الباب التاسع عشر: باب الغين المعجمة - الفصل الثاني والعشرون: فصل الواو مع الغين

فصل الواو مع الغين

و-ب-غ
وبغه، كوعده: عابه، أو طعن عليه، نقله ابن دريد قال الأزهري: ولا أعرفه.

والأوبغ: ع، عن ابن دريد.

والوبغ، محركة: هبرية الرأس، ونباغته التي تتناثر منه، وقد تقدم.

وقال الليث: الوبغ: داء يأخذ الإبل فترى فساده في أوبارها.

وقال غيره: رجل وبغ، ككتف: ذو هبرية.

وقال ابن عباد: وبغة القوم، محركة: مجتمعهم ووسطهم.

والوباغة، مشددة: الاست، بالعين والغين جميعا، ومنه قولهم: كذبت وباغته ووباغته: إذا ضرط فكأنها صدقت.

ومما يستدرك عليه: رجل وبغ، ككتف: وقع في وسط القوم.

ومجتمع كل شيء: وبغته، محركة.

و-ت-غ
الوتغ، محركة: الإثم، قاله الليث.

وأيضا: الهلاك في الدين والدنيا، قاله الكسائي.

وقال ابن عباد: الوتغ: الملامة.

وقال الليث: الوتغ: قلة العقل في الكلام وأنشد:

يا أمتا لا تغضبي إن شئت
ولا تقولي وتغا إن فـئت

وقال ابن عباد: الوتغ: الوجع، وسوء الخلق، هكذا في سائر النسخ، وسقط من بعضها، وليس هو في المحيط بل فيه بعد الوجع وسوء القول وفرط الجهل، فعل الكل كوجل وتغ يوتغ وتغا.

وقال أبو زيد: الوتغة من النساء، كفرحة: المضيعة لنفسها في فرجها، يقال: وتغت، كوجل، توتغ وتيتغ وتغا.

وأوتغه الله أي: أهلكه ومنه حديث: فإنه لا يوتغ إلا نفسه وفي حديث: حتى يكون عمله هو الذي يطلقه أو يوتغه.

وأتغاه يتغيه بمعناه، وسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى.

وأوتغ السلطان فلانا: إذا حبسه، أو ألقاه في بلية.

أو أوتغه: أوجعه، يقال: والله لأوتغنك، أي: لأوجعنك.

وأوتغ دينه بالإثم وقوله، أي: أفسده.

ومما يستدرك عليه: وتغ الرجل، كوجل: فسد.

والموتغة: المهلكة، زنة ومعنى.

ووتغ في حجته، كوجل: أخطأ.

والاسم الوتيغة.

وأوتغه عند السلطان: لقنه ما يكون عليه لا له.

ورجل وتغ، ككتف: يضيع نفسه في فرجه، نقله أبو زيد.

و-ث-غ
وثغ رأسه، كوعد: شدخه.

وقال أبو عمرو: وثغ الظائر ناقته، يثغها وثغا: اتخذ لها وثيغة، وهي الدرجة التي تتخذ للناقة، تدخل في حيائها إذا أرادوا أن يظأروها على ولد غيرها.

وقال ابن عباد: ثريدة موثوغة ووثيغة: رد بعضها على بعض.

قال: ووثيغة من المطر، ووثغة أي: قليل منه وفي بعض النسخ: قليلة منه، وهو غلط.

وفي النوادر: الوثيغة: ما التف واختلط من أجناس العشب الغض في الربيع، كالوثيخة، بالخاء، ونقله ابن السكيت أيضا هكذا.

و-ز-غ

صفحة : 5705

الوزغة، محركة: سام أبرص كما في المحكم، وفي العباب: دويبة سميت بها لخفتها، وسرعة حركتها، ج: وزغ، وأوزاغ، ووزغان، بالكسر، وضبطه بعض بالضم أيضا ووزاغ بالكسر، وإزغان على البدل، وفي الحديث: أنه أمر بقتل الأوزاغ وفي حديث أم شريك: أنها استأمرت النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الوزغان، فأمرها بذلك، وأنشد ابن الأعرابي:

فلما تجاذبنا تفـرقـع ظـهـره    كما تنقض الوزغان زرقا عيونها وقال ابن سيده: وعندي أن الوزغان إنما هو جمع وزغ، الذي هو جمع وزغة، كورل وورلان، لأن الجمع إذا طابق الواحد في البناء وكان ذلك الجمع مما يجمع، جمع على ما جمع عليه ذلك الواحد، وليس بجمع وزغة، لأن ما فيه الهاء لا يجمع على فعلان.

