الباب التاسع عشر: باب الغين المعجمة - الفصل العشرون: فصل الميم مع الغين

فصل الميم مع الغين

م-ر-غ
المرغ: المخاط، وقيل: الريق، وقيل: اللعاب، وقيل: لعاب الشاء، وهو في الإنسان مستعار، كقولهم: أحمق ما يجأي مرغه أي لا يستر لعابه، وجأيت الشيء: سترته، وفي العباب: أي لا يحبس لعابه، وعم به بعضهم، وقصره ابن الأعرابي على الإنسان، فقال: المرغ للإنسان والروال غير مهموز للخيل، واللغام للإبل، قال الحرمازي يخاطب أمة:

وأن ترى كفك ذات نفغ
تشفينها بالنفث أو بالمرغ

والمرغ: مجتمع وفي العباب: مصير بعر الشاة الذي يجتمع فيه.

وقال ابن الأعرابي: المرغ: الروضة، أو هي: الكثيرة النبات، كالمرغة، عن أبي عمرو وابن الأعرابي أيضا.

صفحة : 5694

وقال ابن عباد: مرغ، كمنع: أكل العشب، قال أبو حنيفة: مرغت السائمة والإبل العشب تمرغه مرغا: أكلته.

وقال أبو عمرو: مرغ العير في العشب: أقام فيه يرعى، وأنشد:

إني رأيت العير في العشب مرغ
فجئت أمشي مستطارا في الرزغ

قلت: هو لربعي الدبيري.

وقال ابن عباد: مرغ البعير مرغا: كأنه رمى باللغام.

قال: وبكار مرغ، كسكر: يسيل لغامها، وهو في قول رؤبة:

أعلو وعرضي ليس بالممشغ
بالهدر تكشاش البكار المرغ

ولا واحد لها وقال أبو عمرو: المرغ: مرغ في التراب.

وقال ابن الأعرابي: المرغ: التي تمرغها الفحول.

والمراغة: كسحابة: متمرغ الدابة، كالمراغ، أي: موضع تمرغها، وفي صفة الجنة: مراغ دوابها المسك.

وقال أبو النجم يصف ناقة:

يجفلها كل سنام مجفل
لأيا بلأي في المراغ المسهل

وقال ابن عباد: المراغة: الأتان لا تمنع الفحولة، وعبارة الليث: لا تمتنع من الفحول.

والمراغة: أم جرير الشاعر، لقبها الفرزدق لا الأخطل، ووهم الجوهري أي: مراغة للرجال، أي يتمرغ عليها الرجال أو لقبت لأن أمه ولدت في مراغة الإبل، وهذا قول الغوري، وقال ابن دريد: فأما قول الفرزدق لجرير: يابن المراغة، فإنما يعيره ببني كليب، لأنهم أصحاب حمير، وقال ابن عباد: وقيل: هي مشرب الناقة التي أرسلها جرير فجعل لها قسما من الماء، ولأهل الماء قسما، قال الفرزدق يهجو جريرا:

يا ابن المراغة أين خالك إننـي     خالي حبيش ذو الفعال الأفضل وقال الجوهري: المراغة: أم جرير، لقبها به الأخطل حيث يقول:

وابن المراغة حابس أعياره     قذف الغريبة ما تذوق ملالا أراد أمه كانت مراغة للرجال، ويروى رمي الغريبة ونقل الصاغاني هذا القول في التكملة، ثم قال: و الذي قاله الجوهري حرز، وقياس، والقول ما قالت حذام.

ومراغة: د، بأذربيجان من أشهر مدنها.

والمراغة: د، لبني يربوع ابن حنظلة، قال أبو البلاد الطهوي، وكان خطب امرأة، فزوجت من رجل من بني عمرو بن تميم، فقتلها فهرب:

ألا أيها الظبي الذي ليس بارحا    جنوب الملا بين المراغة والكـدر
سقيت بعذب الماء، هل أنت ذاكر  لنا من سليمى إذ نشدناك بالذكر?

وبنو المراغة: بطين من العرب، قاله ابن دريد، قال شيخنا: يقال: إنه من الأزد.

ويقال: هو مراغة مال، كما يقال: إزاؤه، نقله ابن عباد.

قال: ورجل مراغة بالتشديد، وهو: المتمرغ.

والمرائغ: كورة بصعيد مصر غربي النيل، كذا في العباب.

