الباب العشرون: باب الفاء - الفصل الحادي والعشرون: فصل الكاف مع الفاء

فصل الكاف مع الفاء

ك - أ - ف
ومما يستدرك عليه: أكأفت النخلة: انقلعت من أصلها، قال أبو حنيفة: وأبدلوا فقالوا: أكعفت.

ك - ت - ف
الكتف، كفرح، ومثل، وحبل واقتصر الجوهري والصاغاني على الأولين، وقال: مثل كذب وكذب: عظم عريض خلف المنكب، مؤنثة، وهي تكون للناس وغيرهم، قال الشاعر:

إني امرؤ بالزمان معترف     علمني كيف تؤكل الكتف

صفحة : 6086

يضرب لكل شيء علمته، وفي الحديث: ائتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتابا. قال ابن الأثير: الكتف: عظم عريض في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم. ج: كتفة، وأكتاف كقردة وأصحاب الأولى حكاها اللحياني، والثانية عن سيبويه، وقال: لم يجاوزوا به هذا البناء. والكتف، بالفتح: ظلع يأخذ من وجع في الكتف قاله ابن السكيت. هكذا في النسخ، والصواب بالتحرك، كما في اللسان، ونصه: بالتحريك: نقصان في الكتف، وقيل: هو ظلع يأخذ من وجع الكتف، ومثله نص الصحاح. وقد كتف الفرس، وكذا الجمل يكتف كتفا، وهو أكتف: إذا اشتكى كتفه، وظلع منها. وقال اللحياني: بالبعير كتف شديد: إذا اشتكى كتفه، يقال: جمل أكتف، وهي كتفاء. والكتف، بالضم: جمع الأكتف من الخيل وهو الذي في فروع كتفيه انفراج في غراضيفهما مما يلي الكاهل، وهو من العيوب التي تكون خلقة، قاله أبو عبيدة. والكتف أيضا: جمع الكتاف للحبل الذي يكتف به الإنسان ككتاب وكتب. والكتف أيضا: جمع الكتيف كأمير للضبة ويجمع أيضا على كتف، بضمتين. وذو الكتف، كفرح هو: أبو السمط مروان بن سليمان بن يحيى ابن أبي حفصة يزيد بن مروان ابن الحكم وأصلهم يهود، من موالي السموأل بن عاديا، وهم يدعون أنهم موالي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإنما أعتق مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدار، ويقال: إن عثمان رضي الله عنه اشتراه غلاما من سبي اصطخر، ووهبه لمروان بن الحكم لقب ذا الكتف ببيت قاله. وذو الأكتاف: سابور بن هرمز ابن نرسي بن بهرام لقب به لأنه سار في ألف قال ابن قتيبة: لما بلغ سابور ست عشرة سنة أمر أن يختاروا له ألف رجل من أهل النجدة، ففعلوا، فأعطاهم الأرزاق، ثم سار بهم إلى نواحي العرب الذين كانوا يعيثون في الأرض، فقتل من قدر عليهم هكذا في النسخ، وصوابه عليه وهو نص كتاب المعارف لابن قتيبة ونص العباب ونزع أكتافهم. والكتاف كشداد: الحزاء وهو الناظر بالكتف ونص العباب في الكتف، زاد في اللسان فيكهن فيها. وكتف الرجل كفرح: عرض كتفه وفي المحكم: عظم كتف، فهو أكتف، كما يقال: أرأس وأعنق، وما كان أكتف ولقد كتف. وكتف الفرس : إذا حصل في أعالي غراضيف كتفيه مما يلي الكاهل انفراج فهو أكتف، قال أبو عبيدة: وهو من العيوب التي تكون خلقة، وقد تقدم. والكتاف، كغراب: وجع الكتف عن ابن دريد. والكتفان كعثمان هكذا ضبطه الجوهري والصاغاني والأزهري، وقوله: ويكسر لم أجد من تعرض له، وإنما ذكر ابن بري فيه بضمتين لضرورة الشعر، كما سنورده في المستدركات: الجراد أول ما يطير منه، الواحدة كتفانة كما في الصحاح، وزاد ويقال: هو الجراد بعد الغوغاء، أولها، السرو، ثم الدبى، ثم الغوغاء، ثم الكتفان أو واحدة الكتفان من الدبى: كاتفة والذكر كاتف، قاله الأصمعي، قال ابن دريد: سمي به لأنه يتكتف في مشيه، أي ينزو، وقال غيره: هو كتفان، إذا بدا حجم أجنحته، ورأيت موضعه شاخصا، وإن مسسته وجدت حجمه، وقال أبو عبيدة: يكون الجراد بعد الغوغاء كتفانا، قال الأزهري: سماعي من العرب في الكتفان من الجراد التي ظهرت أجنحتها ولما تطر بعد، فهي تنقز في

صفحة : 6087

الأرض نقزانا، مثل المكتوف الذي لا يستعين بيديه إذا مشى، وقال الأصمعي: إذا استبان حجم أجنحة الجراد فهو كتفان، وإذا احمر الجراد فهو كتفان، وإذا احمر الجراد فانسلخ من الألوان كلها فهي الغوغاء. وكتف، كضرب وفرح: مشى رويدا هكذا نقله الفراء في نوادره، واقتصر الجوهري على الأول فإنه قال: والكتف: المشي الرويد، وأنشد ابن بري شاهدا على يكتف كيضرب قول الأعشى: نقزانا، مثل المكتوف الذي لا يستعين بيديه إذا مشى، وقال الأصمعي: إذا استبان حجم أجنحة الجراد فهو كتفان، وإذا احمر الجراد فهو كتفان، وإذا احمر الجراد فانسلخ من الألوان كلها فهي الغوغاء. وكتف، كضرب وفرح: مشى رويدا هكذا نقله الفراء في نوادره، واقتصر الجوهري على الأول فإنه قال: والكتف: المشي الرويد، وأنشد ابن بري شاهدا على يكتف كيضرب قول الأعشى:

فأفحمته حتى استكان كـأنـه     قريح سلاح يكتف المشي فاتر وأنشد ابن سيده للبيد:

وسقت ربيعا بالقنـاة كـأنـه    قريح سلاح يكتف المشي فاتر وكتف كضرب كتفا: رفق في الأمر. وكتف كتفا: شد حنوى الرحل أحدهما على الآخر نقله الجوهري، وهو مجاز. وكتف فلانا: شد يديه إلى خلف بالكتاف، وهو حبل يشد به قالت بعض نساء الأعراب تصف سحابا:

أناخ بذي بقر بـركـه     كأن على عضديه كتافا وفي الحديث: الذي يصلي وقد عقص شعره كالذي يصلي وهو مكتوف: هذا الذي شدت يداه من خلفه، يشبه به الذي يعقد شعره من خلفه. وقال ابن دريد: الكتاف: حبل يشد به وظيف البعير إلى كتفيه. وكتف فلانا: ضرب كتفه أو أصابها، فهو مكتوف. وكتف كتفا: مشى رويدا وهو مكرر مع ما سبق له. أو كتف كتفا: مشى محركا كتفيه وفي الأساس منكبيه، وفي اللسان: وكتفت المرأة تكتف: مشت فحركت كتفيها، قال الأزهري: وقولهم: مشت فكتفت: أي حركت كتفيها يعني الفرس. قلت: ومثله للزمخشري وابن دريد. وكتف السرج الدابة كتفا: جرح كتفها فهي مكتاف. وكتف الأمر: كرهه عن ابن عباد. وكتفت الخيل: ارتفعت فروع أكتافها في المشي، فهي تكتف كتفا، وعرضت على ابن أقيصر أحد بني أسد بن خزيمة خيل، فأومأ إلى بعضها، وقال: تجيء هذه سابقة، فسألوه: ما الذي رأيت فيها? فقال: رأيتها مشت فكتفت، وخبت فوجفت، وعدت فنسفت، فجاءت سابقة. وكتف الإناء يكتفه كتفا: لأمه بالكتيف وهو صفيحة رقيقة كأنها شبه ككتف تكتيفا فهو إناء مكتوف ومكتف: أي مضبب، قال جرير:

وينكر كفيه الحسـام وحـده    ويعرف كفيه الإناء المكتف وكتف الطائر كتفا، وكتفانا الأخير بالتحريك عن الليث: طار رادا جناحيه، ضاما لهما إلى ما وراءه. وقال ابن دريد: الكاتف: الكاره وقد كتفه. والكتفان، محركة: سرعة المشي عن ابن عباد. وكتيفة كجهينة: ع، ببلاد باهلة قال امرؤ القيس:

فكأنما بدر وصيل كتيفة     وكأنما من عاقل أرمام

صفحة : 6088

يقول: قطعت هذين الموضعين اللذين ذكر على بعد ما بينهما قطعا سريعا حتى كأن كل واحد متصل بصاحبه، وعاقل وأرمام: موضعان متباعدان، وقال أيضا:

فأضحى يسح الماء حول كتيفة     يكب على الأذقان دوح الكنهبل والكتيف، كأمير: السيف الصفيح عن شمر، وأنشد لأبي دواد الإيادي:

نبئت أن أخا رياح جاءنـي     زيدا لنابيه على صـريف
فوددت لو أني لقيتك خالـيا     أمشي بكفي صعدة وكتيف

أراد سيفا صفيحا، فسماه كتيفا. والكتيف: ضبة الحديد جمعه كتيف، وكتف. والكتيفة بهاء: ضبة الباب قال الجوهري: وهي حديدة طويلة عريضة، وربما كانت كأنها صفيحة قال الأعشى:

أو إناء النضار لاحمه القي     ن ودانى صدوعه بالكتيف يعني بالكتيف كتائف رقاقا من الشبه. والكتيفة: السخيمة والحقد والعداوة، وهو من مجاز المجاز، ويجمع على الكتائف، قال القطامي:

أخوك الذي لا تملك الحس نفسه      وترفض عند المحفظات الكتائف وقال أبو عمرو: الكتيفة: الجماعة من الناس. وقال ابن دريد: الكتيفة: كلبتا الحداد. ومن المجاز: إناء مكتوف أي: مضبب وكذلك مكتف، وقد تقدم شاهده. وكتف اللحم تكتيفا: قطعه صغارا قاله الأموي. وكتفت الفرس تكتيفا: مشت فحركت كتفيها في المشي، قاله ابن دريد، أو منكبيها، قاله الزمخشري. وتكتف الكتفان في مشيه: إذا نزا والمكتاف من الدواب: دابة يعقر السرج كتفها والاسم الكتاف بالكسر، قاله الصاغاني. والتركيب يدل على عرض في حديدة أو عظم، وقد شذ عنه الكتفان.

ومما يستدرك عليه: الأكتف من الرجال: من يشتكي كتفه. والكتف محركة: عيب في الكتف، وقيل: هو نقصان فيه. والأكتف: الذي انضمت كتفاه على وسط كاهله خلقة قبيحة. وتكتفت الخيل: ارتفعت فروع أكتافها. والكتفان، بفتح فكسر: اسم فرس، قالت بنت مالك بن زيد ترثيه:

إذا سجعت بالرقمتين حمـامة     أو الرس تبكي فارس الكتفان والكتاف، ككتاب: مصدر المكتاف من الدواب، وقيل: هو اسم. والكتيف، كأمير: المشي الرويد، نقله ابن سيده. والكتفان بضمتين: لغة في الكتفان كعثمان للجراد، قال ابن بري: هو في ضرورة الشعر، قال صخر أخو الخنساء:

وحي حريد قد صبحت بغارة     كرجل الجراد أو دبى كتفان وكتفه تكتيفا: شد يديه من خلف بالكتاف، فهو مكتف، يقال: مر بهم مكتفين. وجاء به في كتاف: أي وثاق، وقيل الكتاف: وثاق في الرحل والقتب. وكتف الثوب تكتيفا: قطعه صغارا، وكتفه بالسيف كذلك. وقال خالد بن جنبة: كتيفة الرحل: واحدة الكتائف، وهي حديدة يكتف بها الرحل، وقال ابن الأعرابي: أخذ المكتوف من هذا، لأنه جمع يديه. وكتاف القوس، بالكسر: ما بين الطائف والسية، والجمع: أكتفة وكتف.


