الباب العشرون: باب الفاء - الفصل الخامس: فصل الحاء مع الفاء: الجزء الأول

فصل الحاء مع الفاء

الجزء الأول

ح ت ر ف
الحتروف، كعصفور، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الكاد على عياله، هكذا نقله الصاغاني، وصاحب اللسان، وغيرهم.

ح ت ف
الحتف: الموت، قال الجوهري: ولا يبنى منه فعل، وكذا صرح به ابن فارس، والميداني، والأزهري، قال شيخنا: وحكى ابن القوطية، وابن القطاع - وغيرهما من أرباب الأفعال - أنه يقال منه: حتف، كضرب وإخاله في المصباح أيضا . انتهى.

قلت: وإليه يلحظ كلام الزمخشري في الأساس، حيث قال: )المرء يسعى ويطوف، وعاقبته الحتوف ( الحتوف: مصدر بمعنى الحتف . وهو أيضا: جمع حتف فتأمل .

ويقال: مات فلان حتف أنفه، ويقال أيضا: مات حتف فيه، وهو قليل، كأنه لأن نفسه تخرج بتنفسه منه، كما يتنفس من أنفه، ويقال أيضا: حتف أنفيه، ومنه قول الشاعر:

إنما المرء رهن ميت سوى     حتف أنفيه أو لفلق طحون

صفحة : 5760

ويحتمل أن يكون المراد منخريه، ويحتمل أن يكون المراد أنفه وفمه، فغلب الأنف للتجاور، ومنه الحديث: ) ومن مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله (: أي في سبيل الله، قال أبو عبيد: هو أن يموت ) على فراشه من غير قتل ولا ضرب ولا غرق ولا حرق، ولا سبع . ولا غيره، وفي رواية: )فهو شهيد(، قال عبد الله بن عتيك - رضي الله عنه، وهو راوي هذا الحديث -: والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قط قبءل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني قوله: )حتف أنفه(، وفي حديث عبيد بن عمير، أنه قال في السمك: ) ما مات منها حتف أنفه فلا تأكله(، يعني السمك الطافي، قال القطري:

فإن أمت حتف أنفشي لا أمت كمداعلى الطعان وقصر العاجز الكمد قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري: وإنما خص الأنف ؛ لأنه أراد أن روحه تخرج من أنفه بتتابع نفسه ؛ لأن الميت على فراشه من غير قتل يتنفس حتى ينقضي رمقه، فخص الأنف بذلك ؛ لأن من جهته ينقضي الرمق، أو لأنهم كانوا يتخيلون أن المريض تخرج روحه من أنفه، وروح الجريح من جراحته، قاله ابن الأثير في العباب: وقيل: لأن نفسه تخرج بتنفسه من فيه وأنفه، وغلب أحد الاسمين على الآخر لتجاورهما، وانتصب ) حتف أنفه ( على المصدر، كأنه قيل: موت أنفه، وفي اللسان: كأنهم توهموا ) حتف( وإن لم يكن له فعل .

وفي حديث عامر بن فهيرة:

والمرء يأتي حتفه من فوقه يريد أن حذره وجبنه غير دافع عنه المنية إذا حلت به، وأول من قال ذلك عمرو بن مامة في شعره، كما في اللسان .

قلت: وقد جاء في بيت السموأل أيضا، وهو يخالف ما سبق من قول راوي الحديث: إنها كلمة لم يسمعها من أحد من العرب قط قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجابوا بأنه لم يسمعها، أو أن الرواية ليست كذلك، كما نقله شيخنا، وفيه نظر وتأمل .

ج: حتوف، وأنشد الجوهري لحنش بن مالك:

فنفسك أحرز فإن الحـتـو     ف ينبأة بالمرء في كل واد وحية حتفة: نعت لها، هكذا في شعر أمية، زاد الزمخشري: كما يقال: امرأة عدلة، قال أمية:

والحية والحتفة الرقشاء أخرجها من بيتها أمنات الله والكلم والحتيف، كزبير: ابن السجف، واسمه الربيع بن عمرو، والسجف لقب أبيه، وهو ابن عبد الحارث ابن طريف بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة ابن أد، ونسبه ابن اليقظان، فقال: هو الحتيف بن السجف بن بشير ابن أدهم بن صفوان بن صباح بن طريف بن عمرو: شاعر، فارس، قال جميل بن عبدة بن سلمة بن عرادة يفخر بفعال جده الحتيف، وأم سلمة ابن عرادة سلامة بنت الحتيف:

حتيف بن عمرو جدنا كان رفعة    لضـبة أيام لـه ومـآثـــر أو هو حتنف كجعفر، كما قاله ابن دريد في كتاب الاشتقاق، ووافقه ابن الكلبي، وهو وهم .

وحتيف بن زيد بن جعونة النسابة، هو أحد بني المنذر بن جهمة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، له مع دغفل النسابة خبر .

صفحة : 5761

قلت ويقال: وفيه أيضا: حنتف، كما ضبطه الحافظ هكذا .

ومما يستدرك عليه: حتافة الخوان، بالضم كحتامته: ما انتثر فيؤكل ويرجى فيه الثواب، ويقال: هو حفافة، بالفاء، كما سيأتي .

والحتف، بالفتح: سيف للنبي صلى الله عليه وسلم، نقله شيخنا .

ح ث ر ف
الحثرفة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد، هي الخشونة، والحمرة تكون في العين .

قال: وحثرفه عن موضعه: زعزعه وحركه، وليس بثبءت .

قال: وتحثرف: الشيء من يدي: إذا تبدد، في بعض اللغات .

