فصل النون مع العين
الجزء الثاني
ن-ص-ع
صفحة : 5569
الناصع: الخالص من كل شيء يقال: أبيض ناصع، وأصفر ناصع، وقال الأصمعي: كل
ثوب خالص البياض،أو الصفرة، أو الحمرة، فهو ناصع، كما في الصحاح وفي
اللسان: الناصع البالغ من الألوان، الخالص منها، الصافي: أي لون كان، وأكثر
ما يقال في البياض، قال أبو النجم:
إن ذوات الأرز والبراقع
والبدن في ذاك البياض الناصع
ليس اعتذار عندها بنافع
وقد نصع، كمنع، نصاعة، ونصوعا: خلص، ومنه الحديث: المدينة كالكير تنفي خبثها، وتنصع طيبها، أجمع رواة الصحيحين على أنه من النصوع، وهو الخلوص، إلا الزمخشري رحمه الله فإنه قال: تبضع بالموحدة والضاد المعجمة، وقد ذكر في موضعه.
ومن المجاز: نصع الأمر نصوعا: إذا وضح وبان، وأنشد ابن بري للقيط الإيادي:
إني أرى الرأي إن لم أعص قد نصعا ونصع لونه، نصاعة ونصوعا: اشتد بياضه وخلص، قال سويد اليشكري:
صقلته بقضـيب نـاعـم من أراك طيب حتى نصع ويقال: أبيض ناصع، ويقق، وأصفر ناصع، بالغوا به،ك ما قالوا: أسود حالك، وقال أبو عبيدة في الشات: أصفر ناصع، قال: هو الأصفر السراة تعلو متنه جدة غبساء، وقيل: لا يقال أبيض ناصع، ولكن أبيض يقق، وأحمر ناصع، قلت: وهو قول أبي ليلى.
ونصعت الأم به: ولدته، قال الجوهري: قال أبو يوسف: يقال: قبح الله أما نصعت به، أي: ولدته، مثل: مصعت به.
ونصع الشارب: شفى غليله، هو قول الأصمعي، ونصه: يقال: شرب حتى نصع، وحتى نقع، وذلك إذا شفى غليله، وأنكره الأزهري، وقال: المعروف فيه بضع، وقد تقدم.
وقال الزجاج: نصع بالحق نصوعا: إذا أقر به وأداه، كأنصع.
وقال غيره: أنصع له، وأنصع به: إذا أقر.
وقال غيره: النصع مثلثة، التثليث ذكره ابن سيده، واقتصر الجوهري على الكسر: جلد أبيض، أو ثوب شديد البياض، وأنشد الجوهري للشاعر:
يرعى الخزامى بذي قار وقد خضبت
منه الجحافل والأطراف والزمعـا
مجتاب نصع يمان فوق نـقـبـتـه وبالأكارع
من ديباجـه قـطـعـا
وأنشد الصاغاني لرؤبة يصف ثورا وحشيا:
تخال نصعا فوقه مقطعا أو كل جلد أبيض أو ثوب أبيض، هكذا عم به بعضهم.
والنصع بالفتح: جبل أحمر بأسفل الحجاز، مطل على الغور، عن يسار ينبع، أو بينه وبين الصفراء الصحيح أن الذي بين ينبع والصفراء هو النصع، بكسر النون، وهي: جبال سود لبني ضمرة، كما في المعجم، وقد ذكر مثل ذلك في نسع أيضا، وهما واحد.
والنصيع، كأمير: البالغ من الألوان، الخالص منها، الصافي، أي لون كان، كالناصع، وأكثر ما يقال في البياض، يقال: ماء ناصع: إذا كان صافيا.
صفحة : 5570
والمناصع فيما يقال: المجالس، أو هي مواضع يتخلى فيها لبول، أيو غائط، أو
حاجة، الواحد منصع، كمقعد، لأنه يبرز إليها ويظهر، قاله أبو سعيد، وفي حديث
الإفك: كان متبرز النساء في المدينة قبل أن تسوى الكنف في الدور المناصع،
حكاه الهروي في الغريبين، قال الأزهري أرى المناصع موضعا بعينه خارج
المدينة، وكن النساء يتبرزن إليه بالليل، على مذاهب العرب بالجاهلية.
وقال مؤرج، كما في اللسان، وفي العباب: قال أبو تراب: النصع، كعنب: النطع من الأديم فهو مثله زنة ومعنى، وأنشد لحاجز بن الجعيد الأزدي:
فننحرها ونخلطها بأخرى كأن سراتها نصع دهين ويقال: نصع، بسكون الصاد.
وقال الليث: يقال: أنصع الرجل: إذا تصدى للشر.
وأنصع: اقشعر، قاله أبو عمرو.
أو أنصع: أظهر ما في نفسه، نقله ابن الأثير، ونسبه الجوهري لأبي عمرو، وزاد وقصد القتال ومثله في العباب، ونص الصحاح: قال أبو عمرو: أنصع الرجل: ظهر ما في نفسه، هكذا قاله ظهر من غير ألف، وأنشد لرؤبة:
كر بأحجى مانع أن يمنعا
حتى اقشعر جلده وأنصعا
وفي العباب: حين اقشعر قال الجوهري: وحكى الفراء: أنصعت الناقة للفحل: إذا أقرت له، ويوجد في بعض نسخ الصحاح: قرت له عند الضراب.
ومما يستدرك عليه: أحمر نصاع، كناصع، عن أبي ليلى، وكذلك حمرة نصاعة، وأنشد للشاعر:
بدلن بؤسا بعد طول تـنـعـم
ومن الثياب يرين في الألـوان
من صفرة تعلو البياض وحمرة نصاعة،
كشقائق النـعـمـان
وحسب ناصع: خالص، وحق ناصع: واضح، كلاهما على المثل، واستعمل جابر بن قبيصة النصاعة في الظرف، فقال: ما رأيت رجلا أنصع ظرفا منك، وكأنه يعني به خلوص الظرف.
وقالوا: ناصع الخبر أخاك، وكن منه
على حذر، وهو من الأمر الناصع، أي: البين والخالص.
ونصع الرجل: أظهر عدواته وبينها، قال أبو زبيد:
والدارإن تنئهم عني فـإن لـهـم ودي ونصري إذا أعداؤهم نصعوا والناصع من الجيش والقوم: الخالصون الذين لا يخلطهم غيرهم، عن ابن الأعرابي وأنشد:
ولما أن دعوت بني طريف أتوني ناصعين إلى الصياح وقال الجوهري: ناصعين، أي: قاصدين.
وقال الليث: النصيع: البحر، وأنشد:
أدليت دلوي في النصيع الزاخر وأنكره الأزهري، وقال: هو غير معروف، إنما أراد ماء بئر ناصع الماء، ليس بكدر، لأن ماء البحر لا يدلى فيه الدلو، يقال: ماء ناصع وماصع ونصيع: إذا كان صافيا، والمعروف في البحر البضيع، بالموحدة والضاد المعجمة، وصوبه الصاغاني في اللغة والرجز، قال: وهو مأخوذ من البضع، وهو الشق، كأن هذا النهر شق من النهر الأعظم.
