الباب التاسع عشر: باب الغين المعجمة - الفصل الثامن: فصل الراء مع الغين

فصل الراء مع الغين

ر-ب-غ
ربغ القوم في النعيم: إذا أقاموا فيه.

وعيش رابغ: رافغ ناعم.

وربيغ رابغ، أي: مخصب كل ذلك عن أبي عمرو.

وقال أبو سعيد: الرابغ: من يقيم على أمر ممكن له.

ورابغ بلا لام: واد عند الجحفة: يقطعه الحاج بين الحرمين الشريفين قرب البحر قال ابن بري: بين البزواء والجحفة دون عزور، وقال ابن ظهير الطرابلسي في مناسكه، ثم يحمل الماء من بدر إلى رابغ، وبينهما خمس مراحل، الأولى: قاع البزواء، ثم عقبة وادي السويق، ثم آخر ودان، ثم شقراء، ثم رابغ، وهو منهل حسن، ومنه يحمل الماء إلى خليص، وبينهما أربع مراحل قال كثير:

أقول وقد جاوزن من عين رابغ    مهامه غبرا يرفع الأكم آلهـا ورابغ بن يحيى الصنهاجي المقرئ الجنائزي متأخر، روى هو عن ابن المقير، وتوفى سنة 678 بدمشق وابنه محمد بن رابغ الوكيل، عنه الحاكم، حدث عن محمد بن النشبي، ومات سنة بضع وعشرين وسبعمائة.

صفحة : 5659

وقال ابن الأعرابي: الربغ، بالفتح: الري.

وقال ابن دريد: الربغ: التراب المدقق، مثل الرفع سواء.

وقال ابن عباد: الربغ بالتحريك: سعة العيش.

قال والربغ: ككتف: الماجن الفاجر، وقد ربغ، كفرح.

والأربغ: الكثير من كل شيء، والاسم الرباغة، كسحابة قاله ابن دريد، وفعله ربغ، ككرم.

واليربغ، كاليرمع: ع، م معروف عن ابن دريد وأنشد لرؤبة:

فاعسف بناج كالرباعي المشتغي

بصلب رهبى أو جماد اليربغ قال الصاغاني: هو بين عمان والبحرين.

ويقال: أخذه بربغه، محركة أي: بحدثانه وربانه قبل أن يفوت كذا في المحيط، وفي اللسان: وقيل: بأصله.

وأربغ إبله: تركها ترد الماء كيف شاءت، بلا توقيت، هكذا رواه أبو عبيد، والصحيح بالعين المهملة، وقد تقدم، يقال: تركت إبلهم هملا مربغا، كذا نص التهذيب، وفي المحكم: مربغة.

ومما يستدرك عليه: أربغ الشيطان في قلبه وعشش، أي: أقام على فساد اتسع له المقام معه، قاله أبو سعيد.

وناقة مربغة، كمحسنة: سمينة مخصبة، ومنه قول عمر رضي الله عنه: هل لك في ناقتين مربغتين? وربغت الإبل ربغا: وردت الماء متى شاءت.

وأربغ، كأحمد: موضع عن ابن دريد: وأهمله ياقوت.

وأرباغ: موضع آخر، قال الشنفرى:

وأصبح بالعضداء أبغي سراتهم     وأسلك خلا بين أرباغ والسرد ومن أمثالهم: الفساء خير من الربغ وقد مر ذكره في ف-س-أ.

ر-ث-غ
الرثغ، محركة أهمله الجوهري وقال الليث: هو لغة في اللثغ، باللام، كما سيأتي هكذا هو في اللسان والعباب والتكملة.

ر-د-غ
الردغة، محركة وتسكن: الماء والطين، والوحل الكثير الشديد، قال أبو زيد: هي الردغة، أي: بالتحريك وقد جاء ردغة أي: بالتحريك، وقد جاء ردغة، وفي مثل من المعاياة: قالوا: ضأن بذي تناتضة تقطع ردغة الماء، بعنق وإرخاء يسكنون دال الردغة في هذه وحدها، ولا يسكنونها في غيرها، وقد ذكر في ن-ت-ض فراجعه.

ج: ردغ وردغ، ورداغ، كصحب، وخدم، وجبال، ومنه حديث شداد بن أوس رضي الله عنه: منعنا هذا الرداغ عن الجمعة، وفي حديث آخر: خطبنا في يوم ذي ردغ.

