الباب العشرون: باب الفاء - الفصل السادس: فصل الخاء مع الفاء: الجزء الأول

فصل الخاء مع الفاء

الجزء الأول

خ ت ر ف
خترفه أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: أي ضربه فقطعه، يقال: خترفه بالسيف: إذا قطع أعضاءه.

خ ن ت ف
الخنتف، كقنفذ، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، وقد أهمله الجوهري، والصواب: الختف بالضم وسكون التاء الفوقية، قال ابن دري في الجمهرة: هو السذاب، فيهما زعموا، لغة يمانية، وهكذا ضبطه بالضم، ومثله في العباب، واللسان، والتكملة، والذي ذكره الأزهري في تركيب خ ف ت، ما نصه: ثعلب عن ابن الأعرابي: الخفت، بضم الخاء وسكون الفاء: السذاب، وهو الفيجل، والفيجن، ولم يذكره الدينوري في كتاب النبات.

خ ج ف
الخجف بالفتح، والخجيف، كأمير، أهملهما الجوهري، وقال الليث: هما لغتان في الجخف والجخيف، بتقديم الجيم على الخاء، وهما: الخفة والطيش مع الكبر، قال: والخجيف أيضا: القضيف، وهي بهاء، ج، أي جمع الخجيفة: خجاف، كصحاف وصحيفة، أو الصواب تقديم الجيم، قال الأزهري: لم أسمع الخجيف الخاء قبل الجيم في شيء من كلام العرب لغير الليث، وفي العباب: الذي ذكره الأزهري عن الليث هو في تركيب ج خ ف الجيم قبل الخاء. انتهى.

ولم يذكر الليث في هذا التركيب شيئا، ولم يذكر اللغتين، والذي في التكملة ما نصه: وحكى الأزهري في هذا التركيب حكاية عن الليث، قال: والخجيفة: المرأة القضيفة، وهن الخجاف، ورجل خجيف: قضيف، ووجدته في كتاب الليث في تركيب ج خ ف، الجيم قبل الخاء. انتهى.

ففي العبارتين مخالفة ظاهرة، فتأمل.

ومما يستدرك عليه: الخجيفة: التكبر، يقال: ما يدع فلان خجيفته، كما في العباب، وغلام خجاف: صاحب تكبر وضجر، كما حكاه يعقوب، كما في اللسان.

خ د ف
الخدف، هكذا هو مكتوب بالأحمر، مع أن الجوهري ذكره هنا، ولذا لم يقل صاحب التكملة هنا: أهمله الجوهري على عادته، وكأن الجوهري لما لم يذكر في هذا التركيب غير الخندفة، وخندف، ولم يذكر من معاني الخدف شيئا، جعله مهملا عنده، وجعل نون الخندفة، وخندف، أصلية، وهذا غريب من المصنف، فإن ابن الأعرابي صرح بأن الخندفة مشتق من الخدف، وهو الاختلاس، قال ابن سيده: فإن صح ذلك فالخندفة ثلاثية، فالأولى كتبه بالسواد، فإنه ليس بمهمل عند الجوهري، وسيأتي البحث فيما بعد.

قال ابن دريد: الخدف: سرعة المشي وتقارب الخطو، وفي اللسان الخطا. قلت: ومنه قولهم: خندف الرجل: إذا أسرع، ومن هنا قال الجوهري في هذا التركيب: الخندفة، كالهرولة، ومنه سميت زعموا خندف، كما سيأتي.

والخدف: سكان السفينة، عن أبي عمرو، هكذا في العباب، والذي في اللسان، والتكملة: الذي للسفينة، فتأمل. وخدف فلان في الخصب، يخدف، خدفا: إذا تنعم، وتوسع.

صفحة : 5790

وخدفت السماء بالثلج: رمت به، هكذا نقله الصاغاني، وقد تقدم عن أبي المقدام السلمي أنه: جدفت، بالجيم والدال، والذال لغة فيه، فإذن الخاء تصحيف من الصاغاني، فتنبه لذلك.

وقال ابن الأعرابي: امتعده، وامتشقه، واختدفه، واختواه واختاته، وتخوته، وامتشنه: إذا اختطفه، ونقل عن غيره: اختدفه: اختلسه، وسيأتي أن ابن الأعرابي جعل خندفة مشتقا من خدف، وقال: هو الاختلاس، فإذن القولان لابن الأعرابي، واختدف الثوب: قطعه، كخدف يخدفه خدفا، وهذا عن ابن الأعرابي.

والخدف، كعنب:خرق القميص قبل أن يؤلف، واحدتها خدفة بالكسر، وهي الكسف أيضا، قاله أبو عمرو.

ومما يستدرك عليه: خدفت الشيء: قطعته، كما في اللسان، وهو قول ابن الأعرابي، وكذلك الخذف، كما سيأتي. والخدفة، بالكسر: القطعة من الشيء. ويقال: كنا في خدفة من الناس: أي جماعة. وخدفة من الليل: أي ساعة منه، كما في العباب.

خ ذ ر ف
الخذروف، كعصفور: شيء يدوره الصبي بخيط في يديه، فيسمع له دوي، قال امرؤ القيس، يصف فرسا:

درير كخذروف الوليد أمره     تتابع كفيه بخيط موصـل وقال عمير بن الجعد بن القهد:

وإذا أرى شخصا أمامي خلته      رجلا فملت كميلة الخذروف وقال الليث: الخذروف: عويد، أو قصبة مشقوفة، يفرض في وسطه، ثم يشد بخيط، فإذا مد دار، وسمعت له حفيفا، يلعب به الصبيان، ويسمى الخرارة، وبه يوصف الفرس لخفة سرعته.

قال: والخذروف: السريع في جريه، وقال غيره: هو السريع المشي.

والخذروف: القطيع من الإبل المنقطع عنها، والبرق اللامع في السحاب المنقطع منه، وقال غيره: الخذروف: طين يعجن، ويعمل شبيها بالسكر، يلعب به الصبيان، وكل شيء منتشر من شيء فهو خذروف، كما في اللسان، والعباب، قال ذو الرمة:

سعى وارتضخن المرو حتى كأنه خذاريف من قيض النعام الترائك ويقال: تركت السيوف رأسه خذاريف، أي: قطعا، كل قطعة كالخذروف، كما في العباب، وقال ابن عباد: خذاريف الهودج: سقائف يربع بها الهودج.

وقال الليث: الخذراف، بالكسر: نبات ربعي، إذا أحس بالصيف يبس، الواحدة بهاء، أو ضرب من الحمض، له وريقة صغيرة يرتفع قدر الذراع، قاله أبو حنيفة، وأنشد:

توائشم أشباه بأرض مـريضة     يلذن بخذراف المتان وبالغرب وصوبه الأزهري، وأنكر ما قاله الليث، وأنشد ابن الأعرابي:

فتذكرت نجدا وبرد مياهـهـا     ومنابت الحمصيص والخذراف وخذرف خذرفة: أسرع، يقال: خذرفت الأتان: أي أسرعت، ورمت بقوائمها، قال ذو الرمة:

إذا واضخ التقريب واضخن مثله    وإن سح سحا خذرفت بالأكارع وخذرف الإناء: ملأه، نقله ابن عباد. وخذرف السيف: حدده، قال ابن مقبل يصف بقرة:

تذري الخزامى بأظلاف مخذرفة     وقوعهن إذا وقعن تـحـلـيل

صفحة : 5791

وخذرف فلانا بالسيف: إذا قطع أطرافه. وقال بعضهم: خذرفت الإبل: رمت الحصى بأخفافها الإبل: رمت الحصى بأخفافها سرعة، وقال مدرك القيسي: تخذرفته النوى، وتخذرمته: إذا قذفته، ورمت به، وفي اللسان: ورحلت به.

ومما يستدرك عليه: الخذرفة: استدارة القوائم. والخذروف، بالضم: العود الذي يوضع في خرق الرحى العليا. ورجل متخذرف: طيب الخلق. والخذرفة: القطعة من الثوب. وتخذرف الثوب: تخرق.

خ ذ ف
الخذف، كالضرب: رميك بحصاة أو نواة أو نحوهما تأخذه بين سبابتيك، تخذف به، أو بمخذفة من خشب ترمي به، قاله الليث، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخذف، وقال: إنه لا يصاد به الصيد، ولا ينكى به العدو، ولكنه يكسر السن، ويفقأ العين وفي حديث رمي الجمار: عليكم بمثل حصى الخذف أي: صغارا.

والمخذف، كمنبر: عرى المقرن، تقرن به الكنانة إلى الجعبة، والجمع: المخاذف، نقله ابن عباد. والمخذفة، بهاء: خشبة يخذف بها بين الأصابع. وقال ابن سيده: المخذفة التي يوضع فيها الحجر ويرمى بها الطير وغيرها، مثل المقلاع، ومنه الحديث: لم يترك عيسى بن مريم، عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام إلا مدرعة صوف، ومخذفة.

والمخذفة: الاست. والخذوف، كصبور: السريعة السير من الدواب، نقله الليث. ومن المجاز: أتان خذوف، وهي التي تدنو سرتها من الأرض سمنا، والجمع: خذوف، قاله الأصمعي، قال الراعي يصف عيرا وأتنه:

نفى بالعراك حواليهـا     فخفت له خذف ضمر وقال الزمخشري: هي التي بلغ من سمنها أنك لو خذفتها بحصاة لساخت في شحمها. أو الخذوف: هي التي من سرعتها ترمي الحصى، قال النابغة الذبياني:

كأن الرحل شد به خذوف     من الجونات هادية عنون والخذفان، محركة، ضرب من سير الإبل، كما في العين، والتهذيب.
ومما يستدرك عليه: خذف النطفة: إلقاؤها في وسط الرحم، وخذف بها يخذف خذفا: ضرط، والخذافة: الاست. وخذف ببوله: رمى به فقطعه. والخذف: القطع، عن كراع، والخذف: سرعة سير الإبل، والخذوف: التي ترفع رجليها إلى شق بطنها.

ومما يستدرك عليه: عيناه تخاذفتا بالدمع: أي أسرعتا، وهو مجاز، كما في الأساس.

خ ر ش ف
الخضرشفة أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الحركة، يقال: سمعت خرشفة القوم. وقال غيره: الخرشفة: اختلاط الكلام، كالحرشفة. وقال أبو عمرو: الخرشفة: الأرض الغليظة من الكذان التي لا يستطاع أن يمشى فيها، إنما هي كالأضراس، كالخرشاف بالكسر. وخرشاف، بالكسر: د بالبيضاء من بلاد بني جذيمة، في رمال وعثة، تحتها أحساء عذبة الماء، عليها نخل بعل، عروقه راسخة في تلك الأحساء، وذلك بسيف الخط.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 5792

الخرشنف، بضم الأولين والرابع وسكون الشين: هو ما يتحجر مما يوقد به على مياه الحمامات من الأزبال، نقله المقريزي في الخطط، قال: وبه سمي خط الخرشنف بمصر. قلت: وهو المعروف الآن بالخرنفش، وقد أشرنا إليه في الشين المعجمة، فراجعه.