ونصعت الناقة: إذا مضغت الجرة، عن ثعلب.
والنصيع، كزبير: مكان بين المدينة والشام، ويقال: هو بالباء والضاد، وقد تقدم.
ن-ط-ع
النطع، بالكسر، وبالفتح، وبالتحريك، وكعنب أربع لغات، على ما نص عليه
الجوهري والصاغاني وابن سيده وهو: بساط من الأديم معروف، قال
صفحة : 5571
شيخنا وجزم الشهاب وغيره بأن الأفصح منها هو النطع، كعنب، وحكى الزركشي فيه
سبع لغات، أكثرها في شروح الفصيح، وبها يعلم قصور المصنف.
قلت: وفي أمالي ابن بري: أنكر أبو
زياد نطع وأنكر علي بن حمزة نطع وأثبت نطع وحكى ابن سيده عن ابن جني، قال:
اجتمع أبو عبد الله بن الأعرابي وأبو زياد الكلابي على الجسر، فسأل أبو
زياد ابا عبد الله عن قول النابغة.
على ظهر مبناة جديد سيورها فقال أبو عبد الله: النطع، بالفتح، فقال أبو
زياد: لا أعرفه، فقال: النطع بالكسر، فقال أبو زياد: نعم انتهى. وأنشد
الجوهري للراجز:
يضربن بالأزمة الخدودا
ضرب الرياح النطع الممدودا
ج: أنطاع، ونطوع، كما في الصحاح والعباب وجمع النطع، بالفتح: أنطع، كأفلس، كما في اللسان.
والنطع بالكسر، وكعنب، كما في العباب والصحاح قال: يخفف ويثقل، وزاد في اللسان: النطع والنطعة، بالتحريك فيهما: ما ظهر من الغار، أي من غار الفم الأعلى، وهي الجلدة الملتزقة بعظم الخليقاء، فيه آثار كالتحزيز وهناك موقع اللسان في الحنك، ج: نطوع لا غير، ويقال لمرفعه من أسفله: الفراش، وإليه نسب الحروف النطعية وهي: الطاء، والدال، والتاء، يجمعها قولك: طدت سميت لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى.
ونطاع القوم، بالكسر:جنابهم عن أبي سعيد، وفي بعض النسخ: خيامهم، وهو غلط، وقال أيضا: أو أرضهم، يقال: وطئنا نطاع بني فلان، أي: أرضهم.
ونطاع كقطام، وكتاب: ة، بالبحرين، لبني رزاح.
ونطاع بالتثليث: ع قال ربيعة بن مقروم الضبي:
وأقرب مورد من حيث راحا أثال أو غمازة أو نـطـاع وقال الحارث بن حلزة اليشكري:
لم يخلوا بني رزاح ببرقا ء نطاع لهم عليهم دعاء ونطاع كغراب: ماء في بلاد بني تميم: وضبطه الأزهري كقطام، قال: يقال: شربت إبلنا من ماء نطاع، وهي ركية عذبة الماء غزيرته.
والنطاع، ككتاب: واد: كلها، أي: مما ذكر من المواضع والأودية باليمامة على قول من جعل البحرين، واليمامة عملا واحدا.
وقال ابن الأعرابي: النطاعة،والقطاعة، والقضاضة، بالضم: اللقمة يؤكل نصفها فترد إلى الخوان، وهو عيب، ومنه يقال: فلان ناطع لاطع قاطع.
قال: والنطع، بضمتين: المتشدقون في القول، كأنهم يرمون بلسانهم إلى نطع الفم، وهو مجاز.
وقال أبو ليلى: النطاع، كشداد: من يتنطع الطعام في نطعه.
وقال ابن عباد: بياض ناطع أي: خالص، مثل ناصع.
وقال أبو عمر الزاهد: نطع لونه، كعني: تغير.
ومن المجاز: تنطع في الكلام
وغيره، أي: تعمق فيه وقيل: غالى، ومنه الحديث: هلك المتنطعون وهم المتعمقون
الغالون، والذين يتكلمون بأقصى حلوقهم تكبرا، قال ابن الأثير: هو مأخوذ من
النطع، وهو الغار الأعلى في الفم، قال: ثم استعمل في كل تعمق قولا وفعلا
ومنه حديث عمر رضي الله عنه، لن تزالوا تنطه أهل العراق أي تتكلفوا القول
والعمل، وقيل: أراد به هاهنا الإكثار من الأكل والشرب، والتوسع فيه، حتى
يصل إلى الغار الأعلى، ويستحب للصائم أن يعجل الفطر بتناول القليل من
الفطور.
صفحة : 5572
وفي حديث ابن مسعود: إياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدكم: هلم،
وتعال أراد النهي عن الملاحاة في القراءات المختلفة، وأن مرجعها كلها إلى
وجه واحد من الصواب.
وتنطع في شهواته: تأنق، وكذلك تنطس، عن ابن الأعرابي.
ومن المجاز: تنطع الصانع في عمله: إذا تحذق فيه، قال أوس بن حجر:
وحشو جفير من فروع غرائب تنطع فيها صانع وتـنـبـلا ومما يستدرك عليه: الناطع: من يقطع اللقمة ويردها إلى الخوان.
والتنطع: التشبع من الأكل.
وانتطع لونه، واستنطع، مجهولان: ذهب وتغير، كذا في نوادر اللحياني.
ويوم نطاع، كقطام: من أيامهم، قال الأعشى:
بظلمهم بنطاع الملك ضـاحـية فقد حسوا بعد من أنفاسها جرعا
ن-ع-ع
النع، بالفتح: الرجل الضعيف، هكذا هو في سائر النسخ، و الذي نقله الصاغاني
وغيره عن ابن الأعرابي: النع: الضعف، كما هو في نص العباب والتكملة.
نعم في اللسان: النع: الضعيف وضبطه بالضم.
والنعناع، والنعنع، كجعفر وهدهد ، أو كجعفر وهم للجوهري، الذي قاله الجوهري: إن النعنع مقصور من النعناع، وهو صحيح، وقال أبو حنيفة: النعنع بالضم هكذا ذكره بعض الرواة ، قال: والعامة تقول: نعنع بالفتح، وهذا القدر لا يثبت الوهم للجوهري، فلعله صح عنده من طريق آخر: بقل م معروف طيب الريح والطعم، فيه حرارة على اللسان، وقال ابن دريد: فأما هذا البقل الذي يسمى النعنع فأحسبه عربيا، لأنها كلمة تشبه كلامهم، وقال الأطباء: هو أنجع دواء للبواسير ضمادا بورقه، وضماده بملح نافع لعضة الكلب، وللسعة العقرب، واحتماله قبل الجماع يمنع الحبل، وقال ابن قاضي بعلبك في سرور النفس: إنه حار يابس في الدرجة الثانية، وهو ألطف من النمام، والنمام أطيب رائحة، وهو مهيج للنكاح، وفيه مرارة بها يقتل الدود الذي في البطن، ويسكن القيء والغثاء الحادثين عن الرطوبة، ويعين على الهضم، مع أن جرمة عسر الهضم كالفجل، إذا أخذ مع ماء الرمان أبرأ الفواق الصفراوي، وهو يحل اللبن والدم الجامدين، ويقوي القلب بعطريته.