ومكان ردغ ككتف: كثيره، وفي اللسان: أي: وحل، وفي التكملة: ذو ردغ.

وردغة الخبال بالفتح ويحرك: عصارة أهل النار، هكذا فسر به حديث حسان بن عطية: من قفا مسلما بما ليس فيه وقفه الله في ردغة الخبال، حتى يجيء بالمخرج منه، وفي رواية أخرى: من قال في مؤمن ما ليس فيه حبسه الله في ردغة الخبال وفي حديث آخر: من شرب الخمر سقاه الله من ردغة الخبال.

والرديغ: كأمير: الصريع، عن ابن الأعرابي، والعين لغة فيه، كما تقدم، وقد ردغ به، أي: صرع.

والرديغ، قال الأزهري: هكذا أقرأنيه الإيادي عن شمر، وأما المنذري فإنه أقرأني لأبي عبيد فيما قرأ على أبي الهيثم بالعين المهملة، قال: وكلاهما عندي من نعت الأحمق، وزاد غيره: الضعيف.

صفحة : 5660

وناقة ذات مرادغ أي: سمينة وكذلك: جمل ذو مرادغ، قال ابن شميل: إذا شبع البعير كانت له مرادغ في بطنه، وعلى فروع كتفيه، وذلك لأن الشحم يتراكب عليها كالأرانب الجثوم، وإذا لم تكن سمينة فلا مردغة هناك.

والمرادغ: جمع مردغة، وهي ما بين العنق إلى الترقوة ومنه حديث الشعبي: دخلت على مصعب بن الزبير فدنوت منه حتى وقعت يدي على مرادغه.

والمردغة: الروضة عن ابن الأعرابي، وكذلك المرغدة.

قال: والمردغة: اللحمة التي بين وابلة الكتف وجناجن الصدر.

وقيل: المرادغ: أسفل الترقوتين في جانبي الصدر.

وارتدغ الرجل: وقع في رداغ، أو ردغة، أو ردغ، ككتف الأخير من الأساس.

وأردغت الأرض، كثر رداغها، والعين لغة فيه.

وقال الصاغاني: التركيب يدل على استرخاء واضطراب، وقد شذ عنه المرادغ بوجوهها.

قلت: وقوله: بوجوهها: فيه نظر، فإن المردغة بمعنى الروضة البهية ليس بشاذ عن التركيب، فتأمل.

ومما يستدرك عليه: الردغ، بالفتح: الوحل عن كراع، كالرداغ، ككتاب، وهما مفردان.

وردغت السماء: مثل رزغت.

والرديغ: الضعيف.

ومردغة العنق: لحمة تلي مؤخر الناهض من وسط العضد إلى المرفق، وقيل: هو لحم الصدر، وبه فسر حديث الشعبي.
وقال ابن عباد: مرادغ السنام: ما لحق بالمأنة من شحم.

وماء ردغة، وردعة، محركة، بمعنى.

وأخذ فلانا فردغ به الأرض: إذا ضربه بها.

ر-ز-غ
الرزغة، محركة: الطين الرقيق، والوحل الكثير ج: رزغ، ورزاغ كخدم، وجبال.

وفي المحكم: الرزغة: أقل من الردغة، وفي التهذيب: أشد من الردغة.

والرزغ، ككتف: المرتطم فيه أي: في الوحل، وفي اللسان: فيها، وأرزغ المطر الأرض: إذا بلها وبالغ ولم تسل أي الأرض، وفي الأصول الصحيحة ولم يسل، أي المطر، قال طرفة يهجو كما في الصحاح وفي التهذيب: يمدح رجلا، وفي العباب: يهجو عبد عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد:

وأنت الأدنـى شـمـال عـرية      شآمية تزوي الـوجـوه بـلـيل
وأنت على الأقصى صبا غير قرة     تذاءب منها مـرزغ ومـسـيل

يقول: أنت للبعداء كالصبا، تسوق السحاب من كل وجه، فيكون منها مطر مرزغ، ومنها مطر مسيل، وهو الذي يسيل الأودية والتلاع.

وأرزغ: الماء: قل عن ابن عباد.

وقال أبو زيد: أرزغ في فلان: إذا أكثر من أذاه وهو ساكت، وقيل: أرزغ فيه: إذا احتقره.

وقال ابن عباد: أرزغه: إذا عابه وطعن فيه، وفي اللسان: أرزغه: إذا لطخه بعيب.

