الباب التاسع عشر: باب الغين المعجمة - الفصل السادس: فصل الدال مع الغين

فصل الدال مع الغين

د-ب-غ
دبغ الإهاب، كنصر، ومنع، كلاهما عن الكسائي وضرب، وهذه عن اللحياني دبغا، ودباغا، ودباغة، بكسرهما، فاندبغ، وفي الحديث دباغها طهورها.

والدباغ أيضا والدبغ والدبغة، مكسورات: اسم ما يدبغ به، أي يصلح ويلين به من قرظ ونحوه، يقال: الجلد في الدباغ.
والدباغة ككتابة: حرفة الدباغ.

وقال ابن دريد: مسك دبيغ، أي: مدبوغ، والدباغ: فعال من ذلك.

والمدبغة كمرحلة: موضعه، وتضم باؤه، عن الأزهري.

وقال الأزهري أيضا: المدبغة والمنيئة: الجلود التي جعلت في الدباغ، هكذا نص الصاغاني ونص الأزهري: التي ابتدئ بها في الدباغ، قال الصاغاني: كأنه جعلها جمعا، كالمشيخة والمسيفة، للمشايخ، والسيوف.

ودابغ: اسم رجل، م معروف، زاد في التكملة: من ربيعة وله حديث أنشد ابن دريد:

وإن امرأ يهجو الكرام ولم ينل     من الثأر إلا دابغـا لـلـئيم والدبوغ، كصبور: المطر الذي يدبغ الأرض بمائه، عن ابن دريد، وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: الدباغة، بالكسر: اسم ما يدبغ به، عن أبي حنيفة.

والدبغة، بالفتح: المرة الواحدة.

ومن المجاز: هذا كلام غير مدبوغ: إذا لم يرو فيه.

وفي المثل: جلد الخنزير لا يندبغ يقال: لمن لا ينفع فيه النصح.

وهذا البلد مدبغة الرجال، كل ذلك مجاز.

وأدم مدبغة، كمعظمة.

والدباغي: لقب الشريف عيسى بن إدريس الحسني، المقبور بجبل تادلة، وهو جد الدباغين، كانوا بالجزيرة، ثم انتقلوا إلى سلا في ثامن المائة، كذا في مرآة المحاسن للفاسي.

وشيخنا أبو الإقبال الحسن بن علي المنطاوي الشافعي عرف بالمدابغي، لسكناه بحارة المدابغ بمصر، أحد المعمرين المشهورين بعلو السند، توفي سنة 1177

د-غ-غ
دغدغه بكلمة، دغدغة: طعن عليه، نقله الأصمعي وهو مجاز، وفي الأساس: طعنه بها في عرضه، وقال رؤبة:

واحذر أقاويل العداة النزع
علي إني لست بالمدغـدغ

وقال أيضا:
والعبد عبد الخلق المدغدغ
كالفقع إن يهمز بوطء يثلغ

والدغدغة: مثل الزغزغة في معانيها، وبه يروى أيضا قول رؤبة في رواية: لست بالمزغزغ.

والدغدغة: حركة وانفعال في نحو الإبط والبضع والأخمص، ومنه دغدغة الثدي وقد لا يكون لبعض الناس، وقد دغدغه، قال ابن دريد: الدغدغة مستعملة، وأحسبها عربية.

وقال الأصمعي: يقال للمغموز في حسبه أو نسبه: مدغدغ مبنيا للمفعول، قال رؤبة:

..... وعرضي ليس بالمدغدغ أي: لا يطعن في حسبي.
د-ف-غ

صفحة : 5655

الفغ، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: هو تبن الذرة وحطامها، ونسافتها وأنشد لرجل من أهل اليمن يخاطب أمه، وفي اللسان هو للحرمازي:

دونك بوغاء رياغ الرفغ
فأصفغيه فاك أي صفع
ذلك خير من حطام الدفغ
وأن ترى كفك ذات نفغ
تشفينها بالنفث أو بالمرغ

وأنشد في اللسان: رياغ الدفغ بالدال، وظن أنه محل الشاهد، وليس كذلك، بل شاهده في الشطر الثالث، فتأمل، وأورده أيضا في ر-ف-غ مع ذكر قول الحرمازي.

د-م-ر-غ
الدمرغ، كعلبط، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: هو الرجل الشديد الحمرة، هكذا ضبطه الصاغاني وفي اللسان بتشديد الميم.

وأبيض دمرغي، كقبيطي: يقق، نقله ابن عباد هكذا، وقال ابن سيده: أرى اللحياني قال: أبيض دمرغ، أي: شديد البياض، وقد شك فيهش الطوسي.

د-م-غ
الدماغ، ككتاب: مخ الرأس، أو حشوه، أو هو أم الهام، أو أم الرأس، أو أم الدماغ: جليدة رقيقة وفي بعض النسخ: دقيقة بالدال، كخريطة هو فيها، أي: مشتملة عليه، ج: أدمغة ودمغ، بضمتين، ككتاب وكتب.

