الباب العشرون: باب الفاء - الفصل السابع: فصل الدال مع الفاء

فصل الدال مع الفاء

د أ ف
ومما يستدرك عليه: دأف على الأسير، أي: أجهز. وموت دؤاف، كغراب: وحي، أورده صاحب اللسان، وأهمله الجوهري، والصاغاني.

د ر ع ف
ادرعفت الإبل، كتبه بالأحمر، وهو بالدال والذال، ومقتضاه أنه أهمله الجوهري، كما فعله الصاغاني في التكملة: مضت على وجوهها، قاله الفراء، أو أسرعت، فهو مدرعف. وذكر الجوهري إياهما في الذال المعجمة إجمالا غير مغن عن ذكره هنا بالتفصيل، فإن ما فيه لغتان أو أكثر، فحقه أن يذكر كل لغة في موضعها. قال ابن عباد: ادرعف الرجل في القتال، إذا استنتل من الصف، قال: وناس مدرعفون: مقلصون في سيرهم، كأنه أخذ من ادرعفاف الإبل. )د رف( هو تحت درف فلان، بالفتح، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الخارزنجي: أي تحت كنفه وظلهن أومن ناحيته في خير أو شر، كذا نقله عنه الصاغاني. قلت: ودرفة الباب، بالفتح: مصراعه، ولكل باب درفتان، هكذا يستعمله العوام. )د ر ن ف( الدرنوف، كزنبور، أهمله الجوهري، وقال الأزهري، وابن عباد: هو الجمل الضخم العظيم، وضبطه الصاغاني في التكملة كجردحل وهذا هو في العباب، وعبارة اللسان محتملة، وأنشد قول الشاعر:

وقد حدوناها بهيد وهلا
عثمثما ضخم الذفاري نهبلا
أكلف درنوفا هجانا هيكلا

وقد توقف فيه الأزهري )د س ف( الدسفان، كعثمان، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو شبه الرسول، كأنه يطلب الشيء ويبغيه، أو رسول سوء بين الرجل والمرأة،ج: دسافي، كسكارى، وقيل: هو الدسفان، ويكسر، وحينئذ ج: دسافين، كدهقان، ودهاقين، قال أمية بن أبي الصلت:

هم ساعدوه كما قالوا إلههم    وأرسلوه يريد الغيث دسفانا

صفحة : 5848

وقال ابن الأعرابي: الدسفة: والدسفان، بضمهما: القيادة. قال: وأدسف الرجل: صار معاشه منها، أي من الدسفة. ومما يستدرك عليه: قال ثعلب: يقال: أقبلوا في دسفانهم، أي: خمرهم. ومما يستدرك عليه: )د ع ف( الدعف، بالعين المهملة، يقال: موت دعاف، كذعاف، حكاه يعقوب في البدل، هكذا نقله صاحب اللسان، وأهمله الجوهري، والصاغاني. وأبو دعفاء: كنية الأحمق. )د غ ف( الدغف، بالمعجمة، كالمنع، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الأخذ الكيير، والفعل دغف، كجمع، يقال: دغف الشيء، يدغفه، دغفا، أي: أخذه أخذا كثيرا. قال ابن عباد: العرب إذا حمقوا إنسانا، قالوا: يا أبا دغفاء ولدها فقارا، أي شيئا، وفي نص الأمالي: جسدا لا رأس له ولا ذنب، والمعنى: كلفها ما لا تطيق ولا يكون. قلت: هكذا هو في المحيط، وقال ابن بري: حكىابن حمزة عن أبي رياش، أنه يقال للمحمق: أبو ليلى، وأبو دعفاء، هكذا بالعين المهملة، قال: وأنشد لابن أحمر:

يدنس عرضه لينال عرضي     أبا دعفاء ولدها فـقـارا وما يستدرك عليه: دغفهم الحر: أي رغمهم، كذا في اللسان. )د ف ف( الدف، بالفتح: الجنب من كل شيء، وذكر الفتح مستدرك، أوصفحته أي: الجنب، ودفا البعير: جنباه، ومنه: )أصبر من عود بدفيه الجلب(، وقال الراعي:

مابال دفك بالفراش مـذيلا     أقذى بعينك أم أردت رحيلا وقال كعب بن زهير، رضي الله عنه:

له عنق تلوي بما وصلت به    ودفان يشتفان كل ظعـان وأنشد ثعلب في صفة إنسان:

يحك كدوح القمل تحت لبانه     ودفيه منها داميات وحالب وأنشد أيضا في صفة ناقة:

ترى ظلها عند الرواح كأنه       إلى دفها رأل يخب خبيب كالدفة، بالهاء، وأنشد الليث:

ووانية زجرت على وجاها       قريح الدفتين من البطـان

صفحة : 5849

ومنه قولهم: بات يتقلب على دفتيه. الدف: نسف الشيء واستئصاله، نقله الصاغاني. من المجاز: الدف من الرمل، من الأرض: سندهما. وقال ابن شميل: دفوف الأرض: أسنادها، وفي الأساس: قطع دفوف الأودية وأسنادها، وهي ما ارتفع من جوانبها. الدف: اللين من سير الإبل، وكذا من سير الطير، كالدفيف، وهذه نقلها الجوهري، الدف: المشي الخفيف، يقال: دف الماشي على وجه الأرض، أي: خف. الدف: الذي يضرب به النساء، كما في المحكم، والعباب، قال الصاغاني: ومنه الحديث: )فصل ما بين الحلال والحرام، الصوت والدف في النكاح(. وأراد بالصوت الإعلان، وبالضم أعلى، قال الجوهري: وحكى أبو عبيد عن بعضهم، أن الفتح فيه لغة، ج: دفوف، بالضم، كما في المحكم. الشهاب أحمد بن نصير ابن نبأ المصري الدفوفي، محدث، عن ابن رواح، مات سنة 695، وأخوه علي، حدث أيضا. ويؤكل ما دف: أي ما حرك جناحيه من الطير، كالحمام، ونحوه، لا ما صف: أي كالنسور، والصقور، ونحوهما، وهو حديث، والرواية: )يؤكل ما دف، ولا يؤكل ما صف(، وفي أخرى: )كل ما دف، ولا تأكل ما صف(، وفي بعض التنزيه، ويسمع حركة الطير صافها ودافها، الصاف: الباسط جناحيه لا يحركهما. من المجاز: دفتا المصحف جانباه، وصمامتاه من جانبيه، يقال: حفظ ما بين الدفتين. الدفتان من الطبل: الجلدتان اللتان على رأسه، يقال: ضرب دفتي الطبل، وهو مجاز. والدفيف: الدبيب، وهو السير اللين، كما في الصحاح وقال غيره: الدفيف: العدو، واستعاره ذو الرمة في الدبران، فقال يصف الثريا:

يدف على آثارها دبرانـهـا     فلا هو مسبوق ولا هو يلحق وفي الحديث: )أن أعرابيا قال: يا رسول الله، هل في الجنة إبل? فقال: نعم، إن فيها النجائب تدف بركبانها) أي تسير بهم سيرا لينا. الدفيف من الطائر: مره فويق الأرض، أو هو أن يحرك جناحيه ورجلاه في الأرض، وفي المحكم: بالأرض، وهو يطير ثم يستقل، وقد دف الطائر، يدف، دفا، ودفيفا، قال ابن عباد: أدف الطائر، مثل دف. قال ابن الأعرابي: دفدف: إذا سار سيرا لينا، قال ابن عباد: استدف، مثل دفف. ودفادف الأرض: أسنادها، وهي ما ارتفع من جوانبها، الواحد دفدفة عن ابن شميل. والدافة: الجيش يدفون نحو العدو، أي: يدبون، كما في الصحاح وقال ابن دريد: هي الجماعة من الناس، تقبل من بلد إلى بلد، ويقال: دفت علينا من بنى فلان دافة، قال الصاغاني: وهو يردف بعلى، لأنه بمعنى قدم وورد، وقال ابو عمرو: الدافة: القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد، يقال: هم قوم يدفون دفيفا، وقال غيره: الدافة: قوم يريدون المصر، وقال الزمخشري: دفت عليهم دافة من الأعراب: قدم عليهم جمع يدفون للنجعة، وطلب الرزق. وعقاب دفوف، كصبور: إذا كانت تدنو من الأرض إذا انقضت في طيرانها، نقله الجوهري، وأنشد لامرئ القيس يسف فرسا، وشبهها بالعقاب:

كأني بفتخاء الجناحين لقوة   دفوف من العقبان طأطأت شملالي

صفحة : 5850

ويروى شيمالي، بياء الإشباع أي شمالي، ويروى شملال، بدون ياء، وهي الناقة الخفيفة. وأنضد ابن سيده لأبي ذؤيب:

