الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الحادي والعشرون: فصل الميم مع العين

فصل الميم مع العين

م-ت-ع
متع النهار، كمنع يمتع متوعا، بالضم : ارتفع وطال، كما في الصحاح، زاد غيره: وامتد وتعالى، وهو مجاز، كما صرح به الزمخشري، وأنشد الصاغاني لسويد اليشكري:

يسبح الآل على أعلامهـا     وعلى البيد إذا اليومث متع وهكذا أنشده ابن بري أيضا وأنشد الليث:

وأدركنا بها حكم بن عمرو     وقد متع النهار بنا فزالا وقيل: متع النهار متوعا: إذا ارتفع غاية الارتفاع، وهو ما قبل الزوال، كما في الأساس.

ومن المجاز متع الضحى وتلع: بلغ آخر غايته، وهو عند الضحى الأكبر، يقال جئته وقت الضحى الماتع، وهو الأكبر، أو متع الضحى متوعا: ترجل وبلغ الغاية، وذلك عند أول الضحى، ومنه حديث ابن عباس: أنه كان يفتي الناس حتى إذا متع الضحى وسئم.....

ومن المجاز متع بفلان متعا بالفتح، ويضم أي: كاذبه.

ومن المجاز: متع السراب، متوعا: ارتفع في أول النهارز ومن المجاز: متع الحبل متوعا،أي: أشتد وذلك إذا جاد فتله.
ومن المجاز: متع النبيذ متوعا: إذا اشتدت حمرته، يقال: نبيذ:ماتع، وكذلك خل ماتع، أي: شديدان في الحمرة، وذلك إذا بلغا.

ومن المجاز: متع الرجل متوعا: جاد وظرف، وكمل في خصال الخير، كمتع، ككرم.

ومن المجاز: متع بالشيء متعا، بالفتح: وعليه اقتصر الجوهري ومتعة بالضم، أي:ذهب به، يقال: لئن اشتريت هذا الغلام لتمتعن منه بغلام صالح، أي: لتذهبن به، نقله الجوهري والزمخشري والصاغاني إلا أن في نص الجوهري لتمتعن بالتشديد، لأنه أورده بعد قوله: والمتاع أيضا: المنفعة وما تمتع به، وقد متع به يمتع متعا، يقال: لئن اشتريت إلى آخره، وأنشد للمشعث:

تمتع يا مثشعـث إن شـيئا      سبقت به الممات هو المتاع قال: وبهذا البيت سمي مشعثا.

والماتع: الطويل من كل شيء، وقد متع الشيء متوعا، كما في الصحاح يقال: جبل ماتع، أي: طويل مرتفع، ونخلة ماتعة، وفي حديث كعب والدجال: يسخر معه جبل ماتع، خلاطه ثريد أي: شاهق.

ومن المجاز الماتع: الجيد البالغ في الجودة من كل شيء، قاله أبو عمرو، وأنشد:

خذه فقد أعطيتـه جـيدا       قد أحكمت صنعته ماتعا والماتع: الفاضل المرتفع من الموازين، أو الراجح الزائد، وفي بعض النسخ: والراجح ومنه قول النابغة الذبياني:

إلى خير دين نسكه قد علمته      وميزانه في سورة البر ماتع قال الجوهري: أي: راجح زائد.

قلت: وبه يفسر أيضا قول حسان، رضي الله عنه:

إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهـم       أو وازنوا أهل مجد بالندى متعوا أي: فضلوا، وارتفعوا، أو رجحوا وزادوا.

صفحة : 5537

والماتع: الجيد الفتل من الحبال والماتع: الشديد الحمرة من النبيذ والخل، وقد متع متوعا في كل ذلك.

وماتع، بلا لام: والد كعب الحبر، وقد تقدم ذكره في حبر والمتاع: المنفعة ومنه حديث ابن الأكوع: قالوا يا رسول الله، لولا متعتنا به أي تركتنا ننتفع به، وبه فسرت الآية ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم جاء في التفسير أنه عنى بها الخرابات التي يدخلها أبناء السبيل للانتفاص من بول أو خلاء، ومعنى قوله عز وجل: فيها متاع لكم أي منفعة لكم، تقضون فيها حوائجكم مستترين عن الأبصار ورؤية الناس، فذلك المتاع، والله أعلم بما أراد.
والمتاع: السلعة.

والمتاع: الأداة، ومنه الحديث: أنه حرم شجر المدينة ورخص في الهش، ومتاع الناضح أراد أداة البعير التي تؤخذ من الشجر.

والمتاع: كل ما تمتعت به، كذا في الصحاح زاد غيره: من الحوائج ونص الليث: المتاع: ما يستمتع به الإنسان في حوائجه، وقال الأزهري: المتاع في الأصل: كل شيء ينتفع به، ويتبلغ به ويتزود، قال الليث: والدنيا متاع الغرور، أراد: إنما العيش متاع أيام، ثم يزول، أي: بقاء أيام ج: أمتعة، كما في العين.

وقوله تعالى: ابتغاء حلية أي: ذهب وفضة أو متاع أي: حديد وصفر ونحاس ورصاص كذا في العباب، وتبعه المصنف في البصائر.

والمتعة، بالضم والكسر اقتصر الجوهري على الضم، والكسر نقله الصاغاني في التكملة: اسم لتمتيع، كالمتاع، وفي العباب: المتعة، والمتاع: اسمان يقومان مقام المصدر الحقيقي وهو التمتيع، وهو في اللسان أيضا هكذا قال، ومنه قوله تعالى: متاعا إلى الحول غير إخراج أراد: متعوهن تمتيعا، فوضع متاعا موضع تمتيع، ولذلك عداه بإلى، أي: انفعوهن بما توصون به لهن من صلة تقوتهن إلى الحول.

ومن المجاز: المتعة، بالضم: أن تتزوج امرأة تتمتع بها أياما، ثم تخلي سبيلها، وكان ذلك بمكة حرسها الله تعالى ثلاثة أيام، حين حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم حرمها الله تعالى إلى يوم القيامة، كان الرجل يشارط المرأة شرطا على شيء بأجل معلوم، ويعطيها شيئا، فيستحل بذلك فرجها، ثم يخل سبيلها من غير تزويج ولا طلاق، كما في العباب.

وقال الزجاج،في قوله تعالى في سورة النساء: فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة هذه الآية قد غلط فيها قوم غلطا عظيما، لجهلهم باللغة، وذلك أنهم ذهبوا إلى قوله: فما استمتعتم به منهن من المتعة التي أجمع أهل العلم أنها حرام، وإنما معنى فما استمتعتم به منهن: فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى في الآية آية الإحصان: أن تبتغوا بأموالكم محصنين، أي: عاقدين التزويج، أي: فما استمتعتم به منهن على عقد التزويج الذي جرى ذكره آنفا: فآتوهن أجورهن، أي: مهورهن فريضة، فإن استمع بالدخول بها آتى المهر تاما، وإن استمتع بعقد النكاح آتى نصف المهر.

صفحة : 5538

قال الأزهري: فإن احتج محتج من الروافض بما يروى عن ابن عباس أنه كان يراها حلالا، وأنه كان يقرؤها: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فالثابت عندنا أن ابن عباس كان يراها حلالا، ثم لما وقف على نهي النبي صلى الله عليه وسلم رجع عن إحلالها.

ثم قال: وقد صح النهي عن المتعة الشرطية من جهات لو لم يكن فيه إلا ما روي عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، رضي الله عنه، ونهيه ابن عباس عنها لكان كافيا، وقد كان مباحا في أول الإسلام، ثم حرم، وهو الآن جائز عند الشيعة.
ومن المجاز أيضا: متعة الحج، وهو: أن تضم عمرة إلى حجك، وقد تمتعت وصورته: أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج، فإذا أحرم بالعمرة بعد إهلاله شوالا فقد صار متمتعا بالعمرة إلى الحج، وسمي به لأنه إذا قدم مكة، وطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، حل من عمرته وحلق رأسه، وذبح نسكه الواجب عليه لتمتعه، وحل له كل شيء كان حرم عليه في إحرامه من النساء والطيب، ثم ينشئ بعد ذلك إحراما جديدا للحج وقت نهوضه إلى منى، أو قبل ذلك، من غير أن يجب عليه الرجوع إلى الميقات الذي أنشأ منه عمرته، فذلك تمتعه بالعمرة إلى الحج، أي: انتفاعه وتبلغه بما انتفع به من حلق، وطيب، وتنظف، وقضاء تفث، وإلمام بأهله إن كانت معه، كذا في النهاية.

والمتعة: ما يتبلغ به من الزاد ويكسر فيهما أي:في الزاد وعمرة الحج ج: متع، كصرد، وعنب، فيه لف ونشر مرتب.

والمتعة: بالضم: الدلو، والسقاء والرشاء، لأن كلا من ذلك يتمتع به.

وقيل: المتعة الزاد القليل، والبلغة من العيش، لا يخفى أن هذا مع قوله قريبا: ما يتبلغ به تكرار، فتأمل، ويقول الرجل لصاحبه: ابغني متعة أعيش بها، أي أبغ لي شيئا آكله، أو زادا أتزوده، أو قوتا اقتاته.

