الباب العشرون: باب الفاء - الفصل الثامن عشر: فصل الغين المعجمة مع الفاء

فصل الغين المعجمة مع الفاء

غ - ت - ر - ف
الغترفة أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة، وأورده في العباب نقلا عن الأحمر، كذا في اللسان قال: الغترفة: والغطرفة، والتغترف، والتغطرف: التكبر وأنشد للمغلس بن لقيط:

فإنك إن عاديتني غضب الحصى    عليك وذو الجبورة المتغتـرف ويروى: المتغطرف قال يعني الرب تبارك وتعالى، قال الأزهري: ولا يجوز أن يوصف الله تعالى بالتغترف وإن كان معناه تكبرا، لأنه عز وجل لا يوصف إلا بما وصف به نفسه لفظا لا معنى، ثم إن الجوهري أورد هذا الحرف استطرادا في غطرف، وأنشد هذا الشعر، وذكر الروايتين، فكتابة المصنف إياه بالأحمر محل نظر لا يخفى فتأمل.

غ - د - ف
الغداف، كغراب: غراب القيظ نقله الجوهري ، زاد غيره: الضخم، وأطلقه بعضهم، فقال: هو الغراب مطلقا وربما سمي النسر الكثير الريش غدافا ج: غدفان بالكسر. والغداف: علم رجل. والغداف: الشعر الطويل الأسود الوافر، قال الكميت يصف الظليم وبيضه:

يكسوه وحفا غدافا من قطـيفـتـه     ذات الفضول مع الإشفاق والحدب وانشد ابن الأعرابي:

تصيد شبان الرجال بـفـاحـم    غداف وتصطادين عثا وجدجدا والغداف: الجناح الأسود قال رؤبة:

ركب في جناحك الغدافي
من القدامى ومن الخوافي

ويقال: أسود غدافي: إذا كان شديد السواد، وقيل: كل أسود حالك غداف. وقال ابن دريد: الغادف: الملاح لغة يمانية. قال: والغادوف: المجداف بلغتهم كالمغدف كمنبر، وكذلك المغدفة بالهاء. ويقال: هم في غدف من معيشتهم محركة: أي نعمة وخصب وسعة كما في العباب والتكملة، ووقع في اللسان في غداف من عيشتهم. والغدف كهجف: الأسد نقله الصاغاني. وقال ابن عباد: غدف له في العطاء: أي أكثر ووسع. وأغدفت المرأة قناعها: أي أرسلته على وجهها قال عنترة:

إن تغدفي دوني القناع فإنني     طب بأخذ الفارس المستلئم ومن المجاز: أغدف الليل: إذا أقبل، وأرخى سدوله قال:

حتى إذا الليل البهيم أغدفا

صفحة : 6044

وأغدف الصياد الشبكة على الصيد: إذا أسبلها عليه، ومنه الحديث: فأغدف عليهما خميصة سوداء أي على علي وفاطمة رضي الله عنهما. وأغدف الخاتن: استأصل الغرلة كأسحت، قال ابن سيده: وعندي أن أغدف: ترك منه، وأسحت: استأصله، ويقال: إذا ختنت فلا تسحت ولا تغدف، ومعنى لم يغدف. أي لم يبق شيئا كثيرا من الجلد، ولم يطحر: لم يستأصل. وأغدف الرجل بها أي بالمرأة: إذا جامعها نقله ابن عباد، وفي الأساس: دخل بها. واغتدف فلان منه اغتدافا: أخذ منه شيئا كثيرا كما في اللسان والمحيط. واغتدف الثوب: قطعه كما في المحيط.

ومما يستدرك عليه: اغدودف الليل: أقبل بظلامه. وأغدف عليه: أرسل عليه الشبكة، ومنه الحديث: إن قلب المؤمن أشد ارتكاضا من الذنب يصيبه من العصفور حين يغدف به نقله الجوهري، أراد: حين تطبق الشباك عليه فيضطرب ليفلت منها. والغدفة بالكسر: لباس الملك. وبالضم: كهيئة القناع تلبسه نساء الأعراب. وعيش مغدف: ملبس واسع. وأغدف البحر: اعتكرت أمواجه، وهو مجاز.

غ - ذ - ف
ومما يستدرك عليه: الغذوف، بالذال المعجمة: لغة في الغدوف، أهمله الجماعة، ونقله ابن دريد، قال: وأنكره السيرافي، كما في اللسان.

ومما يستدرك عليه: أيضا:

غ - ذ - ر - ف
التغذرف، أهمله الجماعة وقال ثعلب: هو الحلف، كما في اللسان.

غ - ر - ض - ف
الغرضوف، والغضروف: كل عظم لين، نقله الجوهري، زاد غيره رخص في أي موضع كان، زاد الأزهري: يؤكل وزاد غيره: وهو مثل مارن الأنف وهو ما صلب من الأنف، فكان أشد من اللحم، وألين من العظم ونغض الكتف غرضوف وكذلك رؤس الأضلاع، ورهابة الصدر، وداخل قوف الأذن كما في العباب. والغرضوفان من الفرس: أطراف الكتفين من أعاليهما، ما دق عن صلابة العظم، وهما عصبتان في أطراف العيرين من أسافلهما. والغرضوفان: الخشبتان: اللتان يشدان يمينا وشمالا بين واسط الرحل وآخرته كما في العباب ج: غراضيف وغضاريف.

غ - ر - ن - ف
الغرنف: كزبرج، وقبل الفاء نون أهمله الجوهري والصاغاني في العباب، وأورده في التكملة كصاحب اللسان عن أبي حنيفة في كتاب النبات، قال : هو الياسمون، وليس بتصحيف غريف كحذيم، وهو البردي على ما سيأتي وزعم بعض الرواة أنضه بالوجهين روى بيت حاتم وهو قوله:

رواء يسيل الماء تحت أصوله    يميل به غيل بأدناه غرنـف قال الصاغاني: ولم أجده في شعر حاتم.

