فصل الخاء مع الفاء
الجزء الثاني
خ ف ف
الخف، بالضم: مجمع فرسن البعير، والناقة، تقول العرب: هذا خف البعير، وهذه
فرسنه، وقال الجوهري: الخف: واحشد أخفاف البعير، وهو للبعير كالحافر للفرس،
وفي المحكم: وقد يكون الخف للنعام، سووا بينهما للتشابه، قال: أو الخف لا
يكون إلا لهما، أخفاف. والخف أيضا: واحد الخفاف التي تلبس في الرجل، ويجمع
أيضا على أخفاف، كما في اللسان. وتخفف الرجل إياه: لبسه.
والخف من الأرض: الغليظة، وفي الصحاح، والعباب: أغلظ من النعل، وهو مجاز. ومن المجاز: الخف من الإنسان: ما أصاب الأرض من باطن قدمه، كما في المحكم، والخلاصة. والخف: الجمل المسن، وقيل: الضخم، قال الراجز:
سألت عمرا بعد بكر خفا
والدلو قد تسمع كي تخفا
صفحة : 5813
وقد تقدم إنشاده في س م ع والجمع: أخفاف، وبه فسر الأصمعي الحديث: نهى عن
حمى الأراك إلا ما لم ينله أخفاف الإبل قال: أي ما قرب من المرعى لا يحمى،
بل يترك لمسان الإبل، وما في معناها من الضعاف التي لا تقوى على الإمعان في
طلب المرعى. وقال: غيره: معناه أي ما لم تبلغه أفواهها بمشيها إليه.
وقولهم: رجع بخفي حنين. قال أبو عبيد: أصله ساوم أعرابي حنينا الإسكاف، وكان من أهل الحيرة بخفين حتى أغضبه، فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه فطرحه في الطريق، ثم ألقى الآخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما، قال: ما أشبه هذا بخف حنين، ولو كان معه الآخر لأخذته، ومضى، فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول، وقد كمن له حنين، فلم مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا خفان، فقيل، أي قال له قومه: ماذا جئت به من سفرك?، فقال: جئتكم بخفي حنين. فذهب، وفي العباب: فذهبت مثلا، يضرب عند اليأس من الحاجة، والرجوع بالخيبة.
وقال ابن السكيت: حنين رجل شديد، ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران، فقال: يا عم، أنا ابن أسد بن هاشم بن عبد مناف، فقال عبد المطلب: لا وثياب أبي هاشم، ما أعرف شمائل هاشم فيك، فارجع، فرجع، فقيل: رجع حنين بخفيه. هكذا أورد الوجهين الصاغاني في العباب، والزمخشري في المستقصى، والميداني في مجمع الأمثال، وشراح المقامات، واقتصر غالبهم على ما قاله أبو عبيد.
والخف، بالكسر: الخفيف، يقال: شيء خف: أي خفيف، وكل شيء خف محمله فهو خف، وقال امرؤ القيس:
يزل الغلام الخف عن صهواته ويلوي
بأثواب العنيف المثقل والخف: الجماعة القليلة، يقال: خرج فلان في خف من
أصحابه، أي في جماعة قليلة. والخفاف، كغراب: الخفيف، كطوال وطويل، قال أبو
النجم.
وقد جعلنا في وضين الأحبل
جوز خفاف قلبه مـثـقـل
أي: قلبه خفيف، وبدنه ثقيل. وقيل:
الخفيف في الجسم، والخفاف في التوقد والذكاء، وجمعهما خفاف، ومنه قوله عز
وجل
صفحة : 5814
) انفروا خفافا وثقالا(. قال الزجاج: أي موسرين أو معسرين، وقيل: خفت عليكم
الحركة أو ثقلت، وقيل: ركبانا ومشاة، وقيل: شبانا وشيوخا. وقد خف، يخف،
خفا، وخفة، بكسرها، وتفتح، وعلى الثانية اقتصر الجوهري، وتخوفا، وهذا من
غير لفظه، وموضعه في خ و ف، كما سيأتي: أي صار خفيفا، يكون في الجسم،
والعقل، والعمل، وفي الآخرين مجاز، فهو خف، وخفيف، وخفاف، ومنه قول عطاء:
خفوا على الأرض قال أبو عبيد: أي في السجود، ويروى بالجيم أيضا. وخفاف بن
ندبة، وهي أمه، وأبوه عمير بن الحارث بن عمرو بن الشريد السلمي: أحد فرسان
قيس وشعرائها، وقد شهد الفتح، وتقدم ذكره أيضا في ن د ب وفي غ ر ب . خفاف
ابن إيماء. خفاف بن نضلة الثقفي، له وفادة، روى عنه ذابل بن طفيل، صحابيون،
رضي الله عنهم. وخفان، كعفان: موضع، وهو مأسدة، كما في الصحاح، وفي اللسان:
موضع أشب الغياض، كثير الأسد، وفي العباب: قرب الكوفة، وفي الأساس: أجمة في
سواد الكوفة، ومنه قولهم: كأنهم ليوث خفان، وأنشد الجوهري قول الشاعر:
شرنبث أطراف البنان ضبـارم هصور له في غيل خفان أشبل وأنشد الليث:
تحن إلى الدهنا بخفان ناقتي وأين الهوى من صوتها المترنم وأنشد غيره للأعشى:
وما مخدر ورد عليه مـهـابة أبو أشبل أضحى بخفان حاردا من المجاز: خفت الأتن لعيرها: إذا أطاعته، ومنه قول الراعي:
نفى بالعراك حواليهـا فخفت له خذف ضمر وقد تقدم في )خ ذ ف(. وفي الأساس: خفت الأنثى للفحل: ذلت له، وانقادت. قال ابن دريد: خفت الضبع، تخف، خفا، بالفتح: إذا صاحت، هكذا في نص الجمهرة، وذكر الفتح في كلام المصنف مستدرك. من المجاز: خف القوم عن وطنهم، خفوفا: ارتحلوا مسرعين، وقيل: ارتحلوا عنه، فلم يخصوا السرعة، قال الأعشى:
خف القطين فراحوا منك أو بكروا وأزعجتهم نوى في صرفها غير
صفحة : 5815
وقيل: خفوا خفوفا: إذا قلوا، وخفت زحمتهم. الخفوف، كتنور: الضبع عن ابن
عباد. الخفيف، كأمير: ما كان من العروض مبنيا على فاعلاتن مستفعلن، هكذا في
النسخ، وصوابه: فاعلاتن مستفعلن، فاعلاتن، كما هو نص العباب، والتكملة ست
مرات، سمي بذلك لخفته. وامرأة خفخافة الصوت، أي: كأن صوتها يخرج من
منخريها. والخفخوف، بالضم: طائر، نقله ابن دريد، عن أبي الخطاب الأخفش، قال
ابن سيده: ولا أدري ما صحته، وقال المفضل: هو الذي يصفق بجناحيه إذا طار،
ويقال له: الميساق. وضبعان خفاخف: كثيرو الصوت، هكذا في سائر النسخ، بفتح
خاء خفاخف، وكثيرو، على طريق جمع السلامة، وهو غلط من النساخ، والصواب:
خفاخف، كعلابط، وكثير الصوت، بالإفراد، وضبعان، بالكسر للذكر، كما هو نص
العباب، واللسان، وقد نبه عليه شيخنا أيضا. من المجاز: أخف الرجل: إذا خفت
حاله، كما في الصحاح زاد غيره: ورقت، وكان قليل الثقل في سفره أو حضره، فهو
مخف، وخفيف، وخف، ومنه الحديث: نجا المخفون ، أي: من أسباب الدنيا وعلقها،
وعن مالك بن دينار، أنه وقع الحريق في دار كان فيها، فاشتغل الناس بنقل
الأمتعة، وأخذ مالك عصاه وجرابه، ووثب فجاوز الحريق، وقال: فاز المخفون ورب
الكعبة ، ويقال: أقبل فلان مخفا. أخف القوم: صارت لهم دواب خفاف، نقله
الجوهري، عن أبي زيد، أخف فلانا: إذا أغضبه، وأزال حلمه، وحمله على الخفة
والطيش، وبين حلمه وحمله جناس القلب، ومنه قول عبد الملك لبعض جلسائه: لا
تغتابن عندي الرعية فإنه لا يخفني. والتخفيف: ضد التثقيل، ومنه قوله تعالى:
ذلك تخفيف من ربكم ورحمة . ومنه الحديث: كان إذا بعث الخراص، قال: خففوا
الخرص، فإن في المال العرية والوصية ، أي: لا تستقصوا عليهم فيه، فإنهم
يطعمون منها، ويوصون. وفي حديث عطاء: خففوا على الأرض ويروى: خفوا، وقد
تقدم قريبا، أي: لا ترسلوا أنفسكم في السجود إرسالا ثقيلا، فيؤثر في
جباهكم. والخفخفة: صوت الضباع، قاله ابن دريد، وقد خفخف الضبع، قيل:
الخفخفة: صوت الكلاب عند الأكل، نقله الزمخشري، قال ابن الأعرابي: الخفخفة:
صوت تحريك القميص الجديد - زاد غيره: أو الفرو الجديد- إذا لبس. واستخفه:
ضد استثقله،أي: رآه خفيفا، ومنه قوله تعالى: تستخفونها يوم ظعنكم أي يخف
عليكم حملها، ومنه قول بعض النحويين: استخف الهمزة الأولى فخففها، أي: لم
تثقل عليه فخففها لذلك. استخف فلانا عن رأيه: إذا حمله على الجهل، ومنه قول
بعض النحويين: استخف الهمزة الأولىفخففها، أي: لم تثقل عليه فخففها لذلك.
استخف فلانا عن رأيه: إذا حمله على الجهل، والخفة، وأزاله عما كان عليه من
الصواب، وكذلك: استفره عن رأيه، نقله الأزهري. وأماقوله تعالى: ولا يستخفنك
الذين لا يوقنون فقال الزجاج: معناه: لا يستفزنك، ولا يستجهلنك، ومنه:
فاستخف قومه فأطاعوه ، أي: حملهم على الخفة والجهل. والتخاف: ضد التثاقل،
ومنه حديث
صفحة : 5816
مجاهد، وقد سأله حبيب بن أبي ثابت: إني أخاف أن يؤثر السجود في جبهتي،
فقال: إذا سجدت فتخاف أي: ضع جبهتك على الأرض وضعا خفيفا، قال أبو عبيد:
وبعض الناس يقولون: فتجاف، بالجيم، والمحفوط عندي بالخاء. ومما يستدرك
عليه: خف المطر: نقص، قال الجعدي:د، وقد سأله حبيب بن أبي ثابت: إني أخاف
أن يؤثر السجود في جبهتي، فقال: إذا سجدت فتخاف أي: ضع جبهتك على الأرض
وضعا خفيفا، قال أبو عبيد: وبعض الناس يقولون: فتجاف، بالجيم، والمحفوط
عندي بالخاء. ومما يستدرك عليه: خف المطر: نقص، قال الجعدي:
فتمطي زمـخـري وارم من ربيع كلما خف هطل واستخف فلان بحقي: إذا استهان به، وكذا: استخفه الجزع والطرب: خف لهما فاستطار، ولم يثبت، وهو مجاز. واستخفه: طلب خفته. واستخفه: استجهله، فحمله على اتباعه في غيه. وتخفف فلان لفلان: إذا أطاعه وانقاد له. وخف في عمله، وخدمته كذلك، وهو مجاز، ومنه: غلام خف: أي جلد، وقد ذكر شاهده. وخف فلان على الملك: قبله، وأنس به. والنون الخفيفة: خلاف الثقيلة، ويكنى بذلك عنن التنوين أيضا، ويقال: الخفية. ورجل خفيف ذات اليد: أي: فقير، ويجمع الخفيف على أخفاف، وخفاف، وأخفاء، وبكل ذلك روي الحديث: خرج شبان أصحابه وأخفافهم حسرا . وخف الميزان: شال. وخفة الرجل: طيشه. والخفوف، بالضم: سرعة السير من المنزل، ومنه حديث ابن عمر: قد كان مني خفوف أي: عجلة، وسرعة سير. ونعامة خفانة: سريعة، قاله الليث، ونقله صاحب اللسان، والمحيط، قال الصاغاني: وهو تصحيف، صوابه بالحاء المهملة. وهو خفيف العارضين. وخفيف الروح: ظريف. وخفيف القلب: ذكي. ويقال: ماله خف، ولا حافر، ولا ظلف، وكذا الحديث: لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل ، وكل ذلك مجاز بحذف المضاف. ويقال: جاءت الإبل على خف واحد: إذا تبع بعضها بعضا، كأنها قطار، كل بعير رأسه على ذنب صاحبه - مقطورة كانت أو غير مقطورة، كذا في اللسان، والأساس، وهو مجاز. وأخف الرجل الرجل: ذكر قبيحه، وعابه. والخفخفة: صوت الحبارى، والخنزير، قال الجوهري: ولا تكون الخفخفة إلا بعد الجفجفة. والخفخفة أيضا: صوت القرطاس إذا حركته وقلبته. والخفان: الكبريت، نقله الصاغاني. والمبارك بن كامل الخفاف: محدث. وأبو عبد الله محمد بن الخفيف الشيرازي، شيخ الشيوخ، مشهور. وكزبير: الخفيف بن مسعود بن جارية بن معقل، أحد فرسان الجاهلية، وهوأبو الأقيشر، الذي تقدم ذكره في ق ش ر . وبنو خفاف، كغراب: بطن من بني سليم، منهم الضحاك بن شيبان الخفافي، ذكره الرشاطي. وبالفتح والتثقيل: أحمد بن محمد بن عمران الخفافي الإستراباذي، عن نصر بن الفتح السمرقندي، ذكره ابن السمعاني. والخف، بالضم: لقب خلف بن عمرو بن يزيد بن خلف، مولى بني رميلة، من تجيب، قاله ابن يونس، وابنه عبد الوهاب، المحدث بدميرة بعد سنة سبعين ومائتين، تقدم ذكره.