أو أرزغ في فلان: إذا طمع فيه، نقله ابن عباد أيضا.

أو أرزغ فيه إرزاغا، وأغمز فيه إغمازا: استضعفه واحتقره، وأنشد الجوهري لرؤبة:

وأعطي الذلة كف المرزغ قال ابن بري: صوابه:

ثمت أعطى الذل كف المرزغ وقال الصاغاني: الرواية: شيئا وأعطى الذل وأوله:

إذا البلايا انتبنه لم يصدغ شيئا إلى آخره، وآخره:

فالحرب شهباء الكباش الصلغ كاسترزغه، وهذه عن ابن عباد.

وأرزغت الأرض: كثر رزاغها، أي: وحلها ورطوبتها.

صفحة : 5661

وأرزغ المحتفر: حفر حتى بلغ الطين الرطب، يقال: احتفر القوم حتى أرزغوا.

وأرزغت الريح: جاءت بندى، نقله ابن فارس.

والمرازغة: المرازغة، والمحاولة، يقال ذلك للذئب وغيره، نقله ابن عباد.

ومما يستدرك عليه: الرزغ، بالفتح: الماء القليل في الثماد والحساء ونحوها.

وأرزغت السماء، فهي مرزغة: أتت بما يبل الأرض.

والرزغ محركة: الرطوبة.

ر-س-غ
الرسغ، والرسغ، بالضم وبضمتين، كيسر ويسر: الموضع المستدق بين الحافر، وموصل الوظيف من اليد والرجل، قال العجاج:

في رسغ لا يتشكى الحوشبا
مستبطنا مع الصميم عصبا

وقيل: هو مفصل ما بين الساعد والكف، والساق والقدم، وقيل: هو مفصل ما بين الكف والذراع، وقيل: مجتمع الساقين والقدمين، ومثل ذلك من كل دابة، وقيل: هو من ذوات الحوافر: موصل وظيفي اليدين والرجلين في الحافر، ومن الإبل: موصل الأوظفة في الأخفاف، ج: أرساغ وأرسغ، قال أبو زبيد الطائي يصف الأسد:

كأنما يتـفـادى أهـل ودهـم    من ذي زوائد في أرساغه فدع وقال رؤبة:

مستقرع النعل شديد الأرسغ والرساغ، بالكسر: حبل يشد في رسغ، وفي التهذيب: في رسغي البعير وغيره، ثم يشد إلى شجرة، أو وتد، فيمنعه عن الانبعاث في المشي وقيل: هو جمع رسغ بالضم وهو حبل يقيد به البعير والحمار.

والرساغ: مراسغة الصريعين في الصراع إذا أخذا أرساغهما، قاله الليث.

والرسغ، محركة: استرخاء في قوائم البعير، عن الأصمعي.

وقال أبو مالك: عيش رسيغ، أي: واسع.

وطعام رسيغ، أي: كثير.

وقال ابن دريد: رساغ كغراب: ع ويروى بالصاد، كما يأتي.

والترسيغ: التوسيع، يقال: هو مرسغ عليه في العيش، أي: موسع عليه.

وقال ابن عباد الترسيغ في الكلام: التلفيق بينه يقال: رسغ الكلام ترسيغا.

وقال ابن الأعرابي: الترسيغ في المطر: أن يثري الأرض يقال: أصابنا مطر مرسغ، وذلك إذا ثرى الأرض حتى تبلغ يد الحافر عنه إلى أرساغه، وقيل: أصاب الأرض مطر فرسغ، أي: بلغ الماء الرسغ، أو حفره حافر فبلغ الثرى قدر رسغه، وقيل: رسغ المطر: كثر حتى غاب فيه الرسغ.

وقال ابن عباد: رأي مرسغ، كمعظم، أي غير محكم.

قال: وراسغه مراسغة ورساغا: أخذ رسغه في الصراع، وهذا قد تقدم قريبا، يقال: رادغه ثم راسغه، ثم مارغه.

وقال ابن بزرج: ارتسغ فلان على عياله: إذا وسع عليهم النفقة، يقال: ارتسغ على عيالك ولا تقتر، أي: وسع النفقة عليهم.

ومما يستدرك عليه: رسغ البعير يرسغه رسغا: شد رسغ يديه بخيط، واسم ذلك الحبل: الرسغ، بالضم.

وأرسغ المطر: كثر حتى غاب فيه الرسغ، لغة في رسغ عن ابن الأعرابي.

