الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الثالث والعشرون: فصل الواو مع العين: الجزء الأول

فصل الواو مع العين

الجزء الأول

و-ب-ع

الوباعة، مشددة: الاست.

والوباعة من الصبي: ما يتحرك من يافوخه.

ويقال: كذبت وباعته، ووباغته، ونباغته، ونباغته، وعفاقته، ومخذفته، كله أي: ردم وحبق، ويقال: أنبق الرجل: إذا خرجت ريحه ضعيفة، فإن زاد عليها قيل: عفق بها، ووبع بها، كوبع توبيعا، قاله أبو عمرو.

ووبعان، بكسر الباء: موضع عن ابن الأعرابي، وقيل: ة، بأكناف آرة، وأنشد لأبي مزاحم السعدي:

إن بأجزاع البريراء فالحشى     فوكد إلى النقعين من وبعان

و-ج-ع
الوجع، محركة: المرض المؤلم، اسم جامع له، ج: أوجاع، ووجاع، كجبال وأجبال، كما في الصحاح.

وجع، كسمع هذه اللغة الفصحى، ووجع، مثال وعد وهذه لغية، هكذا في سائر الأصول، ونص العين بعد ما ذكر اللغات الآتي ذكرها: وأقبحها وجع يجع، وهكذا نقله عنه الأزهري.

في التهذيب، ونص اللسان: قال الأزهري: ولغة قبيحة من يقول: وجع يجع، وأورده الصاغاني في العباب مثل ذلك، وقال في التكملة: أي مثال ورث يرث، فظهر بذلك أن الذي عنى به الليث أنها قبيحة هو بكسر العين في الماضي والمضارع، ولم أر أحدا ضبطه مثل وعد يعد، فانظره، وتأمل فيه، فكم له مثل هذا وأمثاله، يوجع كيسمع، وهي اللغة العالية المشهورة، وييجع بقلب الواو ياء، وياجع بقلبها ألفا، قال الجوهري: وبنو أسد يقولون: ييجع بكسر أوله، وهم لا يقولون: يعلم استثقالا للكسرة على الياء، فلما اجتمعت الياءان قويتا، واحتملتا ما لم تحتمله المفردة، وينشد لمتمم بن نويرة رضي الله عنه على هذه اللغة:

قعيدك ألا تسمعيني مـلامة      ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا ومنهم من يقول: أنا إيجع، وأنت تيجع، قال ابن بري: الأصل في ييجع يوجع، فلما أرادوا قلب الواو ياء كسروا الياء التي هي حرف المثضارعة، لتنقلب الواو ياء قلبا صحيحا، ومن قال: ييجل وييجع فإنه قلب الواو ياء قلبا شاذا جاء بخلاف القلب الأول، لأن الواو الساكنة إنما تقلبها إلى الياء لكسرة ما قبلها، ويجع وهذه هي اللغة القبيحة التي ذكرها الليث، فعلى ما ضبطه الصاغاني في التكملة كيرث، وعلى ما ذهب إليه المصنف كيعد، فهو وجع، كخجل: ج: وجعون، وجعى، ووجاعي، كسكرى وسكارى وكذلك وجاع وأوجاع، وهن وجاعي ووجعات.

ويقال: فلان يوجع رأسه بنصب الرأس، وإذا جئت بالهاء رفعت، وقلت: يوجعه رأسه كما في الصحاح كيمنع فيهما، ولو قال: كيسمع كان أحسن.

صفحة : 5584

ثم قال الجوهري: وأنا أيجع رأسي، ويوجعني رأسي، ولا تقل يوجعني، فإن ضم الياء لحن وهي لغة العامة، قال الصاغاني في التكملة قال الجوهري: فلان يوجع رأسه، نصبت الرأس، ولم يذكر العلة في انتصابه، كما هو عادته في ذكر فرائد العربية، والفوائد النحوية، وهذه المسألة فيها أدنى غموض، قال الفراء: يقال للرجل: وجعت بطنك، مثل: سفهت رأيك، ورشدت أمرك، قال: وهذا من المعرفة التي كالنكرة، لأن قولك: بطنك مفسر، وكذلك: غبنت رأيك، والأصل فيه: وجع رأسك، وألم بطنك، وسفه رأيك ونفسك، فلما حول الفعل خرج قولك: وجعت بطنك، وما أشبهه معدودة، وقال غيره: إنما نصبوا وجعت بطنك بنزع الخافض منه، كأنه قال: وجعت من بطنك، وكذلك: سفهت في رأيك، وهذا قول البصريين، لأن المفسرات لا تكون إلا نكرات.

وضرب وجيع: موجع، وهو أحد ما جاء على فعيل من أفعل، كما يقال: عذاب أليم بمعنى مؤلم، قال المرار بن سعيد:

وقد طالت بك الأيام حـتـى      رأيت الشر والحدث الوجيعا وقيل: ضرب وجيع وأليم: ذو وجع وألم.

والوجعاء: ع قال: أبو خراش الهذلي:

وكاد أخو الوجعاء لولا خويلد     تفرعني بنصله غير قاصد وأخوها: صاحبها، وتفرعني: علاني بنصل السيف غير مقتصد.
والوجعاء: السافلة ، وهي ممدودة، قال أنس بن مدركة الخثعمي:

غضبت للمرء إذ نيكت حليلـتـه     وإذ يشد على وجعائها الـثـفـر
أغشى الحروب وسربالي مضاعفة    تغشى البنان وسيف صارم ذكـر
إني وقتلي سليكا ثـم أعـقـلـه      كالثور يضرب لما عافت البقـر

يعني أنها بوضعت، والجمع وجعاوات، والسبب في هذا الشعر أن سليكا مر في بعض غزواته ببيت من خثعم، وأهله خلوف، فرأى فيهن امرأة بضة شابة، فعلاها، فأخبر أنس بذلك، فأدركه فقتله.

وفي الحديث: لا تحل المسألة إلا لذي دم موجع هو أن يتحمل دية، فيسعى بها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول.

وقال أبو حنيفة: أم وجع الكبد: بقلة من دق البقل، يحبها الضأن، لها زهرة غبراء في برعمة مدورة، ولها ورق صغير جدا أغبر سميت لأنها شفاء من وجع الكبد قال: والصفر إذا عض بالشرسوف يسقى الرجل عصيرها.

والجعة، كعدة: نبيذ الشعير عن أبي عبيد، قال الجوهري: ولست أدري ما نقصانه، وقال الصاغاني: فإن كانت من باب ثقة.

وزنة وعدة، فهذا موضع ذكرها.

قلت: وقال ابن بري: الجعة لامها واو، من جعوت، أي: جمعت، كأنها سميت بذلك لكونها تجعو الناس على شربها، أي تجمعهم، وذكر الأزهري هذا الحرف في المعتل لذلك،و سيأتي هناك إن شاء الله تعالى.

وأوجعه: آلمه فهو موجع، وفي الحديث: مري بنيك يقلموا أظفارهم أن يوجعوا الضروع أي: لئلا يوجعوها إذا حلبوها بأظفارهم.

وتوجع الرجل: تفجع، أو تشكى الوجع، وتوجع لفلان من كذا: رثى له من مكروه، قال أبو ذؤيب:

أمن المنون وريبه تـتـوجـع     والدهر ليس بمعتب من يجزع وقال غيره:

صفحة : 5585

ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة     يواسيك أو يسليك أو يتـوجـع ومما يستدرك عليه: أوجع في العدو: أثخن.

و-د-ع
الودعة، بالفتح، ويحرك، ج: ودعات، محركة: مناقيف صغار، وهي: خرز بيض تخرج من البحر تتفاوت في الصغر والكبر، كما في الصحاح زاد في اللسان: جوف البطون، بيضاء تزين بها العثاكيل، شقها كشق النواة، وقيل: في جوفها دودة كلحمة، كما نقله الصاغاني عن الليث، وفي اللسان: دويبة كالحلمة تعلق لدفع العين، ونص إبراهيم الحربي: تعلق من العين ومنه الحديث: من تعلق ودعة فلا ودع الله له.

وقال السهيلي في الروض: إن هذه الخرزات يقذفها البحر، وإنها حيوان من جوف البحر، فإذا قذفها ماتت، ولها بريق وحسن لون وتصلب صلابة الحجر فتثقب، وتتخذ منها القلائد، واسمها مشتق من ودعته بمعنى تركته، لأن البحر ينضب عنها ويدعها، فهي ودع، مثل قبض وقبض، فإذا قلت بالسكون فهي من باب ما سمي بالمصدر، انتهى.

وأنشد الجوهري للشاعر، وهو علقمة ابن علفة المري، وفي العباب واللسان عقيل بن علفة:

ولا ألقي لذي الودعات سوطي      لأخـدعـه وغـرتـه أريد قال ابن بري: صواب إنشاده:

ألاعبه وزلته أريد ومثله في العباب، ويروى أيضا: وربته، وريبته، وغرته.