خ ر ف
خرف الثمار، يخرفها، خرفا، بالفضتح، ومخرفا كمقعد، وخرافا، ويكسر: جناه هكذا في النسخ، والصواب: جناها، وفي المحكم: خرف النخل يخرفه خرفا وخرافا: صرمه، واجتناه، كاخترفه وقال أبو حنيفة: الاختراف: لقط النخل بسرا كان أو رطبا. وقال شمر خرف فلانا، يخرفه، خرفا: لقط له التمر، هكذا بفتح التاء وسكون الميم، وفي بعض الأصول الثمر بالمثلثة محركة.

والمخرفة، كمرحلة: البستان، نقله الجوهري، وقيده بعضهم من النخل. وقال شمر: المخرفة: سكة بين صفين من نخل يخترف المخترف من أيهما شاء، أي يجتني، وبه فسر حديث ثوبان رضي اللهث عنه، رفعه: عائد المريض على مخرفة الجنة ويروى: مخارف الجنة حتى يرجع، أي: أن العائد فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها، قاله ابن الأثير.

قلت: وقد روي أيضا عن علي رضي الله عنه، رفعه: من عاد مريضا إيمانا بالله ورسوله، وتصديقا لكتابه، كأنما كان قاعدا في خراف الجنة وفي رواية أخرى: عائد المريض له خريف في الجنة أيك مخزوف من ثمارها، وفي أخرى: على خرفة الجنة.

والمخرفة: الطريق اللاحب الواضح، ومنه قول عمر رضي الله عنه: تركتكم على مثل مخرفة النعم، فاتبعوا ولا تبتدعوا. قال الأصمعي: أراد تركتكم على منهاج واضح، كالجادة التي كدتها النعم بأخفافها، حتى وضحت واستبانت، وبه أيضا فسر بعضهم الحديث المتقدم، والمعنى: عائد المريض على طريق الجنة، أي: يؤديه ذلك إلى طرقها، كالمخرف، كمقعد فيهما، أي: في سكة النخل، والطريق.

فمن الأول حديث أبي قتادة رضي الله عنه، لما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلب القتيل، قال: فبعته، فابتعت به مخرفا، فهو أول مال تأثلته في الإسلام ورواية الموطأ: فإنه لأول مال تأثلته، ويروى: اعتقدته، أي اتخذت منه عقدة، كما في الروض، قال: ومعناه: البستان من النخل، هكذا فسروه، وفسره الحربي وأجاد في تفسيره، فقال: المخرف: نخلة واحدة، أو نخلات يسيرة إلى عشرة، فما فوق ذلك فهو بستانق أو حديقة، قال: ويقوي هذا القول ما قاله أبو حنيفة من أن المخرف مثل المخروفة، وهي النخلة يخترفها الرجل لنفسه وعياله، وأنشد:

مثل المخارف من جيلان أو هجرا وفي اللسان: المخرف: القطعة الصغيرة من النخل، ست أو سبع، يشتريها الرجل للخرفة، وقيل: هي جماعة النخل ما بلغت. وقال ابن الأثير: المخرف: الحائط من النخلن وبه فسر أيضا حديث أبي طلحة: إن لي مخرفا، وإني قد جعلته صدقة فقال صلى الله عليه وسلم: اجعله في فقراء قومك.

صفحة : 5793

وقال أبو عبيد، في تفسير حديث: عائد المريض ما نصه: قال الأصمعي: المخارف: جمع مخرف، كمقعد، وهو جنى النخل، وإنما سمي مخرفا لأنه يخرف منه، أي: يجتنى.

وقال ابن قتيبة، فيما رد على أبي عبيد: لا يكون المخرف جنى النخل، وإنما المخرف النخل، قال: ومعنى الحديث: عائد المريض في بساتين الجنة. قال ابن الأنباري: بل هو المخطىء، لأن المخرف يقع على النخل، وعلى المخروف من النخل، كما يقع المشرف على الشرب، والموضع، والمشروب، وكذلك المطعم، والمركب، يقعان على الطعام المأكول، وعلى المركوب، فإذا جاز ذلك جاز أن يقع المخرف على الرطب المخروف، قال: ولا يجهل هذا إلا قليل التفتيش لكلام العرب، قال الشاعر:

وأعرض عن مطاعم قد أراها     تعرض لي وفي البطن انطواء قال: وقوله: عائد المريض على بساتين الجنة، لأن على لا تكون بمعنى في، لا يجوز أن يقال: الكيس على كمي، يريد: في أخواتها إلا بأثر، وما روى لغوي قط أنهم يضعون على موضع في. انتهى ومن المخرف بمعنى الطريق قول أبي كبير الهذلي، يصف رجلا ضربه ضربة:

فأجزته بأفل تحسـب أثـره    نهجا أبان بذي فريغ مخرف ويروى: مجرف، كمنبر بالجيم والراء، أي: يجرف كل شيء، وهي رواية ابن حبيب، وقد تقدم.

وقال ثعلب: المخارف: الطريق، ولم يعين أية الطرق هي. والمخرف، كمنبر: زنبيل صغير يخترف فيه من أطايب الرطب، هذا نص العباب، وأخضر منه عبارة الروض: المخرف، بكسر الميم: الآلة التي تخترف بها الثمار، وأخضر منه عبارة الجوهري: المخرف، بالكسر: ما تجتنى فيه الثمار، ومن سجعات الأساس: خرجوا إلى المخارف بالمخارف، أي: إلى البساتين بالزبل.

والخرفة، كهمزة: ة بين سنجار ونصيبين، منها: أبو العباس أحمد بن المبارك بن نوفل النصيبي الخرفي المقرىء، وله تصانيف، مات في رجب سنة 664، ويفهم من سياق الحافظ في التبصير أنه بالضم فالسكون.

والإمام أبو علي ضياء ابن أحمد بن أبي علي بن أبي القاسم بن الخريف، كزبير: محدث، عن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزار النصري الأنصاري، وعنه الأخوان: النجيب عبد اللطيف، والعز عبد العزيز، ابنا عبد المنعم الحراني، وقد وقع لنا طريقه عاليا، في كتاب شرف أصحاب الحديث، للحافظ أبي بكر الخطيب.

والخروفة: النخلة يخرف ثمرها، أي: يصرم، فعولة بمعنى مفعولة، وقال أبو حنيفة: وكذلك الخريفة: هي النخلة يخترفها الرجل لنفسه وعياله، وفي العباب: نخلة تأخذها لتلقط رطبها. قاله شمر: وقيل: الخريفة: هي التي تعزل للخرفة، جمعها خرائف، أو الخرائف: النخل التي، ونص الصحاح: اللاتي تخرص، نقله الجوهري عن أبي زيد.

والخروف كصبور: ولد الحمل، وقال الليث: هو الذكر من أولاد الضأن، أو إذا رعى وقوي منه خاصة، وهو دون الجذع، وهي خروفة، وقد خالف هنا قاعدته، وهو قوله: والأنثى بهاء، فليتنبه لذلك، ج: أخرفة، في أدنى العدد، وخرفان، بالكسر، في الجميع، وإنما اشتقاقه من أنه يخرف من ههنا وههنا، أي: يرتع.

صفحة : 5794

وقد يراد بالخرفان: الصغار والجهال، كما يراد بالكباش: الكبار والعلماء، ومنه حديث المسيح عليه السلام: إنما أبعثكم كالكباش تلتقطون خرفان بني إسرائيل. والخروف: مهر الفرس إلى مضي الحول، نقله ابن السكيت، وأنشد رجل من بلحارث بن كعب يصف طعنة:

ومستنة كاستنان الـخـرو     ف قد قطع الحبل بالمرود
دفوع الأصابع ضرح الشمو   س نجلاء مؤيسة الـعـود

مستنة: يعني طعنة فار دمها، واستن: أي مر على وجهه، كما يمضي المهر الأرن، وبالمرود: أي مع المرود، قال الجوهري: ولم يعرفه أبو الغوث. أو الخروف: ولد الفرس إذا بلغ ستة أشهر أو سبعة، حكاه الأصمعي، في كتاب الفرس، وأنشد البيت المتقدم، نقله الجوهري، وأنشد السهيلي، في الروض هذا البيت، وقال: قيل: الخروف هنا: المهر، وقال قوم: الفرس يسمى خروفا.

قلت: في اللسان: الخروف من الخيل: ما نتج في الخريف، وقال خالد بن جبلة: ما رعى الخريف. ثم قال السهيلي: ومعناه عندي في هذا البيت: أنه صفة من خرفت الثمرة، إذا جنيتها، فالفرس خروف للشجر والنبات، لا تقول: إن الفرس يسمى خروفا في عرف اللغة، ولكن خروف، في معنى أكول، لأنه يخرف، أي: يأكل، فهو صفة لكل من فعل ذلك الفعل من الدواب.

والخارف: حافظ النخل، ومنه حديث أنس رضي الله عنه، رفعه: أي الشجرة أبعد من الخارف? قالوا: فرعها، قال: فكذلك الصف الأول. وجمع الخارف: خراف، ويقال: أرسلوا خرافهم: أي نظارهم. وخارف، بلا لام: لقب مالك ابن عبد الله بن كثير، أبي قبيلة من همدان وفي اللسان: خارف ويام، وهما قبيلتان، وقد نسب إليهما المخلاف باليمن.

والخرفة، بالضم: المخترف، والمجتنى من الثمار والفواكه، ومنه حديث أبي عمرة: النخلة خرفة الصائم: أي ثمرته التي يأكلها، وفي حديث آخر: في التمر خرفة الصائم، وتحفة الكبير ونسبه للصائم، وتحفة الكبير ونسبه للصائم لأنه يستحب الإفطار عليه.

كالخرافة، ككناسة وهو: ما خرف من النخل. والخرائف: النخل التي تخرص، وهذا قد تقدم للمصنف قريبا، فهو تكرار، وأسبقنا أنه نقله الجوهري، عن أبي زيد.

والخريف، كأمير: أحد فصول السنة الذي تخترف فيه الثمار، قال الليث: هو ثلاثة أشهر، بين آخر القيظ وأول الشتاء، سمي خريفا لأنه تخترف فيها الثمار، والنسبة إليه خرفي بالفتح، ويكسر، ويحرك، كل ذلك على غير قياس.

والخريف: المطر في ذلك الفصل، والنسبة كالنسبة، قال العجاج:

جر السحاب فوقه الخرفي
ومردفات المزن والصيفي

أو هو أول المطر في أول الشتاء، وهو الذي يأتي عند صرام النخل، ثم الذي يليه الوسمي، وهو عند دخول الشتاء، ثم يليه الربيع، ثم يليه الصيف، ثم الحميم، قاله الأصمعي. وقال الغنوي: الخريف: ما بين طلوع الشعري إلى غروب العرقوتين، والغور، وركبة، والحجاز، كله يمطر بالخريف، ونجد لا تمطر فيه.

صفحة : 5795

وقال أبو زيد: أول المطر الوسمي، ثم الشتوي، ثم الخريف، ثم الحميم، ثم الخريف، ولذلك جعلت السنة ستة أزمنة. وقال أبو حنيفة: ليس الخريف في الأصل باسم للفصل، وإنما هو اسم مطر القيظ، ثم سمي الزمن به. ويقال: خرفنا، مجهولا، أي: أصابنا ذلك المطر، فنحن مخروفون، وكذا خرفت الأرض، خرفا: إذا أصابها مطر الخريف.

وقال الأصمعي: أرض مخروفة: أصابها خريف المطر، ومربوعة: أصابها الربيع، وهو المطر، ومصيفة: أصابها الصيف. والخريف: الرطب المجني، فعيل بمعنى مفعول. وقال أبو عمر,: الخريف: الساقية.

والخريف: السنة والعام، ومنه الحديث: فقراء أمتي يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا. قال ابن الأثير: هو الزمان المعروف في فصول السنة، ما بين الصيف والشتاء، ويريد أربعين سنة، لأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة، فإذا انقضى أربعون خريفا، فقد مضت أربعون سنة.

ومنه الحديث الآخر: إن أهل النار يدعون مالكا أربعين خريفا. وفي حديث آخر: ما بين منكبي الخازن من خزنة جهنم خريف، أراد مسافة تقطع من الخريف إلى الخريف، وهو السنة، ثم إنه ذكر العام والسنة وإن كان أحدهما يغني عن الآخر إشارة إلى ما فيهما من الفرق الذي ذكره أئمة الفقه من اللغة، الذي ذكره أئمة الفقه من اللغة، وفصله السهيلي في الروض، وسنذكره في موضعه، إن شاء الله تعالى. وقيس، هكذا في النسخ، والصواب على ما سبق له في ق ق س قاقيس بن صعصعة ابنش أبي الخريف، محدث روى عن أبيه، وأضاف في إسناد حديثه، على ما أسلفنا ذكره في السين، فراجعه.

والخريفة، كسفينة: أن يحفر للنخلة في البطحاء، وهي مجرى السيل الذي فيه الحصى حتى ينتهى إلى الكدية، ثم يحشى رملا، وتوضع فيه النخلة، كما في العباب. والخزفي، كسكرى: الجلبان، بتشديد اللام، وتخفيفها غير فصيح.

صفحة : 5796

قال أبو حنيفة: وهو اسم لحب م معروف، وهو معرب، وأصله فارسي، من القطاني، وفارسيته: خربا، وخلر، نقله الجوهري. وخرافة، كثمامة: رجل من عذرة، كما في الصحاح، أو من جهينة، كما لابن الكلبي، استهوته الجن، واختطفته، ثم رجع إلى قومه، فكان يحدث بما رأى أحاديث يعجب منها الناس، فكذبوه فجرى على ألسن الناس، وقالوا: حديث خرافة، قال الجوهري: والراء مخففة، ولا يدخله الألف واللام، لأنه معرفة، إلا أن تريد به الخرافات الموضوعة من حدث الليل، أو هي حديث مستملح كذب، نقله الليث، والذي ذكره الجوهري، وابن الكلبي، فقد استنبطه الحربي في غريب الحديث من تأليفه أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثيني، قلت: ما أحدثك حديث خرافة? قال: أما إنه قد كان. والخرف، محركة: الشيص من التمر، نقله أبو عمرو. والخرف، بضمتين في قول الجارود بن المنذر بن معلى الأزدي رضي الله تعالى عنه، قال: قلت: يا رسول الله قد علمت ما يكفينا من الظهر ذود نأتي عليهن في خرف فنستمتع من ظهورهن. قال: ضالة المؤمن خرق النار، أراد: في وقت خروجهم هكذا نص العباب، وفي النهاية: خروجهن إلى الخريف.

والخراف، كسحاب، ويكسر: وقت اختراف الثمار، كالحصاد والحصاد، نقله الكسائي. وخرف الرجل، كنصر، وفرح، وكرم، وعلى الثانية اقتصر الجوهري، والصاغاني، وصاحب اللسان، فهو خرف، ككتفك فسد عقله من الكبر، كما في الصحاح، والأنثى خرفة، وقال عبد الله بن طاوس: العالم لا يخرف، وأنشد الجوهري لأبي النجم:

أتيت من عند زياد كالخرف
تخط رجلاي بخط مختلف
وتكتبان في الطريق لام الف

قال الصاغاني: ورواه بعضهم: تكتبان بالكسرات، وهي لغة لبغضهم، وقال آخر:

مجهال رأد الضحى حتى يورعها     كما يورع عن تهذائه الخـرفـا وخرف الرجل، كفرح: أولع بأكل الخرفة، بالضم، وهي جنى النخلة. وأخرفه الدهر: أفسده، وأخرف النخل: حان له أن يخرف، أي يجنى، كقولك: أحصد الزرع، ولو قال حان خرافه، كان أخضر.

وأخرفت الشاة: ولدت في الخريف، نقله الجوهري، وأنشد للكميت:

تلقى الأمان على حياض محمد     ثولاء مخرفة وذئب أطلـس قال الصاغاني: ولم أجده في شعره: قلت: ويروى بعده:

لاذي تخاف ولا لذلـك جـرأة    تهدى الرعية ما استقام الريس يمدح محمد بن سليمان الهاشمي، وقد مر ذكره في حوض وفي رأس. وأخرف القوم: دخلوا فيه، أي: في الخريف، نقله الجوهري، وكذلك: أصافوا، وأشتوا، إذا دخلوا في الصيف والشتاء. وأخرفت الذرة: طالت جدا، نقله ابن عباد.

وقال الليث: أخرف فلانا نخلة: إذا جعلها له خرفة يخترفها. وفي الصحاح: قال الأموي: أخرفت الناقة: ولدت في مثل الوقت الذي حملت فيه من قابل، وهي مخرف، وقال غيره: المخرف: الناقة التي تنتج في في الخريف، وهذا أصح، لأن الاشتقاق يمده، وكذلك الشاة.

صفحة : 5797

وخرفه، تخريفا: نسبه إلى الخرف، أي: فساد العقل. وخارفه، مخارفة: عامله بالخريف، وفي العباب: من الخريف، كالمشاهرة، من الشهر. ورجل مخارف، بفتح الراء، أي: محروم محدود، والجيم والحاء لغتان فيه.
ومما يستدرك عليه: أرض مخروفة: أصابها مطر الخريف. وخرقت البهائم، بالضم: أصابها الخريف، أو أنبت لها ما ترعاه، قال الطرماح:

مثل ما كافحت مخروفة     نصها ذاعر روع مؤام يعي الظبية التي أصابها الخريف. وأخرفوا: أقاموا بالمكان خريفهم. والمخرف، كمقعد: موضع إقامتهم ذلك الزمن، كأنه على طرح الزائد، قال قيس بن ذريح:

فغيقة فالأخياف أخياف ظبية     بها من لبينى مخرف ومرابع وخرفوا في حائطهم: أقاموا فيه وقت اختراف الثمار، وقد جاء ذلك في حديث عمر رضي الله عنه، كقولك: صافوا وشتوا، إذا أقاموا في الصيف والشتاء. وعامله مخارفة، وخرافا: من الخريف، الأخيرة عن اللحياني، وكذا استأجره مخارفة وخرافا، عنه أيضا.

واللبن الخريف: الطريف الحديث العهد بالحلب، أجري مجرة الثمار التي تخترف، على الاستعارة، وبه فسر الهروي رجز سلمة بن الأكوع:

لم يغذها مد ولا نصيف
ولا تميرات ولا رغيف
لكن غذاها اللبن الخريف

ورواه الأزهري: لبن الخريف وقال: اللبن يكون في الخريف أدسم. والمخرف، كمقعد: النخلة نفسها، نقله الجوهري. وخرف الرجل، يخرف، من حد نصر: أخذ من طرف الفواكه. والمخرف، كمجلس: لغة في المخرف، كمقعد، بمعنى البستان من النخل، نقله السهيلي في الروض، في تفسير حديث أبي قتادة.

والخريفة، كسفينة: النخلة تعزل للخرفة. والمخرف، كمقعد: الرطب. وخرفته أخاريف. نقله ابن عباد. ومن أمثالهم: كالخروف، أينما أتكأ أتكأ على الصوف، يضرب لذي الرفاهية.

والإمام جار الله أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل، خروف، الأنصاري التونسي، نزيل فاس، توفي بها سنة 966 للهجرة، أخذ عن محمد ابن علي الطويل القادري، والشمس اللقاني، وأخيه ناصر الدين، وعنه محمد بن قاسم القصار، وأبو المحاسن يوسف بن محمد الفاسي.

خ ر ق ف
الخرنقفة: القصير، وهكذا أورده صاحب اللسان هنا، وقد تقدم للمصنف، في حرقف، بالحاء والراء، فانظره.

خ ر ن ف
خرنف، كزنرج، أهمله الجوهري، وقال العزيزي: هو القطن. والخرنف من النوق: الغزيرة اللبن، وقيل: هي السمينة منها، والجمع: خرانف، قال مزرد:

تمشون بالأسواق بدا كـأنـكـم      رذايا مرذات الضروع حرانف وقال زيادق الملقطي:

يلف منها بالخرانيف الغرر
لفا بأخلاف الرخيات المصر

والخرنفة، بهاء: ثمرة العضاه، ومنها يكون الأيدع: دم الأخوين، ج: خرانف. وقال ابن عباد: الخرنوف، كزنبور: حر المرأة، ومتاعها. وقال العزيزي: الخرانف، كعلابط: الطويل. وفي النوادر: خرنفه بالسيف: إذا ضربه به، وكرنفه به.

