الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل العشرون: فصل الكاف مع العين

فصل الكاف مع العين

ك-ب-ع
كبع، كمنع كبعا، أهمله الجوهري وقال الخليل: أي قطع، وكذلك بكع، وكنع، وأنشد الليث لذي الرمة:

تركت لصوص المصر ما بين بائس      صليب ومكبوع الكراسـيع بـارك ويروى مبكوع، بتقديم الباء على الكاف، وقد تقدم في ب-ك-ع فراجعه.

وكبع عن الشيء: منعن نقله الخليل أيضا.

وقال أبو عمرو: كبع نقد الدراهم والدنانير وكذلك: بكع، وأنشد:

قالوا لي: اكبع قلت: لست كابعا
وقلت: لا آتي الأمير طـائعـا

وقال أبو تراب: الكبوع: الذل والخضوع وكذلك الكنوع بالنون.

وقال ابن الأعرابي: الكبع، كصرد: جمل البحر، وقال غيره: الكبع: سمك بحري وحش المرآة، ومنه يقال للمرأة الدميمة بالدال المهملة، وهي القبيحة المنظر: يا بعصوصة كفي، ويا وجه الكبع وهو سب لها.

وقال الفراء: التكبيع: التقطيع، ومر عن شمر في ب-ك-ع ذلك أيضا.

ك-ت-ع
الكتيع، كأمير: اللئيم نقله الصاغاني.

ويقال أتى عليه حول كتيع، كأمير،أي تام قال الجوهري وهذا الحرف سمعته من بعض النحويين، ذكره في شرح كتاب الجرمي.

قال: ومنه أخذ قولهم في التوكيد: رأيت القوم أجمعين أكتعين، قال ابن بري: شاهده ما أنشده الفراء:

صفحة : 5514

يا ليتني كنت صبيا مرضعا
تحملني الذلفاء حولا أكتعا
إذا بكيت قبلتني أربعا
فلا أزال الدهر أبكي أجمعا

ويقال ما به أي بالموضع كتيع، أي: أحد، قال الجوهري حكاهما يعقوب، وسمعته أيضا من أعراب بني تميم، قال عمرو بن معدي كرب:

وكم من غائط من دون سلمى     قليل الإنس ليس به كـتـيع وقال ابن عباد:ما بالدار كتاع، كغراب أي أحد.

قال: وكتع به، كمنع، أي: ذهب به.

وقال ابن دريد: يقال كتع الرجل كتعا: إذا شمر في أمره.

قال: وقال قوم: بل كتع: إذا انقبض وانضم ككنع، فكأنه ضد، أو الصواب: كتع، كفرح فيهما، أو هما لغتان، أي فيهما، كما هو مقتضى سياقه، واقتصر ابن دريد على الأولى، وسياق اللسان يفهم منه أن اللغتين إنما هما في معنى التشمير دون الانقباض، فتأمل.

وهو كتع، كصرد أي: مشمر في أمره.

وكتع كمنع: هرب نقله الجوهري.

وكتع: حلف، قاله ابن الأعرابي وحكى: ولا و الذي أكتع به، أي: أحلف.

وكتع الحمار كتعا: عدا وقرب في عدوه، قال الشاعر:

بجوز أحقب من عانات معـقـلة      طاوي المعى بشراج الصلب كتاع وقال ابن الأعرابي كتع في الأرض كتوعا: تباعد.

وقولهم: كتعت في المخازي ما كفاك: سب للرجل، وكتعت في المحامد ما كفاك: حمد له.

والكوتعة: كمرة الحمار نقله ابن عباد، وأنشد:

وأنف مثل كوتعة الحمار والكتع كصرد، من ولد الثعلب: أردؤه قاله الليث، وقيل: ولد الثعلب مطلقا، كما في الصحاح وقيل: هو الذليل.

والكتع: الذئب بلغة أهل اليمن ج: الكل: كتعان، بالكسر كصردان في صرد.

ورأيتهم أجمعين أكتعين، ولا يفرد، لأنه إتباع، ومر بسطه في ب-ت-ع، قال الخليل: ليست أكتع عربية، إنما هي ردف لأجمع على لفظه، تقوية له، ومثل هذا كلام كثير، يقولون: الريح والضيح، وليس للضيح تفسير، ومثله كثير، فافهمه.

والكتعة بالضم الدلو الصغيرة عن الزجاجي، كما في اللسان، ونقله أبو عمرو أيضا، كما في العباب ج: كتع كصرد.

ويقال جاء مكتعا، كمحسن، ومكوتعا: إذا جاء يمشي سريعا وكذلك مكعدا ومكعترا، كذا في نوادر الأعراب.

وكاتعه الله كقاتعه: قاتله وزعم يعقوب أن كاف كاتعه بدل من قاف قاتعه، قال الفراء: ومن كلام العرب أن يقولوا: قاتله الله، ثم تستقبح، فيقولوا قاتعه الله، وكاتعه، ومن ذلك قولهم: ويحك وويسك، وجودا وجوسا.

ورأي مكتع، كمكرم: مجمع و الذي في العباب: رأي مجمع مكتع، أي هو تأكيد له، ولا يفرد، لأنه إتباع.

والأكتع: من رجعت أصابعه إلى كفه، وظهرت رواجبه، نقله ابن عباد.

والتكاتع: التتابع على الشيء.

والكتعاء: الأمة عن ابن عباد.

ويقال كتع اللحم تكتيعا، كتعا صغارا، ولو قال: كتع اللحم كتعا صغارا تكتيعا: قطعه قطعا، كان أحسن.

والكتعة بالضم طرف القارورة والدلو الصغيرة، ج: كصرد، كالكتعة بالفتح، ج: كتاع بالكسر على ما فيه.

قلت: وهذا من سوء الصنعة في التأليف.

ومما يستدرك عليه: الكتيع، كأمير: المنفرد عن الناس.

والمكتع، كمعظم: الأكتع، عامية.

صفحة : 5515

ك-ث-ع
كثع اللبن، كمنع: علا دسمه وخثورته رأسه، وصفا الماء من تحته، ككثع تكثيعا، وكذلك كثأ وكثأ، كذا في الصحاح وقد تقدم في الهمزة أنه قول أبي زيد.

وكثعت الإبل والغنم كثوعا بالضم استرخت بطونها فقط، أو استرخت بطونها من أكل الرطب فثلطت، أي: سلحت، ورق ما يجيء منها، وهذا قول الجوهري ككثعت تكثيعا.

وكثعت الشفة وكذلك اللثة كثعا، بالفتح وكثوعا، بالضم احمرت، أو كثر دمها حتى كادت تنقلب، قاله الليث ككثعت، كفرح، يقال منه: شفة كاثعة، ولثة كائعة، كما في العين: وفي الصحاح شفة كاثعة باثعة، أي: ممتلئة غليظة، وقال أيضا: في ب-ث-ع شفة كاثعة باثعة أي ممتلئة محمرة من الدم.

ورجل أكثع غليظ اللثة، عن ابن عباد.

وقال الليث: امرأة مكثعة، كمحدثة: كثر دم شفتها، والكثعة بالفتح، ويضم، وعليه اقتصر الجوهري ما ترمي القدر من الطفاحة، والهمزة لغة فيه.

والكثعة والكثأة أيضا: ما علا اللبن من الدسم والخثورة، يقال شربت كثعة من اللبن، أي: حين ظهرت زبدته.

والكثعة بالضم الفرق الذي وسط ظاهر الشفة العليا، كما في اللسان.

وكثع الجرح تكثيعا:برأ أعلاه وهو على غبر، عن ابن عباد.

وكثع اللبن تكثيعا علاه الكثعة، والهمزة لغة فيه.

وكثعت الأرض تكثيعا نجم نباتها، وكذلك:كثأ النبت تكثئة، كما مر.

وكثعت القدر تكثيعا رمت بزبدها، نقله الجوهري وكذلك كثأت،وفي المحيط: ارتفع زبدها ولما تغل بعد.

وكثعت لحيته تكثيعا خرجت دفعة، وفي المحيط ضربة واحدة أو كثعت: إذا طالت وكثرت، كما في المحيط أيضا، زاد في اللسان وكثفت، والهمزة لغة فيه، ومر إنشاد ابن السكيت هناك.

وكثع السقاء تكثيعا: أكل ما علاه من الدسم، كما في المحيط،و الهمزة لغة فيه، يقال للقوم: ذروني أكثع سقاءكم وأكثئه، أي: آكل ما علاه من الدسم، وقد تقدم.

والكثعة محركة: الطين كما في اللسان.

ومما يستدرك عليه: الكثوع: بالضم الثلوط، الواحد كثع.

ولبن مكثع، كمحدث: ظهر دسمه فوقه.

والكثعة، كهمزة: اللحية الكثيفة.

والكوثع، كجوهر: اللئيم من الرجال، والأنثى كوثعة، كما في اللسان، وقد يقال في الأخير: إنه بالمثناة الفوقية، كما تقدم.


ك-د-ع
الكداع ككتاب أهمله الجوهري وهو جد لمعشر بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، و الذي قاله الليث: إن الكداع لقب لمعشر المذكور، لا أنه جد له، و الذي قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهما بالطف من كربلاء إنما هو من ولده وهو بدر بن المعقل بن جعونة بن عبد الله بن حطيط بن عتبة ابن الكداع، كما في العباب، وقد وهم المصنف وهما فاحشا، عفا الله عنه، وهو القائل يوم الطف:

أنا ابن جفف وأبي الكداع
وفي يميني مرهف قراع

وزاد ابن الكلبي في جمهرة نسب جعفي:

ومارن ثعلبه لماع وكدعه، كمنعه كدعا: دفعه دفعا شديدا.

ومنه: الكدعة، بالضم وهو الذليل المدفع.

ك-ر-ب-ع

صفحة : 5516

كربعه أهمله الجوهري وقال الليث: أي: صرعه فتكربع وقع على استه، وكذلك: بركعه فتبركع، وقد تقدم وأنشد:
درقع لما أن رآه درقعه
لو أنه يلحقه لكربعه

وكربع الشيء بالسيف: قطعه، وكذلك: كعبره، وبركعه، كما تقدم.

وقال ابن عباد: كربع قوائمه أي: أبانها كما في العباب.

ك-ر-ت-ع
الكرتع، كجعفر، بالمثناة الفوقية، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: هو القصير.

وقال الفراء: كرتع الرجل: وقع فيما لا يعنيه وأنشد:

يهيم بها الكرتع ومما يستدرك عليه: كرتعه: إذا صرعه وليس بتصحيف كربعه.

ك-ر-س-ع
الكرسعة، والكرسوعة بضمهما: الجماعة والصرم منا نقله ابن عباد.

والكرسوع كعصفور: طرف الزند الذي يلي الخنصر وهو الناتئ عند الرسغ، كما في الصحاح وهوالوحشي، ونص الليث: حرف الزند، والجمع: كراسيع، ومنه قول العجاج:

على كراسيعي ومرفقيه أو عظيم في طرف الوظيف مما يلي الرسغ من وظيف الشاء، ونحوها من غير الآدميين، نقله الصاغاني وصاحب اللسان.