وشاهد الودع بالسكون قول ذي الرمة:

كأن أدمانها والشمس جانحة ودع بأرجائها فض ومنظوم وشاهد المحرك ما أنشده السهيلي في الروض:

إن الرواة بلا فهم لما حفظوا      مثل الجمال عليهـا يحمل الودع
لا الودع ينفعه حمل الجمال لهو   لا الجمال بحمل الودع تنتفع

وفي البيت الأخير شاهد السكون أيضا.

وشاهد الودعة ما أنشده الجوهري:

والحلم حلم صبي يمرث الودعه قلت: وهكذا أنشده السهيلي في الروض، والبيت لأبي دواد الرؤاسي، والرواية:

السن من جلفزيز عـوزم خـلـق    والعقل عقل صبي يمرس الودعه وذات الودع محركة، هكذا في النسخ، والصواب بالسكون: الأوثان، ويقال: هو وثن بعينه، وقيل: سفينة نوح عليه السلام، وبكل منهما فسر قول عدي ابن زيد العبادي:

كلا، يمينا بذات الودع لو حدثت      فيكم وقابل قبر الماجد الزارا الأخير قول ابن الكلبي، قال: يحلف بها، وكانت العرب تقسم بها، وتقول: بذات الودع، وقال أبو نصر: هي الكعبة شرفها الله تعالى، لأنه كان يعلق الودع في ستورها فهذه ثلاثة أقوال.

وذو الودعات، محركة: لقب هبنقة، واسمه يزيد بن ثروان، أحد بني قيس بن ثعلبة، لقب به لأنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف، مع طول لحيته، فسئل عن ذلك فقال: لئلا أضل أعرف بها نفسي، فسرقها أخوه في ليلة وتقلدها، فأصبح هبنقة، ورآها في عنقه فقال: أخي، أنت أنا، فمن أنا، فضرب بحمقه المثل، فقالوا: أحمق من هبنقة، قال الفرزدق يهجو جريرا:

فلو كان ذا الودع بن ثروان لالتوتبه كفه أعني يزيد الهبنقا

صفحة : 5586

وودعه، كوضعه ودعا، وودعه توديعا بمعنى واحد، الأول رواه شمر عن محارب.

والاسم الوداع، بالفتح، ويروى بالكسر أيضا وبهما ضبطه شراح البخاري في حجة الوادع، وهو الواقع في كتب الغريب، قاله شيخنا، وهو أي الوداع: تخليف المسافر الناس خافضين وادعين، وهم يودعونه إذا سافر، تفاؤلا بالدعة التي يصير إليها إذا قفل، أي: يتركونه وسفره كما في العباب، قال الأعشى:

ودع هريرة إن الركب مرتحل     وهل تطيق وداعا أيها الرجل? وقال شمر: التوديع يكون للحي وللميت، وأنشد للبيد يرثي أخاه:

فودع بالسلام أبا حريز      وقل وداع أربد بالسلام وقال القطامي:

قفي قبل التفرق يا ضباعـا      ولا يك موقف منك الوداعا أراد: ولا يكن منك موقف الوداع، وليكن موقف غبطة وإقامة، لأن موقف الوداع يكون منغصا من التباريح والشوق، وقال الأزهري: التوديع وإن كان أصله تخليف المسافر أهله وذويه وادعين، فإن العرب تضعه موضع التحية والسلام، لأنه إذا خلف دعا لهم بالسلامة والبقاء، ودعوا له بمثل ذلك، ألا ترى أن لبيدا قال في أخيه وقد مات:

فودع بالسلام أبا حريز أراد الدعاء بالسلام بعد موته، وقد رثاه لبيد بهذا الشعر، وودعه توديع الحي إذا سافر، وجائز أن يكون التوديع: تركه إياه في الخفض والدعة، انتهى. ومنه قوله تعالى: ما ودعك ربك وما قلى، بالتشديد، أي: ما تركك منذ اختارك ولا أبغضك منذ أحبك، ومنه حديث أبي أمامة عند رفع المائدة غير مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا وقيل: معناه: غير متروك الطاعة.

ودع الشيء، ككرم ووضع، ودعا، ودعة، ووداعة، فهو وديع ووادع، سكن واستقر وصار إلى الدعة، كاتدع تدعة بالضم وتدعة كهمزة، واقتصر الجوهري على اللغة الأولى أي: ودع، ككرم، وزاد: ووادع أيضا أي: ساكن، مثل: حمض فهو حامض، يقال: نال فلان المكارم وادعا أي: من غير كلفة، وأنشد ابن بري لسويد اليشكري:

أرق العين خيال لـم يدع     من سليمى ففوادي منتزع أي لم يتدع، ولم يقر، ولم يسكن، وفي اللسان: وعليه أنشد بعضهم بيت الفرزدق:

وعض زمان يا ابن مروان لم يدع     من المال إلا مسحت أو مجلـف فمعنى لم يدع: لم يتدع ولم يثبت، والجملة بعد زمان في موضع جر، لكونها صفة له، والعائد منها إليه محذوف للعلم بموضعه، والتقدير فيه: لم يدع فيه، أو لأجله من المال إلا مسحت أو مجلف، فيرتفع مسحت بفعله، ومجلف عطف عليه، وقيل: لم يستقر، وأنشد سلمة: إلا مسحتا أو مجلف أي: لم يترك من المال إلا شيئا مستأصلا هالكا، أو مجلف كذلك، ونحو ذلك رواه الكسائي وفسره.

صفحة : 5587

والمودوع: السكينة يقال: عليك بالمودوع، أي: السكينة والوقار، ولا يقال منه: ودعه، كما لا يقال من الميسور والمعسور: يسره وعسره كما في الصحاح وقال ابن سيده: وقد تجيء الصفة ولا فعل لها، كما حكي من قولهم: رجل مفؤود للجبان، ومدرهم للكثير الدراهم، ولم يقلولوا: فئد، ولا درهم، وقالوا: أسعده الله، فهو مسعود، ولا يقال: سعد، إلا في لغة شاذة.

والوديعة: واحدة الودائع، كما في الصحاح وهي ما استودع، وأنشد الصاغاني للبيد رضي الله عنه:

وما المال والأهلون إلا وديعة ولا بد يوما أن ترد الـودائع وأنشده الإمام محيي الدين عبد القادر الطبري، إمام المقام، في طي كتاب إلى المفتي وجيه الدين عبد الرحمن بن عيسى المرشدي المكي يعزيه في ولده حسين ما نصه:

فما المال والأبناء إلا ودائع..الخ والرواية الصحيحة ما ذكرنا.

والوديع كأمير: العهد، ج: ودائع، ومنه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم: لكم يا بني نهد ودائع الشرك، ووضائع المال أي العهود والمواثيق وهو من توادع الفريقان: إذا تعاهدا على ترك القتال، وكان اسم ذلك العهد وديعا، وقال ابن الأثير: ويحتمل أن يريدوا بها ما كانوا استودعوه من أموال الكفار الذين لم يدخلوا في الإسلام، أراد إحلالها لهم، لأنها مال كافر قدر عليه من غير عهد ولا شرط، ويدل عليه قوله في الحديث: مالم يكن عهد ولا موعد.

والوديع من الخيل: المستريح الصائر إلى الدعة والسكون، كالمودوع على غير قياس، والمودع لم يضبطه، فاحتمل أن يكون كمكرم، كما هو في النسخ كلها، وكمعظم ، وقد روي بالوجهين، قال ابن بزرج: فرس وديع، ومودوع، ومودع، وأنشد لذي الإصبع العدواني:

أقصر مـن قـيده وأودعـه     حتى إذا السرب ريع أو فزعا فهذا يدل على أنه من أودعه فهو مودوع.

وقال ابن بري في أماليه: وتقول: خرج زيد فودع أباه وابنه وكلبه، وفرسه، وهو فرس مودع، وودعه، أي: ودع أباه عند السفر، من التوديع، وودع ابنه: جعل الودع في عنقه، وكلبه: قلده الودع، وفرسه: رفهه، وهو فرس مودع ومودوع، على غير قياس.

وودع الشيء: صانه في صوانه، فهذا يدل على أنه من ودعه فهو مودع ومودوع، ويشهد لما قاله ابن بزرج ما أنشد ابن السكيت لمتمم بن نويرة رضي الله عنه يصف ناقته:

قاظت أثال إلى الملا وتربعت      بالحزن عازبة تسن وتـودع قال: تودع، أي: تودع، وتسن أي: تصقل بالرعي.

والتدعة، بالضم وكهمزة، وسحابة، والدعة، بالفتح، على الأصل والهاء عوض من الواو، والتاء في التدعة على البدل: الخفض، والسكون والراحة، والسعة في العيش، وقد تودع واتدع فهو متدع: صاحب دعة وسكون وراحة.

والميدع، والميدعة، والميداعة، بالكسر في الكل: الثوب المبتذل، قال الكسائي: هي الثياب الخلقان التي تبذل، مثل المعاوز، وقال أبو زيد: الميدع: كل ثوب جعلته ميدعا لثوب جديد تودعه به، أي تصونه به، ويقال: ميداعة، ج: موادع هو جمع ميدع، وأصله الواو، لأنك ودعت به ثوبك، أي: رفهته به قال ذو الرمة:

صفحة : 5588

هي الشمس إشراقا إذا ما تزينتوشبه النقى مقترة في الموادع قال الأصمعي: الميدع: الثوب الذي تبتذله وتودع به ثياب الحقوق ليوم الحفل، وإنما يتخذ الميدع ليودع به المصون.

