الباب العشرون: باب الفاء - الفصل السابع عشر: فصل العين مع الفاء: الجزء الأول

فصل العين مع الفاء

الجزء الأول

ع - ت - ر - ف
العتريف، كزنبيل وعصفور: الخبيث الفاجر نقله الجوهري، زاد غيره: الذي لا يبالي ما صنع، وزاد الجوهري: الجريء الماضي وزاد ابن دريد: الغاشم المتغشرم وبه فسر الحديث: أوه لفراخ محمد من خليفة يستخلف، عتريف مترف، يقتل خلفي، وخلف الخلف . وقيل: هو الداهي الخبيث. وقيل: هو قلب العفريت، للشيطان الخبيث. والعتريف، والعتروف من الجمال: الشديد، وهي بهاء قال ابن مقبل:

من كل عتريفة لم تعد أن بزلت     لم يبغ درتهـا راع ولا ربـع أو العتريفة: القليلة اللبن قاله ابن عباد.

والعتريفة أيضا: العزيزة النفس التي لا تبالي الزجر عن ابن عباد والعترفان بالضم: الديك نقله الجوهري، وأنشد لعدي بن زيد:

ثلاثة أحوال وشهرا مـحـرمـا     تضيء كعين العترفان المحارب وكذلك العترسان، كما تقدم. والعترفان: نبت عريض ربيعي كما في اللسان والعباب. والعترف: التغطرش. والتعترف أيضا: ضد التعفرت نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: العترف، كقنفذ: الديك، وكذلك العترس. وأبو العتريف: من كناهم.

ع - ت - ف
العتف أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو النتف. ويقال: مضى عتف من الليل، وعدف بالكسر: أي قطعة منه، وطائفة قاله ابن دريد، وكأن التاء بدل عن الدال.

ع - ج - ر - ف العجرفة: جفوة من الكلام، وخرق في العمل قاله الليث. وقال ابن دريد: العجرفة: الإقدام في هوج. وقال الأزهري: يكون الجمل عجرفي المشي لسرعته. وقال الجوهري: جمل فيه تعجرف، وعجرفة، وعجرفية كأن فيه خرقا، وقلة مبالاة لسرعته وفي المحكم: العجرفية: أن تأخذ الإبل في السير بخرق إذا كلت، قال أمية ابن أبي عائذ:

ومن سيرها العنق المسبطر    ر والعجرفية بعد الكـلال وقال الأزهري: العجرفية من سير الإبل: الاعتراض في نشاط، وأنشد قول أمية. وقال ابن سيده: وعجرفية ضبة: أراها تقعرهم في الكلام. وجمل عجرفي: لا يقصد في مشيه من نشاطه، والأنثى بالهاء. والعجروف كزنبور: الخفيفة من النوق. عن ابن عباد. والعجروف: دويبة كما في الصحاح، زاد الليث: ذات قوائم طوال. أو النمل الطويل الأرجل، نقله الجوهري، وقال ابن سيده: أعظم من النمل، وقال الأزهري: يقال أيضا لهذا النمل الذي رفعته عن الأرض قوائمه عجروف. وقال العزيزي: العجروف: العجوز، كالعجروفة وأنشد لعبد الصمد بن عنمة:

فآب إلى عجروفة باهلية     يخل عليها بالعشي بجادها وعجاريف الدهر: حوادثه نقله الجوهري قال قيس:

صفحة : 6008

لم تنسني أم عمار نوى قـذف     ولا عجاريف دهر لا تعريني أي: لا تخليني.

وقال ابن دريد: العجاريف من المطر: شدته عند إقباله، كعجارفه في الدهر والمطر. وهو يتعجرف علينا: أي يتكبر ورجل فيه تعجرف. وفي الصحاح: هو يتعجرف عليهم: إذا كان يركبهم بما يكرهونه، ولا يهاب شيا.

ومما يستدرك عليه: بعير ذو عجارف عجاريف: فيه نشاط، قال ذو الرمة:

وصلنا بها الأخماس حتى تبدلـت      من الجهد أسداسا ذوات العجارف والعجرفة: ركوبك الأمر لا تروي فيه، وقد تعجرفه.

ع - ج - ف
العجف، محركة: ذهاب السمن، وهو أعجف، وهي عجفاء ج: عجاف. من الذكران والإناث، قاله الليث، وهو شاذ على غير قياس، لأن أفعل وفعلاء لا يجمع على فعال بالكسر غير هذه الكلمة، رواية شاذة عن العرب ولكنهم بنوه على لفظ سمان فقالوا: سمان وعجاف، وقيل: هو كما قالوا: أبطح وبطاح، وأجرب وجراب، ولا نظير لعجفاء وعجاف إلا قولهم: حسناء وحسان، كذا قول كراع، وليس بقوي، لأنهم قد كسروا بطحاء على بطاح، وبرقاء على براق لأنهم قد يبنون ونص الجوهري: والعرب قد تبني الشيء ونص العباب: قد تحمل الشيء على ضده قال شيخنا: ولو قال بنوه، على نده، أي: مثله لكان أقرب، وهو ضعاف، كما مال إليه بعضهم كما قالوا: عدوة بالهاء لمكان صديقة، وفعول إذا كان بمعنى فاعل لا تدخله الهاء نقله الجوهري ومنه قوله تعالى: يأكلهن سبع عجاف هي الهزلى التي لا لحم عليها ولا شحم، ضربت مثلا لسبع سنين لا قطر فيها ولا خصب، وفي حديث أم معبد: يسوق أعنزا عجافا وقال مرداس بن أدية:

وأن يعرين إن كسي الجواري     فتنبو العين عن كرم عجاف وقد عجف، كفرح وكرم وقد جاء أفعل وفعلاء على فعل يفعل في أحرف معدودة، منها: عجف يعجف فهو أعجف، وأدم يأدم فهو آدم، وسمر يسمر فهو أسمر، وحمق يحمق فهو أحمق، وخرق يخرق فهو أخرق، وقال الفراء: عجف وعجف، وحمق وحمق، ورعن ورعن، وخرق وخرق. ونصل أعجف: أي رقيق، ونصال عجاف قال أمية بن أبي عائذ:

تراح يداه لـمـحـشــورة     خواظي القداح عجاف النصال والعجفاء: الأرض لا خير فيها ومنه قول الرائد: وجدت أرضا عجفاء، وشجرا أعشم، أي: قد شارف اليبس. وفي الأساس: نزلوا في بلاد عجفاء: أي غير ممطورة. وفي اللسان: وربما سموا الأرض المجدبة عجافا، قال الشاعر يصف سحابا:

لقح العجاف له لسابع سبعة     فشربن بعد تحلؤ فروينـا يقول: أنبتت هذه الأرضون المجدبة لسبعة أيام بعد المطر. وأبو العجفاء: هرم بن نسيب السلمي: تابعي يروي عن عمر بن الخطاب، عداده في أهل البصرة، روى عنه محمد بن سيرين، ورده ابن حبان في كتاب الثقات.

صفحة : 6009

أبو العجفاء: عبد الله بن مسلم المكي من تبع التابعين. وفقاته: أبو العجفاء: عمرو بن عبد الله الديلمي السيباني، وقد صحفه المصنف في س ي ب فقال: أبو العجماء، وهو غلط، وقد نبهنا عليه هناك. وحكى الكسائي: شفتان عجفاوان: أي لطيفتان. والعجاف ككتاب: حب الحنظل عن ابن عباد. والعجاف: اسم من أسماء الدهر عن ابن عباد أيضا. والعجاف: كغراب: نوع من التمر كما في اللسان. وعجف نفسه عن الطعام يعجفها عجفا وعجوفا: حبسها عنه، وهي تشتهيه، ليؤثر به غيره أي جائعا ولا يكون العجف إلا على الجوع والشهوة، أو ليشبع مؤاكله الذي يؤاكله كعجف تعجيفا ومنه قول سلمة بن الأكوع:

لم يغذها مد ولا نصيف
ولا تميرات ولا تعجيف
لكن غذاها اللبن الخريف
المحض والقارص والصريف

وعجف نفسه على المريض: إذا صبرها على التمريض، والقيام به قال:
إني وإن عيرتن نحولي
أو ازدريت عظمي وطولي
لأعجف النفس على الخليل
أعرض بالود وبالتنويل

كأعجف بنفسه عليه.

