الباب العشرون: باب الفاء - الفصل السادس عشر: فصل الظاء المشالة مع الفاء

فصل الظاء المشالة مع الفاء

ظ - أ - ف
جاء يظأفه، كيمنعه، ويظوفه كيسوقه: أي يطرده وقد أهمله الجوهري، وأورده الصاغاني عن ابن عباد هكذا، وفي اللسان: ظافه ظأفا: طرده طردا مرهقا له. قلت: وسيأتي ذلك للمصنف في ظ و ف ولو اقتصر هنا على يظأفه مهموزا كان حسنان فتأمل.

ظ - ر - ف

صفحة : 6003

الظرف: الوعاء ومنه ظرفا الزمان والمكان عند النحويين، كما في الصحاح والعباب ج: ظروف. وقال الليث: الظرف: وعاء كل شيء، حتى أن الإبريق ظرف لما فيه، قال: والصفات في الكلام التي تكون مواضع لغيرها تسمى ظروفا، من نحو أمام وقدام، وأشباه ذلك، تقول: خلفك زيد، إنما انتصب لأنه ظرف لما فيه، وهو موضع لغيره، وقال غيره: الخليل يسميها ظروفا، والكسائي يسميها المحال، والفراء يسميها الصفات، والمعنى واحد. وقال أبو حنيفة: أكنة النبات كل ظرف فيه حبة، فجعل الظرف للحبة. والظرف: الكياسة كما في الصحاح، وهكذا صرح به الأئمة، قال شيخنا: وبعض المتشدقين يقولونه بالضم، للفرق بينه وبين الظرف الذي هون الوعاء، وهو غلط محض لا قائل به. وقد ظرف الرجل، ككرم ظرفا وظرافة كما في الصحاح، وهذه قليلة وفي اللسان: ويجوز في الشعر ظرافة، وصرح بقلتها في المحكم، والخلاصة، قال شيخنا: وكلام غيره يؤيد كثرتها، ويؤيده القياس، فهو ظريف من قوم ظرفاء هذه عن اللحياني، قال ابن بري: وقد قالوا: ظرف، ككتب، وقوم ظراف ككتاب، وظريفين، وقد قالوا: ظروف قال الجوهري: كأنهم جمعوه بعد حذف الزائد قال سيبويه: أو هو كالمذاكير لم يكسر على ذكر، هكذا زعمه الخليل. أو الظرف إنما هو في اللسان فالظريف هو البليغ الجيد الكلام، قاله الأصمعي، وابن الأعرابي، واحتجا بقول عمر في الحديث: إذا كان اللص ظريفا لم يقطع أي إذا كان بليغا جيد الكلام احتج عن نفسه بما يسقط عنه الحد، وزاد ابن الأعرابي: والحلاوة في العينين، والملاحة في الفم، والجمال في الأنف. أو هو حسن الوجه والهيئة يقال: وجه ظريف، وهيئة ظريفة. أو يكون في الوجه واللسان يقال: وجه ظريف، ولسن ظريف، قاله الكسائي، وأجاز ما أظرف زيد - في الاستفهام - ألسانه أظرف، أم وجهه? والظرف في اللسان: البلاغة وحسن العبارة، وفي الوجه: الحسن. أو الظرف: البزاعة وذكاء القلب قاله الليث، والبزاعة بالزاي: هي الظرافة والملاحة والكياسة، كما تقدم للمصنف، قال الجوهري: والبزاعة مما يحمد به الإنسان، ويوجد في غالب النسخ البراعة بالراء، والأولى الصواب. أو الظرف: الحذق بالشيء هكذا يسمونه أهل اليمن. أو لا يوصف به إلا الفتيان الأزوال والفتيات الزولات والزول: الخفيف لا الشيوخ ولا السادة قاله الليث. وقال المبرد: الظريف: مشتق من الظرف، وهو الوعاء، كأنه جعل الظريف وعاء للأدب ومكارم الأخلاق. ويقال: تظرف فلان وليس بظريف: إذا تكلفه. وقال الراغب: الظرف بالفتح: اسم لحالة تجمع عامة الفضائل النفسية والبدنية والخارجية، تشبيها بالظرف الذي هو الوعاء، ولكونه واقعا على ذلك، قيل لمن حصل له علم وشجاعة: ظريف، ولمن حسن لباسه ورياشه: ظريف، ولمن حسن لباسه ورياشه: ظريف، ولمن حسن لباسه ورياشه: ظريف، فالظرف أعم من الحرية والكرم، والصلف، محركة: مجاوزة الحد في الظرف، والادعاء فوق ذلك تكبرا، قاله الخليل، وفي الحديث: آفة الظرف الصلف نقله شيخنا. والظراف كغراب، ورمان: الظريف إلا أن الثاني أكثر من الأول، كالطوال والطوال جمع الأول ظرفاء عن اللحياني وجمع الثاني ظرافون بالواو والنون. ويقال: هو نقي الظرف: أي أمين غير خائن وهو مجاز. ورأيته بظرفه:

صفحة : 6004

أي بنفسه وفي الأساس: بعينه، قال: وهو تمثيل، من قولك: أخذت المتاع بظرفه. ويقال: أظرف الرجل: إذا ولد بنين ظرفاء نقله الجوهري. وأظرف فلانا هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب متاعا: إذا جعل له ظرفا كما هو نص العباب.أي بنفسه وفي الأساس: بعينه، قال: وهو تمثيل، من قولك: أخذت المتاع بظرفه. ويقال: أظرف الرجل: إذا ولد بنين ظرفاء نقله الجوهري. وأظرف فلانا هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب متاعا: إذا جعل له ظرفا كما هو نص العباب.

ومما يستدرك عليه: امرأة ظريفة، ومن نسوة ظرائف، وظراف، قال سيبويه: وافق مذكره في التكسير، يعني في ظراف. وحكى اللحياني: اظرف إن كنت ظارفا، وقالوا في الحال: إنه لظريف. وأظرف بالرجل: ذكره بظرف. وقينة ظروف، كصبور. واستظرفه: وجده ظريفا. وتظارف: تكلف الظرف. ويا مظرفان، كياملكعان، كما في الأساس. وأظرف الرجل: كثرت أوعيته. وظارفني فظرفته: كنت أظرف منه، عن ابن القطاع.

ظ - ف - ف
ظف قوائم البعير يظفها ظفا، أهمله الجوهري، وقال الكسائي: أي شدها كلها وجمعها وكذلك قوائم غير البعير. وقال ابن الأعرابي: الظف: العيش النكد، والغلاء الدائم. قال: والظفف محركة: الضفف وقد تقدم معناه. والمظفوف: المضفوف يقال: ماء مظفوف: إذا كثر عليه الناس، قال الشاعر:

لا يستقي في النزح المظفوف قال ابن بري: هكذا أنشده أبو عمرو الشيباني بالظاء، وقد تقدم في ض ف ف. وقال أيضا: المظفوف: المقارب بين اليدين في القيد، وأنشد:

زحف الكسير وقد تهيض عظمه     أو زحف مظفوف اليدين مقـيد وابن فارس ذكره بالضاد لا غير، وكذلك حكاه الليث. واستظف آثارهم: تتبعها نقله ابن عباد. قلت: ولعله استظلف، كما سيأتي.

ظ - ل - ف
الظلف: الباطل عن أبي عمرو، ويروى بالطاء أيضا، كما تقدم، وسيأتي أيضا. والظلف: المباح الهدر. والظلف بالكسر: ظفر كل ما اجتر، وهو للبقرة والشاة والظبي وشبهها بمنزلة القدم لنا، ج: ظلوف وأظلاف وقال ابن السكيت: يقال: رجل الإنسان، وقدمه، وحافر الفرس، وخف البعير والنعامة، وظلف البقرة والشاة، واستعاره الأخطل للإنسان فقال:

إلى ملك أظلافه لم تشقق قال ابن بري: هو لعقفان بن قيس ابن عاصم، وصدره:

سأمنعها أو سوف أجعل أمرها     إلـى مـلـك ... الـــخ وقال الليث، والأزهري، وابن فارس: إلا أن عمرو بن معدي كرب رضي الله عنه استعارها للخيل، فقال:

وخيلي تطأكم بأظلافها ونقال الليث: أراد الحوافر، واضطر إلى القافية، واعتمد على الأظلاف لأنها في القوائم. والظلف: الحاجة يقال: ما وجدت عنده ظلفي: أي حاجتي. والظلف: المتابعة في المشي وغيره وفي اللسان: المتابعة في الشيء وفي الأساس: جاءت الإبل على ظلف واحد، أي متتابعة. وبالضم، وبضمتين: جمع ظليف. وظلوف ظلف، كركع: أي شداد وهو توكيد لها، نقله الجوهري قال العجاج:

وإن أصاب عدواء احرورفا
عنها وولاها ظلوفا ظلفـا

صفحة : 6005

ويقال: وجد ظلفه: أي مراده وما يهواه ويوافقه. وقال الفراء: العرب تقول: وجدت الشاة ظلفها: أي وجدت مرعى موافقا، فلا تبرح منه يضرب مثلا للذي يجد ما يوافقه ويكون أراد به من الناس والدواب، قال: وقد يقال ذلك لكل دابة وافقت هواها. وفي الأساس: وجدت الدابة ظلفها: ما يظلفها ويكف شهوتها. وأرض ظلفة، كفرحة بينة الظلف، نقله الجوهري عن الأموي وزاد غيره: مثل سهلة، ويحرك، وقد ظلفت، كفرح ظلفا: غليظة لا تؤدي أثرا ولا يستبين عليها المشي من لينها فتتبع. وقال ابن شميل: الظلفة: الأرض التي لا يتبين فيها أثر، وهي قف غليظ، وهي الظلف، وقال يزيد بن الحكم يصف جارية:

تشكو إذا ما مشت بالدعص أخمصها     كأن ظهر النقا قف لهـا ظـلـف وقال الفراء: أرض ظلف وظلفة: إذا كانت لا تؤدي أثرا، كأنها تمنع من ذلك، وقال ابن الأعرابي: الظلف: ما غلظ من الأرض واشتد، قال الأزهري: جعل الفراء الظلف: ما لان من الأرض، وجعله ابن الأعرابي: ما غلظ من الأرض، والقول قول ابن الأعرابي: الظلف من الأرض: ما صلب فلم يؤد أثرا، ولا وعوثة فيها، فيشتد على الماشي المشي فيها، ولا رمل فترمض النعم فيها، ولا حجارة فتحتفي فيها، ولكنها صلبة التربة لا تؤدي أثرا، وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه مر على راع فقال: عليك الظلف من الأرض لا ترمضها. أمره أن يرعاها في الأرض التي هذه صفتها؛ لئلا ترمض بحر الرمل، وخشونة الحجارة، فتتلف أظلافها، لأن الشاء إذا رعيت في الدهاس، وحميت الشمس عليها أرمضتها. والظلف أيضا: شدة العيش من ذلك، هكذا مضبوط عندنا بالكسر، والصواب بالتحريك، ومن ذلك حديث سعد بن أبي وقاص: كان يصيبنا ظلف العيش بمكة: أي بؤسه وشدته وخشونته. والظلفة، كفرحة: طرف حنو القتب والإكاف وأشباه ذلك مما يلي الأرض من جوانبها، والجمع: ظلف وظلفات. وهن أي الظلفت: الخشبات الأربع اللواتي يكن على جنبي البعير، تصيب أطرافها السفلى الأرض إذا وضعت عليها، وفي الواسط ظلفتان، وكذا في المؤخرة، وهما ما سفل من الحنوين لأن ما علاهما مما يلي العراقي هما العضدان، وأما الخشبات المطولة على جنب البعير فهي الأحناء، وشاهده:

كأن مواقع الظلفات منه     مواقع مضرحيات بقار يريد أن مواقع الظلفات من هذا البعير قد ابيضت، كموقع ذرق النسر، وفي حديث بلال: كان يؤذن على ظلفات أقتاب مغرزة في الجدار وهو من ذلك. وقال أبو زيد: يقال لأعلى الظلفتين مما يلي العراقي: العضدان، وأسفلهما: الظلفتان، وهما: ما سفل من الحنوين الواسط والمؤخرة، وشاهد الظلف قول حميد الأرقط:

وعض منها الظلـف الـدئيا
عض الثقاف الخرص الخطيا

والظليف، كأمير: السيئ الحال نقله الجوهري.

والذليل في معيشته. والظليف من الأماكن: الخشن نقله الجوهري، زاد غيره: فيه رمل كثير. والظليف من الأمور: الشديد الصعب يقال: شر ظليف: أي شديد، نقله الجوهري. والظليف: الشدة وكل ما عسر عليك مطلبه: ظليف.