ودمغه، كمنعه، ونصره كلاهما عن ابن دريد: شجه حتى بلغت الشجة الدماغ.

ودمغض فلانا يدمغه دمغا: ضرب دماغه،و كسر صاقورته، فهو دميغ، ومدموغ والجمع دمغى، عن أبي زيد، وفي حديث علي رضي الله عنه: رأيت عينيه عيني دميغ يقال: رجل دميغ، ومدموغ: خرج دماغه.

ودمغت الشمس فلانا: آلمت دماغه، عن ابن دريد.

والدامغة: شجة تبلغ الدماغ، وتنتهي إليه، فتهشمه حتى لا تبقي شيئا. وهي آخرة الشجاج وهي عشرة مرتبة: قاشرة، حارصة، وتسمى الحرصة أيضا وكون أن الحارصة والحرصة اسمان للقاشرة، هو مقتضى الصحاح وغيره، وظنها بعضهم غير القاشرة، فجعلها إحدى عشرة، واعترض على المصنف فتأمل، ثم باضعة، ثم دامية، ثم متلاحمة، ثم سمحاق، ثم موضحة، ثم هاشمة، ثم منقلة، ثم آمة، كذا بصيغة اسم الفاعل، ووقع في كتب الفقه والحديث المأمومة ثم دامغة، وزاد أبو عبيد قبل دامية: دامعة، بالمهملة، هكذا هو في أصول الصحاح وقد وجد في بعضها قبل دامية، وكأنه تصحيح.

قلت: ونص أبي عبيد: الدامية هي التي تدمي من غير أن يسيل منها الدم، فإذا سال منها دم فهي الدامعة، فهذا صريح في أن الدامعة بعد الدامية، والحق مع الجوهري ولا وهم فيه، مع أنه سبق له مثل ذلك في د-م-ع حيث قال: والدامعة من الشجاج: بعد الدامية، فهو مطابق لما قاله الجوهري هنا فتأمل ذلك.

قال شيخنا: ثم إنه جعل الشجاج عشرة، وعدها إحدى عشرة، إلا أن يقال: إن حارصة اسم القاشرة، مع بعده من كلامه، وبزيادة الدامعة تصير اثنتي عشرة وعد الجوهري كالمصنف منها في ف-ر-ش المفرشة، فتصير ثلاثة عشر، فتدبر انتهى.

صفحة : 5656

قلت: وسيأتي من الشجاج: الجائفة، وهي: التي تصل إلى الجوف، والحالقة: التي تقشر الجلد من اللحم وسبق أيضا الملطاء والملطاءة، والواضحة وهي الموضحة، فيكون الجميع خمسة عشر، فتأمل: ومنهم من زاد البازلة، وهي المتلاحمة، لأنها تبزل اللحم، أي تشقه، والمنقوشة التي تنقش منها العظام أي: تخرج فتكون ستة عشر.

والدامغة: طلعة تخرج من شظيات القلب، بضم القاف، أي قلب النخلة، طويلة صلبة، إن تركت أفسدت النخلة، فإذا علم بها امتضحت.

وقال الأصمعي: الدامغة: حديدة فوق مؤخرة الرحل، وتسمى هذه الحديدة أيضا: الغاشية، قال ذو الرمة:

فرحنا وقمنا والدوامغ تـلـتـظـي      على العيس من شمس بطيء زوالها وقال ابن شميل: الدوامغ: على حاق رؤوس الأحناء من فوقها، واحدتها دامغة، وربما كانت من خشب، وتؤسر بالقد أسرا شديدا، وهي الحذاريف، واحدها خذروف، وقد دمغت المرأة حويتها تدمغ دمغا، قال الأزهري: الدامغة إذا كانت من حديد عرضت فوق طرفي الحنوين، وسمرت بمسمارين، والخذاريف تشد على رؤوس العوارض، لئلا تتفكك.

وقال ابن عباد: الدامغة: خشبة معروضة بين عمودين يعلق عليها السقاء.

وقال ابن دريد: دميغ الشيطان كأمير: لقب وفي الجمهرة: نبز رجل من العرب م معروف، كأن الشيطان دمغه.

ومن المجاز: دمغهم بمطفئة الرضف أي: ذبح لهم شاة مهزولة، ويقال: سمينة، وعليه اقتصر الجوهري وحكاه اللحياني وقال: يعني بمطفئة الرضف: الشاة المهزولة، قال ابن سيده: ولم يفسر دمغهم إلا أن يعني غلبهم. قلت: وفسره ابن عباد والزمخشري بما قاله المصنف وقد مر شيء من ذلك في ط-ف-أ وفي ج-د-س.

وقال ابن عباد: الداموغ: الذي يدمغ ويهشم.