خ ل ف
صفحة : 5817
خلف، كما في المحكم، والصحاح، والعباب، أو الخلف باللام، كما هو نص الليث:
نقيض قدام، مؤنثة، تكون اسما وظرفا. الخلف: القرن بعد القرن، ومنه قولهم:
هؤلاء خلف سوء. لناس لاحقين بناس أكثر منهم، قاله الجوهري، وأنشد للبيد رضي
الله عنه:
ذهب الذين يعاش في أكنافهـم وبقيت في خلف كجلد الأجرب وقال اللحياني: بقينا في خلف سوء: أي بقية سوء، وبذلك فسر قوله تعالى: فخلف من بعدهم خلف ، أي: بقية. قال ابن السكيت: الخلف: الردئ من القول، ويقال في مثل: سكت ألفا، ونطق خلفا أي: سكت عن ألف كلمة، ثم تكلم بخطإ، قال: وحدثني ابن الأعرابي، قال: كان أعرابي مع قوم فحبق حبقة، فتشور، فأشار بإبهامه نحو استه، وقال: إنها خلف نطقت خلفا، نقله الجوهري، والصاغاني. الخلف: الاستقاء، قال الحطيئة:
لزغب كأولاد القطا راث خلفهاعلى عاجزات النهض حمر حواصله قال الجوهري: يعني راث مخلفها، فوضع المصدر موضعه. الخلف: حد الفأس، أو رأسه، هكذا في النسخ، وصوابه: أو رأسها، كما هو نص المحكم، لأن الفأس مؤنثة. من المجاز: الخلف من الناس: من لا خير فيه، يقال: جاء خلف من الناس، ومضى خلف من الناس، وجاء خلف لا خير فيه، قاله أبو الدقيش، ونص ابن بري: ويستعار الخلف لما خير فيه. الخلف: الذين ذهبوا من الحي يستقون، وخلفوا أثقالهم، كذا في التهذيب، ومن حضر منهم، ضد، وهم خلوف، أي: حضور وغيب، ومنه الحديث: أن اليهود قالت: لقد علمنا أن محمدا لم يترك أهله خلوفا أي: لم يتركهم سدى، لا راعي لهن، ولا حامي، يقال: حي خلوف: إذا غاب الرجال، وأقام النساء، ويطلق على المقيمين والظاعنين، قاله الجوهري، وابن الأثير، وأنشد الجوهري، لأبي زبيد:
أصبح البيت بيت آل بـيان مقشعرا والحي حي خلوف أي: لم يبق منهم أحد. قال ابن بري، والصاغاني: صوابه آل إياس وهو الرواية؛ لأنه يرثي فروة بن إياس بن قبيصة. الخلف: الفأس العظيمة، أو هي التي برأس واحد، نقله ابن سيده، وفي الصحاح: فأس ذات خلفين، أي: لها رأسان. الخلف أيضا: رأس الموسي، والمنقار الذي يقطع به الخشب.الخلف: النسل. الخلف أقصر أضلاع الجنب ويقال له: ضلع الخلف، وهو أقصى الأضلاع وأرقها، وتكسر الخاء. أي: جمع الكل: خلوف بالضم. الخلف: المربد، أو الذي وراء البيت، وهو محبس الإبل، يقال: وراء بيتك خلف جيد، قال الشاعر:
وجيئآ من الباب المجاف تواترا
دولا تقعدا بالخلف فالخلف واسع
صفحة : 5818
الخلف: الظهر بعينه، عن ابن الأعرابي، ومنه الحديث: لولا حدثان قومك بالكفر
بنيتها على أساس إبراهيم، وجعلت لها خلفين، فإن قريشا استقصرت من بنائها
كأنه أراد أن يجعل لها بابين، والجهة التي تقابل الباب من البيت ظهره، وإذا
كان لها بابان صار لها ظهران الخلف: الخلق من الوطاب،عن ابن عباد. ولبث
خلفه أي: بعده، وبه قرئ قوله تعالى: وإذا لا يلبثون خلفك إلا قليلا ، أي:
بعدك، وهي قراءة أبي جعفر، ونافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وأبي بكر،
والباقون: خلافك، وقرأ ورش بالوجهين. الخلف بالكسر: المختلف، كالخلفة، قال
الكسائي: يقال لكل شيئين اختلفا: هما خلفان، وخلفتان، قال:
دلواي خلفان وساقياهما أي إحداهما مصعدة، والأخرى فارغة منحدرة، أو إحداهما جديد، والأخرى خلق. الخلف أيضا: اللجوج من الرجال، نقله الصاغاني. قال أبو عبيد: الخلف: الاسم من الإخلاف، وهو الاستقاء، كالخلفة. والخالف: المستقي. الخلف: ماأنبت الصيف من العشب، كالخلفة، كما سيأتي. الخلف: ما ولي البطن من صغار الأضلاع، وهي قصيراها وقال الجوهري: الخلف: أقصر أضلاع الجنب، والجمع: خلوف ومنه قول طرفة:
وطي محال كالحني خلوفه وأجرنة لزت بدأي منضد الخلف: حلمة ضرع الناقة القادمان والآخران، كما في الصحاح الخلف: طرفه، أي الضرع، هو المؤخر من الأطباء، وقيل: هو الضرع نفسه، كما نقله الليث، أو هو للناقة كالضرع للشاة، وقال اللحياني: الخلف في الخف، والظلف، والطبي في الحافر، والظفر، وجمع الخلف: أخلاف، وخلوف، قال:
وأحتمل الأوق الثقيل وأمـتـري خلوف المنايا حين فر المغامس وولدت الشاة، وفي اللسان: الناقة خلفين، أي: ولدت سنة ذكرا، وسنة أنثى، ومنه قولهم: نتاج فلان خلفة، بهذا المعنى. وذات خلفين، بكسر الخاء، ويفتح: اسم الفأس إذا كانت لها رأسان، وقد تقدم، ج: ذوات الخلفين. الخلف، ككتف: المخاض، وهي الحوامل من النوق، الواحدة بهاء، كما في الصحاح، وقيل: جمعها مخاض، علىغير قياس، كما قالوا لواحدة النساء: امرأة، قال ابن بري: شاهده قول الراجز:
مالك ترغين ولا ترغو الخلف وقيل: هي التي استكملت سنة بعد النتاج، ثم حمل عليها، فلقحت، وقال ابن الأعرابي: إذا استبان حملها فهي خلفة، حتى تعشر، ويجمع خلفة أيضا على خلفات، وخلائف، وقد خلفت: إذا حملت وفي الحديث: ثلاث آيات يقرأهن أحدكم خير له من ثلاث خلفات سمان عظام . الخلف، بالتحريك: الولد الصالح يبقى بعد أبيه، فإذا كان الولد فاسدا أسكنت اللام، وأنشد الجوهري للراجز:
إنا وجدنا خلفا بئس الخـلـف
عبدا إذا ما ناء بالحمل خضف
صفحة : 5819
وقد تقدم إنشاده في خ ض ف قريبا، قال ابن بري: أنشده الرياشي لأعرابي يذم
رجلا اتخذ وليمة. وربما استعمل كل منهما مكان الآخر، يقال: هو خلف صدق من
أبيه، إذا قام مقامه وكذا خلف سوء من أبيه، بالتحريك فيهما، ويقال: في
هؤلاء القوم خلف ممن مضى، أي: يقومون مقامهم، وفي فلان خلف من فلان، أو
الخلف، بالسكون، وبالتحريك: سواء، قاله ابن شميل، وقال الأخفش: الخلف
والخلف سواء، منهم من يحرك فيهما جميعا إذا أضاف، وقال الليث: خلف بالسكون
للأشرار خاصة، وبالتحريك ضده، قرنا كان أو ولدا. قال ابن بري: والصحيح في
هذا، وهو المختار، أن الخلف، بالتحريك، خلف الإنسان الذي يخلفه من بعده،
يأتي بمعنى البدل، فيكون خلفا منه، أي: بدلا، ومنه قولهم: هذا خلف مما أخذ
لك، أي: بدل منه، ولهذا جاء مفتوح الأوسط، ليكون على مثال البدل، وعلى مثال
ضده أيضا، وهو العدم، والتلف، ومنه الحديث: اللهم أعط لمنفق خلفا، ولممسك
تلفا ، أي: عوضا، يقال في الفعل منه: خلفه في قومه، وفي أهله، يخلفه خلفا،
وخلافة، وخلفني فكان نعم الخلف، وبئس الخلف، والخلف في قولهم: نعم الخلف،
وبئس الخلف، وخلف صدق، وخلف سوء، وخلف صالح، هوفي الأصل مصدر سمي به من
يكون خليفة، والجمع أخلاف، كما تقول: بدل وأبدال، لأنه بمعناه. قال: وحكى
أبو زيد: هم أخلاف سوء، جمع خلف. قال: وأما الخلف، ساكن الوسط، فهو الذي
يجئ بعد الأول بمنزلة القرن بعد القرن، والخلف: المتخلف عن الأول، هالكا
كان أو حيا، والخلف: الباقي بعد الهالك، والتابع له، هو في الأصل أيضا من
خلف، يخلف، خلفا، سمي به المتخلف والخالف، لا على جهة البدل، وجمعه خلوف،
كقرن وقرون. قال: ويكون محمودا ومذموما، فشاهد المحمود قول حسان بن ثابت
الأنصاري رضي الله عنه:
لنا القدم الأولى إليك وخلفنا لأولنا في طاعة الله تابع فالخلف هنا: هو التابع لمن مضى، وليس من معنى الخلف هنا المتخلفون عن الأولين، أي: الباقون، وعليه قوله عز وجل: فخلف من بعدهم خلف، فسمي بالمصدر، فهذا قول ثعلب، قال: وهو الصحيح، وحكى أبوالحسن الأخفش، في خلفف صدق، وخلفف سوء، التحريك والإسكان، فقال: والصحيح قول ثعلب أن الخلف يجيء بمعنى البدل، والخلافة، والخلف يجيء بمعنى التخلف عمن تقدم. قال: وشاهد المذموم قول لبيد:
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
صفحة : 5820
قال: ويستعار الخلف لما لاخير فيه، وكلاهما سمي بالمصدر، أعني المحمود
والمذموم، فقد صار على هذا للفعل معنيان، خلفته، خلفا: كنت بعده خلفا منه
وبدلا، وخلفته، خلفا جئت بعده، واسم الفاعل من الأول خليفة، وخليف، ومن
الثان خالفه، وخالف، قال: وقد صح الفرق بينهما على ما بيناه. الخلف،
بالتحريك: ما استخلفت من شيء، كما في الصحاح، أي استعوضته واستبدلته، تقول:
أعطاك الله خلفا مما ذهب لك، ولا يقال: خلفا، يقال: هو من أبيه خلف، أي:
بدل، والبدل من كل شئ خلف منه. وفي حديث مرفوع: يحمل هذا العلم من كل خلف
عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ، قال
القعنبي: سمعت رجلا يحدث مالك بن أنس بهذا الحديث. قلت: وقد روي هذا الحديث
من طريق خمسة من الصحابة، رضي الله عنهم، وقد خرجته في جزء لطيف، وبينت
طرقه ورواياته، فراجعه. قال ابن الأثير: الخلف، بالتحريك، والسكون: كل من
يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتحريك في الخير، وبالتسكين في الشر، يقال: خلف
صدق، وخلف سوء، ومعناهما جميعا: القرن من الناس، قال: والمراد في هذا
الحديث المفتوح، ومن بالسكون الحديث: سيكون بعد ستين سنة خلف أضاعوا الصلاة
، وفي حديث ابن مسعود: ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف هي جمع خلف. الخلف: مصدر
الأخلف، للأعسر، قال أبو كبير الهذلي:
زقب يظل الذئب يتبـع ظـلـه
من ضيق مورده استنان الأخلف
صفحة : 5821
الزقب: الطريق الضيق، والاستنان: الجري على جهة واحدة. قيل: الأخلف: اسم
الأحول، وقيل: اسم للمخالف العسر، الذي كأنه يمشي على شق،وفي الصحاح، بعير
أخلف بين الخلف، إذا كان مائلا على شق، حكاه أبو عبيد. قلت: وهكذا قاله
الأصمعي أيضا، وفي شرح الديوان: الأخلف: الذي كأنه يميل على أحد شقيه من
ضيق المورد، وقال بعضهم: أي هو يمشي مشى الأعسر، هكذا في شق. وخلف بن أيوب
العامري، مفتي بلخ، ضعفه ابن معين. خلف بن تميم الكوفي، بالمصيصة: ناسك
مجاهد، صحب إبراهيم بن أدهم. خلف بن خالد المصري، اتهمه الدار قطني بوضع
الحديث. خلف بن خليفة أبو أحمد، مولى أشجع، وقد قيل: مولى النخع، يروي عن
العراقيين، وحميد الأعرج، وذؤيبة، روى عنه قتيبة بن سعيد، وناس، مولده
بالكوفة،ثم تحول إلى واسط، ثم انتقل إلى بغداد، ومات سنة 181 عن مائة سنة،
وقد رأى عمرو بن حريث. رضي الله تعالى عنه، وهو صبي صغير، ولم يحفظ عنه
شيئا، ولذا لم يعد تابعيا، قاله ابن حبان في الثقات. خلف بن سالم الحافظ،
أبو محمد المخرمي، عن هشيم، وعنه أبو القاسم البغوي. خلف بن مهدان هكذا في
النسخ، ولم أجده في موضع، ولعله خلف بن مهران الآتي ذكره. خلف بن موسى
العمي، عن أبيه، وحفص بن غياث، وعنه تمتام، والرمادي، صدوق، توفي سنة 221.
خلف بن هشام البزار أبو محمد البغدادي المقرئ، عن مالك، وشريك، وعنه مسلم،
وأبو داود، مات سنة 229. خلف بن محمد أبو عيسى الواسطي كردوس، عن يزيد،
وروح، وعنه ابن ماجة. وأما خلف بن محمد الخيام البخاري، فإنه مشهور، كان في
المائة الرابعة، قال أبو يعلىالخليلي: خلط، وهو ضعيف جدا، روى متونا لم
تعرف. خلف بن مهران العدوي البصري، عن عامر الأحول، وعنه حرمي بن عمارة:
محدثون. وفاته: خلف بن حوشب الكوفي العابد. وأبو المنذر خلف بن المنذر
البصري. وخلف بن عثمان الخزاعي؛ هؤلاء الثلاثة ذكرهم ابن حبان في الثقات.
وخلف بن راشد، وخلف بن عبد الله السعدي، وخلف بن عمرو؛ مجاهيل. وخلف بن
عامر البغدادي الضرير، وخلف بن المبارك، وخلف بن يحيى الخراساني، قاضي
الري، قبل المائتين، وخلف بن ياسين؛ هؤلاء تكلم فيهم واختلف. ومحمد بن خلف
بن المرزبان، أخباري لين. وأبو خلف: تابعيان، أحدهما اسمه حازم بن عطاء
الأعمى البصري، نزيل الموصل، روى عن أنس، وعنه معان بن رفاعة السلامي، قاله
المزي، ونقل الذهبي عن يحيى أنه كذاب. وأبو خلف: رجل آخر، روى عن الشعبي،
وآخر روى عنه عيسى ابن يونس. وأبو خلف: موسى بن خلف العمي البصري، روى عن
قتادة، وعنه ابنه خلف. وخلف، بضمتين:ة، وفي بعض النسخ: موضع باليمن. قال
ابن عباد: الأخلف: الأحمق. قيل: السيل وقال السكري في شرح الديوان:
والأخلف: بعضهم يقول: إنه نهر، أي: في قول أبي كبير الهذلي الذي سبق ذكره.
الأخلف: الحية الذكر، عن ابن عباد. قال: الأخلف: القليل العقل كالخلفف،
بالضم، كما سيأتي، وهو خلفف، وخلففة. والخلف، بالضم: الاسم من الإخلاف، وهو
في المستقبل كالكذب في
صفحة : 5822
الماضي نقله الصاغاني، والجوهري، يقال: أخلفه وعده، وهو أن يقول شيئا ولا
يفعله على الاستقبال. قال شيخنا: وهو أغلبي، وإلا ففي التنزيل: ذلك وعد غير
مكذوب ،وقيل أعم، لأنه فيما عبر عنه بجملة إنشائية، وقيل: الخلف، بالضم:
القول الباطل، ومر أنه بالفتح، ولعله مما فيه لغتان. انتهى. والخلف- الذي
مر أنه بمعنى القول الردىء- لم ينقلوا فيه إلا الفتح فقط، وأما الذي بالضم
فليس إلا الاسم من الإخلاف، أو المخالفة، واللغة لا يدخلها القياس
والتخمين. أو هو أي: الإخلاف أن لا تفي بالعهد، وأن تعد عدة ولا تنجزها،
قاله اللحياني، يقال: رجل مخلف، أي: كثير الإخلاف لوعده، وقيل: الإخلاف: أن
يطلب الرجل الحاجة أو الماء، فلا يجد ما طلب، قال اللحياني: والخلف: اسم
وضع موضع الإخلاف، قال غيره: أصل الخلف: الخلف، بضمتين، ثم خفف، وفي
الحديث: إذا وعد أخلف ، أي: لم يف بعهده، ولم يصدق. الخلف أيضا: جمع
الخليف، كأمير، في معانيه التي تذكر بعد. وكزبير، خليف بن عقبة، من تبع
التابعين، يروي عن ابن سيرين، وعنه سليمان الجرمي، وحماد بن زيد، قاله ابن
حبضان. والخلفة، بالكسر: الاسم من الاختلاف، أي خلاف الاتفاق، أو مصدر
الاختلاف أي: التردد، و منه قوله تعالى: وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة ،
نقله الجوهري، أي: هذا خلف من هذا، أي عوض منه وبدل، أو هذا يأتي خلف هذا
أي في أثره، أو معناه، أي معن قوله تعالى: خلفة : من فاته أمر، وفي اللسان:
عمل بالليل أدركه بالنهار، وبالعكس، فجعل هذا خلفا من هذا، قاله الفراء.
والخلفة أيضا: الرقعة يرقع بها الثوب إذا بلي. الخلفة: ما ينبته الصيف من
العشب بعدما يبس العشب الربعي، وفي الصحاح: قال أبو عبيد: الخلفة: ما نبت
في الصيف، قال ذوالرمة يصف ثورا:لماضي نقله الصاغاني، والجوهري، يقال:
أخلفه وعده، وهو أن يقول شيئا ولا يفعله على الاستقبال. قال شيخنا: وهو
أغلبي، وإلا ففي التنزيل: ذلك وعد غير مكذوب ،وقيل أعم، لأنه فيما عبر عنه
بجملة إنشائية، وقيل: الخلف، بالضم: القول الباطل، ومر أنه بالفتح، ولعله
مما فيه لغتان. انتهى. والخلف- الذي مر أنه بمعنى القول الردىء- لم ينقلوا
فيه إلا الفتح فقط، وأما الذي بالضم فليس إلا الاسم من الإخلاف، أو
المخالفة، واللغة لا يدخلها القياس والتخمين. أو هو أي: الإخلاف أن لا تفي
بالعهد، وأن تعد عدة ولا تنجزها، قاله اللحياني، يقال: رجل مخلف، أي: كثير
الإخلاف لوعده، وقيل: الإخلاف: أن يطلب الرجل الحاجة أو الماء، فلا يجد ما
طلب، قال اللحياني: والخلف: اسم وضع موضع الإخلاف، قال غيره: أصل الخلف:
الخلف، بضمتين، ثم خفف، وفي الحديث: إذا وعد أخلف ، أي: لم يف بعهده، ولم
يصدق. الخلف أيضا: جمع الخليف، كأمير، في معانيه التي تذكر بعد. وكزبير،
خليف بن عقبة، من تبع التابعين، يروي عن ابن سيرين، وعنه سليمان الجرمي،
وحماد بن زيد، قاله ابن حبضان. والخلفة، بالكسر: الاسم من الاختلاف، أي
خلاف الاتفاق، أو مصدر الاختلاف أي: التردد، و منه قوله تعالى: وهو الذي
جعل الليل والنهار خلفة ، نقله الجوهري، أي: هذا خلف من هذا، أي عوض منه
وبدل، أو هذا يأتي خلف هذا أي في أثره، أو معناه، أي معن قوله تعالى: خلفة
: من فاته أمر، وفي اللسان: عمل بالليل أدركه بالنهار، وبالعكس، فجعل هذا
خلفا من هذا، قاله الفراء. والخلفة أيضا: الرقعة يرقع بها الثوب إذا بلي.
الخلفة: ما ينبته الصيف من العشب بعدما يبس العشب الربعي، وفي الصحاح: قال
أبو عبيد: الخلفة: ما نبت في الصيف، قال ذوالرمة يصف ثورا:
صفحة : 5823
تقيظ الرمل حتى هز خلفته تروح البرد مافي عيشه
رتب وزرع الحبوب خلفة، وذلك بعد إدراك الأول، لأنه يستخلف من البر والشعير،
والخلفة: اختلاف الوحوش مقبلة مدبرة، وبه فسر قول زهير بن أبي سلمى، أنشده
الجوهري:
بها العين والآرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن في كل مجثم أي: تذهب هذه، وتجيء هذه. الخلفة: ماعلق خلف الراكب، قال:
كماعلقت خلفة المحمل الخلفة: الريحة، وهو مايتفطر عنه الشجر في أول البرد، وهو من الصفرية. أو الخلفة: ثمر يخرج بعد ثمر كثير، وقد أخلف الثمر: إذا خرج منه شيء بعد شيء. أو الخلفة: نبات ورق دون ورق، هكذا في النسخ، والصواب: بعد ورق قد تناثر، وقد أخلف الشجر إخلافا، وفي النهاية: هوالورق الأول في الصيف. وشئ يحمله الكرم بعدما يسود العنب، فيقطف العنب وهو غض أخضر، ثم يدرك، وكذلك هو من سائر التمر أو أن يأتي الكرم بحصرم جديد. الخلفة: أن يناظر الرجل الرجل، هكذا في النسخ، وفي بعضها: يناصر، من النصر، وهكذا وجد بخط المصنف، والصواب: أن يباصر، من البصر، كما هو نص العباب، والجمهرة، فإذاغاب عن أهله خالفه إليهم، يقال: يخالف إلى امرأة فلان، أي: يأتيها إذا غاب عنها زوجها، قال ابن دريد: قال أبو زيد: يقال: اختلف فلان صاحبه، والاسم الخلفة، بالكسر، وذلك أن يباصره، حتى إذا غاب جاء فدخل عليه، فتلك الخلفة. الخلفة: الدواب التي تختلف في ألوانها،وهيئتها، وبه فسر أيضا قول زهير السابق، أو تختلف في مشيتها،?وهذا قد تقدم. الخلفة: مايبقى بين الأسنان من الطعام، يقال: أكل طعاما فبقيت في فيه خلفة،? فتغير فوه، نقله اللحياني. الخلفة: الهيضة، وهو فساد المعدة من الطعام، يقال: أخذته خلفة: إذا اختلف إلى المتوضإ، نقله الجوهري. الخلفة: وقت بعد وقت، عن ابن الأعرابي. الخلفة: نبت ينبت بعد نبت قد تهشم، نقله الجوهري، أوينبت من غير مطر، بل ببرد آخر الليل، قاله أبو زياد الكلابي. الخلفة: القوم المختلفون، يقال:القوم خلفة، حكاه أبو زيد، ونقله الجوهري. الخلفة: المخالفة، والمضادة، ويضم في هذا، فكأنه اسم منه، ووجد هنا في بعض النسخ: المختلفون المخالفة بحذف واو العطف، وفي بعضها: المخالف، بغير هاء، وكل ذلك غلط. يقال: له، وفي اللسان:لها ولدان، أو عبدان، أو أمتان، خلفتان، هذه عن الكسائي، وخلفان: إذا كان أحدهما طويلا والآخر أسود، وقال غير الكسائي: هما خلفان، في المذكر والمؤنث، وأنشد أبو زيد:
دلواي خلفان وساقياهما
صفحة : 5824
أي: إحداهما مصعدة ملأى، والأخرى منحدرة فارغة، وقد تقدم قريبا. الكل:
أخلاف، وخلفة، لم يضبط الأخير، فاقتضى أن يكون بالكسر فالسكون، والصواب:
خلفة، بكسر ففتح، كقردة، وقردة. وكل لونين اجتمعا فهما خلفة، ونص الكسائي:
خلفتان، ونص اللحياني: يقال لكل شيئين اختلفا: هما خلفان. وخلفة ورد الإبل،
هو: أن يوردها بالعشي، بعدما يذهب الناس، كما في اللسان. يقال: من أين
خلفتكم? أي: من أين تستقون? نقله الجوهري. يقال: أخذته خلفة: إذا كثر تردده
إلى المتوضإ، لذرب معدته من الهيضة. الخلفة، بالضم: العيب، والفساد،
والحمق، كالخلافة، كسحابة، يقال: ما أبين الخلافة فيه، أي: الحمق. الخلفة
أيضا: العته، والخلاف، أي: المخالفة، وبكل ذلك فسر قولهم: أبيعك هذا العبد،
وأبرأ إليك من خلفته . يقال: رجل ذو خلفة، وقال ابن بزرج: خلفة العبد: أن
يكون أحمق معتوها، وقال ابن الأعرابي: أي أبرأ إليك من خلافه، وقال غيره:
أي من فساده، وقد خلف، يخلف، خلافة وخلوفا. الخلفة من الطعام: آخر طعمه،
يقال: إنه لطيب الخلفة. الخلفة، بالفتح، وكصرد، هكذا في النسخ، وفي بعضها:
وبالفتح: ج كصرد: ذهاب شهوة الطعام من المرض، وكل من النسختين محل تأمل،
والذي في أمهات اللغة: ويقال: خلفت نفسه عن الطعام، فهو يخلف، خلوفا: إذا
أضربت عن الطعام، من مرض. الخلفة أيضا: مصدر خلف القميص، يخلفه خلفة، وقال
كراع: خلفا: إذا أخرج باليه، ولفقه لفقا. والمخلاف: الرجل الكثير الإخلاف،
وفي الصحاح: رجل مخلاف: كثير الخلاف لوعده. المخلاف: الكورة يقدم عليها
الإنسان، كذا في المحكم، ومنه مخاليف اليمن أي: كورها، وفي حديث معاذ: من
تخلف من مخلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلافه الأول، إذا حال عليه
الحول . وقالأبو عمرو: ويقال: استعمل فلان على مخاليف الطائف، وهي الأطراف،
والنواحي، وقال خالد بن جنبة: في كل بلد مخلاف، بمكة، والمدينة، والبصرة،
والكوفة، وكنا نلقى بن نمير ونحن في مخلاف المدينة، وهم في مخلاف اليمامة،
وقال أبو معاذ: المخلاف: البنكرد. وقال الليث: يقال: فلان من مخلاف كذا
وكذا، وهو عند اليمن كالرستاق، والجمع: مخاليف، وقال ابن بري: المخاليف
لأهل اليمن كالأجناد لأهل الشام، والكور لأهل العراق، والرساتيق لأهل
الجبال، والطساسيج لأهل الأهواز. هذا مانقله أئمة اللغة، قال ياقوت: تحت
قول خالد بن جنبة المتقدم، قلت: وهذا كما ذكرنا بالعادة والإلف، إذا انتقل
اليماني إلى هذه النواحي سمى الكورة بما ألفه من لغة قومه، وفي الحقيقة
إنما هي لغة أهل اليمن خاصة، وقال أيضا ? بعدما نقل كلام الليث-: وما عداه
كما تقدم ذكره، قلت: هذا الذي بلغني فيه، ولم أسمع في اشتقاقه شيئا، وعندي
فيه ما أذكره، وهو أن ولد قحطان لما اتخذوا أرض اليمن مسكنا، وكثروا فيه،
ولم يسعهم المقام في موضع واحد، أجمعوا رأيهم على أن يسيروا في نواحي
اليمن، فيختار كل بني أب موضعا
صفحة : 5825
يعمرونه ويسكنونه، فكانوا إذا صاروا في ناحية واختارها بعضهم، تخلف بها عن
سائر القبائل، وسماها باسم أبي تلك القبيلة المتخلفة فيه، فسموها مخالف،
لتخلف بعضهم عن بعض فيها، ألا تراهم سموها مخلاف زبيد، ومخلاف سنحان،
ومخلاف همدان، لا بد من إضافته إلى قبيلة. انتهى كلامه. وقد عد الصاغاني
مخاليف اليمن، فقال: ولكل مخلاف اسم يعرف به، كمخلاف أبين، ومخلاف
أقيان،ومخلاف ألهان، ومخلاف البون، ومخلاف بيحان، ومخلاف بني شهاب، ومخلاف
ثاتن ومخلاف جيشان، ومخلاف جبلان ومخلاف جنب، ومخلاف جهران، ومخلاف جعفي،
ومخلاف جعفر، ومخلاف حراز، ومخلاف حضور، ومخلاف خولان، ومخلاف خارف، ومخلاف
ذمار، ومخلاف ذي جرة، ومخلاف رعين، ومخلاف رداع، ومخلاف زبيد، ومخلاف
السحول، ومخلاف سنحان، ومخلاف شبوة، ومخلاف عنة ومخلاف لحج، ومخلاف مأرب،
ومخلاف مقرى، ومخلاف مادن، ومخلاف المعافر، ومخلاف نهد، ومخلاف المعافر،
ومخلاف هوزن، ومخلاف همدان، ومخلاف اليحصبين ومخلاف يام، فهؤلاء أربعون
مخلافا ذكرهن الصاغاني، ورتبته أنا على حروف المعجم كما ترى. وفاته: ذكر
جملة من المخاليف، كمخلاف أصاب، ومخلاف ريمة، ومخلاف عبس، ومخلاف الحية،
ومخلاف السلفية، ومخلاف كبورة، ومخلاف يعفر، وغيرها مما يحتاج إلى مراجعة
واستقصاء، والله الموفق لا رب غيره، ولا خير إلا خيره. ورجل خالفة: أي كثير
الخلاف، والشقاق، وبه فسر قول الخطاب بن نفيل لما أسلم ابنه سيدنا عمر ?