وفي أيديهن المراسغ، والأرساغ وهي المسك، الواحدة مرسغة، ورسغ.

ر-ص-غ
الرصغ، بالضم أهمله الجوهري وقال الليث: هو لغة في الرسغ، بالسين، وهكذا ذكره إبراهيم الحربي في غريب الحديث أيضا.

قال: وكذلك الرصاغ، ككتاب: لغة في الرساغ للحبل قال ابن السكيت: هو لغة العامة.

صفحة : 5662

وكغراب: ع، لغة في السين عن ابن دريد.

ر-غ-غ
الرغيغة: العيش الصالح، نقله ابن عباد.

قال: والرغيغة: حسو من الزبد، وقال غيره: الرغيغة: ما على الزبد، وهو ما يسلأ من اللبن مثل الرغوة.

أو لبن يغلى ويذر عليه دقيق وهو طعام يتخذ للنفساء. وقال ابن الأعرابي: لبن يطبخ وقال غيره: طعام مثل الحساء، يصنع بالتمر، وبكل ذلك فسر قول أوس بن حجر:

فكيف وجدتم وقد ذقتـم     رغيغتكم بين حلو ومر قال الأصمعي: كنى بالرغيغة عن الوقعة، أي: ذقتم طعمها فكيف وجدتموها? وقال الليث: الرغرغة: رفاغة العيش، والانغماس في الخير.

قال: والرغرغة: أن ترد الإبل كل يوم متى شاءت، مثل الرفه، قال مدرك بن لأي:

رغرغة رفها إذا ورد حضر

أذاك خير أم عناء وعسر

قال الصاغاني: والرواية: إذا ورد صدر.

قلت: وأنشد ابن بري شاهدا لرفاغة العيش، ونسبه لبشير بن النكث:

حلا غثاء الراسيات فهدر
رغرغة رفها إذا الورد

حضر أو الرغرغة: أن يسقيها يوما بالغداة ويوما بالعشي قال ابن دريد: وهو ظمء من أظماء الإبل فإذا سقاها في كل يوم إذا انتصف النهار، فذلك الظمء: الظاهرة.

أو الرغرغة: أن تردد على الماء في اليوم مرارا، قاله الأصمعي.

وقال ابن الأعرابي: المغمغة: أن ترد الماء كلما شاءت، يعني الإبل، والرغرغة: هو أن يسقيها سقيا ليس بتام ولا كاف. و الذي ذكره الجوهري في الرغرغة قول أبي عبيد.

والرغرغة: إخفاء الشيء، كذا في المحيط واللسان، وسيأتي ذلك عن المفضل في ز-غ-ز-غ قال ابن عباد: والرغرغة أيضا: أن تلزم الإبل الحمض وهي لا تريده، وقيل: هو أن تصيب من الحمض الذي حول الماء، ثم تشرب.

ومما يستدرك عليه: الرغيغة: العجين الرقيق، عن الفراء.

وقال ابن بري: الرغيغة: عشب ناعم.

والمرغرغ: غزل لم يبرم.

ورجل مرغرغ: موسع عليه في العيش، عامية.

ر-ف-غ
الرفع: ألأم موضع في الوادي، وشره ترابا، قاله أبو مالك، وهو مجاز.

ومن المجاز أيضا: الرفغ: الناحية عن الأخفش، وقال ابن الأعرابي يقال: هو في رفغ من قومه، وفي رفغ من القرية، أي في ناحية منهم ومنها، وليس في وسط القرية.

ج: أرفغ كأفلس، قال رؤبة:

لاجتبت مسحولا جديب الأرفغ أراد بالمسحول: الطريق.

وقال أبو زيد: الرفغ الأرض السهلة وج: رفاغ كجبال.

والرفغ: السقاء الرقيق المقارب.

وفي اللسان: الرفغ: الأرض الكثيرة التراب يقال: جاء فلان بمال كرفغ التراب، أي: في كثرته، قال أبو ذؤيب يصف جملا بختيا:

أتى قرية كانت كثيرا طعامهـا     كرفغ التراب كل شيء يميرها والرفغ: المكان الجدب الرقيق المقارب، كما في اللسان.