وتقول: عجف نفسه على فلان: أي احتمل عنه، ولم يؤاخذه. نقله الصاغاني. وعجف الدابة يعجفها بالضم ويعجفها بالكسر، عجفا: هزلها، كأعجفها وهذه عن الجوهري، ومنه الحديث: حتى إذا أعجفها ردها فيه . وعجف عن فلان: تجافاه. وفي الأساس: عجفتها على أذى الخليل: إذا لم تخذله. وعجف نفسه: حلمها يعجفها عجفا، كما في اللسان. وسيف معجوفك دائر لم يصقل قال كعب بن زهير رضي الله عنه:

وكأن موضع رحلها من صلبها     سيف تقادم عهده معـجـوف وبعير معجوف، ومنعجف: أي أعجف وفي بعض النسخ منعجف وهو غلط، قال ساعدة بن جؤية:

صفر المباءة ذي هرسين منعجف إذا نظرت إليه قلت قد فـرجـا والعجوف بالضم ترك الطعام عن ابن الأعرابي، زاد غيره، مع الشهوة إليه.

وبنو العجيف، كزبير: قبيلة من العرب، نقله ابن دريد. وعاجف: ع، في شق بني تميم مما يلي القبلة، قال ابن دريد، قال ابن مقبل:

ألا ليت ليلى بين أجماد عاجـف     وتعشار أجلى في سريح وأسفرا وأعجفوا: إذا عجفت مواشيهم أي، هزلت.
والتعجيف: الأكل دون الشبع وقد تقدم شاهده من قول سلمة بن الأكوع رضي الله عنه. والعنجف، كجندل، وزنبور: اليابس هزالا أو مرضا، هكذا أورده ابن دريد والأزهري في الرباعي، وهو أيضا قول أبي عمرو. وقال ابن دريد في باب فعلول: العنجوف: القصير المتداخل، وربما وصفت به العجوز وسيأتي البحث فيه في عنجف لأن المصنف أعاده هناك ثانيا، لاختلافهم في النون: أهي زائدة أم لا?.

ومما يستدرك عليه: التعجيف: حبس النفس عن الطعام وهو مشته له، ليؤثر به غيره، وقال ابن الأعرابي: التعجيف: أ، ينقل قوته إلى غيره قبل أن يشبع، من الجدوبة. والعجوف: منع النفس عن المقابح. والتعجيف: سوء الغذاء، والهزال. ورجل عجف، ككتف أعجف، وهي أيضا بلا هاء، وجمعهما عجاف. والتعجف: الجهد، شدة الحال، قال معقل بن خويلد:

إذا ما ظعنا فانزلوا في ديارنـا     بقية من أبقى التعجف من رهم والعجف محركة: غلظ العظام وعراؤها من اللحم، ووجه عجف وأعجف: كالظمآن. ولثة عجفاء: ظمأى، قال:

صفحة : 6010

تنكل عن أظمى اللثات صاف
أبيض ذي مناصب عجاف

وأعجف القوم: حبسوا أموالهم من شدة وتضييق. والعجيف: المهزول، جمعه عجفى، كمرضى، ومنه المثل: لكن على بلدح قوم عجفى قال شيخنا: وإن ثبت عجيف فيحتمل حينئذ أنه جمع له، وهو قياس فيه. وحب عجاف: أي غير راب، كما في الأساس. وإبراهيم بن عجيف بن حازم البخاري، عن أسباط أبي اليسع وغيره.

ع - ج - ل - ف
عيجلوف، بالجيم، كحيزبون أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو اسم النملة المذكورة في التنزيل وقيل: اسمها طاخية، كما سيأتي للمصنف في ط خ ي وفيه اختلاف كثير، أورده السهيلي في الإعلام، وشيخنا في حاشية الجلالين، ثم إن وزنه حيزبون مصرح بأنه بالياء التحتية قبل الجيم، وهو الصواب، على ما في الأصول المصححة، وقد وقع في بعض النسخ تقييده بالنون بدل الياء، واعتمده بعض المقيدين، وهو غلط، فليتنبه لذلك.

ع - د - ف
العدف: النوال القليل يقال: أصبنا في ماله عدفا، نقله ابن فارس، وفي اللسان: العدف: النول اليسير من إصابة. وفي الصحاح: العدف: الأكل. وفي اللسان: العدف: اليسير من العلف. والعدف بالكسر: القطعة من الليل يقال: مر عدف من الليل، وعتف: أي قطعة، نقله الجوهري. والعدف: الجماعة منا، كالعدفة قاله ابن دريد. والعدف، بالضم: جمع العدوف، كصبور وهو: الذواق كسحاب، وهو ما يذاق، قال الشاعر:

وحيف بالقني فـهـن خـوص   وقلة ما يذقن من الـعـدوف
عدوف من قضام غـير لـون    رجيع الفرث أو لوك الصريف

والعدف بالتحريك: القذى نقله الجوهري، قال ابن بري: شاهده قول الراجز يصف حمارا وأتنه:

أوردها أميرها مع السدف
أزرق كالمرآة طحار العدف

أي: يطحر القذى ويدفعه.

وعدف يعدف عدفا: أكل نقله الجوهري. ويقال: ما ذقنا عدوفا، كصبور، ولا عدوفة بالهاء ولا عدفا بالفتح ويحرك، ولا عدافا كغراب: أي شيئا اقتصر الجوهري على الأولى والثالثة والخامسة، وفي العباب: قال أبو عمرو: كنت عند يزيد بن مزيد الشيباني، فأنشدته بيت قيس بن زهير:

ومجنبات ما يذقن عـذوفة      يقذفن بالمهرات والأمهار

صفحة : 6011

فقال لي يزيد بن صحفت يا أبا عمرو، إنما هي عدوفة، بالدال المهملة، قال: فقلت له: لم أصحف أنا ولا أنت، نقول ربيعة هذا الحرف بالذال المعجمة، وسائر العرب بالدال المهملة، قال الصاغاني: هكذا نسب أبو عمر وهذا البيت إلى قيس بن زهير، وإنما هو للربيع بن زياد العبسي. ويقال: باتت دابة بلا عدوف: أي بلا علف هذه لغة مضر، نقله الجوهري. والعدفة، بالكسر: ما بين العشرة إلى الخمسين وخصصه الأزهري والجوهري، فقال: من الرجال وعم به كراع في الماشية، قال: ابن سيده: ولا أحقها كالعدف، بالكسر. والعدف، كعنب والذي يظهر من عبارة اللسان أن العدفة ومعناها: التجمع قال ابن سيده: وعندي أن المعني هنا بالتجمع الجماعة، لأن التجمع عرض، وإنما يكون مثل هذا في الجواهر المخلوقة، كسدرة وسدر، وربما كان في المصنوع، وهو قليل. والعدفة: القطعة من الشيء، كالعيدف كحيدر، نقله ابن عباد، قال: ولا أحقه. ويقال: عدف به عدفة من المال: أي قطع له قطعة منه. والعدفة: الصدرة عن ابن عباد. والعدفة كالصنفة من الثوب نقله الجوهري، وفي اللسان: يقال: ما عليه عدفة: أي خرقة، لغة مرغوب عنها. والعدفة: أصل الشجرة الذاهب في الأرض، ويحرك وهذه عن ابن الأعرابي ج: كعنب هذا على القول الأول ويحرك هذا على قول ابن الأعرابي، وأنشد للطرماح:

حمال أثقال ديات الـثـأى     عن عدف الأصل وكرامها هكذا أنشده بالتحريك، وغيره يرويه بالكسر، يقول: إنه يحمل الحمالات والمغارم عن أقاصي الأصل، فكيف عن معظمه، يعني به يزيد بن المهلب. وقال العزيزي: ما تعدفت اليوم: أي ما ذقت قليلا فضلا عن كثير. وفي التكملة: عدفاء: ع ومما يستدرك عليه: العدفة، بكسر ففتح: كالصنفة من الثوب، لغة في العدفة، بالكسر. واعتدف الثوب: أخذ منه عدفة. واعتدف العدفة: أخذها. وعدف كل شيء، بالكسر: أصله. وعداف، كغراب: واد في ديار الأزد بالسراة، وقيل: جبل.

