الباب العشرون: باب الفاء - الفصل الخامس عشر: فصل الطاء المهملة مع الفاء

فصل الطاء المهملة مع الفاء

ط ح ر ف
الطحرف، والطحرفة، بكسرهما أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هما حسا رقيق دون العصيدة. و الرقيق من الزبد أيضا. و الرقيق من السحاب أيضا، ثم إن الذي في سائر نسخ الكتاب إهمال الحاء، وفي العباب والتكملة هما بالخاء المعجمة، ومثله نص المحيط، فليكن صوابا.

ط ح ف
الطحاف، كسحاب أهمله الجماعة، وهو: السحاب المرتفع الرقيق لغة في الخاء المعجمة عن ابن عديس. ومما يستدرك عليه: الطحف: حب يكون باليمن يطبخ، قاله الليث، وقال الأزهري: هو الطهف بالهاء، ولعل الحاء تبدل من الهاء.

ط خ ف

صفحة : 5982

الطخف: الغم ويحرك، يقال: وجد على قلبه طخفا وطخفا: أي غما، واقتصر ابن دريد على الفتح. أو الطخف: شيء من الهم يغشى القلب نقله الجوهري. والطخف: اللبن الحامض ومنه قول الطرماح:

لم تعالج دمحقـا بـائتـا    شج بالطخف للدم الدعاع والطخف: السحاب المرتفع الرقيق كالطخاف كسحاب، وكذلك الطحاف والطهاف. والطخاف ككتاب، وسحاب: السحاب الرقيق المرتفع الذي ترى السماء من خلاله وبهما روي قول صخر الغي:

أعيني لا يبقى على الدهر فـادر   بتيهورة تحت الطخاف العصائب أو المكسورة في الرواية: جمع طخفة وفي اللسان أنه جمع طخف. والطخيفة: الخزيرة رواه أبو تراب عن بعض الأعراب، وكذلك اللخيفة، والوخيفة. وأطخف الرجل: اتخذها هكذا في سائر النسخ على وزن أكرم، والصواب: اطخف بتشديد الطاء، ففي المحيط: اطخفت طخيفة: أي اتخذتها. وأتان طخفاء: سوداء الأنف عن ابن عباد. وطخفة، بالكسر والفتح واقتصر الجوهري والصاغاني على الكسر: جبل أحمر طويل حذاءه آبار ومنهل ومنه قول الحارث بن وعلة الجرمي:

خدارية صقعاء ألصق ريشهـا    بطخفة يوم ذو أهاضيب ماطر وقال جرير:

بطخفة جالدنا الملوك وخيلنـا    عشية بسطام جرين على نحب قال الجوهري: ومنه يوم طخفة لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء قال الصاغاني، ولذلك قال جرير:

وقد جعلت يوما بطخفة خيلنا    لآل أبي قابوس يوما مذكرا وابن طخفة: صحابي، ويذكر في ط ه ف قريبا إن شاء الله تعالى. ومما يستدرك عليه: الطخف، بالفتح: موضع كما في اللسان. والطخف، محركة: الغم، لغة في الفتح.

ط ر خ ف
الطرخف، والطرخفة، بكسرهما أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي وأبو حاتم: هما ما رق من الزبد وسال وهو الرخف أيضا، أو هو شر الزبد زاده أبو حاتم، قال: والرخف كأنه سلح طائر. قلت: وكأنه الذي سبق للمصنف من الطخرف والطخرفة، فإنهما مقلوبان من الطخرف، فتأمل.

ط ر ف

صفحة : 5983

الطرف: العين، لا يجمع؛ لأنه في الأصل مصدر فيكون واحدا، ويكون الأصل مصدر فيكون واحدا، ويكون جماعة، قال الله تعالى: لا يرتد إليهم طرفهم كما في الصحاح. أو هو: اسم جامع للبصر قاله ابن عباد، وزاد الزمخشري: لا يثنى ولا يجمع لأنه مصدر، ولو جمع لم يسمع في جمعه أطراف، وقال شيخنا - عند قوله: لا يجمع -: قلت: ظاهره، بل صريحه - أنه لا يجوز جمعه، وليس كذلك، بل مرادهم أنه لا يجمع وجوبا، كما في حاشية البغدادي على شرح بانت سعاد وبعد خروجه عن المصدرية، وصيرورته اسما من الأسماء، لا يعتبر حكم المصدرية، ولاسيما ولم يقصد به الوصف، بل جعله اسما، كما هو ظاهر وقيل: أطراف ويرد ذلك قوله تعالى: فيهن قاصرات الطرف ولم يقل: الأطراف وروى القتيبي في حديث أم سلمة قالت لعائشة رضي الله عنهما: حماديات النساء غض الأطراف قال: هو جمع طرف العين، أرادت غض البصر، وقد رد ذلك أيضا، قال الزمخشري: ولا أكاد أشك في أنه تصحيف، والصواب: غض الإطراق أي: يغضضن من أبصارهن مطرقات راميات بأبصارهن إلى الأرض. وقال الراغب: الطرف: تحريك الجفن، وعبر به عن النظر؛ إذ كان تحريك الجفن يلازمه النظر، وفي العباب: قوله تعالى: قبل أن يرتد إليك طرفك قال الفراء: معناه قبل أن يأتيك الشيء من مد بصرك، وقيل: بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرف، وقيل: بمقدار ما يبلغ البالغ إلى نهاية نظرك. والطرف أيضا: كوكبان يقدمان الجبهة، سميا بذلك لأنهما عينا الأسد، ينزلهما القمر نقله الجوهري. والطرف: اللطم باليد على طرف العين، ثم نقل إلى الضرب على الرأس. والطرف: الرجل الكريم الآباء إلى الجد الأكبر. والطرف: منتهى كل شيء ومقتضى سياق ابن سيده أنه الطرف، محركة، فلينظر. وبنو طرف: قوم باليمن لهم بقية الآن. والطرف بالكسر: الخرق الكريم الطرفين منا يريد الآباء والأمهات، وهو مجاز. وقوله: منا، أي من بني آدم، واقتصر الجوهري على الكريم، ولم يقيد بالطرفين، وقال: من الفتيان، زاد في اللسان: ومن الرجال ج: أطراف وأنشد ابن الأعرابي لابن أحمر:

عليهن أطراف من القوم لم يكن     طعامهم حبا بزغمة أسـمـرا يعني العدس، وزغمة: اسم موضع. والطرف أيضا: الكريم الطرفين من غيرنا وحينئذ ج: طروف لا غير. والطرف أيضا: الكريم من الخيل العتيق، قال الراغب: وهو الذي يطرف من حسنه، فالطرف في الأصل هو المطروف، أي: المنظور، كالنقض بمعنى المنقوض، وبهذا النظر قيل له: هو قيد النواظر، فيما يحسن حتى يثبت عليه النظر، وهو مجاز. أو الطرف: هو الكريم الأطراف من الآباء والأمهات وهذا قول الليث. أو هو نعت للذكور خاصة قاله أبو زيد ج: طروف وأطراف قال كعب بن مالك الأنصاري:

نخبرهم بأنا قـد جـنـبـنـا     عتاق الخيل والبخت الطروفا أو هو المستطرف الذي ليس من نتاج صاحبه نقله الليث وهي بهاء قال العجاج:

وطرفة شدت دخالا مدمجـا
جرداء مسحاج تباري مسحجا

صفحة : 5984

وقال الليث: وقد يصفون بالطرف والطرفة النجيب والنجيبة، على غير استعمال في الكلام، وقال الكسائي: فرس طرفة بالهاء للأنثى: صارمة، وهي الشديدة. والطرف أيضا: ما كان في أكمامه من النبات قاله ابن عباد. والطرف أيضا: الحديث المستفاد من المال، ويضم، كالطارف والطريف والمطرف الأخير كمحسن، وهو خلاف التالد والتليد. ويقولون: ماله طارف ولا تالد، ولا طريف ولا تليد، فالطارف والطريف: ما استحدثت من المال واستطرقته، والتالد والتليد: ما ورثته من الآباء قديما. والطرف أيضا: الرجل لا يثبت على صحبة أحد؛ لملله. وفي الصحاح: رجل طرف: لا يثبت على امرأة ولا صاحب، غير أنه ضبطه ككتف، وهو القياس، ومثله في العباب. والطرف أيضا: الجمل ينتقل من مرعى إلى مرعى لا يثبت على رعي واحد، وهذا أيضا الصواب فيه الطرف، ككتف. ورجل طرف في نسبه بالكسر: أي حديث الشرف لا قديمه كأنه مخفف من طرف، ككتف. والطرف أيضا: الرغيب العيءن الذي لا يرى شيئا إلا أحب أن يكون له. ويقال: امرأة طرف الحديث بالكسر. أي: حسنته يستطرفه كل من سمعه. والطرف بالضم: جمع طراف وطريف ككتاب وأمير، وهما بمعنى المال المستحدث، وذكر طرافا هنا ولم يذكره مع نظائره التي تقدمت، وهو قصور لا يخفى، وسنورده في المستدركات. والطرفة، بالفتح: نجم. وفي الصحاح: الطرفة: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها وقد ذكر لها الأطباء أسبابا وأدوية. وسمة لا أطراف لها، إنما هي هي خط. والطرفاء: شجر، وهي أربعة أصناف، منها: الأثل وقال أبو حنيفة: الطرفاء من العضاه، وهدبه مثل هدب الأثل، وليس له خشب، وإنما يخرج عصيا سمحة في السماء، وقد تتحمض به الإبل إذا لم تضجد حمضا غيره، قال: وقال أبو عمرو: الطرفاء: من الحمض، الواحدة طرفاءة، وطرفة محركة قال سيبويه: الطرفاء واحد وجميع، والطرفاء: اسم للجمع، وقيل: واحدتها طرفاءة، وفي المحكم: الطرفة: شجرة، وهي الطرف، والطرفاء: جماعة الطرفة، وقال ابن جني: من قال: طرفاء فالهمزة عنده للتأنيث، ومن قال طرفاءة فالتاء عنده للتأنيث، ومن قال طرفاءة فالتاء عنده للتأنيث، وأما الهمزة على قوله فزائدة لغير التأنيث. قال أبو عمرو: وبها لقب طرفة ابن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الحصن واسمه عمرو وهكذا صرح به الجوهري أيضا، أو لقب بقوله:

لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفا      ولا أميريكما بالدار إذ وقفا

صفحة : 5985

كما في العباب. وفي الشعراء طرفة الخزيمي هكذا في النسخ، وفي العباب الخزمي من بني خزيمة بن رواحة بن قطيعة بن عبس بن بغيض. وطرفة العامري، من بني عامر بن ربيعة. وطرفة بن ألاءة بن نضلة الفلتان بن المنذر بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم الدارمي. وطرفة بن عرفجة بن أسعد بن كرب التيمي الصحابي رضي الله عنه، وهو الذي أصيب أنفه يوم الكلاب، فاتخذها من ورق، فأنتن فرخص له في الذهب. وقيل: الذي أصيب أنفه هو والده عرفجة، وفيه خلاف، تفرد عنه حفيده عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة. ومسجد طرفة بقرطبة: م معروف، وإليه نسب محمد بن أحمد بن مطرف الطرفي الكناني، إمام هذا المسجد، أخذ عن مكي، واختصر تفسير ابن جرير، قاله الحافظ. وتميم بن طرفةك محدث. وامرأة مطروفة بالرجال: إذا طمحت عينها إليهم وتصرف بصرها عن بعلها إلى سواه فلا خير فيها، وهو مجاز، قال الحطيئة:

وما كنت مثل الهالكي وعـرسـه     بغى الود من مطروفة العين طامح وقال طرفة بن العبد:

إذا نحن قلنا: أسمعينا، انبرت لناعلى رسلها مطروفة لم تشدد وقيل: امرأة مطروقة: تطرف الرجال، أي: لا تثبت على واحد، وضع المفعول فيه موضع الفاعل، وقال الأزهري: هذا التفسير مخالف لأصل الكلمة، والمطروفة من النساء: التي قد طرفها حب الرجال، أي: أصاب طرفها، فهي تطمح وتشرف لكل من أشرف لها، ولا تغص طرفها، كأنما أصاب طرفها طرفة أو عود، ولذلك سميت مطروقة أو المعنى: كأن عينها طرفت، فهي ساكنة، وقال أبو عمرو: يقال: هي مطروفة العين بهم: إذا كانت لا تنظر إلا إليهم وقال ابن الأعرابي: مطروفة: منكسرة العين، كأنها طرفت عن كل شيء تنظر إليه، وأنشد الأصمعي:

ومطروفة العينين خفاقة الحشى     منعمة كالريم طابت فطـلـت ومطروف: علم من أعلام الأناسي. ويقال: جاء بطارفة عين إذا جاء بمال كثير نقله الجوهري وكذلك جاء بعائرة، وهو مجاز. وقولهم: هو بمكان لا تراه الطوارف: أي العيون جمع طارفة. والطوارف من السباع: التي يستلب الصيد قال ذو الرمة يصف غزالا:

تنفي الطوارف عنه دعصتا بقر     أو يافع من فرندادين ملمـوم والطوارف من الخباء: ما رفعت من جوانبه ونواحيه للنظر إلى خارج وقيل: هي حلق مركبة في الرفوف، وفيها حبال تشد بها إلى الأوتاد. وطرفه عنه يطرفه: إذا صرفه ورده ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:

إنك والـلـه لـذو مـلة     يطرفك الأدنى عن الأبعد يقول: يصرف بصرك عنه، أي تستطرف الجديد، وتنسى القديم، كذا في الصحاح، قال ابن بري: والصواب في إنشاده:
يطرفك الأدنى عن الأقدم قال: وبعده:

قلت لها: بـل أنـت مـعـتـلة    في الوصل يا هند لكي تصرمي

صفحة : 5986

وفي حديث نظر الفجأة: وقال: اطرف بصرك أي اصرفه عما وقع عليه، وامتد إليه، ويروى بالقاف. وطرف بصره يطرفه طرفا: إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر كما في الصحاح. أو طرف بعينه: حرك جفنيها وفي المحكم: طرف يطرف طرفا: لحظ، وقيل: حرك شفره ونظر. والطرف: تحريك الجفون في النظر، يقال: شخص بصره فما يطرف، المرة الواحدة منه طرفة يقال: أسرع من طرفة عين، وما يفارقني طرفة عين. وطرف عينه يطرفها طرفا: أصابها بشيء كثوب أو غيره فدمعت وقد طرفت، كعني أصابتها طرفة، وطرفها الحزن والبكاء. وقال الأصمعي: طرفت عينه فهي مطرثوفة تطرف طرفا: إذا حركت جفونها بالنظر والاسم الطرقة، بالضم. ويقال: ما بقيت منهم عين تطرف: أي ماتوا وقتلوا، كما في العباب، وهو مجاز. والطرفة، بالضم: الاسم من الطريف والمطرف والطارف، للمال المستحدث وقد تقدم ذكره، فإعادته ثانيا تكرار لا يخفى. والطريف كأمير: ضد القعدد وفي الصحاح: الطريف في النسب: الكثير الآباء إلى الجد الأكبر، وهو نقيض القعدد، وفي المحكم: رجل طرف وطريف: كثير الآباء إلى الجد الأكبر، ليس بذي قعدد وقد طرف، ككرم فيهما طرافة، قال الجوهري: وقد يمدح به، وقال ابن الأعرابي: وهو عندهم أشرف من القعدد، وقال الأصمعي: فلان طريف النسب، والطرافة فيه بينة، وذلك إذا كان كثير الآباء إلى الجد الأكبر. والطريف: الغريب الملون من الثمر، وغيره مما يستطرف به، عن ابن الأعرابي. وأبو تميمة. طريف - كأمير - ابن مجالد الهجيمي، وقوله: كأمير مستدرك تابعي عن أهل البصرة، يروي عن أبي موسى وأبي هريرة، روى عنه حكيم الأثرم، مات سنة 95 وقيل: سنة 97 وثق أورده ابن حبان هكذا في كتاب الثقات أو صحابي نقله الصاغاني في العباب، واقتصر عليه، ولم أجد من ذكره في معاجم الصحابة غيره، فانظره. وطريف بن تميم العنبري: شاعر نقله الصاغاني. وطريف بن سليمان، ويقال: ابن سعد، ويقال: طريف الأشل، أبو سفيان السعدي يختلفون في صفاته، قال الدارقطني: ضعيف وقال أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: متهم في الأخبار، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وقد روى عن الحسن وأبي نضرة، هكذا ذكره الذهبي في الديوان، وابن الجوزي في الضعفاء، ونبه عليه أبو الخطاب بن دحية في كتابه العلم المشهور. وقد بقي على المصنف أمران:

صفحة : 5987

أولا: فإنه اقتصر على طريف بن مجالد في التابعين، وترك غيره مع أن في الموثقين منهم جماعة ذكرهم ابن حبان وغيره، منهم: طريف بن يزيد الحنفي عن أبي موسى، وطريف العكي، عن علي، وطريف البزار، عن أبي هريرة، وطريف يروي عن ابن عبات، ومن أتباع التابعين: محمد بن طريف وأخوه موسى، رويا عن أبيهما، عن علي. وثانيا: فإنه اقتصر في ذكر الضعفاء على واحد، وفي الضعفاء والمجاهيل من اسمه طريف عدة، منهم: طريف بن سليمان، أبو عاتكة، عن أنس، وطريف بن زيد الحراني، عن ابن جريح، وطريف بن عبد الله الموصلي، وطريف بن عيسى الجزري، وطريف بن يزيد، وطريف الكوفي، وغيرهم ممن ذكرهم الذهبي وابن الجوزي، فتأمل. والطريفة من النصي كسفينة: إذا ابيض ويبس، أو هو منه إذا اعتم وتم وكذلك من الصليان، نقله الجوهري عن ابن السكيت. وقال غيره: الطريفة من النبات: أول الشيء يستطرفه المال فيرعاه كائنا ما كان، وسميت طريفة؛ لأن المال يطرفه إذا لم يجد بقلا، وقيل: لكرمها وطرافتها، واستطراف المال إياها. وأطرفت الأرض: كثرت طريفتها. وأرض مطروفة: كثيرتها وقال أبو زياد: الطريفة: خير الكلإ إلا ما كان من العشب، قال: ومن الطريفة: النصي والصليان والعنكث والهلتى والسحم والثغام، فهذه الطريفة، قال عدي بن الرقاع في فاضل المرعى يصف ناقة:

