الباب الثامن عشر: باب العين المهملة - الفصل الرابع والعشرون: فصل الهاء مع العين

فصل الهاء مع العين

ه-ب-ر-ك-ع
الهبركع، كسفرجل، أهمله الجوهري وقال ابن دريدس، هو القصير وأنشد:

لما رأته مودنا هبركعا كذا في العباب، والتكملة، واللسان.
ه-ب-ع

صفحة : 5621

هبع الفصيل، كمنع، هبوعا، بالضم وهبعانا محركة: مشى ومد عنقه.

أو الهبوع والهبع: مشي الحمر البليدة، وقد هبعت: مشت مشيا بليدا، وقال بعضهم: الحمر كلها تهبع، وهو مشيها خاصة.
أو الهبوع: أن يفاجئك القوم من كل مكان، وفي اللسان: من كل جانب.

والهبع كصرد: الحمار، سمي به لهبوعه.

وأيضا: الفصيل ينتج في حمارة القيظ، أو الذي نتج في آخر النتاج، يقال: ماله هبع ولا ربع، وعلى هذا اقتصر الجوهري والأول ذكره الصاغاني وصاحب الكفاية، وفي الصحاح: قال الأصمعي: سألت جبر بن حبيب، ومثله في العباب، وفي اللسان: قال الأصمعي: حدثني عيسى بن عمر قال: سألت جبر بن حبيب: لم سمي الهبع هبعا? قال: لأن الرباع تنتج في ربعية النتاج، أي: في أوله، وينتج الهبع في الصيفية، فإذا ماشى الرباع أبطرته ذرعه، لأنها أقوى منه، فهبع، أي: استعان بعنقه في مشيته، انتهى، الواحدة هبعة، وج: هبعات، وهباع، بالكسر، كذا في اللسان، وجوزه صاحب المحيط، ونقل الجوهري عن الأصمعي قال: لا يجمع هبع على هباع، كما لا يجمع هبع على هباع، كما لا يجمع ربع على رباع، هكذا هو في نسخة الصحاح الموثوق بها، والصواب: كما يجمع ربع على رباع كما في العباب، واللسان، وقد مر في ر-ب-ع أن ربعا يجمع على رباع وأرباع، والربعة تجمع على ربعات ورباع، وذكرنا هنالك أن رباعا في جمع ربع شاذ، وكذلك أرباع، لأن سيبويه قال: إن حكم فعل أن يكسر على فعلان، في غالب الأمر، فتأمل.

والمهبع، كمحسن: صاحبه، أي الهبع، نقله الصاغاني.

واستهبع البعير أي: أبطره ذرعه، وحمله على الهبوع نقله الجوهري وأنشد قول الراجز:

يستهبع المواهق المحاذي قلت: وهو قول عمرو بن حميل، ويقال: ابن جميل يصف جملا، وأوله:

كأن أوب ضبعه الملاذ
ذرع اليمانين سدى المشواذ

يستهبع.... إلى آخره. ومما يستدرك عليه: الهابع، والهبوع، من الإبل: الذي يستعجل ويستعين بعنقه، وأنشد ابن الأعرابي:

وإني لأطوي الكشح من دون ما انطوى     وأقطع بالخرق الهبوع الـمـراجـم أراد: أقطع الخرق، بالهبوع، فأتبع الجر.

وإبل هبع، كسكر، قال العجاج:

كلفتها ذا هبة هجنـعـا
غوجا تبذ الذاملات الهبعا

والهوابع: الحمر البليدة، وأنشد الليث:

فأقبلت حمرهم هوابـعـا
في السكتين تحمل الألاكعا

 الألاكع: الأوساخ.

ه-ب-ق-ع
الهبقع، كجعفر، وعلابط: القصير الملزز الخلق، قاله ابن دريد.

والهبنقع، كسمندل: المزهو الأحمق المحب لمحادثة النساء، كذا في الصحاح وهو قول ابن دريد أيضا وفي المحيط: الذي يحب حديث النساء.

وفيه أيضا: الهبنقع من يسأل الناس وفي يده عصا، وفي اللسان: الذي يجلس على عقبيه أو أطراف أصابعه يسأل الناس.

وقال ابن الأعرابي: الهبنقع: من إذا قعد في مكان لم يبرحه، يقال: رجل هبنقع: لازم بمكانه وصاحب نسوان، وأنشد:

أرسلها هبنقع يبغي الغزل أخبر أنه صاحب نساء، وقال شمر: هو الذي يأتيك يلزم بابك في طلب ما عندك، ولا يبرح.

صفحة : 5622

والهبنقعة بهاء: الهدلق المسترخي المشافر من الإبل، نقله ابن فارس.

والهبنقعة: قعودك على عرقوبيك قائما على أطراف أصابعك، نقله الجوهري أو هي: الإقعاء مع ضم الفخذين وفتح الرجلين، ومنه قول الزبرقان ابن بدر: أبغض كنائني إلى الطلعة الخبأة، التي تمشي الدفقي، وتجلس الهبنقعة، وقيل: هو قعود الاستلقاء إلى خلف، وقيل: هو أن يتربع، ثم يمد رجله في تربعه.

واهبنقع الرجل: جلس الهبنقعة، وهي جلسة المزهو، نقله الجوهري.

ومما يستدرك عليه: رجل هبنقع: قصير ملزز، والنون زائدة.

والهبنقع: الذي لا يستقيم في قول، أو فعل، ولا يوثق به، وبه فسر قول الفرزدق الذي أنشده الجوهري:

ومهور نسوتهم إذا ما أنكحوا      غدوي كل هبنقع تنـبـال وامرأة هبنقعة: حمقاء في جلوسها وأمورها.

ه-ب-ل-ع
الهبلع، كعملس، وقرطاس، ودرهم، الأولى عن الليث، والثانية عن ابن دريد، وعلى الثالثة اقتصر الجوهري وقال: هو الأكول، وأنشد لجرير:

وضع الخزير فقيل: أين مجاشع     فشحا جحافله جراف هبـلـع وزاد الليث: هو الأكول العظيم اللقم، الواسع الحنجور.
وقال ابن الأثير: وقيل: إن هاء هبلع زائدة، فيكون من البلع، وقد قدمنا الإشارة إليه.

والهبلع كدرهم: الكلب السلوقي.

وهبلع أيضا: اسم كلب بعينه قال رؤبة:

والشد يدني لاحقا وهبلعا
وصاحب الحرج، ويدني ميلعا

لاحق، وهبلع، وميلع: أسماء كلاب بأعيانها، وأراد بصاحب الحرج كلبا ذا ودعة تعلق على الكلاب تحسن بها، وقيل: إن هاء هبلع زائدة، وليس بقوي.

قلت: وزيادة هائه وهاء هجرع نقل عن الأخفش، كما ذكره ابن خالويه.

ومما يستدرك عليه: الهبلع، كدرهم: اللئيم.

وعبد هبلع: لا يعرف أبواه، أو لا يعرف أحدهما، قاله ابن الأعرابي.

وقال الليث: الهلابع والهبالع: اللئيم، وأنشد:

وقلت لا آتي زريقا طائعا
عبد بني عائشة الهلابعا

وسيأتي في هلبع.

ه-ت-ع
هتع إليهم، بالمثناة الفوقية، كمنع، هتعا، أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة، وأورده في العباب، قال ابن دريد: أي أقبل نحوهم مسرعا مثل: هطع سواء، ومثله في اللسان.

ه-ج-ر-ع
الهجرع، كدرهم، وعليه اقتصر الجوهري وقال ابن الأعرابي الهجرع، مثال: جعفر: لغة في الهجرع، كدرهم، وهو الأحمق من الرجال، نقله الأزهري، قال:

ولأقضين على يزيد أميرهـا     بقضاء لا رخو وليس بهجرع وقال الجوهري: هو الطويل ومثله لابن سيده، قال الأزهري: ويقال للطويل: هجرع، وهرجع، قال أبو نصر: سألت الفراء عنه فكسر الهاء، وقال: هو نادر، وقيل: هو الطويل الممشوق نقله الليث.

وقال أبو عمر الزاهد: الهجرع: المجنون.

وقال ابن الأعرابي: هو الطويل الأعرج.

وقال الليث: الهجرع: الكلب السلوقي الخفيف.

صفحة : 5623

قلت: واختلف فيه هاء هجرع، فقال شيخنا: قال الشيخ أبو حيان كابن عصفور: زعم أبو الحسن أن هاء هجرع زائدة للإلحاق بدرهم، كهبلع، لأن الهجرع الطويل، فكأنه أخذه من الجرع، وهو المكان السهل المنقاد، وصحح في الممتع الزيادة في هبلع، لوضوح الاشتقاق، لا هجرع، لبعده، وقال أبو الفتح: لا أرى بأسا في زيادتها ومما يستدرك عليه: الهجرع: الشجاع، والجبان، ونقله ابن سيده.