خ ز ر ف

صفحة : 5798

الخزرافة، بالكسر، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو من لا يحسن القعود في المجلس، وقال غيره: هو الذي يضطرب في جلوسه، قال امرؤ القيس:

ولست بخزرافة في القعود     ولست بطـياخة أخـدبـا أو: هو الكثير الكلام الخفيف، قاله ابن السكيت. وقيل: هو الرخو الضعيف الخوار. والخزرفة في المشي: الخطران، نقله ابن عباد.
خ ز ف
الخزف، محركة، الجر، قاله الليث، والذي يبيعه الخزاف، كما في الصحاح، وقال ابن دريد: الخزف معروف، وهو: كل ما عمل من طين وشوي بالنار حتى يكون فخارا، وأنشد ثعلب:

بني غدانة ما إن أنتـم ذهـب     ولا صريف ولكن أنتم الخزف وإلى بيعه نسب أبو بكر محمد بن علي الراشدي السرخسي الخزفي الفقيه المفتي، سمع أبا الفتيان الرواسي، مات سنة 547. وساباط الخزف: ع ببغداد، منه أبو الحسن محمد بن الفضل الناقد الخزفي، سمع البغوي، مات سنة 382. وفاته: أبو شجاع محمد بن محمد بن عبد الصمد الخزفي، حدث ببخارى عن أبي الحسن علي ابن محمد الخزفي، سمع منه محمد ابن أبي الفتح النهاوندي، ذكره ابن نقطة، قاله الحافظ.

ومحمد بن علي بن خزفة، محركة، محدث هكذا في النسخ، والصواب علي بن محمد بن علي بن خزفة، محركة، محدث هكذا في النسخ، والصواب علي بن محمد بن علي بن خزفة الواسطي، راوي تاريخ ابن أبي خيثمة، عن الزعفراني، عنه، كما في التبصير.

وكجهينة: علم. قال: وخزف في مشيه، يخزف: إذا خطر بيده، لغة يمانية، يقال: مر فلان يخزف، خزفا: إذا فعل ذلك.

ومما يستدرك عليه: الخزف، محركة: ما غلظ من الجرب، نقله ابن دريد، وقال: هي لغة لبعض أهل اليمن، وسيأتي في خ ش ف .

خ س ف
خسف المكان، يخسف، خسوفا: ذهب في الأرض، نقله الجوهري. قال: و خسف القمر: مثل كسف. أو كسف للشمس، وخسف للقمر، قال ثعلب: هذا أجود الكلام. أو الخسوف: إذا ذهب بعضهما، والكسوف كلهما، قاله أبو حاتم.

وفي الحديث: إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته يقال: خسف القمر، بوزن ضرب: إذا كان الفعل له، وخسف، على ما لم يسم فاعله، ويقال: خسوف الشمس: دخولها في السماء، كأنها تكورت في جحر.

قال ابن الأثير: قد ورد الخسوف في الحديث كثيرا للشمس، والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف، فأما إطلاقه في مثل هذا فتغليبا للقمر، لتذكيره، على تأنيث الشمس، فجمع بينهما فيما يخص القمر، وللمعاوضة أيضا، فإنه قد جاء في رواية أخرى: إن الشمس والقمر لا ينكسفان وأما إطلاق الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما.

ومن المجاز: خسف عين فلان، يخسفها، خسفا: أي فقأها، فهي خسيفة، فقئت حتى غاب حدقتاها في الرأس. ومن المجاز: خسف الشيء، يخسفه، خسفا: أي خرقه، فخسف هو، كضرب، أي انخرق، لازم متعد، والشيء: قطعه، والعين: ذهبت أو ساخت، والشيء، خسفا: نقص. يقال: خسف السقف نفسه: أي انخرق. وخسف فلان: خرج من المرض، نقله ابن دريد، وهو مجاز.

صفحة : 5799

وخسف البئر، خسفا: حفرها في حجارة، فنبعت بماء كثير فلا ينقطع، وقيل: هو أن ينقب جبلها عن عيلم الماء فلا ينزح أبدا، وقيل: هو أن يبلغ الحافر إلى ماء عد. وفي حديث الحجاج، قال لرجل بعثه يحفر بئرا: أخسفت، أم أوشلت? أي: أأطلعت ماء كثيرا أم قليلا?.

ومن ذلك أيضا ما جاء في حديث عمر، أن العباس رضي الله عنهما سأله عن الشعراء، فقال: امرؤ القيس سابقهم، خسف لهم عين الشعر، فافتقر عن معان عور أصح بصر، أي: أنبطها لهم وأغزرها، يريد أنه ذللها لهم، وبصرهم بمعاني الشعر، وفنن أنواعه وقصده، فاحتذى الشعراء على مثاله، فاستعار العين لذلك، وقد ذكر في ف ق ر ، وفي ن ب ط .

فهي خسيف، وخسوف كأمير، وصبور، ومخسوفة، وخسيفة، وقال بعضهم: يقال: بئر خسيف، لا يقال غير ذلك، ويقال: وما كانت البئر خسيفا، ولقد خسفت، قال:

قد نزحت إن لم تكن خسيفا
أو يكن البحر لها حليفا

أخسفة، وخسف، الأخير بضمتين عن أبي عمرو، وشاهده قول أبي نواس يرثي خلفا الأحمر:

من لا يعد العلم إلا ما عرف
قليذم من العياليم الخسف وخسف

الله بفلان الأرض، خسفا: غيبه فيها، ومنه قوله تعالى: فخسفنا به وبداره، الأرض وقرأ حفص، ويعقوب، وسهل قوله تعالى: لخسف بنا ، كضرب، والباقون: لخسف بنا ، على بناء المجهول. ومن المجاز: الخسف: النقيصة، يقال: رضي فلان بالخسف، أي: بالنقيصة، نقله الجوهري، والخسف: مخرج ماء الركية، حكاه أبو زيد، كما في الصحاح. والخسف: عموق ظاهر الأرض.

وقال ابن الأعرابي: الخسف: الجوز الذي يكل، ويضم فيهما في الجوز والعموق، أما أبو عمرو فإنه روى فيه بمعنى الجوز الفتح والضم، وقال: هي لغة أهل الشحر، واقتصر أبو حنيفة على الضم، قال ابن سيده: وهو الصحيح. والخسف أيضا من السحاب: ما نشأ من قبل المغرب الأقصى عن يمين القبلة، وقال غيره: ما نشأ من قبل العين حاملا ماء كثيرا، والعين عن يمين القبلة. ومن المجاز: الخسف: الإذلال، وأن يحملك الإنسان ما تكره، قال جثامة:

وتلك التي رامـهـا خـطة     من الخصم تستجهل المحفلا يقال: سامه خسفا، بالفتح، ويضم، وسامه الخسف: إذا أولاه ذلا، ويقال: كلفه المشقة والذل، كما في الصحاح. وفي حديث علي رضي الله عنه: من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة، وسيم الخسف، وأصله أن تحبس الدابة بلا علف، ثم استعير فوضع موضع الهوان والذل، وسيم: أي كلف وألزم. ويقال: شربنا على الخسف: أي: على غير أكل، قاله ابن دريد، وابن الأعرابي. ويقال: بات فلان الخسف: أي جائعا، نقله الجوهري هكذا، وهو مجاز.

وقال غيره: بات القوم على الخسف: إذا باتوا جياعا، ليس لهم شيء يتقوتون به، وأنشد ابن دريد:

بتنا على الخسف لا رسل نقات بهحتى جعلنا حبال الرحل فصلانا أي: لا قوت لنا، حتى شددنا النوق بالحبال لتدر علينا، فنتقوت لبنها، وقال بشر:

بضيف قد ألم بهـم عـشـاء      على الخسف المبين والجدوب

صفحة : 5800

وقال أبو الهيثم: الخاسف: الجائع، وأنشد قول أوس:

أخـو قـتـرات قـد تـبـين أنـه    إذا لم يصب لحما من الوحش خاسف والخسفة: بالفتح: ماء غزير، وهو رأس نهر محلم بهجر. والخاسف: المهزول، وهو مجاز، وقال ابن عباد: هو المتغير اللون، وقد خسف بدنه: إذا هزل، ولونه: إذا تغير، وفي الأساس: فلان بدنه خاسف، ولونه كاسف، وقال ابن الأعرابي: الخاسف: الغلام النشيط الخفيف، والشين المعجمة لغة فيه، وقال أبو عمرو: الخاسف: الرجل الناقه، ج: خسف، ككتب. ويقال: دع الأمر يخسف، بالضم: أي دعه كما هو، نقله الصاغاني. وخساف، كغراب: برية بين بالس وحلب، وقال ابن دريد: مفازة بين الحجاز والشأم.

ومن المجاز: الخسيف، كأمير: الغائرة من العيون، يقال: عين خسيف، وبئر خسيف، لا غير، وأنشد الفراء:

من كل ملقى ذقن جحوف
يلح عند عينها الخسيف

كالخاسف، بلا هاء أيضا، ومن المجاز: الخسيف من النوق: الغزيرة اللبن، السريعة القطع في الشتاء، وقد خسفت هي، تخسف، خسفا، وخسفها الله، خسفا، ومن السحاب: ما نشأ من قبل العين حاملا ماء كثيرا، كالخسف بالكسر. والأخاسيف: الأرض اللينة، يقال: وقعوا في أخاسيف من الأرض، كما في الصحاح، ويقال أيضا: الأخاسف، نقله الفراء.

والخيسفان، بفتح السين، وضمها، هكذا في سائر النسخ، بتقديم الياء على السين، ومثله في العباب، والذي في اللسان: الخسيفان، بتقديم السين على الياء، وهذا الضبط الذي ذكره المصنف غريب، لم أجده في الأمهات، والصواب أن هذا الضبط إنما هو في النون، ففي النوادر لأبي علي الهجري، ما نصه: الخسيفان: التمر الرديء، وزعم الأخير أن النون نون التثنية، وأن الضم فيها لغة، وحكي عنه أيضا: هما خليلان، بضم النون، أو: هي النخلة يقل حملها ويتغير بسرها، كما في العباب.

ويقال: حفر فأخسف، أي وجد بئره خسيفا، أي غائرة. ومن المجاز: أخسفت العين أي: عميت كانخسفت، الأخير مطاوع خسفه فانخسف، الأخير مطاوع خسفه فانخسف، وهو مجاز. وقريء قوله تعالى: لولا أن من الله علينا لا نخسف بنا ، على بناء المفعول، كما يقال: انطلق بنا، وهي قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كما في الصحاح، زاد الصاغاني: والأعمش، وطلحة بن مصرف، وابن قطيب، وأبان بن تغلب، وطاوس. والمخسف، كمعظم: الأسد، نقله الصاغاني، في التكملة.

