بالتحريك: الوسخ الشديد من الصدإ، قاله الليث. من المجاز: الطبع: الشين والعيب في دين أو دنيا، عن أبي عبيد، ومنه الحديث: استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع بينهما جناس تحريف، وقال الأعشى:

من يلق هوذة يسجد غير متئب       إذا تعمم فوق التاج أو وضعـا
له أكاليل بالـياقـوت زينـهـا    صواغها لا ترى عيبا ولا طبعا

وقال ثابت قطنة، وهو ثابت بن كعب بن جابر الأزدي، وأنشده القاضي التنوخي - في كتاب الفرج بعد الشدة - لعروة بن أذينة:

لا خير في طمع يهدي إلى طبع   وغفة من قوام العيش تكفينـي والطابع، كهاجر وتكسر الباء عن اللحياني وأبي حنيفة: ما يطبع ويختم، كالخاتم والخاتم، وفي حديث الدعاء: اختمه بآمين، فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة أي الخاتم، يريد أنه يختم عليها، وترفع كما يفعل الإنسان بما يعز عليه. وقال ابن شميل: الطابع: ميسم الفرائض، يقال: طبع الشاة. قال ابن عباد: يقال: هذا طبعان الأمير، بالضم، أي: طينه الذي يختم به. الطباع، كشداد: الذي يأخذ الحديدة المستطيلة، فيطبع منها سيفا أو سكينا أو سنانا، أو نحو ذلك. ويطلق على السياف وغيره. الطباعة ككتابة: حرفته على القياس فيما جاء من نظائره. قال ابن دريد: طبع الرجل على الشيء، بالضم، إذا جبل عليه، وقال اللحياني: فطر عليه. قال شمر: طبع الرجل، كفرح: إذا دنس. وطبع فلان: إذا دنس وعيب وشين، قال: وأنشدتنا أم سالم الكلابية:

ويحمدها الجيران والأهل كلهم    وتبغض أيضا عن تسب فتطبعا قال: ضمت التاء وفتحت الباء وقالت: الطبع: الشين، فهي تبغض أن تشان وعن تسب، أي أن، وهي عنعنة تميم. من المجاز: فلان يطبع، إذا لم يكن له نفاذ في مكارم الأمور، كما يطبع السيف إذا كثر الصدأ عليه، قاله الليث، وأنشد:

بيض صوارم نجلوها إذا طبعت     تخالهن على الأبطال كتـانـا من المجاز: هو طبع طمع، ككتف، فيهما، أي دنيء الخلق لئيمه، دنس العرض لا يستحي من سوأة، قال المغيرة بن حبناء يشكو أخاه صخرا:

وأمك حين تذكر أم صدق     ولكن ابنها طبع سخيف

صفحة : 5418

وفي حديث عمر بن عبد العزيز، رحمه الله تعالى: لا يتزوج من العرب في الموالي إلا كل طمع طبع، ولا يتزوج من الموالي في العرب إلا كل أشر بطر. الطبوع، كتنور: دويبة ذات سم، نقله الجاحظ، أو هي من جنس القردان، لعضته ألم شديد، وربما ورم معضوضه، ويعلل بالأشياء الحلوة. قال الأزهري: كذا سمعت رجلا من أهل مصر يقول ذلك، قال الأزهري: وهو النبر عند العرب. قلت: والمعروف منه الآن شيء على صورة القراد الصغير المهزول، يلصق بجسد الإنسان، ولا يكاد ينقطع إلا بحمل الزئبق، قال أعرابي من بني تميم يذكر دواب الأرض، وكان في بادية الشام:

وفي الأرض، أحناش وسبع وخارب   ونحن أسارى وسطها نـتـقـلـب
رتيلا وطبوع وشبـثـان ظـلـمة     و أرقط حرقوص، وضمج وعنكب

الطبيع، كسكيت: لب الطلع، سمي بذلك لامتلائه، من طبعت السقاء، إذا ملأته. وفي حديث الحسن البصري أنه سئل عن قوله تعالى: لها طلع نضيد فقال: هو الطبيع في كفراه، والكفرى: وعاء الطلع. وناقة مطبعة، كمعظمة: مثقلة بالحمل، قال:

أين الشظاظان وأين المربعه     وأين حمل الناقة المطبعـه ويروى الجلنفعة. والتطبيع: التنجيس، قال يزيد بن الطثرية:

وعن تخلطي في الشرب يا ليل بيننا     من الكدر المأبي شربا مطبـعـا أراد: أن تخلطي وهي لغة تميم، والمطبع الذي نجس، والمأبي: الذي تأبى الإبل شربه. من المجاز: تطبع بطباعه، أي تخلق بأخلاقه. تطبع الإناء: امتلأ، وهو مطاوع طبعه، وطبعه. ومما يستدرك عليه: الطابع، كصاحب: الناقش. وقيل للطابع طابع وذلك كنسبة الفعل إلى الآلة، نحو سيف قاطع، قاله الراغب، ومن سجعات الأساس: رأيت الطابع في يد الطابع. وجمع الطبع: طباع وأطباع. وجمع الطبيعة: طبائع. وطبع الشيء، كطبع عليه. وناقة مطبعة، كمعظمة: سمينة، نقله الزمخشري. وقال الأزهري: ويكون المطبعة: الناقة التي ملئت شحما ولحما، فتوثق خلقها. وقربة مطبعة طعاما: مملوءة، قال أبو ذؤيب:

فقيل تحمل فوق طوقك إنها    مطبعة من يأتها لا يضيرها وتطبع النهر بالماء: فاض به من جوانبه وتدفق. وجمع الطبع، بالكسر: طباع. وقال الأزهري: ويجمع الطبع بمعنى النهر على الطبوع، سمعته من العرب. وقال غيره: ناقة مطبعة، كمكرمة: مقلة بحملها، على المثل، قال عويف القوافي:

عمدا تسديناك وانشـجـرت بـنـا     طوال الهوادي مطبعات من الوقر والطبع، ككتف: الكسل، قال جرير: وإذا هززت قطعت كل ضريبة و خرجت لا طبعا ولا مبهورا قال ابن بري. وسيف طبع، ككتف: صدئ. وطبع الثوب طبعا: اتسخ. وطبع، بالضم تطبيعا: دنس، عن شمر. وما أدري من أين طبع، أي طلع. ومهر مطبع، كمعظم: مذلل. ومن المجاز: هو مطبوع على الكرم. وكريم الطباع. وكلام عليه طابع الفصاحة.
ط-ر-س-ع
طرسع: أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: عدا عدوا شديدا من الفزع، وكذلك سرطع.