وكرسع كرسعة: عدا عن ابن دريد، قال ابن بري الكرسعة: عدو المكرسع.

وقال ابن دريد: كرسع فلانا: ضرب كرسوعه بالسيف.

ومما يستدرك عليه: كرسوع القدم: مفصلها من الساق.

والمكرسع: الناتئ الكرسوع.

والكرسعة: عدوه.

قال الليث: وامرأة مكرسعة: ناتئة الكرسوع، تعاب بذلك.

ك-ر-ع
الكرع، محركة: ماء السماء يجتمع في غدير أو مساك يكرع فيه، قال الزمخشري: فعل بمعنى مفعول، يقال شربنا الكرع، وأروينا نعمنا بالكرع، قال الراعي ونسبه الجوهري و الصاغاني لابن الرقاع يصف ناقة وراعيها بالرفق:

يسيمهـا آبـل إمـا يجـزئهـا     جزءا طويلا، وإما ترتعي كرعا هذه رواية العباب، ورواية الصحاح:

يسنهـا آبـل مـا إن يجـزئهـا     جزءا شديدا وما إن ترتوي كرعا والكرع من الدابة: قوائمها.

والكرع: دقة الساق، وقال أبو عمرو: مقدم الساقين وهو أكرع، وقد كرع.

والكرع: السفل من الناس، وفي حديث النجاشي: فهل ينطق فيكم الكرع، قال ابن الأثير: تفسيره: الدنئ النفس والمكان، وقال في حديث علي: لو أطاعنا أبو بكر فيما أشرنا عليه من ترك قتال أهل الردة، لغلب على هذا الأمر الكرع والأعراب، أي: السفلة والطغام من الناس، شبهوا بكرع الدابة، أي: قوائمها للواحد والجمع يقال:رجل كرع، ورجلان كرع، ورجال كرع.

ومن المجاز الكرع: اغتلام الجارية وحبها للجماع، وهي كرعة، كفرحة: مغليم وقد كرعت، ورجل كرع كذلك.

وكرع كفرح كرعا: اجتزأ بأكل الكراع، بالضم وسيأتي معناه قريبا.

وكرع فلان كرعا: شكى كراعه.

أو كرع كرعا: صار دقيق الأكارع، وليس في نص اللسان الأذرع طويلة كانت أو قصيرة، فهو أكرع.

وكرع الرجل كرعا: سفل ودنؤ، وهو مجاز.

وكرعت الساق: دق مقدمها، عن أبي عمرو.

وكرعت السماء: أمطرت.

وكرع كرعا: سار في الكراع من الحرة وسيأتي معناه.

وكرع الرجل بطيب فصاك به، أي: تطيب بطيب فلصق به.

صفحة : 5517

وكرعت المرأة إلى الرجل: اشتهت إليه، وأحبت الجماع فهي كرعة، وقد تقدم وهو مجاز، قال الزمخشري: لأنها تمد إليه عنقها، فعل الكارع طموحا.

وكرع في الماء، أو في الإناء، كمنع وهو الأكثر وفيه لغة ثانية: كرع، مثل سمع كرعا، بالفتح، وكروعا، بالضم تناوله بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفيه و بإناء، وقيل هو أن يدخل النهر، ثم يشرب، وقيل: هو أن يصوب رأسه في الماء وإن لم يشرب، وفي حدشيث عكرمة: أنه كره الكرع في النهر: وكل شيء شربت منه بفيك من إناء أو غيره فقد كرعت، ويقال اكرع في هذا الإناء نفسا أو نفسين، وقيل: كرع في الإناء: إذا أمال نحوه عنقه، فشرب منه، والأصل فيه شرب الدواب بفيها، لأنها تدخل أكارعها فيه، أو لا تكاد تشرب إلا بإدخالها فيه.

والكارعات: النخيل التي على، وفي بعض نسخ الصحاح حول الماء، نقله الجوهري عن أبي عبيد، وهو مجاز، كأنها شربت بعروقها، قال لبيد يصف نخلا نابتا على الماء:

يشربن رفها عراكا غير صادرة      فكلها كارع في الماء مغتمـر وقال ابن دريد: كل خائض ماء: كارع، شرب أو لم يشرب.

وقال أيضا: يقال رماه، أي الوحش، فكرعه، كمنعه، إذا أصاب كراعه.

والكراع كشداد: من يخادن، وفي بعض الأصول من يحادث السفل من الناس.

والكراع أيضا من يسقى ماله بالكرع، أي بماء السماء في الغدران.

والكريع، كأمير: الشارب من النهر بيديه إذا فقد الإناء، قاله أبو عمرو، وأما الكارع: فهو الذي رمى بفمه في الماء.

والكراع كغراب، من البقر والغنم: بمنزلة الوظيف من الفرس، وهو مستدق الساق العاري عن اللحم، كما في العباب، وفي الصحاح: بمنزلة الوظيف في الفرس والبعير، وفي المحكم: الكراع من الإنسان: ما دون الركبة إلى الكعب، ومن الدواب: ما دون الكعب وقال ابن بري: وهو من ذوات الحافر: ما دون الرسغ،قال: وقد يستعمل الكراع أيضا للإبل، كما استعمل في ذوات الحافر، كما في شعر الخنساء.

فظلت تكوس على أكرع      ثلاث وكان لها أربـع وقالت عمرة أخت العباس بن مرداس رضي الله عنه وأمها الخنساء ترثي أخاها

فقامت تكوس عـلـى أكـرع    ثلاث، وغادرت أخرى خضيبا فجعلت لها أكارع أربعة، وهو الصحيح عند أهل اللغة في ذوات الأربع، قال: ولا يكون الكراع في الرجل دون اليد إلا في الإنسان خاصة، وأما ما سواه فيكون في اليدين والرجلين، وقال اللحياني: هما مما يذكر ويؤنث، قال: ولم يعرف الأصمعي التذكير، وقال مرة أخرى: وهو مذكر لا غير، وقال سيبويه: وأما كراع فإن الوجه فيه ترك الصرف، ومن العرب من يصرفه، يشبهه بذراع، وهو أخبث الوجهين، يعني أن الوجه إذا سمي به أن لا يصرف، لأنه مؤنث.

سمي به مذكر، وفي الحديث: لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي كراع أو ذراع لقبلت.

وقال الساجع:

يا نفس لن تراعي
إن قطعت كراعي
إن معي ذراعـي
رعاك خـير راع

صفحة : 5518

ج: أكرع وقد تقدم شاهده في قول الخنساء وأكارع وفي الصحاح: ثم أكارع، كأنه إشارة إلى أنه جمع الجمع، وأما سيبويه فإنه جعله مما كسر على ما لا يكسر عليه مثله، فرارا من جمع الجمع، وقد يكسر على كرعان، والعامة تقول: الكوارع.

والكراع: أنف يتقدم من الحرة أو من الجبل ممتد سائل، وهو مجاز، وقيل: هو ما استدق من الحرة وامتد في السهل، وقال الأصمعي: العنق من الحرة يمتد، نقله الجوهري، وأنشد لعوف بن الأحوص:

ألم أظلف من الشعراء عرضي     كما ظلف الوسيقة بالـكـراع وقال غيره: الكراع: ركن من الجبل يعرض في الطريق ج: كرعان، كغربان.

والكراع من كل شيء: طرفه، والجمع: كرعان، وأكارع.

والكراع اسم يجمع الخيل والسلاح وهو مجاز.

وكراع الغميم: ع، على ثلاثة أميال من عسفان والغميم: واد أضيف إليه الكراع كما في العباب.

وأكرع الجوزاء: أواخرها قال أبو زبيد:

حتى استمرت إلى الجوزاء أكرعها      واستنفرت ريحها قاع الأعاصـير ومن المجاز أكارع الأرض: أطرافها القاصية، شبهت بأكارع الشاء، والواحد كراع، ومنه حديث النخعي: لا بأس بالطلب في أكارع الأرض أي: نواحيها وأطرافها.

وقال ابن الأعرابي أكرعك الصيد وأخطبك، وأصقبك، وأقنى لك: بمعنى أمكنك.

قال: والمكرعات من الإبل بكسر الراء: اللواتي تدخل رؤوسها إلى الصلاء، فتسود أعناقها وفي المصنف لأبي عبيد: هي المكربات، وقال غيره: هي التي تدنى إلى البيوت لتدفأ بالدخان، وأنشد أبو حنيفة للأخطل:

فلا تنزل بجـعـدي إذا مـا      تردى المكرعات من الدخان والمكرعات بفتح الراء: ما غرس في الماء من النخيل وغيرها ونقل الجوهري عن أبي عبيد: الكارعات والمكرعات: النخيل التي على الماء، قال: وهي الشوارع، ووجد هكذا بكسر الراء في سائر نسخ الصحاح وقد أكرعت، وهي كارعة ومكرعة، وقال أبو حنيفة: هي التي لا يفارق الماء أصولها وأنشد:

أو المكرعات من نخيل ابن يامن     دوين الصفا اللائي يلين المشقرا وفي العباب: هو قول امرئ القيس يشبه الظعن بالنخيل.

وفرس مكرع القوائم، كمكرم: شديدها قال أبو النجم:

أحقب مجلوز شواه مكرع وقال الخليل: تكرع الرجل، أي: توضأ للصلاة، لأنه أمر الماء على أكارعه، أي: أطرافه وقال الأزهري: تطهر الغلام، وتكرع، وتمكن: إذا تطهر للصلاة.

ومما يستدرك عليه: يقال للضعيف الدفاع: فلان ما ينضج الكراع.

والكراع بالضم نبذة من ماء السماء في المساكات، وهو مجاز، مشبه بكراع الدابة في قلته.

وكراعا الجندب: رجلاه، وهو مجاز، ومنه قول أبي زبيد:

ونفى الجندب الحصى بكراعي       ه وأوفى في عوده الحربـاء وكراع الأرض: ناحيتها.

وأكرع القوم: إذا صبت عليهم السماء، فاستنقع الماء حتى يسقوا إبلهم منه، وفي حديث معاوية شربت عنفوان المكرع، هو مفعل من الكرع، أراد به: عز فشرب صافي الأمر وشرب غيره من الكدر، وقال الحويدرة:

وإذا تنازعك الحديث رأيتها     حسنا تبسمها لذيذ المكرع

صفحة : 5519

وقرأت في المفضليات: قال: المكرع: تقبيله إياها، أخذه من قولك: كرعت في الماء، ويروى لذيذ المشرع.

وقال أحمد بن عبيد: المكرع: ما يكرع من ريقها، قال: لذيذ المكرع، فنقل الفعل، وأقره على الثاني، فتركه مذكرا، وليس هو الأصل، لأنك إلى نقلت الفعل إلى الأول أضفت وأجريته على الأول في تأنيثه وتذكيره وتثنيته وجمعه، وربما أقروه على الثاني، وهو قليل، فتقول إذا أجريت المنقول على الثاني وأقررته له: مررت بامرأة كريم الأب.