قلت: فإذا يكون من الأضداد.

وقال ابن بري: الهجرع: الطويل عند الأصمعي، والأحمق عند أبي عبيدة، والجبان عند غيرهما.

ه-ج-ز-ع
الهجزع، كدرهم، بالزاي، أهمله الجوهري والجماعة، وهو الجبان لأنه مأخوذ من الجزع، وهو الخوف، كذا عن اللحياني في نوادره.

وقد سبق ذلك للمصنف في ج-ز-ع وذكرنا هنالك عن أبي الفتح أن هاءه بدل من الهمزة، قال: ونظيره: هبلع وهجرع، فيمن أخذه من البلع والجرع، ولم يعتبر سيبويه ذلك.

قلت: وذكره صاحب اللسان، وابن بري في التركيب الذي سبق قبله، كما أشرنا إليه، ولا إخاله إلا تصحيفا منهما، فتأمل ذلك واعتبره.

ه-ج-ع
الهجوع بالضم والتهجاع، بالفتح: النوم مطلقا، وقيل: ليلا، هكذا خصه بعضهم، ومنه قوله تعالى: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وقد يكون الهجوع بغير نوم، قال زهير بن أبي سلمى:

قفر هجعت بها، ولست بنائم      وذراع ملقية الجران وسادي أو التهجاع: النومة الخفيفة، والهجوع مطلقا: النوم، هكذا فرق بينهما بعضهم، وأنشد الجوهري لأبي قيس بن الأسلت:

قد حصت البيضة رأسي فما     أطعم نوما غير تهـجـاع وقد هجع، كمنع، هجعا وهجوعا، فهو هاجع، قال ذو الرمة:

زار الخيال لمي هاجعا لعبت      به التنائف والمهرية النجب وقال سويد اليشكري:

لا ألاقيها وقلبي عـنـدهـا      غير إلمام إذا الطرف هجع وهم هجع، وهجوع، قال ذو الرمة:

بمخطفة الأرجاء أزرى بـنـيهـا     جذاب السرى بالقوم والطير هجع وقال عمرو بن معدي كرب، رضي الله عنه:

أمن ريحانة الداعي السميع     يؤرقني وأصحابي هجوع والهجيع، من الليل، كأمير: الطائفة منه، كالهزيع، نقله الجوهري وقد حكي عن ثعلب.

والهجع والهجعة، بكسرهما، وهجع، كصرد، وهجع، مثل: كتف، والمهجع، كمنبر، نقل الجوهري منها الثالثة والخامسة: الغافل عما يراد به، الأحمق، قاله ابن الأعرابي وأصله من الهجوع: النوم، وهو مجاز، ويقال: هو الأحمق السريع الاستنامة إلى كل أحد، وفي الأساس: رجل هجع: يستنيم إلى كل أحد.

ومهجع بن صالح: مولى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه أمل شهيد استشهديوم بدر: وهجيع بن قيس، الأول كمنبر، والثاني كزبير: صحابيان، رضي الله عنهما: قلت: وفيه نظر من وجهين، الأول: أن الثاني هو هجنع، كعملس، هكذا ضبطه الذهبي، وابن فهد، وما ذكره المصنف تصحيف، والثاني: أن الذي صح عندهم أن حديثه مرسل، ولا صحبة له، وقال أبو حاتم: حديثه عن علي مرسل، فتأمل ذلك.

صفحة : 5624

وهجع الطعام جوعه: كسره، وكذلك هجأه، نقله الصاغاني كأهجعه إهجاعا، كأهجأه، فهجع جوعه، أي انكسر، ولم يشبع بعد لازم متعد، وعلى لزومه اقتصر الجوهري ورواه غيره عن ابن شميل، وذكر أهجعه في المتعدي.

وطريق تهجع، كتمنع: واسع، عن ابن عباد.

وركب الرجل هجاع، كقطام، أي: ركب رأسه، كهجاج عن العزيزي، وأنشد:

وقد ركبوا على لومي هجاع وقال الصاغاني: هو تصحيف، صوابه هجاج، وكذلك هو في الشعر، وهو للمتمرس بن عبد الرحمن الصحاري، وصدره:

فلا تدع اللئام سبيل غي. ومما يستدرك عليه: نساء هجع، وهجوع، وهواجع، وهواجعات: جمع الجمع.

وهجع القوم تهجيعا: ناموا نقله الجوهري.

وطرقني بعد هجع من الليل، وهجعة منه، أي: طائفة منه.

وأتيت فلانا بعد هجعة، أي: بعد نومة خفيفة من أول الليل.

والهجعة، بالكسر، من الهجوع، كالجلسة من الجلوس، نقله الجوهري.

ورجل هجعة، كهمزة: أحمق غافل، نقله الجوهري.

ويقال: هجعت إليه فخدعني، وهو مجاز.

ه-ج-ن-ع
الهجنع، كعملس: الطويل الضخم، عن الأصمعي، نقله الجوهري في تركيب ه-ج-ع إشارة إلى أن النون زائدة، وأنشد لذي الرمة:
هجنع راح في سوداء مخمـلة     من القطائف أعلى ثوبه الهدب قلت: وهو يصف ظليما، وقال يعقوب: هو الذكر الطويل من النعام.
وقال غيره: الهجنع: الطويل الأجنأ من الرجال، وقيل: الطويل الجافي.
وقال الليث: الهجنع الشيخ الأصلع.

وأيضا: الظليم الأقرع وبه قوة قال الراجز:

جذبا كرأس الأقرع الهجنع وهي أي: النعامة بهاء هجنعة.

قال: والهجنع من أولاد الإبل: ما يوضع في حمارة القيظ وقلما يسلم حتى يقرع رأسه.

ومما يستدرك عليه: الهجنع: الأسود.

وهجنع بن قيس حديثه مرسل، وقد صحفه المصنف كما تقدمت الإشارة إليه.

وجمع الهجنع: هجانيع، وأنشد ابن السكيت:

عقما ورقما وحاريا تضاعفه    على قلائص أمثال الهجانيع

ه-د-ع
هدع، بكسر الهاء ساكنة العين أي مع فتح الدال، وبسكون الدال مكسورة العين: لغة نقلها الصاغاني وعلى الأول اقتصر الجوهري قال: وهي كلمة يسكن بها صغار الإبل عن نفارها قال الليث: ولا يقال ذلك لجلتها، ولا لمسانها، قال: وزعموا أن رجلا ساوم رجلا ببكر على أن يشتريه منه مسنا فقال له البائع: هذا جمل بازل أريد بيعه ببكر، فقال له هو مسن، فبينما هما كذلك إذ نفر البكر، فقال صاحب البكر يسكن نفاره: هدع هدع، فقال المشتري: صدقني سن بكره وإنما يقال: هدع للبكر ليسكن.

والهودع كجوهر: النعام نقله الجوهري وابن عباد، وأنشد الأخير:

أجول على سائح قارح     كما جال بالهدة الهودع

ه-د-ل-ع
ومما يستدرك عليه: الهندلع، بضم الهاء وسكون النون، وفتح الدال وكسر اللام: بقيلة، قيل: إنها عربية، فإذا صح أنه من كلامهم وجب أن تكون نونه زائدة، لأنه لا أصل بإزائها فيقابلها، ومثال الكلمة على

صفحة : 5625

هذا فنعلل، وهو بناء فائت، كذا في اللسان، ونقل الصاغاني في العباب: قال أبو عثمان المازني: هذا من الأبنية التي فاتت سيبويه، وأغفلها، وقال شيخنا: أثبته ابن السراج، وكراع، وابن جني في الخصائص، وذكره في التسهيل، وبسطه شراحه، أبو حيان وغيره: قلت: ونقله السهيلي أيضا في الروض وقال: هو نبت، وسيأتي الاختلاف فيه في همقع.

ه-ذ-ل-ع
الهذلوع، بالضم: الغليظ الشفة، نقله صاحب اللسان، وقد أهمله الجوهري والصاغاني.

قلت: وسيأتي للمصنف في الغين المعجمة.

ه-ر-ب-ع
الهربع، بالباء الموحدة، كعصفر، أهمله الجوهري وقال الليث: هو الخفيف من اللصوص والذئاب، قال أبو النجم:

وفي الصفيح ذئب صيد هربع
في كفه ذات خطام ممتع

أراد بذات خطام: القوس.