رضي الله عنه- إني لأحسبك خالفة بني عدى، هل ترى أحدا يصنع من قومك ما
تصنع? قال الزمخشري: إن الخطاب أبا عمر قاله لزيد بن عمرو أبي سعيد بن زيد،
لما خالف دين قومه.يقال: ما أدري أي خالفة هو، وأي خالفة هو، مصروفة
وممنوعة، أي: أي الناس هو، قال الجوهري: هو غير مصروف للتأنيث والتعريف،
ألا ترى أنك فسرته بالناس. انتهى، وقال اللحياني: الخالفة: الناس،فأدخل
عليه الألف واللام. وقال غيره: يقال: ما أدري أي الخوالف هو?. يقال أيضا:
ما أدري أي خالفة هو، وأي خافية هو، فلم يجرهما أي: أي الناس هو، وإنما ترك
صرفه لأنه أريد به المعرفة، لأنه وإن كان واحدا فهو في موضع جماعة، يريد:
أي الناس هو، كما يقال: أي تميم هو وأي أسدهو، وبهذا سقط ما أورده شيخنا أن
هذا غير جار على قواعد النحو، فإن التعريف عندهم الموجب للمنع من الصرف مع
علة أخرى هو تعريف العلمية خاصة، فكيف يمنع هذا التعريف المؤول الراجع إلى
التنكير، لأن أل التي عرف بها الناس في التأويل ترجع إلى الجنسية، والمانع
من الصرف إنما هو تعريف العلمية خاصة، فتأمل. يقال: هو خالفة أهل بيته،
وخالفهم أيضا: إذا كان غير نجيب، ولا خير فيه، نقله الجوهري، والصاغاني،
ويقال: خالفهم، وخالفتهم: أي أحمقهم، وقيل: فاسدهم، وشرهم، وهو مجاز.
والخوالف: النساء المتخلفات في البيوت، جمع خالفة، قال ابن الأعرابي:
الخالفة: القاعدة من
صفحة : 5826
النساء في الدار، وقال غيره: الخوالف: الذين يغزون، واحدهم خالفة، كأنهم
يخلفون من غزا، وقيل: الخوالف: الصبيان المتخلفون، قال الله تعالى: رضوا
بأن يكونوا مع الخوالف أي مع النساء، هكذا فسره ابن عرفة، ونقله الجوهري
أيضا هكذا، وقيل: مع الفاسد من الناس، وجمع على فواعل، كفوارس، هذا عن
الزجاج. وقال: عبد خالف، وصاحب خالف: إذا كان مخالفا، ورجل خالف، وامرأة
خالفة: إذا كانت فاسدة، ومتخلفة في منزلها، وقال بعض النحويين: لم يجيء
فاعل مجموعا من الخوالف، وهالك من الهوالك، وفارس من الفوارس، وقد تقدم
البحث فيه في ف ر س ، وأنه وأمثاله شاذ. يقال: إنما أنتم في خوالف من
الأرض، قال اليزيدي: الخوالف: الأراضي التي تنبت إلا في آخر الأرضين نباتا.
والخالفة: الأحمق، القليل العقل، والهاء للمبالغة، كالخالف وقيل: هو الذي
لا خير فيه، ويقال أيضا: امرأة خالفة، وهي الحمقاء. الخالفة: الأمة الباقية
بعد الأمة السالفة، عن ابن عباد. الخالفة: عمود من أعمدة البيت، كذا في
الصحاح، قيل: في مؤخره، والجمع: الخوالف، وقال اللحياني: الخالفة: آخر
البيت، يقال: بيت ذو خالفتين، والخوالف: زوايا البيت، وهو من ذلك، وقال أبو
زيد: خالفه البيت: تحت الأطناب في الكسر، وهي الخصاصة أيضا، وهي الفرجة
وأنشد:ار، وقال غيره: الخوالف: الذين يغزون، واحدهم خالفة، كأنهم يخلفون من
غزا، وقيل: الخوالف: الصبيان المتخلفون، قال الله تعالى: رضوا بأن يكونوا
مع الخوالف أي مع النساء، هكذا فسره ابن عرفة، ونقله الجوهري أيضا هكذا،
وقيل: مع الفاسد من الناس، وجمع على فواعل، كفوارس، هذا عن الزجاج. وقال:
عبد خالف، وصاحب خالف: إذا كان مخالفا، ورجل خالف، وامرأة خالفة: إذا كانت
فاسدة، ومتخلفة في منزلها، وقال بعض النحويين: لم يجيء فاعل مجموعا من
الخوالف، وهالك من الهوالك، وفارس من الفوارس، وقد تقدم البحث فيه في ف ر س
، وأنه وأمثاله شاذ. يقال: إنما أنتم في خوالف من الأرض، قال اليزيدي:
الخوالف: الأراضي التي تنبت إلا في آخر الأرضين نباتا. والخالفة: الأحمق،
القليل العقل، والهاء للمبالغة، كالخالف وقيل: هو الذي لا خير فيه، ويقال
أيضا: امرأة خالفة، وهي الحمقاء. الخالفة: الأمة الباقية بعد الأمة
السالفة، عن ابن عباد. الخالفة: عمود من أعمدة البيت، كذا في الصحاح، قيل:
في مؤخره، والجمع: الخوالف، وقال اللحياني: الخالفة: آخر البيت، يقال: بيت
ذو خالفتين، والخوالف: زوايا البيت، وهو من ذلك، وقال أبو زيد: خالفه
البيت: تحت الأطناب في الكسر، وهي الخصاصة أيضا، وهي الفرجة وأنشد:
ما خفت حتى هتكوا الخوالفا والخالف: السقاء، هكذا في سائر النسخ، وصوابه: المستقي، كما هو بعينه نص الصحاح، ونقله صاحب اللسان، والعباب أيضا هكذا، كالمستخلف، ومنه قول ذي الرمة يصف القطا:
ومستخلفات من بلاد تنوفة
لمصفرة الأشداق حمر الحواصل
صدرن بما أسأرن من ماء آجن
صرى ليس من أعطانه غير حائل
صفحة : 5827
والنبيذ الفاسد. الخالف: الذي يقعد بعدك، قال الله تعالى: مع الخالفين هكذا
فسره اليزيدي. والخليفي، بكسر الخاء واللام المشددة، وهو أحد الأوزان التي
يزن بها ما يأتي على لفظها، ولذا احتاج إلى ضبطه تصريحا: الخلافة، قال
شيخنا نقلا عن حواشي ديباجة المطول للفناري: إن الخليفي مبالغة في الخلافة،
لا نفسها، كما يتوهم من كلام الصحاح. انتهى. قلت: وقد ورد ذلك في حديث عمر
رضي الله عنه: لو أطيق الأذان مع الخليفي لأذنت قال الصاغاني: كأنه أراد
بالخليف كثرة جهده في ضبط أمور الخلافة، وتصريف أعنتها، فإن هذا النوع من
المصادر يدل على معنى الكثرة. الخليف، كأمير: الطريق بين الجبلين، نقله
الجوهري، وأنشد للشاعر ? وهو صخر الغي الهذلي-:
فلما جزمت به قربتـي تيممت أطرقة أو خليفا جزمت: ملأت، وأطرقة: جمع طريق. الخليف: الوادي بينهما، وهو فرج بين قنتين، متدان قليل العرض والطول، قال:
خليف بين قنة أبرق ومنه قولهم: ذيخ الخليف، كما يقال: ذئب غضى، نقله الجوهري، وأنشد للشاعر، وهو كثير، يصف ناقته:
وذفرى ككاهل ذيخ الخليف أصاب فريقة ليل فعاثـا قال ابن بري، والصاغاني: بذفرى وأوله:
توالي الزمام إذا ما دنت ركائبها واختنثن اختناثا ويروى: ذيخ الرفيض وهو قطعة من الجبل. الخليف: مدفع الماء بين الجبلين، وقيل: مدفعه بين الواديين، وإنما ينتهي المدفع إلى خليف ليفضي إلى سعة. قيل: الخليف: الطريق في الجبل أيا كان، قاله السكري، أو وراء الجبل، أو وراء الوادي، وبكل ذلك فسر قول صخر الغي السابق. الخليف: الطريق فقط، جمع ذلك كله: خلف، أنشد ثعلب:
في خلف تشبع من رمرامها الخليف: السهم الحديد، مثل الطرير، عن أبي حنيفة، وأنشد لساعدة بن عجلان الهذلي:
ولحفته منها خليفا نصـلـه
حد كحد الرمح ليس بمنزع ووقع في اللسان لساعدة بن جؤية، وهو
غلط، ثم الذي قال السكري في شرح هذا البيت، وضبطه حليفا هكذا بالحاء
المهملة، وفسره بالنصل الحاد، ولحفته: جعلته له لحافا. قلت: وهذا هو
الأشبه، وقد تقدم الحليف بمعنى النصل في موضعه. الخليف: الثوب يشق وسطه،
فيخرج البالي منه، فيوصل طرفاه ويلفق، عن ابن عباد، وقد خلف ثوبه، يخلفه،
خلفا، المصدر عن كراع. خليف العائذ: هي الناقة في اليوم الثاني من نتاجها،
ومنه يقال: ركبها يوم خليفها. قال أبو عمرو: الخليف اللبن بعد اللبإ، يقال:
ائتنابلبن ناقتك يوم خليفها، أي: بعد انقطاع لبنها، أي: الحلبة التي بعد
الولادة بيوم أو يومين. جمع الكل خلف، ككتب ومر له قريبا أن الخلف، بالضم،
جمع الخليف في معانيه، وكلاهما صحيح، كرسل ورسل، يثقل ويخفف، غير أن تفريقه
إياهما في موضعين مما يشتت الذهن، ويعد من سوء التصنيف عند أهل الفن.
الخليف: جبل، وفي العباب: شعب، وقد جاء ذكره في قول عبد الله بن جعفر
العامري:
صفحة : 5828
فكأنما قتلوا بـجـار أخـيهـم وسط
الملوكعلى الخليف غزالا وكذا في قول معقر بن أوس بن حمار البارقي:
ونحن الأيمنون بنو نمير يسيل بنا أمامهم الخليف قيل: هي بين مكة واليمن. الخليف: المرأة التي أسبلت، وفي العباب: سدلت شعرها خلفها. وخليفا الناقة: ما تحت إبطيها، لا إبطاها، ووهم الجوهري، وأنشد الجوهري لكثير يصف ناقة:
كأن خليفي زورها ورحاهما
بنى مكوين ثلما بعد صيدن
المكا: جحر الثعلب والأرنب ونحوهما، والرحى: الكركرة، والبنى:جمع بنية،
والصيدن هنا: الثعلب. ونص العباب مثل نص الجوهري، والذي قاله المصنف أخذه
من قول أبي عبيد ما نصه: الخليف من الجسد: ما تحت الإبط، قال الصاغاني في
التكملة: والإبط غير ما تحته، ثم قال أبو عبيد: والخليفان من الإبل:
كالإبطين من الإنسان، فانظر هذه العبارة، ومأخذ الجوهري منها صحيح، لا غلط
فيه. وقال شيخنا: ومثل هذا لا يعد وهما؛ لأنه نوع من المجاز، وكثيرا ما
تفسر الأشياء بما يجاورها بموضعها، ونحو ذلك. والخليفة، هكذا باللام في
سائر النسخ، والصواب: خليفة، كما هو نص العباب، واللسان، والتكملة، وقد جاء
ذكره في الحديث هكذا بلا لام، وهو جبل بمكة مشرف على أجياد، هكذا في
اللسان، زاد في العباب: الكبير، إشارة إلى أن الأجياد أجيادان؛ الكبير
والصغير، وقد صرح به ياقوت أيضا، ومر ذلك في الدال، ولذا يقال لهما:
الأجيادان. وبلا لام: خليفة بن عدي بن عمرو البياضي الأنصاري الصحابي
البدري، رضي الله عنه، هكذا رواه ابن إسحاق، وقد اختلف في نسبه، شهد مع علي
حربه، أو هو عليفة، بالعين المهملة، وهكذا سماه ابن هشام. وفاته: أبو خليفة
بشر، له صحبة، روى ابنه خليفة بن بشر. وابن كعب، خليفة بن حصين بن قيس بن
عاصم المنقري، عداده أهل الكوفة، روى عن جماعة من الصحابة، وروى عنه الأغر.
