الباب التاسع عشر: باب الغين المعجمة - الفصل السابع عشر: فصل الفاء مع الغين

فصل الفاء مع الغين

ف-ت-غ
فتغه، بالمثناة كمنعه، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: أي وطئه حتى ينشدخ، مثل الفدغ، أو نحوه زعموا.

وقال غيره: تفتغ الشيء تحت الضرس، كالبطيخ ونحوه: إذا تشدخ كما في العباب.

ف-ث-غ
فثغ رأسه كمنع، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: أي شدخه كما في العباب.

ف-د-غ

صفحة : 5686

فدغه، كمنعه، فدغا: شدخه، وشقه يسيرا، ورضه، وكذلك ثدغه، ومنه حديث ابن سيرين، وقد سئل عن الذبيحة بالعود فقال: كل ما لم يفدغ، يريد: ما قتل بحده فكله، وما قتل بثقله فلا تأكله، وفي حديث آخر: إن آتهم يفدغ رأسي، كما تفدغ العترة، ويروى يفلغ ويثلغ.

أو هو شدخ الشيء المجوف كحبة عنب ونحوه، وقيل: هو كسر الشيء الرطب وشدخه.

وفدغ الطعام: سغسغه بالسمن، وقيل لأعرابي: كيف أكلك الثريد? فقال: أصدغ بهاتين، السبابة والوسطى، وأفدغ بهذه، يعني الإبهام.

والمفدغ كمنبر: المشدخ، يقال: رجل مفدغ، كما يقال: مدق، قال رؤبة:

وذاق حيات الدواهي اللدغ
مني مقاذيف مدق مفـدغ

والفدغ محركة: التواء في القدم، عن ابن عباد، وقال غيره: هو الفدع، بالعين المهملة، والإهمال أكثر.

والأفداغ: ماء، وعليه نخل بجبل قطن، شرقي الحاجر، نقله ياقوت والصاغاني.

وانفدغ الشيء: لان عن يبس، نقله الصاغاني.

ف-ر-غ
فرغ منه، أي: من الشغل، كمنع، وسمع ونصر، الأولى ذكرها يونس في كتاب اللغات، وهي والثانية لغتان في الثالثة، قال الصاغاني: وكذلك فرغ، بالكسر، يفرغ بالضم مركب من لغتين، فروغا، وفراغا، فهو فرغ ككتف، وفارغ، أي: خلا ذرعه، ومنه قوله تعالى: وأصبح فؤاد أم موسى فارغا أي خاليا من الصبر، ومنه يقال: أنا فارغ، وقيل: خاليا من كل شيء إلا من ذكر موسى عليه السلام، وقيل: فارغا من الاهتمام به، لأن الله تعالى وعدها أن يرده إليها، ورجل فرغ، أي: فارغ، كفكه وفاكه، وفره وفاره، ومنه قراءة أبي الهذيل، وأصبح فؤاد أم موسى فرغا.

وفرغ له، وإليه، كمنع وسمع، ونصر، فروغا وفراغا: قصد فالفراغ في اللغة على وجهين: الفراغ من الشغل، والآخر: القصد للشيء، ومن الأخير قوله تعالى: سنفرغ لكم أيها الثقلان، لأن الله تعالى لا يشغله شيء عن شيء، قال ابن الأعرابي: أي سنعمد، واستدل بقول الفرزدق:

ولما اتقى القين العراقي باستهفرغت إلى القين المقيد بالحجل قال: أي عمدت، وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: افرغ إلى أضيافك، أي: اعمد واقصد ويجوز أن يكون بمعنى التخلي والفراغ، ليتوفر على قراهم، والاشتغال بهم، وقرأ قتادة وسعيد بن جبير، والأعرج، وعمارة الدارع: سنفرغ لكم بفتح الراء، على فرغ يفرغ، وفرغ يفرغ، وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر، وأبو السمال سنفرغ بكسر النون وفتح الراء، على لغة من يكسر أول المستقبل، وقرأ أبو عمرو أيضا: سنفرغ بكسر النون والراء، وزعم أن تميما تقول: نعلم.

