الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الثامن عشر: فصل الفاء مع العين

فصل الفاء مع العين

ف-ج-ع
فجعه، كمنعه: أوجعه، كفجعه تفجيعا، شدد للمبالغة، قال لبيد - رضي الله عنه - يرثي أخاه أربد:

فجعني الرعد والصواعق بال      فارس يوم الكريهة النـجـد أو الفجع: أن يوجع الإنسان بشيء يكرم عليه من المال والولد والحميم، فيعدمه. وقد فجع بماله وولده، كعني، قاله الليث، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:

لكنها خلة قد سيط من دمها      فجع وولع وإخلاف وتبديل وقال غيره:

إن تبق تفجع بالأحبة كلها وفناء نفسك لا أبالك أفجع و نزلت به فاجعة من فواجع الدهر وتقول: موت فاجع وفجوع، كصبور وكذا دهر فاجع وفجوع، أي يفجع الناس بالدواهي قال لبيد - رضي الله عنه - يرثي أخاه أربد:


فلا جزع إن فرق الدهر بيننا     وكل فتى يوما به الدهر فاجع وقال المرار بن سعيد:
وأبكي نسوة لبني عـلـيم    وكان لمثل نسوتهم فجوعا والفاجع: غراب البين، صفة غالبة؛ لأنه يفجع الناس لنعيبه بالبين، قال الشاعر:

بشير صدق أغان دعوته     بصفقة مثل فاجع شجب

صفحة : 5435

يعني الغراب إذا نعق بالبين، والشجب: الهالك. قال ابن دريد: يقال: امرأة فاجع ولم يذكر لها معنى، كأنه أخرجها مخرج لابن، وتامر. أي ذات فجيعة. وهي أي الفجيعة: الرزية، نقله الجوهري، وزاد ابن سيده: الموجعة بما يكره. وتفجع الرجل: توجع للمصيبة وتضور لها. والفجاع، كغراب: جد سملقة بن مري، وسملقة أول من جز النواصي، وسيأتي في القاف إن شاء الله تعالى. ومما يستدرك عليه: رجل مفجوع وفجيع: مفجع أصابته الرزية. والفواجع: المصائب المؤلمة التي تفجع الإنسان بما يعز عليه من مال أو حميم. والفجائع: جمع فجيعة. ورجل فاجع، ومتفجع: لهفان متأسف. وميت فاجع ومفجع: جاء على أفجع ولم يتكلم به، كما في اللسان. وقد سموا مفجعا، كمحدث.

ف-د-ع
الفدع، محركة: اعوجاج الرسغ من اليد أو الرجل حتى ينقلب الكف أو القدم إلى إنسيها هكذا في النسخ، ومثله في العباب، وفي الصحاح: إلى إنسيهما، يقال منه: رجل أفدع بين الفدع أو: هو المشي على ظهر القدم، يقال: رجل أفدع، يمشي على ظهر قدمه، عن ابن الأعرابي. أو الفدع: ارتفاع أخمص القدم حتى لو وطئ الأفدع - ولو قال: صاحبه، كان أحسن - عصفورا ما آذاه قاله الأصمعي، قال ابن أحمر:

كم فيهم من هجـين أمـه أمة      في عينها قدع، في رجلها فدع أو هو اعوجاج وميل في المفاصل كلها خلقة أو داء، كأنها قد زالت عن مواضعها، لا يستطاع بسطها معه. قاله الليث، قال أبو دلامة:

عكباء عكبرة اللحيين همـرش     وفي المفاصل من أوصالها فدع وأكثر ما يكون في الأرساغ من اليد والقدم خلقة، قال أبو زبيد الطائي:

مقابل الخطو في أرساغه فدع      ضبارم ليس في الظلماء هيابا أو هو زيغ بين القدم وبين عظم الساق، وكذلك في اليد، وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها، ومنه حديث عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما أن يهود خيبر حين بعثه أبوه ليقاسمهم الثمرة دفعوه من فوق بيت ففدعت قدمه، فغضب عمر رضي الله عنه، فنزعها منهم أي خيبر، وأجلاهم إلى تيماء وأريحاء، وفي رواية: فسحروه، فتكوعت أصابعه. قال ابن شميل: الفدع في يدي البعير: أن تراه يطأ على أم قردانه، فيشخص صدر خفه، تقول: جمل أفدع، وناقة فدعاء. قال: ولا يكون الفدع إلا جسأة في الرسغ، وأصله الميل والعوج، وقال غيره: هو أن تصطك كعباه وتتباعد قدماه يمينا وشمالا. والتفديع: أن تجعله أفدع، ومنه الحديث الآخر: أن أهل خيبر فدعوا ابن عمر، فأجلى عمر - رضي الله عنه - يهود خيبر إلى تيماء وأريحاء، وأعطاهم قيمة ثمرهم مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك . ومما يستدرك عليه: قال ابن دريد: أمة فدعاء: إذا اعوجت كفها من العمل، قال الفرزدق:

كم عمة لك يا جرير وخـالة     فدعاء قد حلبت علي عشاري والفدعاء: الذراع: كوكب معروف، أنشد أبو عدنان:

يوم من النثرة أو فـدعـائهـا     يخرج نفس العنز من وجعائها

صفحة : 5436

أي: من شدة القر. والفدعة، محركة: موضع الفدع، نقله الجوهري، وفي حديث ذي السويقتين: كأنه أصيلع أفيدع. هو تصغير الأفدع. والأفدع: الظليم، لانحراف أصابعه، صفة غالبة، وكل ظليم أفدع؛ لأن في أصابعه اعوجاجا، كذا قاله الليث، قال الصاغاني: والصواب: لانحراف مناسمه، كما يقال تلك للبعير. والأفدع: المائل المعوج. والفدع: الشدخ والشق اليسير. ومن لطائف الزمخشري: استعرض رجل عبدا، فرأى به فدعا، فأعرض عنه، فقال له الأفدع: خذ الأفدع، وإلا فدع، فاشتراه.

ف-ر-د-ع
الفردوعة، كعصفورة: زاوية الجبل، عن العزيزي، وقد أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقيل: صوابه: القردوعة بالقاف، نبه عليه الصاغاني، وسيأتي.

ف-ر-ذ-ع
ومما يستدرك عليه: الفرذع، كجعفر: المرأة البلهاء، أهمله الجماعة، ونقله صاحب اللسان هنا. قلت: وسيأتي للمصنف في قرذع بالقاف.

ف-ر-ز-ع
الفرزع، كقنفذ، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني في كتابيه: هو حب القطن. الفرزعة بهاء: القطعة من الكلإ، جمعه فرازع. فرزعة، بلا لام: أحد أنسار لقمان الثمانية، هكذا هو في العباب والتكملة، ومر له في ل-ب-د أن الأنسار سبعة، وهو الصواب. قال شيخنا: وأنسار لا يخلو عن نظر؛ لأن فيه جمع فعل بالفتح على أفعال، وهو غير معروف، إلا في: حمل، وزند، وفرخ، وليس هذا منها. قلت: وهذا البحث قد تقدم في ل-ب-د وفي ن-س-ر فراجعه. وتفرزع الكلأ: صار فرازع أي قطعا.