وأبو خليفة، عداده في أهل اليمن، روى عن علي، وعنه وهب بن منبه، وهؤلاء
الثلاثة تابعيون. أبو هبيرة خليفة بن خياط البصري العصفري الليثي، سمع
حميدا الطويل، وعنه أبو الوليد الطيالسي، مات سنة 160، وفطر بن خليفة بن
خليفة، أبوه مولى عمرو بن حريث، وتكلم فيه الدارقطني، ووثقه غيره، والثلاثة
الأول كمام أشرنا إليه تابعيون، محدثون. وفاته: خليفة الأشجعي، مولاهم
الواسطي. وخليفة بن قيس، مولى خالد بن عرفطة، حليف بني زهرة. وخليفة بن
غالب، أبو غالب الليثي، هؤلاء من أتباع التابعين. وخليفة بن حميد، عن إياس
بن معاوية، تكلم فيه. والخليفة: السلطان الأعظم، يخلف من قبله، ويسد مسده،
وتاؤه للنقل، كما صرح به غير واحد، وفي المصباح أنها للمبالغة، ومثله في
النهاية، قال شيخنا: وجوز الشيخ ابن حجر المكي في فتاواه أن يكون صفة
لموصوف محذوف، تقديره: نفس خليفة، وفيه نظر، فتأمل. قال الجوهري: قد يؤنث،
قال شيخنا: يريد في الإسناد ونحوه. مراعاة للفظه، كما حكاه الفراء، وأنشد:
صفحة : 5829
أبوك خليفة ولدته أخرى وأنت
خليفة ذاك الكمال قلت: ولدته أخرى قاله لتأنيث اسم الخليفة، والوجه أن
يكون: ولده آخر. كالخليف بغير هاء، أنكره غير واحد، وقد حكاه أبو حاتم،
وأورده ابن عباد في المحيط، وابن بري في الأماي، وأنشد أبو حاتم لأوس بن
حجر:
إن من الحي موجودا خليفتـه
وما خليف أبي وهب بموجود
صفحة : 5830
ج: خلائف، قال الجوهري: جاؤوا به على الأصل، مثل: كريمة وكرائم، قالوا
أيضا: خلفاء، من أجل أنه لا يقع إلا على مذكر، وفيه الهاء، جمعوه على إسقاط
الهاء، فصار مثل: ظريف وظرفاء؛ لأن فعيلة بالهاء لا تجمع على فعلاء، هذا
كلام الجوهري، ومثله في العباب، وهو نص ابن السكيت، وعلى قول أبي حاتم،
وابن عباد لا يحتاج إلى هذا التكلف. قال الزجاج: جاز أن يقال للأئمة: خلفاء
الله في أرضه، بقوله عز وجل: يا دود إنا جعلناك خليفة في الأرض . وقال
الفراء في قوله تعالى: ثم جعلناكم خلائف في الأرض ، أي: جعل أمة محمد صلى
الله عليه وسلم خلائف في الأرض: يخلف بعضكم بعضا، قال ابن السكيت: فإنه وقع
للرجال خاصة، والأجود أن يحمل على معناه؛ فإنه ربما يقع للرجال، وإن كانت
فيها الهاء، ألا ترى أنهم قد جمعوه على خلفاء، قالوا: ثلاثة خلفاء لا غير،
وقد جمع خلائف، فمن قال: خلائف، قال: ثلاث خلائف، وثلاثة خلائف، فمرة يذهب
به إلى المعنى، ومرة يذهب به إلى اللفظ. وخلفه في قومه، خلافة، بالكسر، على
الصواب، والقياس يقتضيه، لأنه بمعنى الإمارة، وهكذا ضبط في نسخ الصحاح، وإن
كان إطلاق المصنف يقتضي الفتح. وقول شيخنا: وهو الذي صرح به ابن الأثير،
وغيره، والصواب الكسر فيه نظر؛ فإن الذي صرح به ابن الأثير: الخلافة،
بالفتح، هو مصدر الخالف والخالفة، الذي لا غناء عنده، أو كثير الإخلاف،
وهذا قد يجيء للمصنف لا بمعنى الإمارة، فتأمل. وتقدم أيضا في ذكر الفرق بين
الخلف، والخلف، والخالفة، أن الخلف، محركة: مصدر خلفه، خلفا، وخلافة: كان
خليفته، واسم الفاعل منه: خليفة، وخليف، قال الجوهري: ومنه قوله تعالى:
وقال موسى لأخيه هرون اخلفني في قومي . خلفه أيضا: بقي بعده، وفي الصحاح:
جاء بعده، وبين الفعلين فرق، مر قريبا في كلام ابن بري. خلف فم الصائم
خلوفا، وخلوفة، بضمهما على الصواب، ولو أن إطلاق المصنف يقتضي فتحهما، وعلى
الأول اقتصر الجوهري، وكذا خلفة، بالكسر، كما في اللسان: تغيرت رائحته،
ومنه الحديث: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، قال شيخنا:
الخلوف، بالضم، بمعنى تغير الفم هو المشهور، الذي صرح به أئمة اللغة، وحكى
بعض الفقهاء والمحدثين فتحها، واقتصر عليه الدميري في شرح المنهاج، وأظنه
غلطا، كما صرح به جماعة، وقال آخرون: الفتح لغة رديئة، والله أعلم، وفي
رواية: خلفة فم الصائم ، وسئل علي رضي الله عنه عن القبلة للصائم، فقال:
وما أربك إلى خلوف فيها? كأخلف، لغة في خلف، أي: تغير طعمه، نقله الجوهري،
ومنه نومة الضحى مخلفة للفم، وفي بعض الأصول: نوم الضحى، ومخلفة، ضبطوه بضم
الميم وفتحها، مع كسر اللام وفتحها، أي تغير الفم. خلف اللبن، والطعام: إذا
تغير طعمه، أو رائحته كأخلف، كما في الصحاح وهو من حد نصر، وروي: خلف ككرم،
خلوفا، فيهما، وقيل: خلف اللبن خلوفا: إذا أطيل إنقاعه حتى يفسد، وفي
الأساس: أي خلف طيبه تغيره، أي: خلط، وهو مجاز، وقال اللحياني: خلف
صفحة : 5831
الطعام والفم، يخلف، خلوفا: إذا تغيرا، وكذا ما أشبه الطعام والفم. خلف
فلان: فسد، نقله الجوهري عن ابن السكيت، ومنه قولهم: عبد خالف، أي فاسد،
وهو من حد نصر، ومصدره الخلف، بالسكون، ويجوز أن يكون من باب كرم، فهو
خالف، كحمض، فهو حامض. خلف الرجل: صعد الجبل، نقله الصاغاني. خلف فلانا
يخلفه: أخذه من خلفه، ومنه خلف له بالسيف: إذا جاءه من خلفه، فضرب عنقه.
خلف الله تعالى عليك خلفا، وخلافة أي: كان خليفة من فقدته عليك. يقال: خلف
بيته يخلفه، خلفا، جعل له خالفة، أي: عمودا في مؤخره. خلف أباه، يخلفه،
خلفا، صار خلفه، أي لا على جهة البدل، فهو خالف، أي: متخلف عنه. أو خلفه
بمعنى صار مكانه، ومصدره الخلف، محركة. قيل: خلف مكان أبيه، خلفا، وخلافة،
بالكسر: صار فيه خاصة دون غيره، واسم الفاعل من الفعل الأول: خالف، ومن
الفعلين الثانيين: خليف. خلفت الفاكهة بعضها بعضا، خلفا، وخلفة، إذا صارت
خلفا أي: بدلا وعوضا من الأولى. خلفه ربه في أهله، وولده خلافة حسنة: كان
خليفة عليهم، ومنه: خلفه في أهله، يكون في الخير والشر، ولذلك قيل: أوصى له
بالخلافة. خلف فوه، خلوفا، وخلوفة، بضمهما: إذا تغير، وهذا قد تقدم بعينه
قريبا، فهو تكرار، وضم المصدرين كما ضبطهما هو الصواب الذي صرح به الأئمة،
وقد تقدم الكلام عليه آنفا. خلف الثوب: أصلحه، كأخلف فيهما، أي في الثوب
والفم، وقد تقدم: أخلف فم الصائم، في كلامه قريبا، فهو تكرار أيضا، ونقل
الجوهري الجميع، وقال: أخلفت الثوب، لغة في خلفته، قال الكميت يصف
صائدا:عام والفم، يخلف، خلوفا: إذا تغيرا، وكذا ما أشبه الطعام والفم. خلف
فلان: فسد، نقله الجوهري عن ابن السكيت، ومنه قولهم: عبد خالف، أي فاسد،
وهو من حد نصر، ومصدره الخلف، بالسكون، ويجوز أن يكون من باب كرم، فهو
خالف، كحمض، فهو حامض. خلف الرجل: صعد الجبل، نقله الصاغاني. خلف فلانا
يخلفه: أخذه من خلفه، ومنه خلف له بالسيف: إذا جاءه من خلفه، فضرب عنقه.
خلف الله تعالى عليك خلفا، وخلافة أي: كان خليفة من فقدته عليك. يقال: خلف
بيته يخلفه، خلفا، جعل له خالفة، أي: عمودا في مؤخره. خلف أباه، يخلفه،
خلفا، صار خلفه، أي لا على جهة البدل، فهو خالف، أي: متخلف عنه. أو خلفه
بمعنى صار مكانه، ومصدره الخلف، محركة. قيل: خلف مكان أبيه، خلفا، وخلافة،
بالكسر: صار فيه خاصة دون غيره، واسم الفاعل من الفعل الأول: خالف، ومن
الفعلين الثانيين: خليف. خلفت الفاكهة بعضها بعضا، خلفا، وخلفة، إذا صارت
خلفا أي: بدلا وعوضا من الأولى. خلفه ربه في أهله، وولده خلافة حسنة: كان
خليفة عليهم، ومنه: خلفه في أهله، يكون في الخير والشر، ولذلك قيل: أوصى له
بالخلافة. خلف فوه، خلوفا، وخلوفة، بضمهما: إذا تغير، وهذا قد تقدم بعينه
قريبا، فهو تكرار، وضم المصدرين كما ضبطهما هو الصواب الذي صرح به الأئمة،
وقد تقدم الكلام عليه آنفا. خلف الثوب: أصلحه، كأخلف فيهما، أي في الثوب
والفم، وقد تقدم: أخلف فم الصائم، في كلامه قريبا، فهو تكرار أيضا، ونقل
الجوهري الجميع، وقال: أخلفت الثوب، لغة في خلفته، قال الكميت يصف صائدا:
صفحة : 5832
يمشي بهن خفي الشخص مختتل كالنصل أخلف أهداما
بأطمار أي: أخلف موضع الخلقان خلقانا. خلف لأهله خلفا: استقى ماء، والاسم
الخلف، والخلفة، قاله أبو عبيد: كاستخلف، وأخلف، وقال ابن الأعرابي: أخلفت
القوم: حملت إليهم الماء العذب، وهم في ربيع ليس معهم ماء عذب، أو يكونون
على ماء ملح، ولا يكون الإخلاف إلا في الربيع، وهو في غيره مستعار منه. خلف
النبيذ: فسد، فهو خالف، وقد تقدم. ويقال لمن هلك له مالا، وفي المحكم: من
لا يعتاض منه، كالأب، والأم، والعم: خلف الله عليك، أي: كان الله عليك
خليفة، وخلف الله تعالى عليك خيرا أو بخير، وفي اللسان: وبخير، وقال
الأصمعي: إذا دخلت الباء في بخير أسقطت الألف، وأخلف الله عليك خيرا، أخلف
لك خيرا، ويقال، لمن هلك له ما يعتاض منه، أو ذهب من ولد ومال: أخلف الله
لك، وأخلف عليك، وخلف الله لك، أو يجوز: خلف الله عليك في المال ونحوه مما
يعتاض منه، وعبارة الجوهري: ويقال لمن ذهب له مال، أو ولد، أو شيء يستعاض:
أخلف الله عليك، أي: رد الله عليك مثل ما ذهب، فإن كان هلك له أخ أو عم، أو
والد، قلت: خلف الله عليك، بغير ألف، أي كان الله خليفة والدك، أو من فقدته
عليك. انتهى، وقال غيره: يقال: خلف الله لك خلفا بخير، وأخلف عليك خيرا، أي
أبدلك بما ذهب منك، وعوضك عنه، وقيل: يقال: خلف الله عليك، إذا مات لك ميت،
أي: كان الله خليفة، وقد ذكره المصنف، ويجوز في مضارعه يخلف، كيمنع، وهو
نادر، لأنه لا موجب لفتحه في المضارع من غير أن يكون حرفا حلقيا. وخلف عن
أصحابه، يخلف، بالضم: إذا تخلف: قال الشماخ:
تصيبهم وتخطئنا الـمـنـايا وأخلف في ربوع عن ربوع خلف فلان خلافة، وخلوفا، كصدارة، وصدور: حمق، وقل عقله، فهو خالف، وخالفة، وأخلف، وخليف، وهي خلفاء، والتاء في خالفة للمبالغة، وقد تقدم. خلف عن خلق أبيه، يخلف، خلوفا: إذا تغير عنه. خلف فلانا، يخلفه، خلفا: صار خليفته في أهله، وولده، وأحسن خلافته عنه فيهم. وخلف البعير، كفرح: مال على شق واحد، فهو أخلف بين الخلف، نقله الجوهري، وقد تقدم قريبا، فهو تكرار. خلفت الناقة تخلف، خلفا: أي حملت قاله اللحياني، نقله ابن عباد في المحيط. والخلاف، ككتاب، وشده، أي مع فتحه لحن من العوام، كما في العباب: صنف من الصفصاف وليس به، وهو بأرض العرب كثير، ويسمى السوجر، وأصنافه كثيرة، وكلها خوار ضعيف، ولذا قال الأسود:
كأنك صقب من خلاف يرى له رواء وتأتيه الخؤورة من عل الصقب: عمود من عمد البيت، والواحدة: خلافة. وزعموا أنه سمي خلافا، لأن السيل يجيء به سبيا، فينبت من خلاف أصله، قاله أبو حنيفة، وهذا ليس بقوي، قال الجوهري: وموضعه مخلفة. قال: وأما قول الراجز:
يحمل في سحق من الخفاف
تواديا سوين مـن خـلاف
صفحة : 5833
فإنما يريد من شجر مختلف، وليس يعني الشجرة التي يقال لها: الخلاف؛ لأن ذلك
لا يكاد أن يكون في البادية. ورجل خليفة، كبطيخة: مخالف ذو خلفة، قاله ابن
عباد. رجل خلفنة، كربحلة، كما في المحيط، وخلفناة، كما في اللسان، عن
اللحياني، ونونهما زائدة، وهما للمذكر والمؤنث والجمع، يقال: هذا رجل
خلفناة وخلفنة، وامرأة خلفناة وخلفنة، والقوم خلفناة وخلفنة قأله اللحياني،
ونقل عن بعضهم في الجمع: خلفنات في الذكور والإناث: أي مخالف، كثير الخلاف،
وفي خلقه خلفنة، كدرفسة، وهذه عن الجوهري، وخلفناة أيضا، كما في المحكم،
ونونهما زائدة أيضا، كذا خالف، وخالفة، وخلفة، وخلفة، بالكسر والضم: أي
خلاف، وقد تقدم عن ابن بزرج أن الخلفة في العبد، بالضم، هو الحمق والعته،
وعن غيره: الفساد، وبين خلفة وخلقة جناس تصحيف. المخلفة، كمرحلة: الطريق،
في سهل كان أو جبل، ومنه قول أبي ذؤيب:
تؤمل أن تلاقي أم وهـب بمخلفة إذا اجتمعت ثقيف مخلفة بني فلان: المنزل. ومخلفة منى: حيث ينزل الناس، ومنه قول الهذلي:
وإنا نحن أقدم منك عزا إذا بنيت بمخلفة البيوت قلت: وهو قول عمرو بن هميل الهذلي، ولم يذكر شعره في الديوان. المخلف، كمقعد: طرق الناس بمنى حيث يمرون، وهي ثلاث طرق، ويقال: اطلبه بالمخلفة الوسطى من منى. ورجل خلفف، كقنفذ، وضبط في اللسان مثل جندب. أحمق، وهي خلفف وخلففة، بهاء، وبغير هاء: أي حمقاء. وأم الخلفف، كقنفذ، وجندب وعلى الضبط الأول اقتصر الصاغاني: الداهية، أو العظمى منها. وأخلفه الوعد: قال ولم يفعله، قال الله تعالى: إنك لا تخلف الميعاد ، ونص الصحاح: أن يقول شيئا ولا يفعله على الاستقبال. قال: أخلف فلانا أيضا: إذا وجد موعده خلفا، وأنشد للأعشى:
أثوى وقـصـر لـيلة لـيزودا فمضت وأخلف من قتيلة موعدا ويروى: فمضى . قال: كان أهل الجاهلية يقولون: أخلفت النجوم، أي: أمحلت، فلم يكن فيها مطر، وهو مجاز، وأخلفت عن أنوائها كذلك، أي: لأنهم كانوا يعتقدون ويقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا. ونقل شيخنا عن الفارابي في ديوان الأدب، أن أخلفه من الأضداد، يرد بمعنى: وافق موعده، قال: وهو غريب. أخلف فلان لنفسه، أو لغيره: إذا كان قد ذهب له شيء، فجعل مكانه آخر، ومنه الحديث: أبلي وأخلفي، ثم أبلي وأخلفي ، قاله لأم خالد حين ألبسها الخميصة، وتقول العرب لمن لبس ثوبا جديدا: أبل، وأخلف، واحمد الكاسي . وقال ابن مقبل:
ألم تر أن المال يخلف نـسله
ويأتي علـيه حق دهر وباطله
فأخلف وأتلف إنما المال عارة
وكله مع الدهر الذي هو آكله
صفحة : 5834
يقول: استفد خلف ما أتلفت. أخلف النبات: أخرج الخلفة، وهو الذي يخرج بعد
الورق الأول في الصيف، وفي حديث جرير: خير المرعى الأراك والسلم، إذا أخلف
كان لجينا وفي حديث خزيمة السلمي: حتى آل السلامى، وأخلف الخزامى ، أي:
طلعت خلفته من أصوله بالمطر. أخلف الرجل: أهوى بيده إلى السيف، إذا كان
معلقا خلفه، ليسله وقال الفراء: أخلف يده: إذا أراد سيفه، فأخلف يده إلى
الكنانة، وفي الحديث: إن رجلا أخلف السيف يوم بدر . قال الأصمعي: أخلف عن
البعير: إذا حول حقبه، فجعله مما يلي خصييه، وذلك إذا أصاب حقبه ثيله،
فاحتبس بوله، وقال اللحياني: إنما يقال: أخلف الحقب، أي: نحه عن الثيل،
وحاذ به الحقب، لأنه يقال: حقب بول الجمل، أي: احتبس، يعني أن الحقب وقع
على مباله، ولايقال ذلك في الناقة، لأن بولها من حيائها، ولا يبلغ الحقب
الحياء. أخلف فلانا: رده إلى خلفه، قال النابغة:
حتى إذا عزل التوائم مقصرا ذات العشاء وأخلف الأركاحا ومنه حديث عبد الله
بن عتبة: جئت في الهاجرة، فوجدت عمر رضي الله عنه يصلي، فقمت عن يساره،
فأخلفني عمر، فجعلني عن يمينه، فجاء يرفأ، فتأخرت، فصليت خلفه بحذاء يمينه،
يقال: أخلف الرجل يده، أي: ردها إلى خلفه، قاله الأزهري. أخلف الله تعالى
عليك: أي رد عليك ما ذهب، ومنه الحديث: تكفل الله للغازي أن يخلف نفقته .
أخلف الطائر: خرج له ريش بعد ريشه الأول، وهو مجاز، من أخلف النبات أخلف
الغلام: إذا راهق الحلم، فهو مخلف، نقله الأزهري. أخلف الدواء فلانا: أضعفه
بكثرة التردد إلى المتوضإ. والإخلاف: أن تعيد الفحل على الناقة إذا لم تلقح
بمرة، وقالوا: أخلفت: إذا حالت. والمخلف: البعير: الذي جاز البازل، كذا في
الصحاح، وفي المحكم: بعد البازل، وليس بعده سن، ولكن يقال: مخلف عام أو
عامين، وكذا ما زاد، والأنثى بالهاء، وقيل: الذكر والأنثى سواء، وأنشد
الجوهري للجعدي:
أيد الكاهل جـلـد بـازل
أخلف البازل عاما أو بزل
صفحة : 5835
قال: وكان أبو زيد يقول: الناقة لا تكون بازلا، ولكن إذا أتى عليها حول بعد
البزول فهي بزول، إلى أن تنيب، فتدعى عند ذلك نابا. انتهى وقيل: الإخلاف:
آخر الأسنان من جميع الدواب، وهي مخلف، ومخلفة، أو المخلفة منها، هي الناقة
الراجع، التي توهموا أن بها جملا، ثم لم تلقح، وفي الصحاح: هي التي ظهر لهم
أنها لقحت، ثم لم تكن كذلك، وفي الأساس: ظن بها حمل، ثم لم يكن، وهو مجاز،
والجمع: مخاليف. وخلفوا أثقالهم تخليفا: إذا خلوه، هكذا في سائر النسخ،
ومثله نص العباب، والصواب: خلوها، قال شيخنا: إلا أن النحاة قالوا: إن
الضمير قد يعود على أعم من المرجع، وعلى أخص منه، كما في الكشاف في: ولا
ينفقونها . وراء ظهورهم، وهذا إذا ذهبوا يستقون. خلف بناقته، تخليفا: صر
منها خلفا واحدا، عن يعقوب، ونصه، صر خلفا واحدا من أخلافها. خلف فلانا:
إذا جعله خليفته، كاستخلفه، ومنه قوله تعالى: ليستخلفنهم في الأرض كما
استخلف الذين من قبلهم . والخلاف، ومنه قوله تعالى: فرح المخلفون بمقعدهم
خلاف رسول الله ، أي: مخالفة رسول الله، ويقرأ: خلف رسول الله ، كما في
الصحاح، وقال اللحياني: سررت بمقعدي خلاف أصحابي، أي: مخالفتهم، والخلاف
أيضا: المضادة، وقد خالفه، مخالفة، وخلافا، وفي المثل: إنما أنت خلاف الضبع
الراكب ، أي تخالف خلاف الضبع؛ لأن الضبع إذا رأت الراكب هربت منه، حكاه
ابن الأعرابي، وفسره. الخلاف: كم القميص، يقال: اجعله في متن خلافك، أي في
وسط كمك، عن ابن الأعرابي. قولهم: هو يخالف فلانة، هكذا في النسخ، والصواب:
إلى فلانة، كما هو نص اللسان، والعباب: أي يأتيها إذا غاب عنها زوجها،
ويروى قول أب ذؤيب:
إذا لسعته الدبر لم يرج لسعهـا
وخالفها في بيت نوب
عواسل
صفحة : 5836
بالخاء المعجمة، أي جاء إلى عسلها وهي ترعى غائبة تسرح. قال أبو عبيدة:
خالفها إلى موضع آخر، وحالفها، بالحاء المهملة: أي: لازمها وكان أبو عمرو
يقول: خالفها: أي جاء من ورائها إلى العسل، والنحل غائبة، كذا في شرح
الديوان، وقيل: معناه: دخل عليها، وأخذ عسلها وهي ترعى، فكأنه خالف هواها
بذلك، والحاء خطأ. وتخلف الرجل عن القوم: إذا تأخر، وقد خلفه وراءه تخليفا.
واختلف: ضد اتفق، ومنه الحديث: سووا صفوفكم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ،
أي: إذا تقدم بعضهم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبهم، ونشأ بينهم اختلاف في
الألفة والمودة، وقيل: أراد بها تحويلها إلى الأدبار، وقيل: تغير صورتها
إلى صورة أخرى، والاسم منه الخلفة، كما تقدم. اختلف فلانا: كان خليفته من
بعده، نقله ابن عباد، قال اللحياني: هو يختلفني، أي يخلفني. اختلف الرجل في
المشي إلى الخلاء: إذا صار به إسهال، والاسم منه الخلفة، وقد تقدم. اختلف
صاحبه: إذا باصره، هذا هو الصواب، وسبق له قريبا بالنون والظاء المشالة،
وهو غلط، فإذا غاب دخل على زوجته، نقله ابن دريد عن أبي زيد، والاسم منه
الخلفة، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه: خلف العنبر به: خلطه. والزعفران،
والدواء: خلطه بماء. واختلفه، وخلفه: جعله خلفه، كأخلفه، وخلفه: جعله خلفه،
كأخلفه، وخلفه: جعله خلفه، كأخلفه، الأخير ذكره المصنف. قال ابن السكيت:
ألححت على فلان في الاتباع حتى اختلفته، أي، جعلته خلفي. وخلفهم تخليفا:
تقدمهم وتركهم وراءه. وخالف إلى قوم: أتاهم من خلفهم، أو أظهر لهم خلاف ما
أضمر، فأخذهم على غفلة. وخالفه إلى الشيء: عصاه إليه، أو قصده بعد ما نهاه
عنه، وهو من ذلك، ومنه قوله تعالى: وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه
، وفي حديث السقيفة: خالف عنا علي والزبير أي: تخلفا. وجاء خلافه، بالكسر:
أي بعده، وقرئ: وإذا لا يلبثون خلافك ، وكذا قوله تعالى: بمقعدهم خلاف رسول
الله نبه عليه الجوهري، وقال اللحياني: الخلاف في الآية الأخيرة بمعنى
المخالفة، وخالفه ابن بري، فقال: خلاف في الآية بمعنى بعد، وأنشد للحارث بن
خالد المخزومي:
عقب الربيع خلافهم فكأنمـا نشط الشواطب بينهن حصيرا قال: ومثله لمزاحم العقيلي:
وقد يفرط الجهل الفتى ثم يرعويخلاف الصبا للجاهلين حلوم قال: ومثله للبريق الهذلي: وما كنت أخشى أن أعيش خلافهم بستة أبيات كما نبت العتر وأنشد لأبي ذؤيب:
فأصبحت أمشي في ديار كأنها خلاف ديار الكاهلية عـور وأنشد للآخر:
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها فـكـأن قـد وأنشد لأوس:
لقحت به لحيا خلاف حيال أي بعد حيال، وأنشد لمتمم:
وفقد بني أم تداعوا فلم أكـن
خلافهم أن أستكين وأضرعا
صفحة : 5837
ومخلفات البلد: سلطانه، ومخلاف البلد: سلطانه. ورجل مخلاف متلاف، ومخلف
متلف، وقد استطرده المصنف في ت ل ف ، وأهمله هنا. وأخلفت الأرض: إذا أصابها
برد آخر الصيف، فاخضر بعض شجرها. واستخلفت: أنبتت العشب الصيفي. وأخلفت
الشجرة: لم تثمر، وهو مجاز، كما في الأساس، وقيل: الإخلاف: أن يكون في
الشجر ثمر، فيذهب، وقيل: الإخلاف في النخلة، إذا لم تحمل سنة، كما في
اللسان. وبقي في الحوض خلفة من ماء: أي بقية. وقعد خلاف أصحابه: لم يخرج
معهم، وخلف عن أصحابه كذلك والخليف، كأمير: المتخلف عن الميعاد، والمخالف
للعهد، وبكل منهما فسر قول أبي ذؤيب:
تواعدنا الربيق لننزلـنـه ولم تشعر إذن أني خليف كذا في شرح الديوان. واستخلف الرجل: استعذب الماء، واختلف، وأخلف: سقاه، وأخلفه: حمل إليه الماء العذب، ولا يكون إلا في الربيع، نقله ابن الأعرابي وقد تقدم، وقال اللحياني: ذهب المستخلفون يستقون: أي المتقدمون. والخالف: المتخلف عن القوم في الغزو وغيره، والجمع: الخوالف، نادر، وقد تقدم. والخالفة: الوارد على الماء بعد الصادر، ومنه حديث ابن عباس: سأل أعرابي أبا بكر رضي الله عنه، فقال: أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم? ، فقال: إنما أنا الخالفة بعده قال ابن الأثير: إنما قال ذلك تواضعا، وهضما لنفسه. وخلف فلان: إذا خالفه إلى أهله. ويقال: إن امرأة فلان تخلف زوجها بالنزاع إلى غيره، إذا غاب عنها، ومنه قول أعشى مازن يشكو زوجته:
فخلفتني بنزاع وحرب
أخلفت العهد ولطت بالذنب
قال ابن الأثير: ولو روي بالتشديد لكان المعنى فأخرتني إلى وراء. وخلف له بالسيف: إذا جاءه من خلفه، فضرب عنقه. وتخالف الأمران: لم يتفقا، وكل ما لم يتساو فقد تخالف، واختلف. ونتاج فلان خلفة: أي عاما ذكرا وعاما أنثى، وبنو فلان خلفة: أي شطرة، نصف ذكور، ونصف إناث. والتخاليف: الألوان المختلفة. ورجل مخلوف: أصابته خلفة، أي: شطرة، ورقة بطن. وأصبح خالفا: أي ضعيفا لا يشتهي الطعام. وثوب مخلوف: ملفوق، وقد خلفه خلفا، قال الشاعر:
يروي النديم إذا انتشى أصحابه
أم الصبي وثوبه مخـلـوف وقيل: المخلوف هنا: المرهون، والأول
أصح. واختلف إليه اختلافة واحدة، وهو يختلف إلى فلان: يتردد. وقيل: الخلف،
بالكسر: مقبض الحالب من الضرع. ويقال: درت له أخلاف الدنيا، وهو مجاز.
وأخلف اللبن: حمض. والخالف: اللحم الذي تجد منه رويحة، ولا بأس بمضغه، قاله
الليث. وقال اللحياني: هذا رجل خلف: إذا اعتزل أهله. وعبد خالف: قد اعتزل
أهل بيته. وخلف فلان عن كل خير: أي لم يفلح، وفي الأساس: تغير وفسد، وهو
مجاز. وبعير مخلوف: قد شق عن ثيله من خلفه، إذا حقب، قاله الفزاري. والأخلف
من الإبل: المشقوق الثيل، الذي لا يستقر وجعا. وأخلف البعير، كأخلف عنه.
والخلف، بضمتين: نقيض الوفاء بالوعد، كالخلوف، بالضم، قال شبرمة بن الطفيل:
صفحة : 5838
أقيموا صدور الخيل إن نفوسكم
لميقات يوم مالهن خـلـوف والمخلف: الكثير الإخلاف لوعده.
والخالف: الذي لا يكاد يوفي. وخالفة الغازي: من بعده من أهله، وتخلف عنه.