قال: وحجر داموغة، والهاء للمبالغة، وأنشد الأصمعي لأبي حماس:

تقذف بالأثفية اللـطـاس
والحجر الداموغة الرداس

وقال أبو عمرو: أدمغه إلى كذا، أي: أحوجه، وكذلك أدغمه، وأحرجه، وأزأمه، وأجلده، كل ذلك بمعنى واحد، قاله في نوادره.

وقال ابن عباد: دمغ الثريدة بالدسم تدميغا: لبقها به وهو مجاز، كما في الأساس.

والمدمغ، كمعظم: الأحمق، كأن الشيطان دمغه من لحن العوام وقال ابن عباد: وهو كلام مستهجن مسترذل، وصوابه الدميغ، أو المدموغ. وفي الناموس: يصح أن يكون المدمغ مبالغة في الدميغ والمدموغ فلا يكون لحنا، قال شيخنا: فيه نظر: إذ هذا يتوقف على ضبط مدمغ، هل هو كمكرم، أو كمقعد، أو كمجلس، أو كمنبر، ولا يصح هذا التأويل إلا إذا كان كمنبر، لأنه الذي يكون للمبالغة، كمسعر حرب، ونحوه، على أن التحقيق أنه يتوقف على السماع، وهو مضبوط في نسخ صحيحة مدمغ، كمحدث، ومثله لا دلالة فيه على المبالغة بالكلية، فتأمل.

صفحة : 5657

قلت: النسخ الصحيحة التي لا عدول عنها، المدمغ كمعظم، وهكذا ضبطه ابن عباد في المحيط، ومنه أخذ الصاغاني في كتابيه، وضبطه هكذا، وأشار صاحب الناموس بقوله: مبالغة في الدميغ والمدموغ إلى أنه إنما شدد للكثرة: أي: سمي به لوفور حمقه، لأنه إذا وجد فيه الحمق فهو دميغ ومدموغ، فإذا كثر فيه وزاد فهو مدمغ، كما أنك تقول لذي الفضل: فاضل. وتقول للذي يكثر فضله: فضال ومفضال، وقد مرت لذلك أمثال، ويأتي قريبا في س-ب-غ وص-ب-غ وص-د-غ ما يؤيده، وكأن المعنى أن الشيطان دمغه، وعلاه وغلبه كثيرا حتى قهره، وهذا أيضا صحيح، إلا أن كونه صحيحا في المعنى أو المأخذ أو الالشتقاق لا يخرجه عن كونه لحنا غير مسموع عن الفصحاء، فتأمل.

ومما يستدرك عليه: الدمغ: الأخذ والقهر من فوق، كما يدمغ الحق الباطل، وقد دمغه دمغا: أخذه من فوق، وغلبه، وهو مجاز، ومنه قوله تعالى: فيدمغه أي يغلبه، ويعلوه ويبطله، وقال الأزهري: أي: فيذهب به ذهاب الصغار والذل.

والدامغ: جبل باليمن.

وأدمغ الرجل طعامه: ابتلعه بعد المضغ، وقيل: قبله.

ودمغت الأرض: أكلت، عن ابن الأعرابي.

والدماغ، ككتاب: سمة للإبل في موضع الدمغ، نقله السهيلي في الروض، كما قاله شيخنا.

قلت: وهكذا قرأته في الروض عند ذكر سمات الإبل، غير أنه قد تقدم للمصنف في د-م-ع أن الدماع: ميسم في المناظر سائل إلى المنخر، فلعل ما ذكره السهيلي هو هذا، وقد صحفه النساخ حيث أعجموا الغين، فتأمل ذلك.

والدامغان بكسر الميم: مدينة عظيمة بفارس، منها الإمام قاضي القضاة أبو عبد الله.

د-ن-غ
رجل دنغ، ككتف، أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة وأورده في العباب، وقال ابن دريد: أي، رذل سافل، ج: دنغة محركة، وهو نادر، لأن فعلة جمعا إنما هو تكسير فاعل، وهم سفلة الناس ورذالهم قال ابن دريد: ويقال بالعين المهملة أيضا وهو الوجه. قلت: وقد تقدم ذلك عن الجوهري وغيره.

د-و-غ
داغ القوم دوغا، أهمله الجوهري وقال ابن الفرج: سمعت سليمان الكلابي يقول: داغ القوم وداكوا: إذا عمهم المرض، وهم في دوغة من المرض ودوكة: إذا عمهم وآذاهم.

وقال ابن عباد: داغه الحر، أي: أفسده يدوغه دوغا، ومنه قولهم: هو صاحب دوغات، أي: فساد.

وداغ الطعام: رخص.

قال: وداغ القوم بعضهم إلى بعض في القتال: استراحوا.

وقال غيره: أصابتنا الدوغة أي: البرد.

وقال أبو سعيد: في فلان الدوغة والدوكة، أي: الحمق.

وذكر الأطباء في كتبهم الدوغ، بالضم وهو المخيض، وهو فارسي.

وأما قولهم: أحمق من دغة فسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى.