الباب العشرون: باب الفاء - الفصل الرابع عشر: فصل الضاد المعجمة مع الفاء

فصل الضاد المعجمة مع الفاء

ض ر ف
الضرافة، كثمامة أهمله الجوهري، وفي العباب: ع، قرب لعلع قال أبو دواد الإيادي:

فروى الضرافة من لعلع      يسح سجالا ويفري سجالا وقال الأصمعي: يقال: هو في ضرفة خير بالضم، أي كثرته. وقال ابن الأعرابي: الضرف ككتف: شجر التين يقال لثمره: البلس، نقله ثعلب. الواحدة ضرفة وهو مخالف لاصطلاحه، كما تقدم مرارا أو هو من شجر الجبال، يشبه الأثأب في عظمه وورقه إلا أن سوقه غبر مثل سوق التين، وله تين ونص المحكم، وكتاب النبات لأبي حنيفة: له جزء أبيض مدور مغلظ كتين الحماط الصغار، مر يضرس يأكله الناس والطير والقرود واحدته ضرفة هذا كله قول أبي حنيفة ونقل الأزهري قول أبي الأعرابي السابق وقال: هذا غريب. ومما يستدرك عليه: ضراف، كسحاب: موضع، نقله الصاغاني في أن فيكم ضعفا بالفتح وقرأ التكملة.

ض ع ف
الضعف بالفتح ويضم وهما لغتان، والضم أقوى ويحرك وهذه عن ابن الأعرابي، وأنشد:

ومن يلق خيرا يغمز الدهر عظمه     على ضعف من حاله وفـتـور ومعنى الكل: ضد القوة وهما بالفتح والضم معا جائزان في كل وجه، وخص الأزهري بذلك أهل البصرة، فقال: هما عند أهل البصرة سيان، يستعملان معا في ضعف البدن، وضعف الرأي، وقرأ عاصم وحمزة وعأأ أأي، وقرأ عاصم وحمزة وعلم ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر والكسائي بالضم. وأما الضعف محركة فقد سبق شاهده في الجسم، وأما في الرأي والعقل فشاهده أنشده ابن الأعرابي أيضا:

ولا أشارك في رأي أخا ضعف    ولا ألين لمن لا يبتغي لـينـي

صفحة : 5973

وقد ضعف ككرم ونصر الأخيرة عن اللحياني، كما في اللسان، وعزاه في العباب إلى يونس ضعفا وضعفا بالفتح والضم وضعافة ككرامة، كل ذلك مصادر ضعف بالضم، وكذا ضعافية ككراهية فهو ضعيف، وضعوف، وضعفان الثانية عن ابن بزرج، قال: وكذلك ناقة عجوف وعجيف، ج: ضعاف بالكسر وضعفاء ككرماء وضعفة محركة كخبيث وخبثة، ولا ثالث لهما، كما في المصباح، قال شيخنا: ولعله في الصحيح، وإلا ورد سري وسراة، فتأمل، وهي ضعيفة، وضعوف الثانية عن ابن بزرج، ونسوة ضعيفات، وضعائف، وضعاف، وقال:

لقد زاد الحياة إلي حبـا     بناتي إنهن من الضعاف وقوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف قال قتادة: من النطفة، أي: من مني ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعل من بعد قوة ضعفا قال: الهرم، وروي عن ابن عمر أنه قال: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم: الله الذي خلقكم من ضعف فأقرأني من ضعف، بالضم. وقوله تعالى: وخلق الإنسان ضعيفا : أي يستميله هواه كما في العباب واللسان. وقال أبو عبيدة: ضعف الشيء، بالكسر: مثله زاد الزجاج: الذي يضعفه وضعفاه: مثلاه وأضعافه: أمثاله. أو الضعف: المثل إلى ما زاد وليس بمقصور على المثلين، نقله الأزهري، وقال: هذا كلام العرب، قال الصاغاني: فيكون ما قاله أبو عبيدة صوابا، وكذلك روي عن ابن عباس، فأما كتاب الله عز وجل فهو عربي مبين، يرد تفسيره إلى موضوع كلام العرب، الذي هو صيغة ألسنتها، ولا يستعمل فيه العرف إذا خالفته اللغة وقال: بل جائز في كلام العرب أن يقال: لك ضعفه، يريدون مثليه وثلاثة أمثاله؛ لأنه أي: الضعف في الأصل زيادة غير محصورة ألا ترى إلى قوله عز وجل: فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا ولم يرد مثلا ولا مثلين، ولكنه أراد بالضعف الأضعاف، قال: وأولى الأشياء فيه أن يجعل عشرة أمثاله؛ لقوله تعالى: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الآية. فأقل الضعف محصور، وهو المثل، وأكثره غير محصور، قال الزجاج: والعرب تتكلم بالضعف مثنى، فيقولون: إن أعطيتني درهما فلك ضعفاه؛ يريدون مثليه، قال: وإفراده لا بأس به، إلا أن التثنية أحسن. وفي قوله تعالى: فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا قال: أراد المضاعفة، فألزم الضعف التوحيد؛ لأن المصادر ليس سبيلها التثنية والجمع. وقول الله تعالى: يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وقرأ أبو عمرو: يضعف قال أبو عبيد: أي يجعل العذاب ثلاثة أعذبة وقال: كان عليها أن تعذب مرة، فإذا ضوعف ضعفين صار الواحد ثلاثة، قال: ومجاز يضاعف، أي: يجعل إلى الشيء شيآن، حتى يصير ثلاثة والجمع أضعاف، لا يكسر على غير ذلك. ومن المجاز: أضعاف الكتاب، أي: أثناء سطوره وحواشيه ومنه قولهم: وقع فلان في أضعاف كتابه، يراد به توقيعه فيها. نقله الجوهري والزمخشري. ويقال: الأضعاف من الجسد: أعضاؤه، أو عظامه وهذا قول أبي عمرو وقال غيره: الأضعاف: العظام فوقها لحم، ومنه قول رؤبة:

والله بين القلب والأضعاف

صفحة : 5974

الواحدة ضعف، بالكسر. وضعفهم، كمنع يضعفهم: كثرهم، فصار له ولأصحابه الضعف عليهم قاله الليث. وقال ابن عباد: الضعف محركة: الثياب المضعفة كالنفض. والضعيف كأمير: الأعمى لغة حميرية، قيل: ومنه قوله تعالى: :وإنا لنراك فينا ضعيفا : أي ضريرا، نقله الصاغاني في العباب، وقد رده الشهاب في العناية، فانظره. وأضعفه المرض: جعله ضعيفا نقله الجوهري وهو مضعوف على غير قياس، قال أبو عمرو: والقياس مضعف قال لبيد - رضي الله عنه -:

وعالين مضعوفا وفردا سموطه     جمان ومرجان يشك المفاصلا

صفحة : 5975

قال ابن سيده: وإنما هو عندي على طرح الزائد، كأنهم جاءوا به على ضعف. وأضعف الشيء: جعله ضعفين، كضعفه تضعيفا، قال الخليل: التضعيف: أن يزاد على أصل الشيء، فيجعل مثلين أو أكثر. وضاعفه مضاعفة: أي أضعفه من الضعف، قال الله تعالى: فيضاعفه له أضعافا كثيرة وفي اللسان: يقال: ضعف الشيء: إذا زاد، وأضعفته وضعفته وضاعفته بمعنى واحد، وهو: جعل الشيء مثليه أو أكثر، ومثله امرأة مناعمة ومنعمة، وصاعر المتكبر خده وصعره، وعاقدت وعقدت. ويقال: ضعفه الله تضعيفا: أي جعله ضعفا، وقوله تعالى: فأولئك هم المضعفون أي: يضاعف لهم الثواب، قال الأزهري: معناه الداخلون في التضعيف، أي: يثابون الضعف المذكور في آية: فأولئك لهم جزاء الضعف . وأضعف فلان: ضعفت دابته يقال: هو ضعيف مضعف، فالضعيف في بدنه، والمضعف في دابته، كما يقال: قوي مقو، كما في الصحاح ومنه الحديث أنه قال في عزوة خيبر: من كان مضعفا أو مصعبا فليرجع أي: ضعيف البعير، أو صعبه وقول عمر رضي الله تعالى عنه: المضعف أمير على أصحابه يعني في السفر أراد أنهم يسيرون بسيره ومثله الحديث الآخر: المضعف أمير الركب . والمضعف، كمحسن: من فشت ضيعته وكثرت كما في اللسان والمحيط. وأضعف القوم، بالضم أي: ضوعف لهم نقله الجوهري. وضعفه تضعيفا: عده وفي اللسان صيره ضعيفا وكذلك أضعفه كاستضعفه: وجده ضعيفا، فركبه بسوء، قاله ثعلب وتضعفه وفي إسلام أبي ذر: فتضعفت رجلا: أي استضعفته، قال القتيبي: قد يدخل استفعلت في بعض حروف تفعلت، نحو تعظم واستعظم، وتكبر واستكبر، وتيقن واستيقن، وقال الله تعالى إلا المستضعفين من الرجال وفي الحديث: أهل الجنة كل ضعيف متضعف قال ابن الأثير: يقال: تضعفته واستضعفته بمعنى الذي يتضعفه الناس، ويتجبرون عليه في الدنيا للفقر، ورثاثة الحال، وفي حديث عمر رضي الله عنه: غلبني أهل الكوفة، أستعمل عليهم المؤمن فيضعف، وأستعمل عليهم القوي فيفجر. وضعف الحديث تضعيفا: نسبه إلى الضعف وهو مجاز، نقله الجوهري، ولم يخصه بالحديث. وأرض مضعفة بالبناء للمفعول أي: أصابها مطر ضعيف قاله ابن عباد. وتضاعف الشيء: صار ضعيف ما كان كما في العباب. والدرع المضاعفة: التي ضوعف حلقها، ونسجت حلقتين حلقتين نقله الجوهري. والتضعيف: حملان الكيمياء نقله الليث. ومما يستدرك عليه: الضعيفان: المرأة والمملوك، ومنه الحديث: اتقوا الله في الضعيفين . والضعفة، بالفتح: ضعف الفؤاد، وقلة الفطنة. ورجل مضعوف: به ضعفة، وقال ابن الأعرابي: رجل مضعوف، ومبهوت: إذا كان في عقله ضعف. والمضعف، كمعظم: أحد قداح الميسر التي لا أنصباء لها، كأنه ضعف عن أن يكون له نصيب، وقال ابن سيده: المضعف: الثاني من القداح الغفل التي لا فروض لها، ولا غرم عليها، وإنما تثقل بها القداح كراهية التهمة، هذه عن اللحياني، واشتقه قوم من الضعف، وهو الأولى. وشعر ضعيف: عليل، استعمله الأخفش في كتاب القوافي. والضعف، بالكسر: المضاعف، ومنه قوله تعالى: فآتهم عذابا ضعفا من النار . وتضاعيف الشيء:

صفحة : 5976

ما ضعف منه، وليس له واحد، ونظيره تباشير الصبح لمقدمات ضيائه، وتعاشيب الأرض لما يظهر من أعشابها أولا، وتعاجيب الدهر لما يأتي من عجائبه. وضعف الشيء: أطبق بعضه على بعض وثناه، فصار كأنه ضعف، وبه فسر أيضا قول لبيد السابق. وعذاب ضعف: كأنه ضوعف بعضه على بعض. ورجل مضعف: ذو أضعاف في الحسنات. وبقرة ضاعف: في بطنها حمل، كأنها صارت بولدها مضاعفة، قال ابن دريد: وليست باللغة العالية. والمضاعف، في اصطلاح الصرفيين: ما ضوعف فيه الحرف. وضعيفة: اسم امرأة، قال امرؤ القيس:ما ضعف منه، وليس له واحد، ونظيره تباشير الصبح لمقدمات ضيائه، وتعاشيب الأرض لما يظهر من أعشابها أولا، وتعاجيب الدهر لما يأتي من عجائبه. وضعف الشيء: أطبق بعضه على بعض وثناه، فصار كأنه ضعف، وبه فسر أيضا قول لبيد السابق. وعذاب ضعف: كأنه ضوعف بعضه على بعض. ورجل مضعف: ذو أضعاف في الحسنات. وبقرة ضاعف: في بطنها حمل، كأنها صارت بولدها مضاعفة، قال ابن دريد: وليست باللغة العالية. والمضاعف، في اصطلاح الصرفيين: ما ضوعف فيه الحرف. وضعيفة: اسم امرأة، قال امرؤ القيس:

فأسقي به أختي ضعيفة إذ نأت     وإذ بعد المزار غير القريض وتضاعيف الكتاب: أضعافه. وكان يونس عليه السلام في أضعاف الحوت، وهو مجاز. والضعيف، مصغرا: لقب رجل. والضعفة، محركة: شرذمة من العرب. والمضعف، كمعظم: القدح الثاني من القداح الغفل، ليس له فرض، ولا عليه غرم، قاله اللحياني.