ومن المجاز: فرغ الرجل فروغا، أي: مات مثل قضى، لأن جسمه خلا من روحه.

والفرغ: مخرج الماء من الدلو بين العراقي، وكذلك الثرغ، وجمعهما: فلروغ، وثروغ، كالفراغ، ككتاب، وهو ناحية الدلو التي تصب الماء منه، قال الشاعر:

كأن شدقيه إذا تـهـكـمـا
فرغان من غربين قد تخرما

وقال آخر:
يسقي به ذات فراغ عثجلا

صفحة : 5687

والفرغ: الإناء فيه الدبس، وقال أعرابي: تبصروا الشيفان، فإنه يصوك على شعفة المصاد، كأنه قرشام على فرغ صقر، الشيفان، كهيبان: الطليعة، والمصاد: الجبل، ويصوك، أي: يلزم، والقرشام: القراد، والصقر: الدبس.

ومن فرغ الدلو سمي الفرغان: فرغ الدلو المقدم، وفرغ الدلو المؤخر، وهما: منزلان للقمر في برج الدلو، كل واحد منهما كوكبان نيران، بين كل كوكبين في المرأى قدر رمح، وفي اللسان: قدر خمس أذرع في رأي العين وقد يجمع، فيقال: الفروغ بما حولهما من الكواكب، قال أبو خراش الهذلي:

وظـل لـنـا يوم كـأن أواره     ذكا النار من فيح الفروغ طويل وقال الجمحي: الفروغ: الجوزاء، وفي شرح الديوان: فروغ الجوزاء: نجوم أعاليها.

وفرغ القبة بكسر القاف وفتح الموحدة الخفيفة، وفرغ الحفر بفتح الحاء والفاء: بلدان لتميم بين الشقيق وأود، فيها ذئاب تأكل الناس.

وفرغانة: ناحية بالمشرق تشتمل على أربع مدن وقصبات كثيرة، فالمدن: أوش وأوزجند، وكاسان ومرغينان، وليست فرغانة بلدة بعينها.

وفرغان: ة، بفارس ويقال لها أيضا فرغانة.

وفرغان: د، باليمن من مخلاف بني زبيد.

وفرغان: جد لأبي الحسن أحمد بن الفتح بن عبد الله الموصلي المحدث عن عبيد الله بن الحسين القاضي عن أبي يعلى.

والأفراغ: مواضع حول مكة حرسها الله تعالى، هكذا في سائر النسخ، ومثله في العباب، وهو غلط من الصاغاني والمصنف قلده والصواب: موضع حول مكة، كما حققه ياقوت في المعجم، وأنشد قول الفضل اللهبي:

فالهاوتان فكبكب فجـتـاوب     فالبوص فالأفراغ من أشقاب وإفراغة: د، بالأندلس من أعمال ماردة كثيرة الزيتون، تملكها الفرنج في سنة 543 في أيام علي بن يوسف بن تاشفين الملثم، ثم ظاهر سياق المصنف كالصاغاني أنه بفتح الهمزة، والصواب أنه بكسرها، كما ضبطه ياقوت وغيره.

وفرغت الضربة، ككرم: اتسعت فهي فريغة، أي: جائفة ذات فرغ، أي: سعة، شبهت لسعتها بفرغ الدلو، وهو مجاز، قال لبيد رضي الله عنه:

وكل فريغة عجلى رموح     كأن رشاشها لهب الضرام وكذلك ضربة فريغ، بلا هاء أيضا.

والفريغ: مستوى من الأرض كأنه طريق، وهو الواسع وهو مجاز، وقيل: هو الذي قد أثر فيه، لكثرة ما وطئ، قال أبو كبير الهذلي:

فأجزته بأفل يحسـب أثـره      نهجا أبان بذي فريغ مخرف شبه بيا الفرند بوضوح هذا الطريق.

والفريغ من الخيل: الهملاج الواسع المشي، كالفراغ، ككتاب، وقد فرغ فراغة، وهو مجاز.