ع - ذ - ف
العذوف كصبور: العذوف في لغاته قاله ابن دريد، وهو ما يتقوته الإنسان والدابة والذال المعجمة لغة ربيعة، وبالمهملة لغة لسائر العرب، كما تقدم ذلك عن أبي عمرو والشيباني. وعذف يعذف عذوفا: أكل ويقال: سم عذاف، كغراب: أي قاتل مقلوب من ذعاف، حكاه يعقوب واللحياني. وقال ابن عباد ما زلت عاذفا منذ اليوم: أي لم أذق شيئا.

ومما يستدرك عليه: عذف نفسه، كعدفها.وقال ابن الأعرابي: العذوف: السكوت. والعذوف: المرارات.

ع - ر - ج - ف
العرجوف: كعصفور أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هي الناقة الشديدة الضخمة كالعرجوم، نقله الصاغاني.

ع - ر - ص - ف

صفحة : 6012

عرصاف الإكاف، بالكسر، وعرصوفه، وعصفوره أيضا: قطعة خشبة مشدودة بين الحنوين المقدمين نقله الجوهري. أو العرصاف: السوط يسوى من العقب كالعرفاص، نقله الأزهري وقال الليث،: العرصاف: العقب المستطيل، وأكثر ما يقال ذلك لعقب الجنبين والمتنين أو: هو خصلة من العقب والقد يشد بها أعلى قبة الهودج، كالعرفاص، نقله ابن دريد. وفي الصحاح: العرصاف: واحد العراصيف من الرحل وهي أربعة أوتاد يجمعن بين رؤوس أحناء القتب، في رأس كل حنو وتدان مشدودان بعقب أو بجلود الإبل، وفيه الظلفات. أو هي: الخشبتان اللتان تشدان بين واسط الرحل وأخرته يمينا وشمالا قال الأصمعي. والعراصيف من سنام البعير: أطراف سناسن ظهره نقله ابن عباد. وفي اللسان: العراصيف: ما على السناسن كالعصافير، قال ابن سيده: وأرى العرافيص فيه لغة. والعراصيف من الخرطوم: عظام تنثني في الخيشوم نقله ابن عباد. والعرصوفان: عودان قد أدخلا في دجري الفدان ليفرقا، والدجر: الخشبة التي تشد عليها حديدة الفدان وعرصفة: جذبه كما في اللسان، زاد الليث: فشقه مستطيلا. والعرصف كجعفر: نبت، يونانيته كما فيطوس وبه اشتهر عند الأطباء، قالوا: إذا شرب من ورقه بماء العسل أربعين يوما أبرأ عرق النسا، وسبعة أيام أبرأ اليرقان، وفي قوله: عرق النسا البحث الذي سيأتي للمصنف.

ع - ر - ف
عرفه يعرفه معرفة، وعرفانا وعرفة بالكسر فيهما وعرفانا، بكسرتين مشددة الفاء: علمه واقتصر الجوهري على الأولين، قال ابن سيده: وينفصلان بتحديد لا يليق بهذا المكان. وقال الراغب: المعرفة والعرفان: إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره، فهي أخص من العلم، ويضاده الإنكار، ويقال: فلان يعرف الله ورسوله، ولا يقال: يعلم الله متعديا إلى مفعول واحد لما كان معرفة البشر لله تعالى هو تدبر آثاره دون إدراك ذاته، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يعرف كذا؛ لما كانت المعرفة تستعمل في العلم القاصر المتوصل إليه بتفكر، وأصله من عرفته، أي: أصبت عرفه: أي رائحته، أو من أصبت عرفه أي خده فهو عارف، وعريف، وعروفة يعرف الأمور.ولا ينكر أحدا رآه مرة، والهاء في عروفة للمبالغة، قال طريف ابن مالك:

أو كلما وردت عكاظ قبيلة     بعثوا إلي عريفهم يتوسم أي: عارفهم، قال سيبويه: هو فعيل بمعنى فاعل، كقولهم: ضريب قداح. وعرف الفرس عرفا، بالفتح وذكر الفتح مستدرك: جز عرفه يقال: هو يعرف الخيل: إذا كان يجز أعرافها، نقله الزمخشري، والجوهري وابن القطاع.

وعرف بذنبه، وكذا عرف له: إذا أقر به، وأنشد ثعلب:

عرف الحسان لها غلـيمة      تسعى مع الأتراب في إتب

صفحة : 6013

وقال أعرابي: ما أعرف لأحد يصرعني: أي لا أقر به. وعرف فلانا: جازاه، وقرأ الكسائي قوله عز وجل: وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض أي جازى حفصة رضي الله تعالى عنها ببعض ما فعلت قال الفراء: من قرأ عرف بالتشديد، فمعناه أنه عرف حفصة بعض الحديث وترك بعضا، ومن قرأ بالتخفيف، أراد غضب من ذلك، وجازى عليه، قال: ولعمري جازى حفصة بطلاقها، قال: وهو وجه حسن، قرأ بذلك أبو عبد الرحمن السلمي. أو معناه: أقر ببعضه وأعرض عن بعض، ومنه قولهم: أنا أعرف للمحسن والمسيء: أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلته بما يوافقه وفي حديث عوف بن مالك: لتردنه أو لأعرفنكها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أي لأجازينك بها حتى تعرف سوء صنيعك، وهو كلمة تقال عند التهديد والوعيد، وقال الأزهري: قرأ الكسائي والأعمش عن أبي بكر عن عاصم عرف بعضه خفيفة، وقرأ حمزة ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر اليحصبي بالتشديد. والعرف الريح طيبة كانت أو منتنة يقال: ما أطيب عرفه كما في الصحاح، وأنشد ابن سيده:

ثناء كعرف الطيب يهدى لأهله    وليسى له إلا بني خالد أهـل وقال البريق الهذلي في النتن:

فلعمر عرفك ذي الصماخ كما    عصب السفاد بغضبة اللهـم وأكثر استعماله في الطيبة ومنه الحديث: من فعل كذا وكذا لم يجد عرف الجنة أي: ريحها الطيبة. وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عهن عرف السوء كما في الصحاح، قال الصاغاني: يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله، شبه بجلد لم يصلح للدباغ فنبذ جانبا، فأنتن. والعرف: نبات، أو الثمام، أو نبت ليس بحمض ولا عضاه من الثمام كذا في المحيط واللسان. والعرفة بهاء: الريح. والعرفة: اسم من اعترفهم اعترافا: إذا سألهم عن خبر ليعرفه، ومنه قول بشر بن أبي خازم:

أسائلة عميرة عـن أبـيهـا     خلال الجيش تعترف الركابا ويكسر.

والعرفة أيضا: قرحة تخرج في بياض الكف نقله الجوهري عن ابن السكيت. ويقال: عرف الرجل كعني عرفا، بالفتح وفي بعض النسخ عرفانا بالكسر، فهو معروف: خرجت به تلك القرحة، ما في الصحاح. والمعروف: ضد المنكر قال الله تعالى: وأمر بالمعروف وفي الحديث: صنائع المعروف تقي مصارع السوء . وقال الراغب: المعروف: اسم لكل فعل يعرف بالعقرل والشرع حسنه، والمنكر: ما ينكر بهما، قال تعالى: تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وقال تعالى: وقلن قولا معروفا ومن هذا قيل للاقتصاد في الجود: معروف، لما كان ذلك مستحسنا في العقول، وبالشرع نحو: ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف وقوله: وللمطلقات متاع بالمعروف أي بالاقتصاد، والإحسان، وقوله: قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى أي: رد بالجميل ودعاء خير من صدقة هكذا.