صفحة : 6006

قال ابن دريد: والظليف من الرقبة: أصلها ومنه قولهم: أخذ بظليف رقبته: أي بأصلها. ورجل ظليف النفس، وظلفها ككتف: أي نزهها وهو من قولهم: ظلفه عن كذا ظلفا: إذا منعه. وذهب به ونص أبي زيد في النوادر: ذهب فلان بغلامي ظليفا: أي بغير ثمن مجانا قال قيس بن مسعود:

أيأكلها ابن وعلة في ظليف     ويأمن هيثم وابنا سـنـان قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

فقلت كلوها في ظليف فعمكم     هو اليوم أولى منكم بالتكسب ويقال: أخذه بظليفه، وظلفه، محركة: أي أخذه كله ولم يترك منه شيئا كما في العباب، وهو قول أبي زيد، والذي في اللسان: أخذ الشيء بظليفته وظلفته: أي بأصله وجميعه، ولم يدع منه شيئا. وقال أبو عمرو: ذهب دمه ظلفا بالفتح ويحرك: أي باطلا هدرا لم يثأر به، قال: وسمعته بالطاء والظاء. والأظلوفة، بالضم: أرض صلبة فيها حجارة حداد، كأن خلقتها خلقة الجبل ولو قال على خلقة الجبل كان أخصر ج: أظاليف وأنشد ابن بري:

لمح الصقور علت فوق الأظاليف وأظلف الرجل: وقع فيها، أي: الأظلوفة، أو في الظلف. وظلف نفسه عنه يظلفها ظلفا: منعها من أن تفعله، أو تأتيه قال الشاعر:

لقد أظلف النفس عن مطعم      إذا ما تهـافـت ذبـانـه أو ظلفها عنه: إذا كفها عنه. وظلف أثره يظله بالضم ويظلفه بالكسر، ظلفا فيهما: أخفاه لئلا يتبع، أو مشى في الحزونة كيلا يرى أثره فيها، قال عوف بن الأحوص:

ألم أظلف عن الشعراء عرضي     كما ظلف الوسيقة بالـكـراع قال ابن الأعرابي: هذا رجل سل إبلا، فأخذ بها في كراع من الأرض، لئلا تستبين آثارها فيتبع، يقول: ألم أمنعهم أن يؤثروا فيها، والوسيقة: الطريدة كظالفه هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، صوابه: كأظلفه، كما هو نص الصحاح واللسان. وظلف القوم يظلفهم ظلفا: اتبع أثرهم كما في اللسان.
وظلف الشاة ظلفا: أصاب ظلفها يقال: رميت الصيد فظلفته، أي: أصبت ظلفه، فهو مظلوف، نقله الجوهري عن يعقوب. والظلفاء: صفاة قد استوت في الأرض، ممددة، نقله الصاغاني. والظلفة بالفتح وتكسر لامها: سمة للإبل نقله الصاغاني. والظليف كزبير: ع قال عبيد بن أيوب العنبري.

ألا ليت شعري هل تغير بعـدنـا      عن العهد قارات الظليف الفوارد ومكان ظلف، محركة، وككتف وعلى الأخير اقتصر ابن عباد: مرتفع عن الماء والطين. وقال ابن الأعرابي: ظلف على كذا تظليفا: زاد عليه، وكذلك ذرف، وطلف، وطلث، ورمث.

ومما يستدرك عليه: قد يطلق الظلف على ذات الظلف نفسها مجازا، ومنه حديث رقيقة تتابعت على قريش سنو جدب أقحلت الظلف. ويقال: بلد من ظلف الغنم: أي مما يوافقها. وغنم فلان على ظلف واحد، بالكسر، وظلف واحد، محركة: أي قد ولدت كلها. وظلفت نفسه عن كذا، كفرح: كفت. وامرأة ظلفة النفس: أي عزيزة عند نفسها. وفي النوادر: أظلفت فلانا عن كذا، وظلفته: إذا أبعدته عنه. ويقال: أقامه الله على الظلفات، محركة: أي على الشدة والضيق، وقال طفيل:

هنالك يرويها ضعيفي ولم أقم     على الظلفات مقفعل الأنامل

صفحة : 6007

والظلف، محركة: كل هين. وظليفة الشيء، كسفينة: أصله وجميعه. والظلف بالكسر: الشهوة ويقال: هو يأكله بضرس، ويطؤه بظلف. وقاموا على ظلفاتهم: على أطرافهم. ونحن على ظلفات أمر، وشفا أمر، وهو مجاز.

ظ - و - ف
أخذ بظوف رقبته بالضم وبظافها: أي بجلدها لغة في صوف رقبته، نقله الجوهري، وقال غيره: أي بجميعها، أو بشعرها السابل في نقرتها.

وقال ابن عباد: تركته بظوفها، وظافها وظاف قفاه: أي وحده. قال: وجاء يظوفه، كيسوقه. ويظأفه، كيمنعه: أي يطرده والأخير قد مر ذكره قريبا.