الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الثالث والعشرون: فصل الواو مع العين: الجزء الثاني

فصل الواو مع العين

الجزء الثاني

 و-ض-ع
وضعه من يده، يضعه بفتح ضادهما، وضعا بالفتح، وموضعا، كمجلس، ويفتح ضاده وهذه عن الفراء، كما في العباب، و الذي يقتضيه نص الصحاح: أن الموضع، بالفتح، لغة في الموضع بالكسر، في معنى اسم المكان، وقال: سمعها الفراء، وفي اللسان: المواضع معروفة، واحدها موضع بالفتح، الأخير نادر، لأنه ليس في الكلام مفعل مما فاؤه واو اسما لا مصدرا إلا هذا، فأما موهب، ومورق فللعلمية، وأما: ادخلوا موحد موحد ففتحوه إذ كان اسما موضوعا ليس بمصدر ولا مكان، وإنما هو معدول عن واحد، هذا كله قول سيبويه فتأمل ذلك.

وموضوعا، وهو مثل المعقول، نقله الجوهري وله نظائر تقدم بعضها، والمعنى: ألقاه من يده وحطه.

ووضع عنه وضعا: حط من قدره.

ووضع عن غريمه وضعا، أي: نقص مما له عليه شيئا، ومنه الحديث: من أنظر معسرا أو وضع له: أظله الله تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

وقال أبو زيد: وضعت الإبل تضع وضيعة:رعت الحمض حول الماء ولم تبرح، نقله الجوهري كأوضعت، وهذه عن ابن عباد، فهي واضعة، هو نص أبي زيد، وزاد غيره: وواضع وموضعة زادهما صاحب المحيط، قال أبو زيد: وكذلك وضعتها أنا، أي: ألزمتها المرعى فهي موضوعة، قال الجوهري: يتعدى ولا يتعدى، وأغفله المصنف تقصيرا، وأنشد ابن بري قول الشاعر:

رأى صاحبي في العاديات نجيبة      وأمثالها في الواضعات القوامس هو جمع واضعة.

ومن المجاز: وضع فلان نفسه وضعا، ووضوعا، بالضم وضعة، بالفتح، وضعة قبيحة بالكسر وهذه عن اللحياني: أذلها.

صفحة : 5603

والضعة، بالفتح والكسر: خلاف الرفعة في القدر، والأصل وضعة، حذفوا فاء الكلمة على القياس، كما حذفت من عدة وزنة، ثم إنهم عدلوا بها عن فعلة، فأقروا الحذف على حاله، وإن زالت الكسرة التي كانت موجبة له، فقالوا: الضعة، فتدرجوا بالضعة إلى الضعة، وهي وضعة، كجفنة وقصعة، لا لأن الفاء فتحت لأجل الحرف الحلقي، كما ذهب إليه محمد بن يزيد.

ومن المجاز: وضع عنقه: إذا ضربها كأنه وضع السيف بها، ونص اللحياني في النوادر: وضع أكثره شعرا، ضرب عنقه.

ووضع الجناية عنه وضعا: أسقطها عنه، وكذلك الدين.

وواضع: مخلاف باليمن.

والواضعة: الروضة، عن أبي عمرو.

والواضعة: التي ترعى الضعة: اسم لشجر من الحمض، هذا إذا جعلت الهاء عوضا عن الواو الذاهبة من أولها، فأما إن كانت من آخرها، وهو قول الليث، فهي من باب المعتل وسيذكر في موضعه إن شاء الله تعالى قال أعرابي يصف رجلا شهوان للحم:

يتوق بالليل لشحم القمعه
تثاؤب الذئب إلى جنب الضعه

وقال الدينوري: قال أبو عمرو: الضعة، نبت كالثمام وهي أرق منه، قال: وتقول العرب: السبط: خبيص الإبل، والحلي مثله، والضعة مثله، وكذلك السخبر، وقال أبو زياد: من الشجر: الضعة، ينبت على نبت الثمام وطوله وعرضه وإذا يبست ابيضت،وهي أرق عيدانا، وأعجب إلى المال من الثمام، ولها ثمرة حب أسود قليل، قال: والضعة ينبت في السهل وفي الجبل، وفي بعض النسخ هنا زيادة أي النبت بعد قوله الحمض وهي غير محتاج إليها.

والواضعة: المرأة الفاجرة عن ابن عباد.

ويقال: في الحجر أو اللبن إذا بني به: ضع اللبنة غير هذه الوضعة، بالفتح ويكسر والضعة، بالفتح كله بمعنى، كما في الصحاح قال: والهاء في الضعة عوض من الواو.

وقال ابن عباد: وضع البعير حكمته وضعا وموضوعا: إذا طاش رأسه وأسرع، هكذا في النسخ، ومثله في العباب، والصواب: طامن رأسه وأسرع، كما في اللسان، وحكمته محركة: ذقنه ولحيه، قال ابن مقبل يصف الإبل:

وهن سمام واضع حكماته     مخوية أعجازه وكراكره ووضعت المرأة حملها وضعا وتضعا، بضمهما، الأخيرة على البدل، وتفتح الأولى: ولدته، وعلى الفتح في معنى الولادة اقتصر الجوهري والصاغاني.

ويقال: وضعت وضعا وتضعا، بضمهما وتضعا بضمتين: إذا حملت في آخر طهرها وقيل: حملت على حيض، وقيل: في مقبل الحيضة كما في الصحاح: في آخر طهرها من مقبل الحيضة، فهي واضع، عن ابن السكيت، وأنشد قول الرجز:
تقول والجردان فيها مكتنع
أما تخاف حبلا على تضع

وقال ابن الأعرابي: الوضع: الحمل قبل الحيض، والتضع: في آخره، قالت أم تأبط شرا ترثيه: والله ما حملته وضعا، ولا وضعته يتنا، ولا أرضعته غيلا، ولا أبته تئقا، وزاد ابن الأعرابي: ولا سقيته هدبدا، ولا أنمته ثئدا، ولا أطعمته قبل رئة كبدا.

صفحة : 5604

ومن المجاز: وضعت الناقة وضعا وموضوعا: أسرعت في سيرها، والوضع: أهون سير الدواب، وقيل: هو ضرب من سير الإبل، دون الشد، وقيل: هو فوق الخبب، قال الأزهري: ويقال: وضع الرجل إذا عدا، وأنشد لدريد بن الصمة في يوم هوازن:
يا ليتني فيها جذع
أخب فيها وأضع
أقود وطفاء الزمع
كأنها شاة صدع

أخب: من الخبب، وأضع: من الوضع كأوضعت إيضاعا، قال:الأزهري: والوضع: نحو الرقصان، وقال ابن شميل عن أبي زيد: وضع البعير: إذا عدا، وأوضعته أنا: إذا حملته على العدو، وقال الليث: الدابة تضع السير وضعا، وهو سير دون، ومنه قوله تعالى: ولأوضعوا خلالكم وأنشد:

بماذا تردينا امرءا جاء لا يرى      كودك ودا قد أكل وأوضعـا قال الأزهري: وقول الليث: الوضع: سير دون، ليس بصحيح، الوضع: هو العدو، واعتبر الليث اللفظ، ولم يعرف كلام العرب، وقال أبو عبيد: الإيضاع: سير مثل الخبب، وقال الفراء: الإيضاع:السير بين القوم.

ومن المجاز: وضع في تجارته وضعا، وضعة، بالفتح، وضعة بالكسر، ووضيعة، كعني: خسر فيها، ونقله الجوهري عن اليزيدي.

وقال ابن دريد: وضع يوضع كوجل يوجل لغة فيها، وصيغة مالم يسم فاعله أكثر، وبهما روي قول الشاعر:

فكان ما ربحت وسط الغثيرة
وفي الزحام أن وضعت عشره

وأوضع في ماله وتجارته، بالضم نقله الجوهري عن اليزيدي، وكذلك وضع: غبن، وخسر فيها، وكذلك وكس وأوكس، وهو موضوع فيها، نقله ابن دريد، وفي حديث شريح: الوضيعة على المال، والربح على ما اصطلحا عليه يعني أن الخسارة من رأس المال.

وقال الفراء: الموضوعة من الإبل: التي تركها رعاؤها وانقلبوا بالليل، ثم أنفشوها، نقله الصاغاني.

وموضوع: ع في قول حسان، رضي الله عنه:

لقد أتى عن بني الجرباء قولهم      ودونهم قف جمدان فموضوع ودارة موضوع: من دارات العرب، قال الحصين بن حمام المري:

جزى الله أفناء العشيرة كلها      بدارة موضوع عقوقا ومأثما ودارة المواضيع: بالمضجع، لعبد الله بن كلاب.

ولوى الوضيعة: رملة، قال لبيد، رضي الله عنه:

ولدت بنو حرثان فرخ محـرق      بلوى الوضيعة مرخي الأطناب كل ذلك مواضع معروفة في بلاد العرب.

وقال الفراء: يقال: له في قلبي موضعة، وموقعة بالكسر فيهما، أي: محبة.

ومن المجاز: الأحاديث الموضوعة، هي المختلقة التي وضعت على النبي صلى الله عليه وسلم وافتريت عليه وقد وضع الشيء وضعا: اختلقه.

ومن المجاز: في حسبه ضعة بالفتح، ويكسر أي: انحطاط ولؤم وخسة ودناءة، والهاء عوض من الواو. وحكى ابن بري عن سيبويه، وقالوا: الضعة، كما قالوا: الرفعة، أي حملوه على نقيضه، فكسروا أوله، وقال ابن الأثير: الضعة: الذل والهوان والدناءة وفي اللسان: وقصر ابن الأعرابي الضعة بالكسر على الحسب وبالفتح على الشجر الذي سبق ذكرهن وقد وضع ككرم، ضعة، بالفتح، ويكسر، ووضاعة، فهو وضيع، واتضع، كلاهما: صار وضيعا، أي: دنيئا، ووضعه غيره وضعا، ووضعه توضيعا.

صفحة : 5605

والضعة: شجر من الحمض، أو نبت كالثمام، وقد تقدم تحقيق ذلك قريبا، وذكره ثانيا تكرار.

والوضيع: ضد الشريف وهو المحطوط القدر الدنيء.

والوضيع: الوديعة يقال: وضعت عند فلان وضيعا، أي: استودعته وديعة.

والوضيع: أن يؤخذ التمر قبل أن ييبس فيوضع في الجرار، أو في الجرين، ويقال: هو البسر الذي لم يبلغ كله، فيوضع في الجرار.

والوضيعة: الحمض عن ابن الأعرابي، وقال ابن السكيت: يقال: هم أصحاب وضيعة، أي: أصحاب حمض مقيمون لا يخرجون منه، نقله الجوهري أيضا.

وقال أبو سعيد الوضيعة، الحطيطة.

وقال ابن الأعرابي: الوضيعة الإبل النازعة إلى الخلة.

وقال غيره: الوضيعة ما يأخذه السلطان من الخراج والعشور جمعه الوضائع.

وقال ابن عباد: الوضيعة: الدعي، وقد وضع، ككرم وضاعة.

والوضيعة: كتاب تكتب فيه الحكمة، ج: وضائع وفي الحديث: إنه نبي، وإن اسمه وصورته في الوضائع وقال الهروي: ولم أسمع لهاتين يعني هذه ووضائع الملك الآتي ذكرها بواحد، كذا في الغريبين.

والوضيعة: حنطة تدق، فيصب عليها السمن، فتؤكل.

وفي اللسان والمحيط: الوضيعة: أسماء قوم من الجند تجعل إسماؤهم في كورة لا يغزون منها.

والوضيعة أيضا: واحدة الوضائع، لأثقال القوم، يقال: أين خلفوا وضائعهم.

قال الأزهري: وأما الوضائع الذين وضعهم كسرى، فهم شبه الرهائن، كان يرتهنهم، وينزلهم بعض بلاده، وقال غيره: الوضيعة، والوضائع: قوم كان كسرى ينقلهم من أرضهم، فيسكنهم أرضا أخرى، حتى يصيروا بها وضيعة أبدا، وهم الشحن والمسالح.

ووضائع الملك بكسر الميم، جاء ذكره في الحديث وهو حديث طهفة بن أبي زهير النهدي، رضي الله عنه، ونصه: لكم يا بني نهد ودائع الشرك، ووضائع الملك أي: ما وضع عليهم في ملكهم من الزكوات، أي: لكم الوظائف التي نوظفها على المسلمين في الملك، لا نزيد عليكم فيها شيئا، وقيل: معناه ما كان ملوك الجاهلية يوظفون على رعيتهم، ويستأثرون به في الحروب وغيرها من المغنم، أي: لا نأخذ منكم ما كان ملوككم وظفوه عليكم، بل هو لكم.

ومن المجاز قوله تعالى: ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة أي: حملوا ركابهم على العدو السريع قال الصاغاني: ومنه الحديث: وأوضع في وادي محسر، وفي حديث آخر: عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع، وقال الأزهري: نقلا عن الفراء في تفسير هذه الآية: الإيضاع: السير بين القوم، وقال: العرب تقول: أوضع الراكب، ووضعت الناقة، وربما قالوا للراكب: وضع، وقيل: لأوضعوا خلالكم، أي: أوضعوا مراكبهم خلالكم.

والتوضيع: خياطة الجبة بعد وضع القطن فيها نقله الجوهري وقد وضع الخائط القطن على الثوب: نضده.

والتوضيع: رثد النعام بيضها، ونضدها له أي: وضع بعضه فوق بعض، وهو بيض موضع: منضد.

والموضع، كمعظم: المكسر المقطع كما في التكملة.

صفحة : 5606

والموضع أيضا: هو الرجل المطرح غير مستحكم الخلق، نقله الجوهري زاد الصاغاني كالمخنث، ويقال: في فلان توضيع، أي: تخنيث وقال إسماعيل بن أمية: إن رجلا من خزاعة يقال له: هيت، كان فيه توضيع أو تخنيث وهو موضع: إذا كان مخنثا، وفي الأساس: في كلامه توضيع أي: تخنيث وهو مجاز، من وضع الشجرة: إذا هصرها.

ومن المجاز: تواضع الرجل: إذا تذلل، وقيل: ذل وتخاشع، وهو مطاوع وضعه يضعه ضعة ووضيعة. ومن المجاز:تواضع ما بيننا، أي: بعد، ويقال: إن بلدكم متواضع عنا، كما يقال: متراخ، وقال الأصمعي: هو المتخاشع من بعده، تراه من بعيد لاصقا بالأرض، قال ذو الرمة:

فدع ذا ولكن رب وجناء عرمس     دواء لغول النازح المتواضـع والاتضاع: أن تخفض رأس البعير لتضع قدمك على عنقه فتركب، كما في الصحاح، وهذا إذا كان قائما، وأنشد للكميت:

إذا اتضعونا كارهين لـبـيعة     أناخوالأخرى، والأزمة تجذب قلت: فجعل اتضضع متعديا، ومثله أيضا قول رؤبة:

أعانك الله فخف أثقله
عليك مأجورا وأنت جمله

وقد يكون لازما، يقال: وضعته فاتضع، وقد تقدم. والمواضعة: المراهنة وهو مجاز، ومنه الحديث: جئت لأواضعك الرهان . والمواضعة: متاركة البيع. والمواضعة: الموافقة في الأمر، على شيء تناظر فيه. ويقال: هلم أواضعك الرأي، أي: أطلعك على رأيي، وتطلعني على رأيك.

وقال أبو سعيد: استوضع منه، أي استحط قال جرير:

كانوا كمشتركين لـمـا بـايعـوا      خسروا، وشف عليهم واستوضعوا ومما يستدرك عليه: الموضعة: لغة في الموضع، حكاه اللحياني عن العرب، قال ويقال: ارزن في موضعك وموضعتك. وإنه لحسن الوضعة، أي: الوضع. والوضع أيضا: الموضوع، سمي بالمصدر، والجمع: أوضاع. ورفع السلاح ثم وضعه، أي: ضرب به، وقول سديف:

فضع السيف وارفع السوط حتى     لا ترى فوق ظهرهـا أمـويا أي ضعه في المضروب به. ويقال: وضع يده في الطعام: إذا أكله، وهو كناية، ومنه حديث عمر، رضي الله عنه أنه وضع يده في كشية ضب، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه، ولكن قذره . ودين وضيع: موضوع، عن ابن الأعرابي، وأنشد لجميل:

فإن غلبتك النفـس إلا وروده      فديني إذن يا بثن عنك وضيع ووضع الجزية: أسقطها، وكذا الحرب. وفي الحديث: ويضع العلم أي يهدمه ويلصقه بالأرض. واستوضعه في دينه: استرفقه. ووضع كما تضع الشاة: أراد النجو.

وإذا عاكم الرجل صاحبه الأعدال يقول أحدهما لصاحبه: واضع أي: أمل العدل معناه: مده على المربعة التي يحملان العدل بها، فإذا أمره بالربع قال: رابع قال الأزهري: وهذا من كلام العرب إذا اعتكموا.

ورجل وضاع: كذاب مفتر. وتواضع القوم على الشيء: اتفقوا عليه. ويقال: دخل فلان أمرا فوضعه دخوله فيه، فاتضع. وتواضعت الأرض: انخفضت عما يليها، وهو مجاز. ووضع السراب على الآكام: لمع وسار، قال ابن مقبل:

وهل علمت إذا لاذ الظباء وقد     ظل السراب على حزانه يضع وبعير حسن الموضوع، وأنشد الجوهري لطرفة:

موضوعها زول ومرفوعهـا     كمر صوب لجب وسط ريح وقد تقدم في ر ف ع أن صواب إنشاده:

مرفوعها زول وموضوعها

صفحة : 5607

وأوضعه إيضاعا: حمله على السير، رواه المنذري عن أبي الهيثم. والموضع: المسرع. وأوضع بالراكب: حمله على أن يوضع مركوبه. وإذا طرأ عليهم راكب قالوا: من أين أوضع? وأنكره أبو الهيثم، وقال: الكلام الجيد: من أين أوضح الراكب? أي من أين أنشأ، وليس من الإيضاع في شيء، وصوب الأزهري قول أبي الهيثم ووضع الشيء في المكان: أثبته فيه. ووضعت المرأة خمارها، وهي واضع: لا خمار عليها، وهو مجاز. ووضع يده عن فلان: كف عنه، ومنه الحديث: إن الله واضع يده لمسيء الليل أي: لا يعاجله بالعقوبة، واللام بمعنى عن.

ووضع الباني الحجر توضيعا: نضد بعضه على بعض. وقال ابن بري: والأوضع: مثل الأرسح، والجميع: وضع، بالضم، وأنشد:

حتى تروحوا ساقطي المآزر
وضع الفقاح نشز الخواصر

والوضيعة: الوديعة.

والموضع، كمحدث: الذي تزل رجله، ويفرش وظيفه، ثم يتبع ذلك ما فوقه من خلفه، وخص أبو عبيد بذلك الفرس، وقال: وهو عيب. وفلان لا يضع العصا عن عاتقه، أي: ضراب للنساء، أو كثير الأسفار، وهو مجاز.

وقال ابن الأعرابي: تقول العرب: أوضع بنا وأملك، الإيضاع بالحمض، والإملاك في الخلة. قال: وبينهم وضاع أي: مراهنة. ووضع أكثره شعرا: ضرب عنقه، عن اللحياني. وتكلم بموضوع الكلام ومخفوضه، أي: ما أضمره ولم يتكلم به.

ويقال: هو من وضاع اللغة والصناعة وهو مجاز. ووضع الشجرة: هصرها.

وهو كثير الوضائع: أي: الخسارات.

وجمل عارف الموضع، أي: يعرف التوضيع، لأنه ذلول، فيضع عند الركوب رأسه وعنقه.

و-ع-ع
الوع: ابن آوى، عن ابن الأعرابي، كالوعوع، عن ابن دريد.

وهو أي الوعوع أيضا: الخطيب البليغ، المحسن، يقال: خطيب وعوع، قال الجوهري: وهو نعت حسن، وأنشد الليث للخنساء:

هو القرم واللسن الوعوع والوعوع: المفازة عن ابن الأعرابي.

وقيل: الوعوع: الثعلب.

وأيضا: الضعيف.

وقال الأصمعي: الوعوع: الديدبان.

وقال غيره: الوعوعة والوعواع: صوت الذئب واقتصر الجوهري على الأول، زاد الليث: وصوت الكلاب، وبنات آوى، وقد وعوع الكلب والذئب وعوعة ووعواعا: عوى وصوت، ولا يجوز كسر الواو في الوعواع، كما يكسر الزاي في الزلزال، كراهية للكسرة فيها، وقد يقال ذلك في غير الكلب والذئب.

ووعوعة: ع.

وقال أبو زيد: وعوعة: رجل من بني قيس بن حنظلة، ومنه المثل: هنا وهنا عن جمال وعوعة أي: ابعد عنها، والعرب إذا أرادت القرب قالت: هنا وههنا، وإذا أرادت البعد قالت: هناك وههناك، كأنه يأمره بالبعد عن جمال وعوعة، وقيل: وعوعة هنا المراد به الموضع الذي ذكر، وقيل: معناه إذا سلمت لم أكترث بغيرك، قالوا: وهذا كما تقول: كل شيء ولا وجع الرأس وكل شيء ولا سيف فراشة، وقال أبو زيد: هو كقولك:

كل شيء ما خلا الله جلل وفي الصحاح الوعواع: جماعة الناس ومنه قول الشاعر، وهو أبو زبيد الطائي يصف الأسد، ونسبه الأزهري لأبي ذؤيب:

وصاح من صاح في الأجلاب فانبعثت     وعاث في كبة الوعـواع والـعـير أو الوعواع: القوم إذا وعوعوا حملوا وضجوا، والجمع الوعاوع، قال ساعدة بن العجلان الهذلي:

صفحة : 5608

ستنصرني عمرو وأفناء كاهل      إذا ما غزا منهم مطي وعاوع المطي: الرجالة جمع مطو، بالكسر.

والوعواع: المهذار، قال الجوهري: وهو نعت قبيح، وأنشد الليث:

نكس من الأقوام وعواع وعي ويقال: سمعت وعواع الناس، أي: ضجة الناس وصوتهم، قال الشاعر:

تسمع للمرء به وعواعـا
وقال المسيب بن علس:

يأتي على القوم الكثير سلاحهم      فيبيت منه القوم في وعواع وقال ابن فارس: كل صوت مختلط وعواع.

وقال أبو عمرو: الوعواع: الديدبان، يكون واحدا وجمعا، وقال الأصمعي: هو الوعوع، كما تقدم.

والوعواع ع، قال المثقب العبدي:

لحا الرحمن أقواما أضـاعـوا     على الوعواع أفراسي وعيسي وقال أبو عبيدة: الوعاوع: الأشداء، وقال السكري: هم الخفاف الأجرياء، وقال أبو عبيدة أيضا: هم أول من يغيث من المقاتلين، وفي المحكم: من المقاتلة بكل ذلك فسر قول أبي كبير الهذلي:

لا يجفلون عن المضاف ولو رأوا      أولى الوعاوع كالغطاط المقبـل وقال ابن سيده: أراد الوعاويع، فحذف الياء للضرورة، أي: لا ينكشفون عن الملجإ، وقد تقدم الاستشهاد به أيضا في غ-ط-ط والوعوعي: الرجل الظريف الشهم، نقله الصاغاني كأنه نسب إلى الوعوع، الذي هو نعت حسن.

ووعوعهم: زعزعهم، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: حكى ابن سيده عن الأصمعي: الوعاوع: أصوات الناس إذا حملوا.

وقيل: كل صوت مختلط وعواع.

ووعوعة الأسد: صوته، ومنه حديث علي رضي الله عنه: وأنتم تنفرون عنه نفور المعزى من وعوعة الأسد.

و-ف-ع
الوفعة: الخرقة التي تقتبس فيها النار، قاله ابن فارس.

والوفعة: صمام القارورة، كالوفاع، ككتاب، هذه عن ابن دريد، والوفيعة، كسفينة، وهذه عن ابن عباد.

وقال أبو عمرو: غلام وفع ووفعة، محركتين، وكذلك أفعة ويفع: يفعة، أي: مترعرع، ج: وفعان، بالكسر، كشبت وشبثان.
وقال ابن السكيت: عن أبي عمرو: قال الطائي: الوفيعة: مثل السل تتخذ من العراجين والخوص، كما في الصحاح كالوفعة، كما في العباب، قال أبو عمرو: وبالقاف لحن وعبارة الصحاح ولا تقل بالقاف، وحكى ابن بري قال: قال ابن خالويه: الوفيعة، بالفاء والقاف جميعا القفة من الخوص، قال: وقال الحامض وابن الأنباري: هي بالقاف لا غير، وقال غيرهما: بالفاء لا غير.

وقال أبو عمرو: الوفيعة: خرقة يمسح بها الكاتب القلم من المداد.

وقال ابن الأعرابي: الوفيعة: صوفة تطلى بها الجرباء، كذا في سائر النسخ، ونص النوادر بها الإبل الجربى، قال: وكذلك الربذة، والطلية.

وقال ابن عباد: الوفع: البناء المرتفع.

وقال ابن بري: هو المرتفع من الأرض، وجمعه أوفاع، قالض ابن الرقاع:

فما تركت أركانه مـن سـواده     ولا من بياض مسترادا ولا وفعا وقال أبو عمرو: الوفع: السحاب المطمع، قلت: ويقال بالقاف، كما يأتي.

ومما يستدرك عليه: الوفيعة: خرقة الحائض.

والوفاع، بالكسر: جمع الوفعة لغلاف القارورة، كما في اللسان.

و-ق-ع

صفحة : 5609

وقع على الشيء، وكذلك وقع الشيء من يده يقع بفتحهما وقعا، وقوعا أي: سقط ويقال أيضا: وقعت من كذا، وعن كذا.
ونقل شيخنا أن الوقوع بمعنى السقوط والغروب يستعمل بمن، وبمعنى النزول بعن، أو على. قلت: وفيه قصور لا يخفى فتأمل.

وقوله تعالى: إن عذاب ربك لواقع، أي: واجب على الكفار، ومنه قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض،أي: وجب، ونقله الزجاج، وكذلك وقع الحكم عليهم وقيل: ثبتت الحجة عليهم وكذلك قوله تعالى: فوقع الحق أي: ثبت وقال الليث: وقعت الإبل وقوعا: بركت.

وقعت الدواب وقوعا: ربضت، وأنشد:

وقعن وقوع الطير فيها وما بها     سوى جرة يرجعنها بتعـلـل وقال آخر:

وقعن اثنتين واثنتـين وفـردة     يبادرن تغليسا سمال المداهن وتقول العرب: وقع ربيع بالأرض، يعنون به أول مطر يقع في الخريف، أي: حصل، قال الجوهري: ولا يقال: سقط، هذا قول أهل اللغة. قلت: وقد حكاه سيبويه فقال: سقط المطر مكان كذا فمكان كذا، ومنه مواقع الغيث: مساقطه.

ووقعت الطير تقع وقوعا: نزلت عن طيرانها، إذا كانت على شجر أو أرض موكنة، فهن وقوع، بالضم ووقع، كسكر، وقد وقع الطائر وقوعا، فهو واقع قال الأخطل:

كأنما كانوا غرابا واقعا
فطار لما أبصر الصواقعا

وقال المرار بن سعيد الفقعسي:

أنا ابن التارك البكري بشرا     عليه الطير تأكله وقوعـا ورواية سيبويه: بشر وقال عمرو بن معد يكرب رضي الله عنه:

ترى جيف المطي بحافتيه      كأن عظامها رخم وقوع وقال موسى بن جابر الحنفي:

فما نفرت جنـي ولا فـل مـبـردي    ولا أصبحت طيري من الخوف وقعا وإنه لحسن الوقعة، بالكسر، وأما بالفتح فهو الاسم.

والوقع: وقعة الضرب بالشيء، يقال: سمعت وقع المطر، وهو شدة ضربه الأرض إذا وبل، وكل ضرب يابس فهو وقع، نحو وقع الحوافر على الأرض، وما أشبهها، قال ذو الرمة يصف الحمير ووقع حوافرها:

يقعن بالسفح مما قـد رأين بـه    وقعا يكاد حصى المعزاء يلتهب وكذلك وقوع الحافر.

والوقع: المكان المرتفع من الجبل نقله الجوهريعن أبي عمرو ونص التهذيب: المكان المرتفع وهو دون الجيل.

والوقع: السحاب الطخاف وهو المطمع أن يمطر، وقد ذكر أيضا بالفاء، عن أبي عمرو، أو هو الرقيق كالوقع، ككتف، وعلى الأخير اقتصر الجوهري.

وقال أبو عدنان: الوقع: سرعة الانطلاق والذهاب.

وفي الصحاح: الوقع، بالتحريك: الحجارة، الواحدة بهاء قال الذبياني:

برى وقع الصوان حد نسورها     فهن لطاف كالصعاد الذوابل قال: والوقع، أيضا: الحفاء، وقد وقع الرجل، كوجل، يوقع: اشتكى لحم قدمه من غلظ الأرض والحجارة فهو وقع، ككتف، ومنه قول أبي المقدام جساس بن قطيب:
يا ليت لي نعلين من جلد الضبع
وشركا من استها لا تنقـطـع
كل الحذاء يحتذي الحافي الوقع

 قال الأزهري: هو كقولهم: الغريق يتعلق بالطحلب.

صفحة : 5610

والوقعة بالحرب، ونص العين: في الحرب: صدمة بعد صدمة ونص الصحاح: الوقعة: صدمة الحرب، والاسم: الوقيعة، والواقعة وهما: الحربث والقتال وقيل، المعركة، وجمع الوقيعة: الوقائع، وقد وقع بهم، ومنه قولهم: شهدت الوقعة والوقيعة، وهو مجاز.

ووقائع العرب: أيام حروبها، وفي اللسان، أيام حروبهم، وفي العباب: أيامها التي كانت فيها حروبهم.

ومن المجاز: نزلت به الواقعة، أي: النازلة الشديدة من شدائد الدهر.

والواقعة: اسم من أسماء القيامة، وقال الزجاج في تفسير قوله تعالى: إذا وقعت الواقعة، يقال لكل آت يتوقع: قد وقع الأمر، كقولك: قد جاء الأمر، قال: والواقعة هنا: الساعة، والقيامة.

وفي الحديث: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن أي: مساقطه، ويقال: انتجعوا مواقع الغيث.

وموقعة الطائر بفتح القاف، وعليه اقتصر الجوهري وتكسر قافه أيضا نقله الصاغاني: موضع وقوعه الذي يقع عليه ويعتاد إتيانه، والجمع: المواقع، قال الأخيل:

كأن متني من النفي
من طول إشرافي على الطوي
مواقع الطير على الصفي

شبه ما انتشر من ماء الاستسقاء بالدلو على متنيه بمواقع الطير على الصفا إذا زرقت عليه.
والموقعة، كمرحلة: جبل.

والمويقع، تصغير موقع: ع، بين الشأم والمدينة، المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام قال ابن الرقاع:

يا شوق ما بك يوم بان حدوجها      من ذي المويقع غدوة فرآها والميقعة، بكسر الميم: خشبة القصار التي يدق عليها صارت الواو ياء، لانكسار ما قبلها.

والميقعة أيضا: المطرقة، ومنه حديث ابن عباس: نزل مع آدم عليه السلام الميقعة والسندان والكلبتان والجمع المواقع، قال الحارث بن حلزة يصف مناسم ناقته بالصلابة، ويشبهها بالمطارق:

أنمى إلى حرف مـذكـرة    تهص الحصى بمواقع خنس والميقعة أيضا: الموضع الذي يألفه البازي ويقع عليه، ويعتاد إتيانه.

ويقال: الميقعة: المسن الطويل، كما في الصحاح وقيل: هو ما وقع به السيف والمسن بكسر الميم. وقد وقعته بالميقعة، فهو وقيع: حددته بها، يقال: سكين وقيع، أي: حديد،و كذلك سيف وقيع، أي: وقع بالميقعة، فعيل بمعنى مفعول، قال الشماخ يصف إبلا:

بباكرن العضاه بمقنعات    نواجذهن كالحدإ الوقيع والحافر الوقيع والموقوع: الذي أصابته الحجارة فوقعته، قال رؤبة يصف حمارا:

يركب قيناه وقيعا ناعلا أي حافرا محددا، كأنه شحذ بالأحجار، كما يوقع السيف إذا شحذ، وقيل: الوقيع: الحافر الصلب، والناعل: الذي لا يحفى، كأن عليه نعلا، وقال رؤبة أيضا:

لأم يدق الحجر المدملقا
بكل موقوع النسور أخلقا

وقدم موقوعة: غليظة شديدة.

صفحة : 5611

والوقيعة: لغة في الوفيعة: بالفاء، هكذا في بعض النسخ: وقد تقدم أنه بالقاف لحن، وفي أكثر النسخ: الوقيعة: نقرة في جبل أو سهل، ونص الجوهري: قال أبو صاعد: الوقيعة: نقرة في متن حجر في سهل أو جبل يستنقع فيها الماء، وهي تصغر وتعظم حتى تجاوز حد الوقيعة، فتكون وقيطا، قال الليث: ج: وقاع، بالكسر، ووقائع، قال عمرو بن أحمر:

الزاجر العيس في الإمليس أعينها     مثل الوقائع في أنصافها السمل وقال ذو الرمة:

ونلنا سقاطا من حـديث كـأنـه     جنى النحل ممزوجا بماء الوقائع والوقيعة: القتال، نقله الجوهري وقيل: المعركة، والجمع: الوقائع، وهو مجاز.

ومن المجاز: الوقيعة: غيبة الناس، نقله الجوهري يقال: وقع في الناس: أي: اغتابهم وقوعا ووقيعة، وقيل: هو أن يذكر في الإنسان ما ليس فيه، ومنه الحديث: ذهب رجل ليقع في خالد، أي: يذزه ويعيبه ويغتابه.

وموقوع: ماء بناحية البصرة وقيل: ع بناحية بها، قتل به أبو معبد الشني الخارجي.

وقاع كقطام: كية مدورة على الجاعرتين أو حيثما كانت، وقيل: تكون بين القرنين، قرني الرأس، قال عوف بن الأحوص:

وكنت إذا منيت بخصم سوء    دلفت له فأكـويه وقـاع ونسبه الأزهري لقيس بن زهير، قال الكسائي: ولا تكون إلا دارة حيث كانت، يعني ليس لها موضع معلوم.