ومما يستدرك عليه: انخسفت الأرض: ساخت بما عليها. وخسفها الله تعالى، خسفا. وانخسف به الأرض، وخسف به الأرض، مجهولا: إذا أخذته الأرض ودخل فيها. والخسف: إلحاق الأرض الأولى بالثانية، وانخسف السقف: انخرق، والخسيف، كأمير: السحاب، ينشأ من قبل العين، والخسفك الهزال والظلم، قال قيس بن الخطيم:

ولم أر كامريء يدنو لخسف      له في الأرض سير وانتواء والمخاسف في قول ساعدة الهذلي:

ألا يا فتى ما عبد سمش بمثله يبل على العادي وتؤبى المخاسف

صفحة : 5801

جمع خسف، خرج مخرج مشابه، وملامح. والخسيفة: النقيصة، عن ابن بري، وأنشد:

وموت الفتى لم يعط يوما خسيفة     أعف وأغنى في الأنام وأكـرم ومن المجاز: خسفت إبلك وغنمك، وأصابتها الخسفة، وهي تولية الطرق، وللمال خسفتان، خسفة في الحر، وخسفة في البرد، كما في الأساس. وآبي الخسف: لقب خويلد بن أسد بن عبد العزي، وهو أبو خديجة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ورضي عنها، وعن بنيها، وفيه يقول يحيى بن عروة بن الزبير:

أب لي آبي الخسف قد تعلمونه     وفارس معروف رئيس الكتائب والخسوف: موضع بين الجوز وجازان باليمن.

خ ش ف
الخشفن والخشفة، ويحرك أي: الأخير، أو كلاهما، والأول مصدر، وهو: الصوت والحركة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه: ما عملك يا بلال فإني لا أراني أدخل الجنة، فأسمع الخشفة، فأنظر إلا رأيتك. زاد الجوهري: وقيل: الخطاف، قال الليث: ومن قال: الخفاش، فاشتقاق اسمه من صغر عينيه. وخشاف، غير منسوب: محدث، روى عن أمه، كذا في العباب. قلت: وهو شيخ لمحمد بن كناسة، نقله الحافظ. وخشاف: والد طلق التابعي الذي روى عنه سوادة بن مسلم. وخشاف، كغراب: ع قال الأعشى:

ظبية من ظباء بطن خشاف     أم طفل بالجو غير ربيب وخشاف، كشداد: والد فاطمة التابعية، روت عن عبد الرحمن ابن الربيع الظفري، وله صحبة قلت: وله حديث في قتل من منع صدقته. وخشاف: جد زمل بن عمرو ابن العنز بن خشاف بن خديد بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة العذري، رضي الله عنه، له وفادة، وكان صاحب شرطة معاوية رضي الله عنه بصفين، قتل بمرج راهط، وكان على المصنف أن يشير إلى صحبته، كما هو عادته في هذا الكتاب. وأم خشاف: الداهية، قال:

يحملن عنقاء وعنقفيرا
وأم خشاف وخنشفيرا

وخشف، من حد نصر، وضرب، خشوفا بالضم، وخشفانا محركة، إذا ذهب في الأرض، فهو خاشف، وخشوف، وخشيف، كصاحب، وصبور، وأمير. وخشف في الشيء، يخشف، دخل فيه، كانخشف، فهو مخشف، وخشيف، وخشوف، وخاشف، كمنبر، وأمير، وصبور، وصاحب. وخشف الماء: جمد. وخشف البرد: اشتد، وقال الجوهري: خشف الثلج، وذلك في شدة البرد، تسمع له خشفة عند المشي، وأنشد هو الصاغاني للشاعر وهو القطامي:

إذا كبد النجم السماء بشتوة على حين هر الكلب والثلج خاشف قال ابن بري: والذي في شعره: السماء بسحرة. وخشف فلان: إذا تغيب في الأرض: ويقال: خشف زيد: إذا مشى بالليل، خشفا، محركة. والمخشف، كمقعد: اليخدضان، عن الليث، قال الصاغاني: ومعناه موضع الجمد. قلت: واليخ، بالفارسية: الجمد، ودان: موضعه، هذا هو الصواب، وقد غلط صاحب اللسان، لما رأى لفظ اليخدان في العين، ولم يفهم معناه، فصحفه، وقال: هو النجران، وزاد: الذي يجري عليه الباب، ولا إخاله إلا مقلدا للأزهري، والصواب ما ذكرناه، رضي الله عنهم أجمعين.

صفحة : 5802

والمخشف، كمنبر: الأسد، لجراءته على الجولان. وأيضا: الدليل الماضي، قال الليث: دليل مخشف: يخشف بالليل. وقد خشف بهم خشافة، كسحابة، وخشف تخشيفا: إذا مضى بهم، وأنشد الليث:

تنح سعار الحرب لا تصطلي بها     فإن لها من القبيلين مخشـفـا والمخشف أيضا: الجريء على السرى، وقال أبو عمرو: رجل مخش مخشف، وهما الجريئان على هول الليل، أو هو الجوال بالليل طرفة، كالخشوف كصبور، والمصدر الخشفان، محركة، وهو الجولان بالليل، حكى ابن بري، عن أبي عمرو: الخشوف: الذاهب في الليل أو غيره بجراءة، وأنشد لأبي المساور العبسي:

سرينا وفينا صارم متغطرس سرندى خشوف في الدجى مؤلف القفر وأنشد لأبي ذؤيب:

أتيح له من الفتيان خرق    أخو ثقة وخريق خشوف والأخشف من الإبل: من عمه الجرب، فيمشي مشية الشنج، قاله الليث، والشنج، ككتف: كذا هو نص العين، وفي سائر نسخ القاموس الشيخ وهو غلط، وقال الأصمعي: إذا جرب البعير أجمع، فيقال: أجرب أخشف، وقال الليث: وقيل: هو الذي يبس عليه جربه، قال الفرزدق:

كلانا بـه عـر يخـاف قـرافـه     على الناس مطلي المساعر أخشف وقال ابن دريد: يسميه بعض أهل اليمن الخزف، وأحسبهم يخصون بذلك ما غلظ منه ج: خشف، بالضم. وقد خشف البعير، كفرح خشفا، وكذا خزف خزفا. والخشف، مثلثة قال شيخنا: المشهور الضم، ثم الكسر، وعليه اقتصر ابن دريد: ولد الظبي أول ما يولد، وقال الأصمعي: أول ما يولد الظبي طلا، ثم خشف، وقال غيره: هو الظبي بعد أن كان جداية، أو هو خشف أول مشيه، أو هي التي نفرت من أولادها وتشردت، ج: خشفة، كقردة، وهي خشفة، بهاء.

والخشف، بالفتح: الذل، لغة في الخسف، بالسين المهملة. والخشف أيضا: الرديء من الصوف، ويضم. والخشف: الذباب الأخضر، وجمعه أخشاف، ويثلث، الفتح عن الليث، والضم عن أبي حنيفة، ويقال: هو خشف، كصرد. وبالكسر الخشف بن مالك الطائي. قلت: وأحمد بن عبد الله بن الخشف القارىء: من المحدثين. والخشف، بالتحريك: الثلج الخشن، وتسمع له خشفة عند المشي، وكذلك الجمد الرخو، وقد خشف يخشف خشوفا، كالخشيف فيهما أي: في الثلج والجمد، وليس للخشيف فعل، يقال: أصبح الماء خشيفا، وأنشد الليث:

أنت إذا ما انحدر الخشيف
ثلج وشفان لـه شـفـيف
جم السحاب مدفعق غروف

صفحة : 5803

والخشوف كصبور: من يدخل في الأمور، ولا يهاب، كالمخشف. وقال الفراء: الأخاشف: العزاز الصلب من الأرض، قال: وأما الأخاسف، بالسين المهملة فالأرض اللينة، وقد ذكر في موضعه، يقال: وقع في أخاشف من الأرض. ويقال: إن الخشيف، كأمير: يبيس الزعفران. والخشيف: الماضي من السيوف، كالخاشف، والخشوف، كصاحب، وصبور. وظبية مخشف، كمحسن: لها خشف، نقله الصاغاني. وانخشف فيه: دخل، وهو تكرار، فإنه قد تقدم له ذلك بغينه. وخاشف في ذمته: إذا سارع في إخفارها، وكان سهم بن غالب من رؤوس الخوارج خرج بالبصرة عند الجسر، فأمنه عبد الله بن عامر، فكتب إلى معاوية رضي الله تعالى عنه: قد جعلت لهم ذمتك، فكتب إليه معاوية رضي الله تعالى عنه: لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها فلما قدم زياد صلبه على باب داره أي: سارعت إلى إخفارها، يقال: خاشف فلان إلى الشر، يريد: لم يكن في قتلك إياه إلا أن يقال: قد أخفر ذمته، يعني أن قتله كان الرأي. وخاشف الإبل ليلته: إذا سايرها. وخاشف السهم، مخاشفة: سمع له خشفة، أي: صوت، عند الإصابة بالغرض.

ومما يستدرك عليه: الخشف من الإبل: التي تسير في الليل، الواحدة خشوف، وخاشف، وخاشفة، قال:

بات يباري ورشات كالقطا
عجمجمات خشفا تحت السرى

قال ابن بري: الواحد من الخشف: خاشف، لا غير، فأما خشوف فجمعه: خشف. والورشات: الخفاف من النوق. وماء خاشف، وخشف: جامد. والخشيف من الماء: ما جرى في البطحاء تحت الحصى يومين أو ثلاثة، ثم ذهب. والخشف، محركة: اليبس، قال عمرو بن الأهتم:

وشن مائحة في جسمها خشف     كأنه بقباص الكشح محتـرق وجبال خشف: متواضعة، عن ثعلب، وأنشد:

جون ترى فيه الجبال الخشفا
كما رأيت الشارف الموحفا

وأم خشاف، كشداد: الداهية، ويقال لها: خشاف، أيضا، بغير أم. وخاشف إلى الشر: بادر إليه. والخشف: الخزف، يمانية، نقله ابن دريد، كذا في اللسان، والصواب هو بالسين المهملة، وقد تقدم. والخشفة، محركة: واحدة الخشف: حجارة تنبت في الأرض نباتا، قاله الخطابي، وبه فسر حديث الكعبة: إنها كانت خشفة على الماء فدحيت.