والخالفة: اللجوج من الرجال. وخلفت العام الناقة: إذا ردها إلى خلفة. وصخور
مثل خلائف الإبل: أي بقدر النوق الحوامل. وامرأة خليف: إذا كان عهدها بعد
الولادة بيوم أو يومين، عن ابن الأعرابي. وخلف فلان على فلانة خلافة:
تزوجها بعد زوج، نقله الزمخشري. وإبل مخاليف: رعت البقل، ولم ترع اليبيس،
فلم يغن عنها رعيها البقل شيئا، وأنشد ابن الأعرابي:
فإن تسألي عنا إذا الشول أصبحت مخاليف حدبا لا يدر لبونها وفرس ذو شكال من خلاف: أي إذا كان بيده اليمنى ورجله اليسرى بياض، وبعضهم يقول: له خدمتان من خلاف: إذا كان بيده اليمنى بياض، وبيده اليسرى غيره. والمخالف: صدقات العرب، كذا في التكملة. وخلفه بخير أو شر: ذكره به بغير حضرته. والأخلفة، كأنه جمع خلف: أحد محال بولان بن عمرو بن الغوث، من ضيء، بأجإ، نقله ياقوت. ويحيى بن بن خلف الحميري، بضمتين، المعروف بأبي الخلوف، وقد يقال في اسم أبيه: خلوف، بالضم أيضا، ولده عبد المنعم بن يحيى، حدث عنه أبو القاسم الصفراوي. وفتوح بن خلوف، كصبور، وابنه عبد المعطي، حدثا عن السلفي، وابنه محمد بن فتوح، حدث عن ابن موقى. وعبد الله بن موسى بن خلوف بن أبي العظام، بالضم، ذكره ابن بشكوال. وحمل بن عوف المعافري ثم الخليفي، بالتصغير، شهد فتح مصر، وهو والد عبادة بن حمل، ذكره ابن يونس في تاريح مصر. قلت: وشيخ مشايخنا أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد بن عطية بن أبي الخير الخليفي الأزهري الشافعي، توفي سنة 1132، حدث عن منصور الطوخي، والشمس محمد العناني. والشهاب البشبيشي، وعنه شيوخنا، وقد تقدم ذكره في م و س .
خ ن ج ف
الخنجف، كجندل، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هي الغزيرة من
النوق، هكذا نقله الصاغاني في كتابيه.
خ ن د ف
صفحة : 5839
الخندوف، كزنبور، كتبه بالحمرة إشارة إلى أصالة نونه، وأن ذكر الجوهري إياه
في تركيب خ د ف ليس على أصل التصريف، لاقتضائه زيادة النون، وإلا فالجوهري
أورده، فلا معنى لتميزه إلا لهذا، وهكذا يقال في سائر ما يكتبه بالحمرة من
الحروف التي ذكرها الجوهري، واختلف في أنها ثلاثية أم رباعية، غير أنه سبق
أن ابن الأعرابي قال: الخندقة مشتق من الخدف، وهو الاختلاس، قال ابن سيده:
إن صح ذلك فالخندقة ثلاثية، فتأمل، وقال ابن الأعرابي: الخندف، بالضم:
المتبختر في مشيه كبرا وبطرا. قال ابن الكلبي: وولد إلياس ابن مضر عمرا،
وهو مدركة، وعامرا وهو طابخة، وعميرا، وهو قمعة، وأمهم خندف، كزبرج، وهي
ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وكان إلياس خرج في نجعة له،
فنفرت إبله من أرنب، فخرج إليها عمرو، فأدركها، فسمي مدركة، وخرج عامر،
فتصيدها وطبخها فسمي طابخة، وانقمع عمير في الخباء، فسمي قمعة وخرجت أمهم
تسرع، فقال لها إلياس: أين تخندفين? فقالت: ما زلت أخندف في إثركم، فلقبوا:
مدركة، وطابخة، وقمعة، وخندف، قال: والخندفة: ضرب من المشي، وقوله: فقالت:
ما زلت إلى آخره، ليس في نص ابن الكللي، وزاد: فقال لها: فأنت خندف، فذهب
لها اسما، ولولدها نسبا . وحسين بن ميمون الخندفي، محدث، من طبقة الأعمش،
روى له أبو داود. قلت: وقد روى عن أبي الجنوب، وقال الذهبي: قال أبو حاتم:
ليس بقوي. ومحمد بن عبد الغني بن عبد الكريم الخندفي الثوري، له ذكر، وقال
الحافظ: لا أعرفه. قال أبو عمرو: الخندفة، والنعثلة: أن يمشي الرجل مفاجا،
ويقلب قدميه، كأنه يغرف بهما، وهو من التبختر، وخص بعضهم بها المرأة. ومما
يستدرك عليه: الخندقة، كالهرولة. وخندف: أسرع. وخندف: انتسب إلى خندف، قال
رؤبة:
إن إذا ما خندف المسمي وخندف: اختلس بسرعة.
خ ن ض ر ف
الخنضرف، كجحمرش، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن السكيت هي: المرأة
الضخمة اللحيمة، الكبيرة الثديين. قلت: وهذا قد سبق له في خضرف بعينه،
والنون زائدة، وإيراده ثانيا يوهم أصالة النون، وهذا تكرار.
خ ن ط ر ف
الخنطرف، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، قال الليث: هي العجوز الفانية، وقد
سبق للمصنف هذا بعينه، وسبق البحث فيه، فراجعه، فهو تكرار.
خ ن ظ ر ف
كالخنظرف، بالظاء، وقد أهمل الجوهري هنا، وأورده في اللاثي. أو الثلاثة
بمعنى واحد، وقد تقدم البحث فيه في الثلاثي، فراجعه.
خ ن ف
الخنيف، كأمير: أردأ الكتان، والجمع: خنف، بضمتين، ومنه الحديث: أن رجلا
أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، تخرقت عنا الخنف، وأحرق
بطوننا التمر . أو الخنيف: ثوب أبيض غليظ من كتان، ولا يكون إلا من كتان،
نقله الجوهري، وأنشد الصاغاني لأبي زبيد الطائي:
وأباريق شبه أعناق طير ال
ماء قد جيب فوقهن خنيف
صفحة : 5840
شبه الفدام بالجيب. قال أبو عمرو: الخنيف: الطريق، ج الكل: خنف، ككتب، قال
ابن مقبل:
ولا حب كمقد المعن وعـسـه أيدي المراسيل في دوداته خنفا دوداته: آثاره، وجعلها مثل آثار ملاعب الصبيان. الخنيف: المرح، والنشاط عن ابن عباد. الخنيف: ما تحت إبط الناقة، لغة في الخليف، والذي في المحيط: خنيفا الناقة: إبطاها، وكذا خليفاها. الخنيف: الناقة الغزيرة، وفي رجز كعب:
ومذقة كطرة الخنيف المذقة: الشربة
من اللبن الممزوج، شبه لونها بطرة الخنيف. وخنف البعير، يخنف، خنافا،
ككتاب: قلب في مسيره خف يده إلى وحشيه نقله الجوهري، أي من خارج، وكذلك
الناقة، وهو قول الأصمعي. أو خنف البعير: لوى أنفه من الزمام، نقله الجوهري
أيضا، قال: ومنه قول الشاعر.
خوانف في البرى أي تفعل ذلك من النشاط، وهو قول أبي وجزة، وصدره:
قد قلت والعيس النجائب تغتليبالقوم عاصفة خوانف في البرى قال الصاغاني: ويروى: نواهق في البرى ، قال: وهذه هي الرواية الصحيحة. أو هي أي الخوانف: لين في أرساغه، نقله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو سرعة قلب يدي الفرس، قال الأعشى:
أجدت برجليها النجاء وراجعت يداها خنافا لينا غير أحردا أو هو إمالة رأس الدابة إلى فارسه في عدوه، ومنه قول بائع الدابة، برئت إليك من الخناف، وقيل: هو إمالة يديها في أحد شقيها من النشاط، وقال أبو عبيدة: ويكون الخناف في الخيل: أن يثني يده ورأسه إذا أحضر، وقال غيره: إذا أحضر، وثنى رأسه ويديه في شق، ويقال: خنفت الدابة، تخنف بيدها وأنفها في السير، أي: تضرب بهما نشاطا، وفيه بعض الميل. وجمل خانف، وخنوف: إذا أمال أنفه إلى فارسه، وقد خنف، يخنف، خنفنا، وناقة خنوف، وقد خنفت، تخنف، خنافا، وخنوفا، نقله ابن سيده، ج: خنف، ككتب، قال أبو عمرو: هي التي تخنف بروعها، أي تميلها إذا عدت، الواحد خانف، وخنوف، قال ابن مقبل:
حتى إذا احتملوا كانت حقائبهم طي السلوقي والملبونة الخنفا وجمع الخانف: خوانف أيضا، وقد تقدم شاهده. قال ابن دريد: خنف الأترج، ونحوه بالسكين: قطعه، والقطعة منه خنفة، محركة، وقال غيره: القطعة منه خنفة، بالكسر، قال الصاغاني: والأول أكثر. خنفت المرأة: إذا ضربت صدرها بيدها، نقله ابن دريد. والخنوف، بالضم: الغضب، عن ابن عباد. الخنف، ككتب: الآثار، وتقدم شاهده من قول ابن مقبل. قال ابن دريد: خينف، كصيقل: واد بالحجار، م معروفي، وأنشد لحاجز بن عوف الأزدي:
وأعرضت الجبال السود دوني
وخينف عن شمالي والبهـيم
صفحة : 5841
أراد البقعة، فترك الصرف. والخانف: الشامخ بأنفه كبرا، يقال: رأيته خانفا
عني بأنفه، نقله الجوهري، ويقال: خنف بأنفه عن: إذا لواه. مخنف، كمنبر:
اسم، وأبو مخنف، لوط بن يحيى، أخباري، شيعي، تالف، متروك، ونقله الجوهر،
فقال: هو من نقلة السير، وقال الذهبي في الديوان: تركه ابن حبان، وضعفه
الدارقطني. وجمل مخناف: لايلقح إذا ضرب، كالعقسم منا، قال الأمهري، لم أسمع
المخناف بهذا المعنى لغير الليث، وما أدر أدري ما صحته. ورجل مخناف: لا
ينجب على يده يأبره من النخل، وما يعالجه من الزرع، نقله الصاغني. قال
الليث: الخنف، محركة: انهضا أحد جانبي الصدر أو الظهر، يقال: صدر أخنف،
وظهر أخنف. يقال: وقع في خنفة، بالفتح، ويكسر، هكذا في سائر النسخ، والذي
في الجمهرة لابن دريد: ووقع في خنفة، وخنعة، أي بالفاء والعين: أي: ما
يستحيى منه، فظن المصنف أنه بالفتح والكسر، وهو محل تأمل. ومما يستدرك
عليه: الخنوف في الدابة، كالخناف، وقيل: الخناف: داء يأخذ الخيل في العضد،
وناقة مخناف: خنوف، لينة اليدين في السير. والخنف: الحلب بأربع أصابع،
ويستعين معها بالإبهام، ومنه حديث عبد الملك، أنه قال لحالب ناقة كيف تحلب
هذه الناقة، أخنفا، أم مصرا، أم فطرا? ورأيت في هامش الصحاح، عن أبي بكر:
جمل خنف العنق، كزمكى: شديده، وقد تقدم مثله في ج ن ف فلينظر.
خ و ف
خاف الرجل، يخاف، خوفا، وخيفا هكذا هو مضبوط بالفتح، وهو أيضا مقتضى سياقه،
والصحيح أنه بالكسر، وهو قول اللحياني، وهكذا ضبطه بالكسر، وفيه كلام يأتي
قريبا، ومخافة، وأصله: مخوفة، ومنه قول الشاعر:
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتـي على وعل في ذي المطارة عاقل وخيفة، بالكسر، وهذه عن اللحياني، ومنه قوله تعالى: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ، وقال غيره: الخيف، والخيفة، اسمان، لا مصدران، وأصلها خوفة، صارت الواو ياء، لانكسار ما قبلها، وجمعها خيف، هكذا هو مضبوط في سائر النسخ، بكسر ففتح، والصواب بالكسر، ومنه قول صخر الغي الهذلي:
فلا تـقـعـدن عـلـى زخة وتضمر في القلب وجدا وخيفا هكذا أنشده اللحياني، وجعله جمع خيفة، قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا؛ لأن المصادر لا تجمع إلا قليلا، قال: وعسى أن يكون هذا من المصادر التي قد جمعت، فيصح قول اللحياني. قال الليث: خاف، يخاف، خوفا، وإنما صارت الواو ألفا في يخاف؛ لأنه على بناء عمل يعمل، فاستثقلوا الواو، فألقوها، وفيها ثلاثة أشياء، الحذف، والصرف، والصوت وربما ألقوا الحرف بصرفها، وأبقوا منها الصوت، وقالوا: يخاف، وكان حده يخوف، بالواو منصوبة، فألقوا الواو واعتمد الصوت على صرف الواو، وقالوا: خاف، وكان حده خوف، بالواو مكسورة، فألقوا الواو بصرفها، وأبقوا الصوت، واعتمد الصوت. على فتحة الخاء، فصار معها ألفا لينة. وأما قول الشاعر:
أتهجر بيتا بالحجاز تلف
عتبه الخوف والأعداء أم أنت زائره?
صفحة : 5842
وإنما أراد بالخوف المخافة، فأنث لذلك. أي: فزع فهو خائف، والأمر منه خف،
بفتح الخاء، وهم خوف وخيف، كسكر، وقنب، والذي في الصحاح: خوف، وخيف، مثل
قنب، ذكره صاحب اللسان، قال الصاغاني: ومن خيف، كسكر، قراءة ابن مسعود رضي
الله عنه أن يدخلوها إلا خيفا ، قال الكسائي: ما كان من بنات الواو من ذوات
الثلاثة أوجه: يقال: خائف، وخيف، وخوف، ونحو ذلك كذلك، ففي سياق عبارة
المصنف قصور لا يخفى. قال غيره: قوم خوف: خائفون، أو هذه اسم للجمع، ومنه
قوله تعالى: )خوفا وطمعا(، أي: اعبدوه خائفين عذابه، طامعين في ثوابه.