والكرع محركة: الذي تخوضه الماشية بأكارعها.

وأكرعوا: أصابوا الكرع.

والمكرعات: النخل القريبة من البيوت.

وأكارع الناس: السفلة، شبهوا بأكارع الدواب، وهو مجاز.

وأبو رياش سويد بن كراع: من فرسان العرب وشعرائهم، وكراع: اسم أمه لا ينصرف، واسم أبيه عمرو، وقيل: سلمة العكلي، قال سيبويه: وهو من القسم الذي يقع فيه النسب إلى الثاني، لأن تعرفه إنما هو به، كابن الزبير، وأبي دعلج.

قال ابن دريد: وأما الكراعة بالتشديد التي تلفظ بها العامة فكلمة مولدة.

والكوارع من النخيل: الكارعات.

وفرس أكرع: دقيق القوائم، وهي كرعاء.

وكرع في الماء تكريعا، ككرع.

وذا مكرع الدواب، ومكارعها.

ويوم الأكارع: هو يوم النفر الأول.

ك-س-ع
كسعه، كمنعه كسعا: ضرب دبره بيده، أو بصدر قدمه، يقال اتبع فلان أدبارهم يكسعهم بالسيف، مثل يكسؤهم، أي يطردهم، كما في الصحاح وقد سبق في الهمزة، ومر عن الجوهري هناك أيضا. قولهم للرجل إذا هزم القوم، فمر وهو يطردهم: مر فلان يكسعهم ويكسؤهم.

وكسعت الناقة والظبية كسعا: أدخلتا أذنابهما بين أرجلهما، فهي كاسع بغير هاء، كما في العباب، وفي الأساس: كسعت الخيل بأذنابها، واكتسعت: أدخلتها بين أرجلها، وهن كواسع.

وقال الليث: كسع الناقة بغبرها: ترك بقية من لبنها في خلفها، يريد بذلك تغزيرها وهو أشد لها، ونص الجوهري: إذا ضرب خلفها بالماء البارد ليتراد اللبن في ظهرها، وذلك إذا خاف عليها الجدب في العام القابل، قال الحارث بن حلزة:
لا تكسع الشول بأغبارها إنك لا تدري من الناتج يقول: لا تغرز إبلك تطلب بذلك قوة نسلها، واحلبها لأضيافك، فلعل عدوا يغير عليها، فيكون نتاجها له دونك، وقال الخليل: هذا مثل، وتفسيره: إذا نالت يدك من قوم شيئا بينك وبينهم إحنة، فلا تبق على شيء، إنك لا تدري ما يكون في الغد والكسعة، بالضم النكتة البيضاء، التي تكون في جبهة كل شيء، الدابة وغيرها، وقيل: في جنبها.

وأيضا الريش الأبيض المجتمع تحت ذنب العقاب، ونحوها من الطير، كما في العباب والتهذيب، وفي المحكم تحت ذنب الطائر ج: كسع، كصرد، والصفة أكسع.

صفحة : 5520

وذكر أبو عبيد في تفسير الحديث: ليس في الجبهة، ولا في النخة ولا في الكسعة صدقة. أن أبا عبيدة قال: الكسعة: الحمير، وعليه اقتصر الجوهري قيل: لأنها تكسع في أدبارها، وعليها أحمالها وقال أبو سعيد: الكسعة تقع أيضا على الإبل العوامل، والبقر العوامل، والرقيق لأنها تكسع بالعصا إذا سيقت، قال: والحمير ليست بأولى بالكسعة من غيرها، وقال ثعلب: هي الحمير والعبيد، وقال ابن الأعرابي الكسعة: الرقيق، سمي كسعة لأنك تكسعه إلى حاجتك.

والكسعة: اسم صنم كان يعبد.

وقال أبو عمرو: الكسعة: المنيحة.

والكسع كصرد: كسر الخبز وحكي عن ابن الأعرابي كما في اللسان وفي العباب، حكي عن أعرابي أنه قال: ضفت قوما فأتوني بكسع جبيزات معششات، أي اليابسات المكرجات.

وكسع: حي باليمن رماة، نقله الليث: قال: أو حي من بني ثعلبة بن سعد بن قيس عيلان، ومنه غامد بن الحارث الكسعي، وقال حمزة: هو رجل من كسعة، واسمه محارب بن قيس، وقال غيره: هو من بني كسع، ثم من بني محارب وهو الذي اتخذ قوسا يقال: إنه كان يرعى إبلا له بواد معشب، وقد بصر بنبعة في صخرة فأعجبته، وفي اللسان: في واد فيه حمض وشوحط نابتا في صخرة فأعجبته، فقال: ينبغي أن تكون هذه قوسا، فجعل يتعهدها، حتى إذا أدركت قطعها وجففها، فلما جفت اتخذ منها قوسا، وأنشأ يقول:

يا رب سددني لنحت قوسي
فإنها من لذتي لنـفـسـي
وانفع بقوسي ولدي وعرسي
انحتها صفرا كلون الورس
كبداء ليست كالقسي النكس

ثم دهنها، وخطمها بوتر، ثم عمد إلى ما كان من برايتها وجعل منه خمسة أسهم، وجعل يقلبها في كفه، ويقول:
هن وربي أسمـه حـسـان
يلذ للرامي بهـا الـبـنـان
كأنمـا قـومـهـا مـيزان
فأبشروا بالخصب يا صبيان
إن لم يعقني الشؤم والحرمان

ثم خرج ليلا، وكمن في قترة على موارد حمرالوحش، فمر قطيع من الوحش فرمى عيرا منها، فأمخطه السهم، أي أنفذه، وصدم الجبل، فأورى السهم في الصوانة نارا، فظن أنه قد أخطأ فقال:

أعوذ بالمهيمن الـرحـمـن
من نكد الجد مع الحـرمـان
مالي رأيت السهم في الصوان

يوري شرار النار كالعقيان
أخلف ظني ورجا الصبيان

ثم وردت الحمر فرمى ثانيا فكان كالذي مضى من رميه، فقال:

أعوذ بالرحمن من شر القدر
لا بارك الرحمن في أم القتر
أأمغط السهم لإرهاق الضرر
أم ذاك من سوء احتيال ونظر
أم ليس يغني حذر عند قـدر

ثم وردت الحمر ورمى ثالثا، فكان كما مضى من رميه، فقال:

إني لشؤمي وشقائي ونـكـد
قد شف مني ما أرى حر الكبد
أخلف ما أرجو لأهـل وولـد

إلى آخرها وهو يظن خطأه قال:

أبعد خمس قد حفظت عدها
أحمل قوسي وأريد ردهـا
أخزى إلهي لينها وشدهـا
والله لا تسلم عندي بعدهـا
ولا أرجي ما حييت رفدها

صفحة : 5521

وخرج من قترته فعمد إلى قوسه فكسرها على صخرة، ثم بات إلى جانبها، فلما أصبح نظر، فإذا الحمر مطرحة حوله مصرعة، وإذا أسهمه بالدم مضرجة، فندم على كسر القوس فقطع إبهامه، وأنشد:

ندمت ندامة لو أن نفـسـي      تطاوعني إذا لقطعت خمسي ويروى: لبترت خمسي:

تبين لي سفاه الـرأي مـنـي    لعمر أبيك حين كسرت قوسي ويروى لعمر الله، ثم صار مثلا لكل نادم على فعل يفعله، وإياه عنى الفرزدق بقوله:

ندمت ندامة الكسعي لما     غدت مني مطلقة نوار وقال آخر:

ندمت ندامة الكسعي لما    رأت عيناه ما فعلت يداه وقال الحطيئة:

ندمت ندامة الكسعـي لـمـا     شريت رضى بني سهم برغم والكسع، محركة: من شيات الخيل، من وضح القوائم: أن يكون البياض في طرف الثنة من رجلها عن أبي عبيد، وما أحسن نص الجوهري: بياض في أطراف الثنة، يقال: فرس أكسع بين الكسع، ففيه اختصار مفيد.

وحمام أكسع: تحت ذنبه ريش بيض، زاد في التكملة: أو حمر، ولم يذكره الأصفهاني في غريب الحمام.

ومن المجاز رجل مكسع، كمعظم، قال الجوهري وهو من نعت العزب إذا لم يتزوج، وتفسيره: ردت بقيته في ظهره، وأنشد للراجز:

والله لا يخرجها من قعره
إلا فتى مكسع بغبره

وهو مأخوذ من كسع الناقة، وهو علاج الضرع بالمسح وغيره، حتى يرتفع اللبن، وقد تقدم.

وقال أبو سعيد: اكتسع الفحل: إذا خطر فضرب فخذيه بذنبه فإن شال به، ثم طواه، فقد عقربه.

وفي الصحاح اكتسع الكلب بذنبه إذا استثفر به.

وكذا اكتسعت الخيل بأذنابها: إذا أدخلتها بين أرجلها، نقله الزمخشري.

وقال أبو عمرو: المكتسعة: الشاة تصيبها دابة يقال لها: البرصة وهي الوحرة، وقد ذكرت في الراء والصاد، فيبيس أحد شطري ضرع الغنم قال: وإن ربضت على بول امرأة أصابها ذلك أيضا ومما يستدرك عليه: كسع فلان فلانا، وكسحه وثفنه، ولطه، ولاطه، وتلأطه: إذا طرده، كذا في نوادر الأعراب، وكسعه: إذا تبعه بالطرد.

قلت: ومنه استعمال العامة الكسع في السفن، يقولون: كسعها في البحر.

واكتسعت عرقوب الفرس: سقطت من ناحية مؤخرها.

ووردت الخيول يكسع بعضها بعضا: أي: يتبع.

وكسعه بما ساءه: تكلم فرماه على إثر قوله بكلمة يسؤءه بها.

وقيل: كسعه: إذا همزه من ورائه بكلام قبيح، وهو مجاز.

وقولهم: مر فلان يكسع، قال الأصمعي: الكسع: شدة المر، يقال: كسعه بكذا وكذا: إذا جعله تابعا له ومذهبا به، وأنشد لأبي شبل الأعرابي:

كسع الشتاء بسبعة غبر      أيام شهلتنا من الشهر وكسع الغلام الدوامة بالمكسع.

والكسعوم: بالضم: الحمار بالحميرية، والميم زائدة، نقله الجوهري هنا، وسيأتي للمصنف في الميم وتقدمت الإشارة إليه أيضا في ك-ع-س.

وتكسع في ضلاله: ذهب، كتسكع، عن ثعلب.

ك-ش-ع
الكشع، محركة، أهمله 7، وقال ابن فارس: هو الضجر فيما يقال وهو مقلوب الشكع.

صفحة : 5522

ذو الشناتر وسبق في الراء أنه لختيعة، فتأمل، وهو رجل حمير، كان توثب على ملكهم، فقتله ذو نواس، وملك بعده، وتقدمت قصته في الراء، وفي السين.

ويلخع، كيمنع: ع، باليمن نقله ابن دريد.

أو هو بلخع بالباء الموحدة كذا قاله ابن الكلبي في كتاب افتراق العرب، وقد تقدم في الموحدة أنه قول أيضا لابن دريد.


ل-ذ-ع
لذع الحب قلبه، كمنع: آلمه، نقله ابن دريد، وهو مجاز، ومنه قول أبي دواد:

فدمعي من ذكرهـا مـسـبـل     وفي الصدر لذع كجمر الغضى ولذعت النار الشيء تلذعه لذعا: لفحته وأحرقته، وقد يراد باللذع الإحراق الخفيف، وهو الكي.

ولذع بعيره لذعة، أو لذعتين: وسمه في فخذه، بطرف الميسم، ركزة، أو ركزتين وقال أبو علي: اللذعة: لذعة الميسم في باطن الذراع، وقال: أخذته من سمات الإبل لابن حبيب.

ومن المجاز رجل مذاع لذاع، كشداد، أي: مخلاف للوعد، كما في العباب، وفي الأساس: يعد بلسانه خيرا، ثم يلذع بالخلف.

ومن المجاز اللوذع، كجوهر، واللوذعي، بزيادة الياء: الخفيف الذكي الظريف الذهن، وقيل: هو الحديد الفؤاد والنفس.
واللسن الفصيح، كأنه يلذع بالنار من ذكائه وحرارته، قال أبو خراش الهذلي:

فما بال أهل الدار لم يتفرقوا وقد خف عنها اللوذعي الحلاحل وقال آخر:

وعربة أرض ما يحل حرامهـا       من الناس إلا اللوذعي الحلاحل يعني به النبي صلى الله عليه وسلم أحلت مكة ساعة من النهار، ثم عادت كما كانت.

ومن المجاز التذع القرح التذاعا: إذا احترق وجعا، وذلك إذا تقيح، وقد لذعها القيح.

ومن المجاز تلذع: التفت يمينا وشمالا وحرك لسانه من الغضب، يقال: رأيته غضبان يتلذع.

حكاه اللحياني وفي الأساس: كلمته فإذا هو غضبان يتلذع.

وقال الشيباني: تلذع: سار سيرات حسنا، زاد ابن عباد في ، وفي المحيط: مع سرعة وهو مجاز، وفي الأساس: رأيته راكب بعير يتلذع تحته.

ومما يستدرك عليه: لذعة بلسانه: أوجعه بكلام، ومنه: نعوذ بالله من لواذعه، كما في الصحاح وهو مجاز.

والتلذع: التوقد، ومنه: تلذع الرجل: توقد ذهنه، وهو مجاز.

واللذع، كصرد: نبيذ يلذع.

وبعير ملذوع: كوي كية خفيفة على فخذه.

ولذع الطائر: رفرف ثم حرك جناحيه قليلا، كما في اللسان والتكملة.

ل-س-ع
لسعت الحية والعقرب، كمنع، تلسع لسعا، كما في الصحاح، أي: لدغت وقال الليث: اللسع للعقرب تلسع بالحمة، ويقال: إن الحية أيضا تلسع، وزعم أعرابي أن من الحيات ما يلسع بلسانه، كلسع العقرب بالحمة، وليست له أسنان، وهو ملسوع، ولسيع، وكذلك الأنثى، والجمع لسعى ولسعاء، كقتيل وقتلى وقتلاء.

ولسع في الأرض: ذهب فيها، عن ابن عباد.

صفحة : 5523

أو اللسع لذوات الإبر من العقارب والزنابير، وأما الحيات فإنها تنهش وتعض وتجذب وتنشط ويقال للعقرب: قد لسعته، ولسبته، وأبرته، ووكعته، وكوته، قال الأزهري: هذا هو المسموع من العرب وقال الليث: ويقال اللسع لكل ما ضرب بمؤخره، واللدغ بالفم.

ومن المجاز إنه للسعة، كهمزة، أي قراصة للناس بلسانه، وقد لسعه بلسانه: إذا آذاه وعابه.

ولسعى، كسكرى: ع: عن ابن دريد، قال: يقصر ويمد وفي التكملة: بلد على ساحل بحر اليمن.

وهاد ملسع، كمنبر: حاذق ماهر بالدلالة، عن ابن عباد، وكذلك مسلع.

قال: واللسوع، كصبور: المرأة الفارك، زاد الزمخشري: تلسع زوجها بسلاطتها، وهو مجاز.

واللسوع، بالضم الشقوق، كالسلوع، عن ابن عباد.

ومن المجاز ألسع بينهم وآكل: إذا أغرى، كما في المحيط والأساس.

والملسعة، كمحدثة: الجماعة المقيمون،قال أبو دواد يصف الحادي:

مفرقا بـين ألاف مـلـسـعة      قد جانب الناس ترقيحا وإشفاقا والملسعة، كمعظمة: المقيم الذي لا يبرح، زادوا الهاء للمبالغة، قاله الليث، وبه فسر قول امرئ القيس:

ملسعة بين أرباقـه      به عسم يبتغي أرنبا أي: تلسعه الحيات والعقارب، فلا يبالي بها، بل يقيم بين غنمه، وهذا غريب، لأن الهاء إنما تلحق للمبالغة أسماء الفاعلين، لا أسماء المفعولين، ويروى: مرسعة، وقد فسرنا معنى البيت هناك فراجعه.
ومما يستدرك عليه: رجل لساع، كشداد: عيابة مؤذ، وهو مجاز.
ولسع الرجل: أقام في منزله فلم يبرح.

والليسع، كصقيل: اسم أعجمي، وتوهم بعضهم أنها لغة في اليسع.

وألسعته: أرسلت إليه عقربا تلسعه.

وأتتني منه اللواسع، أي: النوافر من الكلم، وهو مجاز.

ويقولون: النفس حية لساعة، ما دامت حية للساعة.

وفي الحديث: لا يلسع المؤمن من جحر مرتين ويروى : لا يلدغ واللسع واللدغ سواء، وهو على المثل، قال الخطابي: روي بضم العين وكسرها، فالضم على وجه الخبر، ومعناه: أن المؤمن هو الكيس الحازم، الذي لا يؤتى من جهة الغفلة، فيخدع مرة بعد مرة، وهو لا يفطن لذلك، ولا يشعر به، والمراد به الخداع في أمر الدين لا أمر الدنيا وأما بالكسر فعلى وجه النهي، أي: لا يخدعن المؤمن، ولا يؤتين من ناحية الغفلة، فيقع في مكروه أو شر وهو لا يشعر به، ولكن يكون فطنا حذرا، وهذا التأويل أصلح لأن يكون لأمر الدين والدنيا معا.

ل-ط-ع
اللطع: اللحس باللسان، وقيل: هو اللعق كالالتطاع.

واللطع: أن تضرب مؤخر الإنسان برجلك، قال الصاغاني فعلهما كسمع ومنع، الأخير حكاه الأزهري عن الفراء، وفي الصحاح: تقول منهما جميعا: لطعته بالكسر ألطعه لطعا.

ولطعه بالعصا، كمنعه لطعا: ضربه بها، كذا في نوادر الأعراب، وهو مجاز.

ولطع اسمه لطعا: محاه، وكذلك طلسه، وهو مجاز.

وكذلك: لطعه: أثبته فهو ضد.

ولطع عينه: لطمها.

ولطع الغرض لطعا: أصابه عن ابن عباد.

قال: ولطعت البئر ذهب ماؤها، وهو مجاز.

ومن المجاز لطع إصبعه ولعقها، أي: مات. عنه أيضا.

صفحة : 5524

وقال أبو ليلى: يقال رجل قطاع لطاع نطاع كشداد: يمص أصابعه إذا أكل، ويلحس ما عليها وقطاع، تقدم ذكره، ونطاع يأتي في موضعه.

واللطع: الحنك، ج: ألطاع كما في المحيط.

واللطع بالتحريك: بياض في باطن الشفة، كما في الصحاح والعباب، وفي التهذيب: بياض في الشفة من غير تخصيص بالباطن، قال الجوهري وأكثر ما يعتري ذلك السودان.

أو اللطع: رقة في الشفة قاله الليث، زاد غيره، وقلة في لجمها، وهي شفة لطعاء، ولثة لطعاء: قليلة اللحم، وقيل: اللطع: تقشر في الشفة، وحمرة تعلوها.

أو اللطع: تحات الأسنان إلا أسناخها كما في الصحاح زاد غيره: حتى تلتزق بالحنك، وقيل: هو أن ترى أصول الأسنان في اللحم، رجل ألطع، وامرأة لطعاء، وأنشد الجوهري للراجز:

جاءتك في شوذرها تميس
عجيز لطعاء دردبيس
أحسن منها منظرا إبليس

وقيل: الألطع: الذي ذهبت أسنانه من أصولها، وبقيت أسناخها في الدردر، يكون ذلك في الشاب والكبير.

واللطع: أيضا قلة لحم الفرج، وهي لطعاء: قليلته، حكاه الجوهري عن ابن دريد.

وقال الليث: اللطعاء: اليابسة ونص العين: اليابس ذاك منها، يعني الفرج.

وقيل: هي المهزولة من النساء.

وقال ابن دريد: وربما سميت المرأة الصغيرة الفرج لطعاء.

وقال ابن عباد: التلطع، كزبرج، قلت: وزنه بزبرج يوهم أصالة التاء، وليس كذلك، فالأولى أن يقول: بالكسر من الإبل الذي ذهبت أسنانه هرما ونص المحيط: التي ذهب فوها من الهرم، وقد تلطعت وهذه الكلمة من التكملة.

ومما يستدرك عليه: رجل لطع، كصرد: لئيم، كلكع، والعامة تقول: لطيع ولكيع.

وقول العام: لطعني في محل كذا، مؤخره، كأنه ضربه برجله.

والتطع جميع ما في الإناء، أو الحوض، كأنه لحسه، نقله الجوهري وكأن المصنف قد اكتفى من هذه العبارة بقوله: كالالتطاع ولا يغني عن بيانه.

ولطعض الكلب الماء وكذلك الذئب شربه، نقله الزمخشري وابن عباد، وهو مجاز.

ويقال أيضا: رجل قاطع لاطع ناطع، بمعنى قطاع لطاع نطاع، عن أبي ليلى.

وقال ابن عباد: لطعت عينه لطمتها.

وتقول العامة: لطع كفه إذا قبله.

ل-ع-ع
اللعاع، كغراب: نبت ناعم في أول ما يبدو، كما في الصحاح زاد غيره: رقيق، ثم يغلظ، واحدته لعاعة، وقال اللحياني أكثر ما يقال ذلك في البهمى، وقال سويد بن كراع، يصف ثورا وكلابا:

رعى غير مذعور بهن وراقه    لعاع تهاداه الدكـادك واعـد وأنشد الجوهري لابن مقبل ويروى لجران العود، ويروى للحكم الخضري أيضا:

كاد اللعاع من الحوذان يسحطها       ورجرج بين لحييها خناطـيل وقد مر شرح هذا البيت في ر-ج-ج فراجعه.

واللعاعة بهاء: الهندباء عن ابن الأعرابي .