فبينا يمشيان جرت عقاب     من العقبان خائته دفوف قلت: وفسره السكري، فقال: دفوف: تدف في الطيران، أي تسرع. وسنام مدفف، كمحدث: سقط على دفتى البعير، نقله الجوهري، والصاغاني. وداففته: أجهزت عليه، مدافة، ودفافا، ومنه قول رؤبة:

لما رآني أرعشت أطرافي

كان مع الشيب من الدفاف كدففته تدفيفا، ومنه الحديث: )داف ابن مسعود رضى الله عنه أبا جهل يوم بدر(، أي أجهز عليه، وحرر قتله، ويروى: )أقعص ابنا عفراء أبا جهل، ودفف عليه ابن مسعود( ويروى بالذال المعجمة، بمعناه. وفي حديث خالد بن الوليد، رضي الله عنه، أنه أسر من بني جذيمة يوم فتح مكة قوما، فلما كان الليل نادى مناديه: من كان معه أسير فليدافهن ويروى بالتخفيف، وبالذال المعجمة مع التثقيل، فهي ثلاث لغات، الثانية نقلها أبو عبيد، وقال: هي لغة لجهينة، ومنه الحديث المرفوع: أنه أتي بأسير، فقال: أدفوه، يريد الدفء من البرد، فقتلوه، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتدافوا: ركب بعضهم بعضا، عن اصمعي، نقله الجوهري. يقال: خذ ما استدف لك، أي: ما تهيأ، و أمكن، وتسهل، مثل استطف، والدال مبدلة من الطاء، نقله الجوهري. واستدف بالموسى: استحد، ومنه قول خبيب بن عدي رضي الله عنه، لامرأة عقبة بن الحارث: ابغيني حديدة أستطيب بها، فأعطته موسى، فاستدف بها، أي: حلق عانته، واستأصل حلقها، وهو مجازمن دففت على الأسير. استدف الأمر: أي: استتب، واستقام، نقله الجوهري، وحكى ابن بري عن ابن القطاع، قال: يقال: استدف، بالدال والذال. ودفف، تدفيفا: أسرع، كدفدف، وهذه عن ابن الأعرابي، ومنه حديث الحسن: وإن دفدفت بهم الهماليج أي: أسرعت، وهو من الدفيف. وأدفت عليه الأمور: أي تتابعت، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: الدافة، والدفافة: القوم يجدبون فيمطرون، ونسر دافي: أي دافف، على محول التضعيف، وكذلك التدافي بمعنى التدافف. ودفف على الجريح، كذففه، وكذلك: داف عليه، ودافاه، على التحويل. ودف الأمر، يدف، كاستدف. والدفاف، كشداد: صاحب الدفوف، والمدفف: صانعها، والمدفدف: ضاربها، والدفدفة: استعجال ضربها. ويقال: رماه الله بذات الدف، أي: ذات الجنب.

د ق ف
الدقفانة، بالضم، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو المأبون، وتارة قال: هو المخنث. قال: والدقف بالفتح، والدقوف، بالضم: هيجان وباغته، ونصه: الدقف: هيجان الدقفانة، وهو المخنث، وقال في موضع آخر: الدقوف: هيجان الخيعامة، وهو المأبون.

د ل ع ف
ادلعف، أهمله الجوهري، وهو هكذا في النسخ بالعين المهملة، وقال أبو عمرو: أي جاء مستسرا، كما هو نص العباب، وفي اللسان: مستترا ليسترق شيئا، وضبطه بالغين، كما هو في العباب، ونقله في التكملة عن الليث مثل ذلك، وأنشد للملقطي:

صفحة : 5851

قد ادلعفت وهي لا تراني
إلى متاعي مشية السكران
وبغضها بالصدر قد وراني

قال الأزهري: ورواه غيره: اذلغف، بالذال، قال: وكأنه أصح.

د ل ف
دلف الشيخ، يدلف، دلفا، بالفتح، ويحرك، ودليفا، كأمير، ودلفانا، محركة: إذا مشى مشي المقيد، وهو فوق الدبيب، كذا في العباب، وقيل: الدليف: المشي الرويد، يقال: دلف: إذا مضى، وقارب الخطو، كما في الصحاح. وقال الأصمعي: دلف الشيخ، فخصص، يقال: شيخ دالف، قال لقيط الإيادي:

سلام في الصحيفة من لقيط    إلى من بالجزيرة من إياد
بأن الليث آتـيكـم دلـيفـا    فلا يحبسكم سوق النـقـاد

