الباب العشرون: باب الفاء - الفصل التاسع: فصل الراء مع الفاء

فصل الراء مع الفاء

ر أ ف
رأف، بالفتح: ع، كما في العباب، أو رملة، قال الشاعر:

وتنظر من عينى لياح تصيفت مخارم من أجواز أعفر أورأفا والرأف أيضا: الخمر، عن ابن عباد، وأنشد غيره للقطامي:

ورأف سلاف شعشع التجر مزجها لنحمي وما فينا عن الشرب صادف ويروى: وراح، وهذه الرواية أصح وأكثر، قاله الصاغاني. الرأف: الرجل الرحيم، كالرؤف، والرؤوف، وهما لغتان، وقد قريء بهما، وشاهد الأولى، ما أنشده ابن الأنباري:

فآمنـوا بنبي لا أبا لكم            ذي خاتم صاغه الـرحمن مختوم
رأف رحيم بأهل البر يرحمهم     مقرب عند ذي الكرسي مرحوم

وشاهد الثانية، قول جرير يمدح هشام بن عبد الملك:

صفحة : 5858

ترى للمسلمين عليك حقـا    كفعل الوالد الرؤف الرحيم وشاهد الثالثة، قول كعب بن مالك الأنصاري:

نطيع نبينا ونطـيع ربـا    هو الرحمن كان بنا رؤفا أو الرأفة: أشد الرحمة أو أرقها كما في الصحاح، والذي في المجمل: أنها مطلق الرحمة وأخص، ولا تكاد تقع في الكراهية، والرحمة قد تقع في الكراهية للمصلحة، وقال الفخر الرازي: الرأفة: مبالغة في رحمة مخصوصة، من دفع المكروه، وإزالة الضر، وإنما ذكر الرحمة بعدها ليكون أعم وأشمل، نقله الفناري في حواشي المطول، قال: وهو الأنسب لنظم القرآن، قال شيخنا: وفيه رد على الناصر البيضاوي، في قوله: إنه أخر لمراعاة الفواصل، وهذا ليس من شأن الكلام البليغ، فتأمل. ورأف الله تعالى بك، مثلثة، نقله الجوهري، عن أبي زيد، وقال: كل من كلام العرب، قال الأزهري: ومن لين الهمزة قال: روف، فجعلها واوا، منهم من يقول: راف، يراف، رافا، وهو قول أبي زيد أيضا، يقال أيضا: راوف الله بك، رأفة، ورأفة، ورأفا محركة، أي: فيهما، كما هو مقتضى سياقة، والصواب أن الثاني بالمد، كما هو في الصحاح، واللسان، والعباب، وبه قرأ الخليل. وهو رأف، بالفتح، وكندس، وكتف، وصبور، وصاحب، وقد تقدم شاهد الأولى الثانية، والرابعة. ومما يستدرك عليه: الرؤوف، من الأسماء الحسنى: هو الرحيم لعباده، العطوف عليهم بألطافه. وتراءف الوالد بولده، ويقال: مالبنى فلان لا يتراءفون، واسترأفه: استعطفه.

ر ج ف
رجف الشيء: حرك، وتحرك، لازم متعد، قال ابن دريد: رجف القلب: إذا اضطرب شديدا من فزع، وقال الليث: رجف الشيء رجفا ورجفانا، وزاد غير الليث: رجوفا، بالضم، ورجيفا، قال: كرجفان البعير تحت الرحل وكما يرجف الشجر إذا رجفته الريح، وكما ترجف الأسنان إذا نغضت أصولها، ونحو ذلك تحركه كله رجف. رجفت الأرض: زلزلت، ومنه قوله تعالى: )يوم ترجف الأرض والجبال(، كأرجفت، عن ابن الأعرابي. رجف القوم: تهيؤوا للحرب، نقله الليث، وهو مجاز. قال: والرعد يرجف، رجفا، ورجيفا: ترددت هدهدته في السحاب، ويقال: سحاب رجوف، أي يرجف بالرعد، وقيل: يرجف من كثرة الماء، قال صخر الغي الهذلي:

إلى عمرين إلـى غـيقة     بيليل يهدي ربحلا رجوفا والرجفة: الزلزلة، وقال الليث: الرجفة في القرآن: كل عذاب أخذ قوما فهو رجفة وصيحة وصاعقة، قال الفراء في تفسير قوله تعالى: )يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة( الراجفة: النفخة الأولى وهي التي تموت لها الخلائق. والرادفة: النفخة الثانية، التي يحيون لها يوم القيامة، وسيذكر قريبا، وقال أبو إسحاق: الراجفة: الأرض ترجف، تتحرك حركة شديدة، وقال مجاهد: هي الزلزلة.الرجاف، كشداد: اسم البحر، سمي به لاضطرابه، قال الجوهري: زاد غيره: وتحرك أمواجه، اسم كالقذاف، وأنشد للشاعر، وهو ابن الزبعري، ويروى لمطرود بن كعب الخزاعي يرثي عبد المطلب بن هاشم:

صفحة : 5859


المطعمون الشحم كل عـشـية     حتى تغيب الشمس في الرجاف وقد رجف البحر: اضطرب موجه. قال شمر: الرجاف: يوم القيامة. قال ابن عباد: الرجاف: الجسر على الفرات، ووجد في النسخ هنا: الحشر، بالحاء والشين، وهو تصحيف. قال: الرجاف: ضرب من السير. قال: والراجف: الحمى ذات الرعدة، لأنها ترجف مفاصل من هي به. وأرجفت الناقة: إذا جاءت معيية مسترخية أذناها ترجف بهما. قال الليث: أرجف القوم: إذا خاضوا في أخبار الفتن، ونحوها من الأخبار السيئة، قال: ومنه قوله تعالى: ) والمرجفون في المدينة(، قال الليث: وهم الذين يولدون الأخبار الكاذبة، التي يكون معها اضطراب في الناس، وقال الراغب: الإرجاف: إيقاع الرجفة، إما بالقول، وإما بالفعل. يقال: أرجفوا في الشيء، وبه: إذا خاضوا فيه. قال ابن الأعرابي: رجفت الأرض: زلزلت، كأرجفت أيضا بالضم. ومما يستدرك عليه: أرجفت الريح الشجر: حركته. ورجفت الأسنان: تساقطت. واسترجفت الإبل رؤوسها في السير: حركتها، قال ذو الرمة:

إذ حرك القرب القعقاع ألحيها واسترجفت هامها الهيم الشغاميم والأرجاف: واحد أراجيف الأخبار نقله الجوهري، ويقال: الأراجيف ملاقيح الفتن، قاله الراغب، وفي الأساس: الإرجاف: مقدمة الكون، وإذا وقعت المخاويف، كثرت الأراجيف. ويقال: خرجوا يسترجفون الأرض نجدة، وهو مجاز كما في الأساس. والرجفان، محركة: الإسراع، عن كراع.

ر ح ف
أرحف الرجل، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: أي حدد سكينا، ونحوه يقال: أرحف شفرته حتى قعدت كأنها حربة، ومعنى قعدت: صارت، قال الأزهري: كأن الحاء مبدلة من الهاء، والأصل: أرهف. ومما يستدرك عليه: سيف رحيف: أي محدد.

ر خ ف
الرخف: الزبد الرقيق، كما في الصحاح، أو المسترخي، كما في المحكم، كالرخفة، وهي المسترخية الرقيقة من الزبد، اسم لا، كما في المحكم، وأنشد الجوهري لجرير:

نقارعهم وتسأل بنت تـيم    أرخف زبد أيسر أم نهيد? يقول: أرقيق هو أم غليظ?. ج: رخاف، وأنشد الليث لحفص الأموي:

تضرب ضراتها إذا اشتكرت   نافطها والرخاف تسلؤهـا

صفحة : 5860

الرخف: ضرب من الصبغ، نقله الجوهري. ورخف العجين، كنصر، وفرح، وكرم، وعلى الثاني اقتصر الجوهري، رخفا بالفتح، مصدر الأول، ورخفا محركة، مصدر الثاني، ورخافة ورخوفة، مصدر الثاني، ورخافة ورخوفة، مصدر الثالث، ففيه لف ونشر مرتب، أي: استرخي، والاسم: الرخفة، بالفتح، ويضم، والرخف محركة، الخير نقله الجوهري، وفي بعض النسخ والرخفة، محركة، وهو غلط، لأنه لو كان كذلك لقال: ويحرك. وأرخفته أنا، نقله الجوهري، قال أبو عبيد: أرخفت العجين: أي أكثرت ماءه حتى يسترخي قال الفراء: الرخيفة: العجين المسترخي، كالوريخة، والمريخة والأنبخاني. قال ابن دريد: الرخفة بالفتح، والجمع رخاف: حجارة خفاف رخوة، كأنها جوف، هكذا وجد في نسخ الجمهرة بخط المتقنين الأثبات كالأرزني، وأبى سهل الهروي، وعند بعضهم كأنها خزف، وهو تصحيف، وقال الأصمعي: هي اللخاف. يقال: صار الماء رخفة: أي: طينا رقيقا، وقد يحرك لأجل حرف الحلق، كذا في الصحاح، وقد أغفل المصنف ذلك. ومما يستدرك عليه: ثريدة رخفة: أي مسترخية، وقيل: خاثرة، وكذلك: ثريد رخف. وصار الماء رخيفة: أي طينا رقيقا، عن اللحياني، ورخفة، محركة، كذلك، لأجل حرف الحلق، نقله الجوهري، وقال أبو حاتم: الرخف: كأنه سلح طائر. وثوب رخف: رقيق، عن ابن الأعرابي، وأنشد لأبي العطاء:

قميص من القوهي رخف بنائقه ويروى: رهو ومهو كل ذلك سواء، ورواه سيبويه: )بيض بنائقه(، وعزاه إلى نصيب، وأول البيت عند سيبويه:

سودت فلم أملك سوادى وتحته قال: وبعضهم يقول: سدت.

