الباب التاسع عشر: باب الغين المعجمة - الفصل الثاني: فصل الباء مع الغين

فصل الباء مع الغين

ب-ب-غ
الببغاء، بفتح فسكون، وقد تشدد الباء الثانية، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو طائر أخضر معروف.

قال: وهو أيضا: لقب أبي الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي الشاعر، لقب للثغة، أي: في لسانه.

ومما يستدرك عليه: ابن الببغ، بموحدتين، الثانية ساكنة: صدقة بن جروان المقرئ، سمع أبا الوقت، وتوفي سنة 616، هكذا ضبطه الحافظ

ب-ث-غ
البثغ بالمثلثة، محركة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، هو: ظهور الدم في الجسد لغة في البثع، بالعين المهملة كما في العباب.

ب-د-غ
بدغ بالعذرة، كفرح بدغا: تلطخ بها، وكذا بدغ بالشر: إذا تلطخ به، نقله الجوهري فهو بدغ، ككتف.

وقال أبو أسامة جنادة بن محمد الأزدي: البدغ بالفتح: كسر الجوز واللوز.

والبدغ، بالكسر: الخارئ في ثيابه، وقد بدغ، ككرم، بداغة، فهو بدغ، مثل: ذمر ذمارة فهو ذمر.

قال ابن فارس: الباء والدال والغين ليست فيه كلمة أصلية، لأن الدال في أحد أصولها مبدلة من طاء، وهو قولهم: بدغ الرجل: إذا تلطخ بالشر، فهو بدغ، وهذا إنما هو في الأصل طاء.

قال: وبقيت كلمتان مشكوك فيهما: إحداهما قولهم: البدغ بالتحريك: التزحف بالاست على الأرض، قلت: وهو قول الليث، وأنشد قول رؤبة:

لولا دبوقاء استه لم يبدغ ويروى: لم يبطغ ودبوقاؤه: ما قذف به من جوفه.

قال ابن فارس: والأخرى قولهم: هم بدغون، بكسر الدال أي: سمان حسنو الأحوال وفي بعض النسخ حسنة الأحوال، قال ابن فارس والله أعلم بصحة ذلك.

قلت: وفي العباب: حسنة الألوان، بدل الأحوال.

والأبدغ: ع قال ابن دريد: أحسبه هكذا، نقله الصاغاني عنه بالدال المهملة وفي المعجم لياقوت بالذال المعجمة، ونسبه إلى ابن دريد، فتأمل.

والبدغ ككتف: لقب قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه، كان يدعى به في الجاهلية لأنه غدر غدرا هكذا ضبطه ابن الأعرابي، وزعمه، قال الصاغاني: وفي نسخ الجمهرة المصححة المقروءة: البدغ بكسر الباء وسكون الدال.

ومما يستدرك عليه: أبدغ زيد عمرا، وأبطغه: إذا أعانه على حمله لينهض به.

والبدغ بالكسر: من به أبنة، قيل: وبه لقب قيس المذكور، وفيه يقول متمم بن نويرة:

ترى ابن زبير خلف قيس كأنـه     حمار ودى خلف است آخر قائم والبدغ، بالكسر: التار السمين، قاله ابن بري.

ب-ذ-غ
بذغ، بالذال المعجمة نقل ياقوت عن ابن دريد: أحسب أن الأبذغ موضع وذكره المصنف في بدغ تقليدا للصاغاني.

ب-ر-ز-غ

صفحة : 5645

البرزغ، كقنفذ: نشاط الشباب، نقله الليث وأنشد لرؤبة:

هيهات ريعان الشباب البرزغ قال الصاغاني وابن بري: والرواية:

بعد أفانين الشباب البرزغ وقال غيره: البرزغ: الشاب الممتلئ التام التار كالبرزوغ، كعصفور، وقرطاس وأنشد أبو عبيدة لرجل من بني سعد جاهلي:

حسبك بعض القول لا تمدهي

غرك برزاغ الشباب المزدهي قوله: لا تمدهي يريد: لا تمدحي كذا في الصحاح.

ب-ر-غ
البرغ، بالفتح، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: هو اللعاب، لغة في المرغ.

وقال ابن الأعرابي: برغ الرجل، كفرح: إذا تنعم، كأنه مقلوب ربغ قاله الأزهري.

ب-ز-غ
بزغت الشمس، بزغا، وبزوغا: بدا منها طلوع، أو شرقت، وكذلك القمر، قال الله تعالى: فلما رأى القمر بازغا.

أو البزوغ: ابتداء الطلوع، وهذا هو الأصل، نقله الزجاج.

ومنه: بزغ ناب البعير أي: طلع ومنه أخذ بزوغ الشمس والقمر، وهو طلوعه منتشر الضوء، كما حققه الراغب، وفي الأساس: بزغ الناب: إذا شق اللحم فخرج، ومنه: بزغت الشمس والقمر ونجوم بوازغ، كأنها تشق بنورها الظلمة شقا.

وبزغ الحاجم والبيطار الدابة بزغا: شرط وشق أشعرها بمبزغه.

والمبزغ كمنبر: المشرط قال الأخطل:

يساقطها تتـرى بـكـل خـمـيلة    كبزغ البيطر الثقف رهص الكوادن ونسبه الجوهري للأعشى، وليس له، وقيل: هو للطرماح، كما في التكملة.

وقال ابن دريد: بزيغ، كأمير: فرس معروف.

وبزيغ بن خالد: صالح قتل في فتنة الأشعث، كذا في النسخ والصواب ابن الأشعث كما هو نص الحافظ في التبصير، وقال روى عنه مغيرة.

وبيزغ كحيدر: ة، بالعراق من أعمال دير عاقول، بينه وبين جبل.

وابتزغ الربيع: جاء أوله.

ومما يستدرك عليه: بزغ البيطار الدابة تبزيغا: كبزغ، نقله الزمخشري.

وقال أبو عدنان: التبزيغ والتغريب واحد، وهو الوخز الخفي الذي لا يبلغ العصب.

وبزغ دمه: أساله.

وقال الفراء: يقال للبرك: مبزغة وميزغة.

وبازوغاء: قرية ببغداد.

ب-س-ت-غ
بستيغ، بالفتح وسكون السين المهملة وكسر المثناة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني وابن السمعاني: هي: ة، بنيسابور، منها المحدثان: أبو سعد شبيب، وأخوه علي ابنا أحمد بن محمد بن خشنام البستيغان، ووقع في كتب الأنساب في اسم جدهما هشام، وهو تصحيف من النساخ، روى شبيب عن أبي نعيم الإسفرايييني، وأخوه علي عن ابن محمش الزيادي، قال الحافظ: وذكر ابن السمعاني: أن أحمد المذكور كان كراميا، والله أعلم.

ب-ش-غ
البشغ بالشين المعجمة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: هو المطر الضعيف كالبغش.

ويقال: بشغت الأرض، بالضم أي: بغشت، فهي مبشوغة ومبغوشة.

وأصابتنا بشغة من المطر، وبغشة منه، بمعنى.

وأبشغ الله الأرض وأبغشها بمعنى.

ب-ط-غ
بطغ بالعذرة، كبدغ، زنة ومعنى نقله الجوهري وهو قول ابن السكيت وأبي عبيد، وروي قول رؤبة:

لولا دبوقاء استه لم يبطغ ومما يستدرك عليه:

صفحة : 5646

بطغ بالأرض، كفرح: إذا تمسح بها، كما في الصحاح زاد غيره: وتزحف.

وقال ابن الأعرابي: أبطغ زيد عمرا: أعانه على حمله لينهض به، وكذلك أزقنه، وأبدغه.

ب-غ-غ
البغبغ، كقنفذ: البئر القريبة الرشاء، عن ابن الأعرابي.

ويقال: البغيبغ لمصغره عنه أيضا قال الشاعر:

يا رب ماء لك بالأجـبـال
أجبال سلمى الشمخ الطوال
بغيبغ ينزع بـالـعـقـال
طام عليه ورق الـهـدال

يعني أنه ينزع بالعقال لقصر الماء، لأن العقال قصير، وقال أبو محمد الحذلمي:

فصبحت بغيبـغـا تـعـاديه
ذا عرمض يخضر كف عافيه

وأنشد ابن دريد:

قد وردت بغيبغا لا تنزف
كأن من أثباج بحر تغرف

والبغيبغ: تيس الظباء السمين، عن ابن الأعرابي.

والبغيبغة بهاء: ضيعة بالمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، كانت لآل جعفر ذي الجناحين رضي الله عنه، قاله الخليل.

وعين غزيرة الماء، كثيرة النخل، لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نقله الليث والأزهري.

ويقال: عدا طلقا بغيبغا: إذا كان لا يبعد فيه، عن ابن الأعرابي.

وقال أبو عمرو: بغ الدم، إذا هاج.

وقال أبو عمر الزاهد: البغ، بالضم: الجمل الصغير، وهي بهاء.

وقال الليث: البغبغة: حكاية ضرب من الهدير وفي اللسان: حكاية بعض الهدير.

وقال ابن عباد: البغبغة: الغطيط في النوم.

قال: والبغبغة أيضا: الدوس والوطء، يقال: بغبغهم الجيش، أي: داسهم ووطئهم.

قال: والمبغبغ: المخلط.

وقال ابن بري: المبغبغ: السريع العجل.

وقرب مبغبغ على صيغة المفعول، وتكسر الباء الثانية، أي: قريب عن أبي حاتم، وأنشد لرؤبة يصف حمارا:

يشتق بعد القرب المبغبغ أي: يبغبغ ساعة ثم يشتق أخرى.

مما يستدرك عليه: البغباغ، بالفتح: حكاية بعض الهدير، قال رؤبة:

برجس بغباغ الهدير البهبه وقال الصاغاني: الرواية بخباخ الهدير بالخاء لا غير.

ومشرب بغيبغ: كثير الماء.

والبغبغة: شرب الماء.

ب-ل-غ
بلغ المكان، بلوغا، بالضم: وصل إليه وانتهى، ومنه قوله تعالى: لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس.

أو بلغه: شارف عليه، ومنه قوله تعالى: فإذا بلغن أجلهن.

أي قاربنه: وقال أبو القاسم في المفردات: البلوغ والإبلاغ: الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى، مكانا كان، أو زمانا، أو أمرا من الأمور المقدرة. وربما يعبر به عن المشارفة عليه، وإن لم ينته إليه، فمن الانتهاء: حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة، وما هم ببالغيه، فلما بلغ معه السعي، ولعلي أبلغ الأسباب، وأيمان علينا بالغة، أي منتهية في التوكيد، وأما قوله: فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف، فللمشارفة فإنها إذا أنتهت إلى أقصى الأجل لا يصح للزوج مراجعتها وإمساكها.

وبلغ الغلام: أدرك، وبلغ في الجودة مبلغا، كما في العباب، وفي المحكم: أي احتلم، كأنه بلغ وقت الكتاب عليه والتكليف، وكذلك: بلغت الجارية، وفي التهذيب: بلغ الصبي والجارية: إذا أدركا وهما بالغان.

صفحة : 5647

وثناء أبلغ: مبالغ فيه قال رؤبة يمدح المسبح بن الحواري بن زياد بن عمرو العتكي:

بل قل لعبد الله بلغ وابلغ
مسبحا حسن الثناء الأبلغ

وشيء بالغ، أي: جيد، وقد بلغ في الجودة مبلغا.

وقال الشافعي رحمه الله في كتاب النكاح: جارية بالغ، بغير هاء، هكذا روى الأزهري عن عبد الملك عن الربيع، عنه، قال الأزهري: والشافعي فصيح حجة في اللغة، قال: وسمعت فصحاء العرب يقولون: جارية بالغ، وهكذا قولهم: امرأة عاشق، ولحية ناصل، قال: ولو قال قائل: جارية بالغة لم يكن خطأ، لأنه الأصل، أي: مدركة وقد بلغت.

ويقال: بلغ الرجل، كعني: جهد وأنشد أبو عبيد:

إن الضباب خضعت رقابها
للسيف لما بلغت أحسابها

أي: مجهودها، وأحسابها: شجاعتها وقوتها ومناقبها.

والتبلغة: حبل يوصل به الرشاء إلى الكرب، ومنه قولهم: وصل رشاءه بتبلغة، قال الزمخشري: وهو حبل يوصل به حتى يبلغ الماء.

ج: تبالغ يقال: لا بد لأرشيتكم من تبالغ.

وقال الفراء: يقال: أحمق بلغ، بالفتح، ويكسر، وبلغة، بالفتح، أي: هو مع حماقته يبلغ ما يريد، أو المراد: نهاية في الحمق، بالغ فيه.