وتودع ثياب صونه: إذا ابتذلها، وفي الحديث: صلى معه عبد الله بن أنيس وعليه ثوب ممزق، فلما انصرف دعا له بثوب، فقال: تودعه بخلقك هذا أي: صنه به، يريد: البس هذا الذي دفعت إليك في أوقات الاحتفال والتزين.

وثوب ميدع صفة، وقد يضاف، وعلى الأول قول الضبي:

أقدمه قدام نـفـسـي وأتـقـي     به الموت إن الصوف للخز ميدع ويقال: هذا مبذل المرأة، وميدعها، وميدعتها التي تودع بها ثيابها، ويقال للثوب الذي يبتذل: مبذل وميدع، ومعوز، ومفضل وقال شمر: أنشدني أبو عدنان:

في الكف مني مجلات أربع
مبتذلات ما لهن ميدع

يقال: ماله ميدع، أي: ماله من يكفيه العمل فيدعه، أي: يصونه عن العمل.

وكلام ميدع، أي يحزن، لأنه يحتشم منه، ولا يستحسن، قاله اللحياني.

وحمام أودع إذا كان في حوصلته بياض، نقله ابن عباد وفي اللسان: طائر أودع: تحت حنكه بياض.

وثنية الوداع: بالمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وقد جاء ذكرها في حديث ابن عمر في مسابقة الخيل، سميت لأن من سافر منها إلى مكة، شرفها الله تعالى، كان يودع ثم، أي هناك ويشيع إليها، كما في العباب، و الذي في اللسان: أن الوداع، واد بمكة، وثنية الوداع منسوبة إليه، ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح استقبله إما مكة يصفقن ويقلن:

طلع البدر علينـا     من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا   ما دعا للـه داع

ووداعة: مخلاف باليمن، عن يمين صنعاء.

ووداعة بن جذام هكذا بالجيم في النسخ، وفي معجم الصحابة بالخاء المعجمة، أو حرام، أورده المستغفري، وقال: في إسناد حديثه نظر.

ووداعة بن أبي زيد الأنصاري شهد صفين مع علي، وقتل أبوه يوم أحد.

ووداعة بن أبي وداعة السهمي، هكذا وقع في النسخ التصريح باسمه، وله وفادة في إسناد حديثه مقال، تفرد به الكلبي: صحابيون رضي الله عنهم.

ووداعة بن عمرو بن عامر بن ناسج بن رافع بن ذي بارق بن مالك بن جشم: أبو قبيلة من بني جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان، منهم الأجدع بن مالك بن أمية الوداعي ابن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة أو هو وادعة بتقديم الألف، كما في جمهرة النسب عند أهل النسب، والمعروف عندنا، والأجدع المذكور أدرك الإسلام، وبقي إلى زمان عمر رضي الله عنه.

ووادع بن الأسود الراسبي كذا في التبصير، وهو الصواب، ووقع في العباب الرياشي: محدث روى عن الشعبي.

والقاضي أبو مسلم وادع بن عبد الله المعري: ابن أخي أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري المشهور.

ووديعة بن جذام هكذا بالجيم، وفي المعاجم بالخاء، وهو الذي أنكح ابنته رجلا لم ترده، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك النكاح.

صفحة : 5589

ووديعة بن عمرو الجهني حليف بني النجار: صحابيان رضي الله عنهما، الأخير بدري أحدي.


ودعه، أي: اتركه، وأصله ودع يدع، كوضع يضع، كما في الصحاح ومنه الحديث: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وقال عمرو بن معد يكرب:

إذا لم تستطع أمرا فدعه     وجاوزه إلى ما تستطع قال شيخنا: اختلف أهل النظر، هل دع، وذر مترادفان أو متخالفان? فذهب قوم إلى الأول، وهو رأي أكثر أهل اللغة، وذهب أكثرون إلى الفرق بينهما، فقال: دع ويدع يستعملان فيما لا يذم مرتكبه، لأنه من الدعة، وهي الراحة، ولذا قيل لمفارقة الناس بعضهم بعضا: موادعة وعدم اعتداد، لأنه من الوذر، وهو قطع اللحيمة الحقيرة، كما أشار إليه الراغب، فلذا قال تعالى: أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين، دون تدعون، مع ما فيه من الجناس، وقيل: دع: أمر بالترك قبل العلم، وذر بعده، كما نقل عن الرازي، قيل: وهذا لا يساعده اللغة ولا الاشتقاق، وقد أميت ماضيه، لا يقال: ودعه وإنما يقال في ماضيه: تركه كما في الصحاح وزاد: ولا وادع،, ولكن تارك، وربما جاء في ضرورة الشعر ودعه، وهو مودوع على أصله وقال الشاعر يقال: هو أبو الأسود الدؤلي، كما قاله ابن جني، و الذي في العباب أنه لأنس بن زنيم الليثي، وروى الأزهري عن ابن أخي الأصمعي أن عمه أنشده لأنس هذا:


ليت شعري عن خليلي ما الذي غاله في الحب حتى ودعـه وآخره:

لا يكن برقك برقا خـلـبـا     إن خير البرق ما الغيث معه وقال ابن بري: وقد روي البيتان لهما جميعا، وقال خفاف بن ندبة:

إذا ما استحمت أرضه من سمائه    جرى وهو مودوع وواعد مصدق أي متروك لا يضرب ولا يزجر، كما في الصحاح.
قلت: وفي كتاب تقويم المفسد والمزال عن جهته لأبي حاتم أن الرواية في قول أنس بن زنيم السابق: غاله في الوعد ومن قال: في الود فقد غلط، وقال: كأنه كان وعده شيئا. قلت: ويدل لهذه الرواية البيت الذي بعده، وقد تقدم.

وقال ابن بري في قول خفاف الذي أنشده الجوهري مودوع هنا من الدعة، التي هي السكون لا من الترك، كما ذكر الجوهري أي: أنه جرى ولم يجهد.

وفي اللسان: ودعه يدعه: تركه، وهي شاذة، وكلام العرب دعني وذرني، ويدع ويذر، ولا يقولون: ودعتك، ولا وذرتك، استغنوا عنها بتركتك، والمصدر فيهما: تركا، ولا يقال: ودعا ولا وذرا، وحكاهما بعضهم، ولا وادع، وقد جاء في بيت أنشده الفارسي في البصريات:

فأيهما ما أتبـعـن فـإنـنـي    حزين على ترك الذي أنا وادع قال ابن بري: وقد جاء وادع في شعر معن بن أوس:

عليه شريب لين وادع العصا     يساجلها حماته وتساجـلـه وأنشد الصاغاني لسويد اليشكري يصف نفسه:

فسعى مسعاته في قـومـه    ثم لم يدرك، ولا عجزا ودع وأنشد ابن بري لآخر:

سل أميري ما الـذي غـيره    عن وصالي اليوم حتى ودعه وأنشد الحافظ بن حجر في الفتح:

ونحن ودعنا آل عمرو بن عامر    فرائس أطراف المثقفة السمر

صفحة : 5590

وقالوا: لم يدع ولم يذر شاذ، والأعرف لم يودع ولم يوذر، وهو القياس وقرئ شاذا ما ودعك ربك وما قلى، أي ما تركك، وهي قراءة عروة ومقاتل، وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم وابن أبي عبلة ويزيد النحوي والباقون بالتشديد، والمعنى فيهما واحد وهي قراءته صلى الله عليه وسلم فيما روى ابن عباس رضي الله عنهما عنه، وجاء في الحديث: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين، رواه ابن عباس أيضا وقال الليث: العرب لا تقول: ودعته فأنا وادع، أي: تركته، ولكن يقولون في الغابر: يدع، وفي الأمر دعه، وفي النهي لا تدعه، وأنشد:

وكان ما قدموا لأنفسهـم      أكثر نفعا من الذي ودعوا يعني تركوا، وقال ابن جني: إنما هذا على الضرورة، لأن الشاعر إذا اضطر جاز له أن ينطق بما ينتجه القياس، وإن لم يرد به سماع، وأنشد قول أبي الأسود السابق، قال: وعليه قراءة ما ودعك لأن الترك ضرب من القلى، قال: فهذا أحسن من أن يعل باب استحوذ، واستنوق الجمل لأن استعمال ودع مراجعة أصل، وإعلال استحوذ واستنوق ونحوهما من المصحح ترك أصل، وبين مراجعة الأصول وتركها ما لا خفاء به، قال شيخنا عند قوله: وقد أميت ماضيه، قلت: هي عبارة أئمة الصرف قاطبة، وأكثر أهل اللغة، وينافيه ما يأتي بأثره من وقوعه في الشعر، ووقوع القراءة، فإذا ثبت وروده ولو قليلا فكيف يدعى فيه الإماتة? قلت: وهذا بعينه نص الليث، فإنه قال: وزعمت النحوية أن العرب أماتوا مصدر يدع ويذر، واستغنوا عنه بترك، والنبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب، وقد رويت عنه هذه الكلمة، قال ابن الأثير: وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله، فهو شاذ في الاستعمال، صحيح في القياس، وقد جاء في غير حديث، حتى قرئ به قوله تعالى: ما ودعك وهذا غاية ما فتح السميع العليم، فتبصر وكن من الشاكرين.