وقيل: الفريغ: هو الجواد البعيد الشحوة، قال الشاعر:

ويكاد يهلك في تـنـوفـتـه      شأو الفريغ وعقب ذي العقب وقال كراع: هملاج فريغ: سريع أيضا والمعنيان متقاربان.

ويقال: دابه فراغ السير، أي: سريع المشي، واسع الخطا، وفي الحديث: أن رجلا من الأنصار قال: حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار لنا قطوف، فنزل عنه، فإذا هو فراغ

صفحة : 5688

لا يساير أي: سريع المشي، واسع الخطوة، وقال الزمخشري: حمار فريغ: واسع المشي، وقد علم من ذلك أنه يطلق على غير الخيل أيضا.

والفريغة: المزادة الكثيرة الأخذ للماء، نقله الصاغاني كأنها ذات فرغ، أي: سعة، وهو مجاز.

والفراغ، ككتاب: العدل من الأحمال، بلغة طيئ، قاله أبو عمرو.

وقال الأصمعي: الفراغ: حوض واسع ضخم من أدم، قال أبو النجم:

تهدي بها كل نياف عندل
طاوية جنبي فراغ عثجل

والفراغ: الإناء بعينه، عن ابن الأعرابي، وفي التهذيب: كل إناء عند العرب: فراغ.

وقال أبو زيد: الفراغ: الغزيرة من النوق، الواسعة جراب الضرع، نقله الصاغاني وصاحب اللسان.

والفراغ في قول امرئ القيس:

ونحت له عن أزر تألبة      فلق فراغ معابل طحل القوس الواسعة جرح النصل، ونحت: تحرفت، أي: رمته عن قوس، وأزر: قوة وزيادة، والضمير في له لامرئ القيس.

أو الفراغ هنا: القوس البعيدة السهم ويروى فراغ بالنصب، أي: نحت فراغ، والمعنى كأن هذه المرأة رمته بسهم في قلبه.

وقال ابن عباد: الفراغ: القدح الضخم، الذي لا يطاق حمله، ج: أفرغة، كجراب وأجربة.

وقيل: الفراغ في قول امرئ القيس السابق: النصال العريضة، وأراد بالأرز: القوس نفسها.

وفرغ الماء، كفرح: انصب، الأولى كسمع، ليطابق مصدره، فرغ فراغا كسمع سماعا، وهو نص اللسان، وفي العباب: فرغ الماء، بالكسر، ففيه إشارة لما قلنا، وأما إذا كان كفرح فيلزم أن يكون مصدره فرغا، محركة، ولا قائل به، فتأمل.
والفراغة: الجزع والقلق، قال:

يكاد من الفراغة يستطار والفراغة، بالضم: نطفة الرجل، أي منيه، نقله ابن سيده والجوهري.

والفرغ، بالكسر: الفراغ، قال طليحة بن خويلد الأسدي في قتل ابن أخيه حبال بن سلمة بن خويلد:

فما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهـم    أليسوا وإن لم يسلموا برجال وأنشد:

فإن تك أذواد أخذن ونسوة     فلم تذهبوا فرغا بقتل حبال ويقال: ذهب دمه فرغا، بالكسر: ويفتح، أي: باطلا هدرا لم يطلب به، وزاد الزمخشري: وكذا ذهبت دماؤهم فرغا.

والأفرغ: الفارغ، ومنه قول رؤبة:

لو كنت أسطيعك لم يشغـشـغ
شربي وما المشغول مثل الأفرغ

ومن المجاز: الطعنة الفرغاء، هي: الواسعة يسيل دمها، كأنها ذات فرغ، شبهت لسعتها بفرغ الدلو.

وأفرغه إفراغا: صبه، كفرغه تفريغا، وفي التنزيل ربنا أفرغ علينا صبرا، أي: اصبب كما تفرغ الدلو، أي: تصب وقيل: أنزل علينا صبرا يشتمل علينا، وهو مجاز.

وأفرغ الدماء: أراقها.

ويقال: حلقة مفرغة: إذا كانت مصمتة الجوانب غير مقطوعة، وفي الأساس: هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها.