غ - ر - ف
الغرف بالفتح ويحرك وهذه نقلها أبو حنيفة والجوهري عن يعقوب: شجر يدبغ به فإذا يبس فهو الثمام، وقال أبو عبيد: هو الغرف والغلف، وقال أبو حنيفة: الغرف والغلف، وقال أبو حنيفة: الغرف: شجر يعمل منه القسي ولا يدبغ به أحد، وقال القزاز: يجوز أن يدبغ بورقه، وإن كانت القسي تعمل من عيدانه، وحكى أبو محمد، عن الأصمعي، أن الغرف يدبغ بورقه، ولا يدبغ بعيدانه، وشاهد الفتح قول عبدة بن الطبيب العبشمي:

ومـا يزال لـهـا شـأو يوقـره     محرف من سيور الغرف مجدول وشاهد التحريك قول أبي خراش الهذلي:

أمسى سقام خلاء لا أنيس بـه     إلا السباع ومر الريح بالغرف

صفحة : 6045

سقام: اسم واد، ويروى: غير السباع. وسقاء غرفي: دبغ به أي بالغرف، وكذلك مزادة غرفية، قال عمر بن لجأ:

تهمزه الكف على انطوائها
همز شعيب الغرف من عزلائها

يعني مزادة دبغت بالغرف، وقال الباهلي: الغرف: جلود ليست بقرظية تدبغ بهجر، وهو أن يؤخذ لها هدب الأرطى، فيوضع في منحاز، ويدق، ثم يطرح عليه التمر، فتخرج له رائحة خمرة، ثم يغرف لكل جلد مقدار، ثم يدبغ به، فذلك الذي يغرف يقال له: الغرف، وكل مقدار جلد من ذلك النفيع فهو الغرف، واحده وجمعه سواء، وقال الأزهري: والغرف الذي تدبغ به الجلود معروف، ومن شجر البادية، قال: وقد رأيته. قال: والذي عند أن الجلود الغرفية منسوبة إلى الغرف الشجر، لا إلى ما يغرف، وقال الأصمعي: الغرف، بإسكان الراء: جلود يؤتى بها من البحرين، وقال أبو خيرة: الغرفية يمانية وبحرانية، وقال ذو الرمة:

وفراء غرفية أثأى خوارزها     مشلشل ضيعته بينها الكتب يعني مزادة دبغت بالغرف، وقال أبو حنيفة: مزادة غرفية، وقربة غرفية، وأنشد الأصمعي:

كأن خضر الغرفيات الوسع
نيطت بأحقي مجرئشات همع

وقال ابن الأعرابي: الغرف بالتحريك: الثمام بعينه لا يدبغ به، قال الأزهري: وهذا الذي قاله ابن الأعرابي صحيح، وقال أبو حنيفة: إذا جف الغرف فمضغته شبهت رائحته برائحة الكافور. أو هو الثمام ما دام أخضر وأنشد ابن بري لجرير:

يا حبذا الخرج بين الدام فـالأدمـى     فالرمث من برقة الروحان فالغرف وقال أبو عبيدة: الثمام أنواع، منه الغرف، وهو شبيه بالأسل، وتتخذ منه المكانس، ويظلل به المزاد فيبرد الماء. وقال أبو سعيد السكري: الشث، والطباق كرمان والبشم محركة والعفار كسحاب والعتم بالضم والصوم، والحبج بالتحريك في الأخير، والشدن بالفتح، والحيهل كفيعل، والهيشر كحيدر، والضرم بالكسر كل هؤلاء يدعى الغرف والواحدة غرفة. والغرف أيضا: ورق الشجر الذي يدبغ به. وغرفه أي الشيء، غرفا: إذا قطعه. وقال الأصمعي: غرف ناصيته أي الفرس: أي جزها وقطعها، والمرة منه غرفة. وفي الحديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغارفة وهي أي: الغارفة إما فاعلة بمعنى مفعولة كعيشة راضية وهي: التي تقطعها المرأة وتسيويها مطرزة على وسط جبينها نقله الأزهري وإما مصدر بمعنى الغرف، كاللاغية والثاغية والراغية، وقال الأزهري: والغارفة في الحديث: اسم من الغرفة، وجاء على فاعلة كقولهم: سمعت راغية الإبل، وكقول الله تعالى: لا تسمع فيها لاغية أي لغوا، ومعنى الغارفة غرف الناصية مطرزة على الجبين، وقال الخطابي: يريد بالغارفة التي تجز ناصيتها عند المصيبة، وغرف شعره: إذا جزه. وناقة غارفة، سريعة السير، سميت لأنها ذات غرف، أي قطع، وإبل غوارف: جمع غارفة. ويقال: خيل مغارف، كأنها تغرف الجري غرفا. وفارس مغرف، كمنبر قال مزاحم العقيلي:

جواد إذ حوض الند شمرت لـه     بأيدي اللهاميم الطوال المغارف

صفحة : 6046

وغرف الماء بيده يغرفه بالكسر ويغرفه بالضم غرفا، واقتصر الجماعة على الكسر في المضارع فقط: أخذه بيده، كاغترفه واغترف منه. والغرفة بالفتح للمرة الواحدة منه. والغرفة بالكسر: هيئة الغرف. والغرفة: النعل بلغة أسد ج: غرف كعنب. والغرفة بالضم: اسم للمفعول منه كالغرافة كثمامة، قال الجوهري: لأنك ما لم تغرفه لا تسميه غرفة وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو إلا من اغترف غرفة بالفتح، والباقون بالضم، و قال الكسائي: لو كان موضع اغترف غرف اخترت الفتح لأنه يخرج على فعلة، ولما كان اغترف لم يخرج على فعلة. وروي عن يونس أنه قال: غرفة وغرفة عربيتان، غرفت غرفة، وفي القدر غرفة، وحسوت حسوة، وفي الإناء حسوة. والغراف، كنطاف جمع نطفة جمعها أي، جمع الغرفة بالضم. والغراف: مكيال ضخم مثل الجراف، وهو القنقل، نقله الجوهري والمغرفة كمكنسة: ما يغرف به والجمع المغارف. وغرفت الإبل، كفرح تغرف غرفا بالتحريك: إذا اشتكت بطونها من أكل الغرف وأخصر منه عبارة الجوهري: إذا اشتكت عن أكل الغرف والغريف، كأمير: القصباء والحلفاء نقله أبو حنيفة، قال الأعشى:

كبر دية الغيل وسط الغريف     إذا ما أتى الماء منها السريرا ويروى السديرا هذا هو الصواب في إنشاده، وما أنشده الجوهري فإنه مختل، نبه عليه ابن بري والصاغاني. وقال أبو حنيفة: الغريف: هو الغيقة أيضا، قال أبو كبير الهذلي:

يأوي إلى عظم الغريف ونبله      كسوام دبر الخشرم المتثور وقال آخر:

لما رأيت أبا عمرو رزمت لـه     مني كما رزم العيار في الغرف والغريف في بيت الأعشى الماء في الأجمة نقله الليث وأبطل الأزهري.