وقد وقعته كوضعته وقاع، وقال شمر: كواه وقاع: إذا كوى أم رأسه.

وقال ابن شميل: أرض وقيعة: لا تكاد تنشف الماء من القيعان وغيرها من القفاف والجبال، قال: وأمكنة وقع بضمتين: بينة الوقائع، كذا في النسخ، ومثله في العباب، والصواب: بينة الوقاعة، كما هو نص ابن شميل، وذكره في التكملة على الصواب، ويؤيده نص أبي حنيفة حيث قال: الوقيع من الأرض: الغليظ الذي لا ينشف الماء، ولا ينبت، بين الوقاعة، والجمع: وقع.

والأوقع: شعب، نقله الصاغاني.

والوقعة، محركة: بطن من بني سعد بن بكر، قال أبو دؤاد الرواسي:

يا أخت دحوة أو يا أخت أختهـم      من عامر وسلول أو بني الوقعه والوقاع كشداد: غلام للفرزدق كان يوجهه في قبائح وأشياء غير جميلة، فهو اسم على مسماه.

ورجل وقاع ووقاعة: يغتاب الناس، نقله الجوهري.

ورجل واقعة، أي: شجاع قاله ابن دريد، وقيل: داهية، وهو مجاز.

وواقع: فرس ربيعة بن جشم النمري، نقله الصاغاني.

وواقع بن سحبان المحدث عن أسير بن جابر، وعنه قتادة.

وفاته: الحسن بن واقع، عن ضمرة بن ربيعة، نقله الحافظ.

صفحة : 5612

والنسر الواقع: نجم كما في الصحاح زاد غيره كأنه الطائر كاسر جناحيه من خلف حيال النسر، قرب بنات نعش، ولما كان بحذائه النسر الطائر سمي واقعا، فالنسر الواقع شامي، والنسر الطائر حده: ما بين النجوم الشامية واليمانية، وهو معترض غير مستطيل، وهو نير، ومعه كوكبان غامضان وهو بينهما وقاف، كأنهما له كالجناحين، وقد بسطهما، وكأنه يكاد يطير، وهو معهما معترض مصطف، ولذلك جعلوه طائرا، وأما الواقع فهو ثلاث كواكب كالأثافي، فكوكبان مختلفان، ليسا على هيئة النسر الطائر، فهما له كالجناحين، ولكنهما منضمان إليه، كأنه طائر وقع.

ويقال: وقع في يده، كعني أي: سقط في يده، قاله ابن دريد.

ويقال: فلان يأكل الوجبة، ويتبرز الوقعة، أي: يأكل في اليوم مرة، ويتغوط مرة قال ابن الأعرابي وابن السكيت: سئل رجل عن سيره: كيف كان سيرك? قال: كنت آكل الوجبة، وأنجو الوقعة. وأعرس إذا أفجرت، وأرتحل إذا أسفرت، وأسير الملع، والخبب والوضع، فأتيتكم لمسي سبع، قال ابن الأثير: الوقعة: المرة من الوقوع: السقوط، وأنجو: من النجو: الحدث، أي: آكل مرة واحدة، وأحدث مرة في كل يوم.

وأوقع بهم في الحرب إيقاعا: بالغ في قتالهم، نقله الجوهري كوقع بهم وقعا، كوضع، وكذلك أوقعه إيقاعا، كما في الأساس، وهو مجاز.

وقال ابن شميل: سمعت يعقوب بن مسلمة الأسدي يقول: أوقعت الروضة إيقاعا: أمسكت الماء وأنشدني فيه:

موقعة جثجاثها قد أنورا والإيقاع من إيقاع ألحان الغناء، وهو أن يوقع الألحان ويبينها تبيينا، هكذا هو في اللسان والعباب، وفي بعض النسخ ويبنيها من البناء، وسمى الخليل رحمه الله تعالى كتابا من كتبه في ذلك المعنى كتاب الإيقاع.
وموقع بالضم في قول رويشد الطائي:

وموقع تنطق غير السداد     فلا جيد جزعك يا موقع قبيلة نقله الصاغاني.

والتوقيع: ما يوقع في الكتاب، كذا في الصحاح والعباب، وهو إلحاق شيء بعد الفراغ منه لمن رفع إليه، كالسلطان ونحوه من ولاة الأمر، كما إذا رفعت إلى السلطان أو الوالي شكاة، فكتب

صفحة : 5613

تحت الكتاب، أو على ظهره: ينظر في أمر هذا، ويستوفى لهذا حقه، ورفع إلى جعفر بن يحيى كتاب يشتكى فيه بعامل، فكتب على ظهره: يا هذا، قد قل شاكروك، وكثر شاكوك، فإما عدلت، وإلا اعتزلت، ورفع إلى الصاحب بن عباد كتاب فيه أن إنسانا هلك، وترك يتيما، وأموالا جليلة لا تصلح لليتيم، وقصد الكتب إغراء الصاحب بأخذها، فوقع الصاحب فيه: الهالك رحمه الله، واليتيم أصلحه الله، والمال أثمره الله، والساعي لعنه الله، ونحو هذا من التوقيعات نقله شيخنا من زوهر الأكم في الأمثال والحكم لشيخ مشايخه أبي الوفاء الحسن بن مسعود اليوسي رحمه الله تعالى، قيل: هو مأخوذ من التوقيع الذي هو مخالفة الثاني للأول، وقال الأزهري: توقيع الكاتب في الكتاب المكتوب: أن يجمل بين تضاعيف سطوره مقاصد الحاجة، ويحذف الفضول، وهو مأخوذ من توقيع الدبر ظهر البعير، فكأن الموقع في الكتاب يؤثر في الأمر الذي كتب الكتاب فيه ما يؤكده ويوجبه، وفي زهر الأكم بعد نقله هذه العبارة فسمي هذا توقيعا، لأنه تأثير في الكتاب حسا، أو في الأمر معنى، أو من الوقوع، لأنه سبب لوقوع الأمر المذكور، أو لأنه إيقاع لذلك المكتوب في الكتاب، فتوقيع كذا بمعنى إيقاعه.

قلت: ومن أحسن ما رأيت في التوقيعات، قول العفيف عبد الله بن جعفر، من مشاهير رجال زعل، وفد على المؤيد صاحب تعز، فداعبه في طلب الفسخ قال:

يا مليكا لو وزنـا نـعـلـه    بجميع الخلق طرا وزنـت

إن من غاب عن الإلف     زنى بعد طول المكث عنها ..... ولم يكتب قافية البيت الثاني، فوقع المؤيد: وزنت رحمه الله، فدل ذلك على جودة فهمهما، نقلته من كتاب الأنساب للناشري.

قال شيخنا: وقد زعم كثير من علماء الأدب وأئمة اللسان: أن التوقيع من الكلام الإسلامي، وأن العرب لا تعرفه، وقد صنف فيه جماعة، ولا سيما أهل الأندلس، وكلامهم ظاهر في أنه غير عربي قديم، وإن كان مأخوذا من المعاني العربية، فتأمل.

ثم قال الجوهري: يقال: السرور توقيع جائز، قال شيخنا: أي من أسباب السرور التوقيع الجائز، أي: النافذ الماضي الذي لا يرده أحد، لأنه يدل على كمال الإمارة، وتمام الرياسة، وهي للنفوس أشهى من كل شيء، ولذلك جعل السرور منحصرا فيها، وهذا الكلام كأنه جواب من بعض الأكابر في الإمرة والوجاهة ونفوذ الإمرة كأن شخصا سأل جماعة: ما السرور لديه? فكل واحد أجاب بما جبلت عليه نفسه، وطبعت عليه سجيته، على حساب الرغبات وهو كثير.

قالوا: سئل عالم، فقيل له: ما السرور? فقال: معنى صح بالقياس، ولفظ وضح بعد التباس.

وقيل لشجاع: ما السرور? فقال طرف سريع، وقرن صريع.

وقيل لملك: ما السرور? فقال: إكرام ودود، وإرغام حسود.

وقيل لعاقل: ما السرور? فقال: صديق تناجيه، وعدو تداجيه.

وقيل لمغن: ما السرور? فقال: مجلس يقل هذره، وعود ينطق وتره.

وقيل لناسك: ما السرور? فقال: عبادة خالصة من الرياء، ورضى النفس بالقضاء.

وقيل لوزير: ما السرور? فقال: توقيع نافذ.