قلت: أما الكورة فهي المعروفة الآن بجزيرة شندويل، وإذا أطلقت الجزيرة في الصعيد فالمراد بها هي، وأما المراغة فهي قصبتها، وهي قرية صغيرة، وقد دخلتها، وتعد الآن من أعمال إخميم، وينسب إليها الشيخ وقار الدين أبو القاسم بن أحمد بن عبد الرحمن، المالكي، صاحب الزاوية بها، وحفيده الشمس محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم، سمع من ابن سيد الناس، لقيه الحافظ ابن حجر، كذا في تاريخ السخاوي.

صفحة : 5695

والممرغة، كمكنسة: المعي الأعور، سمي أعور لأنه كالكيس لا منفذ له، وسمي بالممرغة لأنه يرمى به كما في العباب والصحاح واللسان.

والمارغ: الأحمق، لعدم حبسه اللعاب.

والأمرغ: المتمرغ في الرذائل، وهو مجاز، وبه فسر قول رؤبة:

خالط أخلاق المجون الأمرغ أي: خالط الأخلاق السيئة المنتنة، فصار كالمتمرغ في السوءات، وقد مرغ عرضه، كفرح: دنس.

وشعر مرغ، ككتف: ذو قبول للدهن.

وأمرغ الرجل، والبعير كذلك: سال مرغه، أي لعابه من جانبي فيه، وذلك إذا نام الإنسان.

وأمرغ الرجل: كثر كلامه في خطإ ونص العباب والصحاح: إذا أكثر الكلام في غير صواب، ومثله في اللسان.

وأمرغ العجين: أكثر ماءه حتى رق، لغة في أمرخه، فلم يقدر أن ييبسه.

ومرغ الدابة في التراب تمريغا: قلبها ومعكها، فتمرغت.

وتمرغ الإنسان: تقلب وتمعك، ومنه حديث عمار، رضي الله عنه: أجنبنا في سفر، وليس عندنا ماء، فتمرغنا في التراب، ظن أن الجنب يحتاج أن يوصل التراب إلى جميع جسده كالماء.

وعن ابن الأعرابي: تمرغ الرجل، أي: تنزه.

ومن المجاز: تمرغ الرجل: إذا تلوى وتقلب من وجع يجده تشبيها بالدابة.

وتمرغ الحيوان: رش اللعاب من فيه، قال الكميت يعاتب قريشا:

فلم أرغ مما كان بيني وبينها     ولم أتمرغ أن تجنى غضوبها قوله: فلم أرغ من رغاء البعير.

وقال أبو عمرو: تمرغ المال: إذا أطال الرعي في المرغة، أي: الروضة.

ومن المجاز: تمرغ في الأمر: إذا تردد فيه، نقله الزمخشري وابن عباد.

وقال أبو عمرو: تمرغ على فلان: إذا تلبث وتمكث.

وقال غيره: تمرغ الرجل: إذا صبغ كذا بالباء الموحدة، والغين المعجمة في سائر النسخ، وفي بعضها صنع بالنون والعين المهملة وهو الصواب نفسه بالادهان والتزلق وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: الأمرغ: الرجل ذو شعر مرغ.

والمرغ: الإشباع بالدهن، نقله الليث.

وأمرغ عرضه، ومرغه تمريغا: دنسه، نقله الصاغاني في التكملة، وصاحب اللسان وهو مجاز.

ومارغه بالتراب مراغا: ألزقه به، والاسم: المراغة، بالفتح.

والممارغة: المخاتلة.

ومن المجاز: هو يتمرغ في النعيم: أي: يتقلب فيه.

والمراغة: ماء خبيث لبني كلب.

والأمرغ: موضع، عن ابن دريد، ونقله ياقوت أيضا عنه.

ومريغة، بالفتح: موضع.

م-ز-غ
التمزغ: التوثب، نقله ابن بري، وأنشد لرؤبة:

بالوثب في السوءات والتمرغ هكذا نقله صاحب اللسان، وأهمله الجماعة.

قلت:و هو تصحيف صوابه: والتمرغ، بالراء، أي: بالوثب في الرذائل، والتمرغ فيها، وهو مجاز، ويشبهه قوله:
خالط أخلاق المجون الأمرغ وقد تقدم قريبا، فتأمل.
م-س-غ

صفحة : 5696

أمسغ الرجل وامتسغ أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن الأعرابي: أي تنحى، نقله الصاغاني هكذا، ففي العباب: أمسغ، وفي التكملة: امتسغ، واقتصر على كل حرف في كل من كتابيه، والمصنف جمع بينهما، وهو تحريف من الصاغاني فإن الذي في نسخ النوادر لابن الأعرابي: انتسغ الرجل: إذا تحرى هكذا هو بالنون وقال في نشغ: انشغ: إذا تنحى فتأمل ذلك، وكثيرا ما يقلده المصنف في غير مراجعة ولا تأمل.