والغريف: سيف زيد بن حارثة الكلبي رضي الله عنه وفيه يقول:

سيفي الغريف وفوق جلدي نثرة    من صنـع داود لـهـا أزرار
أنفي به من رام منهـم فـرقة      وبمثلـه قـد تـدرك الأوتـار

والغريف: الشجر الكثير الملتف من أي شجر كان نقله الجوهري، وبه فسر قول الأعشى، كالغريفة بالهاء عن ابن سيده. أو الأجمة من البردى والحلفاء والقصب، قال أبو حنيفة: وقد يكون من الضال والسلم وبه فسر قول أبي كبير الهذلي السابق. وغريف: عابد يماني غير منسوب حكى عنه علي بن بكار. والغريف بن الديلمي: تابعي عن واثلة بن الأسقع، هكذا ذكره الحافظ في التبصير، وقرأت في كتاب الثقات لابن حبان ما نصه: الغريف ابن عياش من أهل الشام، يروي عن فيروز الديلمي، وله صحبة، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة انتهى فتأمل ذلك. والغريفة بهاء: النعل بلغة بني أسد، قاله الجوهري، قال شمر: وطيئ تقول ذلك. أو الغريفة: النعل الخلق قاله اللحياني، وبه فسر قول الطرماح يذكر مشفر البعير:

خريع النعو مضطرب النواحي    كأخلاق الغريفة ذي غضون قال الصاغاني: كذا وقع في النسخ ذي غضون والرواية: ذا غضون منصوب بما قبله وهو قوله:

تمر على الوراك إذا المطايا     تقايست النجاد من الوجـين

صفحة : 6047

وقيل: الغريفة في شعر الطرماح: جلدة من أدم نحو شبر فارغة مرتبة في أسفل قراب السيف تذبذب، وتكون مفرضة مزينة وإنما جعلها خلقا لنعومتها. والغريف كحذيم: شجر خوار مثل الغرب، قاله أبو نصر. أو البردي نقله أبو حنيفة، وبهما فسر قول حاتم في صفة نخل:

رواء يسيل الماء تحت أصوله      يميل به غيل بأدناه غـريف

وقال أحيحة بن الجلاح:

يزخر في حافاته مغدق     بحافتيه الشوع والغريف والغريف: جبل لبني نمير قال الخطفى جد جرير:

كلفني فلبى ما قد كلفا
هوازنيات حلل، غريفا

وغريفة بهاء: ماء عند غريف المذكور في واد يقال له: التسرير. وعمود غريفة: أرض بالحمى لغني بن أعصر كذا في العباب والمعجم. والغرفة، بالضم: العلية، ج: غرفات، بضمتين، وغرفات بفتح الراء، وغرفات بسكونها، وغرف كصرد. والغرفة أيضا: الخصلة من الشعر. والغرفة أيضا: الحبل المعقود بأنشوطة يعلق في عنق البعير. وقول لبيد رضي الله عنه:

سوى فأغلق دون غرفة عرشه     سبعا طباقا فوق فرع المنقـل

صفحة : 6048

كما في الصحاح، وفي المحكم فوق فرع المعقل، قال: ويروى المنقل، وهو ظهر الجبل، يعني به السماء السابعة قال ابن بري: الذي في شعره: دون عزة عرشه والمنقل: الطريق في الجبل. وبالتحريك: غرفة بن الحارث الكندي الصحابي رضي الله عنه، كنيته أبو الحارث، سكن مصر، وهو مقل، له في سنن أبي داود، قال الحافظ: وذكره ابن حبان في الحرفين، أي، العين المهملة والمعجمة. قلت: وفاته: غرفة الأزدي من أصحاب الصفة، استدركه ابن الدباغ، وله حديث، واختلف في سنان بن غرفة الصحابي، فقيل: بالمعجمة، ومثله في كتاب الصحابي، فقيل: بالمعجمة ومثله في كتاب الصحابة للطبراني، والباوردي وابن السكن وابن منده، وغيرهم، قال الحافظ: ورأيته أنا في أكثر الروايات بالمعجمة، وكذا ضبطه ابن فتحون عن ابن مفرج في كتاب ابن السكن، قال: وكذا هو في كتاب الباوردي، وتردد فيه ابن الأثير، وقال ابن فتحون: ورأيته أيضا في نسخة من كتاب ابن السكن بكسر العين المهملة، وسكون الراء بعدها قاف. وبئر غروف: يغترف ماؤها باليد نقله الصاغاني وصاحب اللسان. وغرب غروف، وغريف: كبير، أو كثير الأخذ للماء قاله الليث، ويقال: دلو غريفة. والغراف كشداد: نهر كبير بين واسط والبصرة، عليه كورة كبيرة لها قرى كثيرة، وفي التبصير: هي بليدة ذات بساتين آخر البطائح تحت واسط، ومنها الإمام نور الدين أبو العباس أحمد بن عبد المحسن بن أحمد الحسيني الغرافي، من شيوخ الشرف الدمياطي، وابناه: أبو الحسن تاج الدين علي، محدث الإسكندرية، وأخوه أبو إسحاق إبراهيم توفي بالإسكندرية سنة 728. والقاضي أبو المعالي هبة الله بن فضل الله الغرافي، سمع المقامات من الحريري، وابنه يحيى روى عن أبي علي الفارقي، وابنه محمد بن يحيى ساقط الرواية مات سنة 613. ومحمد بن أحمد بن سلطان الغرافي، عن أبي علي الفارقي أيضا، مات سنة 587. وصالح بن عبد الرحمن الغرافي، عن الحصين. وأبو بكر أحمد بن صدقة الغرافي الواسطي عن أبي عبد الله الجلابي. وعلي بن حمزة الغرافي، له شعر حسن، ويلقب بالثور، بمثلثة. وغراف: فرس البراء بن قيس ابن عتاب بن هرمي بن رياح? اليربوعي، وهو القائل فيه:

فإن يك غراف تبدل فارسـا    سواى فقد بدلت منه سميدعا قال أبو محمد الأعرابي: سألت أبا الندى عن السميدع من هو? قال: كان جارا للبراء بن قيس، وكانا في منزل فأغار عليهما ناس من بكر بن وائل، فحمل البراء أهله، وركب فرسا يقال له: غراف، فلا يلحق فارسا منهم إلا ضربه برمحه، وأخذ السميدع، فناداه يا براء أنشدك الجوار، وأعجب القوم الفرس، فقالوا: لك جارك وأنت آمن، فأعطنا الفرس، فاستوثق منهم، ودفع إليهم الفرس، واستنقذ جاره، فلما رجع إلى فرسه، فقال في ذلك قطعة منها هذا البيت. والغراف من الأنهر: الكثير الماء. وقال أبو زيد: الغراف من الخيل: الرحيب الشحوة، الكثير الأخذ بقوائمه من الأرض. والغريفة، كجهينة: عليه السلام كما في التكملة. ويقال: تغرفني: أي أخذ كل شيء معي كما في التكملة. وانغرف الشيء: انقطع مطاوع غرفه غرفا، قال قيس بن الخطيم:

تنام عن كبر شأنها فـإذا     قامت رويدا تكاد تنغرف ومما يستدرك عليه:

غيث غراف: غزير، قال:
لا تسقه صيب غراف جؤر

صفحة : 6049

ويروى عزاف وقد ذكر في موضعه. وقال ابن الأعرابي: الغرف: التثني والانقصاف. وقال يعقوب: انغرف: تثنى، وبه فسر قول قيس السابق، وقيل: معناه: تنقصف من دقة خصرها. وانغرف العظم: انكسر. وانغرف العود: انفرض، وذلك إذا كسر ولم ينعم كسره. وانغرف: مات. وغرف البعير يغرفه، ويغرفه غرفا: ألقى في رأسه الغرفة: أي الحبل، يمانية. ومزادة غرفية: أي ملآنة، وقيل: مدبوغة بالتمر والأرطى والملح. وغرف الجلد غرفا: دبغه بالغرف. والغريف، كأمير: رمل لبني سعد. وأبو الغريف: عبيد الله بن خليفة الهمداني، روى عن صفوان بن عسال، وعنه أبو رزق الهمداني. وعمرو بن أبي الغريف، عن الشعبي، وابناه: محمد وهذيل، عن أبيهما. وقد سموا غريفا وغرافا، كزبير وشداد. والغراف: فرس خزز بن لوذان. والزبير بن عبد الله بن عبيد الله بن رياح المغترفي، عن أبيه، وعنه ابنه إسحاق، وحفيده الزبير بن إسحاق عن أبيه، ذكره ابن يونس.

غ - س - ف
الغسف، محركة أهمله الجوهري والصاغاني، في التكملة، وأورده في العباب كصاحب اللسان: هو الظلمة والسواد، وقال الأفوه الأودي:

حتى إذا ذر قرن الشمس أو كربتوظن أن سوف يولي بيضه الغسف ونقله ابن بري أيضا هكذا، وأنشد للراجز:

حتى إذا الليل تجلى وانكشف
وزال عن تلك الربا حتى انغسف

وأغسفوا: أظلموا وقرأ بعضهم ومن شر غاسف إذا وقب

غ - ض - ر - ف
الغضروف بالضم، هو: الغرضوف في معانيه التي تقدمت قريبا ثم إن المصنف كتب هذا الحرف بالحمرة على أنه مستدرك به على الجوهري، وهو قد ذكره في غرضف استطرادا، فتأمل ذلك.

ومما يستدرك عليه: امرأة غنضرف، وغنضفير: إذا كانت ضخمة لها خواصر وبطون وغضون، مثل خنضرف، وخنضفير، كما في اللسان، وقد تقدم في موضعه.

غ - ض - ف
غضف العود والشيء يغضفه غضفا: كسره فلم ينغم كسره، نقله الجوهري، وهو قول ابن الفرج رواه عن بعضهم. وغضف الكلب أذنه يغضفها غضفا: أرخاها وكسرها نقله الجوهري، وقال غيره: غضف الكلب أذنه غضفانا، وغضفانا: إذا لواها، وكذلك إذا لوتها الريح. وغضفت الأتان تغضف غضفا: إذا أخذت الجري أخذا قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

يغض ويغضفن مـن ريق     كشؤبوب ذي برد وانسحال

صفحة : 6050

كذا في العباب، وفسره السكري بالأخذ والغرف. وقال الأصمعي: غضف بها وخضف بها: إذا ضرط. والغضف، محركة: شجر بالهند كالنخل سواء، غير أن نواه مقشر بغير لحاء، ومن أسفله إلى أعلاه سعف أخضر مغشى عليه، قاله الليث، وقال أبو حنيفة: هو نبات يشبه نبات النخل سواء، ولكنه لا يطول، له سعف كثير وشوك، وخوص من أصلب الخوص، تعمل منه الجلال العظام، فتقوم مقام الجوالق، يحمل فيها المتاع في البر والبحر، ويخرج في رؤوسها بسرا بشعا لا يؤكل، قال: وتتخذ من خوصه حصر أمثال البسط، وتفترش الواحدة عشرين سنة. والغضف: استرخاء في الأذن وتكسر. وقد غضف، كفرح: إذا صار مسترخي الأذن: كما في الصحاح. ويقال: كلب أغضف، من كلاب غضف بالضم، وقيل: غضفت الأذن غضفا، وهي عضفاء: طالت واسترخت وتكسرت، وقيل: أقبلت على الوجه، وقيل: أدبرت إلى الرأس وانكسر طرفها، وقيل: هي التي تتثنى أطرافها على باطنها، وهي في الكلاب: إقبال الأذن على القفا، وفي التهذيب: الغضف: استرخاء أعلى الأذنين على محارتها من سعتها وعظمها وقال ذو الرمة:

غضف مهرته الأشداق ضـارية     مثل السراحين في أعناقها العذب والأغضف من السهام: الغليظ الريش وهو خلاف الأصمع. والأغضف من الليالي: المظلم يقال: ليل أغضف: إذا ألبس ظلامه، قال ذو الرمة.

