الباب العشرون: باب الفاء - الفصل الأول: فصل الهمزة مع الفاء

فصل الهمزة مع الفاء

أ ث ف
الأثفية، بالضم ويكسر هكذا ضبطه أبو عبيد بالوجهين: الحجر الذي توضع عليه القدر، قال الأزهري: وما كان من حديد سموه منصبا، ولم يسموه أثفية، وفي اللسان، ورأيت حاشية بخط بعض الأفاضل، قال أبو القاسم الزمخشري: الأثفية ذات وجهين، تكون فعلوية وأفعلولة.

قلت: وكذا نصه في الأساس، وذكر الليث أيضا كذلك، فعلى أحد القولين ذكره المصنف في هذا التركيب، وسيعيد ذكره أيضا في المعتل ويأتىالكلام عليه هناك.

ج: أثافي بالتشديد ويخفف، قال الأخفش: اعتزمت العرب أثافي، أي: أنهم لم يتكلموا بها إلا مخففة، وبالوجهين روى قول زهير بن أبي سلمى:

أثافي سفعا في معرس مرجل     ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلـم ومن المجاز: بقيت من فلان إثفية خشناء، أي العدد الكثير، والجماعة من الناس وهو بكسر الهمزة، قال ابن الأعرابي في حديث له: إن في الحرماز اليوم لثفنة إثفية من أثافي الناس صلبة، نصب إثفية على البدل، ولا يكون صفة؛ لأنها اسم.

وثالثة الأثافي: القطعة من الجبل، يجعل إلى جنبها اثنتان، فتكون القطعة متصلة بالجبل، وذلك إذا لم يجدوا ثالثة الأثافي، وبه فسر قولهم في المثل: رماه الله بثالثة الأثافي: أي بالجبل: أي: بداهية مثل الجبل، قاله ثعلب، قال خفاف بن ندبة:

وإن قصيدة شنعاء مـنـى     إذا حضرت كثالثة الأثافي وقال أبو سعيد الضرير: معناه أنه رماه بالشر كله أثفية بعد أثفية حتى إذا رماه بالثالثة لم يترك منها غاية، وقال الأصمعي: معناه رماه بالمعضلات، وقال علقمة ابن عبدة - وخفف ياء الأثافي -:

بل كل قوم وإن عزوا وإن كثرواعريفهم بأثافي الشر مرجوم وهو مجاز.

وأثفه يأثفه من حد ضرب، أي تبعه فهو آثف: تابع، نقله الجوهري.

قلت: وهو قول أبي عبيد، نقله الكسائي في نوادره.

وقيل أثفه: إذا طرده عن ابن عباد.

وقال أبو عمرو: أثفه يأثفه بالكسر، وياثفه بالضم إذا طلبه.

صفحة : 5710

وأثيفية، كحديبية تصغير أثفية: ة باليمامة بالوشم منها، لبني كليب بن يربوع، وأكثرها لأولاد جرير الخطفي الشاعر، وقال ابن أبي حفصة: هي أكيمات ثلاثة شبهت بأثافي القدر، وبها له مال، وبها منزل عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، وقال نصر: أثيفية: حصن من منازل تميم، واستدل بقول الراعي الآتي.

وذو أثيفية: ع، بعقيق المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.

وأثيفيات، جمع أثيفية: ع في قول الراعي:

دعون قلوبنا بأثيفـيات     فألحقنا قلائص يعتلينا وقال ياقوت: أثيفية وأثيفات كلاهما موضع واحد، وإنما جمعه بما حوله، وله نظائر كثيرة.

قلت: وأقربها ما مر في )ولغ(.

أو جبال صغار كالأثافي قاله ابن حبيب، ومثله في قول ابن أبي حفصة، وقد تقدم.

المؤثف كمعظم: القصير العريض التار اللحيم، وأنشد أبو عمرو:

ليس من القر بمستكين
مؤثف بلحمه سمين

والآثف: الثابت كما في المحيط.

والآثف: التابع كما في الصحاح، وقال أبو حاتم: الأثافي: كواكب بحيال رأس القدر، قال: والقدر أيضا: كوكب مستديرة وقد ذكر في الراء.

وأثف القدر تأثيفا: جعلها على الأثافي لغة في ثفاها تثفية، كما في الصحاح، وسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى.
ومن المجاز: تأثفه: إذا تكنفه، وفي الصحاح: تأثفوه، أي تكنفوه، وفي الأساس: أي اجتمعوا حوله، وأنشد الجوهري للشاعر، وهو النابغة، يعتذر إلى النعمان بن المنذر -:

لا تقذفني بركن لا كفاء له     وإن تأثفك الأعداء بالرفد وقال أبو زيد: تأثف المكان: إذا لزمه، وألفه ولم يبرحه.

وقال الأزهري: تأثفه إذا اتبعه، وألح عليه، ولم يبرح يغريه، وبه فسر قول النابغة المذكور قال: وهو من أثفت الرجل آثفه أثفا: إذا تبعته، وليس هو من الأثفية في شيء.

ومما يستدرك عليه: تأثفت القدر، أي: وضعت على الأثافي.

وآثفها إيثافا: لغة في أثفها تأثيفا.

وتأثفوا على الأمر، أي: تألبوا عليه، وهو مجاز.

وهم عليه أثفية واحدة.

وامرأة مؤثفة، كمعظمة، لزوجها امرأتان سواها، وهي ثالثتهما، شبهت بأثافي القدر، ومنه قول المخزومية: إني أنا المؤثفة المكثفة، حكاه ابن الأعرابي.

وذات الأثافي: موضع في بلاد تميم، قال عمارة من بني نمير:

إن تحضروا ذات الأثافي فإنكم     بها أحد الأيام عظم المصائب

أ خ ف
أخيف، كزبير أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وهكذا ضبطه أصحاب الحديث، منهم ابن البرقي، وابن قانع، وأهل المعرفة بالأنساب، ورجحه الأمير ابن ماكولا، وقال: صرح به شباب، في طبقاته، فالهمزة إذا أصلية أصالتها في أسيد وأمين، أو هو كأحمد كما ذكره الدارقطني فيما حكاه عن شباب وحينئذ فموضعه الخاء مع الفاء، والأول أصوب، كما قاله الصاغاني، قالوا هو اسم مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو ابن تميم، ومن ذريته الخشخاش بن مالك العنبري الصحابي، وغيره.

أ د ف
الأداف، كغراب أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الذكر، ومنه الحديث: في الأداف الدية يعني الذكر إذا قطع، وهمزته بدل من الواو، وقال الراجز:

صفحة : 5711

أدخل في كعثبها الأدافـا
مثل الذراع يمتطي النطافا

قلت: وهو مأخوذ من ودف الإناء، إذا قطر، وودفت الشحمة: إذا قطرت دهنا، كما سيأتي.
قال غيره: الأداف الأذن نقله الصاغاني.

وأدفية، كأثفية: جبل لبني قشير هكذا ضبطه الصاغاني، وقلده المصنف، والذي صح أنه بالقاف، كما حققه ياقوت في المعجم، وقد أوردها المصنف ثانيا في المعتل، إشارة إلى أنها ذات وجهين: فعلوية، وأفعولة، كما سيأتي.

وأدفوة: بضم الهمزة وفتحها، وقد تعجم الدال هكذا بزيادة هاء في آخرها، ويوجد في بعض النسخ تشديد الواو أيضا، وكلاهما خطأ، والصواب في ضبطه أدفو بضم فسكون الدال والواو والفاء مضمومة، وقد تبدل الدال تاء: ة قرب الإسكندرية من كور البحيرة، وأيضا: بليد بالصعيد، وهي قرية عامرة بين أسوان وقوص، كثيرة النخل، بها ثمر لا يقدر على أكله حتى يدق في الهاون، مثل السكر، ويذر على العصائد، قاله ابن زولاق، وهكذا ضبط اسم القرية كما ذكرنا، منه الإمام أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن محمد الأدفوي الأديب المقرئ النحوي المفسر انفرد بالإمامة في قراءة نافع، رواية ورش، مع سعة علم، وحدث عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن النحاس بكتاب معاني القرآن، وإعراب القرآن، ولد سنة 304، وتوفي بمصر سنة88 3وتفسيره في أربعين وفي المعجم: خمسين مجلدا كبارا، وفي أنساب البلبيسي مائة وعشرين مجلدا، قال: ومنه نسخة الفاضلية، وله غير ذلك من كتب الأدب، وترجمته في معجم الأدباء مشهورة.

منه أيضا الشيخ كمال الدين أبو الفضل جعفر، ويدعى عبد الله ابن ثعلب هكذا بالثاء والعين المهملة، وصوابه بالتاء الفوقية والغين المعجمة، وهو ابن جعفر بن تغلب الأدفوي الفقيه المؤرخ المحدث، مؤلف تاريخ الصعيد، في جزء حافل، سماه ) الطالع السعيد ( وهو عندي، وقد أخذ عن أبي حيان، وغيره من الشيوخ، وأخذ عنه الحافظ ابن حجر بواسطة أبي الخير أحمد ابن الصلاح خليل بن كيكلدي العلائي، كما رأيته على رسالة من تأليف المترجم في حكم السماع.

قلت: ومنه أيضا ضياء الدين أحمد بن عبد القوى بن عبد الرحمن ابن علي الأدفوي، مات بها، وله كرامات، ترجمة الأدفوي المذكور في التاريخ.

ومما يستدرك عليه: أدفة، بفتح فسكون: من قرى إخميم بالصعيد من مصر، نقله ياقوت.

قلت: وقد رأيتها، وهي في حذاء جزيرة شندويل، من أعمال المراغات.

أ ذ ف
الأذاف كغراب بالذال المعجمة، أهمله الجوهري، والصاغاني في التكملة، وأورده في العباب، فقال: وقال ابن الأعرابي: هي لغة في الأداف، بالدال المهملة، بمعنى: الذكر.