ومن ذلك: المتعة: ما يتمتع به من الصيد والطعام، والجمع: متع، ومنه قول الأعشى يصف مهاة:

حتى إذا ذر قرن الشمس صبحها     من آل نبهان يبغي صحبه المتعا أي: صيدا يعيشون به، ويكسر في الثلاثة الأخيرة نقله الليث عن بعض، والجمع: متع، كعنب.

ومن المجاز: متعه المرأة: ما وصلت به بعد الطلاق، من ثوب أو طعام أو دراهم أو خادم، من غير أن يكون له لازما، ولكن سنة، وقدمتعها تمتيعا، وقوله تعالى: ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره أي: أعطوهن ما يستمتعن به، وليس بمعنى زودوهن المتع، قاله الأزهري.

وأمتعه الله بكذا: أبقاه ليتمتع به فيما يحب من الانتفاع به، والسرور بمكانه، وقيل: متعه الله، وأمتعه: أطال له الانتفاع به، وهو مجاز، وقرأ ابن عامر فأمتعه قليلا بالتخفيف، أي: أوخره وقوله تعالى: يمتعكم متاعا حسنا، أي: يبقكم بقاء في عافية إلى وقت وفاتكم، ولا يستأصلكم بالعذاب، وأنشأه بالشين المعجمة، وفي بعض النسخ بالسين المهملة، وهو صحيح أيضا أي: أخره إلى أن ينتهي شبابه، كمتعه تمتيعا.

وأمتع عنه: استغنى، حكاه أبو عمرو عن النميري، كما في الصحاح.

وأمتع بماله: تمتع وهو قول أبي زيد وأبي عمرو، ونص الأول: أمتعت بالشيء: تمتعت به، وأنشد الراعي:

صفحة : 5539

خليطين في شعبين شتى تجاورا     قديما، وكانا بالتفرق أمتـعـا وأنشد الثاني للراعي أيضا:

ولكنما أجدى وأمتع جـده      بفرق يخشيه بهجهج ناعقه أي: تمتع جده بفرق من الغنم، وخالفهما الأصمعي، وروى البيت الأول: وكانا للتفرق باللام يقول: ليس أحد يفارق صاحبه إلا أمتعه بشيء يذكره به، فكان ما أمتع كل واحد من هذين صاحبه أن فارقه، وروى البيت الثاني وأمتع جده بالنصب، أي: أمتع الله جده، كما في الصحاح كاستمتع وقال الفراء: استمتعوا يقول: رضوا بنصيبهم في الدنيا من أنصبائهم في الآخرة، قاله في تفسير قوله تعالى: فاستمتعتم بخلاقكم وقال الزجاج: في قوله تعالى: فما استمتعتم به منهن أي انتفعتم به من وطئهن.

ويقال: أمتع بالشيء، وتمتع به، واستمتع: دام له ما يستمد منه: قال أبو ذؤيب:

منايا يقربن الحتوف من أهلها       جهارا ويستمتعن بالأنس الجبل وقد تقدم شرحه في أ-ن-س.

والتمتيع: التطويل يقال: متع الشيء: طال، ومتعه غيره: طوله، نقله الجوهري وأنشد للبيد يصف نخلا نابتا على الماء حتى طال إلى السماء، فقال:

سحق يمتعها الصفا وسريه      عم نواعم بينهـن كـروم والصفا والسري: نهران بالبحرين، يسقيان نخيل هجر.

والتمتيع: التعمير، ومنه قوله تعالى: أفرأيت إن متعناهم سنين، أي: أطلنا أعمارهم، قاله ثعلب، وكذلك قوله تعالى: يمتعكم متاعا حسنا، أي يعمركم ومما يستدرك عليه: متاع المرأة: هنها.

ومتع النبات: طال.

والمطر يمتع الكلأ والشجر.

والمرأة تمتع صبيها، أي: تغذوه بالدر.

وخل ماتع: بالغ.

وهذه أمتعة فلان، وأماتعه: جمع الجمع، وحكى ابن الأعرابي أماتيع، فهو من باب أقاطيع.

والمتع، والمتع، بالضم والفتح: الكيد، الأخيرة عن كراع، والأولى أعلى، قال رؤبة:

من متع أعداء وحوض تهدمه. وأمتعني بفراقه: جعل متاعي فراقه، وهو مجاز.

وقول الفرزدق فيما أنشده المازني:

ومنا غداة الروع فتيان نجـدة      إذا متعت بعد الأكف الأشاجع فسره فقال: أي احمرت الأكف والأشاجع من الدم، وقال غيره: أي: ارتفعت.

م-ث-ع
المثع، محركة: مشية قبيحة للنساء، كالمثعاء، وهذه عن كتاب المجمل، كذا وقع في نسخة صحيحة، أو هذه سقطة لابن فارس، والصواب المثع بالتحريك لا غير ونقله الصاغاني في كتابيه ولم ينبه على أنه سقطة منه، وفي أفعال ابن القطاع: مثعت المرأة، وكل ماش، مثعا: مشت مشية قبيحة، وهي المثعاء، فقوله: وهي المثعاء يحتمل أن يكون راجعا إلى المشية، فيكون كما فهمه الصاغاني من نص من نص المجمل، أو إلى المرأة وهو أولى، فتأمل والفعل كفرح عن أبي عمرو، ومنع ونصر، كلاهما عن شمر، وأنشد للمعني:

كالضبع المثعاء عناها السدم
تحفر منه جانبـا وينـهـدم

قال: المثعاء: الضبع المنتنة، كما في اللسان والعباب.

م-ج-ع
المجيع، كأمير: ضرب من الطعام، وهو: تمر يعجن بلبن، نقله الجوهري

صفحة : 5540

وقيل: هو لبن يشرب على التمر، وذلك أن يحسو حسوة من اللبن.

ويلقم عليها تمرة، وفعله التمجع.

والمجمع، بالكسر، والمجعة، بالضم ويفتح، وفي بعض: النسخ: والمجمع بالفتح والكسر والأولى الصواب، و الذي في الصحاح: المجعة بالضم وكهمزة، ومثله في العباب، وأورده المصنف فيما بعد، وهذا محله، وأما الفتح الذي أورده فلم أر أحدا صرح به: الأحمق إذا جلس لم يكد يبرح من مكانه، قال حنظلة بن عرادة:

مجع خبيث يعاطي الكلب طعمته       فإن رأى غفلة من جاره ولجـا والمجع: الجاهل، نقله ابن بري، وهي مجعة بالكسر و بالضم ، وكهمزة، قال ابن سيده: وأرى أنه حكي فيه المجعة، مثال: عنبة، واقتصر الصاغاني وغيره على الكسر، وأما الضم و الذي بعده فإنما ذكروها في المذكر لا غير وفي حديث عمر بن عبد العزيز أنه دخل على سليمان بن عبد الملك فمازحه بكلمة، فقال: إياي وكلام المجعة، هكذا روي مثال عنبة، وهو جمع مجع، نحو قرد وقردة، وقال الزمخشري: ولو روي بالسكون لكان المراد إياي وكلام المرأة الغزلة الماجنة، قال الصاغاني: أو أردف المجع بالتاء للمبالغة، كقولهم في الهجاج: هجاجة.

وقد مجع، ككرم، مجعا، بالفتح، ومجع، كمنع، مجاعة: مجن هكذا في سائر النسخ، وفيه مخالفة لنصوص الأئمة من وجهين: الأول: فإن ابن بري نص في أماليه: مجع مجاعة، مثل: قبح قباحة.

والثاني: فإن الجوهري و الصاغاني وغيرهما قالوا: مجع، بالكسر، يمجع مجاعة: إذا تماجن، ولم يقل أحد في مصدر مجع بالضم مجعا بالفتح، ولا مجع كمنع، إنما هو مجع كفرح، فحق العبارة أن يقول: وقد مجع، ككرم وفرح مجاعة ومجعا فتأمل ذلك.

ومجع، كمنع، يمجع مجعا، ومجعة، وتمجع: أكل التمر اليابس باللبن معا، أو أكل التمر وشرب عليه اللبن يقال: هو لا يزال يتمجع، وفي حديث بعضهم: دخلت على رجل وهو يتمجع من ذلك.

والمجعة كالجلعة، زنة ومعنى، وهي المرأة القليلة الحياء، عن يعقوب، وقال غيره: وهي المتكملة بالفحش.

والمجاع كرمان: حسو رقيق من الماء والطحين، نقله الصاغاني.

والمجاعة بهاء: من يحب المجاعة، أي الخلاعة والمجون، وقد روي في حديث عمر بن عبد العزيز السابق: إياي وكلام المجاعة أي: التصريح بالرفث، ويقال: في نساء بني فلان مجاعة، أي: يصرحن بالرفث الذي يكنى عنه ويفتح.

والمجاعة أيضا: الكثير التمجيع، وهو الذي يحب المجيع، ويفتح، كالمجاع، كشداد.

وبلا لام: مجاعة بن مرارة بن سلمى اليمامي الحنفي الصحابي، رضي الله عنه، له ولأبيه وفادة، ولمجاعة حديث في سنده مجاهيل، وقال ابن العديم في تاريخ حلب وقيل: إنه من التابعين.

وابنه سراج، وابن ابنه هلال بن سراج: رويا روى هلال عن أبيه عن جده.

وفاته: مجاعة بن أبي مجاعة عن ابن لهيعة، واسم أبيه ثابت، ليس بثقة.

ومجاعة بن الزبير، عن أبان، ضعفه الدارقطني.

وذكر الليث: مجاعة بن سعر ولم يزد على ذلك، وهو رجل من العرب.

والمجاعة بالتخفيف: فضالة المجيع، كما في اللسان.

صفحة : 5541

وقال ابنث عباد: الماجعة: الزانية، ومنه قولهم في الشتم: يا ابن الماجعة.

قال: وأمجع الفصيل: إذا سقاه اللبن من الإناء.

ويقال: هو لا يزال يتمجع: إذا كان يحسو حسوة من اللبن ويلقم عليها تمرة، وذلك المجيع عند العرب، وربما ألقيض التمر في اللبن حتى يتشربه، فيؤكل التمر، وتبقى المجاعة.

وتماجعا، وماجعا: تماجنا وترافثا قال ابن عباد: وهو يماجع النساء، أي: يغازلهن ويرافثهن.

ومما يستدرك عليه: المجع، بالكسر: المازح، عن ابن بري.

وامتجع: مثل تمجع، نقله الصاغاني.

والمجع، بالكسر والفتح: الداعر.

وهو مجع نساء، بالكسر: يجالسهن ويحادثهن.

وقد سموا مجاعا، كشداد.

ومجع ضيفه تمجيعا: أطعمه المجيع.

م-د-ع
المدعة، كحمزة، أهمله الجوهري وقال الصاغاني هو عند أهل اليمن: النارجيل المفرغ من لبه، يغترف به.

قلت: والعامة يكسرون الميم.

والميدع، كحيدر: صغار الكنعد، قاله ابن عباد، وهو: سمك صغار من سمك البحر.

وميدعان بفتح الميم والدال ع.

ومدع، كعنب: حصن باليمن من حصون حمير، هكذا ضبطه في العباب، والمشهور الآن مثال صرد.

قال الأزهري في هذا التركيب: روى ثعلب عن ابن الأعرابي: والمدعي: المتهم في نسبه قال: كأنه يعني ابن الأعرابي جعله من الدعوة في النسب، وليست الميم بأصلية.

قال الصاغاني: ههنا وجهان: قيل: منسوب إلى المدعة وهي النارجيل المفرغ من لبه، كأنه فارغ مما يدعيه، خال منه، فتكون الميم أصلية أو من الدعوة في النسب على لغة من يقول دعيت، في موضع دعوت فتكون الميم زائدة.

ومما يستدرك عليه: ميدوع: فرس عبد الحارث بن ضرار الضبي، استدركه صاحب اللسان، ولم يزد على هذا.

قلت: وقد تقدم في ب-د-ع أن اسم هذا الفرس مبدوع، وسيأتي في ى-د-ع أيضا.

م-ذ-ع
مذع له، كمنع مذعا، ومذعة: حدثه ببعض الخبر، وكتم بعضا، نقله أبو عبيد عن الكسائي، كمنا في الصحاح وقيل: أخبره ببعضه، ثم قطعه وأخذ في غيره.

ومذع ببوله، أي: رمى به، نقله الجوهري.

وقال المفضل الضبي: مذع يمينا، أي: حلف.

وقال ابن الأعرابي المذع: سيلان المزادة، وقيل: هو السيلان من العيون التي تكون في شعفات الجبال، وقال الأزهري في ترجمة ب-ذ-ع البذع: قطر حب الماء، قال: وهو المذع أيضا يقال بذع ومذع: إذا قطر.

والمذاع، كشداد: الكذاب، وقد مذع: إذا كذب، نقله الجوهري.

وقيل: هو من لا وفاء له، وهو المتملق الذي لا يفي، ولا يحفظ أحدا بالغيب، أي بظهره.

وقيل: هو من لا يكتم السر نقله الجوهري: عن أبي عبيد.

وقيل: هو الذي يدور ولا يثبت، عن ابن عباد، قال: ومنه: ظل مذاع.

قال: والمذاع أيضا: من يرسل نزله، أي: منيه أو بوله قبل حينه يقال: مذع الفحل بمائه، أي: قذف به.

ومذعى، كذكرى: ماء لبني جعفر بن كلاب بالحزيز، حزيز رامة، مؤنث مقصور، قال الشاعر:

تهددني لتأخذ جفر مذعـى      ودون الجفر غول للرجال وقال جرير:

سمت لك منها حاجة بين ثهـمـد    ومذعى، وأعناق المطي خواضع

صفحة : 5542

قلت: ومذعى أيضا: ماء لغني ابن أعصر، كما في المعجم.

ومما يستدرك عليه: تمذعت الشراب: شربته قليلا قليلا، كما في التكملة.

ومذع الضرع مذعا: حلب نصف ما فيه، نقله ابن القطاع.

م-ر-ع
المريع، كأمير: الخصيب، نقله الجوهري كالممراع، بالكسر، عن ابن دريد، يقال: غيث ممراع، كمريع، وفي حديث جرير، رضي الله عنه: وجنابنا مريع ج: أمرع، وأمراع، قال الجوهري: كيمين وأيمن، وأيمان، وأنشد لأبي ذؤيب:

أكل الجميم وطاوعته سمحج      مثل القناة، وأزعلته الأمرع قال ابن بري: لا يصح أن يجمع مريع على أمرع، لأن فعيلا لا يجمع على أفعل إلا إذا كان مؤنثا، نحو يمين وأيمن، وأما أمرع في بيت أبي ذؤيب فهو جمع مرع، وهو الكلأ.

قلت: وهذا الذي أنكره ابن بري على الجوهري هو قول أبي سعيد، و الذي ذهب إليه من أنه جمع مرع فهو قول الأصمعي، حكى أنه جمع مرع محركة، ومرع كندس، ومرع بالفتح، كذا في شرح الديوان، وكلا القولين صحيح، فتأمل.

مرع الوادي، مثلثة الراء، مراعة كسحابة، ومرعا: أكلأ وأخصب، كأمرع وقيل: لم يأت مرع وقال ابن الأعرابي أمرع المكان لا غير.

وفي المثل: أمرع واديه وأجنى حلبه قال ابن عباد: يضرب لمن اتسع أمره واستغنى.

ويقال: أرض أمروعة، بالضم أي: خصبة.

وقد أمرعت: إذا أعشبت، فهي ممرعة، قاله ابن شميل.

ومرع رأسه بالدهن، كمنع: مسحه، وقيل: أكثر منه وأوسعه، كأمرعه، وعلى الأخير اقتصر الجوهري وأنشد قول رؤبة:
كغصن بان عوده سرعرع
كأن وردا من دهان يمرع
لوني، ولو هبت تسفع

يقول: كأن لونه يعلى بالدهن لصفائه.

ومرع شعره: رجله، عن ابن عباد.

وقال أيضا: رجل مرع، ككتف: يطلب المرع، أي الخصب، وفي الأساس: يحب المرع، وفرق بين المرع والمتمرع، فالأولى محب المرع، والثانية طالبه، ووحدهما ابن عباد، فتأمل.

وقال ابن دريد: مارعة: أبو بطن، وكان ملكا في الدهر الأول، وهم الموارع لولده.

والمرعة كهمزة، كما نقله الجوهري عن ابن السكيت، وصوب الصاغاني أنه مثل غرفة قال: وهكذا رأيته في كتاب الطير لأبي حاتم السجستاني بخط أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري مضبوطا بسكون الراء ضبطا بينا، قال: وكذلك رأيت في نسخة أخرى من هذا الكتاب أيضا صحيحة مضبوطا هكذا بفتح الراء في الواحد، قال ابن السكيت: هو طائر يشبه الدراج، وقال أبو عمرو: هو طائر أبيض، حسن اللون، طيب الطعم، في قدر السماني، لا يظهر إلا في المطر، وقال ابن الأثير: يقع في المطر من السماء ج: مرع مثل: رطب ورطبة، وأنشد أبو حاتم في كتاب الطير:

به مرع يخرجن من خلف ودقه     مطافيل جون ريشها يتصبـب قال الصاغاني: هكذا أنشده، والشعر لمليح بن الحكم الهذلي يصف سحابا، والرواية:

ترى مرعا يخرجن من تحت ودقه     من الماء جونا ريشها يتصـبـب قلت: وأنشده ابن الأعرابي أيضا في النوادر هكذا، إلا أنه قاله: له مرع وقبل البيت بيتان هما:

صفحة : 5543

سقى جارتي سعدى وسعدى ورهطها     وحيث التقى بسعـدى ومـغـرب
بذي هيدب أيما الربى تحـت ودقـه     فتروى، وأيما كـل واد فـيرعـب

له مرع... إلى آخره.
وقال سيبويه: ليس المرع تكسير مرعة،إنما هو من باب تمرة وتمر، لأن فعلة لا تكسر، لقلتها في كلامهم، ألا تراهم قالوا: هذا المرع فذكروا، فلو كان كالغرف لأنثوا.