قد أعسف النازح المجهول معسفه    في ظل أغضف يدعو هامه البوم والأغضف من العيش: الناعم الرغد الرخي الخصيب. والأغضف من الأسد: المتثني الأذنين، وهو قول أبي سهل الهروي، ونصه: وأما الأغضف: فهو الأسد المتثني الأذنين، وهو أخبث له أو المسترخيهما قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:

إذا ما رأى قرنا مـدلا هـوى لـه     جريئا على الأقران أغضف ضاريا أو المسترخي أجفانه العليا على عينيه غضبا أو كبرا وهذا قول ابن شميل، قال: ويقال: الغضف في الأسد: كثرة أوبارها وتثني جلودها، وقال الليث: الأغضف من السباع: الذي انكسر أعلى أذنه، واسترخى أصله. والغاضف: الناعم البال. والغاضف: الناعم من العيش نقلهما الجوهري، وشاهده الأول:

كم اليوم مغبوط بخيرك بـائس     وآخر لم يغبط بخيرك غاضف

صفحة : 6051

وقد غضف غضوفا. قال ابن الأعرابي: الغاضف من الكلاب: المنكسر أعلى أذنيه إلى مقدمه، والغاضف: إلى خلفه ومن ذلك سميت كلاب الصيد غضفا، صفة غالبة. والغضفة، محركة: طائر، أو هي القطاة الجونية عن ابن دريد والجمع غضف، قال ابن بري: وقول الجوهري: الغضف: القطا الجون، صوابه: الغضف: القطا الجوني. والغضفة: الأكمة نقله الصاغاني. وغضيف، كزبير: ابن الحارث الكندي أو هو الحارث بن غضيف هكذا ذكره أرباب المعاجم في الموضعين الثمالي وفي بعض نسخ المعجم: اليماني أو السكوني صحابي نزل حمص، وقيل: إنه يماني، فقوله: الثمالي تحريف من المصنف، وهم إنما اختلفوا في الكندي: والسكوني، وفي كونه حمصيا أو يمانيا، فتأمل ذلك، قال أبو عمر: وروى عنه ابنه عياض، وفيه اضطراب، أو الصواب بالطاء كما سيأتي. وأغضف الليل: أظلم واسود نقله الجوهري، وليل أغضف، وقد غضف غضفا كما ذكر. وأغضفت النخل: كثر سعفها وساء ثمرها فهي مغضف، ومغضفة. وثمرة مغضفة: تقاربت من الإدراك ولما تدرك قاله شمر، وقال غيره: إذا لم يبد صلاحها، وقال أبو عمرو: هي المتدلية في شجرها، المسترخية، رواه عنه أبو عبيد. أو أغضفت النخل: إذا أوقرت قال أبو عدنان: هكذا قالت لي الحنظلية. وأغضفت السماء: إذا أخالت للمطر وذلك إذا لبسها الغيم. وأغضف العطن: كثر نعمه وعلى هذه اللغة قول أحيحة بن الجلاح:

إذا جمادى منعت قطرهـا     زان جنابي عطن مغضف أراد بالعطن هنا نخيله الراسخة في الماء الكثيرة الحمل، ورواه ابن السكيت معصف بالعين والصاد المهملتين، وقد ذكر الاختلاف فيه في ع ص ف . والتغضيف: التدلية نقله الصاغاني. والتغضف: التغضن مثل التغيف، نقله الأزهري والميل والتثني والتكسر يقال: تغضف عليه: إذا مال وتثنى وتكسر. والتغضف: تهدم أجوال البئر وقد تغضفت. وتغضف علينا الليل: ألبسنا قال الفرزدق:

قلفنا الحصى عنه الذي فوق ظهره     بأحلام جهال إذا ما تغـضـفـوا وتغضفت علينا الدنيا إذا كثر خيرها، وأقبلت. وتغضفت الحية: تلوت قال أبو كبير الهذلي:

إلا عواسل كالمراط معيدة    بالليل مورد أيم متغضف وانغضفوا في الغبار: دخلوا فيه. وانغضفت البئر: انهارت وتهدمت أجوالها، قال العجاج:

وانغضفت في مرجحن أغضفا شبه ظلمة الليل بالغبار. وغنضف كجعفر: اسم والنون زائدة.

ومما يستدرك عليه: غضفه تغضيفا: كسره، فانغضف: انكسر، وتغضف.

وكل متثن مسترخ: أغضف، والأنثى غضفاء. والغضفاء من المعز: المنحطة أطراف الأذنين من طولهما. والمغضف كالأغضف. والأغضف: من أسماء الأسد. وانغضفت أذنه: إذا انكسرت من غير خلقة. وغضفت: إذا كانت خلقة. وانغضف الضباب: تراكم بعضه على بعض، قال:

لما تآزينا إلى دفء الكـنـف
في يوم ريح وضباب منغضف

صفحة : 6052

ويقال: في أشفاره غضف وغطف بمعنى واحد. وقال ابن الأعرابي: سنة غضفاء: إذا كانت مخضبة. وغضف الفرس وغيره: أخذ في الجري من غير حساب. وقال السكري: الغضف: أخذ وغرف وقال مرة أخرى: هو أخذ في سمح، يقال: غضف فلان من طعام لين. وغضيف، كزبير: موضع.