ف-ر-ع
فرع كل شيء: أعلاه، والجمع: فروع، لا يكسر على غير ذلك، وفي الحديث: أي الشجر أبعد من الخارف? قالوا: فرعها، قال: وكذلك الصف الأول . من المجاز: الفرع من القوم: شريفهم، يقال: هو من فروعهم، أي من أشرافهم. الفرع: المال الطائل المعد، ووهم الجوهري فحركه. قلت: لم يضبطه الجوهري بالتحريك، وإنما ذكره بعد قوله: وفي الحديث: لا فرع ثم قال: والفرع أيضا ففهم منه أنه محرك. قال الشويعر:

فمن واستبقى ولم يعتصر      من فرعه مالا ولم يكسر هكذا أنشده في العباب، وفي اللسان: مالا ولا المكسر. ومثله في التكملة، وهو الصواب، ثم إن المصنف قلد الصاغاني في توهيمه الجوهري في ذكره، والصواب ما ذهب إليه الجوهري تبعا لغيره من الأئمة. وأما قول الشاعر فيجاب عنه بجوابين: الأول: أنه أراد من فرعه، فسكن للضرورة، والثاني: لأن الفرع هنا الغصن، كنى به عن حديث ماله، وبالكسر عن قديمه، وهو الصحيح، فتأمل. الفرع: الشعر التام وهو مجاز، قال امرؤ القيس:

وفرع يزين المتن أسود فاحم     أثيث كقنو النخلة المتعثكل الفرع: القوس عملت من طرف القضيب ورأسه، قاله الأصمعي. والقوس: الفرع: الغير المشقوقة، والفلق: المشقوقة، أو الفرع: من خير القسي قاله أبو حنيفة، قال الشاعر:


أرمي عليها وهي فرع أجمع      وهي ثلاث أذرع وإصبـع

وقال أوس:

على ضالة فرع كأن نـذيرهـا     إذا لم تخفضه عن الوحش أفكل

صفحة : 5437

ويقال: قوس فرع وفرعة. الفرع من المرأة: شعرها، يقال: لها فرع تطؤه، ج: فروع، يقال: امرأة طويلة الفروع، وهو مجاز. الفرع: مجرى الماء إلى الشعب، وهو الوادي، ج: فراع، بالكسر. الفرع من الأذن فرعه، هكذا في سائر النسخ، قال شيخنا: وفيه نظر ظاهر لفظا ومعنى، أما لفظا فلا يخفى أن الأذن مؤنثة إجماعا، فكان الصواب فرعها، والتأويل بالعضو ونحوه لا يخفى ما فيه، وأما معنى فلا يخفى ما فيه من الركاكة، فهو كقوله: وفسر الماء بعد الجهد بالماء. بل تفسير الماء بالماء أسهل، وحق العبارة: ومن الأذن: أعلاها، هذا هو الصواب، قال ابن الأثير في حديث افتتاح الصلاة: كان يرفه يديه إلى فروع أذنيه. أي أعاليها، وفرع كل شيء: أعلاه، فبين المراد. انتهى. الفرع، بالضم: ع، بالحجاز، وهو من أضخم أعراض المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. قلت: وهي قرية بها منبر ونخل ومياه، بين مكة والربذة عن يسار السقيا، بينهما وبين المدينة ثمانية برد، وقيل: أربع ليال. الفرع أيضا: فرع، أي واد يتفرع من كبكب بعرفات، ويفتح، وبه ضبط البكري. قال ابن الأعرابي: الفرع: ماء بعينه، وأنشد:

تربع الفرع بمرعى محمود الفرع: جمع الأفرع، لضد الأصلع، كالفرعان، بالضم، كالصمان والعميان والعوران والكسحان والصلعان، في جموع الأصم والأعمى، والأعور والأكسح والأصلع. وسئل عمر رضي الله عنه: آلصلعان خير أم الفرعان? فقال: الفرعان خير. أراد تفضيل أبي بكر رضي الله عنه على نفسه، وقد تقدم في ص-ل-ع. وقال نصر بن الحجاج، حين حلق عمر رضي الله عنه لمته:

لقد حسد الفرعان أصلع لم يكن      إذا ما مشى بالفرع بالمتخايل الفرع، بالتحريك: أول ولد تنتجه الناقة، كما في الصحاح، أو الغنم، كما في اللسان. وكانوا يذبحونه لآلهتهم، يتبركون بذلك، ولو قال: أول نتاج الإبل والغنم كان أخصر، ومنه الحديث: لا فرع ولا عتيرة، أو كانوا إذا بلغت الإبل ما يتمناه صاحبها ذبحوا، أو إذا تمت إبل واحد مائة نحر منها بعيرا كل عام، فأطعمه الناس، ولا يذوقه هو، ولا أهله، وقيل: بل قدم بكره، فنحره لصنمه، قال الشاعر:

إذ لا يزال قتيل تحت رايتـنـا      كما تشحط سقب الناسك الفرع قد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ، ومنه الحديث: فرعوا إن شئتم، ولكن لا تذبحوه غراة حتى يكبر أي اذبحوا الفرع، ولا تذبحوه صغيرا لحمه ملتصق كالغراء، ج: فرع بضمتين، أنشد ثعلب:

كغري أجسدت رأسه     فرع بين رئاس وحام رئاس وحام: فحلان. الفرع: القسم، وخص به بعضهم الماء. الفرع: ع، بين البصرة والكوفة، قال سويد بن أبي كاهل:

حل أهلي حيث لا أطلبـهـا     جانب الحصن وحلت بالفرع وقال الأعشى:

بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا     واحتلت الغمر فالجدين فالفرعا

صفحة : 5438

الفرع: مصدر الأفرع للرجل، والفرعاء للتام الشعر، الأخير عن ابن دريد. وقد فرع فرعا: إذا كثر شعره، وهو ضد صلع، ومن سجعات الأساس: لابد للقرعاء من حسد الفرعاء، وكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه أفرع، أي وافي الشعر، وقيل: ذا جمة. وكان عمر رضي الله عنه أصلع، وقد تقدم. وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرع ذا جمة ، ويقال: إنه لا يقال للرجل إذا كان عظيم اللحية والجمة: أفرع، وإنما يقال: رجل أفرع لضد الأصلع. قاله ابن دريد. الفرع: القمل، وقيل: هو الصغير منه، ويسكن. والفرعة واحدتها، وتسكن، ويقال: الفرعة: القملة العظيمة، وبتصغيرها سميت فريعة. وجمعها أفراع. الفرعة: جلدة تزاد في القربة إذا لم تكن وفراء تامة. وفرع الرجل في الجبل، كمنع، إذا صعد وعلا، عن ابن الأعرابي، وهو مجاز، وأنشد

أقول وقد جاوزن من صحن رابغ      صحاصح غبرا يفرع الأكم آلها قال غيره: فرع، إذا نزل وانحدر، فهو ضد. فرع البكر: افتضها، كافترعها، الأخير عن الجوهري، وقيل له: افتراع، لأنه أول جماعها. من المجاز: فرع رأسه بالعصا والسيف فرعا: علاه بها ضربا، ويروى بالقاف أيضا، كما في الصحاح. فرع القوم فرعا وفروعا: علاهم بالشرف أو بالجمال. وفي حديث ابن زمل: يكاد يفرع الناس طولا، أي يعلوهم، وفي حديث سودة: كانت تفرع الناس طولا. فرع الفرس باللجام يفرعه فرعا: قدعه، كما في الصحاح، زاد غيره: وكبحه وكفه، قال أبو النجم:

بمفرع الكتفين حر عيطله      نفرعه فرعا ولسنا نعتله من المجاز: فرع بينهم يفرع فرعا: حجز، وكف، وأصلح، وعبارة الصحاح: وفرعت بينهما، أي حجزت وكففت، عن أبي نصر. عن أبي عدنان: الفارع: المرتفع العالي الهيئ الحسن. قال ابن الأعرابي: الفارع: العالي، والفارع: المستفل، فهو ضد. وفارع: ن بالمدينة، يقال: إنه حصن حسان بن ثابت، قال مقيس بن صبابة - حين قتل رجلا من فهر بأخيه هشام بن صبابة الليثي رضي الله عنه، ولحق مكة مرتدا -:

ثأرت به فهرا وحملت عـقـلـه      سراة بني النجار أربـاب فـارع
وأدركت ثأري واضطجعت موسدا     وكنت إلى الأوثـان أول راجـع

وقال كثير يصف سحابا:

رسا بين سلع والعقيق وفارع      إلى أحد للمزن فيه غشامر فارع: ة، بوادي السراة قرب ساية، وساية: واد عظيم قرب مكة. فارع: ع، بالطائف. قال ابن الأعرابي: الفرعة، محركة: أعوان السلطان، جمع فارع، وهو مثل الوازع. والفوارع: تلاع مشرفات المسايل، جمع فارعة. الفوارع أيضا: ع، قال النابغة الذبياني:

عفا ذو حسى من فرتنى فالفوارع      فجنبا أريك فالتـلال الـدوافـع

صفحة : 5439

وكجهينة: فريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، أوصى بها أبوها وبأختيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فريعة بنت رافع بن معاوية، فريعة بنت عمر، هكذا في النسخ ولم أجد لها ذكرا في المعاجم. فريعة بنت قيس، من بني جحجبى، ذكرها ابن إسحاق. فريعة بنت مالك بن الدخشم، بايعت. وفريعة بنت معوذ بن عفراء، أخت الربيع، كانت صالحة. وبقي عليه: فريعة بنت الحباب بن رافع الأنصارية، ذكرها ابن حبيب، وكناها ابن سعد أم الحباب. وفريعة بنت خالد بن خنيس بن لوذان، ذكرها ابن سعد، وهي أم حسان بن ثابت. وفريعة أم إبراهيم بن نبيط، ذكرها ابن الأمين في الصحابيات. وفريعة بنت وهب الزهرية. وفارعة بنت أبي سفيان: أخت أم حبيبة، لها هجرة. فارعة بنت أبي الصلت الثقفية، أخت أمية، لها وفادة، روى عنها ابن عباس. وفارعة بنت مالك بن سنان أخت أبي سعيد الخدري: شهدت الحديبية، وأمها حبيبة بنت المنافق عبد الله بن أبي، أو هي كجهينة، وتعرف بهما، لها حديث في العدة في الموطأ. وفاته: فارعة بنت أسعد بن زرارة. وفارعة أيضا: أخته. وفارعة بنت عبد الرحمن الخثعمية، روى عنها السري بن عبد الرحمن. وفارعة بنت عصام بن عامر البياضية، ذكرها ابن سعد. وفارعة بنت قريبة بن عجلان الأنصارية، ذكرها ابن حبيب: صحابيات، رضي الله عنهن. وحسان بن ثابت رضي الله عنه يعرف بالبن الفريعة، كجهينة، وهي أمه، وقد تقدم ذكرها. وتميم بن فرع المهري المصري، كعنب: تابعي، شهد فتح الإسكندرية الثاني، وله رواية عن عمرو بن العاص. وأفرع في الجبل: انحدر، قال رجل من العرب: لقيت فلانا فارعا مفرعا، يقول: أحدنا مصعد، والآخر منحدر، هكذا في نسخ الصحاح، ورأيت بخط الأديب عبد القادر بن عمر البغدادي، قال: الصواب: أحدنا صاعد، لأن مصعدا بمعنى منحدر. قلت: ومثله في الأساس، وعندي في ذلك نظر، وهو مجاز. وأنشد الجوهري للشماخ:

فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطي     لا يدركنك إفراعي وتصـعـيدي إفراعي: انحداري، ومثله لبشر:

إذا أفرعت في تلعة أصعدت بهـا    ومن يطلب الحاجات يفرع ويصعد كفرع تفريعا، قال معن بن أوس:

فساروا فأما جل حيى ففرعوا     جميعا، وأما حي دعد فصعدوا أفرع بهم: نزل، يقال: أفرعنا بفلان فما أحمدناه، أي نزلنا به. أفرع الفرعة، محركة: نحرها، ومنه الحديث: أفرعوا، وقد تقدم. أفرعت الإبل: نتجت الفرع، محركة، وهو أول النتاج. أفرع القوم: فعلت إبلهم ذلك: أي نتجت الفرع. أفرع بنو فلان، أي انتجعوا في أول الناس. أفرع فلان أهله: كفلهم، هكذا في سائر النسخ، ومثله في العباب، وهو تحريف وقع فيه الصاغاني، فقلده المصنف، وصوابه: وأفرع الوادي أهله: كفاهم، فتأمل. أفرع اللجام الفرس: أدمى فاه، قال الأعشى:

صددت عن الأعداء يوم عباعـب     صدود المذاكي أفرعتها المساحل يعني أن المساحل أدمتها، كما أفرع الحيض المرأة بالدم. أفرع الحديث والشيء: ابتدأه، يقال: بئس ما أفرعت به، أي ابتدأت به، كاستفرعه، وهذا عن شمر، قال الشاعر يرثي عبيد بن أيوب:

ودلهتني بالحزن حتى تركتـنـي     إذا استفرع القوم الأحاديث ساهيا

صفحة : 5440

أفرع الأرض: جول فيها، فعرف خبرها، وعلم علمها. قال أبو عمرو: أفرع فلان العروس: فرغ، أي قضى حاجته من غشيانها، أي من غشيانه بها. أفرعت المرأة: رأت الدم عند الولادة، كما في العباب، وقيل: قبل الولادة، كما هو نص أبي عبيد، وفي اللسان: الإفراع: أول ما ترى الماخض من النساء أو الدواب دما. أفرع لها الدم: بدا لها. أفرعت: رأت دما في أول ما حاضت، كما في المحيط، وفي اللسان: أفرعت: حاضت. وهو نص أبي عبيد. في المحيط: أفرعت الضبع الغنم: أفسدت وأدمت، وفي اللسان: أفرعت الضبع في الغنم: قتلتها وأفسدتها، وأنشد ثعلب:

أفرعت في فراري      كأنمـا ضـراري

أردت ياجـعـار وهي أفسد شيء رئي، والفرار: الضأن. وأفرع بسيد بني فلان، بالضم: أخذوه فقتلوه. وفرع تفريعا: انحدر، وصعد، ضد، نقله الجوهري وغيره، ولا يخفى أن التفريع بمعنى الانحدار قد سبق له قريبا، فإعادته ثانيا كأنه لبيان الضدية، وسبق شاهده أولا، ويقال: فرعت في الجبل تفريعا، أي انحدرت، وفرعت في الجبل، أي صعدت، وقال ابن الأعرابي: أفرع: هبط، وفرع: صعد. فرع الرجل تفريعا: ذبح الفرع، محركة، ومنه الحديث: فرعوا إن شئتم، ولكن لا تذبحوا غراة ويروى: أفرعوا، وقد تقدم، كاستفرع، وأفرع، نقله الصاغاني. يقال: فرع من هذا الأصل مسائل، أي جعلها فروعه، فتفرعت، وهو مجاز، يقال: هو حسن التفريع للمسائل. وتفرع القوم: ركبهم بالشتم ونحوه، كما في اللسان والأساس، وهو مجاز. قيل: تفرعهم: علاهم شرفا، وفاقهم، قال الشاعر:

وتفرعنا من ابـنـي وائل     هامة العز وجرثوم الكرم تفرعهم: تزوج سيدة نسائهم وعلياهن. ويقال: تفرعت ببني فلان، أي تزوجت في الذروة منهم والسنام، وكذلك تذريتهم وتنصيتهم، وهو مجاز. تفرعت الأغصان: كثرت فروعها. وفروع، كجدول: ع، قال البريق الهذلي:

وقد هاجني منها بوعساء فروع      وأجزاع ذي اللهباء منزلة قفر ورواه الأصمعي لعامر بن سدوس، ويروى: بوعساء قرمد... فأذناب. قال أبو زيد في كتاب الأشجار: الفيفرع، كفيفعل: شجر، ضبط بسكون الراء وفتحها. فريع، كزبير: لقب ثعلبة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، هكذا ضبطه الرشاطي وابن السمعاني، وتعقبه الرضي الشاطبي بأنه بالقاف. فريع: لغة في فرعون، أو ضرورة شعر - في قول أمية بن أبي الصلت -:

حي داوود وابن عاد وموسى     وفريع بنيانه بـالـثـقـال

صفحة : 5441

أي: وفرعون، كما في العباب. وفرعان بن الأعرف، بالضم: أحد بني النزال بن سعد المنقري، وهو الذي قال لنفسه - وهو يجود بها -: اخرجي لكاع. وفرعان بن الأعرف أيضا: أحد بني مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن مقاعس بن كعب بن زيد مناة: شاعر لص. أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة الحضرمي قاضي مصر، محدث، وسيأتي للمصنف في لهع ونذكر ترجمته هناك. والمفارع: الذين يكفون بين الناس ويصلحون، الواحد مفرع كمنبر، يقال: رجل مفرع، من قوم مفارع. وفي الحديث: لا يؤمنكم الأفرع . نص الحديث: لا يؤمنكم أنصر، ولا أزن، ولا أفرع أي الموسوس كما في النهاية، والأنصر: تقدم معناه، والأزن سيأتي. ومما يستدرك عليه: الفراع، بالكسر: ما علا من الأرض وارتفع، جمع فرعة، ويقال: ائت فرعة من فراع الجبل فانزلها، وهي أماكن مرتفعة، وقيل: الفرعة: رأس الجبل خاصة، وفارعة الجبل: أعلاه، يقال: انزل بفارعة الوادي، واحذر أسفله. ويقال: فلان فارع. ونقا فارع: مرتفع طويل. والمفرع: الطويل من كل شيء. وفروع المقلتين: أعاليهما، وأنشد ثعلب:

من المنطيات الموكب المعج بعدما      يرى في فروع المقلتين نضـوب وفرع فلان فلانا فرعا وفروعا: علاه والفارعة من الغنائم: المرتفعة الصاعدة من أصلها قبل أن تخمس. وفرعة الجلة: أعلاها من التمر. وكتف مفرعة: عالية مشرفة عريضة، ورجل مفرع الكتف: عريضها، وقيل: مرتفعها. وفرعة الطريق، وفرعته، وفرعاؤه، وفارعته، كله: أعلاه ومنقطعه، وقيل: ما ظهر منه وارتفع، وقيل: فارعته: حواشيه. والفروع: الصعود. وأفرع في قومه، وفرع: طال، قال لبيد:

فأفرع بالرباب يقود بلقا     مجنبة تذب عن السخال شبه البرق بالخيل البلق في أول الناس. وحكى ابن بري عن أبي عبيد: أفرع في الجبل: صعد، وأفرع منه: نزل، ضد، وأنشد ابن بري في الإفراع بمعنى الإصعاد:

إني امرؤ من يمان حين تنسبني      وفي أمية إفراعي وتصويبي قال: فالإفراع هنا: الإصعاد؛ لأنه ضمه إلى التصويب، وهو الانحدار، وقال عبد الله بن همام السلولي:

فإما تريني اليوم مزجي ظعينتي أصعد سرا في البلاد وأفـرع و أصعد في لؤمه وأفرع، أي انحدر، وهو مجاز. وضربه على فرعي أليتيه، وهما المماسان للأرض إذا قعد، وهو مجاز. والفرع، محركة: طعام يصنع لنتاج الإبل، كالخرس لولاد المرأة. والفرع: أن يسلخ جلد الفصيل فيلبسه آخر، وتعطف عليه ناقة سوى أمه، فتدر عليه، نقله الجوهري، وأنشد لأوس بن حجر - يذكر أزمة في شدة برد -:

وشبه الهيدب العبام من ال     أقوام سقبا مجللا فرعـا أراد مجللا جلد فرع، فاختصر الكلام. ويقال: قد أفرع القوم، إذا فعلت إبلهم ذلك. والهيدب: الجافي الخلقة، الكثير الشعر من الرجال، والعبام: الثقيل. وفارع الرجل: كفاه، وحمل عنه، قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه -:

وأنشدكم والبغي مهـلـك أهـلـه      إذا الضيف لم يوجد له من يفارعه

صفحة : 5442

وفرع الأرض، وفرعها: جول فيها، كأفرعها. وفرع بين القوم تفريعا: فرق وحجز، ومنه حديث علقمة: كان يفرع بين الغنم. أي يفرق. قال ابن الأثير: وذكره الهروي في القاف. وقال: قال أبو موسى: وهو من هفواته. وأفرع سفره وحاجته: أخذ فيهما. وأفرعوا من سفرهم: قدموا وليس ذلك أوان قدومهم. وافترعوا الحديث: ابتدؤوه، عن شمر. وأفرعها الحيض: أدماها. والفرعة، بالضم: دم البكر عند الافتضاض. ويقال: هذا أول صيد فرعه، أي أراق دمه. قال يزيد بن مرة: من أمثالهم: أول الصيد فرع. قال: وهو مشبه بأول النتاج. وفارع وفريعة، وفارعة: أسماء رجال، ومن الثاني: عبد الله بن محمد بن فريعة الأزدي، عن عفان. ومنازل بن فرعان: من رهط الأحنف بن قيس. قلت: وهو أخو فرعان بن الأعرف الذي ذكره. والأفرع: بطن من حمير. والفارعان: اسم أرض، قال الطرماح: ونحن أجارت بالأقيصر هامنا طهية يوم الفارعين بلا عقد وفروع الجوزاء: أشد ما يكون من الحر، نقله الجوهري، وأنشد لأبي خراش:

وظـل لـنـا يوم كـأن أواره      ذكا النار من نجم الفروع طويل قلت: والرواية: وظل لها. أي للأتن، وهكذا رواه أبو سعيد: الفروع بالعين المهملة، وقال في قول الهذلي - وهو أمية بن أبي عائذ -:

وذكرها فيح نـجـم الـفـرو     ع من صيهب الحر برد الشمال قال: هي فروع الجوزاء بالعين، وهو أشد ما يكون من الحر، فإذا جاءت الفروع، بالغين، وهي من نجوم الدلو، كان الزمان حينئذ باردا ولا فيح حينئذ. قلت: ورواه الجمحي بالغين، وسيأتي. ومحمد بن عميرة بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود بن عبد الله: شاعر، وهو المعروف بالمقنع، كان مقنعا الدهر، وسيأتي في ق-ن-ع. وأتيته في فرعة من النهار، وهي الصدر، وهو مجاز. ويقال: هو يفترع أبكار المعاني، وهو مجاز. وفريع بن سلامان، كزبير: بطن من الأزد. واختلف في عبد الله بن عمران التميمي الفريعي الذي روى عن مجاهد، وعنه شعبة، فقيل: بالفاء، وقيل: بالقاف، كما سيأتي. وموسى بن جابر الجعفي يعرف بابن الفريعة: شاعر. وفرعان الكندي الملقب بذي الدروع، ذكره المصنف في د-ر-ع والفرع بالفتح: موضع وراء الفرك. وذو الفرع: أطول جبل بأجأ، بأوسطها.

ف-ر-ق-ع

صفحة : 5443

فرقع فرقعة: عدا عدوا شديدا موليا، كما في التكملة. فرقع فلانا: لوى عنقه. فرقع الأصابع: نقضها، والفرقعة والتفقيع واحد، وقد نهي عنه في الصلاة. وفي حديث مجاهد: كره أن يفرقع الرجل أصابعه في الصلاة. وهو غمزها حتى يسمع لمفاصلها صوت، فتفرقعت، وافرنقعت فرقعة وافرنقاعا. وقال ابن دريد: قولهم: تفرقع: هو صوت بين شيئين يضربان. والفرقاع، بالكسر: الضرط، نقله ابن دريد عن بعض العرب. والفرقعة، كقنفذة: الاست، لغة يمانية، نقله ابن الأعرابي والليث، كالقرفعة. والافرنقاع: الفرقعة. والافرنقاع عن الشيء: الانكشاف عنه، والتنحي، وقال ابن الأثير: هو التحول والتفرق، وفي كتاب الشواذ لابن جني: يقال: افرنقع القوم عن الشيء، أي تفرقوا عنه. وفي الصحاح في كلام عيسى بن عمر: افرنقعوا عني. أي انكشفوا وتنحوا، وفي العباب: سقط عيسى بن عمر عن حمار له، فاجتمع - وقال ابن جني في الشواذ: ومما يحكى في ذلك أن أبا علقمة النحوي عثر به الحمار، فاجتمع - الناس عليه، فلما أفاق قال: ما لكم تكأكأتم علي كتكأكئكم على ذي جنة? افرنقعوا عني. وهكذا في العباب أيضا. وزاد ابن جني: فقال بعض الحاضرين: إن شيطانه يتكلم بالهندية. ومما يستدرك عليه: يقال: سمعت لرجله صرقعة وفرقعة، بمعنى واحد. وتفرقع الرجل: انقبض كتقرعف. كذا في اللسان عن الأزهري. وأورده المصنف في قرفع كما سيأتي، وقال أبو عمرو الدوري: بلغني عن عيسى بن عمر أنه كان يقرأ: حتى إذا افرنقع عن قلوبهم. أي حتى إذا كشف عن قلوبهم. نقله ابن جني في الشواذ، قلت: وقراءة العامة: حتى إذا فزع عن قلوبهم وسيأتي قريبا.