ه-ر-ج-ع
الهرجعث بالجيم، كجعفر، أهمله الجوهري وقال ابن الأعرابي: هو الطويل الأعرج وقد تقدم ذلك في ه-ج-ر-ع ه-ر-ع
الهيرع، كضيغم: الجبان الجزوع، وقيل: هو الضعيف لا يتماسك، كالهيلع، قال عمرو ابن أحمر الباهلي:

ولست بهيرع خفق حشاه إذا ما طيرته الريح طارا وقال ابن دريد: رجل هيرع: جبان لا خير عنده وأنشد:

ولست بذي رثية هـيرع     إذا دعي القوم لم أنهض وقال ابن فارس: الهيرع: الأحمق.

والهيرع من الرياح: السريعة الهبوب، كما في الصحاح زاد ابن فارس: الكثيرة الغبار، أنشد شمر لابن أحمر يصف الريح:

اربت عليها كل هـوجـاء سـهـوة     زفوف التوالي رحبة المـتـنـسـم
إبارية هوجاء موعدهـا الـضـحـى     إذا أرزمت جاءت بورد غشمـشـم
زفوف نـياف هـيرع عـجـرفـية      ترى البيد من إعصافها الجري ترتمي

والهيرع: المرأة النزقة، كالهورع، كجوهر، عن ابن عباد.

والهيرعة بالهاء: اليراعة التي يزمر فهيا الراعي، نقله الجوهري وهو قول ابن دريد.

والهيرعة: الخيضعة: وهو الغبار في الحرب، أو اختلاط الأصوات فيها، كما تقدم.

والهيرعة: الغول كالهيعرة.

والهيرعة: الشبقة: من النساء، كالهرعة، بكسر الراء، كلاهما عن ابن عباد.

أو الهرعة: هي التي تنزل حين يخالطها الرجل، كما في الصحاح زاد الأزهري: قبله شبقا وحرصا على الرجال.

وقال أبو عمرو: الهريعة كسفينة: شجرة دقيقة العيدان.

وقال ابن دريد: الهرياع، كجريال: سفير الشجر، وهو الورق تنفضه الريح، لغة يمانية.

والهرعة، والفرعة: القملة الصغيرة، وقيل: الضخمة، والهرنوع أكثر، ويحرك.

ويقال: الهرعة بالتحريك: دويبة.

وفي الصحاح: دم هرع، ككتف: جار، بين الهرع، محركة، وقد هرع كفرح.

وفي اللسان: هرع فهو هرع: سال، وقيل: تتابع في سيلانه.

ورجل هرع: سريع البكاء، نقله الجوهري.

والهرع، محركة، والهراع، كغراب: مشي في اضطراب وسرعة، ومنه قولهم: أقبل الشيخ يهرع، بالضم: إذا أقبل يرعد ويسرع، قاله أبو عمرو، وقال: غيره هو شدة السوق، وسرعة العدو، وأنشد ابن بري:

كأن حمولهم متتابـعـات     رعيل يهرعون إلى رعيل

صفحة : 5626

وفي التنزيل وجاءه قومه يهرعون إليه قال أبو عبيدة: أي يستحثون إليه، كأنه يحث بعضهم بعضا.

وأهرع الرجل مجهولا فهو مهرع، إذا كان يرعد من غضب، أو ضعف كالحمى، أو خوف أو سرعة، أو حرص، قال مهلهل:

فجاءوا يهرعون وهم أسارى      يقودهم على رغم الأنـوف قال الليث: أي يساقون ويعجلون، يقال: هرعوا وأهرعوا، وقال أبو عبيد: أهرع الرجل إهراعا: إذا أتاك وهو يرعد من البرد، وقد يكون الرجل مهرعا من الحمى والغضب، والعرب تقول: أهرعوا وهرعوا فهم مهرعون، ومهروعون.

ويهرع كيمنع: ع، نقله ابن دريد، قال: زعموا.

والمهروع: المجنون الذي يصرع، نقله الجوهري يقال: هو مهروع مخفوع ممسوس.

وقال أبو عمرو: المهروع: المصروع من الجهد، ووافقه الكسائي في ذلك.

والمهرع، والمهراع، كمحسن، ومصباح: الأسد، قال ابن خالويه: لأنه فيما يقال: لا تفارقه الحمى والرعدة.

وأهرع: أسرع في رعدة، قاله الكسائي وقال أبو العباس: في طمأنينة، ثم قيل له: إسراع في فزع: فقال: نعم.

وأهرع القوم رماحهم: أي أشرعوها، ثم مضوا بها، كهرعوها تهريعا وهذه عن الليث.

وتهرعت الرماح، ولو قال: وتهرعت هي، كان أخصر: أقبلت شوارع، وأنشد الليث:

عند البديهة والرماح تهرع ومهرع: كمقعد: ع.

ويقال: اهترع عودا: إذا كسره.

وذو يهرع: ع، ويقال: ذو مهرع.

ومما يستدرك عليه: الهرع، بالتحريك: شدة السوق، وسرعة العدو، كالإهراع، وقد هرعوا فهم مهروعون.

واستهرعت الإبل: أسرعت إلى الحوض.

وأهرع الرجل بالضم: خف عقله.

وتهرع إليه: عجل.

والمهرع، كمكرم: الحريص، عن أبي عبيد.

ورجل هرع، ككتف، سريع المشي.

وريح هيرعة: قصفة تأتي بالتراب.

والهرعة: الخيضعة.

وقال أبو عمرو: ظل يهرع في الحشيش، أي: يرعاه، هنا نقله الصاغاني وسيأتي في هزع.

والهريع كأمير: القملة الصغيرة وقيل: هي الهرنع بالنون، كما سيأتي.

ه-ر-م-ع
الهرمع، كعملس، أهمله الجوهري على زعمه، فكتبه بالحمرة، وقد ذكره الجوهري في التركيب الذي قبله، ونبه على أن الميم زائدة، قال الليث: الهرمع: السريع البكاء والدموع.

قال: والهرمع: السرعة والخفة في المشي، فعلهما اهرمع، أي: أسرع في مشيته، ونص الجوهري في ه-ر-ع اهرمع الرجل: أسرع في مشيته، وكذلك إذا كان سريع البكاء والدموع، وأظن الميم زائدة.

وقال ابن بري: اهرمع بمنزلة احرنجم، ووزنه افعنلل، وأصله: اهرنمع، فأدغمت النون في الميم، وهذا في الأربعة نظير امحى من باب الثلاثة الأصل فيه انمحى، فأدغمت نونه في الميم، وذلك لعدم اللبس.

وقال الليث: اهرمع في منطقه وحديثه: إذا انهمك، كما في العباب وفي اللسان: انهمل فيه.

وقال ابن دريد: رجل مهرمع في منطقه: إذا أسرع وأكثر.

وقال غيره: اهرمع إليه: تباكى.

ومما يستدرك عليه: اهرمعت العين بالدموع: إذا أذرته سريعا.

وقال ابن الأعرابي: نشأت سحابة، فاهرمع قطرها: إذا كان جودا.

صفحة : 5627

وقال ابن فارس: هذه منحوتة من هرع وهمع وكلاهما بمعنى: سال، وكذلك اهرمع: إذا أسرع.

ه-ر-ن-ع
الهرنع، والهرنوع، كعصفر، وعصفور أهمله الجوهري وقال ابن الأعرابي: هي القملة الصغيرة، قال شيخنا: ونونه زائدة اتفاقا: أو الهرنعة، بالكسر: القملة الكبيرة، قاله ابن دريد، وقال غيره: هي القمل عامة، كالهرنوع، بالضم عن الليث، والجمع الهرانع، وأنشد للفرزدق:

يهز الهرانع عقده عند الخصا     بأذل حيث يكون من يتذلـل وأنشد ابن دريد:

في رأسه هرانع كالجعلان وقال الأزهري: الهرانع: أصول نبات كالطرثوث، قلت: ويروى بالزاي، كما سيأتي، وبالغين أيضا.

ه-ز-ع
هزيع من الليل، كأمير: طائفة منه، أو وفي الصحاح: وهو نحو من ثلثه أو ربعه، وفي الحديث: حتى مضى هزيع من الليل أي: صدر منه، وهو كقولك: مضى جرس وجوش، وهدئ، وهجيع، كله بمعنى واحد.
والهزيع: الأحمق.

والهزع، كصرد وشداد، ومنبر: الأسد الذي يكثر كسر الفرائس، قال المعطل الهذلي، يصف أسدا:

كأنهم يخشون منـك مـدربـا      بحلية مشبوح الذراعين مهزعا وهزعه تهزيعا: كسره ودقه، فانهزع: انكسر واندق.