والنعنع كهدهد: الرجل الطويل، كما في الصحاح زاد ابن دريد: المضطرب الخلق وفي اللسان الرخو بدل الخلق.
وقال أبو عمرو: النعنع: الفرج الطويل الدقيق، وفي اللسان، الرقيق، وأنشد لجارية،و كانت جلعة:
سلوا نساء أشجع
أي الأيور أنفع
أألطويل النعنع
أم القصير القرصع
أو النعنع: الهن المسترخي، ويقال لبظر المرأة إذا طال: نعنع، ونعنع، بالعين والغين، قال المغيرة بن حبناء:
وإلا جبت نعنعها بقول يصيره ثمانا في ثمان هكذا أنشده الأزهري، وقال: قوله: ثمانا في ثمان لحن عند النحويين، ولو قال: ثمان في ثمان، على لغة من يقول: رأيت قاض كان جائزا.
وقال الأصمعي: النعنعة بهاء: الحوصلة وأنشد:
فعبت لهن الماء في نعنعاتها
وولين تولاة المشيح المحاذر قال: وحوصلة الرجل: كل شيء أسفل
السرة.
صفحة : 5573
ونعانع المنطقة: ذبابها نقله الصاغاني.
والنعاعة، بالضم: النبات الغض الناعم في أول نباته، قبل أن يكتهل.
ج: نعاع،قال أبو حنيفة: لغة في اللعاعة واللعاع، وقال ابن السكيت: نونها بدل من اللام، قال ابن سيده: وهذا قوي، لأنهم قالوا: ألعت الأرض، ولم يقولوا: أنعت.
وقال شمر وابن بري: نعاعة: ع وأنشد ابن الأعرابي:
لا مال إلا إبل جماعه
مشربها الجيأة أو نعاعه
إذا رآها الجوع أمسى ساعه
ويروضى: موردها الجية.
والتنعنع: التباعد، قالض الجوهري: ومنه قول ذي الرمة:
..... طي النازع المتنعنع قال الصاغاني هو غلط، والقافية مرفوعة، والرواية:
على مثلها يدنو البعيد ويبعـد ال قريب ويطوى النازح المتنعنع زاد في هامش الصحاح وليس لذي الرمة قصيدة عينية مجرورة على هذا الوزن.
والتنعنع: النأي، يقال: تنعنعت الدار، أي: نأت وبعدت.
والتنعنع: الاضطراب والتمايل قال طفيل بن عوف الغنوي:
من الني حتى استحقبت كل مرفقروادف أمثال الدلاء تنعنع والنعنعة: رتة في اللسان، أو كالرتة أو هو إذا أراد قول: لع، ذهب لسانه إلى نع فتقول: سمعت نعنعة، ترجع إلى العين والنون.
وقال الفراء: النعنعة: ضعف الغرمول بعد قوته، ومنه سمي الذكر المسترخي نعنعا، بالضم.
ونعنع، كجعفر: لقب القاضي عمر بن علي القرشي الحافظ، مات كهلا، وابنه أبو بكر عبد الله، وكان يتجر إلى الشام، حدث عن أبي البطيء ونصر الله بن ابي بكر بن نصر الله بن النعنع الدمشقي، حدث عن ابن عبد الدائم.
ودير أبي النعنعاع: خارج الصفا.
ن-ف-ع
النفع، كالمنع: ضد الضر، وهو م معروف وفي البصائر: هو ما يستعان به في
الوصول إلى الخير، وقد نفعه نفعا، وانتفع به، والاسم: المنفعة، وعليه اقتصر
الجوهري وزاد ابن عباد: النفاع كسحاب. وعن اللحياني: النفيعة كسفينة، شاهد
المنفعة قول الراجز:
كلا ومن منفعتي وضيري
بكفه ومبدئي وحوري
وشاهد النفيعة قول الشاعر:
وإني لأرجو من سعاد نفيعة وإني من عيني جمال لأوجر أوجر: أي مرتاب.
ورجل نفوع ونفاع كصبور، وشداد: كثير النفع، قال المرار بن سعيد:
فدى لأب إذا فاخرت قوما وجدت بلاءه حسنا نفوعا وأنشد سيبويه:
كم في بني سعد بن بكر سيد ضخم الدسيعة ماجد نفـاع ج: نفع، بالضم كصبور وصبر.
ومنفعة بن كليب الحنفي: تابعي، وأبوه كليب: صحابي، روى منفعة عن أبيه، وعنه ابنه كليب، و الذي في التبصير: أن كليبا روى عن جده، فانظر ذلك وأبو منفعة الثقفي: صحابي رضي الله عنه، بصري، له حديث في بر الأم وليس مصحف أبو منقعة الأنماري، بالقاف، كما توهمه بعض، وسيأتي في التي تليها.
ونافع: مولى للنبي صلى الله عليه
وسلم ورضي الله عنه، وآخر: لابن عمر، رضي الله تعالى عنهما، الأخير روى عنه
الزهري وغيره.
صفحة : 5574
وفاته: نافع بن أبي نافع الرواسي جد علقمة: صحابي، رضي الله عنه، وأما نافع
بن يزيد الثقفي، الذي روى عنه الحسن فإنه تابعي.
ونافع: سجن كان بناه علي رضي الله تعالى عنه فنقب، وكان من القصب، فبنى من الطين سجنا، وسماه مخيسا، كما تقدم ذلك في السين.
ونافع: مخلاف باليمن نقله الصاغاني.
ونفيع كزبير: جبل بمكة، حرسها
الله تعالى، كان الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم المخزومي يحبس فيه سفهاء
قومه.
قلت: وهو أبو حنطب جد الحكم بن المطلب، نزيل منبج، أحد الأجواد.
ومولى للنبي صلى الله عليه وسلم مكرر فإنه قد سبق ذكره.
ونفاع، كشداد: اسم.
والنفيعية، كحسينية: ة، بسنجار، نقله الصاغاني.
والنفعة بالفتح: العصا، عن أبي زيد، فعلة مرة واحدة من النفع.
ج: نفعات، محركة.
وقال أبو عمرو: أنفع الرجل: إذا اتجر فيها أي: في العصي.