صفحة : 5663

والرفع: وسخ الظفر، ويضم وقيل: هو الوسخ الذي بين الأنملة والظفر، ومنه الحديث: وكيف لا أوهم ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته وقال الصاغاني: وكأنه أراد وسخ ظفره، فاختصر الكلام، ومما يبين ذلك حديثه الآخر: واستبطأ الناس الوحي، فقال: وكيف لا يحتبس الوحي، وأنتم لا تقلمون أظفاركم، ولا تنقون براجمكم، أراد أنكم لا تقلمون أظفاركم، ثم تحكون بها أرفاغكم، فيعلق بها ما في الأرفاغ.

أو الرفغ: وسخ وعرق يجتمع في المغابن من الآباط وأصول الفخذين والحوالب وغيرها من مطاوي الأعضاء.

والرفغ: السعة من العيش والخصب، وقد رفغ عيشه، ككرم.

وقال ابن دريد: الرفغ: أصل الفخذ، ويضم، قال غيره: الرفغ والرفغ: أصول الفخذين من باطن، وهما ما اكتنفا أعالي جانبي العانة عند ملتقى أعالي بواطن الفخذين وأعلى البطن، وقيل: الرفغ: من باطن الفخذ عند الأربية.

قال ابن دريد: وقيل: كل مجتمع وسخ من الجسد: رفغ، ونص الجمهرة: كل موضع من الجسد يجتمع فيه الوسخ فهو رفغ، زاد في اللسان: كالإبط والعكنة، ونحوهما وقوله: ويضم، هذا راجع لقوله أصل الفخذ، فإنه الذي ذكر فيه الوجهان، وكلام المصنف لا يخلو عن نظر، قال ابن دريد: ج: أرفاغ، ورفوغ زاد غيره: وأرفغ، كأفلس.

وفي المصباح: الرفغ بالضم: لغة أهل العالية والحجاز، والفتح لغة تميم. قلت: وهو قول أبي خيرة.

وتراب رفغ، وطعام رفغ، وكلس رفغ، أي: لين، وأصل الرفغ: اللين والسهولة، كما في اللسان والعباب، وقال شيخنا: أصل الرفغ: اللين والقذر، كما قاله الراغب وغيره.

قلت: القذر ليس من أصول معاني الرفغ، وما نسبه إلى الراغب فغير وجيه، فإنه لا يذكر في كتابه إلا لغات القرآن، وليس الرفغ فيه، وشيخنا رحمه الله تعالى أحيانا ينسب إليه نظرا إلى أنه من أئمة الاشتقاق بعض التحقيقات من باب الحدس والتخمين، فتأمل.

والرفغ بالضم الإبط عن الفراء، وروى الحديث: عشر من السنة: فذكرهن، وقال: نتف الرفغين هكذا رواه، وفسره بالإبطين، والمروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس من الفطرة، وفيه: ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقيل: الرفغ: أصل الإبط.

وقال ابن شميل: الرفغ: ما حول فرج المرأة وفي المصباح: ويطلق على الفرج أيضا وفي حديث عمر رضي الله عنه: إذا التقى الرفغان فقد وجب الغسل يريد: إذا التقى ذلك من الرجل والمرأة ولا يكون ذلك إلا بالتقاء الختانين، قاله أبو عبيد، واعترض صاحب اللسان، فقال: وهذا فيه نظر، لأنه قد يمكن التقاء الرفغين ولا يلتقي الختانان، ولكنه أراد الغالب من هذه الحالة، والله أعلم.

وجمع الرفغ: أرفاغ، قال الشاعر:

قد زوجوني جيئلا فيها حدب
دقيقة الأرفاغ ضخماء الركب

وقال ابن عباد: المرفوغة: المرأة الصغيرة الهنة لا يصل إليها الرجل وفي اللسان: هي التي ختانها صغيرة، فلا يصل إليها الرجل.

قال ابن عباد: والرفغاء: الدقيقة الفخذين، الصغيرة الهنة، المعيقة الرفغين، وفي اللسان: الصغيرة المتاع.

صفحة : 5664

ومن المجاز: الأرفاغ: السفلة من الناس وأراذلهم تشبيها بأرفاغ الوادي، الواحد رفغ بالفتح أو بالضم كقفل وأقفال.

والأرفغ: ع عن ابن دريد، نقله ياقوت والصاغاني.

وفي نوادر الأعراب: ترفغها إذا قعد بين فخذيها ليطأها.