والمهزع كمنبر: من يهزع كل شجرة، أي: يكسرها، وقد هزع الشيء هزعا: إذا كسره.

والمهزع: المدق، نقله الجوهري وأنشد قول المعطل الهذلي الذي ذكرناه قريبا.

واهتزع اهتزاعا: أسرع.

واهتزع السيف، ونحوه كالقناة: إذا هز اهتز، نقله الجوهري زاد غيره: واضطرب، وأنشد الأصمعي لأبي محمد الفقعسي:

إنا إذا قلت طخارير القزع
نفحلها البيض القليلات الطبع
من كل عراص إذا هز اهتزع

والهيزعة: الخوف والجلبة في القتال، وهي الخيضعة، ويروى بالراء أيضا كما تقدم.

وهزع كمنع: أسرع، يقال: مر يهزع ويمزع: إذا كان يسرع ويقال: ما بقي في الجعبة إلا سهم هزاع، ككتاب، أي: وحده وأنشد الليث:

وبقيت بعدهم كسهم هزاع والأهزع: آخر سهم يبقى في الكنانة: رديئا كان أو جيدا، يقال: ما في الكنانة أهزع، قال ابن السكيت: يتكلم به مع الجحد، إلا أن النمر بن تولب رضي الله عنه أتى به مع غير الجحد، فقال:

وأخرج سهما له أهزعا فشك نواهقه والفمـا كذا في الصحاح والعباب، قال ابن بري: وقد جاء أيضا لغير النمر، قال ريان بن حويص:

كبرت ورق العظم مني كأنمارمى الدهر مني كل عرق بأهزعا قال: وربما قيل: رميت بأهزع، قال العجاج:

لا تك كالرامي بغير أهزعا      يعني كمن ليس في كنانته أهزع ولا غيره، وهو الذي يتكلف الرمي، ولا سهم معه.

أو هو أفضل سهامها، لأنه يدخر لشديدة، قاله ابن دريد، أو هو أردؤها، قاله الليث.

وما في الدار أهزع، ممنوعا، لأنه اسم وليس بصفة، أي: أحد.

وتهزع الرجل: تعبس.

وتهزع له: تنكر، واشتقاقه من هزيع الليل وتلك ساعة وحشية.

وتهزعت المرأة في مشيتها: اضطربت قال:

إذا مشت سالت ولم تقرصع

صفحة : 5628
 

هز القناة لدنة التهزع وقال ابن دريد: تهزعت الإبل في سيرها: اهتزت.

وقد سموا هزيعا، ومهزعا، كزبير ومنبر.

ومما يستدرك عليه: التهزيع: التفريق.

وجمع الهزيع من الليل: هزع.

والهزع، محركة: الاضطراب.

ومر يهتزع: يتنفض.

وسيف مهتزع: جيد الاهتزاز.

واهتزع، وتهزع: أسرع، قال رؤبة يصف الثور والكلاب:

وإن دنت من أرضه تهزعا      وفرس مهتزع: شديد العدو.

ويقال: مر فلان يهزع ويقزع، أي: يعرج.

ويقال: ما بقي في سنام بعيرك أهزع، أي: بقية شحم.

وماله أهزع: أي: شيء وقد سموا هزاعا، كشداد.

ه-ز-ل-ع
الهزلاع، كقرطاس، أهمله الجوهري وقال الليث: هو السمع الأزل.

قال: وهزلعته: مضيه وانسلاله.

وقد سموا هزلاعا من ذلك.

وقال ابن عباد: الهزلع، كعملس: السريع، وأنشد ابن بري لعبد الله بن سمعان:

واغتالها مثهفهف هزلع

ه-ز-ن-ع
الهزنوع، بالزاي، كعصفور، أهمله الجوهري وقال الأزهري: هو أصل نبات يشبه الطرثوث، أو الصواب بالراء، كما تقدم، أو بالغين المعجمة مع الزاي، وهذا قول الليث، ولأجل هذا الاختلاف يذكره المصنف أيضا في حرف الغين كما سيأتي.

ه-س-ع
هسع، كمنع، أهمله الجوهري وقال الصاغاني: أي أسرعن وكذلك هرع.

وهاسع، وهسع كزفر، زبير ومنبر: أبناء الهميسع بن حمير بن سبإ. وهيسوعا قال: وهذه لغة قديمة لا يعرف اشتقاقها، قال: وأحسبها عبرانية أو سريانية، قال الصاغاني: لقد أبعد ابن دريد في المرام، وأبعط في السوم، ولو علم من أين تؤكل الكتف، ومن أي الغصون يقتطف، لتنصل من ارتكاب الكلف، وهذه الأسماء عربية حميرية، واشتقاقها من هسع: إذا أسرع، فتأمل ذلك.

ه-ط-ع
هطع، كمنع، هطعا، وهطوعا: أسرع مقبلا خائفا، لا يكون إلا مع خوف، قاله ابن دريد، أو أقبل ببصره على الشيء لا يقلع عنه، كأهطع فيهما.

والهطيع، كأمير: الطريق الواسع، نقله ابن دريد، وأنكره الأزهري، قلت: طريق هيطع، كحيدر.

وأهطع البعير في سيره: مد عنقه، وصوب رأسه، كاستهطع.

والمهطع، كمحسن: من ينظر في ذل وخضوع، لا يقلع بصره، وبه فسر قوله تعالى مهطعين مقنعي رؤوسهم. وقال ثعلب: أهطع نظر بخضوع، وقال بعض المفسرين: مهطعين، أي: محممجين، والتحميج: إدامة النظر مع فتح العينين، وإلى هذا مال أبو العباس، وقال الزجاج: مهطعين، أي: مسرعين، وأنشد لابن مفرغ:

بدجلة أهلها، ولقد أراهـم     بدجلة مهطعين إلى السماع أو المهطع: الساكت المنطلق إلى من هتف به، وبه فسرت الآية أيضا.

وبعير مهطع: في عنقه تصويب خلقة، نقله الجوهري ومما يستدرك عليه: أهطع في عدوه: أسرع.

وناقة هطعى: سريعة.

وأهطع: أقبل مسرعا خائفا.

ويقال للرجل إذا أقر وذل: أربخ وأهطع، وأنشد الجوهري:

تعبدني نمر بن سعـد وقـد أرى      ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع والهاطع: الناكس، قال شمر: ولم أسمعه إلا لطفيل.

أوهطعى، وهوطع: اسمان.

ه-ط-ل-ع

صفحة : 5629

الهطلع، كعملس: الجماعة الكثيرة من الناس، قاله ابن دريد.

قال: وربما سمي الجيش الكثير أهله هطلعا، وقال ابن سيده: قيل: هو الكثير من كل شيء.

وقال الجوهري: في تركيب ه-ط-ع: الهطلع: الرجل الطويل الجسيم، مثل الهجنع، وقال غيره: هو الجسيم المضطرب الطول، قال شيخنا: واللام زائدة كما جزم به الجوهري وغيره.

ه-ع-ع
هع، كمد يهع هعة وهعا: قاء، لغة في هاع يهوع، كذا في الصحاح والجمهرة.

ه-ق-ع
الهقعة: دائرة تكون بعرض زور الفرس، وتكره، قاله الجوهري أو في وسطه، وهي دائرة الحزم، تستحب، أو هي دائرة تكون بحيث تصيب رجل الفارس في مركله، قال الليث يتشاءم بها وتكره، أو لمعة بياض في جنبه الأيسر، نقله ابن دريد.

والهقعة: ثلاث كواكب نيرة، قريب بعضها من بعض فوق منكبي الجوزاء، كأنها لأثافي، وهي من منازل القمر إذا طلعت مع الفجر اشتد حر الصيف، قال ساجع العرب: إذا طلعت الهقعة، تقوض الناس للقلعة، ورجعوا إلى النجعة، وأورست الفقعة، وأردفتها الهنعة، وهي رأس الجوزاء، شبهت بهقعة الفرس، وفي حديث ابن عباس: طلق ألفا يكفيك منها هقعة الجوزاء أي: يكفيك من التطليق ثلاث تطليقات، والهقعة غزيرة النوء.

وقال الفراء: هقعه بين أذنيه هقعا: كواه.

وقال ابن دريد: الهقاع، كغراب: الغفلة تصيب الإنسان من هم أو مرض.