والوزغ أيضا: الارتعاش والرعدة، نقله ابن بري عن ابن خالويه، وفي العباب: هو الرعشة، ومقتضاه أنه بالتحريك كما ذهب إليه الصاغاني في كتابيه، وأورد حديث الحكم بن العاص، وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: اللهم اجعل به وزغا، فرجف مكانه. وروي أنه قال: كذلك فلتكن فأصابه مكانه وزغ لم يفارقه، وضبطه ابن الأثير وغيره من أصحاب الغريب بالفتح فالسكون فانظر ذلك.

والوزغ: الرجل الحارض الفشل، نقله ابن عباد، هو هكذا في بعض النسخ بالشين المعجمة ككتف، ووجد في بعض الأصول الفسل، بفتح فسكون المهملة.

ووقع في نسخ الأساس: والوزغ: الفيل، ويقال: ما هو إلا وزغ من الأوزاغ، أي: فيل من الأفيال، ولا أدري كيف ذلك، ولعله تصحيف من الفسل، فتأمل ذلك.

والأوزاغ: الضعفاء من الرجال، جمع وزغ، كسبب وأسباب.

ووزغت الناقة ببولها، كوعد: رمته دفعة دفعة، نقله ابن عباد كأوزغت به إيزاغا، وكذلك أزغلت به قال ذو الرمة:

إذا ما دعاها أوزغت بكراتهـا     كإيزاغ آثار المدى في الترائب والحوامل من الإبل توزغ بأبوالها، قال مالك بن زغبة الباهلي:

بضرب كآذان الفراء فضولـه     وطعن كإيزاغ المخاض تبورها تبورها: تختبرها.

ووزغ الجنين توزيغا: صور في البطن، فتبينت صورته وتحرك، وقال أبو عبيدة: إذا تبينت صورة المهر في بطن أمه فقد وزغ توزيغا.

ومما يستدرك عليه: أوزغت الفرس إيزاغا كإيزاغ الإبل، وكذلك إيزاغ الدلو، وأنشد ثعلب:

قد أنزغ الدلو تقطى بالمرس
توزغ من ملء كإيزاغ الفرس

يعني أنها تفيض من الملء فيجري ذلك الماء.

والطعنة توزغ بالدم.

و-ش-غ
الوشغ: الشيء القليل يقال: شيء وشغ، أي: قليل وتح.

والوشوغ، كصبور: ما يوجر في الفم من الدواء.

ووشغ ببوله، كوعد وشغا: رمى به، كأوشغ به، مثل: وزغ به، وقال ابن الأعرابي: أوشغت الناقة، وأوزغت، وأزغلت بمعنى واحد.

قال: وأوشغه مثل: أوجره.

وقال غيره: أوشغ العطية إذا أوتحها، وقللها، قال رؤبة:

ليس كإيشاغ القليل الموشـغ
بمدفق الغرب رحيب المفرغ

وقال ابن الأعرابي: التوشيغ: تلطيخ الثوب بالدم حتى يصير عليه طرائق.

صفحة : 5706

وقال الليث: توشغ فلان بالسوء: إذا تلطخ به، ووقع في نسخة اللسان: بالسواد: تلطخ به، وأنشد الليث للقلاخ:

إني امرؤ لم أتوشغ بالكذب وقال ابن شميل: استوشغ فلان: استقى بدلو واهية، وهو الاستنشاغ كما مر.

ومما يستدرك عليه: الوشيغ، كأمير: الشيء القليل.

والوشغ، بالفتح: الكثير من كل شيء، عن كراع، وجمعه: وشوغ، قلت: فهو ضد.

