الباب العشرون: باب الفاء - الفصل الثالث: فصل التاء مع الفاء

فصل التاء مع الفاء

ت أ ف
أتيته على تئفة ذلك، فعلة عند سيبويه، وتفعلة عند أبي علي، أي على حين ذلك، وقد تقدم البحث فيه في)أ ف ف(.

ت ح ف

صفحة : 5732

التحفة، بالضم وكهمزة، نقلها الجوهري، والصاغاني: ما أتحفت به الرجل من البر واللطف، محركة، وفي بعض النسخ بالضم، التحفة: الطرفة من الفاكهة وغيرها من الرياحين، ج: تحف، وقد أتحفته تحفة: إذا أطرفته بها، وفي الحديث: )تحفة الصائم الدهن والمجمر( يعني أنه يذهب عنه مشقة الصوم وشدته، وفي حديث أبي عمرة: )تحفة الكبير وصمتة الصغير( وفي حديث آخر: ) تحفة المؤمن الموت(، أو أصلها وحفة بالواو، إلا أن هذه التاء لازمة في تصريف الفعل كله، إلا في قولهم: يتفعل، فإنهم يقولون: أتحفت الرجل تحفة، وهو يتوحف، كما يقولون: يتوكف، قاله الليث، وكأنهم كرهوا لزوم البدل هنا، لاجتماع المثلين، فردوه إلى الأصل، فإن كان على ما ذهب إليه فتذكر في و ح ف، وكذلك التهمة، والتخمة، وتقاة، وتراث، وأشباهها.

ومما يستدرك عليه: اتحفه، بتشديد التاء، فهو متحف، بمعنى أتحفه، قال ابن هرمة:

واستفنت أنها مثابرة     وأنها بالنجاح متحفه

ت ر ف
الترفة، بالضم: النعمة، وسعة العيش.

وقال ابن دريد: الترفة: الطعام الطيب أو الشيء الظريف تخص به صاحبك، وكل طرفة ترفة.

قال الجوهري: الترفة: هنة ناتئة وسط الشفة العليا خلقة.

قال الليث: وهو أترف من الترفة، ترفة الشفة، وقال ابن فارس: هي النقرة.

وترف، محركة: جبل لبني أسد، أو: ع قال:

أراحني الرحمن من قبل ترف
أسفله جدب وأعلاه قرف

وذو ترف: ع آخر.
وكفرح: تنعم، نقله الصاغاني. وأترفته النعمة وسعة العيش: أطغته، كما في الصحاح، قيل: أترفته: نعمته، ومنه قوله تعالى: )ما أترفوا(، أي ما نعموا، كترفته تتريفا، أي أبطرته.

أترف فلان: أصر على البغى نقله العزيزي، وأنشد لسويد اليشكري:

ثم ولي وهو لا يحمي استه     طائر الإتراف عنه قد وقع قال ابن عرفة: المترف، كمكرم: المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع منه، قال: إنما سمي المتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهواتها مترفا لأنه مطلق له، لا يمنع من تنعمه.

المترف: الجبار، وبه فسر قتادة قوله تعالى: )أمرنا مترفيها( أي: جبابرتها، وقال غيره: أولي الترفة، وأراد رؤساءها وقادة الشر منها.

وتترف: أي تنعم. واستترف أي: تغترف وطغى نقله الزمخشري، والصاغاني.

ومما يستدرك عليه: الترف محركة: التنعم.

والتتريف: حسن الغذاء.

وصبى مترف، كمكرم: إذا كان منعم البدن مدللا. ورجل مترف، كمعظم، موسع عليه وترف الرجل، وأترفه: دلله.

وأترف الرجل: أعطاه شهوته، وهذه عن اللحياني.

وترف النبات، كفرح: تروي.

والترفة، بالضم: مسقاة يشرب بها.

ت ف ف

صفحة : 5733

التف، بالضم، هكذا الحرف مكتوب بالأسود، وليس موجودا في نسخ الصحاح كلها، ولذا قال الصاغاني في التكملة: أهمله الجوهري، ولكنه أورده في تركيب)أ ف ف( استطرادا، ولا إخال المصنف يلحظ إلى ذلك، وقال أبو طالب: أف وأفة وتف وتفة، فالأف: وسخ الأذن، والتف: وسخ الظفر وفي المحكم: وسخ ما بين الظفر والأنملة، وقيل: ما يجتمع تحت الظفر أو هو إتباع لأف، وهو القلة، وقال ابن عباد: ج: تففة، كعنبة.

قال غيره: التفة، كقفة: المرأة المحقورة.

قال الأصمعي: التفة: دويبة كجرو الكلب، قال: وقد رأيتها، أو كالفأرة، وهذا نقله ابن دريد، وقد أنكره الأصمعي وقال الصاغاني: هذه الدابة من الجوارح الصائدة، وكانت عندي منها عدة دواب، وهي تكبر حتى تكون يقدر الخروف، حسنة الصورة، ويقال لها: العنجل، وعناق الأرض، فارسيته سياه كوش، وبالتركية: قرقلاغ، وبالبربرية نبه كدود، ة ومعنى الكل ذو الآذان السود، وأكثر ما تجلب من البرابرة، وهي أحسنها وأحرصها على الصيد، قال: وأول ما رأيت هذه الدابة في مقدشوه. في المثل: استغنت التفة عن الرفة(، يشددان ويخفقان نقله ابن دريد ونصه أغنى من التفه عن الرفه والذي ذكره المصنف هو نص المحكم والعباب يضرب للئيم إذا شبع، قال والرفة: دقاق التبن، أو التبن عامة، كما سيأتي.

والتففة، كهمزة: دودة صغيرة تؤثر في الجلد.

قال ابن عباد: التفاتف من الكلام: شبه المقطعات من الشعر، بكسر الشين وتسكين العين، وفي بعض النسخ بالتحريك، وهو غلط. قال: والتفتاف: من يلقط أحاديث النساء، كالمتفتف، ج: تفتافون، وتفاتف.

قال: أتيتك بتفانه، وعلى تفانه، بالكسر فيهما، أي: حينه وأوانه، وكذلك بعدانه وقد تقدم في)أ ف ف(.

وتففه تتفيفا: إذا قال له: تفا، وكذلك أففه تأفيفا: إذا قال له: أفا.

ومما يستدرك عليه: التفاف، كشداد: الوضيع، وقيل: هو الذي يسأل الناس شاة أو شاتين، قال:

وصرمة عشرين أو ثلاثين
يغنيننا عن مكسب التفافين

ت ل ف
تلف، كفرح تلفا: هلك، قال الليث: التلف: الهلاك والعطب في كل شيء، وأتلفه غيره، كما في الصحاح: أي أفناه.

المتلف كمقعد: المهلك والمفازة، والجمع متالف وأنشد ابن فارس:

أمن حذر آتي المتالف سـادرا     وأية أرض ليس فيها متالف? وقال بدر بن عامر الهذلي:

أفطيم هل تدرين كم من متلف     حاذرت لا مرعى ولا مسكون قال السكري: بلد متلف: ذو تلف وذو هلاك، لا مرعى به يرعى.

وإنما سميت المفازة متلفا متلفا لأنها تتلف سالكها في الأكثر، قال أبو ذؤيب:

ومتلف مثل فرق الرأس تخلجه مطارب زقب أميالهـا فـيح وكذلك المتلفة، ومنه قول طرفة:

بمتلفة ليست بطلح ولا حمض أي ليست بمنبت طلح ولا حمض. يقال: ذهبت نفسه تلفا، وطلفا، محركتين، بمعنى واحد، أي هدرا نقله الجوهري.

صفحة : 5734

ورجل مخلف متلف، ومخلاف متلاف وقد أتلف ماله: إذا أفناه إسرافا، وفي الصحاح: رجل متلاف: كثير الإتلاف لماله. وأتلفنا المنايا، في قول الفرزدق الشاعر:

وأضياف ليل قد بلغنا قراهم وفي العباب: فعلنا قراهم:

إليهم وأتلفنا المنايا وأتلفوا وفي اللسان:

وقوم كرام قد نقلنا إليهم قراهم فأتلفنا المنايا وأتلفوا أي: صادفناها ذات إتلاف هؤلاء غزي غزوهم، يقول: فجعلناهم تلفا للمنايا، وجعلونا كذلك، أي: وقعنا بهم فقتلناهم، كما تقول: أتينا فلانا فأبخلناه وأجبناه، أي صادفناه كذلك، ونص ابن السكيت أي: صادفناها تتلفنا، وصادفوها تتلفهم، قال: أو وصيرنا المنايا تلفا لهم، وصيروها تلفا لنا، وقال غيره: أو وجدناها تتلفنا، أي: ذات تلف، أو ذات إتلاف، ووجدوها تتلفهم كذلك.