تأبدت حائلا في الشول واطردت     من الطرائف في أوطانها لمعا وطريفة، كجهينة: ماءة بأسفل أرمام لبني جذيمة، كذا في العباب. قلت: وهي نقر يستعذب لها الماء ليومين أو ثلاثة من أرمام، وقيل: هي لبني خالد بن نضلة بن جحوان بن فقعس، قال المرار الفقعسي:

وكنت حسبت طيب تراب نجد    وعيشا بالطريفة لـن يزولا وطريفة بن حاجز قيل: إنه صحابي كتب إليه أبو بكر في قتل الفجاءة السلمي، وقد غلط فيه بعض المحدثين فجعله طريفة بنت حاجز، وقال: إنها تابعية لم ترو، ورد عليه الحافظ، فقال: إنما هو رجل مخضرم من هوازن، ذكره سيف في الفتوح. وطريف كزبير: ع، بالبحرين كانت فيه وقعة. وطريف: اسم رجل، وإليه نسبت الطريفيات من الخيل المنسوبة. وطريف كحذيم: ع، باليمن كما في المعجم. والطرائف: بلاد قريبة من أعلام صبح، وهي جبال متناوحة كما في العباب، وهي لبني فزارة. والطرف، محركة: الناحية من النواحي، ويستعمل في الأجسام والأوقات وغيرها، قاله الراغب. وأيضا: طائفة من الشيء نقله الجوهري. وأيضا: الرجل الكريم الرئيس والأطراف الجمع من ذلك، فمن الأول قوله عز وجل: ليقطع طرفا من الذين كفروا أي: قطعة، وفي الحديث: أطراف النهار: ساعاته وقال أبو العباس: أراد: طرفيه فجمع، ومن الثاني قول الفرزدق:

واسأل بنا وبكم إذا وردت منى     أطراف كل قبيلة من يمنع?

صفحة : 5988

والأطراف من البدن: اليدان والرجلان والرأس وفي اللسان: الطرف: الشواة، والجمع أطراف. ومن المجاز: أطراف الأرض: أشرافها، وعلماؤها وبه فسر قوله تعالى: أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها معناه موت علمائها، وقيل: موت أهلها، ونقص ثمارها، وقال ابن عرفة: من أطرافها: أي نفتح ما حول مكة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الأزهري: أطراف الأرض: نواحيها، ونقصها من أطرافها: موت علمائها، فهو من غير هذا، قال: والتفسير على القول الأول. والأطراف منك: أبواك وإخوتك وأعمامك، وكل قريب لك محرم كما في الصحاح، وأنشد أبو زيد لعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:

وكيف بأطرافي إذا ما شتمتني    وما بعد شتم الوالدين صلوح هكذا فسر أبو زيد الأطراف، وقال غيره: جمعهما أطرافا؛ لأنه أراد أبويه ومن اتصل بهما من ذويهما.

وقال ابن الأعرابي: قولهم: لا يدري أي طرفيه أطول: أي ذكره ولسانه وهو مجاز، ومنه حديث قبيصة بن جابر: ما رأيت أقطع طرفا من عمرو بن العاص يريد أمضى لسانا منه أو نسب أبيه وأمه في الكرم، والمعنى لا يدرى أي والديه أشرف، هكذا قاله الفراء، وقيل: معناه لا يدري أي نصفيه أطول? آلطرف الأسفل أم الطرف الأعلى، فالنصف الأسفل طرف، والنصف الأعلى طرف، والخصر: ما بين منقطع الضلوع إلى أطراف الوركين، وذلك نصف البدن، والسوأة بينهما، كأنه جاهل لا يدري أي طرفي نفسه أطول، وقيل: الطرفان: الفم، والاست، أي: لا يدري أيهما أعف. وحكى ابن السكيت عن أبي عبيدة قولهم: لا يملك طرفيه: أي فمه واسته إذا شرب الدواء، أو الخمر فقاءهما وسكر كما في الصحاح، ومنه قول الراجز:

لو لم يهوذل طرفاه لنجم
في صدره مثل قفا الكبش الأجم

يقول: إنه لولا أنه سلح وقاء لقام في صدره من الطعام الذي أكل ما هو أغلظ وأضخم من قفا الكبش الأجم، وفي حديث طاوس أن رجلا واقع الشراب الشديد، فسقي، فضري، فلقد رأيته في النطع وما أدري أي طرفيه أسرع أراد حلقه ودبره، أي أصابه القيء والإسهال، فلم أدر أيهما أسرع خروجا من كثرته. ومن المجاز: جاء بأطراف العذارى: أطراف العذارى: ضرب من العنب أبيض رقاق يكون بالطائف، يقال: هذا عنقود من الأطراف، كذا في الأساس، وفي اللسان: أسود طوال كأنه البلوط، يشبه بأصابع العذارى المخضبة لطوله، وعنقوده نحو الذراع. وذو الطرفين: ضرب من الحيات السود لها إبرتان، إحداهما في أنفها، والأخرى في ذنبها يقال: إنها تضرب بهما فلا تطني الأرض. والطرفات، محركة: بنو عدي بن حاتم الطائي قتلوا بصفين مع علي كرم الله وجهه وهم: طريف كأمير، وطرفة محركة ومطرف كمحدث. قلت: وفي بني طيئ طريف بن مالك بن جثدعان، الذي مدحه امرؤ القيس: بطن. وابن أخيه: طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك. وطريف بن حيي بن عمرو بن، سلسلة، وغيرهم. وطرفت، كفرح طرفا: إذا رعت أطراف المرعى، ولم تختلط بالنوق، كتطرفت نقله الجوهري، وأنشد الأصمعي:

إذا طرفت في مرتع بكراتـهـا     أو استأخرت عنها الثقال القناعس

صفحة : 5989

والطرف، ككتف: ضد القعدد وفي الصحاح: نقيض القعدد، وفي المحكم: رجل طرف: كثير الآباء إلى الجد الأكبر، ليس بذي قعدد، وقد طرف طرافة، والجمع: طرفون، وأنشد ابن الأعرابي في كثير الآباء في الشرف للأعشى:

أمرون ولادون كل مـبـارك     طرفون لا يرثون سهم القعدد والطرف أيضا: من لا يثبت على امرأة ولا صاحب نقله الجوهري. والطرف أيضا: ع، على ستة وثراثين ميلا من المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، قاله الواقدي. وناقة طرفة، كفرحة: لا تثبت على مرعى واحد نقله الجوهري، وقال الأصمعي: ناقة طرفة: إذا كانت تطرف الرياض روضة بعد روضة. وقال ابن الأعرابي: الطرفة من الإبل: التي تحات مقدم فها هرما كما في العباب. وفي الحديث: كان إذا اشتكى أحد من أهل بيته لم تزل البرمة على النار ونص اللسان: لم تنزل البرمة حتى يأتي على أحد طرفيه: أي البرء أو الموت أي، حتى يفيق من علته أو يموت، وإنما جعل هذين طرفيه لأنهما غايتا أمر العليل في علته، فالمراد بالطرف هنا: غاية الشيء ومنتهاه وجانبه. والطراف ككتاب: بيت من أدم ليس له كفاء، وهو من بيوت الأعراب، ومنه الحديث: كان عمرو لمعاوية كالطراف الممدك، وقال طرفة بن العبد:

رأيت بني غبراء لا ينكروننـي     ولا أهل هذاك الطراف الممدد والطراف أيضا: ما يؤخذ من أطراف الزرع نقله ابن عباد. والطراف أيضا: السباب وهو ما يتعاطاه المحبون من المفاوضة والتعريض والتلويح والإيماء دون التصريح، وذلك أحلى وأخف وأغزل، وأنسب من أن يكون مشافهة وكشفا، ومصارحة وجهرا. ويقال: توارثوا المجد طرافا: أي عن شرف عن ابن عباد، وهو نقيض التلاد. وقد أغفله عند نظائره. والمطراف: الناقة التي لا ترعى مرعى حتى تستطرف غيره عن الأصمعي. والمطرف كمكرم هكذا في سائر النسخ، والصواب: كمنبر ومكرم، كما في الصحاح والعباب واللسان، فالاقتصار على الضم قصور ظاهر، وهو: رداء من خز مربع ذو أعلام ج: مطارف وقال الفراء: المطرف من الثياب: الذي جعل في طرفيه علمان، والأصل مطرف بالضم، فكسروا الميم؛ ليكون أخف، كما قالوا: مغزل، وأصله مغزل، من أغزل: أي أدير، وكذلك المصحف والمجسد، ونقل الجوهري عن الفراء ما نصه: أصله الضم؛ لأنه في المعنى مأخوذ من أطرف، أي، جعل في طرفيه العلمان، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروه. قلت: وقد روي أيضا بفتح الميم، نقله ابن الأثير في تفسير حديث: رأيت على أبي هريرة مطرف خز فهو إذا مثلث، فافهم ذلك. وطراف كشداد: علم. ويقال: أطرف البلد: إذا كثرت طريفته وقد مر ذكرها. وأطرف الرجل: طابق بين جفنيه عن ابن عباد. وأطرف فلانا: أعطاه ما لم يعط أحد قبلك هكذا في سائر النسخ، والصواب ما لم يعطه أحدا قبله، كما هو نص اللسان. ويقال: أطرفت فلانا: أي أعطيته شيئا لم يملك مثله، فأعجبه. والاسم الطرفة، بالضم قال بعض اللصوص بعد أن تاب:

قل للصوص بني اللخناء يحتسبوابر العراق، وينسوا طرفة اليمن

صفحة : 5990

ومطرف، كمكرم: لقب عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، لقب به لحسنه: وكنيته أبو محمد، ويلقب أيضا بالديابج لجماله، روى عن أبيه. ويقال: فعلته في مطرف الأيام، كعظم، وفي مستطرفها أي: في مستأنفها نقله الجوهري والصاغاني.

والمطرف، كمعظم، من الخيل: الأبيض الرأس والذنب وسائر جسده يخالف ذلك أو أسودهما وسائره مخالف ذلك كلا القولين نقلهما الجوهري، وقال أبو عبيدة: من الخيل أبلق مطرف، وهو الذي رأسه أبيض، وكذلك إذا كان ذنبه ورأسه أبيضين، فهو أبلق مطرف. والمطرفة بهاء: الشاة اسود طرف ذنبها وسائرها أبيض نقله الجوهري، أو هي البيضاء أطراف الأذنين وسائرها أسود، أو سوداؤهما وسائرها أبيض. وطرف فلان تطريفا: إذا قاتل حول العسكر؛ لأنه يحمل على طرف منهم فيردهم إلى الجمهور، كما في الصحاح، وفي المحكم: قاتل على أقصاهم وناحيتهم وبه سمي الرجل مطرفا وقيل: المطرف: هو الذي يقاتل أطراف الناس. وطرف البعير، ذهبت سنه هرما. وطرف على الإبل: رد على أطرافها. وطرف الخيل تطريفا: رد أوائلها على أواخرها، وقول ساعدة الهذلي:

مطرف وسط أولى الخيل معتكـر    كالفحل قرقر وسط الهجمة القطيم يروى بكسر الراء وبفتحها، ومعنى الكسر: الذي يرد أطراف الخيل والقوم، وروى الجمحي بفتحها، أي مردد في الكرم. وقال المفضل: التطريف: أن يرد الرجل على أخريات أصحابه، يقال: طرف عنا هذا الفارس، قال متمم رضي الله عنه:

وقد علمت أولى المغـيرة أنـنـا     نطرف خلف الموقصات السوابقا وطرفت المرأة أصابعها بالحناء. ومطرف بن عبد الله بن مطرف كمحدث ابن سليمان بن يسار، مولى ميمونة الهلالية، أبو مصعب الهلالي، ثم اليساري المدني الفقيه شيخ البخاري مات سنة عشرين ومائتين، قيل: مولده سنة سبع وثلاثين ومائة. ومطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب العامري الحرشي، أبو عبد الله البصري، تابعي ثقة عابد فاضل، يقال: ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يروي عن أبيه وأبي هريرة، ومات عمر وهو ابن عشرين سنة، روى عنه قتادة وأبو التياح، مات بعد طاعون الجارف سنة تسع وستين، وقيل سبع وثمانين، وكان أكبر من الحسن بعشرين سنة، كذا في الثقات لابن حبان، وفي أسماء رجال الصحيح مات سنة خمس وتسعين، فانظره. ومطرف بن طريف الكوفي، أبو بكر الحارثي مات سنة ثلاث، وقيل: إحدى، وقيل: اثنتين وأربعين ومائة. ومثطرف بن معقل يروي عن ثابت. ومطرف بن مازن أبو أيوب الصنعاني الكناني، قاضي اليمن، يروي عن معمر وابن جريج: محدثون وقد ضعف الأخيران. وفاته من ثقات التابعين: مطرف بن عوف الذي يروي عن أبي ذر. ومطرف بن مالك الذي روى عنه محمد بن سيرين. ومطرف العامري الذي روى عنه سعيد بن هند، ذكرهم ابن حبان في الثقات. واطرفت الشيء، كافتعلت: اشتريته حديثا يقال: بعير مطرف، نقله الجوهري، وأنشد لذي الرمة:

كأنني من هوى خرفاء مطرف     دامي الأظل بعيد السأو مهيوم

صفحة : 5991

أراد أنه من هواها كالبعير الذي اشتري حديثا، فلا يزال يحن إلى ألافه، قال ابن بري: المطرف: الذي اشتري من بلد آخر، فهو ينزع إلى وطنه. واختضبت المرأة تطاريف: أي أطراف أصابعها نقله الصاغاني. واستطرفه: عده طريفا نقله الجوهري. واستطرف الشيء: استحدثه نقله الجوهري أيضا: ومنه المال المستطرف. ومما يستدرك عليه: الطرف من العين: الجفن. والطرف: إطباق الجفن على الجفن. وطرف يطرف طرفا: لحظ، وقيل: حرك شفره ونظر. وطرفه يطرفه، وطرفه، كلاهما: إذا أصاب طرفه، والاسم الطرفة. وعين طريف: مطروفة. والطرف، بالكسر من الخيل: الطويل القوائم والعنق، المطرف الأذنين. وتطريف الأذنين: تأليلهما، وهو دقة أطرافهما. وقال خالد بن صفوان: خير الكلام ما طرفت معانيه، وشرفت مبانيه، والتذه آذان سامعيه. وطراف: جمع طريف، كظريف وظراف، أو طارف، كصاحب وصحاب، أو لغة في الطريف، وبكل منها فسر قول الطرماح:

فدى لفوارس الحيين غوث     وزمان التلاد مع الطراف والوجه الأخير أقيس؛ لاقترانه بالتلاد. وأطرفه: أفاده المال الطارف، وأنشد ابن الأعرابي:

تئط وتأدوهـا الإفـال مـربة     بأوطانها من مطرفات الحمائل قال: مطرفات: أطرفوها غنيمة من غيرهم. ورجل متطرف ومستطرف: لا يثبت على أمر. وطرفه عنا شغل: حبسه. وطرفه: إذا طرده، عن شمر. واستطرفت الإبل المرتع: اختارته، وقيل: استأنفته. والطريف - الذي هو نقيض القعدد - يجمع على طرف، بضمتين، وطرف بضم ففتح، وطراف كرمان، الأخيران شاذان، ومن الأول قول الأعشى:

هم الطرف البادو العدو، وأنتم     بقصوى ثلاث تأكلون الوقائصا هكذا فسره ابن الأعرابي. والإطراف: كثرة الآباء. وقال اللحياني: هو أطرفهم: أي أبعدهم من الجد الأكبر. قال ابن بري: والطرفى - في النسب -: مأخوذ من الطرف، وهو البعد، والقعدى أقرب نسبا إلى الجد من الطرفى، قال: وصحفه بان ولاد، فقال: الطرقى بالقاف. وفي حديث عذاب القبر: كان لا يتطرف من البول أي لا يتباعد، من الطرف: الناحية. وتطرف على القوم: أغار. وتطرف الشيء: صار طرفا. والأطراف: الأصابع، ولا تفرد الأطراف إلا بالإضافة، كقولك: أشارت بطرف إصبعها، وأنشد الفراء:

يبدين أطرافا لطافا عنمه قال الأزهري: جعل الأطراف بمعنى الطرف الواحد، ولذلك قال: عنمه، وفي الحديث: إن إبراهيم عليه السلام جعل في سرب وهو طفل، وجعل رزقه في أطرافه أي: كان يمص أصابعه، فيجد فيها ما يغذيه. وطرف الشيء، وتطرفه: اختاره، قال سويد العكلي:

أطرف أبكارا كأن وجوهـهـا    وجوه عذارى حسرت أن تقنعا وكل مختار: طرف، محركة، والجمع أطراف، قال:

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننـا     وسالت بأعناق المطي الأباطح وقال ابن سيده: عنى بأطراف الأحاديث ما يتعاطاه المحبون من المفاوضة والتعريض والتلويح. وطرائف الحديث: مختاره أيضا كأطرافه، قال:

أذكر من جارتي ومجلسهـا    طرائفا من حديثها الحسـن
ومن حديث يزيدنـي مـقة    ما لحديث الموموق من ثمن