وودعان: ع، قرب ينبع وأنشد الليث:

ببيض ودعان بساط سي وودعان: علم.

وودع الثوب بالثوب، كوضع، فأنا أدعه: صانه عن الغبار، قاله ابن بزرج.

ومودوع: علم، وأيضا: اسم فرس هرم بن ضمضم المري، وكان هرم قتل في حرب داحس، وفيه تقول نائحته:

يا لهف نفسي لهفة المفجوع     ألا أرى هرما على مودوع
من أجل سيدنا ومصرع جنبه    علق الفؤاد بحنظل مصدوع

وقال الكسائي: يقال: أودعته مالا، أي: دفعته إليه، ليكون وديعة عنده.

قال: وأودعته أيضا أي: قبلت ما أودعنيه، أي ما جعله وديعة عندي، ضد هكذا جاء به الكسائي في باب الأضداد، وأنكر الثاني شمر، وقال أبو حاتم: لا أعرفه، قال الأزهري: إلا أنه حكى عن بعضهم: استودعني فلان بعيرا فأبيت أن أودعه، أي: أقبله، قاله ابن شميل في كتاب المنطق، والكسائي لا يحكي عن العرب شيئا إلا وقد ضبطه وحفظه، وأنشد:

يا ابن أبي ويا بنـي أمـيه
أودعتك الله الذي هو حسبييه

وتوديع الثوب: أن تجعله في صوان يصونه، لا يصل إليه غبار ولا ريح، نقله الأزهري.
ورجل متدع، بالإدغام: صاحب دعة وراحة، كما في اللسان.

صفحة : 5591

أو متدع: يشكو عضوا وسائره صحيح، كما في المحيط.

وفرس مودوع، ووديع، ومودع كمكرم: ذو دعة، وقد تقدم هذا بعينه، وذكر هناك أن مودعا جاء على الأصل، مخالفا للقياس، فإن ماضيه ودعه توديعا: إذا رفهه، ثم هذا الذي ذكره تكرار مع ما سبق له، فتأمل.

واتدع بالإدغام تدعة، وتدعة، ودعة تقار، قال سويد اليشكري، يصف ثورا وحشيا:

ثم ولى وجنابـان لـه      من غبار أكدري واتدع والودع، بالفتح: القبر، أو الحظيرة حوله، و الذي حكاه ابن الأعرابي عن المسروحي أن الودع: حائر يحاط عليه حائط، يدفن فيه القوم موتاهم، وأنشد:

لعمري لقد أوفى ابن عوف عشية      على ظهر ودع أتقن الرصف صانعه
وفي الودع لو يدري ابن عوف عشية  غنى الدهر أو حتف لمن هو طالعه

ولهذين البيتين قصة غريبة نقلها المسروحي، تقدم ذكرها في ج-م-ه-ر وجمع الودع ودوع، عن المسروحي أيضا.

والودع: اليربوع، ويحرك، كلاهما في المحيط، وفي اللسان كالأودع وهذا عن الجوهري، قال: هو من أسمائه.

واستودعته وديعة: استحفظته إياها قال الشاعر:

استودع العلم قرطاس فضيعه    فبئس مستودع العلم القراطيس كما في الصحاح وفي اللسان: استودعه مالا، وأودعه إياه: دفعه إليه ليكون عنده وديعة، وأنشد ابن الأعرابي:

حتى إذا ضرب القسوس عصاهم    ودنا من المتنسـكـين ركـوع
أودعتنا أشياء واستـودعـتـنـا    أشياء ليس يضيعهن مـضـيع

والمستودع، على صيغة المفعول،في شعر سيدنا أبي عبد الله العباس بن عبد المطلب يمدحه صلى الله عليه وسلم:

من قبلها طبت في الظلال وفي     مستودع حيث يخصف الورق هو المكان الذي تجعل فيه الوديعة، وأراد به المكان الذي جعل فيه آدم وحواء، عليهما السلام من الجنة، واستودعاه، وقوله: يخصف الورق، عنى به قوله تعالى: وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وقول ذي الرمة:

كأنها أم ساجي الطرف أخدرها مستودع خمر الوعساء مرخوم أي تواري ولد هذه الظبية الخمر، وقول عبدة بن الطبيب العبشمي:

إن الحوادث يخترمن، وإنمـا     عمر الفتى في أهله مستودع أي وديعة يستعاد ويسترد.

أو المستودع: الرحم وقوله تعالى: فمستقر ومستودع المستودع: ما في الأرحام وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: فمستقر بكسر القاف، وقرأ الكوفيون، ونافع وابن عامر، بالفتح، وكلهم قالوا: فمستقر في الرحم، ومستودع في صلب الأب، روي ذلك عن ابن مسعود، ومجاهد، والضحاك ومن قرأ بكسر القاف قال: مستقر في الأحياء، ومستودع في الثرى.

ووادعهم موادعة: صالحهم وسالمهم على ترك الحرب والأذى، وأصل الموادعة: المتاركة، أي: يدع كل واحد منهما ما هو فيه، ومنه الحديث: كان كعب القرظي موادعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتوادعا: تصالحا، وأعطى كل واحد منهم: الآخر عهدا ألا يغزوه، قاله الأزهري.

وتودعه: صانه في ميدع أي صوان عن الغبار، وأنشد شمر قول عبيد الراعي:

صفحة : 5592

وتلقى جارنا يثني علـينـا     إذا ما حان يوما أن يبينـا
ثناء تشرق الأحساب منـه     به نتودع الحسب المصونا

أي نقيه ونصونه، وقيل: أي نقره على صونه وادعا.

وتودع فلان فلانا: ابتذله في حاجته، وكذلك تودع ثياب صونه: إذا ابتذلها، فكأنه ضد.

ويقال: تودع مني، مجهولا، أي: سلم علي، كذا في نوادر الأعراب.

وقوله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيت أمتي تهاب الظالم، أن تقول: إنك ظالم، فقد تودع منهم أي استريح منهم وخذلوا، وخلي بينهم وبين ما يرتكبون من المعاصي حتى يكثروا منها، ولم يهدوا لرشدهم حتى يستوجبوا العقوبة فيعاقبهم الله تعالى، وهو من المجاز، لأن المعتني بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه تركه، واستراح من معاناة النصب معه، ومنه الحديث الآخر: إذا لم ينكر الناس المنكر فقد تودع منهم، وفي حديث علي رضي الله عنه: إذا مشت هذه الأمة السميهي، فقد تودع منها، أو معناه: صاروا بحيث تحفظ منهم وتوقي وتصون، كما يتوقى من شرار الناس ويتحفظ منهم، مأخوذ من قولهم: تودعت الشيء: إذا صنته في ميدع.

ومما يستدرك عليه: ودع صبيه توديعا: وضع في عنقه الودع.

والكلب: قلده الودع، نقله ابن بري، وقال الشاعر: يودع بالأمراس كل عملس من المطعمات اللحم غير الشواحن أي: يقلدها ودع الأمراس.

وذو الودع: الصبي، لأنه يقلدها ما دام صغيرا، قال جميل:

ألم تعلمي يا أم ذي الودع أنني    أضاحك ذكراكم وأنت صلود وفي الحديث: من تعلق ودعة لا ودع الله له، أي: لا جعله في دعة وسكون، وهو لفظ مبني من الودعة، أي: لا خفف الله عنه ما يخافه.

وهو يمردني الودع، ويمرثني، أي: يخدعني، كما يخدع الصبي بالودع، فيخلى يمرثها، ويقال للأحمق: هو يمرد الودع، يشبه بالصبي.

وفرس مودع، كمعظم: مصون مرفه.

ودرع مودع: مصون في الصوان.

والوديع: الرجل الساكن الهادئ ذو التدعة.

وتودعه: أقره على صونه وادعا، وبه فسر قول الراعي، وقد تقدم.

وتودع الرجل: اتدع، فهو متودع، والدعة من وقار الرجل الوديع، وإذا أمرت الرجل بالسكينة والوقار قلت: تودع، واتدع.

وأودع الثوب: صانه.

والميداعة: الرجل الذي يحب الدعة، قاله الفراء.

وإيتدع بنفسه: صار إلى الدعة، كاتدع، على القلب والإدغام والإظهار.

والموادعة: الدعة والترك، فمن الأول: قول الشاعر:

فهاج جوى في القلب ضمنه الهوى     ببينونة ينـأى بـهـا مـن يوادع ومن الثاني: قول ابن مفرغ:

دعيني من اللوم بعض الدعه ويقال: ودعت، بالتخفيف، فودع، بمعنى ودعت توديعا، وأنشد ابن الأعرابي:

وسرت المطـية مـودوعة       تضحي رويدا وتمشي زريفا وتودع القوم، وتوادعوا: ودع بعضهم بعضا.