خ ص ف
الخصف: النعل ذات الطراق، وكل طراق منها خصفة، نقله الجوهري. وخصف النعل، يخصفها، خصفا، ظاهر بعضها على بعض، وخرزها، وكل ما طورق بعضه على بعض فقد خصف، وفي الحديث: كان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله وفي آخر: وهو قاعد يخصف نعله وهو من الخصف، بمعنى الضم والجمع. ومن المجاز: خصف العريان الورق على بدنه، يخصفها، خصفا: ألزقها، أي: ألزق بعضها إلى بعض، وأطبقها عليه ورقة ورقة، ليستر به عورته، وبه فسر قوله تعالى: وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ، ومنه أيضا قول العباس رضي الله عنه، يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

من قبلها طبت في الظلال وفي     مستودع حيث يخصف الورق

صفحة : 5804

أي: في الجنة، كأخصف، ومنه قراءة ابن بريدة، والزهري، في إحدى الروايتين: وطفقا يخصفان . واختصف قال الليث: الاختصاف: أن يأخذ العريان على عورته ورقا عريضا، أو شيئا نحو ذلك، يقال: اختصف بكذا، وقرأ الحسن البصري، والزهري، والأعرج، وعبيد بن عمير: وطفقا يخصفان ، بكسر الخاء والصاد وتشديدها، على معنى يختصفان، ثم تدغم التاء في الصاد، وتحرك الخاء بحركة الصاد، وبعضهم حول حركة التاء ففتحها، حكاه الأخفش. قلت: ويروى عن الحسن أيضا، وقرأ الأعرج وأبو عمرو: يخصفان بسكون الخاء وكسر الصاد المشددة.

قلت: وفيه الجمع بين الساكنين، وقد تقدم الكلام عليه في استطاع، فراجعه. وخصفت الناقة، تخصف، خصافا، بالكسر: إذا ألقت ولدها وقد بلغ الشهر التاسع، فهي خصوف، نقله الجوهري. قلت: وهو قول أبي زيد، ونصه في النوادر: يقال للناقة إذا بلغت الشهر التاسع من يوم لقحت ثم ألقته: قد خصفت، تخصف، خصافا، فهي خصوف. وقيل: الخصوف: هي التي تنتج بعد الحول من مضربها بشهرين، هكذا في النسخ، والصواب كما في الصحاح والعباب: بشهر، والجرور بشهرين. قلت: وقال ابن الأعرابي: الخصوف: هي التي تنتج عند تمام السنة، وقال غيره: الخصوف من مرابيع الإبل: التي تنتج عند تمام السنة، وقال غيره: الخصوف من مرابيع الإبل: التي تنتج إذا أتت على مضربها تماما لا ينقص. والخصفة، محركة: الجلة تعمل من الخوص للتمر، يكنز فيها، بلغة البحرانيين.

والخصفة أيضا: الثوب الغليظ جدا تشبيها بالخصفة المنسوجة من الخوص، قاله الليث ج: خصف، وخصاف، بالكسر، قال الأخطل يذكر قبيلة:

فطاروا شقاف الأنثيين فعامر     تبيع بنيها بالخصاف وبالتمر أي صاروا فرقتين بمنزلة الأنثيين، وهما البيضتان. قال الليث: بلغنا أن تبعا كسا البيت المسوح، فانتفض البيت منها، ومزقها عن نفسه، ثم كساه الخصف، قال الأزهري: الخصف الذي كسا تبع البيت لم يكن ثيابا غلاظا كما قال الليث، إنما الخصف سفائف تسف من سعف النخل، فيسوى منها شقق تلبس بيوت الأعراب، وربما سويت جلالا للتمر، ومنه الحديث: أنه كان يصلي فاقبل رجل في بصره سوء، فمر ببئر عليها خصفة، فوطئها، فوقع فيها، فضحك بعض من كان خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة.

وخصفة أيضا: ابن قيس عيلان أبو حي من العرب. وخصفى، كجمزى: ع، نقله الصاغاني. والأخصف: الأبيض الخاصرتين من الخيل والغنم وسائر لونها ما كان، نقله الجوهري، وهي خصفاء، وقد يكون أخصف بجنب واحد، وقيل: هو الذي ارتفع البلق من بطنه إلى جنبيه. والأخصف من الجبال والظلمان: الذي لونه كلون الرماد، فيه بياض وسواد، والنعامة خصفاء، يقال: جبل أخصف، وظليم أخصف، وأنشد الجوهري للعجاج في صفة الصبح:

حتى إذا ما ليلـه تـكـشـفـا
أبدى الصباح عن بريم أخصاف

صفحة : 5805

وأخصف: ع، نقله الصاغاني، وأهمله ياقوت. وكتيبة خصيفة: ذات لونين لون الحديد وغيره، وفي اللسان: لما فيها من صدإ الحديد وغيره، ونص الصحاح والعباب، وكتيبة خصيف، لم تدخلها الهاء، لأنها مفعولة، أي: خصفت من ورائها بخيل، أي: أردفت، ولو كانت للون الحديد لقالوا: خصيفة، لأنها بمعنى فاعلة، فتأمل ذلك. والخصيف، كأمير: الرماد، سمي به لما فيه لونان سواد وبياض، ويقال: رماد خصيف، على الوصف، وهو الأكثر، قال الطرماح:

وخصيف لذي مناتج ظئري      ن من المرخ أتأمت زنده شبه الرماد بالبو، وظئراه: أثفيتان أوقدت النار بينهما. والخصيف أيضا: النعل المخصوفة، خرز بعضها على بعض، والخصيف أيضا: اللبن الحليب يصب عليه الرائب، فإن جعل فيه التمر والسمن فهو العوبثاني، نقله الجوهري، وأنشد للسعدي:

إذا ما الخصيف العوبثاني ساءنا تركناه واخترنا السديف المسرهدا قلت: وقد تقدم في ع ب ث عن ابن بري، أن البيت لناشرة بن مالك، يرد على المخبل السعدي، وكان المخبل قد عيره باللبن، فراجعه. وخصيف بن عبد الرحمن الجزري: محدث، وسيأتي ذكر ابن أخيه قريبا ومن المجاز: الخصاف، كشداد: الكذاب، كأنه يخرز القول، أي يخرزها. وأبو بكر أحمد بن عمر بن مهير الخصاف شيخ شروطي حنفي، ألف في الشروط، والأوقاف، وآداب القضاء، والرضاع، والنفقات، على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه.

وخصاف، كقطام: فرس أنثى كانت لمالك بن عمرو الغساني، وكان فيمن شهد يوم حليمة فأبلى بلاء حسنا، وجاءت حليمة تطيب رجال أبيها من مركن، فلما دنت من هذا قبلها، فشكت ذاك إلى أبيها، فقال: هو أرخى رجل عندي فدعيه، فإما أن يقتل، وإما أن يبلي بلاء حسنا، ويسمى فارس خصاف، كذا في العباب. وروى ابن الكلبي، عن أبيه، يقال: كان مالك بن عمرو هذا من أجبن الناس، قال: فغزا يوما، فأقبل سهم حتى وقع عند حافر فرسه، فتحرك ساعة، فقال: إن لهذا السهم شيئا ينجثه، فاحتفر عنه، فإذا هو قد وقع على نفق يربوع فأصاب رأسه، فتحرك اليربوع ساعة، ثم مات، فقال: هذا في جوف جحر، جاء سهم فقتله، وأنا ظاهر على فرسي.

ما المرء في شيء ولا اليربوع فذهب مثلا، ثم شد عليهم، فكان بعد ذلك من أشجع الناس. قوله: ينجثه: أي يحركه. ومنه: أجرأ من فارس خصاف وروى ابن الأعرابي أن صاحب خصاف كان يلاقي جند كسرى فلا يجترىء عليهم، ويظن أنهم لا يموتون كما تموت الناس، فرمى رجلا منهم يوما بسهم فصرعه، فمات، فقال: إن هؤلاء يموتون كما نموت نحن، فاجترأ عليهم، فكان من أشجع الناس، وأنشد ابن بري:

تالله لو ألقى خصـاف عـشـية      لكنت على الأملاك فارس أسأما

صفحة : 5806

وخصاف، ككتاب: حصان كان لسمير بن ربيعة الباهلي، كذا في العباب، ونص كتاب الخيل لابن الكلبي: سفيان بن ربيعة الباهلي، قال: وعليها قتل: قولا المرزبان، وسياقه يقتضي أنها كانت أنثى، وكان يقال فيه، وفي العباب: له أيضا: فارس خصاف، أجرأ من فارس خصاف. وخصاف أيضا: حصان آخر، كان لحمل بن زيد بن عوف بن عامر بن ذهل، من بني بكر بن وائل، يقال: كان معه هذا الفرس، وطلبه منه المنذر بن امرىء القيس ليفتحله، فخصاه بين يديه لجرأته، فسمي خاصي خصاف، ومنه أجرأ من خاصي خصاف، فأما ما ذكره الجوهري على مثال قطام، فهي كانت أنثى، فكيف تخصى?، وصحة إيراد ذلك المثل: أجرأ من فارس خصاف نبه عليه الصاغاني في التكملة. وعبد الملك بن خصاف بن أخي خصيف الجزري: محدث، روى عن هبار بن عقيل، وتقدم ذكر عمه آنفا. وسماء مخصوفة: ملساء خلقاء، أو مخصوفة: ذات لونين فيها سواد وبياض، كما في العباب. والخصفة، بالضم: الخرزة بالضم أيضا. وقال الليث: أخصف في عدوه: أي أسرع، قال: وهو بالحاء جائز أيضا، قال الأزهري: والصواب بالحاء المهملة لا غير، وقد ذكره الجوهري على الصواب. والتخصيف: سوء الخلق، وضيقه، يقال: رجل مخصف. والتخصيف أيضا: الاجتهاد في التكلف بما ليس عندك. ومن المجاز: خصفه الشيب، تخصيفا، أي: استوى هو أي بياضه والسواد، وقال ابن الأعرابي: خصفه الشيب تخصيفا، وخوصه تخويصا، ونقب فيه تنقيبا، بمعنى واحد، وفي الأساس: خصف الشيب لمته: جعلها خصيفا: ومما يستدرك عليه: الخصف: الضم والجمع. والمخصف، كمنبر: المثقب والإشفى، قال أبو كبير الهذلي يصف عقابا:

حتى انتهيت إلى فراش عزيزة      فتخاء روثة أنفها كالمخصف وقد تقدم للمصنف إنشاد هذا البيت في ف ر ش. ومن المجاز قوله: فما زالوا يخصفون أخفاف المطي بحوافر الخيل حتى لحقوهم، يعنى أنهم جعلوا آثار حوافر الخيل على آثار أخفاف الإبل، فكأنهم طارقوها بها، أي: خصفوها بها، كما يخصف النعل. ويقال: خصف يخصف تخصيفا، مثل اختصف، ومنه قراءة أبي بريدة، والزهري، في إحدى الروايتين، والزهري، في إحدى الروايتين: وطفقا يخصفان . ومنه الحديث: إذا دخل أحدكم الحمام فعليه بالنشير، ولا يخصف النشير: المئزر، ولا يخصف: أي لا يضع يده على فرجه. وتخصفه، كذلك، ورجل مخصف وخصاف: صانع لذلك، عن السيرافي، وجبل خصيف، مثل أخصف، وكل لونين اجتمعا، فهو خصيف، نقله الجوهري. والخصوف من النساء: التي تلد في التاسع ولا تدخلث في العاشر. والخصف، محركة: لغة في الخزف، نقله الليث. واختصفت الناقة: صارت خصوفا. والخصاف، كرمان: حصير من خوص. ومن المجاز: خصفت فلانا: أربيت عليه في الشتم.