ومما يستدرك عليه: المتلفة: مهواة مشرفة على تلف. والتلفة: الهضبة المنيعة التي يغشى من تعاطاها التلف، عن الهجري، وأنشد:

ألا لكما فرخان في رأس تلفةإذا رامها الرامي تطاول نيقها ورجل تلفان، وتالف: أي هالك، مولدة، والمتلوف: ضد المعروف، مولدة أيضا، ومن أمثالهم: )السلف تلف( وفي الحديث: )إن من القرف التلف( وسيأتي في)قرف(.

ت ن ف
التنوفة، التنوفية قال الجوهري: وهذا كما قالوا: دو ودوية؛ لأنها أرض مثلها، فنسب إليها: المفازة، والقفر من الأرض قال المؤرخ التنوفة الأرض الواسعة البعيدة ما بين الأطراف، أو هي الفلاة التي لا ماء بها ولا أنيس، وإن كانت معشبة، وهذا قول ابن شميل، وقال أبو خيرة: هي البعيدة، وفيها مجتمع كلإ، ولكن لا يقدر على رعيه لبعدها، وأنشد الجوهري لابن أحمر:

كم دون ليلى من تنوفية     لماعة تنذر فيها النذر والجمع: تنائف، قال ذو الرمة:

أخا تنائف أغفى عند سـاهـمة     بأخلق الدف من تصديرها جلب قال ابن عباد: تنائف تنف، كركع، أي بعيدة الأطراف واسعة.

وتنوفي، كجلولي ثنية مشرفة، ذكرها ابن فارس هكذا في هذا التركيب، وجعلها فعولي، قال شيخنا: المعروف في جلولاء أنها بالمد، وقضيته أن تنوفي بالمد أيضا، ولم يضبطه أحد بذلك، وإنما قاله ابن جني بحثا، ففي كلامه نظر، وهي قرب القواعل في جبلي طيء، قال امرؤ القيس

كأن دثارا حلقت بلبونه عقاب تنوفي نقله الصاغاني عقاب القواعل

صفحة : 5735

وروى ابن الكلبي: )عقاب تنوف(دثار: كان راعيا لامرئ القيس، وهو دثار بن فقعس بن طريف الأسيدي، وفي اللسان: وهو من المثل التي لم يذكرها سيبويه، قال ابن جني: قلت مرة لأبي علي: يجوز أن يكون تنوفي مقصورة من تنوفاء، بمنزلة بروكاء? فسمع ذلك وتقبله، قال ابن سيده: وقد يجوز أن تكون ألف تنوفا إشباعا للفتحة، لا سيما وقد رويناه مفتوحا، وتكون هذه الألف ملحقة مع الإشباع، لإقامة الوزن. ويقال: ينوفي، بالتحتية، وهي رواية أبي عبيدة، وقال الصاغاني: إن كانت التاء في تنوفي أصلية فموضعه هذا التركيب، وإن كانت زائدة، من ناف، أي: ارتفع، ويؤيده رواية أبي عبيدة فيكون محله ن و ف(، كما ستأتي الإشارة إليه إن شاء الله تعالى.

ت ا ف
تاف بصره يتوف، أهمله الجوهري، وقال أبو تراب: سمعت عراما السلي يقول: هو مثل تاه، وذلك إذا نظر إلى الشيء في دوام، وأنشد:

فما أنس ملأشياء لا أنس نظرتي      بمكة أني تائف الـنـظـرات وفي نوادر الأعراب، يقال: ما فيه توفة، بالضم، ولا تافة: أي ما فيه عيب، أو ما فيه توفة: أي: مزيد عن الخارزنجي، أو ما تركت له توفة، أي حاجة، عنه أيضا، أو ما في سيره توفة: أي إبطاء، عنه ايضا، قال: وطلب على توفة، بالفتح: أي عثرة وذنبا، ج: توفات يقال: أنه لذو توفات: أي كذب وخيانة وذنب.