وقال ابن عباد: اللعاعة الخصب و في الصحاح قال الأصمعي: ومنه، أي: من اللعاع بمعنى النبت الناعم، قيل: الدنيا لعاعة، وفي الحديث: إنما الدنيا لعاعة يعني كالنبات الأخضر قليل البقاء.

صفحة : 5525

وقال المؤرج: اللعاعة: الجرعة من الشراب، يقال في الإناء لعاعة، وقال غيره: هو ما بقي في السقاء، وقيل: لعاعة الإناء: صفوته، وقال اللحياني في الإناء لعاعة، أي: قليل.

وقال أبو عمرو: اللعاعة الكلأ الخفيف، رعي أو لم يرع وقال غيره: يقال في الأرض لعاعة: للشيء الرقيق.


وألعت الأرض إلعاعا: أنبتتها.

وتلعى: تناولها، كما في الصحاح ، قال: وأصله: تلعع، فكرهوا ثلاث عينات، فأبدلوا من الأخيرة ياء، وهو من محول التضعيف، وقال أبو محمد بن السيد: حكي عن العرب: خرجنا لنتلعى، أي: نرعى اللعاع، وقال ابن جني: أخبرنا أبو علي بإسناده ليعقوب قال: قال ابن الأعرابي: تلعيت من اللعاعة، وهي بقلة، والأصل: تلععت، ثم أبدل، كتظنيت ونحوه.
واللعلع: السراب نقله الليث.

ولعلع، بلا لام: جبل كانت به وقعة، كما في الصحاح والأساس، يذكر ويؤنث، ومنه الحديث: ما أقامت لعلع قال ابن الأثير: هو جبل، وأنثه لأنه جعله اسما للبقعة التي حول الجبل، وأنشد الجوهري لشاعر وهو عمرو بن عبد الجن التنوخي، ونسبه في اللسان لحميد بن ثور:

لقد ذاق منا عامر يوم لعـلـع      حساما إذا ما هز بالكف صمما وقيل: لعلع: ع بين البصرة والكوفة.

وقال الأزهري: لعلع ماء بالبادية وقد وردته، قال الأخطل:

سقى لعلعا والقريتين فلم يكد     بأثقاله عن لعلع يتحـمـل وقال رؤبة:

أقفر من أم اليماني لعلع
فبطن ذي قار فقار بلقع

وقال ابن عباد: اللعلع: الذئب وهو قول ابن الأعرابي وأنشد:

واللعلع المهتبل العسوس قيل: سمي به لضجره من كل شيء.

واللعلع: شجر حجازي، عن ابن عباد.

واللعلاع: الجبان، عن المؤرج.

واللعة: المرأة العفيفة المليحة، قاله الليث، ومثله في الروض للسهيلي، وقيل: هي الخفيفة تغازلك ولم تمكنك، وقال اللحياني هي المليحة التي تديم نظرك إليها من جمالها.

قال الليث: واللعاعة، مشددة:من يتكلف الألحان من غير صواب، كذا نص العين والعباب، وفي المحكم: بلا صوت.

ولع: ولعلع كلاهما: بمعنى لعا يقال للعاثر، كما في المحيط.

وتلعلعت به: قلت له ذلك نص المحيط: لعلعت به.

وتلعى: تناول اللعاع من الكلأ، هكذا في سائر النسخ، وهو مكرر. مع ما سبق له.

وتلعلع عظمه: تكسر مطاوع لعلعه، كما في الصحاح وقال رؤبة:

ومن همزنا رأسه تلعلعا وتلعلع من الجوع: تضور وتحزن.

وقيل: تلعلع اضطرب.

وتلعلع الكلب: أدلع لسانه عطشا قال الليث: وإدلاعه، تلألؤه.

وتلعلع السراب: تلألأ.

وتلعلع الرجل: ضعف من مرض أو تعب، عن ابن دريد.

ويقال عسل متلعلع،ومتلع والأصل: متلعع، وهو: الذي يمتد إذا رفع فلم ينقطع للزوجته.

واللعيعة: خبز الجاورس نقله الجوهري.

واللعلعة: كسر العظم ونحوه يقال لعلعه فتلعلع، نقله الجوهري.

واللعلعة من السراب: بصيصه.

وقال ابن عباد: التحزن من الجوع، والضجر من كل شيء، وبه سمي الذئب لعلعا.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 5526

اللعاعة بالضم البقية اليسيرة من كل شيء، ومنه قولهم: ما بقي في الدنيا إلا لعاعة.

واللعاعة: كل نبات لين من أحرار البقول فيه ماء كثير لزج، ويقال له: النعاعة أيضا.

ولعاع الشمس: السراب، والأكثر لعاب الشمس.

والتلعلع: التلألؤ.

ولع لع: زجر، حكاه يعقوب في المبدل، وقد ذكر المصنف مقلوبه علع في العين.

وقال ابن عباد: تلعلعت الإبل في كلإ ضعيف، أي: تتبعت.

وتلعلع من العطش: تضور.

ل-ف-ع
اللفاع، ككتاب: الملحفة، أو الكساء عن ابن دريد، زاد غيره: الغليظ تتلفع به المرأة، وزاد آخر: الأسود ومنهم من صحفه بالقاف، وقد نبه عليه الأزهري في لقع وبه فسر حديث علي وفاطمة رضي الله عنهما: وقد دخلنا في لفاعنا أي لحافنا، وهو الكساء الأسود، وكذا حديث أبي: كانت ترجلني ولم يكن عليها إلا لفاع يعني امرأته، وكذا قول أبي كبير الهذلي يصف ريش النصل:

نجفا بذلت لها خوافي ناهض     حشر القوادم كاللفاع الأطحل أراد: كالثوب الأسود، وفسره ابن دريد باللحاف.

أو اللفاع: النطع، نقله ابن دريد، وابن عباد أو الرداء.

وقيل: اللفاع: كل ما تتلفع به المرأة، ونص الصحاح واللفاع: ما يتلفع به، زاد غيره من رداء، أو لحاف، أو قناع، وقال الأزهري: يجلل به الجسد كله، كساء كان أو غيره.

واللفاع: اسم بعير، كما هو نص المحيط، وفي اللسان: اسم ناقة بعينها، ومنه قول الراجز:

صوف اللفاع والدهيم والقحم هكذا أنشده في المحيط، واستدل عليه صاحب اللسان بقوله:

وعلبة من قادم اللفاع وقال الأزهري: اللفاع في قول الراجز هذا: الخلف المقدم.

وقال ابن عباد: اللفاعة بهاء: الرقعة تزاد في القميص والمزادة وغيرهما إذا كانت ضيقة، كاللفيعة كسفينة.

ومن المجاز: لفع الشيب رأسه، كمنع، وكذا لحيته: شمله قاله الليث كلفعه تلفيعا، أي: غطاه، قال سويد اليشكري:

كيف يرجون سقاطي بعدما      لفع الرأس مشيب وصلع ومن المجاز لفع الطعام تلفيعا: إذا لفه لفا، وأكثر من الأكل، كما في الأساس.

ولفع المزادة تلفيعا: قلبها، كما في الصحاح زاد غيره: فجعل أطبتها في وسطها، فهي ملفعة، وذاك تلفيعها، وربما نقضتء، وربما خرزت كما في العباب.

ومن المجاز لفع المرأة تلفيعا: إذا ضمها إليه، واشتمل عليها.

والتلفع: التلحف، كالالتفاع، يقال تلفعت المرأة بمرطها، أي: التحفت به، وفي الحديث: ثم يرجعن ملتفعات بمروطهن، ما يعرفن من الغلس، أي متجللات بأكسيتهن، ويقال تلفع الرجل بالثوب، والشجر بالورق: إذا اشتمل به، وتغطى به، وقول الشاعر:

منع الفرار فجئت نحوك هاربا     جيش يجر، ومقنب يتلـفـع أي: يتلفع بالقتام، وقال جرير:

لم تتلفع بفضل مئزرهـا      دعد، ولم تغذ دعد بالعلب وقال أبو عبيد: التلفع، والتلهب واحد، وأنشد:

وما بي حذار الموت إني لميت      ولكن حذاري جحم نار تلفـع

صفحة : 5527

ومن المجاز تلفع فلان: إذا شمله الشيب، كما في الصحاح أي: رأسه أو لحيته.

والتفع الرجل: التحف بالثوب، وهو أن يشتمل به حتى يجلل جسده، قال الأزهري: هو اشتمال الصماء عند العرب، قال أوس بن حجر:

وهبت الشمأل البليل وإذ      بات كميع الفتاة ملتفعا والتثفع لونه، مجهولا: تغير وكذلك: التقع بالقاف، كما سيأتي.

ومما يستدرك عليه: الملفعة، كمكنسة: اللفاع.

وإنه لحسن اللفعة بالكسر، من التلفع.

وابن اللفاعة، مشددة، أي: ابن المعانقة للفحول، وهو سب، وهو مجاز.

وتلفعت الحرب بالشر: اشتملت به، فلم تدع أحدا إلا ضمته، وهو مجاز، ومنه قول رؤبة:

إنا إذا أمر العدى تنزعا

وأجمعت بالشر أن تلفعا والمتلفع: الأشيب، وهو مجاز.

ولفعته النار: شملته من نواحيه، وأصابه لهيبها، قال ابن الأثير: ويجوز أن تكون العين بدلا من حاء لفحته النار، وقول كعب بن زهير.

وقد تلفع بالقور بالعساقيل أراد تلفع القور بالعساقيل، والعساقيل: السراب، والقور: جمع قارة، فقلب واستعار.
والتفعت الأرض: استوت خضرتها ونباتها، وهو مجاز، وفي الصحاح اخضارت.

وتلفع المال: نفعه الرعي، وقال الليث: إذا انتفع المال بما يصيب من المرعى قيل: قد تلفعت الإبل والغنم.

وتلفع الشجر بالورق: تغطى به، وهو مجاز.

وتلفعنا على جيشهم: اشتملناه واستجلناه، وهو مجاز، ومنه قول الحطيئة:

ونحن تلفعنا على عسكـريهـم      جهارا وما طبى ببغي ولا فخر ولفاع، كغراب: موضع، نبه عليه الصاغاني في الذي بعده، وقلده المصنف ولم يذكره هنا.

ل-ق-ع
لقع، كمنع، لقعانا، بالفتح: مر مسرعا، ومنه قول الراجز:

صلنقع بلنقع

وسط الركاب يلقع ولقع الشيء لقعا: رمى به، ويقال لقعه بشر، ومقعه: رماه به، وفي الحديث: فلقعه ببعرة أي: رماه بها.

ولقع فلانا بعينه: أصابه بها، ومنه حديث ابن مسعود، قال رجل عنده: إن فلانا لقع فرسك، فهو يدور كأنه في فلك أي:رماه بعينه، وأصابه بها، فأصابه دوار، وفي حديث سالم بن عبد الله بن عمر: أنه خرج من عند هشام، فأخذته قفقفة أي: رعدة: فقال: أظن الأحول لقعني بعينه أي: أصابني،يعني هشاما، وكان أحول، قال الجوهري قال أبو عبيد: ولم يسمع اللقع إلا في إصابة العين، وفي البعرة.