وقال الأزهري: تودع منهم، أي: سلم عليهم للتوديع.

وودعت فلانا: أي: هجرته، حكاه شمر.

وناقة مودعة: لا تركب ولا تحلب.

وقول الشاعر: أنشده ابن الأعرابي:

إن سرك الري قبيل الناس

صفحة : 5593

فودع الغرب بوهم شاس أي: اجعله وديعة لهذا الجمل، أي: ألزمه الغرب.

وقال قتادة في معنى قوله عز وجل: ودع أذاهم أي: اصبر على أذاهم، وقال مجاهد: أي: أعرض عنهم.

والودع بالفتح: غرض يرمى فيه.

واسم صنم.

والوديع: المقبرة عن أبي عمرو.

ومرجى بن وداع، كسحاب: محدث.

وأحمد بن علي بن داود بن وديعة، كجهينة: شيخ لابن نقطة.

وعلاء الدين علي بن المظفر الوداعي الأديب المشهور، قال الحافظ: حدثونا عنه.

ومن المجاز: أودعته سرا، وأودع الوعاء متاعه.

وأودع كتابه كذا، وأودع كلامه معنى حسنا.

وسقطت الودائع، يعني: الأمطار، لأنها قد أودعت السحاب.

ووادع: صحابي، روت عنه بنته أم أبان، أخرجه ابن قانع.

و-ذ-ع
وذع الماء، كوضع، أهمله الجوهري وقال الأزهري في ترجمة عذا قال ابن السكيت فيما قرأت له من الألفاظ إن صح له: وذع الماء يذع، وهمي يهمي: إذا سال.

قال: وكل ماء جرى على صفاة، فهو واذع، قال الأزهري: هذا حرف منكر، وما رأيته إلا في هذا الكتاب ولا أثبته وينبغي أن يفتش عنه.

و-ر-ع
الورع، محركة: التقوى، والتحرج، والكف عن المحارم، وقد ورع الرجل، كورث هذه هي اللغة المشهورة التي اقتصر عليها الجماهير، واعتمدها الشيخ ابن مالك وغيره، وأقره شراحه في التسهيل، ومشى عليه ابنه في شرح اللامية، ووجل، وهذه عن اللحياني ووضع وهذه عن سيبويه، وحكاها عن العرب على القياس، فهو مما جاء بالوجهين، وهو مستدرك على ابن مالك، وكرم يرع ويورع ويرع ويورع وراعة وورعا بالفتح ويضم، أي: تحرج، وتوقى عن المحارم، وأصل الورع: الكف عن المحارم، ثم استعير للكف عن الحلال والمباح.

والاسم: الرعة، والريعة، بكسرهما، الأخيرة على القلب، كما في المحكم، يقال: فلان سييء الرعة، أي: قليل الورع، كما في العباب.

وفي النهاية: ورع يرع رعة، مثل: وثق يثق ثقة، وهو، ورع ككتف، أي متق، ونقله الجوهري أيضا واقتصر على ورع، كورث.

والورع، بالتحريك أيضا: الجبان، قال الليث: سمي به لإحجامه ونكوصه، ومثله قول ابن دريد، قال ذو الإصبع العدواني:

إن تزعما أنني كبرت فلم     ألف بخيلا نكسا ولا ورعا وقال الأعشى:

أنضيتها بعدما طال الهباب بها     تؤم هوذة لا نكسا ولا ورعا وفي الصحاح: قال ابن السكيت: وأصحابنا يذهبون بالورع إلى الجبان، وليس كذلك وإنما الورع: الصغير الضعيف الذي لا غناء عنده، وقيل: هو الصغير الضعيف من المال وغيره، كالرأي والعقل والبدن، فعمه.

قلت: ويشهد لما ذهب إليه الليث وابن دريد قول الراجز:

لا هيبان قلبه منـان
ولا نخيب ورع جبان

فهذه كلها من صفات الجبان، الفعل منهما، أي: من الجبان والصغير: ورع كوضع وكرم، وعلى الأخير اقتصر الجوهري والصاغاني وفي اللسان: وأرى يرع بالفتح لغة فيه، إشارة إلى أنه كوضع، الذي قدمه المصنف.

صفحة : 5594

وفاته: ورع يرع، كورث يرث، حكاه ثعلب عن يعقوب هنا، كما في اللسان، وراعة، ووراعا، وورعة، بالفتح في الكل، ويضم.الأخير ووروعا، كقعود، وورعا، بالضم وبضمتين، واقتصر الجوهري على وروع كقعود، وعلى ورع بالضم ووراعة.

وفاته: الوروعة، بالضم نقله ابن دريد في قوله: رجل ورع بين الوروعة، أي: جبان، وفاته أيضا: ورعا محركة، نقله ثعلب، والوراعة يحتمل أن يكون مصدر ورع، ككرم كرامة، أو ورع كورث وراثة، وكلاهما صحيح في القياس والاستعمال أي: جبن وصغر وضعف.

والرعة، بالكسر: الهدي، وحسن الهيئة، أو سوءها قاله الأصمعي، وهو ضد، وفي حديث الحسن البصري: ازدحموا عليه، فرأى منهم رعة سيئة، فقال: اللهم إليك يريد بالرعة هنا: الاحتشام والكف عن سوء الأدب، أي: لم يحسنوا ذلك، وفي حديث الدعاء: وأعذني من سوء الرعة أي: من سوء الكف عما لا ينبغي.

والرعة: الشأن والأمر والأدب، يقال: هم حسن رعتهم، بهذا المعنى، وأنشد ثعلب:

رعة الأحمق يرضى ما صنع وفسره فقال: رعة الأحمق: حالته التي يرضى بها.

ويقال: ماله أوراع، أي:صغار جمع ورع، بالتحريك وهو من بقية قول ابن السكيت الذي نقله الجوهري والفعل: ورع: ككرم وراعة، وورعا، ووروعا، بضمهما.

قلت: وهذا تكرار مع ما سبق له، لأن مراده أن الفعل من قولهم: ماله أوراع، وهو جمع ورع للضعيف الصغير، وقد ورع، وهذا قد تقدم فتأمل.

وورع كورث: كف ومنه الحديث: وبنهيه يرعون، أي يكفون، وفي حديث آخر: وإذا أشفى ورع، أي: إذا أشرف على معصية كف، وهذا أيضا قد تقدم في أول المادة، إذ المراد بالتقوى هو الكف عن المحارم، فتأمل ذلك.

والوريع، كأمير: الكاف، نقله الصاغاني.

والوريعة بهاء: فرس للأحوص بن عمرو الكلبي، وهبها لمالك بن نويرة التميمي، رضي الله عنه، وكانت فرسه نصاب قد عقرت تحته، فحمله الأحوص على الوريعة، فقال مالك يشكره:

ورد نزيلنا بعطـاء صـدق    وأعقبه الوريعة من نصاب وأنشده المازني، فقال: ورد خليلنا.

والوريعة: ع قيل: حزم لبني فقيم، قال جرير:

أيقيم أهلك بالستار وأصعدت    بين الوريعة والمقاد حمول وقال المرقش الأصغر يصف الظعن:

تحملن من جو الوريعة بعدما تعالى النهار واجتزعن الصرائما وأورع بينهما إيراعا: حجز وكف، لغة في ورع توريعا، عن ابن الأعرابي.

وورعه عن الشيء توريعا: كفه عنه، ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: ورع اللص ولا تراعه أي: إذا رأيته في منزلك فادفعه واكففه ولا تنظر ما يكون منه، كما في الصحاح.

وفسره ثعلب فقال: يقول: إذا شعرت به في منزلك فادفعه واكففه عن أخذ متاعك، ولا تراعه، أي: لا تشهد عليه، وقيل: معناه: رده بتعرض له وتنبيه، وقال أبو عبيد: ولا تراعه، أي: لا تنتظر فيه شيئا، وكل شيء تنتظره فأنت تراعيه وترعاه، وكل شيء كففته فقد ورعته، وفي حديث عمر، قال للسائب: ورع عن] في الدرهم والدرهمين، أي: كف عني الخصوم أن تقضي وتنوب عني في ذلك.

صفحة : 5595

وورع الإبل عن الماء: ردها فارتدت، قال الراعي:

يقول الذي يرجو البقية ورعواعن الماء لا يطرق، وهن طوارقه ومحاضر بن المورع، كمحدث: محدث قال الذهبي: مستقيم الحديث، لا منكر له، ولكن قال أحمد بن حنبل: كان مغفلا جدا، لم يكن من أصحاب الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وقال أبو زرعة: صدوق، وقد ذكرنا في ح-ض-ر شيئا من ذلك.

والموارعة: المناطقة والمكالمة نقله الجوهري وأنشد لحسإن رضي الله عنه:

نشدت بني النجار أفـعـال والـد     إذا العان لم يوجد له من يوارعه ويروى يوازعه بالزاي.

والموارعة أيضا: المشاورة وبه فسر الحديث: كان أبو بكر وعمر يوارعان عليا، رضي الله عنهم، أي: يستشيرانه، كما في العباب والنهاية، وأصله من المناطقة والمكالمة.