صفحة : 5614

قال شيخنا: وقد وقع في محاضرات الراغب ما يدل على أن الذي قال ذلك هو الفضل بن سهل، فإن الراغب ذكر في محاضراته بابا من الأماني بحسب أحوال المتمنين، وذكر فيه أنواعا مما أسلفناه، قال في أوائله: قال قتيبة بن مسلم للحصين بن المنذر: ما تتمنى? فقال: لواء منشور، وجلوس على السرير، وسلام عليك أيها الأمير، وقيل: لعبد الله بن الأهتم: ما تتمنى فقال:توقيع نافذ، وأمر جائز، وقيل لحكيم: تمن ما تشاء، فقال: محادثة الإخوان، وكفاف من عيش، والانتقال من ظل إلى ظل، وقال بعضهم: العيش كله في صحة البدن، وكثرة المال، وخمول الذكر، ثم قال: ووقع للجاحظ أمثال هذا مفرقا في كتبه على أنواع من هذا، وفي هذا القدر كفاية.

ثم قال الجوهري والتوقيع: تظني الشيء وتوهمه، يقال: وقع أي: ألق ظنك على شيء، وفي المحكم: التوقيع بالظن والكلام يعتمده ليقع وهمه.

وقال الليث: التوقيع: رمي قريب لا تباعده، كأنك تريد أن توقعه على شيء، وكذلك توقيع الأركان.

قال الجوهري: والتوقيع: إقبال الصيقل على السيف بميقعته يحدده، ومرماة موقعة.

والتوقيع: التعريس، وهو النزول آخر الليل وقد وقعوا، قال ذو الرمة:

إذا وقعوا وهنا كسوا حيث موتت من الجهد أنفاس الرياح الحواشك وقال الليث، كما في العباب وفي اللسان: قال الأصمعي: التوقيع: نوع من السير شبه التلفيف، وهو رفعه يده إلى فوق.

ووقعت الحجارة الحافر أي: قطعت سنابكه تقطيعا هكذا نص العباب، ومقتضى ذلك أنه من الثلاثي، و الذي في اللسان: وقعت الحجارة الحافر، فقطعت سنابكه توقيعا، وهذا أشبه لسباق المصنف وسياقه، وكلاهما صحيح.

قال الليث: وإذا أصاب الأرض مطر متفرق، أو أخطأ فذلك توقيع في نبتها، وقال غيره: هو إصابة المطر بعض الأرض، وإخطاؤه بعضا، وقيل: هو إنبات بعضها دون بعض.

ومن المجاز: الموقع، كمعظم، الأخير عن اللحياني: من أصابته البلايا نقله الجوهري الأخير عن اللحياني.

والموقع: المذلل من الطرق، نقله الجوهري أيضا.

والموقع أيضا: البعير تكثر آثار الدبر عليه نقله الجوهري والصاغاني وهو مجاز، زاد في اللسان: لكثرة ما حمل عليه وركب، فهو ذلول مجرب، أنشد الجوهري للشاعر:

فما منكم أفناء بكر بن وائل      لغارتنا إلا ذلول مـوقـع وأنشد ابن الأعرابي للحكم بن عبدل:

مثل الحمار الموقع الظهر لا      يحسن مشيا إلا إذا ضربـا وفي حديث عمر رضي الله عنه قال: من يدلني على نسيج وحده? فقال له أبو موسى رضي الله عنه: ما نعلمه غيرك، فقال : ما هي إلا إبل موقع ظهورها ضرب ذلك مثلا لعيوبه.
وفي الأساس: وقعت الدابة بكثرة الركوب: سحجت، فتحاص عنها الشعر، فنبت أبيض.

والموقع: السكين المحدد، نقله الجوهري.

وقال ابن عباد: النصال الموقعة، هي: المضروبة بالميقعة، أي: المطرقة، قال أبو وجزة:

حرى موقعة ماج البنان بهـا     على خضم يسقى الماء عجاج

صفحة : 5615

وقد ذكره الجوهري بقوله: ومرماة موقعة، أي: محددة، فإن المراد بالمرماة هو النصل.

والموقع كمحدث: الخفيف الوطء على الأرض، نقله ابن عباد.

واستوقع: تخوف ما يقع به، قاله الليث، وهو شبه التوقع.

واستوقع السيف: أنى له الشحذ، قاله الليث، وفي الأساس: آن له أن يشحذ، وفي اللسان: احتاج إلى الشحذ.

وقال الجوهري: استوقع الأمر: انتظر كونه، كتوقعه يقال: توقعت مجئه، وتنظرته، وفي الأساس: توقعه: ارتقب وقوعه، وقال الراغب: أصل معناه: طلب وقوع الفعل مع تخلف واضطراب.

ومن المجاز: واقعه في المعركة: حاربه.

ومن المجاز: واقع المرأة: باضعها، وخالطها، قال ابن سيده: وأراه عن ابن الأعرابي.

ومما يستدرك عليه: الموقوع: مصدر وقع يقع، كالمجلود، والمعقول، قال أعشى باهلة.

وألجأ الكلب موقوع الصقيع به      وألجأ الحي من تنفاحها الحجر وأوقعه إيقاعا: أنزله وأسقطه، نقله الجوهري.

والموقع والموقعة، بكسر قافهما: موضع الوقوع، الأخيرة عن اللحياني.

ووقاعة الستر: موقعه إذا أرسل، حكاه الهروي في الغريبين، وقال ابن الأثير: هو موقع طرف الستر على الأرض، وهي موقعه وموقعته، ويروى: الوقاعة بفتح الواو، والمعنى: ساحة الستر.

والميقعة بالكسر: داء يأخذ الفصيل، كالحصبة، فيقع فلا يكاد يقوم.

ووقع السيف: ووقعته، ووقوعه: هبته ونزوله بالضريبة.

ووقع به ماكر وقوعا ووقيعة: نزل، وفي المثل: الحذار أشد من الوقيعة يضرب ذلك للرجل يعظم في صدره الشيء فإذا وقع فيه كان أهون مما ظن.

وأوقع ظنه على الشيء، ووقعه، كلاهما: قدره وأنزله.

ووقع بالأمر: أحدثه وأنزله.

وأوقع فلان بفلان ما يسوء، أي: أنزله نقله الجوهري والزمخشري، وهو مجاز.

ووقع منه الأمر موقعا حسنا أو سيئا: ثبت لديه.

وأوقع به الدهر: سطا.

والوقاع بالكسر: المواقعة في الحرب، قال القطامي:

ولو تستخبر العلماء عـنـا     ومن شهد الملاحم والوقاعا بتغلب في الحروب، ألم يكونوا أشد قبائل العرب امتناعا وقال أيضا:

وكل قبيلة نظروا إلـينـا      وخلوا بيننا كرهوا الوقاعا والوقعة: النومة في آخر الليل.

والوقعة: وقوع الطائر على الشجر أو الأرض، وطير أواقع، قال الشاعر:

لكالرجل الحادي، وقد تلع الضحى     وطير المنايا فوقـهـن أواقـع أراد: وواقع، جمع الوقعة، فهمز الواو الأولى.

ووقيعة الطائر: ميقعته.

وإنه لواقع الطير: أي: ساكن لين، وهو مجاز.

ووقعت الدواب توقيعا: لغة في وقعت، وكذا وقعت الإبل توقيعا: إذا ربضت، وقيل: وقعت، بالتشديد: اطمأنت بالأرض بعد الري، أنشد ابن الأعرابي:

حتى إذا وقعن بالأنباث
غير خفيفات ولا غراث

وإنما قال: غير خفيفات إلى آخره، لأنها قد شبعت ورويت فثقلت.
ووقع به: لامه وعنفه.

ووقع في العمل وقوعا: أخذ.

ووقع في قلبي السفر، وهو مجاز.

وواقع الأمور مواقعة، ووقاعا: داناها، قال ابن سيده: أرى قول الشاعر، أنشده ابن الأعرابي:

صفحة : 5616

ويطرق إطراق الشجاع وعنده      إذا عدت الهيجا وقاع مصادف إنما هو من هذا، قال: وأما ابن الأعرابي فلم يفسره.

ووقع على أمرأته: جامعها، وهو مجاز، قال ابن سيده: وأراه عن ابن الأعرابي.

والوقاعة: صلابة الأرض.

والوقع: الحصى الصغار، واحدتها وقعة.

والتوقيع: الإصابة، أنشد ثعلب:

وقد جعلت بوائق من أمور      توقع دونه وتكف دونـي والوقع، والوقيع: الأثر الذي يخالف اللون.

والتوقيع: سحج في ظهر الدابة، وقيل: في أطراف عظام الدابة من الركوب، وربما انحص عنه الشعر، فنبت أبيض.

ووقع الحديد والمدية والنصل والسيف، يقعها وقعا: أحدها وضربها، قال الأصمعي: يقال ذلك إذا فعلته بين حجرين.