والخوف أيضا: القتل، قيل: ومنه قوله تعالى: )ولنبلونكم بشيء من الخوف
والجوع( هكذا فسره اللحياني. الخوف أيضا: القتال، ومنه قوله تعالى: )فإذا
جاء الخوف(، وكذلك قوله تعالى: )وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا
به(، هكذا فسره اللحياني. الخوف أيضا: العلم، ومنه قوله تعالى: )وإن امرأة
خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا( كذا قوله تعالى: )فمن خاف من موص جنفا أو
إثما(، هكذا فسره اللحياني. الخوف: أديم أحمر، يقد منه أمثال السيور ثم
يجعل على تلك السيور شذر، تلبسه الجارية، الثلاثة عن كراع، لغة في الحوف
بالمهملة، وهي أولى، كما في اللسان. ورجل خاف: خائف، قال سيبويه: سألت
الخليل عن خاف، فقال: يصلح أن يكون فاعلا ذهبت عينه، ويصلح أن يكون فعلا،
قال: وعلى أي الوجهين وجهت، فتحقيره بالواو، وفي الصحاح: وربما قالوا: رجل
خاف: أي: شديد الخوف، جاءوا به على فعل، مثل فرق، وفزع، كما قالوا: رجل
صات: أي شديد الصوت. والخافة: جبة من أدم، يلبسها العسال، وهكذا فسر الأخفش
قول أبي ذؤيب الآتي، وقيل: فروة يلبسها الذي يدخل في بيوت النحل، لئلا
تلسعه، أو خريطة منه ضيقة الأعلى، واسعة الأسفل، يشتار فيها العسل، نقله
الجوهري، وأنشد لأبي ذؤيب:
تأبط خافة فيها مـسـاب
فأصبح يقتري مسدا بشيق
صفحة : 5843
أو سفرة كالخريطة مصعدة، قد رفع رأسها للعسل، نقله السكري، في شرح قول أبي
ذؤيب. قال ابن بري: عين خافة، عند أبي علي ياء، مأخوذة من قولهم: الناس
أخياف، أي: مختلفون، لأن الخافة خريطة من أدم منقوشة بأنواع مختلفة من
النقش، فعلى هذا كان ينبغي أن يذكر الخافة في فعل )خيف(. وخفته، أخوفه،
كقلته أقوله: غلبته بالخوف، أي: كان أشد خوفا منه، وقد خاوفه مخاوفة، نقله
الجوهري. يقال: هذا طريق مخوف: إذا كان يخاف فيه، ولا يقال: مخيف، يقال:
وجع مخيف، لأن الطريق لا تخيف، وإنما يخاف قاطعها، نقله الجوهري، وهكذا خص
ابن السكيت بالمخوف الطريق، وذكر هذا الوجه الذي ذكره الجوهري، وخص بالمخيف
الوجع. وقال غيره: طريق مخوف، ومخيف: يخافه الناس، ووجع مخوف، ومخيف يخيف
من رآه.وفي الحديث: )من أخاف أهل المدينة أخافه الله تعالى(، وفي آخر:
)أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم(، أي احترسوا منها، فإذا ظهر منها شيء
فاقتلوه، المعنى اجعلوها تخافكم، واحملوها على الخوف منكم، لأنها إذا
أرادتكم ورأتكم تقتلونها فرت منكم. والمخيف: الأسد الذي يخيف من رآه، أي
يفزعه، قال طريح الثقفي:
وقص تخيف ولا تخاف هزبر لصدورهن حطيم وحائط مخيف: إذا خفت أن يقع عليك، وقال اللحياني: حائط مخوف، إذا كان يخشى أن يقع هو. وخوفه، تخويفا: أخافه أو خوفه: صيره بحال يخافه الناس وقيل: إذا جعل فيه الخوف، وقال ابن سيده: خوفه: جعل الناس يخافونه، ومنه قوله تعالى: )إنما ذالكم الشيطان يخوف أولياءه(، أي: يخوفكم فلا تخافوه، كما في العباب، وقيل: يجعلكم تخافون أولياءه، وقال ثعلب: أي يخوفكم بأوليائه، قال ابن سيده: وأراه تسهيلا للمعنى الأول. وتخوف عليه شيئا: خافه، نقله الجوهري. تخوف الشيء: تنقصه، وأخذ من أطرافه، وهو مجاز، كما في الأساس، وفي اللسان: تنقصه من حافاته، قال الفراء: ومنه قوله تعالى: )أو يأخذهم على تخوف(، قال: فهذا الذي سمعته من العرب، وقد أتى التفسير بالحاء، وقال الأزهري: معنى التنقص أن ينقصهم في أبدانهم وأموالهم وثمارهم، وقال ابن فارس: إنه من باب الإبدال، وأصله النون، وأنشد:
تخوف السير منها تامكا قرداكما
تخوف عود النبعة السفن
صفحة : 5844
وقال الزجاج: ويجوز أن يكون معناه: أو يأخذهم بعد أن يخيفهم، بأن يهلك قرية
فتخاف التي تليها، وأنشد الشعر المذكور، وإلى هذا المعنى جنح الزمخشري في
الأساس، وهو مجاز. وفي اللسان: السفن: الحديدة التي تبرد بها القسي، أي:
تنقص، كما تأكل هذه الحديدة خشب القسي. وقد روى الجوهري هذا الشعر لذي
الرمة، ورواه الزجاج، والأزهري، لابن مقبل، قال الصاغاني: وليس لهما، وروى
صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية أنه لابن مزاحم الثمالي، ويروى لعبد
الليث بن العجلان النهدي. قلت: وعزاه البيضاوي في تفسيره إلى أبي كبير
الهذلي، ولم أجد في ديوان شعر هذيل له قصيدة على هذا الروي. وخواف، كسحاب:
ناحية بنيسابور. يقال: سمع خوافهم: أي ضجتهم، نقله الصاغاني. ومما يستدرك
عليه: تخوفه: خافه، وأخافه إياه إخافا، ككتاب، عن اللحياني، وثغر متخوف،
ومخيف: يخاف منه، وقيل: إذا كان الخوف يجيء من قبله، وأخاف الثغر: أفزع،
ودخل الخوف منه: ومن المجاز: طريق خائف: قال الزجاج: وقول الطرماح:يصابون
في فج من الأرض خائف هو فاعل في معنى مفعول. وحكى اللحياني: خوفنا، أي رقق
لنا القرآن والحديث حتى نخاف. والخواف، كشداد: طائر أسود، قال ابن سيدة: لا
أدري لم سمي بذلك. والخافة: العيبة، وفي الحديث: )مثل المؤمن كمثل خافة
الزرع(. قيل: الخافة: وعاء الحب، سميت بذلك لأنها وقاية له، والرواية
بالميم. والخوف: ناحية بعمان، هكذا ذكروا، والصواب بالحاء. وما أخوفني
عليك. وأخوف ما أخاف عليكم كذا. وأدركته المخاوف. وتخوفه حقه: تهضمه، وهو
مجاز. والتخويف: التنقص، يقال: خوفه، وخوف منه، وروى أبو عبيد بيت طرافة:
وجامل خوف مـن نـيبـه زجر المعلى أصلا والسفيح يعني أنه نقصها ما ينحر في الميسر منها، وروى غيره: خوع من نبته. وخوف غنمه: أرسلها قطعة قطعة. وخاف: قرية بالعجم، ومنها الشيخ زين الدين الخافي، صوفي من أتباع الشيخ يوسف العجمي، كان بالقاهرة، ثم نزح عنها، ثم قدمها سنة 823 ومعه جمع من أتباعه، كذا في التبصير. قلت: وهو أبو بكر بن محمد ابن علي الخافي، ويقال: الخوافي، أخذ عن الزين الشبريسي، وعنه الشهاب أحمد بن علي الزلباني الدمياطي.
خ ي ف
صفحة : 5845
الخيفان: نبت جبلي، عن ابن عباد، وفي اللسان: هو حشيش ينبت في الجبل، وليس
له ورق، ويطول حتى يكون أطول من ذراع صعدا، وله سنمة صبيعاء بيضاء السفلة،
وجعله كراع فيعالا، قال ابن سيده: وليس بقوي، لكثرة زيادة الألف والنون،
ولأنه ليس في الكلام )خ ف ن(. الخيفان: الكثرة من الناس، يقال: رأيت خيفانا
من الناس. قاله ابن عباد. قال الليث: الخيفان: الجراد قبل أن يستوي
جناحاها، هكذا في النسخ، والصواب: جناحاه، بتذكير الضمير، وأما عبارة الليث
فإنها سالمة من الغلط، فإنه قال: الجرادة، فلزم إرجاع الضمير إليها مؤنثا،
أو إذا صارت فيه خطوط مختلفة بياض وصفرة، الواحدة: خيفانة، وقال اللحياني:
جراد خيفان: اختلفت فيه الألوان، والجراد حينئذ أطير ما يكون، أو إذا انسلخ
من لونه الأول الأسود أو الأصفر، وصار إلى الحمرة قاله الأصمعي، وقال أبو
حاتم: إذا بدت في لونه الأحمر صفرة، وبقي بعض الحمرة، فهو الخيفان، أو
مهازيلها الحمر التي من نتاج عام أول، نقله أبو حاتم عن بعض العرب، قال أبو
خيرة: لا يكون أقل صبرا على الأرض منها إذا صارت خيفانة، ثم يشبه بها الفرس
في خيفانة، ثم يشبه بها الفرس في خفتها وطمورها، قال امرؤ القيس:
وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر هكذا أنشده الجوهري، والصاغاني، وقال أبو نصر: العرب تشبه الخيل بالخيفان، قال امرؤ القيس:
وأركب في الروع خيفانة لها ذنب خلفها مسبطـر وقال عنترة:
فغدوت تحمل شكتي خيفانة
مرط الجراء لها تميم أتلع
صفحة : 5846
والخيف: الناحية، وفي الصحاح: الخيف: جلد الضرع، ومنه: ناقلة خيفاء، أو
ناحية الضرع، أوجلدة ضرع الناقة، هكذا قاله بعضهم. الخيف أيضا: وعاء قضيب
البعير، ومنه بعير أخيف، كما سيأتي. الخيف: ما انحدر عن غلظ الجبل، وارتفع
عن مسيل الماء، نقله الجوهري، قال: ومنه سمي مسجد الخيف بمنى، وكل هبوط
وارتقاء في سفح جبل: خيف. الخيف: غرة بيضاء في الجبل الأسود الذي خلف أبي
قبيس، قيل: وبها سمي مسجد الخيف بمنى، أو لأنها خيف، أي: ناحية من منى، أو
لانحداره عن الغلظ، وارتفاعه عن المسيل، كما قاله الجوهري، أو لأنها في سفح
جبل، هكذا في النسخ، والصواب: لأنه أي المسجد في سفح جبل منى. وخيف سلام:
د، قرب عسفان، وخيف النعم: بلد آخر أسفل منه، وخيف ذي القبر: مع آخر أسفل
منه أيضا. وخيف الجبل: ع آخر، كل ذلك سمي به، لأنه في سفح الجبل وأخاف
الرجل إخافة، أي أتى إلى خيف منى فنزله، نقله الجوهري، كأخيف، كما في
المحكم، وهو على الأصل. قال يونس: اختاف: أتى خيف منى، كامتنى: إذا أتى
منى. أخاف السيل القوم: أنزلهم الخيف، قاله ابن عباد. قال أبو عمرو: الخيفة
السكين، وهي الرميض. الخيفة: عرين الأسد، هكذا ذكره ابن عباد في هذا
التركيب، قال الصاغاني: فإن اشتقت من الخوف، فموضع ذكرها )خ و ف(. والخيف،
محركة، في الفرس وغيره: زرقة إحدى العينين وسواد الأخرى، جمل أخيف، وناقة
خيفاء، وكذلك هو من كل شيء إحدى عينيه زرقاء والأخرى سوداء وفي الجمهرة:
والأخرى كحلاء، بدل سوداء، وجمع بينهما في اللسان، فقال: سوداء كحلاء، وفي
الحديث، في صفة أبي بكر رضي الله عنه: )أخيف بني تيم(. الخيف في الإبل: سعة
الثيل، يقال: ناقة خيفاء، وجمل أخيف، بالمعنيين، بينا الخيف، نقله الجوهري،
وقال الفقعسي: صوى لها ذا كدنة جلذيا أخيف كانت أمه صفيا أو الخيفاء من
النوق: الواسعة الضرع، قيل: الواسعة جلده، أو لا تكون خيفاء حتى تخلو من
اللبن، وتسترخي، هكذا في النسخ، والصواب: يخلو ويسترخي، أي: الضرع، ج:
خيفاوات، نادرة، لأن فعلاوات إنما هي للإسم، أو للصفة الغالبة غلبة الاسم،
كقوله صلى الله عليه وسلم: )ليس في الخضراوات صدقة(. وجمع الأخيف: خيف،
وخوف، بالكسر والضم. من المجاز: هم أخياف، أي: مختلفون، كما في الأساس، زاد
الصاغاني: في أشكالهم، وهيآتهم، وفي اللسان: الأخياف: الضروب المختلفة في
الأخلاق والأشكال. يقال: إخوة أخياف، إذا كانت أمهم واحدة والآباء شتى،
ومنه قولهم: )الناس أخياف(: إذا كانوا لا يستوون، وهو مجاز، قال الشاعر:
الناس أخياف وشتى في الشيم
وكلهم يجمـعـه بـيت الأدم
ومعنى بيت الآدم، أي: أديم الأرض
يجمعهم، كل ذلك نقله ابن دريد. قال ابن عباد: خيف، إذا نزل منزلا، وكذلك
خيم. قال: خيف الأمر بينهم، بالضم، تخييفا: وزع، ونص الأساس: خيف المال،
وهو مجاز. خيف عمور اللثة بين الأسنان: أي تفرقت، قاله الليث، وهو مجاز،
وقول ربيعة ابن مقروم الضبي:
صفحة : 5847
وباردا طيبا عذبا مقبلـه
مخيفا نبته بالظلم مشهودا المخيف: مثل المخلل، أي قد خيف بالظلم. وتخيف
فلان ألوانا: إذا تغير ألوانا، قال الكميت:
وما تخيف ألـوانـا مـفـنـنة عن المحاسن من أخلاقه الوظب وسموا أخيف، كأحمد، ويقال: أخيف، كزبير، وقد تقدم في )أ خ ف( الاختلاف في اسم المجفر بن كعب التميمي، فراجعه. ومما يستدرك عليه: خيفت المرأة أولادها: جاءت بهم مختلفين، وهو مجاز. وتخيفت الإبل في المرعى وغيره: اختلفت وجوهها، عن اللحياني. وتخيفه: تنقصه، عن ابن الأعرابي. والخافة: خريضة النحال، على قول أبي علي، موضع ذكره هنا كما تقدم ذكره. قل ابن سيده: وربما سميت الأرض المختلفة ألوان الحجارة خيفاء. وجمع خيف الجبل: أخياف، وخيوف، ومن الأول قول قيس بن ذريح:
فغيقة فالأخياف أخياف ظبية بها من لبينى مخرف ومرابع ومن الثاني حديث بدر: مضى في مسيره إليها حتى قطع الخيوف. وخيف بنى كنانة: اسم المحصب، جاء ذكره في الحديث.