ح ث ف
الحثف، بالكسر، وككتف أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال أبو عمرو: هما لغتان في الحفث، بالكسر، والفحث، ككتف، كما في العباب، والجمع أحثاف .

ح ج ر ف
الحجروف، كعصفور، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هي دويبة طويلة القوائم أعظم من النملة، كذا في العباب والتكملة، وقال أبو حاتم: هي العجروف بالعين كما سيأتي .

ج ح ف
الحجف، محركة: التروس من جلود خاصة، وقيل: من جلود الإبل مقورة، بلا خشب، ولا عقب، وقال ابن سيده: يطارق بعضها ببعض، وكذلك الدرق، وأنشد ابن فارس:

أيمنعنا القوم مـاء الـفـرات     وفينا السيوف وفينا الحجف ? وقال أبو العميثل: الحجف: الصدور، على التشبيه بالتروس، واحدتهما حجفة بالتحريك أيضا، ومنه الحديث: ) أنه صلى الله عليه وسلم أتى بسارق سرق حجفة، فقطعه( وأنشد الجوهري للراجز وهو سؤر الذئب:

ما بال عين عن كراها قد جفت
مسبلة تستن لـمـا عـرفـت
دارا لليلي بعد حول قد عفـت
بل جوز تيهاء كظهر الحجفت

يريد: رب جوز تيهاء، قال: ومن العرب من إذا سكت على الهاء جعلها تاء، فقال: هذا طلحت، وخبز الذرت، قال الصاغاني: وهم طيئ .

قلت: والرجز المذكور مداخل، وقد أنشده صاحب اللسان على الصواب، فانظره .

وقال بعضهم: الحجاف، كغراب: مشى البطن عن تخمة، أو من شيء لا يلائم لغة في تقديم الجيم .

وقال ابن الأعرابي: المجحوف، والمجحوف واحد، وأنشد الليث:

بل أيها الدارىء كالمنكوف
والمتشكي مغلة المحجوف

قلت: والرجز لرؤبة، والدارىء: الذي درأت غدته: أي خرجت .

قال ابن الأعرابي، والمنكوف: المشتكي نكفته، وهي أصل اللهزمة، نقله الأزهري هكذا، وقيل: النكفتان اللتان في رأدي اللحيين، كما سيأتي، وعلى كل حال فكلام المصنف لا يخلو عن نظر، فإن الذي ذكره إنما هو تفسير المنكوف، لا المحجوف، وإنما المحجوف: من به مغس في بطنه شديد، فتأمل .

الحجيف، كأمير: صوت يخرج من الجوف كالجحيف .

واجتحفه: استخلصه .

اجتحف الشيء: حازه .

اجتحف نفسه عن كذا: أي ظلفها، وكذلك اجتحفها .

والمحاجف: صاحب الحجفة المقاتل، نقله الجوهري .

المحاجفث: المعارض يقال: حاجفت فلانا: إذا عارضته ودافعته، نقله الجوهري .

وانحجف: تضرع، نقله الصاغاني .

ومما يستدرك عليه: جحفة: محركة: من أسمائهم . وأبو ذورة بن حجفة، من شعرائهم، قاله ثعلب، كذا في اللسان .

ح ذ ر ف

صفحة : 5762

المحذرف، بفتح الراء، أي على صيغة اسم المفعول، أهلمه الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الشيء المسوي، نحو الحافر والظلف .

قال: والمحذرف: المملوء من الأواني .

قال: وأم حذرف، كزبرج: كنية الضبع .

وقال أبو حاتم: ماله حذرفوت، كعنكبوت: أي ماله فسيط، كما يقال: ماله قلامة الظفر، أو الحذرفوت: قلامة الظفر، قال ابن دريد: زعمه قوم، وليس بثبت .

ح ذ ف
حذفه، يحذفه، حذفا: أسقطه، وحذفه من شعره: إذا أخذه، وكذا من ذنب الدابة، كما في الصحاح، وقال غيره: حذفه حذفا: قطعه من طرفه، والحجام يحذف الشعر، من ذلك.

حذفه بالعصا: ضربه، ورماه بها، ويقال: هم ما بين حاذف وقاذف: الحاذف بالعصا، والقاذف بالحجر، وفي المثل: ) إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب ( حكاه سيبويه عن العرب، أي: وأن يرميها أحد، وذلك لأنها مشؤومة يتطير بالتعرض لها، فالحذف يستعمل في الضرب والرمي معا، وقال الليث: الحذف: الرمي عن جانب، والضرب عن جانب.

وحذف في مشيته: إذا حرك جنبه وعجزه، قاله النضر. أو حذف: إذا تدانى خطوه، عنه أيضا.

ومن المجاز: حذف فلانا بجائزة: إذا وصله بها، نقله الزمخشري، وحذف السلام، حذفا: خففه، ولم يطل القوم به، وهو مجاز أيضا، ومنه الحديث: ) حذف السلام في الصلاة سنة (، ويدل عليه حديث النخعي: ) التكبير، جزم والسلام جزم ( فإنه إذا جزم السلام وقطعه، فقد خففه وحذفه.

الحذافة، ككناسة: ما حذفته من الأديم وغيره، نقله الجوهري والصاغاني، هكذا خص اللحياني به حذافة الأديم، وقيل: هو ما حذف من شيء فطرح، ويقال أيضا: ما في رحله حذافة، نقله الجوهري، ولم يفسره، وقال الصاغاني: أي شيء من الطعام، وقال الزمخشري: أي شيء قليل من الطعام وغيره، وهي ما حذف من وشائظ الأديم ونحوه.