ويقال: ترفغ فلان فوق البعير: إذا خشي أن يرمي به خلف رجليه هكذا في سائر النسخ، ووقع هكذا في نسخ العباب والتكملة، وهو غلط وتصحيف وصوابه: فلف رجليه عند ثيله، وقد أورده صاحب اللسان على الصواب.
والرفغنية، كبلهنية: سعة العيش وكذلك الرفهنية.

ومما يستدرك عليه: ناقة رفغاء: واسعة الرفغ، كما في اللسان، وفي الأساس: امرأة رفغاء: واسعة الرفغ.

وناقة رفغة، كفرحة: فرجة الرفغين.

قال ابن الأعرابي: المرافغ: أصول اليدين والفخذين، لا واحد لها من لفظها.

والأرفاغ واحدها الرفغ والرفغ: المغابن والمحالب من الجسد، قال الأصمعي: يكون في الإبل والناس.

ورفغ المرأة، كترفغ.

والرفغ، بالفتح: تبن الذرة، هنا ذكره صاحب اللسان، وأنشد قول الشاعر:

دونك بوغاء تراب الرفغ وقد ذكره الصاغاني وغيره في دفغ بالدال، وإن لم يكن تصحيفا فإن التركيب لا يدفعه إذا تؤمل فيه.

والرفغ: أسفل الفلاة وأسفل الوادي، وقال أبو حنيفة: أرفاغ الوادي: جوانبه.

والرفغ، والرفاغة، والرفاغية، بالفتح في الكل: سعة العيش والخصب، وعيش أرفغ، ورافغ، ورفيغ: خصيب واسع طيب، وقد رفغ، ككرم: اتسع.

وترفغ الرجل: توسع، وقال الشاعر:

تحت دجنات النعيم الأرفغ والرافغة: النعمة، والجمع: الروافغ.

وأرفغ لكم المعاش: أي أوسعه.

ر-م-غ
رماغ، كغراب، أهمله الجوهري وقال ابن دريد هو ع، وهكذا نقله ياقوت والصاغاني وصاحب اللسان.

وفي المحيط واللسان: رمغه كمنعه يرمغه رمغا: عركه بيده ودلكه، كالأديم ونحوه.

وفي المحيط خاصة: ترميغ الكلام: تلفيقه من هنا ومن هنا.

قال: والترميغ في الرأس: تدهينه وترويته بالدهن.

قال: والترميغ في الطعام: ترويته بالأدم.

ومما يستدرك عليه: رماغ، ككتاب: لغة في رماغ، كغراب، للموضع، نقله صاحب اللسان.

ر-و-غ
راغ الرجل والثعلب يروغ روغا وروغانا، الأخير بالتحريك، أي: مال وحاد عن الشيء.

وراغ فلان إلى فلان: مال إليه سرا، ومنه قوله تعالى: فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين، وقوله تعالى: فراغ عليهم ضربا باليمين. كل ذلك انحراف في استخفاء، وقيل: أقبل، وقال الفراء: قوله:فراغ إلى أهله معناه: رجع إلى أهله في حال إخفاء منه لرجوعه، ولا يقال للذي رجع: قد راغ، إلا أن يكون مخفيا لرجوعه، وقال: في قوله تعالى: فراغ عليهم: مال عليهم، وكأن الروغ ههنا أي: أنه اعتل عليهم روغا، ليفعل بآلهتهم ما فعل، وقال الراغب: أصل معنى الروغ: الميل في جانب، ليخدع من خلفه.

والاسم: الرواغ، كسحاب.

والرواغ، كشداد: الثعلب، ومنه قول معاوية لعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم: إنما أنت ثعلب رواغ، كلما خرجت من جحر انجحرت في جحر.

صفحة : 5665

والرواغ بن عبد الملك بن قيس بن سمي من تجيب القبيلة المشهورة.

والرواغ والد سليمان الخشني الذي هو شيخ لسعيد بن عفير، ووالد أبي الحسن أحمد بن الرواغ بن برد بن نجيح الأيدعاني، المصري، الذي يروي عن بجير بن بكير المحدثين ذكرهم ابن يونس في تاريخ مصر، وقد سبق للمصنف في روع هذا الكلام بعينه تقليدا لللصاغاني، ثم أعاده هنا على الصواب من غير تنبيه عليه وهو غريب منه يحتاج التنبه له.
ويقال: هذه رواغتهم وراغتهم بكسرهما، أي: مصطرعهم أي: الموضع الذي يصطرعون فيه، صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، نقل الجوهري الثانية عن اليزيدي، قال الصاغاني: وهذا القلب ليس بضربة لازب.

