فصل النون مع العين
الجزء الأول
ن-ب-ع
صفحة : 5555
نبع الماء ينبع، مثلثة، قال شيخنا: التثليث راجع إلى عين المضارع، كما هو
معلوم من اصطلاحه في ضبط آتي الأفعال، ولا يرجع لأنه أبقاه، فعلم أنه
بالفتح فقط، وأن التثليث راجع لما يليه، وهو المضارع لا غير، وأما ضبط ابن
التلمساني نبع الماضي بالتثليث، فإنه لا يعتد به، ولا يعرف في دواوين
اللغة، وإن تبعه بعض من اقتفاه في حواشي الشفاء، فلا يقال فيه غير نبع
بالفتح.
قلت: وهذا الذي ذكره في تثليث عين المضارع هو الصريح من عبارة الجوهري والصاغاني وأما ما رده على ابن التلمساني من تثليث ماضيه فهو صحيح، نقله صاحب اللسان، ونصه: نبع الماء، ونبع ونبع عن اللحياني أي: نبع بالضم عن اللحياني فقول شيخنا: لا يعرف في شيء من دواوين اللغة محل نظر نبعا ونبوعا الأخير بالضم وكذلك نبعانا محركة، نقله شيخنا: تفجر، وقيل: خرج من العين، ولذلك سميت العين ينبوعا.
والينبوع: العين يفعثول من نبع الماء: إذا جرى من العين، قال الله تعالى: حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا.
أو هو الجدول الكثير الماء، قاله ابن دريد، والجمع الينابيع، ومنه قوله تعالى: فسلكه ينابيع في الأرض.
وينبع، كينصر: حصن له عيون فوارة، قال الزمخشري: مائة وسبعون عينا، ونخيل وزروع لبني الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم،بطريق حاج مصر، عن يمين الجائي من المدينة إلى وادي الصفراء، قال الزمخشري: وهو منقول من ينبع، لكثرة ينابيعها قال شيخنا: ولا يعرف فيه إلا هذه اللغة، وقول البوصيري في الهمزية:
.....فرق الينبوع والحوراء فلا يعرف، بل وهم ظاهر انتهى.
قلت: لا وهم في قول البوصيري رحمه الله وصانه عما شأنه ففي الأساس: وكأن عينه ينبوع، أي: وبقية العيون متفجرة منه، وحيث إنه اسم عين فلا بدع أن يكون سمي باسم أكبر العيون، أو أنه سمي بالمصدر، فإن الراغب صرح في مفرداته: نبع الماء ينبع نبعا ونبوعا وينبوعا، فتأمل.
قلت: وهو الآن صقع كبير بين الحرمين الشريفين، وأما العيون فإنه لم يبق منها إلا الآثار، قال كثير يصف الظعن:
قوارض حضني بطن ينبع غدوة قواصد شرقي العناقين عيرها وقال أيضا:
ومر فأروى ينبعا فجنوبه وقد جيد منه جيدة فعباثر وقد نسب إليه حرملة بن عمرو الأسلمي الصحابي، كان ينزل ينبع، وشهد حجة الوداع.
ونبايع بضم النون أو نبايعات الأخير على الجمع، كأنهم سموا كل بقعة نبايع، كما يقال لوادي الصفراء، صفراوات: واد في بلاد هذيل، قال أبو ذؤيب:
فكأنها بالجـزع جـزع نـبـايع
وأولات ذي العرجاء نهب مجمع وشك فيه الأزهري، فقال: نبايع:
اسم مكان، أو جبل، أو واد.
صفحة : 5556
قلت: هكذا رواه أبو سعيد نبايع، بتقديم النون، ومثله لابن القطاع، وقال ابن
بري: حكى المفضل فيه الياء قبل النون، وقال أبو بكر: هو مثال لم يذكره
سيبويه، وأما ابن جني فجعله رباعيا، وقال: ما أظرف بأبي بكر أن أورده على
أنه أحد الفوائت، ألا يعلم أن سيبويه قال: ويكون على يفاعل نحو: اليحامد
واليرامع فأما إلحاق علم التأنيث والجمع به، فزائد عل المثال، غير محتسب
به، وإن رواه راو نبايعات.
فنبايع: نفاعل، كنضارب ونقاتل، نقل وجمع، وكذلك نباوعات.
وفي العباب: والدليل على أن نبايع ونبايعات واحد، قول البريق الهذلي يرثي أخاه:
لقد لاقيت يوم ذهبت أبغي بحزم نبايع يوما أمـارا ثم قال بعد أربعة أبيات:
سقى الرحمن حزم نبايعات من الجوزاء أنواء غزارا ونبيع كزبير: ع حجازي، أظنه قرب المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ويروى قول زهير بن أبي سلمى:
غشيت ديارا بالنبيع فثهـمـد دوارس قد أقوين من أم معبد والرواية المشهورة بالبقيع.
والنبعة، والنبيعة كجهينة:
موضعان، وفي التكملة: جبلان بعرفات.
ونابع: ع، بالمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
ومن المجاز رشحت نوابع البعير، أي: مسايل عرقه، وهي المواضع التي يسيل منها عرقه، كما في الصحاح.
والنبع: شجر زاد الأزهري من أشجار الجبال، وقال أبو حنيفة: شجر أصفر العود رزينه ثقيله في اليد، وإذا تقادم احمر، وقد جاء ذكره في الحديث: قيل: كان يطول ويعلو، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا أطالك الله من عود، فلم يطل بعد، للقسي تتخذ منه، قال أبو حنيفة: وكل القسي إذا ضمت إلى قوس النبع كرمتها قوس النبع، لأنها أجمع القسي للأرز واللين يعني بالأرز الشدة قال: ولا يكون العود كريما حتى يكون كذلك، وأنشد الجوهري للشماخ:
شرائج النبع براها القواس وقال دريد بن الصمة:
وأصفر من قداح النبع فرع به علمان من عقب وضرس يقول: بري من فرع الغصن، ليس بفلق وللسهام تتخذ من أغصانه، وقال المبرد: النبع والشوحط والشريان: شجرة واحدة، ولكنها تختلف أسماؤها لاختلاف منابتها، وتكرم على ذلك، فما ينبت في قلة الجبل فهو النبع، والواحد نبعة، والنابت منه في السفح الشريان، وما كان في الحضيض فهو الشوحط، وقد تقدم ذلك في ش-ح-ط وقال الشاعر يفضل قوس النبع على قوس الشريان والشوحط:
وكيف تخاف القوم أمك هابل
وعندك قوس فارج وجفـير
من النبع، لا شريانة مستحيلة
ولا شوحط عند اللقاء غرور
وقولهم: لو اقتدح بالنبع لأورى نارا، مثل يضرب في جودة الرأي والحذق بالأمور، لأنه أي: النبع لا نار فيه وقال الأعشى:
ولو رمت في ظلمة قادحا
حصاة بنبع لأوريت نارا يعني أنه
مؤتى له، حتى لو قدح حصاة بنبع لأورى له، وذلك ما لا يتأتى لأحد، وجعل
النبع مثلا في قلة النار، قاله أبو حنيفة.
صفحة : 5557
والنباعة مشددة: الاست يقال: كذبت نباعتك، إذا ردم، وبالغين المعجمة أيضا
كما في الصحاح.
وانباع العرق: إذا سال، وكل راشح: منباع.
وكذا انباع علينا في الكلام: إذا انبعث، أو وثب بعد سكون، محل ذكره في ب-و-ع وقد تقدم، ووهم من ذكره ههنا يعني به الجوهري وقد نبه عليه ابن بري والصاغاني ولما كان ابن دريد قد سبق الجوهري في ذكره في هذا التركيب لم يحض الجوهري بالتوهم، بل عمه.
وأما قول عنترة:
ينباع من ذفرى غضوب جسرة فألفه للإشباع ضرورة، وروي بحذفها أيضا.
وتنبع الماء: جاء قليلا قليلا ومنه قول أبي ذؤيب:
ذكر الورود بها وشاقى أمره شؤما، وأقبل حينه يتنـبـع ومما يستدرك عليه: النباعة، مشددة: الرماعة من رأس الصبي قبل أن تشتد، فإذا اشتدت فهي اليافوخ.
وينابع، بضم الياء: لغة في نبايع بالنون، عن المفضل، ويقال فيه أيضا: ينابعا، بالضم مقصورا، فإذا فتح أوله مد، قاله كراع، وحكى غيره فيه المد والضم، ويروى نبايعات، بفتح النون، وينابعات، بضم الياءز والنبيع كأمير: العرق، نقله ابن بري، وأنشد للمرار:
ترى بلحي جماجمها نبيعا ومنبع الماء: موضع تفجره، والجمع المنابع.
والنابعة: عين بالقرب من السويس أحد ثغو مصر حلو، ليس لهم غيره.
والينبوع: المنبع، وجاء بمعنى النابع أيضا.
ومن المجاز: فلان صلب النبع،و ما رأيت أصلب نبعة منه، وهو من نبعة كريمة.
وقرعوا النبع بالنبع: تلاقوا.
ونبع من فلان أمر: ظهر.
ونبع العرق: رشح.
وفجر الله ينابيع الحكمة على لسانه.
ونبعه، بالفتح: بلد بعمان.
ن-ت-ع
نتع الدم، ينتع وينتع، بالضم والكسر، نتوعا بالضم أهمله الجوهري وقال ابن
دريد: أي خرج من الجرح قليلا، وكذا الماء يخرج من العين. أو الحجر، فهو
ناتع.
وربما قالوا: نتع العرق من البدن ينتع نتوعا، وهو شبه نبع نبوعا، إلا أن نتع في العرق أحسن.
وقال ابن الأعرابي أنتع الرجل: عرق عرقا كثيرا.
وقال أبو زيد: أنتع القيء: إذا لم ينقطع.
ومما يستدرك عليه: النتع، في الشجاج: أن لا يكون دونه شيء من الجلد يواريه، ولا وراءه عظم يخرج، قد حال دون ذلك العظم، فتلك المتلاحمة، قاله خالد بن جنبة.
ن-ث-ع
انثع الرجل إنثاعا، أهمله الجوهري وقال ابن الأعرابي أي قاء كثيرا.
وأنثع: خرج الدم من أنفه فغلبه.
وقال أبو زيد: أنثع القيء من فيه، وكذلك الدم من الأنف: خرجا وتبع بعضه بعضا، هكذا نقله الصاغاني وصاحب اللسان.
قلت: وقد تقدم في ث-ع-ع أن أنثع القيء إنثاعا، عن ابن الأعرابي وحده، وأما أبو زيد فنصه في النوادر انثع القيء، مثال انصب، فراجع ذلك، وتأمل.
ن-ج-ع
نجع الطعام في الإنسان، كمنع ينجع نجوعا بالضم وضبطه في الصحاح: من حدي ضرب
ومنع، هكذا هو بالكسر والفتح، على لفظ ينجع وعليه إشارة معا: هنأ آكله، كما
في الصحاح زاد في اللسان: أو تبينت تنميته، واستمرأه وصلح عليه، وأنشد
الصاغاني للأعشى:
صفحة : 5558
لو أطعموا المن والسلوى مكانهم
ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا ونجع العلف في الدابة نجوعا: أثر، ولا
يقال: أنجع، نقله الجوهري عن ابن السكيت.
ومن المجاز: نجع الوعظ والخطاب فيه أي: عمل فيه ودخل فأثر، وقوله: الخطاب هكذا هو في العباب، والأساس، واللسان، وسائر نسخ الصحاح بالطاء ووجد بخط أبي زكريا في الحاشية الخضاب، وقد صحح عليه، كأنجع ونجع.
ويقال: هذا طعام ينجع عنه، وينجع به، ويستنجع به ويسترجع عنه، وذلك إذا نفع، ويستمرأ به، ويسمن عنه، وكذلك الرعي.
وماء نجوع، كصبور، كما يقال: نمير كما في الصحاح وأنشد الصاغاني لأرطاة بن سهية:
مررن على ماء الغمار فماؤه نجوع كما ماء السماء نجوع والنجوع: المديد، عن ابن السكيت، وهو: ماء ببزر أو دقيق، تسقاه الإبل، وقد نجعتها إياه، ونجعتها به، كمنع أي: علفتها به.
والنجعة بالضم طلب الكلإ في موضعه تقول منه: انتجعت كما في الصحاح ج: النجع، بضم ففتح، ومنه قيل لقوم: بم كثرت أموالكم? فقالوا: أوصانا أبونا بالنجع والرجع، وقد تقدم في ر-ج-ع وقال الأزهري: النجعة عند العرب: المذهب في طلب الكلإ في موضعه، والبادية تحضر محاضرها عند هيج العشب، ونقص الخرف، وفناء ماء السماء في الغدران، فلا يزالون حاضرة يشربون الماء العد، حتى يقع ربيع بالأرض خرفيا كان أو شتيا، فإذا وقع الربيع توزعتهم النجع، وتتبعوا مساقط الغيث، يرعون الكلأ والعشب إذا أعشبت البلاد، ويشربون الكرع، وهو ماء السماء، فلا يزالون في النجع إلى أن يهيج العشب من عام قابل، وتنش الغدران، فيرجعون إلى محاضرهم على أعداد المياه.
وقال الليث: بلغنا أن معاوية رضي الله عنه قال لرجل كان يأكل معه على مائدته، فغاظه كثرة أكله: إنك لبعيد النجعة، أي: بعيد الطلب للشبع، فقال: لعن الله طعاما يؤذى عليه أهله، وكان تناول دجاجة من بين يديه، رضي الله عنه.
وشجاع نجاع بضم النون: إتباع له، ولا يفرد.
والنجيع، كأمير: خبط يضرب بالدقيق والماء ثم يوجر الإبل أي: تسقاه، وقد نجعتها إياه، وبه ومنه حديث علي: وهو ينجع بكرات له دقيقا وخبطا أي: يعلفها.
والنجيع من الدم: ما كان إلى السواد، أو هو الدم مطلقا، وقال يعقوب: هو الدمث المصبوب، وبه فسر قول طرفة:
عالين رقما فاخرا لونـه من عبقري كنجيع الذبيح أو: دم الجوف خاصة، نقله الجوهري عن الأصمعي، وقيل: هو الطري منه، قال الشاعر:
وتخضب لحية غدرت وخانت بأحمر من نجيع الجوف آن ويقال: طعنة تمج النجيع أي: دم الجوف، وقال المرار بن سعيد:
تنفس طعنة نجلاء منه ويقلس جانباه دما نجيعا وقال أبو عمرو: أنجع الرجل: إذا أفلح.
وقال غيره: أنجع الفصيل: أرضعه كما في التكملة.
وانتجع: طلب الكلأ في موضعه قال سويد اليشكري:
هل سويد غير ليث خادر ثئدت أرض عليه فانتجع وقال ابن الرقاع:
وليس يأكل مما أنبتت أحـد
ولو تقلب في الآفاق وانتجعا
صفحة : 5559
وقال أبو ليلى: تناول رجل من بين يدي معاوية من مخة كان يأكلها، فقال: من
أجدب انتجع.
ومن المجاز: انتجع فلانا: إذا أتاه طالبا معروفه، قال ذو الرمة يمدح بلال بن أبي بردة:
سمعت الناس ينتجعون غيثا فقلت لصيدح انتجعي بلالا كتنجع فيهما، أي في طلب الكلإ والمعروف، وفي حديث بديل بن ورقاء ليلة فتح مكة: هذه هوازن تنجعت أرضنا.
والمنتجع بفتح الجيم: المنزل في طلب الكلإ كما في الصحاح والمحضر: المرجع إلى المياه.
ومما يستدرك عليه: نجع، كفرح ينجع في معنى انتجع، نقله الجوهري عن يعقوب.
وهؤلاء قوم ناجعة، ونواجع، وقد نجعوا الأرض، من حد منع.
والمنجع: المنتجع، والجمع المناجع، قال ابن أحمر:
كانت مناجعها الدهنا وجانبها والقف مما تراه فوقه دررا وكذلك:نجعت الإبل والغنم المرتع، كانتجعته.
واستعمل عبيد الانتجاع في الحرب، لأنهم إنما يذهبون في ذلك إلى الإغارة والنهب، فقال:
فانتجعن الحارث الأعرج في جحفل كالليل خطار العوالي ويقال: هو نجعتي: أي: أملي، على المثل.
ونجع فيه الدواء، وأنجع، ونجع: نفع، ينجع وينجع.
وطعام ناجع ومنجع: إذا استمرئ ونفع.
وماء ناجع ونجيع: مرئ.
والنجيع: ما نجع في البدن من طعام أو شراب، نقله الجوهري وأنشد لمسعود أخي ذي الرمة:
وقد علمت أسماء أن حديثها نجيع كما ماء السماء نجيع وتنجع: تلطخ بالدم.
ونجوع الصبي: هو اللبن.
ونجع الصبي بلبن الشاة، إذا غذي به، وهو مجاز.
وأنجعت الإبل: ألقمتها النجوع، لغة في نجعت، عن ابنش القطاع.
والنجع، بالفتح: بيت من شعر، جمعه النجوع،كبدر وبدور،يقال: هذا نجع بني فلان، يطلق على مواضع النجعة.
وقد سموا منتجعا.
ن-خ-ع
نخع لي فلان بحقي، كمنعض نخوعا، أي: أقر وأذعن، عن ابن الأعرابي، وكذلك
بخع، بالباء كما تقدم.
وقال ابن دريد: نخع الشاة ينخعها نخعا: سلخها ثم وجأها في نحرها ليخرج دم القلب، كما في العباب، وقال غيره: نخعها نخعا: قطع نخاعها، وفي الحديث: ألا لا تنخعوا الذبيحة حتى تجب، يقال: ذبحها فنخعها نخعا، أي: جاوز منتهى الذبح، فأصاب نخاعها، وذلك إذا عجل الذابح فأصاب القطع إلى النخاع، وتأويل الحديث: أي: لا تقطعوا رقبتها وتفصلوها قبل أن تسكن حركتها.
ونخع فلانا الودذ والنصيحة: أخلصهما له، كما في العباب والصحاح واللسان، وهو مجاز.
والناخع: العالم وقيل: هو المبين للأمور، وقيل: هو الذي قتل الأمر علما، الأخير عن ابن الأعرابي، وهو مجاز، وبه فسر قول شقران السلاماني:
إن الذي ربضـتـمـا أمـره
سرا وقد بـين لـلـنـاخـع
لكالتي يحسبـهـا أهـلـهـا
عذراء بكرا، وهي في التاسع
صفحة : 5560
والنخاعة، بالضم: النخامة، كما في الصحاح وهو ما يتفله الإنسان، أو ما يخرج
من الصدر، أو ما يخرج من الخيشوم، وقال ابن الأثير: هي البزقة التي تخرج من
أصل الفم مما يلي النخاع، قال ابن بري: ولم يجعل أحد النخاعة بمنزلة
النخامة إلا بعض البصريين، وقد جاء في الحديث: النخضاعة في المسجد خطيئة.
والنخاع، مثلثة نقله الجوهري والصاغاني عن الكسائي، ونص الجوهري قال الكسائي: من العرب من يقول: قطعت نخاعه، وناس من أهل الحجاز يقولون: هو مقطوع النخاع بالضم فظاهر هذا المساواة، ونقل شيخنا عن بعض أن الكسر فيه أفصح وأشهر، قال الجوهري وهو الخيط الأبيض، الذي في جوف الفقار، زاد غيره ينحدر من الدماغ، وتتشعب منه شعب في الجسم وأنشد الليث:
ألا ذهب الخداع فلا خـداعـا وأبدى السيف عن طبق نخاعا ويقال: هو عرق أبيض في داخل العنق، ينقاد في فقار الصلب، حتى يبلغ عجب الذنب، وهو يسقي العظام، قال ربيعة بن مقروم الضبي:
له برة إذا مالج عاجـت أخادعه فلان لها النخاع وقال ابن الأعرابي: النخاع: خيط أبيض يكون داخل عظم الرقبة، ويكون ممتدا إلى الصلب، ويقال له: خيط الرقبة، ويقال: النخاع: خيط الفقار المتصل بالدماغ، وقد تقدم شيء من ذلك في ب-خ-ع فراجعه.
ومن المجاز في الحديث: إن أنخع الأسماء عند الله أن يتسمى الرجل باسم ملك الأملاك، أي: أقتلها لصاحبه، وأهلكها له، قال ابن الأثير: والنخع: أشد القتل، وأما قوله: أذلها، فهو تفسير لما جاء في بعض الروايات: إن أخنع وقد تقدم، فتأمل، أو قال بعضهم: أي أقهرها وهو قريب من قولهم: أقتلها له وأهلكها.
والمنخع، كمقعد: مفصل الفهقة بين العنق والرأس من باطن، كما في الصحاح.
وينخع كيمنع: ع نقله الصاغاني وصاحب اللسان عن ابن دريد.
ونخع العود، كفرح: جرى فيه الماء قاله ابن دريد.
والنخع، محركة: قبيلة باليمن رهط
إبراهيم النخعي، وهو ابن عمرو ابن علة بن جلد بن مالك بن أدد، وهم من مذحج.
وتنخع: رمى نخامته، نقله الجوهري.
ومن المجاز: انتخع السحاب: قاء ما فيه من المطر، كتنخع قال الشاعر:
وحالكة الليالي من جمادى تنخع في جواشنها السحاب وانتخع الرجل عن أرضه: بعد عنها، نقله الجوهري.
ومما يستدرك عليه: الناخع: المبين للأمور.
وأرض منخوعة: جرى الماء في عود نبتها.
ودابة منخوعة: جووز بالذبح إلى نخاعها.
والنخع: القتل الشديد من ذلك.
ونخع الأرض: عمرها، عن ابن القطاع.
ن-د-ع
أندع إنداعا، أهمله الجوهري وقال ابن الأعرابي: أي اتبع أخلاق اللئام
والأنذال، قال: وأدنع إدناعا: اتبع طريقة الصالحين، وقد تقدم.
والندع للسعتر على ما قاله العزيزي، تصحيف، صوابه بالغين المعجمة.
وأندعت به الناقة: إذا قامت، هكذا ذكره العزيزي في هذا التركيب، وهو تصحيف أيضا وصوابه بالباء الموحدة، وقد تقدم، نبه عليهما الصاغاني.
ن-ذ-ع
صفحة : 5561
الناذع، أهمله الجوهري وصاحب اللسان والصاغاني في التكملة، وأورده في
العباب نقلا عن أبي عمرو، قال: هو من الماء أو العرق: الخارج، وقد نذع كمنع
ينذع نذعا.
قلت: ومنه قول العامة: النذعة بالكسر، للقطرة من الماء وغيره، وهو صحيح، إلا أنهم يهملون الذال.
ن-ز-ع
نزعه من مكانه نزعا: قلعه، فهو منزوع، ونزيع، كانتزعه فانتزع، لازم متعد،
كما سيأتي لللمصنف.
وفرق سيبويه بين نزع وانتزع، فقال: انتزع: استلب، ونزع: حول الشيء عن موضعه وإن كان على نحو الاستلاب.
وقوله تعالى: ونزع يده أي: أخرجها من جيبه.
ومن المجاز: نزع الغريب إلى أهله نزاعة، كسحابة، ونزاعا، بالكسر، ونزوعا بالضم أي: حن واشتاق ومنه حديث بدء الوحي: قبل أن ينزع إلى أهله وقالوا: نزوع، والجمع نزع، وقال الشاعر:
لا يمنعنك خفض العيش في دعة
نزوع نفس إلى أهل وأوطـان
تلقى بكل بلاد إن حللت بـهـا أهلا
بأهل وجيرانا بـجـيران
كنازع يقال: نزع إليه نزاعا، ونازعته نفسه إليه.
ونزع عن الأمور والصبا نزوعا: انتهى عنها وكف، وربما قالوا: نزعا.
ومن المجاز: نزع أباه، ونزع إليه: إذا أشبهه، ويقال: نزعه عرق الخال، وفي الأساس: يقال للمرء إذا أشبه أعمامه أو أخواله: نزعهم ونزعوه، ونزع إليهم، وفي الصحاح: نزع إلى أبيه في الشبه،أي: ذهب وفي اللسان: نزع إلى عرق كريم، أو لؤم، ينزع نزوعا: ونزعت به أعراقه، ونزعها، ونزع إليها، وفي حديث القذف: إنما هو عرق نزعه وأنشد الليث للفرزدق:
أشبهت أمك يا جرير وإنها نزعتك والأم اللئيمة تنزع أي: اجترت شبهك إليها.
ونزع في القوس ينزع نزعا: مدها، كما في الصحاح أي: بالوتر، وقيل: جذب الوتر بالسهم، وفي الحديث: لن تخور قوى ما دام صاحبها ينزع وينزو أي: يجذب قوسه، ويثب على فرسه.
ونزع الدلو من البئر ينزعها نزعا، ونزع بها، كلاهما: جذبها بغير قامة وأخرجها، أنشد ثعلب:
قد أنزع الدلو تقطى بالمرس
توزغ من ملء كإيزاغ الفرس
تقطيها: خروجها قليلا قليلا بغير
قامة، وأصل النزع: الجذب والقلع، وفي الحديث: رأيتني أنزع على قليب أي:
رأيتني في المنام استقي بيدي، يقال: نزع بالدلو إذا استقى بها وقد علق فيها
الرشاء.
ونزع الفرس سننا: إذا جرى طلقا، قال النابغة الذبياني:
والخيل تنزع غـربـا أعـنـتـهـا كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد ومن المجاز: هو في النزع، أي: قلع الحياة وقد نزع المحتضر ينزع نزعا، ونازع نزاعا: جاد بنفسه، ويقال أيضا: هو في النزع، محركة للاسم، كذا وجد له في هامش الصحاح.
ومن المجاز: بعير نازع، وناقة نازع: حنت إلى أوطانها ومرعاها، قاله الجوهري وأنشد لجميل:
وقلت لهم: لا تعذلوني وانظـروا
إلى النازع المقصور كيف يكون قلت: و الذي أنشده ابن فارس في
المجمل.
يقولون ما بلاك والمال غامـر عليك
وضاحي الجلد منك كنين
صفحة : 5562
فقلت لهم: لا تسألوني وانظـروا
إلى النازع المقصور كيف يكون قال الصاغاني: والرواية الصحيحة:
إلى الطرف الولاه كيف تكون وفي المثل: صار الأمر إلى النزعة محركة، أي: قام بإصلاحه أهل الأناة، وهو جمع نازع، كما في الصحاح وهم الرماة ويروى: عاد السهم إلى النزعة، أي: رجع الحق إلى أهله، كما في العباب واللسان، زاد الأخير وقام بإصلاح الأمر أهل الأناة.
قلت: فإذن مآلهما واحد، وزاد الزمخشري: هو كقوله: أعط القوس باريها وزاد في العباب: ويروى عاد الأمر إلى الوزعة، جمع وازع، يعني أهل الحلم، الذين يكفون أهل الجهل.
قلت: الذي في التهذيب للأزهري: عاد الرمي على النزعة، يضرب مثلا للذي يحيق به مكره، والعجب من المصنف كيف تركه وكأنه قلد الصاغاني فيما يورده مقتصرا عليه، وهو غريب.
وقوله تعالى: والنازعات غرقا والناشطات نشطا، قال ابن دريد: لا أقدم على تفسيره، إلا أن ابا عبيد ذكر أنها: النجوم تنزع من مكان إلى مكان، وتنشط أي: تطلع.
أو النازعات:القسي، والناشطات: الأوهاق، وقال الفراء: تنزع الأنفس من صدور الكفار، كما يغرق النازع في القوس: إذا جذب الوتر.
ومن المجاز: النزيع، كأمير: الغريب، كالنازع، ج: نزاع كرمان، قال الصاغاني: وأصلهما في الإبل، وفي الحديث: طوبى للغرباء، قيل: من هم يا رسول الله? قال: النزاع من القبائل وهو الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي: بعد وغاب،وقيل: لأنه ينزع إلى وطنه، أي: ينجذب ويميل، والمراد الأول، أي: طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله تعالى، وقيل: نزاع القبائل: غرباؤهم الذين يجاورون قبائل ليسوا منهم، ويروى: قيل: يا رسول الله، من الغرباء? قال: الذين يصلحون ما أفسد الناس.
ومن المجاز: النزيع: من أمه سبية ومنه قول المرار بن سعيد الفقعسي:
عقلت نساءهم فينا حديثـا ضنئن المال والولد النزيعا عقلت، أي: رأيت، وضنئن المال، أي: أكثرن منه.
ومن المجاز النزيع: البعيد، ومنه قول الطرماح يصف حمامة:
برت لك حماء العلاط سجوع وداع دعا من خلتيك نـزيع وقيل: النزيع هنا: هو الغريب، وكلاهما صحيح، وكذلك في قول الحطيئة:
ولما جرى في القوم بينت أنها أجاري طرف في رباط نزيع والنزيع: المقطوف المجني، ومنه قول الشماخ يصف وكر عقاب:
ترى قطعا من الأحناش فيها جماجمهن كالخشل النزيع. والخشل: المقل.
النزيع: البئر القريبة القعر، تنزع دلاؤها بالأيدي نزعا، لقربها. كالنزوع فعول للمفعول كالركوب، والجمع نزاع.
وبلا لام: نزيع بن سليمان الحنفي
الشاعر ذكره الحافظ في التبصير.
صفحة : 5563
ومن المجاز: النزيعة من النجائب: التي تجلب إلى غير بلادها ومنتجها من
النجائب، هذا هو نص الليث، ووجد في بعض النسخ: إلى بلاد غيرها وهو غلط،
ومنه حديث ظبيان: إن قبائل من الأزد نتجوا فيها النزائع أي: نتجوا بها إبلا
انتزعوها من أيدي الناس، وقيل: النزائع من الخيل: التي نزعت إلى أعراق من
اللحاح، وفي الأساس: ومن المجاز: خيل نزائع: غرائب نزعت عن قوم آخرين.
وعنده نزيع ونزيعة: نجيب ونجيبة من غير بلاده، كما في العباب، وفي المحكم: من أيدي الغرباء، وفي التهذيب: من أيدي قوم آخرين، ومثله في الصحاح.
ومن المجاز: النزيعة المرأة التي تتزوج في غير عشيرتها وبلدها فتنقل، ج: نزائع ومنه حديث عمر: قال لآل السائب: قد أضويتم فانكحوا في النزائع أي في الغرائب من عشيرتكم.
وغنم نزع، كركع: حرامى، تطلب الفحل، كما في الصحاح.
والمنزع كمنبر: السهم، نقله الجوهري وزاد الصاغاني: الذي ينتزع به، وفي اللسان: الذي يرمى به أبعد ما يقدر عليه، لتقدر به الغلوة، قال الأعشى:
فهو كالمنزع المريش منض الشو حط غالت به يمين المغـالـي وقال أبو حنيفة: المنزع: حديدة لا سنخ لها، إنما هي أدنى حديدة لا خير فيها، تؤخذ وتدخل في الرعظ، وأنشد الجوهري لأبي ذؤيب يصف صائدا غلبت كلابه:
فرمى فأنفذ طرتيه المنزع قال ابن بري: هكذا وجد بخطه، والصواب:
فرمى لينفذ فرها فهوى له سهم فأنفذ طرتيه المنزع والمنزعة بالفتح: القوس الفجواء عن الفراء.
وفي الصحاح: المنزعة: ما يرجع إليه الرجل من رأيه وأمره وتدبيره، وهو مجاز، وأنشد الصاغاني للبيد رضي الله عنه:
أنا لبيد ثم هذي المـنـزعـه
يا رب هيجا هي خير من دعه
والمنزعة: رأس البئر التي ينزع عليه، وقال الفراء: هي الصخرة يقوم عليها الساقي، زاد ابن الأعرابي: والعقابان من جنبتيها تعضدانها، وهي التي تسمى القبيلة.
ومن المجاز: المنزعة: الهمة قال الكسائي: يقال: والله لتعملن أينا أضعف منزعة.
ويكسر عن خشاف الأعرابي، قال
الجوهري: حكاه ابن السكيت في باب مفعلة ومفعلة، ويقال: فلان قريب المنزعة،
أي: قريب الهمة، هذا نص العباب والصحاح واللسان، ووقع في اللسان وهو قريب
المنزعة، أي: غير ذي همة، فتأمل.
والنزعة، محركة: ع، نقله الصاغاني.