صفحة : 5992

والطرف، محركة: اللحم. ويقال: فلان فاسد الطرفين: إذا كان خبيث اللسان والفرج. وقد يكون طرفا الدابة: مقدمها ومؤخرها، قال حميد بن ثور يصف ذئبا وسرعته:

ترضى طرفيه يعسلان كلاهما     كما اهتز عود الساسم المتتابع قال ابن سيده: والطرفان: والطرفان في المديد: حذف ألف فاعلاتن ونونها، هذا قول الخليل، وإنما حكمه أن يقول: التطريف: حذف ألف فاعلاتن ونونها، أو يقول: الطرفان: الألف والنون المحذوفتان من فاعلاتن. وتطرفت الشمس: دنت للغروب، قال:

دنا وقرن الشمس قد تطرفا والمطرف، كمنبر ومقعد: لغتان في المطرف، كمحسن. قال الأزهري: سمعت أعرابيا يقول لآخر - وقد قدم من سفر -: هل وراءك طريفة خبر تطرفنا به? يعني خبرا جديدا، ومغربة خبر: مثله. والطرفة والأطروفة، بضمهما: كل شيء استحدثته فأعجبك، وهو الطريف. ورجل طريف بين الطرافة: ماض هش. والطرفاء: منبت الطرفة، وبه سميت القرية بقرب مصر، وقد رأيتها. والطريفات، بالضم: موضع، قال:

ترعى سميراء إلى أعلامها
إلى الطريفات إلى أهضامها

وناقة مستطرفة: طرفة. وطرفة المجاشعي: أخو الفرزدق. وجزيرة طريف: مدينة عظيمة قرب الأندلس. وطريفة الكاهنة ستذكر مع شق. وطرفة بالضم، الكرجية: حدثت عن المفضل بن أبي حرب، وعنها ابن السمعاني. والطرفي، بضم ففتح: أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أحمد الأديب حد بأصبهان. وبالفتح: طريف بن أحمد الطريفي، ذكره حمزة في تاريخه. وأحمد بن ناصر بن طعان، أبو العباس الطريفي البصروي الدمشقي، وابناه عبد الرحمن وعبد الله، روى عن الخشوعي، وروى أحمد عن الخضر بن طاوس. وقد سموا مطرفا، كمنبر، منهم: مطرف بن سعد بن مطرف، وأخوه عبد الوهاب، سمعا من يونس بن يحيى الهاشمي بمكة، ذكرهما ابن سليم في تاريخه. وأبو جعفر محمد بن هارون بن مطرف - كمعظم - المطرفي عن أبي الأزهر العبدي. وأبو أحمد محمد بن إبراهيم بن مطرف المطرفي الأستراباذي، عن أبي سعيد الأشج.

ط ر ه ف
المطرهف، كمشمعل: الحسن التام من الرجال نقله الجوهري وغيره، وأنشد للراجز:

تحب منا مطرهفا فوهـدا
عجزة شيخين غلاما أمردا

كذا في الصحاح، ويروى: غلاما أسودا ويروى: يسمى الأسودا

ط ع س ف
الطعسفة أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هي لغة مرغوب عنها ومعناه: الخبط بالقدم. قلت: ولذا أهمله الجوهري، وما أدق نظره رحمه الله تعالى. وقال ابن دريد: يقال: مر يطعسف في الأرض: إذا مر يخبطها ونقله الأزهري أيضا هكذا.

ط غ ف
طغفة، بالغين المعجمة أهمله الجماعة ابن قيس الغفاري: صحابي من أهل الصفة، وقد اختلف في اسمه على أقوال، أضو الصواب طهفة بالهاء أو طقفة بالفاف وسيأتي أو طخفة بالخاء، وقد تقدم.

ط ف ف

صفحة : 5993

الطفيف: الشيء القليل نقله الجوهري. وقال ابن دريد: الطفيف: الغير التام. وطف المكوك والإناء، وكذلك طففه، محركة، وطفافه بالفتح ويكسر: ما ملأ أصباره نقله الجوهري، ولم يذكر الإناء. أو: هو ما بقي فيه بعد مسح رأسه كما في المحكم. أو هو جمامه بالكسر والفتح. أو هو ملؤه يقال: هذا طف المكيال، وطفافه: إذا قارب ملأه، وفي الحديث: كلكم بنو آدم طف الصاع لم تملؤوه وهو أن يقرب أن يمتلئ فلا يفعل، كما في الصحاح، قال ابن الأثير: معناه كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة، في النقص والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب، ولكن بالتقوى. أو طفاف الإناء، وطفافته، بضمهما: أعلاه وفي الصحاح: هما ما فوق المكيال. والطفاف كسحاب، وكتاب: سواد الليل عن أبي العميثل الأعرابي، وأنشد:

عقبان دجن بادرت طفافا
صيدا وقد عاينت الأسدافا
فهي تضم الريش والأكتافا

وإناء طفان: بلغ الكيل طفافه تقول منه: أطففته، كما في الصحاح، وهو الذي قرب أن يمتلئ ويساوي أعلاه. والطفافة، بالضم، والطففة محركة: ما فوق المكيال الأولى عن الجوهري أو الأولى: ما قصر عن ملء الإناء من شراب وغيره، نقله ابن دريد. والطف: ع، قرب الكوفة وبه قتل الإمام الحسين رضي الله عنه، سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات، وكانت يومئذ تجري قريبا منه. وقال ابن دريد: الطف: ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق. وقال الأصمعي: إنما سمي طفا لأنه دنا من الريف، قال أبو دهبل الجمجي:

ألا إن قتلى الطف من آل هاشم    أذلت رقاب المسلمين فذلـت وقال أيضا:

تبيت سكارى من أمية نومـا    وبالطف قتلى ما ينام حميمها وقيل: طف الفرات: ما ارتفع منه من الجانب، وقيل: هو الشاطئ منه، قاله الليث، قال شبرمة بن الطفيل: كأن أباريق المدام عليهم إوز بأعلى الطف عوج الحناجر كالطفطاف وهو شاطئ البحر. وطفه برجله، أو بيده: إذا رفعه عن ابن دريد. وطف الشيء منه: إذا دنا ومنه سمي الطف، كما تقدم. وطف الناقة يطفها طفا: شد قوائمها نقله الصاغاني. وقولهم: خذ ما طف لك، وأطف لك، واستطف لك: أي خذ ما ارتفع لك، وأمكن كما في الصحاح. وزاد غيره: دنا منك وتهيأ، وقيل: أشرف وبدا ليؤخذ، والمعنيان متجاوران، ومثله: خذ ما دق لك واستدق: أي ما تهيأ، قال الكسائي، - في باب قناعة الرجل ببعض حاجته، يحكي عنهم - خذ ما طف لك ودع ما استطف لك: أي ارض بما يمكنك منه. وقال ابن عباد: الطافة: ما بين الجبال والقيعان، ومن البستان: ما حواليه والجمع طواف. والطفطفة بالفتح ويكسر وكذا: الخوش، والصقل، والسولاء، والأفقة كله: الخاصرة نقله أبو عمرو، ونقل الكسر عن أبي زيد أيضا، واقتصر الجوهري على الفتح. أو هي: أطراف الجنب المتصلة بالأضلاع. أو كل، لحم مضطرب طفطفة، نقله الأزهري عن بعض العرب، قال أبو ذؤيب:

قلـيل لـحـمـه إلا بـقـايا      طفاطف لحم منحوض مشيق أو هي: الرخص من مراق البطن نقله ابن دريد: وأنشد:

صفحة : 5994

معـاود قـتـل الـهـاديات شـــواؤه     من الوحش قصرضى رخصة وطفاطف وفي اللسان: وقيل: هي ما رق من طرف الكبد، قال ذو الرمة:

وسوداء مثل الترس نازعت صحبتي طفاطفها لم نستطع دونها صبرا ج: طفاطف وقد تقدم شاهده. والطفطاف: أطراف الشجر نقله الجوهري، وأنشد للكميت يصف فراخ النعام:

أوين إلى ملاطفة خضود     مآكلهن طفطاف الربول وقال غيره: الطفطاف هنا: الناعم الرطب من النبات، وقال المفضل: ورق الغصون.

وفرس طفاف، كشداد، وكذلك طف، وخف، ودف أخوات بمعنى واحد، وقد تقدم الأخيران، كما في العباب. وأطف عليه، وأطل عليه: أي أشرف عليه. وأطف الكيل: أبلغه طفافه نقله الجوهري، وقيل: أخذ ما عليه. وأطفت الناقة: ولدت لغير تمام، نقله ابن عباد، ونصه في المحيط: ألقت ولدها لغير تمام. وقال الليث: أطف فلان للأمر: إذا طبن له وأراد ختله، وأنشد:

أطف لها شثن البنان جنادف وأطف عليه بحجر: تناوله به عن ابن عباد.

وأطف له: إذا أراد ختله هو مأخوذ من قول الليث الذي تقدم. وأطف عليه ونص أبي زيد في النوادر، أطل على ما له، وأطف عليه: معناه: أنه اشتمل عليه، فذهب به.