وتقول أكل فما أبقي حذافة، وشرب فما ترك شفافة وهو مجاز، وقال ابن السكيت: يقال: أكل الطعام فما ترك منه حذافة، واحتمل رحله فما ترك منه حذافة، قال الأزهري، وأصحاب أبي عبيد رووا هذا الحرف في باب النفي: حذافة، بالقاف، وأنكره شمر، والصواب ما قاله ابن السكيت، ونحو ذلك قاله اللحياني بالفاء، في نوادره.

وحذف، بالفتح: فرس: خالد بن جعفر بن كلاب، وفيها يقول:

فمن يك سائلا عني فإنـي     وحذفه كالشجا تحت الوريد الحذفة، كهمزة: المرأة القصيرة، نقله الصاغاني.

حذافة، كثمامة: أو بطن من قضاعة، منهم محمد، وإسحاق ابنا يوسف الحذافيان، الصنعانيان، روى عنهما عبيد بن محمد الكشوري، وروى محمد عن عبد الرزاق الصنعاني، قال الحافظ، وذكر الدارقطني، أن الذي من قضاعة نسب إلى جشم والحارث اني بكر يقال لهم: بنو الحذاقية، بالقاف: قال: ومنهم من قال بالفاء.

وكجهينة: حذيفة بن أسيد ابن خالد، أبو سريجة الغفاري، بايع تحت الشجرة، وتوفي بالكوفة.

وحذيفة بن أوس له نسخة عند أولاده، قال النسائي وحده.

وحذيفة بن عبيد المرادي أدرك الجاهلية، وشهد فتح مصر.

صفحة : 5763

حذيفة بن اليمان، واسم أبيه حسل، وقيل: حسيل، تبن جابر بن عمرو، وأبو عبد الله العبسي، وقيل: اليمان لقب جدهم جروة بن الحارث، كما سيأتي، توفي سنة 36.

حذيفة: رجلان آخران أزدي روى عنه جنادة الأزدي في صوم الجمعة، وذلك غلط وبارقي يحدث عنه أبو الخير مرثد اليزني، وهو الأزدي بعينه، وفيه نزاع، غير منسوبين صحابيون، رضي الله تعالى عنهم.

والمحذوف: الزق، نقله الليث، زاد الزمخشري: المقطوع، وأنشد الليث قول الأعشى:

قاعدا حوله الندامي فما ين     فك يؤتى بموكر محذوف ورواه ابن الأعرابي: مجذوف، بالجيم، وبالدال، والذال، ومثله وروى أبو عبيد: ) مندوف ( وأما: محذوف، فما رواه غير الليث.

قلت: وتبعه الزمخشري.

والمحذوف في العروض: ما سقط من آخره سبب خفيف، مثل قول امرىء القيس:

ديار لهند الرباب وفرتني     ليالينا بالنعف من بدلان فالضرب محذوف.

وكتؤدة: القصيرة، هكذا وجد في سائر النسخ، وهو مكرر، ولعله سقط من هنا قوله: من النعاج، كما هو في العباب، فالأولى تكون للمرأة، والثانية للنعاج، وهو الصواب إن شاء الله تعالى، ولو جمعها في موضع كما فعله الصاغاني لأصاب.

والحذف، محركة: طائر، نقله الصاغاني، أو: بط صغار، قال ابن دريد: وليس بعربي محض، وهو شبيه بحذف الغنم، وقال الجوهري: غنم سود صغار حجازية أي من غنم الحجاز، الواحدة حذفة وبه فسر الحديث: تراصلوا بينكم في الصلاة، لا تتخللكم الشياطين كأنها بنات حذف (، وفي رواية: ) كأولاد الحذف ( ويزعمون أنها على صورة هذه الغنم، وقال الشاعر:

فأضحت الدار فقرا لا أنيس بهاإلا القهاد مع القهبي والحذف استعارة للظباء، وقيل الحذف: أولاد الغنم عامة.

أو جرشية يجاء بها من جرش اليمن، وهي صغار جرد بلا أذناب، ولا آذان قاله ابن شميل.

وقال الليث: الحذف: الزاغ الصغير الذي يؤكل.

وقال ابن شميل: الأبقع: الغراب الأبيض الجناح، والحذف: الصغار السود، والواحدة حذفة، وهي الزيغان التي تؤكل.

الحذف من الحب ورقه، كذا في العباب، ونص اللسان: وحذف الزرع: ورقه.

وقالوا: هم على حذفاء أبيهم، كشركاء، هكذا نقله أبو عمرو في كتاب الحروف، ولم يفسر، ونقله الصاغاني هكذا، ولم يفسره أيضا، كأنهم أرادوا: على سيرته وطريقته.

والحذافة، بالفتح مشددة: الاست، وقد حذف بها: إذا خرجت منه ريح، قاله ابن عباد? أذن حذفاء، كأنها حذفت، أي: قطعت.

وحذفه تحذيفا: هيأه وصنعه، قال الجوهري، وهو مجاز، وأنشد لامرىء القيس يصف فرسا:

لها جبهة كسراة المجن      حذفه الصانع المقتدر وقال الأزهري: تحذيف الشعر: تطريره وتسويته، وإذا أخذت من نواحيه ما تسويه به فقد حذفته، وأنشد قول امرىء القيس.

وقال النضر: التحذيف في الطرة: أن تجعل سكينية، كما تفعل النصارى.

وفي الأساس: حذف الصانع الشيء: سواه تسوية حسنة، كأنه حذف كل ما يجب حذفه حتى خلا من كل عيب وتهذب.