وتورع الرجل من كذا أي: تحرج منه، وأصله في المحارم، ثم استعير للكف عن المباح والحلال ومنه المتورع للتقي المتحرج.

ومما يستدرك عليه: ورع بينهما توريعا: حجز، وأورع أعلى.

وورع الفرس: حبسه بلجامه، قال أبو دواد:

فبيننا نورعه باللـجـام     نريد به قنصا أو غوارا أي: نكفه ونحبسه به.

وما ورع أن فعل كذا وكذا، أي: ما كذب.

وسموا مورعا، ووريعة، كمحدث وسفينة.

و-ز-ع
وزعته، كوضع، أزعه وزعا، هكذا في الأصول الصحيحة المعتمدة، وفي بعضها: وزغته كوضع، أزغه فقيل: فيه إشارة إلى اللغتين، إحداهما بالضبط، والثانية بذكر المضارع، أي: كففته ومنعته، فاتزع هو، أي: كف، كما في الصحاح وفي الحديث: من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن، أي من يكف عن ارتكاب الجرائم مخافة السلطان أكثر ممن تكفه مخافة القرآن.

وفي حديث جابر: فلا يزعني أي لا يزجرني ولا ينهاني.

وأوزعه بالشيء إيزاعا: أغراه به، بالضم فهو موزع كمكرم، أي: مغرى به، نقله الجوهري قال: ومنه قول النابغة:

فهاب ضمران منه حيث يوزعـه     طعن المعارك عند المحجر النجد أي: يغريه، وفاعل يوزعه مضمر يعود على صاحبه.

وفي الحديث: أنه كان موزعا بالسواك، أي: مولعا به، وقد أوزع بالشيء: إذا اعتاده وأكثر منه، وألهم، والاسم والمصدر جميعا الوزوع، بالفتح كما في الصحاح وذكر الفتح مستدرك، وكذلك الولوع، وقد أولع به ولوعا، وحكى اللحياني: إنه لولوع وزوع، قال: وهو من الإتباع، وفي العباب: وهما من المصادر التي جاءت بفتح أوائلها، قال المرار بن سعيد:

بل إنك والتشوق بعد شيب    أجهلا كان ذلك أم وزوعا قال: وليس ضم الواو من كلامهم.

قلت: وقد تقدم مرارا أن فعولا بالفتح في المصادر قليل جدا، وذكرت نظائرها في الهمزة، على ما قاله سيبويه، وما زادوه عليه ولم يذكروا هذا، فتأمله.

صفحة : 5596

والوزعة، محركة: جمع وازع، وهم الولاة المانعون من محارم الله تعالى، ومنه حديث الحسن: لا بد للناس من وزعة، أي: أعوان يكفونهم، عن التعدي والشر والفساد، وفي رواية: وازع أي من سلطان يكفهم ويزع بعضهم عن بعض، يعني السلطان وأصحابه، وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه وقد شكي إليه بعض عماله،يعني المغيرة بن شعبة ليقتص منه، فقال: أنا أقيد من وزعة الله أراد أأقيد من الذين يكفون الناس عن الأقدام على الشر.

والوازع: الكلب، لأنه يكف الذئب عن الغنم، نقله الجوهري.

والوازع: الزاجر عن الشيء والناهي عنه، ومنه حديث جابر المتقدم.

والوازع: من يدبر أمور الجيش، ويرد من شذ منهم، وهو الموكل بالصفوف، يزع من تقدم ويرد من شذ منهم وهو الموكل بالصفوف يزع من تقدم منهم بغير أمره.

ويقال: وزعت الجيش وزعا: إذا حبست أولهم على آخرهم وفي الحديث: إن إبليس رأى جبريل عليه السلام يوم بدر يزع الملائكة أي: يرتبهم ويسويهم ويصفهم للحرب، فكأنه يكفهم عن التفرق والإنتشار، ومنه أيضا حديث أبي بكر، رضي الله عنه: إن المغيرة رجل وازع، يريد أنه صالح للتقدم على الجيش، وتدبير أمرهم، وترتيبهم في قتالهم، وفي التنزيل العزيز: فهم يوزعون أي يحبس أولهم على آخرهم، وقيل: يكفون.

وقول أبي ذؤيب يصف ثورا:

فغدا يشرق متنه فبدا لـه    أولى سوابقها قريبا توزع أي: تغرى، وقيل تكف وتحبس على ما تخلف منها، ليجتمع بعضها إلى بعض، يعني الكلاب.

والوازع بن الذراع ويقال: ابن الوازع، ذكره أبو بكر بن علي الذكواني في معجم الصحابة ولم يخرج له شيئا، و الذي في المعجم: ابن الذراع.

والوازع: رجل آخر غير منسوب روى عنه ابنه ذريح، ذكره ابن ماكولا: صحابيان، رضي الله عنهما.

وازع بن عبد الله الكلاعي تابعي.

وأبو الوازع النهدي، وأبو الوازع عمير، وأبو الوازع جابر بن عمرو الراسبي البصري: تابعيون، الأخير روى عن أبي برزة الأسلمي، وعنه أبان بن صمعه قاله المزي، وزاد ابن حبان في الثقات فيمن روى عنه شداد بن سعيد، وقال أيضا: أبو الوازع عن عمر، وعنه السفيانان، فيحتمل أن يكون النهدي، أو الذي اسمه عمير فانظر ذلك.

وهذيل تقول للوازع: يازع بالياء، قال حصيب الهذلي يذكر فرته من العدو:

لما عرفت بني عمرو ويازعهم     أيقنت أني لهم في هذه قـود أراد: وازعهم، فقلب الواو ياء، طلبا للخفة، وأيضا فتنكب الجمع بين واوين: واو العطف وياء الفاعل، وقال السكري: لغتهم جعل الواو ياء. وقال النابغة:

على حين عاتبت المشيب على الصبا     وقلت ألما أصح والـشـيب وازع والأوزاع: الفرق من الناس، والجماعات يقال: أتيتهم وهم أوزاع، أي: متفرقون، وقيل: هم الضروب المتفرقون، ولا واحد للأوزاع، ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: خرج ليلة شهر رمضان والناس أوزاع، أي: يصلون متفرقين غير مجتمعين على إمام واحد.

صفحة : 5597

والأوزاع: لقب مرثد بن زيد بن زرعة بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أبين بن الهميسع بن حمير أبي بطن من همدان هكذا في العباب والصحاح ونسبهم في حمير، كما عرفت ولكن عدادهم اليوم في همدان، سموا بذلك لأنهم تفرقوا، منهم الإمام أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، الفقيه المشهور، وقال البخاري: الأوزاعي من حمير الشام.

قال: والأوزاع: ة، بدمشق خارج باب الفراديس. قلت: كأنها نسبت إليهم، وقال غيره: منها: أبو أيوب مغيث بن سمي، الأوزاعي، قال ابن حبان: كان يقول: إنه أدرك ألف صحابي، وعبارة ابن حبان: زهاء ألف من الصحابة، رضي الله عنهم وروى عنه زيد بن واقد، وأهل الشام، قال الصاغاني: توفي ببيروت.

وموزع، كمجمع: ة، باليمن كبيرة، قال الصاغاني: وهي سادس منازل حاج عدن. قلت: وقد خرج منها فضلاء على اختلاف الطبقات.

وأزيع، كزبير: علم أصله، وزيع، بالواو، كإشاح ووشاح، وقد مر للمصنف في فصل الهمزة مع العين أيضا وهذا محل ذكره، على الصواب.

وأوزعني الله تعالى: ألهمني، قال الله تعالى: رب أوزعني أن أشكر نعمتك وتأويله في اللغة: كفني عن الأشياء، إلا عن شكر نعمتك، وكفني عما يباعدني عنك.

واستوزع الله تعالى شكره: استلهمه فأوزعه، وحكى اللحياني: لتوزع بتقوى الله، أي: لتلهم، قال ابن سيده: هذا نص لفظه، وعندي أن معنى قولهم: لتوزع بتقوى الله، أي: تولع به، وذلك لأنه لا يقال أوزعته الشيء.

وأما أوزعت الناقة ببولها إيزاعا: إذا رمت به رميا، فبالمعجمة نبه عليه ابن بري، وأبو سهل، وأبو زكريا، والصاغاني وكلهم قالوا: هذا تصحيف، والصواب أنه بالغين المعجمة وقد غلط الجوهري حيث صحفه، وهو ذكره في الغين على الصحة كما سيأتي.

والتوزيع: القسمة والتفريق وقد وزعه، يقال: وزعنا الجزور فيما بيننا، وفي الحديث: أنه حلق شعره في الحج، ووزعه بين الناس، أي: فرقه، وقسمه بينهم، ومن هذا أخذ الأوزاع، كالإيزاع، وبه يروى شعر حسان رضي الله عنه:

بضرب كإيزاع المخاض مشاشه جعل الإيزاع موضع التوزيع وهو التفريق، وأراد بالمشاش هنا: البول، وقيل: هو بالغين المعجمة، وهو بمعناه.