دلفت الكتيبة في الحرب: أي تقدمت كما في الصحاح، وفي المحكم: سعت رويدا، يقال: دلفناهم. والدالف: السهم الذي يصيب مادون الغرض، ثم ينبو عن موضعه، كما في الصحاح، وهو مجاز. الدالف أيضا: مثل الدالح، وهو الماشي بالحمل الثقيل مقاربا للخطو كما في الصحاح، وقد دلف الحامل بحمله دليفا: أثقله ج: دلف، كركع، نقله الجوهري، وأنشد للشاعر:

وعلى القياسر في الخدور كواعب    رجح الروادف فالقياسر دلـف يجمع أيضا على دلف، مثل كتب، وأنشد ابن السكيت لقيس ابن الخطيم:

لنا مع آجامنا وحوزتنـا     بين ذراها مخارف دلف قال: أراد بالمخارف نخلات يخترف منها، والدلف: التي تدلف بحملها. الدلف، ككتب أيضا: هي النماقة التي تدلف بحملها، أي: تنهض به، عن ابن عباد. وأبو دلف، بفتح اللام، كذا في الصحاح، قال ابن بري: صوابه: أبو دلف، كزفر، من كناهم غير مصروف، لأنه معدول عن دالف، ذكر ذلك الهروي في كتاب الذخائر، قال الأزهري: ومن أسماء العرب: دلف، فعل من دلف، كأنهت مصروف من دالف، مثل زفر، وعمر. قلت: ومنه الجواد المشهور أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي، الذي قيل فيه:

إنما الدنيا أبو دلـف    بين باديه ومحتضره
فإذا ولى أبو دلـف    ولت الدنيا على أثره

ومن ولده الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علي بن محمد بن دلف بن أبي دلف، المعروف بابن ماكولا الحافظ، وإذا أطلق الأمير فهو المراد به عند أئمة النسب، وكان يقال له: الخطيب الثاني، قتل بالأهواز سنة 487. والدلفين، بالضم وكسر الفاء: دابة بحرية تنجي الغريق، كما في الصحاح، وهي الدخس الذي تقدم ذكرها، موجودة في بحر دمياط كثيرا، وقد بسط القول فيه الدميري في حياة الحيوان، فانظره. والدلف، بالكسر: الشجاع، عن أبي عمرو. الدلف، بالضم: جمع دلوف للعقاب السريعة، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

إذا السقاة اضطجعوا للأذقان
عقت كما عقت دلوف العقبان

صفحة : 5852

ومعنى عقت: حامت. والمندلف، والمتدلف: الأسد الماشي على هينته، من غير إسراع في مشيه، ويقارب خطوه، لإدلاله، وقلة فزعه، قال: ذو لبد مندلف مزعفر واندلف على: انصب، عن ابن عباد، يقال: تدلف إليه، أي: تمشى وفي العباب: مشى، ودنا، قال ابن عباد أدلف له القول، أي: أضخم له. ومما يستدرك عليه: الدلوف، بالضم: المشي الرويد، وقد أدلفه الكبر، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

هزئت زنيبة أن رأت ثرمى     وأن انحنى لتقادم ظهـري
من بعد ما عهدت فأدلفنـي      يوم يمر ولـيلة تـسـري

والدالف: الكبير الذي قد اختضعته السن. ودلف المال، يدلف، دليفا: رزم من الهزال. والدلف، محركة: التقدم. ودلفنا لهم: تقدمنا. ودلف إليه: قرب منه، وأقبل عليه، من الدليف، وهو المشي الرويد، كما في اللسان. وعجائز دوالف. وجمل دلوف: سمين يدلف من سمنه، وهو مجاز. وجمع الدلوف: دلف، بضمتين. ونخلة دلوف: كثيرة الحمل، وهو مجاز. والدلاف: جمع دالف، ككاتب وكتاب، ومنه قول رؤبة: وإضت أمشي مشية الدلاف

د ن ف
الدنف، محركة: المرض الملازم، كما في الصحاح، والعباب، وقيل: هو اللازم المخامر، وقيل: هو المرض ما كان. يقال: رجل دنف، وامرأة دنف، وقوم دنف، محركة، يستوي فيه المذكر والمؤنث، والتثنية والجمع، كما في الصحاح، زاد في العباب: لأنك تخرجه على المصادر، فإذا كسرت النون أنثت، وثنيت، وجمعت، لا محالة، رجل دنف، ورجلان دنفان، ورجال أدناف، وامرأة دنفة، ونسوة دنفات، وقد تثنى، وتجمع، المحركة أيضا، فيقال: أخوان دنفان، وإخوة أدناف، وامرأة دنفة، ونسوة دنفات، قاله الفراء. قد دنف المريض، كفرح: ثقل من المرض المشقي على الموت. من المجاز: دنفت الشمس، إذا دنت للغروب، واصفرت، ومنه قول الحجاج:

والشمس قد كادت تكون دنفا
أدفعها بالراح كي تزحلفا

كأدنف فيهما، أي في المريض، والشمس، وفي الأخير مجاز. من المجاز: دنف الأمر: إذا دنا مضيه. وأدنفته: أدنيته. وأدنفه المرض، يتعدى، ولا يتعدى، فهو مدنف، ومدنف بكسر النون وفتحها.