ومما يستدرك عليه: والتوفة، بالضم: الغيرة، نقله الخازرنجي، وفي اللسان: ما في أمرهم تويفة، أي: كسفينة، أو جهينة: أي توان، وقال عرام: تاف عني بصر الرجل: إذا تخطى فصل الثاء مع الفاء

ث ح ف
الثحف، بالمهملة مكسورة، والثحف، ككتف أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال أبو عمرو: هما لغتان في الفحث والحفث، وهما ذات الطريق، هكذا في النسخ، والصواب: ذات الطرائق من الكرش، كأنها أطباق الفرث، ج: أثحاف، كما في العباب والتكملة .

ث ط ف
الثطف: محركة أهمله الجوهري والليث، وقال ابن الأعرابي: هو النعمة من الطعام والشراب والمنام، وأطلقه شمر، فقال: الثطف: النعمة، وقال ابن عباد: الثطف الخصب، والسعة، كما في العباب .

ث ق ف
ثقف، ككرم، وفرح، ثقفا بالفتح على غير قياس وثقفا، محركة: مصدر ثقف، بالكسر، وثقافة مصدر ثقف، بالضم: صار حاذقا خفيفا فطنا فهما فهو ثقف، كحبر، وكتف، وفي الصحاح: ثقف فهو ثقف، كضخم فهو ضخم، وقال الليث: رجل ثقف لقف، وثقف لقف، أي: راو شاعر رام، وقال ابن السكت: رجل لقف ثقف: إذا كان ضابطا لما يحويه قائما به، زاد اللحياني: ثقيف لقيف، مثل أمير، قالوا أيضا: ثقف وثقف، مثل ندس وندس، وحذر وحذر، إذا حذق وفطن، نقله ابن عباد، قال: وثقف فهو ثقيف، مثل سكيت، يقال: رجل ثقيف لقيف .

ثقيف، مثل سكيت، يقال: رجل ثقيف لقيف .

صفحة : 5736

ثقيف، كأمير: أبو قبيلة من هوازن، واسمه قسى بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، وقد يكون ثقيف اسما للقبيلة، والأول أكثر، قال سيبويه: وأما قولهم: هذه ثقيف، فعلى إدارة الجماعة، وإنما قال ذلك لغلبة التذكير عليه، وهو مما لا يقال فيه: من بني فلان .

قلت: ومن الأول قول أبي ذؤيب:

تؤمل أن تلاقي أم وهب بمخلفة إذا اجتمعت ثقيف وهو ثقفي، محركة، قال سيبويه: وهو على غير قياس .

وخل ثقيف: كأمير، وسكين، الأخيرة على النسب: حامض جدا، وقد ثقف ثقافة وثقف، وهذا مثل قولهم بصل حريف .

وثقفه ثقفا، كسمعه سمعا: صادفه، نقله الجوهري، وأنشد وهو لعمرو ذي الكلب:

فإما تثقفوني فاقـتـلـونـي      فإن أثقف فسوف ترون بالي أو ثقفه في موضع كذا: أخذه، قاله الليث، أو ظفر به، قاله ابن دريد، أو أدركه قاله ابن فارس، زاد الراغب: ببصره لحذق في النظر، ثم قد يتجوز به فيستعمل في الإدراك وإن لم يكن معه ثقافة، وبكل ذلك فسر قوله تعالى: ) واقتلوهم حيث ثقفتموهم في الحرب( وقال تعالى: ) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ( .

وامرأة ثقاف، كسحاب: فطنة ومنه قول أم حكيم بنت عبد المطلب: ) إني حصان فلم أكلم، وثقاف فما أعلم ( قالت ذلك لما حاورت أم جميل ابنة حرب .

الثقاف، ككتاب: الخصام والجلاد، ومنه الحديث: ) إذا ملك اثنا عشر من بني عمرو بن كعب كان الثقف والثقاف إلى أن تقوم الساعة ( .