قال: ويقال: اللهم سمع لا بلغ، وسمعا لا بلغا، ويكسران أي: نسمع به ولا يتم، كما في العباب، وفي اللسان: ولا يبلغنا، يقال ذلك إذا سمعوا أمرا منكرا، أو يقوله من سمع خبرا لا يعجبه، قاله الكسائي، أو للخبر يبلغ واحدهم ولا يحققونه.

وأمر الله بلغ بالفتح أي: بالغ نافذ، يبلغ أين أريد به، قال الحارث بن حلزة:

فهداهم بالأسودين وأمر ال     له بلغ تشقى به الأشقياء وهو من قوله تعالى: إن الله بالغ أمره.

وجيش بلغ كذلك، أي: بالغ.

وقال الفراء: رجل بلغ ملغ، بكسرهما: إتباع، أي خبيث متناه في الخباثة.

والبلغ بالفتح، ويكسر، والبلغ كعنب، والبلاغي مثل: سكارى وحبارى ومثل الثانية: أمر برح، أي: مبرح، ولحم زيم، ومكان سوى، ودين قيم، وهو: البليغ الفصيح الذي يبلغ بعبارته كنه ضميره، ونهاية مراده، وجمع البليغ: بلغاء، وقد بلغ الرجل ككرم بلاغة، قال شيخنا: وأغفله المصنف تقصيرا، أي: ذكر المصدر والمعنى: صار بليغا.

قلت: والبلاغة على وجهين: أحدهما: أن يكون بذاته بليغا، وذلك بأن يجمع ثلاثة أوصاف: صوابا في موضوع لغته، وطبقا للمعنى المقصود به، وصدقا في نفسه، ومتى اخترم وصف من ذلك كان ناقصا في البلاغة.

والثاني: أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له، وهو أن يقصد القائل به أمرا ما، فيوده على وجه حقيق أن يقبله المقول له.

وقوله تعالى: وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا، يحتمل المعنيين، وقول من قال: معناه: قل لهم إن أظهرتم ما في أنفسكم قتلتم، وقول من قال: خوفهم بمكاره تنزل بهم، فإشارة إلى بعض ما يقتضيه عموم اللفظ، قاله الراغب.

وقرأت في معجم الذهبي، في ترجمة صحار بن عياش العبدي رضي الله عنه سأله معاوية عن البلاغة، فقال: لا تخسئ ولا تبطئ.

صفحة : 5648

والبلاغ كسحاب: الكفاية، وهو: ما يتبلغ به ويتوصل إلى الشيء المطلوب، ومنه قوله تعالى: إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين، أي: كفاية، وكذا قول الراجز:

تزج من دنياك بالبلاغ
وباكر المعدة بالدباغ
بكسرة جيدة المضاغ
بالملح أو ما خف من صباغ

والبلاغ: الاسم من الإبلاغ والتبليغ، وهما: الإيصال، يقال: أبلغه الخبر إبلاغا، وبلغه تبليغا، والثاني أكثر، قاله الراغب، وقول أبي قيس بن الأسلت الأنصاري.

قالت ولم تقصد لقيل الخنا     مهلا لقد أبلغت أسماعي هو من ذلك، أي: قد انتهيت فيه، وأوصلت، وأنعمت.

وقوله تعالى: هذا بلاغ للناس، أي: هذا القرآن ذو بلاغ، أي: بيان كاف.

وقوله تعالى: فهل على الرسل إلا البلاغ المبين، أي: الإبلاغ وفي الحديث: كل رافعة رفعت علينا، كذا في العباب، وفي اللسان: عنا من البلاغ فقد حرمتها أن تعضد، أو تخبط، إلا لعصفور قتب، أو مسد محالة، أو عصا حديدة، يعني المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ويروى بفتح الباء وكسرها، فإن كان بالفتح فله وجهان، أحدهما: أي ما بلغ من القرآن والسنن، أو المعنى: من ذوي البلاغ، أي: الذين بلغونا، أي: من ذوي التبليغ وقد أقام الاسم مقام المصدر الحقيقي، كما تقول: أعطيت عطاء، كذا في التهذيب والعباب، ويروى بالكسر، قال الهروي: أي: من المبالغين في التبليغ، من بالغ يبالغ مبالغة وبلاغا، بالكسر: إذا اجتهد في الأمر ولم يقصر، والمعنى كل جماعة أو نفس تبلغ عنا وتذيع ما نقوله، فلتبلغ ولتحك، قلت: وقد ذكر هذا الحديث في ر-ف-ع ويروى أيضا: من البلاغ مثال الحداث، بمعنى المحدثين، وقد أسبقنا الإشارة إليه، وكان على المصنف أن يورده هنا، لتكمل له الإحاطة.