وقال الليث: النفعة، بالكسر: يكون في جانبي المزادة يشق أديم فيجعل في كل جانب نفعة، وأخصر من هذا: النفعة: جلدة تشق فتجعل في جانبي المزادة، ولو قال هذا كان أحسن ج: نفع بالكسر، وكعنب عن ثعلب.
ومما يستدرك عليه: النافع من أسماء الله الحسنى، وهو الذي يوصل النفع إلى من يشاء من خلقه، حيث هو خالق النفع والضر، والخير والشر.
والمنفوع، استعمله جماعة، والقياس يقتضيه ولكن صرح أبو حيان أنه لا يقال من نفع: منفوع، لأنه غير مسموع.
قال شيخنا: والبيضاوي، وجماعة، يستعملون أنفع رباعيا، وهو أيضا معروف.
قلت: إن كان المراد به تعدية النفع، فكما قال، وإن كان غير ذلك كالتجارة في النفعات، فمسموع نقله أبو عمرو وغيره، كما تقدم.
والنفاعة، بالضم: ما ينتفع به.
واستنفعه: طلب نفعه، عن ابن الأعرابي وأنشد:
ومستنفع لم يجـزه بـبـلائه نفعنا، ومولى قد أجبنا لينصرا ونفعة، بالفتح: اسم للإداوة يشرب منها، جاء ذلك في حديث ابن عمر، قال ابن الأثير: سماها بالمرة الواحدة من النفع، ومنعها من الصرف للعلمية والتأنيث، وقال: هكذا جاء في الفائق، فإن صح النقل وإلا فما أشبه الكلمة أن تكون بالقاف من النقع، وهو الري.
وقد يأتي استنفع بمعنى انتفع.
ونفعه تنفيعا: أوصل إليه النفع.
والنفعة، والتنفعة: ما يأخذه الحاكم من الشكوى، يمانية، يقال: نفعه بكذا، يعنون به ذلك.
وأبو بكرة: نفيع بن مسروح، ونفيع بن الحارث، ونفيع بن المعلى: صحابيون.
ونفيع: شاعر من تميم، قال ابن الأعرابي: إما أن يكون تصغير نفع، أو نافع، أو نفاع، بعد الترخيم. وسموا نويفعا.
والحسن بن مغيث النافعي عن أمه.
وجيش بن محمد النافعي، المقرئ.
وأبو علي الحسن بن سليمان النافعي الأنطاكي، منسوب إلى قراءة نافع.
ن-ق-ع
صفحة : 5575
النقع، كالمنع: رفع الصوت، وبه فسر قول عمر رضي الله عنه حين قيل: إن
النساء قد اجتمعن يبكين على خالد بن الوليد فقال: وما على نساء بني المغيرة
أن يسفكن من دموعهن على أبي سليمان وهن جلوس، ما لم يكن نقع ولا لقلقة
وقيل: عنى بالنقع: أصوات الخدود إذا لطمت، وقال لبيد رضي الله عنه:
فمتى ينقع صراخ صـادق يحلبوها ذات جرس وزجل وقيل: هو شق الجيب، قال المرار بن سعيد:
نقعن جيوبهن علي حـيا وأعددن المراثي والعويلا ويروى: نزفن دموعهن وهذه الرواية أكثر وأشهر، وبه فسر أيضا قول سيدنا عمر السابق.
والنقع: القتل يقال: نقعه نقعا، أي: قتله، قاله ابن دريد.
والنقع: نحر النقيعة وقد نقع ينقع نقوعا، كالإنقاع، وقد نقع، وأنقع، وانتقع: إذا نحر، وفي كلام العرب إذا لقي الرجل منهم قوما يقول: ميلوا ينقع لكم، أي: يجزر لكم، كأنه يدعوهم غذى دعوته.
وقال ابن دريد: النقع: صوت النعامة.
قال: والنقع أيضا: أن تجمع الريق في فمك.
وقال ابن الأعرابي: النقع الماء الناقع: هو المستنقع، ومنه الحديث: اتقوا الملاعن الثلاث، فذكرهن: يقعد أحدكم في ظل يستظل به، أو في طريق، أو نقع ماء وهو محبس الماء، وقيل: مجتمعه ج: أنقع كأفلس.
وفي المثل: إنه لشراب بأنقع وورد أيضا في حديث الحجاج: إنكم يا أهل العراق شرابون على بأنقع قال ابن الأثير: يضرب لمن جرب الأمور ومارسها، زاد ابن سيده: حتى عرفها، وقال الأصمعي: يضرب للمعاود للأمور التي تكره، يأتيها حتى يبلغ أقصى مراده، أو يضرب للداهي المنكر، قال ابن بري: وحكى أبو عبيد، أن هذا المثل لابن جريج، قاله في معمر بن راشد، وكان ابن جريج من أفصح الناس، يقول: إنه، أي معمرا، أراه في الحديث ماهرا ركب في طلبه كل حزن، وكتب من كل وجه، لأن الدليل إذا عرف الفلوات أي المياه التي فيها ووردها وشرب منها حذق سلوك الطرق التي تؤدي إلى الأنقع قال الأزهري: وهو جمع نقع، وهو كل ماء مستنقع من عد أو غدير يستنقع فيه الماء، وفي الأساس والعباب: وأصله الطائر الذي لا يرد المشارع، لأنه يفزع من القناص، فيعمد إلى مستنقعات المياه في الفلوات.
والنقع: الغبار الساطع المرتفع، قال الله تعالى: فأثرن به نقعا وأنشد الليث للشويعر:
فهن بهم ضوامر في عجاج يثرن النقع أمثال السراحي ج: نقاع، ونقوع كحبل وحبال، وبدر وبدور، قال القطامي يصف مهاة سبع ولدها:
فساقته قليلا ثـم ولـت لهالهب تثير به النقاعا وقال المرار بن سعيد:
فما فاجأنهـم إلا قـريبـا يثرن، وقد غشينهم، النقوعا وقيل في قول عمر رضي الله عنه السابق: ما لم يكن نقع ولا لقلقة هو وضع التراب على الرأس، ذهب إلى النقع، وهو الغبار، قال ابن الأثير: وهذا أولى، لأنه قرن به اللقلقة، وهي الصوت، فحمل اللفظتين على معنيين أولى من حملهما على معنى واحد.
والنقع: ع، قرب مكة حرسها الله
تعالى، في جنبات الطائف، قال العرجي:
صفحة : 5576
لحيني والبلاء لقيت ظهرا
بأعلى النقع أخت بني تميم والنقع: الأرض الحرة الطين، ليس فيها ارتفاع ولا
انهباط، ومنهم من خصص فقال: التي يستنقع فيها الماء، وقيل: هو ما ارتفع من
الأرض، ج: نقاع وأنقع كجبال، وأجبل هكذا في سائر الأصول، والأولى كبحار
وأبحر، كما في الصحاح والعباب، واللسان، لأن واحد الجبال بالتحريك، فلا
يطابق ما هنا، فتأمل.