قال الصاغاني: وتأذف كتضرب: د، على بريد من حلب، وفي العباب: على ثلاثة فراسخ منها بوادي بطنان، قال امرؤ القيس:

ألا رب يوم صالح فد شهدته بتأذف ذات التل من فوق طرطرا

أ ر ف
الأرفة، بالضم: الحد بين الأرضين وفصل ما بين الدور والضياع، وزعم يعقوب أن فاء أرفة بدل من ثاء أرثة، ج: أرف كغرف، وفي حديث عثمان رضي الله عنه: الأرف تقطع الشفعة. وهي الحجاز، وكانوا لا يرون الشفعة للجار، وقل اللحياني: الأرف والأرث: الحدود بين الأرضين.

الأرفة أيضا: العقدة نقله الصاغاني.

صفحة : 5712

والأرفي: كقمري: اللبن الطيب المحض الخالص، عن ابن الأعرابي، وبه فسر حديث المغيرة: )لحديث من في العاقل اشهى إلي من الشهد بماء رصفة بمحض الأرفي( قال ابن الأثير: كذا قاله الهروي عند شرحه الرصفة، في حرف الراء.

الأرفي أيضا الماسح الذي يمسح الأرض ويعلمها بحدود.

قال الصاغاني: والكلام على الأرفي كالكلام على الأثفية. وأرف على الأرض تأريفا: جعلت لها حدود، وقسمت، ومنه الحديث: )أي مال اقتسم، وأرف عليه فلا شفعة فيه( كما في الصحاح.

وتأريف الحبل: عقده.

يقال: هو مؤارفي أي: حده إلى حدى في السكنى والمكان كما نقول: متاخمي.

ومما يستدرك عليه: أرف الدار والأرض تأريفا: قسمها وحدها.

والأرفة، بالضم: الحد، ومنه حديث عبد الله بن سلام: )ما أجد بهذه الأمة من أرفة أجل بعد السبعين أي: من حد ينتهي إليه، وقالت امرأة من العرب: جعل على زوجي أرفة لا أخورها. أي: علامة قاله ثعلب.

وإنه لفي إرف مجد، كإرث مجد، حكاه يعقوب في البدل. والأرفة أيضا: المسناة بن قراحين، عن ثعلب، وجمعه: أرف، كدخنة ودخن.

وقال الأصمعي: الآرف: الذي يأتي قرناه على وجهه من الكبوش.

أ ز ف
أزف الترحل، كفرح، أزفا بالتحريك، وأزوفا، بالضم: دنا وأفد، كما في الصحاح، ويقال: ساءني أزوف رحيلهم، وأنشد الليث:

أزف الترحل غير أن ركابنا     لما تزل برحالها وكأن قـد أزف الرجل: عجل فهو آزف، على فاعل، وفي الحديث: )قد أزف الوقت وحان الأجل( أي: دنا وقرب.

قال ابن عباد: أزف الجرح، ويثلث زايه ولم يذكر معناه، قال الصاغاني: أي اندمل، ويقال: أزف الشيء أي: قل.

والآزفة: القيامة نقله الجوهري سميت لقربها وإن استبعد الناس مداها قال الله تعالى: )أزفت الأزفة ليس لها من دون الله كاشفة يعني دنت القيامة.

من المجاز: الأزف، محركة: الضيق، وسوء العيش، قال عدي ابن الرقاع:

من كل بيضاء لم يسفع عوارضها     من المعيشة تـبـريح ولا أزف والمأزفة، كمرحلة: العذرة نقله ابن بري، زاد الصاغاني: والقذر أيضا ج: مآزف، وأنشد ابن فارس:

كأن ردائيه إذا ما ارتـداهـمـا      على جعل يغشي المآزف بالنخر قال: وذلك لا يكاد أن يكون إلا في مضيق.

قلت: وفي الأمالي لابن بري هذا البيت، أنشده أبو عمرو للهيثم ابن حسان التغلبي.

والأزفي، كسكري: السرعة والنشاط هكذا ضبطه الصاغاني في العباب، وضبطه في التكملة بضم الهمزة وسكون الزاي وكسر الفاء وتشديد التحتية.

وفي الأساس وأزف الرحيل: دنا وعجل، ومنه: أقبل يمشي الأزفي، كالجمزي، وكأنه من الوزيف، والهمزة عن واو، وأرى الصواب ما ذهب إليه الزمخشري وأن ضبط الصاغاني في كتابيه خطأ.

قال الشيباني: آزفني فلان، على أفعلني، أي: أعجلني.

صفحة : 5713

والمتآزف، عى متفاعل: القصير من الرجال، وهو المتداني، كم في الصحاح، قال: وقال أبو زيد: قلت لأعرابي، ما المحبنطئ?: قال: المتكأكئ،: قلت: ما المتكأكئ قال المتأزق قلت ما المتأزق قال أنت أحمق، وتركني ومر، زاد الزمخشري في الأساس: إنما سمي القصير الإمام تآزفا لتقارب خلقته، وهو مجاز، وفي التكلمة: وهو قول الأصمعي، المتآزف: المكان الضيق كما في اللسان والعبابوهو أيضا الرجل السيئ الخلق الضيق الصدر نقله الصاغاني، وهو مجاز.
والتآزف: الخطو المتقارب والذي في العباب واللسان: خطو متآزف، أي: متقارب. قال ابن فارس: تآزفوا: تدانى بعضهم من بعض.

ومما يستدرك عليه: الآزف: المستعجل.

والمتآزف: الضعيف الجبان، وبه فسر قول العجير السلولي:

فتى قد قد السيف لا متآزف     ولا رهل لباتـه وبـآدلـه والآزف: البرد الشديد، عن ابن عباد.

أ س ف
الأسف، محركة: أشد الحزن، وقد أسف على ما فاته، كفرح كما في الصحاح، والاسم أسافة كسحابة، وأسف عليه: غضب فهو أسف، ككتف، ومنه قوله تعالى: )غضبان أسفا، قال شيخنا: وقيده بعضهم بأنه الحزن مع ما فات، لا مطلقا، وقال الراغب: حقيفقة الأسف: ثوران دم القلب شهوة الانتقام، فمتى كان ذلك على من دونه انتشر وصار غضبا، ومتى كان على من فوقه انقبض فصار حزنا، ولذلك سئل ابن عباس عن الحزن والغضب، فقال: مخرجهما واحد، واللفظ مختلف، فمن نازع من لا يقوى عليه أظهر غيظا وغضبا، ومن نازع من لا يقوى عليه حزنا وجزعا، ولهذه قال الشاعر:
فحزن كل أخي حزن أخو الغضب وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة، فقال: )راحة للمؤمن، وأخذة أسف للكافر( ويروي: أسف، ككتف، أي أخذة سخط، أو أخذة ساخط وذلك لأن الغضبان لا يخلو من حزن ولهف، فقيل له: أسف، ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجال للحزن فيه، وهذه الإضافة بمعنى من، كخاتم فضة، وتكون بمعنى في، كقول صدق، ووعد حق، وقال ابن الأنباري: أسف فلان على كذا وكذا، وتأسف، وهو متأسف على ما فاته، فيه قولان: أحدهما: أن يكون المعنى حزن على ما فاته؛ لأن الأسف عند العرب الحزن، وقيل: أشد الحزن، وقال الضحاك في قوله تعالى: )إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا(: أي جزعا، وقال قتادة، أسفا أي غضبا، وقوله عز وجل: )يا أسفى على يوسف( أي: يا جزعاه.

والأسيف، كأمير: الأجير لذله، قاله المبرد، وهو قول ابن السكيت أيضا.

الأسيف الحزين المتلهف على ما فات، قال ابن السكيت: الأسيف: العبد نقله الجوهري، والجمع: الأسفاء، قال الليث: لأنه مقهور محزون، وأنشد:

كثر الآناس فيمـا بـينـهـم     من أسيف يبتغي الخير وحر والاسم الأسافة، كسحابة. والأسيف أيضا: الشيخ الفاني والجمع الأسفاء، ومنه الحديث: )فنهى عن قتل الأسفاء( ويروي: العسفاء والوصفاء، وفي حديث آخر: )لا تقتلوا عسيفا ولا أسيفا(.

الأسيف أيضا: الرجل السريع الحزن، والرقيق القلب، كالأسوف، كصبور، ومنه قول عائشة رضي الله عنها: إن أبا بكر رجل أسيف، )إذا قام لم يسمع من البكاء(.

الأسيف أيضا: من لا يكاد يسمن.

صفحة : 5714

من المجاز: أرض أسيفة، بينة الأسافة: لا تكاد تنبت شيئا، كما في الصحاح، وفي الأساس لا تموج بالنبات. وأسافة، ككناسة، وسحابة: رقيقة، أو لا تنبت، أو أرض أسفة بينة الأسافة لا تكاد تنبت.

وكسحابة: قبيلة من العرب، قال جندل بن المثنى الطهوي:

تحفها أسافة وجمعر
وخلة قردانها تنشر

جمعر أيضا: قبيلة، وقد ذكر في محله، وقال الفراء: أسافة هنا مصدر أسفت الأرض، إذا قل نبتها، والجمعر: الحجارة المجموعة.

أسف كأسد: ة بالنهروان من أعمال بغداد بقرب إسكاف، ينسب إليها مسعود بن جامع، أبو الحسن البصري الأسفي حدث ببغداد عن الحسين بن طلحة النعالي، وعنه أبو محمد عبد الله ابن أحمد بن محمد الخشاب، المتوفي سنة 540.

وياسوف: ة قرب نابلس.

وأسفي: بفتحتين هكذا في سائر النسخ، والصواب في ضبطه بكسر الفاء، كما في المعجم لياقوت: د، بأقصى المغرب بالعدوة، على ساحل البحر المحيط.

وأسفونا، بالضم، وضبطه ياقوت بالفتح: ة، قرب المعرة وهو حصن افتتحه محمود بن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي، فقال أبو يعلى عبد الباقي بن أبي حصين يمدحه ويذكره:

عداتك منك في وجل وخوف    يريدون المعاقل أن تصونـا
فظلوا حول أسفونا كـقـوم     أتي فيهم فظلو آسـفـينـا

وهو خراب اليوم.