والنزعة: نبت من نبات القيظ
معروف، قاله ابن السكيت، ويسكن، وحكى الوجهين أبو حنيفة، قال: وهي تكون
بالروض، وليس لها زهرة ولا ثمرة، تأكلها الإبل إذا لم تجد غيرها، فإذا
أكلتها امتنعت ألبانها خبثا، هكذا نقله أبو عمرو عن الأعراب الأوائل.
صفحة : 5564
والنزعة: الطريق في الجبل يشبه بالنزعة وهو: موضع النزع من الرأس، وهو
انحسار الشعر من جانبي الجبهة، وهو أنزع براق النزعتين، كأنه نزع عنه
الشعر، ففارق وقد نزع، كفرح نزعا، وفي صفة علي رضي الله عنه: البطين الأنزع
والعرب تحب النزع، وتتيمن بالأنزع وتذم الغمم، وتتشاءم بالأغم، وتزعم أن
أغم القفا والجبين لا يكون إلا لئيما، ومنه قول هدبة بن خشرم:
ولا تنكحي إن فرق الدهر بينناأغم القفا والوجه ليس بأنزعا وهي زعراء، ولا تقل، نزعاء، كما في الصحاح والعباب، وأجازه بعضهم.
وأنزع الرجل: ظهرت نزعتاه عن ابن الأعرابي.
وأنزع القوم: نزعت إبلهم إلى أوطانها وفي المفردات: في مواطنهم، قال الشاعر:
وقد أهافوا زعموا وأنزعوا أهافوا: عطشت إبلهم.
ومن المجاز: شراب طيب المنزعة، أي: طيب مقطع الشرب، كما قال عز وجل: ختامه مسك أي: أنهم إذا شربوا الرحيق، ففني ما في الكأس، وانقطع الشراب، انختم ذلك بريح المسك، كما في اللسان، وقال الأصبهاني في المفردات، في تركيب خ-ت-م : ختامه مسك، معناه: منقطعه وخاتمة شربه، أي: سؤره في الطيب مسك، وقول من قال: يختم بالمسك، أي: يطبع فليس بشيء، لأن الشراب يجب أن يطيب في نفسه، ولا ينفعه بالطيب فليس مما يفيده، ولا ينفعه طيب خاتمه ما لم يطب في نفسه، فتأمل فإنه تحقيق حسن، وسيأتي إن شاء الله تعالى.
والنزاعة كسحابة: الخصومة وفي الصحاح: بينهما نزاعة، أي: خصومة في حق، هكذا في النسخ وفي بعضها: بينهما نزاع بالكسر.
وثمام منزع، كمعظم: منزوع من الأرض، شدد مبالغة، كما في الصحاح.
وانتزع الشيء: كف وامتنع قال سويد اليشكري:
فدعاني حب سلمى بعدما ذهب الجدة مني وانتزع ويروى: مني والريع أي: أول الشباب، فحرك الياء ضرورة.
وانتزع الشيء: اقتلع وقد انتزعه لازم متعد، قال سويد اليشكري:
أرق العين خـيال لـم يدع من سليمى، ففؤادي منتزع وقال القطامي:
قوارش بالرماح كأن فيهـا شواطن ينتزعن بها انتزاعا ونازعه منازعة، ونزاعا: خاصمه، وقيل: جاذبه في الخصومة، كما في الصحاح أي: مجاذبة الحجج فيما يتنازع فيه الخصمان، والأصل في المنازعة، المجاذبة، ثم عبر به عن المخاصمة، يقال: نازعه الكلام، ونازعه في كذا، وهو مجاز، قال ابن مقبل:
نازعت ألبابها لبي بمقتصـر من الأحاديث حتى زدتني لينا أي: نازع لبي ألبابهن.
ومن المجاز: أرضي تنازع أرضكم، أي: تتصل بها، قال ذو الرمة:
لقى بين أجماد وجرعاء نازعت حبالا بهن الجـازئات الأوابـد والتنازع في الأصل: التجاذب، كالمنازعة، ويعبر بهما عن التخاصم والمجادلة، ومنه قوله عز وجل: ولا تنازعوا فتفشلوا وقوله تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله.
ومن المجاز: التنازع: التناول،
والتعاطي، والأصل فيه التجاذب، قال الله تعالى: يتنازعون فيها كأسا، أي:
يتناولون.
صفحة : 5565
والتنزع: التسرع، يقال: رأيت فلانا متنزعا إلى كذا، ومتترعا، أي: متسرعا
إليه نازعا.
ومما يستدرك عليه: انتزع الرمح: اقتلعه ثم حمل.
ونزع الأمير العامل عن عمله، أي: أزاله وهو مجاز، لأنه إذا أزاله فقد اقتلعه، ويعبر عنه بالعزل.
والمنزعة، كمكنسة: خشبة عريضة نحو الملعقة، تكون مع مشتار العسل، ينزع بها النحل اللواصق بالشهد، وتسمى المحبضة، عن ابن دريد.
ونازعتني نفسي إلى هواها، نزاعا: غالبتني، ونزعتها أنا: غالبتها، وقال سيبويه: لا يقال في العاقبة فنزعته، استغنوا عنه بغلبته.
وانتزاع النية: بعدها عن ابن السكيت.
والنزيع: الشريف من القوم الذي نزع إلى عرق كريم، وكذلك فرس نزيع، وفي الحديث: لقد نزعت بمثل ما في التوراة، أي جئت بما يشبهها.
والنزعة، محركة: الرماة.
وانتزع للصيد سهما: رماه به، يقال: رأى الصيد فانتزع له.
وأيد نوازع.
وانتزع بالآية والشعر: تمثل ويقال للرجل إذا استنبط معنى آية: قد انتزع معنى جيدا، وهو مجاز.
ويقال: نازعني فلان بنانه، أي: صافحني، والمنازعة: المصافحة: وهو مجاز، قال الراعي:
ينازعنا رخص البنان كأنما ينازعنا هداب ريط معضد والمنزعة، بكسر الميم وفتحها: الخصومة، كالنزاعة بالكسر.
والنزعاء من الجباه: التي أقبلت ناصيتها، وارتفع أعلى شعر صدغها.
ونزعه بنزيعة: نخسه، عن كراع.
وغنم نزع، بضمتين: لغة في نزع، كركع: بها نزاع، وهو طلب الفحل وشاة نازع.
والنزائع من الرياح: هي النكب، سميت لاختلاف مهابها، وهو مجاز، وفي الأساس: بين ريحين.
ورجل منزع، كمنبر: شديد النزع.
وماء بعيد المنزع، وهو الموضع الذي ينزع منه.
ونازعته على البئر: نزعت معه.