وقيل: النقع من الأرض: القاع، كالنقعاء أي في معنى القاع يمسك الماء، وفي الأرض الحرة الطين، المستوية ليست فيها حزونة، ج: تفاع كجبال هكذا بالجيم، ولو كان بالحاء يكون جمع حبل بالفتح، وهو أحسن، قال مزاحم العقيلي في النقاع، بمعنى قيعان الأرض:
يسوف بأنفـيه الـنـقـاع كـأنـه عن الروض من فرط النشاط كعيم وفي المثل: الرشف أنقع أي: أقطع للعطش، والمعنى: أن الشراب الذي يترشف قليلا أقطع للعطش، وأنجع، وإن كان فيه بطء، يضرب في ترك العجلة كما في العباب.
ويقال: سم ناقع، قاتل، من نقعه: إذا قتله، وقال أبو نصر، أي: ثابت مجتمع، من نقع الماء إذا اجتمع، قال النابغة الذبياني:
فبت كأني ساورتنـي ضـئيلة من الرقش في أنيابها السم ناقع ودم ناقع: طري، أنشد الجوهري للشاعر، وهو قسام بن رواحة السنبسي:
وما زال من قتلى رزاح بعالج دم ناقع أو جاسد غير ماصح قال أبو سعيد: يريد بالناقع الطري، وبالجاسد: القديم.
وماء ناقع، ونقيع: ناجع يقطع العطش ويذهبه ويسكنه، و الذي في الصحاح: ماء ناقع: ناجع، وقال قبل ذلك: والنقيع أيضا: الماء الناقع، فهو أراد بذلك المجتمع في عد أو غدير، وظن المصنف أنه أراد به الناجع، وليس كذلك، فتأمل.
ونقاعة كل شيء، بالضم: الماء الذي ينقع فيه، كنقاعة الحناء، قاله ابن دريد، ومنه الحديث في صفة بئر ذروان، وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين وقال الشاعر:
به من نضاخ الشول ردع كأنه نقاعة حناء بماء الصنـوبـر ويقال: ما نقعت بخبره نقوعا، بالضم: أي: ما عجت بكلامه ولم أصدقه، وقيل: لم اشتف به، يستعمل في الخير وفي الشر، قاله الأصمعي.
والنقعاء: ع، خلف المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، عند النقيع من ديار مزينة، وكانت طريق رسول الله، صلى الله عليه وسلم في غزوه بني المصطلق.
ونقعاء: ة، لبني مالك بن عمرو، كما في العباب، وفي المعجم: موضع من ديار طييء بنجد.
وسمى كثير عزة الشاعر مرج راهط: نقعاء راهط في قوله يمدح عبد الملك بن مروان:
أبوك تلاقى يوم نقعـاء راهـط بني عبد شمس وهي تنفى وتقتل والنقاع كشداد: المتكثر بما ليس عنده من مدح نفسه بالشجاعة والسخاء، وما أشبهه من الفضائل قاله ابن دريد.
وقال الأصمعي: النقوع، كصبور: صبغ
يجعل فيه من أفواه الطيب، يقال: صبغ ثوبه بنقوع.
صفحة : 5577
والنقوع من المياه: العذب البارد، أو الشروب، كالنقيع فيهما، قال الليث:
ومثله سبعة أشياء: ماء شروب وشريب، وطعيم وطعوم، وفرس ودوق ووديق، ومديف
ومدوف، وقبول وقبيل، وسلول وسليل، للولد، وفتوت وفتيت، قال الصاغاني قوله
مدوف ومديف لا يدخل في السبعة لأن ميمهما زائدتان، ولو قال مكانها: برود
وبريد أو سخون وسخين، كان مصيبا، ومثلها كثير.
والنقوع: ما ينقع في الماء من الدواء والنبيذ، كذا نص العباب، وفي اللسان: ما ينقع في الماء من الليل لدواء أو نبيذ، ويشرب نهارا، وبالعكس، وفي حديث الكرم: تتخذونه زبيبا تنقعونه أي تخلطونه بالماء ليصير شرابا وذلك الإناء منقع، ومنقعة، بكسرهما، وعلى الأول اقتصر الجوهري.
ومنقع البرم أيضا: وعاء القدر قال طرفة:
ألقوا إليك بكل أرمـلة شعثاء تحمل منقع البرم البرم هنا: جمع برمة.
وقيل: منقع البرم، كمكرم: الدن، وقيل: هو فضلة في البرام كما في العباب، وقيل: هو تور صغير، قال أبو عبيد: ولا يكون إلا من حجارة، وضبطه الجوهري بكسر الميم، أو منقع البرم: النكث تغزله المرأة ثانية، وتجعله في البرام، لأنه لا شيء لها غيرها، نقله الصاغاني.
والمنقع، كمكرم كذا ضبطه ابن نقطة، وشد قافه عن الأمير ابن ماكولا وهو غلط، وقد تعقبه ابن نقطة: صحابي تميمي غير منسوب، وهو الذي روى عنه الفزع الذي تقدم ذكره، أو هو ابن الحصين بن يزيد والصحيح أنه غيره، وهو تميمي شهد القادسية، وقد ضبط بوزن محمد.
والمنقع بن مالك بن أمية الأسلمي
مات في حياته صلى الله عليه وسلم وترحم عليه، كذا في معجم الذهبي وابن فهد.
والمنقعة، كمكنسة ومرحلة، وهذه عن كراع، ومنقع مثل منخل، بضمتين: برمة
صغيرة من حجارة، يطرح فيها اللبن والتمر، ويطعمه الصبي ويسقاه، والجمع
المناقع، قال حجر بن خالد:
ندهدق بضع اللحم للباع والندى وبعضهم تغلي بذم مناقـعـه والمنقع كمجمع: البحر عن أبي عمرو.
وقال غيره: هو الموضع الذي يستنقع فيه الماء أي: يجتمع، كالمنقعة،و الجمع: المناقع، وهي خلاف المشارع.
والمنقع: الري من الماء وهو مصدر نقع الماء غلته، أي: أروى عطشه.
ويقال: رجل نقوع أذن: إذا كان يؤمن بكل شيء نقله الصاغاني.
والنقيع: البئر الكثيرة الماء، قال الجوهري: مذكر، وج: أنقعة.
والنقيع شراب ينحذ كم زبيب ينتقع في الماء من غير طبخ، كالنقوع، وقيل في السكر: إنه نقيع الزبيب، أو كل ما ينقع تمرا كان أو زبيبا، أو غيرهما كالعناب والقراصيا وما أشبهها، ثم يصفى ماء ويشرب: نقيع.