وقال الفراء: في جمع المرع الذي هو جمع المرعة مرعان، بالكسر، كصرد وصردان، كما في العباب.

والمرعة والمراع كغرفة وكتاب: الشحم والسمن، لأنه من الإمراع يكون، كما في المحيط.

وأمرعه أي: الوادي: أصابه مريعا، أي خصبا، فهو ممرع، كما في الصحاح.

وأمرع بغائطه أو بوله: رمى به خوفا، هكذا مقتضى سياقه، وهو غلط، وصوابه: مرع بغائطه وبوله: رمى بهما خوفا، هكذا ثلاثيا، كما هو نص المحيط، ونقله الصاغاني في العباب والتكملة أيضا هكذا.

وفي المثل: أمرعت فأنزل كما في الصحاح قال الصاغاني: أي: أصبت حاجتك فانزل كقول أبي النجم:

مستأسجا ذبانه في غيطل
يقلن للرائد: أعشبت انزل

قلت: وأنشد ابن بري:

بما شئت من خز وأمرعت فانزل وقال ابن عباد: تمرع الرجل: إذا أسرع، أو طلب المرع أي: الخصب، يقال: رجل متمرع، وكذلك مرع، وقد تقدم ما فيه.

وتمرع أنفه: ترمع، والزاي لغة فيه، ومنه حديث معاذ: حتى خيل إلى أن أنفه يتمرع ويروى يتمزع بالزاي، وهو الصحيح، أي: من شدة غضبه، وقال أبو عبيد: أحسبه يترمع.

وانمرع في البلاد: ذهب.

ومما يستدرك عليه: قال أعرابي: أتت علينا أعوام أمرع: إذا كانت خصبة.

ومرع الرجل، كفرح: وقع في خصب.

ومرع: إذا تنعم.

ومكان مرع، ككتف: خصيب ممرع ناجع، قال الأعشى:

سلس مقلده أسـي       ل خده مرع جنابه ويقال: القوم ممرعون: إذا كانت مواشيهم في خصب.

والممرعة من الأرض: المكلئة من الربيع واليبيس.

وقال أبو حنيفة: مماريع الأرض: مكارمها، هكذا ذكره ولم يذكر له واحدا.

ورجل مريع الجناب: كثير الخير، على المثل.

ومروع، كجعفر: أرض، قال رؤبة:

في جوف أجنى من حفافي مروعا

م-ز-ع
مزع البعير في عدوه، وكذلك الظبي، والفرس، كمنع يمزع مزعا، ومزعة: أسرع وقيل: المزع: شدة السير، أو: هو أول العدو وآخر المشي، قاله أبو عبيد، وأنشد:
شديد الركض يمزع كالغزال أو العدو الخفيف مع سرعة، قال زهير بن أبي سلمى يصف خيلا:

جوانح يخلجن خلج الـظـبـا      ء يركضن ميلا ويمزعن ميلا ومزع القطن مزعا: نفشه بأصابعه لغة يمانية، قاله ابن دريد، كمزعه تمزيعا، قال الجوهري: والمرأة تمزع القطن بيديها: إذا زبدته، كأنها تقطعه ثم تؤلفه، فتجوده بذلك.

والمزعي: النمام، عن ابن الأعرابي.

قال: والمزاع كشداد: القنفذ، يقال: مزعت القنافذ، تمزع بالليل مزعا: إذا سعت فأسرعت، قال عبدة بن الطبيب:

قوم إذا دمس الظلام عليهم     حدجوا قنافذ بالنميمة تمزع

صفحة : 5544

هكذا أنشده الرياشي، وهو يضرب مثلا للنمام.

والمزاعة، كثمامة: سقاطة الشيء، كما في الجمهرة.

والمزعة، بالضم والكسر: القطعة من اللحم، أو النتقفة منه، يقال: ما عليه مزعة لحم، وحزة لحم، بمعنى، وفي الحديث: لا تزال المسألة بالعبد حتى يلقى الله وما في وجهه مزعة لحم، أي قطعة يسيرة منه، وقال أبو عمرو: ما ذقت مزعة لحم، ولا حذقة، ولا حذية، ولا لحبة، ولا حرباءة، ولا يربوعة، ولا ملاكا، ولا ملوكا، بمعنى واحد.

ومن ذلك: المزعة: اللحمة يضرى بها البازي، وهي القطعة من اللحم.

والمزعة أيضا: الجرعة من الماء، يقال: ما في الإناء مزعة من الماء، أي: جرعة، الضم فيها وفي القطعة من اللحم، نقله الجوهري والكسر نقله الصاغاني.

والمزعة: بقية من الدسم، أو القطعة من الشحم.

والمزعة بالكسر: البتكة من الريش والقطن، زاد الجوهري: مثل المزقة من الخرق، قال: ومنه قول الشاعر يصف ظليما:
مزع يطيره أزف خذوم أي: سريع.

والتمزيع: التفريق، يقال: مزع اللحم تمزيعا، فتمزع، أي: فرقه فتفرق، ومنه قول خبيب رضي الله عنه: وذلك في ذات الإله، وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع ومن المجاز: هو يتمزع غيظا، أي: يتقطع قال الجوهري: وفي الحديث: أنه غضب غضبا شديدا حتى تخيل إلي أن أنفه يتمزع قال أبو عبيد: ليس يتمزع قال أبو عبيد: ليس يتمزع بشيء: ولكني أحسبه يترمع، وهو أن تراه كأنه يرعد من التمزع بمعنى التقطع، وإنما استبعد المعنى.

وقال ابن دريد: تمزعوه بينهم، أي: اقتسموه ومنه حديث جابر: فقال لهم: تمزعوه أي: تقاسموا به، وفرقوه بينكم.

ومما يستدرك عليه: فرس ممزع، كمنبر: سريع، قال طفيل:

وكل طموح الطرف شقاء شطبة      مقربة كبداء جرداء مـمـزع والمزعي: السيار بالليل، عن ابن الأعرابي.

م-س-ع

المسع،بالكسر: اسم ريح الشمال، وكذلك النسع، نقله الجوهري عن الأصمعي، وأنشد للمتنخل الهذلي:

قد حال بـين دريسـيه مـؤوبة     مسع لها بعضاه الأرض تهزيز وهكذا أنشده الصاغاني له أيضا ومثله في الديوان، وقال ابن بري: هو لأبي ذؤيب لا للمتنخل، قلت: وهو قول أبي نصر، والصواب الأول.

والمسعي، بالفتح: الرجل الكثير السير، القوي عليه نقله الأزهري عن ابن الأعرابي في هذا التركيب.

م-ش-ع
مشع، كمنع: خلس، ومنه: ذئب مشوع، كصبور، نقله الجوهري أي: خلاس.

وقال ابن الأعرابي مشع: سار سيرا سهلا.

وقال ابن دريد: مشع القطن وغيره مشعا: إذا نفشه بيده، مثل مزعه، لغة يمانية، جاء بها الخليل.

قال: والقطعة منه مشعة، بالكسر، ومشيعة،كسفينة.

ومشع القثاء: مضغه، قال الليث: المشع: ضرب من الأكل، كأكلك القثاء، وقيل: المشع: أكل القثاء وغيره مما له جرس عند الأكل.

ومشع الغنم: حلبها نقله الجوهري.

وقال ابن عباد: مشع بمنيه، أو بوله أي: رمى به وخذف.

قال: ومشع فلانا بالحبل وغيره أي: ضربه به.

وقال ابن الأعرابي: تمشيع القصعة: أكل كل ما فيها.

صفحة : 5545

قال: وتمشع الرجل وامتشع: أزال الأذى عن نفسه ومنه الحديث: نهى أن يتمشع بروث أو عظم أي: يستنجى، قال الأزهري: وهو حرف صحيح.

أو هو الاستنجاء بالحجارة خاصة، كما في المحيط.

وقال غيره: هو من قولهم: امتشع ما في الضرع وامتشقه: أخذه كله ولم يدع فيه شيئا، وكذلك: امتشع ما في يدي فلان وامتشقه، بمعناه.

وقال ابن الأعرابي: امتشع ثوبه: اختلسه.

وقال الأصمعي: امتشع السيف من غمده، وامتلخه: إذا امتعده، وسله مسرعا.

ويقال: امتشع من فلان ما مشع لك أي: خذ منه ما وجدت كما في الصحاح.

ومما يستدرك عليه: المشع: الكسب، والجمع كما في الصحاح.

ورجل مشوع: كسوب، قال الشاعر:

وليس بخير من أب غير أنه     إذا أغبر آفاق البلاد مشوع والتمشيع والامتشاع، كلاهما: الاستنجاء والتمسيح.

م-ص-ع
مصع البرق، كمنع: لمع وأومض، قال ابن الأعرابي وسئل أعرابي عن البرق، فقال: مصعة ملك، أي: يضرب السحاب ضربة، فترى النيران، وفي حديث مجاهد: البرق مصع ملك يسوق السحاب وقيل: معناه في اللغة: التحريك والضرب.