ض غ ف
ضغيفة: من بقل بفاء بعد غين، وقد أهمله الجوهري والصاغاني هنا، وقال كراع: يقال ذلك إذا كانت الروضة ناضرة متخيلة وكذلك من عشب، والمعروف عن يعقوب ضغيغة، وقد تقدم، أو ضفيفة، كما سيأتي قريبا.

ض ف ف
الضفف، محركة: كثرة العيال نقله الجوهري عن ابن السكيت، وأنشد لبشير بن النكث - قال الصاغاني: ويروى لعمرو بن حميل وقال الأصمعي: هو لبعض الأعراب -:

قد اجتذى من الدماء وانتعل
وكبر الله وسمـى ونـزل
بمنزل ينزله بنو عـمـل
لا ضفف يشغله ولا ثقـل

أي: لا يشغله عن نسكه وحجه عيال ولا متاع. وروي عن اللحياني: الضفف: الغاشية والعيال، وقيل: الحشم. وفي الحديث عن الحسن: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضفف وروى مالك بن دينار هذا الحديث عن الحسن، وقال: سألت عنها بدويا فقال: هو التناول مع الناس، أو كثرة الأيدي على الطعام، أو الضيق والشدة، أو هو أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام قاله ثعلب، قال: والحفف: أن يكونوا بمقداره، وقد تقدم، وقال الأصمعي: أن يكون المال قليلا ومن يأكله كثيرا. وقال الفراء: الضفف: الحاجة نقله الجوهري. قال: والضفف أيضا: العجلة يقال: لقيته على ضفف: أي على عجل من الأمر، ومنه قول الشاعر:

وليس في رأيه وهن ولا ضفف

صفحة : 5977

والضفف: الضعف وبه فسر أيضا بعضهم قول الشاعر المذكور. وقال شمر: الضفف: ما دون ملء المكيال، ودون كل مملوء وهو الأكل دون الشبع. والضفف: ازدحام الناس على الماء نقله الجوهري. والضفة: الفعلة الواحدة منه. وقال الأصمعي: ماء مضفوف: أي مزدحم عليه مثل مشفوه، قال الراجز:

لا يستقي في النزح المضفوف
إلا مدارات الغروب الجـوف

هكذا أنشده الجوهري والصاغاني وابن فارس، وكذلك حكاه الليث. وقال اللحياني: ماؤنا اليوم مضفوف: كثير الغاشية من الناس والماشية، وأنشد كما ذكرنا. قال ابن بري: وروى أبو عمرو الشيباني هذين البيتين المظفوف بالظاء، وقال: العرب تقول: وردت ماء مظفوفا: أي مشغولا، وأنشد البيتين. ورجل ضف الحال: أي رقيقه مأخوذ من الضفف، بمعنى الشدة والضيق، نقله الجوهري. قال شيخنا: قلت: ورد أيضا ضفف، محركة دون إدغام، وبالإدغام أكثر. قلت: قال سيبويه: ورجل ضفف الحال، وقوم ضففو الحال، قال: والوجه الإدغام، ولكنه جاء على الأصل. وضف الناقة يضفها ضفا: حلبها بكفه كلها لغة في ضبها، كما في الصحاح، زاد غيره: وذلك لضخم الضرع، ونقله الأزهري عن الكسائي، قال: ضببت الناقة أضبها ضبا: إذا حلبتها بالكف، قال: وقال الفراء: هذا هو الضف بالفاء. فأما الضب، فهو: أن تجعل إبهامك على الخلف، ثم ترد أصابعك على الإبهام والخلف جميعا، وقال غيره: الضف: جمعك خلفيها بيدك إذا حلبتها، وقال الحياني: هو أن يقبض بأصابعه كلها على الضرع. وناقة ضفوف: كثيرة اللبن لا تحلب إلا بالكف. وكذا شاة ضفوف بينتا الضفاف، ومنه قوله:

حلبانة ركبانة ضفوف
تخلط بين وبر وصوف

ويروى بالصاد، وقد تقدم. وضفة النهر، ويكسر: جانبه ومنه حديث عبد الله بن خباب مع الخوارج: فقدموه على ضفة النهر، فضربوا عنقه اقتصر الجوهري على الكسر، وصوبه القتيبي، وقال الأزهري: الصواب الفتح، والكسر لغة فيه. وضفتا الوادي، أو الحيزوم، ويكسر: جانباه عن ابن الأعرابي، وأنشد

يدعه بضفتي حيزومه وقد استعاره علي رضي الله تعالى عنه للجفن، فقال: فيقف ضفتي جفونه أي: جانبيها. وضفة البحر: ساحله. والضفة من الماء: دفعته الأولى. وقال الأصمعي: دخلت في ضفة القوم، وضفضفتهم: أي جماعتهم ونقله الليث أيضا هكذا. وضفيفة من بقل: أي ضغيفة حكاه ابن السكيت، وذلك إذا كانت الروضة ناضرة متخيلة، وتقدم عن أبي مالك أنه ضغيغة، بغينين معجمتين. وقال أبو سعيد: يقال: هو من ضفيفنا ولفيفنا كذا في النسخ، والصواب تقديم لفيفنا، كما هو نص العباب، ويدل له قوله بعد: أي ممن نلفه بنا، ونضفه إلينا إذا حزبته الأمور أي: نابته واعترته. والضفافة، كسحابة: من لا عقل له نقله الصاغاني. وضفه ضفا: جمعه وأنشد أبو مالك:

فراح يحدوها على أكسائها
يضفها ضفا على اندرائها

صفحة : 5978

أي: يجمعها. وقال الفراء: ضف المصطلي ضفا: ضم أصابعه وجمعها، فقربها من النار. وقال أبو عمرو: يقال: شاة ضفة الشخب: أي واسعته كما في اللسان والعباب. وقال أبو مالك: الضف بالضم: هنية تشبه القراد وهي غبراء في لونها رمداء، إذا لسعت شري الجلد بعد لسعتها ج: ضففة كقردة. ويقال: تضافوا: إذا كثروا واجتمعوا على الماء وغيره والصاد لغة فيه، وقال أبو مالك: قوم متضافون: أي مجتمعون، قال غيلان:

ما زلت بالعنف وفوق العنف حتى اشفتر الناس بعد الضف أي: تفرقوا بعد اجتماع، ونقل ابن سيده: تضافوا على الماء: إذا كثروا عليه، عن يعقوب، وقال اللحياني: إنهم لمتضافون على الماء، أي: مجتمعون مزدحمون عليه. وتضافوا أيضا: إذا خفت أحوالهم هكذا هو نص العباب، ومثله في سائر النسخ، والصواب أموالهم، كما هو نص النوادر لأبي زيد. ومما يستدرك عليه: عين ضفوف، كصبور: كثيرة الماء، قال الطرماح:

وتجود من عـين ضـفـو     ف الغرب مترعة الجداول وجمع ضفة الوادي، بالكسر: الضفاف، قال:

يقذف بالخشب على الضفاف ورجل مضفوف، مثل مثمود، إذا نفد ما عنده، نقله الجوهري، وهو مجاز، هكذا حكاه اللحياني، وروى غيره: رجل مضفوف عليه.