ونصل وقيع: محدد، وكذلك الشفرة بغير هاء، قال عنترة:

وآخر منهم أجررت رمحي     وفي البجلي معبلة وقـيع والوقيع من السيوف: ما شحذ بالحجر ويقال: قع حديدك.
والوقيعة: المطرقة، وهو شاذ لأنها آلة، والآلة إنما تأتي على مفعل، قال الهذلي:

رأى شخص مسعود بن سعد بكفه     حديد حديث بالوقيعة مـعـتـد والوقع، ككتف: المريض يشتكي رجله من الحجارة.
وقال أبو زيد: يقال لغلاف القارورة: الوقعة، والوقاع والوقعة للجميع. قلت: صوابه بالفاء، وقد تقدم.

والواقع: الذي ينقر الرحى، وهم الوقعة.

وأهل الكوفة يسمون الفعل المتعدي واقعا، نقله الجوهري.

وهذه نعل لا تقع على رجلي.

ووقع الأمر: حصل.

وفلان يسف ولا يقع: إذا دنا من الأمر ثم لا يفعله، وهو مجاز.

وتواقعا: تحاربا.

و-ك-ع
وكع الرجل، ككرم، وكاعة، فهو وكيع، ووكوع، وأوكع: لؤم.

ووكع الفرس وكاعة، فهو وكيع: صلب إهابه واشتد.

وسقاء وكيع: متين، محكم الجلد والخرز، شديد المخارز، لا ينضح، وأنشد الجوهري للشاعر:

على أن مكتوب العجال وكيع وهو مغير، والرواية:

كلى عجل مكتوبهن وكيع العجل: جمع عجلة، وهو السقاء، ومكتوبها: مخروزها، والبيت للطرماح، وصدره:

تنشف أوشال النطاف ودونها وفي حديث المبعث: فشق بطنه، وقال: قلب وكيع، أي: واع متين.

وفرو وكيع: متين.

وفرس وكيع: صلب شديد.

وقيل: كثل غليظ وثيق متين: وكيع.

أو قلب وكيع: فيه عينان تبصران، وأذنان سميعتان وفي بعض النسخ: تسمعان وهذا الذي ذكره هو بعينه نص حديث المبعث، وأنشد الليث لسليمان بن يزيد العدوي يصف فرسا:

عبل وكيع ضليع مقرب أرن      للمقربات أمام الخيل مغترق والأنثى بالهاء، وإياها عنى الفرزدق بقوله:

ووفراء لم تخرز بسير وكيعة     غدوت بها طبا يدي برشائها وفراء، أي: وافرة، يعني فرسا أنثى، وكيعة: وثيقة الخلق، شديدة، ورشاؤها: لجامها.

وفلان وكيع لكيع، ووكوع، لكوع: لئيم وقد وكع وكاعة، ويقال: الوكاعة: اللؤم، واللكاعة: الشدة.

وقال ابن شميل: الوكيع: الشاة تتبعها الغنم.

صفحة : 5617

وأبو سفيان وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس الرؤاسي الكوفي، من كبار الزهاد وأصحاب الحديث: روى عن سفيان الثوري وطبقته، وعنه شيوخ البخاري، ومسجده خارج فيد مشهور، مات به منصرفه من الحج.

ووكيع بن محرز، ووكيع بن عدس أو حدس: محدثان، فيه نظر من وجوه، الأول: أن عدسا ضبطه الحافظ بضمتين، وإطلاق المصنف يوهم أنه بالفتح، والثاني: أن وكيع بن عدس هذا قد ذكر في الصحابة، فقوله: محدث محل تأمل، والثالث: قوله: أوحدس روي بالتحريك، وهو قول أحمد بن حنبل، وصوبه وإطلاقه يوهم أنه بالفتح، وقد ذكر شيء من ذلك في حرف السين المهملة.

ووكع أنفه، كوضع وكعا: وكزه نقله ابن عباد.

قال: ووكعت العقرب وكعا: لدغت ونص المحيط: ضربت بإبرتها، ومثله نص الصحاح وأنشد ابن بري للقطامي:

سرى في جليد الليل حتى كأنما     تخزم بالأطراف وكع العقارب ووكعت الحية وكعا: لسعت، ونص أبي عبيد: وكعته الحية: لدغته، وقال عروة بن مرة الهذلي ويروى لأبي ذؤيب أيضا:

ودافع أخرى القوم ضربا خرادلا      ورمى نبال مثل وكع الأسـاود ووكعت الدجاجة وكعا: خضعت لسفاد الديك، ونص العباب واللسان: عند سفاد الديك.

وعن ابن الأعرابي: وكع البعير: سقط، زاد غيره: وجعا، وفي العباب: من الوجى، وأنشد ابن الأعرابي:

خرق إذا وكع المطي من الوجى    لم يطو دون رفيقه ذا المـزود ورواه غيره ركع أي انكب وانثنى، وذا المزود يعني الطعام، لأنه في المزود يكون.

وقال ابن عباد: وكع فلانا بالأمر وكعا: بكته.

وقال الجوهري: وكع الشاة وكعا: نهز ضرعها عند الحلب، يقال: بات الفصيل يكع أمه الليلة، وأنشد أبو عمرو:

لأنتم بوكع الضأن أعلم منكمبقرع الكماة حيث تبغى الجرائم ومن كلامهم: قالت العنز: احلب ودع، فإن لك ما تدع، وقالت النعجة: احلب وكع، فليس لك ما تدع، أي: انهز الضرع، واحلب كل ما فيه، كما في الصحاح.

وفيه أيضا: الوكع، محركة: إقبال الإبهام على السبابة من الرجل حتى يرى أصله، هكذا في النسخ، و الذي في الصحاح والعباب واللسان أصلها خارجا كالعقدة، وهو أوكع وهي وكعاء، وقال غيره: الوكع: ميل الأصابع قيل السبابة، حتى يصير كالعقفة خلقة أو عرضا، وقد يكون في إبهام الرجل، وقال الليث: الوكع: ميلان في صدر القدم نحو الخنصر، وربما كان في إبهام اليد، وأكثر ما يكون ذلك للإماء اللواتي يكددن في العمل، ومن ذلك يقال في السب: يا ابن الوكعاء، وقال أبو زيد: الوكع في الرجل: انقلابها إلى وحشيها.

وفي الأساس: فلان لا يفرق بين الوكع والكوع، فالوكع: في الرجل، والكوع: في اليد.

وقال ابن الأعرابي: في رسغه وكع وكوع: إذا التوى كوعه.

والوكعاء: الأمة الحمقاء الطويلة، وقيل: هي الوجعاء، أي التي تسقط وجعا.

واستوكعت معدته: اشتدت وقويت، وقيل: اشتدت طبيعته.

صفحة : 5618

واستوكع السقاء: متن تمتنا واستدت مخارزه بعد ما شربت، قاله الليث، واستدت بالسين المهملة على الصواب، وفي بعض النسخ بالمعجمة، وهو خطأ، وبينها وبين اشتدت جناس.

والميكعة، بالكسر: سكة الحراثة التي يسوى بها خدد الأرض المكروبة، ج: ميكع قال الجوهري: وهي التي تسمى بالفارسية بزن وقال غيره: هي المالقة.

والميكع: السقاء الوكيع، كما في العباب.

وميكعان بالفتح، كما يدل له إطلاقه، وهو مضبوط في العباب بالكسر: ع، لبني مازن بن عمرو بن تميم، قال حاجب:

ولقد أتاني ما يقول مرثيد     بالميكعين وللكلام نـواد وواكع الديك الدجاجة، مواكعة ووكاعا: سفدها، نقله ابن عباد.

والأوكع: الطويل الأحمق، وهي وكعاء.

ويقال: أسمن القوم وأوكعوا: إذا سمنت إبلهم وغلظت من الشحم، واشتدت.

وأوكع زيد: قل خيره، وهو كناية.

وقال ابن عباد: أوكع الرجل: جاء بأمر شديد.

قال: وأوكع الأمر إيكاعا: وثق وتشدد، فهو إذن ووكع سواء.

قال: واتكع الشيء كافتعل: اشتد، وأصله اوتكع، قلبت الواو تاء، ثم أدغمت، قال عكاشة السعدي:

مخملة قراطفا قد اتكع
بها مقرات الثميلات النقع

وسقاء مستوكع: لم يسل منه شيء، فإذا سال فهو نغل، ولا يخفى أن هذا مفهوم من قوله سابقا: استوكع السقاء: إذا متن واستدت مخارزه، فإنه حينئذ لا يسيل منه شيء ولا ينضح، لأنه قد شرب الماء، فتأمل.

ومما يستدرك عليه: عبد أوكع: لئيم، نقله الجوهري قال ابن بري: وقد جمعوه في الشعر على وكعة، قال:

أحصنوا أمهم من عبدهم     تلك أفعال القزام الوكعه معنى: أحصنوا: زوجوا.

ورجل أوكع: يقول: لا إذا سئل، عن أبي العمثيل الأعرابي.