صفحة : 5764

ومما يستدرك عليه: الحذفة: القطعة من الثوب، وقد احتذفه.

وحذف رأسه بالسيف حذفا ضربه فقطع منه قطعة، نقله الجوهري، وحذفه حذفا: ضربه عن جانب، أو رماه عنه.

وقال الليث: الحذف: قطع الشيء من الطرف، كما يحذف ذنب الدابة.

والحذافي، بالضم: الجحش، عن ابن عباد، قال الصاغاني: وهو تصحيف، صوابه بالقاف، وقد جاء ذكره في الحديث.

ورجل محذف الكلام، كمعظم: مهذب حسن خال من كل عيب، وهو مجاز، وقيل لابنة الخس: أي الصبيان شر? قالت: المحذفة الكلام، الذي يطيع أمه ويعصي عمه، والتاء للمبالغة.

وكثمامة: حذافة بن نصر بن غانم العدوي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، قال الزبير: توفي في طاعون عمواس.

وحذافي بن حميد بن المستنير ابن حذافي العمي، عن آبائه، وعنه الطبراني.

وحذافة بن جمح: بطن من قريش، منهم عثمان بن مظعون الحذافي، رضي الله عنه، ذكره ابن السمعاني وآل بيته، ومنهم عبد الله بنث حذافة السهمي، وفيه يقول حسان بن ثابت، لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم بكتابه: قل لرسل النبي - صاح إلى الناس - شجاع ودحية بن خليفه والحذافي من عمارة سهم اتقوا الله في أداء الوظيفه

ح ر ج ف
الحرجف. كجعفر: الريح الباردة، نقله الجوهري، وزاد أبو حنيفة: الشديدة الهبوب من يبس، قال الفرزدق:

إذا اغبر آفاق السماء وهتـكـت     ستور بيوت الحي نكباء حرجف ومما يستدرك عليه: ليلة حرجف: باردة الريح، عن أبي علي في التذكرة.

ح ر ش ف
الحرشف، كجعفر: فلوس السمك، نقله الجوهري، وهو قول الليث، وغلط ابن دريد حيث قال: ويقال لضرب من السمك: حرشف، والصواب ما ذكره الليث، نبه عليه الصاغاني، وقال ابن دريد: الحرشف: صغار الطير والنعام، وصغار كل شيء: حرشفة، والحرشف، من الدرع: حبكه، نقله الأزهري، شبه بحرشف السمك التي على ظهرها، وهي فلوسها، يقال: ثم غير حرشف رجال، وهم الضعفاء، والشيوخث، الحرشف: الرجالة، وبه فسر قول امرىء القيس:

كأنهم حرشف مبثوث    بالجو إذ تبرق النعال وكذا قول الفرزدق:

لزحف ألوف من رجال ومن قنا     وخيل كريعان الجراد وحرشف قال الجوهري: الحرشف: ما يزين به السلاح، وهي فلوس من فضة، وهو بعينه حبك الدرع الذي ذكره قريبا، فهو تكرار.

الحرشف: نبت شائك خشن قاله أبو نصر، وقيل: نبت عريض الورق، وقال أبو حنيفة: هو أخضر مثل الحرشاء، غير أنه أخشن منها وأعرض، وله زهرة حمراء، وقال الأزهري: رأيته بالبادية، وفي الصحاح: فارسيته كنكر كجعفر، الكاف الثانية معجمة.

قلت: وهو قول أبي نصر.

حكى أبو عمرو: الحرشفة: الأرض الغليظة، قال الجوهري: نقله من كتاب الاعتقاب، من غير سماع، كالحرشف، بالضم، وهذه عن ابن عباد.

ومما يستدرك عليه: الحرشف: جراد كثير، وبه فسر قول امرىء القيس، وقول الفرزدق السابق ذكرنهما، وقال الراجز:
يا أيها الحرشف ذا الأكل الكدم

صفحة : 5765

وبه شبه أيضا كتيبة العسكر، والحرشف: الكدس، يمانية، يقال: دسنا الحرشف، قاله النضر، ويقال للحجارة التي تنبت على شط البحر: الحرشف.

ح ر ف
الحرف من كل شيء: طرفه وشفيره وحده، ومن ذلك حرف الجبل، وهو: أعلاه المحدد، نقله الجوهري، وقال شمر: الحرف من الجبل: ما نتأ في جنبه منه كهيئة الدكان الصغير أو نحوه، قال: والحرف أيضا في أعلاه، ترى له حرفا دقيقا مشفيا على سواء ظهره، قال الفراء: ج حرف الجبل: حرف، كعنب، ولا نظير له سوى طل وطلل، قال: ولم يسمع غيرهما، كما في العباب، قال شيخنا: أي: وإن كان الحرف غير مضاعف.

الحرف: واحد حروف التهجي الثمانية والعشرين، سمي بالحرف الذي هو في الأصل الطرف والجانب، قال الفراء، وابن السكيت: وحروف المعجم كلها مؤنثة، وجوزوا التذكير في الألف، كما تقدم ذلك عن الكسائي واللحياني في )أ ل ف(.

الحرف: الناقة الضامرة الصلبة، شبهت بحرف الجبل، كذا في الصحاح، وفي العباب، تشبيها لها بحرف السيف، زاد الزمخشري: في هزالها ومضائها في السير، وفي اللسان: هي النجيبة الماضية التي أنضتها الأسفار شبهت بحرف السيف من مضائها ونجائها ودقتها، أو هي المهزولة، نقله الجوهري، وعن الأصمعي، قال: ويقال: أحرفت ناقتي: إذا هزلتها، قال الجوهري: وغيره يقول بالثاء، أو هي العظيمة، تشبيها لها بحرف الجبل، هذا بعينه قول الجوهري، كما تقدم.