و-ل-غ
ولغ السبع، والكلب وكل ذي خطم في الإناء ، وقال أبو زيد: ولغ في الشراب، ومنه، وبه يلغ، كيهب، وقال ابن دريد: يالغ فيه: لغة، ونسبه الليث لبعض العرب، قال: أرادوا بيان الواو فجعلوا مكانها ألفا، وأنشد على هذه اللغة لعبيد الله بن قيس الرقيات:

ما مر يوم إلا وعندهمـا      لحم رجال أو يالغان دما قلت: ويروى أو يولغان وهي لغة أيضا كما سيأتي للمصنف، وقد نسبه الجوهري لأبي زبيد الطائي، وأوله:

مرضع شبلين في مغارهما      قد نهزا للفطام أو فطمـا وقال ابن بري: هو لابن هرمة، وصوب الصاغاني قول الليث.

قلت: ومثله قرأت في كتاب الأغاني لأبي الفرج، قال: وكان في قصيدته هذه أو يالغان بالألف، وكذلك روي عنه، ثم غيرته الرواة، سمعت ابن الأعرابي يقول: سئل يونس عن قول ابن قيس الرقيات: أو يالغان دما، فقال يونس: يجوز يولغان، ولا يجوز يالغان، فقيل له: قد قال ذلك ابن قيس، وهو حجازي فصيح، فقال: ليس بفصيح ولا ثقة، شغل نفسه بالشراب بتكريت، انتهى.

وحكى اللحياني: ولغ يلغ، كورث يرث، وقال غيره: ولغ يولغ: مثل: وجل يوجل، ومنه رواية الجوهري: أو يولغان دما ولغا بالفتح، وأنشد ابن بري لحاجز الأسدي اللص:

بغزو مثل ولغ الذئب حتى      يثوب بصاحبي ثأر منـيم وقال آخر:

بغزو كولغ الذئب غـاد ورائح     وسير كنصل السيف لا يتعوج ولغ الذئب نسق لا يفصل بينهما فترة كعد الحاسب ويضم عن الفراء، وولوغا كقعود، وولغانا، محركة، أي: شرب ما فيه ماء أو دما بأطراف لسانه، أو أدخل لسانه فيه فحركه، وفي الحديث: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات، أي: شرب منه بلسانه خاص بالسباع أي: أكثر ما يكون الولوغ في السباع ومن الطير بالذباب، يقال: ليس شيء من الطيور يلغ غير الذباب.

وما ولغ اليوم ولوغا، بالفتح أي: لم يطعم شيئا، قاله ابن عبادس والزمخشري، وهو مجاز.

والميلغ، والميلغة بكسرهما: الإناء يلغ فيه الكلب، واقتصر الجوهري على الأول، وزاد في الدم، وفي حديث علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ليدي قوما قتلهم خالد، فأعطاهم ميلغة الكلب يعني: أعطاهم قيمة كل ما ذهب لهم، حتى قيمة الميلغة، وقد مر ذكر الحديث أيضا في ر-د-ع.

ووالغ: جبل بين الأحساء واليمامة قال:

إذا قطعنا والغا والسبسـبـا
ذكرت من ربعة قيلا مرحبا
وخبز بر عندها ومشـربـا

ووالغون، بكسر اللام: واد ولعله الذي ذكر، جمع بما حوله، قال الأغلب العجلي:

نحن منعنا جوف والغينا

صفحة : 5707

وقد تدلى عنبا وتينا وإعرابه كنصيبين، كما في العباب.

وولغون: ة، بالبحرين.

والولغة: الدلو الصغيرة قال:

شر الدلاء الولغة الملازمه
والبكرات شرهن الصائمه

وأولغ الكلب: سقاه، أو جعل له ماء أو شيئا يولغ فيه.

ومن المجاز: رجل مستولغ: إذا كان لا يبالي ذما ولا عارا، وفي الأساس: ما يبالي بالمذام، يطلب أن يولغ في عرضه، وأنشد ابن بري لرؤبة:

فلا تقسني بامرئ مستولغ ومما يستدرك عليه: ميالغ الكلاب: جمع ميلغ.

وفي مثل: غزو كولغ الذئب، أي: متدارك، وقد مر شاهده.

وفلان يأكل لحوم الناس، ويلغ في دمائهم، وهو مجاز.

واستعار بعضهم الولوغ للدلو فقال:

دلوك دلو يا دليح سابغه
في كل أرجاء القليب والغه

و-م-غ
الومغة أهمله الجوهري وقال ابن الأعرابي: هي الشعرة الطويلة، هكذا نقله ثعلب عنه.