غ - ط - ر - ف
الغطريف بالكسر: السيد كما في الصحاح، زاد الليث الشريف وأنشد:

أنت إذا ما حصل التصنيف
قيسا وقيس فعلها معروف
بطريقها والملك الغطريف

وقال ابن السكيت: الغطريف: هو السخي السري، والشاب كالغطراف بالكسر، وقيل: هو الفتى الجميل ج: الغطارفة والغطاريف. وقال ابن عباد: الغطريف: الذباب. وفي الصحاح: الغطريف: فرخ البازي وقال غيره: الغطريف، والغطراف: البازي الذي أخذ من وكره. وقال ابن عباد: الغطريف: الحسن، كالغطروف كزنبور، وفردوس فهن ثلاث لغات. أو الغطروف، كفردوس: هو الشاب الظريف قاله أبو عمرو، وأنشد لنوفل بن همام:

وأبيض غطروف أشم كـأنـه     على الجهد سيف صنته بصيال وتغطرف: تكبر قاله الأحمر، وأنشد:

فإنك إن عاديتني غضب الحصى     عليك وذو الجبورة المتغطرف ويروى: المتغترف وقد تقدم وأنشد الليث:

ومن يكونوا قومه تغطرفا وقال الفرزدق:

إذا ما احتبت لي دارم عند غاية      جريت إليها جري من يتغطرف وأنشد ابن بري لكعب بن مالك:

الحمد لله الذي قد شرفا
قومي وأعطاهم معا وغطرفا

وقال ابن الأعرابي: تغطرف: اختال في المشي خاصة، وأنشد:

فإن يك سعد من قريش فإنما     بغير أبيه من قريش تغطرفا يقول: إنما تغطرف من ولايته ولم يك أبوه شريفا، وقد حكي ذلك في التغترف أيضا. وقال ابن عباد: الغطرفة: الخيلاء والعبث. وقال الجوهري: الغطرفة: التكبر.

ومما يستدرك عليه: عنق غطريف: واسع، وكذلك خطريف. وأم الغطريف: امرأة من بلعنبر ابن عمرو بن تميم. وجمع الغطريف: غطاريف، قال جعونة العجلي:

وتمنعها من أن تسل وإن تخفتحل دونها الشم الغطاريف من عجل ويجمع أيضا على الغطارف، وأنشد ابن بري لابن الطيفانية:

وإني لمن قوم زرارة مـنـهـم    وعمرو وقعقاع أولاك الغطارف وابن الغطريف: محدث مشهور.

غ - ط - ف
الغطف، محركة: سعة العيش وعيش أغطف، مثل أغضف: مخضب. والغطف: طول الأشفار وتثنيها وهو مذكور في العين عن كراع، وفي حديث أم معبد: وفي أشفاره غطف هو أن يطول شعر الأجفان ثم ينعطف، ورواه الرواة بالعين المهملة، وقال ابن قتيبة: سألت الرياشي فقال: لا أدري ما العطف، وأحسبه الغطف بالغين، وبه سمي الرجل غطيفا. أو كثرة شعر الحاجب. وقيل: الغطف: قلة شعر الحاجب، وربما استعمل في قلة الهدب. وقال شمر: الأوطف، والأغطف بمعنى واحد في الأشفار. وقال ابن شميل: الغطف: الوطف. وقال ابن دريد: الغطف: ضد الوطف، وهو قلة شعر الحاجبين، فتأمل ذلك. وغطفان، محركة: حي من قيس وهو غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وأنشد الجوهري:

صفحة : 6053

لو لم تكن غطفان لا ذنوب لها     إلى لامت ذوو أحسابها عمرا قال الأخفش: قوله: لا زائدة يريد: لو لم تكن لها ذنوب. وأبو غطفان بن طريف ويقال: ابن مالك المري عن الحجازي، تابعي روى عن أبي هريرة وابن عباس، وروى عن إسماعيل بن أمية، كذا ذكره المزي. وبنو غطيف، كزبير: حي من العرب. قلت: هم قبيلتان: إحداهما منم مذحج، وهم بنو غطيف بن ناجية بن مراد، رهط فروة بن مسيك الغطيفي الصحابي، رضي الله عنه والثانية من بني طيئ وهم بنو غطيف بن حارثة ابن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس ابن عدي بن أخزم بن هزومة بن ربيعة بن جرول الطائي، أخو ملحان الذي رثاه حاتم، وابناه حلبس وملحان ابنا هزومة بن ربيعة شهدا صفين. أو هم قوم بالشام وهؤلاء من بني طيئ فلا حاجة إلى الإعادة، ولو قال: منهم قوم بالشام لأصاب المحز. والغطيفي: فرس كان لهم في الإسلام نسب إليهم، قال الخزاعي يفخر بما صار إليه من نسله:

أنعت طرفا من خيار المصرين
من الغطيفيات في صريحين

وأم غطيف الهذلية: صحابية هي التي ضربتها مليكة في قصة حمل ابن مالك بن النابغة. وغطيف بن الحارث الكندي: صحابي أو هو الحارث بن غطيف وتقدم الاختلاف في غ ض ف قريبا. وأبو غطيف الهذلي: تابعي ويقال: غضيف، ويقال: عطيف، روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن اسمه فقال: لا يعرف اسمه. وروح بن غطيف بن أبي سفيان الثقفي الجزري: محدث يروي عن الزهري، قال الدارقطني: ضعيف وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث.

ومما يستدرك عليه: الغاطوف: المصيدة، لغة في المهملة، وقد تقدم. وغطفان، غير منسوب: تابعي يروي عن ابن عباس، وعنه أهل الشام، مات في ولاية مروان، ذكر هؤلاء ابن حبان في الثقات. وغطيف السلمي: الذي قيل فيه:

لتجدني بالأمير برا
وبالقناة مدعسا مكرا
إذا غطيف السلمي فرا

غ - ظ - ف
غظيف كزبير أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: قال أبو محمد الأعرابي، في كتاب الخيل، من تأليفه: هو فرس عبد العزيز بن حاتم الباهلي من نسل الحرون كذا في العباب، وزاد في التكملة: وأنا أخشى أن يكون تصحيفا. قلت: وهو ظاهر، فإني قد قرأت في كتاب الخيل لابن هشام الكلبي: غطيف، هكذا هو مضبوط بالطاء المهملة، وهي نسخة قديمة يوثق بها ثم إن الذي في كتاب أبي محمد الأعرابي: غظيف كأمير وهكذا ضبطه الصاغاني في كتابيه ضبط القلم، والحرون الذي ذكره فإنه فرس مسلم بن عمرو الباهلي، ونتاجه في بني هلال، ونسبه هكذا: الحرون بن الخزز بن الوثيمي بن أعوج، فهو أخو الأثاثي على ما يأتي بيانه في ح ر ن إن شاء الله تعالى.