ر د ف
الردف بالكسر: الراكب، خلف الراكب، كالمرتدف، نقله الجوهري، والرديف وجمعه: رداف، نقله الجوهري أيضا، والردافى، كحبارى، ومنه قول الراعي:

وخود من اللائي يسمعن في الضحى قريض الردافى بالغناء المهود ويقال: الردافى هنا: جمع رديف، وبهما فسر. وكل ما تبع شيئا فهو ردفه. قال الليث: الردف: كوكب قريب من النسر الواقع. الردف أيضا: تبعة الأمر، يقال: هذا أمر ليس له ردف، أي: ليس له تبعة، نقله الجوهري، وهو مجاز، ويحرك أيضا، نقله الصاغاني. الردف: جبل، نقله الصاغاني. والليل والنهار، وهما ردفان، لأن كل واحد منهما ردف الآخر، ويقال: لا أفعله ما تعاقب الردفان، وهو مجاز، نقله الجوهري والزمخشري، والصاغاني. الردف: جليس الملك عن يمينه إذا شرب، يشرب بعده قبل الناس، ويخلفه على الناس إذا غزا، ويقعد موضع الملك حتى ينصرف، وإذا عادت كتيبة الملك أخذ الردف المرباع نقله الجوهري. من المجاز: الردف في الشعر: حرف ساكن من حروف المد واللين، يقع قبل حرف الروي، ليس بينهما شيء، فإن كان ألفا لم يجز معها غيرها، وإن كان واوا جاز معها الياء، كذا في الصحاح. قلت: وشاهد الأول قول جرير:

أقلي اللوم عاذل والعتـابـا      وقولي إن أصبت لقد أصابا وشاهد الثاني قول علقمة بن عبدة:

صفحة : 5861

طحا بك قلب في الحسان طروب     بعيد الشباب عصر حان مشـيب وقال ابن سيده: الردف: الألف والياء والواو التي قبل الروي، سمي بذلك لأنه ملحق في التزامه، وتحمل مراعاته بالروي، فجرى مجرى الردف للراكب. والردفان، في قول لبيد رضي الله تعالى عنه يصف السفينة:

فالتام طائفها القديم فأصبحت     ما إن يقوم درأها ردفـان قيل: هما ملاحان يكونان في، وفي العباب، واللسان: على مؤخر السفينة، والطائف: ما يخرج من الجبل كالأنف، وأراد هنا: كوثل السفينة. وفي قول جرير:

منهم عتيبة والمحل وقعنب      والحنتفان ومنهم الردفان هما: قيس، وعوف، ابنا عتاب بن هرمي، قاله أبو عبيدة، أو أحد الردفين: مالك بن نويرة، الثاني: رجل آخر من بني رباح بن يربوع، وكانت الردافة في الجاهلية في بنى يربوع، كما سيأتي. والرديف: نجم آخر قريب من النسر الواقع، نقله الجوهري، وهو بعينه الردف الذي تقدم ذكره عن الليث. الرديف أيضا: النجم الذي ينوء من المشرق إذا غرب، وفي الصحاح: غاب رقيبه في المغرب، نقله الجوهري. قال أبو حاتم: الرديف: الذي يجيء بقدحه بعد فوز أحد الأيسار، أو الاثنين منهم، فيسألهم أن يدخلوا قدحه في قداحهم، وقال غيره: هو الذي يجيء بقدحه بعدما اقتسموا الجزور، فلا يردونه خائبا، ولكن يجعلون له حظا فيما صار لهم من أنصبائهم، والجمع: رداف. قال الليث: الرديف في قول أصحاب النجوم: النجم الناظر إلى النجم الطالع، وبه فسر قول رؤبة:

وراكب المقدار والرديف
أفنى خلوفا قبلها خلوف

وراكب المقدار: هو الطالع. قال ابن عباد: بهم ردفى، كسكرى: أي ولدت في الخريف والصيف في آخر ولاد الغنم، فكأنها ردف بعضها بعضا. الرداف، ككتاب: الموضع الذي يركبه الرديف، وأخصر منه عبارة المفردات: والرداف: مركب الردف، وفي الأساس: ووطأ له على رداف دابته، وهو مقعد الرديف من وطائها، ومنه قول الشاعر: لي التصدير فاتبع في الرداف والردافة بهاء: فعل ردف الملك، كالخلافة، وكانت في الجاهلية لبنى يربوع: لأنه لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة من بني يربوع، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الردافة، ويكفوا عن أهل العراق الغارة، نقله الجوهري، وأنشد لجرير - وهو من بني يربوع:

ربعنا وأردفنا الملوك فظللوا وطاب الأحاليب الثمام المنزعا

صفحة : 5862

وطاب: جمع وطب اللبن، قال ابن بري: الذي في شعر جرير: )ورادفنا الملوك( قال: وعليه يصح كلام الجوهري، لأنه ذكره شاهدا على الردافة، والردافة مصدر رادف لا أردف، وقال المبرد: للردافة موضعان: أحدهما: أن يردفه الملوك دوابهم في صيد والآخر، أن يخلف الملك إذا قام عن مجلسه، فينظر في أمر الناس، قال: كان الملك يردف خلفه رجلا شريفا، وكانوا يركبون الإبل، وأرداف الملوك: هم الذين يخلفونهم في القيام بأمر المملكة، بمنزلة الوزراء في الإسلام، واحدهم ردف، والاسم الردافة، كالوزارة. والروادف: رواكيب النخل، نقله الجوهري، قال ابن بري: الراكوب: ما نبت في أصل النخلة، وليس له في الأرض عرق. قال ابن عباد: الروادف: طرائق الشحم، ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه: )على أكتافها أمثال النواجد شحما، تدعونه أنتم الروادف( الواحدة رادفة. أما رادوف، فهو واحد الرواديف، بمعنى راكوب النخل، كما في المحيط. والردافى، كحبارى، الأولى تمثيلها بكسالى: الحداة، أي حداة الظعن، والأعوان، لأنه إذا أعيا أحدهم خلفه الآخر، وقال لبيد رضي الله تعالى عنه:

عذافرة تقمص بالردافى     تخونها نزولى وارتحالى هو جمع رديف، كالفرادى جمع فريد، منه قولهم: جاءوا ردافى، أي، مترادفين يتبع بعضهم بعضا، وذلك إذا لم يجدوا إبلا يتفرقون عليها، ورأيت الجراد ردافى، ركب بعضها بعضا، وجاءوا فرادى، وردافى: واحدا بعد واحد، مترادفين. والردافى في قول الفرزدق يهجو جريرا وبني كليب:

ولكنهم يكهدون الـحـمـير     ردافى على العجب والقردد جمع رديف، لا غير، ويكهدون: يتعبون. وردفه، كسمعه، وعليه اقتصر الجوهري وغيره، ردفه، مثل نصره، وبه قرأ الأعرج: )ردف لكم ( بفتح الدال: تبعه، يقال: نزل بهم أمر، فردف لهم آخر أعظم منه، وقوله تعالى: )عسى أن يكون ردف لكم(، قال ابن عرفة: أي دنا لكم، وقال غيره: جاء بعدكم، وقيل: معناه: ردفكم، وهو الأكثر، وقال الفراء: دخلت اللام، لأنه بمعنى قرب لكم، واللام صلة، كقوله تعالى: )إن كنتم للرؤيا تعبرون(، كأردفه، مثال تبعه وأتبعه، ومنه قوله تعالى: )بألف من الملائكة مردفين(، قال الزجاج: يأتون فرقة بعد فرقة، وقال الفراء: أي: متتابعين: ردفه وأردفه بمعنى واحد، وقرأ أبو جعفر ونافع، ويعقوب، وسهل: )مردفين( بفتح الدال، أي فعل ذلك بهم، أي: أردفهم الله بغيرهم، وأنشد الجوهري لخزيمة بن مالك بن نهد، قلت: هو ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافى بن قضاعة:

إذا الجوزاء أردفت الثريا     ظننت بآل فاطمة الظنونا قلت: وبعده:

ظننت بها وظن المرء حوب     وإن أوفى وإن سكن الحجونا
وحالت دون ذلك من همومي    هموم تخرج الداء الدفـينـا

قال الجوهري: يعني فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين. قال ابن برى: ومثل هذا البيت قول الاخر:

قلامسة ساسوا الأمور فأحسنوا    سياستها حتى أقرت لمـردف

صفحة : 5863

قال: ومعنى بيت خزيمة على ما حكاه عن أبي بكر بن السراج، أن الجوزاء تردف الثريا في اشتداد الحر، فتتكبد السماء في آخر الليل، وعند ذلك تنقطع المياه، وتجف، وتتفرق الناس في طلب المياه، فتغيب عن محبوبته، فلا يدري أين مضت، ولا أين نزلت. وقال شمر: ردفت وأردفت: فعلت بنفسك، فإذا فعلت بغيرك، فأردفت لا غير، قال الزجاج: يقال: ردفت الرجل: إذا ركبت خلفه، وأردفته: أركبته خلفي، قال ابن برى: وأنكر الزبيدي: أردفته معه بمعنى أركبته، قال: وصوابه: ارتدفته، فأما أردفته، وردفته، فهو أن تكون أنت ردفا له، وأنشد:

إذا الجوزاء أردفت الثريا

صفحة : 5864

لأن الجوزاء خلف الثريا كالردف. أردفت النجوم: إذا توالت. ومرادفة الملوك: مفاعلة من الردافة، ومنه قول جرير الذي تقدم ذكره: ربعنا وأردفنا الملوك، وتقدم الكلام عليه. المرادفة من الجراد: ركوب الذكر الأنثى، وركوب الثالث عليهما، نقله الجوهري. يقال: هذه دابة لا ترادف، وهو الكلام الفصيح، وعليه اقتصر الجوهرى جوز الليث: لا تردف، وتبعه الزمخشري، والراغب، وقيل: هي قليلة، أو مولدة من كلام الحضر، كما قاله الأزهري: أي لا تحمل، وفي الأساس: لا تقبل رديفا. وارتدفه: ردفه، وركب خلفه، قال الخليل: سمعت رجلا بمكة يزعم أنه من القراء، وهو يقرأ: مردفين، بضم الميم والراء وكسر الدال وتشديدها - وعنه في هذا الوجه كسر الراء - فالأولى أصلها: مرتدفين، لكن بعد الإدغام حركت الراء بحركة الميم، وفي الثانية، حرك الراء الساكنة بالكسر، وعنه في هذا الوجه، وعن غيره بفتح الراء، كأن حركة التاء ألقيت عليها، وعن الجحدرى بسكون الراء وتشديد الدال، جمعا بين الساكنين. ارتدف العدو: إذا أخذه من ورائه أخذا، نقله الجوهرى عن الكسائي. واستردفه: سأله أن يردفه، نقله الجوهري عن الكسائي، فأردفه. قال الأصمعي: ترادفا عليه، وتعاونا بمعنى واحد، وكذلك ترافدا. من المجاز: ترادفا، أى تناكحا، قال الليث: كناية عن فعل قبيح. ترادفا أيضا: تتابعا، يقال: ترادف الشيء، أي: تبع بعضه بعضا. من المجاز: المترادف من القوافي: ما اجتمع فيها، أي في آخرها، ساكنان وهي متفاعلان، ومستفعلان، ومفاعلان، ومفتعلان، وفاعلتان، وفعلتان، وفعليان، ومفعولان، وفاعلان، وفعلان، ومفاعيل، وفعول، سمى بذلك لأن غالب العادة في أواخر الأبيات أن يكون فيها ساكن واحد، رويا مقيدا كان، أو وصلا، أو خروجا، فلما اجتمع في هذه القافية ساكنان مترادفان كان أحد الساكنين ردف الآخر، ولاحقا به. المترادف: أن تكون أسماء لشيء واحد، وهي مولدة، ومشتقة من تراكب الأشياء، نقله الصاغاني. وردفان، محركة:ع، عن ابن دريد. وردفة، بالكسر: ع آخر، نقله الصاغانى. ومما يستدرك عليه: ردف كل شيء: مؤخره. والردف: الكفل: والعجز، وخص بعضهم به عجيزة المرأة، والجمع من كل ذلك: أرداف. والروادف: الأعجاز، قال ابن سيده: ولا أدرى أهو جمع ردف نادر أم هو جمع رادفة وكله من الإتباع. والعجب من المصنف، كيف ترك ذكر الردف بمعنى الكفل، وقد ذكره الليث، والجوهرى، والزمخشرى، والصاغاني. والارتداف: الإستدبار. وأردف الشيء بالشيء، وأردفه عليه: أتبعه عليه، قال:

فأردفت خيلا على خيل لي
كالثقل إذ عالى به المعلى

صفحة : 5865

وجمع الرديف: ردفاء. وقال أبو الهيثم: يقال: ردفت فلانا: أي صرت له ردفا. والرادف: المتأخر والمردف: المتقدم. وقيل: معنى )مردفين( في الآية: أي مردفين ملائكة أخرى، فعلى هذا يكونون ممدين بألفين من الملائكة، وقيل: عنى بالمردفين، المتقدمين للعسكر، يلقون في قلوب العدى الرعب، وقرىء )مردفين( بفتح الدال، أي أردف كل إنسان ملكا، قاله الراغب. والردف: الحقيبة، وغيرها مما يكون وراء الإنسان كالردف، ومنه قول الشاعر:

فبت على رحلي وبات مكانه     أراقب ردفي تارة وأباصره وأرداف النجوم: تواليها، وتوابعها، قال ذو الرمة:

وردت وأرداف النجوم كأنها    قناديل فيهن المصابيح تزهر ويروى: وأرداف الثريا يقال للجوزاء: ردف الثريا، وأرداف النجوم: أواخرها، وهي نجوم تطلع بعد نجوم. والروادف: أتباع القوم المؤخرون يقال: هم روادف، وليسوا بأرداف. وردفهم الأمر، وأردفهم: دهمهم، وهو مجاز. وردفتهم كتب السلطان بالعزل: جاءت على أثرهم، وهو مجاز. والرادفة: النفخة الثانية، وقد ذكره المصنف استطرادا في )ر ج ف( ولا يستغنى عن ذكره هنا. وردف لفلان: صار له ردفا. وأردف له: جاء بعده. وتردفه: ركب خلفه. وارتدفه: جعله رديفا، كما في الأساس. ومما يستدرك عليه:

ر د ع ف
اردعفت الإبل، وارذعفت، كلاهما: مضت على وجوهها، هكذا أورده صاحب اللسان، وأهمله الجماعة.

ر ز ف
رزف الجمل، يرزف، رزيفا، أهمله الجوهرى، وقال ابن عباد: أي عج، وهو صوته، كأرزف ووجد في بعض النسخ زيادة: ورزف، أى: بالتشديد. رزفت الناقة: أسرعت، وخبت في السير، عن الأصمعي. وأرزفتها: أخببتها، عن أبي عبيد. رزف الأمر، رزيفا: دنا، عن ابن الأعرابي. قال: رزف إليه: إذا تقدم، كأرزف، وأنشد:

تضحى رويدا وتمشى رزيفا قوله: رزف، هكذا في النسخ بتشديد الزاي، وهو غلط، وصوابه: زرف، بتقديم الزاي على الراء، كما هو نص ابن الأعرابي، فإنه قال: رزفزريفا، وزرف زريفا وزرف زروفا: دنا وكذلك: تقدم، كأرزف، وأزرف، فتأمل ذلك. قال الليث: ناقة رزوف: طويلة الرجلين، واسعة الخطو هكذا نقله الأزهري عنه، وقال الصاغاني: هو في كتاب الليث بتقديم الزاي على الراء. أو الرزيف: السرعة من فزع، وأرزف: أرجف واستوحش، وأسرع فزعا، وأرزفوا، بالضم: أعجلوا في هزيمة ونحوها. ورزافات بلد كذا بالتشديد: ما دنا منه، ومنه قول لبيد رضي الله تعالى عنه:

فالغرابات فرزافاتهـا    فبخنزير فأطراف حبل وتقديم الزاي لغة في الكل، كما سيأتي. ومما يستدرك عليه: الرزف، بالفتح: الإسراع، عن كراع. وأرزف السحاب: صوت، كأرزم. وقال ابن فارس: الرزف، بالتحريك: الهزال، قال: وذكر فيه شعر لا أدرى كيف صحته، وهو:

أيا أبا النضر اتحمل عجفى
إن لم تحمله فقد جا رزفى

وأرزف به، بالضم: أوضع به: عن ابن عباد.
ر س ف

صفحة : 5866

رسف، يرسف، ويرسف، من حدى: ضرب، ونصر، كما في الصحاح، رسفا، بالفتح، نقله الجوهرى، ورسيفا، نقله الصاغاني، ورسفانا، نقله الجوهرى: مشى مشي المقيد إذا جاء يتحامل برجله مع القيد، فهو راسف، وفي حديث صلح الحديبية: فدخل أبو جندل بن سهيل -رضي الله عنه - يرسف في قيوده وقال صخر الغى الهذلى يصف سحابا:

وأقبل مرا إلى مـجـدل     سياق المقيد يمشى رسيفا وقال غيره:

ينهنهني الحراس عنها فليتنى قطعت إليها الليل بالرسفان وإرساف الإبل: طردها مقيدة، نقله الجوهرى عن أبي زيد. وأرسوف، بالضم، هكذا في نسخ العباب، والتكملة، وضبطه ياقوت بالفتح، وقال: د، بساحل بحر الشأم، بين قيسارية ويافا، كان بها خلق من المرابطين، منهم أبو يحيى زكرياء بن نافع الأرسوفي، وغيره، ولم تزل بأيدي المسلمين إلى أن فتحها كندفرى صاحب القدس سنة 494وهي في أيديهم إلى الأن. قلت: وقد فتحت في زمن الناصر صلاح الدين يوسف، تغمده الله برحمته، سنة ستمائة وسبعين، فهي بأيدي المسلمين إلى الآن. وارتسف الشيء، ارتسفافا كاكفهر: ارتفع، نقله ابن عباد. ومما يستدرك عليه: يقال للبعير - إذا قارب الخطو، وأسرع الإحارة، وهي رفع القوائم ووضعها-: رسف، فإذا زاد على ذلك فهو: الرتكان، ثم الحفد بعد ذلك، نقله الصاغاني، وصاحب اللسان.

ر ش ف
الرشف، محركة: الماء القليل يبقى في الحوض، وهو وجه الماء الذي ترشفه الإبل بأفواهها، نقله الليث، وكذلك الرشف، بالفتح، كما في اللسان. قال: والرشيف، كأمير: تناول الماء بالشفتين، قال الأزهري: وسمعت أعرابيا يقول: )الجرع أروى، والرشيف أشرب( قال: وذلك أن الإبل إذا صادفت الحوض ملآن جرعت ماءه جرعا يملأ أفواهها، وذلك أسرع لريها، وإذا سقيت على أفاهها قبل ملء الحوض، ترشفت الماء بمشافرها قليلا قليلا، ولا تكاد تروى منه، والسقاة إذا فرطوا النعم، وسقوا في الحوض، تقدموا إلى الرعيان لئلا يوردوا النعم ما لم يطفح الحوض، لأنها لا تكاد تروى إذا سقيت قليلا، وهو معنى قولهم: الرشيف أشرب. وقيل: الرشف، والرشيف: فوق المص، ومنه قول الشاعر:

سقين البشام المسك ثم رشفنه رشيف الغريريات ماء الوقائع قد رشفه، يرشفه: كنصره، وضربه، وسمعه، الأولان عن الجوهري، والثالث عن أبي عمرو، نقله الصاغاني، رشفا، بالفتح: مصدر الأولين، حكى ابن برى: رشفا، ورشفانا، بالتحريك فيهما: مصدر الثالث، وأنشد ثعلب:

قابله ما جاء في سلامها
برشف الذناب والتهامها

مصه، كارتشفه، وترشفه، وأرشفه،ورشفه، ترشيفا، وأنشد ابن الأعرابي:

يرتشف البول ارتشاف المغذور

صفحة : 5867

ويقال: أرشف الرجل: إذا مص ريق جاريته. رشف الإناء، رشفا: استقصى الشرب، واستف ما فيه، حتى لم يدد فيه شيئا، كذا في المجمل، واللسان. في المثل: الرشف )أنقع(، أي: ترشف الماء قليلا قليلا أسكن للعطش، هكذا نقله الجوهرى، والميداني، والزمخشرى، يضرب في ترك العجلة. والرشوف: المرأة الطيبة الفم، نقله الجوهرى، وابن سيدة، وزاد الأخير: وقيل: قليلة البلة. قال ابن الأعرابي: الرشوف: المرأة اليابسة الفرج. والرصوف: الضيقة الفرج. قال الأصمعي: الرشوف: الناقة ترشف، أي: تأكل بمشفرها هكذا نقله عنه الصاغاني، والذي في اللسان: ناقة رشوف: تشرب الماء فترتشفه، قال القطامي:

رشوف وراء الخور لم تندرئ بها      صبا ومال حرجف لم تقـلـب ومما يستدرك عليه: )الرشيف أشرب(، وقد تقدم شرحه، وقالوا في المثل: )لحسن ما أرضعت إن لم ترشفي(، أي تذهبي اللبن، ويقال ذلك للرجل إذا بدأ أن يحسن، فخيف عليه أن يسئ، وفي الأساس: لمن يحسن ثم يسئ بأخره. والترشف: التمصص.والارتشاف: الامتصاص، وبه سمى أبو حيان كتابه )ارتشاف الضرب(. وهي عذبة المرشف، والمراشف. وحوض رشيف: لا ماء فيه، ورهشف الريق: رشفه، والهاء زائدة، نقله شيخنا، وهي في اللامية لابن مالك، والأفعال لابن القطاع.

ر ص ف
الرصفة، محركة: واحدة الرصف، لحجارة مرصوف بعضها إلى بعض في مسيل فيجتمع فيها المطر، وفي حديث زياد: أنه بلغه قول المغيرة بن شعبة، رضى الله عنه: لحديث من عاقل أحب إلى من الشهد بماء رصفة، فقال: أكذا هو، فلهو أحب إلى، من رثيئة فتئت بسلالة من ماء ثغب، في يوم ذي وديقة، ترمض فيه الآجال. وفي التهذيب: الرصف: صفا طويل، يتصل بعضه ببعض، كأنه مرصوف، وقال العجاج:

فشن في الإبريق منها نـزفـا
من رصف نازع سيلا رصفـا
حتى تناهى في صهاريج الصفا

صفحة : 5868

قال الباهلي: أراد أنه صب في إبريق الخمر من ماء رصف، نازع سيلا كان في رصف، فصار منه في هذا، فكأنه نازعه إياه، قال الجوهرى: يقول: مزج هذا الشراب من ماء رصف نازع رصفا آخر، لأنه أصفى له وأرق، فحذف الماء وهو يريده، فجعل مسيله من رصف إلى رصف، منازعة منه إياه. الرصفة أيضا: واحدة الرصاف، للعقب الذي يلوى فوق الرعظ إذا انكسر، والرعظ: مدخل سنخ النصل، نقله الجوهرى، وهو قول ابن السكيت، ومنه الحديث: )فنظر في رصافه فلم ير شيئا( وفي حديث آخر: )أهدى له يكسوم ابن أخي الأشرم سلاحا فيه سهم لغب، وقد ركبت معبلة في رعظه، فقوم فوقه، وقال: هو مستحكم الرصاف، وسماه قتر الغلاء( وقال الليث: الرصفة: عقبة تلوى على موضع الفوق، قال الأزهرى: وهذا خطأ، والصواب ما قاله ابن السكيت، كالرصافة، والرصوفة، بضمهما، هكذا في النسخ، والذي قاله الليث: الرصافة، والرصفة: عقبة تلوى على موضع الفوق من الوتر، وعلى أصل نصل السهم، فالصواب: والرصفه. والمصدر: الرصف، مسكنة بالفتح، هكذا في النسخ، وكان أحدهما يغني عن الآخر، يقال: رصف السهم، يرصفه، رصفا: شد على رعظه عقبة، نقله الجوهرى، ومنه الحديث: )أنه مضغ وترا في رمضان، ورصف به وتر قوسه(، وأنشد الجوهرى للراجز:

وأثربى سنخه مرصوف رصف المصلي قدميه: ضم إحداهما إلى الأخرى، ولم يقيده الجوهرى بالمصلى، وفي العين: يقال للقائم إذا صف قدميه: رصف قدميه، وذلك إذا ضم إحداهما إلى الأخرى. من المجاز: المرصوفة: الصغيرة الهنة، وفي الأساس: الهن، لا يصل إليها الرجل، وقيل: هي التي التزق ختانها فلم يوصل إليها، أو الضيقتها، كالرصوف، والرصفاء، عن ابن الأعرابي، والجوهري ذكر الرصوف فقط، وقيل: الرصفاء من النساء: الضيقة الملاقي، وحكى ابن بري: الميقاب ضد الرصوف. في حديث معاذ: )ضربه بمرصافة( المرصافة: المطرقة، لأنه يرصف بها المطروق، أى: يضم، ويلزق. من المجاز: ذا أمرلا يرصف بك أى: لا يليق بك، وهو راصف بفلان: أى لائق به. من المجاز، يقال: عمل رصيف، بين الرصافة: أى محكم رصين. وقد رصف، ككرم. قال ابن عباد: هو رصيفه، أي يعارضه في عمله، ويألفه، ولا يفارقه، وهو مجاز. والرصافة، ككناسة، هكذا ضبطه ياقوت، والصاغاني، ورده شيخنا، فقال: اشتهر في ضبط الرصافات، أنها بالفتح، وفي اللسان: الرصافة: كل منبت بالسواد، وقد غلب على موضع بغداد، والشأم. وقال ياقوت في المشترك: الرصافة أحد عشر موضعا، منها: د بالشأم غربي الرقة، وهي رصافة هشام بن عبد الملك منه: أبو منيع عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، روى عن الزهري، عنه ابن ابنه أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي منيع، نقله الحافظ، وعن الحجاج الحسين بن الحسن المروزي. الرصافة: محلة ببغداد بالشرقية، بها ترب أكثر الخلفاء، وبقربها مشهد الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، وإليها نسب الجامع، وفيها يقول الشاعر:

صفحة : 5869

عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدرى ولا أدرى منها: محمد بن بكار بن الزيات أبو عبد الله، قال ابن معين: لا بأس به، وجعفر بن محمد بن علي. الرصافة: د بالبصرة، منه: محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد، عن عبد العزيز الدراوردي، وأبو القاسم الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ. الرصافة: د بالأندلس، بالقرب من قرطبة، منه: يوسف بن مسعود، ومحمد بن عبد الله بن صيفون، عن أبي سعيد بن الأعرابي، وعنه أبو عمر بن عبد البر، وغيره. الرصافة: ة بواسط، بالقرب من العراق، منها: حسن ابن عبد المجيد، عن شعيب بن محمد الكوفي، وعنه عبد الله ابن محمد بن عثمان الحافظ. الرصافة: ة بنيسابور، وهي ضيعة بها الرصافة: ة بالكوفة، أحدثها المنصور. الرصافة: د بإفريقية، وهي غير التي في الأندلس. الرصافة: قلعة للإسماعيلية. وعين الرصافة: ع بالحجاز فيه بئر، قال أمية بن أبي عائذ يصف حمارا وأتنه:

يؤم بها وانتحت لـلـنـجـا     ء عين الرصافة ذات النجال فهؤلاء الذين ذكرهم المصنف أحد عشر موضعا، وفاته: رصافة اليمن، وهي: قرية من أعمال ذمار، نقله ياقوت، والصاغاني. ورصافة أبي العباس بالأنبار، نقله في التكملة، فهي اثنا عشر موضعا. قال ابن عباد: الرصاف، ككتاب: العصب من الفرس، الواحد رصيف، كأمير، أو هي عظام الجنب، لتراصفها، ويجمع أيضا على: رصف، ككتب. ورصف، محركة، وقال الجمحي: رصف بضمتين: ع به ماء يسمى بهن قال أبو خراش:

نساقيهم على رصف وضر    كدابغة وقد نـغـل الأديم

صفحة : 5870

قال ابن الأعرابي: أرصف الرجل: مزج شرابه بماء الرصف، وهو المنحدر من الجبال على الصخر فيصفو، وقد تقدم ذكر الرصف، وأنشد بيت العجاج الذي تقدم ذكره. وتراصفوا في الصف: تراصوا، أى: قام بعضهم إلى بعض، فلزق، ورصف ما بين رجليه: قربهما. والمرتصف: الأسد، عن ابن خالويه. ورجل مرتصف الأسنان: متقاربها، قد تصافت في نبتتها، انتظمت واستوت. ومما يستدرك عليه: الرصف: نظم الشيء بعضه إلى بعض. ورصف الحجر، يرصفه: بناه، ووصل بعضه ببعض، وذلك البناء يسمى رصفا، محركة، ورصيفا، كأمير، ومنه رصيف فاس، ورصيف العدوة، بالقرب من سبتة، وعدة رصف بمصر. وقيل: الرصف: السد المبنى للماء. وقيل: هو مجرى المصنعة. ورصف وأرصاف، كشجر وأشجار، لعقبة الرعظ، كالرصافة، بالكسر، وجمعها: رصائف، ورصاف. والرصيف من السهام: المرصوف، والرصفة، والرصفة، بالتحريك والتسكين: عقبة تشد على عقبة، ثم تشد على حمالة القوس، قال ابن سيده: وأرى أبا حنيفة قد جعل الرصاف واحدا. وفي ركبة الفرس رصفتان، وهما عظمان فيهما، مستديران، منقطعان عن العظام، كذا في المحيط واللسان، وفي الأساس: اصطكت رصفتاهما، وهما عينا الركبتين. والرصافة بالشيء: الرفق به. وجواب رصيف: متقن، يقال: أجاب بجواب مرتض حصيف، بين رصيف، لا سخيف ولا خفيف، وهو مجاز. ورصف الحجارة ترصيفا، مثل رصفها رصفا، وتراصفوا في القتال: تراصوا، يقال: تراصفوا، ثم تقاصفوا. ورصفت المرأة، كفرحت: صارت رصوفا. والرصاف، بالكسر: كهيئة المراقي على عرض الجبال، جمعه: الرصف. قال ابن عباد: ورصاف: موضع، كما في اللسان، والعباب. ومرصفى، بالفتح: قرية من أعمال مصر، منها: أبو الحسن علي ابن خليل المرصفي، أحد المشهورين في الزهد، توفي سنة 930، أخذ عن العارف محمد بن عبد الدائم، وعنه شيخ الإسلام زكريا، وأبو العباس الحريثي.

ر ض ف
الرضف: الحجارة المحماة بالشمس، أو بالنار، نقله الأصمعي يوغر بها اللبن، كما في الصحاح، الواحدة: رضفة، قال المستوغر:

ينش الماء في الربلات منـهـا      نشيش الرضف في اللبن الوغير

صفحة : 5871

وقال الأزهري: رأيت الأعراب يأخذون الحجارة يوقدون عليها، فإذا حميت رضفوا بها اللبن البارد الحقين، لتكسر من برده، فيشربونه، وربما رضفوا الماء للخيل إذا برد الزمان، وفي الحديث: )كان في التشهد الأول كأنه على الرضف( كالمرضافة، نقله الصاغاني هكذا بمعنى الرضف، وفسره في اللسان بآلة من الرضف، وبه فسر حديث معاذ في عذاب القبر: )ضربه بمرضافة وسط رأسه( ويروى بالصاد، وقد تقدم ورضفه، يرضفه: كواه بها، أي بالحجارة المحماة، ومنه الحديث: (أنه أتى برجل نعت له الكي، فقال: )اكووه، ثم ارضفوه(، أي: كمدوه بالرضف. قال الليث: الرضف: عظام في الركبة كالأصابع المضمومة، قد أخذ بعضها بعضا. قال ابن شميل، في كتاب الخيل: الرضف من الفرس: ركبتاه فيما ما بين الكراع والذراع وهي أعظم صغار مجتمعة في رأس أعلى الذراع، واحدتها: رضفة بالفتح، ويحرك قاله الليث، وفي المحكم: الرضفة: والرضفة عظم مطبق على رأس الساق ورأس الفخذ، والرضفة: طبق يموج على الركبة. وقيل: الرضفتان من الفرس: عظمان مستديران فيهما عرض، منقطعان من العظام، كأنهما طبقان للركبتين. وقيل: الرضفة: جلدة على الركبة. وقيل: عظم بين الحوشب والوظيف وملتقى الجبة في الرسغ. وقيل: عظم منقطع في جوف الحافر. من المجاز: مطفئة الرضف: داهية تنسي التي قبلها فتطفئ حرها، ومنه المثل: جاء فلان بمطفئة الرضف، قاله أبو عبيدة، وبسطه الميداني في المجمع. قال الليث: مطفئة الرضف: شحمة إذا أصابت الرضفة ذابت فأحمدته، وفي الأساس: شاة مطفئة الرضف، للسمينة، وهو مجاز، قال الأزهري: والقول ما قاله أبو عبيدة. قيل: مطفئة الرضف، ويشدد: حية تمر على الرضف فيطفئ سمها ناره، ومنه قول الكميت:

أجيبوا رقى الآسى النطاسى واحذروا    مطفئة الرضف التي لا شوى لها والرضيف، كأمير: اللبن يغلي بالرضفة، وهو الذي يطرح فيه الرضف ليذهب وخمه، ومنه قولهم: شربت الرضيف، وقيل: لبن رضيف: مصبوب على الرضف. والمرضوف: شواء يشوى عليها، أى على الرضفة، المرضوف أيضا: ما أنضج بها، يقال: حمل مرضوف: يلقى الرضف إذا أحمر في جوفه حتى ينضج الحمل، كما في اللسان، والأساس. ورضف بسلحه: رمى، عن ابن عباد. رضف الوسادة: ثناها، قال ابن دريد: يمانية. والمرضوفة في قول الكميت ابن زيد، أبى المستهل:

ومرضوفة لم تؤن في الطبخ طاهيا    عجلت إلى محورها حين غرغرا

صفحة : 5872

القدر أنضجت بالرضف، ولم تؤن: أي لم تحبس، ولم تبطئ، هكذا فسره الجوهري وقال أبو عبيدة: المرضوفة في البيت: الكرش يغسل، وينظف، ويحمل في السفر، فإذا أرادوا أن يطبخوا، وليست معهم قدر قطعوا اللحم، وألقوه في الكرش، ثم عمدوا إلى حجارة، فأوقدوا عليها حتى تحمى، ثم يلقونها في الكرش، وهكذا فسره شمر أيضا. قال الليث: الرضفة، محركة: سمة تكوى بحجارة حيثما كانت، وقد رضفه، يرضفه، رضفا. ورضفات العرب أربعة، وهي قبائل: شيبان، وتغلب، وبهراء، وإياد، نقله الليث، قيل لهم رضفات، لشدتهم، كما قيل لغيرهم: جمرات، لاجتماعهم، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه: رضف اللبن، يرضفه، رضفا: إذا غلاه بالرضاف، وكذا الماء. والرضيف: ما يشوى من اللحم على الرضف، ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه )وإذا قريص من ملة فيه أثر الرضيف( يريد: أثر ما علق على القرص من دسم اللحم المرضوف، والرضيفة: هي الكرش التي مر تفسيرها، قال شمر: سمعت أعرابيا يصف الرضائف، وقال: يعمد إلى الجدي فيلبأ من لبن أمه حتى يمتلئ، ثم يذبح فيزقق من قبل قفاه، ثم يعمد إلى حجارة فتحرق بالنار، ثم توضع في بطنه حتى ينشوى. والمرضوفة: القدر أنضجت بالرضف، نقله الجوهري في شرح قول الكميت السابق، وتركه المصنف، وهو غريب، فإنه معنى في حد ذاته صحيح، ولو لم يفسر به قول الكميت، فتأمل. ورضاف الركبة، كغراب: ما كان تحت الداغصة، في المثل خذ من الرضفة ما عليها، وهي إذا ألقيت في اللبن لزق بها منه شيء، فيقال: خذ ما عليها فإن تركك إياه لا ينفع، ويضرب في اغتنام الشيء يؤخذ من البخيل وإن كان نزرا، نقله الجوهري، والصاغاني، والزمخشري. ويقال: فلان ما يندى الرضفة، أي: بخيل، وهو مجاز. وشاة مطفئة الرضف أي: سمينة. ويقال: هو على الرضف: إذا كان قلقا مشخوصا به، أو مغتاظا. ورضفته ترضيفا: أغضبته حتى حمي، كأنه جعله على الرضف، وكل ذلك مجاز، كما في الأساس.

ر ع ف

صفحة : 5873

رعف الرجل كنصر، ومنع، كما في الصحاح، والجمهرة، رعف، مثل كرم، لغة فيه ضعيفة، كما في الصحاح، قال الصاغاني: لم يعرفه الأصمعي، كما لم يعرف رعف، مثل عني، ونص الأزهري: ولم يعرف رعف، ولا رعف، في فعل الرعاف، وكذلك رعف مثل سمع ومنهم من قال: رعف، كسمع، في التقدم، وكنصر، في الرعاف: أي خرج من أنفه الدم، رعفا، بالفتح، وعليه اقتصر ابن دريد، ورعافا، كغراب. والرعاف أيضا: الدم الخارج من الأنف بعينه، فهو حينئذ اسم، كما ذهب إليه ابن دريد، قال الأزهري: سمي به لسبقه علم الراعف، قلت: فهو إذا مجاز، وفرق الزمخشري في الأساس، فقال: الرعاف: الدم الخارج من الأنف، ثم ذكر فيما بعد: ومن المجاز: رعف أنفه: سبق دمه، والرعاف: الدم السابق، لأن الأصل في رعف السبق والمبادرة، ومنه أخذ الرعاف. قال شيخنا: فإن قيل: المتبادر في الرعاف أنه رعاف الأنف، والتبادر علامة الحقيقة، فالجواب: أنه في أصل اللغة السبق، ثم صار حقيقة عرفية في رعاف الأنف، فلا إشكال. ورعف الفرس الخيل، كمنع، ونصر: سبق، وتقدم عليهم، وأنشد ابن بري لعبيد:

يرعف الألف بالمزجج ذي القو    نس حتى يعود كالتـمـثـال وأنشد الصاغاني للأعشى:

به يرعف الألف إذ أرسلت     غداة الصباح إذا النقع ثارا ويقال: رعف به صاحبه، أي قدمه، ومن سجعات الأساس: من عرف القرآن، رعف الأقران يقال: رعف فلان القوم، وكذا بين يدى القوم: إذا تقدم، كاسترعف، أنشد أبو عمرو لأبي نخيلة السعدي:

وهن بعد القرب القسي
مسترعفات بشمرذلـي

صفحة : 5874

القسي: الشديد، والشمرذلي: الخادي. وارتعف، ومنه حديث جابر رضي الله عنه: )يأكلون من تلك الدابة ما شاءوا، حتى ارتعفوا أي سبقوا(، وتقدموا، يقول: قويت أقدامهم، فركبوها. قال أبو عبيدة: بينا نذكر فلانا رعف به الباب: أي دخل علينا من الباب، عن ابن الأعرابي، وهو مجاز. ورعف الدم، كسمع: سال فسب، وهو مجاز. ومن المجاز: المراعف: الأنف وحواليه، يقال: لاثوا على مراعفهم. ويقال للمرأة: لوثي على مراعفك، أي: تلثمي. وفي الصحاح: يقال: فعلت ذاك على الرغم من مراعفه، مثل مراغمه. والراعف: طرف الأرنبة، كما في الصحاح، لتقدمه، صفة غالبة، وقيل: هو عامة الأنف، والجمع: رواعف، يقال: ما أملح راعف أنفها، وهو مجاز. ومن المجاز: ظهر الراعف، هو: أنف الجبل، على التشبيه، وهو من ذلك، لأنه يسبق، أي يتقدم، وجمعه: الرواعف. الراعف: الفرس يتقدم الخيل، كالمسترعف، وقد تقدم شاهده قريبا. الرعيف، كأمير: السحاب يكون في مقدم السحابة، قاله أبو عمرو. والرعافي، كغرابي: المعطاء، أي: الرجل الكثير العطاء، مأخوذ من الرعاف، وهو المطر الكثير. والرعوف، بالضم: الأمطار الخفاف، عن ابن الأعرابي. وراعوفة البئر، وأرعوفتها، اللغتان حكاهما الجوهري، عن أبي عبيد: صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتفرت، تكون هناك ليجلس المستقي عليها حين التنقية، أو صخرة: تكون على رأس البئر، يقوم عليها المستقي، والوجهان ذكرهما الجوهري، وقيل: هو حجر ناتئ في بعض البئر، يكون صلبا، لا يمكنهم حفره، فيترك على حاله، وقال خالد بن جنبة: راعوفة البئر: النطافة، قال: وهي مثل عين على قدر جحر العقرب، نيط في أعلى الركية، فيجاوزونها في الحفر خمس قيم وأكثر، وربما وجدوا ماء كثيرا تبجسه، وقال شمر: من ذهب بالراعوفة إلى النطافة فكأنه أخذه من رعاف الأنف، وهو سيلان دمه وقطرانه، ومن ذهب بها إلى الحجر الذي يتقدم طي البئر -على ما ذكر- فهو من رعف الرجل، أو الفرس: إذا تقدم، وسبق، ونقل الجوهري الحديث: )أنه صلى الله عليه وسلم سحر وجعل سحره في جف طلعة، ودفن تحت راعوفة البئر(. قلت ويروى راعوثة، بالثاء المثلثة، وقد ذكر في محله. وأرعفه: أعجله، كما في الصحاح، قال ابن دريد: زعموا وليس بثبت. أرعف القربة: ملأها حتى ترعف، كما في الصحاح: وفي الأساس: حتى رعفت، وهو مجاز، قال عمر بن لجأ:

حتى ترى العلبة في استوائها
يرعف أعلاها من امتلائهـا
إذا طوى الكف على رشائها

صفحة : 5875

قال ثعلب: استرعف: إذا استقطر الشحمة، وأخذ صهارتها، زاد ابن الأعرابي: وكذلك أودف، واستودف، واستوكف، واستدام، واستدمى، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: المنعلات الرواعف -في قول الشاعر: الخيل السوابق، ورعف الرجل الرجل: سبقه وتقدمه. والرواعف: الرماح: صفة غالبة، إما لتقدمها للطعن، وإما لسيلان الدم منها، نقله الجوهري، وهو قول ابن دريد، وهو على المعنى الأخير مجاز. والرعف: سرعة الطعن، عن كراع. وراعوف البئر: الراعوفة. واسترعف الحصى منسم البعير: أدماه، وهو مجاز. والرعاف، كغراب: المطر الكثير. ورعفان الوالي: ما يستعدى به. واسترعف فلان، كاستقى. وفتى رعاف: سباق. وتقول: ما فيهم عيب يعرف إلا أن جفانهم تقيء، وكؤوسهم ترعف. ويقال: فلان يرعف أنفه غضبا: إذا اشتد غضبه. وما أحسن مراعف أقلامه، ومقاطرها، وكل ذلك مجاز. والمرعف، كمحسن: سيف عبد الله بن سبرة، وأورده المصنف في )ز ع ف( وسيأتي.

ر غ ف
الرغف، كالمنع: جمعك العجين، أو الطين، تكتله بيدك، وقد رغفه، رغفا، نقله ابن دريد، قال: منه اشتقاق الرغيف من الخبم، وقد يكسر، وهي لغة العامة، ولذلك يقال: الرغيف لا يكسر، ومن سجعات الأساس: فلان همه في رغيف، وغريف، وهو ما يغرف من البرمة، ج: أرغفة، ورغف، بضمتين، وقد سقط من بعض النسخ، وأورد الجوهري له شاهدا من قول الراجز، وهو لقيط بن زرارة:

إن الشواء والنشيل والـرغـف
والقينة الحسناء والروض الأنف

وقد ذكر في )ا ن ف( ورغف، ورغفان، بضمها، الأخير: نقله الجوهري، وتراغيف، نقله ابن عباد، والزمخشري،ووقع في التكملة: مراغيف، بالميم، وهو غلط. ورغف البعير، يرغفه، رغفا كمنع: لقمه البزر، والدقيق، ونحوه، نقله ابن دريد. قال: وأرغف فلان: إذا حدد النظر، كألغف، وكذلك الأسد إذا نظر نظرا شديدا قيل: أرغف، وألغف. في النوادر: أرغف الرجل: أسرع في السير، وكذلك ألغف. ومما يستدرك عليه: وجه مرغف، كمعظم: أي غليظ نقله الزمخشري، وهو مجاز.

ر ف ف
رف، يرف، بالضم، ويرف، بالكسر: أكل كثيرا، ومنه رواية بعضهم في حديث أم زرع: زوجي إن أكل رف مكان: لف، قال ابن الأثير: هو الإكثار من الأكل. رف المرأة، رفا قبلها بأطراف شفتيه، نقله ابن دريد، وأنشد:

والله لولا رهبتـي أبـاك
وهيبتي من بعده أخـاك
إذا لرفت شفتـاي فـاك
رف الغزال ورق الأراك

رف فلانا، يرفه، رفا: أحسن إليه، وأسدى له يدا، وفي المثل: من حفنا أو رفنا فليقتصد، أراد المدح والإطراء، كما في الصحاح، يقال: فلان يرفنا: أي يحوطنا ويعطف علينا. رف لونه، يرف بالكسر، رفا، ورفيفا: أي برق وتلألأ نقله الجوهري، وكذلك رفت أسنانه، ومنه حديث النابغة الجعدي، )فبقيت أسنانه ترف حتى مات( وفي النهاية: وكأن فاه البرد ترف غروبه هي الأسنان، وأنشد ابن دريد:

في ظل أحوى الظل رفاف الورق

صفحة : 5876

كارتف، ارتفافا، عن ابن عباد، يقال: الأقحوان يرف رفيفا، ويرتف ارتفافا، يهتز نضارة وتلألؤا، كما في الأساس. رف له، يرف، ويرف، رفوفا، ورفيفا: سعى بما عز وهان من خدمة، عن ابن عباد. رف القوم به، رفوفا: أحدقوا به، وأحاطوا. رف الحوار أمه: رضعها. رف فلان بفلان: أكرمه. رف قلبه إلى كذا، ولكذا: ارتاح. رف الطائر، يرف، رفا. بسط جناحيه وفي الهواء، فلا يبرح مكانه، كذا في المحكم كرفرف رفرفة، كما في الصحاح وقيل: رفرف الطائر: إذا حرك جناحيه حول الشيء، يريد أن يقع عليه، والثلاثي غير مستعمل، مأخوذ من قول ابن دريد كما سنبينه. والرف: شبه الطاق، يجعل عليه طرائف البيت، قال ابن دريد: الرف المستعمل في البيوت عربي معروف، وهو مأخوذ من رف الطائر، غير أن رف الطائر فعل ممات، ألحق بالرباعي، فقيل: رفرف، إذا بسط جناحيه. انتهى، وفي الحديث، عن عائشة رضي الله عنها: )لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في رفي إلا شطر شعير كالرفرف، كما في اللسان. هذا هو الأصل في اللغة، وأما الآن فإن الرف في عرفهم: ما جعل في أطراف البيت من داخل زيادة من ألواح الخشب تسمر بمسامير من الحديد، يوضع عليه الطرائف، وأما الرفرف فهو ما يجعل في أطراف البيت من خارج، ليوقى به من حر الشمس. ج: رفوف، عن ابن دريد. الرف: الإبل العظيمة كما في العباب، وفي اللسان: الرف: القطعة العظيمة من الإبل، ويكسر، ومنه الحديث: )بعد الرف والوقير( أي بعد النى واليسار، والوقير: الغنم الكثير. الرف: القطيعة من البقر، عن اللحياني، ونصه: القطيع من البقر. والرف: الجماعة من الضأن يقال: هذا رف من الضأن، أي: جماعة منه، أو من مطلق الغنم، هكذا عم به اللحياني، فلم يخص معزا من ضأن، ولا ضأنا من معز. وكل مشرف من الرمل: رف، نقله الصاغاني، ولم يخص رملا، والصواب: كل مسترق، كما في اللسان. الرف: حظيرة الشاء، الرف: ضرب من أكل الإبل والغنم، يقال: رفت البقل، ترف، بالضم، وترف، بالكسر: إذا أكلته لم تملأ به فاها، من المجاز: الرف: اختلاج العين وغيرها كالحاجب ونحوه. وقال ابن الأعرابي: الرفة: الاختلاجة، وأنشد أبو العلاء:

لم أدر إلا الظن ظن الغائب
أبك أم بالغيث رف حاجبي

صفحة : 5877

ويقال: ما زالت عيني ترف حتى أبصرتك، ترف، وترف، بالضم وبالكسر. الرف: وميض البرق ولمعانه. الرف: الريق الذي يرتشف الرف: المص والترشف، وقد رف، يرف، بالضم، ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد سئل عن القبلة للصائم فقال: إني لأرف شفتيها وأنا صائم قال أبو عبيد: أي أمص وأرتشف. قلت: وهذا خلاف ما مر، عن علي رضي الله عنه، لما سئل عن القبلة للصائم، فقال: وما أربك إلى خلوف فيها وفي حديث عبيدة السلماني: قال له ابن سيرين: ما يوجب الجنابة? قال: الرف، والاستملاق، يعني: المص، والجماع، لأنه من مقدماته. الرف: الإحسان، يقال: هو يرفنا، أي: يحسن إلينا. الرف: الميرة، ومنه قولهم: هو يحفنا ويرفنا، أي: يعطينا ويميرنا، وفي التهذيب: أي يؤوينا ويطعمنا. الرف: الثوب الناعم. الرف: شرب اللبن كل يوم. الرف: أن ترف ثوبك بآخر لتوسعه من أسفله، وقال ابن عباد: هو أن تأتي المرأة بيتها إذا كان مشمرا، فتزيد في أسفله خرقة من بيوت الشعر والوبر، وجمعه: رفوف. الرف، بالكسر: شرب كل يوم. حكي عن الكسائي، يقال: أخذته الحمى رفا، أي: كل يوم، كما في العباب، وفي التكملة: حكي عن الشيباني، بدل الكسائي. قال غيره: الرف، بالضم: التبن وحطامه، كالرفة بزيادة الهاء، قال ابن دريد: الرفة: حطام التبن بعينه، قال: ومن أمثالهم: استغنت التفة عن الرفة، وقالوا: أتفه من الرفةن وقد تقدم في )ت ف ف(. والرفرف: ثياب خضر تتخذ منها المحابس، هكذا هو في النسخ: المحابس، كأنه جمع محبس وفي بعض الأصول: المجالس. في المحكم: ثياب خضر تبسط، الواحدة رفرفة، وبه فسر قوله تعالى: )متكئين على رفرف خضر(، أي فرش وبسط، ويجمع على: رفارف، وقد قرئ بها: )على رفارف(، وقد قرئ بها: )على رفارف خضر( ومنهم من جعل الرفرف في حديث المعراج: البساط، وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه، في تفسير قوله تعالى: )لقد رأى من آيات ربه الكبرى، قال: رأى بساطا أخضر سد الأفق. الرفرف: كسر الخباء. الرفرف: جوانب الدرع، وما تدلى منها من فضول ذيلها، قال العجاج:

واجتاب بيضاء دلاصا زخفا
وبيضة مسرودة ورفرفا

وقرأت في كتاب الدرع لأبي عبيدة ما نصه: وللدرع ذيل كذيل المرأة، يقال له: الكفة، والتكفافة، ورفرف الدرع، وأنشد:

وإنا لنزالون تغشى نـعـالـنـا      سواقط من أكناف ريط ورفرف

صفحة : 5878

من المجاز: الرفرف: ما تهدل من أغصان الأيكة، وانعطف من النبات، الرفرف: فضول المحابس وقال أبو عبيدة: الرفرف: الفرش، بضمتين، جمع فراش، وهذا على رأي من جعل الرفرف جمعا، وكل ما فضل من شيء فثني، أي: عطف، فهو رفرف، قاله ابن الأثير. الرفرف: الفراش، وبه فسر بعض قوله تعالى: )لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، على رأى من جعله مفردا، الرفرف: سمك بحري، قال الليث: ضرب من سمك البحر، قال الأصمعي، في قول معقل الهذلي، يصف أسدا، ويرثي أخاه عمرا، وتروى القطعة للمعطل الهذلي أيضا:

له أيكة لا يامن الناس غيبها  حمى رفرفا منها سباطا وخروعا قال: هو شجر مسترسل ناعم، ينبت باليمن. الرفرف: الروشن، وهو شبه الكوة يجعل في البيت، يدخل منه الضوء، وهي فارسية. الرفرف: الوسادة يتكأ عليها، وبها فسرت الآية أيضا، قال الراغب: وذكر عن الحسن أنها المخاد. الرفرف: البظر، عن اللحياني، وهو على التشبيه. الرفرف: الشجر الناعم المسترسل، وهو الذي ينبت باليمن، وبه فسر الأصمعي قول المعطل الهذلي، فهو تكرار. قال الفراء، في قوله تعالى: )متكئين على رفرف خضر): ذكروا أنها الرياض في الجنة، قال بعضهم: هي البسط تفرش وتبسط، والقولان على رأي من جعله جمعا. الرفرف: خرقة تخاط في أسفل السرادق والفسطاط، قال بن عباد، وهو زيادة خرقة من بيوت الشعر والوبر. الرفرف: الرقيق، الحسن الصنعة من ثياب الديباج، قيل: هذا هو الأصل، ثم اتسع به غيره. الرفرف من الدرع: زرد يشد بالبيضة، يطرحه الرجل على ظهره، وقد تقدم له أيضا قريبا ذكر رفرف الدرع، فلو جمعا في موضع كان أليق، ويناسبه هنا قول العجاج الذي تقدم إنشاده، مع أنه فاته ذكر رفرف البيضة، قال أبو عبيدة، في كتاب الدرع والبيضة: ومنها مالها، أي للبيضة، رفرف حلق قد أحاط بأسفلها، حتى يطيف بالقفا والعنق والخدين، حتى ينتهي إلى محجري العينين، فذلك رفرف البيضة. والرفة: الأكلة المحكمة، عن ابن الأعرابي. والرفف، محركة: الرقة وقد رف الثوب رففا، أي: رق، عن ابن دريد، قال: وليس بثبت، وقال ابن بري: رف الثوب، رففا، فهو رفيف، وأصله فعل. والرفيف: السقف، وبه فسر حديث عقبة بنش صهبان: رأيت عثمان رضي الله عنه نازلا بالأبطح، فإذا فسطاط مضروب، وسيف معلق في رفيف الفسطاط. قال شمر: أي سقفه، والفسطاط: الخيمة. الرفيف: المتندى من الشجر وغيرها، يقال: ثوب رفيف: أي ند، وشجرة رفيفة، أي متندية، وبه فسر قول الأعشى:

وصحبنا من آل جفـنة أمـلا      كا، كراما بالشام ذات الرفيف

صفحة : 5879

أراد البساتين ترف بنضرتها، واهتزازها، وتتلألأ، يقال: نبات رفيف وذريف: نعتان له. الرفيف: الخصب، عن ابن عباد، والزمخشري، وهو مجاز. الرفيف: السوسن، عن ابن عباد. الرفيف: الروشن، عن ابن الأعرابي: كالرفرف. والرفراف: طائر، وهو الظليم، هو خاطف ظله نقله الجوهري عن أبي سلمة، وسمي به لأنه يرفرف بجناحيه ثم يعدو، كما في الصحاح. وذات رفرف، ويضم: واد لبني سليم، واقتصر الصاغاني على الفتح. ودارة رفرف، وتضم الراء، عن ابن الأعرابي، قال ثعلب: وغيره يقول: كجعفر، لبني نمير، قال الراعي:

رأى ما أرته يوم دارة رفرف     لتصرعه يوما هنيدة مصرعا وذات الرفيف، كأمير: سفن كان يعبر عليها، وهي وفي بعض الأصول: وهو أن تنضد، أي: تشد سفينتان، أو ثلاث للملك وبه فسر قول الأعشى السابق: بالشأم ذات الرفيف. وأرفت الدجاجة على بيضها، إرفافا: بسطت الجناح عليه. والرفرفة: الصوت، عن ابن عباد. الرفرفة: تحريك الظليم جناحيه حول الشيء، يريد أن يقع عليه، وقد رفرف، نقله ابن عباد، وذلك عند السقوط على شيء يحوم عليه. قال الصاغاني: والتركيب يدل على المص وما أشبهه، وعلى الحركة، والبريق، وقد شذ عنه الرف: للقطيع من الإبل، والشاء، والبقر. ومما يستدرك عليه: الرفة: البرقة، والمصة. ورفت عليه النعمة: صفت. ورفرف من الحمى: ارتعد، ويروى بالزاي. وجمع رف البيت أيضا: رفاف، بالكسر، ومنه حديث كعب بن الأشرف: إن رفافي تقصف تمرا من عجوة يغيب فيها الضرس. والرفرف: طرف الفسطاط، عن ابن الأعرابي، وقيل: ذيله وأسفله. والرفرف: أيضا: الستر. ورفرف على القوم: تحدب، أي: تحنى عليهم، كما في اللسان، والأساس، وهو مجاز. ورفه، رفا: علفه رفة. والرفاف، كغراب: ما انتحت من التبن، ويبيس السمر، عن ابن الأعرابي. ويقال: ماله حاف ولا راف، أي: من يحوطه ويعطف عليه، وجعله أبو عبيد إتباعا، والأول أعرف. وروضة رفافة: تهتز نضارة. وشجر أحوى الظل رفاف الورق. وثغر رفاف، ورفراف: يرف كالأقحوان، وهو مجاز. ويقال: لثغرها رفيف، وترافيف. ودخلت عليه فرف إلى، أي: هش له في تحبب وخضوع، وهو مجاز. ويقال: هذا رف من الناس، أي جماعة، نقله الفراء. والمرف: المأكل. وقال أبو عمرو: الرفافة، بالكسر: التي تجعل في أسفل البيضة. والرفارف، كعلابط: السريع.