ك - ث - ف

صفحة : 6089

الكثف: الجماعة ومنه حديث ابن عباس: أنه انتهى إلى علي رضي الله عنه يوم صفين، وهو في كثف، أي: حشد وجماعة. والكثافة كسحابة: الغلظ. وقد كثف، الشيء ككرم، فهو كثيف: غليظ ثخين كاستكشف. وقال الليث: الكثافة: الكثرة والالتفاف والفعل كالفعل. والكثيف: اسم كثرته، يوصف به العسكر والسحاب والماء وأنشد لأمية بن أبي الصلت:

وتحت كثيف الماء في باطن الثرى      ملائكة تنحط فـيه وتـصـعـد ويروى: كنيف الماء. وكثيف السلمي، كأمير هكذا ضبطه الحافظ في التبصير أو الصواب كزبير: تابعي قال ابن حبان: روى عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وعنه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وكزبير، موألة بن كثيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية الكلابي: صحابي رضي الله عنه روى عنه ابنه عبد العزيز. ورفاعة بن كثيف: تجيبي من بني تجيب، نقله الحافظ. وقال ابن عباد: يقال: أكثف منك كذا: أي قرب وأمكن بني مثل أكثب. وكثفه تكثيفا: جعله كثيفا ثخينا. وقال ابن دريد: كل متراكب متكاثف، ومنه تكاثف السحاب: إذا تراكب وغلظ.

ومما يستدرك عليه: الكثيف، والكثاف: الكثير، وهو أيضا الكثير المتكاثف المتراكب الملتف من كل شيء. وكثفه تكثيفا: كثره. واستكثف أمره: علا وارتفع. وجمع الكثيف: كثف، بضمتين. وامرأة مكثفة، كمعظمة: كثيرة اللحم، وقال ثعلب: هي المحكمة الفرج. والكثيف: السيف، عن كراع، قال ابن سيده: ولا أدري ما حقيقته، والأقرب أن يكون تاء، لأن الكتيف من الحديد.
ك - ح - ف
الكحوف، بالمهملة أهمله الجوهري وابن سيده، وقال الأزهري خاصة عن ابن الأعرابي: هي الأعضاء وهي القحوف، كما في اللسان والعباب.

ك - د - ف
الكدفة، بالمهملة محركة أهمله الجوهري، وقال الخارزنجي: هو صوت وقع الأرجل. أو هو صوت تسمعه من غير معاينة كذا في نوادر الأعراب، يقال: سمعت كدفتهم، وجدفتهم، وهدفتهم، وحشكتهم وهدأتهم، وأزهم، وأزيزهم، وكل ذلك بمعنى واحد. وقال الخارزنجي: أكدفت الدابة: سمع لحوافرها صوت.

ومما يستدرك عليه: الكداف: كرمان: اسم. والكدفة محركة: بمنزلة الجليدة.

ك - ر - س - ف
الكرسف، كعصفر وزنبور: القطن نقله الفراء، واقتصر الجوهري على الأول، قال أبو النجم يصف فحلا:

كأنه وهو بـه كـالأفـكـل
مبرقع في كرسوف لم يغزل

شبه ما على لحييه ومشافره من اللغام إذا هدر بالكرسف. والكرسفي: نوع من العسل نقله الصاغاني، كأنه لبياضه. شبه بالكرسف. وكرسفة بالضم مشددة الفاء: ع نقله الصاغاني. وقال ابن عباد: الكرسافة بالكسر: كدورة العين وظلمتها. قال: والكرسفة: قطع عرقوب الدابة. وقيل: هو أن تقيد البعير فتضيق عليه كالكرفسة. وقال أبو عمرو: المكرسف: الجمل المعرقب. وقال ابن دريد: تكرسف الرجل: إذا تداخل بعضه في بعض كما في العباب واللسان.

ومما يستدرك عليه: الكرسيف: بلد بالمغرب.

ك - ر - ش - ف
الكرشفة بالفتح وتكسر، والكرشافة بالكسر هكذا في النسخ، ونص النوادر: والكرشاف، أهملهن الجوهري، وقال أبو عمرو: هي الأرض الغليظة كالخرشفة، والخرشفة، والخرشاف، وأنشد:

صفحة : 6090

هيجها من أجلب الكرشاف
ورطب من كلإ مجـتـاف
أسمر للوغد الضعيف نافي
جراشع جباجب الأجـواف
حمر الذرى مشرفة الأنواف

ك - ر - ف
كرف الحمار وغيره كالبرذون، قال ابن دريد والليث: يكرف بالضم، ويكرف بالكسر، لغتان، كرفا وكرافا، شم بول الأتان أو روثه أو غيرهما. ثم رفع رأسه إلى السماء وقلب جحفلته وكذلك الفحل: إذا شم طروقته، ثم رفع رأسه نحو السماء، وكشر حتى تقلص شفتاه ولا يقال في الحمار شفته، ووهم الجوهري وأنشد ابن بري للأغلب العجلي:

تخاله من كرفهن كالحا
وافتر صابا ونشوقا مالحا

كأكرف وهذه عن الزجاج. وربما يقال: كرفها ظاهر سياقه يقتضي أنه بالتخفيف، والصواب: كرفها بالتشديد، أي: تشمم بولها. وحمار مكراف: معتاده أي: يشم الأبوال، قاله ابن دريد. قال: وكل ما شممته فقد كرفنه. وقال ابن عباد: أكرفت البيضة: أفسدت. وأما الكرفئ فإنها قطع من السحاب متراكمة صغار، واحدته كرفئة، وهي الكرثئ أيضا، بالمثلثة، وذكره الجوهري في الهمز وهما. وقال الصاغاني: والكرفئ ذكر في تركيب كرفأ لاختلاف الناس في أضالة الهمز وزيادته، قال شيخنا: وقد تبعه المصنف هناك بلا تنبيه عليه، فوافقه في هذا الوهم، على أنه في الحقيقة لا يعد وهما، إذ عده كثير من أئمة التصريف رباعيا، وحكموا بأصالة الهمزة، وقالوا: مثل هذا ليس من مواضع الزيادة، فاعرفه.

ومما يستدرك عليه: الكراف: الشم. وحمار كراف، وكروف. والكراف: مجمش القحاب، وقال ابن خالويه: الكراف: هو الذي يسرق النظر إلى النساء. والكرف، بالكسر: الدلو من جلد واحد كما هو، أنشد يعقوب:

أكل يوم لـك ضـيزنـان
على إزاء الحوض ملهزان
بكرفتـين تـتـواهـقـان

تتواهقان: أي تتباريان. وتكرفأ السحاب: تراكب. والكرفئ: قشر البيض الأعلى اليابس الذي يقال له: القيض، وقد ذكرا في باب الهمز، فراجعه.

ك - ر - ن - ف


صفحة : 6091

الكرناف قال شيخنا: أورده المصنف في أكثر الأصول ترجمة وحده، بناء على أنه فعلال، وأن النون فيه أصلية، وقد صرح أبو حيان وغيره من أئمة العربية بأن النون زائدة، وأنه يذكر في كرف ولذلك يوجد في نسخ أثناء المادة، ودون تمييز، وهو الصواب، والله أعلم. قلت: ذكره الجوهري في تركيب كرف على أن النون زائدة، وأفرده الصاغاني وصاحب اللسان في تركيب مستقل، وإياهما تبع المصنف، وقالوا: لا يحكم بزيادة النون إلا بثبت، وهي بالكسر والضم وعلى الأولى اقتصر الجوهري، والثانية لغة عن ابن عباد: أصول الكرب تبقى في الجذع جذع النخلة بعد قطع السعف وما قطع مع السعف فهو كرب الواحد بهاء. ويقال للرجل العظيم القدم: كأن قدمه كرناف: أي كربة، كما في المحيط. ج: كرانيف وقيل: الكرانيف: أصول السعف الغلاظ العراض التي إذا يبست صارت أمثال الأكتاف، ومنه حديث الزهري: والقرآن في الكرانيف يعني أنه كان مكتوبا فيها قبل جمعه في الصحف. والكرنيفة بالكسر: ضخامة الأنف وقال ابن عباد: هو الأنف الضخم. وقال: والكرنفة، كجندبة: الضاوي منا جميعا، ومن الإبل. قال: والمكرنف: الأنف الضخم كالكرنيفة. وفي اللسان: المكرنف: لاقط التمر من أصول كرانيف النخل وأنشد أبو حنيفة:

قد تخذت سلمى بقرن حائطا
واستأجرت مكرنفا ولاقطا
وطاردا يطارد الوطاوطا

وكرنفة بالسيف كرنفة: إذا قطعه وفي النوادر: كرنفه به وخرنفه: إذا ضربه به. وقال الليث: كرنفه بالعصا: إذا ضرب بها، وأنشد لبشير الفريري:

لما انتكفت له فولى مدبرا     كرنفته بهراوة عجـراء وكرنف الكرانيف: قطعها. وفي اللسان: كرنف النخلة: جرد جذعها من كرانيفه.

ك - ر - ه - ف
المكرهف، كمشمعل أهمله الجوهري، وقال الأصمعي: هو سحاب يغلظ، ويركب بعضه بعضا كالمكفهر، أو هو مقلوب عنه، وبيت كثير يروى بالوجهين، وهو قوله:

نشيم على أرض ابن ليلى مخيلة     عريضا سناها مكرهفا صبيرها والمكرهف من الشعر: المرتفع الجافل. ومن الذكر: المنتشر الناعظ قال أبو عمرو: اكرهف الذكر: إذا انتشر، وأنشد:

قنفاء فيش مكرهف حوقها
إذا تمأت وبدا مفلوقـهـا

قال شيخنا قوله: من الذكر صوابه من الذكور، كما لا يخفى، ولو جوز وقوع المفرد موقع الجمع مراعاة للجنس، ك يولون الدبر لكنه اعترض بمثله في سلع أيضا، فلذلك يجري مذهبه واعتراضه عليه. والله أعلم.