إساف، ككتاب هكذا ضبطه الجوهري، والصاغاني، وياقوت، زاد ابن الأثير: أساف، مثل سحاب: صنم وضعه عمرو بن لحي الخزاعي على الصفا، ونائلة على المروة، وكانا لقريش وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة كما في الصحاح أوهما رجلان من جرهم: إساف بن عمرو، ونائلة بنت سهل، فجرا في الكعبة وقيل: أحدثا فيها فمسخا حجرين، فعبدتهما قريش هكذا زعم بعضهم، كما في الصحاح. قلت: وهو قول ابن إسحاق، قال: وقيل: هما إساف بن يعلى، ونائلة بنت ذئب، وقيل: بنت زقيل، وإنهما زنيا في الكعبة، فمسخا، فنصبا عند الكعبة، فأمر عمرو بن لحي بعبادتهما، ثم حولهما قصي، فجعل أحدهما بلصق البيت، والآخر بزمزم، وكانت الجاهلية تتمسح بهما.

وأما كونهما من جرهم، فقال أبو المنذر هشام بن محمد: حدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهم، أن إسافا: رجل من جرهم، يقال: إساف بن يعلى، ونائلة بنت زيد، من جرهم، وكان يتعشقها من أرض اليمن، فأقبلا حاجين، فدخلا الكعبة، فوجدا غفلة من الناس، وخلوة من البيت، ففجرا، فمسخا، فأصبحوا فوجدوهما ممسوخين، فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما، فعبدتهما خزاعة وقريش، ومن حج البيت بعد من العرب.

قال هشام: إنما وضعا عند الكعبة ليتعظ بهما الناس، فلما طال مكثهما، وعبدت الأصنام، عبدا معها، وكان أحدهما بلصق الكعبة، ولهما يقول أبو طالب - وهو يحلف بهما حين تحالفت قريش، على بني حاشم-:

أحضرت عند البيت رهطي       ومعشري وأمسكت من أثوابه بالوصائل
وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم     بمفضى السيول من إساف ونــائل

صفحة : 5715

فكانا على ذلك إلى أن كسرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فيما كسر من الأصنام. قال: ياقوت: وجاء في بعض أحاديث مسلم أنهما كانا بشط البحر، وكانت الأنصار في الجاهلية تهل لهما، وهو وهم، والصحيح أن التي كانت بشط البحر مناة الطاغية.

وإساف بن إنمار، وإساف ابن نهيك، أو هو نهيك بن إساف، ككتاب ابن عدي الأوسي الحارثي: صحابيان، الصواب أن الأخير له شعر ولا صحبة له، كما في معجم الذهبي.

وأسفه: أغضبه، هكذا في سائر النسخ، من حد ضرب، والصواب: آسفه بالمد، كما في العباب، واللسان، ومنه قوله تعالى )فلما آسفونا انتقمنا منهم( أي أغضبونا.

ويوسف، وقد يهمز، وتثلث سينهما أي: مع الهمز وغيره، ونص الجوهري: قال الفراء: يوسف ويوسف ويوسف، ثلاث لغات، وحكى فيه الهمز أيضا، انتهى.

وقرأ طلحة بن مصرف: )لقد كان في يؤسف( بالهمز وكسر السين، كما في العباب، وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام يوسف بن عبد الله بن سلام، أجلسه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره، وسماه ومسح رأسه، ويوسف الفهري، روى عنه ابنه يزيد في قصة جريح، بخبر باطل: صحابيان.

وأما يوسف الأنصاري الذي روى له ابن قانع في معجمه، فالصواب فيه سهل بن حنيف.

وتأسف عليه: تلهف، وقد تقدم عن ابن الأنباري ما فيه غنية عن ذكره ثانيا.

وقال أحمد بن حواس: كان ابن المبارك يتأسف على سفيان الثوري، ويقول: لم لم أطرح نفسي بين يدي سفيان? ما كنت أصنع بفلان وفلان?: ومما يستدرك عليه: رجل أسفان وآسف، كحنان، وناصر: محزون وغضبان، وكذلك الأسيف.
والأسيف أيضا: الأسير، وبه فسر قول الأعشي:

أرى رجلا منهم أسيفا كأنمـا      يضم إلى كشحيه كفا مخضبا يقول: هو أسير قد غلت يده، فجرح الغل يده.

والأسيفة: الأمة.
وآسفه: أحزنه.

وتأسفت يده: تشعثت، وهو مجاز.

وإساف ككتاب: اسم اليم الذي غرق في فرعون وجنوده، عن الزجاج، قال: وهو بناحية مصر.

وخالد، وخبيب، وكليب، بنو إساف الجهني، صحابيون، الأول شهد فتح مكة، وقتل بالقادسية.

أ ش ف
الإشفى بكسر الهمزة وفتح الفاء: الإسكاف هكذا وقع في سائر النسخ، وهو غلط ظاهر، وهكذا وقع في نسخ العباب أيضا، والصواب للإسكاف، أي، مخيط له ومثقب، كما هو في نسخ الصحاح، وقد أعادها المصنف في المعتل أيضا، إشارة إلى أنها ذات وجهين، وفسرها على الصواب، فعلم من ذلك أن الذي هنا غلط من النساخ.

وقال الجوهري، والصاغاني: هو فعلى، وج: الأشافي، وقال ابن بري: صوابه إفعل، والهمزة زائدة، وهو منون غير مصروف. قلت: وسيأتي في المعتل، إن شاء الله تعالى.

أ ص ف
آصف، كهاجر قال الليث: هو كاتب سليمان صلوات الله عليه الذي دعا بالاسم الأعظم، فرأى سليمان العرش مستقرا عنده.

قلت: وهو ابن برخيا بن أشمويل، كما أفادنا بعض أصحابنا، عن شيخنا المرحوم عبد الله ابن محمد بن عامر القاهري، رحمه الله تعالى.

صفحة : 5716

والأصف، محركة: الكبر قاله أبو عمرو، قال: وأما الذي ينبت في أصله مثل الخيار فهو اللصف، ونقل أبو حنيفة عن بعض الرواة أنه لغة في اللصف، وقال الفراء: هو اللصف، ولم يعرف الأصف، وسيأتي إن شاء الله تعالى.

ومما يستدرك عليه: أصفون بالفتح وضم الفاء: قرية بالصعيد الأعلى، على شاطئ غربي النيل تحت إسنا، وهي على تل مشرف عال.

أ ف ف
أف، يؤف، بالضم، قال ابن دريد: وقالوا: يئف أيضا، أي بالكسر، ولم يذكره ابن مالك في اللامية، وكذا في شروح التسهيل، ولا استدركه أبو حيان، وهو القياس، وقول شيخنا: فيحتاج إلى ثبت. قلت: وقد نقله ابن دريد في الجمهرة كما عرفت، وناهيك به ثقة ثبثا، وعنه نقل الصاغاني في العباب، وصاحب اللسان: تأفف من كرب أو ضجر. وأف: كلمة تكره وقوله تعالى: )فلا تقل لهما أف( قال القتيبي: أي لا تستثقل من أمرهما شيئا، وتضق صدرا به، ولا تغلظ لهما، قال: والناس يقولون لما يستثقلون ويكرهون: أف له، وأصل هذا نفخك للشيء يسقط عليك من تراب أو رماد، وللمكان تريد إماطة أذى عنه، فقيلت لكل مستثقل، وقال الزجاج: لا تقل لهما ما فيه أدنى تبرم إذا كبرا أو أسنا، بل تول خدمتهما.

وفي الحديث: )فألقى طرف ثوبه على أنفه، وقال: أف أف( قال ابن الأثير: معناه الاستقذار لما شم، وقيل: معناه الاحتقار والاستقلال، وهو صوت إذا صوت به الإنسان علم أنه متضجر متكره. قد أفف تأفيفا كما في الصحاح، وتأفف به: قالها له، وليس بفعل موضوع على أف عند سيبويه ولكنه من باب سبح وهلل، إذا قال سبحان الله، ولا إله إلا الله، ومنه حديث عائشة لأخيها عبد الرحمن رضي الله عنهما: )فخشيت أن تتأفف بهم نساؤك تعنى أولاد أخيها محمد بن أبي بكر حين قتل بمصر.

ولغاتها أربعون، ذكر الجوهري منها ستة عن الأخفش، وزاد ابن مالك عليها أربعة، فصارالمجموع عشرة، وقد نظمها في بيت واحد كما سيأتي بيانه: أن بالضم، وتثلث الفاء وهي ثلاثة وتنوين الفاء أيضا، فيقال: أف وأف وأف وأف وأف وأفا، كل ذلك مع ضم الهمزة، فصارت ستة، وهي التي نقلها الجوهري عن الأخفش.

قال الفراء: قرئ: أف، بالكسر بغير تنوين، وأف، بالتنوين، فمن خفض ونون ذهب إلى أنه صوت لا يعرف معناه إلا بالنطق به، فخفضوه، كما تخفض الأصوات، ونونوه كما قالت العرب: سمعت طاق طاق، لصوت الضرب وسمعت تغ تغ، لصوت الضحك، والذين لم ينونوا وخفضوا، قالوا: أف، على ثلاثة أحرف، وأكثر الأصوات على حرفين، مثل صه وتغ ومه، فذلك الذي يخفض وينون؛ لأنه متحرك الأول، ولسنا مضطرين إلى حركة الثاني من الأدوات وأشباهها، فخفض بالنون، كذا في التهذيب. وقال ابن الأنباري، من قال: أفا لك، نصبه على مذهب الدعاء، كما يقال، ويلا للكافرين، ومن قال: أف لك، رفعه باللام كما يقال ويل للكافرين ومن قال أف لك خفضه على التشبيه بالأصوات.