ورآه مكبا على الشر فاستنزعه: سأله أن ينزع عنه.
ويقال: فلان ينزع بحجته: إذا كان يحضر بها، وهو مجاز، ومنه قوله تعالى: ونزعنا من كل أمة شهيدا.
ويقال: نزع يده من الطاعة، وخرج عاصيا نازعا يد، وهو مجاز، وتنازعوا.
والخيل تنازع فارسها العنان.
والمنازعة: المناولة، يقال: نازعه كأس الكرى.
وفلاة نزوع: بعيدة.
ونزاعة الشوى: موضع بمكة عند شعب الصفا، نقله الصاغاني وياقوت.
والنزاعة، كثمامة: ما انتزعته بيدك، ثم ألقيته.
ن-س-ع
النسع، بالكسر: سير ينسج، أي: يضفر عريضا على هيئة أعنة النعال، تشد به
الرحال، والقطعة منه نسعة، وسمي نسعا لطوله، وفي الصحاح: النسعة: التي تنسج
عريضا للتصدير ومثله في العباب، وفي النهاية: هو سير مضفور يجعل زماما
للبعير وغيره، وقد تنسج عريضة، تجعل على صدر البعير، قال عبد يغوث:
أقول وقد شدوا لساني بنسعة وجعل الجوهري النسع، بالكسر، جمعا للنسعة، وقال ابن بري: وقد جاء في شعر حميد بن ثور النسع للواحد، قال:
رأتني بنسعيها فردت مخافـتـي
إلى الصدر روعاء الفؤاد فروق ج: نسع، بالضم كما في المحكم،
ونسع كعنب، وأنساع، ونسوع، وأنشد الجوهري للأعشى:
صفحة : 5566
تخال حتما عليها كلما ضمرت
من الكلال بأن تستوفي النسعا وقال الراجز:
عاليت أنساعي وجلب الكور وقال المرار بن سعيد:
وقد علفت حدائدها وحلت جنائبها فزايلت النسوعا وقال ابن السكيت: يقال للبطان والحقب: هما النسعان.
ونسعت الأسنان، كمنع، نسعا ونسوعا: انحسرت اللثة عنها واسترخت، يقال: نسع فوه نقله الجوهري وأنشد للراجز:
ونسعت أسنان عود فانجلع
عمورها عن ناصلات لم تدع
كنسعت تنسيعا، وهذا عن الأصمعي، قال: تنسيع الأسنان: أن تطول وتسترخي حتى تبدو أصولها التي كانت تواريها اللثة، وتنحسر اللثة عنها.
وقال ابن دريد: نسعت ثنيتاه: خرجتا من العمر، وكذلك نسغت بالغين.
ونسع في الأرض: إذا ذهب، نقله الصاغاني.
وقال الليث: نسعت المرأة نسعا ونسوعا: طال ظهرها، أوسنها، أو بطنها هكذا في سائر النسخ، وهو غلط صوابه: أو بظرها كما هو نص العين والعباب واللسان.
وعن ابن الأعرابي وقال الأصمعي: النسع: اسم ريح الشمال، قال الأزهري: سميت الشمال نسعا لدقة مهبها، شبهت بالنسع المضفور من الأديم، وقال ابن عباد: ريح نسعية، كالمنسع، كمنبر، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط صوابه: كالمسع بكسر الميم، كما هو نص الأصمعي في الصحاح، ومثله في اللسان والعباب، وقال شمر: هذيل تسمي الجنوب مسعا، قال: وسمعت بعض الحجازيين يقول: هو يسع، وغيرهم يقول: هو نسع، وزعم يعقوب أن الميم بدل من النون، وأنشد الجوهري لقيس بن خويلد:
ويلمها لقحة إما تؤوبـهـم نسع شآمية فيها الأعاصير ونسع: د، أو جبل أسود، بين الصفراء وينبع، قال كثير عزة:
سلكت سبيل الرائحات عشية مخارم نسع أو سلكن سبيلي وقال ابن الأثير: نسع: موضع بالمدينة، وهو الذي حماه النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء، وهو صدر وادي العقيق.
وأنسع الرجل: إذا دخل فيها، أي: في ريح الشمال.
وقال أبو عمرو: أنسع فلان: إذا كثر أذاه لجيرانه.
وقال ابن فارس: الناسع: العنق الطويل الذي كأنه جدل جدلا.
وقال غيره: الناسع: الناتئ، ويقال: هو بالشين.
وبهاء قال الليث: الناسعة: المرأة الطويلة الظهر، أو البظر، أو السن، أو التي لم تختن، نقله الصاغاني عن بعض أهل اللغة، كالناسع أي: في المعنى الأخير، يقال: جارية ناسع.
والنسوع: الطول، قاله الليث.
والنسوع: قصر باليمامة من أشهر قصورها.
وذات النسوع، بالسين، ويقال بالشين: فرس بسطام بن قيس، ويقال: ذات النسور بالراء.
وقال ابن دريد: المنسعة كمكنسة، و الذي في الجمهرة بفتح الميم، وهكذا هو في التكملة أيضا: الأرض السريعة النبت، يطول نبتها وبقلها، زعموا.
قال: والينسوعة: ع، بين مكة
والبصرة، والياء والواو زائدتان، لأنها من النسع، وقال الأزهري: ينسوعة
القف: منهل من مناهل طريق مكة على جادة البصرة، بها ركايا كثيرة عذبة
الماء، عند منقطع رمال الدهناء بين ماوية والنباج، قال: وقد شربت من مائها.
صفحة : 5567
قلت: وهي لبني مالك بن جندب بن العنبر.
وقال ابن الأعرابي: انتسعت الإبل: إذا تفرقت في مراعيها، وكذلك انتسغت بالغين، قال الأخطل:
رجن بحيث تنتسع المطايا فلا بقا يخفن ولا ذبابـا ومما يستدرك عليه: رجل منسوع: أخذته ريح الشمال، قال ابن هرمة:
متتبع خطئي يود لو أنـنـي هاب بمدرجة الصبا منسوع ويروى ميسوع كما سيأتي.
وهذا سنعه، وسنعه، وشنعه، وشنعه، أي: وفقه، عن ابن الأعرابي.
وأنساع الطريق: شركه.
ونسع، بالكسر: موضع بالمدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وقد ذكر.
وسليمان بن نسع الحضرمي، الأندلسي، الخطيب، محركة، معاصر للقاضي عياض.