الثقاف: ما تسوي به الرماح نقله، الجوهري، وكذلك القسي، وهي حديدة تكون مع القواس والرماح يقوم بها الشيء المعوج، وقال أبو حنفية: الثقاف: خشبة قوية قدر الذراع، في طرفها خرق يتسع للقوس، وتدخل فيه على شحوبتها، ويغمز منها حيث يبتغي أن يغمز، حتى تصير إلى ما يراد منها، ولا يفعل ذلك بالقسي ولا بالرماح إلا مدهونة مملولة، أو مضهوبة على النار ملوحة، والعدد: أثقفة، والجمع: ثقف، وأنشد الجوهري لعمرو بن كلثوم:

إذا عض الثقاف بها اشمأزت     تشج قفا المثقف والجبـينـا قال الصاغاني: الإنشاد مداخل، والرواية بعد اشمأزت: وولتهم عشوزنة زبونا

عشوزنة إذا انقلبت أرنت     نشج . . . إلى آخـره ثقاف بن عمرو بن شميط الأسدي: صحابي، رضي الله عنه هكذا ضبطه الواقدي أو هو ثقف، بالفتح .

الثقاف من أشكال الرمل: فرد وزوجان وفرد، وهكذا صورته وهو من قسمة زحل .

وثقف بن عمرو العدواني، بدري، رضي الله عنه، وهو الذي تقدم ذكره، وقال الواقدي فيه: إن اسمه ثقاف، وقد نسبه أولا إلى أسد، وثانيا إلى عدوان، وهما واحد وربما يشتبه على من لا معرفة له بالرجال وأنسابهم، فيظن أنهما اثنان، فتأمل.

صفحة : 5737

ثقف بن فروة بن البدن الساعدي ابن عم أبي أسيد الساعدي، رضي الله عنه، استشهد بأحد، أو بخيبر رضي الله عنه، والأول أصح أو هو ثقب، بالباء الموحدة، وهو الأصح، كما قاله عبد الرحمن بن محمد بن عمارة بن القداح الأنصاري النسابة، وهو أعلم الناس بأنساب الأنصار، وقد ذكره في الموحدة أيضا .

وأثقفته، على ما لم يسم فاعله: أي: قيض لي، نقله الصاغاني، وأنشد قول عمرو ذي الكلب على هذا الوجه:

فإما ثقفوني فاقـتـلـونـي     فإن أثقف فسوف ترون بالي هكذا رواه، وقد تقدم إنشاده عن الجوهري بخلاف ذلك .

قلت: والذي في شعر عمرو هو الذي ذكره الصاغاني، قال السكري في شرحه: يقول إن قدر لكم أن تصادفوني فاقتلوني، ويروي )ومن أثقف(، أي: من أثقفه منكم، ويقال، أثقفتموني: ظفرتم بي فاقتلوني فمن أظفر به منكم فإني قاتله، فاجتهدو فإني مجتهد.

وثقفه تثقيفا: سواه، وقومه، ومنه: رمح مثقف، أي مقوم مسوى، وشاهده قول عمرو بن كلثوم الذي تقدم .

وثاقفه مثاقفة وثقافا: فثقفه، كنصره: غالبه فغلبه في الحذق، والفطانة، وإدراك الشيء، وفعله . قال الراغب: وهو مستعار.

ومما يستدرك عليه: الثقاف، بالكسر، والثقوفة، بالضم والحذق والفطانة .

ويقال ثقف الشيء وهو سرعة التعلم، يقال: ثقفت العلم والصناعة في أوحي مدة: أسرعت أخذه .

وثاقفه مثاقفة: لاعبه بالسلاح، وهو محاولة إصابة الغزة في نحو مسابقة .

والثقاف والثقافة، بكسرهما: العمل بالسيف، يقال: فلان من أهل المثاقفة، وهو مثاقف حسن الثقافة بالسيف، قال:

وكأن لمـع بـروقـهـا      في الجو أسياف المثاقف وتثاقفوا فكان فلان أثقفهم .

والثقف: الخصام والجلاد .

ومن المجاز: التثقيف: التأديب والتهذيب، يقال: لو لا تثقيفك وتوقيفك ما كنت شيئا، وهل تهذبت وتثقفت إلا على يدك ? كما في الأساس .