ر ق ف

صفحة : 5880

الرقوف، بالضم: أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الرفوف، يقال: رأيته يرقف من البرد، أي: يرعد، كذا في نوادر الأعراب، وقد أرقف، بالضم، إرقافا، وكذلك، قف قفوفا، وهما القشعريرة، قاله أبو مالك. قال الأزهري: القرقفة للرعدة مأخوذة منه، أي: من الإرقاف كررت القاف في أولها، وقال الصاغاني: فعلى ما ذكره الأزهري وزنها عفعل، وهذا الفصل موضعه، أي: موضع ذكره، لا القاف مع الفاء، ووهم الجوهري حيث ذكره هناك. قال شيخنا: وهمه هنا، وتبعه هناك بلا تنبيه على أن ذلك وهم، وهذا شيء عجيب، يعلم منه أنه غير متثبت في القبول والرد، على أن ما قاله الجوهري لم ينفرد به، بل هو قول صاحب العين وغيره، والله أعلم، انتهى. قلت: وذكر الصاغاني العبارة التي نقلناها عن الأزهري، في العباب، والتكملة، وزاد في الأخير بعد قوله: لا القاف، ما نصه: ولم يوافق الأزهري على ما قال، فهذا يؤيد ما أشار له شيخنا، فتأمل. ثم قال الأزهري: وترقف، كتنصر: اسم امرأة، أو: د، ومنه العباس بن الوليد الترقفي، وفي التكملة: لم يوافق الأزهري على أنه اسم امرأة. ومما يستدرك عليه: الرقفة، محركة، والرقفة: الرعدة، كما في التكملة.

ر ك ف
ارتكف الثلج، أهمله الجوهري، وقال شمر: أي وقع فثبت في الأرض، زاد في اللسان: كقولك في الفارسية: بنشست. ومما يستدرك عليه: الركفة، محركة: أصل العرطنيثا، مصرية.

ر ن ف
الرنف، بالفتح، وعليه اقتصر الجوهري، ويحرك، نقله أبو عبيد: بهرامج البر، وهو من شجر الجبال، وفي مقتل تأبط شرا أن الذي رماه لاذ منه برنفة، فلم يزل تأبط شرا يجدمها بالسيف حتى وصل إليه فقتله، ثم مات من رميته، قال أوس بن حجر يذكر نبعة:

تعلمها في غيلها وهي حظوة     بواد به نبع طوال وحثـيل
وبان وظيان ورنف وشوحط     ألف أثيت ناعم مـتـغـيل

وهذه كلها من شجر الجبال، وقال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من أهل السراة، قال: الرنف: هو هذا الشجر الذي يقال له: الخلاف البلخي، وهو بعينه،ينضم ورقه إلى قضبانه إذا جاء الليل، وينتشر بالنهار. والرانفة: طرف غضروف الأنف، وقيل: ما لان عن شدة الغضروف. الرانفة: ألية اليد، وهو أسفلها. الرانفة: جليدة طرف الروثة، أي: الأرنبة، كل ذلك من نوادر اللحياني. قال أبو حاتم: الرانفة من الكبد: ما رق منها. قال اللحياني: الرانفة من الكم: طرفها، ورأسها. الرانفة: أسفل الألية، وطرفها الذي يلي الأرض إذا كنت قائما، كما في الصحاح، وقال غيره: الرانفة: ما سال من الألية على الفخذين: وفي حديث عبد الملك بن مروان )أنه قال له رجل: خرجت في قرحة، فقال: في أي موضع من جسدك? قال: بين الرانفة والصفن( فأعجبه حسن ما كنى، والجمع: روانف، وأنشد أبو عبيد لعنترة يهجو عمارة بن زياد العبسي:

متى ما نلتقي فردين ترجف     روانف أليتيك وتستطـارا

صفحة : 5881

الرانفة: كساء يعلق إلى شقاق بيوت الأعراب، حتى تلحق بالأرض، ج: روانف، نقله الصاغاني. في الصحاح: أرنفت الناقة بأذنيها: إذا أرختهما من الإعياء، ومنه الحديث: )كان إذا نزل عليه صلى الله عليه وسلم الوحي وهو على القصواء تذرف عيناها، وترنف بأذنيها من ثقل الوحي(. قال ابن عباد: أرنف البعير، سار فحرك رأسه، فتقدمت جلدة هامته. قال: أرنف الرجل: أسرع، يقال: جاءني فلان مرنفا، أي مسرعا. والمرناف، بالكسر: سيف: الحوفزان بن شريك، وهو القائل فيه:

إن يكن المرناف قد فـل حـده     جلادي به في المأزق المتلاحم
توارثه الآباء من قبل جـرهـم    فأردفه قدي شؤون الجماجـم

ومما يستدرك عليه: رانف كل شيء: ناحيته: كما في المحيط، واللسان، ويقال للعجزاء: ذات روانف. ومن المجاز: علوا روانف الآكام، أي رؤوسها.

ر ه ف
رهف السيف، كمنع، يرهفه، رهفا: رققه، كأرهفه، فهو مرهف، ومرهوف، قد رهف، ككرم، رهافة، ورهفا: دق، هكذا في النسخ، وفي بعض: رق، ولطف، وشاهد الرهف بمعنى الرقة واللطف، ما أنشد ابن الأعرابي:

حوراء في أسكف عينيها وطف
وفي الثنايا البيض من فيها رهف

من المجاز: فرس مرهف، كمكرم: أي خامص البطن، لاحقه، متقارب الضلوع، قال ابن دريد: وهو عيب. قال والرهافة، كثمامة: ع زعموا. ومما يستدرك عليه: الرهف، بالفتح: الرقة واللطف، لغة في التحريك، كما في المحكم. ورجل مرهوف البدن: أي لطيف الجسم، رقيقة، وهو مجاز، ويقال: رجل مرهف الجسم، وهو الأكثر. وأذن مرهفة: دقيقة. ويقال: شحذت علينا لسانك، وأرهفته، وهو مجاز. وكذا قولهم: أرهف غرب ذهنك لما أقول، كما في الأساس. )الروف(، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو مصدر راف، يروف، روفا، لمن ترك الهمز، قال: وقال قوم: بل الروف من السكون، وليس من قولهم: رؤوف رحيم، ذاك من الرأفة مهموزا، إلا أنه في لغة من لم يهمز روف، وقرأ الحسن البصري، والزهري: )لروف( بالتليين، وظنه بعضهم أنهما قرآه بالواو، وهو وهم، لأن الكلمة مهموزة، والهمز المضموم إذا لين أشبه الواو. وقرأ أبو جعفر: )لرووف( بتليين همزة مشبعة. والروفة الرحمة، عن ابن الأعرابي. وراف، يراف: لغة في: رأف يرأف بالهمز. ومما يستدرك عليه: الراف: الخمر، لغة في الرأف، بالهمز، ويروى قول القطامي الذي سبق ذكره بالوجهين. وقال ابن بري: رواف، كسحاب: موضع قرب مكة، حرسها الله تعالى، قال قيس بن الخطيم:

ألفيتهم يوم الهياج كأنـهـم      أسد ببيشة أو بغاف رواف ر ي ف

صفحة : 5882

الريف، بالكسر: أرض فيها زرع وخصب، والجمع: أرياف، نقله الجوهري، والأزهري، ومنه الحديث: )تفتح الأرياف فتخرج إلها الناس(. وقال الليث: الريف: الخصب والسعة في المأكل والمشرب، كذا نص العباب، ونص اللسان: السعة في المآكل، والجمع: أرياف، فقط، قال غيره: الريف: ما قارب الماء من أرض العرب وغيرها، كما في العباب، واللسان، والجمع: أرياف، وريوف، وفي شرح شيخنا: قلت الأولى حذف العرب، وأن يقول من الأرض مطلقا، وهو الظاهر، كما قاله جماعة. انتهى، أو حيث يكون الخضر، والمياه، والزروع، نقله الأزهري. وراف البدوي، يريف: أتاه، ومنه قول الراجز:

جواب بيداء بها غروف
لا يأكل البقل ولا يريف
ولا يرى في بيته القليف

كأريف، نقله الجوهري، يقال أيضا: تريف: إذا حضر القرى، وهي المياه، رافت الماشية: رعته، أي: الريف، وهي الأرض ذات الخصب. والراف: الخمر، هنا ذكره الأزهري، والأولى ذكره في روف كما قدمنا. هي أرض ريفة، ككيسة نقله الجوهري: أي خصبة، وأرافت الأرض، نقله الجوهري، إرافة، وريفا، وأريفت، كما قالوا: أخصبت إخصابا، وخصبا، سواء في الوزن والمعنى، قال ابن سيده: وعندي أن الإرافة المصدر، والريف الاسم، وكذلك القول في الإخصاب، والخصب. قال ابن عباد: رايف للظنة، أي: قارفها، وطنف لها، كما في العباب.