ن-ش-ع
نشعه، كمنعه:، نشعا، ومنشعا: انتزعه بعنف، نقله ابن دريد، واقتصر في مصادره
على النشع، وهو الصواب، لأن المنشع، بالفتح، إنما هو مصدر نشع الصبي، وكذا
المريض ينشعه نشوعا ومنشعا: إذا أوجره، فالنشوع: ذكره الجوهري وأهمله
المصنف قصورا منه، والمنشع: ذكره صاحب اللسان، والصاغاني في كتابيه،
وقالوا: الغين المعجمة لغة فيه: نشعه ونشغه نشوغا ومنشعا، ونشوغا ومنشغا،
كأنشعه، قال الجوهري وقد نشعت الصبي الوجور، وأنشعته مثل: وجرته وأوجرته،
وقال أبو عبيد: كان الأصمعي ينشد بيت ذي الرمة:
إذا مرئية ولدت غـلامـا فألأم مرضع نشع المحارا بالعين والغين، وهو إيجارك الصبي الدواء، كما في اللسان، وقال الصاغاني: وأكثر الرواة على الغين المعجمة، وقال المرار بن سعيد:
إليكم يا لئام الناس إنـي نشعت العز أنفي نشوعا هكذا أنشده الجوهري في معنى السعوط.
قال؛: وربما قالوا: نشع فلانا الكلام: إذا لقنه إياه وهو مجاز.
وقال ابن عباد: نشع فلان نشوعا، بالضم: كرب من الموت ثم نجا.
قال: ونشع نشعا: شهق، ويقال بالغين المعجمة، وهو أعلى، بل قال أبو عبيد: إنه بالغين لا غير، كما سيأتي.
والنشوع كصبور، هذا هو الصواب في الضبط، وأما قوله: ويضم فهو خطأ ينبغي التنبيه عليه، وإنما نصهم: النشوع والنشوغ، أي: بالعين والغين: الوجور زنة ومعنى، وأما بالضم فإنه المصدر كما صرح به الجوهري والصاغاني وإنما غره تكرار كلمة النشوع فظن أن الثانية مضمومة، وإنما فيه الوجهان: الإهمال والإعجام، فتأمل ذلك وأنصف، ففي الصحاح: والنشوع بالعين والغين: السعوط، والوجور الذي يوجره المريض أو الصبي، والنشوع بالضم: المصدر.
قلت: فزاد أن النشوع بلغتيه يطلق على السعوط أيضا، وهو قول الأعرابي، ونصه في نوادره: النشوع، السعوط، وقد نشع الصبي ونشغ بالعين والغين معا، وقد نشعه نشعا، وأنشعه فهذا قد أهمله المصنف تقصيرا، وشاهده قول المرار الذي تقدم.
وقال الشيخ ابن بري بعد ذكر عبارة الجوهري ما نصه: يريد أن السعوط في الأنف، والوجور في الفم، ويقال: إن السعوط يكون للاثنين، ولهذا تقول للمسعط: منشع، ومنشغ.
وقال ابن عباد: النشوع، كصبور: كل
ما يرد النفس، هكذا ضبطه في المحيط بالفتح.
صفحة : 5568
ومن المجاز: نشع فلان بكذا، ووقع في الأساس كذا، وبكذا كعني، فهو منشوع:
أولع به، عن أبي عمرو، يقال: إنه لمنشوع بأكل اللحم، أي: مولع به، والغين
المعجمة لغة فيه عن يعقوب.
والناشع: الناتئ، نقله الصاغاني هنا، وتقدم أيضا في ن-س-ع بإهمال السين.
والنشاعة: بالضم ما انتشعته: إذا انتزعته بيدك، ثم ألقيته، كذا في الجمهرة.
وأنشع الحازي أي: الكاهن: أعطاه جعله على كهانته، قال الجوهري: قال رؤبة:
قال الحوازي، وأبى أن ينشعا
يا هند ما أسرع ما تسعسعـا
قلت: قال بعضهم: إن الرجز للعجاج، قلت: الصواب أنه لرؤبة يصف تميما، والرواية:
إن تميما لم يراضع مسبعـا
ولم تلده أمـه مـقـنـعـا
فتم يسقى وأبى أن يرضعـا
قال الحوازي وأبى أن ينشعا
أشرية في قرية ما أشنعـا
وغضبة في هضبة م أمنعا
هكذا أنشده الليث، وقال: أبى أن يعطى أجر الحازي، هكذا فسره، وغلط الجوهري في إنشاد الرجز، فأنشد على معنى ذكره، كما تقدم، أي: أورده تحت قوله: وقد نشعت الصبي الوجور، وأنشعته، مثل: وجرته، وأوجرته، وفي التكملة: قال رؤبة ويا هند....... مقدم وقال الحوازي مؤخر، وبينهما أكثر من مائة وخمسين مشطورا.
قلت: ولم يورد الأزهري ولا ابن سيده هذا الرجز إلا الشطر الأول، هكذا:
قال الحوازي واستحت أن تنشعا ثم قال ابن سيده: الحوازي: الكواهن، واستحت أن تأخذ أجر الكهانة، وفي التهذيب: واشتهت أن تنشعا.
قلت: وفي بعض نسخ العين: وأبت أن تنشعا وقال ابن بري: البيتان اللذان أوردهما الجوهري من الأرجوزة لا يلي أحدهما الآخر، والضمير في ينشعا غير الذي في تسعسعا لأنه يعود في ينشعا على تميم أبي القبيلة، بدليل قوله. قبل هذا البيت: إن تميما.....الخ ثم قال بعده:
أشرية في قرية ما أشنعا. أي: قالت الحوازي هذا المولود شرية في قرية، أي: حنظلة في قرية نمل، أي: تميم وأولاده مرون كالحنظل، كييرون كالنمل، قال ابن حمزة: ومعنى: أن ينشعا أي أن يؤخذ قهرا، فتأمل ذلك.
وقال ابن عباد: أنشع فلانا بشربة: إذا أغاثهث بها وهو مجاز.
وانتشع الرجل: مثل: استعط، نقله الجوهري.
وانتشع: انتزع الشيء بعنف، وقد تقدم ذلك في كلام المصنف عند ذكر النشاعة.
والمنشع، كمنبر: المسعط عن ابن دريد، وذكره ابن بري أيضا وليس في نصهما ما يدل على أنه كمنبر، والمعروف أنه كالمسعط زنة ومعنى، فتأمل.
ومما يستدرك عليه: النشع، بالفتح: جعل الكاهن، كما في المحكم، ونشع الكاهن نشعا: جعل له جعلا، كما في الأساس.
وذات النشوع: فرس بسطام بن قيس، هنا ذكره صاحب اللسان، وقد تقدم في ن-س-ع و ن-س-ر.
وقال أبو حنيفة: قال الأحمر: نشع الطيب: شمه.
والنشع، محركة، من الماء: ما خبث طعمه.