وطفف تطفيفا: بخس في الكيل والوزن، ونقص المكيال وهو أن لا يملأه إلى أصباره، ومنه قوله تعالى: ويل للمطففين فالتطفيف: نقص يخون به صاحبه في كيل أو وزن، وقد يكون النقص ليرجع إلى مقدار الحق فلا يسمى تطفيفا، ولا يسمى بالشيء اليسير مطففا على إطلاق الصفة حتى يصير إلى حال تتفاحش، وقال أبو إسحاق: المطففون: الذين ينقصون المكيال والميزان، قال: وإنما قيل للفاعل: مطفف، لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الخفيف الطفيف، وإنما أخذ من طف الشيء وهو جانبه، وقد فسره عز وجل بقوله: وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون أي: ينقصون. وطفف الطائر: بسط جناحيه عن ابن عباد.

طفف به الفرس: إذا وثب به، وهو مجاز، ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما لما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل، فقال: كنت فارسا يومئذ، فسبقت الناس حتى طفف بي الفرس مسجد بني زريق أي: وثب بي حتى جازه، قال الجحاف بن حكيم:

إذا ما تلقته الجوائيم لم يحـم      وطففها وثبا إذا الجري أعقبا وطفطف الرجل: استرخى في يد خصمه عن ابن عباد.

قال الصاغاني: والتركيب يدل على قلة الشيء، وقد شذ عنه أطف فلان لفلان: إذ طبن له، وأراد ختله.

ومما يستدرك عليه: اتطفت حاجته: إذا تهيأت ويسرت. واستطف السنام: ارتفع. وأطفه هو: مكنه. ويقال:

أطف لأنفه الموسي قصير أي: أدناه منه فقطعه.

صفحة : 5995

وإناء طفان: ملآن، عن ابن الأعرابي. والطف: فناء الدار. وطفف الإناء: أخذ ما عليه. وطفف على الرجل: إذا أعطاه أقل مما أخذ منه. وطففت بفلان موضع كذا: رفعته إليه، وحاذيته به. وطفف: نقص، وأيضا: وفي. وطفف على عياله: قتر، وهو مجاز. والطفيف: الخسيس الدون الحقير. وطف الحائط طفا: علاه. والطفافة بالضم: الشيء اليسير يبقى في الإناء، وأطف له السيف: أهوى به إليه، وغشيه به. وطففت الشمس: دنت للغروب. وأتانا عند طفاف الشمس: أي عند دنوها للغروب، وهو مجاز.

ط - ق - ف
طقفة بن قيس الغفاري: صحابي رضي الله عنه، وهو الذي قد تقدم ذكره، وهو من أهل الصفة، روى عنه ابنه يعيش، وقد أهمله الجوهري والجماعة هنا. أو الصواب: طخفة، بالخاء المعجمة أو بالحاء المهملة. أو: طغفة بالغين كل ذلك قد تقدم. أو هو: قيس بن طخفة، أو يعيش بن طخفة الذي روى عنه عبد الرحمن بن جبير، غفاري شامي. أو هو: عبد الله بن طخفة له ولأبيه صحبة، وحديثه مضطرب. أو: طهفة بن أبي ذر كما سيأتي.

ط - ل - ح - ف
ضربته ضربا طلحيفا، كبر طيل أهمله الجوهري، ونقله اليث وزاد غيره: طلحفا، مثل سمند وطلحفا مثل جردحل، وطلحفا مثل سبحل وطلحفي، مثل حبركي وهذه عن ابن دريد، وطلحافا مثل قرطاس: أي ضربا شديدا. وقال شمر: جوع طلحف، كسبحل، وجردحل أي: شديد وأنشد:

إذا اجتمع الجوع الطلحف وحبهـا      على الرجل المضعوف كاد يموت واللام أصلية، لذكرهم الطلحفى في باب فعلى مع حبركى منهم ابن دريد في الجمهرة وغيره، ووهم الجوهري حيث جعل اللام زائدة، وأورده في ط خ ف، ولو كانت اللام زائدة لكان وزنه فلعلا.

ط - ل - خ - ف
ضرب طلخيف، بالخاء، كالحاء في لغاته وكذلك من الطعن والجوع، وقد أهمله الجوهري هنا، وأورده في طخف بناء على أن اللام زائدة، وقد وهمه الصاغاني، وقال حسان:

أقمنا لكم ضربا طلخفا منكـلا     وحزناكم بالطعن من كل جانب وقال آخر:

ضربا طلخفا في الطلى سخينا

ط - ل - ف
ذهب دمه وكذلك ماله طلفا بالفتح ويحرك: أي هدرا باطلا، قال أبو عمرو: بالطاء والظاء، قال الأزهري: هكذا سمعته بالوجهين، قال الأفوه الأودي:

حكم الدهر علينـا أنـه     طلف ما نال منا وجبار والطلف، محركة: العطاء والهبة، تقول: أطلفني وأسلفني، والسلف: ما يقتضى، نقله الجوهري، وابن فارس، وأنشد:

وكل شيء من الدنيا نـصـاب بـه     ما عشت فينا وإن جل الرزى طلف قال: وقولهم: إن الطلف: الفضل، ليس بشيء، وإلا أن يراد به الفاضل عن الشيء.

والطليف كأمير: الشيء المأخوذ. وأيضا: الهدر والباطل قال رؤبة:

كم من عدى أموالهم طليف أي: باطل، وقال يونس: ذهب فلان بالمال طليفا: أي بغير حق، والظاء المعجمة لغة فيه. والطلفان محركة: أن يعيا فيعمل على الكلال، أو صوابه بالغين المعجمة هكذا صوبه الأزهري، وقد تقدم. وفي نوادر الأعراب: أسلفه كذا: أقرضه، وأطلفه كذا: وهبه ونقله الجوهري أيضا هكذا. وأطلفه أيضا: أهدره نقله الجوهري. وقال ابن عباد: أطلف فلان بطل ثأر خصمه. قال: وطلف عليه تطليفا: زاد والظاء لغة.

ط - ل - ن - ف

صفحة : 5996

الطلنفى، كحبركى، والطلنفأ، بالهمز أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الكثير الكلام يهمز ولا يهمز. وقال أبو زيد: جمل مطلنفئ السنام: لا صقه وقد لا يهمز. واطلنفأت: لزقت بالأرض فأنا مطلنفئ، وكذلك الطلنفي، وقد يهمزان، قال غيلان الربعي:

مطلنفئين عندها كالأطلا قال الصاغاني: وقد ذكرت هذه اللغات في تركيب طلف. قلت: وهو صنيع ابن دريد والأزهري وصاحب اللسان.

ط - ن - ف
الطنف، بالفتح، وبالضم، ومحركة، وبضمتين: الحيد من الجبل، وهو: ما نتأ منه، ورأس من رؤوسه وقيل: هو شاخص يخرج من الجبل، فيتقدم كأنه جناح، واقتصر الجوهري على التحريك ج: أطناف، وطنوف قال أبو ذؤيب الهذلي:

وما ضرب بيضاء يأوي مليكها     إلى طنف أعيا براق ونـازل والطنف، بالتحريك، وبضمتين: إفريز الحائط. وقيل: هو ما أشرف خارجا عن البناء. وكذلك: السقيفة تشرع فوق باب الدار نقله الجوهري، قال ابن الأعرابي، وهي الكنة. وبالتحريك: السيور نقله الجوهري عن أبي عبيد، قال: وضم الطاء والنون لغة فيه. أو الطنف: الجلود الحمر التي تكون على الأسفاط وبه فسر قول الأفوه الأودي:

سود غدائرها بلج محاجـرهـا      كأن أطرافها لما اجتلى الطنف ويروى:

كأن أطرافها في الجلوة الطنف والطنف: نفس التهمة، وفعله طنف، كفرح. والطنف ككتف: المتهم بالأمر، كأنه على النسب. وحكى الشيباني أن الطنف: من لا يأكل إلا قليلا. والطنف أيضا: الفاسد الدخلة وقد طنف، كفرح، طنافة وطنوفة بالضم وطنفا محركة. ويقال: ما أطنفه أي ما أزهده. والمطنف، كمحسن: من له الطنف. وأيضا: من يعلو الطنف واقتصر الجوهري على الأخير، وأنشد قول الشنفري:

كأن حفيف النبل فوثق عجيسهـا     عوازب نحل أخطأ الغار مطنف قال الصاغاني: وفي شرح شعر الشنفري: مطنف: له طنف، والذي له طنف غير الذي يعلوه. وطنفه تطنيفا: اتهمه فهو مطنف، يقال: فلان يطنف بهذه السرقة، وفي حديث جريج: كان سنتهم إذا ترهب الرجل منهم، ثم طنف بالفجور لم يقبلوا منه إلا القتل أي: اتهم. وطنف جداره: إذا جعل فوقه شوكا وعيدانا وأغصانا ليصعب تسلقه وتسوره، قاله الأزهري. وقال الزمخشري: وأهل مكة يبنون على السطح جدارا قصيرا يسمونه الطنف. وقال ابن دريد: طنف نفسه إلى كذا: إذا أدناها إلى الطمع. ويقال: ما تطنفت نفسي إلى هذا: أي ما أشفت. وقال ابن عباد: وهو يتطنفهم أي: يغشاهم. قال الصاغاني: والتركيب يدل على دور شيء على شيء، وقد شذ عنه الطنف: الذي لا يأكل إلا قليلا، وما أطنفه: ما أزهده.