ض و ف
المضوفة أهمله الجوهري هنا، وأورده في ض ي ف وفي العباب: هو الهمث والحاجة ويقال: لي إليك مضوفة: أي حاجة. وقال الأصمعي: المضوفة: الأمر يشفق منه، وأنشد لأبي جندب الهذلي:

وكنت إذا جاري دعا لمـضـوفة     أشمر حتى ينصف الساق مئزري كما ف الصحاح. قلت: فإذن أصل المضوفة يائية، وفيه لغتان أخريان يأتي ذكرهما قريبا، ونص الخليل وسيبويه على أن قياسها المضيفة، فهي شاذة قياسا واستعمالا، كما بسطوه في شروح التسهيل والشافية وغيرهما، قال شيخنا: وقد وهم المصنف في إيرادها هنا، وتركها في الياء، فهما وهمان طالما اعترض بما هو أدنى منهما على من هو أعلم منه بما يرده، عفا الله عنه. قلت: وكأنه قلد الصاغاني حيث أورده في العباب هكذا، ولم يرده في التكملة، ولم يستدرك به، وكأنه بدا له ما صوبه سيبويه والخليل، فتأمل ذلك، وقول شيخنا: وتركها في الياء وهم؛ فإنه قد ذكره في ض ي ف على ما سيأتي، فتأمل. وما يستدرك عليه: ضاف عن الشيء ضوفا: عدل، كصاف صوفا، عن كراع، كذا في اللسان، وقد أهمله الجماعة.

ض ي ف
الضيف يكون للواحد والجميع كعدل وخصم، قال الله تعالى: إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون هكذا ذكروه على أن ضيفا قد يجوز أن يكون ههنا جمع ضائف الذي هو النازل، فيكون من باب زور وصوم، فافهم وقد يجمع على أضياف، وضيوف، وضيفان قال رؤبة:

فإن تضئ نارك للعوافي
لا يغشها جاري ولا أضيافي
هذا التغاني عنك والتكافي

وقال آخر:
جفؤك ذا قدرك للضيفان
جفأ على الرغفان في الجفان

وهي ضيف، وضيفة قال البعيث:

لقى حملته أمه وهي ضيفة     فجاءت بيتن للضيافة أرشما هكذا أنشده الجوهري، وحرفه أبو عبيدة، فعزاه إلى جرير، والرواية:

فجاءت بنز للنزالة أرشما

صفحة : 5979

ويروى: من نزالة أرشما: أي من ماء عبد به رشوم وخطوط، ومعنى البيت: أي ضافت قوما، فحبلت في غير دار أهلها. وقال أبو الهيثم: أراد بالضيفة هنا أنها حملته وهي حائض، يقال ضافت تضيف: إذا حاضت لأنها مالت من الطهر إلى الحيض وهي ضيفة: حائض. وضفته بالكسر أضيفه ضيفا وضيافة، بالكسر: أي نزلت به وصرت له ضيفا، وأنشد ابن بري للقطامي:

تحيز عني خشـية أن أضـيفـهـا      كما انحازت الأفعى مخافة ضارب وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: ضافها ضيف فأمرت له بملحفة صفراء. كتضيفته ومنه حديث النهدي: تضيفت أبا هريرة سبعا، وقال الفرزدق:

وجدت الثرى فينا إذا التمس الثرى ومن هو يرجو فضله المتضيف هكذا أنشده الجوهري ويروى:

ومنا خطيب لا يعاب وقائل     ومـن هـو.... الــخ وفي اللسان تضيفته: سألته أن يضيفني، وأتيته ضيفا، قال الأعشى:

تضيفته يوما فأكرم مقعـدي     وأصفدني على الزمانة قائدا والضيف: فرس كان لبني تغلب من نسل الحرون قال مقاتل بن حني:

مقابل للضيف والحرون
محض وليس المحض كالهجين

والضيف: علم من أعلام الأناسي. وقال أبو زيد: الضيف بالكسر: الجنب. وأبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضيفون، كسحنون الرصافي، من رصافة قرطبة روى عن أبي سعيد بن الأعرابي وغيره، وضيفون: في أعلام المغاربة كثير. والمضيفة بفتح الميم ويضم: الهم والحزن هنا ذكره الجوهري على الصواب، ونقل عن الأصمعي قال: ومنه المضوفة: وهو الأمر يشفق منه، وأنشد لأبي جندب الهذلي:

وكنت إذا جاري دعا لمـضـوفة      أشمر حتى ينصف الساق مئزري ثم قال: قال أبو سعيد: هذا البيت يروى على ثلاثة أوجه، على: المضوفة والمضيفة والمضافة. قلت: والأخير على أنه مصدر بمعنى الإضافة، كالكرم بمعنى الإكرام، ثم تصف بالمصدر، فتأمل ذلك. والضيفن: الذي يجيء مع الضيف، كما في الصحاح، وزاد غيره متطفلا أي من غير دعوة، قال الجوهري: والنون زائدة، وهو فعلن، وليس بفعيل، قال الشاعر: إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفن فأودى بما تقرى الضيوف الضيافن وجعله سيبويه من ضفن وسيأتي ذكره. وضاف إليه: مال ودنا، وكذا ضاف السهم عن الهدف: إذا عدل عنه، مثل صاف. وضافت الشمس تضيف: دنت للغروب، وقربت، كتضيف، وضيف. وفي الصحاح: تضيفت الشمس: مالت للغروب، وكذلك ضافت وضيفت، ومنه الحديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إذا تضيفت الشمس للغروب. وأضفته إليه: أملته قال امرؤ القيس:

فلما دخلناه أضفنا ظهورنـا      إلى كل حاري جديد مشطب

صفحة : 5980

ويقال: أضاف إليه أمرا: أي أسنده واستكفاه، وفلان أضيفت إليه الأمور، وهو مجاز، وكل ما أميل إلى شيء وأسند إليه فقد أضيف، وفي الحديث: مضيف ظهره إلى القبة. والنحويون يسمون الباء حرف الإضافة، وذلك أنك إذا قلت: مررت بزيد، فقد أضفت مرورك إلى زيد بالباء. وفي الصحاح: إضافة الاسم إلى الاسم كقولك: غلام زيد، فالغلام: مضاف، زيد: مضاف إليه، والغرض بالإضافة التخصيص والتعريف، ولهذا لا يجوز أن يضاف الشيء إلى نفسه؛ لأنه لا يعرف نفسه، فلو عرفها لما احتيج إلى الإضافة. وفي العباب: إضافة الاسم إلى الاسم على ضربين: معنوية ولفظية: فالمعنوية: ما أفادت تعريفا، كقولك دار عمرو، أو تخصيصا، كقولك: غلام رجل، ولا تخلو في الأمر العام من أن تكون بمعنى اللام، كقولك: مال زيد، أو بمعنى من، كقولك: خاتم فضة. واللفظية: أن تضاف الصفة إلى مفعولها في قولك: هو ضارب زيد، وراكب فرس، بمعنى ضارب زيدا وراكب فرسا، أو إلى فاعلها، كقولك: زيد حسن الوجه، بمعنى حسن وجهه، ولا تفيد إلا تخفيفا في اللفظ، والمعنى كما هو قبل الإضافة، ولاستواء الحالين وصفت النكرة بهذه الصفة مضافة، كما وصفت بها مفصولة في قولك: مررت برجل حسن الوجه، وبرجل ضارب أخيه، ثم ذكر ما نقله الجوهري، وهو قوله: والغرض بالإضافة... إلى آخر العبارة. وأضفته من الضيافة أيضا: مثل ضيفته كلاهما بمعنى واحد، قاله أبو الهيثم، وفي التنزيل: فأبوا أن يضيفوهما وأنشد ثعلب لأسماء بن خارجة الفزاري يصف الذئب:

ورأيت حقا أن أضـيفـه     إذ رام سلمي واتقى حربي استعار له التضييف، وإنما يريد أنه أمنه وسالمه. وقال شمر: سمعت رجاء بن سلمة الكوفي يقول: ضيفته: إذا أطعمته، قال: والتضييف: الإطعام، قال أبو الهيثم: وقوله عز وجل: فأبوا أن يضيفوهما قال سألوهم الإضافة فلم يفعلوا ولو قرئت أن يضيفوهما كان صوابا. وأضفته إليه: ألجأته ومنه المضاف في الحرب، كما سيأتي. وأضفت منه: أشفقت وحذرت نقله الجوهري، زاد الزمخشري حذر المحاط به، وهو مجاز، وأنشد للنابغة الجعدي:

أقامت ثلاثـا بـين يوم ولـيلة     وكان النكير أن تضيف وتجأرا وإنما غلب التأنيث لأنه لم يذكر الأيام، يقال: أقمت عنده ثلاثا بين يوم وليلة، غلبوا التأنيث. وأضفت: عدوت، وأسرعت، وفررت عن ابن عباد، وهو المضيف للفار. وأضفت على الشيء: أشرفت قاله العزيزي. ومن المجاز: هو يأخذ بيد المضاف وهو في الحرب: من أحيط به نقله الجوهري، وهو من أضفته إليه: إذا ألجأته، وأنشد لطرفة:

وكري إذا نادى المضاف محنب اكسيد الغضى نبهته المتورد وقال غيره: المضاف: هو الواقع بين الخيل والأبطال، وليس به قوة. ومن المجاز: ما هو إلا مضاف، وهو: الملزق بالقوم وليس منهم. وكذلك: الدعي بغير نسب. وكذلك المسند إلى من ليس منهم والمضاف أيضا: الملجأ المحرج المثقل بالشر، قال البريق الهذلي:

ويحمي المضاف إذا ما دعا     إذا ما دعا اللمة الفـيلـم والمستضيف: المستغيث نقلضه ابن عباد. وقال ابن الأعرابي: استضاف من فلان إلى فلان: إذا لجأ إليه، وأنشد:

صفحة : 5981

ومارسني الشيب عن لمتـي     فأصبحت عن حقه مستضفا ومما يستدرك عليه: ضيفه: أنزله منزلة الأضياف. والمضيف، كمحدث: صاحب المنزل، والنزيل: مضيف، كمعظم. والضائف: النازل، والجمع ضيف. والمضيفة، مفعلة: موضع الضيافة، وصاحبها المضايفي، حجازية. واستضافه: طلب إليه الضيافة، قال أبو خراش:

يطير إذا الشعراء ضافت بحلبه وأضاف إليه: مال ودنا، قال ساعده بن جؤية يصف سحابا:

حتى أضاف إلى واد ضفـادعـه     غرقى ردافى تراها تشتكي النشجا وضافني الهم: نزل بي، قال الراعي:

أخليد إن أباك ضاف وسادة    همان باتا جنبة ودخـيلا :أي بات أحد الهمين جنبه، وبات الآخر داخل جوفه. والمضيف: المضيق، لغة في الصاد، وقد تقدم. والمضوف: المحاط به الكرب، ومنه قول الهذلي:

أنت تجيب دعوة المضوف بني على لغة من قال في بيع: بوع. ويقال: هؤلاء ضيافي، بالكسر: جمع ضيف، ومنه قول جواس:

ثم قد يحمدني الضي    ف إذا ذم الضيافـا قال ابن بري: والمستضاف أيضا بمعنى المضاف، قال جواس بن حيان الأزدي:

ولقد أقدم في الـرو     ع وأحمي المستضافا والمضافة: الشدة. وضاف الرجل، وأضاف: خاف. وأضاف منه، وضاف: إذا أشفق منه، وفي حديث علي - رضي الله عنه -: أضن ابن الكواء وقيس بن عباد جاءاه فقالا له: أتيناك مضافين مثقلين أي: خائفين. ومضائف الوادي: أحناؤه. والضيف: جانب الجبل والوادي وفي التهذيب جانب الوادي. واستعار بعض الأغفال الضيف للذكر، فقال:

حتى إذا وركت من أييري سواد ضيفيه إلى القصير وتضايف الوادي: تضايق، نقله الجوهري، وأنشد:

يتبعن عودا يشتكي الأظلا
إذا تضايفن عليه انسلا

أي: إذا صرن قريبا منه إلى جنبه، قال: والقاف فهي تصحيف. وتضايفه القوم: إذا صاروا بضيفيه. وتضايفه السبعان: تكنفاه. وتضايفت الكلاب الصيد، وتضايفت عليه. وضافه الهم، وكل ذلك مجاز. وناقة تضيف إلى صوت الفحل: أي إذا سمعته أرادت أن تأتيه، قال البريق الهذلي:

من المدعين إذا نوكـروا     تضيف إلى صوته الغيلم وتستعمل الإضافة في كلام بعضهم في كل شيء يثبت بثبوته آخر، كالأب والابن والأخ والصديق، فإن كل ذلك يقتضي وجوده وجود آخر، فيقال لهذه الأسماء: الأسماء المتضايفة، نقله الراغب.