وقال غيره: الهقعة، كهمزة: المكثر من الاتكاء والاضطجاع بين القوم، وحكى ذلك الأموي فيما حكاه، ونقله الجوهري وأنكره شمر، وصححه الأزهري، واستدل له من كلام العرب مما جاء بالقاف والكاف، بما هو مذكور في التهذيب.

والهيقعة، كهينمة: حكاية رفع السيف، نقله الجوهري زاد غيره في معركة القتال، وقيل: هو حكاية لصوت الضرب والوقع مطلقا.

وهو ضربك الشيء اليابس على اليابس نحو الحديد، لتسمع صوته، قاله ابن دريد.

أو أن تضرب بالحديد، هكذا هو في العباب، و الذي في الصحاح عن أبي عبيدة: أن تضرب بالحد من فوق ومثله في اللسان، وأنشد الجوهري للهذلي وهو عبد مناف بن ربع:

فالطعن شغشغة والضرب هيقعةضرب المعول تحت الديمة العضدا والهقع، ككتف: الحريص عن ابن عباد.

وقال أبو عبيد: هقعت الناقة، كفرح هقعا، فهي هقعة، وهي التي إذا أرادت الفحل وقعت من شدة الضبعة، وكذلك هكعت، فهي هكعة، كتهقعت: إذا بركت للفحل.

وحكى الأزهري عن بعض الأعراب أنه قال: يقال: اهتقعه عرق سوء، واهتكعه، واهتنعه، واختضعه، وارتكسه: إذا تعقله، وأقعده عن بلوغ الشرف والخير.

وقال ابن عباد: اهتقع فلانا: إذا صده ومنعه.

وقال غيره: اهتقع الفحل الناقة: إذا أبركها وتسداها هكذا في النسخ: ومثله في العباب، وفي اللسان: أبركها ثم تسدلها وعلاها.

والاهتقاع: مسانة الفحل الناقة التي لم تضبع، يقال: سان الفحل الناقة حتى اهتقعها، يتقوعها ثم يعيسها، وتهقعت هي: بركت.

واهتقعت الحمى فلانا: تركته يوما فعاودته وأثخنته، وكل ما عاودك فقد اهتقعك.

صفحة : 5630

واهتقع لونه، مجهولا، أي: تغير من خوف أو فزع، لا يجيء إلا بصيغة ما لم يسم فاعله.

وتهقع الرجل: تسفه.

ويقال: تهقع فلان علينا، وتترع، وتطيخ بمعنى واحد، أي: تكبر قال رؤبة:

إذا امرؤ ذو سوءة تهقعا
أو قال أقوالا تقود الخنعا

وقيل: تهقع: جاء بأمر قبيح.

ويقال: تهقع القوم وردا: إذا وردوا كلهم.

وقال ابن عباد: تهقع، مجهولا: نكس.

قال: وانهقع، أي: جاع وخمص.

ومما يستدرك عليه: هقع الفرس، كعني: فهو مهقوع، قال الجوهري: ويقال: إن المهقوع لا يسبق أبدا، وأنشد الليث:

إذا عرق المهقوع بالمرء أنغطت     حليلته، وازداد حرا عجانـهـا وأنشده في تركيب نعظ وابتل منها عجانها فلما سمعوا هذا البيت، ولم يروا قائله كرهوا ركوب المهقوع، فأجابه مجيب:

وقد يركب المهقوع من لست مثله

وقد يركب المهقوع زوج حصان وتهقعت الضأن: استحرمت كلها.

وفرس هقع، ككتف: مهقوع، نقله الزمخشري.

وهقعت الناقة، مثل تهقعت، كما في التكملة.

ه-ك-ع
هكع البقر تحت ظل الشجر، كمنع، هكوعا، بالضم: سكن واطمأن من شدة الحر، وكذلك في كناسه إذا اشتد حر النهار.
ويقال: ذهب فلان فما يدرى أين سكع، وأين هكع، أي: أين توجه، وأين أقام، نقله الجوهري.

وهكع البعير: سعل في لغة هذيل، هكعا وهكاعا.

وهكع الليل هكوعا: أرخى سدوله، وليل هاكع، قال بشر بن أبي خازم:

قطعت إلى معروفه منكراتها      بعيهمة تنسل والليل هاكـع وقال أبو سعيد: ليل هاكع، أي: بارك منيخ، فيكون مجازا.

وهكع الرجل بالقوم: نزل بهم بعد ما يمسي، وأنشد الفراء:

وإن هكع الأضياف تحت عشية      مصدقة الشفان كاذبة القطـر وقال أبو سعيد: هكع إلى الأرض، أي: أكب، يقال: رأيت فلانا هاكعا، أي: مكبا.

وقال ابن شميل: هكع عظمه: إذا انكسر بعدما انجبر.

وقال الجوهري: الهكعة، كهمزة: الأحمق، زاد غيره: الذي إذا جلس لم يكد يبرح، يقال: إنه لهكعة نكعة، رواه الأزهري عن الفراء.

وقال الفراء أيضا: الهكعة، كفرحة: الناقة المسترخية من شدة الضبعة، وقد هكعت هكعا، وكذلك الهقعة، بالقاف عن أبي عبيد، وقيل: الهكعة: هي التي لا تستقر في مكان من شدة شهوة الضراب.

وقال ابن دريد: هكع الرجل كفرح هكعا: جزع، وأطرق من حزن أو غضب، وخشع كاهتكع، ونص الجمهرة: الهكع: شبيه بالجزع، يقال: هكع بالكسر هكعا، واهتكع الرجل: خشع.

والهكاع: كغراب: السعال، هذلية، نقله الليث.

وقال الفراء: الهكاع: النوم بعد التعب.

قال: وأيضا: شهوة الجماع، قال: ومنه الهكاعي، أي: الرجل الكثير الشهوة.

واهتكعه عرق سوء، مثل: اهتقعه، نقله الأزهري عن بعض الأعراب، وقد تقدم.

ومما يستدرك عليه: الهكوع، بالضم: جماعة البقر مستظلات تحت الشجر، قال الطرماح يصف منزله:

ترى العين فيها من لدن متع الضحى إلى الليل في الغيضات وهي هكوع

صفحة : 5631

أي ساكنات مطمئنات على الأرض، وقيل: نائمات، والمعنى واحد.

وقال أعرابي: مررت بإراخ هكع في مئرانها، أي: نيام في مأواها.

وهكع هكعا: نام قاعدا.

وهكع، كفرح: أطرق من حزن أو غضب.

والهكعة، بالضم: لغة في الهكعة، كهمزة.

وهكع البعير هكوعا: برك، عن الفراء.

والهكع: بالفتح: السعال، قال أبو كبير الهذلي:

وتبوأ الأبطال بعـد حـزاحـز     هكع النواحز في مناخ الموحف والنواحز: التي بها أيضا سعال من الإبل، أراد أنهم يزفرون كما تزفر الإبل التي بها سعال، كما في شرح الديوان، وقيل: أراد هكوعهم، أي: بروكهم للقتال، كما تهكع النواحز في مباركها، أي: تسكن وتطمئن.

والهكع أيضا: غم الوجع إذا لم يستقر.

وهكع هكوعا: ذهب.

والهكع، بالتحريك: السعال، عن الفراء.

وناقة مهكاع: تكاد يغشى عليها من شدة الضبعة.

ه-ل-ب-ع
الهلابع، كعلابط أهمله الجوهري وقال الليث: هو اللئيم الجسيم الكرزي وأنشد:

وقلت لا آتي زريقا طائعا
عبد بني عائشة الهلابعـا

وذكره بعض بالياء التحتية، كما سيأتي.

وقال غيره: الهلبع والهلابع، كعلبط وعلابط: الحريص، زاد ابن دريد: على الأكل.

وسمي الذئب هلبعا وهلابعا لحرصه، صفة غالبة، قلت: وهذا أشبه أن يكون منحوتا من: هلع وبلعض فالهلع: الحرص، والبلع: الأكل، فتأمل.

ه-ل-م-ع
الهلمع، كعملس، أهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال الصاغاني: هو السريع البكاء، لغة في الهرمع بالراء، يقال: اهرمع، واهلمع، وظاهره أنه رباعي، وإليه ذهب الصرفيون، وعلى رأي الجوهري ومن تبعه: اللام زائدة، وأصل تركيبه ه-م-ع وعلى رأي ابن فارس يكون منحوتا من هلع وهمع فتأمل.

ه-ل-ع
الهلع، محركة: الجزع وقلة الصبر، وقيل: هو أفحش الجزع وأسوؤه.

ويقال: ذئب هلع بلع، كصرد فيهما، فالهلع: الحريص، والبلع: المبتلع، نقله الجوهري قلت: وقد اختصر ذلك فركب وقيل: ذئب هلبع، كعلبط، لحرصه على البلع، كما تقدم ذلك عن ابن دريد، وهذا يقوي من ذهب إلى أن الكلمة منحوتة.

وفي التنزيل قوله تعالى: إن الإنسان خلق هلوعا، واختلف في تفسير الهلوع فقيل: هو من يجزع ويفزع من الشر، وقيل: هو الذي يحرص ويشح على المال، وقال معمر والحسن: هو الشره، أو الضجور، قاله الفراء، قال: وصفته كما قال الله تعالى: إذا مسه الشر جزوعا. وإذا مسه الخير منوعا. فهذه صفته، وقيل: هو الذي لا يصبر على المصائب. وقال ابن بري: قال أبو العباس المبرد: رجل هلوع: إذا كان لا يصبر على خير ولا شر حتى يفعل في كل واحد منهما غير الحق، وأورد الآية.

قال الجوهري: وحكى يعقوب: رجل هلعة، كهمزة، وهو: من يهلع ويجزع ويستجيع سريعا.

وقال ابن عباد: الهولع كجوهر: السريع.

وقال أبو عمرو: الهيلع، كحيدر: الضعيف، كالهيرع.

وقال ابن عباد: الهلواعة، بالكسر: الحريص.

وهو النفور حدة ونشاطا.

نقله الجوهري عن بعضهم.

صفحة : 5632

والهلواعة: السريعة الخفيفة، الحديدة المذعان، شهمة الفؤاد من النوق التي تخاف السوط، كالهلواع، ومنه حديث هشام: إنها لميساع هلواع، وأنشد ثعلب للطرماح:

قد تبطنت بهـلـواعة     عبر أسفار كتوم البغام وقيل: هي التي تضجر فتسرع في السير، وأنشد الباهلي للمسيب بن علس، يصف ناقة، شبهها بالنعامة:

صكاء ذعلبة إذا استدبرتها     حرج إذا استقبلتها هلواع وقال أبو قيس بن الأسلت:

وأقطع الخرق يخاف الردى     فيه على أدماء هـلـواع والهالع: النعام السريع في مضيه، نقله الجوهري قال: والنعامة هالعة.

وقال غيره: نعامة هالع وهالعة: نافرة، وقيل: حديدة، وهن هوالع.

ويقال: ماله هلع ولا هلعة، كإمر وإمرة، أي: ماله جدي ولا عناق، نقله الجوهري وقال اللحياني: الهلع: الجدي، والهلعة: العناق، ففصلها، وقيل: معنى قولهم: ماله هلع ولا هلعة، أي: ماله شيء قليل.

وهلوع: أسرع وقيل: مضى نافرا، وهلوعت الناقة هلوعة: أسرعت ومضت وجدت.

والهلياع بالكسر: سبع صغير، قاله ابن فارس أو هو: ذكر الدلادل كما قاله العزيزي في تكملة العين، أو الصواب بالغين المعجمة كما ذكره الليث. وابن دريد ونبه عليه الصاغاني وسيأتي للمصنف هناك.

ومما يستدرك عليه: الهلع، محركة: الحرص.

والهلوع بالضم: مصدر هلع يهلع كفرح: إذا حرص، فهو هلع ككتف، ومنه قول هشام بن عبد الملك لشبة ابن عقال، حين أراد أن يقبل يده: مهلا يا شبة، فإن العرب لا تفعل هذا إلا هلوعا، وإن العجم لم تفعله إلا خضوعا.

والهلاع، والهلاع، ككتاب: وغراب: الهلوع، وأنشد المبرد:

ولي قلب سقيم ليس يصحو      ونفس ما تفيق من الهلاع ورجل هالع، وهلواع: جزوع حريص.

والهلع، محركة: الحزن، تميمية.

والهلع: الحزين.

وشح هالع: محزن، كقولهم: يوم عاصف، وليل نائم.

وهلع، كفرح: جاع.

والهلع، والهلاع، والهلعان: الجبن عند اللقاء.

والهولع: الجزع، عن ابن الأعرابي.

وقال الأشجعي: رجل هملع وهولع، كعملس فيهما، أي: سريع.

والهلواع: الحريص.

والهلائع، كعلابط: اللئيم، وليس بتصحيف الهلابع، بالباء.

ه-م-ت-ع
الهتمع، بالمثناة من فوق، كعصفر، أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، ومن بعدهم ومن قبلهم، ولا أدري من أين أخذه المصنف وهو جنى التنضب وحينئذ فوزنه فعلل، أو وزنه هفعل، لأنه من متع فالصواب أن يذكر هناك وقوله: ليس بتصحيف الهمقع، بالقاف فيه نظر، فإن القاف شديد الالتباس بالتاء في الخطوط القديمة، والمعنى واحد، فأي وجه للعدول عنه? ولم ينبه أحد من الأئمة عليه، فتأمل.

ه-م-س-ع
الهميسع، كسميدع هكذا هو في النسخ بالسواد، وقال شيخنا: هو في أصول القاموس مكتوب بالحمرة، إيماء إلى أنه من زياداته على الصحاح وليس بصواب، فإن الجوهري ذكره في همع فالصواب كتبه بالسواد، إلا أن يقال: إنه أشار بترجمته مفردا إلى خلافه، وأن السين فيه أصلية، إذ لا دليل له على ادعاء أصالة الياء، فتأمل.

صفحة : 5633

قلت: الصحيح أن هذه الترجمة مكتوبة في الأصول الصحيحة بالسواد، كما نبهنا عليه آنفا، وقول شيخنا: إن الجوهري ذكره في ه-م-ع ليس بصواب، بل هو أفرده بترجمة بعد تركيب ه-م-ع كما في سائر نسخ الصحاح فلا يحتاج إلى هذه التكلفات التي ذكرها شيخنا، فتأمل. قال الجوهري: هو الرجل القوي، زاد غيره: الذي لا يصرع جنبه.

وقال ابن عباد: الهميسع: الطويل من الرجال.

والهميسع: ولد حمير بن سبإ، قال الأزهري: هو جد عدنان ابن أدد، وقال ابن دريد: أحسبه بالسريانية، قال: وقد سمى حمير ابنه هميسعا.

قلت: وقول ابن دريد: أحسبه بالسريانية، حدس وتخمين،لا يليق بمثله أن يقول ذلك، بل هي لغة حميرية، بمعنى القوي من الرجال، وبه سموا، ويمكن أن يكون من هسع الشيء: إذا كسره والميم والياء زائدتان، وقد حققناه في ه-س-ع فراجعه، وقال ابن الكلبي في جمهرة نسب حمير: ولد حمير بن سبإ الهميسع، ومالكا، وزيدا، وعريبا، ووائلا ومسروحا، وعمي كرب، ودوما، وأوسا ومرة، رهط معد يكرب بن النعمان، وهم بحضر موت، انتهى، قلت: وفي المقدمة الفاضلية: فولد حمير بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان مالكا: بطن وعامرا بطن، وعوفا أبطن، وسعدا بطن، ووائلة وهيسعا: قبيلة، وعمرا وفيه البيت والعدد، وأعقب هميسع من ولده: أيمن بن هميسع، وهو جد ذي رعين، وعليه أكثر العلماء والعمل، وكذا التبابعة ينسبون إلى أيمن بن هميسع، وفيه خلاف.

وأبو الهميسع: شاعر من أعراب مدين، ذكره المصنف استطرادا في جحلنجع.

ه-م-ع
همعت عينه، كجعل، ونصر وعلى الثاني اقتصر الجوهري تهمع وتهمع همعا، بالفتح وهموعا بالضم وهمعانا، بالتحريك، وتهماعا، بالفتح: أسالت الدموع كذا في العباب، وفي الصحاح: أي دمعت وفي اللسان: أي سالت دموعها، وكذا الطل على الشجرة إذا سقط ثم سال، يقال: همع.

وسحاب همع، ككتف: ماطر، كما في الصحاح زاد غيره: بنوه على صيغة هطل، قال الطرماح:

تنكر رسمها إلا بقايا     عفا عنها همع هتون ودموع هوامع: سائلات.

والهيمع، كصيقل: شجر، قاله ابن عباد: وسيأتي في الغين أيضا.