والنقيع: المحض من اللبن يبرد، نقله الجوهري عن أبي يوسف، وكذلك النقيعة، وأنشد الصاغاني لعمرو بن معدي كرب رضي الله عنه يصف امرأة:
تراها الدهر مقترة كباء وتقدح صفحة فيها نقيع وأنشد ابن بري قول الشاعر:
أطوف ما أطوف ثم آوي
إلى أمي، ويكفيني النقيع
صفحة : 5578
كالمنقع، كمكرم فيهما، أي في المحض من اللبن، وفيما ينقع من تمر وغيره،
وأنشد الجوهري شاهد الأول قول الشاعر يصف فرسا:
قانى له في الصيف ظل بارد ونصي ناعجة، ومحض منقع قال ابن بري: صواب إنشاده: ونصي باعجة بالباء، وهي الوعساء ذات الرمث والحمض، وقانى له أي: دام له، قال الأزهري: أصله من أنقعت اللبن، فهو نقيع، ولا يقال: منقع، ولا يقولون: نقعته، قال: وهذا سماعي من العرب.
والنقيع: الحوض ينقع فيه التمر.
والنقيع: الصراخ.
والنقيع ع، بجنبات الطائف، وهو غير النقع الذي تقدم.
والنقيع: ع، ببلاد مزينة على ليلتين، وفي نسخة على مرحلتين، وفي المعجم والعباب: على عشرين فرسخا من المدينةش، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وهو نقيع الخضمات الذي حماه عمر، رضي الله عنه، لنعم الفيء، وخيل المجاهدين، فلا يرعاه غيرها، كما قاله ابن الأثير والصاغاني قال ابن الأثير: ومنه الحديث: أن عمر حمى غرز النقيع، وفي حديث آخر: أول جمعة جمعت في الإسلام بالمدينة في نقيع الخضمات، هكذا ضبطه غير واحد، أو متغايران، وكلاهما بالنون، كما في العباب، وضبطه ابن يونس عن ابن إسحاق بالباء الموحدة، كذا في الروض للسهيلي، وقد تقدم ذلك.
والرجل نقيع: إذا كانت أمه من غير قومه.
والنقيعة، كسفينة: طعام القادم من سفره، نقله الجوهري وأنشد لمهلهل:
إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم ضرب القدار نقيعة القـدام قال أبو عبيد: القدام: القادمون من سفر، ويقال: القدام: الملك.
ويقال: كل جزور جزرت للضيافة فهي نقيعة، ومنه قولهم: الناس نقائع الموت، قال الجوهري: أي: يجزرهم جزر الجزار النقيعة، وهو مجاز.
وحكى أبو عمرو عن السلمي: النقيعة: طعام الرجل ليلة يملك إملاكا، وأنشد ابن بري:
كل الطعام تشتهي ربيعه
الخرس والإعذار والنقيعه
والجمع: النقع بضمتين قال الشاعر:
ميمونة الطير لم تنعق أشائمها دائمة القدر بالأفراع والنقع والنقيعة: ع، وقال عمارة ابن بلال بن جرير: خبراء بين بلاد بني سليط وضبة قال جرير:
خليلي هيجا عبرة وقفا بـنـا على منزل بين النقيعة والحبل الأنقوعة بالضم وقبة الثريد يكون فيها الودك.
وقال الليث: كل مكان سال إليه الماء من مثعب ونحوه فهو أنقوعة، وفي بعض النسخ: من شعب، وهو غلط.
ويقال: هو عدل منقع، كمقعد، أي: مقنع مقلوب منه، كما في العباب.
وأبو المنقعة الأنماري اسمه بكر بن الحارث ويقال: نصر بن الحارث: صحابي نزل حمص رضي الله عنه، وهو غير أبي منقعة الذي تقدم ذكره.
وسم منقع، كمكرم: مربى وأنشد الجوهري للشاعر:
فيها ذراريح وسم منقع يعني: في كأس الموت، وقال عبدة بن الطبيب العبشمي يعظ بنيه:
واعصوا الذي يزجي النمائم بينكممتنصحا، ذاك السمام المنقع ونقع الموت، كمنع: كثر.
ويقال: نقع فلانا بالشتم: إذا
شتمه شتما قبيحا.
صفحة : 5579
وقال الأصمعي: نقع بالخبر والشراب، أي: اشتفى منه، ومنه قولهم: ما نقعت
بخبره، وقد تقدم.
ونقع الدواء في الماء: إذا أقره فيه ليلا، ويشرب نهارا، وبالعكس.
ونقع الصارخ بصوته نقوعا: تابعه وأدامه، كأنقع فيهما، أي في الصوت والدواء، ونص الصحاح حكى الفراء: نقع الصارخ بصوته، وأنقع صوته: إذا تابعه، ومنه قول عمر رضي الله عنه: ما لم يكن نقع ولا لقلقة.
قلت: وقد تقدم ذلك، وأما الإنقاع في الدواء، فيقال: أنقع الدواء وغيره في الماء، فهو منقع، ويقال: نقعه نقعا في الماء، فهو نقيع، وأنقعه: نبذه.
ونقع الصوت: ارتفع وأنشد الجوهري للبيد:
فمتى ينقع صراخ صـادق يحلبوها ذات جرس وزجل أي: متى يرتفع، والهاء للحرب.
وأنقعة الماء: أرواه، يقال: أنقعه الري، ونقع به.
وأنقع الماء: اصفر وتغير، لطول مكثه، كاستنقع، يقال: طال إنقاع الماء، أي: استنقاعه حتى اصفر.
وحكى أبو عبيد: أنقع له شرا، أي: خبأه، قال الجوهري: وهو استعارة، وفي الأساس: أنقع له الشر: أثبته وأدامه، وأنقعوا لهم من الشر ما يكفيهم.
قال الأزهري: وجدت لملؤرج حروفا في الإنقاع ما عجت بها، ولا علمت راويها عنه، يقال: أنقع فلانا: إذا ضرب أنفه بإصبعه.
وأنقع الميت: دفنه.
وأنقع البيت: زخرفه، أو جعل أعلاه أسفله.
وأنقع الجارية: افترعها قال: وهذه حروف منكرة كلها، لا أعرف منها شيئا.
انتهى كلام الأزهري، وكأنه يعني أنها لم تصل إليه بسند صحيح متصل، والمصنف لما سمى كتابه بالبحر، لزم أن يكون فيه الصحيح وغير الصحيح، وما أدق نظر الجوهري رحمه الله تعالى.
وانتقع لونه، مجهولا، فهو منتقع: تغير من هم أو فزع، والميم أعرف، وقال الجوهري: لغة في امتقع، بالميم، وقال ابن فارس: هو من باب الإبدال، وأصله بالميم، وهكذا قاله ابن السكيت أيضا وقال النضر: انتقع لونه يقال ذلك: إذا ذهب دمه، وتغيرت جلدة وجهه، إما من خوف، وإما من مرض.