والبالغاء: الأكارع بلغة أهل المدينة المشرفة، قال أبو عبيد: معرب بايها، أي: أن الكلمة فارسية عربت، فإن باي بالفتح وإسكان الياء: الرجل، وها: علامة الجمع عندهم، ومعناه: الأرجل ثم أطلق على أكارع الشاة ونحوها، ويسمونها أيضا: باجها، وهذا هو المشهور عندهم، وهذا التعريب غريب، فتأمل.

والبلاغات: مثل الوشايات.

والبلغة: بالضم: الكفاية وما يتبلغ به من العيش، زاد الأزهري: ولا فضل فيه، تقول: في هذا بلاغ، وبلغة، أي: كفاية.

والبلغين بكسر أوله وفتح ثانيه وكسر الغين في قول عائشة رضي الله تعالى عنها لعلي رضي الله عنه حين ظفر بها لقد بلغت منا البلغين هكذا روي، ويضم أوله أي: مع فتح اللام، ومعناه الداهية وهو مثل أرادت: بلغت منا كل مبلغ، وقيل: معناه أن الحرب قد جهدتها، وبلغت منها

صفحة : 5649

كل مبلغ، وقال أبو عبيد: هو مثل قولهم: لقيت منا البرحين والأقورين وكل هذا من الدواهي، قال ابن الأثير: والأصل فيه كأنه قيل: خطب بلغ، أي: بليغ، وأمر برح، أي: مبرح، ثم جمعا على السلامة إيذانا بأن الخطوب في شدة نكايتها بمنزلة العقلاء الذين لهم قصد وتعمد، وقد نقل في إعرابها طريقان، أحدهما: أن يجرى إعرابه على النون، والياء يقر بحاله، أو تفتح النون أبدا، ويعرب ما قبله، فيقال: هذه البلغون، ولقيت البلغين، وأعوذ بالله من البلغين، كما في العباب.

وبلغ الفارس تبليغا: مد يده بعنان فرسه، ليزيد في جريه، وفي الأساس: في عدوه.

وتبلغ بكذا: اكتفى به، ووصل مراده، قال:

تبلغ بأخـلاق الـثـياب جـديدهـا    وبالقضم حتى يدرك الخضم بالقضم ويقال: هذا تبلغ، أي: بلغة.

وتبلغ المنزل: إذا تكلف إليه البلوغ حتى بلغ، ومنه قول قيس بن ذريح:

شققت القلب ثم ذررت فيه       هواك فليم فالتأم الفطور
تبلغ حيث لم يبلغ شـراب و    لا حزن ولم يبلغ سرور

أي: تكلف البلوغ حتى بلغ.

وتبلغت به العلة، أي: اشتدت، نقله الجوهري والزمخشري، والصاغاني.

وبالغ في أمري مبالغة، وبلاغا: اجتهد ولم يقصر، وهذا قد تقدم بعينه، فهو تكرار.

ومما يستدرك عليه: البلاغ: الوصول إلى الشيء.

وبلغ فلان مبلغته كمبلغه.

وبلغ النبت: انتهى.

وتبالغ الدباغ في الجلد: انتهى فيه، عن أبي حنيفة.

وبلغت النخلة وغيرها من الشجر: حان إدراك ثمرها، عنه أيضا.

وفي التنزيل: بلغني الكبر وامرأتي عاقر وفي موضع: وقد بلغت من الكبر عتيا، قال الراغب: وذلك مثل: أدركني الجهد، وأدركت الجهد، ولا يصح بلغني المكان، وأدركني.

والمبالغ: جمع المبلغ، يقال: بلغ في العلم المبالغ.

والمبلغ، كمقعد: النقد من الدراهم والدنانير، مولدة.

وبلغ الله به، فهو مبلوغ به.

وأبلغت إليه: فعلت به ما بلغ به الأذى والمكروه البليغ.

وتبالغ فيه الهم والمرض: تناهى.

وتبالغ في كلامه: تعاطى البلاغة، أي الفصاحة وليس من أهلها، يقال: ما هو ببليغ ولكن يتبالغ.

وقوله تعالى: أم لكم أيمان علينا بالغة قال ثعلب: معناه موجبة أبدا، قد حلفنا لكم أن نفي بها، وقال مرة: أي قد انتهت إلى غايتها، وقيل: يمين بالغة، أي: مؤكدة.

والمبالغة: أن تبلغ في الأمر جهدك.

والبلغن، بكسر ففتح: البلاغة، عن السيرافي، ومثل به سيبويه.

والبلغن أيضا: النمام عن كراع.

وقيل: هو الذي يبلغ للناس بعضهم حديث بعض.

وبلغ به البلغين، بكسر الباء وفتح اللام، وتخفيفها، عن ابن الأعرابي: إذا استقصى في شتمه وأذاه.

والبلاغ، كرمان: الحداث.

وفي نوادر الأعراب، لابن الأعرابي: بلغ الشيب في رأسه تبليغا: ظهر أول ما يظهر، وكذلك بلع بالعين المهملة، وزعم البصريون أن الغين المعجمة تصحيف من ابن الأعرابي، ونقل أبو بكر عن ثعلب: بلغ، بالغين معجمة، سماعا، وهو حاضر في مجلسه.

صفحة : 5650

والتبلغة: سير يدرج على السية حيث انتهى طرف الوتر ثلاث مرار، أو أربعا، لكي يثبت الوتر، حكاه أبو حنيفة، وجعله اسما، كالتودية، والتنهية.

والبلغة، بالضم: مداس الرجل، مصرية مولدة.

وحمقاء بلغة، بالكسر: تأنيث قولهم: أحمق بلغ.

وأبو البلاغ جبريل، كسحاب: محدث ذكره ابن نقطة.

وسموا بالغا.

ب-و-غ
البوغاء: التراب عامة، وقيل: الهابي في الهواء، قاله الليث، وقيل: الناعم الذي يطير من دقته إذا مس.

وقال أبو عبيد: هي التربة الرخوة التي كأنها ذريرة، نقله الجوهري ومنه حديث سطيح:

تلفه في الريح بوغاء الدمن قال ابن الأثير: وهذا اللفظ كأنه من المقلوب، وتقديره: تلفه الريح في بوغاء الدمن ويشهد له الرواية الأخرى:

تلفه الريح ببوغاء الدمن ومنه الحديث في أرض المدينة: إنما هي سباخ وبوغاء وأنشد ابن بري لذي الرمة:

تسح بها بوغاء قف وتارة      تسن عليها ترب آملة عفر وقال آخر:

لعمرك لولا هاشم ما تعفرت     ببغدان في بوغائها القدمان وقال الليث: البوغاء: طاشة الناس وحمقاهم وسفلتهم.

وقال ابن عباد: البوغاء بين القوم: الاختلاط.

قال: والبوغاء من الطيب: رائحته.

وبوغ، كهود: ة، بترمذ، ومنها الإمام أبو عيسى الترمذي صاحب السنن، وغيره.

وباغ: ة، بمرو معناه: البستان، فارسية، بينها وبين مرو فرسخان منها إسماعيل الباغي يروي عن الفضل بن موسى، وغيره، نقله ياقوت.

وباغة: د، بالمغرب بالأندلس، من كورة إلبيرة، بين الغرب والقبلة منها، وبينها وبين قرطبة خمسون ميلا، منها: عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمن، قاضي الجماعة بقرطبة، قال ابن بشكوال: أصله من باغة، استقصاه الخليفة هشام بن الحكم في دولته الثانية سنة 402 وكان من أفاضل الرجال.

وقال الفراء: يقال: إنك لعالم ولا تباغ بالرفع، وقد سقطت الواو من بعض النسخ، والصواب إثباتها، ولا تباغان، ولا تباغون، أي: لا يقرن بك ما يغلبك هنا ذكره الصاغاني وأورده بعضهم في المعتل، وتبعه الزمخشري، وقال: معناه أي: لا تصيبك عين تباغيك بسوء، قال: ويقال إنه مأخوذ من تبيغ الدم، أي لا تتبيغ بك عين فتؤذيك، وذكره صاحب اللسان في ب-ي-غ.

قلت في المعتل: يقال: أباغ فلان على فلان: إذا بغى، وفلان ما يباغ عليه، ويقال: إنه لكريم ولا يباغ، وأنشدوا:

إما تكرم إن أصبت كريمة      فلقد أراك ولا تباغ لئيمـا وتبوغ الدم به: هاج فقتله، كتبيغ.

وتبوغ فلان بصاحبه: غلب، ونص الصحاح وحكى ابن السكيت عن الفراء: تبوغ الرجل بصاحبه فغلبه، وتبوغ الدم بصاحبه فقتله.

ومما يستدرك عليه: البوغ: الذي يكون في أجواف الفقعة.

وحكى بعض الأعراب: من هذا المبوغ عليه? ومن هذا المبيغ عليه? معناه: لا يحسد.

وتبوغ الشر وتبوق: إذا اتسع.

وباغون، بضم الغين: بلدة من أعمال بوشنج، من نواحي هراة، جاء ذكرها في الفتوح، فتحها المسلمون في سنة 31 عنوة.

ب-ه-غ

صفحة : 5651

البهوغ، بالضم أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: هو النوم، كالهبوغ يقال: هابغ باهغ، كرر للمبالغة.

ب-ي-غ
البيغ: ثوران الدم، نقله ابن عباد، وخصه بعضهم في الشفة.

وباغ يبيغ: هلك، عن ابن عباد، وفي اللسان: تاغ، بالمثناة الفوقية، كما سيأتي.

والبياغ كشداد ابن قيس بن عبد الملك بن مخزوم التغلبي: فارس، أدرك زمن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ذكره الأمير في الإكمال.

وبيغت به. انقطعت به، وبيغ مجهولا.

وتبيغ عليه الأمر: اختلط عن ابن عباد.

وتبيغ به الدم: هاج به وغلب، وذلك حين تظهر حمرته في البدن، وقال شمر: تبيغ به الدم: أن يغلبه حتى يقهره، وقال بعض العرب: تبيغ به الدم، أي: تردد فيه الدم، وقيل: هو توقد الدم وقيل: هو توقد الدم حتى يظهر في العروق، وقيل: هو مقلوب من البغي، أي: تبغى مثل: جبذ وجذب، وما أطيبه وما أيطبه، وقال ابن الأعرابي: تبيغ وتبوغ بالواو والياء، وأصله من البوغاء، وهو التراب إذا ثار، وفي الحديث: عليكم بالحجامة، لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله.

وقال ابن عباد: تبيغ اللبن: إذا كثر.

وبيغو بالكسر وضم الغين: ة، بالمغرب بين غرناطة وقرطبة، منها شيخ القاضي عياض، سليمان والضياء علي بن محمد بن يوسف الخزرجي الغرناطي الشاعر، الزاهد المعمر، أدركه البرزالي، ولد ببيغو البيغيان نقله الحافظ.

ومما يستدرك عليه: تبيغ به النوم: إذا غلبه، قاله أبو زيد، وكذا تبيغ به المرض: إذا غلبه.

وتبيغ الماء، إذا تردد، فتحير في مجراه مرة كذا ومرة كذا.

وقال شمر: أقرأني ابن الأعرابي قول رؤبة:

فاعلم، وليس الرأي بالتبيغ
بأن أقوال العنيف المفشغ
خلط كخلط الكذب الممغمغ

وفسر التبيغ من كل وجه كتبيغ الداء إذا أخذ في جسده كله، واشتد، وقوله أنشده ثعلب:

وتعلم نزيغات الهوى أن ودها     تبيغ مني كل عظم ومفصل لم يفسره، وهو يحتمل أن يكون في معنى ركب، فينتصب انتصاب المفعول، ويجوز أن يكون في معنى هاج وثار، فيكون التقدير على هذا: ثار مني على كل عظم ومفصل فحذف على وعدى الفعل بعد حذف الحرف.

وحكى بعض الأعراب: من هذا المبيغ عليه? معناه: لا يحسد.

وبيغو بالكسر: عدة قرى بالأندلس غير التي ذكرها المصنف منها: بيغو أبي الهيثم، وبيغو الحجر وبيغو أمتيشة ومن إحداها أبو محمد يعيش بن محمد بن سعيد الأنصاري البيغي، كتب عنه السلفي.