قلت: وقد صحفه العزيزي قال: لبعه ببعرة، بالباء الموحدة، وقد سبقت الإشارة إليه.

ولقعت الحية: لدغت، نقله الصاغاني.

والملقاع، بالكسر: المرأة الفاحشة في الكلام.

وقال ابن الأعرابي اللقاع كشداد: الذباب زاد غيره: الأخضر الذي يلسع الناس، واحدته لقاعة، وأنشد الأزهري:

إذا غرد اللقاع فيها لعـنـتـر      بمغدون مستأسد النبت ذي خبر قال: العنتر ذباب أخضر، والخبر: السدر البري وقال ابن شميل: لقعه أخذه الشيء بمتك أنفه من عسل وغيره.

واللقاع ككتاب: الكساء الغليظ نقله الليث، قال الأزهري: وهذا تصحيف، والصواب بالفاء، وقد ذكر.

ولقاع، كغراب: ع قال بشر ابن أبي خازم:

صفحة : 5528

عفا رسم برامة فالتلاع      فكثبان الجفير إلى لقاع أو هو تصحيف، والصواب بالفاء نبه عليه الصاغاني ولو قال: وصوابهما بالفاء لكان أخصر وأجمع بين قولي الأزهري والصاغاني واللقعة كهمزة: من يلقع، أي: يرمي بالكلام ولا شيء عنده وراء ذلك الكلام، قاله أبو عبيدة، ونصه: وراء الكلام.

والتلقاع والتلقاعة، مكسورتي اللام مشددتي القاف: الكثير الكلام، أو العيبة، ولا نظير للأخير إلا تكلامة، وامرأة تلقامة كذلك.

واللقاعة كرمانة: الأحمق.

وقيل: الملقب للناس بأفحش الألقاب كالتلقاعة فيهما أي في الحمق والتلقيب، كما هو المفهوم من عبارة العباب، فعلى هذا كان الأولى أن يقول: والملقب للناس بواو العطف، كما فعله الصاغاني.

وقال الليث: التلقاعة: الرجل الداهية الذي يتلقع بالكلام، أي: يرمي به رميا وقال غيره: هو الداهية المتفصح.

وقيل: هو الحاضر الجواب، وهذا نقله الجوهري وقيل: الظريف اللبق، وقيل: هو الكثير الكلام وأنشد الليث:

فباتت يمنيها الربيع وصوبه       وتنظر من لقاعة ذي تكاذب وأنشد غيره لأبي جهيمة الذهلي:

لقد لاع مما كان بيني وبـينـه     وحدث عن لقاعة، وهو كاذب ويقال في كلامه لقاعات، بالضم مشددة: إذا تكلم بأقصى حلقه كما في العباب.

والتقع لونه مجهولا: ذهب وتغير، عن اللحياني كما في الصحاح وكذا التفع، وامتقع، والتمع، ونطع، وانتطع، واستنطع، كله بمعنى واحد.

ولاقعني بالكلام، فلقعته أي: غالبني به فغلبته، قاله اللحياني.

وقال أبو عبيدة امرأة ملقعة، كمكنسة: فحاشة في الكلام، وأنشد:

وإن تكلمت فكوني ملقعه ومما يستدرك عليه: لقعه لقعا: عابه، بالموحدة، نقله ابن بري.

ورجل لقاع كرمان، ولقاعة: يصيب مواقع الكلام.

واللقاع، كغراب الذباب، لغة في اللقاع كشداد، واحدته لقاعة، كما في اللسان.

وتلقع بالكلام: رمى به.

ل-ك-ع
اللكع، كصرد: اللئيم، نقله الجوهري وهو قول أبي عمرو.

وقيل: هو العبد وهو قول أبي عبيد، زاد الجوهري الذليل النفس.

وقيل: هو الأحمق قاله ابن دريد.

وقال الأصمعي: اللكع: من لا يتجه لمنطق ولا غيره، وهو العيي.

وقيل: اللكع: المهر.

ويقال للصبي الصغير أيضا لكع، ومنه حديث أبي هريرة: أثم لكع يعني الحسن أو الحسين رضي الله عنهما، كما في الصحاح وقال ابن الأثير: فإن أطلق على الكبير أريد به الصغير في العلم والعقل، ومنه حديث الحسن: قال لرجل: يا لكع يريد يا صغيرا في العلم، وقال الأزهري: القول قول الأصمعي، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت فاطمة، رضي الله عنها، فقال: أين لكع? أراد الحسن، وهو الصغير، أراد أنه لصغره لا يتجه لمنطق، وما يصلحه، ولم يرد أنه لئيم أو عبد.

وفي حديث آخر: يأتي زمان يكون أسعد الناس فيه لكع بن لكع قيل: أراد اللئيم، وقيل: الوسخ، وسئل عنه بلال بن جرير فقال: هو في لغتنا الصغير، وقال الليث: اللكع: أصله وسخ القلفة، ثم جعل للذي لا يبين الكلام.

صفحة : 5529

ويقال وفي الصحاح وتقول في النداء: يا لكع، وللاثنين: يا ذوي لكع ولا يصرف لكع في المعرفة، لأنه معدول من ألكع.

وقال أبو عبيدة: يقال للفرس الذكر: لكع، وللأنثى لكعة، وهذا ينصرف في المعرفة، لأنه ليس كذلك، وفي الصحاح ليس ذلك، المعدول الذي يقال للمؤنث منه: لكاع، وإنما هو كصرد ونغر، ونقل ابن بري عن الفراء قال: قالوا في النداء للرجل: يا لكع، وللمرأة يا لكاع، وللاثنين: يا ذوي لكع، وقد لكع لكاعة، وزعم سيبويه أنهما لا يستعملان إلا في النداء، قال: ولا يصرف لكاع في المعرفة، لأنه معدول من لكع.

ولكع عليه الوسخ، كفرح: لصق به ولزمه، نقله الجوهري عن الأصمعي، وكذلك: لكث ولكد.

وقال الليث لكع فلان لكعا، ولكاعة: لؤم هكذا في العباب، وضبط في الصحاح لكع لكاعة، ككرم كرامة، وهو ألكع لكع، وملكعان، الثاني كصرد، كذا هو نص الليث، وفي النسخ: ألكع، ولكع، وملكعان، وأنشد ابن بري في الملكعان:

إذا هوذية ولدت غلاما     لسدري فذلك ملكعان وفي حديث: إنا أهل البيت لا يحبنا ألكع.

قال الليث: وبعض يقول في النداء وغيره: هو ملكعان وهي ملكعانة بالهاء، أو لا يقال: ملكعان إلا في النداء، يقال يا ملكعان يا مخبثان يا محمقان يا مرقعان يا ملأمان، نقله الليث عن بعض النحويين، ومنه قول الحسن لرجل: يا ملكعان لم رددت شهادة هذا? قيل: أراد حداثة سنه، أو صغره في العلم، والميم والنون زائدتان.

وامرأة لكاع، كقطام: لئيمة قال الشاعر:

عليك بأمر نفسك يا لكاع      فما من كان مرعيا كراع وأنشد الجوهري للشاعر، وهو الحطيئة وفي اللسان: قال أبو الغريب النصري:

أطوف ما أطوف ثم آوي     إلى بيت قعيدته لكـاع وفي حديث ابن عمر أنه قال لمولاة له أرادت الخروج من المدينة: اقعدي لكاع.

واللكوع، واللكيع، كصبور، وأمير: اللئيم الدنئ، والأحمق، قال رؤبة:

لا أبتغي فضل امرئ لكوع
جعد اليدين لحز منوع

وأنشد الصاغاني:

فأنت الفتى ما دام في الزهر الندى     وأنت إذا اشتد الزمـان لـكـوع وبنو اللكيعة، كسفينة: قوم، نقله الجوهري وأنشد لعلي ابن عبد الله بن عباس:

هم حفظوا ذماري يوم جاءت     كتائب مسرف وبني اللكيعه أراد بمسرف مسلم بن عقبة المري، صاحب وقعة الحرة.
وقال ابن الأعرابي الملاكيع: ما يخرج من البطن مع الولد من سخد وصاءة وغيرهما.

واللكع، كالمنع: اللسع نقله الجوهري. يقال لكعته العقرب تلكعه لكعا، وأنشد الجوهري:

إذا مس دبره لكعا قلت: هو لذي الإصبع العدواني، وصدره:

إما ترى نبله فخشرم خشاء يعني نصل السهم، ووجد في هامش الصحاح بخط أبي سهل بالحمرة صدره:

نبله صيغة كخشرم خشاء وهو سهو.

واللكع: الأكل والشرب، كما في العباب.

واللكع: النهز في الرضاع، نقله الجوهري.

وقال ابن عباد: اللكع بالكسر: القصير، قال أبو الربيس الثعلبي:

صفحة : 5530

يرى البخل بالمعروف كسبا وكسعه      أولات الذرى بالغبر لكع كنـاتـر واللكاع كغراب: فرس ذي اللبدة زيد بن عباس بن عامر، كما في التكملة.

ومما يستدرك عليه: اللعك، كصرد: الجحش الراضع، قاله نوح بن جرير حين سئل عن الحديث الذي تقدم، قال: نحن أرباب الحمر، نحن أعلم به.

واللكيعة: الأمة اللئيمة، كاللكعاء.

ورجل لكوع، كصبور: ذليل عبد النفس ورجل لكاع، كسحاب: لئيم، ومنه حديث سعد: أرأيت إن دخل رجل بيته، فرأى لكاعا قد تفخذ امرأته، أفيذهب فيحضر أربعة شهداء جعل لكاعا صفة للرجل نعتا على فعال، قال ابن الأثير: فلعله أراد لكعا فحرف.

والألاكع: جمع الألكع، وقيل: جمع الجمع، قال الراجز:

فأقبلت حمرهم هوابعا
في السكتين تحمل الألاكعا

كسره تكسير الأسماء حين غلب ونقل ابن بري عن الفراء قال: تثنية لكاع وجمعه أن يقول: يا ذواتي لكيعة أقبلا، ويا ذوات لكيعة أقبلن.

وقال أبو نهشل: يقال:هو لكع لاكع للضيق الصدر، القليل الغناء، الذي تؤخره الرجال عن أمورها، فلا يكون له موقع.


وقال ابن شميل: يقال للرجل إذا كان خبيث الفعال شحيحا قليل الخير: إنه للكوع.

واللكع، كصرد: الذي لا يبين الكلام.

ولكع الرجل: أسمعه ما لا يجمل، على المثل، عن الهجري.

وقال أبو عبيدة: إذا سقطت أضراس الفرس فهو لكع، وإذا سقط فمه فهو الألكع.

واللكاعة بالضم شوكة تحتطب، لها سويقة قدر الشبر، لينة كأنها سير، ولها فروع مملوءة شوكا، وفي خلال الشوك وريقة لا بال بها، تنقبض ثم يبقى الشوك، فإذا جفت ابيضت،كما في اللسان.