ك - س - ف

صفحة : 6092

الكسفة، بالكسر: القطعة من الشيء قال الفراء: وسمعت أعرابيا يقول: أعطني كسفة من ثوبك: يريد قطعة، كقولك: خرقة، وسئل أبو الهيثم عن قولهم: كسفت الثوب أي: قطعته، فقال: كل شيء قطعته فقد كسفته، وقال أبو عمرو: يقال لخرقة القميص قبل أن تؤلف: الكسفة، والكيفة، والحذفة ج: كسف بالكسر، قال الفراء: وقد يكون الكسف جماعا للكسفة، مثل عبشة وعشب ويجمع أيضا على كسف بكسر ففتح، ومنه قوله تعالى: أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا قرأها هنا بفتح السين أبو جعفر، ونافع، وأبو بكر، وابن ذكوان، وفي الروم بالإسكان أبو جعفر وابن ذكوان، وقرأ بالفتح إلا في الطور حفص، فمن قرأ مثقلا جعله جمع كسفة، كفلقة وفلق وهي القطعة والجانب، ومن قرأ مخففا فهو على التوحيد، وقوله: جج أي: جمع الجمع أكساف كعنب وأعناب وكسوف كأنه قال: نسقطها طبقا علينا، والذي يفهم من سياق الصاغاني أن الأكساف والكسوف جمعان لكسف، على أنه واحد، فتأمل. وكسفه أي: الثوب يكسفه: قطعه قاله أبو الهيثم. وكسف عرقوبه: عرقبه وقيل: قطع عقبه دون سائر الرجل، يقال: استدبر فرسه فكسف عرقوبيه، ومنه الحديث: أن صفوان كسف عرقوب راحلته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحرج وأنشد الليث: ويكسف عرقوب الجواد بمخذم وكسف الشمس والقمر كسوفا: احتجبا وذهب ضوءهما واسودا كانكسفا وقال الليث: بعض الناس يقول: انكسفت الشمس، وهو خطأ، وهكذا قاله القزاز في جامعه، وتبعهما الجوهري في الصحاح وأشار إليه الجلال في التوشيح، وقد رد عليهم الأزهري، وقال: كيف يكون خطأ وقد ورد في الكلام الفصيح، والحديث الصحيح، وهو ما رواه جابر رضي الله عنه: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل، وكذلك رواه أبو عبيد انكسفت. وكسف الله تعالى إياهما: حجبهما. يتعدى ولا يتعدى، نقله الجوهري، وقد تكرر في الحديث ذكر الكسوف والخسوف للشمس والقمر، فرواه جماعة فيهما بالكاف، وآخرون فيهما بالخاء، ورواه جماعة في الشمس بالكاف، وفي القمر بالخاء، وكلهم رووا: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته . والأحسن والأكثر في اللغة - وهو اختيار الفراء - في القمر: خسف، وفي الشمس: كسفت يقال: كسفت الشمس، وكسفها الله وانكسفت، وخسف القمر، وخسفه الله تعالى، وانخسف، وورد في طريق آخر: إن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته قال ابن الأثير: خسف القمر: إذا كان الفعل له، وخسف على ما لم يسم فاعله، قال: وقد ورد الخسوف في الحديث كثيرا للشمس، والمعروف لها في اللغة الكسوف، قال: فأما إطلاقه في مثل هذا فتغليبا للقمر، لتذكيره على تأنيث الشمس، يجمع بينهما فيما يخص القمر، وللمعارضة أيضا، لما جاء في الرواية الأولى: لا ينكسفان قال: وأما إطلاق الخسوف على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما، وقد تقدم عامة هذا البحث في خ س ف. ومن المجاز: كسفت حاله: أي ساءت وتغيرت، نقله الجوهري، ومن المجاز أيضا: كسف فلان: إذا نكس طرفه. وفي الأساس: كسف بصره: خفضه. وأيضا: لم ينفتح من رمد. ومن المجاز أيضا: رجل كاسف البال: أي سيئ الحال نقله الجوهري. ومن

صفحة : 6093

المجاز أيضا: رجل كاسف الوجه: أي عابس نقله الجوهري، أي من سوء الحال، وقيل: كسوف البال: أن تحدثه نفسه بالشر، وقيل: هو أن يضيق عليه أمله. ويقال: عبس في وجهي، وكسف كسوفا. والكسوف في الوجه: الصفرة والتغير، ورجل كاسف: مهموم قد تغير لونه وهزل من الحزن. وفي المثل: أكسفا وإمساكا? يضرب للمتعبس البخيل وفي الصحاح: أي أعبوسا وبخلا، ومثله في الأساس وهو مجاز. ومن المجاز: يوم كاسف: أي عظيم الهول، شديد الشر. قال:جاز أيضا: رجل كاسف الوجه: أي عابس نقله الجوهري، أي من سوء الحال، وقيل: كسوف البال: أن تحدثه نفسه بالشر، وقيل: هو أن يضيق عليه أمله. ويقال: عبس في وجهي، وكسف كسوفا. والكسوف في الوجه: الصفرة والتغير، ورجل كاسف: مهموم قد تغير لونه وهزل من الحزن. وفي المثل: أكسفا وإمساكا? يضرب للمتعبس البخيل وفي الصحاح: أي أعبوسا وبخلا، ومثله في الأساس وهو مجاز. ومن المجاز: يوم كاسف: أي عظيم الهول، شديد الشر. قال:
يا لك يوما كاسفا عصبصبا والكسف في العرض: أن يكون آخر الجزء منه متحركا فيسقط الحرف رأسا قال الزمخشري: وبالمعجمة تصحيف نقله عنه الصاغاني في العباب، والذي رواه بالمعجمة يقول: إنه تشبيها له بالرجل المكشوف الذي لا ترس معه، أو لأن تاء مفعولات تمنع كون ما قبلها سببا، فينكشف المنع بزوالها، نقله شيخنا، وقوله: هو غلط محض بعد ما صرح أنه تابع فيها الزمخشري، وكذا قوله فيما بعد: فلا معنى لما ذكره المصنف محل تأمل يتعجب له. وكسف بالتحريك: ة، بالصغد بالقرب من سمرقند. وكسفة بالفتح: ماءة لبني نعامة من بني أسد، وقيل هي بالشين المعجمة وصوبه في التكملة. وقول جرير يرثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

فالشمس كاسفة ليست بطالـعة     تبكي عليك نجوم الليل والقمرا

صفحة : 6094

أي الشمس كاسفة لموتك تبكي عليك الدهر أبدا قال شيخنا: هو بناء على أن نصب النجوم والقمر على الظرفية لا المفعولية، وهو مختار كثير، منهم الشيخ ابن مالك، كما في شرح الكافية، قال: وجوز ابن إياز في شرح فصل ابن معطي كون نجوم الليل مفعولا معه، على إسقاط الواو من المفعول معه، قال شيخنا: فما إخاله يوافق على مثله. قلت: وأنشده الليث هكذا، وقال: أراد ما طلع نجم وما طلع قمر، ثم صرفه فنصبه، وهذا كما تقول: لا آتيك مطر السماء: أي ما مطرت السماء، وطلوع الشمس، أي ما طلعت الشمس، ثم صرفته فنصبته، وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: تبكي عليك نجوم الليل والقمر: أي ما دامت النجوم والقمر، وحكى عن الكسائي مثله ووهم الجوهري فغير الرواية بقوله: فالشمس طالعة ليست بكاسفة قال الصاغاني: هكذا يرويه النحاة مغيرا، قال شيخنا: وهي رواية جميع البصريين، كما هو مبسوط في شرح شواهد الشافية، في الشاهد الثالث عشر، وعلى هذه الرواية اقتصر ابن هشام في شواهده الكبرى، والصغرى، وموقد الأذهان وموقظ الوسنان، وغيرها وتكلف لمعناه وهو قوله: أي ليست تكسف ضوء النجوم مع طلوعها، لقلة ضوئها وبكائها عليك. وفي اللسان: وكسفت الشمس النجوم إذا غلب ضوءها على النجوم، فلم يبد منها شيء، فالشمس حينئذ كاسفة النجوم، فلم يبد منها شيء، فالشمس حينئذ كاسفة النجوم، وأنشد قول جرير السابق، قال: ومعناه أنها طالعة تبكي عليك، ولم تكسف ضوء النجوم ولا القمر، لأنها في طلوعها خاشعة باكية لا نور لها. قلت: وكذلك ساقه المظفر سيف الدولة في تاريخه، وقال إن ضوء الشمس ذهب من الحزن، فلم تكسف النجوم والقمر، فهما منصوبان بكاسفة أو على الظرف، ويجوز تبكي من أبكيته، يقال: أبكيت زيدا على عمرو، قال شيخنا: وكلام الجوهري كما تراه في غاية الوضوح، لا تكلف فيه، بل هو جار على القوانين العربية، وكسف يستعمل لازما ومتعديا، كما قاله المصنف نفسه، وهذا من الثاني. ولا يحتاج إلى دعوى المغالبة، كما قاله بعض، والله أعلم.

قلت: قال شمر: قلت للفراء: إنهم يقلون فيه: إنه على معنى المغالبة: باكيته فبكيته، فالشمس تغلب النجوم بكاء، فقال: إن هذا لوجه حسن، فقلت: ما هذا بحسن ولا قريب منه، ثم قال شيخنا: وقد رأيت من صنف في هذا البيت على حدة، وأطال بما لا طائل تحته، وما قاله يرجع إلى ما أشرنا إليه، والله أعلم.

ومما يستدرك عليه: أكسف الله الشمس، مثل كسف، وكسف أعلى. وأكسفه الحزن: غيره. وكسف الشيء تكسيفا: قطعه، وخص بعضهم به الثوب والأديم. وكسف السحاب، وكسفه: قطعه، وقيل: إذا كانت عريضة، فهي كسف. وكسفت الشيء كسفا: إذا غطيته. وقال ابن السكيت: يقال: كسف أمله، فهو كاسف: إذا انقطع رجاؤه مما كان يأمل، ولم ينبسط. والكسف، بالكسر: صاحب المنصورية، نقله ابن عباد.

ك - ش - ف

صفحة : 6095

الكشف، كالضرب، والكاشفة: الإظهار الأخير من المصادر التي جاءت على فاعلة، كالعافية والكاذبة، قال الله تعالى: ليس لها من دون الله كاشفة أي: كشف وإظهار، وقال ثعلب: الهاء للمبالغة، وقيل: إنما دخلت الهاء ليساجع قوله: أزفت الآزفة . وقال الليث: الكشف: رفع شيء عما يواريه ويغطيه، كالتكشيف قال ابن عباد: هو مبالغة الكشف. والكشوف كصبور: الناقة يضربها الفحل وهي حامل، وربما ضربها وقد عظم بطنها نقله الليث، وتبعه الجوهري، وقال الأزهري: هذا التفسير خطأ، ونقل أبو عبيد عن الأصمعي أنه قال: فإن حمل عليها الفحل سنتين ولاء فذلك الكشاف، بالكسر وهي ناقة كشوف وقد كشفت الناقة تكشف كشافا. أو هو أن تلقح حين تنتج وفي الأساس: ناقة كشوف: كلما نتجت لقحت وهي في دمها، كأنها لكثرة لقاحها، وإشالتها ذنبها كثيرة الكشف عن حيائها، ونص الأزهري: هو أن يحمل على الناقة بعد نتاجها وهي عائد، وقد وضعت حديثا. أو أن يحمل عليها في كل سنة قال الليث: وذلك أردأ النتاج أو هو أن يحمل عليها سنة، ثم تترك سنتين أو ثلاثا، وجمع الكشوف: كشف، قال الأزهري: وأجود نتاج الإبل أن يضربها الفحل، فإذا نتجت تركت سنة لا يضربها الفحل، فإذا فصل عنها فصيلها وذلك عند تمام السنة من يوم نتاجها أرسل الفحل في الإبل التي هي فيها فيضربها، وإذا تلم تجم سنة بعد نتاجها كان أقل للبنها، وأضعف لولدها، وأنهك لقوتها وطرقها. والأكشف: من به كشف، محركة أي: انقلاب من قصاص الناصية، كأنها دائرة، وهي شعيرات تنبت صعدا ولم يكن دائرة، نقله الجوهري، قال الليث: ويتشاءم بها، وقال غيره: الكشف في الجبهة: إدبار ناصيتها من غير نزع، وقيل: هو رجوع شعر القصة قبل اليافوخ، وفي حديث أبي الطفيل: أنه عرض له شاب أحمر أكشف قال ابن الاثير: الأكشف: الذي تنبت له شعرات في قصاص ناصيته ثائرة لا تكاد تسترسل وذلك الموضع كشفة، محركة كالنزعة. والأكشف من الخيل: الذي في عسيب ذنبه التواء نقله الجوهري. والأكشف: من لا ترس معه في الحرب نقله الجوهري، كأنه منكشف غير مستور، والجمع: كشف، قاله ابن الأثير. وقيل: الأكشف: من ينهزم في الحرب ولا يثبت، وبالمعنيين فسر قول كعب بن زهير رضي الله عنه:

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف     عند اللقاء ولا ميل مـعـازيل وقيل: الكشف هنا: الذين لا يصدقون القتال، لا يعرف له واحد. وقال ابن عباد: الأكشف: من لا بيضة على رأسه. وقال غيره: كشفته الكواشف، أي: فضحته الفواضح. وقال ابن الأعرابي: كشف كفرح: انهزم وأنشد:

فما ذم جاديهـم ولا فـال رأيهـم    ولا كشفوا إن أفزع السرب صائح

صفحة : 6096

أي: لم ينهزموا. وكشاف كغراب: ع، بزاب الموصل عن ابن عباد. وأكشف الرجل: ضحك فانقلبت شفته حتى تبدو درادره قاله الأصمعي. وقال الزجاج: أكشفت الناقة: تابعت بين النتاجين:. وقال غيره: أكشف القوم: كشفت إبلهم أو صارت إبلهم كشفا وقال ابن عباد: أكشف الناقة: جعلها كشوفا. والجبهة الكشفاء: هي التي أدبرت وفي بعض النسخ أديرت، وهو غلط ناصيتها كما في العباب. وقال ابن دريد: كشفته عن كذا تكشيفا: إذا أكرهته على إظهاره ففيه معنى المبالغة. وتكشف الشيء: ظهر، كانكشف وهما مطاوعا كشفه كشفا. ومن المجاز: تكشف البرق: إذا ملأ السماء نقله الجوهري والزمخشري. واكتشفت المرأة لزوجها: إذا بالغت في التكشف له عند الجماع. قاله ابن الأعرابي، وأنشد:

واكتشفت لنا شيء دمكمك
عن وارم أكظاره عضنك
تقول دلص ساعة لا بل نك
فداسها بأذلغي بكبك

واكتشف الكبش النعجة: إذ نزا عليها. واستكشف عنه: إذا سأل أن يكشف له عنه. وفي الصحاح: كاشفه بالعداوة: أي باداه بها مكاشفة، وكشافا. ويقال في الحديث: لو تكاشفتم ما تدافنتم قال الجوهري: أي لو انكشف عيب بعضكم لبعض وقال ابن الأثير: أي لو علم بعضكم سريرة بعض لاستثقل تشييع جنازته ودفنه.

ومما يستدرك عليه: ريط كشيف: مكشوف، أو منكشف، قال صخر الغي:

أجش ربحلا له هـيدب     يرفع للخال ريطا كشيفا قال أبو حنيفة: يعني أن البرق إذا لمع أضاء السحاب، فتراه أبيض، فكأنه كشف عن ريط. والمكشوف في عروض السريع: الجزء الذي هو مفعولن أصله مفعولات حذفت التاء، فبقي مفعولا فنقل في التقطيع إلى مفعولن، وقد ذكره المصنف في التركيب الذي قبله، وتبع الزمخشري في أن إعجام الشين تصحيف، وقد عرفت أن أئمة العروض ذكروه بالشين المعجمة. وكاشفه، وكاشف عليه: إذا ظهر له، ومنه المكاشفة عند الصوفية. وكشفة، بالفتح: موضع لبني نعامة من بني أسد، وقد ذكره المصنف في الذي قبله، وصرح فيه بأن إهمال الشين فيه تصحيف. ومن المجاز: لقحت الحرب كشافا: أي دامت، ومنه قول زهير:

فتعرككم عرك الرحى بثفالها     وتلقح كشافا ثم تنتج فتفطـم فضرب إلقاحها كشافا بحدثان نتاجها وإفطامها، مثلا لشدة الحرب، وامتداد أيامها. ومن المجاز أيضا: كشف الله غمه. وهو كشف الغم. وحديث مكشوف: معروف.وتكشف فلان: افتضح.

ك - ع - ف
أكعفت النخلة: انقلعت من أصلها، أهمله الجوهري والصاغاني والمصنف، وحكاه أبو حنيفة، وزعم أن عينها بدل من همزة أكأفت، وقد تقدمت الإشارة إليه.

ك - ف - ف
الكف: اليد سميت لأنها تكف عن صاحبها، أو يكف بها ما آذاه، أو غير ذلك أو منها إلى الكوع قال شيخنا: هي مؤنثة وتذكيرها غلط غير معروف، وإن جوزه بعض تأويلا، وقال بعض: هي لغة قليلة، فالصواب أنه لا يعرف، وما ورد حملوه على التأويل، ولم يتعرض المصنف لذلك قصورا، أو بناء على شهرته، أو على أن الأعضاء المزدوجة كلها مؤنثة. انتهى.

قلت: وفي التهذيب: الكف: كف اليد، والعرب تقول: هذه كف واحدة، قال ابن بري: وأنشد الفراء:

صفحة : 6097

أوفيكما ما بل حلقي ريقـتـي     وما حملت كفاي أنملي العشرا قال: وقال بشر بن أبي خازم:

له كـفـان: كـف ضـر وكف فواضل خضل نداها وقالت الخنساء:

فما بلغت كف امريء متـنـاول     بها المجد إلا حيث ما نلت أطول قال: وأما قول الأعشى:

أرى رجلا منهم أسيفا كأنمـا     يضم إلى كشحيه كفا مخضبا فإنه أراد الساعد فذكر، وقيل: إنما أراد العضو، وقيل: هو حال من ضمير يضم، أو من هاء كشحيه. ج: أكف قال سيبويه: لم يجاوزوا هذا المثال وحكى غيره كفوف قال أبو عمارة بن أبي طرفة الهذلي يدعو الله عز وجل.

فصل جناحي بأبي لطيف
حتى يكف الزحف بالزحوف
بكل لين صارم رهيف
وذابل يلذ بالكفوف أبو لطيف،

يعني أخا له أصغر منه، وأنشد ابن بري لليلى الأخيلية:

بقول كتحبير اليماني ونـائل    إذا قلبت دون العطاء كفوف وكف، بالضم وهذه عن ابن عباد. وقال ابن دريد: وكف الطائر أيضا، وفي اللسان: وللصقر وغيره من جوارح الطير كفان في رجليه، وللسبع كفان في يديه، لأنه يكف بهما على ما أخذ. والكف: بقلة الحمقاء قال أبو حنيفة: هكذا ذكره بعض الرواة، وهي الرجلة. ومن المجاز: الكف: النعمة يقال: لله علينا كف واقية، وكف سابغة، وأنشد ابن بري لذي الأصبع:

زمان به لله كف كريمة     علينا ونعماه بهن تسير والكف في زحاف العروض: إسقاط الحرف السابع من الجزء إذا كان ساكنا، كنون فاعلاتن، ومفاعيلن، فيصير: فاعلات ومفاعيل وكذل: كل ما حذف سابغه، على التشبيه بكفة القمي التي تكون في طرف ذيله، فبيت الأول:

لن يزال قومنا مخصبـين    سالمين ما اتقوا واستقاموا وبيت الثاني:

دعاني إلى سعـادا     دواعي هوى سعادا قال ابن سيده: هذا قول أبي إسحاق، والمكفوف في علل العروض مفاعيل كان أصله مفاعيلن فلما ذهبت النون قال الخليل: هو مكفوف. وذو الكفين: صنم كان لدوس قال ابن دريد: وقال ابن الكلبي: ثم لمنهب بن دوس، فلما أسلموا بعث النبي صلى الله عليه وسلم الطفيل بن عمرو الدوسي فحرقه، وهو الذي يقول:

يا ذا الكفين لست من عبادكا
ميلادنا أكبر من ميلادكا
إني حشوت النار في فؤادكا

وإنما خفف الفاء لضرورة الشعر، كما صرح به السهيلي في الروض. وذو الكفين: سيف أنمار ابن حلف قالت أخت أنمار:

إضرب بذي الكفين مستقبلا     واعلم بأني لك في المأتـم وذو الكفين: سيف عبد الله بن أصرم بن عمرو بن شعيثة، وكان وفد على كسرى فسلحه بسيفين أحدهما هذا، والآخر أسطام فشهد يزيد بن عبد الله حرب الجمل مع عائشة رضي الله عنها، فجعل يضرب بالسيفين، ويقول:

أضرب في حافاتهم بسـيفـين
ضربا بإسطام وذي الـكـفـين
سيفي هلالي كـريم الـجـدين
واري الزناد وابن واري الزندين

صفحة : 6098

وذو الكف: سيف مالك بن أبي ابن كعب هكذا في النسخ، وصوابه مالك بن أبي كعب الأنصاري. وتخاطر أبو الحسام ثابت بن المنذر ابن حرام، ومالك، أيهما أقطع سيفا، فجعلا سفودا في عنق جزور، فنبا سيف ثابت، فقال مالك:

لم ينب ذو الكف عن العظام
وقد نبا سيف أبي الحسام

وذو الكف أيضا: سيف خالد ابن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، وقال حين قتل ابن أثال، وكان يكنى أبا الورد:

سل ابن أثال هل علـوت قـذالـه     بذي الكف حتى غـير مـوسـد
ولو عض سيفي بابن هند لساغ لي     شرابي، ولم أحفل متى قام عودي

وذو الكف الأشل: هو عمرو بن عبد الله أخو بني سعد بن ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة الحصن بن عكابة من فرسان بكر بن وائل وكان أشل.وكف الكلب ويقال له: راحة الكلب، وهو غير الرجلة، وكف السبع أو الضبع، وكف الهر، وكف الأسد، وكف الذئب، وكف الأجذم أو الجذماء، وكف آدم، وكف مريم: نباتات والأخير هي أصول العرطنيثا، ويقال أيضا: الركفة، وبخور مريم، ولكل منها خواص ومنافع مذكورة في كتب الطب. ويقال: لقيته كفة كفة وهما اسمان جعلا واحدا، وبنيا على الفتح، كخمسة عشر نقله الجوهري. ويقال أيضا: لقيته كفة لكفة، وكفة عن كفة، على فك التركيب، أي: كفاحا هكذا فسره الجوهري كأن كفك مست كفه، أو ذلك. هكذا في النسخ، والصواب: وذلك إذا لقيته فمنعته من النهوض ومنعك وفي حديث ابن الزبير: فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم كفة كفة: أي مواجهة، كأن كل واحد منهما قد كف كف صاحبه عن مجاوزته إلى غيره، أي: منعه، قال ابن الأثير، وفي المحكم: لقيته كفة كفة، وكفة كفة على الإضافة: أي فجأة مواجهة، قال سيبويه: والدليل على أن الآخر مجرور أن يونس زعم أن رؤبة كان يقول: لقيته كفة لكفة، أو كفة عن كفة، إنما جعل هذا هكذا في الظرف والحال؛ لأن أصل هذا الكلام أن يكون ظرفا أو حالا. وجاء الناس كافة: أي جاءوا كلهم، ولا يقال: جاءت الكافة، لأنه لا يدخلها أل، ووهم الجوهري، ولا تضاف ونص الجوهري: الكافة: الجميع من الناس، يقال: لقيتهم كافة: أي كلهم، وأما قول ابن رواحة:

فسرنا إليهم كافة في رحالهم      جميعا علينا البيض لا نتخشع

صفحة : 6099

فإنما خففه ضرورة؛ لأنه لا يصح الجمع بين الساكنين في حشو البيت، وهذا كما ترى لا وهم فيه، لأن النكرة إذا أريد لفظها جاز تعريفها، كما هو منصوص عليه. وأما قوله: ولا يقال: جاءت الكافة، فهو الذي أطبق عليه جماهير أئمة العربية، وأورد بحثه النووي في التهذيب، وعاب على الفقهاء وغيرهم استعماله معرفا بأل أو الإضافة، وأشار إليه الهروي في الغريبين، وبسط القول في ذلك الحريري في درة الغواص، وبالغ في النكير على من أخرجه عن الحالية، وقال أبو إسحاق الزجاج في تفسير قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة قال: كافة بمعنى الجميع والإحاطة، فيجوز أن يكون معناه ادخلوا في السلم كله، أي في جميع شرائعه، ومعنى كافة في اشتقاق اللغة: ما يكف الشيء في آخره، فمعنى الآية: ابلغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه، فتكفوا من أن تعدوا شرائعه، وادخلوا كلكم حتى يكف عن عدد واحد لم يدخل فيه، وقال: وفي قوله تعالى: وقاتلوا المشركين كافة منصوب على الحال، وهو مصدر على فاعلة، كالعافية والعاقبة، وهو في موضع قاتلوا المشركين محيطين، قال: فلا يجوز أن يثنى ولا أن يجمع، ولا يقال: قاتلوهم كافات ولا كافين، كما أنك إذا قلت : قاتلهم عامة لم تثن ولم تجمع، وكذلك خاصة، وهذه مذهب النحويين، قال شيخنا: ويدل على أن الجوهري لم يرد ما قصده المصنف أنه لما أراد بيان حكمها مثل بما هو موافق لكلام الجمهور. على أن قول الجمهور كالمصنف: لا يقال: جاءت الكافة رده الشهاب في شرح الدرة، وصحح أنه يقال، وأطال البحث فيه في شرح الشفاء، ونقله عن عمر وعلي رضي الله عنهما، وأقرهما الصحابة، وناهيك بهم فصاحة، وهو مسبوق بذلك، فقد قال شارح اللباب: إنه استعمل مجرورا واستدل له بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: على كافة بيت مال المسلمين وهو من البلغاء، ونقله الشمني في حواشي المغني، وقل الشيخ إبراهيم الكوراني في شرح عقيدة أستاذه: من قال من النحاة إن كافة لا تخرج عن النصب فحكمه ناشئ عن استقراء ناقص، قال شيخنا: وأقول: إن ثبت شيء مما ذكروه ثبوتا لا مطعن فيه فالظاهر أنه قليل جدا، والأكثر استعماله على ما قاله ابن هشام والحريري والمصنف. وكفت الناقة كفوفا: كبرت فقصرت أسنانها حتى تكاد تذهب فهي كاف وكذلك البعير، نقله الجوهري، وفي اللسان: فإذا ارتفع عن ذلك فالبعير ماج، قال الصاغاني: وناقة كفوف مثله. وكف الثوب كفا: خاط حاشيته قال الجوهري: وهو الخياطة الثانية بعد الشل كذا في النسخ، وفي الصحاح والعباب: بعد المل، وهي الكفافة، وهو مجاز. وكف الإناء كفا: ملأه ملأ مفرطا فهو ثوب مكفوفن وإناء مكفوف. وكف رجله كفا: عصبها بخرقة ومنه حديث الحسن: قال له رجل: إن برجلي شقاقا، قال: اكففه بخرقة. أي: اعصبه بها، واجعلها حوله. ومن المجاز: عيبة مكفوفة: أي مشرجة مشدودة كما في الصحاح وفي الحديث في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديببة حين صالح أهل مكة، وكتب بينه وبينهم كتابا، فكتب فيه أن لا إغلال ولا إسلال، وأن بينهم عيبة مكفوفة أراد بالمكفوفة: التي أشرجت على ما فيها، وقفلت، ومثل بها الذمة المحفوظة التي لا

صفحة : 6100

تنكث وقال ابن الأثير: ضربها مثلا للصدور، وأنها نقية من الغل والغش فيما كتبوا واتفقوا عليه من الصلح والهدنة، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعباب التي تشرج على حر الثياب، وفاخر المتاع، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العياب المشرجة على ما فيها مثلا للقلوب طويت على ما تعاقدوا، ومنه قول الشاعر:نكث وقال ابن الأثير: ضربها مثلا للصدور، وأنها نقية من الغل والغش فيما كتبوا واتفقوا عليه من الصلح والهدنة، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعباب التي تشرج على حر الثياب، وفاخر المتاع، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العياب المشرجة على ما فيها مثلا للقلوب طويت على ما تعاقدوا، ومنه قول الشاعر:

وكادجت عياب الود بيني وبينكم     وإن قيل أبناء العمومة تصفر فجعل الصدور عيابا للود، أو معناه أن الشر يكونن مكفوفا بينهم، كما تكف العياب إذا أشرجت على ما فيها من المتاع، كذلك الذحول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على أن لا ينشروها، بل يتكافون عنها، كأنهم جعلوها في وعاء وتشاجروا عليها وهذا الوجه قد نقله أبو سعيد الضرير. ومن المجاز: هو مكفوف، وهم مكافيف، وقد كف بصره، بالفتح والضم الأولى عن ابن الأعرابي: عمي ومنع من أن ينظر.وكففته عنه كفا: دفعته ومنعته وصرفته عنه، نقله الجوهري، ككفكفته نقله الصاغاني وصاحب اللسان، ومنه قول أبي زبيد الطائي:

ألم ترني سكنت لأيا كـلابـكـم      وكفكفت عنكم أكلبي وهي عقر فكف هو قال الجوهري: لازم متعد والمصدر واحد، وقال الليث: كففت فلانا عن السوء، فكف يكف كفا، سواء لفظ اللازم والمجاوز. وكفاف الشيء كسحاب: مثله، وقيسه. والكفاف من الرزق والقوت: ما كف عن الناس وأغنى وفي الصحاح: أي أغنى، وفي الحديث: اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا كالكفف مقصورا، منه، وقال الأصمعي: يقال: نفقته الكفاف: أي ليس فيها فضل، وإنما عنده ما يكفه عن الناس، وفي حديث الحسن: ابدأ بمن تعول، ولا تلام على كفاف يقول: إذا لم يكن عندك فضل لم تلم على أن لا تعطي أحدا. وقول رؤبة لأبيه العجاج:

فليت حظي من نداك الضافي
والفضل أن تتركني كفاف هو من قولهم: دعني كفاف، كقطام: أي كف عني، وأكف عنك أي: ننجو رأسا برأس، يجيء معربا، ومنه قول الأبيرد اليربوعي:

ألا ليت حظي من غدانة أنه     يكون كفافا، لا علي ولا ليا

صفحة : 6101

وفي حديث عمر رضي الله عنه: وددت أني سلمت من الخلافة كفافا، لا علي ولا لي وهو نصب على الحال، وقيل: إنه أراد مكفوفا عني شرها. وكفة القميص، بالضم: ما استدار حول الذيل كما في الصحاح أو كل ما استطال فهو كفة بالضم، كحاشية الثوب، وكفة الرمل والجمع: كفاف، نقله الجوهري عن الأصمعي. والكفة: حرف الشيء لأن الشيء إذا انتهى إلى ذلك كف عن الزيادة قاله الأصمعي. والكفة من الثوب: طرته العليا التي لا هدب فيها وقد كف الثوب يكفه كفا: تركه بلا هدب. والكفة: حاشية كل شيء وطرته، وفي التهذيب: وأما كفة الرمل والقميص فطرتهما وما حولهما. ج: كصرد، وجبال وفي بعض النسخ ج: كصرد، جج: كفاف. أي أن الأخير جمع الجمع، والأول هو الصواب، ومن الأول قول علي رضي الله عنه يصف السحاب: والتمع برقه في كففه أي في حواشيه. وكفاف الشيء، بالكسر: حتاره قاله الأصمعي. ومن السيف: غراره ونص النوادر للأصمعي: كفافا الشيء: غراراه. قال: والكفة، بالكسر من الميزان: م، أي معروف، قال ابن سيده: والكسر فيها أشهر وقد يفتح وأباها بعضهم.والكفة من الصائد: حبالته تجعل كالطوق، وقال ابن بري: وشاهده قول الشاعر:

كأن فجاج الأرض وهي عريضة     على الخائف المطلوب كفة حابل ويضم. والكفة من الدف: عوده قال الأصمعي: وكل مستدير كفة، بالكسر، كدارة الوشم، وعود الدف، وحبالة الصيد. والكفة، نقرة مستديرة يجتمع فيها الماء. والكفة من اللثة: ما انحدر منها على أصول الثغر، وكذا في التهذيب، وفي المحكم: هي ما سال منها على الضرس ويضم. ج: كفف، وكفاف بكسرهما. والكفف أيضا: أي بالكسر في الوشم: دارات تكون فيه قاله الأصمعي، وأنشد قول لبيد رضي الله عنه:

أو رجع واشمة أسف نؤورها     كففا تعرض فوقهن وشامها كالكفف، محركة. والكفف: النقر التي فيها العيون ومنه المستكفات على ما يأتي بيانه. وقال الفراء: الكفة، بالضم من الشجر: منتهاه حيث ينتهي وينقطع. والكفة من الناس: الكثرة وذلك أنك تعلو الفلاة أو الخطيطة، فإذا عاينت سوادهم وجماعتهم قلت: هاتيك كفة الناس. أو كفتهم: أدناهم إليك مكانا. والكفة من الغيم: طرته كطرة الثوب، وقيل: ناحيته، قال القناني:

ولو أشرفت من كفة الستر عاطلا     لقلت غزال ما عليه خضـاض وقال ابن عباد: الكفة: مثل العلاة، وهي حجر يجعل حوله أخثاء وطين، ثم يطبخ فيه الأقط. قال: والكفة من الليل: حيث يلتقي الليل والنهار، إما في المشرق وإما في المغرب. وفي اللسان: الكفة: ما يصاد به الظباء يجعل كالطوق. والكفة من الدرع: أسفلها. والكفة من الدرع: أسفلها. والكفة من الرمل: ما استطال في استدارة وهذا بعينه قد تقدم آنفا، فهو تكرار، وكأنه جمع بين القولين: أي الاستطالة والاستدارة. وقال الفراء: يقال: استكفوا حوله: إذا أحاطوا به ينظرون إليه ومنه الحديث، أنه صلى الله عليه وسلم الكعبة وقد استكف له الناس فخطبهم، قال الجوهري: ومنه قول ابن مقبل:

إذ رمقته من معد عمـارة     بدا والعيون المستكفة تلمح

صفحة : 6102

واستكفت الحية: إذا ترحت كالكفة. واستكف الشعر: اجتمع وانضمت أطرافه. واستكف بالصدقة: إذا مد يده بها ومنه الحديث: المنفق على الخيل كالمستف بالصدقة: أي الباسط يده يعطيها. واستكف السائل: طلب بكفه كتكفف وقد استكفهم، وتكففهم، وفلان يستكف الأبواب ويتكففها، وفي الحديث: إن: إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس والاسم الكفف محركة قاله الهروي، وقال ابن الأثير: استكف وتكفف: إذا أخذ بيطن كفه، أو سأل كفا من الطعام، أو يكف الجوع. ويقال: تكفف واستكف: إذا أخذ الشيء بكفه، قال الكميت:

ولا تطعموا فيها يدا مستكفة      لغيركم لو تستطيع انتشالها واستكففته: استوضحته، بأن تضع يدك على حاجبك، كمن يستظل من الشمس ينظر إلى الشيء هل يراه، نقله الجوهري، وقال الكسائي: استكففت الشيء، واستشرفته، كلاهما أن تضع يدك على حاجبك، كالذي يستظل من الشمس، حتى يستبين. يقال: استكفت عينه: إذا نظرت تحت الكف. وقول حميد بن ثور رضي الله عنه:

ظللنا إلى كهف وظلت ركابنا     إلى مستكفات لهن غـروب قيل: المستكفت: هي العيون لأنها في كفف: أي نقر، وقيل: المستكفة هنا: هي الإبل المجتمعة يقال: جمة مجتمعة، لهن غروب: أي دموعهن تسيل مما لقين من التعب، وقيل: أراد بها الشجر قد استكف بعضها إلى بعض. والغروب: الظلال. وتكفكف عن الشيء: انكف وهما مطاوعا كفه، وكفكفه. وقال الأزهري: تكفكف أصله عندي من وكف يكف، وهذا كقولهم: لا تعظيني وتعظعظي، وقالوا: خضخضت الشيء في الماء، وأصله من خضت. وانكفوا عن الموضع: تركوه نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: قد يجمع الكف على أكفاف، وأنشد ابن بري لعلي بن حمزة:

يمسون مما أضمروا في بطونهم     مقطعة أكفاف أيديهم الـيمـن والكف الخضيب: نجم. والكفة: المرة من الكف. واكتف اكتفافا: انكف. وقال ابن الأعرابي: كفكف: إذا رفق بغريمه، أو رد عنه من يؤذيه. واستكف الرجل الرجل، من الكف عن الشيء. وتكفكف دمعه: ارتد. وكفكفه هو: مسحه مرة بعد أخرى؛ ليرده. والكفيف، كأمير: الضرير، وقد لقب به بعض المحدثين، كالمكفوف وجمعه مكافيف. والكفاف من الثوب: موضع الكف. وفي الحديث: لا ألبس القميص المكفف بالحرير أي الذي عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفاف من حرير. كل مضم شيء: كفافه، ومنه كفاف الأذن، والظفر، والدبر. وكفاف السحاب: أسافله: والجمع أكفة. والكفاف: الحوقة والوترة. والمستكف: المستدير كالكفة. وكف عليه ضيعته: جمع عليه معيشته وضمها إليه. وكف ماء وجهه: صانه ومنعه عن بذل السؤال. وفي الحديث: كفي رأسي: أي اجمعيه وضمي أطرافه، وفي رواية كفي عن رأسي أي: دعيه واتركي مشطه. واستكف الشجر بعضها إلى بعض: اجتمع، وبه فسر قول حميد السابق، كما تقدم. والأكافيف الجبل: حيوده، قال:

مسحنفرا من جبال الروم يستره     منها أكافيف فيما دونهـا زور

صفحة : 6103

يصف الفرات وجربه في جبال الروم المطلة عليه، حتى يشق بلاد العراق. قال أبو سعيد: يقال: فلان لحمه كفاف لأديمه: إذا امتلأ جلده من لحمه، قال النمر بن تولب:

فضول أراها في أديمى بعدمـا     يكون كفاف اللحم أو هو أجمل أراد بالفضول: تغضن جلده لكبره بعدما كان مكتنز اللحم، وكان الجلد ممتدا مع اللحم لا يفضل عنه، وهو مجاز. وقوله أنشده ابن الأعرابي:

نجوس عمارة ونكف أخرى     لنا حتى يجاوزهـا دلـيل رام تفسيرها فقال: نكف: نأخذ في كفاف أخرى، قال ابن سيده: وهذا ليس بتفسير؛ لأنه لم يفسر الكفاف، وقال الجوهري في تفسير هذا البيت: يقول: نطأ? قبيلة ونتخللها، ونكف أخرى: أي نأخذ في كفتها، ناحيتها، ثم ندعها ونحن نقدر عليها. والكفاف، ككتاب: الطور، وأنشد ابن بري لعبد بني الحسحاس:

أحار ترى البرق لم يغتمض      يضيء كفافا ويخبو كفافـا وكفت الزندة كفا: صوتت نارها عند خروجها، نقله ابن القطاع. ورجل كاف، ومكفوف: قد كف نفسه عن الشيء. والمكافة: المحاجزة. وتكافوا: تحاجزوا. واستكف الرجل: استمسك. ويقال: هو أضيق من كفة الحابل. وثوب مكفف: خيط أطرافه بحرير. وجئته في كفة الليل: أي أوله، وهو مجاز.

ك - ل - ف
الكلف، بالفتح: السواد في الصفرة. والكلف، بالكسر: الرجل العاشق المتولع بالشيء مع شغل قلب ومشقة. والكلف، بالضم: جمع الأكلف والكلفاء وسيأتي معناهما. والكلف محركة: شيء يعلو الوجه كالسمسم نقله الجوهري. وقد كلف وجهه كلفا: إذا تغير، قال: والكلف: لون بين السواد والحمرة، وهي: حمرة كدرة تعلو الوجه والاسم الكلفة، بالضم. والأكلف: الذي كلفت حمرته فلم تصف، من الإبل وغيره وفي الصحاح: الرجل أكلف، ويقال، كميت أكلف للذي كلفت حمرته فلم يصف، ويرى في أطراف شعره سواد إلى الاحتراق ما هو، وقال الأصمعي: إذا كان البعير شديد الحمرة يخلط حمرته سواد ليس بخالص، فذلك الكلفة، والبعير أكلف والنأقة كلفاء وأنشد الصاغاني للعجاج يصف ثورا:

فبات ينفي في كناس أجوفا
عن حرف خيشوم وخد أكلفا

ويوصف به الأسد قال الأعشى يصف فرسا:

تغدو بأكلف من أسـو     د الرقبتين حليف زاره والكلفاء: الخمر للونها، وهي التي تشتد حمرتها حتى تضرب إلى السواد، وقال شمر: من أسماء الخمر الكلفاء، والعذراء. والكلفة، بالضم: لون الأكلف منا ومن الإبل، أو حمرة كدرة تعلو الوجه، أو سواد يكون في الوجه. والكلفة: ما تكلفته من نائبة أو حق نقله الجوهري. وكلفة: جد قد اختلفوا في نسب جران العود واسمه، فقيل: اسمه المستورد، وقيل: عامر بن الحارث بن كلفة ويفتح. وكلفى كبشرى: رملة بجنب غيقة بتهامة أو بين الجار وودان أسفل من الثنية وفوق الشقراء، وهذا قول ابن السكيت، وفي بعض النسخ وردان، وهو غلط مكلفة بالحجارة، أي: بها كلف للون الحجارة، وسائرها سهل لا حجارة فيه. والكلاف كغراب: واد بالمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، قال لبيد رضي الله عنه

عشت دهرا ولا يدوم على الأي     ام إلا يرمـرم أو تـعــار

صفحة : 6104

وكلاف وضلفع وبضيع     والذي فوق خبة تيمار والذي يظهر من سياق المعجم أنه جبل نجدي. وقال أبو حنيفة: الكلافي منسوبا: نوع من أنواع أعناب أرض العرب، وهو من أنواع أعناب أرض العرب، وهو: عنب أبيض فيه خضرة، وزبيبه أدهم أكلف ولذلك سمي الكلافي، وقيل: هو منسوب إلى الكلاف: بلد بشق اليمن. والكلوف كصبور: الأمر الشاق. وكالف كصاحب: قلعة حصينة بشط جيحون وهم يميلون الكاف، كإمالة كاف كافر. ويقال: كلف به، كفرح كلفا وكلفة، فهو كلف: أولع به ولهج وأحب، ومنه الحديث: اكلفوا من العمل ما تطيقون وفي حديث آخر: عثمان كلف بأقاربه أي: شديد الحب لهم. والكلف: الولوع بالشيء مع شغل قلب ومشقة. وفي المثل: كلفت إليك عرق القربة وفي مثل آخر: لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك تلفا . وأكلفه غيره. والتكليف: الأمر بما يشق عليك وقد كلفه تكليفا، قال الله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها . وتكلفه تكلفا: إذا تجشمه نقله الجوهري، زاد غيره على مشقة وعلى خلاف عادة، وفي الحديث: أنا وأمتي برآء من التكلف وفي حديث عمر رضي الله عنه: نهينا عن التكلف أراد كثرة السؤال، والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها. والمتكلف: العريض لما لا يعنيه نقله الجوهري، وقال غيره: هو الوقاع فيما لا يعنيه، وبه فسر قوله تعالى: وما أنا من المتكلفين . ويقال: حملته تكلفة: إذا لم تطقه إلا تكلفا وهو تفعلة، كما في الصحاح. ويقال: اكلافت الخابية اكليفافا كاحمارت: أي صارت كلفاء كما في العباب.

ومما يستدرك عليه: خد أكلف: أسفع. ويقال للبهق: الكلف. والمكلف بالشيء، كمعظم: المتولع به. وقال أبو زيد: كلفت منك أمرا، كفرح كلفا. ورجل مكلاف: محب للنساء. وهو يتكلف لإخوانه الكلف، والتكاليف، الأخير يحتمل أن يكون جمعا لتكلفة، زيدت فيه الياء لحاجته، وأن يكون جمع التكليف، قال زهير بن أبي سلمى:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش     ثمانين حولا لا أبالـك يسـأم وجمع التكلفة: تكالف، ومنه قول الراج:

وهن يطوين على التكالف
وبالسوم أحيانا وبالتقاذف

قال ابن سيده: ويجوز أن يكون من الجمع الذي لا واحد له، ورواه ابن جني: التكالف بضم اللام، قال ابن سيده: ولم أر أحدا رواه بضم اللام غيره. وذو كلاف، كغراب: اسم واد في شعر مقبل:

عفا من سليمى ذو كلاف فمنكف     مبادي الجميع القيظ والمتصيف وكلاف أيضا: بلد بشق اليمن، قيل: إليه نسب العنب الكلافي، كما تقدم.