ويقال: يعجبني وكاعة حمارك، أي: غلظه وشدته.

والوكيعة من الإبل: الشديدة المتينة.

ومن الأسقية: ماقور ما ضعف من أديمه وألقي وخرز ما صلب منه وبقي.

وأوكع السقاء: أحكمه.

واستوكع الرجل: اشتدت معدته.

واستوكعت الفراخ: غلظت وسمنت، كاستوكحت.

وأمر وكيع، مستحكم.

والميكع، بالكسر: الجوالق لأنه يحكم ويشد، وبه فسر قول جرير:

جرت فتاة مجاشع في منقر      غير المراء كما يجر الميكع ويقال: ختن بعد ما استوكعت قلفته، أي: غلظت واشتدت.

و-ل-ع
ولع به، كوجل يولع ولعا، محركة، وولوعا، بالفتح، فهو ولوع، بالفتح أيضا للمصدر والاسم، نبه عليه الجوهري أي: لج في أمره وحرص على إيذائه قال الصاغاني: وكذلك الوزوع والقبول، قال: وليس ضم الواو من كلامهم.

وقال شيخنا: الفتح شاذ فيه، كما نص عليه سيبويه، وقياسه الضم، كما هو مقرر في كتب الصرف انتهى.

ثم إن ظاهر عبارة الجوهري أن الولوع اسم من ولعت به أولع، و الذي في اللسان: الولوع: العلاقة من ألعت، وكذلك الوزوع، من أوزعت،و هما اسمان أقيما مقام المصدر الحقيقي.

وأولعته إيلاعا، وأولع به، بالضم إيلاعا، وولوعا فهو مولع به، وبالفتح، أي بفتح اللام، أي: أغريته، وغري به ولج، فهو مغرى به.

صفحة : 5619

وولع، كوضع يلع ولعا، بالفتح، وولعانا، محركة: استخف نقله اللحياني وأنشد لسويد اليشكري:

فتراهن على مهـلـتـه     يختلين الأرض والشاة يلع قال: أي يستخف عدوا، وذكر الشاة، قلت: أي: أراد به الثور، كما حققه الصاغاني.

وقال غيره: ولع يلع ولعانا: كذب، شاهد الولع قول كعب بن زهير، رضي الله عنه:

لكنها خلة قد سيط من دمها    فجع وولع وإخلاف وتبديل وقال ذو الإصبع العدواني يخاطب صاحبه:

إلا بأن تكذبا علي ولن       أملك أن تكذبا وأن تلعا وشاهد الولعان قول الشاعر:

لخلابة العينين كذابة المنـى     وهن من الإخلاف والولعان أي هن من أهل الإخلاف والكذب.

قلت: وقد فسر الأزهري قول الشاعر: والشاة يلع فقال: هو من قولهم: ولع يلع: إذا كذب في عدوه ولم يجد، وقال المازني: الشاة يلع: أي لا يجد في العدو فكأنه يلعب.

وولع بحقه ولعا: ذهب به.

والوالع: الكذاب ج: ولعة، كسافر وسفرة، قال أبو دؤاد الرؤاسي:

متى يقل تنقع الأقوام قـولـتـه     إذا اضمحل حديث الكذب الولعه وولع والع: مبالغة، كما يقال: عجب عاجب، أي كذب عظيم.

وقال ابن السكيت: يقال: مر فلان فما أدري ما ولعه، أي: ما حبسه. قال: وما أدري ما والعه بمعناه كما في الصحاح.
ورجل ولعة كهمزة: يولع بما لا يعنيه، نقله الزمخشري والصاغاني.

وبنو وليعة، كسفينة: حي من كندة، وأنشد ابن بري لعلي بن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهم.

أبي العباس قرم بني قصـي    وأخوالي الملوك بنو وليعـه
همو منعوا ذماري يوم جاءت    كتائب مسرف وبنو اللكيعه
وكندة معدن للملـك قـدمـا    يزين فعالهم عظم الدسيعـه

ووالع: ع نقله الصاغاني.

والوليع: كأمير: الطلع ما دام في قيقائه، نقله الجوهري وزاد الصاغاني: كأنه نظم اللؤلؤ، وزاد صاحب اللسان: في شدة بياضه، وقيل: هو الطلع قبل أن يتفتح، وأنشد ابن بري قول الشاعر يصف ثغر امرأة:

وتبسم عن نير كالـولـيع      تشقق عنه الرقاة الجفوفا الرقاة: الذين يرقون إلى النخل، والجفوف: جمع جف لوعاء الطلع، وقال ابن الأعرابي: الوليع ما دام في جوف الطلعة، وهو الإغريض، وقال ثعلب: ما في جوف الطلعة، وقال أبو حنيفة: ما دام في الطلعة أبيض، قال ثعلب: واحدته وليعة، وبه سمي الرجل.

وأولعه به: أغراه به، فهو مولع به، نقله الجوهري.

والتوليع: استطالة البلق، كما في الصحاح زاد غيره: وتفرقه، وأنشد لرؤبة:

فيها خطوط من سواد وبلق
كأنه في الجلد توليع البهق

قال أبو عبيدة: قلت: لرؤبة: إن كانت الخطوط فقل: كأنها، وإن كان سواد وبياض فقل: كأنهما، فقال:

كأن ذا ويلك توليع البهق

صفحة : 5620

كما في الصحاح والعباب، وقال ابن بري: ورواية الأصمعي: كأنها، أي: كأن الخطوط، وقال الأصمعي: فإذا كان في الدابة ضروب من الألوان من غير بلق، فذلك التوليع، يقال: برذون مولع وثور مولع، كمعظم، وكذلك الشاة والظبية، وأنشد ابن بري لابن الرقاع، يصف حمار وحش:

مولع بسواد فـي أسـافـلـه    منه اكتسى، وبلون مثله اكتحلا وقال أبو ذؤيب: يصف الكلاب والثور:

ينهسنه ويذودهن ويحتمـى      عبل الشوى بالطرتين مولع أي: مولع في طرتيه.

واتلع فلانا والعة، هكذا في النسخ، وهو على افتعل،و الذي نقله الصاغاني عن ابن السكيت: اتلعت فلانا والعة أي: خفي علي أمره. وفي التهذيب: يقال: ولع فلانا والع، وولعته والعة، واتلعته والعة، أي: خفي علي أمره فلا أدري أحي هو أو ميت ومثله في التكملة.

ورجل موتلع القلب وموتله القلب، ومتلع القلب، ومتله القلب، أي: منتزعه.

ومما يستدرك عليه: ولع به، كعني: أغري به، قال شيخنا: وهو الأكثر في الاستعمال، كما في شروح الفصيح.

قال: وفي المصباح أنه يقال أيضا: ولعض، كمنع، وقد أغفله المصنف تقصيرا.

والولوع بالضم: الكذب، هكذا نقله في مصادر ولع ولعا: إذا كذب.

قلت: وقد سبق عن الصاغاني وغيره أن ضم واوه ليس بمسموع، وأولعه به: صيره يولع به، قال جرير:

فأولع بالعفاس بني نمير    كما أولعت بالدبر الغرابا وله به ولع، وهو ولع ككتف.

وتولع بفلان: يذمه ويشتمه، وهو متولع بعرضه يقذف فيه.

وقال عرام: يقال: بفلان من حب فلانة الأولع، والأولق، وهو: شبه الجنون، هذا محل ذكره، وقد سبق للمصنف في الهمزة، ونبهنا هنالك.

وإيتلعت فلانة قلبي، أي: انتزعت.

والتوليع: التلميع من البرص وغيره، يقال: رجل مولع، أي: به لمع من برص.

وولع الله جسده، أي: برصه، نقله الزمخشري وصاحب اللسان.

ويقال: أخذ ثوبي وما أدري ما ولع به، أي: ذهب به.

ويقال: إنك لا تدري بمن يولع هرمك، حكاه يعقوب.

والولائع، هي: القبيلة التي ذكرها المصنف وقد جمعه الشاعر على حد المهالب والمناذر، فقال:

تمنى ولم أقذف لديه محرثا      لقائل سوء يستحير الولائعا واستعملت العامة الولع بمعنى: الشوق والتوليع بمعنى: إيقاد النار، وبمعنى: التثويق.

و-م-ع
الومعة بالفتح، أهمله الجوهري وقال ابن الأعرابي هي الدفعة من الماء، والوعمة: ظبية الجبل. هكذا في العباب وفي التكملة: من الماء، و الذي في التهذيب: من المعاء، وهكذا نقله صاحب اللسان، فتأمل.

و-ن-ع
الونع، بالنون محركة، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: لغة يمانية، يشار بها إلى الشيء اليسير، كذا نص العباب والتكملة، وفي اللسان: إلى الشيء الحقير، وقال ابن سيده: ليس بثابت.