ل-م-ع
لمع البرق، كمنع: لمعا، بالفتح، ولمعانا، محركة، أي: أضاء، كالتمع، وكذلك الصبح، يقال برق لامع وملتمع، وكأنه لمع برق، وبرق لماع، كشداد، وبرق لمع ولوامع.

وقال ابن بزرد: لمع بالشيء لمعا: ذهب به، قال ابن مقبل:

عيثى بلب ابنة المكتوم إذ لمعت      بالراكبين على نعوان أن يقفـا عيثى بمنزلة: عجبا ومرحى.

ومن المجاز لمع الرجل بيده: أشار وكذا بثوبه وسيفه، وكذلك ألمع، ولمعض أعلى، وقيل: أشار للإنذار، وهو: أن يرفعه ويحركه، ليراه غيره، فيجئ إليه، قال الأعشى:

حتى إذا لمع الدليل بـثـوبـه      سقيت وصب رواتها وأوشالها وقد لا يحتاج إلى ذكر اليد، ومنه حديث زينب: رآها تلمع من وراء حجاب أي: تشير بيدها.

ومن المجاز: لمع الطائر بجناحيه لمعا: حركهما في طيرانه، وخفق بهما، ومنه حديث لقمان بن عاد: إن أر مطمعي فحدو تلمعن، وإلا أر مطمعي فوقاع بصلع وأراد بالحدو الحدأة بلغة أهل مكة.

ولمع فلان الباب: أي: برز منه، قاله شمر، وأنشد:

حتى إذا عن كان في التلمس
أفلته الله بشـق الأنـفـس
فلمع الباب رثيم المعطـس

عن بمعنى أن.

واللماعة، مشددة: العقاب، نقله الجوهري.

واللماعة: الفلاة، نقله الجوهري زاد الصاغاني التي يلمع فيها السراب، ونص ابن بري: التي تلمع بالسراب، ومنه قول بن أحمر:

صفحة : 5531

كم دون ليلى من تنوفية     لماعة ينذر فيها النذر واللماعة: يافوخ الصبي ما دام لينا، كاللامعة، كما في العباب، والجمع اللوامع، فإذا اشتد وعاد عظما فيافوخ، كما في اللسان.

وقال الليث: اليلمع: اسم البرق الخلب الذي لا يمطر من السحاب، ومن ثم قالوا أكذب من يلمع.

واليلمع: السراب للمعانه، ويشبه به الكذاب، وفي الصحاح الكذوب وأنشد للشاعر:

إذا ما شكوت الحب كيما تثيبني      فودي قالت إنما أنت يلـمـع والألمع والألمعي، واليلمعي، الأخيران نقلهما الجوهري ونقل الصاغاني الأول عن أبي عبيد، وزاد صاحب اللسان اليلمع: الذكي المتوقد، كما في الصحاح وزاد غيره: الحديد اللسان والقلب، وقيل: هو الداهي الذي يتظنن الأمور فلا يخطئ، وقال الأزهري: الألمعي: الخفيف الظريف، وقال غيره: هو الذي إذا لمع له أول الأمر عرف آخره، يكتفي بظنه دون يقينه، مأخوذ من اللمع، وهو الإشارة الخفية والنظر الخفي،وأنشد لأوس بن حجر كما في الصحاح والتهذيب ويروى لبشر بن ابي خازم يرثي فضالة بن كلدة كما في العباب:

إن الذي جمع السماحة وال      نجدة والبر والتقى جمعـا
الألمعي الذي يظن بك الظ     ن كأن قد رأى وقد سمعا

قال الجوهري: نصب الألمعي بفعل متقدم، وفي العباب: يرفع الألمعي بخبر إن، وينصب نعتا للذي جمع ويكون خب{ إن بعد خمسة أبيات:

أودى فلا تنفع الإشاحة من أم     ر لمن قد يحاول البـدعـا وشاهد الأخير قول طرفة أنشده الأصمعي:

وكائن ترى من يلمعي محظرب      وليس له عند العـزائم جـول قلت: وأما شاهد الأول فقول متمم ابن نويرة، رضي الله عنه:

وغيرني ما غال قيسا ومالكا      وعمرا وجزءا بالمشقر ألمعا قال أبو عبيدة فيما نقل عنه أبو عدنان: يقال: هو الألمع، بمعنى الألمعي، قال: وأراد متمم بقوله ألمعا أي جزءا الألمع، فحذف الألف واللام، وفي البيت وجوه أخر يأتي بيانها قريبا.

واليلامع من السلاح: ما برق، كالبيضة الدرع، واحدها اليلمع.

وحكى الأزهري عن الليث: قال: الألمعي واليلمعي: الكذاب مأخوذ من اليلمع، وهو السراب، قال الأزهري:ما علمت أحدا قال في تفسير اليلمعي من اللغويين ما قاله الليث، قال: وقد ذطرنا ما قاله الأئمة في الألمعي، وهو متقارب يصدق بعضه بعضا، قال: و الذي قاله الليث باطل، لأنه على تفسيره ذم، والعرب لا تضع الألمعي إلا في موضع المدح، وقال غيره: الألمعي واليلمعي: هو الملاذ، وهو الذي يخلط الصدق بالكذب.

واللمعة بالضم قطعة من النبت إذا أخذت في اليبس نقله الجوهري وهو مجاز، ج: لماع، ككتاب، ونقل عن ابن السكيت قال: لمعة قد أحشت، أي: قد أمكنت لأن تحش، وذلك إذا يبست واللمعة: الموضع الذي يكثر فيه الخلى، ولا يقال لها لمعة حتى تبيض، وقيل: لا تكون اللمعة إلا من الطريفة والصليان إذا يبسا، تقول العرب: وقعنا في لمعة من نصي وصليان، أي: في بقعة منها ذات وضح، لما نبت فيها من النصي، وتجمع لمعا.

صفحة : 5532

واللمعة: الجماعة من الناس، الجمع لمع، ولماع، قال القطامي:

زان الجاهلي كل حـي      أبرنا من فصيلتهم لماعا واللمعة في غير هذا: الموضع: الذي لا يصيبه الماء في الوضوء أو الغسل، وهو مجاز، ومنه الحديث: أنه اغتسل فرأى لمعة بمنكبه، فدلكها بشعره أراد بقعة يسيرة من جسده، لم ينلها الماء، وهي في الأصل قطعة من النبت إذا أخذت في اليبس، وفي حديث الحيض: فرأى به لمعة من دم.

ومن المجاز اللمعة البلغة من العيش يكتفى به.

واللمعة من الجسد: نعمته، وبريق لونه، قال عدي بن زيد العبادي:

تكذب الأنفس لمعتها       وتحور بعد آثـارا ومن المجاز: ملمعا الطائر، بالكسر: جناحاه، يقال: خفق بملمعيه، قال حميد بن ثور رضي الله عنه:

لها ملمعان إذا أوغفـا      يحثان جؤجؤها بالوحي أوغفا: أسرعا، والوحى: الصوت، أراد حفيف جناحيها.

وألمع الفرس والأتان، وأطباء اللبؤة: إذا أشرف هكذا بالفاء في سائر النسخ والصواب بالقاف، أي أشرق ضرعها للحمل واسودت الحلمتان باللبن، قال الأصمعي: إذا استبان حمل الأتان وصار في ضرعها لمع سواد فهي ملمع، وقال في كتاب الخيل: إذا أشرق ضرع الفرس للحمل قيل: ألمعت، قال: ويقال ذلك لكل حافر، وللسباع أيضا وقال الأزهري: الإلماع في ذوات المخلب والحافر: إشراق الضرع، واسوداد الحلمة باللبن للحمل، وأنشد الصاغاني للبيد رضي الله عنه:

أو ملمع وسقت لأحقب لاحـه    طر الفحول وضربها وكدامها وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه:

فكأنها بعد الكلالة والسرى     علج تغالبه قذور ملمـع القذور: الأتان السيئة الخلق.

وقال الليث: ألمعت الشاة بذنبها، فهي ملمعة وملمع: رفعته ليعلم أنها قد لقحت.

قال: وألمعت الأنثى: إذا تحرك الولد في بطنها، قوله: والأنثى، ليس في عبارة الليث، وإنما ساق هذه العبارة بعد قوله: ألمعت الناقة بذنبها، وهي ملمع: رفعته فعلم أنها لاقح، وهي تلمع إلماعا: إذا حملت، ثم قال: وألمعت، وهي ملمع أيضا: تحرك ولدها في بطنها، ولمع ضرعها لون عند نزول الدرة فيه،و كأنه فر من إنكار الأزهري على الليث، حيث قال لم أسمع الإلماع في الناقة لغير الليث، إنما يقال للناقة: مضرع، ومرمد، ومرد، فقوله: ألمعت بذنبها شاذ، وكلام العرب: شالت الناقة بذنبها بعد لقاحها، وشمذت، واكبارت، فإن فعلت ذلك من غير حبل قيل: قد أبرقت فهي مبرق، وقد أشار إلى مثل الصاغاني في التكملة، وذكر إنكار الأزهري، وكذلك صاحب اللسان، وأما في العباب فسكت عليه، وليس فيه أيضا لفظ الأنثى، وعلى كل حال فكلام المصنف لا يخلو عن نظر خفي يتأمل فيه.

وقال أبو عمرو: ألمع بالشيء وألمأ به، وكذا: ألمعض عليه: إذا اختلسه، وقال ابن بزرج: سرقه، وقال غيره: ألمع بما في الإناء من الطعام والشراب: ذهب به، وبه فسر أيضا قول متمم بن نويرة السابق:

بالمشقر ألمعا

صفحة : 5533

يعني ذهب بهما الدهر، والألف للإطلاق، وقيل: المعا أراد: اللذين معا، وهو قول أبي عمرو، وحكي عن الكسائي أنه قال: أراد معا، فأدخل الألف واللام، وكذلك حكى محمدث بن حبيب عن خالد بن كلثوم.

كالتمعه وتلمعه يقال: التمعنا القوم، أي: ذهبنا بهم، ومنه قول ابن مسعود لرجل شخص بصره إلى السماء في الصلاة: ما يدري هذا لعل بصره سيلتمع قبل أن يرجع إليه أي: يختلس ويختطف بسرعة، وشاهد الأخير قول لقمان بن عاد الذي تقدم في إحدى الروايتين فحدو، تلمع أي تختطف في انقضاضها.

وألمعت البلاد: صارت فيها لمعة من النبت، وذلك حين كثر كلؤها، واختلط كلأ عام أول بكلإ العام، نقله ابن السكيت.

والتلميع في الخيل: أن يكون في الجسد بقع تخالف سائر لونه، فإذا كان فيه استطالة فهو مولع، كما في الصحاح وقد يكون التلميع في الحجر والثوب، يتلون ألوانا شتى يقال: حجر ملمع، وثوب ملمع.

ومما يستدرك عليه: اللموع بالضم واللميع كأمير، والتلماع كتكلام، والتلمع: الإضاءة، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

وأعقب تلماعا بزأر كأنه      تهدم طود صخره يتكلل وأرض ملمعة، كمحسنة، ومحدثة، ومعظمة: يلمع فيها السراب، وقد ألمعت، ولمعت.

وخد ملمع، كمكرم: صقيل.

وألمع إلماعا: أشار بيده، وألمعت المرأة بسوارها كذلك.

وألمع الضرع، وتلمع: تلون ألوانا عند نزول الدرة فيه، وهو مجاز.

واللمعة السوداء:بالضم حول حلمة الثدي خلقة.

وقيل: اللمعة: البقعة من السواد خالصة، وقيل: كل لون خالف لونا لمعة وتلميع،وشيء ملمع: ذو لمع، قال لبيد:

مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه
وإن استه من برص ملمعه

واللماعة مشددة: الشام، وهو في حديث عمر رضي الله عنه قاله لعمرو بن حريث حين أراد الشام: أما إنها ضاحية قومك، وهي اللماعة بالركبان قال شمر: سألت السلمي والتميمي عنها، فقالا جميعا: اللماعة بالركبان: تلمع بهم، أي: تدعوهم إليها وتطبيهم.

واللمع: الطرح والرمي.

وعقاب لموع: سريعة الاختطاف.

والتمع لونه، مجهولا: ذهب وتغير، نقله الجوهري وحكى يعقوب في المبدل: التمع معلوما، قال: يقال للرجل إذا فزع من شيء، أو غضب، أو حزن فتغير لذلك لونه: قد التمع، وأنشد الصاغاني لمالك بن عمرو التنوخي:

ينظر في أوجه الركاب فما       يعرف شيئا فاللون ملتمع واللوامع: الكبد، قال رؤبة:

يدعن من تخريقه اللوامعا
أوهية لا يبتغين راقعا

ويقال: ذهبت نفسه لماعا، أي: قطعة قطعة، قال مقاس:

بعيش صالح ما دمت فيكم       وعيش المرء يهبطه لماعا ولماع، ككتاب: فرس عباد بن بشير، أحد بني حارثة، شهد عليه يوم السرح.

واليلمع: اليلمعي، وهو الفراس.

ويقال: ما بالدار لامع: أي: أحد، وهو مجاز.

ومن المجاز: لمع الزمام: خفق لمعانا وزمام لامع ولموع.

وتلمعت السنة، كما قيل: عام أبقع، وهو مجاز.

واللمعية، بضم ففتح: من مخاليف الطائف، نقله ياقوت.
ل-و-ع

صفحة : 5534

اللوعة: حرقة في القلب، وألم يجده الإنسان من حب أو هم أو مرض أو حزن، أو نحو ذلك.

وقد لاعه الحب: أمرضه يلوعه لوعا، فلاع يلاع.

ويقال: أتان لاعة الفؤاد إلى جحشها قال الأصمعي: أي: لائعته، وهي التي كأنها ولهى فزعى وأنشد للأعشى:

ملمع لاعة الفؤاد إلى جـح         ش فلاه عنها، فبئس الفالي يقال: لعت، وأنت لائع، كبعت وأنت بائع.

وعدن لاعة: ة، باليمن وهي غير عدن أبين، ولاعة هذه: د، في جبل صبر، وعدن هذه ة قرية لطيفة تضاف إليها وسيأتي في النون إن شاء الله تعالى.

ولاع يلاع ويلوع، وهذه عن ابن القطاع، لوعة: جزع أو مرض، وهو لاع، وهم لاعون، ولاعة، وألواع.

ورجل هاع لاع: جبان جزوع، كهائع لائع أو حريص سيئ الخلق، وقد لاع لوعا، ولووعا قلت: الذي في الصحاح رجل هاع لاع، أي: جبان جزوع، وقد لاع يليع، وحكى ابن السكيت: لعت ألاع، وهعت أهاع، وامرأة هاعة لاعة، ورجل هائع لائع، وفي المحكم: رجل لاع، ولاع: حريص سيئ الخلق، جزوع على الجوع وغيره، وقيل: هو الذي يجوع قبل اصحابه، وجمع اللاع: ألواع، ولاعون، وامرأة لاعة، وقد لعت لوعا ولاعا، ولووعا، كجزعت جزعا، حكاه سيبويه، وقال مرة: لعت وأنت لائع، كبعت وأنت بائع، فوزن لعت على الأول: فعلت ووزنه على الثاني: فعلت.

ورجل هاع لاع، فهاع: جزوع، ولاع: موجع، هذه حكاية أهل اللغة، والصحيح: متوجع، ليعبر عن فاعل بفاعل، وليس لاع بإتباع، لما تقدم في قولهم: رجل لاع دون هاع، فلو كان إتباعا لم يقولوه إلا مع هاع، قال ابن بري: الذي حكاه سيبويه: لعت ألاع، فهو لاع ولائع ولاع عنده أكثر، وأنشد أبو زيد لمرداس بن حصين:

ولا فرح بخـير إن أتـاه      ولا جزع من الحدثان لاع وقال ابن بزرج: يقال: لاع يلاع ليعا، من الضجر والجزع والحزن، وهي اللوعة.

وقال ابن الأعرابي لاع يلاع لوعة: إذا جزع أو مرض، ورجل هاع لاع، وهائع لائع: إذا كان جبانا ضعيفا.

وقد يقال: لاعني الهم والحزن، فالتعت التياعا، ويقال: لا تلع، أي: لا تضجر.

وقال الليث: رجل هاع لاع، أي: حريص سيئ الخلق، والفعل منه لاع يلوع لوعا ولووعا، والجمع الألواع واللاعون.

وقال ابنث القطاع: في تهذيب الأفعال: لاع، يلاع ويليع ويلوع، لوعا ولاعة: جبن، وعن الشيء كذلك، وأيضا ساء خلقه.
ولاع يلاع لوعة: ولاعه الهم والحزن، لوعا ولوعة: أحرقه.

ولاع الرجل: جاع.

وفي التهذيب في ترجمة هوع: هعت أهاع، ولعت ألاع، هيعانا وليعانا: إذا ضجرت، وقال عدي:

إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع       وقل مثل ما قالوا، ولا تتزنـد وبما أوردنا من نصوص الأئمة يظهر لك ما في عبارة المصنف من القصور، وما نسبه إلى ابن القطاع لم يتفرد به، فتأمل.

قال الليث: والمرأة اللاعة قد اختلف فيها، قال أبو الدقيش: هي اللعة، وقد تقدم ذكرها، وهي التي تغازلك ولا تمكنك، وقال أبو خيرة:هي اللاعة بهذا المعنى.

وقال ابن الأعرابي: اللاعة: المرأة الحديدة الفؤاد الشهمة.

وقال غيره: اللاعة واللعة: هي المليحة تديم نظرك إليها من جمالها، وقيل: مليحة بعيدة من الريبة.

صفحة : 5535

ولاعته الشمس ولاحته: غيرت لونه: كألاعته.

واللوعة واللعوة على القلب: السواد حول حلمة ثدي المرأة، وقال الأزهري: هما لثغتان، وقال ابن الأعرابي ألواع الثدي: جمع لوع، وهو: السواد الذي على الثدي، وقال زياد الأعجم:

كذبت لم تغذها سوداء مقرفة     بلوع ثدي كأنف الكلب دماع كاللولع، كجوهر، وهذه عن ابن عباد.

وقد ألاع ثديها وألعى: إذا تغير الأولى عن ابن عباد، والثانية عن الأزهري.

والالتياع: الاحتراق من الهم، كما في العباب، وفي الصحاح: من الشوق.

قلت: وهو مطاوع لاعه فالتاع.

ومما يستدرك عليه: اللاعة: ما يجده الإنسان لولده أو حميمه من الحرقة وشدة الحب، ومنه حديث ابن مسعود: إني لأجد له من اللاعة ما أجد لولدي.

ولاع الرجل يلاع: احترق فؤاده من هم أو شوق، وقد لاعه الشوق.

ولوعه تلويعا، فهو ملوع، وهذه عامية.

ل-ه-ع
اللهيعة كشريعة: الغفلة كاللهاعة، كسحابة.

واللهيعة: الكسل والفترة، يقال: في فلان لهيعة، أي: توان في البيع والشراء حتى يغبن ، عن الأعرابي.

وأبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان الحضرمي، وقيل: الغافقي قاضي مصر، محدث وقد تقدم ذكره أيضا في ف-ر-ع وثق، وفي العباب: تكلموا فيه.

قلت: وأورده الذهبي في ديوان الضعفاء، وقال: ولكن حديث ابن وهب، وابن المبارك، وأبي عبد الرحمن المقرئ عنه أحسن وأجود، وبعضهم يصحح روايته عنه. انتهى.

وقريبه عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة المصري: محدث، روى عن خالد بن كلثوم وغيره.

وقال الليث: اللهع، ككتف الرجل المسترسل إلى كل أحد، وقد لهع، كفرح لهعا ولهاعة، وبه سمي الرجل لهيعة.

واللهع، محركة: التشدق في الكلام مثل التبلتع، وقيل: هو قلب الهلع، قيل: وبه سمي الرجل.

وقال الأصمعي: تلهيع في كلامه: إذا أفرط وتبلتع ودخل معبد بن طوق العنبري على أمير، فأحسن، فلما جلس تلهيع في كلامه، فقال له: يا معبد ما أظرفك قائما، وأموقك جالسا: قال إني إذا قمت جددت، وإذا جلست هزلت.

ومما يستدرك عليه: رجل لهع، محركة، ولهيع كأمير: مسترسل إلى كل أحد، وقد لهع كفرح، كما في العين.


واللهيع أيضا: الحديد في مضيه، نقله الصاغاني عن الليث.

ل-ي-ع
الليع، بالكسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، ولذا كتبه بالحمرة تقليدا للصاغاني، والجوهري قد أشار إلى هذا الحرف في ل-و-ع حيث قال: وقد لاع يليع، فأشار إلى أنه واوي ويائي، وتبعه صاحب اللسان في عدم إفراده له في تركيب على حدة، وهو: اسم ع، وفي الروض للسهيلي: اسم طريق، قال: وأنشد قاسم بن ثابت:

كأنهن إذ وردن ليعا
نواحة مجتابة صديعا

وليعة الجوع، بالفتح: حرقته كاللوعة، يقال: لاعه الجوع لوعة، وليعة، أي: أحرقه.

وقال الأزهري في ترجمة هوع: لعت بالكسر، ليعانا، وهعت هيعانا: ضجرت، ألاع وأهاع، هكذا نصه، وهو يدل على أن الحرف واوي، وأن أصله لوعان وهوعان، ويشهد له أيضا قول ابن بزرج الذي سبق ذكره في ل-و-ع.

صفحة : 5536

والملياع بالكسر: السريعة العطش من الإبل أو التي تقدم الإبل سابقة، ثم ترجع إليها، هكذا هو في العباب، وأصله ملواع من اللوع، كمسياع من السوع.

وريح لياع، بالكسر: شديدة أو حارة، وهذا أيضا أصله لواع كلياذ، من لاذ يلوذ.

وإيراد هذه الأحرف في هذا التركيب إنما قلد فيه الصاغاني وفيه تأمل.