خ ص ل ف

صفحة : 5807

خصلفة النخل: خفة حمله، ومنه: نخيل مخصلف، أهمله الجوهري، ونقله الصاغاني عن ابن عباد، في المحيط، وصاحب اللسان عن ابن بري في أماليه، وأنشد لابن مقبل: أثيت كقنوان النخيل المخصلف قال الصاغاني: والصواب بالضاد المعجمة، وسيأتي قريبا.

خ ض ف
خضف البعير وغيره، يخضف، خضفا، وخضافا، كغراب: ضرط نقله ابن دريد، وفي الصحاح: خضف بها: إذا ردم، وأنشد الأصمعي:

إنا وجدنا خلفا بئس الخلـف
عبدا إذا ماناء بالحمل خضف

وفي العباب: ويروى: شر الخلف، وبعده:

أغلق عنا بابه ثـم حـلـف
لا يدخل البواب إلا من عرف

 وروى أبو الهيثم:

إن عبيدا خلف من الخلف ويفهم من سياق الأساس، أن أصل الخضف للبعير، واستعماله في الإنسان مجاز. وخضف الطعام: أكله، مثل فضخ، نقله العزيزي. وفارس خضاف، وهم للجوهري، والصواب بالصاد، هكذا في سائر النسخ، وهذا الوهم لا أصل له، فإن الجوهري لم يذكره في هذا الحرف، وإنما ذكره في الصاد على الصواب، وإنما الذي ذكره هنا هو ابن دريد، فإنه قال في الجمهرة، بعد ما ذكر خضف: وفارس خضاف، مثل حذام: أحد فرسان العرب المشهورين، وله حديث، وخضاف: اسم فرسه، هكذا ذكره في هذا التركيب، ولم يذكرها في الصاد المهملة، كما ذكر في موضعه، فكأن المصنف توهم أن ابن دريد هو الجوهري.

ونقل شيخنا عن الميداني، أن المثل المذكور يروى بالمهملة والمهجمة، فلا معنى لتوهيم من رواه بالمعجمة مع ثبوته عن الثقات، وكثيرا ما يتصدى المصنف لرد النقل الوارد الثابت بمجرد الرأي والحدس، وهو غير سديد، وعن طرق الصواب بعيد. قلت: الذي صرح به الصاغاني في تكملته، أن ابن دريد لم يوافقه أحد فيما قاله، والناس كلهم سواه على الصاد المهملة، كما ذكره الجوهري في موضعه على الصحة، فما تقدم لشيخنا من التشنيع على المصنف محل تأمل. والخيضف، والخضوف، كهيكل، وصبور: الضروط من الرجال والنساء، وقال ابن بري: الخيضف: فيعل من الخضف، وهو الردام، قال جرير:

فأنتم بنو الخوار يعرف ضربكم وأماتكم فتخ القذام وخيضف والخضف، محركة: صغار البطيخ، أو كباره، قاله ابن فارس، وقال الليث، وأبو حنيفة: يكون قعسريا رطبا ما دام صغيرا، ثم خضفا أكبر من ذلك، ثم قحا، والحدج يجمعه، ثم بطيخا أو طبيخا، لغتان. والأخضف: الحية، عن ابن عباد. والمخضفة: الخمر، قال الأزهري: سميت لأنها تزيل العقل، فيضرط شاربها وهو لا يعقل، وبه فسر قول الشاعر:

نازعتهم أم ليلى وهي مخضفة لها حميا بها يستأصل العرب وقيل: أم ليلى هي الخمر، والمخضفة: هي الخاثرة، والعرب: وجع المعدة، وقد تقدم إنشاده أيضا في ن ز ع.

ومما يستدرك عليه: الخضف، بالتحريك، لغة في الخضف، بالفتح، وهو الردام. وامرأة خضوف: ردوم، قال خليدق اليشكري:

فتلك لا تشبه أخرى صلقما
أعني خضوفا بالفناء دلقما

صفحة : 5808

ويقال للأمة: يا خضاف، وهي معدولة، قاله ابن دريد، وللمسبوب: يا ابن خضاف، كحذام، ويا خضفة الجمل، ومنه قول رجل لجعفر بن عبد الرحمن بن مخنف وكانت الخوارج قتلته:

تركت أصحابنا تدمى نحورهـم     وجئت تسعى إلينا خضفة الجمل أراد: يا خضفة الجمل. ورجل خاضف، ومخضف، كمنبر: ضراط.

خ ض ر ف
الخضرفة أهمله الجوهري، وقال الليث، وابن سيده: هو هرم العجوز، وفضول جلدها، وقال غيرهما: الخضرفة: هي العجوز. وقال ابن السكيت: الخنضرف من النساء: الضخمة اللحيمة الكبيرة الثديين، والطاء لغة فيه، كما سيأتي، وقال غيره: امرأة خنضرف: نصف، وهي مع ذلك تشبب. حكى ابن بري، عن ابن خالويه: مرأة خنضرف، وخنضفير: إذا كانت ضخمة، لها خواصر وبطون، وغضون، وأنشد:

خنضرف مثل حماء القنه
ليست من البيض ولا في الجنه

خ ض ل ف
الخضلاف، كقرطاس، أهمله الجوهري، وقال أبو حنيفة: زعم بعض الرواة أنه شجر المقل، وهو الدوام، قال أسامة الهذلي يصف ناقة:

تتر برجليها الـمـدر كـأنـه    بمشرفة الخضلاف باد وقولها تتره: تدفعه، والوقول: جمع وقل، وهو نوى المقل. وقال أبو عمرو: الخضلفة: خفة حمل النخل، هكذا في النسخ، وصوابه: حمل النخيل، كما هو نص نوادره، وأنشد:

إذا زجرت ألوت بضاف سبيبـه    أثيت كقنوان النخيل المخضلف قال الأزهري: جعل قلة حمل النخل خضلفة، لأنه شبه بالمقل في قلة حمله.

خ ط ر ف
خطرف هكذا هو في سائر النسخ بالسواد، وليس هو في الصحاح، وكذا قال الصاغاني في التكملة: أهمله الجوهري، والموجود في نسخ الصحاح هو خظرف، بالظاء المعجمة، وقد اشتبه على المصنف ذلك، أو هو من النساخ، ورأيت شيخنا رحمه الله قد نبه على ذلك، وعلله بقوله: لأنه لو كان بالمعجمة لأخره عن خطف. قال ابن دريد: خطرف الرجل: أسرع في مشيته، وخطر أو خطرف البعير: جعل خطوتين خطوة في وساعته، كتخطرف فيهما، أي في الإسراع، وجعل الخطوتين خطوة، ومن الأول قول العجاج يصف ثورا:

وإن تلقى غدرا تخطرفا أي: توسعا. وخطرف فلانا بالسيف: إذا ضربه به، عن ابن دريد، وخطرف جلد المرأة: استرخى، نقله الليث، ويقال بالضاد وبالظاء. والخطريف، كقنديل: السريع عن ابن عباد. وخطروف، كعصفور: السريع العنق، هكذا نص المحيط، وفي اللسان: عنق خطروف: واسع، والخطروف أيضا: الجمل الوساع، عن ابن عباد. والمتخطرف: الرجل الواسع الخلق، الرحب الذراع، كما في العباب.

ومما يستدرك عليه: الخطروف: المستدير. وجمل خطروف: يخطرف خطوه. وقال الليث: الخنطرف: العجوز الفانية، والنون زائدة، والضاد لغة فيه، وقد تقدم. وتخطرف الشيء: إذا جاوزه وتعداه.

خ ن ظ ر ف

صفحة : 5809

الخنظرف، هكذا هو في سائر النسخ بالأحمر، مع أنه مذكور في الصحاح على ما يأتي بيانه، ثم إن النسخ كلها بالظاء المعجمة، وفي بعضها بالمهملة، فعلى الأول ينبغي ذكره بعد تركيب خ ط ف وعلى الثاني فلا فائدة لإفراده عن تركيب خطرف مع الحكم بزيادة النون، فتأمل ذلك، وهي: العجوز الفانية، كما قاله الليث، وقال غيره: هي المتشنجة الجلد، المسترخية اللحم، والصواب بالمهملة، وهذا يؤيد أنه بالظاء المعجمة، أو جميع ما في المهملة، فالمعجمة لغة فيه.

قال الجوهري: خظرف البعير في مشيته: لغة في خذرف، إذا أسراع ووسع الخطو، بالظاء المعجمة، وأنشد:

وإن تلقاه الدهاس خظرفا وأما الخنظرف، ففيه ثلاث لغات: بالطاء، وبالظاء، وبالضاد، والطاء أحسن، وكذا خظرف جلد العجوز، فيه ثلاث لغات، والظاء أكثر، وكذا جميع ما ذكر في خطرف، فإن الظاء لغة فيه، إلا خطرفه بالسيف، فإنه بالطاء المهملة لا غير، صرح به صاحب اللسان، وغيره.

خ ط ف
خطف الشيء، كسمع، يخطفه، خطفا، وهي اللغة الجيدة، كما في الصحاح، وفي التهذيب، وهي القراءة الجيدة، وفيه لغة أخرى حكاها الأخفش، وهي: خطف، يخطف، من حد ضرب، أو هذه قليلة، أو رديئة لا تكاد تعرف، كما في الصحاح قال: وقد قرأ بها يونس، في قوله تعالى: يخطف أبصارهم .

قلت: وأبو رجاء، ويحيى بن وثاب، كما في العباب، ومجاهد، كما في شرح شيخنا: استلبه، وقيل: أخذه في سرعة واستلاب، ونقل شيخنا عن أقانيم التعليم للخويي تلميذ الفخر الرازي، أن خطف، كفرح، يقتضي التكرار، والمفتوح لا يقتضيه، وقال شيخنا: وهو غريب لا يعرف لغيره، فتأمل. ومن المجاز: خطف البرق البصر، وخطفه: ذهب به، ومنه قوله تعالى: يكاد البرق يخطف أبصارهم ، وكذا الشعاع، والسيف، وكل جرم صقيل، قال:

والهندوانيات يخطفن البصر ومن المجاز: خطف الشيطان السمع: استرقه، كاختطفه، قال سيبويه: خطفه، واختطفه، كما قالوا: نزعه، وانتزعه، ومنه قوله تعالى: إلا من خطف الخطفة وفي حديث الجن: يختطفون السمع أي: يسترقونه ويستلبونه. وخاطف ظله طائر، قال ابن سلمة: يقال له: الرفراف، إذا رأى ظله في الماء أقبل إليه ليخطفه، كذا في الصحاح، زاد في اللسان: يحسبه صيدا، وأنشد الجوهري للكميت:

وريطة فتيان كخاطف ظله      جعلت لهم منها خباء ممددا والخاطف: الذئب، لاستلابه الفريسة. وفي الحديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخطفة ، وهي في الأصل للمرة الواحدة، ثم سمي بها العضو الذي يختطفه السبع، أو يقتطعه الإنسان من أعضاء البهيمة الحية وهي ميتة، فإن كل ما أبين من الحيوان وهو حي من لحم أو شحم فهو لا يحل أكله، وكذا ما اختطف الذئب من أعضاء الشاة وهي حية، من يد أو رجل، أو اختطفه الكلب من أعضاء حيوان الصيد، من لحم أو غيره، والصيد حي، وأصل هذا أنه صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، رأى الناس يجبون أسنمة الإبل، وأليات الغنم، فيأكلونها.