صفحة : 5717

وتخفف فيهما، أي في المنون وغيره، فيقال: أف أف، وأف وأف، وأفا وأف، فهذه ستة، وقرأ ابن عباس: )فلا تقل لهما أف( خفيفة مفتوحة على تخفيف الثقلية، مثل رب، وقياسه التسكين بعد التخفيف، فيقال: أف، كطف، لأنه لا يجتمع ساكنان، لكنه ترك على حركته ليدل على أنها ثقيلة خففت، وأف، مشددة الفاء بالجمع بين الساكنين، وهو جائز عند بعض القراء، كما مر بحثه في قوله تعالى: )فما اسطاعوا( في )طوع( فراجعه، وأفى بغير إمالة، وأفي بالإمالة المحضة، وقد قرئ به أفي بالإمالة بين بين، وقد قرئ به أيضا والألف في الثلاثة للتأنيث وأفي، بكسر الفاء أي بالإضافة، وأفوه بضم الهمزة والفاء المشددة المضمومة وتسكين الواو والهاء، وفيه أيضا الجع بين الساكنين، وأفه، بالضم، مثلثة الفاء مشددة، فهذه ثلاثة أوجه، أفه وأفه وأفه، الأولى نقلها الجوهري وتكسر الهمزة مع تثليت الفاء المشددة فهي أيضا أوجه ثلاثة، الأولى نقلها ابن بري عن ابن القطاع، وإف كمن، وإف مشددة أي: مع كسرة الهمزة وفيه أيضا الجمع بين الساكنين، وإف، بكسرتين مخففة، وإف منونة مخففة مع كسر الهمزة إف مشددة مع كسر الهمزة وتثلث هذه، أي مع التنوين، فهي أوجه ثلاثة، وقرأ عمرو بن عبيد: )فلا تقل لهما إف( بكسر الهمزة وفتح الفاء، وإف، بضم الفاء مشددة أي مع كسر الهمزة، وإفا كإنا، وإفى، بالإمالة، وإفى، بالكسر، أي بالإضافة إلى نفسه، قاله ابن الأنباري، وتفتح الهمزة، أي في الوجه الأخير ويحتمل أن يكون المراد به فتح الهمزة في كل من إف وإفا وإفى وإفى، فتكون الأوجه أربعة، وأف، كعن، وأف، مشددة الفاء مكسورة، وآف، ممدودة، وأف مقصورأ، وآف ممدودا - منونتين، فهذه أربعة وأربعون وجها حسبما بيناه، وأعلمنا عليه، وعلى الاحتمال الذي ذكرناه يكون سبعا وأربعين وجها، فقول المصنف أولا: ولغاتها أربعون. محل نظر يتأمل له.

وقد فاته أيضا من لغاتها أفة، محركة، وأفوه، بفتح فضم فسكون الواو والهاء، وأفة بفتح فتشديد، الأخير نقله ابن بري عن ابن القطاع، فإذا جمعناها مع ما قبلها من الأوجه يتحصل لنا خمسون وجها.

وأما بيت ابن مالك - المتضمن العشرة منها - الذي وعدنا به سابقا، فهو هذا:

فأف ثلث ونون إن أردت وقل    أفـا وأفـى وأفة تـصـب وقد ذيلت عليه ببيتين جمعت فيهما ما بقي من لغاته لا على وجه الاستيعاب، فقلت:

وأف آف أف أفـــا وأف وأف     وإف وأفى أمل واضمم مع النسب
إف وأفـه وثـلـث فــاءه وإف    إفا يليه أف مع إف فاحـتـسـب

صفحة : 5718

فالبيت الأول يتضمن ثلاثة عشر وجها، وذلك فإن المراد بأفى إمالة بين بين، وقولي: أمل، أي إمالة خالصة، وقولي: واضمم، إشارة إلى الضم في الممالين بين بين والخالصة، وقولي: مع النسب، إشارة إلى الإضافة، أي في المضموم والمكسور، وفي البيت الثاني ثمانية، فهذه أحد وعشرون وجها، فإذا ضم مع بيت ابن مالك يتحصل أحد وثلاثون وجها، ومع التأمل الصادق يظهرغيره ما ذكرنا والله الموفق لا إله غيره.

قال ابن جني: أما أف، ونحوه من أسماء الفعل، كهيهات في الجر، فمحمول على أفعال الأمر، وكان الموضع في ذلك إنما هو لصه ومه، ورويد، ونحو ذلك، ثم حمل عليه باب أف ونحوها، من حيث كان اسما سمي به الفعل، وكان كل واحد من لفظ الأمر والخبر قد يقع موقع صاحبه، صار كل واحد منهما هو صاحبه، فكأن لا خلاف هناك في لفظ ولا معنى.

والأف، بالضم: قلامة الظفر، أو وسخه الذي حوله، والتف: الذي فيه أو وسخ الأذن، وقيل هو ما رفعته من الأرض من عود أو قصبة وبكل ذلك فسر قولهم: أفا له وتفا، أو الأف: وسخ الأذن والتف: وسخ الظفر قاله الأصمعي، قال: يقال ذلك عند استقذار الشيء، ثم استعمل عند كل شيء يتأذى به ويضجر منه.

أو الأف: معناه القلة، والتف إتباع له، ومنسوق عليه، ومعناه كمعناه، وسيأتي في بابه.

والأفة، كقفة: الجبان وبه فسر حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين رأى الناس منهزمين يوم أحد -: ) نعم الفارس عويمر غير أفة( فكأن أصله: غير ذي أقة، أي غير متأفف عن القتال، وقيل: الأفة: المعدم المقل، ويقال: هو الرجل القذر، والأصل في ذلك كله الأفف، محركة،، وهو الضجر، والشيء القليل فمن الأول أخذ معنى الجبان، ومن الثاني معنى المقل المعدم، وأخذ الرجل القذر من الأف، بمعنى وسخ الظفر، وقال ابن الأعرابي، في تفسير حديث أبي الدرداء: يريد أنه غير ضجر ولا وكل في الحرب.

وقد سمى اليأفوف بمعنى الجبان لذلك واليأفوف المر من الطعام، و، قال أبو عمرو: اليأفوف: الخفيف السريع، واليأفوف: الحديد القلب من الرجال، وقال غيره: هو واليهفوف سواء كالأفوف، كصبور، والجمع يآفيف، قال:

هوجا يآفيف صغارا زعرا واليأفوف: فرخ الدراج نقله الصاغاني، وقال الأصمعي: اليأفوف: العيى الخوار، وأنشد للراعي:

مغمر العيش يأفوف شمائلـه     نائى المودة لا يعطى ولا يسل ويروي: ) ولا يصل (. والمغمر: المغفل.

والإف، والإفان، بكسرهما، نقله الجوهري، ويفتح الثاني، نقله الصاغاني في التكملة، وصاحب اللسان والأفف، محركة، نقله الصاغاني أيضا، وصاحب اللسان، وهما عن ابن الأعرابي. والتئفة، كتحلة، قال الجوهري: وهو تفعلة: الحين، والأوان، يقال: كان ذلك على إف ذاك، وإفانه، وأففه، وتئفته، أي: حينه وأوانه، قال يزيد بن الطثرية:

على إف هجران وساعة خلوةمن الناس نخشى أعينا أن تطلعا

صفحة : 5719

وحكى ابن بري، قال في أبنية الكتاب: تئفة، فعلة، قال: والظاهر مع الجوهري، بدليل قولهم: على إف ذلك وإفانه، قال أبو علي: الصحيح عندي أنها تقعلة، والصحيح قيه عن سيبويه ذلك، على ما حكاه أبو بكر أنه في بعض نسخ الكتاب في باب زيادة التاء، قال أبو علي: والدليل على زيادتها ما رويناه عن أحمد عن ابن الأعرابي، قال: يقال: أتاني في إفان ذلك، وأفان ذلك، وأفف ذلك، وتئفه ذلك، وأتانا على أف ذلك، وإفته، وأففه، وإفانه، وتئفته، وعدانه، أي: على إبانه ووقته، يجعل تئفة، فعلة، والفارسي يرد عليه ذلك بالاشتقاق، ويحتج بما تقدم.

والأوفوفة، بالضم هكذا هو في نسخ العباب، والتكملة، بزيادة الواو قبل الفاء، وفي اللسان وغيره من الأصول بحذفها، وقد جاء أيضا في بعض نسخ الكتاب هكذا، وهو المكثر من قول أف، وفي العباب: الذي لا يزال يقول لغيره: أف لك، وفي الجمهرة: يقال: كان فلان أفوفة، وهو الذي يزال يقول لبعض أمره: أف لك، فذلك الأفوفة.

ومما يستدرك عليه: أفف به تأفيفا، كأففه، وأفا له، وأفة له أي: قذرا، والتنوين للتنكير، نقله الجوهري، والأف: النتن، قاله الزجاج، والأفف، محركة: وسخ الأذن، وتأفف به، كأففه، ورجل أفاف، كشداد: كثير التأفف، ويقال: كان على إفة ذلك، أي أوانه، والأفة، كقفة: الثقيل، قال ابن الأثير: قال الخطابي: أرى الأصل فيه الأفف، وهو الضجر.

واليأفوف: الأحمق الخفيف الرأي. واليأفوف: الراعي، صفة كاليخضور، واليحموم، كأنه متهيئ لرعايته، عارف بأوقاتها، من قولهم: جاء على إفان ذلك.

واليأفوف: الضعيف.

واليأفوفة: الفراشة، وبه فسر حديث عمرو بن معد يكرب، أنه قال في بعض كلامه فلان أخف من يأفوفة، وكذا وجد بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي، وقال الشاعر:

أرى كل يأفوف وكل حزنبل وشهذارة ترعابة قد تضلعا ويقال: إنه ليؤفف عليه، أي يغتاظ.

أ ك ف
إكاف الحمار، ككتاب، كما في الصحاح وأكافه، مثل غراب، ووكافه بالكسر، نقله الجوهري، ويروي فيه الضم أيضا، كما سيأتي في ) وكف ( وزعم يعقوب أن همزة إكاف بدل من واو وكاف: برذعته، وهو في المراكب شبه الرحال والأقتاب، وقال الراجز:

إن لنا أحمرة عجافا
يأكلن كل ليلة إكافا

أي: ثمن إكاف يباع وتطعم ثمنه، وهذا كالمثل: ) تجوع الحرة ولا تأكل ثديبها ( أي: أجرة ثديبها.

والأكاف كشداد: صانعه، وكذلك الوكاف.

وآكف الحمار، إيكافا نقله الجوهري، وأكفه تأكيقا لغة فيه، نقله الصاغاني، أي شده عليه ووضعه، وكذلك أوكفه إيكافا وقال اللحياني آكف البغل لغة بني تميم، وأوكفه، لغة أهل الحجاز، وأكف الإكاف تأكيفا: اتخذه وكذلك وكف توكيفا، وقال ابن فارس: الهمزة والكاف والفاء ليس أصلا؛ لأن الهمزة مبدلة من واو.

ومما يستدرك عليه: جمع الإكاف: آكفة، وأكف، كإزار وآزرة وأزر، وحمار مؤكف، كمكرم موضوع عليه الإكاف، قال العجاج يشكو ابنه رؤبة:

حتى إذا ما آض ذا أعراف كالكودن الموكف بالإكاف.

صفحة : 5720

ومن سجعات الأساس: رايتهم على الهوان معكفة، كأنهم حمر مؤكفة.

أ ل ف
الألف من العدد مذكر، يقال: هذا ألف، بدليل: قولهم: ثلاثة آلاف ولم يقولوا ثلاث آلاف ويقال هذا ألف واحد ولا يقال واحدة، هذا ألف أقرع، اي: تام، ولا يقال قرعاء، قال ابن السكيت: ولو أنث باعتبار الدراهم لجاز، بمعنى هذه الدراهم ألف، كما في الصحاح، والعباب، وفي اللسان: وكلام العرب فيه التذكير، قال الأزهري: وهذا قول جميع النحويين، وأنشد ابن بري في التذكير:

فإن يك حقي صادقا وهو صادقينقد نحوكم ألفا من الخيل أقرعا قال: وقال آخر:

ولو طلبوني بالعقوق أتيهـم      بألف أؤديه إلى القوم أقرعا ج: ألوف وآلاف كما في الصحاح، ويقال: ثلاثة آلاف إلى العشرة، ثم ألوف جمع الجمع، قال الله عز وجل: ( وهم ألوف حذر الموت) كما في اللسان.

وألفه، يألفه من حد ضرب: أعطاه ألفا، نقله الجوهري، أي: من المال، ومن الإبل، وأنشد:

وكريمة من آل قيس ألفته       حتى تبذخ فارتقى الأعلام أي: ورب كريمة، والهاء للمبالغة، ومعناه ارتقى إلى الأعلام، فحذف إلى وهو يريده.
والإلف، بالكسر: الأليف، تقول: حن فلان إلى فلان حنين الإلف إلى الإلف ج: آلاف، وجمع الأليف: ألاثف، مثل تبيع وتبائع، وأفيل وأفائل، قال ذو الرمة:

فأصبح البكر فردا من ألافه     يرتاد أحلية اعجازها شذب والألوف، كصبور: الكثير الألفة، ج: ألف، ككتب والإلف، والإلفة، بكسرهما: المرأة تألفها وتألفك، قال: وحوراء المدامع إلف صخر وقال:

قفر فياف ترى ثور النعاج بهايروح فردا وتبقى إلفه طاويه وهذا من شاذ البسيط، لأن قوله: طاوية، فاعلن، وضرب البسيط نقله لا يأتي على فاعلن، والذي حكاه أبو إسحاق، وعزاه إلى الأخفش، أن أعرابيا سئل أن يصنع بيتا تاما من البسيط، فصنع هذا البيت، وهذا ليس بحجة، فيعتد بفاعلن ضربا في البسيط، إنما هو في موضوع الدائرة فأما المستعمل فهو: فعلن، وفعلن.

وقد ألفه أي: الشيء كعلمه، إلفا، بالكسر والفتح كالعلم والسمع، وهو ألف ككتاب، ج: آلاف ككاتب، يقال: نزع البعير إلى ألافه.

وقال ذو الرمة:

أكن مثل ذي الألاف لزت كراعه إلى أختها الأخرى وولي صواحبه

متى تظعني يامي من دار جيرة لنا والهوى برح على من يغالـبـه وقال العجاج يصف الدهر:

يخترم الإلف على الألاف ومن الإلف - بالكسر - قراءة النبي صلى الله عليه وسلم )لإلف قريش إلفهم( بغير ياء وألف، وسيأتي قريبا، وفي الحديث )المؤمن إلف مألوف(.

وهي آلفة، ج: آلفات، وأوالف، قال العجاج:

ورب هذا البلد الـمـحـرم
والقاطنات البيت غير الريم
أو الفا مكة من ورق الحمى

هكذا أورده في العباب قلت: أراد بالأوالف هنا أوالف الطير التي قد ألفت الحرم، وقوله: من ورق الحمى، أراد الحمام، فلم يستتم له الوزن، فقال: الحمى.

المألف كمقعد: موضعها أي: الأولف من الإنسان أو الإبل.

صفحة : 5721

قال أبو زيد: المالف: الشجر المورق الذي يدنو إليه الصيد لإلفه إياه.

والألفة، بالضم: اسم من الائتلاف وهي الأنس.

والألف، ككتف: الرجل العزب فيما يقال، كما في العباب، والألف: أول الحروف قال اللحياني: قال الكسائي: الألف من حروف المعجم مؤنثة، وكذلك سائر الحروف، هذا كلام العرب، وإن ذكرت جاز، قال سيبويه: حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث، كما أن الإنسان يذكر ويؤنث، والألف أيضا الأليف، والجمع: آلاف ككتب وأكتاف، الألف عرق مستبطن العضد إلى الذراع على التشبيه وهما الألفان والألف الواحد من كل شيء على التشبيه بالألف، فإنه واحد في الأعداد.

وآلفهم إيلافا: كملهم ألفا، نقله الجوهري، قال أبو عبيد: يقال كان القوم تسعمائة وتسعة وتسعين فالفتهم، ممدود، وآلفوا هم: إذا صاروا ألفا، وكذلك أمأيتهم فأمأوا: إذا صاروا مائة. وآلفت الإبل الرمل: جمعت بين شجر وماء، قال ذو الرمة:

من المؤلفات الرمل أدماء حرةشعاع الضحى في متنها يتوضح أي: من الإبل التي ألفت الرمل واتخذته مألفا.

والمكان: ألفه، وفي الصحاح: آلف الدراهم إيلافا: جعلها ألفا أي: كملها ألفا فآلفت هي: صارت ألفا وآلف فلانا مكان كذا: إذا جعله يألفه قال الجوهري: ويقال أيضا: آلفت الموضع أولفه إيلافا، وكذلك آلفت الموضع أؤالفه مؤالفة وإلافا، فصار صورة أفعل وفاعل في الماضي واحدة.

والإيلاف في التنزيل العزيز: العهد والذمام وشبه الإجازة بالخفارة، وأول من أخذها هاشم بن عبد مناف من ملك الشأم كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنه، وتأويله أن قريشا كانوا سكان الحرم ولم يكن لهم زرع ولا ضرع آمنين في امتيارهم، وتنقلاتهم شتاء وصيفا، والناس يتخطفون من حولهم، فإذا عرض لهم عارض قالوا: نحن أهل حرم الله، فلا يتعرض لهم أحد كما في العباب، ومنه قول أبي ذؤيب:

توصل بالركبان حينا ويؤلف ال      جوار ويغشيها الأمان ربابها أو اللام للتعجب، أي: اعجبوا لإيلاف قريش. وقال بعضهم: معناها متضل بما بعد، المعى فليعبد هؤلاء رب هذا البيت لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف للامتيار، وقال بعضهم: هي موصولة بما قبلها، المعنى فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش، وهذا القول الأخير ذكره الجوهري، ونصه: يقول: أهلكت أصحاب الفيل لأولف قريشا مكة، ولتؤلف قريش رحليتها، أي تجمع بينهما، إذا فرغوا من ذه أخذوا في ذه، كما تقول: ضربته لكذا، لكذا، بحذف الواو انتهى.

وقال ابن عرفة: هذا قول لا أحبه من وجهين؛ أحدهما: أن بين السورتين بسم الله الرحمن الرحيم، وذلك دليل على انقضاء السورة، وافتتاح الأخرى، والآخر: أن الإيلاف إنما هو العهود التي كانوا يأخذونها إذا خرجوا في التجارات، فيأمنون بها.

صفحة : 5722

وقال ابن الأعرابي: أصحاب الإيلاف أربعة إخوة: هاشم، وعبد شمس، والمطلب، ونوفل، بنو عبد مناف، وكانوا يؤلفون الجوار يتبعون بعضه بعضا، يجيرون قريشا بميرهمء، وكانوا يسمون الميجيرين، وكان هاشم يؤلف إلى الشأم، وعبد شمس يؤلف إلى الحبشة، والمطلب يؤلف إلى اليمن، ونوفل يؤلف إلى فارس، قال: وكان تجار قريش يختلفون إلى هذه الأمصار بحبال هذه كذا في النسخ، والأولى هؤلاء الإخوة الأربعة فلا يتعرض لهم، وكان كل أخ منهم أخذ حبلا من ملك ناحية سفره أمانا له فأما هاشم فإنه أخذ حبلا من ملك الروم، وأما عبد شمس فإنه أخذ حبلا من النجاشي وأما المطلب فإنه أخذ حبلا من أقيال حمير، وأما نوفل فإنه أخذ حبلا من كسرى، كل ذلك قول ابن الأعرابي.

وقال أبو إسحاق الزجاج: في)لإيلاف قريش( ثلاثة أوجه: )لإلف( )ولإلاف( ووجه ثالث )لئيلاف قريش(، قال: وقد قرئ بالوجهين الأولين.

قلت: والوجه الثالث تقدم أنه قرأه النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن الأنباري: من قرأ) لإلافهم ( و)إلفهم( فهما من ألف يألف، ومن قرأ لإيلافهم فهو من آلف يؤلف، قال: ومعنى يؤلفون، أي: يهيئون ويجهزون.

قال الأزهري: وعلى قول ابن الأعرابي بمعنى يجيرون.

وقال الفراء: من قرأ )إلفهم( فقد يون من يؤلفون، قال: وأجود من ذلك أن يجعل من يألفون رحلة الشتاء والصيف، والإيلاف من يؤلفون، أي: يهيئون ويجهزون.

وألف بينهما تأليفا: أوقع الألفة، وجمع بينهما بعد تفرق، ووصلهما، ومنه تأليف الكتب، والفرق بينه وبين التصنيف مذكور في كتب الفروق، ومنه قوله تعالى: ) ولكن الله ألف بينهم(.

ألف ألفا: خطها، كما يقال: جيم جيما.

ألف الألف: كمله، كما في يقال: ألف مؤلفة، أي: مكملة، نقله الجوهري.

قال الأزهري: والمؤلفة قلوبهم في آية الصدقات: قوم من سادة العرب، أمر النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام بتألفهم أي بمقاربتهم، وإعطائهم من الصدقات ليرغبوا من وراءهم في الإسلام، ولئلا تحملهم الحمية مع ضعف نياتهم على أن يكونوا إلبا مع الكفار على المسلمين، وقد نفلهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين بمائين من الإبل، تألفا لهم، وهم أحد وثلاثون رجلا، على ترتيب حروف المعجم: الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمي، وقد تقدم ذكره، وذكر أخيه مرثد في) ق ر ع(.

صفحة : 5723

وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف النوفلي أبو محمد، ويقال: أبو عدي، أحد أشراف قريش وحلمائها، وكان يؤخذ عنه النسب لقريش وللعرب قاطبة، وكان يقول: أخذت النسب عن أبي بكر رضي الله عنه، أسلم بعد الحديبية، وله عدة أحاديث. والجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي ابن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي أبو عبد الله ابن عم البراء بن معرور، روى عنه جابر، وأبو هريرة، وكان يزن بالنفاق، وكان قد ساد في الجاهلية جميع بني سلمة، فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك منه بقوله: ) يا بني سلمة، من سيدكم?( قالوا: الجد بن قيس قال: )بل سيدكم ابن الجموح(، وكان الجد يوم بيعة الرضوان استتر تحت بطن راحلته، ولم يبايع، ثم تاب، وحسن إسلامه، ومات في خلافة عثمان، رضي الله عنهما. والحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، أسلم وقتل يوم أجنادين.

وحكيم بن حزام بن خويلد الأسدي ولد في الكعبة، كان منهم، ثم تاب وحسن إسلامه. وحكيم بن طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس الأموي، كان منهم ولا عقب له.

وحويطب بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبد ود العامري أبو يزيد، أحد أشراف قريش وخطبائهم، وكان أعلم الشفة، وأخوه السكران من مهاجرة الحبشة، وأخوهما سهل من مسلمة الفتح، له عقب بالمدينة.

وخالد بن أسيد، وخالد بن قيس، وزيد الخيل، وسعيد بن يربوع، وسهيل بن عبد شمس العامري.

وسهيل بن عمرو الجمحي، هكذا ذكره الصاغاني، وقلده المصنف، ولم أجد له ذكرا في معاجم الصحابة، فلينظر فيه، وإن صح أنه من بني جمح، فلعله ابن عمرو ابن وهب بن حذافة بن جمح.

وصخر بن أمية، هكذا ذكره الصاغاني، ولم أجده في معاجم الصحابة، والصواب صخر بن حرب ابن أمية، وهو المكني بأبي سفيان وأبي حنظلة، فتأمل، وكان إليه راية العقاب، وهو الذي قاد قريشا كلها يوم أحد.

وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي، كنيته أبو وهب، أسلم يوم حنين، كان أحد الأشراف والفصحاء، وحفيده صفوان بن عبد الرحمن له رؤية.

والعباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي، أبو الهيثم، أسلم قبيل الفتح، وقد تقدم ذكره في السين.

وعبد الرحمن بن يربوع بن منكثة بن عامر المخزومي، ذكره يحيى بن أبي كثير فيهم.

والعلاء بن جارية بن عبد الله الثقفي من حلفاء بني زهرة.

وعلقمة بن علاثة بن عوف العامري الكلابي، من الأشراف، ومن المؤلفة قلوبهم، ثم ارتد، ثم أسلم وحسن إسلامه، واستعمله عمر - رضي الله عنه - على حران، فمات بها.

وأبو السنابل عمرو بن بعكك بن الحجاج، ويقال: اسمه حبة بن بعكك. وعمرو بن مرداس السلمي، أخو العباس، ذكره ابن الكلبي فيهم.

وعمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، أبو أمية أحد أشراف بني جمح، وكان من أبطال قريش، قدم المدينة ليغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم، قاله ابن فهد.

صفحة : 5724

قلت: والذي في أنساب أبي عبيد، أن عميرا هذا أسر يوم بدر، ثم أسلم، وابنه وهب بن عمير، الذي كان ضمن لصفوان بن أمية أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم. وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، شهد حنينا والطائف، وكان أحمق مطاعا، دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن، وأساء الأدب، فصبر النبي صلى الله عليه وسلم على جفوته واعرابيته، وقد ارتد، وآمن بطليحة، ثم أسر، فمن عليه الصديق، ثم لم يزل مظهرا للإسلام، وكان يتبعه عشرة آلاف قتات، وكان من الجرارة، واسمه حذيفة، ولقبه عيينة لشتر عينه، وسيأتي في )عين (.

وقيس بن عدي السهمي، هكذا في العباب، والمصنف قلده، وهو غلط، لأن قيسا هو جد خنيس ابن حذافة الصحابي، ولم يذكره أحد في الصحابة، إنما الصحبة لحفيده المذكور، وحذافة أبو خنيس لا رؤية له على الصحيح، فتأمل.

وقيس بن مخرمة بن المطلب ابن عبد مناف المطلبي، ولد عام الفيل، وكان شريفا. ومالك بن عوف النصري أبو علي، رئيس المشركين يوم حنين ثم أسلم.

ومخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة الزهري.

ومعاوية بن أبي سفيان صخر ابن حرب بن أمية الأموي.

والمغيرة بن الحارث بن عبد المطلب، كنيته أبو سفيان، مشهور بكنيته، هكذا سماه الزبير بن بكار، وابن الكلبي، وإبراهيم بن المنذر، ووهم ابن عبد البر، فقال: هو أخو أمى سفيان.

قلت: وولده جعفر بن أبي سفيان شاعر، وكان المغيرة هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخاه من الرضاعة، توفي سنة عشرين.

والنضير بن الحارث بن علقمة ابن كلدة العبدري، قيل: كان من المهاجرين، وقيل: من مسلمة الفتح قال ابن سعد: أعطي من غنائم حنين مائة من الإبل، استشهد باليرموك. هذا هو الصحيح، وقد روى عن ابن إسحاق، أن الذي شهد حنينا وأعطي مائة من الإبل هو النضر بن الحارث، وهكذا أخرجه ابن منده، وأبو نعيم أيضا، وهو وهم فاحش، فإن النضر هذا قتل بعدما أس يوم بدر، قتله علي رضي الله عنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأمل.

وهشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث العامري، أحد المؤلفة قلوبهم بدون مائة من الإبل، وكان أحد من قام في نقض الصحيفة، وله في ذلك أثر عظيم، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

وقد فاته: طليق بن سفيان، أبو حكيم المذكور، فقد ذكرهما ابن فهد والذهبي في المؤلفة قلوبهم، وكذا هشام بن الوليد بن المغيرة المخرومي، أخو خالد بن الوليد، هكذا ذكره بعضهم، ولكن نظر فيه.

وقد قال بعض أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم تألف في وقت بعض سادة الكفار، فلما دخل الناس في دين الله أفواجا، وظهر أهل دين الله على جميع أهل الملل، أغنى الله تعالى - وله الحمد - عن أن يتألف كافر اليوم بمال يعطي، لظهور أهل دينه على جميع الكفار، والحمد لله رب العالمين.

صفحة : 5725

وتألف فلان فلانا: إذا داره، وآنسه، وقاربه، وواصله، حتى يستميله إليه، ومنه حديث حنين: )إني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم أي: أداريهم، وأونسهم، ليثبتو على الإسلام، رغبة فيما يصل إليهم من المال.

تألف القوم تألفا: اجتمعوا، كائتلفوا ائتلافا، وهما مطاوعا ألفهم تأليفا.

ومما يستدرك عليه: جمع ألف آلف، كفلس وأفلس، ومنه قول بكير أصم بني الحارث بن عباد:

عربا ثلاثة آلف وكتـيبة     ألفين أعجم من بني الفدام وقد يقال: )الألف( محركة في الآلاف، في ضرورة الشعر، قال:


وكان حاملكم منـا ورافـدكـم     وحامل المين بعد المين والألف فإنه أراد الآلاف، فحذف للضرورة، وكذلك أراد المئين، فحذف الهمزة.

وآلف القوم: صاروا ألفا، ومنه الحديث: )أول حي آلف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو فلان(.

وشارطه مؤالفة: أي على ألف، عن ابن الأعرابي.

وألف الشيء كعلم، إلافا، وولافا، بكسرهما، الأخيرة شاذة، وألفانا محركة: لزمه، كألفه، من حد ضرب.

وآلفه إيلافا: هيأه وجهزه، والإلف والإلاف، بكسرهما، بمعنى واحد، وأنشد حبيب بن أوس، في باب الهجاء لمساور بن هند، يهجوبني أسد:

زعمتم أن إخوتكم قريشـا     لهم إلف وليس لكـم إلاف

أولئك أومنوا جوعا وخوفا   وقد جاعت بنو أسد وخافوا وأنشد بعضهم:

إلاف الله ما غطيت بيتـا    دعائمه الخلافة والنسور قيل: إلاف الله: أمانه، وقيل: منزلة منه.

وآلف وألوف، كشاهد وشهود، وبه فسر بعضهم قوله تعالى: )وهم ألوف حذر الموت(، وآلف وآلاف، كناصر وأنصار، وبه روي قول ذي الرمة السابق أيضا، وكذا قول رؤبة:

تا لله لو كنت من الآلاف قال ابن الأعرابي: أراد الذين يألفون الأنصار، واحدهم آلف.

وجمع الأليف، كأمير: ألفاء، ككبراء.

وأوالف الحمام: دواجنها التي تألف البيوت.

وآلف الرجل مؤالفة: تجر.

وألف القوم إلى كذا، وتألفوا: استجاروا. والأليف، كأمير: لغة في الألف أحد حروف الهجاء.

وهو من المؤلفين، بالفتح: أي أصحاب الألوف: صارت إبله ألفا.

وألف، ككتف: محدثة، وهي أخت نشوان، حدث عنها الحافظ السيوطي، وغيره.

وهذا ألفي: منسوب إلى الأف من العدد.

وبرق إلاف، بالكسر: متتابع اللمعان.

أ ن ف
الأنف للإنسان وغيره: أي: معروف، قال شيخنا، هو اسم لمجموع المنخرين، والحاجز، والقصبة، وهي ما صلب من الأنف، فعد المنخرين من المزدوج لا ينافي عد الأنف من غير المزدوج، كما توهمه الغنيمي في شرح الشعراوية، فتأمل، ج: أنوف، وآناف، وآنف، لأخير كأفلس، وفي حديث الساعة: )حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين، ذلف الآنف(، وفي حديث عائشة: )يا عمر، ما وضعت الخطم على آنفنا وأنشد ابن الأعرابي:

بيض الوجوه كريمة أحسابهم     في كل نائبة عزاز الآنـف وقال الأعشي:

إذا روح الراعي اللقاح معزبا    وأمست على آنافها غبراتهـا

صفحة : 5726

وقال حسان بن ثابت:

بيض الوجوه كريمة أحسابهم      شم الأنوف من الطراز الأول قال ابن الأعرابي: الأنف: السيد، يقال: هو أنف قومه، وهو مجاز.

أنف: ثنية قال أبو خراش الهذلي، وقد نهشته حية:

لقد أهلكت حية بطـن أنـف      على الأصحاب ساقا ذات فقد ويروي )بطن واد(.

الأنف من كل شيء: أوله، أو أشده، نقله الجوهري، يقال: هذا أنف الشد: أي أشد العدو.

قال ابن فارس: الأنف من الأرض: ما استقبل الشمس من الجلد والضواحي.

قال غيره: الأنف من الرغيف: كسرة منه، يقال: ما أطعمني إلا أنف الرغيف وهو مجاز.

الأنف من الباب هكذا بالموحدة في سائر النسخ، وصوابه: الناب، بالنون: طرفه وحرفه حين يطلع، وهو مجاز، والأنف من اللحية: جانبها، ومقدمها، وهو مجاز، قال أبو خراش:

تخاصم قوما لا تلقى جوابهموقد أخذت من أنف لحيتك اليد يقول: طالت لحيتك، حتى قبضت عليها، ولا عقل لك.

والأنف من المطر: أول ما أنبت، قال امرؤ القيس:

قد غدا يملني فـي أنـفـه    لاحق الأيطل محبوك ممر الأنف من خف البعير: طرف منسمه، يقال رجل حمى الأنف: أي آنف، يأنف أن يضام وهو مجاز، قال عامر بن فهيرة رضي الله عنه في مرضه - وعادته عائشة رضي الله عنها، وقالت له: كيف تجدك?-:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه
والمرء يأتي حتفه من فوقه
كل امرىء مجاهد بطوقه
كالثور يحمي أنفه بروقـه

ويقال لسمي الأنف: الأنفان، تقول: نفست عن أنفيه، أي: منخريه، قال مزاحم العقيلي:

يسوف بأنفيه النقاع كأنهعن الروض من فرط النشاط كعيم في الأحاديث التي لا طرق لها: )لكل شيء أنفة، وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى(، أي: ابتداؤها، وأولها، و، قال ابن الأثير: هكذا روى في الحديث مضمومة قال: وقال الهروي: الصواب الفتح، قال الصاغاني: وكأن الهاء زيدت على الأنف، كقولهم في الذنب: ذنبة، وفي المثل: )إذا أخذت بذنبة الضب أغضبته(.

ومن المجاز: جعل أنفه في قفاه: أي: أعرض عن الحق، وأقبل على الباطل وهو عبارة عن غاية الإعراض عن الشيء، ولي الرأس عنه، لأن قصارى ذلك أن يقبل بأنفه على ما وراءه، فكأنه جعل أنفه في قفاه، ومنه قولهم للمنهزم: )عيناه في قفاه(، لنظره إلى ما وراءه دائبا؛ فرقا من الطلب من المجاز هو يتتبع أنفه: أي: يتشمم الرائحة فيتبعها، كما في اللسان والعباب.

وذو الأنف: لقب النعمان بن عبد الله بن جابر بن وهب بن الأقيصر مالك ابن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك الخثعمي، قائد خيل خثعم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف، وكانوا مع ثقيف، نقله أبو عبيد وابن الكلبي في أنسابهما.

صفحة : 5727

وأنف الناقة: لقب جعفر بن قريع بن عوف بن كعب أبو بطن من سعد بن زيد مناة من تميم، وإنما لقب به لأن أباه قريعا نحر جزورا، فقسم بين نسائه، فبعثت جعفرأ هذا أمه وهي الشموس من بني وائل ثم من سعد هذيم فأتاه وقد قسم الجزور، ولم يبق إلا رأسها وعنقها فقال: شأنك به، فأدخل يده في أنفها، وجعل يجرها، فلقب به، وكانوا يغضبون منه، فلما مدحهم الحطيئة بقوله:

قوم هم الأنف والأذناب غيرهمومن يسوي بأنف الناقة الذنبا? صار اللقب مدحا لهم، والنسبة إليهم أنفي.

قال ابن عباد: قولهم: أضاع مطلب أنفه قيل: فرج أمه، وفي اللسان: أي الرحم التي خرج منها، عن ثعلب، وأنشد:

وإذا الكريم أضاع موضع أنفه     أو عرضه لكريهة لم يغضب وأنفه يأنفه ويأنفه من حدى ضرب ونصر ضرب: أنفه، نقله الجوهري.

يقال: أنف الماء فلانا: أي بلغ أنفه، وذلك إذا نزل النهر، نقله الجوهري، قال ابن السكيت: أنفت الإبل أنفا: إذا وطئت كلأ أنفا بضمتين. قال أيضا: رجل أنافي، بالضم أي: عظيم الأنف.

قلت: وكذا عضادى عظيم العضد، وأذاني، عظيم الأذن.

قال وامرأة أنوف، كصبور: طيبة رائحته، أي: الأنف، هكذا نقله الجوهري، أو تأنف مما لا خير فيه نقله الصاغاني، عن ابن عباد. من المجاز: روضة أنف كعنق، ومؤنف، مثل محسن وهذه عن ابن عباد: إذا لم ترع، وفي المحكم: لم توطأ. واحتاج أبو النجم إليه فسكنه، فقال:

أنف ترى ذبانها تعلله وكلأ أنف: إذا كان بحاله لم يرعه أحد، وكذلك كأس أنف إذا لم تشرب، وفي اللسان، أي ملأى، وفي الصحاح: لم يشرب بها قبل ذلك، كأنه استؤنف شربها، وأنشد الصاغاني للقيط بن زرارة:

إن الشواء والنشيل والرغـف
والقينة الحسناء والكأس الأنف
وصفوة القدر وتعجيل الكتف
للطاعنين الخيل والخيل قطف

وأمر وأنف: مستأنف لم يسبق به قدر، ومنه حديث يحيى بن يعمر، أنه قال لعبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: )أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرؤون القرآن، ويتقعرون العلم، وإنهم يزعمون أن لا قدر، أن الأمر أنف، قال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم برىء، وأنهم برآء مني.

والأنف أيضا: المشية الحسنة نقله ابن عباد، وقال آنفا وسالفا، كصاحب، نقله الجوهري، أنفا، مثل كتف، وهذه عن ابن الأعرابي، وقرىء بهما قوله تعالى: )ماذا قال آنفا و(أنفا قال ابن الأعرابي: أي مذ ساعة وقال الزجاج: أي ماذا قال الساعة أي: في أول وقت يقرب منا.

نقل ابن السكيت عن الطائي: أرض أنيفة النبت: إذا أسرعت النبات، كذا نص الصحاح، وفي المحكم: منبتة، وفي التهذيب: بكر نباتها، وكذلك أرض أنف، قال الطائي: وهي أرض آنف

صفحة : 5728

بلاد الله كما في الصحاح، أي أسرعها نباتا، قال الجوهري: يقال أيضا: آتيك من ذي أنف، بضمتين، كما تقول: من ذي قبل: أي فيما يستقبل، وقال الليث: أتيت فلانا أنفا، كما تقول: من ذي قبل قال الكسائي: آنفة الصبا، بالمد: ميعته، وأوليته، وهو مجاز، قال كثير:

عذرتك في سلمى بآنفة الصبا
وميعته إذ تزهيك ظلالـهـا

قال أبو تراب: الأنيف، والأنيث بالفاء والثاء من الحديد: اللين.

قال ابن عباد: الأنيف من الجبال: المنبت قبل سائر البلاد.

قال: والمئناف، كمحراب: الرجل السائر في أول الليل، هكذا في سائر النسخ، ونص المحيط: في أول النهار، ومثله في العباب، وهو الصواب، قال الأصمعي: المئناف: الراعي ماله أنف الكلإ، أي أوله، ومن كتاب علي ابن حمزة: رجل مئناف: يسأنف المراعي والمنازل، ويرعى ماله أنف الكلإ.

وأنف منه، كفرح، أنفا، وأنفة، محركتين: أي استنكف، يقال: ما رأيت أحمى أنفا، ولا آنف من فلان، كما في الصحاح.

وفي اللسان: أنف من الشيء أنفا: إذا كرهه، وشرفت عنه نفسه وفي حديث معقل بن يسار )فحمى من ذلك أنفلأ أي: أخذته الحمية من الغيرة والغضب، وقال أبو زيد: أنفت من قولك لي أشد الأنف، أي: كرهت ما قلت لي.

قال ابن عباد: أنفت المرأة تأنف: إذا حملت فلم تشته شيئا، وفي اللسان: المرأة والناقة والفرس تأنف فحلها إذا تبين حملها.