وتفريغ الظروف: إخلاؤها، وقرأ الحسن البصري، وأبو رجاء والنخعي، وعمران بن جرير: حتى إذا فرغ عن قلوبهم وتفسيره: أخلى قلوبهم من الفزع، وقال ابن جني في كتاب الشواذ فرغ، وفزع،وافرنقع بمعنى واحد.

صفحة : 5689

ويزيد بن ربيعة بن مفرغ، كمحدث الحميري: شاعر يقال: إن جده راهن على أن يشرب عسا من لبن، ففرغه شربا، وقال ابن الكلبي في نسب حمير هو يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ، وكان حليفا لآل خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، قال: وله اليوم عقب بالبصرة، وهكذا قرأته في أنساب أبي عبيد أيضا.

والمستفرغة من الإبل: الغزيرة اللبن.

ومن المجاز: المستفرغة من الخيل: التي لا تدخر من حضرها شيئا، أي: من عدوها.

واستفرغ: تقيأ وفي اصطلاح الأطباء: تكلف القيء.

ومن المجاز: استفرغ مجهوده في كذا، أي: بذل طاقته ولم يبق من جهده شيئا.

وتفرغ، أي تخلى من الشغل، يقال: تفرغ لكذا، ومن كذا ومنه الحديث: تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم.

وافترغت لنفسي ماء: صببته وفي العباب: افترغت:صببت على نفسي: وافترغت من المزادة لنفسي ماء: إذا اصطببته وفي اللسان: افترغ: أفرغ على نفسه الماء، وصبه عليه، وفي الأساس: رأيته يغترف الماء، ثم يفترغه على نفسه.

ومما يستدرك عليه: إناء فرغ، بضمتين أي: مفرغ، كذلل بمعنى مذلل، وبه قرأ الخليل: وأصبح فؤادث أم موسى فرغا أي: مفرغا.

وقوس فرغ، بضمتين، وفراغ، ككتاب: بغير وتر، وقيل: بغير سهم.

وناقة فراغ، بالكسر: بغير سمة.

والفرغ، بالفتح: السيلان.

وفراغث الناقة، بالكسر: ضرعها، وهكذا فسر به قول أبي النجم السابق، أراد أنه قد جف ما فيه من اللبن فتغضن.

والفريغ، كأمير: العريض.

وسهم فريغ، أي حديد، قال النمر بن تولب، رضي الله عنه:

فريغ الغرار على قدره     فشك نواهقه والفمـا وسكين فريغ كذلك، وكذلك رجل فريغ: إذا كان حديد اللسان.

ورجل فراغ، ككتاب: سريع المشي، واسع الخطا.

وفرغ عليه الماء: صبه عن ثعلب، وأنشد:

فرغن الهوى في القلب ثم سقينهصبابات ماء الحزن بالأعين النجل والإفراغة: المرة الواحدة من الإفراغ، ومنه الحديث: كان يفرغ على رأسه ثلاث إفراغات.

وأفرغ عند الجماع: صب ماءه.

وأفرغ الذهب والفضة وغيرهما من الجواهر الذائبة: صبها في قالب. ودرهم مفرغ، كمكرم، مصبوب في قالب، ليس بمضروب ومفرغ الدلو، كمقعد: ما يلي مقدم الحوض.

والفرغان: الإناء الواسع.

والفراغ بالكسر: الأودية عن ابن الأعرابي، ولم يذكر لها واحدا، ولا اشتقها.

وقال ابن بري: الفرغ: الأرض المجدبة قال مالك العليمي:

انج نجاء من غريم مكبول
يلقى عليه النيدلان والغول
واتق أجسادا بفرغ مجهول

ومفارغ الدلو: مصابها، جمع فرغ، كما في الأساس، أو جمع مفرغ.

وفي الدعاء: اللهم إني أسألك العيش الرافغ، والبال الفارغ.

ومن المجاز: يقال: هذا كلام فارغ.

ويقال في الوعيد: لأفرغن لك.

وقد أفرغ عليه ذنوبا: إذا ناطقه بما يتشور منه، أي: يستحيا ويخجل، ومنه قول الأخطل في حق الشعبي: أنا استفرغ من إناء واحد، وهو يستفرغ من أوان شتى يريد سعة حفظ الشعبي.