صفحة : 5810

خطفى، كجمزى: لقب حذيفة، جد جرير الشاعر، وهو جرير بن عطية بن حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، لقب بقوله:

وعنقا بعد الرسيم خطفى وفي الصحاح: لقب عوف، وهو جد جرير بن عطية بن عوف الشاعر، سمى بذلك لقوله:

وعنقا بعد الكلال خطفى انتهى، والصواب ما ذكرناه، كما نبه عليه الصاغاني، وحكاه ابن بري عن أبي عبيدة، وقبله:

يرفعن بالليل إذا ما أسدفا
أعناق جنان وهاما رجفا

وعنقا.. إلى آخره. ويروى: خيطفى كما في الصحاح، وفي النقائض: خيطفى، أي: سريعا. والخطفى: السرعة في المشي، كأنه يختطف في مشيته عنقه، أي يجتذبه، كالخيطفى، وبه فسر قول حذيفة السابق، وقال الفرزدق:

هوى الخطفى لما اختطفت دماغهكما اختطف البازي الخشاش المقارع وهو جمل خيطف، كهيكل: سريع المر. وقد خطف، كسمع، وضرب، يخطف، ويخطف، خطفانا، هكذا هو بالتحريك في سائر النسخ، وصوابه: خطفا، بالفتح، كما هو نص اللسان. والخاطوف: شبه المنجل يشد بحبالة الصيد، كذا في العباب، وفي اللسان: في حبالة الصائد، فيختطف به الظبي.

وفي الحديث: صحفة فيها خطيفة وملبنة الخطيفة، دقيق يذر عليه اللبن، ثم يطبخ، فيلعق، ويختطف بالملاعق، وقال ابن الأعرابي: هو الحبولاء، وقال الأزهري: الخطيفة عند العرب أن تؤخذ لبينة فتسخن، ثم يذر عليه دقيقة، ثم تطبخ، فيلعقها الناس، ويختطفونها في سرعة والخطاف، كرمان: طائر أسود، قال ابن سيده: وهو العصفور الذي تدعوه العامة: عصفور الجنة، والجمع: الخطاطيف.

وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: لأن أكون نفضت يدي من قبور بني، أحب إلي من أن يقع مني بيض الخطاف فينكسر ، قال ابن الأثير: قال ذلك شفقة ورحمة. والخطاف أيضا: حديدة حجناء، تكون في جانبي البكرة، فيها المحور، تعقل بها البكرة من جانبها، أو كل حديدة حجناء: خطاف، والجمع: خطاطيف. وقال الأصمعي: الخطاف: هو الذي يجري في البكرة إذا كان من خشب فهو القعو، وقال النابغة:

خطاطيف حجن في حبال متينة      تمد بـهـا أيد إلـيك نـوازع الخطاف: فرس كان لرجل يقال: له ماعز، فر يوم القنع من بني شيبان، قال مطر بن شريك الشيباني:

أفلتنـا يعـدو بـه سـابـح    يلهب إلهاب ضرام الحريق
ومر خطاف على مـاعـز     والقوم في عثير نقع وضيق

والخطاف، كشداد: فرس آخر، وهي لعمرو بن الحمام السلمي، قال فيه زياد بن هرير التغلبي:

تركنا فارس الخطاف يزقو صداه بين أثناء الفـرات تولت عنه خيل بني سليم وقد زاف الكماة إلى الكماة ومن المجاز: رجل أخطف الحشا، ومخطوفه: أي ضامره، قال ساعدة الهذلي يصف وعلا:

موكل بشدوف الصوم ينـظـرهـا     من المغارب مخطوف الحشا زرم

صفحة : 5811

الشدوف: الشخوص، والصوم: شجر. وجمل مخطوف: وسم سمة خطاف البكرة، واسم تلك السمة: خطاف، أيضا، كما في اللسان. وقال الليث: بعير مخطف البطن، وكذا: حمار مخطف البطن، أي: منطويه، قال ذو الرمة:

أو مخطف البطن لاحته نحائصهبالقنتين كلا ليتيه مكدوم وخطاف، كقطام: هضبة، نقله الصاغاني، ويقال: جبل، كما في التكملة. وخطاف: اسم: كلبة من كلاب الصيد، وكذا كساب. ويقال: ما من مرض إلا وله خطف، بالضم: أي يبرأ منه. وقال أبو صفوان: يقال: اختطفته كذا في الأساس، وفي العباب: أخطفته الحمى، وهو نص اللحياني، عن أبي صفوان، أي: أقلعت عنه، وأنشد:

وما الدهر إلا صرف يوم ولـيلة      فمخطفة تنمى ومقعصة تصمى وأخطف الرمية: أخطأها، وأنشد الجوهري للشاعر، وهو القطامي:

وانقض قد فات العيون الطرفا
إذا أصاب صيده أو أخطـفـا

وقال ابن بزرج: خطفت الشيء: أخذته، وأخطفته: أخطأته، وأنشد للهذلي:

تناول أطراف القران وعينهاكعين الحبارى أخطفتها الأجادل ومما يستدرك عليه: مر يخطف خطفا منكرا: أي مر مرا سريعا. وتخطفه: اختطفه، ومنه قوله تعالى: ويتخطف الناس من حولهم ، وقرأ الحسن: إلا من خطف الخطفة ، بالتشديد، وأصله: اختطف، أدغمت التاء في الطاء، وألقيت حركتها على الخاء، فسقطت الألف، وقرىء: خطف بكسر الخاء والطاء، على إتباع كسرة الخاء كسرة الطاء، وهو ضعيف جدا. قلت: وهي أيضا رواية عن الحسن، وقتادة، والأعرج، وابن جبير.

قال الصاغاني: وفيه وجهان: أحدهما: أن يكونوا كسروا الخاء لانكسار الطاء، للمطابقة واتفاق الحركتين، والثاني: أن يريدوا: اختطف، فيستثقل اجتماع التاء والطاء، مبينة ومدغمة، فتحذف التاء، ثم يكره الالتباس في قولهم: اخطف، بالأمر، إذا قال: اخطف هذا يا رجل، فتحذف الألف، لأنها ليست من نفس الكلمة، وتترك الكسرة التي كانت فيها الخاء، لأنه لا يبتدأ بساكن، ثم تتبع الطاء كسرة الخاء.

وروي عن الحسن أنه قرأ: يخطف أبصارهم، بكسر الخاء وتشديد الطاء مع الكسر، وقرأها: يخطف بفتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها، فمن قرأ يخطف فالأصل يختطف، ومضن كسر الخاء فلسكونها وسكون الطاء، وهذا قول البصريين، وقد نازعهم الفراء في ذلك، ورد عليه الزجاج، وقوى قول البصريين بما هو مذكور في تفسيره. والخطفة: المرة الواحد. والرضعة القليلة، يأخذها الصبي من الثدي بسرعة.

والخطيفة، كسفينة: الاختلاس. وسيف مخطف: يخطف البصر بلمعه، وهو مجاز، قال:

وناط بالدف حساما مخطفا

صفحة : 5812

والخاطف: البرق يأخذ بالأبصار. والخطاف، كشداد: الشيطان، وبه فسر حديث علي: نفقتك رياء وسمعة للخطاف وقيل: هو كرمان، على أنه جمع خاطف، أو تشبيها بالخطاف، لكلوب الحديد. والخيطف، كحيدر: سرعة انجذاب السير، ويقال: عنق خيطف. ومخاليب السباع: خطاطيفها، وهو مجاز، وقد نقله الجوهري. وخطاطيف الأسد: براثنه، شبهت بالحديد لحجنتها، وأنشد الجوهري لأبي زبيد الطائي: إذا علقت قرنا خطاطيف كفه رأى الموت رأى العين أسود أحمرا والخطاف، كرمان: الرجل اللص الفاسق، قال أبو النجم:

واستصبحوا كل عم أمي
من كل خطاف وأعرابي

وأما قول تلك المرأة لجرير: يا ابن خطاف، فإنما قالته له هازئة به. والخطف، بالضم، وبضمتين: الضمر، وخفة لحم الجنب. وإخطاف الحشى: انطواؤه. وفرس مخط الحشى: إذا كان لاحق ما خلف المحزم من بطنه، نقله الجوهري. ورجل مخطف، ومخطوف، وأخطف الرجل: مرض يسيران ثم برأ سريعا. وقال أبو الخطاب: خطفت السفينة، وخطفت: أي سارت، يقال: خطفت اليوم من عمان، أي سارت.

ويقال: أخطف لي من حدثه شيئا ثم سكت، وهو الرجل يأخذ في الحديث، ثم يبدو له، فيقطع حديثه، وهو الإخطاف. والخياطف: المهاوي، واحدها: خيطف، قال الفرزدق:

وقد رمت أمرا يا معاوي دونه    خياطف علود صعاب مراتبه والخطف، والخطف جميعا، مثل الجنون، قال أسامة الهذلي:

فجاء وقد أوجت من الموت نفسه    به خطف قد حذرته المقاعـد ويروى: خطف فإما أن يكون جمعا كضرب، أو مفردا. والإخطاف في الخيل: عيب، وهو ضد الانتفاخ، وقال أبو الهيثم: الإخطاف في الخيل: صغر الجوف، وأنشد:

لا دنن فيه ولا إخطاف وأخطف السهم: استوى. وسهام خواطف: خواطىء، قال:

تعرضن مرمى الصيد ثم رميننا    من النبل لا بالطائشات الخواطف وهو على إرادة المخطفات. ويقال: هذا سيف يخطف الرأس، وهو مجاز. والحكم بن عبد الله بن خطاف، كرمان، أبو سلمة، عن الزهري، متهم. وكشداد: غالب بن خطاف القطان، عن الحسن.