م-ش-غ
المشغ، كالمنع: ضرب من الأكل، وهو أكل غير شديد، وقيل: هو كأكل القثاء ونحوه.

والمشغ: الضرب قال أبو تراب عن بعض العرب: مشغه مائة سوط، ومشقه: إذا ضربه.

والمشغ: التعييب في عرض الرجل، عن ابن دريد.

والمشغ، بالكسر: المغرة وهو المشق أيضا.

ومشغه أي: التوب تمشيغا: إذا صبغه بها، وقال ابن الأعرابي: ثوب ممشغ: مصبوغ بالمشغ، قال الأزهري: أراد بالمشغ المشق، وهو الطين الأحمر.

ومشغ عرضه تمشيغا: كدره، ولطخه، ومنه قول رؤبة:

أعلو وعرضي ليس بالممشغ أي: ليس بالمكدر الملطخ المعاب.

وقال ابن عباد: المشغة: قطعة من ثوب أو كساء خلق قلت: وهو قول أبي عمرو، وأنشد:

كأنه مشغة شيخ ملقاه وقال غيره: المشغة:طين يجمع، ويغرز فيه شوك ويترك ليجف ثم يضرب عليه الكتان ليتسرح كذا في اللسان والعباب.

م-ض-غ
مضغه، كمنعه ونصره، يمضغه مضغا: لاكه بسنه طعاما أو غيره.

والمضاغ: كسحاب: ما يمضغ وفي التهذيب: كل طعام يمضغ، ويقال: ما ذقت مضاغا ولا لواكا أي: ما يمضغ ويلاك، وهذه كسرة لينة المضاغ بالفتح أيضا وروي قول الراجز:

بكسرة لينة المضاغ
بالملح أو ما شئت من صباغ

ويروى: طيبة المضاغ وقد تقدم، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: لأنها أي التمرات شدت في مضاغي، ويقال: إن المضاغ هنا هو المضغ نفسه.

والمضاغة بالضم: ما مضغ وقيل: ما يبقى في الفم من آخر ما مضغته.

والمضاغة بالتشديد: الأحمق.

والمضغة، بالضم: قطعة من لحم، كما في الصحاح، زاد الأزهري: وتكون المضغة من غيره أيضا يقال: أطيب مضغة أكلها الناس صيحانية مصلبة. وقال خالد بن جنبة: المضغة من اللحم: قدر ما يلقي الإنسان في فيه، ومنه قيل: في الإنسان مضغتان إذا صلحتا صلح البدن: القلب واللسان، ج: مضغ، كصرد: وقلب الإنسان مضغة من جسده، وقال الأزهري: إذا صارت العلقة التي خلق منها الإنسان لحمة فهي مضغة، ومنه قوله تعالى: فخلقنا العلقة مضغة وفي الحديث: ثم أربعين يوما مضغة، وقال زهير بن أبي سلمى:

تلجلج مضغة فيهـا أنـيض     أصلت فهي تحت الكشح داء ومضغ الأمور، كسكر: صغارها، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب كصرد، وقد ضبطه الصاغاني وصاحب اللسان على الصواب، وهكذا روي الحديث من قول سيدنا عمر رضي الله عنه، للبدوي: إنا لا نتعاقل المضغ بيننا، أراد الجراحات، وسمى ما لا يعتد به في أصحاب الدية مضغا، تقليلا وتحقيرا، على التشبيه بمضغة الإنسان في خلقه، فتأمل ذلك.

صفحة : 5697

والمضيغة، كسفينة: كل لحم على عظم، قاله ابن شميل.

وقال ابن دريد: المضيغة: لحمة تحت ناهض الفرس قال: والناهض: لحم العضد.

وقال الأصمعي: المضيغة: عقبة القوس التي على طرف السيتين: وقال غيره: المضيغة: ما بل وشد على طرف سية القوس من العقب، لأنه يمضغ، ومآل القولين إلى واحد.

أو المضيغة: عقبة القواس الممضوغة.

وكل لحمة يفصل بينها وبين غيرها عرق فهي مضيغة.

واللهزمة: مضيغة.

والعضلة: مضيغة، قاله الليث.

ج: مضيغ كسفين، عن ابن شميل وقال الأصمعي: جمعه مضائغ، مثل: سفائن.

والماضغان: أصول اللحيين عند منبت الأضراس بحياله، أو هما: عرقان في اللحيين، أو هما: ما شخص عند المضغ.

وأمضغ النخل: صار في وقت طيبه حتى يمضغ، عن ابن عباد.