ومما يستدرك عليه: طنف للأمر تطنيفا: قارفه. والطنف، محركة: شجر أحمر يشبه العنم. والمطنف، كمعظم: المهدر.

ط - و - ف

صفحة : 5997

طاف حول الكعبة وعليه اقتصر الجوهري وزاد غيره: وبها، طوفا، وطوافا، وطوفانا محركة، واقتصر الجوهري على الأول والثالث، ونقل ابن الأثير الثاني وكذلك استطاف، وتطوف نقلهما الجوهري وطوف تطويفا، كل ذلك بمعنى: دار حولها. ويقال في الأخير طوف الرجل: إذا أكثر الطواف، قال شيخنا: وقد قصد المصنف إلى الطواف الشرعي الذي أوضحه الشارع، وترك أصله في اللغة، وقد أورده الراغب، وفسره بمطلق المشي، أو مسي فيه استدارة، أو غير ذلك. والمطاف: موضعه أي: الطواف، وجمع الطواف: أطواف. ورجل طاف: أي كثيره نقله الجوهري. والطوف: قرب ينفخ فيها، ويشد بعضها إلى بعض فتجعل كهيئة السطح يركب عليها في الماء ويحمل عليها الميرة والناس، ويعبر عليها، وهو الرمث، وربما كان من خشب، والجمع أطواف، وقال الأزهري: الطوف التي يعبر عليها في الأنهار الكبار، يسوى من القصب والعيدان، يشد بعضها فوق بعض، ثم تقمط بالقمط، حتى يؤمن انحلالها، ثم تركب ويعبر عليها، وربما حمل عليها الجمل على قدر قوته وثخانته، وتسمى العامة، بتخفيف الميم. والطوف: الغائط وهو ما كان من ذلك بعد الرضاع، وأما ما كان قبله فهو عقي، قاله الأحمر، وفي الحديث: لا يتناجى اثنان على طوفهما وفي حديث ابن عباس: لا يصلين أحدكم وهو يدافع الطوف والبول وفي كلام الراغب ما يدل على أنه من الكناية. وطاف يطوف طوفا: إذا ذهب إلى البراز ليتغوط زاد ابن الأعرابي كاطاف يطاف أطيافا: إذا ألقى ما في جوفه، وأنشد:

عشيت جابان حتى استد مغرضه      وكاد ينقـد إلا أنـه أطـافـا وهو على افتعل.

والطائف: العسس كما في الصحاح قال الراغب: وهو الذي يدور حول البيوت حافظا، وقيده غيره بالليل. والطائف: بلاد ثقيف قال أبو طالب بن عبد المطلب:

منعنا أرضنا من كل حي     كما امتنعت بطائفها ثقيف

صفحة : 5998

وهي في واد بالغور أول قراها لقيم، وآخرها الوهط، سميت لأنها طافت على الماء في الطوفان، أو لأن جبريل عليه السلام طاف بها على البيت سبعا نقله الميورقي عن الأزرقي. أو لأنها كانت قرية بالشام فنقلها الله تعالى إلى الحجاز بدعوة إبراهيم عليه السلام اقتلاعا من تخوم الثرى بعيونها وثمارها ومزارعها، وذلك لما قال: ربنا إن أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلضهم يشكرون نقله أبو داود الأزرقي في تاريخ مكة، وأبو حذيفة إسحاق ابن بشر القرشي في كتاب المبتدأ وهو قول الزهري، وقال القسطلاني في المواهب: إن جبريل عليه السلام اقتلع الجنة التي كانت لأصحاب الصريم، فسار بها إلى مكة، فطاف بها حول البيت، ثم أنزلها حيث الطائف، فسمي الموضع بها، وكانت أولا بنواحي صنعاء، واسم الأرض وج وهي بلدة كبيرة على ثلاث مراحل أو اثنتين من مكة من جهة المشرق، كثيرة الأعناب والفواكه، وروى الحافظ ابن عات في مجالسه أن هذه الجنة كانت بالطائف، فاقتلعا جبريل، وطاف بها البيت سبعا، ثم ردها إلى مكانها، ثم وضعها مكانها اليوم، قال أبو العباس الميورقي: فتكون تلك البقعة من سائر بقع الطائف طيف بها بالبيت مرتين في وقتين. أو لأن ?رجلا من الصدف وهو لبنه الدمون بن الصدف، واسم الصدف مالك بن مرتع بن كندة من حضرموت أصاب دما في قومه بحضرموت، ففر إلى وج ولحق بثقيف، وأقام بها وحالف مسعود بن معتب الثقفي أحد من قيل فيه: إنه المراد من الآية على رجل من القريتين عظيم ، وكان له مال عظيم، فقال لهم: هل لكم أن أبني لكم طوفا عليكم يطيف ببلدكم يكون لكم ردءا من العرب? فقالوا: نم، فبناه، وهو الحائط المطيف المحدق به وهذا القول نقله السهيلي في الروض عن البكري، وأعرض عنه، وذكر ابن الكلبي ما يوافق هذا القول، وقد خصت الطائف بتصانيف، وذكروا هذا الخلاف الذي ساقه المصنف، وبسطوا فيه، أورد بعض ذلك الحافظ بن فهد الهاشمي في تاريخ له خصه بذكر الطائف، جزاهم الله عنا كل خير.

والطائف من القوس: ما بين السية والأبهر نقله الجوهري. أو هو قريب من عظم الذراع من كبدها. أو الطائفان: دون السيتين والجمع طوائف، قال أبو كبير الهذلي:

وعراضة السيتين توبع بريها     تأوي طوائفها لعجس عبهر ويعني بالسيتين: ما اعوج من رأسها، وفيها طائفان، وقال أبو حنيفة: طائف القوس: ما جاوز كليتها من فوق وأسفل إلى منحنى تعطيف القوس من طرفها، وأنشد ابن بري:

ومصونة دفعت فلما أدبرت     دفعت طوائفها على الأقيال والطائف: الثور يكون مما يلي طرف الكدس عن ابن عباد.

صفحة : 5999

والطائفة من الشيء: القطعة منه نقله الجوهري أو هي الواحدة فصاعدا وبه فسر ابن عباس قوله تعالى: وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين . أو الواحدة إلى الألف وهو قول مجاهد، وفي الحديث: لا تزال طائفة من أمتي على الحق قال إسحاق ابن راهويه: الطائفة دون الألف، وسيبلغ هذا الأمر إلى أن يكون عدد المتمسكين بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ألفا، يعني بذلك أن لا يعجبهم كثرة أهل الباطل. أو أقلها رجلان قاله عطاء أو رجل روي ذلك عن مجاهد أيضا، فيكون حينئذ بمعنى النفس الطائفة، قال الراغب: إذا أريد بالطائفة الجمع فجمع طائف، وإذ أريد به الواحد فيصح أن يكون جمعا ويكنى به عن الواحد، وأن جعل كراوية وعلامة، ونحو ذلك. وذو طواف كشداد: وائل الحضرمي والد ذي العرف ربيعة الآتي ذكره في ع - ر - ف. والطواف أيضا: الخادم يخدمك برفق وعناية والجمع الطوافون، قاله أبو الهيثم، وقال ابن دريد: الطوافون: أبو الهيثم، وقال ابن دريد: الطوافون: الخدم والمماليك، وفي الحديث: الهرة ليست بنجسة، إنما هي من الطوافين عليكم - أو الطوافات - وكان يصغي لها الإناء فتشرب منه، ثم يتوضأ به جعلها بمنزلة المماليك من قوله تعالى: يطوف عليهم ولدان ومنه قول إبراهيم النخعي: إنما الهرة كبعض أهرل البيت. والطوفان، بالضم: المطر الغالب الذي يغرق من كثرته. وقيل: هو الماء الغالب الذي يغشى كل شيء. وقيل: هو الموت وقد جاء ذلك في حديث عائشة مرفوعا، وبه فسر أيضا حديث عمرو بن العاص، وذكر الطاعون، فقال: لا أراه إلا رجزا أو طوفانا. وقيل: هو الموت الجارف. وقيل: هو القتل الذريع. وقيل: هو السيل المغرق قال الشاعر:

غير الجـدة مـن آياتـهـا     خرق الريح وطوفان المطر وقيل: الطوفان من كل شيء: ما كان كثيرا محيطا مطيفا بالجماعة كلها، كالغرق الذي يشتمل على المدن الكثيرة، والقتل الذريع، والموت الجارف، وبذلك كله فسر قوله تعالى: فأخذهم الطوفان وكل حادثة تحيط بالإنسان، وعلى ذلك قوله تعالى: فأرسلنا عليهم الطوفان وصار متعارفا في الماء المتناهي في الكثرة، لأجل أن الحادثة به التي نالت قوم نوح كانت ماء، قال عز وجل: فأخذهم الطوفان وهم ظالمون . وهو تحقيق نفيس، ثم اختلف في اشتقاقه - وإن كان أكثر الأئمة لم يتعرضوا له - فقيل: من طاف يطوف، كما اقتضاه كلام المصنف والراغب، وقيل: هو فلعان من طفأ الماء يطفو: إذ علا وارتفع، فقلبت لأمه لمكان العين، كما نقله شيخنا عن الاقتضاب. قلت: والقول الثاني غريب. الواحدة بهاء قال الأخفش: الطوفان جمع طوفانة، قال ابن سيده: والأخفش ثقة، وإذا حكى الثقة شيئا لزم قبوله، قال أبو العباس: هو من طاف يطوف، قال: والطوفان: مصدر مثل الرجحان والنقصان، ولا حاجة به إلى أن يطلب له واحدا. ويقال: أخذ بطوف رقبته بالضم وطافها، كصوفها وصافها بمعنى، ونقضه الجوهري. وأطاف به: أي ألم به وقاربه قال بشر بن أبي خازم:

أبو صبية شعث تطيف بشخصه     كوالح أمثال اليعاسيب ضمـر ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6000

طاف به الخيال طوفا: ألم به في النوم، واوية ويائية، وسيأتي للمصنف في ط ي ف استطردا، لأن الأصمعي يقول: طاف الخيال يطيف طيفا، وغيره يقول: يطوف طوفا. وطاف بالقوم يطوف طوفا وطوفانا، ومطافا. وأطاف استدار وجاء من نواحيه. وأطاف به، وعليه: طرقه ليلا، قال الفراء: ولا يكون الطائف نهارا، وقد يتكلم به العرب، فيقولون: أطفت به نهارا، وليس موضعه بالنهار، ولكنه بمنزلة قولك: لو ترك القطا ليلا لنام؛ لأن القطا لا يسري ليلا، وأنشد أبو الجراح:

أطفت بها نهارا غير ليل     وألهى ربها طلب الرجال وطاف بالنساء لا غير. وأطاف عليه: دار حوله، قال أبو خراش:

تطيف عليه الطير وهو ملـحـب     خلاف البيوت عند محتمل الصرم واستطافه: طاف به. وأطوف لطوافا، والأصل تطوف تطوفا، ومنه قوله تعالى: وليطوفوا بالبيت العتيق . والتطواف: مصدر، وبالكسر: اسم للثوب الذي يطاف به. والطائفي: زبيب عناقيده متراصفة الحب، كأنه منسوب إلى الطائف، عن أبي حنيفة. وأصابه من الشيطان طوف، أي: طائف. وطاف في البلاد طوفا وتطوافا، وطوف: سار فيها. وطوف تطويفا وتطوافا. ولأقطعن منه طائفا: أي بعض أطرافه، هكذا جاء في حديث عمران ابن حصين في العبد الآبق، ويروى بالباء والقاف، وقول أبي كبير الهذلي:

تقع السيوف على طوائف منهم     فيقام منهم ميل من لم يعـدل قيل: عنى بالطوائف: النواحي؛ الأيدي والأرجل. والطواف: من يعمل الطوف، وهو ما يضم من القرب فيعبر عليها. والطوف: القلد. وطوف القصب: قدر ما يسقاه. والطوف: الثور الذي يدور حوله البقر في الدياسة. والطوفان، بالضم: البلاء.

ويقال لشدة ظلام الليل: طوفان، قال العجاج:

حتى إذا ما يومها تصبصبا
وعم طوفان الظلام الأثأبا

وطوف الناس والجراد: إذا ملئوا الأرض، كالطوفان: قال الفرزدق:

على من وراء الردم لو دك عنهم     لماجوا كما ماج الجراد وطوفوا

ط - ه - ف

صفحة : 6001

الطهفة: أعالي الجنبة الغضة إذا كانت غير متكاوسة، قاله أبو حنيفة، وفي الصحاح: أعالي الصليان. والطهف بالفتح، نقله الفراء عن الثقات سماعا ويحرك نقله أبو حنيفة عن بعض الأعراب ذوي المعرفة، قال الفراء: وأظنهما لغتين، قال أبو حنيفة: عشب ضعيف دقاق لا ورق له، وقال أعرابي من ربيعة - وحرك الهاء -: له حب يؤكل في المجهدة ضاو دقيق، قال أبو حنيفة: وهو مرعى، وله ثمرة حمراء إذا اجتمعت في مكان واحد ظهرت حمرتها، وإذا تفرقت خفيت، وقال الفراء: هو شيء يختبز في المحل، الواحدة طهفة، وقال غير هؤلاء: الطهف : مثل المرعى له سبول وورق مثل ورق الدخن، وحبة حمراء دقيقة جدا طويلة، وقال ابن الأعرابي: الطهف: الذرة، وهي شجرة كأنها الطريفة، لا تنبت إلا في السهل شعاب الجبال، وقال غيره: هي عشبة حجازية ذات غصنة وورق كأنه ورق القصب، ومنبتها الصحراء ومتون الأرض، وثمرتها حب في أكمام. وطهفة بن أبي زهير النهدي: صحابي رضي الله عنه، له وفادة، وكان خطيبا مفوها. وطهفة بن قيس الغفاري: صحابي أيضا، وقد ذكر في ط ق ف ومر الاختلاف فيه. وزبدة طهفة: مسترخية عن الفراء. والطهفة بالكسر: القطعة من كل شيء. والطهاف، كسحاب: المرتفع من السحاب نقله الجوهري. وأطهف الصليان: نبت نباتا حسنا. وقال أبو حنيفة: يقال: أطهف هذا له طهفة من ماله: أي أعطاه قطعة منه ليس بالأثيث، وقال ابن عباد: يقال: أطهف له طهفة من ماله: أي أعطاه قطعة منه. قال: وأطهف في كلامه: إذا خفف منه. وقال الفراء: أطهف السقاء: أي استرخى. وقال الجوهري وابن فارس: الطهافة، كالكناسة: الدواية هكذا هو بالدال المهملة والياء التحتية، وفي بعض النسخ الذؤابة.

ومما يستدرك عليه: يقال: في الأرض طهفة من كلأ: للشيء الرقيق منه. وقال ابن بري: الطهفة: التبنة، وأنشد:

لعمر أبيك ما مالي بنخـل    ولا طهف يطير به الغبار والطهف، محركة: الحرز.

وقد سموا طهفا بالفتح، وطهفا محركة، وطهفا بكسرتين.

ط - ي - ف
الطيف: الغضب وبه فسر ابن عباس قوله تعالى: إذا مسهم طيف من الشيطان وهو قول مجاهد أيضا. وقال الأزهري: الطيف في كلام العرب، الجنون وهكذا رواه أبو عبيد عن الأحمر، قال: قيل للغضب: طيف، لأن عقل من غضب يعزب، حتى يتصور في صورة المجنون الذي زال عقله. وقال الليث: كل شيء يغشى البصر من وسواس الشيطان، فهو طيف. وقال ابن دريد: الطيف: الخيال: الطائف في المنام يقال: طيف الخيال، وطائف الخيال. أو طيف الخيال: مجيئه في المنام قال أمية الهذلي:

ألا يا لقومي لطيف الخيال    أرق من نازح ذي دلال وطاف الخيال يطيف طيفا ومطافا هذا قول الأصمعي، وقال أبو المفضل: يطوف طوفا فهي واوية يائية، وقال كعب بن زهير:

أنى ألم بك الخيال يطـيف    ومطافه لك ذكرة وشعوف

صفحة : 6002

وإنما قيل لطائف الخيال: طيف؛ لأن أصله طيف كميت وميت، من مات يموت وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وأبو حاتم قوله تعالى: طيف من الشيطان والباقون طائف وقال الفراء: الطائف والطيف سواء، وهو ما كان كالخيال، والشيء يلم بك. وابن الطيفان، كالحيران: خالد ابن علقمة بن مرثد، أحد بني مالك ابن يزيد بن دارم شاعر فارس وطيفان أمه. وابن الطيفانية: عمرو بن قبيصة أحد بني يزيد بن عبد الله بن دارم، وهي أمه شاعر أيضا، نقله الصاغاني. وطيف تطييفا، وطوف أكثر الطواف وإنما ذكر طوف - وهو واوي - استطرادا، ونص الجمهرة لابن دريد: وأطاف، وطيف، وتطيف بمعنى، فتأمل.

ومما يستدرك عليه: الطيف، بالكسر: الخيال نفسه، عن كراع. والطياف ككتاب: سواد الليل، وقيل: هو بالنون، وقد تقدم، وبهما روى ما أنشده الليث:

عقبان دجن بادرت طيافا وتطيف: أكثر الطواف.