وتوزعوه فيما بينهم، أي: تقسموه، ومنه حديث الضحايا: ... فتوزعوها.

والمتزع: الشديد النفس، نقله الجوهري وابن فارس في المجمل.

ومما يستدرك عليه: وزع النفس عن هواها يزع، كوعد يعد: كفها، لغة في وزع كوضع، ذكرها الشيخ ابن مالك في شرح الكافية، وشيخ مشايخ شيوخنا عبد القادر بن عمر البغدادي في شرح شواهد الرضي.

والوزاع، كرمان: جمع وازع، وهو الموكل بالصفوف.

والوزيع: اسم للجمع.

والأوزاع: بيوت منتبذة عن مجتمع الناس، قال الشاعر يمدح رجلا:

أحللت بيتك بالجميع وبعضهم      متفرق لـيحـل بـالأوزاع وأوزع بينهما: فرق وأصلح.

ووزوع، كصبور: اسم امرأة.

ووازعه: مانعه.

والشيب وازع، وهو على المثل.

صفحة : 5598

ويقال: هو متزع: عزيز النفس ممتنع.

ومن المجاز: توزعته الأفكار، وهو متوزع القلب.

وقال ابن شميل: توزعوا ضيوفهم: ذهبوا بهم إلى بيوتهم، كل رجل منهم بطائفة، وكذلك توشعوا.

و-س-ع
وسعه الشيء، بالكسر يسعه، كيضعه، سعة، كدعة وزنة، وعلى الأول اقتصر الجوهري وقرأ زيد بن علي: ولم يؤت سعة بالكسر.

ويقال: إنه يسعني ما يسعك، ولا يسعني شيء ويضيق عنك، ولا يسعك أن تفعل كذا كما في الأساس، زاد الجوهري أي: وأن يضيق عنك، بل متى وسعني شيء وسعك.

ويقال: ما أسع ذلك، أي: ما أطيقه. وهل تسع هذا? أي: هل تطيقه، وهو مجاز، قال الجوهري: إنما سقطت الواو منه في المستقبل لما ذكرناه في باب الهمزة في وطيء يطأ.

وفي النوادر: اللهم سع علينا أي: وسع.

ويقال: ليسعك بيتك: أمر بالقرار فيه، وقد وسعه بيته.

ويقال: هذا الإناء يسع عشرين كيلا، أي: يتسع لعشرين، وهذا يسعه عشرون كيلا، أي يتسع فيه عشرون، على مثال قولك: أنا أسع هذا الأمر، وهذا الأمر يسعني، قال أبو زبيد الطائي:

حمال أثقال أهـل الـود آونة       أعطيهم الجهد مني بله ما أسع والأصل في هذا أن تدخل في وعي، واللام لأن قولك: هذا الوعاء يسع عشرين كيلا، معناه: يسع لعشرين كيلا، أي: يتسع لذلك، ومثله: هذا الخف يسع رجلي أي: يتسع لها، وتقول: هذا الوعاء يسعه عشرون كيلا، معناه: يسع فيه عشرون كيلا، أي يتسع فيه عشرون كيلا، والأصل في هذه المسألة أن يكون بصفة، غير أنهم ينتزعون الصفات من أشياء كثيرة، حتى يتصل الفعل إلى ما يليه، ويفضي إليه، كأنه مفعول به، كقولك: كلتك ووزنتك واستجبتك ومكنتك أي: كلت لك، ووزنت لك واستجبت لك، ومكنت لك.

ويقال: وسعت رحمة الله كل شيء، ولكل شيء، وعلى كل شيء، وقوله تعالى: وسع كرسيه السموات والأرض، أي: اتسع، وفي الحديث: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط وجه، وحسن خلق، وهو مجاز.

والواسع: ضد الضيق، كالوسيع، وقد وسعه ولم يضق عنه.

والواسع: في الأسماء الحسنى اختلف فيه، فقيل: هو الكثير العطاء الذي يسع لما يسأل قال ابن الأنباري: وهذا قول أبي عبيدة، أو هو المحيط بكل شيء، من قوله: وسع كل شيء علما، أو هو الذي وسع رزقه جميع خلقه، و وسعت رحمته كل شيء، ولكل شيء وعلى كل شيء.

وواسع بن حبان الأنصاري بفتح الحاء في صحبته خلاف، قتل يوم الحرة، وأخوه: يحيى بن حبان روى عن ابن عمر، وابن عباس، وعنه ابنه محمد، ومحمد هذا من شيوخ مالك، وحبان بن واسع بن حبان، عن أبيه، وعن عمه، وعنه ابن لهيعة، وقد تقدم ذكره في ح-ب-ب.

والوسع، مثلثة: الجدة، والغنى، والرفاهية، على المثل، والطاقة كالسعة بالفتح، وقيل: هو قدر جدة الرجل، وقدرة ذات اليد، والهاء في السعة عوض عن الواو، كما مر في عدة وسيأتي في زنة كذلك.

وقال الليث: الوساع كسحاب: الندب لسعة خلقه، وقد مر له أن الندب يطلق على الخفيف في الحاجة، والسريع الظريف النجيب، ومنه قولهم: أراك ندبا في الحوائج.

صفحة : 5599

والوساع من الخيل: الجواد، أو الواسع الخطو والذرع يقال: فرس وساع، قال المسيب بن علس:

فتسل حاجتها إذا هي أعرضت     بخميصة سرح اليدين وسـاع كالوسيع، وقد وسع، ككرم، وساعة، وسعة: اتسع في السير.

ووسيع: ماء وفي الصحاح: ووسيع ودحرض: ماءان بين بني سعد وبني قشير، وهما الدحرضان اللذان في شعر عنترة:

شربت بماء الدحرضين فأصبحت    زوراء تنفر عن حياض الديلـم وقال الأزهري: وسيع: ماء لبني سعد، وأنشد الصاغاني قول الشاعر:

مقيم على بنبان يمـنـع مـاءه     وماء وسيع ماء عطشان مرمل ويسع، كيضع: اسم نبي من الأنبياء من ولد هارون عليه السلام، وهو اسم أعجمي أدخل عليه ال، ولا يدخل على نظائره كيزيد، ويعمر، كما في الصحاح وقرئ والليسع بلامين، وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف، والباقون بلام واحدة.

وأوسع الرجل: صار ذا سعة وغنى، وهو مجاز: ومنه قوله تعالى: على الموسع قدره وعلى المقتر قدره.

ويقال: أوسع الله تعالى عليه، أي: أغناه كما في الصحاح كوسع عليه توسيعا، وهو مجاز، وقوله تعالى: والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون أي: أغنياء قادرون من أوسع: صار ذا سعة، كما في الصحاح.

وتوسعوا في المجلس أي: تفسحوا كما في العباب والصحاح.

ووسعه توسيعا: ضد ضيقه كما في الصحاح فاتسع، واستوسع: صار واسعا، كما في الصحاح.

ومما يستدرك عليه: التوسعة: السعة، وبه سمى ابن السكيت كتابه، وقد مر ذكره.

ووسعه يسعه، كورث يرث، لغة قليلة. ووسع الشيء، ككرم، فهو وسيع ووسع كفرح.

واتسع كوسع وسمع الكسائي: الطريق ياتسع، أرادوا: يوتسع، فأبدلوا الواو ألفا طلبا للخفة، كما قالوا: ياجل ونحوه، ويتسع أكثر وأقيس.

واستوسع الشيء: وجده واسعا، وطلبه واسعا.

وأوسعه صيره واسعا، وقيل في قوله تعالى: وإنا لموسعون أي جعلنا بينها وبين الأرض سعة، جعل أوسع بمعنى وسع.

ووسع عليه يسع سعة ووسع، كلاهما: رفهه وأغناه.

ورجل موسع عليه الدنيا: متسع له فيها.

وأوسعه الشيء: جعله يسعه، قال: امرؤ القيس:

فتوسع أهلها أقطا وسمـنـا      وحسبك من غنى شبع وري وفي الدعاء: اللهم أوسعنا رحمتك أي: اجعلها تسعنا.

وقال ثعلب: قيل لامرأة: أي النساء أبغض إليك? فقالت: التي تأكل لما، وتوسع الحي ذما.

وناقة وساع: واسعة الخلق، أنشد ابن الأعرابي:

عيشها العلهز المطحن بالـق      ت وإيضاعها القعود الوساعا وفي حديث جابر: رضي الله عنه: فانطلق أوسع جمل ركبته قط أي: أعجل جمل سيرا، يقال: جمل وساع أي: واسع الخطو، سريع السير.

وناقة ميساع: واسعة الخطو.

وسير وسيع ووساع: متسع.

واتسع النهار وغيره: امتد وطال.

ومالي عن ذاك متسع أي مصرف.

وسع: زجر للإبل، كأنهم قالوا: سع يا جمل، في معنى اتسع في خطوك ومشيك.

وقال الزجاج: وسع الله على الرجل، بالتخفيف أي: أوسع عليه.