ف-ر-ن-ع
الفرنع، كزبرج، وقنفذ، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو القمل الوسط. نقله الصاغاني في العباب، أي ليس بالعظيم ولا بالصغير.

ف-ز-ع

صفحة : 5444

الفزع، بالتسكين: اسم، قال ابن حبيب: هو ابن عبد الله بن ربيعة بن جندل بن ثور بن عامر بن أحيمر بن بهدلة بن عوف. قال: الفزع: رجل آخر في بني كلب. ورجل آخر في خزاعة، خفيفان. قال غيره: ابن الفزع ، بالفتح، كما في العباب والتبصير، ويكسر، ولم أر من ضبطه هكذا: الذي صلبه المنصور العباسي، وكان خرج مع إبراهيم الغمر بن عبد الله المحض بن حسن بن الحسن بن علي، رضي الله تعالى عنه، وإبراهيم هذا هو المعروف بقتيل باخمرى. الفزع، بالكسر: ابن المجشر، من بني عاداة، هكذا في العباب. الفزع، بالتحريك: الذعر والفرق، وربما قالوا في ج: أفزاع، مع كونه مصدرا، هذا نص العباب وفي اللسان: الفزع: الفرق والذعر من الشيء، وهو في الأصل مصدر فزع منه. وقال شيخنا: الفرق والذعر بمعنى، فأحدهما كان كافيا، والفعل فزع، كفرح ومنع، فزعا، بالفتح، ويكسر ويحرك، فيه لف ونشر غير مرتب، فإن المحرك مصدر فزع، كفرح خاصة. وقال المبرد في الكامل : أصل الفزع: الخوف، ثم كني به عن خروج الناس بسرعة، لدفع عدو ونحوه إذا جاءهم بغتة، وصار حقيقة فيه. ونسبه شيخنا إلى الراغب، وليس له، وإنما نص الراغب: الفزع: انقباض ونفار يعتري الإنسان من الشيء المخيف، وهو من جنس الجزع، ولا يقال: فزعت من الله، كما يقال: خفت منه. الفزع: الاستغاثة، ومنه الحديث: إن أهل المدينة فزعوا ليلا، فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة رضي الله عنه، فسبق الناس، ورجع، وقال: لن تراعوا، لن تراعوا، ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحرا أي استغاثوا واستعرضوا، وظنوا أن عدوا أحاط بهم، فلما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: لن تراعوا، سكن ما بهم من الفزع. الفزع أيضا: الإغاثة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم للأنصار: إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع أي تكثرون عند الإغاثة، وقد يكون التقدير أيضا: عند فزع الناس إليكم لتغيثوهم. ضد، ومن الأول قول سلامة بن جندل السعدي:

كنا إذا ما أتانا صارخ فزع      كانت إجابتنا قرع الظنابيب ويروى: كان الصراخ له، أي مستغيث، كذا فسره الصاغاني، وقال الراغب: أي صارخ أصابه فزع، قال: ومن فسره بالمستغيث فإن ذلك تفسير للمقصود من الكلام، لا للفظ الفزع، ومن الثاني قول الكلحبة:

وقلت لكأس ألجميها فـإنـنـا    نزلنا الكثيب من زرود لنفزعا أي لنغيث ونصرخ من استغاث بنا. قلت: ومثله للراعي:

إذا ما فزعنا أو دعينا لنجدة      لبسنا عليهن الحديد المسردا وقال الشماخ:

إذا دعت غوثها ضراتها فزعت     أطباق ني على الأثباج منضود

صفحة : 5445

يقول: إذا قل لبن ضراتها، نصرتها الشحوم التي على ظهورها، وأغاثتها، فأمدتها باللبن. فزع إليه، وفزع منه، كفرح، ولا تقل: فزعه، أي كمنعه، قال الأزهري: والعرب تجعل الفزع فرقا، وتجعله إغاثة للفزع المروع، وتجعله استغاثة. أو فزع إليهم، كفرح: استغاثهم، وفزعهم، كمنع وفرح: أغاثهم ونصرهم، كأفزعهم، ففيه ثلاث لغات: فزعت القوم، وفزعتهم، وأفزعتهم، كل ذلك بمعنى أغثتهم. قال ابن بري: مما يسأل عنه، يقال: كيف يصح أن يقال: فزعته بمعنى أغثته متعديا، وسم الفاعل منه فزع، وهذا إنما جاء في نحو قولهم: حذرته فأنا حذره، واستشهد سيبويه عليه بقوله: حذر أمورا...، وردوه عليه، وقالوا: البيت مصنوع. وقال الجرمي: أصله حذرت منه، فعدي بإسقاط منه، قال: وهذا لا يصح في فزعته، بمعنى أغثته، أن يكون على تقدير من، وقد يجوز أن يكون فزع معدولا عن فازع، كما كان حذر معدولا عن حاذر، فيكون مثل: سمع معدولا عن سامع، فيتعدى بما تعدى به سامع، قال: والصواب في هذا أن فزعته، بمعنى أغثته، بمعنى فزعت له، ثم أسقطت اللام: لأنه يقال: فزعته، وفزعت له: قال: وهذا هو الصحيح المعول عليه. فزع، كفرح: انتصر، وأفزعه هو: نصره. فزع إليه: لجأ، ومنه الحديث: كنا إذا دهمنا أمر فزعنا إليه، أي لجأنا إليه، واستغثنا به. وفي حديث الكسوف: فافزعوا إلى الصلاة، أي الجئوا إليها، واستغيثوا بها. في الحديث: أنه فزع من نومه محمرا وجهه، أي هب وانتبه، يقال: فزع من نومه وأفزعته أنا، أي نبهته، وكأنه من الفزع بمعنى الخوف، لأن الذي يتنبه لا يخلو من فزع ما، وفي الحديث: ألا أفزعتموني? أي أنبهتموني. المفزع، والمفزعة، كمقعد، ومرحلة: الملجأ عند نزول الخطب، وكلاهما للواحد والجمع، والمذكر والمؤنث، أو كمقعد: هو المستغاث به، وكمرحلة: من يفزع منه، أو من أجله، فرقوا بينهما، كما في العين. والفزاعة مشددة: الرجل يفزع الناس تفزيعا كثيرا. الفزعة، كهمزة، من يفزع منهم كثيرا. وبالضم: من يفزع منه، ويفزع به. فزيع، وفزاع، كزبير، وشداد: اسمان. وأفزعه إفزاعا: أخافه، وروعه، ففزع هو، كفزعه تفزيعا.

صفحة : 5446

أفزعه: أغاثه، ونصره. في معناه: أفزع عنه، أي كشف الفزع، أي الخوف، هكذا مقتضى سياق عبارته، والذي في العباب وغيره: فزع عنه: أزال فزعه. المفزع، كمعظم، يكون الشجاع، ويكون الجبان. نقله الفراء، قال: بمثله تنزل الأفزاع، ومن جعله جبانا جعله يفزع من كل شيء، قال: وهذا مثل قولهم للرجل: إنه لمغلب، وهو غالب، ومغلب وهو مغلوب، فهو ضد. وفي الصحاح: والتفزيع من الأضداد، يقال: فزعه، أي أخافه، وفزع عنه، بالضم، تفزيعا، أي كشف عنه الفزع، أي الخوف، قال: ومنه قوله تعالى: حتى إذا فزع عن قلوبهم أي كشف عنها الفزع. قلت: وهي قراءة العامة، ويقرأ: حتى إذا فزع أي فزع الله، أي كشف الفزع عن قلوبهم، لأن الملائكة كانوا لطول العهد بالوحي خافوا من نزول جبريل ومن معه من الملائكة عليهم السلام بالوحي، لأنهم ظنوا أنه نزل لقيام الساعة، فلما تقرر عندهم أنه لغير ذلك، كشف الفزع عن قلوبهم. وفي كتاب الشواذ لابن جني: قرأ الحسن بخلافه: فرغ عن قلوبهم، بالراء خفيفة وبالغين. قال: مرفوعه حرف الجر وما جره، كقولنا: سير عن البلد، وانصرف عن كذا إلى كذا، قال: وكذلك فزع، بتشديد الزاي. والمفازع: الفزع، وبه فسر قول الفرزدق:

هوى الخطفى لما اختطفت دمـاغـه     كما اختطف البازي الخشاش المفازعا ومما يستدرك عليه: الفزع، ككتف: القلق ولا يكسر لقلة فعل في الصفة، وإنما جمعه بالواو والنون، وبه قرئ قوله تعالى: فأصبح فؤاد أم موسى فزعا أي قلقا، يكاد يخرج من غلافه فينكشف، وهي قراءة فضالة بن عبد الله، والحسن، وأبي الهذيل، وابن قطيب، كما في الشواذ لابن جني. والفزع: المغيث والمستغيث، ضد، ورجل فازع، وجمعه: فزعة، ومفزوع: مروع. وفزاعة: كثير الفزع. وفازعه ففزعه: صار أشد فزعا منه. ويقال: فزعت لمجيء فلان: إذا تأهبت له، متحولا من حال إلى حال، كما ينتقل النائم من النوم إلى اليقظة. وقال ابن فارس: المفزعة: المكان يلتجئ إليه الفزع. والفزع محركة: هو ابن شهران بن عفرس، أبو بطن من خثعم، قاله ابن حبيب، ومن ولده جماعة. والفزع بن عقيق المازني: تابعي، روى عن ابن عمر، وعنه يونس بن عبيد. والفزع: تابعي آخر، روى عن المنقع رضي الله عنه، وعنه سيف بن هارون، كذا في التبصير. وقول عمرو بن معديكرب رضي الله عنه - حين قال له الأشعث: لو دنوت لأضرطنك -: كلا والله، إنها لعزوم مفزعة، من فزع عنه، إذا أزال فزعه، بحذف الجار وإيصال الفعل، أي هي آمنة، لا ترهقها الأفزاع، وهي صبور صحيحة العقد، والاست تكنى أم عزم وقوة، وليست بواهية فتضرط. وفزعات الروع، محركة: جمع فزعة، بالتحريك أيضا. ومن كلام العامة: فزع عليه، إذا تحامل عليه مشيرا للضرب، وله في العربية وجه صحيح.

ف-ش-ع
فشعت الذرة، كمنع، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال العزيزي: أي يبس، كذا في النسخ، وفي العباب: يبست أطرافها. وفي الأساس: تفشع فيك الشيب: تفشى، ومنه الفشاع: الذي يلتوي على الشجر. قلت: وأما الفشاع فإنه يأتي للمصنف في الغين المعجمة، وقد ذكر صاحب اللسان هذا الحرف في القاف، قال: قشعت الذرة: إذا يبست أطرافها قبل إناها.

ف-ص-ع

صفحة : 5447

فصع الرطبة، كمنع، يفصعها فصعا، إذا عصرها بإصبعيه، حتى تنقشر، ويفعل ذلك بالتين أيضا، قاله الليث، أو أخرجها من قشرها لتنضج عاجلا، قاله أبو عبيد، وبهما فسر الحديث: أنه نهى عن فصع الرطبة. قال ابن دريد: فصع الشيء فصعا: دلكه بإصبعه، كذا في النسخ، والصواب بإصبعيه، ليلين، فينفتح عما فيه. قال غيره: فصع لي بكذا فصعا: أعطانيه. في المحيط: فصع الصبي، وفي الصحاح: الغلام: كشر قلفته عن كمرته، كافتصع. والفصعة، بالضم: قلفته. وفي التهذيب: غلفته إذا كشفها عن ثومة ذكره قبل أن يختن، وقال ابن دريد: إذا اتسعت حتى تخرج حشفته، ومثله في المحيط. وغلام أفصع: أجلع بادي القلفة من كمرته، كما في الصحاح، وفي حديث الزبرقان: أبغض صبياننا إلينا الأفيصع الكمرة، الأفيطس النخرة، الذي كأنه يطلع في جحرة، أي هو غائر العينين. وافتصع منه حقه: أخذه كله بقهر، فلم يترك منه شيئا، وفي الصحاح أخذه كله على المكان، قال: ولا تلتفت إلى القاف. والفصعاء: الفأرة، عن ابن الأعرابي. والفصعان: المكشوف الرأس أبدا، حرارة والتهابا، عن ابن الأعرابي. وفصع تفصيعا: ضرط أو فسا، قال الليث: يقال ذلك في نتن وسوء فسو، ويكنى عنه، ويقال في غيره، ولم يعرفه أبو ليلى. ومما يستدرك عليه: فصعت الدابة فصعا: أبدت حياءها مرة، وأخفته أخرى، وذلك عند البول، عن ابن عباد. والفصع: الخلع. وفصعته من كذا تفصيعا، أي أخرجته منه، فانفصع. نقله الجوهري. وفصع العمامة عن رأسه فصعا، حسرها، أنشد ابن الأعرابي:

رأيتك هريت العمامة بعدمـا      أراك زمانا فاصعا لا تعصب وفصع لي بحقي تفصيعا: أعطانيه، عن ابن عباد. وقال ابن الأعرابي: فصعه من كذا، وفصله، بمعنى واحد.

ف-ض-ع
فضع، كمنع، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: أي جعس، كضفع، مقلوب منه، قال الليث: فضع وضفع لغتان، وهو الإبداء، يقال: ضفع وفضع ومكا، إذا حبق، كما في العباب والتكملة واللسان.

ف-ظ-ع
فظع الأمر، ككرم، فظاعة: اشتدت شناعته، وجاوز المقدار في ذلك، كما في العباب، وزاد غيره: وبرح، كأفظع، فهو مفظع، ومنه الحديث: لا تحل المسألة إلا لذي غرم مفظع المفظع: الشديد الشنيع. وأفظعه واستفظعه، وتفظعه، الأخير زاده الصاغاني: وجده فظيعا. وأفظع الرجل، بالضم: نزل به أمر عظيم مبرح، نقله الجوهري، وأنشد للبيد:

وهم السعاة إذا العشيرة أفظعت    وهم فوارسها، وهم حكامهـا الفظيع، كأمير: الماء العذب، قاله الليث. وأنشد:

يردن بحورا ما يمد جمامها      أتي عيون ماؤهن فظـيع كما في الصحاح، وفي العباب:

يمد بحورا أن يمد جمامها أو هو الماء الزلال الصافي، وضده المضاض، وهو الشديد الملوحة، قاله ابن الأعرابي. وفظع الأمر، كفرح: استعظمه، هكذا في النسخ، ومثله في العباب، والذي في نوادر أبي زيد: فظع بالأمر فظاعة، إذا هاله وغلبه ولم يثق بأن يطيقه. وفي الحديث: أريت أنه وضع في يدي سواران من ذهب ففظعتهما قال ابن الأثير: هكذا روي متعديا حملا على المعنى، لأنه بمعنى أكبرتهما وخفتهما، والمعروف فظعت به، أو منه. فظع الإناء فظعا: امتلأ، فهو فظع، ومنه قول أبي وجزة:

صفحة : 5448

ترى العلافي منها موفدا فظعا      إذا احزأل به من ظهرها فقر قوله: فظعا، أي ملآن. قال ابن عباد: فظع بالأمر فظعا: ضاق به ذرعا ، ومنه الحديث: لما أسري بي، فأصبحت بمكة، فظعت بأمري أي اشتد علي، وهبته. ومما يستدرك عليه: أمر فظيع وفظع، الأخيرة على النسب، أي شديد شنيع، وقال عمرو بن معديكرب رضي الله عنه:

وقد عجبت أمامة أن رأتني     تفرع لمتي شيب فظـيع أي كثير. وأفظعني هذا الأمر: هالني، ومنه حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه: ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهل بنا. يفظعنا، أي يوقعنا في أمر فظيع، شديد. وفظع بالأمر فظاعة، وفظعا: رآه فظيعا، وقال المبرد: الفظع، محركة: مصدر فظع به، وقد يكون مصدر فظع، ككرم كرما، إلا أني لم أسمع الفظع إلا في قول الشاعر:

قد عشت في الناس أطوارا على خلق      شتى وقاسيت فيه اللين والفظـعـا

ف-ع-ف-ع
الفعفع، كفدفد: الجدي، نقله الصاغاني. قال الفراء: الفعفع: الرجل الخفيف، كالفعافع، بالضم، وأنشد بيت صخر الغي الآتي ذكره. الفعفع: السريع، قال رؤبة:

فإن دنت من أرضه تهزعـا       لهن واجتاف الخلاط الفعفعا من أرضه: من قوائمه، واجتاف: دخل في جوفه. قال أبو عمرو: الفعفع: زجر الغنم، كالفعفعة، وهذا عن الأزهري، وقد فعفع، إذا قال لها: فع فع، وهو حكاية زجره، قال الراجز:
إني لا أحسن قيلا فع فع وقيل: الفعفعة: زجر المعز خاصة. والفعفعي، والفعفعاني: الجبان، كالفعفاع، الأخير كوعواع، ورعراع، ولعلاع، عن المؤرج. والفعفاع: الراعي، يقال: راع فعفاع، كقولك جرجر البعير فهو جرجار، وثرثر الرجل فهو ثرثار، ويقال أيضا: راع فعفعي، إذا كان خفيفا في فعفعته، وكذلك راع فعفعان، عن ابن فارس. الفعفاع والفعفعي والفعفعاني: القصاب بلغة هذيل، وكذلك الهبهبي والسطار، كالفعفعان والفيفعي وهذه عن الجمحي، والفعافع، بالضم، قال صخر الغي الهذلي:

فنادى أخاه ثم قام بـشـفـرة     إليه إجتزار الفعفعي المناهب ويروى: فعال الفعفعي، وفسره بعضهم بالراعي، وبعضهم بالخفيف. وتفعفع في أمره: أسرع. قال ابن فارس، الفاء والعين ليس فيه كلام أصيل، وهو شبه حكاية الصوت، وذكر الفعفعة والفعفعان، والفعفعي، وتفعفع. ومما يستدرك عليه: الفعفع، والفعفعاني: الحلو الكلام، الرطب اللسان. والفعفعي: السريع. ووقع في فعفعة، أي اختلاط.
ف-ق-ع
الفقع، بالفتح، ويكسر، عن ابن السكيت: ضرب من الكمأة، وقال أبو عبيد: هي البيضاء الرخوة من الكمأة، وهو أردؤها، قال الراعي:

بلاد يبز الفقع فيهـا قـنـاعـه       كما ابيض شيخ من رفاعة أجلح وفي حديث عاتكة قالت لابن جرموز:

يا ابن فقع القردد قال ابن الأثير: الفقع: ضرب من أردإ الكمأة، والقردد: أرض مرتفعة إلى جنب وهدة. وقال أبو حنيفة: الفقع يطلع من الأرض، فيظهر أبيض، وهو رديء، والجيد: ما حفر عنه واستخرج. وقال الليث: الفقع: كمء يخرج من أصل الإجرد، وهو نبت، قال: وهو من أردإ الكمأة وأسرعها فسادا. ج - على كلا الوجهين -: فقعة، كعنبة، مثل جبء وجبأة، وقرد وقردة، وأنشد أبو حنيفة:

صفحة : 5449

ومن جني الأرض ما تأتي الرعاء به     من ابن أوبر والمغرود والفـقـعة ويقال للذليل على وجه التشبيه: هو أذل من فقع بقرقرة، ويقال أيضا: هو فقع قرقر، لأنه لا يمتنع على من اجتناه، أو لأنه يوطأ بالأرجل، وتنجله الدواب بقوائمها، قال النابغة الذبياني يهجو النعمان بن المنذر:

حدثوني بني الشقيقة ما يم    نع فقعا بقرقر أن يزولا هكذا أنشده الجوهري. وفقع، كمنع: سرق، نقله الصاغاني، وأنشد لأبي حزام العكلي:

ومن ثهتت به الأرطال حرسا     ألا يا عسب فاقعة الشـريط ثهتت: دعت، والأرطال: الغلمان، وحرسا: دهرا. فقع فقعا: ضرط، وفي الصحاح: الفقع: الحصاص. قلت: ومنهم من خصه بالحمار. فقع لونه، كمنع ونصر فقعا وفقوعا: اشتدت صفرته، أو خلصت ونصعت. فقعت الفواقع، وهي بوائق الدهر، فلانا: أهلكته، جمع فاقعة. فقع الغلام فهو فاقع: ترعرع وتحرك. فقع الرجل: مات من الحر. يقال: أصفر فاقع، أو أحمر فاقع، وفقاعي، بالضم: مبالغة، أي شديدهما. قال اللحياني: أصفر فاقع وفقاعي. وقال غيره: أحمر فاقع وفقاعي: يخلط حمرته بياض، وقيل: هو الخالص الحمرة، وفي التنزيل: بقرة صفراء فاقع لونها أي شديد الصفرة. وقد فقع الرجل، كفرح: احمر لونه. أو كل ناصع اللون: فاقع، من بياض وغيره. عن اللحياني. ويقال: أصفر فاقع، وأبيض ناصع، وأحمر ناصع أيضا، وأحمر قانئ، قال لبيد، في الأصفر الفاقع:

سدما قديما عهده بأنـيسـه      من بين أصفر فاقع ودفان وقال برج بن مسهر الطائي في الأحمر الفاقع:

تراها في الإناء لها حميا      كميت مثل ما فقع الأديم وأبيض فقيع، كسكيت: شديد البياض. الفقيع، كسكيت أيضا: الأبيض من الحمام كالصقلاب من الناس، نقله الصاغاني عن الجاحظ، وهو غلط من الصاغاني في الضبط، والصواب فيه الفقيع، كأمير، واحدته فقيعة، قال: وهو جنس من الحمام أبيض، على التشبيه بضرب من الكمأة. الفقيع، كأمير: الأحمر، نقله الأزهري عن الجاحظ، وأنشد:

فقيع يكاد دم الوجنتـين      يبادر من وجهه الجلده وهو في نوادر أبي زيد: فقاع، كسحاب. والفاقعة: الداهية، والجمع: الفواقع، وتقول: كل باقعة ممنو بفاقعة. الفقاع، كرمان: هذا الذي يشرب، نقله الجوهري، وفي اللسان: شراب يتخذ من الشعير، قال الصاغاني: سمي به لما يرتفع في رأسه ويعلوه من الزبد. قال أبو حنيفة: الفقاع: نبات متفقع، إذا يبس صلب، فصار كأنه قرون، قال: هكذا ذكره بعض الرواة. والفقاقيع: نفاخات الماء التي ترتفع كالقوارير مستديرة، وكذلك ترتفع على الشراب عند المزج بالماء، الواحدة فقاعة، كرمانة، قال عدي بن زيد العبادي يصف الخمر:

وطفت فوقها فقاقيع كالـيا     قوت حمر يثيرها التصفيق

صفحة : 5450

هذه رواية إبراهيم الحربي، ويروى: فواقع. وإنه لفقاع، كشداد: خبيث شديد، نقله الليث. ويقال للرجل الأحمر الشديد الحمرة، الذي في حمرته شرق من إغراب: فقاع، بالضم، كرباع، وهو قول ابن بزرج، أو بالفتح، كثمان، وهو قول أبي زيد في نوادره، أو كأمير، وهو قول الجاحظ، كما نقله الأزهري، بكل ذلك روي قول الشاعر الذي تقدم، ولا يخفى أن قوله: كأمير، تكرار، لأنه قد سبق له ذلك. والإفقاع: سوء الحال، وأفقع: افتقر، وفقر مفقع، كمحسن: مدقع، أي مجهود، وهو أسوأ ما يكون من الحال. والتفقيع: التشدق في الكلام، يقال: فقع الرجل، إذا تشدق، وجاء بكلام لا معنى له. تفقيع الأصابع: الفرقعة، يقال: فقع أصابعه تفقيعا، إذا غمز مفاصلها فأنقضت، وقد نهي عنه في الصلاة. التفقيع: أن تضرب الوردة، أي ورقة منها، فتديرها ثم تغمزها بإصبعك، وقيل: هو أن تضرب بالكف ، فتفقع وتصوت، إذا انشقت، فتسمع لها صوتا. التفقيع: تحمير الأديم، يقال: فقعوا أديمكم، أي حمروه. والمفقعة، كمحدثة: طائر أسود، أبيض أصل الذنب ينقر البعير. المفقع، كمعظم: الخف المخرطم، وفي حديث شريح: وعليهم خفاف لها فقع، أي خراطيم. وتفاقعت عيناه: ابيضتا، من قولهم: أبيض فقيع، قيل: انشقتا، من قولهم: انفقع: انشق، وقيل: رمصتا، وبكل ذلك فسر قول أم سلمة - رضي الله عنها - حين جاءتها امرأة مات زوجها، وقالت: أفأكتحل? فقالت: لا والله، لا آمرك بما نهى الله ورسوله عنه، وإن تفاقعت عيناك. ونبات متفقع: إذا يبس صلب، فصار كالقرون، ولا يخفى أنه تكرار، لأنه قد سبق له ذلك من قول أبي حنيفة. والأفقع: الشديد البياض، من الفقع، وهو شدة البياض، ج: فقع، بالضم، كأحمر وحمر. ومما يستدرك عليه: جمع الفقع، بالفتح، بمعنى الكمأة: أفقع، وفقوع، عن أبي حنيفة. وأبيض فقاعي، بالضم: خالص، ويقال للرجل الأحمر: فقاعي، وهكذا روي قول الشاعر الذي تقدم. وإنه لفقاع، كشداد: ضراط. وقد فقع به تفقيعا، وهو يفقع بمفقاع، إذا كان شديد الضراط. وتفقع الغلام: ترعرع، قال جرير:

بني مالك إن الفرزدق لـم يزل      يجر المخازي من لدن أن تفقعا ويقال: هذا أفقوع طرثوث، وغيره مما تنفقع عنه الأرض، أي تنشق. والفقاعي: نسبة إلى بيت الفقاع.

ف-ك-ع
فكع، كسمع، فكعا، وفكوعا، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: الفكع، لم يذكره الخليل، وذكر قوم من أهل اللغة أن الفكع مثل الهكع سواء، وذكر في تركيب ه-ك-ع. الهكع: شبيه بالجزع، يقال: هكع هكعا وهكوعا، إذا أطرق من حزن أو غضب، وسيأتي في موضعه. قال أيضا في تركيب: هكع: ذهب فما يدرى أين هكع، ومثله: فكع، كمنع، فيهما، أي: أين غدا. قال: والهكع: السعال، بلغة هذيل، ومثله الفكع، فهو مستدرك على المصنف، وسيأتي أيضا له ذكر في ه-ك-ع.

ف-ل-ع
فلعه، كمنعه: شقه، وشدخه، كفلع السنام بالسكين. فلعه: قطعه، بالسيف وغيره، كفلعه تفليعا، شدد للمبالغة، فانفلع وتفلع، يقال ذلك لكل ما يشقق، قال طفيل الغنوي:

نشق العهاد الحو لم ترع قبلـنـا     كما شق بالموسى السنام المفلع

صفحة : 5451

وقال شمر: يقال: فلخته، وقفخته، وسلعته، وفلعته، كل ذلك إذا أوضحته. والفلع، بالفتح، ويكسر: الشق في القدم وغيرها، وكذلك الفلح والفلج، ج: فلوع، وفلوح، وفلوج. والفالعة: الداهية، ج: فوالع. والفلعة، بالكسر: القطعة من السنام، جمعها فلع، كعنب. ولعن الله فلعتها: شتم، نقله الجوهري، وفي التهذيب: يقال للأمة إذا سبت: قبح الله فلعتها، يعنون مشق جهازها، أو ما تشقق من عقبها. ومزادة مفلعة، كمعظمة: خرزت من قطع الجلود. نقله الصاغاني. وسيف فلوع، كصبور: قطاع، من فلعه، إذا قطعه، ج: فلع، بالضم. ومما يستدرك عليه: تفلعت البيضة، وانفلعت: انفلقت، عن ابن فارس. وتفلعت قدمه: تشققت، نقله الجوهري. وسيف مفلع، كمنبر: قاطع. وقال كراع: الفلعة، محركة: الفرج، وقبح الله فلعتها، كأنه اسم ذلك المكان منها.

ف-ل-د-ع
ومما يستدرك عليه: الفلندع، كسفرجل، أهمله الجماعة، ونقله صاحب اللسان عن ابن جني، حكاه، قال: هو الملتوي الرجل.

ف-ن-ع
فنع، كفرح: كثر ماله ونما، ومن أمثالهم: من قنع فنع. أي استغنى، وكثر ماله، فهو فنع، وفنيع، ككتف، وأمير. والفنع، محركة: الخير والكرم، والجود الواسع، والفضل الكثير. والزيادة في المال، وفي السير. وحسن الذكر، ونشر الثناء الحسن، يقال: مال ذو فنع، وفنإ، على البدل، أي كثير، والفنع أكثر وأعرف في كلامهم، قال أبو محجن الثقفي:

وقد أجود وما مالي بذي فنع    وأكتم السر فيه ضربة العنق وقال الأعشى:

وجربوه فما زادت تجاربهم     أبا قدامة إلا الحزم والفنعا ويقال: فرس ذو فنع في سيره، أي زيادة. الفنع، من المسك: ذكاء ريحه، قال سويد بن أبي كاهل:

وفروع سابغ أطرافـهـا غللتها ريح مسك ذي فنع المفنع، كمنبر: الحسن الذكر، قال لبيد رضي الله عنه في سلمان بن ربيعة الباهلي يخاطب عمر رضي الله عنه:

أنت جعلت الباهلي مفنـعـا     فينا فأمسى ماجدا ممنـعـا

وحق من رفعته أن يرفعا. ومما يستدرك عليه: الفنع، محركة: الكثير من كل شيء، وكذلك الفنيع والفنع، عن ابن الأعرابي . وقال أيضا: سنيع فنيع، أي كثير.

ف-ن-ق-ع
الفنقع، كقنفذ، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هي الفأرة، قال: الفاء قبل القاف، والفرنب مثله. قلت: وهو قول ابن الأعرابي، وقد تقدم القاف على الفاء، وهو قول أبي عمرو، وسيأتي. الفنقعة، بهاء: الاست، لغة يمانية، نقله الليث، ويفتح، وبهما روي قول الشاعر:

قفرنية كأن بطبطبـيهـا      وفنقعها طلاء الأرجوان هكذا ضبطه الصاغاني في التكملة، والصواب أن الفنقعة، بالفاء بالضم، ويقال: الفنقعة، بتقديم القاف، كلتاهما عن كراع، وقد قلد الصاغاني في الفتح. الفنقع، كجعفر: الموت، نقله الصاغاني.

ف-و-ع

صفحة : 5452

الفوعة من الطيب، أهمله الجوهري، وقال شمر: أي رائحته تطير إلى خياشيمك كالفوغة، بالغين. وقال الزمخشري: وجدت فوعة الطيب، وفوحته، وفورته، وذلك حدة ريحه، وشدتها إذا اختمر. الفوعة، من السم: حمته وحده، هكذا في النسخ، والصواب: وحدته، وزاد في المحكم: وحرارته، قال: ومنه الأفعوان، فوزنه على هذا أفلعان، وسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى. قال شمر: الفوعة، من النهار والليل، أولهما. بقال: أتانا فلان عند فوعة العشاء، يعني أول الظلمة، ويقال: فوعة النهار: ارتفاعه، وفي الحديث: احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء أي أوله، كفورته. ومما يستدرك عليه: فوعة الشباب: أوله. والفوعة، بالضم: قرية بحلب، وإليها ينسب دير الفوعة، كما في العباب. قلت: وإليها نسب حسين الشاعر الفوعي، ذكره ابن العديم في تاريخ حلب.

ف-ي-ع
فيع الأمر، وفيعته، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن عباد: أي أوله، هكذا نقل عنه الصاغاني. قلت: وكأنه على المعاقبة.