وأنشد لذي الرمة:

جمالية حرف سنـاد يشـلـهـا    وظيف أزج الخطو ريان سهوق فلو كان الحرف مهزولا لم يصفها بأنها جمالية سناد ولا أن وظيفها ريان وهذا البيت ينقض تفسير من قال: ناقة حرف أي: مهزولة فشبهت بحرف كتابة، لدقتها وهزالها وقال أبو العباس في تفسير قول كعب بن زهير:

حرف أخوها أبوها من مهجنة      وعمها خالها قوداء شملـيل قال: يصف الناقة بالحرف لأنها ضامر وتشبه بالحرف من حروف المعجم وهوالألف، لدقتها وتشبه بحرف الجبل إذا وصفت بالعظم قال ابن الأعرابي:ولا يقال: جمل حرف إنما تخص به الناقة.
وقال خالد بن زهير الهذلي.

متى ما تشأ أحملك والرأس مائلعلى صعبة حرف وشيك طمورها كنى بالصعبة الحرف عن الداهية الشديدة وإن لم يكن هنالك مركوب. ومسيل الماء وآرام سود ببلاد سليم.

والحرف عند النحاة أي في اصطلاحهم: ماجاء لمعنى ليس باسم ولا فعل وما سواه من الحدود فاسد ومن المحكم: الحرف:الأداة التي تسمى الرابطة لأنها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل، كعن وعلى ونحوهما وفي العباب: الحرف: ما دل على معنى في غيره ومن ثم لم ينفك عن اسم أو فعل يصحبه إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب، نحو قولك: نعم وبلى، وأي وإنه، ويا زيد، وقد، في مثل قول النابغة الذبياني:

أفد الترحل غير أن ركابنا     لما تزل برحالنا وكأن قد

صفحة : 5766

ورستاق حرف: ناحية بالأنبار، وضبطه الصاغاني بضم الحاء، وكذا في مختصر المعجم، ففيه مخالفة للصواب ظاهرة.

حرف الشيء: ناحيته، وفلان على حرف من أمره: أي ناحية منه؛ كأنه ينتظر ويتوقع، فإن رأى من ناحية ما يحب، وإلا مال إلى غيرها. وقال ابن سيده: فلان على حرف من أمره: أي ناحية منه، إذا رأى شيئأ لا يعجبه عدل عنه، وفي التنزيل العزيز: )ومن الناس من يعبد الله على حرف(: أي على وجه واحد، أي: إذا لم ير ما يحب انقلب على وجهه، قيل: هو أن يعبده على السراء لا الضراء، وقال الأزهري: كأن الخير والخصب ناحية، والضر والشر، والمكروه ناحية أخرى، فهما حرفان، وعلى العبد أن يعبد خالقه على حالتي السراء والضراء، ومن عبد الله على السراء وحدها دون أن يعبده على الضراء يبتليه الله بها، فقد عبده على حرف، ومن عبده كيفما تصرفت به الحال، فقد عبده عبادة عبد مقر بأن له خالقا يصرفه كيف شاء وأنه إن أمتحنه بالأواء، وأنعم عليه بالسراء، فهو في ذلك عادل، أو متفضل أو على شك، وهذا قول الزجاج )فإن أصابه خير( أي: خصب وكثرة مال، )اطمأن به( ورضي بدينه)وإن أصابته فتنة)اختيار. بجدب وقلة مال ( انقلب على وجهه( أي: رجع عن دينه إلى الكفر وعبادة الأوثان، أو على غير طمأنينة على أمره، وهذا قول ابن عرفة، أي: لا يدخل في الدين ممتكنا، ومرجعه إلى قول الزجاج.

صفحة : 5767

في الحديث: قال صلى الله عليه وسلم) نزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شاف كاف، فاقرؤوا كما علمتم(، قال أبو عبيد: أي على سبع لغات من لغات العرب، قال: وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم يسمع به، زاد غير أبي عبيد: وإن جاء على سبعة أو عشرة أو أكثر، نحو )ملك يوم الدين وعبد الطاغوت، قال أبو عبيد: ولكن المعنى: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة أهل اليمن، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة، ومما يبين ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: )إني قد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم: هلم، وتعال، وأقبل( قال ابن الأثير: وفيه أقوال غير ذلك، هذا أحسنها، وروى الأزهري: أن أبا العباس النحوي - و واحد عصره - قد ارتضى ما ذهب إليه أبو عبيد، واستصوبه، قال: وهذه السبعة الأحرف التي معنضاها اللغات، غير خارجة من الذي كتب في مصاحف المسلمين، التي اجتمع عليها السلف المرضيون، والخلف المتبعون، فمن قرأ بحرف ولا يخالف المصحف بزيادة أو نقصان، أو تقديم مؤخر، أو تأخير مقدم، وقد قرأ به إمام من أئمة القراء المشتهرين في الأمصار، فقد قرأ بحرف من الحروف السبعة التي نزل القرآن بها، ومن قرأ بحرف شاذ يخالف المصحف، وخالف في ذلك جمهور القراء المعروفين فهو غير مصيب، وهذا مذهب أهل الدين والعلم، الذين هم القدوة، ومذهب الراسخين في علم القرآن قديما وحديثا، وإلى هذا أومأ أبو بكر بن الأنباري من كتاب له ألفه في اتباع ما في المصحف الإمام، ووافقه على ذلك أبو بكر بن مجاهد مقرىء أهل العراق، وغيره من الأثبات المتقين قال: ولا يجوز عندي غير قالوا، والله تعالى يوفقنا للاتباع، ويجنبنا الابتداع، آمين.