وقال الليث: الهيمع: الموت الوحي، وأنشد لأبي سهم الهذلي:

إذا بلغوا مصرهم عوجلوا     من الموت بالهيمع الذاعط كالهيمع، كحذيم، قاله العزيزي، وأنشد البيت بالهيمع الذاعط وكذلك ابن فارس قال: ويقال بالغين أيضا ولم ينشد البيت، قال الصاغاني: وكلاهما تصحيف، والصواب: بالهميغ الميم قبل الياء، وبالغين المعجمة، وهكذا ذكره أبو عبيد، كذا في العباب وفي المحكم: ولا تلتفت للهيمع، بالعين فإنه بالغين، وإن كان قد حكاه قوم بالعين، وبالغين والعين قوم آخرون، وفي التهذيب بعد ما نقل قول الليث وقال أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول: الهميع: الموت، وأنشد قول الهذلي قال: هكذا روي بكسر الهاء، والياء بعد الميم، قال الأزهري: وهو الصواب، قال: والهميع عند البصراء تصحيف. وقال الليث: ذبح هميع: سريع.

صفحة : 5634

وقال ابن عباد: تهمع الرجل، أي: تباكى وقيل:بكى.

وقال أيضا: اهتمع لونه، مجهولا: إذا تغير من خوف أو فزع، وكذلك امتقع قاله، الكسائي وغيره، كما في اللسان.

ومما يستدرك عليه: أهمع الدمع والماء ونحوهما: سال، كتهمع، وأهمع الطل كذلك، قال رؤبة يصف ثورا:

بادر من ليل وطل أهمعا ورواه الجوهري: وطل همعا وقال الصاغاني: طل أهمع: ذي همعان.

وعين همعة: لا تزال تدمع، بنيت على صيغة الداء، كرمدت فهي رمدة، وقال اللحياني: وزعموا أن همعت لغة.

وقال أبو زيد: همع رأسه، فهو مهموع: إذا شجه.

قلت: وسيأتي في الغين، همغ رأسه: إذا شدخه.

والهموع، كصبور: السائل، نقله الجوهري.

ه-م-ق-ع
الهمقع، كزملق، وعلبط، كتبه بالحمرة على أنه مستدرك على الجوهري وليس كذلك بل ذكره في تركيب هقع على أن الميم زائدة، وصوب غيره زيادة هائه، ثم إن الجوهري اقتصر على الضبط الأول، وقال: هو في كتاب سيبويه فالأولى كتبه بالسواد، فتأمل، والضبط الثاني نقل عن ابن دريد، وقال السهيلي في الروض: هو فنعلل، أدغمت النون في الميم، قال: وظاهر قول سيبويه أنه فعلل، وأنه مما لحقته الزيادة والتضعيف، قال: والقول الأول يقويه أن مثله الهندلع، كما تقدم، وحكى الفراء عن أبي شبيب الأعرابي أن الهمقع: الأحمق، وهي بهاء.

وفي الصحاح: الهمقع: ثمر التنضب، وقال كراع: هو التنضب بعينه أو ضرب من ثمر العضاه، قاله ابن دريد، وقال ابن سيده: وهو من العضاه، واحدته همقعة عن ثعلب، حكاه عن أبي الجراح.

قلت: وما حكاه الفراء عن أبي شبيب لا يطابق مذهب سيبويه، لأن الهمقع عنده اسم، وهو على قول أبي شبيب صفة، ولا نظير له إلا رجل زملق، للذي يقضي شهوته قبل أن يفضي إلى المرأة.

ه-م-ل-ع
الهملع، كعملس: رباعي، واللام أصلية، ونقل القولين الشيخ أبو حيان، ووهم الجوهري حيث ذكره في تركيب ه-م-ع كما ذكره الأزهري والخليل وابن فارس وابن دريد وغيرهم، فسقط بذلك قول شيخنا: بلا لا قائل بكونه رباعيا، وأن حروفها كلها أصلية، فتأمل. وهو المتخطرف الخفيف الوطء، الذي يوقع وطأه توقيعا شديدا من خفة وطئه، قاله الليث، وأنشد:

رأيت الهملع ذا اللعوت    ين ليس بآب ولا ضهيد والهملع: الذئب، عن ابن السكيت، وأنشد:

لا تأمريني ببنات أسـفـع
فالشاة لا تمشي مع الهملع

أسفع: فحل من الغنم، وقوله: لا تمشي أي: لا تكثر مع الذئب، وقيل: قوله: تمشي: يكثر نسلها.

وقال اللحياني: الخب الخبيث يقال له: إنه لسملع هملع، وقد ذكر في السين أيضا وقال الجوهري: وربما سمي الذئب هملعا، واللام مشددة وأظنها زائدة.

والهملع: من لا وفاء له، ولا يدوم على إخاء أحد.

والهملع: الجمل السريع، وكذلك الناقة، وعبارة الصحاح: السريع من الإبل، وقال غيره: رجل هملع وهولع، وهو من السرعة، وقيل: الهملع: السير السريع، قال الشاعر: جاوزت أهوالا وتحتي صهيب يعدو برحلي كالفنيق هملع

صفحة : 5635

وقيل: الهملع: السريع الخفيف من كل شيء.

ه-ن-ب-ع
الهنبع، كقنفذ، أهمله الجوهري وقال الليث سمعت عقبة بن رؤبة يقول: الهنبع شبه مقنعة للجواري يلبسنها، قد خيط مقدمها، وقال الأزهري: الهنبع: ما صغر منها، والخنبع: ما اتسع منها حتى يبلغ اليدين ويغطيهما والعرب تقول: ماله هنبع ولا خنبع.

وقال ابن عباد: الهنبعة: مشية دون الهنبلة: كمشية الضبع، أو الظالع.

ه-ن-ع
الهنعة، بالفتح: سمة في منخفض العنق، وبعير مهنوع، كما في الصحاح أي: موسوم بها، وقد هنع.

والهنعة: منكب الجوزاء الأيسر، وهي خمسة أنجم مصطفة ينزلها القمر، كما في الصحاح وهو قول أبي حنيفة، قال: وتقول العرب: إذا طلعت الهنعة أرطب النخل بالحجاز أوقال الزجاج وابن قتيبة في كتابي الأنواء من تصانيفهما، يدخل كلام أحدهما في كلام الآخر: الهنعة كوكبان أبيضان مقترنان، وهي في المجر بين الجوزاء والذراع المقبوضة، وإنمضا سميت هنعة من هنعت الشيء: إذا عطفته، وثنيت بعضه على بعض، وكأن كل واحد منهما منعطف على صاحبه أو ثمانية أنجم في صورة قوس، وتسمى ذراع الأسد، وفي العباب: التي يرمي بها ذراع الأسد: في مقبض القوس نجمان يقال لهما: الهنعة هذا قول أدهم بن عمران العبدي، وهي من أنواء الجوزاء، أو هي كوكبان أبيضان بينهما قيد سوط بأثر الهقعة في المجرة، وهذا قول ابن كناسة، قال إنما ينزل القمر بالتحايي، وهي ثلاث كواكب بحذاء الهنعة، واحدها كذا في النسخ، والأولى واحدتها تحياة بالكسر.

وهنعه، كمنعه، هنعا: عطفه وثنى بعضه على بعض، وبه سميت الهنعة، كما قاله ابن قتيبة وسبق قريبا.

ويقال: هنع له هنعا: خضع، وقوم هنع، كركع: خضع، قال رؤبة:

والجن والإنس إلينـا هـنـع
فامدح ذوي خندف مدحا يرفع

والهنع، محركة: انحناء في القامة، وهو أهنع، أي: منجني الظهر، ومنه الحديث، قال: نعم، رجل طويل فيه هنع، خفيف العارضين.

وفي الصحاح: الهنع: تطامن في عنق البعير وهو أن تنحدر قصرته، ويرتفع رأسه، ويشرف حاركه، وقد هيع، كفرح هنعا.

قال: وظليم أهنع، ونعامة هنعاء، يكون في عنقها التواء حتى يقصر لذلك، كما يفعله الطائر الطويل العنق.

قال: وأكمة هنعاء أي: قصيرة وهي ضد سطعاء.

وقال ابن عباد: الأهنع: المائل في سرجه يمينا وشمالا.

قال: والأهنع أيضا: ابن العربية للموالي.

وقال الجوهري: الهنع، محركة، في العفر من الظباء خاصة، لا الأدم منها لأن في أعناق العفر قصرا.

وقال ابن عباد: استهنع الرجل: إذا انكسر من جواب.

ومما يستدرك عليه: الهنعة محركة: لغة في الهنعة بالفتح،بمعنى السمة، هكذا وجد مضبوطا في نسخ المصنف وأنكره أبو عمر المطرز.

والهناع، كغراب: داء يصيب الإنسان في عنقه.

والأهنع: البعير القابل بعنقه إلى الأرض، وهو عيب.

ه-و-ع
الهوع: سوء الحرص وشدته.

والهوع أيضا: العداوة، ويضم وبهما، روي قول أبي العيال الهذلي:

صفحة : 5636

وارجع منيحتك التي أتبعتها      هوعا وحد مذلق مسنـون أي: ردها فقد جزعت نفسك في أثرها، وأتبعتها عداوة وسنانا.

ورجل هاع: حريص، وقد هاعت نفسه هوعا: ازدادت حرصا.

وهاع يهاع: خف وحزن، هكذا في سائر النسخ، ومثله في العباب، والصواب: خف وجزع وهكذا هو نص أبي سعيد السكري في شرح الديوان.

وهاع القوم بعضهم إلى بعض، أي: هموا بالوثوب، كما في الصحاح.

قال: وهاع: إذا قاء، وقيل: قاء من غير تكلف وإذا تكلف ذلك قيل: تهوع، كما سيأتي للمصنف قريبا.

والاسم: الهوع، بالفتح، والهواع، بالضم والهيعوعة، الأخيرة عن اللحياني والأول والثاني عن ابن دريد وأنشد الليث:

ما هاع عمرو حين أدخل حلقه      يا صاح ريش حمامة بل قاء يهاع ويهوع، وعلى الأخير اقتصر الجوهري وهوعا، هواعا، وهيعوعة.

والمهوع والمهواع، بكسرهما: الصياح في الحرب، قاله ابن عباد.

قال: وهواع، كغراب: اسم ذي القعدة، وأنشد ابن الأعرابي:

وقومي لدى الهيجاء أكرم موقفا      إذا كان يوم من هواع عصيب ج: هواعات بالضم وأهوعة.

وتهوع القيء: إذا تكلفه ومنه حديث علقمة: الصائم إذا ذرعه القيء فليتم صومه، وإذا تهوع فعليه القضاء أي: إذا استقاء وتكلفه.

وهوعته ما أكل أي: قيأته ما أكل.

ومما يستدرك عليه: الهواعة، بالضم: اسم ما خرج من الحلق عند القيء.

ويقال: تهوع: قاء الدم، وبه فسر قول رؤبة يصف ثورا طعن كلابا:

حتى إذا ناهزها تهوعا ويقال في الوعيد لأهوعنه ما أكله،أي: لأستخرجنه من حلقه، وهو مجاز.

ورجل هاع لاع: جزوع، قال ابن جني: تقديره عندنا فعل، مكسور العين.

ه-ي-ع
الهيعة، والهائعة: الصوت تفزع منه وتخافه من عدو، قاله أبو عبيد، وفي الصحاح: الهائعة: الصوت الشديد، والهيعة: كل ما أفزعك من صوت، أو فاحشة تشاع، قال الشاعر، وهو قعنب بن أم صاحب:

إن يسمعوا هيعة طاروا بها فرحا    مني، وما سمعوا من صالح دفنوا ومنه الحديث: الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، كلما سمع هيعة طار إليها وفي حديث ابن عباس: كنت عند عمر رضي الله عنه في رمضان، إذ سمع هائعة، فقال: ما هذا? فقلت: انصرف الناس من الوتر قال أبو عبيد: وأصل هذا من الجزع، يقال: رجل هاع لاع، كل ذلك إتباع، وهائع لائع، وهاع لاع، على القلب، أي: جبان ضعيف جزوع، وامرأة هاعة لاعة، وقال ابن الأعرابي: الهاع: الجزوع، واللاع: الموجع.

وهاع يهيع ويهاع: انبسط وانتشر على وجه الأرض كتهيع.

وهاع الرصاص هيعانا: ذاب، ويقال: رصاص هائع في المذوب.

وقال أبو عبيدة واللحياني: هاع فلان يهاع: إذا تهوع أي: تكلف القيء.

وقال غيرهما: هاعت الإبل إلى الماء تهيع هياعا: إذا أرادته فهي هائعة.

وقالا: هاع يهاع: إذا جاع فجزع وشكا، وكذلك يهيع هيعا، وهيعانا،و هاعا، وهيعة، الأخيرة عن اللحياني.

وهاع يهيع: إذا جبن وفزع، وقيل: استخف عند الجزع، قال الجوهري: وفيه لغة أخرى: يهاع، ومن الأولى قول الطرماح:

إذا جعلت خور الرجال تهيع

صفحة : 5637

هيعا، بالفتح، وهيوعا، بالضم وعليه اقتصر الجوهري وهيعانا محركة، وهاعا، وهيعة، وهيعوعة.

والهاع: سوء الحرص مع ضعف، كالهيعة، قاله الليث، وقد هاع يهاع هيعة، وهاعا، وقال أبو ليلى: هاع يهيع، قال أبو قيس بن الأسلت:

الحزم والقوة خير من ال    إدهان والضعف والهاع ويروى:

الكيس والقوة خير من ال    إشفاق والفهة والهـاع وأبو مصعب مشرح بن هاعان المصري: تابعي.

وأبو سعيد: جعثل بن هاعان الرعيني: محدث، وهو قاضي إفريقية أيام هشام بن عبد الملك، نقله الحافظ.

وهاعان بن الشيطان، وفي بعض النسخ الشطان والأولى الصواب: شريف من بني خيثمة بن ربيعة بن كعب، والشيطان هذا هو ابن أبي ربيعة بن خيثمة المذكور.

وقال ابن عباد: ليل هائع، أي: مظلم.

وريح هياع لياع: ككتاب:أي: سريعة، وقد تقدم له في ل-ي-ع ريح لياع، بالكسر: شديدة، وذكرنا هنالك أن بعضهم قال: أي حارة، وأن أصل اللياع لواع، واوي، وكذا الهياع، فكان الأولى ذكره في ه-و-ع فتأمل ذلك.

وقال أبو عمرو: هعت بالكسر أهاع: ضجرت وكذلك: لعت ألاع.

وطريق مهيع، كمقعد: واسع بين منبسط، وهو مفعل من التهيع، وهو الانبساط، قال الأزهري: ومن قال: مهيع فعيل فقد أخطأ، وقد تقدم في م-ه-ع ومنه الحديث عن علي رضي الله عنه : اتقوا البدع، والزموا المهيع وقال أبو ذؤيب يصف حمارا وأتنه:

فافتنهن من السواء وماؤه     بثر وعانده طريق مهيع قال الليث: ج: مهايع، بلا همز، لأنه مفعل وأنشد:

بالغور يهديها طريق مهيع وأنشد ابن بري:

إن الصنيعة لا تكون صنـيعة     حتى يصاب بها طريق مهيع وفي اللسان: بلد مهيع: واسع، شذ عن القياس فصح، وكان الحكم أن يعتل، لأنه مفعل مما اعتلت عينه.

ومهيعة بزيادة هاء، هكذا قيده غير واحد من الأئمة، وهكذا ضبط في رواية أبي ذر، وضبطه العيني كمعيشة، وصححه وحكى القاضي عياض الوجهين، وتركه المصنف قصورا، وهو اسم الجحفة وقيل: موضع قريب منها، بين الحرمين الشريفين، وهي ميقات الشاميين ومن ورد على طريقهم، كما جاء ذلك في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وبها غدير خم، وهي شديدة الوخم، قال الأصمعي: لم يولد بغدير خم أحد فعاش إلى أن يحتلم، إلا أن تحول عنها.

والمتهيع: الجائر هكذا بالجيم في سائر النسخ، ومثله في نسخ العباب، وهو قول الليث.

وأيضا: المتسرع إلى الشر، كالمنهاع إليه، وكذلك التيع، والمتتيع، والترعان والترع، كذا في نوادر الأعراب.

والتهيع: الانبساط ومنه أخذ المهيع، كما تقدم قريبا.

وانهاع الشراب انهياعا: جرى وانبسط على وجه الأرض، نقله الجوهري.

ومما يستدرك عليه: الهاع: التجرع على الجوع وغيره.

والهيعة، كالحيرة.

وقال ابن بزرج: هعت أهاع هيعا، من الحب والحزن.

وأرض هيعة: واسعة مبسوطة.

والهياع، ككتاب: الانتشار.

وتهيع السراب: انبسط على وجه الأرض.

والهيعة: سيلان الشيء المصبوب على وجه الأرض ومثل الميعة، وماء هائع.

صفحة : 5638

ومهيع كمقعد: اسم الجحفة.

ومهيعة كمعيشة: لغة في مهيعة كمشرعة، نقله العيني وعياض وغيرهم.

ورجل هيع ليع، ككيس فيهما، خفيف جزوع، نقله السكري في شرح الديوان.

والمتهيع: المتحير.