صفحة : 5690

والمفرغ: بضم الميم وفتحها، فالضم: بمعنى الإفراغ، والفتح بمعنى الموضع، وبهما فسر قول رؤبة:

بمدفق الغرب رحيب المفرغ

ف-ش-غ
فشغه، كمنعه، فشغا: علاه حتى غطاه، قال عدي بن زيد العبادي يصف فرسا:

له قصة فشغت حـاحـبـي     ه والعين تبصر ما في الظلم كفشغه تفشيغا، ومنه الناصية الفشغاء والفاشغة، وهي: المنتشرة المغطية للعين، وقد فشغت الناصية والقصة.

والفشاغ، كغراب: الرقعة من أدم يرقع بها السقاء.

وأيضا: نبات يلتوي على الأشجار ويعلوها فيفسدها أورده الجوهري ولم يضبطه بوزن ولا مثال على عادته، وفيه وجهان: يخفف ويشدد، كما نقله ابن بري عن الأزهري، وكذلك نقله الهروي في الغريبين والصاغاني في كتابيه، وأورده الزمخشري في العين المهملة، فلينظر ذلك.

والفشغة: اللبلاب يعلو الشجر ويلتوي عليه.

وقال الليث: الفشغة: قطنة في جوف القصبة هكذا نص العباب، ووقع في اللسان: قصبة في جوف قصبة، فلينظر ذلك.

قال الليث: والفشغة أيضا: ما تطاير من جوف الصوصلاة اسم لحشيشة، وهو أيضا الصاصلي م معروفة، هي التي يأكل جوفها صبيان العراق.

ورجل أفشغ الثنية: ناتئها، قاله الليث، ومنه حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: أنه كان آدم عليه السلام ذا ضفيرتين أفشغ الثنيتين أي: ناتئهما خارجتين عن نضد الأسنان.

ورجل أفشغ الأسنان: متفرقها لسعة ما بينها، قاله الليث أيضا.

والمفشغ، كمنبر: من يواجه صاحبه بالمكروه ومنه قول رؤبة:

بأن أقوال العنيف المفشغ
خلط كخلط الكذب الممغمغ

أو هو الذي يقدع الفرس ويقهره وفي بعض النسخ أو يفدح والأولى الصواب.

والمفشغ كمحسن: الرجل المنون القليل الخير، وقد أفشغ: إذا قل خيره.

والأفشغ: كبش ذهب قرناه، كذا وكذا.

وأفشغ زيدا السوط أي ضربه به وكذا أفشغه به.

وقال الأصمعي: فشغه النوم تفشيغا: غلبه وعلاه وكسله، وأنشد لأبي دؤاد:

فإذا غزال عـاقـد       كالطبي فشغه المنام وانفشغ الشيء: ظهر وكثر.

وتفشغ الرجل: لبس أخس ثيابه، وفي نسخة: أخشن ثيابه.

ومنه حديث عمر رضي الله عنه: أن وفد البصرة أتوه وقد تفشغوا فقال: ما هذه الهيئة? فقالوا: تركنا الثياب في العياب، وجئناك، قال: البسوا وأميطوا الخيلاء قال شمر: أي لبسوا أخشن ثيابهم، ولم يتهيؤا للقائه، وقال الزمخشري في الفائق: أنا لا آمن أن يكون مصحفا من تقشفوا، والتقشف: أن لا يتعاهد الرجل نفسه، قال: فإن صح ما رووه فلعل معناه أنهم لم يحتفلوا في الملابس، وتثاقلوا في ذلك، لما عرفوا من خشونة عمر رضي الله عنه.

وتفشغ فيه الشيب أو الدم: انتشر وكثر، فيه لف ونشر مرتب، فالانتشار للشيب، والكثرة للدم، يقال: تفشغ فيه الدم، أي: غلبه وتمشى في بدنه، ومنه قول طفيل الغنوي:

وقد سمنت حتى كأن مخاضها      تفشغها ظلع وليست بظلـع وتفشغ الرجل المرأة: دخل بين رجليها ووقع عليها، وافترعها.