واستنقع في الغدير: إذا نزل فيه واغتسل، كأنه ثبت فيه ليتبرد، والموضع مستنقع كما في الصحاح ومنه: كان عطاء يستنقع في حياض عرفة أي يدخلها ويتبرد بمائها، وقال الحادرة:
بغريض سارية أدرته الصبـا من ماء أسجر طيب المستنقع وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه:
ولقد حرصت على قليل متاعها يوم الرحيل، فدمعها المستنقع ويروى: المستنفع والمستمنع.
واستنقع الماء في الغدير: اجتمع وثبت نقله الجوهري.
واستنقعت روحه أي: خرجت وهو مأخوذ من حديث محمد بن كعب القرظي أنه قال: إذا استنقعت نفس المؤمن جاءه ملك إلى آخر الحديث، وفسروه هكذا، وقال شمر: لا أعرف هذا أو المعنى اجتمعت في فيه تريد الخروج كما يستنقع الماء في مكان وأراد بالنفس الروح، قاله الأزهري، قال: ومخرج آخر: هو أن يكون من قولهم: نقعته: إذا قتلته.
واستنقع لونه مجهولا تغير كانتقع، ولو ذكرهما في محل واحد كان مصيبا.
واستنقع الشيء في الماء: أنقع.
صفحة : 5580
وقال الأصمعي: المستنقع من الضروع: الذي يخلو إذا حلبت، ويمتلئ إذا حفلت.
ومما يستدرك عليه: النقوع، بالضم: اجتماع الماء في المسيل ونحوه.
والنقع، بالفتح: محبس الماء.
وئقع البئر: الماء المجتمع فيها
قبل أن يستقى وقال أبو عبيد: هو فضل مائه الذي يخرج منه، قبل أن يصب منه في
وعاء.
ونقع السم في أنياب الحية: اجتمع، وأنقعته الحية، ويقال: سم منقوع، كناقع.
والنقع: الري، يقال: نقع من الماء، وبه نقوعا، روي، يقال: شرب حتى نقع وبضع، أي: شفى غليله وروي.
ويقال: نقعت بذلك نفسي أي: اطمأنت إليه، ورويت به.
ونقع الماء العطش نقعا: سكنه وأذهبه.
ونقع العطش نفسه: سكن، قال جرير:
لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة تدع الصوادي لا يجدن غليلا وفلان منقع، كمكرم، أي: يستشفى برأيه، وهو مجاز.
والنقع: دواء ينقع ويشرب.
والنقيعة من الإبل: العبيطة توفر أعضاؤها، فتنقع في أشياء.
ونقع نقيعة: عملها.
والنقيعة: ما نحر من النهب قبل أن يقتسم، قال:
ميل الذر لحبت عرائكها لحب الشفار نقيعة النهب وانتقع القوم نقيعةن أي: ذبحوا من الغنيمة شيئا قبل القسم، أو جاءوا بناقة من نهب فنحروها.
والنقعاء: الغبار، والصوت، جمعه نقاع، بالكسر.
ونقيع بن جرموز العبشمي، كأمير، ذكره ابن الأعرابي.
والنقاع، كسحاب: إناء ينقع فيه الشيء، كما في التكملة.
والنقائع: خبارى في بلاد بني تميم، والخبارى: جمع خبراء، وهي قاع مستدير يجتمع فيه الماء.
ن-ك-ع
نكعه عن الأمر، كمنع: أعجله عنه، كما في الصحاح، كأنكعه، أو نكعه عنه: رده
ومنعه، عن ابن دريد، ودفعه بالسيف وغيره، كأنكعه، وبكل ذلك فسر قول عدي بن
زيد العبادي:
تقنصك الخيل وتصطادك الطي
ر ولا تنكع لهو
الـقـنـيص وأنشد أبو حاتم:
أرى إبلي لا تنكع الورد شـردا إذا
شل قوم عن ورود وكعكعوا أي تصيد لك الخيل، ولا تنكع، أي: لا تعجل، أو لا
ترد ولا تمنع.
وقيل: نكعه: نغصه بالإعجال، كنكعه تنكيعا.
وقال الليث: نكعه وكسعه: ضرب بظهر قدمه على دبره، وكذلك بكعه، بالموحدة، كما تقدم وأنشد:
بني ثعل لا تنكعوا العنز شربهابني ثعل، من ينكعش العنز ظالم وأنشده سيبويءه هكذا، وفسره فقال: نكعه الورد، ومنه: منعه إياه.
ونكع فلانا حقه: حبسه عنه، كما في اللسان.
أو نكعه نكعا: أعطاه، عن ابن عباد، فهو ضد.
ونكع الماشية ينكعها نكعا، وتنكاعا بفتحهما: جهدها حلبا وهو أن يضرب ضرعها لتدر، وكذلك نكعها، كما تقدم.
ونكع عن الحاجة: إذا نكل عنها، كما في المحيط.
قال: وما نكع يفعله، أي: ما زال.
وقال أبو عبيد: النكوع كصبور: المرأة القصيرة، قال ابن فارس: كأنها حبست عن أن تطول، ج: نكع بضمتين، قال ابن مقبل:
بيض ملاويح يوم الصيف لا صبر
على الهوان، ولا سود ولا
نكـع ورجل هكعة نكعة، كهمزة، أي: أحمق، نقله الجوهري أو الذي إذا جلس يثبت
مكانه، فلا يبرح.
صفحة : 5581
والنكعة، بالفتح: نبت كالطرثوث.
وقال أبو عبيد: النكعة بكسر الكاف: المرأة الحمراء اللون.
والنكعة من الشفاه: الشديدة الحمرة، لكثرة دم باطنها، يقال: امرأة نكعة وشفة نكعة.
ورجل نكعة، كهمزة: أحمر أقشر، عن ابن رديد.
وقال الجوهري: رجل أنكع بين النكع، وهو الأحمر الذي يتقشر أنفه، وقد نكع، كفرح.
ونكعة الطرثوث، محركة، وعليه اقتصر الجوهري قال أبو حنيفة: ويقال: نكعة كهمزة: زهرة حمراء في رأسها، قال: أخبرني أعرابي من بني أسد قال: تشبه البستان أفروز الذي أراه عندكم، الكثيفة منها المجتمعة يصبغ بها التبن الذي تتخذ منه هذه القلائد التي تشتريها الحجاج.
وقال الجوهري: نكعة الطرثوث: رأسه، وهو من أعلاه إلى قدر أصبع، عليه قشرة حمراء، وفي التهذيب: رأيتها كأنها ثومة ذكر الرجل مشربة حمرة.
والنكع، كصرد: اللو الأحمر والمنكع، كمكرم: الراجع إلى ورائه وقد أنكعه، قاله ابن شميل.
وقال ابن عباد: أنف منكع أي: أفطس.
قال: والإنكاع: الإعياء.