ومعروف: فرس سلمة بن هند الغاضري من بني أسد، وفيه يقول:

أكفئ معروفا عليهـم كـأنـه     إذا ازور من وقع الأسنة أحرد

صفحة : 6014

ومعروف بن مسكان: باني المكعبة شرفها الله تعالى، أبو الوليد المكي، صدوق مقريء مشهور، مات سنة 165 ومسكان كعثمان، وقيل بالكسر، هكذا هو بالسين المهملة، والصواب بالمعجمة. ومعروف بن سويد الجذامي: أبو سلمة البصري، روى له أبو داود والنسائي. ومعروف بن خربوذ المكي: محدثان وقد تقدم ضبط خربوذ في موضعه، قال الحافظ بن حجر: تابعي صغير، وليس له في البخاري غير موضع واحد، وفي كتاب الثقات لابن حبان، يروى عن أبي الطفيل، قال: وكان ابن عيينة يقول: هو معروف ابن مشكان، روى عنه ابن المبارك، ومروان بن معاوية الفزاري. وأبو محفوظ معروف بن فيروزان الكرخي قدس الله روحه من أجلة الأولياء، وقبره الترياق المجرب ببغداد لقضاء الحاجات، قال الصاغاني: عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني في سنة خمس عشرة وستمائة، فأتيت قبره، وذكرت له حاجتي، كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون، ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني. قلت: وفاته ممن اسمه معروف جماعة من المحدثين منهم: معروف بن محمد أبو المشهور عن أبي سعيد بن الأعرابي، ومعروف بن أبي معروف البلخي، ومعروف بن هذيل الغساني، ومعروف بن سهيل: محدثون، وهؤلاء قد تكلم فيهم. ومعروف الأزدي الخياط، أبو الخطاب مولى بني أمية، ومعروف بن بشير أبو أسماء، وهؤلاء من ثقات التابعين. ومعروفة بهاء: فرس الزبير ابن العوام القرشي الأسدي، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب أن اسم فرسه معروف بغير هاء، وهي التي شهد عليها حنينا، ومثله في اللسان والعباب، وأنشد الصاغاني ليحيى ابن عروة بن الزبير:

أب لي آبي الخسف قد تعلمونه      وصاحب معروف سمام الكتائب وقد تقدم ذلك في خ س ف. ويوم عرفة: التاسع من ذي الحجة. تقول: هذا يوم عرفة غير منون، ولا تدخله الألف واللام، كما في الصحاح.

وعرفات: موقف الحاج ذلك اليوم، على اثنى عشر ميلا من مكة، على ما حققه المتكلمون على أسماء المواضع، وغلط الجوهري فقال: موضع بمنى وكذا قول غيره: موضع بمكة، وإن أريد بذلك قرب منى ومكة فلا غلط، قال ابن فارس: أما عرفات فقال قوم: سميت بذلك لأن آدم وحواء عليهما السلام تعارفا بها، بعد نزولهما من الجنة. أو لقول جبريل لإبراهيم عليهما السلام، لما علمه المناسك وأراه المشاهد: أعرفت? أعرفت? قال عرفت عرفت. أو لأنها مقدسة معظمة، كأنها عرفت؛ أي طيبت. وقيل: لأن الناس يتعارفون بها. زاد الراغب: وقيل: لتعرف العباد فيها إلى الله تعالى بالعبادات والأدعية.

صفحة : 6015

قال الجوهري: وهو اسم في لفظ الجمع، فلا يجمع كأنهم جعلوا كل جزء منها عرفة، ونقل الجوهري عن الفراء أنه قال: لا واحد له بصحة وهي معرفة وإن كان جمعا، لأن الأماكن لا تزول، فصارت كالشيء الواحد وخالف الزيدين، تقول: هؤلاء عرفات حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مصروفة قال سيبويه: والدليل على ذلك قول العرب: هذه عرفات مباركا فيها، وهذه عرفات حسنة، قال: ويدلك على كونها معرفة أنك لا تدخل فيها ألفا ولاما، وإنما عرفات بمنزلة أبانين، وبمنزلة جمع، ولو كانت عرفات نكرة لكانت إذن عرفات في غير موضع، وقال الأخفش: وإنما صرفت عرفات لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله، كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات، وعانات، وعريتنات، كما في الصحاح. والنسبة عرفي محركة.

وزنفل بن شداد العرفي من أتباع التابعين، روى عن ابن أبي مليكة سكنها فنسب إليها ذكره الصاغاني والحافظ.

قال الجوهري: وقولهم: نزلنا عرفة شبيه مولد وليس بعربي محض. والعارف، والعروف: الصبور يقال: أصيب فلان فوجد عارفا. والعارفة : المعروف، كالعرف بالضم يقال: أولاه عارفة: أي معروفا، كما في الصحاح ج: عوارف ومنه سمى السهروردي كتابه عوارف المعارف. والعراف كشداد: الكاهن. أو الطبيب كما هو نص الصحاح ومن الأول الحديث: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم يقبل منه صلاة أربعين ليلة . ومن الثاني قول عروة بن حزام العذري:

وقلت لعراف اليمامة داونـي     فإنك إن أبرأتني لـطـبـيب
فما بي من سقم ولا طيف جنة    ولكن عمي الحميري كذوب

هكذا فصله الصاغاني، وفي حديث آخر: من أتى عرافا أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن الأثير: العراف: المنجم، أو الحازي الذي يدعي علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وقال الراغب: العراف: كالكاهن، إلا أن العراف يخص بمن يخبر بالأحوال المستقبلة، والكاهن يخبر بالأحوال الماضية. وعراف: اسم. وقال الليث: يقال: أمر عارف: أي معروف فهو فاعل بمعنى مفعول، وأنكره الأزهري، وقال: لم أسمعه لغير الليث، والذي حصلناه للأئمة: رجل عارف: أي صبور، قاله أبو عبيدة وغيره. وقال ابن الأعرابي: عرف الرجل، كسمع: إذا أكثر من الطيب. والعرف، بالضم: الجود. وقيل: هو اسم ما تبذله وتعطيه. والعرف: موج البحر وهو مجاز. والعرف: ضد النكر وهذا فقد تقدم له، فهو تكرار، ومنه قول النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان ابن المنذر:

أبـى الـلـه إلا عـدرلـه ووفـاءه     فلا النكر معروف، ولا العرف ضائع والعرف: اسم من الاعتراف الذي هو بمعنى الإقرار، تقول: له علي ألف عرفا: أي اعترافا وهو توكيد، نقله الجوهري. والعرف: شعر عنق الفرس وقيل: هو منبت الشعر والريش من العنق، واستعمله الأصمعي في الإنسان، فقال: جاء فلان مبرئلا للشر: أي نافشا عرفه، جمعه أعراف وعروف، قال امرؤ القيس:

نمش بأعراف الجياد أكـفـنـا     إذا نحن قمنا عن شواء مضهب

صفحة : 6016

ويضم راؤه كعسر، وعسر، والعرف: ع، قال الحطيئة:

أدار سليمى بالدوانك فـالـعـرف      أقامت على الأرواح والديم الوطف وفي المعجم: في ديار كلاب به مليحة: ماءة من أطيب المياه بنجد، يخرج من صفا صلد. والعرف: علم. والعرف: الرمل والمكان المرتفعان، ويضم راؤه وفي الصحاح: العرف الرمل المرتفع، قال الكميت:

أهاجك بالعرف المـنـزل     وما أنت والطلل المحول? وقال غيره: العرف هنا: موضع أو جبل، كالعرفة بالضم، ج: كصرد، وجمع العرف: أعراف، مثل أقفال. والعرف: ضرب من النخل قال الأصمعي: في كلام أهل البحرين. وقال ابن دريد: الأعراف: ضرب من النخل، وأنشد:

يغرس فيها الزاذ والأعرافا
والنابجي مسدفا إسـدافـا

أو هي: أول ما تطعم وقيل: إذا بلغت الإطعام. أو هي: نخلة بالبحرين تسمى البرشوم وهو بعينه الذي نقله الأصمعي وابن دريد. والعرف: شجر الأترج نقله الجوهري، كأنه لرائحته. والعرف من الرملة ظهرها المشرف وكذا من الجبل، وكل عال. والعرف: جمع عروف كصبور للصابر. والعرف: جمع العرفاء من الإبل والضباع ويقال: ناقة عرفاء: أي مشرفة السنام، وقيل: ناقة عرفاء: إذا كانت مذكرة تشبه الجمال، وقيل لها: عرفاء لطول عرفها، وأما العرفاء من الضباع فسيأتي للمصنف فيما بعد. والعرف: جمع الأعرف من الخيل والحيات يقال: فرس أعرف: كثير شعر المعرفة، وكذا حية? أعرف. ويقال: طار القطا عرفا بالضم: أي متتابعة بعضها خلف بعض، ويقال: جاء القوم عرفا عرفا أي متتابعة كذلك ومنه حديث كعب بن عجرة: جاءوا كأنهم عرف أي يتبع بعضهم بعضا، قيل: ومنه قوله تعالى: والمرسلات عرفا وهي الملائكة أرسلت متتابعة، مستعار من عرف الفرس. أو أراد أنها ترسل بالمعروف والإحسان، وقرئت: عرفا، وعرفا. وذو العرف، بالضم: ربيعة بن وائل ذي طواف الحضرمي وقد تقدم ذكر أبيه في ط و ف من ولده الصحابي ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي العرف الحضرمي. ويقال: الكندي رضي الله عنه شهد فتح مصر، قاله ابن يونس، وهو الذي خاصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض، وتقدم الاختلاف في ضبط اسم أبيه، هل هو عيدان، أو عبدان. والعرف كعنق: ماء لبني أسد من أحلى المياه. وأيضا: ع وبه فسر غير الجوهري قول الكميت السابق. والمعلى بن عرفان بن سلمة الأسدي الكوفي بالضم: من أتباع التابعين ضبطه الصاغاني هكذا. قلت: وهو أخو ابن أبي وائل شقيق ابن سلمة، يروي عن عمه، قال يحيى وأبو زرعة والدارقطني: ضعيف، وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي والأزدي: متروك الحديث وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، لا حل الاحتجاج به، قاله ابن الجوزي والذهبي. مشددة، وبكسرتين مشددة وفيه لف ونشر مرتب، قال أبو حنيفة: جندب ضخم كالجرادة له عرف، لا يكون إلا في رمثة، أو عنظوانة وقد اقتصر على الضبط الأول. أو دويبة صغيرة تكون برمل عالج أو رمال الدهناء وقال ابن دريد: العرفان بالضبط الأول: جبل أو دويبة. والعرفان، بكسرتين مشددة فقط: اسم رجل، وهو صاحب الراعي الشاعر الذي يقول فيه:

صفحة : 6017

كفاني عرفان الكرى وكفيته    كلوء النجوم والنعاس معانقه
فبات يريه عرسه وبـنـات    وبت أريه النجم أين مخافقه

وقال ثعلب: العرفان هنا: الرجل المعترف بالشيء الدال عليه وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يعرفه وصفا ويضم مع التشديد، وهكذا رواه سيبويه، جعله منقولا عن اسم عين. وعرفان، كعتبان: مغنية مشهورة نقله الصاغاني. والعرفة، بالضم: أرض بارزة مستطيلة تنبت. والعرفة أيضا: الحد بين الشيئين كالأرفة ج: عرف كصرد. والعرف: ثلاثة عشر موضعا في بلاد العرب، منها: عرفة صارة، وعرفة القنان، وعرفة ساق وهذا يقال له: ساق الفروين وفيه يقول الكميت:

رأيت بعرفة الفروين نارا     تشب ودوني الفلوجتـان وعرفة الأملح، وعرفة خجا، وعرفة نباط، وغير ذلك ويقال: العرف في بلاد ثعلبة بن سعد، وهم رهط الكميت، وفي اللسان العرفتان ببلاد بني أسد. والأعراف: ضرب من النخل عن ابن دريد، وخصه الأصمعي بالبحرين، وقد تقدم شاهده. والأعراف: سور بين الجنة والنار وبه فسر قوله تعالى: ونادى أصحاب الأعراف وقال الزجاج: الأعراف: أعالي السور، واختلف في أصحاب الأعراف، فقيل: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فلم يستحقوا الجنة بالحسنات، ولا النار بالسيئات، فكانوا على الحجاب الذي بين الجنة والنار، قال: ويجوز أن يكون معناه والله أعلم: على الأعراف: على معرفة أهل الجنة وأهل النار هؤلاء الرجال، وقيل: أصحاب الأعراف: أنبياء، وقيل: ملائكة على ما هو مبين في كتب التفاسير. والأعراف من الرياح: أعاليها وأوائلها، وكذلك من السحاب والضباب، وهو مجاز. وأعراف: نخل وهضاب وفي بعض النسخ وهو الصواب وأعراف نخل: هضاب حمر لبني سهلة هكذا في النسخ، وهو غلط، صوابه حمر في أرض سهلة، كما هو نص المعجم لياقوت، وأنشد:

يا من لثور لهق طواف
أعين مشاء على الأعراف

ويوم الأعراف: من أيامهم. وقال أبو زياد: في بلاد العرب بلدان كثيرة تسمى الأعراف، منها: أعراف لبنى، وأعراف غمرة وغيرهما، وهي مواضع في بلاد العرب، قال طفيل الغنوي:

جلبنا من الأعراف أعراف غمرة       وأعراف لبنى الخيل من كل مجلب
عرابا وحوا مشرفا حجباتها           بنـات حـصـان قــد تخـير مـنـجـب
بنات الأغر والـوجـيه ولاحق     وأعـوج ينـمـي نـســبة الـمـتـنـسـب

صفحة : 6018

والعريف، كأمير: م، يعرف أصحابه، ج: عرفاء ومنه الحديث: فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم . وعرف الرجل، ككرم وضرب عرافة مصدر الأول، واقتصر الصاغاني والجوهري على الباب الأول، أي: صار عريفا، ويقال أيضا عرف فلان علينا سنين، يعرف عرافة ككتب كتابة: إذا عمل العرافة نقله الجوهري. والعريف رئيس القوم وسيدهم سمي به، لأنه عرف بذلك أو لمعرفته بسياسة القوم. أو النقيب، وهو دون الرئيس وفي الحديث: العرافة حق، والعرفاء في النار وقال ابن الأثير: العرفاء جمع عريف، وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس، يلي أمورهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل بمعنى فاعل، وقوله: العرافة حق: أي فيها مصلحة للناس، ورفق في أمورهم وأحوالهم، وقوله: والعرفاء في النار: تحذير من التعرض للرياسة؛ لما في ذلك من الفتنة؛ فإنه إذا لم يقم بحقه أثم، واستحق العقوبة، ومنه حديث طاوس: أنه سأل ابن عباس: ما معنى قول الناس: أهل القرآن عرفاء أهل الجنة? فقال: رؤساؤهم وقال علقمة بن عبدة:

بل كل حي وإن عزوا وإن كرموا     عريفهم بأثافي الشر مـرجـوم وعريف بن سريع، وابن مازن: تابعيان أما الأول فإنه مصري يروي عن عبد الله بن عمرو وعنه توبة بن نمر، ذكره ابن حبان في الثقات، وأما الثاني، فإنه حكى عن علي ابن عاصم، قاله الحافظ. وعريف بن جشم: شاعر فارس وهو من أجداد دريد بن الصمة وغيره من الجشميين. وابن العريف: أبو القاسم الحسين ابن الوليد القرطبي الأندلسي: نحوي شاعر. وفاته: أبو العباس بن العريف: معروف، نقله الحافظ. قلت: وهو أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى ابن عطاء الله الصنهاجي الطنجي نزيل المرية، والمتوفى بمراكش سنة 536 أخذ عن أبي بكر عبد الباقي بن محمد ابن بريال الأنصاري، تلميذ أبي عمرو العربي، وغيره، كما ذكرناه في رسالتنا: إتحاف الأصفياء بسلاك الأولياء. وكزبير: عريف بن درهم أبو هريرة الكوفي عن الشعبي. وعريف بن إبراهيم يروي حديثه يعقوب بن محمد الزهري. وعريف بن مدرك وغير هؤلاء: محدثون. والحارث بن مالك بن قيس بن عريف: صحابي، لم أجد ذكره في المعاجم. وعريف بن آبد كأحمد في نسب حضرموت من اليمن. وفي الصحاح: العرف، بالكسر، من قولهم: ما عرف عرفي إلا بأخرة: أي ما عرفني إلا أخيرا. والعرفة، بالكسر: المعرفة وهذا تقدم ذكره في أول المادة، عند سرده مصادر عرف. وقال ابن الأعرابي: العرف بالكسر الصبر وأنشد لأبي دهبل الجمحي

قل لابن قيس أخي الـرقـيات     ما أحسن العرف في المصيبات وقد عرف للأمر يعرف من حد ضرب، واعترف أي: صبر، قال قيس بن ذريح:

فيا قلب صبرا واعترافا لما ترى    ويا حبها قع بالذي أنت واقـع والمعرفة، كمرحلة: موضع العرف من الفرس من الناصية إلى المنسج، وقيل: هو اللحم الذي ينبت عليه العرف. والأعرف من الأشياء: ما له عرف قال:

عنجرد تحلف حن أحـلـف
كمثل شيطان الحماط أعرف

والعرفاء: الضبع، لكثرة شعر رقبتها وقيل: لطول عرفها، وأنشد ابن بري للشنفري:

صفحة : 6019

ولي دونكم أهلون سيد عملس     وأرقط زهلول وعرفاء جيأل وقال الكميت:

لها راعيا سوء مضيعان منهما    أبو جعدة العادي وعرفاء جيأل ويقال: امرأة حسنة المعارف: أي الوجه وما يظهر منها، واحدها معرف، كمقعد سمي به لأن الإنسان يعرف به، قال الراعي:

متلثمين على معـارفـنـا     نثني لهن حواشي العصب وقيل: المعارف: محاسن الوجه. ويقال: هو من المعارف: أي المعروفين كأنه يراد به من ذوي المعارف، أي: ذوي الوجوه. ومن سجعات المقامات الحريرية: حيا الله المعارف وإن لم يكن معارف: أي حيا الله الوجوه. وأعرف الفرس: طال عرفه. والتعريف: الإعلام يقال: عرفه الأمر: أعلمه إياه، وعرفه بيته: أعلمه بمكانه، قال سيبويه: عرفته زيدا، فذهب إلى تعدية عرفت بالتثقيل إلى مفعولين، يعني أنك تقول: عرفت زيدا، فيتعدى إلى واحد، ثم تثقل العين، فيتعدى إلى مفعولين، قال: وأما عرفته بزيد، فإنما تريد عرفته بهذه العلامة وأوضحته بها، فهو سوى المعنى الأول، وإنما عرفته بزيد، كقولك سميته بزيد. والتعريف: ضد التنكير وبه فسر قوله تعالى: عرف بعضه وأعرض عن بعض على قراءة من قرأ بالتشديد. والتعريف: الوقوف بعرفات يقال: عرف الناس: إذا شهدوا عرفات، قال أوس بن مغراء:

ولا يريمون للتعريف موقفهم     حتى يقال: أجيزوا آل صفوانا وهو المعرف، كمعظم: الموقف بعرفات وفي حديث ابن عباس: ثم محلها إلى البيت العتيق وذلك بعد المعرف يريد بعد الوقوف بعرفة، وهو في الأصل موضع التعريف، ويكون بمعنى المفعول. ومن المجاز: اعرورف الرجل: إذا تهيأ للشر واشرأب له. ومن المجاز أيضا: اعرورف البحر: إذا ارتفعت أمواجه كالعرف. وكذلك اعرورف السيل: إذا تراكم وارتفع. ومن المجاز أيضا: اعرورف النخل: إذا كثف والتف كأنه عرف الضبع قال أحيحة بن الجلاح يصف عطن إبله:

معرورف أسبل جبـاره     بحافتيه الشوع والغريف واعرورف الدم: صار له زبد مثل العرف، قال أبو كبير الهذلي:

مستنة سنن الفـلـو مـرشة    تنفي التراب بقاحز معرورف واعرورف الرجل الفرس: إذا علا على عرفه نقله الصاغاني. وقال ابن عباد: اعرورف الرجل: ارتفع على الأعراف. ويقال: اعترف الرجل به أي بذنبه: أقر به، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: اطردوا المعترفين، وهم الذين يقرون على أنفسهم بما يجب عليهم فيه الحد والتعزير، كأنه كره لهم ذلك، وأحب أن يستروه. واعترف فلانا: إذا سأله عن خبر ليعرفه والاسم العرفة، بالكسر، وقد تقدم شاهده من قول بشر. واعترف الشيء: عرفه قال أبو ذؤيب يصف سحابا:

مرته النعامى فلـم يعـتـرف     خلاف النعامى من الشأم ريحا وربما وضعوا اعترف موضع عرف، كما وضعوا عرف موضع اعترف. وقال ابن الأعرابي: اعترف فلان: إذ ذل وانقاد وأنشد الفراء في نوادره:

مالك ترغين ولا يرغو الخلف
وتجزعين والمطي يعتـرف

أي: ينقاد بالعمل، وفي كتاب يافع ويفعة: والمطي معترف.

صفحة : 6020

واعترف إلي: أخبرني باسمه وشأنه كأنه أعلمه به. وتعرفت ما عندك: أي تطلبت حتى عرفت ومنه الحديث: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة . ويقال: ائته فاستعرف إليه حتى يعرفك وفي اللسان: أتيت متنكرا ثم استعرفت: أي عرفته من أنا، قال مزاحم العقيلي:

فاستعرفا ثـم قـولا: إن ذا رحـم    هيمان كلفنا من شأنكـم عـسـرا
فإن بغت آية تستعـرفـان بـهـا     يوما فقولا لها: العود الذي اختضرا

وتعارفوا: عرف بعضهم بعضا ومنه قوله تعالى: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا . وسموا عرفة محركة، ومعروفا، وكزبير، وأمير، وشداد، وقفل وما عدا الأول فقد ذكرهم المصنف آنفا، فهو تكرار، فتأمل. ومما يستدرك عليه: أمر عريف: معروف، فعيل بمعنى مفعول. وأعرف فلان فلانا، وعرفه: إذا وقفه على ذنبه، ثم عفا عنه. وعرضفه به: وسمه. وهذا أعرف من هذا، كذا في كتاب سيبويه، قال ابن سيده: عندي أنه على توهم عرف، لأن الشيء إنما هو معروف لا عارف، وصيغة التعجب إنما هي من الفاعل دون المفعول، وقد حكى سيبويهك ما أبغضه إلي: أي أنه مبغض، فتعجب من المفعول كما يتعجب من الفاعل، حتى قال: ما ابغضني له، فعلى هذا يصلح أن يكون أعرف هنا مفاضلة وتعجبا من المفعول الذي هو المعروف. والتعريف: إنشاد الضالة، نقله الجوهري.