وحرف لعياله، يحرف من حد ضرب: أي كسب من ههنا وههنا، مثل يقرش ويقترش، قاله الأصمعي.

قال أبو عبيدة: حرف الشيء عن وجهه حرفا: صرفه.

قال غيره: حرف عينه حرفة، بالفتح: مصدر، وليست للمرة: كلها بالميل، وأنشد ابن الأعرابي:

بزرقاوين لم تحرف ولما يصبها عائر بشفير ماق أراد: لم تحرفا، فأقام الواحد مقام الاثنين.

يقال: مالي عنه محرف، وكذلك: مصرف، بمعنى واحد، نقله أبو عبيدة.

ومنه قول أبي كبير الهذلي:

أزهير هل عن شيبة من محرف      أم لا خلود لباذل مـتـكـلـف ويروي: ) من مصرف( ومعنى محرف ومصرف: أي متنحي، والمحرف أيضا، أي: كمجلس والمحتءف، بفتح الراء: موضع يحترف، فيه الإنسان، ويتقلب ويتصرف، ومنه قول أبي كبير أيضا:

أزهـــير إن أخـــا لـــنـــا  ذا مـــرة     جلـد الـقـوى فـي كـل سـاعة مـحـــرف

فارقته يوما بجانب نخلة سبق الحمام به زهير تلهفي قال اللحياني: حرف في ماله، بالضم، أي: كفى، حرفة، بالفتح: ذهب منه شيء، وقد ذكر أيضا في الجيم.

صفحة : 5768

والحرف، بالضم: حب الرشاد، واحدته حرفة، وقال أبو حنيفة: هو الذي تسميه العامة حب الرشاد، وقال الأزهري: الحرف: حب كالخردل.

أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن الحسين وأبوه، وجده المذكوران، سمع عبد الرحمن النجاد، وحمزة الدهقان، وغيرهما، وجده روى عن حمدان بن علي الوراق، وحدث أبوه أيضا، وموسى بن سهل الوشاء: شيخ أبي بكر الشافعي، والحسن بن جعفر البغدادي، سمع أبا شعيب الحراني، الحرفيون المحدثون؛ نسبة إلى بيعه أي: الحرف، وقال الحافظ: إلى بيع البزور.

الحرف: الحرمان: كالحرفة، بالضم، والكسر، ومنه قول عمر رضي الله تعالى عنه: )لحرفة، أحدهم أشد على من عيلته( ضبط بالوجهين، أي: إغناء الفقير، وكفاية أمرشه أيسر على من إصلاح الفاسد، وقيل: أراد لعدم حرفة أحدهم والاغتماء لذلك أشد على من فقره، كذا في النهاية.

وقيل: الحرفة، بالكسر: الطعمة والصناعة التي يرتزق منها، وهي جهة الكسب، ومنه ما يروي عنه رضي الله عنه: )إني لأرى الرجل فيعجبني، فأقول: هل له حرفة? فإن قالوا: لا، سقط من عيني( وكل ما اشتغل الإنسان به وضرى به من أي أمر كان، فإنه عند العرب يسمى صنعة وحرفة، يقولون: صنعة وحرفة، يقولون: صنعة فلان أن يعمل كذا، وحرفة فلان أن يفعل كذا، يريدون دأبه وديدنه؛ لأنه ينحرف إليها أي يميل، وفي اللسان: حرفته: ضيعته أو صنعته.

قلت: وكلاهما صحيحان في المعنى.

وأبو الحريف، كأمير: عبيد الله ابن أبي ربيعة، وفي نسخة: ابن ربيعة السوائي، المحدث الصواب أنه تابعي، هكذا ضبطه الدولابي، بالحاء المهملة، وخالفه ابن الجارود فأعجمها.

وحريفك: معاملك، كما في الصحاح، في حرفتك: أي: في الصنعة.

قلت: ومنه استعمال أكثر العجم إياه في معنى النديم والشريب، ومنه أيضا يستفاد استعمال أكثر الترك إياه في معرض الذم، بحيث لو خاطب به أحدهم صتحبه لغضب.

والمحراف، كمحراب: الميل الذي تقاس به الجراحات، نقله الجوهري، أنشد للقطامي، يذكؤ جراحة:

إذا الطبيب بمحرافيه عالجهازادت على النقر أو تحريكها ضجما ويروي )النفر( وهو الورم، ويقال: خروج الدم.
وحرفان، كعثمان علم سمي به، من حرف: أي كسب.

وأحرف الرجل فهو محرف نما ماله. وصلح، وكثر نقله الجوهري عن الأصمعي، وغيره يقول بالثاء كما تقدم.

وناقته: هزلها.

أحرف: لأحرف الرجل: إذا كد على عياله، عن ابن الأعرابي.

أحرف: إذا جازي على خير أو شر، عنه أيضا.

والتحريف: التغيير والتبديل ومنه قوله تعالى: ثم يحرفونه وقوله تعالى أيضا: يحرفون الكلم عن مواضعه، وهو في القرآن والكلمة: تغيير الحرف عن معناها، والكلمة عن معناها، وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود تغير معانى التوراة بالأشباه.

وقول أبي هريرة رضي الله عنه: ) أمنت بمحرف القلوب (، أي: بمصرفها. أو مميلها ومزيلها، وهو الله تعالى، وقيل: هو المحرك.