أنف البعير: أي اشتكى أنفه من البرة، فهو أنف، ككتف، كما تقول: تعب فهو تعب، عن ابن السكيت، وفي الحديث: )المؤمن كالجمل الأنف، إن قيد انقاد، وإن استنيخ على صخرة استناخ(، وذلك للوجع الذي به، فهو ذلول منقاد، كذا نقله الجوهري، وقال غيره: الأنف: الذي عقره الخطام، وإن كان من خشاش أو برة أو خزامة في أنفه، فمعناه أنه ليس يمتنع على قائده في شيء؛ للوجع، فهو ذلول منقاد، وقال أبو سعيد: الجمل الأنف: الذليل المؤاتي، الذي يأنف من الزجر والضرب، ويعطي ما عنده من السير عفوا سهلا، كذلك المؤمن لا يحتاج إلى زجر ولا عتاب، وما لزمه من حق صبر عليه، وقام به. قال الجوهري: وقال أبو عبيد، وكان الأصل في هذا أن يقال: مأنوف، لأنه مفعول به، كما قالوا: مصدور ومبطون، للذي يشتكي صدره وبطنه، وجميع ما في الجسد على هذا، ولكن هذا الحرف جاء شاذا عنهم. انتهى.

يقال أيضا: هو آنف، مثل صاحب، هكذا ضبطه أبو عبيد، قال الصاغاني: والأول أصح وأفصح، وعليه اقتصر الجوهري، وهو قول ابن السكيت.

قلت: وهذا القول الثاني قد جاء في بعض روايات الحديث: )إن المؤمن كالبعير الآنف: أي: أنه لا يريم التشكي.

وكزبير: أنيف بن جشم وفي بعض النسخ خيثم، بن عوذ الله، حليف الأنصار، شهد بدرا.

قال ان إسحاق: وأنيف بن ملة اليمامي، قدم في وفد اليمامة مسلما فيما قيل، وقيل قدم في وفد جذام، ذكره ابن إسحاق. أنيف بن حبيب ذكره الطبري فيمن استشهد يوم خيبر، قيل: إنه من بني عمرو بن عوف.

صفحة : 5729

أنيف بن واثلة، استشهد بخيبر، قاله ابن إسحاق، وواثلة، بالمثلثة هكذا ضبطه، وقال غيره: وايلة، بالياء التحتية: صحابيون رضي الله تعالى عنهم.

وقريط بن أنيف: شاعر، نقله الصاغاني.

وأنيف فرع: ع قال عبد الله بن سليمة:

ولم أر مثلها بأنيف فـرع    على إذن مدرعة خضيب وآنف الإبل فهي مؤنفة: تتبع كما في الصحاح، وفي اللسان: انتهى بها أنف المرعي وهو الذي لم يرع، قال ابن فارس: آنف فلانا: إذا حمله على الأنفة أي: الغيرة والحشمة، كأنفه تأنيفا فيهما أي: في المرعي والأنفة، يقال: أنف فلان ماله تأنيفا، وآنفها إينافا، إذا رعاها أنف الكلإ، قال ابن هرمة:

لست بذي ثلة مؤنفة    آقط ألبانها وأسلؤها وقال حميد:

ضرائر ليس لهن مهر

تأنيفهن نقل وأفر أي: رعيهن الكلأ الأنف.

آنف فلانا: جعله يشتكي أنفه، نقله الجوهري، قال ذو الرمة:

رعت بأرض البهمي جميعا وبسرة      وصمعاء حتى آنفتها نصـالـهـا أي: أصاب شوك البهمي أنوف الإبل، فأوجعها حين دخل أنوفها وجعلها تشتكي أنوفها، وقال عمارة بن عقيل: آنفتها: جعلتها تأنف منها، كما يأنف الإنسان، ويقال:
هاج البهمى حتى آنفت الراعية نصالها، وذلك أن ييبس سفاها، فلا ترعاها الإبل ولا غيرها، وذلك في آخر الحر، فكأنها جعلتها تأنف رعيها، أي: تكرهه.

آنف أمره: أعجله، عن ابن عباد.

والاستئناف والائتناف: الابتداء كما في الصحاح، وقد استأنف الشيء وائتنفه: أخذ أوله وابتدأه، وقيل: استقبله، فهما استفعال وافتعال، من أنف الشيء، وهو مجاز.
ويقال: استأنفه بوعد: ابتدأه به، قال:

وأنت المنى لو كنت تستأنفيننا     بوعد ولكن معتفاك جـديب أي: لو كنت تعديننا الوصل.

والمؤتنف، للمفعول: الذي لم يؤكل منه شيء، كالمتأنف للفاعل، وهذه عن ابن عباد، ونصه: المتأنف من الأماكن: لم يؤكل قبله.

وجارية مؤتنفة الشباب: أي مقتبلته، نقله الصاغاني.

يقال: إنها، أي المرأة لتتأنف الشهوات: إذا تشهت على أهلها الشيء بعد الشيء لشدة الوحم، وذلك إذا حملت، كذا في اللسان والمحيط.

ونصل مؤنف كمعظم، قد أنف تأنيفا، هكذا في سائر النسخ، وليس فيه تفسير الحرف، والظاهر أنه سقط قوله: محدد، بعد كمعظم، كما في العباب، وفي الصحاح: التأنيف: تحديد طرف الشيء، وفي اللسان: المؤنف، المحدد من كل شيء، وأنشد ابن فارس:

بكل هتوف عجسهـا رضـوية     وسهم كسيف الحميري المؤنف والتأنيف: طلب الكلإ الأنف قوله: غنم مؤنفة، كمعظمة غير محتاج إليه؛ لأنه مفهوم من قوله سابقا كأنفها تأنيفا؛ لأن الإبل والغنم سواء، نعم لو قال أولا: آنف المال، بدل الإبل، لكان أصاب المحز، وقد تقدم قول ابن هرمة سابقا.

قوله: أنفه الماء: بلغ أنفه مكرر، ينبغي حذفه، وقد سبق أن الجوهري زاد: وذلك إذا نزل في النهر، فتأمل.
ومما يستدرك عليه:

صفحة : 5730

الأنف، بالضم: لغة في الأنف، بالفتح، نقله شيخنا عن جماعة.

قلت: وبالكسر، من لغة العامة. وبعير مأنوف: يساق بأنفه، وقال بعض الكلابيين: أنفت الإبل كفرح: إذا وقع الذباب على أنوفها، وطلبت أماكن لم تكن تطلبها قبل ذلك، وهو الأنف، والأنف يؤذيها بالنهار، وقال معقل بن ريحان:

وقربوا كل مهري ودوسـرة      كالفحل يقدعها التفقير والأنف وأنفا القوس: الحدان اللذان في بواطن السيتين، وأنف النعل: أسلتها، وأنف الجبل: نادر يشخص ويندر منه، نقله الجوهري، عن ابن السكيت، قال:

خذا أنف هرشي أوقفاها فإنـه      كلا جانبي هرشي لهن طريق وهو مجاز.

والمؤنف، كمعظم: المسوي، وسير مؤنف: مقدول على قدر واستواء ومنه قول الأعرابي يصف فرسا: لهز لهز العير، وأنف تأنيف السير، أي قد حتى استوى كما يستوي السير المقدود.

ويقال: جاء في أنف الخيل، وسار في أنف النهار، ومنهل أنف كعنق لم يشرب قبل، وقرقف أنف: لم تستخرج من دنها قبل، وكل ذلك مجاز، قال عبدة بن الطبيب.

ثم اصطبحنا كميتا قرقفا أنفامن طيب الراح، واللذات تعليل وأرض أنف: بكر نباتها.

ومستأنف الشيء: أوله.

والمؤنفة من النساء، كمعظمة: التي استؤنفت بالنكاح أولا، ويقال: امرأة مكثفة مؤنفة.

وقال ابن الأعرابي: فعله بأنفة، ولم يفسره، قال ابن سيده: وعندي أنه مثل قولهم: فعله آنفا، وفي الحديث: )أنزلت على سورة آنفا( أي الآن.

وقال ابن الأعرابي: أنف: إذا أجم، ونئف: إذا كره، قال: وقال أعرابي: أنفت فرسي هذه هذا البلد، أي: اجتوته وكرهته، فهزلت.

ويقال: حمي أنفه، بالفتح: إذا اشتد غضبه وغيظه، قال ابن الأثير: وهذا من طريق الكناية، كما يقال للمتغيظ: ورم أنفه.
ورجل أنوف، كصبور، شديد الأنفة، والجمع: أنف.

ويقال: هو يتأنف الإخوان: إذا كان يطلبهم آنفين، لم يعاشروا أحدا، وهو مجاز.

والأنفية: النشوغ، مولدة.

ويقال: هو الفحل يقرع أنفه، ولا يقدع، أي: هو خاطب يرد، وقد مر في)ق د ع(.

ويقال: هذا أنف عمله أي أول ما أخذ فيه، وهو مجاز. والتأنيف في العرقوب: تحديد طرفه ويستحب ذلك في الفرس.

أ و ف
الآفة: العاهة كما في الصحاح. أو هي: عرض مفسد لما أصابه، وفي المحكم، والعباب لما أصاب من شيء، وفي الحديث: )آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان(.

يقال: إيف الزرع، كقيل.

صفحة : 5731

أصابته آفة فهو مؤوف، كمعوف، كما في الصحاح، ومئيف، وقال الليث: إذا دخلت الآفة على القوم قيل: قد أوفو، هكذا بالواو بين الهمزة والفاء في نسخة صحيحة من العين، نقل الأزهري عن الليث، يقال في لغة: إيفوا بالياء وأفوا بضم الهمزة وإفوا بكسرها، قال الأزهري: قلت: الهمزة ممالة بينها وبين الفاء ساكنة يبينها اللفظ لا الخط، قال الصاغاني: والذي في كتابه: ويقال في لغة: قد أففوا، بفاءين محققتين، والأولى منهما مشددة في عدة نسخ من كتابه، وفي بعض النسخ ما قدمنا ذكره آنفا: أي دخلت الآفة عليهم، ج: آفات، ومنه قولهم: لكل شيء آفة، وللعلم آفات.

ومما يستدرك عليه: آف القوم، وأوفوا، وإيفوا: دخلت عليهم آفة.

وآفت البلاد تؤوف، أوفا وآفة وأووفا بالضم: صارت فيها آفة.