غ - ف - ف
الغفة بالضم: البلغة من العيش كالغبة، وأنشد الجوهري لثابت قطنة:

لا خير في طمع يدني إلى طبع     وإفة من قوام العيش تكفينـي وأنشده التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة لعروة بن أذينة. وقال ابن الأعرابي: الغفة: الفأر سمى بذلك لأنه بلغة السنور قاله ابن دريد، وأنشد:

صفحة : 6054

يدير النهار بحشـر لـه     كما عالج الغفة الخيطل الخيطل : السنور، وهذا البيت يعايا به، يصف صبيا يريد نهارا، أي: فرخ حبارى. والغفة، كالخلسة، وهو: ما يتناوله البعير بفيه على عجلة منه، قاله شمر. والغف، بالفتح بما يبس من ورق الرطب كالقف وذكر الفتح مستدرك. وقال ابن عباد: يقال: جاء على غفانه، بالكسر أي: حينه وإبانه، أو الصواب بالمهملة وهو مبدل من إفانه، نبه عليه الصاغاني، وقد سبق البحث فيه. واغتفت الدابة اغتفافا: أصابت غفة من الربيع نقله الجوهري عن الكسائي، زاد غيره: ولم تكثر. أو إذا سمنت بعض السمن قال الجوهري: حكاه عن الكسائي غير أبي الحسن، وقال أبو زيد، اغتف المال اغتفافا، قال: وهو الكلأ المقارب، والسمن المقارب، قال الطفيل الغنوي:

وكنا إذا ما اغتفت الخيل غفة    تجرد طلاب الترات مطلب يقول: تجرد طالب الترة، وهو مطلوب مع ذلك، فرفعه بإضمار هو، أي: هو مطلب. ويقال: اغتففته: إذا أعطيته شيئا يسيرا نقله الصاغاني. وغفيفة من بقل: ضغيفة وقد تقدم.

ومما يستدرك عليه: تغففت الدابة: نالت غفة من الربيع. والاغتفاف: تناول العلف. والغفة أيضا: كلأ قديم بال، وهو شر الكلأ. وغفة الإناء والضرع: بقية ما فيه وتغففه: أخذ غفته.

غ - ل - د - ف
المغلندف أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الشديد الظلمة.

غ - ل - ط - ف
كالمغلنطف بالطاء، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان أيضا، ونقله ابن عباد في المحيط.

غ - ل - ف
الغلاف، ككتاب: م معروف وهو الصوان، وما اشتمل على الشيء، كقميص القلب، وغرقئ البيض، وكمام الزهر، وساهور القمر ج: غلف بضمة، وقرئ قوله تعالى: وقالوا قلوبنا غلف بضمتين، أي أوعية للعلم فما بالنا لا نفقه ما نقول، وهي قراءة ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، والأعرج، وابن محيصن وعمرو بن عبيد، والكلبي، وأحمد عن أبي عمرو وعيسى، والفضل الرقاشي، وابن أبي إسحاق. وفي رواية: غلف، كركع، وقرأ به ابن محيصن في رواية أخرى، وهو محمد بن عبد الرحمن المكي، أحد الأربعة من الشواذ، اتفاقا، قال الصاغاني: ولعله أراد به الجمع. وغلف القارورة غلفا: جعلها في غلاف وكذا غيرها كغلفها تغليفا: أدخلها في غلاف، أو جعل لها غلافا. وقلب أغلف بين الغلفة كأنما أغشي غلافا فهو لا يعي شيئا ومنه الحديث: القلوب أربعة: فقلب أغلف أي: عليه غشاء عن سماع الحق وقبوله، وهو قلب الكافر، وجمع الأغلف: غلف، ومنه قوله تعالى: وقالوا قلوبنا غلف أي: في غلاف عن سماع الحق وقبوله، وفي صفته صلى الله عليه وسلم: يفتح قلوبا غلفا أي: مغشاة مغطاة، ولا يكون الغلف بضمتين جمع أغلف، لأن فعلا لا يكون جمع أفعل عند سيبويه، وقال الكسائي: ما كان جمع فعال وفعول وفعيل على فعل مثقل. ورجل أغلف بين الغلف، محركة: أي أقلف نقله الجوهري، وهو الذي لم يختتن. والغلفة، بالضم: القلفة. وغلفة: ع. ويقال: عيش أغلف: أي واسع رغد. وسيف أغلف: في غلاف، وقوس غلفاء وكذلك كل شيء في غلاف. وسنة غلفاء: مخصبة كثر نباتها، وعام أغلف كذلك: وأوس بن غلفاء: شاعر وهو القائل:

صفحة : 6055

ألا قالت أمامة يوم غول     تقطع بابن غلفاء الحبال والغلفاء أيضا: لقب سلمة عم امرئ القيس بن حجر عن ابن دريد. وأيضا: لقب معدي كرب بن الحارث بن عمرو أخي شرحبيل ابن الحارث لأنه أول من غلف بالمسك زعموا، كذا في الصحاح. وقال شمر: الأرض الغلفاء: هي التي لم ترع قبل ففيها كل صغير وكبير من الكلأ وهو أيضا قول خالد بن جنبة. وغلفان، كسحبان: ع. وبنو غلفان: بطن من العرب. والغلف: شجر يدبغ به، كالغرف وقيل: لا يدبغ به إلا مع الغرف. وتغلف الرحل، واغتلف: حصل له غلاف من هذا الأديم ونحوه.