د و ف
الدوف: الخلط والبل بماء ونحوه يقال: دقنه أي الدواء وغيره، أي: بللته بماء أو غيره، وأكثره في الدواء والطيب، فهو دائف، قال الأصمعي: وفاده يفوده، مثله، ومن العرب من يقول: مسك مدوف، قال ابن بري: وشاهده قول لبيد:

كأن دماءهم تجري كميتا     ووردا قانئا شعر مدوف

صفحة : 5853

يقال أيضا: مدووف، جاء على الأصل، وهي تميمية، قال: والمسك في عنبره مدووف أي: مبلول، أو مسحوق، قال الجوهري: ولا نظير له في ذوات الثلاثة من بنات الواو سوى ثوب مصوون، وهما نادران، والكلام مدوف ومصون، وذلك لثقل الضمة على الواو، والياء أقوى على احتمالها منها، فلهذا جاء ما كان من بنات الياء بالتمام والنقصان، نحو ثوب مخيط ومخيوط، على ما تقدم في باب الطاء. قال ابن عباد: الدفان، بالضم: الكابوس. ومما يستدرك عليه: أدافه، يديفه، إدافة: مثل دافه. ومسك دائف: مدوف.

د ه ف
دهفه، كمنعه، دهفا، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي أخذه أخذا كثيرا. قال الأزهري، وفي النوادر جاء داهفة من الناس، وهادفة من الناس، بمعنى واحد، أي: غريب قال ابن الأعرابي: الداهفة: الغريب، قال الأزهري: كأنه بمعنى الداهف والهادف. الداهف والهادف. الداهف: المعيي، يقال: داهفة من الإبل: أي معيية من طول السير، ومنه قول أبي صخر الهذلي:

فما قدمت حتى تواتر سيرهـا     وحتى أنيخت وهي داهفة دبر

د ي ف
دياف، ككتاب، كتبه بالأحمر على أنه مستدرك على الجوهري، وليس كذلك، بل ذكره في )د و ف( لأن الياء عنده منقلبة عن واو، فالصواب كتبه بالأسود: ة بالشام، أو بالجزيرة، أهلها نبط الشام، قاله ابن حبيب، وعبارة الجوهري: موضع بالجزيرة، وهم نبط الشام، وهو من الواو، تنسب إليها الإبل والسيوف، فشاهد الإبل قول امرئ القيس:

على ظهر عادي يحار به القطاإذا سافه العودم الديافي جرجرا قال ابن حبيب: وإذا عرضوا برجل أنه نبطي نسبوه إليها، قال الفرزدق يهجو عمرو بن عفراء:

ولـكـن ديافـي أبـوه وأمـه     بحوران يعصرن السليط أقاربه هكذا أنشد الجوهري، وقال: يعصرن إنما هو على لغة من يقول: أكلوني البراغيث، قال الصاغاني: وهذا يدل على أنها بالشام، لأن حوران من رساتيق دمشق، وقال جرير:

إن سليطا كاسمه سليط
لولا بنو عمرو وعمرو عيط
قلت ديافيون أو نبيط

أراد عمرو بن يربوع، وهم حلفاء بني سليط، وقال الأخطل:

كأن بنات الماء في حجراتـه     أباريق أهدتها دياف لصرخدا وأنشد ابن بري لسحيم عبد بني الحسحاس:

كأن الوحوش به عـسـقـلا     ن صادف في قرن حج ديافا أي صادف نبط الشا. أو ياؤها منقلبة عن واو، فهي كالتي قبلها، وهذا الذي ذهب إليه الجوهري. ومما يستدرك عليه: داف الشيء، يديفه: لغة في دافة، يدوفه، أي: خلطه. وفي الحديث: وتديفون فيه من القطيعاء أي: تخلطون، وفي حديث سلمان رضي الله عنه: دعا في مرشه بمسك، فقال لامرأته: أديفيه في تور. وجمل ديافي: ضخم جليل