ووساع، كسحاب: واد من أودية اليمن.
و-ش-ع

صفحة : 5600

الوشيع، كأمير: ع وقيل: ماء، ويقال وشيع، بلا لام، ويقال: هو الذي عنى به عنترة الشاعر، وقيل: غيره.

والوشيع: شريجة من السعف تلقى على خشبات السقف، وربما أقيم على الخص، كذا نص العباب، وفي اللسان: كالخص، وسد خصاصها بالثمام، والجمع وشائع، ومنه الحديث: والمسجد يومئذ وشيع بسعف وخشب قال كثير:

ديار عفت من عزة الصيف بعدما تجد عليهن الوشيع المثمما أي: تجد عزة، يعني تجعله جديدا، قال ابن بري: ومثله لابن هرمة:

بلوى سويقة أو ببرقة أخزم     خيم على آلائهـن وشـيع قال: وقال السكري: الوشيع: الثمام، وقال غيره: الوشيع: سقف البيت.

وقال أبو عمرو: الوشيع: ما جعل حول الحديقة من الشجر والشوك منعا للداخلين إليها، وقال غيره: هو حظيرة الشجر حول الكرم والبستان، والجمع: الوشائع.

والوشيع: شيء كالحصير يتخذ من الثمام والجثجاث.

والوشيع: ما يبس من الشجر فسقط.

والوشيع: علم الثوب، وقد وشع الثوب: إذا رقمه بعلم ونحوه.

وقال أبو سعيد: الوشيع خشبة غليظة توضع على رأس البئر، يقوم عليها الساقي قال الطرماح يصف صائدا:

فأزل السهم عنها كـمـا     زل بالساقي وشيع المقام وقال ابن الأعرابي: الوشيع: خشبة الحائك التي تسمى الحف والجمع: وشائع، قال ذو الرمة:

به ملعب من معصفات نسجنه     كنسج اليماني برده بالوشائع والوشيع: عريش يبنى للرئيس في العسكر يشرف منه عليه ومنه الحديث: كان أبو بكر، رضي الله عنه، مع النبي صلى الله عليه وسلم في الوشيع يوم بدر أي في العريش.

والوشيعة: طريقة الغبار، والجمع: الوشائع.

والوشيعة: خشبة أو قصبة يلف عليها ألوان الغزل من الوشي وغيره، قال الأزهري: ومن هنا سميت القصبة أي: قصبة الحائك وشيعة، لأن الغزل يوشع فيها، ويقال لما كسا الغازل المغزول وشيعة، ووليعة، وسليخة، ونضلة، وقيل: الوشيعة: قصبة يجعل فيها النساج لحمة الثوب للنسج.

والوشيعة: الطريقة في البرد.

وقيل: كل لفيفة من القطن أو الغزل: وشيعة.

والوشوع في بيت الطرماح: ما يتفرق في الجبل من النبات، وهو قوله:

وما جلس أبكار أطاع لسرحها      جنى ثمر بالـواديين وشـوع وقيل: إنما هو شوع، والواو للنسق، وقد أشرنا إليه في ش-و-ع.
والوشوع: الوجور يوجره الصبي، مثل النشوع، نقله الجوهري عن ابن السكيت.

ووشعه، كوضعه: خلطه كما في العباب.

وقال أبو عبيد: وشع الجبل وشعا: صعده نقله الجوهري.

والوشع: زهر البقول، وقيل: هو ما اجتمع على أطرافها، جمعه وشوع بالضم وبه فسر قول الطرماح من رواه بالضم قاله الليث.

صفحة : 5601

والوشع: شجر البان، جمعه: وشوع بالضم وبه فسر أيضا قول الطرماح ففي البيت روايتان: بالفتح والضم، فعلى الفتح: إما أن يكون الواو للنسق، أو من أصل الكلمة، فإن كان للنسق فالشوع: حب البان، وعلى أنه من أصل الكلمة مفرد، كصبور، بمعنى الكثير المتفرق، وعلى رواية الضم إما أنه جمع وشع بمعنى زهر البقول، أو بمعنى شجر البان كل ذلك قد قيل، فتأمل.

والوشع: بضمتين: بيت العنكبوت عن ابن عباد.

ويوشع بضم أوله وفتح الشين: صاحب موسى عليهما السلام ووصيه، وفتاه الذي ردت له الشمس، وهو يتنزل من موسى عليه السلام في بني إسرائيل منزلة أمير المؤمين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الإسلام، وهو يوشع بن نون بن عازر بن شوتالخ بن راياذ بن باحث بن العاذ بن يارذ ن شوتالخ بن أفراييم بن يوسف عليه السلام.

وقال أبو سعيد الضرير: أوشعت الأشجار: أزهرت نقله الجوهري وقال الليث: أوشعت البقول، أي: خرجت زهرتها، نقله الصاغاني.

وقال ابن دريد: توشيع الثوب: إعلامه، أي رقمه بعلم أو نحوه، وفي الأساس: برد موشع، أي: موشى، ذو رقوم وطرائق.

وتوشيع القطن: لفه بعد ندفه، كما في الصحاح وهو قول الليث، وأنشد لرؤبة:

فانصاع يكسوها الغبار الأصيعا
ندف القياس القطن الموشعـا

وفي اللسان: وشعت المرأة قطنها: إذا قرضته وهيأته للندف بعد الحلج، وهو التزبيد والتسبيخ.

أو هو أن يدار الغزل باليد على الإبهام والخنصر، فيدخل في القصبة نقله الصاغاني.

وقال ابن فارس: وشعه الشيب توشيعا: علاه كما هو نص العباب، غير أنه لم يذكر المصدر، فاحتمل أن يكون وشعه كوضعه، وهذا هو الموافق لما في الصحاح نعم ذكر في اللسان: وشعه القتير، ووشع فيه، وأتلع فيه، وسبل فيه ونصل، بمعنى واحد.

وتوشع به: تكثر به قال الشاعر:

إني امرؤ لم أتوشع بالكذب وقال ابن جني: معناه لم أتحسن به، ولم أتكثر به.

وتوشع في الجبل: إذا أخذ فيه يمينا وشمالا وتوشعت الغنم في الجبل: إذا صعدت وارتفعت فيه لترعاه فذهبت يمينا وشمالا، كأنها تفرقت.

واستوشع: استقى على الوشيع.

ومما يستدرك عليه: وشع القطن وشعا: لغة في وشعه توشيعا، وكذلك غير القطن.
والوشيعة: كبة الغزل.
والوشع، بالفتح: النبذ من طلع النخل.

والشيء القليل من النبت في الجبل.

والوشوع: الضروب عن أبي حنيفة، ويقال: وشع من خير، ووشوع، كما يقال: وشم ووشوم.

والتوشيع: دخول الشيء في الشيء.

وتوشع الشيء: تفرق.

والوشوع: المتفرقة.

وقال الأزهري: وشعت البقلة: انفرجت زهرتها.

ووشعوا على كرمهم توشيعا: حظروا.

والموشع كمعظم: سعف يجعل مثل الحظيرة على الجوخان، ينسج نسجا.

ووشع توشيعا: خلط، قال العجاج:

صافي النحاس لم يوشع بكدر أي: لم يخلط.

ووشع في الجبل يشع فيه وشعا، ووشوعا: لغة في وشعه وشعا، وكذلك توشعه: إذا علاه وإنه لوشوع فيه: متوقل له، عن ابن الأعرابي، قال: وكذلك الأنثى، وأنشد:

ويلمها لقحة شيخ قد نحل

صفحة : 5602

حوساء في السهل وشوع في الجبل وتوشع الشيب رأسه: علاه.

وقال ابن شميل: توزع بنو فلان ضيوفهم، وتوشعوا سواء، أي: ذهبوا بهم إلى بيوتهم كل رجل منهم بطائفة.

وذكر الليث في هذا التركيب إيشوع: اسم عيسى عليه السلام بالعبرانية.

و-ص-ع
الوصع، بالفتح ويحرك وعلى الأخير اقتصر الجوهري: طائر أصغر من العصفور كما في الصحاح وقيل: يشبهه في صغر جسمه، وقيل: هو الصغير من العصافير، وقيل: من أولادها وقيل: هو مقلوب الصعو، كجذب وجبذ، قاله الليث، وفي الحديث: إن العرش على منكب إسرافيل، وإنه ليتواضع لله حتى يصير كأنه الوصع روي الحديث بالوجهين ج: وصعان كغزلان كورل وورلان.

والوصيع: كأمير: صوت العصافير.

وقال ابن عباد: الوصيع: صغارها أي العصافير كالوصع محركة على الصواب، كما ضبطه الصاغاني وإطلاق المصنف يوهم الفتح.

وقال شمر: لم أسمع الوصع في كلامهم، إلا أني سمعت قول الشاعر، ولا أدري من هو، وليس من الوصع الطائر في شيء، وهو:

أناخ فنعم ما اقـلـولـي وخـوى     على خمس يصعن حصى الجبوب قال: أي: الثفنات الخمس ويصعن الحصى: يغيبنه في الأرض هذا تفسير شمر، أو الصواب يصعن، بضم الصاد، أي يفرقنها، يعني الثفنات الخمس، قاله الأزهري.