ومما يستدرك عليه: أغلف القارورة إغلافا: جعل لها غلافا، نقله الليث، وهو في الصحاح. وسرج مغلف، ورحل مغلف: عليه غلاف من الأديم ونحوه. والأغلف: الذي عليه لبسة لم يدرع منها، أي: لم يخرج ذراعيه منها، قاله خالد بن جنبة. وقلب مغلف: مغشى. والغلفتان: طرفا الشاربين مما يلي الصماغين. والغلف، محركة: الخصب الواسع. وغلف لحيته بالطيب والحناء والغالية. وغلفها: لطخها، وكرهها ابن دريد، ونسبها للعامة، وقال: إنما هو غلاها، وأجازها الليث وآخرون. ففي حديث عائشة رضي الله عنها: كنت أغلف لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية أي: ألطخها، وأكثر ما يقال: غلف بها لحيته غلفا، وغلفها تغليفا. وقال ثعلب: تغلف الرجل بالغالية وسائر الطيب، وقال غيره: اغتلف من الطيب. وقال ابن الفرج: تغلف بالغالية: إذا كان ظاهرا، وتغلل بها: إذا كان داخلا في أصول الشعر. والغلف: ككتف: نبت تأكله القرود خاصة، حكاه أبو حنيفة.

غ - ن - ض - ف
غنضف، كجعفر أهمله الجوهري والصاغاني في كتابيه، وهو اسم كما في اللسان.

غ - ن - ط - ف
غنطف، كجعفر أهمله الجوهري والصاغاني في كتابيه، وهو أيضا اسم كما في اللسان، والظاهر من سياق المصنف إياهما هنا أن نونهما أصلية، وعندي في ذلك نظر.

غ - ن - ف
الغينف، كزينب أهمله الجوهري، وقال الليث: هو غيلم الماء في منبع الآبار والعيون. وبحر ذو غينف أي: م مادة، قال رؤبة:

أنا ابن أنضاد إليها أرزي
أغرف من ذي غينف وأوزي

قال الأزهري: ولم أسمع الغينف بمعنى غيلم الماء لغير الليث، والبيت الذي أنشده لرؤبة رواه شمر عن الإيادي:

نغرف من ذي غيث ونؤزي قال: ولا آمن أن يكون غينف تصحيفا، وكان غيثا فصير غينفا، قال: فإن رواه ثقة وإلا فهو غيث، وهو صواب. قلت: وهذا سبب إهمال الجوهري هذا الحرف، وما أدق نظره رحمه الله تعالى.

غ - ي - ف
غافت الشجرة تغيف غيفانا، محركة: إذا مالت أغصانها يمينا وشمالا، كتغيف، كذا في النسخ، والصواب كتغيفت، نقله الجوهري، وأنشد ابن بري لنصيب:

فظل لها لدن من الأثل مورق     إذا زعزعته سكبة يتغـيف وقال الليث: الأغيف كالأغيد، إلا أنه في غير نعاس قال العجاج يصف ثورا:

في دفء أرطاة لها حني
عوج جواف ولها عصي
وهدب أغيف غيفـانـي

صفحة : 6056

ويروى: أهدب. والأغيف من العيش: الناعم مثل الأغضف، عن ابن عباد. قال: والغيف: جماعه الطير والغياف، كشداد: من طالت لحيته وعرضت من كل جانب وكبرت جدا بالباء الموحدة، وفي بعض النسخ بالمثلثة. والغيفان، كريحان وهيبان: المرخ هكذا في سائر النسخ، وهو تصحيف، صوابه المرح محركة، أي في السير، كما في اللسان، وفي نسخة التكملة المرح، ككتف، هكذا هو مضبوط، والأولى الصواب. وقال أبو حنيفة: الغاف: شجر عظام ينبت في الرمل، ويعظم، وورق الغاف أصغر من ورق التفاح وهو في خلقته، وله ثمر حلو جدا وهو غلف كأنه قرون الباقلي، وخشبه أبيض، أخبرني بذلك بعض أعراب عمان، وهناك معدن الغاف، الواحدة غافة، قال ذو الرمضة:

إلى ابن أبي العاصي هشام تعسفتبنا العيس من حيث التقى الغاف والرمل أو هو شجر الينبوت يكون بعمان، وقال أبو زيد: الغاف: من العضاه، وهي شجرة نحو القرظ شاكة حجازية، تنبت في القفاف، وأنشد ابن بري لقيس بن الخطيم:

ألفيتهم يوم الهياج كأنـهـم     أسد ببيشة أو بغاف رؤاف ورؤاف: موضع قرب مكة، وقال الفرزدق:

إليك نأشت يا ابن أبي عـقـيل     ودوني الغاف غاف قرى عمان وأغافه أي: الشجر، إغافة: أماله من النعمة والغضوضة. وغيفة: ة، قرب بلبيس شرقي مصر، وقد صحفه شيخنا وحرفه، فأعاده ثانيا في القاف، كما سيأتي، قال الحافظ: والذي على ألسنة المصريين الآن غيثة، بالثاء بدل الفاء، وقال أبو عبيد البكري: ناحية على طريق الفرما إلى مصر. وقال أبو عبيدة: غيف تغييفا: إذا فر. ويقال: حمل في الحرب فغيف: أي جبن وعرد وكذب، وأنشد الجوهري للقطامي:

وحسبتنا نزع الكتيبة غدوة     فيغيفون ونوجع السرعانا ويروى ونرجع. وتغيف الفرس: تعطفه وميلانه في أحد جانبيه في العدو. والمتغيف: فرس أبي فيد بن حرمل السدوسي صفة غالبة من ذلك، وفي نسخة اللسان: المغيف بدل المتغيف هكذا هو مضبوط كمعظم.

ومما يستدرك عليه: تغيف: تبختر ومشى مشية الطوال، وقيل: مر مرا سهلا سريعا، وقال الأصمعي: مر البعير يتغيف، ولم يفسره، قال شمر: معناه يسرع، قال: وقال أبو الهيثم: التغيف: أن يتثنى ويتمايل في شقيه من سعة الخطو، ولين السير، وقال المفضل: تغيف: اختال في مشيته. وأغيفت الشجرة إغيافا: تغيفت. وشجرة غيفاء، وشجر أغيف، وغيفاني: يمؤود، قال رؤبة:

وهدب أغيف غيفاني وتغيف عن الأمر، وغيف: نكل، الأخيرة عن ثعلب. وغيفان: موضع. والغاف: موضع بعمان.