وتعرفوني إننـي أنـا ذاكـمـو     شاك سلاحي في الفوارس معلم واعترف اللقطة: عرفها بصفتها وإن لم يرها في يد الرجل، يقال: عرف فلان الضالة: أي ذكرها وطلب من يعرفها، فجاء رجل يعترفها: أي يصفها بصفة يعلم أنه صاحبها. واعترف له: وصف نفسه بصفة يحققه بها. واستعرف إليه: انتسب له. وتعرفه المكان، وفيه: تأمله به وأنشد سيبويه:

وقالوا تعرفها المنازل من منـى     وما كل من وافى منى أنا عارف ومعارف الأرض: أوجهها وما عرف منها. ونفس عروف: حاملة صبور إذا حملت على أمر احتملته. قال الأزهري ونفس عارفة، بالهاء مثله، قال عنترة:

فصبرت عارفة لذلك حرة     ترسو إذا نفس الجبان تطلع يقول: حبست نفسا عارفة، أي: صابرة. والعوارف: النوق الصبر، وأنشد ابن بري لمزاحم العقيلي:

وقفت بها حتى تعالت بي الضحى     ومل الوقوف المبريات العوارف المبريات: التي في أنوفها البرة. والعرف، بضمتين: الجود، لغة في العرف بالضم، قال الشاعر:

إن ابن زيد لا زال مستعـمـلا     بالخير يفشي في مصره العرفا والمعروف: الجود إذا كان باقتصاد، وبه فسر ابن سيده ما أنشده ثعلب:

وما خير معروف الفتى في شبابه     إذا لم يزيده الشيب حين يشـيب

صفحة : 6021

والمعروف: النصح، وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس، وهو من الصفات الغالبة. ويقال للرجل - إذا ولى عنك بوده -: قد هاجت معارف فلان، وهي ما كنت تعرفه من ضنه بك، ومعنى هاجت: يبست، كما يهيج النبات إذا يبس. والتعريف: التطييب والتزيين، وبه فسر قوله تعالى: ويدخلهم الجنة عرفها لهم أي: طيبها، قال الأزهري: هذا قول بعض أئمة اللغة، يقال: طعام معرف: أي مطيب، وقال الفراء: معناه يعرفون منازلهم حتى يكون أحدهم أعرف بمنزله في الجنة منه بمنزله إذا رجع من الجمعة إلى أهله، وقال الراغب: عرفها لهم بأن وصفها وشوقهم إليها. وطعام معرف: وضع بعضه على بعض. وعرف الرجل، ككرم: طاب ريحه. وعرف، كعلم: إذا ترك الطيب، عن ابن الأعرابي: وأرض معروفة: طيبة العرف. وتعرف إليه: جعله يعرفه.

وعرف طعامه: أكثر إدامه. وعرف رأسه بالدهن: رواه.

واعرورف الفرس: صار ذا عرف. وسنام أعرف: أي طويل ذو عرف. د وناقة عرفاء: مشرفة السنام، وقيل: إذا كانت مذكرة تشبه الجمال. وجبل أعرف: له كالعرف. وعرف الأرض، بالضم: ما ارتفع منها، وحزن أعرف: مرتفع. والأعراف: الحرث الذي يكون على الفلجان والقوائد. وعرف الشر بينهم: أرثه، أبدلت الألف لمكان الهمزة عينا، وأبدل الثاء فاء، قاله يعقوب في المبدل، وأنشد:

وما كنت ممن عرف الشر بينهم     ولا حين جد الجد ممن تغيبـا أي أرث ومعروف: واد لهم أنشد أبو حنيفة:

وحتى سرت بعد الكرى في لويه    أساريع معروف وصرت جنادبه وتعارفوا: تفاخروا: ويروى بالزاي أيضا، وبهما فسر ما في الحديث: أن جاريتين كانتا تغنيان بما تعارفت الأنصار يوم بعاث. وتقول لمن فيه جريرة: ما هو إلا عريرف. وقلة عرفاء: مرتفعة، وهو مجاز. وعرفته: أصبت عرفه، أي: خده. والعارف في تعارف القوم: هو المختص بمعرفة الله، ومعرفة ملكوته، وحسن معاملته. وقال ابن عباد: عرف: استخذى. وقد عرف عند المصيبة: إذا صبر. وعرف ككرم عرافة: طاب ريحه. وأعرف الطعام: طاب عرفه، أي رائحته. والأعارف: جبال اليمامة، عن الحفصي. والأعرف: اسم جبل مشرف على قعيقعان بمكة. والأعيرف: جبل لطيئ، لهم فيه نخل، يقال له: الأفيق. وعرف، محركة: من قرى الشحر باليمن. وعبد الله بن محمد بن حجر العرافي بالفتح مع التشديد روى عن شيخ يكنى أبا الحسن، وعنه حسن بن يزداد.

ع - ز - ف
عزفت نفسي عنه تعزف بالكسر وتعزف بالضم، عزفا، وعزوفا: تركته بعد إعجابها به. وزهدت فيه، وانصرفت عنه وقيل: سلت. أو عزفت: ملته وهذه عن ابن دريد. أو صدت عنه فهو عزوف عنه: أي عن الأمر، إذا أباه، وأنشد الليث:

ألم تعلمي أني عزوف عن الهوى    إذا صاحبي في غير شيء تغضبا وأنشد الجوهري للفرزدق يخاطب نفسه:

عزفت بأعشاش وما كدت تعـزف     وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف

صفحة : 6022

وقد تقدم البحث فيه في : ع ش ش وفي ح د ر. والعزف، والعزيف: صوت الجن، وهو جرس يسمع في المفاوز بالليل. وقيل: هو صوت يسمع بالليل كالطبل. وقيل: هو صوت الرياح في الجو، فتوهمه أهل البادية صوت الجن، وفيه يقول قائلهم:

وإني لأجتاب الفلاة وبينهـا      عوازف جنان وهام صواخد وقد عزفت الجن، تعزف عزفا، وعزيفا، ومن حديث ابن عباس: كانت الجن تعزف الليل كله بين الصاف والمروة . والعزاف كشداد: سحاب يسمع فيه عزيف الرعد وهو دويه، قال جندل بن المثنى يدعو على رجل:

يا رب رب المسلمين بالسور
لا تسقه صيب عزاف جؤر
ذي كرفيء وذي عفاء منهمر

هكذا أورده الأصمعي والفارسي، وراوية ابن السكيت غراف بالغين معجمة. والعزاف: رمل لبني سعد صفة غالبة، مشتقة من عزيف الجن. أو جبل بالدهناء قال السكري: على اثنى عشر ميلا من المدينة قيل: سمي به لأنه كان يسمع به عزيف الجن، وهو يسرة طريق الكوفة من زرود، قال جرير:

بين المخيصر فـالـعـزاف مـنـزلة     كالوحي من عهد موسى في القراطيس وفي الصحاح: ويقال: أبرق العزاف، وهو قريب من زرود. وفي العباب: ويقال: أبرق العزاف: ماء لبني أسد بن خزيمة بن مدركة مشهور، له ذكر في أخبارهم وهو في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة يجاء من حومانة الدراج إليه، ومنه إلى بطن نخل، ثم الطرف، ثم المدينة ومثله في المعجم، قال الشاعر:

لمن الديار بأبـرق الـعـزاف     أضحت تجر بها الذيول سواف وقال ابن كيسان: أنشدني المبرد لرجل يهجو بني سعيد بن قتيبة الباهلي:

وكأنني لما حططت إلـيهـم     رحلي نزلت بأبرق العزاف وعزف الرياح: أصواتها نقله الجوهري. والمعازف: الملاهي التي يضرب بها، كالعود والطنبور والدف، وغيرها، وفي حديث أم زرع: إذا سمعن صوت المعازف أيقن أنهن هوالك الواحد عزف على غير قياس، ونظيره ملامح ومشابه في جمع لمحة وشبه أو معزف، كمنبر، ومكنسة قيل: إذا أفرد المعزف فهو ضرب من الطنابير، وتتخذه أهل اليمن، قلت: وهو المسمى بالقبوس الآن، وغيرهم يجعل العود معزفا. والعازف: اللاعب بها. وأيضا: المغني وقد عزف عزفا. وعازف: ع، سمي به لأنه تعزف به الجن قال ذو الرمة:

وعـينـاء مـبـهـاج كـأن إزارهـا     على واضح الأعطاف من رمل عازف وقال ابن الأعرابي: عزف يعزف عزفا: إذا أقام في الأكل والشرب. وقال ابن عباد: عزق البعير: إذا نزت حنجرته عند الموت. قلت: وكأنه لغة في عسف بالسين، كما سيأتي. والعزف، بالضم: الحمام الطورانية وهي التي لها صوت وهدير، وبه فسر قول الشماخ:

حتى استغاث بأحوى فوقه حـبـك     يدعوها هديلا به العزف العزاهيل وقال ابن الأعرابي: أعزف: سمع عزيف الرمال زاد غيره: والرياح وهو ما يسمع من دويها، وأما عزيف الرمال فهو صوت فيه لا يدرى ما هو، وقيل: هو وقوع بعضه على بعض.

ومما يستدرك عليه: العزف: الطرق والضرب بالدفوف، ومنه حديث عمر: أنه مر بعزف دف، فقال: ما هذا? قالوا ?: ختان، فسكت وقال الراجز:
للخوتع الأزرق فيها صاهل

صفحة : 6023

عزف كعزف الدف والجلاجل وكل لعب عزف. وتعازفوا: أي تناشدوا الأراجيز، أو هجا بعضهم بعضا، وقيل: تفاخروا. ورجل عزوف عن اللهو: إذا لم يشتهه، وعن النساء: إذا لم يصب إليهن. وعزفت القوس عزفا، وعزيفا: صوتت، عن أبي حنيفة. ورمل عازف وعزاف: مصوت. ومطر عزاف: مجلجل. وعزف نفسه عن كذا: منعها عنه. وقول أمية بن أبي عائذ:

وقدما تعلقت أم الـصـبـي    ي مني على عزف واكتهال أراد على عزوف، فحذف. والعزوف، كصبور: الذي لا يكاد يثبت على خلة. واعزوزف للشر: تهيأ، عن اللحياني وقد سموا عازفا، وعزيفا، كزبير.

ع - س - ف
عسف عن الطريق يعسف عسفا: مال وعدل وسار بغير هداية ولا توخى صوب، كاعتسف وتعسف يقال: اعتسف الطريق اعتسافا، وتعسفه: إذا قطعه دون صوب توخاه فأصابه. أو عسفه: خبطه في ابتغاء حاجة على غير هداية قال ابن دريد: هذا هو الأصل، ومنه قول ذي الرمة:

قد أعسف النازح المجهول معسفه في ظل أغضف يدعو هامه البوم ثم كثر حتى قيل: عسف السلطان: إذا ظلم. وقال ابن الأثير: العسف في الأصل: أن يأخذ المسافر على غير طريق ولا جادة ولا علم، فنقل إلى الظلم والجور. وعسف فلانا: استخدمه، كاعتسفه: اتخذه عسيفا، يقال: كم أعسف لك? أي: كم أعمل لك: أي أسعى عليك عاملا لك، مترددا عليك، كعاسف الليل. وعسف ضيعتهم: رعاها، وكفاهم أمرها وتردد فيما يصلحها. وعسف عليه، وله: أي عمل له. وعسف البعير يعسف عسفا وعسوفا، فهو عاسف: أشراف على الموت من الغدة، فجعل يتنفس فترجف حنجرته. وناقة عاسف بلا هاء، نقله الجوهري عن ابن السكيت وبها عسفات محركة وعساف، كغراب قال الأصمعي: قلت لرجل من أهل البادية: ما العساف? قال: حين تقمص حنجرته: أي ترجف النفس. والعسف: نفس الموت قالوا: العساف للإبل كالنزاع للإنسان، قال عامر بن الطفيل في قرزل يوم الرقم:

ونعم أخو الصعلوك أمس تركته     بتضرع يكبو لليدين ويعسـف والعسف: القدح الضخم نقله الجوهري، والجمع العسوف، وكذلك العس، وقد تقدم. والعسف: الاعتساف بالليل يبغي طلبة نقله الصاغاني، ومنه قول الشاعر:

إذا أراد عسفه تعسفا والعسيف: الأجير نقله الجوهري، وأنشد الليث وابن فارس في المقاييس لأبي دواد الإيادي: كالعسيف المربوع شل جمالا ما له دون منزل من مبيت وكلاهما روى المربوع والرواية:

كالعسيف المرعوب شل قلاصا     ما له دون منهل من مـبـات وقبله:

لا توقى الدهاس من حدم اليو     م ولا المنتضى من الخبرات وقيل: العسيف: العبد المستعان به هكذا في سائر النسخ، وصوابه، والمستهان به، كما هو نص العباب واللسان، وقال نبيه بن الحجاج:

أطعت النفس في الشهوات حتى     أعادتني عسيفا عـبـد عـبـد

صفحة : 6024

وهو فعيل بمعنى فاعل كعليم، من عسف له: إذ عمل له أو فعيل بمعنى مفعول كأسير من عسفه: إذا استخدمه كما تقدم، وجمعه على فعلاء، على القياس في الوجهين، نحو قولهم: علماء وأسراء، وفي الحديث: لا تقتلوا عسيفا ولا أسيفا والأسيف: العبد، وقيل: هو الشيخ الفاني، وقيل: كل خادم عسيف، وفي الحديث: أنه بعث سرية، فنهى عن قتل العسفاء والوصفاء . وعسفان، كعثمان: ع، على مرحلتين من مكة حرسها الله تعالى لمن قصد المدينة على ساكنها السلام، قال عنترة:

كأنها حين صدت مـا تـكـلـمـنـا    ظبي بعسفان ساجي الطرف مطروف وقال ابن الأثير: هي قرية جامعة بين مكة والمدينة، وقيل: هي منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة، قال الشاعر:

يا خليلي أربعا واس     تخبرا رسما بعسفان وأعسف الرجل: أخذ بعيره نفس الموت عن ابن الأعرابي. قال: وأعسف أيضا: إذا أخذ غلامه بعمل شديد: قال: وأعسف: إذا سار بالليل خبط عشواء. قال: وأعسف: إذا لزم الشرب في القدح الكبير كل ذلك نقله ابن الأعرابي. وعسفه: أي بعيره تعسيفا: أتعبه بالسير. وتعسفه: ظلمه أو ركبه بالظلم، ولم ينصفه. وانعسف: انعطف، ومنه قول أبي وجزة:

واستيقنت أن الصليف منعسف الصليف: عرض العنق. والعسوف: الظلوم ومنه الحديث: لا تبلغ شفاعتي إماما عسوفا أي، جائرا ظلوما.

ومما يستدرك عليه: عسف المفازة عسفا: قطعها على غير هداية. وناقة عسوف: تركب رأسها في السير، ولا يثنيها شيء. والتعسيف: السير على غير علم ولا أثر. والعسف: ركوب الأمر بلا تدبر ولا روية، وكذلك التعسف، والاعتساف. واعتسفه: ركبه بالظلم. ويجمع العسيف أيضا على عسفة، بكسر ففتح، على غير قياس. والعسوف: إشراف البعير على الموت، وسموا عسافا، وكشداد. ويقال: أخذوا في معاسف البيد وسلطان عساف: جائر. وعسف فلانة: غصبها نفسها، وامرأة معسوفة. ويقال: وقع عليه السيف فتعسفه: أي أصاب الصميم دون المفصل. والدمع يعسف الجفون: إذا كثر فجرى في غير مجاريه، كما في الأساس.