صفحة : 5769

التحريف: قط القلم محرفا، يقال: قلم محرف: إذا عدل بأحد حرفيه عن الآخر، قال:

تخال أذنيه إذا تحرفا
خافية أو قلما محرفا

وقال محمد بن العفيف الشيرازي - في صفات القط -: ومنها المحرف، قال: وهيئته أن تحرف السكين في حال القط، وذلك على ضربين: قائم، ومصوب فما جعل فيه ارتفاع الشحمة كارتفاع القشرة فهو قائم، وما كان القشر أعلى من الشحم فهو مصوب وتحكمه المشاهدة والمشافهة، وإذا كان السن اليمنى أعلى من اليسري، قيل: قلم محرف، وإن تساويا قيل: قلم محرف، وإن تساويا قيل: قلم مستو، وتقدم للمصنف في ) ج ل ف ( قول عبد الحميد الكاتب لسلم: ) وحرف القطة وأيمنها (. ومر الكلام هناك واحرورف: مال وعدل، كانحرف وتحرف، نقله الجوهري، وقال الأزهري: وإذا مال الإنسان عن شيء يقال: تحرف، وانحرف، واحرورف، وأنشد الجوهري للراجز - قال الأزهري والصاغاني: هو العجاج يصف ثورا يحفر كناسا -:

وإن أصاب عدواء احرورفا
عنها وولاها ظلوفا ظلفـا

أي: لإن أصاب موانع، وعدواء الشيء: موانعه.

وشاهد الانحراف حديث أبي أيوب رضي الله عنه: ) فوجدنا مراحيض بيت قبل القبلة، فننحرف ونستغفر الله ( وشاهد التحرف قوله تعالى: إلا متحرفا لقتال أي: مستطردا يريد الكرة.

ومن المجاز: حارفه بسوء: أي: كأفأه، وجازاه، يقال: لا تحارف أخاك بسوء: أي لا تجازه بسوء صنيعه تقايسه، وأحسن إذا أساء، واصفح عنه، والذي يظهر أن المحارفة: المجازاة مطلقا، سواء بسوء أو بخير، ويدل لهذا الحديث: ) إن العبد ليحارف عن عمله: الخير أو الشر، قال ابن الاعرابي: أي يجازى.

والمحارف: المقايسة بالمحراف، أي: مقايسة الجرح بالمسبار،، قال:

كما زل عن رأس الشجيج المحرف والمحارف، بفتح الراء: المحدود المحروم، قال: الجوهري: وهو خلاف قولك: مبارك، وأنشد للراجز:

محارف بالشاء والأباعر
مبارك بالقلعي الباتـر

وقال غيره: المحارف: هو الذي لا يصيب خيرا من وجه توجه له، وقيل: هو الذي قتر رزقه، وقيل: هو الذي لا يسعى في الكسب، وقيل رجل محارف: منقوص الحظ، لا ينمو له مال، وقد تقدم ذلك أيضا في الجيم، وهما لغتان.

قولهم، في الحديث: )سلط عليهم موت طاعون ذفيف يحرف القلوب(: أي: يميلها ويجعلها على حرف، أي: جانب وطرف، ويروي: يحوف، بالواو وسيأتي، ومنه الحديث الآخر: )وقال بيده فحرفها( كأنه يريد القتل، ووصف بها قطع السيف بحده.

ومما يستدرك عليه: حرفا الرأس: شقاه. وحرف السفينة والنهر: جانبهما.

وجمع الحرف: أحرف. وجمع الحرفة، بالكسر: حرف كعنب.

وحرف عن الشيء حرفا: مال وانحراف مزاجه: كحرف، تحريفا، والتحريف: التحريك، والحراف، ككتاب: الحرمان.

صفحة : 5770

والمحارف، بفتح الراء: هو الذي يحترف بيديه ولا يبلغ كسبه ما يقيمه وعياله، وهو المحروم الذي أمرنا بالصدقة عليه؛ لإنه قد حرم سهمه من الغنيمة، لا يغزو مع المسلمين، فبقي محروما، فيعطي من الصدقة ما يسد حرمانه، كذا ذكره المفسرون في قوله تعالى: )وفي أموالهم حق للسائل والمحروم(.

واحترف: اكتسب لعياله من هنا وهنا. والمحترف: الصانع.

وقد حورف كسب فلان: إذا شدد عليه في معاملته، وضيق في معاشه، كأنه ميل برزقه عنه.

والمحرف، كمعظم: من ذهب ماله.

والمحرف، كمنبر: مسبار الجرح، والجمع: محارف ومحاريف، قال الجعدي.

ودعوت لهفك بعد فاقرة     تبدي محارفها عن العظم وقال الأخفش: المحارف: واحدها محرفة، قال ساعدة بن جوية الهذلي:

فإن يك عتاب أصاب بسهمـه     حشاه فعناه الجوى والمحارف والمحارفة: شبه المفاخرة، قال ساعدة أيضا:

فإن تك قسر أعقبت من جنيد  بفقد علموا في الغزو كيف نحارف وقال السكري: أي كيف محارفتنا لهم، أي: معاملتنا، كما تقول للجرل: ما حرفتك? أي ما عملك ونسبك.

والحرف، والحراف، بضمهما: حية مظلم اللون، يضرب إلى السواد، إذا أخذ الإنسان لم يبق فيه دم إلا خرج.

والحرافة: طعم يحرق اللسان والفم، وبصل حريف?، كسكيت: يحرق الفم، وله حرارة، وقيل: كل طعام يحرق فم آكله بحرارة مذاقه حريف. وتحرف لعياله: تكسب من كل حرفة.