وقال الزجاج: امضغ اللحم: إذا استطيب وأكل.

وقال غيره: ماضغه في القتال: إذا جاده فيه، هكذا في العباب، وهو مجاز، ونص الأساس: ماضغت فلانا مماضغة: إذا جاددته في القتال والخصومة، ونص اللسان: ماضغه القتال والخصومة: طاوله إياهما.

ومما يستدرك عليه: أمضغه الشيء: ومضغه تمضيغا: ألاكه إياه، قال:

أمضغ من شاحن عودا مرا وقال آخر:

هاع يمضغني ويصبح سادرا    سدكا بلحمي ذئبه لا يشبـع وكلأ مضغ، ككتف: قد بلغ أن تمضغه الراعية، ومنه قول أبي فقعس في صفة الكلإ: خضع مضغ، ضاف رتع، أراد مضغ فحول الغين عينا لما قبله من خضع ولما بعده من رتع والمواضغ: الأضراس، لمضغها صفة غالبة.

والماضغان، والماضغتان، والمضيغتان: الحنك الأعلى والأسفل، لمضغهما المأكول، وقيل: هما رؤدا الحنكين لذلك.

والمضيغة، كسفينة: كل عصبة ذات لحم، فإما أن تكون مما يمضغ، وإما أن تشبه بذلك إن كان مما لا يؤكل.

والمضائغ من وظيفي الفرس: رؤوس الشظايتين، لأن آكلها من الوحش يمضغها، وقد يكون على التشبيه، كما تقدم، لمكان المضغ أيضا.

والمضغ من الجراح: ما ليس له أرش مقدر معلوم،و هو مجاز.

وأمضغ التمر: حان أن يمضغ.

وتمر ذو مضغة: صلب متين يمضغ كثيرا.

وهجاه هجاء ذا ممضغة: يصفه بالجودة والصلابة، كالتمر ذي الممضغة.

وإنه لذو مضغة: إذا كان من سوسه اللحم.

ومن المجاز: هو يمضغ لحم أخيه، ورجل مضاغة للحوم الناس.

وأما قول رؤبة:

إن لم يعقني عاتق التـسـغـسـغ
في الأرض فارقبني وعجم المضغ

معناه انظر إلي وإلى الذين يمضغون عندك كيف فعلي وفعلهم? ويقال: هو يمضغ الشيح والقيصوم: إذا كان بدويا.

م-غ-غ
مغمغ اللحم مغمغة: مضغه ولم يبالغ، أي: لم يحكم مضغه، كما في الجمهرة.

قال: وكذلك مغمغ كلامه: إذا لم يبينه، كأنه قلب غمغم.

وقال غيره: مغمغ الكلب في الإناء، أي: ولغ.

وقال ابن عباد: مغمغ الثوب في الماء: مثل غثغثه أي: معسه.

وقال أبو عمرو: مغمغ الثريد: رواه دسما، وكذلك روغه، وسغسغه، وصغصغه.

ومغمغ الشيء: خلطه.

وقال الليث: مغمغ الأمر: اختلط قال رؤبة:

ما منك خلط الخلق الممغمغ

صفحة : 5698

وانفح بسجل من ندى مبلغ والمغمغة: العمل الضعيف كما في المحيط، زاد المصنف: الرديء وليس هو في نص المحيط، وإنما زاده الصاغاني في التكملة.

وتمغمغ: نال شيئا من العشب، عن ابن عباد.

وتمغمغ المال: إذا جرى فيه السمن، كما في اللسان والمحيط.

م-ل-غ
الملغ، بالكسر: المتملق، وقيل: هو الشاطر، وقيل: الذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل له.

وملغ في كلامه: كعني: إذا تحمق.

وكلام ملغ، وأملغ: لا خير فيه، قال رؤبة:

والملغ يلكى بالكلام الأملغ

م-ن-غ
منغ، كجبل، هكذا ضبطه الصاغاني في العباب، وفي التكملة بالتشديد، مثل بقم وقد أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهي: ناحية بحلب، وكانت تدعى قديما منع بالعين المهملة فغيرت بالمعجمة.

ومنوغان: د، بكرمان وإذا عربوه قالوا: منوجان، بالجيم، كذا في العباب.

قلت: وقد تقدم للمصنف في م-ن-ج مثل ذلك، و الذي في المعجم لياقوت أن هذا البلد يسمى منوقان بالقاف، فانظر ذلك.

م-و-غ
ماغت الهرة تموغ موغا، ومواغا، بالضم أهمله الجوهري وقال ابن دريد: أي صوتت، وكذلك ماءت مواء.