ط-ز-ع

صفحة : 5419

الطزع ككتف، وأمير، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هو من لا غيرة له، وقال ابن عباد: الطزع من لا غناء عنده، ونقله صاحب اللسان أيضا وقد طزع، كفرح، قال الأزهري: لغة في طسع، بالسين. طزع، كمنع، طزعا: نكح، وقيل: كناية عنه، والسين لغة فيه. طزع الجندي: قعد ولم يغز، وكذلك طسع. ومما يستدرك عليه: طزعة، بالضم: بلد على ساحل صقلية، نقله الصاغاني في التكملة. قلت: والصواب أنها طرغة بالراء والغين، كما رأيته في مختصر نزهة المشتاق للشريف الإدريسي.
ط-س-ع
طسع، كمنع، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: نكح، وقيل: الطسع: كلمة يكنى بها عن النكاح، وكذلك الطعس، وقد تقدم. قال ابن عباد: طسع في البلاد: ذهب. قال ابن دريد: الطيسع، كغيهب: الموضع الواسع. قال: قال قوم: الطيسع: هو الرجل الحريص. قال الأزهري: الطسع، كفرح، وأمير هو الطزع، بالزاي، وهو: من لا غيرة له، وقد طسع، كفرح، مثل طزع. قال ابن عباد: هاد مطسع، كمنبر: حاذق، وهو مقلوب مسطع.

ط-ع-ع
الطع، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو اللحس. قال: والطعطع، كفدفد: المطمئن من الأرض. قال الليث: الطعطعة: حكاية صوت اللاطع والناطع والمتمطق، وهو أن يلصق لسانه بالغار الأعلى، ثم ينطع، من طيب شيء أكله، فيسمعك من بين الغار واللسان صوتا، وقال ابن فارس: الطاء والعين ليس بشيء، فأما ما حكاه الخليل من أن الطعطعة: حكاية صوت اللاطع، فليس بشيء. ومما يستدرك عليه: طعه، أي أطاعه، عن ابن الأعرابي، كما في التكملة.
ط-ل-ع

صفحة : 5420

طلع الكوكب والشمس والقمر طلوعا، ومطلعا، بفتح اللام على القياس، ومطلعا بكسرها، وهو الأشهر، وهو أحد ما جاء من مصادر فعل يفعل على مفعل. وأما قوله تعالى: سلام هي حتى مطلع الفجر فإن الكسائي وخلفا قرآه بكسر اللام، وهي إحدى الروايتين عن أبي عمرو. قلت: وهي رواية عبيد عن أبي عمرو. وقال ابن كثير ونافع وابن عامر واليزيدي عن أبي عمرو، وعاصم وحمزة بفتح اللام، قال الفراء: وهو أقوى في القياس، لأن المطلع، بالفتح: الطلوع، وبالكسر: الموضع الذي تطلع منه، إلا أن العرب تقول: طلعت الشمس مطلعا، فيكسرون وهم يريدون المصدر، وكذلك: المسجد، والمشرق، والمغرب، والمسقط، والمرفق، والمنسك، والمنبت، وقال بعض البصريين: من قرأ مطلع الفجر بكسر اللام فهو اسم لوقت الطلوع، قال ذلك الزجاج، قال الأزهري: وأحسبه قول سيبويه: ظهر، كأطلع. وهما، أي المطلع والمطلع: اسمان للموضع أيضا، ومنه قوله تعالى: حتى إذا بلغ مطلع الشمس . طلع على الأمر طلوعا: علمه، كاطلعه، على افتعله، وتطلعه اطلاعا وتطلعا، وكذلك اطلع عليه، والاسم الطلع، بالكسر، وهو مجاز. وطلع فلان علينا، كمنع ونصر: أتانا وهجم علينا، ويقال: طلعت في الجبل طلوعا، إذا أدبرت فيه حتى لا يراك صاحبك، وطلعت عن صاحبي، إذا أقبلت عليه. قال الأزهري: هذا كلام العرب، وقال أبو زيد - في الأضداد - : طلعت على القوم طلوعا، إذا غبت عنهم حتى لا يروك، قال ابن السكيت: طلعت على القوم، إذا غبت عنهم، صحيح، جعل على فيه بمعنى عن كقوله تعالى: وإذا اكتالوا على الناس معناه عن الناس، ومن الناس، قال: وكذلك قال أهل اللغة أجمعون. قلت: ومن الاطلاع بمعنى الهجوم قوله تعالى: لو اطلعت عليهم أي لو هجمت عليهم، وأوفيت عليهم. طلعت سن الصبي: بدت شباتها، وهو مجاز، وكل باد من علو: طالع. طلع أرضهم: بلغها، يقال: متى طلعت أرضنا? أي متى بلغتها، وهو مجاز، وطلعت أرضي، أي بلغتها. طلع النخل يطلع طلوعا: خرج طلعه، وسيأتي معناه قريبا، نقله الصاغاني كأطلع، كأكرم، نقله الجوهري، وهو قول الزجاج. وطلع تطليعا، نقله صاحب اللسان. طلع بلاده: قصدها، وهو مجاز، ومنه الحديث: هذا بسر قد طلع اليمن أي قصدها من نجد. طلع الجبل يطلعه طلوعا: علاه ورقيه، كطلع، بالكسر، وهو مجاز، الأخير نقله الجوهري عن ابن السكيت. يقال: حيا الله طلعته، أي رؤيته وشخصه وما تطلع منه، كما في اللسان، أو وجهه، وهو مجاز، كما في الصحاح. والطالع: السهم الذي يقع وراء الهدف، قاله الأزهري، وقال غيره: الذي يجاوز الهدف ويعلوه، وقال القتيبي: هو السهم الساقط فوق العلامة، ويعدل بالمقرطس، قال المرار بن سعيد الفقعسي:

لها أسهم لا قاصرات عن الحشا     ولا شاخصات عن فؤادي طوالع

صفحة : 5421

أخبر أن سهامها تصيب فؤاده، وليست بالتي تقصر دونه، أو تجاوزه فتخطئه. وقال ابن الأعرابي: روي عن بعض الملوك - قال الصاغاني: هو كسرى - كان يسجد للطالع. قيل: معناه أنه كان يخفض رأسه إذا شخص سهمه، فارتفع عن الرمية، فكان يطأطئ رأسه، ليتقوم السهم، فيصيب الدارة. قال الصاغاني: ولو قيل: الطالع: الهلال، لم يبعد عن الصواب، فقد جاء عن بعض الأعراب: ما رأيتك منذ طالعين، أي منذ شهرين، وأن كسرى كان يتطامن له إذا طلع إعظاما لله عز وجل. من المجاز: رجل طلاع الثنايا، وطلاع الأنجد، كشداد، أي مجرب للأمور، وركاب لها أي غالب يعلوها، ويقهرها بمعرفته وتجاربه وجودة رأيه، وقيل: هو الذي يؤم معالي الأمور. والأنجد: جمع نجد، وهو الطريق في الجبل، وكذلك الثنية، فمن الأول: قول سحيم بن وثيل:

أنا ابن جلا وطلاع الثـنـايا     متى أضع العمامة تعرفوني ومن الثاني: قول محمد بن أبي شحاذ الضبي - وقال ابن السكيت: هو لراشد بن درواس -:

وقد يقصر القل الفتى دون همه     وقد كان، لولا القل، طلاع أنجد والطلع: المقدار، تقول: الجيش طلع ألف، أي مقداره. الطلع من النخل: شيء يخرج كأنه نعلان مطبقان، والحمل بينهما منضود، والطرف محدد، أو هو ما يبدو من ثمرته في أول ظهورها، وقشره يسمى الكفرى والكافور، وما في داخله الإغريض، لبياضه، وقد ذكر كل منهما في موضعه، وفيه تطويل مخل بمراده، ولو قال: ومن النخل: الإغريض ينشق منه الكافور، أو: ومن النخل: نوره ما دام في الكافور، كان أخصر. الطلع، بالكسر: الاسم من الاطلاع، وقد اطلعه، واطلع عليه، إذا علمه، وقد تقدم، قال الجوهري: ومنه اطلع طلع العدو أي علمه، ومنه أيضا حديث سيف بن ذي يزن قال لعبد المطلب: أطلعتك طلعه، وسيأتي قريبا. الطلع: المكان المشرف الذي يطلع منه، يقال: علوت منها مكانا تشرف منه على ما حولها، قاله ابن دريد. قال: الطلع: الناحية، يقال: كن بطلع الوادي، ويقال أيضا: فلان طلع الوادي، بغير الباء، أجري مجرى وزن الجبل، قاله الأزهري، ويفتح فيهما قال الجوهري: الكسر والفتح كلاهما صواب، وفي العباب: كلاهما يقال. قال الأصمعي: الطلع كل مطمئن من الأرض أو ذات ربوة إذا طلعته رأيت ما فيه، وهو مجاز. قال أبو عمرو: من أسماء الحية: الطلع والطل. من المجاز: أطلعته طلع أمري، بالكسر، أي أبثثته سري، ومنه حديث ابن ذي يزن المتقدم. من المجاز: لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت منه. قاله عمر - رضي الله عنه - عند موته، طلاع الشيء، ككتاب: ملؤه حتى يطلع ويسيل، قاله أبو عبيد، وقال الليث: طلاع الأرض: ما طلعت عليه الشمس، زاد الراغب: والإنسان، قال أوس بن حجر يصف قوسا:

كتوم طلاع الكف لا دون مـلـئهـا     ولا عجسها عن موضع الكف أفضلا ج: طلع، بالضم، ككتاب وكتب. من المجاز: نفس طلعة، كهمزة: تكثر التطلع إلى الشيء، أي كثيرة الميل إلى هواها، تشتهيه حتى تهلك صاحبها، المفرد والجمع سواء، ومنه حديث الحسن: إن هذه النفوس طلعة، فاقدعوها بالمواعظ، وإلا نزعت بكم إلى شر غاية. وحكى المبرد أن الأصمعي أنشد في الإفراد:

وما تمنيت من مال ومن عمـر     إلا بما سر نفس الحاسد الطلعه

صفحة : 5422

من المجاز: امرأة طلعة خبأة، كهمزة فيهما، أي تطلع مرة وتختبئ أخرى، ويقال: هي الكثيرة التطلع والإشراف، وكذلك امرأة طلعة قبعة. وفي قول الزبرقان بن بدر: إن أبغض كنائني إلي الطلعة الخبأة. وقد مر في حرف الهمزة. وطويلع، كقنيفذ: علم، وهو تصغير طالع. طويلع: ماء لبني تميم، بناحية الصمان، بالشاجنة، نقله الجوهري، قلت: وهو في واد في طريق البصرة إلى اليمامة بين الدو والصمان أو: ركية عادية بناحية الشواجن، عذبة الماء، قريبة الرشاء. قاله الأزهري. وهما قول واحد، وأنشد الجوهري:

وأي فتى ودعت يوم طويلع    عشية سلمنا عليه وسلمـا وأنشد الصاغاني لضمرة بن ضمرة النهشلي:

فلو كنت حربا ما وردت طويلعا    ولا حرفه إلا خميسا عرمرما

صفحة : 5423

قال ابن الأعرابي: الطولع، كجوهر، وقال غيره: الطلعاء، كالفقهاء: القيء، وهو مجاز ، ولو مثل الأخير بالغلواء كان أحسن. وطليعة الجيش: من يطلع من الجيش، ويبعث ليطلع طلع العدو، كالجاسوس، للواحد والجميع، قال الأزهري: وكذلك الربيئة، والشيفة، والبغية بمعنى الطليعة، كل لفظة منها تصلح للواحد والجماعة ج: طلائع، ومنه الحديث: كان إذا غزا بعث بين يديه طلائع . وأطلع إطلاعا: قاء، وهو مجاز. أطلع إليه معروفا: أسدى مثل أزل إليه معروفا، وهو مجاز. أطلع الرامي: جاز سهمه من فوق الغرض، يقال: رمى فأطلع، وأشخص، قاله الأسلمي، وهو مجاز. أطلع فلانا: أعجله، وكذلك أرهقه، وأزلقه، وأقحمه، وهو مجاز. أطلعه على سره: أظهره وأعلمه، وأبثه له، وهو مجاز، ومنه أطلعتك طلع أمري . ونخلة مطلعة، كمحسنة: مشرفة على ما حولها، طالت النخيل وكانت أطول من سائرها. وطلع كيله تطليعا: ملأه جدا حتى تطلع، وهو مجاز. واطلع على باطنه، كافتعل: ظهر، قال السمين - في قوله تعالى: أطلع الغيب -: إنه يتعدى بنفسه، ولا يتعدى بعلى، كما توهمه بعض، حتى يكون من الحذف والإيصال، نقله شيخنا، ثم قال: ولكن استدل الشهاب في العناية بما للمصنف، فقال: لكن في القاموس: اطلع عليه. فكأنه يتعدى ولا يتعدى، والاستدلال بغير شاهد غير مفيد. انتهى. قلت: الذي صرح به أئمة اللغة أن طلع عليه، واطلع عليه، وأطلع عليه بمعنى واحد، واطلع على باطن أمره، واطلعه: ظهر له وعلمه، فهو يتعدى بنفسه وبعلى، كما في اللسان والعباب والصحاح، وكفى بهؤلاء قدوة، لا سيما الجوهري إذا قالت حذام، فلا عبرة بقوله: والاستدلال به إلى آخره، وكذا كلام السمين يتأمل فيه، فإن إنكاره قصور. اطلع على هذه الأرض: بلغها، ومنه قوله تعالى: التي تطلع على الأفئدة ، قال الفراء: أي يبلغ ألمها الأفئدة، قال: والاطلاع والبلوغ قد يكون بمعنى واحد، وقال غيره: أي توفي عليها فتحرقها، من اطلعت عليه، إذا أشرفت، قال الأزهري: وقول الفراء أحب إلي، وإليه ذهب الزجاج. والمطلع للمفعول: المأتي، يقال: ما لهذا الأمر مطلع، أي وجه، ولا مأتى يؤتى إليه. ويقال: أين مطلع هذا الأمر، أي مأتاه، هو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار، وهو مجاز. وقول عمر رضي الله تعالى عنه: لو أن لي ما في الأرض جميعا لافتديت به من هول المطلع. يريد به الموقف يوم القيامة، تشبيه لما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت بذلك، أي: بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال. قال الأصمعي: وقد يكون المطلع: المصعد من أسفل إلى المكان المشرف، قال: وهو من الأضداد، وقد أغفله المصنف، ومن ذلك في الحديث: ما نزل من القرآن آية إلا لها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع أي مصعد يصعد إليه، يعني من معرفة علمه، ومنه قول جرير يهجو الأخطل:

إني إذا مضر علي تحدبـت     لاقيت مطلع الجبال وعورا هكذا أنشده ابن بري والصاغاني ومن الأول قول سويد بن أبي كاهل:

مقعيا يرمي صفاة لم تـرم     في ذرا أعيط وعر المطلع وقيل: معنى الحديث: أن لكل حد منتهكا ينتهكه مرتكبه، أي أن الله لم يحرم حرمة إلا علم أن سيطلعها مستطلع. من المجاز: المطلع، بكسر اللام: القوي العالي القاهر، من قولهم: اطلعت على الثنية، أي علوتها، نقله الجوهري في ض-ل-ع وروى أبو الهيثم قول أبي زبيد:

صفحة : 5424

أخو المواطن عياف الخنى أنف     للنائبات ولو أضلعن مطـلـع أضلعن: أقلن. ومطلع وهو القوي على الأمر المحتمل، أراد مضطلع فأدغم، هكذا رواه بخطه، قال: ويروى: مضطلع وقال ابن السكيت: يقال: هو مضطلع بحمله، كما تقدم، ويروى قول ابن مقبل:

إنا نقوم بجلانا فيحمـلـهـا     منا طويل نجاد السيف مطلع ويروى مضطلع وهما بمعنى. وطالعه طلاعا، بالكسر، ومطالعة: اطلع عليه، وهو مجاز، يقال: طالعت ضيعتي، أي نظرتها، واطلعت عليها، وقال الليث: هو الاطلاع، وأنشد لحميد بن ثور:

فكان طلاعا من خصاص ورقبة     بأعين أعداء وطرفا مقسـمـا وقال الأزهري: قوله: طلاعا، أي: مطالعة، يقال: طالعته طلاعا ومطالعة، قال: وهو أحسن من أن تجعله اطلاعا؛ لأنه القياس في العربية. طالع بالحال: عرضها، طلاعا، ومطالعة. من المجاز: تطلع إلى وروده أو ورود كتابه: استشرف له، قال متمم بن نويرة، رضي الله عنه:

لاقى على جنب الشريعة لاطئا     صفوان في ناموسه يتطلـع تطلع في مشيه: زاف نقله الصاغاني، كأنه لغة في تتلع، إذا قدم عنقه ورفع رأسه. تطلع المكيال: امتلأ، مطاوع طلعه تطليعا. من المجاز: قولهم: عافى الله رجلا لم يتطلع في فمك، أي لم يتعقب كلامك، حكاه أبو زيد، ونقله الزمخشري والصاغاني. قال ابن عباد: استطلعه: ذهب به، وكذا استطلع ماله. من المجاز: استطلع رأي فلان، إذا نظر ما عنده، وما الذي يبرز إليه من أمره، ولو قال: ورأيه: نظر ما هو، كان أخصر. وقوله تعالى: هل أنتم مطلعون، فاطلع بتشديد الطاء وفتح النون، وهي القراءة الجيدة الفصيحة أي هل أنتم تحبون أن تطلعوا فتعلموا أين منزلة الجهنميين، فاطلع المسلم، فرأى قرينه في سواء الجحيم، أي في وسط الجحيم وقرأ جماعات وهم ابن عباس - رضي الله عنهما - وسعيد بن جبير، وأبو البرهسم، وعمار مولى بني هاشم: هل أنتم مطلعون - كمحسنون - فأطلع بضم الهمزة وسكون الطاء وكسر اللام، وهي جائزة في العربية على معنى: هل أنتم فاعلون بي ذلك. وقرأ أبو عمرو وعمار المذكور، وأبو سراج، وابن أبي عبلة، بكسر النون، فأطلع، كما مر. قلت: وهي رواية حسين الجعفي عن أبي عمرو. قال الأزهري: وهي شاذة عند النحويين أجمعين، ووجهه ضعيف، ووجه الكلام على هذا المعنى: هل أنتم مطلعي، وهل أنتم مطلعوه، بلا نون، كقولك: هل أنتم آمروه، وآمري. وأما قول الشاعر:

هم القائلون الـخـير والآمـرونـه      إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما فوجه الكلام: والآمرون به، وهذا من شواذ اللغات. ومما يستدرك عليه: الطالع: الفجر الكاذب، نقله الجوهري. اطلع عليه: نظر إليه حين طلع، وهو مجاز، نقله الصاغاني والزمخشري، وصاحب اللسان، ومنه قول أبي صخر الهذلي:

إذا قلت هذا حين أسلو يهيجنـي     نسيم الصبا من حيث يطلع الفجر ويقال: آتيك كل يوم طلعته الشمس، أي طلعت فيه. وفي الدعاء: طلعت الشمس ولا تطلع بنفس أحد منا، عن اللحياني، أي لا مات واحد منا مع طلوعها. أراد: ولا طلعت، فوضع الآتي منها موضع الماضي. وأطلع: لغة في طلع، قال رؤبة:

كأنه كوكب غيم أطلعا

صفحة : 5425

ومطالع الشمس: مشارقها، ويقال: شمس مطالع، أو مغارب. وتطلعه: نظر إليه نظر حب أو بغض، وهو مجاز. وأطلع الجبل، كطلعه، نقله الزمخشري. وأطلع رأسه، إذا أشرف على شيء. والاسم من الاطلاع: طلاع، كسحاب. والطلوع: ظهور على وجه العلو والتملك، كما في الكشاف. ويقال: أنا أطالعك بحقيقة الأمر، أي أطلعك عليه، وهو مجاز، كما في الأساس، وكذا قولهم: طالعني بكتبك. واطلعت من فوق الجبل، وأطلعت بمعنى واحد. ونفس طلعة، كفرحة: شهية متطلعة، على المثل، وبه روي قول الحسن: إن هذه النفوس طلعة، وطلعه تطليعا، أخرجه، عامية. ومن أمثال العرب: هذه يمين قد طلعت في المخارم، وهي اليمين التي تجعل لصاحبها مخرجا، ومنه قول جرير:

ولا خير في مال علـيه ألـية     ولا في يمين غير ذات مخارم والمخارم: الطرق في الجبال. وتطلع الرجل: غلبه وأدركه، وأنشد ثعلب:

وأحفظ جاري أن أخالط عرسه     ومولاي بالنكراء لا أتطـلـع وقال ابن بري: ويقال: تطالعته: إذا طرقته، وأنشد أبو علي: تطالعني خيالات لسلمى كما يتطالع الدين الغريم قال: كذا أنشده، وقال غيره: إنما هو يتطلع، لأن تفاعل لا يتعدى في الأكثر، فعلى قول أبي علي يكون مثل تفاوضنا الحديث، وتعاطينا الكأس، وتناشدنا الأشعار. قال: ويقال: أطلعت الثريا، بمعنى طلعت، قال الكميت:

كأن الثريا أطلعت في عشائها     بوجه فتاة الحي ذات المجاسد وأطلع الشجر: أورق. وأطلع الزرع: ظهر، وهو مجاز. وفي التهذيب: طلع الزرع طلوعا، إذا بدأ يطلع وظهر نباته. وقوس طلاع الكف: يملأ عجسها الكف، وقد تقدم شاهده. وهذا طلاع هذا، ككتاب، أي قدره. والاطلاع: النجاة، عن كراع. و أطلعت السماء، بمعنى أقلعت. و مطلع الأمر، كمقعد: مأتاه و وجهه الذي يؤتى إليه، و مطلع الجبل: مصعده، وأنشد أبو زيد:

ما سد من مطلع ضاقت ثنيتـه    إلا وجدت سواء الضيق مطلعا وطالعة الإبل: أولها. وكذا مطلع القصيدة: أولها، وهو مجاز. وتطلع النفس: تشوفها ومنازعتها. ويقولون: هو طالعه سعيد: يعنون الكوكب. وملأت له القدح حتى كاد يطلع من نواحيه، ومنه قدح طلاع، أي ملآن، وهو مجاز، وعين طلاع: ملأى من الدمع، وهو مجاز. وتطلع الماء من الإناء: تدفق من نواحيه. ويقال: هذا لك مطلع الأكمة، أي حاضر بين، ومعناه أنه قريب منك في مقدار ما تطلع له الأكمة، ويقال: الشر يلقى مطالع الأكم. أي بارزا مكشوفا. واطلعته عيني: اقتحمته وازدرته، وكل ذلك مجاز. وفي المثل: بعد اطلاع إيناس. قاله قيس بن زهير في سباقه حذيفة بن بدر لما اطلعت فرسه الغبراء، فقال قيس ذلك فذهبت مثلا، والإيناس: النظر والتثبت، وذلك لأن الغبراء سبقت في المكان الصلب، فلما صرن في الوعث سبق داحس بقوته، فلذا قال:

رويد يعلون الجدد وإياه عنى الشماخ بقوله:

ليس بما ليس به باس بـاس    ولا يضر البر ما قال الناس

وإنه بعد اطـلاع إينـاس ويروى: قبل اطلاع. أي قبل أن تطلع تؤنس بالشيء. والملك الصالح طلائع بن رزيك، وزير مصر، الذي وقف بركة الحبش على الطالبيين، وسيأتي ذكره في ر-ز-ك.

ط-م-ع

صفحة : 5426

طمع فيه، وبه، وعلى الأول اقتصر الجوهري، كفرح، طمعا، محركة، وطماعا، كما في سائر النسخ، والصواب: طماعة، كما هو نص الصحاح و العباب، وطماعية مخفف، كما في الصحاح، ومشدد كما في اللسان، وأنكر بعضهم التشديد: حرص عليه ورجاه. وفي حديث عمر رضي الله عنه: الطمع فقر، واليأس غنى. وقال الراغب: الطمع: نزوع النفس إلى الشيء، شهوة له، ولما كان أكثره من جهة الهوى قيل: الطمع طبع، والطبع يدنس الإهاب. فهو طامع، و طمع كخجل، وطمع مثل رجل، ج: طمعون، وطمعاء كفقهاء، وطماعى، كسكارى، و أطماع، يقال: إنما أذل أعناق الرجال الأطماع. يقال في التعجب: طمع الرجل فلان، ككرم، أي صار كثيره، وكذا خرجت المرأة فلانة: إذا صارت كثيرة الخروج، وقضو القاضي فلان، وكذلك التعجب في كل شيء، إلا ما قالوا في نعم وبئس رواية تروى عنهم غير لازمة لقياس التعجب، لأن صور التعجب ثلاث: ما أحسن زيدا، أسمع به، كبرت كلمة، كما في الصحاح. و أطمعه غيره: أوقعه فيه، قال متمم بن نويرة - رضي الله عنه -:

ظلت تراصدني وتنظر حولها    ويريبها رمق وأني مطمـع أي مرجو موته. ومن المجاز: الطمع، محركة: رزق الجند، ج: أطماع، يقال: أخذ الجند أطماعهم، أي أرزاقهم، أو أطماعهم: أوقات قبض أرزاقهم. وامرأة مطماع: تطمع ولا تمكن من نفسها. المطمع، كمقعد: ما يطمع فيه، قال الحادرة:

إنا نعف ولا نريب حلـيفـنـا     ونكف شح نفوسنا في المطمع والجمع: المطامع، قال البعيث:

طمعت بليلى أن تريع وإنمـا     تقطع أعناق الرجال المطامع المطمعة، بهاء: ما طمعت من أجله، يقال: إن قول المخاضعة من المرأة لمطمعة في الفساد، أي مما يطمع ذا الريبة فيها. ويقال نحو ذلك في كل شيء، قال النابغة الذبياني:

واليأس مما فات يعقب راحة     ولرب مطمعة تعود ذباحـا وقال الليث، في صفات النساء: بنت عشر: مطمعة للناظرين، بنت عشرين: تشمس وتلين، بنت ثلاثين: لذة للمعانقين، بنت أربعين: ذات شباب ودين، بنت خمسين: ذات بنات وبنين، بنت ستين: تشوف للخاطبين، بنت سبعين: عجوز في الغابرين. ومما يستدرك عليه: طمعت الرجل تطميعا، كأطمعته فطمع، ورجل طماع، وطموع. وتطميع القطر: حين يبدأ فيجيء منه شيء قليل، سمي بذلك لأنه يطمع بما هو أكثر منه، أنشد ابن الأعرابي: كأن حديثها تطميع قطر يجاد به لأصداء شحاح الأصداء هنا: الأبدان، يقول: أصداؤنا شحاح على حديثها. من المجاز: الطير يصاد بالمطامع، جمع مطمع، وهو الطائر الذي يوضع في وسط الشبكة لتصاد بدلالته الطيور. ومن أمثالهم: أطمع من أشعب، وقد تقدم في الموحدة. ومن أمثال العامة: الطمع ضيع ما جمع.

ط-و-ع
طاع له يطوع طوعا: أطاع، فهو طائع، نقله الأزهري عن بعض العرب، قال: طاع يطاع لغة جيدة. وقال ابن سيده: طاع يطاع وأطاع: لان وانقاد، وأنشد ابن بري للرقاص الكلبي:

سنان معد في الحروب أداتها    وقد طاع منهم سادة ودعائم وأنشد للأحوص:

وقد قادت فؤادي في هواهـا    وطاع لها الفؤاد وما عصاها

صفحة : 5427

كانطاع له. عن أبي عبيدة. من المجاز: طاع له المرتع: اتسع وأمكنه رعيه حيث شاء، نقله الجوهري، كأطاعه إطاعة. وأطاع له: لم يمتنع، ويقال: أمره فأطاعه، بالألف، طاعة لا غير، وفي التهذيب: طاع له يطوع، إذا انقاد، بغير ألف، فإذا مضى لأمره فقد أطاعه، فإذا وافقه فقد طاوعه. وفي المفردات: الطوع: الانقياد، ويضاده الكره، قال الله عز وجل: ائتيا طوعا أو كرها والطاعة مثله، لكن أكثر ما يقال في الائتمار لما أمر، والارتسام فيما رسم. يقال: هو طوع يديك، أي منقاد لك، وهو مجاز. وفرس طوع العنان: سلس، وهو مجاز أيضا. والمطواع: المطيع. والطاع: الطائع مقلوب منه، كما تقول: عائق وعاق، ولا فعل لطاع، قال الشاعر:

حلفت بالبيت وما حوله     من عائذ بالبيت أو طاع

صفحة : 5428

كالطيع، ككيس، يقال: جاء فلان طيعا: غير مكره، ج: طوع: كركع، وطوعة، وطاعة: من أعلامهن. وحميد بن طاعة السكوني: شاعر، قال الصاغاني: لم أقف على اسم أبيه. وابن طوعة الفزاري، والشيباني: شاعران، فالفزاري اسمه: نصر بن عاصم، والآخر لم أقف على اسمه، قاله الصاغاني. والطواعية، مخففة: الطاعة، يقال: فلان حسن الطواعية لك، أي حسن الطاعة لك، وقيل: الطاعة: اسم من أطاعه يطيعه طاعة، والطواعية: اسم لما يكون مصدرا لطاوعه. وطاوعت المرأة زوجها طواعية. في الحديث: ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، فالثلاث المهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه ، الشح المطاع، هو: أن يطيعه صاحبه في منع الحقوق التي أوجبها الله تعالى عليه في ماله. يقال: أطاع النخل والشجر، إذا أدرك ثمره، وأمكن أن يجتنى، نقله الجوهري عن أبي يوسف، وهو مجاز. وقوله تعالى: فطوعت له نفسه قتل أخيه اختلف في تأويله، فقيل: أي تابعته، نقله الأزهري عن الفراء. قيل: طاوعته. وقال الأخفش: هو مثل طوقت له، ومعناه رخصت وسهلت له نفسه، وهو على هذا مجاز. وقال المبرد: هو فعلت من الطوع، أو شجعته، روي ذلك عن مجاهد. قال أبو عبيد: عنى مجاهد أنها أعانته وأجابته إليه، قال: ولا أدري أصله إلا من الطواعية. قال الأزهري: والأشبه عندي قول الأخفش. قال: وأما على قول الفراء والمبرد فانتصاب قوله: قتل أخيه، على إفضاء الفعل إليه، كأنه قال: فطوعت له نفسه، أي انقادت في قتل أخيه، ولقتل أخيه، فحذف الخافض، وأفضى الفعل إليه، فنصبه. واستطاع: أطاق، نقله الجوهري. قال ابن بري: هو كما ذكر، إلا أن الاستطاعة للإنسان خاصة، والإطاقة عامة، تقول: الجمل مطيق لحمله، ولا تقل: مستطيع، فهذا الفرق ما بينهما. قال: ويقال للفرس: صبور على الحضر. والاستطاعة: القدرة على الشيء، وقيل: هي استفعال من الطاعة. وفي البصائر للمصنف: الاستطاعة، أصله الاستطواع، فلما أسقطت الواو جعلت الهاء بدلا عنها. وقال الراغب: الاستطاعة عند المحققين: اسم للمعاني التي بها يتمكن الإنسان مما يريده من إحداث الفعل، وهي أربعة أشياء: بنية مخصوصة للفاعل، وتصور للفعل، ومادة قابلة لتأثيره، وآلة إن كان الفعل آليا، كالكتابة، فإن الكاتب يحتاج إلى هذه الأربعة في إيجاده للكتابة، ولذلك يقال: فلان غير مستطيع للكتابة: إذا فقد واحدا من هذه الأربعة فصاعدا، ويضاده العجز، وهو أن لا يجد أحد هذه الأربعة فصاعدا، ومتى وجد هذه الأربعة كلها، فمستطيع مطلقا، ومتى فقدها فعاجز مطلقا، ومتى وجد بعضها دون بعض، فمستطيع من وجه، عاجز من وجه، ولأن يوصف بالعجز أولى. والاستطاعة أخص من القدرة، وقوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فإنه يحتاج إلى هذه الأربعة، وقوله صلى الله عليه وسلم: الاستطاعة الزاد والراحلة فإنه بيان لما يحتاج إليه من الآلة، وخصه بالذكر دون الآخر إذ كان معلوما من حيث العقل، مقتضى الشرع، أن التكليف من دون تلك الأخر لا يصح. وقوله تعالى: لو استطعنا لخرجنا معكم فالإشارة بالاستطاعة ههنا إلى عدم الآلة من المال والظهر ونحوه، وكذا قوله عز وجل: ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات وقد يقال: فلان لا يستطيع كذا، لما يصعب عليه فعله، لعدم الرياضة، وذلك يرجع إلى

صفحة : 5429

افتقاد الآلة، وعدم التصور، وقد يصح معه التكليف، ولا يصير الإنسان به معذورا، وعلى هذا الوجه قال الله تعالى: إنك لن تستطيع معي صبرا وقوله عز وجل: هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء فقد قيل: إنهم قالوا ذلك قبل أن قويت معرفتهم بالله عز وجل، وقيل: يستطيع ويطيع بمعنى واحد، ومعناه: هل يجيب. انتهى. قلت: وقرأ الكسائي: هل تستطيع ربك بالتاء ونصب الباء، أي هل تستدعي إجابته في أن ينزل علينا مائدة من السماء. وفي الصحاح: وربما قالوا: اسطاع يسطيع، ويحذفون التاء استثقالا لها مع الطاء، ويكرهون إدغام التاء فيها، فتحرك السين، وهي لا تحرك أبدا. وقرأ حمزة، كما في الصحاح، وهو الزيات، زاد الصاغاني: غير خلاد: فما اسطاعوا بالإدغام، فجمع بين الساكنين، قال الأزهري: قال الزجاج: من قرأ هذه القراءة فهو لاحن مخطئ، زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه، وجميع من يقول بقولهم، وحجتهم في ذلك أن السين ساكنة، وإذا أدغمت التاء في الطاء صارت طاء ساكنة، ولا يجمع بين ساكنين. قلت: وقرأت في كتاب الإتحاف لشيخ مشايخنا أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني الدمياطي المتوفى سنة ألف ومائة وستة عشر ما نصه: وطعن الزجاج وأبي علي في هذه القراءة من حيث الجمع بين الساكنين مردود بأنها متواترة، والجمع بينهما في مثل ذلك سائغ جائز مسموع في مثله. وقرأت في كتاب النشر لابن الجزري ما نصه: واختلفوا في: فما استطاعوا فقرأ حمزة بتشديد الطاء، يريد، فما استطاعوا، فأدغم التاء في الطاء، وجمع بين ساكنين وصلا، والجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع، قال الحافظ أبو عمرو: ومما يقوي ذلك ويسوغه أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك، فكأن الساكن الأول قد ولي متحركا، فلا يجوز إنكاره. ثم قال الجوهري: قال الأخفش: الآلة، وعدم التصور، وقد يصح معه التكليف، ولا يصير الإنسان به معذورا، وعلى هذا الوجه قال الله تعالى: إنك لن تستطيع معي صبرا وقوله عز وجل: هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء فقد قيل: إنهم قالوا ذلك قبل أن قويت معرفتهم بالله عز وجل، وقيل: يستطيع ويطيع بمعنى واحد، ومعناه: هل يجيب. انتهى. قلت: وقرأ الكسائي: هل تستطيع ربك بالتاء ونصب الباء، أي هل تستدعي إجابته في أن ينزل علينا مائدة من السماء. وفي الصحاح: وربما قالوا: اسطاع يسطيع، ويحذفون التاء استثقالا لها مع الطاء، ويكرهون إدغام التاء فيها، فتحرك السين، وهي لا تحرك أبدا. وقرأ حمزة، كما في الصحاح، وهو الزيات، زاد الصاغاني: غير خلاد: فما اسطاعوا بالإدغام، فجمع بين الساكنين، قال الأزهري: قال الزجاج: من قرأ هذه القراءة فهو لاحن مخطئ، زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه، وجميع من يقول بقولهم، وحجتهم في ذلك أن السين ساكنة، وإذا أدغمت التاء في الطاء صارت طاء ساكنة، ولا يجمع بين ساكنين. قلت: وقرأت في كتاب الإتحاف لشيخ مشايخنا أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني الدمياطي المتوفى سنة ألف ومائة وستة عشر ما نصه: وطعن الزجاج وأبي علي في هذه القراءة من حيث الجمع بين الساكنين مردود بأنها متواترة، والجمع بينهما في مثل ذلك سائغ جائز مسموع في مثله. وقرأت في كتاب النشر لابن الجزري ما نصه: واختلفوا في: فما استطاعوا فقرأ حمزة بتشديد الطاء، يريد، فما استطاعوا، فأدغم التاء في الطاء، وجمع بين ساكنين وصلا، والجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع، قال الحافظ أبو عمرو: ومما يقوي ذلك ويسوغه أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك، فكأن الساكن الأول قد ولي متحركا، فلا يجوز إنكاره. ثم قال الجوهري: قال الأخفش:

صفحة : 5430

إن بعض العرب يقول: استاع يستيع، فيحذف الطاء استثقالا، وهو يريد استطاع يستطيع. قال الزجاج: ولا يجوز في القراءة، قال الأخفش: وبعض العرب يقول: أسطاع يسطيع، بقطع الهمزة، بمعنى أطاع يطيع، ويجعل السين عوضا من ذهاب حركة عين الفعل. وفي التهذيب: قل ذلك الخليل وسيبويه، عوضا من ذهاب حركة الواو، لأن الأصل في أطاع أطوع، ومن كانت هذه لغته قال في المستقبل يسطيع، بضم الياء. قال الزجاج: ومن قال: أطرح حركة التاء على السين، فأقرأ: فما أسطاعوا، فخطأ أيضا، لأن سين استفعل لم تحرك قط. وفي المحكم: واستطاعه، واسطاعه، وأسطاعه، واستاعه، وأستاعه: أطاقه، فاستطاع، على قياس التصريف، وأما اسطاع، موصولة، فعلى حذف التاء لمقارنتها الطاء في المخرج، فاستخف بحذفها، كما استخف بحذف أحد اللامين في ظلت. وأما أسطاع مقطوعة فعلى أنهم أنابوا السين مناب حركة العين في أطاع التي أصلها أطوع، وهي مع ذلك زائدة. ويقال: تطاوع لهذا الأمر حتى يستطيعه، أي تكلف استطاعته، كما في الصحاح، قال الصاغاني: وهو معنى قول عمرو بن معديكرب، رضي الله عنه:

إذا لم تستطع أمرا فدعه    وجاوزه إلى ما تستطيع وصلاة التطوع: النافلة، وكل متنفل خير تبرعا: متطوع، قال الله تعالى: فمن تطوع خيرا فهو خير له قال الأزهري: ومن يطوع خيرا، الأصل فيه يتطوع، فأدغمت التاء في الطاء، وكل حرف أدغمته في حرف نقلته إلى لفظ المدغم فيه، ومن قرأه على لفظ الماضي فمعناه الاستقبال، قال: وهذا قول حذاق النحويين. قال: والتطوع: ما تبرع به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه، كأنهم جعلوا التفعل هنا اسما، كالتنوط. وطاوع مطاوعة: وافق، يقال: طاوعت المرأة زوجها طواعية، وقد تقدم الفرق بينه وبين أطاع وطاع في أول الحرف. ومما يستدرك عليه: الطواعة: اسم من طاوعه، كالطواعية. ورجل مطواعة، كمطواع، قال المتنخل الهذلي:

إذا سدته سدت مطواعة     ومهما وكلت إليه كفاه والنحويون ربما سموا الفعل اللازم مطاوعا، نقله الجوهري، وهو مجاز. ويقال: لسانه لا يطوع بكذا، أي لا يتابعه. نقله الجوهري، وأنشد لأوس بن حجر:

كأن جيادنا في رعـن زم    جراد قد أطاع له الوراق أنشده أبو عبيد، وقال الوراق: خضرة الأرض من الحشيش والنبات، وهو مجاز. وأطاع التمر: حان صرامه، وامرأة طوع الضجيع، منقادة له، وقال النابغة:

فارتاع من صوت كلاب فبـات لـه     طوع الشوامت من خوف ومن صرد

صفحة : 5431

يعني بالشوامت الكلاب، وقيل: أراد بها القوائم. وفي التهذيب يقال: : فلان طوع المكاره، إذا كان معتادا لها، ملقى إياها، وأنشد بيت النابغة، وقال : طوع الشوامت، بنصب العين ورفعها، فمن رفع أراد: بات له ما أطاع شامته من البرد والخوف، أي بات له ما اشتهى شامته وهو طوعه، ومن ذلك تقول: اللهم لا تطيعن بنا شامتا ، أي لا تفعل بي ما يشتهيه ويحبه، ومن نصب أراد بالشوامت قوائمه، واحدها شامتة، يقول: فبات الثور طوع قوائمه، أي بات قائما، وقد مر تحقيقه في ش-م-ت فراجعه. وناقة طوعة القياد، وطوع القياد وطيعة القياد: لينة لا تنازع قائدها. وتطوع للشيء، وتطوعه، كلاهما: حاوله. وقيل: تكلفه، وقيل: تحمله طوعا. ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم: المطاع، أي المجاب المشفع في أمته. وحكى سيبويه: ما أستتيع، بتاءين، وعد ذلك في البدل، والمطوعة بتشديد الطاء والواو: الذين يتطوعون بالجهاد، أدغمت التاء في الطاء، وحكاه أحمد بن يحيى، بتخفيف الطاء وشد الواو، ورد عليه الزجاج ذلك. واستطاع كأطاع، بمعنى أجاب. وقيل: طاعت، وطوعت بمعنى. واستطاعه: استدعى طاعته وإجابته. ويقال: هو من قوم مطاويع، ورجل طيع اللسان: فصيح، وهو مجاز. وأبو مطيع: من كناهم. ومطيع بن أبي الطاعة القشيري: جد خامس لابن دقيق العيد. وطويع، كزبير: ماء لبني العجلان ابن كعب بن ربيعة.

ط-ي-ع
طاع يطيع طيعا، أهمله الجوهري، وقال الزجاج: لغة في يطوع، نقله الصاغاني في ط-و-ع استطرادا، وفي التكملة استدراكا، وزاد صاحب اللسان: الطيع: لغة في الطوع، معاقبة، وأشار له الزمخشري في الأساس.