ح ر ق ف
الحرقفة: عظم الحجبة، أي: رأس الورك، يقال: المريض إذا طالت ضجعته دبرت حراقفه، نقله الجوهري، وأنشد ابن الأعرابي:

ليسو بهدين في الحروب إذا     يعقد فوق الحراقف النطق وقيل: الحرقفتان: مجتمع رأس الفخذ والورك حيث يلتقيان من ظاهر.

الحرقوق، كعصفور: )الدابة المهرولة، نقله الجوهري: أي قد بدت حراقيفها.

وقال ابن دريد: الحرفوف: دؤيبة من الأحناش.

وقال الحرنقفة، بضم الحاء وفتح الراء وسكون النون وكسر القاف: القصيرة من النساء، ذكره الأزهري في الخماسي. وقال ابن عباد: حرقف الحمار الأتان: أخذ بحراقفها، نقله الصاغاني هكذا.

ومما يستدرك عليه: حرقف الرجل: وضع رأسه على حرفقتيه.

ح ز ن ق ف
الحزنفقة، بالضم وفتح الزاي وكسر القاف، أهمله الجماعة وقال ابن عباد: للقصيرة من النساء، قال الصاغاني: وهو تصحيف، والصواب بالراء المهملة، كما تقدم عن ابن دريد.

ح س ف
حسف التمر، يحسفه حسفا نقاه من الحسافة.

والحسافة، ككناسة: ما تناثر من التمر الفاسد كذا في الصحاح، وقيل: الحسافة في التمر خاصة: ما سقط من أقماعه وقشوره وكسره، قاله اللحياني، وقال الليث: حسافة التمر: قشوره ورديئه.

صفحة : 5771

والحسافة: الغيظ، والعداوة، كالحسيفة، كسفينة فيهما: أي في الغيظ والعداوة، يقال، في صدره علي حسيفة وحسافة: أي غيظ وعداوة، وقال أبو عبيد: في قلبه عليه كتيفة، وحسيفة، وحسيكة، وسخيمة: بمعنى واحد، وبالحسفة - بمعنى الضغينة - فسر قول الأعشي:

فمات ولم تذهب حسيفة صدره    يخبر عنه ذاك أهل المقابـر والحسافة: الماء القليل، نقله شمر، عن ابن الأعرابي، وأنشد لكثير:

إذا النبل في نحر الكميت كأنها شوارع دبر في حسافة مدهن قال شمر: وهي الحشافة، بالشين أيضا، والمدهن: صخر يستنقع فيها الماء.

والحسافة: بقية الطعام، وكذا بقية كل شيء أكل فلم يبق منه إلا قليل.

والحسافة: سحالة الفضة، نقله الصاغاني.

والحسافة: الشوك، مقتضي سياقه أنه بالفتح، وضبطه الصاغاني في التكملة بالتحريك.

والحسف، بالفتح جري السحاب.

والحسف، جرسث الحيات، حكاه الأزهري عن بعض الأعراب، وأنشد:

أباتوني بشر مبـيت ضـيف     به حسف الأفاعي والبروص كالحسيف، كأمير، وكذلك الحفيف.

وقال ابن عباد: الحسف: الحصد، كالسحاف بالضم، قال والحسف: سوق الغنم، وقد حسفتها.

قال: والحسف: الجماع دون الفخذين، وقد حسفها في الجماع. وقال غيره: الحسفة، بهاء السحابة الرقيقة. ويقال: بئر حسيف، كأمير للتي تحفر في الحجارة فلا، ينقطع ماؤها كثرة، كالخسيف، بالخاء.

قال أبو زيد: يقال رجع بحسيفه نفسه، أي: رجع، ولم يقض حاجتها، أي: حاجة نفسه، وفي بعض النسخ: حاجته، وأنشد:
إذا سئلوا المعروف لم يبخلوا بهولم يرجعوا طلابه بالحسائف وقال ابن عباد: حسف قلبه، كفرح: أجن وحسك، وقال الفراء: حسف فلان، كعني: رذل وأسقط.

وقال ابن عباد: أحسف التمر: إذا خلطه بحسافته.

قال: وتحسيف الشارب: حلقه، يقال: حسف شاربه تحسيفا.

وتحسفت الأوبار: إذا تمعطت وتطايرت، وكذلك توسفت، كذا في اللسان والمحيط.

والمتحسف من الناس: من لا يدع شيئا إلا أكله، كذا في المحيط.

وانحسف الشيء في يدي: تفتت، نقله الجوهري.

ومما يستدرك عليه: حساف المائدة، بالضم ما ينتثر فيؤكل، فيرجي فيه الثواب، وحساف الصليان ونحوه: يبيسه، والجمع أحساف.

وقال ابن الأعرابي الحسوف: استقصاء الشيء وتنقيته.

وتحسف الجلد: تقشر، عن ابن الأعرابي.

وهو من حسافتهم: أي من خشارتهم: وحسافة الناس: رذالهم. وحسف القرحة: قشرها.

ح ش ف
الحشف بالفتح: الخبز اليابس قال مزرد:

ومازودوني غير حشف مـرمـد     نسوا الزيت عنه فهو أغبز شاسف ويروي: )غير شسف( وهما بمعنى. والحشف، بالتحريك: أردأ التمر، كما في الصحاح، أو هو الضعيف الذي لا نوى له، كالشيص، أو اليابس الفاسد منه، فإنه إذا يبس صلب وفسد، لا طعم له ولا حلاوة، قال امرؤ القيس يصف عقابا:

كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدي وكرها العناب الحشف البالي