صفحة : 5691

وحكى ابن كيسان: تفشغ الرجل البيوت: دخل بينها، نقله الجوهري، وقيل: إذا غاب فيها ولم تره.

وتفشغ الدين فلانا: علاه وركبه، وكذلك الجمل الناقة.

والمفاشغة: أن يجر ولد الناقة وينحر، وتعطف على ولد آخر يجر إليها، فيلقى تحتها، فترأمه، تقول: فاشغ بينهما، وقد فوشغ بها قال الحارث بن حلزة:

بطلا يجرره ولا يرثي له      جر المفاشغ هم بالإرآم كذا في التهذيب، و الذي في المحكم: فاشغ الناقة: إذا أراد أن يذبح ولدها، فجعل عليه ثوبا يغطي به رأسه وظهره كله، ما خلا سنامه، فيرضعها يوما أو يومين، ثم يؤخذ عنه الثوب فيجعل على حوار آخر فترى أنه ابنها، وينطلق بالآخر فيذبح.

والفشاغ ككتاب، الشغار، وهو نحو القراف في المهر.

والفشاغ أيضا: الكسل كالتفشغ، كما في اللسان، ويوجد هنا في بعض النسخ زيادة قوله: وكغراب ورمان: نباتق يلتوي على الشجر ويتفشغ، أي ينتشر وهو مكرر مع ما مر له آنفا، فينبغي حذفه.

ومما يستدرك عليه: تفشغه الشيب، وتشيعه، وتشيمه، وتسمنه بمعنى واحد، عن ابن الأعرابي.

وفشغ الشيء: اتسع وانتشر، كانفشغ.

وتفشغت الغرة، مثل فشغت.

وفشغه بالسوط فشغا: علاه به.

وتفشغ الولد: كثروا: وفي حديث ابن عباس: رضي الله عنهما، قال له مسلم الأعرج: ما هذه الفتيا التي قد تفشغت، من طاف فقد حل، قال: سنة نبيكم، صلى الله عليه وسلم، وإن رغمتم، أي انتشرت، ويروى قد تشققت وتشعفت، وتشعبت.
ويقال: تفشغ الخير في بني فلان: إذا كثر وفشا.

وفاشغه بالأمر: عاجله به ساعة لقيه.

ف-ض-غ
فضغ العود، بالضاد المعجمة، كمنع، فضغا، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: أي هشمه.

قال: والمفضغ، كمنبر: من يتشدق ويلحن، كأنه يفضغ الكلام فضغا، كذا في العباب، واللسان، والتكملة.

ف-غ-غ
الفغة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو تضوع الرائحة وقد فغتني الرائحة تفغني فغا.

قلت: وأصله الفوغة، كما سيأتي قريبا.

ف-ل-غ
فلغ رأسه، كمنع، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: أي ثلغه، أي: شدخه، زاد الأزهري بالعصا، وأورده يعقوب في البدل، أي: أن فاء فلغ بدل من ثاء ثلغ، وبكل منهما روي الحديث: إني إن آتهم يفلغ رأسي كما تفلغ العترة كما تقدم.

ومما يستدرك عليه: تفلغ الشيء: تهشم.

ف-و-غ
الفوغ، محركة، أهمله الجوهري وقال الصاغاني نقلا عن بعضهم: هو الضخم في الفم، وهو أفوغ.

وقال ابن عباد: فاغت الرائحة، أي: فاحت.

وقال ابن الأثير: فوغة الطيب، فوحته، يروى بالعين وبالغين، وقال كراع: فوغة الطيب كفوعته، قال الأزهري: ولم يقلها أحد غيره، قال: ولست منها على ثقة، قال شمر: وفوغة من الفاغية، قال الأزهري: كأنه مقلوب عنده.

وقال ابن الأعرابي: الفائغة: الرائحة المخشمة من الطيب وغيره.

قلت: وكأنه مقلوب الفاغية.

وفاغ:ة، بسمرقند. قلت: وهو معرب باغ.