والرياغ، ككتاب: الخصب، نقله ابن عباد.

قال: ويقال: أخذتني بالرويغة، كجهينة، أي: بالحيلة، وهو من الروغ بالفتح.

وأراغ إراغة: أراد وطلب، كارتاغ، تقول: أرغت الصيد، وماذا تريغ: أي: ما تريد وما تطلب.

وقال خالد بن جعفر بن كلاب في فرسه حذفة:

أريغوني إراغتكـم فـإنـي     وحذفة كالشجي تحت الوريد وفي التهذيب: فلان يريغ كذا وكذا، ويليصه، أي: يطلبه ويريده، وأنشد الليث:

يديرونني عن سالم وأريغـه     وجلدة بين العين والأنف سالم ويقال: فلان يريغني على أمر، وعن أمر، أي: يراودني ويطلبه مني، ومنه حديث قيس: خرجت أريغ بعيرا شرد من، أي: أطلبه بكل طريق، ومنه روغان الثعلب.

وقال ابن الأعرابي: روغ فلان الثريدة ترويغا: إذا دسمها ورواها، وكذلك مرغها، وسغبلها ورولها، وهو مجاز، ومنه الحديث: فليروغ له لقمة، أي: يشربها بالدسم.

والمراوغة: المصارعة، يقال: هو يراوغ فلانا: إذا كان يحيد عما يديره عليه ويحايصه، قال عدي بن زيد العبادي:

يوم لا ينفع الرواغ ولا ين      فع إلا المشيع النحـرير كالتراوغ، يقال: تراوغ القوم، أي: راوغ بعضهم بعضا.

وقال ابن دريد: تروغ، هكذا في النسخ، والصواب: تروغت الدابة: إذا تمرغت.

ومما يتسدرك عليه: أراغه إراغة: خادعه، وكذلك رواغه رواغا.

وراغ الصيد: ذهب ههنا وههنا، وهو مجاز.

وفي المثل: أروغ من ثعلب قال طرفة بن العبد لعمرو بن هند يلوم أصحابه في خذلانهم إياه:

كل خليل في كنت خاللته     لا ترك الله له واضحه
كلهم أروغ من ثعـلـب     ما أشبه الليلة بالبارحه

وفي مثل آخر: روغي جعار، وانظري أين المفر وجعار: اسم للضبع: ولا تقل: روغي إلا للمؤنث. وراغ حاجة إلى فلان يروغها: بغاها بغيا وشيكا.

ويقال: خير رواغاء، أي: كثير.

ويقال: هو يروغ عن الحق، وطري رائغ زائغ، وهو مجاز، ومنه حديث الأحنف: فعدلت إلى رائغة من روائغ المدينة أي: طريق يعدل ويميل عن الطريق الأعظم.

والمراوغة: المراودة، تقول: ما زلت أراوغه عن كذا، فما راغ إليه، أي: أراوده.

ورائغة: منزل لحاج البصرة بين إمرة وطخفة.

وقيل: ماء لبني الحليف من بجيلة.

وأيضا جبل لغني.

ر-ي-غ

صفحة : 5666

الريغ، بالكسر، أهمله الجوهري وهو هكذا في سائر النسخ، وصوابه: الرياغ، كما هو نص العباب واللسان والتكملة، قالوا: قال شمر: الرياغ: الغبار والرهج.

وقيل: التراب عامة، وقيل: المدقق منه، قال رؤبة يصف عيرا، وأتنه:

وإن أثارت من رياغ سملقا
تهوي حواميها به مدققـا

أراد أثارت رياغا من سملق، فقلب.

وقيل: الرياغ: النفار، قال الصاغاني: وثلاثتها يدخل في التركيبين، يعني هذا التركيب و الذي قبله.

وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم المغربي الريغي بالكسر: قاضي الإسكندرية، سمع أبا الطاهر بن عوف، وعمر دهرا طويلا، ومات سنة 645 وذريته بعده وأقاربه: محدثون متأخرون.

وقال النضر: ريغ الثريدة أي: روغها فتريغت بالدسم.

وقال العزيزي: المريغ، كمعظم: الشيء المترب.

ومما يستدرك عليه: تريغت اللقمة بالسمن، أي: تروت قاله النضر.

وقال الأزهري: وأحسب الموضع الذي يتمرغ فيه الدواب سمي مراغا من الرياغ، وهو: الغبار.