ومصعت الدابة بذنبها: حركته من غير عدو، وضربت به، وأنشد الجوهري لرؤبة يصف الحمير:

يمصعن بالأذناب من لوح وبق ومصع فلانا: ضربه بالسيف، أو ساقه بالسوط، أو ضربه به ضربات قليلة، ثلاثا أو أربعا، وفي حديث أنس: أن البراء بن مالك رضي الله عنهما حض الناس على القتال، ثم مصع فرسه مصعات فكأني أنظر إليها تمصع بذنبها أي: ضربها بسوطه.

ومصعت المرأة بالولد، والطائر بذرقه: رميا به، الثاني قول أبي ليلى، والأول قول ابن الأعرابي، وأنشد:

فباست امرئ واست التي مصعت      به إذا زبنته الحـرب لـم يتـرمـرم كأمصع فيهما، كأكرم، هكذا هو في العباب، ووجد في بعض النسخ: كانصع بتشديد النون، والأولى الصواب، قال أبو عبيدة: أمصعت المرأة بولدها أي: رمت به، وقال الأصمعي: مصعت الأم بولدها، وأمصعت به، بالألف، وأخفدت به، وحطأت به، وزكبت به.

ومصع فلان بسلحه على عقيبيه: إذا سبقه من فرق، أو عجلة، أو أمر.

ومصع في مروره: أسرع، يقال: مر يمصع ويمزع، أي: يسرع،و أنشد أبو عمرو:

يمصع في قطعة طيلسـان
مصعا كمصع ذكر الورلان

 وكذلك البعير يمصع، أي: يسرع.

أو مصع البعير، وكذا الفرس مصعا: عدا عدوا شديدا محركا ذنبه، ومنه حديث أنس المتقدم ذكره: فكأني أنظر إليها تمصع بذنبها.

ومصع الفرس مصعا: ذهب و الذي في الصحاح: مصع الرجل في الأرض، كامتصع: ذهب فيها، وأنشد للأغلب العجلي:

وهن يمصعن امتصاع الأظب
متسقات كاتساق الـجـنـب

وفي التكملة: الذي في رجز الأغلب:

جوانح يمحصن محص الأظب ومصع فؤاده مصوعا: زال من فرق أو عجلة.

ومصع ضرع الناقة مصعا: ضربه بالماء البارد ليتراد اللبن.

ومصع البرق: أومض، وهذا تكرار، فإنه سبق له في أول المادة: مصع البرق، كمنع: لمع والإيماض واللمع كلاهما واحد، فتأمل.

ومصع الحوض بماء قليل: بله ونضحه.

صفحة : 5546

ويقال: مصع الحوض: إذا نشف ماؤه.

وقال أبو عمرو: مصع لبن الناقة مصوعا: ولى، فهي ماصعة الدر، وكل شيء ولى وذهب فقد مصع، كما في الصحاح والعباب.

ويقال: مصع البرد وغيره: ذهب وولى.

ومصع في الأرض: ذهب، كامتصع، وهذا بعينه قد تقدم له قريبا، ونقلنا عن الجوهري هناك، ونبهنا أن الصواب الرجل بدل الفرس ولم يحرر المصنف هذه المادة تحريرا على شرطه، فتأمل.

وانمصع الرجل: ذهب في الأرض، ورجل مصع، بالفتح، ومصع ككتف: ضارب بالسيف، وقد مصع بالسيف، قال تأبط شرا ويروى لخلف الأحمر، وهو الصواب:

وراء الثأر منه ابن أخت      مصع عقدته ما تحـل وأنشد الليث لأبي كبير الهذلي:

أزهير إن يشب القـذال فـإنـه     رب هيضل مصع لففت بهيضل ويروى: هيضل لجب ومرس وهاتان أصح الروايات.
أو رجل مصع: شديد وبه فسر قول تأبط شرا السابق.

أو مصع: شيخ زحار، عن ابن الأعرابي، قال الأزهري: ومن هذا قولهم: قبحه الله وأما مصعت به، وهوأن تلقي المرأة ولدها بزحرة واحدة، وترميه.

أو مصع: غلام لاعب بالمخراق عن ابن الأعرابي.

قال: والمصوع، كصبور: الرجل الفرق المنخوب الفؤاد، وقد مصع فؤاده،كما تقدم.

والماصع: الماء الملح عن ابن عباد.

وقال أبو عمرو: الماصع: الماء القليل الكدر وأنشد:

عبت بمشفرها وفضل زمامها       في فضلة من ماصع متكدر وقيل الماصع: البراق، وبه فسر قول ابن مقبل:

فأفرغت من ماصع لونه      على قلص ينتهبن السجالا أي: سقيتها من ماء خالص أبيض، له لمعان كلمعان البرق من صفائه، وهو ضد.

وقيل: الماصع في قول ابن مقبل هذا: المتغير، قال الصاغاني وهو أصح، ويروى: من ماصح وروى التميمي: من ناصع أي: أخضر، وقال شمر: ماصع: يريد ناصع، صير النون ميما.

والمصعة، كهمزة وغرفة، وعلى الأولى اقتصر الجوهري والثانية نقلها ابن دريد: ثمرة العوسج وحمله، وهو أحمر قدر الحمصة، حلو طيب يؤكل، ومنه قولهم: هو أحمر كالمصعة، ومنه أسود لا يؤكل، وهو أردأ العوسج وأخبثه شوكا، ج: كصرد وقفل.

قال ابن بر: شاهد المصع قول الضبي:

أكان كري وإقدامي بفي جـرذ      بين العواسج أحنى حوله المصع والمصعة كهمزة، كما في الصحاح ومثال غرفة، عن كراع: طائر صغير أخضر يأخذه الفخ، قال أبو حاتم: يمصع بذنبه.

ومصع العصفور كصرد: ذكره عن ابن عباد.

وقال أبو حنيفة: أمصع العوسج: خرج مصعه.

وقال غيره: أمصع القوم: ذهبت ألبان إبلهم، وقال أبو عبيدة: أمصع الرجل: ذهب لبن إبله، كما في الصحاح.

وفي نوادر الأعراب: أمصع له بحقه: أقر، وأعطاه عفوا، وكذلك أنصع له، وعجر وعنق.

والتمصيع في قول الشماخ يصف نبعة:

فمصعها عامين ماء لحائها       وينظر فيها أيها هو غامز هو: أن يترك على القضيب قشره حتى يجف عليه ليطه والرواية المشهورة: فمظعها بالظاء، كما سيأتي، والمعنى واحد، أي: شربها ماء لحائها.

وقال ابن دريد: تماصعوا في الحرب: تعالجوا.

صفحة : 5547

وماصعوا مماصعة ومصاعا: قاتلوا وجالدوا بالسيوف، قال القطامي:

تراهم يغمزون من استركـوا       ويجتنبون من صدق المصاعا وأنشد سيبويه للزربرقان:

يهدي الخميس نجادا في مطالعها      إما المصاع وإما ضربة رغب وفي حديث ثقيف: تركوا المصاع أي: الجلاد والضراب، وقد تقدم ذكره في ر-ص-ع.

وانمصع الحمار: صر أذنيه قال سويد اليشكري يصف ثورا:

ساكن القـفـر أخـو دوية      فإذا ما آنس الصوت انمصع ويروى: مصع أي: ذهب.

ومما يستدرك عليه: مصعه مصعا: عركه، وقيل: فركه.

وبطل مماصع: شديد مجالد.

والآل يمصع بالمفازة: يبرق.

وهو يماصع بلسانه، أي: يقاتل وهو مجاز.

ومصع الفرس مصعا: مر خفيفا.

ومصعت الناقة هزالا.

ونقل الجوهري عن أبي عبيدة: مصعت إبله: ذهبت ألبانها، واستعاره بعضهم للماء فقال: أنشده اللحياني:

أصبح حوضاك لمن يراهما
مسملين ماصعا قراهما

يقال: مصع ماء الحوض، أي: قل، وكل مول: ماصع.

والمصع: السوق، وأنشد ثعلب:

ترى أثر الحيات فيها كأنـهـا     مماصع ولدان بقضبنان إسحل ولم يفسره، وقال ابن سيده: وعندي أنها المرامي، أو الملاعب، أو ما أشبه ذلك.

وأمصعت المرأة ولدها: أرضعته قليلا، وهذا عن ابن القطاع.

ومصع الخشبة مصعا: ملسها، وكذلك الوتر، نقله ابن القطاع أيضا.

م-ض-ع
المضع، بالضاد المعجمة، أهمله الجماعة، واستدركه صاحب اللسان وابن القطاع، ففي اللسان مضعه مضعا: تناول عرضه.

والممضع: المطعم للصيد، عن ثعلب: وأنشد:

رمتني مي بالهوى رمي ممضع     من الوحش لوط لم تعقه الأوانس وقال ابن القطاع في أفعاله: مضع الخشبة مضعا: أخرج ندوتها.

والوتر: ملسه، والخشبة كذلك، وكذلك مصعها بالصاد مهملة.

وقال أيضا في موضع آخر من كتابه : مضعه مضعا، كمضحه بالحاء.

م-ط-ع
مطع، أهمله الجوهري: وقال ابن دريد: المطع من قولهم: مطع في الأرض، كمنع مطعا، ومطوعا إذا ذهب فلم يوجد ذكره بعض أصحابنا من البصريين عن أبي عبيدة، عن يونس، ولم أسمعها من غيره.

وقال الليث: مطع أكل الشيء بأدنى الفم وثناياه وما يليها من مقدم الأسنان.

ولو قال: والشيء: أكله بمقدم أسنانه كما هو نص ابن القطاع لكان أخصر، وهو ماطع ناطع بمعنى واحد، وهو القضم.

وقال ابن عباد: ناقة ممطعة الضرع، بكسر الطاء المشددة، ولو قال: كمحدثة كان أخصر وأوفق لقاعدته، وهي التي تشخب أطباؤها، وتغذو لبنا هكذا نص المحيط.

م-ظ-ع
مظع الوتر وغيره، كمنع مظعا: ملسه وذبله كما هو نص المحيط، قال: والمظع: الذبول، قال: الصاغاني: كذا قال الذبول، وفيه نظر، كمظعه تمظيعا: قال الليث: مظع الوتر تمظيعا: ملسه حتى يبسه، وكذلك الخشبة، زاد غيره: وألانه.

ويقال: مظعت الريح الشجرة: امتخرت ندوتها.

صفحة : 5548

والمظعة بالضم: بقية الكلام هكذا نقله الصاغاني في كتابيه عن ابن عباد، ووجد هكذا في نسخ المحيط، وهو غلط، والصواب: بقية من الكلإ، ولم ينبه عليه الصاغاني وأورده صاحب اللسان على الصواب، ولله در الجوهري حيث قال: إن المحيط لابن عباد فيه أغلاط فاحشة، ولذا ترك الأخذ منه.

والتمظيع: التمصيع، وهو أن تقطع الخشبة رطبة، ثم تضعها بلحائها في الشمس حتى يتشرب ماؤها، ويترك لحاؤها عليها، لئلا تتصدع، قال أوس بن حجر يصف رجلا قطع شجرة يتخذ منها قوسا:

فمظعها حولين ماء لـحـائهـا     تعالى على ظهر العريش وتنزل العريش: البيت، يقول: ترفع عليه بالليل، وتنزل بالنهار، لئلا تصيبها الشمس فتتفطر، وقد مظعها الماء، أي: شربها، قال أوس أيضا:

فلما نجا من ذلك الكرب لم يزل     يمظعها ماء اللحاء لـتـذبـلا وقال أبو حنيفة: مظع القوس والسهم: شربها، وأنشد للشماخ يصف قوسا:

فمظعا شهرين ماء لحائها      وينظر فيها أيها هو غامز وقال: التمظيع: التشريب، وهو: أن يترك عليها ماء لحائها سنتين، حتى يشرب العود ماء اللحاء، فتأمل ذلك.

والتمظيع: تسقية الأديم الدهن حتى يشربه، كذا في المجمل واللسان.

وقال أبو عمرو: التمظيع: تروية الثريد بالدسم، وكذلك التمزيع، والتمريغ، والترويغ، والمرطلة، والسغبلة، والسغسغة.


وقال ابن فارس: ولقد تمظع ما عندنا، ونص المجمل: ما عنده، أي: تلحسه كله.

وقال الأصمعي: تمظع الظل: تتبعه من موضع إلى موضع.

وقال أبو عمرو: تمظع في الرعي: إذا تأخر عن الوقت.

ومما يستدرك عليه: التمظع: تشرب القضيب ماء اللحاء، يقال: مظعه فتمظع.

م-ع-ع
مع بفتح الميم والعين: اسم قال محمد بن السري: و الذي يدل على أنه اسم حركة آخره مع تحرك ما قبله وقد يسكن وينون تقول: جاءوا معا.

أو حرف خفض وهو قول الليث.

أو كلمة تضم الشيء إلى الشيء، وأصلها معا وهو قول الأزهري.

أو هي للمصاحبة نقله الأزهري أيضا فيكون اسما، وأورده في المعتل، لأن أصلها معا، وقيل: إن مع المتحركة تكون اسما وحرفا، ومع الساكنة العين حرف لا غير، وأنشد سيبويه:

وريشي منكم وهواي معكم      وإن كانت زيارتكم لماما

صفحة : 5549

وحكى الكسائي عن ربيعة وغنم أنهم يسكنون العين من مع فيقولون: معكم، ومعنا قال: فإذا جاءت الألف واللام وألف الوصل اختلفوا فيها، فبعضهم يفتح العين، وبعضهم يكسرها، فيقولون: مع القوم، ومع ابنك، وبعضهم يقول: مع القوم ومع ابنك، أما من فتح العين مع الألف واللام فإنه بضناه على قولك: كنا معا ونحن معا، فلما جعلها حرفا، وأخرجها من الاسم، حذف الألف، وترك العين على فتحها، فقال: مع القوم، ومع ابنك، قال: وهو كلام عامة العرب، يعني فتح العين مع الألف واللام، ومع ألف الوصل، قال: وأما من سكن فقال: معكم، ثم كسر عند ألف الوصل، فإنه أخرجه مخرج الأدوات، مثل: هل، وبل، وقد، وكم، فقال: مع القوم، كقولك: كم القوم? وقد ينون، فيقال: جاءوني معا.

وقال الراغب في المفردات: مع: يقتضي الاجتماع إما في المكان، نحو: هما معا في الدار، أو في الزمان، نحو: ولدا معا، أو في المعنى، كالمتضايفين، نحو الأخ والأب، فإن أحدهما صار أخا للآخر في حال ما صار الآخر أخاه، وإما في الشرف والرتبة نحو: هما معا في العلو، ويقتضي معنى النصرة، فإن المضاف إليه لفظ مع هو المنصور، نحو قوله عز وجل إن الله معنا وإن معي ربي سيهدين وإن الله مع الذين اتقوا ونظائر ذلك.

وقال أبو زيد: كلمة مع قد تكون بمعنى عند تقول: جئت من مع القوم، أي: من عندهم.

قلت: وقرأت في كتاب المحتسب في الشواذ لابن جني في سورة الأنبياء ما نص: قراءة يحيى بن يعمر، وطلحة بن مصرف هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بالتنوين في ذكر وكسر الميم من من قال: هذا أحد ما يدل على أن مع اسم، وهو دخول من عليها، حكى سيبويه وأبو زيد ذلك عنهم: جئت من معهم، أي: من عندهم، فكأنه قال: هذا ذكر من عندي ومن قبلي، أي: جئت أنا به، كما جاء به الأنبياء من قبلي.

وتقول: كنا معا، أي: جميعا قاله الليث، وقال ابن بري: معا يستعمل للاثنين فصاعدا، يقال: هم معا قيام، وهن معا قيام، قال أسامة الهذلي:

فسامونا الهدانة من قريب     وهن معا قيام كالشجوب وقال آخر:

لا ترتجى حين تلاقي الذائدا
أسبعة لاقت معا أم واحدا

وقال ابن الأعرابي: المع: الذوبان.

وفي الصحاح: المعمع: المرأة التي أمرها مجمع، لا تعطي أحدا من مالها شيئا.

وفي كلام بعضهم في صفة النساء: منهن معمع لها شيؤها أجمع انتهى.

قلت: هو في حديث أوفى بن دلهم: النساء أربع: فمنهن معمع، لها شيؤها أجمع وهي المستبدة بمالها عن زوجها، لا تواسيه منه، قال ابن الأثير: هكذا فسر.

وقال ابن عباد: يقال: هو ذو معمع أي: ذو صبر على الأمور ومزاولة.

والمعمعي: الرجل الذي يكون مع من غلب، يقال: معمع الرجل: إذا لم يحصل على مذهب، كأنه يقول لكل: أنا معك، ومنه قيل لمثله: رجل إمع وإمعة، وقد تقدم.

ودرهم معمعي: كتب عليه مع مع، نقله ابن بري والصاغاني.

والمعمعان: شدة الحر قال ذو الرمة:

حتى إذا معمعان الصيف هب له     بأجة نش عنها الماء والرطـب

صفحة : 5550

والمعمعان: الشديد الحر، يقال: يوم معمعان، كالمعمعاني، وليلة معمعانة،و معمعانية كذلك، ومنه حديث ابن عمر أنه كان يتتبع اليوم المعمعاني فيصومه.

والمعمعة: صوت الحريق في القصب ونحوه، وقيل: هو حكاية صوت لهب النار إذا شبت بالضرام، ومنه قول امرئ القيس:

كمعمعة السعف الموقد وقال كعب بن مالك:

من سره ضرب يرعبل بعضه    بعضا كمعمعة الأباء المحرق
فليأت مأسدة تسن سيوفـهـا     بين المذاد وبين جزع الخندق

والمعمعة: السير في شدة الحر، وقد معمعوا.

وقال ابن الأعرابي: المعمعة، الدمشقة، وهو العمل في عجل.

والمعمعة: الإكثار من قول: مع، وقد معمع، فهو ممعمع.

ويقال للحرب والقتال: معمعة، وله معنيان: أحدهما: صوت المقاتلة، والثاني: استعار نارها.

وقال ابن عباد: المعمعة: أن تحلب السماء المطر على الأرض فتقشرها، وذلك إذا كان المطر دفعة واحدة.

وفي الحديث: لا تهلك أمتي حتى يكون بينهم التمايل، والتمايز، والمعامع، وهي: شدة الحروب، والجد في القتال، و: هيج الفتن والعظائم، وميل بعض الناس على بعض، وتظالمهم، وتميزهم من بعض، وتحزبهم أحزابا، لوقوع العصبية، والأصل فيه معمعة النار، وهي سرعة تلهبها، وهذا مثل قولهم: الآن حمي الوطيس ثم إن الذي ذكره المصنف إنما يصلح أن يكون تفسيرا للحديث المذكور، لا للمعامع فقط، فتأمل.

ومما يستدرك عليه: المعمعة: شدة الحر، قال لبيد:

إذا الفلاة أوحشت في المعمعه ويوم معماع، كمعماني، قال:

يوم من الجوزاء معماع شمس

م-ق-ع
المقع، كالمنع: أشد الشرب، كما في الصحاح وكذلك المعق، والفصيل يمقع أمه: إذا رضعها.

وقال يونس: هو شراب بأمقع وبأنقع، بضم قافهما، أي: أنه معاود للأمور، يأتيها حتى يبلغ إلى أقصى مراده.

ومقع بشيء، كعني: رمي به، هكذا نص المجمل، وفي الصحاح مقع فلان بسوءة، أي: رمي بها، زاد في اللسان: ويقال: مقعته بشر، ولقعته: إذا رميته به.

وقال الأحمر: امتقع الفصيل ما في ضرعه، أي: ضرع أمه: شربه أجمع، وكذلك امتقه.

وقال الكسائي: يقال: امتقع، مجهولا: إذا تغير لونه من حزن أو فزع، وكذلك: انتقع، وابتقع بالنون والباء وبالميم أجود، كذا في الصحاح وزعم يعقوب: أن ميم امتقع بدل من نون انتقع.

والميقع، كحيدر: مثل الحصبة يأخذ الفصيل، يقع على الأرض فلا يقوم حتى ينحر، كما في العباب.

م-ل-ع
المليع، كأمير: الأرض الواسعة، قاله ابن دريد، زاد غيره: تملع فيها المطايا ملعا، وهو سرعة سيرها وعنقها، قال عمرو بن معدي كرب، رضي الله عنه:

وأرض قد قطعت بها الهواهي     من الجنان سربخهـا مـلـيع وقال المرار بن سعيد:

رأيت ودونهم هضبات أفعى     حمول الحي عالية مليعـا أو التي لا نبات بها، أو الفسيحة الواسعة البعيدة المستوية يحتاج فيها إلى الملع الذي هو السرعة، قاله ابن الأعرابي: وليس هذا بقوي، وقال غيره: إنما سمي مليعا لملع الإبل فيها، وهو ذهابها.

صفحة : 5551

أو المليع كهيئة السكة، ذاهب في الأرض، ضيق، قعره أقل من قامة، ثم لا يلبث أن ينقطع ثم يضمحل، وإنما يكون فيما استوى من الأرض في الصحارى ومتون الأرض، يقود المليع الغلوتين، أو أقل ، ج: ملع ككتب، كل ذلك قاله ابن شميل، قال أوس بن حجر، ويروى لعبيد بن الأبرص:

ولا محالة من قبر بـمـحـنـية      أو ف مليع كظهر الترس وضاح والمليع: الناقة والفرس السريعتان، قال أبو تراب: ناقة مليع مليق: إذا كانت سريعة كالميلع كحيدر، قال الأزهري: ناقة ميلع ميلق: سريعة، قال: ولا يقال: جمل ميلع، وأما الفرس فلم يقل فيه أحد إلا فرس ميلع، كحيدر، وشاهده قول الحسين بن مطير الأسدي:

ميلع التقريب يعبـوب إذا     بادر الجونة واحمر الأفق والأنثى ميلعة، قال:

جاءت به ميلعة طمره ومليع بلا لام: اسم طريق، وبه فسر قول عمرو بن معدي كرب، رضي الله عنه:

فأسمع واتلأب بنا مليع والميلع، كحيدر: الطويل الخفيف.

وقول أمية بن أبي عائذ الهذلي يصف ناقة:

وتهفو بهاد لـهـا مـيلـع      كما أقحم القادس الأردمونا أي المتحرك، كما في العباب، ونص الفراء: المضطرب هكذا وهكذا، كما في العباب، ونص الفراء: ههنا وههنا.

وميلع بلا لام: اسم ناقة قال مدرك بن لأي:

وفيه من ميلع نجر منتجر
ومن جديل فيه ضرب مشتهر

والملاع، كسحاب: المفازة لا نبات بها، كالميلع، نقله الجوهري ويروى كقطام.

وقال بعضهم: الملاع كسحاب، وقد يمنع: أرض بعينها أضيفت إليها عقاب في قولهم: أودت بهم وفي الصحاح: به، وفي العباب: ويروى: ذهبت بهم عقاب ملاع، قال أبو عبيد، يقال ذلك في الواحد والجمع، وهو شبيه بقولهم: طارت به العنقاء، وحلقت به عنقاء مغرب، كما في الصحاح وقال امرؤ القيس:

كأن دثارا حلقت بـلـبـونـه      عقاب ملاع لا عقاب القواعل معناه: ان العقاب كلما علت في الجبل كان أسرع لانقضاضها يقول: فهذه عقاب ملاع، أي: تهوي من علو، وليست بعقاب القواعل، وهي الجبال القصار، وقيل: اشتقاقه من الملع الذي هو العدو الشديد.

أو ملاع من نعت العقاب أضيفت إلى نعتها، كما في العباب.

أو عقاب ملاع: هي العقيب التي تصيد العصافير والجرذان، ولا تأخذ منها، فارسيته: موش خوار، قاله أبو الهيثم، ومن أمثالهم: لأنت أخف يدا من عقيب ملاع يا فتى، بالنصب.

وقال أبو زيد: يقال: هم عليه ملع واحد: إذا تجمعوا عليه بالعداوة.

ويقال: لشد ما أملعت الناقة، وامتلعت، أي: مرت مسرعة، وقد امتلع الجمل فسبق، أوهما أي الإملاع والامتلاع: سرعة عنقها.

ويقال: ملع الشاة، كمنع: سلخا من قبل عنقها، كامتلعها وهذه عن ابن عباد.

قال: وامتلعه: اختلسه كامتلعه على القلب.

ومما يستدرك عليه: الملع: الذهاب في الأرض، وقيل: الطلب، وقيل: السرعة والخفة، وقيل: شدة السير، وقيل: العدو الشديد، وقيل: فوق المشي ودون الخبب، وقيل: هو السير الخفيف السريع، وقد ملع ملعا وملعانا، الأخيرة محركة.

صفحة : 5552

وقال أبو عبيد: الملع: سرعة سير الناقة، وقد ملعت وانملعت، وأنشد أبو عمرو:

فتل المرافق تحدوها فتنملع كما في الصحاح.

وجمل ملوع وميلع، كصبور وحيدر: سريع، والأنثى ملوع وميلع، وميلاع نادر، فيمن جعله فيعالا، وذلك لاختصاص المصدر بهذا البناء.

وأنكر الأزهري قولهم: جمل ميلع، كما تقدم.

وعقاب ملاع وملاع وملوع، كسحاب وكتاب وصبور: خفيفة الضرب والاختطاف.

والميلع، كحيدر: الطريق الذي له سندان مد البصر.

وبلا لام: اسم كلبة، قال رؤبة:

والشد يدني لاحقا وهبلـعـا
وصاحب الحرج ويدني ميلعا

وقال ابن الأعرابي: يقال: ملع الفصيل أمه، وملق أمه: إذا رضعها.

م-ن-ع
منعه كذا يمنعه بفتح نونهما، وإنما ذكر آتيه لأنه لو أطلقه لظن أنه من حد نصر، كما هي قاعدته، وإنما قيد بفتح النون، لئلا يظن أنه من حد ضرب، كما هي قاعدته إذا ذكر الآتي، فتأمل. منعا: ضد أعطاه.

قيل: المنع: أن تحول بين الرجل وبين الشيء الذي يريده، ويقال: هو تحجير الشيء، ويقال أيضا: منعه من كذا، وعن كذا، ويقال منعه من حقه، ومنع حقه منه، لأنه يكون بمعنى الحيلولة بينهما، والحماية، ولا قلب فيه، كما توهم، قاله الخفاجي في العناية، ونقله شيخنا كمنعه تمنيعا، فامتنع منه، وتمنع فهو مانع، ومناع، كشداد، ومنوع، كصبور.

وقد يراد بذلك البخل ومنه قوله تعالى: ويمنعون الماعون، مناع للخير، وإذا مسه الخير منوعا.

وأما المانع في أسمائه جل ذكره فهو: الذي يمنع من استحق المنع، وقيل: يمنع أهل دينه، أي: يحوطهم وينصرهم، جمع الأول منعة، محركة، ككافر وكفرة.

ويقال: هو في عز ومنعة، محركة، ويسكن عن ابن السكيت، وعلى التحريك فيحتمل أن يكون جمع مانع، كما حكاه الجوهري وعزاه ابن بري للنجيرمي، أي: هو في عزو معه من يمنعه من عشيرته، كما في الصحاح، فمن بيانية، أي: معه ناس متصفون بأنهم يمنعونه من الضيم والتعدي عليه، لا متعلق بمنع، كماتوهم، وهكذا روي الحديث بالوجهين: سيعوذ بهذا الدين قوم ليس لهم منعة.

وأما على تقدير السكون، فالمراد به أي: قوة تمنع من يريده بسوء.

قلت: ويحتمل على تقدير التحريك أن يكون مصدرا، كالأنفة والعظمة والعبدة، كما صرح به الزمخشري: فيكون معناه ومعنى المنعة بالسكون سواء.

وقال ابن الأعرابي: المنع بالفتح: السرطان، ج: منوع كبدر وبدور.

والمنعي: أكال السرطانات، ولو قال: أكالها، كان أخصر.

والمنعى، كسكرى: الامتناع.

ومناع، كقطام، أي: امنع، معدول عنه، وأنشد سيبويه لرجل من بكر بن وائل، وقال أبو عبيدة في كتاب أيام العرب: إنه لرجل من بني تميم:

مناها من إبل منـاعـهـا
أما ترى الموت لدى أرباعها

كما في العباب، وزعم الكسائي أن بني أسد يفتحون مناعها ودراكها، وما كان من هذا الجنس، والكسر أعرف، كما في اللسان.


صفحة : 5553

ومناع أيضا: هضبة في جبلي طييء قال ابن دريد: قال النبي: صلى الله عليه وسلم لزيد الخيل إذ جاءه يسلم: أنا خير لكم من مناع، ومن الحجر الأسود الذي تعبدونه من دون الله يعني صنما من حجر أسود، ويقال: المناعان، وهما جبلان.

والمناعة: د، لهذيل، أو جبل لهم، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:

أرى الدهر لا يبقى على حدثانه      أبود بأطراف المناعة جلعـد الجلعد: الغليظ.

ومن المجاز: الممتنع: الأسد القوي في جسمه، العزيز في نفسه، الذي لا يصل إليه شيء مما يكرهه، لعزته وقوته وشجاعته.

ومانعه الشيء ممانعة: رادعه على الكف.

وتمنع عنه انكف، وهو أيضا مطاوع منعه منعا، وقد تكون الممانعة بمعنى المحاماة، فيكون مجازا.

وقال الكلابي: المتمنعان، وفي بعض نسخ الصحاح: المتمنعان: البكرة والعناق يتمنعان وفي الصحاح: تمتنعان على السنة، لفتائهما،و في الصحاح: بفتائهما ولأنهما تشبعان قبل الجلة، أو هما المقاتلتان الزمان عن أنفسهما وفي بعض النسخ: على أنفسهما، كل ذلك قول الكلابي، وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: المانع: الضنين الممسك.

وقوم منعات: لا يخلص إليهم.

والاسم المنعة محركة، والمنعة بالفتح، والمنعة بالكسر، والمصدر المناعة.

وقال ابن الأعرابي: رجل منوع: يمنع غيره، ومنع: يمنع نفسه، قال عمرو بن معد يكرب:

براني حب من لا أستطيع       ومن هو للذي أهوى منوع ومنع الشيء مناعة: اعتز وتعسر.

وامرأة منعة: متمنعة لا تؤاتي على الفاحشة، وقد تمنعت وهو مجاز.

وحصن منيع وممنع: لم يرم.

وتمنع به، أي: احتمى، وهو مجاز.

وناقة مانع: منعت لبنها، على النسب، قال أسامة الهذلي:

كأني أصاديها على غير مانع     مقلصة قد أهجرتها فحولها وقوس منعة: ممتنعة متأبية شاقة، وهو مجاز، قال عمرو بن براء: ارم سلاما وأبا الغراف
وعاصما عن منعة وقذاف

ورجل منيع: قوي البدن شديده.

وحكى اللحياني لا منع عن ذاك، قال: والتأويل: حقا أنك أنت فعلت ذلك.

وهو يمنع الجار، أي: يحوطه من أن يضام وينصره.

وله في قومه حصن منيع وممنع، وهو مجاز.

والموانع: جمع مانع.

وتمانعا: امتنعا.

وعن أنفسهما: تحاميا.

والمنعات، محركة: المحارز والمعاقل.

والمناعة، كثمامة، قال ابن جني: يحتمل أمرين، أحدهما: أن يكون فعالة من المنع، والآخر: أن يكون مفعلة من قولهم: جائع نائع، وأصلها منوعة، فجرى مجرى مقامة، وأصلها مقومة.

م-و-ع
موعة الشباب، أهمله الجوهري وقال الخارزنجي في تكملة العين: أي أوله وشرخه، يقال: فعله في موعة شبابه.

قلت: والمشهور ميعة الشباب، وكأن الواو على المعاقبة، وفي اللسان: ماع الصفر في النار موعا: ذاب، وهذا أيضا على المعاقبة: ماع ميعا وموعا، فتأمل.

م-ه-ع
المهع، محركة أهمله الجوهري وقال ابن الأعرابي: هو تلون الوجه من عارض فادح.

صفحة : 5554

قلت: ولكن ليس في نصه تحريكه، وإنما قال: المهع الميم قبل الهاء، ومثله في التهذيب، وقد أهمله ابن سيده.

قيل: ومنه اشتقاق المهيع للطريق الواسع الواضح قال ابن دريد: زعموا هكذا، وهو خطأ عند أهل اللغة، والصواب أنه من هيع لأنه ليس في الكلام أي في كلام العرب فعيل بفتح الفاء وسكون العين، وأما ضهيد فمصنوع وكل ما جاء على هذا الوزن فهو بكسر الفاء، هذا نص الجمهرة، قال شيخنا: ولذا قالوا: إن مريم مفعل لا فعيل على القول بأنه عربي، وإذا كان غير عربي فلا إشكال، وأما امرأة ضهيأ فمر الكلام عليه في الهمزة، وقوله: فمصنوع هو الذي جزم به ابن جني فيه وفي عثير وصهيد.

م-ي-ع
ماع الشيء يميع ميعا: جرى على وجه الأرض جريا منبسطا في هينة، كالماء والدم والسراب ونحوه، وهو في السراب مجاز، وأنشد الليث:

كأنه ذو لبد دلهمس
بساعديه جسد مورس
من الدماء مائع ويبس

وماع الفرس: جرى.

وماع السمن ميعا: ذاب ومنه الحديث: إن كان مائعا فأرقه، وإن كان جامسا فألق ما حوله أي ذائبا كانماع ومنه حديث المدينة: لا يريدها أحد بكيد إلا انماع، كما ينماع الملح في الماء أي: ذاب وجرى.

ومن المجاز: المائعة: ناصية الفرس إذا ماعت، أي طالت، وسالت ومنه قول عدي بن زيد العبادي يصف فرسا:

مصمم أطراف العظام محنبا    يهزهز غصنا ذا ذوائب مائعا أراد بالغصن الناصية.

وقال الليث: الميعة والمائعة: عطر طيب الرائحة جدا، أو صمغ يسيل من شجر بالروم، يؤخذ فيطبخ، فما صفا منه فهو الميعة السائلة، وما بقي منه شبه الثجير، فهو الميعة اليابسة، كما في الصحاح أو دسم المر الطري، يدق المر بماء يسير، ويعتصر بلولب، فتستخرج الميعة، أو هي صمغ شجرة السفرجل، أو شجرة كالتفاح، لها ثمرة بيضاء أكبر من الجوز، تؤكل، ولب نواها دسم يعصر منه الميعة السائلة، ووقع في بعض النسخ زيادة واو بين الميعة والسائلة، وهو خطأ وقشر الشجرة الميعة اليابسة، والكثير من السائلة مغشوش، وخالصها مسخن، ملين، منضج صالح للزكام والسعال، ومثقالان بثلاث أواق ماء حارا يسهل البلغم بلا أذى، ورائحته تقطع العفونة، وتمنع الوباء، كما صرح به الأطباء في كتبهم.

وميعة الشباب، والنهار: أولهما، كما في الصحاح.

وأمعته إماعة: أسلته إسالة.

وتميع: تسيل وسئل ابن مسعود، رضي الله عنه عن المهل، فأذاب فضة، فجعلت تميع وتلون، فقال: هذا من أشبه ما أنتم راءثون بالمهل.

ومما يستدرك عليه: الإماع، ككتاب: الإماعة، كإقام وإقامة.

وامتاعه: استاله.

وميعة الحضر: أوله ونشاطه، وكذلك ميعة السكر، وقيل: ميعة كل شيء: معظمه.

وماع السراب يميع: جرى على الأرض مضطربا، وهو مجاز.

والميعة: سيلان الشيء المصبوب.

ويقال لهذه الهنة: ميعة، لسيلانه.

والمائع: الأحمق.