فصل السين المهملة مع الفاء
الجزء الثاني
س ل ف
سلف الأرض، يسلفها، سلفا: حولها للزرع، أو سواها بالمسلفة، وهي اسم لشيء
تسوى به الأرض، يقال للحجر الذي تسوى به الأرض: مسلفة، قال أبو عبيد:
وأحسبه حجرا مدمجا يدحرج به على الأرض لتستوى.
وروى عن محمد بن الحنفية، قال: ) أرض الجنة مسلوفة، وحصباؤها الصوار، وهواؤها السجسج هكذا ذكره الأزهري، قال الصاغاني: ولم أجده في أحاديثه، وذكره أبو عبيد لعبيد بن عمير الليثي، ومثله في الصحاح، وذكره الخطابي، والزمخشري، لابن عباس رضي الله عنهما، ومثله في النهاية، وذكر الخطابي أنه أخذه من كتاب ابن عمر، يعني اليواقيت، قال الأصمعي: هي المستوية، أو المسواة، وقال: وهذه لغة اليمن والطائف، وقال ابن الأثير: أي ملساء لينة ناعمة.
كأسلفها، إسلافا.
سلف الشيء، سلفا محركة، وضبطه شيخنا بالفتح، وهو الذي يعطيه إطلاق المصنف: مضى.
سلف فلان، سلفا، وسلوفا كعقود: تقدم وقول الشاعر:
وما كل مبتاع ولو سلف صفقة براجع ما قد فـاتـه بـرداد إنما أراد: سلف، فأسكن للضرورة.
قال شيخنا: وفيه أمران: الأول: أن السلف محركة: مصدر الأول، والسلف، بالفتح والسلوف، بالضم: مصدر الثاني، وظاهره أنهما متغايران، والظاهر أنهما مترادفان أو متقاربان، وإن كان الذوق ربما أذن أن يفرق بينهما بفرق لطيف، وقد يقال: التغاير بينهما باعتبار إسناده إلى الإنسان دون غيره. كما يرشد إليه قوله: وفلان.
الثاني: أن كلامه نص في أن مضارع سلف بالضم، كيكتب، على ما هو اصطلاحه، لأنه ذكره بغير مضارع، وفي غريبي الهروي كالصحاح، يقتضي أن مضارعه بالكسر، كما هو الجاري على الألسنة، وصرح به في المصباح، وكلام ابن القطاع صريح في الوجهين، وهو الظاهر، - واقتصر كابن القوطية على تفسيره بتقدم، فتأمل.
سلف المزادة، سلفا: دهنها. والسلف، محركة، له معان منها: السلم، وهو أن يعطى مالا في سلعة إلى أجل معلوم، بزيارة في السعر الموجود عند السلف، وذلك منفعة للمسلف، وهو اسم من الإسلاف، وقال الأزهري: وكل مال قدمته في ثمن سلعة مضمونة اشتريتها لصفة، فهو سلم، وسلف.
منها؛ السلف: القرض الذي لا منفعة فيه للمقرض، غير الأجر والشكر، وعلى المقترض رده كما أخذه، هكذا تسميه العرب، وهو أيضا على هذا التقدير: اسم من الإسلاف، كما قاله أبو عبيد الهروي، وهذان في المعاملات.
قال: للسلف معينان آخران، أحدهما
كل عمل صالح قدمته، أو فرط فرط لك فهو لك سلف، وقد سلف له عمل صالح.
صفحة : 5920
الثاني: كل من تقدمك من آبائك، وذوى قرابتك، الذين هم فوقك في السن والفضل،
واحدهم سالف، ومنه قول طفيل الغنوي، يرثى قومه:
مضوا سلفا قصد السبيل عليهم وصرف المنايا بالرجال تقلب أراد أنهم تقدمونا، وقصد سبيلنا عليهم، أي: نموت كما ماتوا، فنكون سلفا لمن بعدنا، كما كانوا سلفا لنا.
ومنه حديث الدعاء للميت: ) واجعله سلفا لنا، ولهذا سمى الصدر الأول من التابعين السلف الصالح، ومنه حديث مذحج: نحن عباب سلفها (.
ج: سلاف وأسلاف كما في الصحاح، قال ابن بري: ليس سلاف جمع سلف، وإنما هو جمع سالف، للمتقدم، وجمع سالف أيضا: سلف، ومثله خالف، وخلف، ومنه أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السرخسي السلفي، المحدث سمع أبا الفتيان الرواسي، وآخرون منسوبون إلى السلف، أي: بالتحريك.
ودرب السلفي، بالكسر: ببغداد، سكنه إسماعيل بن عباد السلفي، المحدث، هكذا في سائر النسخ، وهو تصحيف، والصواب: درب السلقي، بالقاف، من قطيعة الربيع، كما ذكره الخطيب في تاريخه، وضبطه، ومثله للحافظ في التبصير، والمذكور روى عن عباد الرواجني، وتوفي سنة 320، فتنبه لذلك.
وأرض سلفة، كفرحة: قليلة الشجر، قاله أبو عمرو.
والسلف، بالفتح: الجراب ما كان، أو الضخم منه، كما في الصحاح، أو هو: أديم لم يحكم دبغه، كأنه الذي أصاب أول الدباغ، ولم يبلغ آخره، ومنه الحديث: )وما لنا زاد إلا السلف من التمر( وقال بعض الهذليين:
أخذت لهم سلفى حتى وبرنسا وسحق سراويل وجرد شليل أراد: جرابي حتى، وهو سويق المقل، ج: أسلف، وسلوف.
والسلفة، بالضم: اللمجة، وهو ما يتعجله الإنسان من الطعام قبل الغداء، كاللهنة. وجلد رقيق يجعل بطانة للخفاف. السلفة: الكردة المسواة من الأرض، ج: سلف، هكذا رواه المنذري عن الحسن المؤدب، وبه فسر قول سعد القرقرة:
نحن بغرس الودى أعلمـنـا منا بركض الجياد في السلف قاله الأزهري، وقد تقدم في س د ف.
قال أبو زيد: يقال جاءوا سلفة سلفة: إذا جاء بعضهم في أثر بعض، ومنه قراءة من قرأ: ) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين(، أي: عصبة قد مضت، قاله الزجاج، وقيل: معناه: أي قطعة من الناس، مثل أمة.
السلف، كصرد: بطن من ذي الكلاع، من حمير، وهو السلف بن يقطن، والذي في أنساب أبي عبيد - لما سرد قبائل ذي الكلاع، فقال-: وسلفة هكذا، فكأن السلف جمعه، فتأمل، منهم: رافع بن عقيب السلفي، وقيس بن الحجاج السلفي، وخالد بن معد يكرب، وأخوه خولي، هكذا في النسخ، والصواب: خلي، لا خالد، كما في التبصير للحافظ، وآخرون نسبو إلى هذا البطن.
السلف: ولد الحجل: ج سلفان، كصردان، كذا في الصحاح، ويضم، كما في اللسان، قال الجوهري: قال أبو عمرو: ولم نسمع سلفة للأنثى، ولو قيل: سلفة، كما قيل: سلكة، لواحدة السلكان، لكان جيدا، قال القشيري:
أعالج سلفانا صغارا تخالـهـم
إذا درجوا بجر الحواصل حمرا
وقال آخر:
صفحة : 5921
خطفنه خطف القطامي السلف سلافة، كثمامة: اسم امرأة من بني سهم.
السلافة: الخمر، كالسلاف بغير هاء، وهو أول ما يعصر منها، وقيل: ما سال من غير عصر، وقيل: هو أول ما ينزل منها، وفي التهذيب، السلاف والسلافة من الخمر: أخلصها وأفضلها، وذلك إذا تحلب من العنب بلا عصر ولا مرث، وكذلك من التمر والزبيب، ما لم يعدء عليه الماء بعد تحلب أوله، قال امرؤ القيس:
كأن مكاكي الـجـواء غـدية صبحن سلافا من رحيق مفلفل وأجمع مما ذكر قول الراغب في مفرداته: السلافة: ما تقدم العصر.
وسلاف العسكر: مقدمتهم. هكذا في سائر النسخ، وهو يقتضي أن يكون كغراب، والصواب أنه كرمان في سالف المتقدم، وهكذا ضبط في سائر الأصول.
وسولاف، بالضم: ة بخوزستان، وهي غربي دجيل، منها، كانت بها وقعة بين الأزارقة وأهل البصرة، كما في العباب، وفي اللسان: بين المهلب والأزارقة، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
تبيت وأرض السوس بيني وبينهـا وسولاف رستاق حمته الأزارقه ومن شواهد العروض:
لما التقو بسولاف وقال رجل من الخوارج:
فإن تك قتلى يوم سلى تتابعت فكم غادرت أسيافنا من قماقم
غداة تكر المشرفية فيهم بسـولاف يوم الـمـأزق المـتلاحم والسلوف، كصبور: الناقة التي تكون في أوائل الإبل إذا وردت الماء نقله الجوهري، وقد سلفت، سلوفا، قال الأزهري: السلوف ما طال من نصال السهام وأنشد:
شك كلاها بسلوف سندري السلوف: السريع من الخيل. ج: سلف، بالضم، كصبور، وصبر. والسالفة: الأمم الماضية أمام الغابرة، جمعه: السوالف، يقال. كان ذلك في الأمم السالفة، والقرون السوالف، قال:
ولاقت مناياها القرون السوالف جعلوا كل جزء منها سالفة، ثم جمع على هذا، هذا هو الأصل، ثم أطلق السالفة على خصل الشعر المرسلة على الخد، كناية أو مجازا، والجمع: سوالف، قاله شيخنا.
قلت: وقد صرح علماء البيان أنه من إطلاق المحل على الحال، كما تقدم مثل ذلك في )ص د غ(.
وفي حديث الحديبية: )لأقاتلنهم على أمري حتى تنفرد سالفتي(، هي صفحة العنق، وهما سالفتان من جانبيه، وكنى بانفرادها عن الموت، لأنها لا تنفرد عما يليها إلا بالموت، وقيل: أراد حتى يفرق بين رأسي وجسدي.
وناحية مقدم العنق من لدن معلق القرط إلى قلت الترقوة السالفة من الفرس، وغيره: هاديته، أي ما تقدم من عنقه، كما في العباب، واللسان.
والسلف، ككبد، وكبد، الأخير بالكسر: الجلد، هكذا في سائر النسخ، والمراد به غرلة الصبي، وفي بعضها: الخلد، بضم الخاء المعجمة، وهو غلط.
السلف، باللغتين من الرجل: زوج أخت امرأته.
يقال: بينهما أسلوفة، بالضم: أي
صهر، نقله الصاغاني. وقد تسالفا: أخذ كل منهما أخت امرأته، وهما سلفان،
بالكسر: أي: متزوجا الأختين، ويقال أيضا: السلفان، بفتح فكسر، فإما أن يكون
السلفان مغيرا عن السلفان. وإما أن يكون وضعأ، قال عثمان ابن عفان رضي الله
عنه:
صفحة : 5922
معاتبة السلفين تحسن مرةفإن أدمنا إكثارها أفسدا الحبا ج: أسلاف قال كراع:
السلفتان، بالكسر: المرأتان تحت الأخوين، أو خاص بالرجال، وليس في النساء
سلفة، وهذا قول ابن الأعرابي، نقله ابن سيده. وسلفة، بالكسر، وسلفة كعنبة:
من أعلامهن، كما في العباب.
سلفة: جد جد الإمام الحافظ أبي طاهر محمد، هكذا في النسخ، والصواب: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي، واختلف في هذه النسبة، فقيل: إن سلفة معرب سه لبه، أي: ذو ثلاث شفاه، لأنه كان مشقوق الشفة، هكذا ذكره الكرماني في ديباجة شرح البخاري، والحافظ أبو المظفر منصور بن سليم الإسكندري، في تاريخ الإسكندرية، والزركشي، في حاشية علوم الحديث لابن الصلاح، والنووي في بستان العارفين.
وقيل: إنه منسوب إلى بطين من حمير، يقال لهم: بنو السلف، وهكذا شافه به الإمام النسابة ابن الجواني، حين اجتمع به في الإسكندرية، وقرأت في المقدمة الفاضلية، تأليف النسابة المذكور، ما نصه: وأما سعد بن حمير، فمنه النسب، نسب السلف، البطن المشهور، وإليه يرجع كل سلفي، هكذا ضبطه بكسر ففتح.
قلت: ويؤيد ذلك أيضا ما قرأته بخط يوسف بن شاهين، سبط الحافظ، على هامش كتاب التبصير لجده، ما نصه: ورأيت في تعليق كبير بخط السلفي، ما نصه: بنو سلفة، سلفي، أي عمي، وجد أبي محمد بن إبراهيم، وعم أبي الفضل، وهم بنو سلفة بن داود بن مصرف، فتأمل ذلك.
وأما ما في فهرست أبي محمد عبد الله بن حوط الله أنه منسوب إلى قرية من قرى أصبهان، اسمها سلفة، فغلط، والصواب ما ذكرنا.
وكذا قول الزركشي: فلقب بالفارسية شلفه، بكسر الشين المعجمة وفتح اللام، ثم عرب، فإنه خطأ، والصواب لقب بالفارسية سه لبه،هكذا قالوه، وعندي في تعريب الباء الموحدة فاء توقف، فإنهم لا يحتاجون إلى التعريب إلا إذا كان الحرف ثقيلا على لسانهم، غير وارد على مخارج حروفهم، ولب بمعنى الشفة بالفارسية بالباء الموحدة اتفاقا، فهي لا تعرب، بل تبقى على حالها، ومثل ذلك باذق، فإنه لما كانت الباء عربية أبقوها على حالها.
ثم إن في كلام المصنف نظرا من وجوه: أولا: فإن سياقه يقتضي أن يكون جد جده سلفة، بالكسر، وليس كذلك، بل هو كعنبة، كما هو ظاهر.
وثانيا: قوله: جد جده، يدل على أنه اسم له، وليس كذلك، بل هو لقب له، واسمه إبراهيم، كما يدل له كلامه فيما بعد. وثالثا: فإن إقتصاره على جد جد أبي طاهر مما يوهم أنه فرد، وهو أيضا مقتنضى كلام الذهبي، وغيره، قال الحافظ: وقد نسب بعض المحدثين أبا جعفر الصيدلاني كذلك؛ لأن اسم جده سلفة، فتأمل.
والسلف، بالضم، هكذا في سائر النسخ، وهو خطأ. والصواب - على ما في الصحاح. والعباب، واللسان، وبعض نسخ هذا الكتاب أيضا-: المسلف: المرأة بلغت خمسا وأربعين سنة، ونحوها، وهو وصف خص به الإناث، قاله الجوهري، وقال غيره: المسلف من النساء: النصف، وأنشد الجوهري للشاعر:
فيها ثلاث كالدمى
وكاعب ومسلف قال الصاغاني: الشعر لعمر بن أبي ربيعة، والرواية
):إلى ثلاث كالدمى، وأوله (:
صفحة : 5923
هاج فـــؤادي موقــف ذكرنـي
ما أعـرف
ممـشـاي ذات لـيلة
والشوق مما يشعف )
إلى ثلاث...( إلى آخره. والتسليف: أكل السلفة، وهي اللهنة المعجلة للضيف قبل الغداء، نقله الجوهري، يقال: سلفوا ضيفكم.
التسليف أيضا: التقديم، نقله الجوهري.
التسليف أيضا: الإسلاف، يقال: سلفت في الطعام تسليفا، مثل أسلفت، ومنه الحديث: ) من سلف فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم، إلى أجل معلوم (، أراد: من قدم مالا، ودفعه إلى رجل في سلعة مضمونة، يقال: سلفت، وأسلفت، وأسلمت، بمعنى واحد، والاسم من كل منها: السلف، والسلم.
قال ابن عباد: سالفه في الأرض،
مسالفة: ) سايره فيها مسايرة.
وقال: وأيضا: ساواه في الأمر.
قال: وسالف البعير: تقدم فهو مسالف.
وتسلف منه، كذا: اقترض نقله الجوهري، ومنه السلف في الشيء أيضا، وفي بعض النسخ: ومنه السلف في السير أيضا، وهو نص العباب.
ومما يستدرك عليه: السالف: المتقدم.
والسلف، والسليف، والسلفة: الجماعة المتقدمون.
وجمع سليف: سلف، بضمتين، ومنه قراءة يحيى بن وثاب: ) فجعلناهم سلفا (، قال الفراء: وزعم القاسم أنه سمع واحدها سليفا.
وسالف، وسلف، مثل خالف، وخلف.
والسلف: القوم المتقدمون في السير، ومنه قول قيس بن الخطيم:
لو عرجوا ساعة نسائلهـم ريث يضحى جماله السلف وأسلفه مالا، وسلفه: أقرضه، قال الشاعر:
تسلف الجار شربا وهي حائمة والماء لزن بكيء العين مقتسم واستسلفت منه دراهم فأسلفني: مثل تسلفت، نقله الجوهري، ومنه: ) أنه استسلف من أعرابي بكرا (: أي استقرض.
وجاءني سلف من الناس: أي جماعة.
والسلاف والسلافة من كل شيء: خالصة.
والسلفه، بالضم: غرلة الصبي، نقله الليث، وروض مسلوف: مسوى، وبه سمي المصنف كتابه، فيما له اسمان إلى ألوف، بالروض المسلوف، وقد يحيل عليه أحيانا في هذا الكتاب، ولذا احتجنا إلى ذكره.
والسلائف من النساء، كالأسلاف من الرجال، ومن أمثالهم: ) مركب الضرائر سار، ومركب السلائف غار(.
والسلف، كصرد: فرخ القطا. عن
كراع، وبه فسر قول الشاعر.
كأن فداءها إذ حـردوه وطافوا
حولهم سلف يتيم والسلف، بالضم: ضرب من الطير، ولم يعين.
وسلف للقوم: مثل سلفهم.
والسلفة، بالضم: ما تدخره المرأة لتتحف به من زارها.
والسلف، محركة: الفحل، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
لها سلف يعـوذ بـكـل ريع حمى الحوزات واشتهر الإفالا حمى الحوزات: أي حمى حوازته، أي: لا يدنو منها فحل سواه، واشتهر الإفالا: جاء بها تشبهه، يعني بالإفال: صغار الإبل. والسليف، كأمير: الطريق.
س ل ح ف
السلحفية، فيها ست لغات: الأولى كبلهنية، نقلها الجوهري، عن أبي عبيد، عن
الرؤاسي، قال: ملحق بالخماسي بألف، وإنما صارت ياء للكسرة قبلها.
صفحة : 5924
والسلحفاة، بضم السين وفتح اللام، نقله الجوهري، قال: واحدة السلاحف.
والسلحفاء، بالمد، ويقصر وهاتان عن ابن دريد.
والسلحفاة، مقصورة ساكنة اللام مفتوحة الحاء.
والسلحفاة، بكسر السين وفتح اللام، وهاتان عن الفراء، وحكى الأخيرة عن تيم الرباب.
قلت: وتنطق به العامة بسكون اللام مع كسر السين مقصورا: دابة م معروفة، من دواب الماء، وقيل: هي أنثى الغيالم، في لغة بني أسد، ينفع دمها ومرارتها المصروع، إذا أنشق بالأخيرة، والتلطخ بدمها المفاصل، فتشد.
ويقال: إذا اشتد البرد في مكان، وخيف منه على الزرع وكبت واحدة منها على قفاها، بحيث يكون يداها ورجلاها إلى الهواء، وتركت كذلك، لم ينزل البرد في ذلك الموضع، هكذا ذكره الأطباء في كتبهم.
س ل خ ف
السلخف، كجردحل، أهمله الجوهري، وفي التهذيب: قال أبو تراب، عن جماعة من
الأعراب، قيل: السلخف، والشلخف: المضطرب الخلق، كما في اللسان، والعباب.
س ل ع ف
السلعف، كجردحل، وحضجر أهمله الجوهري، وقال ابن الفرج - عن جماعة من أعراب
قيس -: هو السلخف، والتخفيف نقله ابن عباد.
وسلعفه، سلعفة ابتلعه، نقله الأزهري، أو الصواب بالغين المعجمة، كما نقله الصاغاني.
والمسلعف، بفتح العين: الغليظ، عن ابن عباد.
قال أبو عمرو: السلعاف، بالكسر: عود محدد، ينصب حول الشجرة للسباع، يقتلونها به، والغين لغة فيه، كما يأتي.
س ل غ ف
السلغف، كجردحل، والغين معجمة، أهمله الجوهري، قال ابن الفرج - عن جماعة من
أعراب قيس -: هو السلخف.
وقال الليث: السلغف، كجعفر: التام، هكذا في النسخ، والصواب: التار، الحادر، كما هو نص العين، والعباب، واللسان، وأنشد:
بسلغف دغفل ينطح الص خر برأس مـزلـعـب وبقرة سلغف، كحيدرة، نص التهذيب: سلغف مثال حيدر: أي تارة سمينة.
قال ابن دريد: سلغفه، سلغفة: ابتلعه.
والسلغاف: لغة في السلعاف.
عن أبي عمرو، وقد تقدم.
س ن ج ل ف
سنجلف، بفتح فسكون قرية بمصر، من أعمال المنوفية.
س ن د ف
سندفا، بفتح المهملتين بينهما نون وآخره ألف، وقد يقال بالصاد أيضا، وقد
أهمله الجماعة كلهم، وهما: قريتان بمصر، إحداهما: من أعمال البهنسا،
والأخرى: من أعمال السمنودية، وهي بلصق المحلة الكبرى، وقد دخلت في هذه،
وقد نسب إليها علماء، هكذا ذكرهما الأسعد بن مماتي، وابن الجيعان في
القوانين.
س ن ع ف
السنعف كجردحل، هكذا بالعين مهملة، وصوابه بإعجام الغين، كما هو نص العباب،
وقد أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن الفرج: سمعت زائدة البكري،
يقول: هو السلخف، والشين لغة فيه، كما سيأتي.
س ن ه ف
سنهف كجعفر: اسم، كذا في اللسان،
قلت: وذكره الليث في سهف، وجعل النون زائدة، فإذا وزنه فنعل.
س ن ف
صفحة : 5925
السنف: مصدر سنف البعير، يسنفه، ويسنفه، من حد ضرب، ونصر شد عليه السناف
بالكسر، وسيأتي قريبا، كأسنفه، قال الجوهري: وأبي الأصمعي إلا أسنفت
البعير.
سنفت الناقة: تقدمت الإبل في السير، كأسنفت، فهي مسنفة. السنف، بالكسر: الدوسر الكائن في البر والشعير، وهو يعيبها، ويضع من أثمانهما.
السنف الجماعة، يقال: جاءني سنف من الناس، أي جماعة. عن ابن عباد.
السنف: الصنف، يقال: هذا طعام سنفان، أي جيد وردئ. وهو ضربان، قال أبو عمرو.
السنف: ورقة المرخ، نقله الجوهري، عن أبي عمرو، أو وعاء ثمره، نقله الجوهري عن غيره، وقال ابن بري: وهذا هو الصحيح، وهو قول أهل المعرفة بالمرخ، قال: وقال علي ابن حمزة: ليس للمرخ ورق، ولا شوك، وإنما له قضبان دقاق، تنبت في شعب، وأما السنف فهو وعاء المرخ. قال: وكذلك ذكره أهل اللغة، والذي حكى عن أبي عمرو من أن السنف ورقة المرخ مردود، غير مقبول، والبيت الذي أنشده ابن سيده بكماله، وهو قوله:
تقلقل من ضغم اللجام لهاتهاتقلقل سنف المرخ في جعبة صفر وأورد الجوهري عجزه، ونسبه لابن مقبل، وقال: هكذا هو في شعر الجعدي، قال: وكذا هي الرواية فيه ) عود المرخ ( قال: وأما السنف ففي بيت ابن مقبل، وهو:
يرخى العذار ولو طالت قبائله عن حشرة مثل سنف المرخة الصفر أو كل شجرة يكون لها ثمرة حب في خباء طويل، إذا جفت انتشرت من خبائها ذاك، وهو وعاؤها، وبقيت قشرته، فذاك الخباء وتلك الخرائط والأوعية سنف، قاله أبو حنفية، على ما في العباب، فالواحدة من تلك الخرائط سنفة: ج سنف، بالكسر أيضا، وجج أي جمع الجمع: سنفة، كقردة.
وفي اللسان: قال أبو حنيفة: السنفة: وعاء كل ثمر مستطيلا كان أو مستديرا.
قوله: والعود، مقتضي سياقه أن يكون من معاني السنف، بالكسر، كما هو ظاهر، ويعارضه فيما بعد قوله: جمعه سنف، أو يقال: إنه من معاني السنفة، بزيادة الهاء، فيكون قوله فيما بعد، من أن جمعه سنوف، كما هو نص ابن الأعرابي في النوادر، وفي العباب، والتكملة، واللسان، قال ابن الأعرابي: السنف بالفتح: العود المجرد من الورق.
والسنف أيضا: قشر الباقلاء إذا أكل ما فيه، ونص ابن الأعرابي: يقال لأكمة الباقلاء، واللوبياء، والعدس، وما أشبهها: سنوف، واحدها سنف.
السنف، بالكسر: الورق هكذا في النسخ، وفي المحكم: السنف: الورقة، ج: سنف، هكذا هو في النسخ، وفيه نظر والظاهر: سنوف، كما هو في نص ابن الأعرابي.
السنف: بضمة، وبضمتين: ثياب توضع على كتفي البعير ونص أبي عمرو: على أكتاف الإبل، مثل الأشلة على مآخيرها، الواحد:سنيف كأمير، واقتصر أبو عمرو على الضبط الأخير.
والسنف أيضا بلغتيه: جمع سناف،
ككتاب: اسم للبب، والذي نقله الجوهري، عن الخيل، أنه للبعير بمنزلة اللبب
للدابة، ففي كلام المصنف محل نظر.
صفحة : 5926
أو السناف: أسم لحبل تشده من التصدير، ثم تقدمه حتى تجعله وراء الكركرة،
فيثبت التصدير في موضعه، قاله الأصمعي، كذا في الصحاح، قال: وإنما يفعل ذلك
إذا اضطرب تصديره لخماصة، ونص الصحاح، والعباب: إذا خمص بطن البعير واضطرب
تصديره، وفي المحكم: السناف: سير يجعل من وراء اللبب، - أو غير سير - لئلا
يزل.
والسنفتان، بالضم، والفتح: عودان منتصبان، بينهما المحالة.
وفي الصحاح: المسناف: البعير الذي يؤخر الرحل فيجعل له سناف، ويقال: هو الذي يقدمه، وهو مجاز فهو ضد، هكذا قاله الليث، وقال ابن شميل: المسناف من الإبل التي تقدم الحمل، والمجناة: التي تؤخر الحمل، وعرض عليه قول الليث فأنكره.
قال ابن عباد: السنيف. كأمير: حاشية البساط، وهو خمله. قال: وفرس سنوف، كصبور: يؤخر السرج.
قال ابن دريد: فرس مسنفة كمحسنة: تتقدم الخيل، قال الجوهري: وإذا سمعت في الشعر مسنفة، بكسر النون، فهي من هذا، أي: من أسنف الفرس: إذا تقدم الخيل، قال ابن بري: قال ثعلب: المسانيف: المتقدمة، وأنشد:
قد قلت يوما للغراب إذ حجل.
عليك بالإبل المسانيف الأول. أو بفتح النون، خاص بالناقة، من السناف، أي: شد عليها ذلك، نقله الجوهري.
أو بكرة مسنفة، بكسر النون، إذا عشرت، وتورم ضرعها، نقله ابن عباد.
وأسنف البعير: قدم عنقه للسير، أو تقدم، ويروي قول كثير، يمدح عبد العزيز بن مروان:
ومسنفة فضل الزمام إذا انتحى بهزة هاديها على السوم بازل ويروي: ومسنفة، أي: مشدودة بالسناف، والسوم: الذهاب.
أسنفت الريح: اشتد هبوبها، وأثارت الغبار، نقله ابن عباد، وفي اللسان: أي سافت التراب.
ربما قالوا: أسنف أمره: أي أحكمه، نقله الجوهري، وهو مجاز، من أسنف الناقة: إذا شدها بالسناف.
قال العزيزي: أسنف البرق، والسحاب: إذا رئيا قريبين.
قال الأصمعي: أسنف البعير: جعل له سنافا، وهي إبل مسنفات.
والمسنفة، كمحسنة، من الأرض: المجدبة، ومن النوق: العجفاء نقله العزيزي.
ومما يستدرك عليه: خيل مسنفات: مشرفات المناسج، وذلك محمود فيها، لأنه لا يعترى إلا خيارها وكرامها، وإذا كان ذلك كذلك، فإن السروج تتأخر عن ظهورها، فيجعل لها ذلك السناف لتثبت به السروج.
وجمع السناف: أسنفة.
ويقال في المثل لمن تخير في أمره: )عى بالإسناف( نقله الجوهري، وقال الزمخشري: أي دهش من الفزع، كمن لا يدري أين يشد السناف، وأنشد الليث قول ابن كلثوم:
إذا ماعى بالإسنـاف حـي على الأمر المشبه أن يكونا أي: عيوا بالتقدم، قال الأزهري: وليس هذا بشيء، إنما هو من أسنف الفرس: إذا تقدم الخيل.
وناقة مسنف، ومسناف ضامر، عن أبي عمرو.
والمسانف: السنون المجدبة، نقله ابن سيده، كأنهم شنعوها فجمعوها، قال القطامي:
ونحن نرود الخيل وسط بيوتنا
ويغبقن محضا وهي محل مسانف
صفحة : 5927
الواحدة: مسنفة، عن أبي حنيفة. وسنفا، محركة: قرية شرقي ومضر.
س و ف
السوف: الشم، يقال سافه، يسوفه: إذا شمه، ويسافه، لغة فيه.
قال ابن الأعرابي: السوف: الصبر.
وبالضم، والسوف كصرد: جمعا سوفة، بالضم: اسم للأرض، كما يأتي.
والمساف، والمسافة، والسيفة، بالكسر، الأولى والثانية، نقلهما ابن عباد، واقتصر الجوهري على الثانية: البعد، وهو مجاز، يقال: كم مسافة هذه الأرض? وبيننا مسافة عشرين يوما، وكذلك: كم سيفة هذه الأرض، ومسافها? وإنما سمي بذلك لأن الدليل إذا كان في فلاة شم ترابها، ليعلم أعلى قصد هو، أم لا، وذلك إذا ضل، فإذا وجد الأبعاد، علم أنه على طريق، وقال امرؤ القيس:
على لاحب لا يهتدي بمـنـاره إذا سافه العود الديافى جرجرا أي: ليس به منار، فيهتدي به، وإذا ساف الجمل ترتبه جرجر جزعا، من بعده، وقلة مائه، فكثر الاستعمال، حتى سموا البعد مسافة، قاله الجوهري.
وفي الأساس: المسافة: المضرب البعيد، وأصلها: موضع سوف الأدلاء، يتعرفون حالها من بعد، وقرب، وجوز، وقصد، ويقال: بينهم مساوف، ومراحل.
والسائفة: الرملة الدقيقة، وقد تقدم ذكرها أيضا في س أ ف وأورده الجوهري هنا، وأنشد لذي الرمة، يصف فراخ النعام:
كأن أعناقها كـراث سـائفة طارت لفائفه أو هيشر سلب وأنشد الصاغاني، له أيضا:
وهل يرجع التسليم ربع كأنه بسائفة قفر ظهور الأراقم قال ابن الأنباري: السائفة من اللحم بمنزلة الحذية.
والأسواف، كأنه جمع سوف، بمعنى الشم أو الصبر، قال ياقوت: ويجوز أن يجعل جمع سوف - الحرف الذي يدخل على الأفعال المضارعة - اسما، ثم جمعه، وكل ذلك سائغ: ع بعينه بالمدينة، على ساكنها أفضل السلام، بناحية البقيع، وهو موضع صدقة زيد ابن ثابت الأنصاري، وهو من حرم المدينة، وقد تقدم ذكره في ن ه س .
السواف، كسحاب: القثاء، رواه أبو حنيفة عن الطوسي، هكذا هو بالقاف والثاء المثلثة في بعض الأصول، وهو الصحيح، وفي بعضها: الفناء، بالفاء المفتوحة والنون، لمناسبة ما بعده، هو قوله: والموتان في الإبل، يقال: وقع في المال سواف، أي: موت كما في الصحاح، أو هو بالضم، كما رواه الأصمعي، أو في الناس والمال، وبالضم: مرض الإبل، ويفتح، قال ابن الأثير: وهو خارج عن قياس نظائره، وفي الصحاح: قال ابن السكيت: سمعت هشاما المكفوف، يقول: إن الأصمعي، يقول: السواف، بالضم، ويقول: الأدواء كلها تجيء بالضم، نحو النحاز، والدكاع، والقلاب، والخمال، فقال أبو عمرو: لا، هو السواف، بالفتح، وكذلك قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، قال ابن بري: لم يروه بالفتح غير أبي عمرو، وليس بشيء.
يقال: ساف المال، يسوف، ويساف، سوفا: هلك، واقتصر الجوهري على يسوف، وأنشد ابن بري لأبي الأسود العجلي:
لجذتهم حتى إذا ساف مالهم
أتيتهم في قابل تتـجـدف ساف المال: وقع فيه السواف، أي
الموتان.
صفحة : 5928
والساف: كل عرق من الحائط، كما في العباب، والصحاح، في اللسان: الساف في
البناء: كل صف من اللبن؛ يقال: ساف من البناء، وسافان، وثلاثة آسف، وقال
الليث: الساف: ما بين سافات البناء، ألفه واو في الأصل، وقال غيره: كل سطر
من اللبن والطين في الجدار ساف، ومدماك.
قال ابن عباد: الساف من الريح: سفاها، الواحدة سافة، هكذا هو نص المحيط، وفيه مخالفة لقاعدته.
والسافة، والسائفة، والسوفة، اقتصر الجوهري على أولاهن: الأرض بين الرمل والجلد.
وقال أبو زياد: السائفة: جانب من الرمل ألين ما يكون منه، والجمع: سوائف، قال ذو الرمة:
وتبسم عن ألمى اللثاث كأنهذرى أقحوان من أقاحى السوائف وقال جابر بن جبلة: السائفة: الحبل من الرمل.
وسافها: دنا منها، وفي العباب بعد قوله: وكذلك السوفة: كأنها سافتهما، أي: دنت منهما، وهكذا هو نص المحيط.
والمساف: الأنف، لأنه يساف به، كذا في المحيط، أي: يشم.
قال: والمسوف: الهائج من الجمال، يعني المشموم، وإذا جرب البعير، وطلي بالقطران شمته الإبل، ويروي بالشين المعجمة، كما سيأتي.
قال الصاغاني: وأما الشيفة ككيسة، للطليعة، كذا في نسخ العباب، وفي التكملة: الطبيعة، هكذا، وصحح عليه، فبالمعجمة، كما سيأتي، وفيه رد على صاحب المحيط، حيث أورده المهملة.
وسوف أفعل، ويقال: سف أفعل، وسو أفعل، لغتان في: سوف أفعل، وقال ابن جني: حذفوا تارة الواو، وأخرى الفاء، فيه لغة أخرى، وهي: سى أفعل، هكذا هو في النسخ، وفي اللسان: سايكون، فحذفوا اللام، وأبدلوا العين طلبا للخفة: حرف معناه الاستئناف، أو كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد، كما نقله الجوهري عن سيبويه، قال: ألا ترى أنك سوفته، إذا قلت له مرة بعد مرة: سوف أفعل، ولا يفصل بينها وبين أفعل، لأنها بمنزلة السين في سيفعل، وقال ابن دريد: سوف: كلمة تستعمل في التهديد، والوعيد، والوعد، فإذا شئت أن تجعلها اسما نونتها، وأنشد:
إن سوفا وإن ليتا عناء ويروي:
إن لوا وإن ليتا عناء فنون إذ جعلهما اسمين، قال الصاغاني: الشعر لأبي زبيد الطائي، وسياقه:
ليت شعري وأي مني ليت إن ليتا وإن لوا عـنـاء وليس في رواية من الروايات ) إن سوفا (.
ثم قال ابن دريد: وذكر أصحاب الخليل، عنه، أنه قال لأبي الدقيش: هل لك في الرطب? قال: أسرع هل وأوحاه، فجعله اسما، ونونه، قال: والبصريون يدفعون هذا.
من المجاز: يقال: فلان يقتات السوف، أي: يعيش بالأماني، وكذلك قولهم: وما قوته إلا السوف، كما في الأساس.
والفيلسوف: كلمة يونانية، أي: محب الحكمة، أصله فيلا سوفا، فيلا: هو المحب، وسوفا: وهو الحكمة، والاسم، منه الفلسفة، مركبة، كالحوقلة. والحمدلة والسبحلة، كما في العباب.
وأساف الرجل إسافة: هلك ماله، فهو مسيف، كما في الصحاح، وهو قول ابن السكيت.
وقال غيره: أساف الرجل: وقع في ماله السواف، قال طفيل:
فأبل واسترخى به الخطب بعدما
أساف ولو لا سعينا لم يؤبـل
صفحة : 5929
وفي حديث الدؤلي: وقف على أعرابي، فقال: أكلني الفقر، وردني الدهر ضعيفا
مسيفا .
قال أبو عبيد: أساف الخارز، إسافة: أثأي، فانحرمت الخرزتان.
وأساف الخرز: خرمه قال الراعي:
كأن العيون المرسلات عشية
شآبيب دمع لم يجد متـرددا
مزائد خرقاء اليدين مسـيفة أخب
بهن المخلفان وأحفدا
قال ابن عباد: أساف الوالدان، إذا مات ولدهما، فالولد مساف، وأبوه مسيف، وأمه مسياف في المثل: ) أساف حتى ما يشتكي السواف ، قال الجوهري: يضرب لمن تعود الحوادث، نعوذ بالله من ذلك، وأنشد لحميد بن ثور:
فيالهما من مرسلين لحـاجة أسافا من المال التلاد وأعدما وفي الأساس: لمن مرن على الشدائد، ويقال: ) أصبر على السواف من ثالثة الأثاف .
وسوفته، تسويفا: مطلته، وذلك إذا قلت: سوف أفعل، قال ابن جني: وهذا كما ترى مأخوذ من الحرف، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، أن أكثر ما يستعمل التسويف للوعد الذي لا إنجاز له، نقله شيخنا.
حكى أبو زيد: سوفت فلانا أمرى: أي ملكت إياه وحكمته فيه يصنع ما يشاء، نقله الجوهري، وكذلك: سومته.
وقال ابن عباد: ركية مسوفة، كمحدثة: أي يقال: سوف يوجد فيها الماء، أو يساف ماؤها، فيكره ويعاف، والوجهان ذكرهما الزمخشري أيضا هكذا.
وكمحدث: من يصنع ما يشاء لا يرده أحد.
واستاف: اشتم، والموضع مستاف.
وساوفه: ساره، والمرأة: ضاجعها ومما يستدرك عليه: سئف الرجل، فهو مسئوف: أي فزع، نقله ابن عباد هنا، وسيأتي للمصنف في الشين المعجمة، وهما لغتان.
وساوفه، مساوفة: ماطله، أنشد سيبويه لابن مقبل:
لو ساوفتنا بسوف من تحيتها
سوف العيوف لراح الركب قد قنعوا انتصب سوف العيوف على المصدر
المحذوف الزيادة.
ويقال: إنه لمسوف: أي صبور، وأنشد المفضل:
هذا ورب مسوفين صبحتهم من خمر بابل لذة للشارب والتسويف: التاخير، وفي الحديث: أنه لعن المسوفة من النساء وهي التي لا تجيب زوجها إذا دعاها إلى فراشه، وتدافعه فيما يريد منها، وتقول: سوف أفعل.
وساوفه: شمه.
والسائفة: الشط من السنام، نقله ابن سيده.
وأسافه الله: أهلكه.
وإنها لمساوفة السير: أي مطيقته.
والساف: طائر يصيد، نقله ابن سيده.
ومن مجاز المجاز قول ذي الرمة:
وأبعدهم مسافة غور عـقـل إذا ما الأمر ذو الشبهات عالا. كما في الأساس.
س ه ف
السهف، أهمله الجوهري على ما في النسخ المصححة من الصحاح، وقد وجد في بعضها
على الهامش، وعليه إشارة الزيادة، قال الليث: هو تشحط القتيل، واضطرابه في
نزعه، ونص العين: يسهف في نزعه، واضطرابه، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
ماذا هنالك من أسوان مكتئب
وساهف ثمل صعدة قصـم قال الليث أيضا: السهف:حرشف السمك خاصة.
قال ابن دريد: السهف، بالتحريك: شدة العطش، يقال: سهف، كفرح، يسهف، سهفا،
وهو ساهف.
صفحة : 5930
يقال: رجل مسهوف: كثير الشرب للماء، لا يكاد يروي: وكذلك رجل ساهف، يقال:
أصابه السهاف، كغراب مثل العطاش سواء.
والساهف: الهالك، ويقال: الذي خرج روحه، ويقال العطشان، كالسافه، أو من
غلبه العطش عند النزع، عند خروج روحه، أو الذي نزف فأغمي عليه، قال
الأصمعي: وبكل ذلك فسر قول ساعدة السابق.
يروي بيت أبي خراش الهذلي:
وإن قد ترى مني لما قد أصابني من
الحزن أني ساهف الوجه ذو هم أي: متغيره، قاله ابن شميل، ويروي، ساهم الوجه.
يقال: طعام فلان مسهفة، ومسفهة، على القلب، إذا كان يسقى الماء كثيرا قاله
ابن الأعرابي، قال الأزهري: وأرى قول الهذلي: )وساهف ثمل( من هذا. واستهفه،
استهافا، استخفه، وكذلك: ازدهفه.
ومما يستدرك عليه:
ناقة مسهاف: سريعة العطش. والمسهفة: الممر، كالمسهكة، قال ساعدة بن جؤية:
بمسهفة الرعـاء إذا هم راحوا وإن نعقوا كذا في اللسان، ولم أجده في شعره. وسيهف، كصيقل: اسم، كما في اللسان.
وفي الجمهرة: سنهف، والنون زائدة.
وسهف الدب، سهيفا: صاح.
س ي ف
السيف، الذي يضرب به، م معروف، وأسماؤه تنيف على ألف، وذكرتها في الروض
المسلوف فيما له اسمان إلى الألوف. ج: أسياف، وسيوف، وعليهما اقتصر
الجوهري، وأسيف، وهذه عن اللحياني، ومسيفة، كمشخة، وشاهد أسيف قول الشاعر،
أنشده الأزهري:
كأنهم أسيف بـيض يمـانـية عضب مشاربها باق بها الأثر وسافة، يسيفه: ضربه به، وقد سفته، فأنا سائف، نقله الجوهري، وهو قول الفراء وكذلك: رمحته، ونقله الكسائي أيضا. ورجل سائف: ذو سيف، نقله الجوهري.
قال: وسياف: صاحبه، ج: سيافة.
أو السيافة: هم الذين حصونهم سيوفهم، قاله الليث.
وصدقة السياف، كأنه لعمله السيوف محدث?.
وهم في الدار أسياف: أي أحزاب، عن ابن عباد.
قال: سافت يده، تسيف أي: سئفت، وقد تقدم.
قال: والمسائف: السنون، القحط، وذكره ابن سيده في س و ف وقال: هي السنون المجدبة، والأصل واوي، وهو الصواب.
قال الكسائي: رجل سيفان: أي طويل ممشوق، كالسيف، زاد الجوهري: ضامر البطن، وهي بهاء، قال الليث: امرأة سيفانة، وهي: الشطبة كأنها نصل سيف، أو هو خاص بهن، كما قاله الخليل.
والسيف، بالفتح، ويكسر: سمكة كأنها سيف.
السيف، بالفتح فقط: شعر ذنب الفرس، وفي اللسان: سيب الفرس.
والسيف، بالكسر خاصة: ساحل البحر، والجمع: أسياف، كما في الصحاح.
السيف: ساحل الوادي، أو لكل ساحل سيف، أو إنما يقال ذلك لسيف عمان.
السيف أيضا: الملتزق بأصول السعف من خلال الليف، وليس به، وفي الصحاح: كالليف: قال الجوهري، وهذا الحرف نقلته من كتاب من غير سماع، وزاد غيره: وهو أردأه وأخشنه، وأجفاه، وقد سيف، سيفا، قال الجوهري، وينشد:
نخل جؤاثي نيل من أرطابها
والسيف والليف على هدابها
السيف: ع، وبه فسر قول لبيد:
ولقد يعلم صحبي كلهم بعدان السيف
صبري ونقل
صفحة : 5931
والعدان: الساحل.
والسيف الطويل: ساحل طويل جدا، كأنه قطع بالسيف، مسيرة مائة فرسخ، وهو ساحل
بحر البربرة، مما يلي مقدشو، قال الصاغاني: وقد رأيته في شهر رمضان سنة
609. وخور السيف: د، دون سيراف، مما يلي كرمان، وقد ذكر في الراء. والمسيف:
من عليه السيف، كما في الصحاح، وقال الكسائي هو المتقلد بالسيف، فإذا ضرب
به، فهو سائف.
قال ابن عباد: المسيف: هو الشجاع معه السيف.
قال ابن الأعرابي: درهم مسيف، كمعظم: جوانبه نقية من النقش.
وأساف الخرز: خرمه، قيل: يائية، فموضع ذكره هنا، كما فعله ابن فارس، والجوهري، وقد تقدم في )س و ف(.
وتسايفوا، وسايفوا، واستافوا، وعلى الأول اقتصر الجوهري: أي تضاربوا بالسيوف، قال الليث: وقد استيف القوم، قال ابن جني: استافوا: تناولوا السيوف، كقولك: امتشنوا سيوفهم، وامتخطوها، قال: فأما تفسير أهل اللغة أن استاف القوم، في معنى تسايفوا، فتفسيره على المعنى كعادتهم في أمثال ذلك.
وسيف بن سليمان المكي، من رجال الصحيحين، قال المزي: روى له الجماعة سوف الترمزي، روى عنه معتمر بن سليمان وغيره.
سيف بن عبيد الله، ثقتان غير أن الذهبي ذكر في الأول أنه رمى بالقدر، والثاني ذكره ابن حبان في الثقات، وقال وربما خالف.
سيف بن عمر الضبي التيميمي الأسدي، صاحب التواليف، منها كتاب الفتوح، وهو مشهور.
سيف بن محمد، وابن هارون، وابن مسكين، وابن وهب أبو رهم التميمي، بصري، يروي عن أبي الطفيل، وعنه ابن علية.
سيف بن منير التابعي، عن أبي الدرداء.
وسيف بن أبي المغيرة الكوفي التمار، عن مجالد.
وأبو سيف المخزومي التابعي، قال الذهبي في ذيل الديوان: لا يعرف ضعفاء.
أما الأول: وهو سيف بن عمر، فإنه يروي عن عبيد الله بن عمر العمري، والأعمش، والثوري، وابن جريج، وموسى بن عقبة، قال يحيى: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث، وكذا النسائي والدارقطني، وقال أبو داود: كذاب، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مامون.
وأما الثالث، فإذا كان الذي يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، وسليمان التميمي، فقد ضعفه النسائي، والدارقطني، وقال يحيى: ليس بشيء قال ابن الجوزي في الضعفاء: ورجل آخر يسمى سيف بن هارون، الذي يروي عنه شعبة، ضعفه أحمد، وقال يحيى بن مالك: قلت: وأروده الذهبي في الديوان، إلا أنه قال: عن شعبة، قال: وكأنه البرجمي. انتهى، والصواب ما قاله ابن الجوزي.
وأما الرابع، فقال الدارقطني: ليس بالقوى، وقال ابن حبان: يأتي بالمقلوبات، والموضوعات، لا يحل الاحتجاج به، لمخالفة الأثبات.
وأما الخامس، فضعفه أحمد، وقال يحيى: كان هالكا، وقال النسائي: ليس بثقة، كذا قاله ابن الجوزي، والذهبي، قلت: وقد أورده ابن حبان في ثقات التابعين.
وأما السادس، فقد ضعفه الدارقطني، وقال الأزدي: لا يكتب حديثه.
وأما السابع، فضعفه الدارقطني أيضا.
وينظر في كلام المصنف بوجوده:
صفحة : 5932
أولا: فإنه اقتصر في ذكر الثقات على رجلين، مع أنهم تكلموا في أولهما، كما
تقدم، وفي ثقات التابعين ممن لم يذكرهم، سيف بن الهذيل، وسيف بن سبيعة،
كلاهما عن ابن عمر، وسيف أبو الحسن، عن أبي سعيد الخدري، وسيف المازني، عن
عمر بن الخطاب وسيف غير منسوب، عن عون بن مالك الأشجعي، هؤلاء ذكرهم ابن
حبان.
وثانيا: فقد فاته سيف بن أبي زياد التيمي، قال أبو حاتم الرازي: مجهول، وسيف بن عميرة الكوفي، يروي عن التابعين قال الأزدي: تكلموا فيه، كذا في كتاب الضعفاء لابن الجوزي، ومثله في حواشي الإكمال.
وثالثا، فإن سيف بن وهب - الذي ذكره - تابعي، ولم يشر له المصنف، مع الإشارة في غيره فتأمل.
وسيف الغراب: الدلبوث، كقربوس، وقد تقدم في الثاء أنه نبات، أصله وورقه مثل نبات الزعفران سواء، وبصلته في ليفه، قال أبو حنيفة: وإنما سمي به لأن ورقه دقيق الطرف، كالسيف.
ومما يستدرك عليه: رجل سياف: إذا كان سفاكا للدماء، وهو مجاز.
وريح مسياف: يقطع كالسيف، قال الشاعر:
ألا من لقبر لا تزال تهـجـه شمال ومسياف العشي جنوب وبرد مسيف، كمعظم: فيه كصور السيوف.
وسيفت النخلة، وانسافت بمعنى. وأساف القوم: أتوا السيف، حكاه الفارسي.
والمسيف: الفقير، عن ابن بري، أورده هنا.
والسائفة: اسم رمل بعينه.
وتسيفه: ضربه بالسيف.
ويقال: نزلوا بالسيف، أي: بالساحل، وهم أهل أسياف وأرياف. وبرد مسيف، كمعظم: عريض الخطوط كالسيف.
ومن المجاز: بين فكيه سيف صارم.