ويقال: هو أحمر كالنكعة، النكعة، محركة: صمغة القتاد هكذا رواه الأزهري سماعا عن العرب و ضبطه ابن الأعرابي بضم النون، وقال: هي ثمر النقاوى وهو نبت أحمر، قال: ومنه الحديث: كان عيناه أشد حمرة من النكعة وحكى عن بعضهم أنه قال: فكانت عيناه أشد حمرة من النكعة هكذا رواه بضم النون، وأبى الأزهري إلا التحريك.
والنكعة: طرف الأنف ومنه الخبر: قبح الله نكعة أنفه، كأنها نكعة الطرثوث.
والنكعة: ثمر شجر أحمر كالنبق في استدارته، هو شجر النقاوى الذي ذكره قريبا، فهو تكرار.
والنكعة: الاسم من الرجل النكع كصرد للذي يخالط سواده حمرة ويقال أيضا في اسمه: النكعة كهمزة، كما في اللسان.
ومما يستدرك عليه: النكع، ككتف، والناكع: الأحمر من كل شيء.
وأحمر نكع: شديد الحمرة.
وأنكعته بغيته: طلبها ففاتته.
وتكلم فأنكعه: أسكته.
وشرب فأنكعه: نغص عليه.
ن-و-ع
النوع: كل ضرب من الشيء، وكل صنف من كل شيء كالثياب والثمار، وغير ذلك حتى
الكلإ قاله الليث، وفي النسخ: حتى الكلام.
وقال الجوهري: هو أي النوع أخص من الجنس قال ابن سيده: وله تحديد منطقي لا يليق بهذا المكان، والجمع: أنواع، قل أو كثر.
وقال ابن عباد: النوع: الطلب.
وأيضا: جنوح العقاب للانقضاض وقد ناعت.
والنوع: التمايل، يقال: ناع الغصن نوعا، وذلك إذا حركته الرياح فتحرك وتمايل، قاله ابن دريد.
وجائع نائع: إتباع، كما في الصحاح أو نائع معناه: متمايل جوعا، فعلى هذا لا يكون إتباعا، قال ابن دريد: وهكذا يقول البصريون والأصمعي.
قلت: النائع هنا بمعنى العطشان، كما نقله الجوهري عن بعض، فلا يكون إتباعا أيضا.
والنوع بالضم: العطش، يقال: رماه الله بالجوع والنوع، وأنشد ابن بري:
إذا اشتد نوعي بالفلاة ذكرتهـا
فقام مقام الري عندي ادكارها
صفحة : 5582
ومنه الدعاء إذا دعوا عليه قالوا: جوعا ونوعا، ولو كان الجوع نوعا لم يحسن
تكريره، وقيل: إذا اختلف اللفظان جاز التكرير، قال أبو زيد: يقال: جوعا له
ونوعا، وجوسا له وجودا لم يزد على هذا، قال ابن بري: وعلى هذا يكون من باب
بعدا وسحقا، مما تكرر فيه اللفظان المختلفضان بمعنى، قال: وذلك أيضا تقوية
لمن يزءعم أنه إتباع، لأن الإتباع أن يكون الثاني بمعنى الأول، ولو كان
بمعنى العطش لم يكن إتباعا، لأنه ليس من معناه، قال: والصحيح أن هذا ليس
إتباعا، لأن الإتباع لا يكون بحرف العطف، والآخر: أن له معنى في نفسه ينطق
به مفردا غير تابع.
والنياع، ككتاب: ع.
وقال ابن الأعرابي: النوعة: الفاكهة الرطبة الطرية.
ونويعة كجهينة: واد بعينه، قال الراعي:
حي الديار ديار أم بشـير بنو يعتين فشاطئ التسرير والمنواع: المنوال، قال أبو عدنان: قال لي أعرابي في شيء سألته عنه: ما أدري على أي منواع هو? هكذا أورده الصاغاني وأنا أقول: إنه بمعنى النوع، كقولك: ما أدري على أي نوع هو، أي: أي وجة.
ونوعته، أي: الغصن، الرياح تنويعا: ضربته وحركته فتنوع، أي: تمايل وتحرك.
وتنوع الشيء: صار أنواعا وهو مطاوع نوعته.
وتنوع الغصن: تحرك، وهو مطاوع نوعته الرياح.
وتنوع في السير: إذا تقدم، كاستناع فيهما، شاهد الأخير قول القطامي يصف ناقته:
وكانت ضربة من شدقمي إذا ما استنت الإبل استناعا وفي الصحاح:
إذا ما احتثت الإبل ومكان متنوع: بعيد.
والنائعان: جبلان صغيران يناوح أحدهما الآخر متفرقان، بأسافل الحمى ببلاد بني أبي جعفر بن كلاب ويقال: إن أحدهما خائع والآخر نائع، فغلب، كما في التهذيب، وأنشد لأبي وجزة:
والخائع الجون آت عن شمائلهم ونائع النعف عن أيمانهم يقـع قلت: وهما غير الخائعين اللذين تقدم ذكرهما، أو هما واحد، فتأمل.
ومما يستدرك عليه: ناع الشيء نوعا: ترجع.
والتنوع: التذبذب.
ونوعت الشيء جعلته أنواعا.
وقال سيبويه: ناع نوعا: جاع، فهو نائع، والجمع نياع، بالكسر، ومنه جياع نياع.
وقال غيره: رماح نياع، أي: عطاش إلى الدماء، قال القطامي:
لعمر بني شهاب ما أقامـوا صدور الخيل والأسل النياعا هكذا أنشده الأزهري، وقال ابن دريد: البيت لدريد بن الصمة، ومثله في العباب، وأنشد يعقوب في المقلوب للأجدع بن مالك:
خيلان من قومي ومن أعدائهم خفضوا أسنتهم وكل ناعـي قال: أراد نائع فقلب، أي: عطءشان إلى دم صاحبه، وقال الأصمعي: هو على وجهه، إنما هو فاعل من نعيت.
واستناع الشيء: تمادى، قال الطرماح:
قل لباكي الأموات: لا تبك للنا س ولا يستنـع بـه فـنـده
ن-ه-ع
نهع، كمنع نهوعا: تهوع ولا قلس معه، قاله الليث.
وفي الصحاح: أي تهوع، وهو التقيؤ، وقال الأزهري: لا أحق هذا الحرف، ولا أعرفه.
ومما يستدرك عليه:
صفحة : 5583
النهيوع، بالضم: طائر ذكره ابن بري عن ابن خالويه، كما في اللسان، وقد
أهمله الجماعة.
ن-ي-ع
ناع ينيع نيعا، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: ناع الغصن ينوع وينيع، نوعا
ونيعا: مال وقال في تركيب س-ج-ع: النوائع من الغصون: الموائل من ناع ينيع.
ومن قولهم: جائع نائع، أي: متمايل ضعفا.
واستدرك في اللسان هنا: استناع: إذا تقدم في السير، كاستنعى، فتأمل.