ك - ن - ف
أنت في كنف الله تعالى، محركة: أي في حرزه وستره يكنفه بالكلاءة وحسن الولاية، وفي حديث ابن عمر في النجوى: يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه قال ابن المبارك: يعني يستره، وقيل: يرحمه ويلطف به، وقال ابن شميل: يضع الله عليه كنفه، أي: رحمته وبره، وهو تمثيل لجعله تحت ظل رحمته يوم القيامة. وهو أي: الكنف أيضا: الجانب قال ابن مقبل:

إذا تأنس يبغيها بحـاجـتـه    إن أيأسته وإن جرت له كنفا

صفحة : 6105

والكنف: الظل يقال: هو يعيش في كنف فلان: أي في ظله. والكنف: الناحية، كالكنفة محركة أيضا، وهذه عن أبي عبيدة، والجمع: أكناف. وأكناف الجبل والوادي: نواحيهما حيث تنضم إليه، وفي حديث جرير بن عبد الله قال له: أين منزلك? قال: بأكناف بيشة أي نواحيها. وكنفا الإنسان: جانباه وناحتاه عن يمينه وشماله، وهما حضناه، وهما العضدان والصدر. ومن المجاز: الكنف من الطائر: جناحه وهما كنفان، يقال حرك الطائر كنفيه، قال ثعلبة بن صعير يصف ناقته:

وكأن عيبتها وفضل فتانها     فننان من كنفي ظليم نافر وقال آخر:

عنس مذكرة كأن عفـاءهـا    سقطان من كنفي ظليم جافل وكنفى كجمزى: ع، كان به وقعة وأسر فيها حاجب بن زرارة بن عدس التميمي. وكنف الكيال يكنف كنفا حسنا: جعل يديه على رأس القفيظ يمسك بهما الطعام يقال: كله ولا تكنفه، وكله كيلا غير مكنوف. وكنف الإبل والغنم يكنفها، ويكنفها من حدي نصر وضرب، نقله الجوهري، واقتصر على الإبل: عمل لها حظيرة يؤويها إليها لتقيها الريح والبرد. وقال اللحياني: كنف لإبله كنيفا: اتخذه لها. وكنف عنه: عدل نقله الجوهري، وأنشد للقطامي:

فصالوا وصلنا واتقونا بما كر     ليعلم ما فينا عن البيع كانف وهكذا أنشده الصاغاني أيضا، قال الأصمعي: ويروى كاتف قال ابن بري: والذي في شعره:

ليعلم هل منا عن البيع كانف وناقة كنوف: تسير هكذا في النسخ، وهو غلط، صوابه: تستتر في كنفة الإبل من البرد إذا أصابها. أوهي التي تعتزلها ناحية، تستقبل الريح لصحتها. وقال أبو عبيدة: ناقة كنوف: تبرك في كنفها مثل القذور، إلا أنها لا تستبعد كما تستبعد كما تستبعد القذور. وقال ابن بري: ناقة كنوفك تبيت في كنف الإبل: أي ناحيتها، وأنشد:

إذا استثار كنوفا خلت ما بركت     عليه تندف في حافاته العطب

صفحة : 6106

وفي حديث النخعي: لا تؤخذ في الصداقة كنوف قال هشيم: الكنوف من الغنم: القاصية التي لا تمشي مع الغنم. القاصية التي لا تمشي مع الغنم. قال إبراهيم الحربي رحمه الله تعالى: لا أدري لم لا تؤخذ في الصدقة? هل لاعتزالها عن الغنم التي يأخذ منها المصدق وإتعابها إياه? قال: وأظنه أراد أن يقول: الكشوف، فقال: الكنوف، والكشوف: التي ضربها الفحل وهي حامل فنهى عن أخذها، لأنها حامل، وإلا فلا أدري، هكذا هو نص العباب، فتأمل عبارة المصنف كيف فسر الكنوف بما هو تفسير للكشوف. ويقال: انهزموا فما كانت لهم كانفة دون المنزل أو العسكر: أي موضع يلجئون إليه، ولم يفسره ابن الأعرابي، وفي التهذيب: فما كان لهم كانفة دون العسكر: أي: حاجز يحجز العدو عنهم. ويدعى على الإنسان فيقال: لا تكنفه من الله كانفة: أي لا تحفظه، وقال الليث: يقال للإنسان المخذول: لاتكنفه من الله كانفة: أي لا تحجزه، وفي حديث علي رضي الله عنه: ولا يكن للمسلمين كانفة أي: ساترة، والهاء للمبالغة. والكنف، بالكسر: الزنفليجة، وهي: وعاء طويل تكون فيه أداة الراعي ومتاعه. أو هو وعاء أسقاط التاجر ومتاعه وفي الحديث: أن عمر ألبس عياضا رضي الله عنهما مدرعة صوف، ودفع إليه كنف الراعي قال اللحياني: هو مثل العيبة، يقال: جاء فلان بكنفف فيه متاع. وإنما سمي به لأنه يكنف ما جعل فيه، أي: يحفظه. والكنف بالضم: جمع الكنوف من النوق قد تقدم تفسيره. وأيضا: جمع الكنيف، كأمير، وهو بمعنى السترة وبه فسر حديث أبي بكر رضي الله عنه: أنه أشرف من كنيف أي: من سترة، كما في العباب، وأهل العراق يسمون ما أشرعوا من أعالي دورهم كنيفا. والكنيف أيضا: الساتر قال لبيد:

حريما حن لم يمنع حريمـا     سيوفهم ولا الحجف الكنيف والكنيف أيضا: الترس لستره، ويوصف به، فيقال: ترس كنيف، كما هو في قول لبيد. ومنه سمي المرحاض كنيفا، وهو الذي تقضى فيه حاجة الإنسان، كأنه كنف في أستر النواحي. والكنيف: حظيرة من شجر أو خشب تتخذ للإبل زاد الأزهري: وللغنم، تقيها الريح والبرد، سمي بذلك لأنه يكنفها، أي يسترها ويقيها، ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه.

تبيت بين الزرب والكنيف وشاهد الجمع:

لما تآزينا إلى دفء الكنف

صفحة : 6107

والكنيف: النخل يقطع فينبت نحو الذراع، وتشبه به اللحية السوداء فيقال: كأنما لحيته الكنيف. وكنيف كزبير: علم، ككانف كصاحب. ومن المجاز: كنيف: لقب عبد الله بن مسعود، لقبه عمر رضي الله عنهما، فقال: كنيف ملئ علما. وهذا هو المشهور عند المحدثين، خلافا لما في الفتاوى الظهيرية أنه لقبه إياه النبي صلى الله عليه وسلم، أشار له شيخنا، أي: أنه وعاء للعلم تشبيها بوعاء الراعي الذي يضع فيه كل ما يحتاج إليه من الآلات، فكذلك قلب ابن مسعود قد جمع فيه كل ما يحتاج إليه الناس من العلوم، وتصغيره على جهة المدح له، وهو تصغير تعظيم للكنف، كقول الحباب ابن المنذر: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب . وكنفه يكنفه كنفا: صانه وحفظه، وقيل: حاطه كما في الصحاح، وقيل: أعانه وقال ابن الأعرابي: أي ضمه إليه وجعله في عياله، وقال غيره: أي قام به وجعله في كنفه، وكل ذلك متقارب. كأكنفه فهو مكنف، وهذه عن ابن الأعرابي، يقال: أكنفه، أي: أتاه في حاجة?، فقام له بها، وأعانه عليها. وكنف الرجل كنيفا: إذا اتخذه يقال: كنف الكنيف يكنفه كنفا، وكنوفا: إذا عمله.وكنف الدار يكنفها: اتخذ، وجعل لها كنيفا وهو المرحاض. وأبو مكنف، كمحسن ومعناه المعين : زيد الخيل بن مهلهل بن زيد بن عبد رضا، الطائي: صحابي رضي الله عنه، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم زيد الخير، وابنه مكنف هذا كان له غناء في الردة مع خالد بن الوليد، وهو الذي فتح الري، أبو حماد الراوية من سبيه. والتكنيف: الإحاطة بالشيء، يقال: كنفوه تكنيفا: إذا أحاطوا به، نقله الجوهري، قال: ومن صلاء مكنف، كمعظم: أي أحيط به من جوانبه. وقال ابن عباد: رجل مكنف اللحية: أي عظيمها. قال: ولحية مكنفة أيضا: أي عظيمة الأكناف: أي الجوانب وإنه لمكنفها: أي عظيمها، لا يخفى أنه تكرار. واكتنفوا: اتخذوا كنيفا: أي حظيرة لإبلهم وكذا للغنم. واكتنفوا فلانا: إذا أحاطوا به من الجوانب واحتوشوه، ومنه حديث يحيى بن يعمر: فاكتنفته أنا وصاحبي أي: أحطنا به من جانبيه، كتكنفوه ومنه قول عروة ابن الورد:

سقوني الخمر ثم تكنفوني      عداة الله من كذب وزور وتقدمت قصة البيت في يستعر. وكانفه مكانفة: عاونه ومنه حديث الدعاء: مضوا على شاكلتهم مكانفين أي: يكنف بعضهم بعضا.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6108

يقال بنو فلان يكتنفون بني فلان: أي هم نزول في ناحيتهم، وكذا يتكنفون. وكنفه عن الشيء: حجزه عنه. وتكنفه، واكتنفه: جعله في كنفه، ككنفه. وأكنفه الصيد والطير: أعانه على تصيدها. واكتنفت الناقة: تسترت في أكناف الإبل من البرد. وحكى أبو زيد: شاة كنفاء: أي حدباء، كما في الصحاح. والمكانف: التي تبرك من وراء الإبل، عن ابن الأعرابي. وفي الحديث: شققن أكنف مروطهن، فاختمرن به أي أسترها وأصفقها، ويروى بالثاء المثلثة، والنون أكثر. واكتنفوا: اتخذوا كنيفا: أي مرحاضا. وفي المحيط واللسان: تكنف القوم بالغثاء، وذلك أن تموت غنمهم هزالا، فيحظروا بالتي ماتت حول الأحياء التي بقين، فتسترها من الرياح ونص المحيط: فيسترونها من الشمال ويقال: كنف القوم: أي حبسوا أموالهم من أزل وتضييق عليهم. والكنيف: الكنة تشرع فوق باب الدار. وكنف الشيء كنفا: جعله كالكنف بالكسر، وهو الوعاء. ويستعار الكنف لدواخل الأمور. والكنافة، كثمامة: هذه القطائف المأكولة، وصانعها كنفاني، محركة لغة عامية.


ك ن ه ف
كنهف، كجندل أهمله الجوهري. وصاحب اللسان، والصاغاني في كتابيه هنا، وأورده في العباب في ك ه ف عن ابن دريد: أنه: عليه السلام وأغفله ياقوت في المشترك. ويقال: كنهف عنا: أي مضى وأسرع عن ابن دريد أيضا أو النون زائدة وهو الذي صوبه ابن دريد، ولذا أعاده المصنف ثانيا في ك ه ف.

ك - و - ف
الكوفة، بالضم: الرملة الحمراء المجتمعة، وقيل: المستديرة، أو كل رملة تخالطها حصباء أو الرملة ما كانت. والكوفة: مدينة العراق الكبرى، وهي قبة الإسلام، ودار هجرة المسلمين، قيل: مصرها سعد بن أبي وقاص، وكان قبل ذلك منزل نوح عليه السلام، وبني مسجدها الأعظم، واختلف في سبب تسمتها، فقيل: سمي هكذا في النسخ، وصوابه سميت لاستدارتها، وقيل: بسبب اجتماع الناس بها وقيل لكونها كانت رملة حمراء، أو لاختلاط ترابها بالحصى، قاله النووي، قال الصاغاني: ووردت رامة بنت الحصين بن منقذ بن الطماح الكوفة فاستوبلتها، فقالت:

ألا ليت شعري هل أبيتن لـيلة    وبيني وبين الكوفة النهـران
فإن ينجني منها الذي ساقني لها    فلا بد من غمر، ومن شنـآن

ويقال: لها أيضا كوفان بالضم، نقله النووي في شرح مسلم عن أبي بكر الحازمي الحافظ، وغيره، واقتصروا على الضم، قال أبو نواس:

ذهبت بنا كوفان مذهـبـهـا     وعدمت عن ظرفائها صبري وقال اللحياني: كوفان: اسم للكوفة، وبها كانت تدعى قبل، وقال الكسائي: كانت الكوفة تدعى كوفان قوله: ويفتح إنما نقل ذلك عن ابن عباد في قولهم: إنه لفي كوفان. قوله: ويفتح إنما نقل ذلك عن ابن عباد في قولهم: إنه لفي كوفان، كما سيأتي، ويقال لها أيضا: كوفة الجند؛ لأنه اختطت فيها خطط العرب أيام عثمان رضي الله عنه، في العباب، أيام عمر رضي الله عنه خططها أي: تولى تخطيطها السائب بن الأقرع بن عوف الثقفي رضي الله عنه وهو الذي شهد فتح نهاوند مع النعمان بن مقرن، وقد ولي أصبهان أيضا، وبها مات، وعقبه بها، ومنه قول عبدة بن الطبيب العبشمي:

إن التي ضربت بيتا مهاجـرة     بكوفة الجند غالت ودها غول

صفحة : 6109

أو سميت بكوفان، وهو جبيل صغير، فسهلوه واختطوا عليه وقد تقدم ذلك عن اللحياني والكسائي، أو من الكيف وهو القطع، لأن أبرويز أقطعه لبهرام، أو لأنها قطعة من البلاد، والأصل كيفة، فلما سكنت الياء وانضم ما قبلها جعلت واوا، أو هي من قولهم: هم في كوفان، بالضم عن الأموي وكوفان، محركة مشددة الواو، أي في عز ومنعة، أو لأن جبل ساتيدما محيط بها كالكاف، أو لأن سعدا أي ابن أبي وقاص رضي الله عنه لما أراد أن يبني الكوفة ارتاد هذه المنزلة للمسلمين، قال لهم: تكوفوا في هذا المكان، أي: اجتمعوا فيه، أو لأنه قال: كوقوا هذه الرملة: أي نحوها وانزلوا، وهذا قول المفضل. نقله ابن سيده. قال ياقوت، ولما بنى عبيد الله ابن زياد مسجد الكوفة صعد المنبر، وقال: يا أهل الكوفة، إني قد بنيت لكم مسجدا لم يبن على وجه الأرض. مثله، وقد أنفقت على كل أسطوانة سبع عشرة مائة، ولا يهدمه إلا باغ أو حاسد، وروي عن بشر بن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية، وكان ينزل دمشق، وذكر أنه قدر الكوفة، فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل، وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر، وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب، وستة وثلاثين ألف دار لليمن، والحسناء لا تخلو من ذام، قال النجاشي يهجو أهلها:

إذا سقى الله قوما صوب غـادية    فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا
التاركين على طهر نـسـاءهـم    والنائكين بشطي دجلة البـقـرا
والسارقين إذا ما جن لـيلـهـم    والدارسين إذا ما أصبحوا السورا

والمسافة ما بين الكوفة والمدينة نحو عشرين مرحلة. وكويفة كجهينة: عليه السلام، بقربها أي الكوفة، ويضاف لابن عمر، لأنه نزلها وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب، هكذا ذكره الصاغاني، والصواب ما في اللسان، يقال له: كويفة عمرو وهو عمرو بن قيس من الأزد، كان أبرويز لما انهزم من بهرام جور نزل به، فقراه، فلما رجع إلى ملكه أقطعه ذلك الموضع. وكوفى، كطوبى: د: بباذغيس، قرب هراة نقله الصاغاني. والكوفان بالضم ويفتح عن ابن عباد والكوفان، والكوفان، كهيبان، وجلسان: الرملة المستديرة وهو أحد أوجه تسمية الكوفة كوفة، كما تقدم. والكوفان: الأمر المستدبر يقال: ترك القوم في كوفان، نقله الجوهري. والكوفان: العناء والمشقة، وبه فسر أيضا قولهم: تركتهم في كوفان، كما في الصحاح: أي عناء ومشقة ودوران، وأنشد الليث:

فلا أضحي ولا أمسيت إلا     وإني منكم في كـوفـان وقال الأموي: الكوفان بالضم العز والمنعة، ومنه قولهم: إنه لفي كوفان، وفتح ابن عباد الكاف وفي اللسان: إنه لفي كوفان من ذلك: أي حرز ومنعة. والكوفان: الدغل من القصب والخشب نقله الصاغاني، وفي اللسان بين القصب والخشب، ويقال: ظلوا في كوفان: أي في عصف كعصف الريح والشجرة أو في اختلاط وشر شديد أو في حيرة أو في مكروه، أو في أمر شديد كل ذلك أقوال ساقها الصاغاني ويقال: ليست به كوفة ولا نوفة: أي عيب نقله الصاغاني: وهو مثل المزرية، وقد تاف وكاف. وكاف الأديم يكوفه كوفا كف جوانبه. والكاف: حرف يذكر ويؤنث، وكذلك سائر حروف الهجاء، قال الراعي.

صفحة : 6110

أشاقتك أطلال تعفت رسومها     كما بينت كاف تلوح وميمها وألف الكاف واو، وهي من حروف الجر تكون: أصلا، وبدلا، وزائدا، وتكون اسما، فإذا كانت اسما ابتدئ بها، فقيل: كزيد جاءني، يريد: مثل زيد جاءني. وتكون لتشبيه مثل: زيد كالأسد. وتكون للتعليل عند قوم، ومنه قوله تعالى: كما أرسلنا فيكم رسولا أي، لأجل إرسالي، وقوله تعالى: واذكروه كما هداكم أي لأجل هدايته لكم. وتكون أيضا للاستعلاء قال الأخفش: وذلك مثل قولهم: كن كما أنت عليه أي: على ما أنت عليه. وكخير، في جواب ما إذا قيل: كيف أنت? أو كيف أصبحت.? فالكاف هنا في معنى على، قال ابن جني: وقد يجوز أن تكون في معنى الباء، أي: بخير. وتكون المبادرة: إذا اتصلت بما، نحو: سلم كما تدخل، وصل كما يدخل الوقت. وقد تقع موقع الاسم، فيدخل عليها حرف الجر، كما قال امرؤ القيس يصف فرسا:

ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا     تصوب فيه العين طورا وترتقي وقد تكون للتوكيد، وهي الزائدة بمنزلة الباء في خبر ليس، وفي خبر ما ومن، وغيرها من الحروف الجارة، نحو قوله عز وجل: ليس وفي خبر ما ومن، وغيرها م الحروف الجارة، نحو قوله عز وجل: ليس كمثله شيء وتفسيره - والله أعلم - ليس مثله شيء، ولا بد من اعتقاد زيادة الكاف، ليصح المعنى، لأنك إن لم تعتقد ذلك أثبت له عز اسمه مثلا، وزعمت أنه ليس كالذي هو مثله شيء، فيفسد هذا من وجهين: أحدهما: ما فيه من إثبات المثل لمن لا مثل له، عز وعلا علوا كبيرا. والآخر: أن الشيء إذا أثبت له مثلا فهو مثل مثله، لأن الشيء إذا ماثله شيء فهو أيضا مماثل لما ماثله، ولو كان ذلك كذلك - على فساد اعتقاد معتقده - لما جاز أن يقال: ليس كمثله شيء ?، لأنه تعالى مثل مثله، وهو شيء؛ لأنه تبارك وتعالى قد سمى نفسه شيئا بقوله: قل أي شيء أكبر شهادة، قل الله شهيد بيني وبينكم . فعلم من ذلك أن الكاف في ليس كمثله لا بد أن تكون زائدة ، ومثله قول رؤبة:

لواحق الأقراب فيها كالمقق والمقق: الطول، ولا يقال: في هذا الشيء كالطول، إنما يقال: في هذا الشيء طول، فكأنه قال: فيها مقق: أي طول. وقال شيخنا في قوله تعالى: ليس كمثله شيء قد أخرجها المحققون عن الزيادة، وجعلوها من باب الكناية، كما في شروح التلخيص والمفتاح، والتفسيرين، وغيرها. وتكون اسما جارا مرادفا لمثل، أو لا تكون إلا في ضرورة، كقوله:

يضحكن عن كالبرد المنهم أي: عن مثل البرد

صفحة : 6111

وقد تكون ضميرا منصوبا ومجرورا، نحو قوله تعالى: ما ودع: ربك وما قلى ونص الصحاح: وقد تكون ضميرا للمخاطب المجرور والمنصوب، كقولك: غلامك، وضربك، زاد الصاغاني: تفتح للمذكر، وتكسر للمؤنث، للفرق. وقد تكون حرف معنى، لاحقة اسم الإشارة ونص الصحاح: وقد تكون للخطاب، ولا موضع لها من الإعراب كذلك، وتلك وأولئك، ورويدك؛ لأنها ليست باسم هنا، وإنما هي للخطاب فقط، تفتح للمذكر، وتكسر للمؤنث. وتكون لاحقة للضمير المنفصل المنصوب، كإياك وإياكما. ولا حقة لبعض أسماء الأفعال، كحيهلك، ورويدك، والنجاك. وتكون لاحقة لأرأيت، بمعنى أخبرني، نحو: أرأيت: هذا الذي كرمت علي وقد بسط معاني الكاف وما فيها كله في المغني وشروحه، وأورد الشيخ ابن مالك أكثرها في التسهيل عن اللحياني. وتكاف، بضم المثناة الفوقية: صلى الله عليه وسلم بجوزجان، وة أخرى بنيسابور. وكوفت الأديم تكويفا: قطعته، ككيفته تكييفا. وكوفت الكاف: عملتها، وكتبتها. وتكوف الرمل تكوفا، وكوفانا بالفتح: استدار وكذلك الرجل. وتكوف الرجل: تشبه بالكوفيين، أو انتسب إليهم أو تعصب لهم، وذهب مذهبهم.

وما يستدرك عليه: كوف الشيء: نحاه، وقيل: جمعه. وكوف القوم: أتوا الكوفة، قال:

إذا ما رأت يوما من الناس راكبا     يبصر من جيرانهـا ويكـوف وقال يعقوب: كوف: صار إلى الكوفة. والناس في كوفى من أمرهم، كسكرى: أي في اختلاط. وجمع الكاف أكواف على التذكير، وكافات على التأنيث، ومن الأخير قولهم: كافات الشتاء سبع. والكاف: الرجل المصلح بين القوم، قال:

خضم إذا ما جئت تبغي سـيوبـه     وكاف إذا ما الحرب شب شهابها والكاف: لقب بعضهم. والكوفية: ما يلبس على الرأس، سميت لاستدارتها.
ك - ه - ف
الكهف: كالبيت المنقور في الجبل ج: كهوف كذا في الصحاح أو هو كالغار كذا في النسخ، وصوابه كالمغار في الجبل كما هو نص العين إلا أنه واسع، فإذا صغر فغار أي: فالغار أعم، لا لأنه خاص بغير الواسع، كما توهم، قاله شيخنا.

ومن المجاز: الكهف: الوزر والملجأ يقال: هو كهف قومه: أي ملجؤهم، وأولئك معاقلهم وكهوفهم، وإليهم يأوي ملهوفهم، كما في الأساس، وفي التهذيب: فلان كهف أهل الريب: إذا كانوا يلوذون به، فيكون وزرا وملجأ لهم، وأنشد الصاغاني:

وكنت لهم كهفا حصينا وجنة     يؤول إليها كهلها ووليدهـا وقال ابن دريد: الكهف زعموا السرعة والمشي ونص الجمهرة: السرعة في المشي والعدو، وقال: وهو فعل ممات، ومنه بناء كنهف عنا: إذا أسرع، وقال مرة: ومنه بناء كنهف، وهو موضع والنون زائدة وقد تقدمت الإشارة إليه. وأصحاب الكهف المذكورون في القرآن: اختلف في ضبط أساميهم على خمسة أقوال:

صفحة : 6112

القول الأول: مكسلمينا، وإمليخا، مرطوكش، نوالس، سانيوس، بطنيوس، كشفوطط. أو، مليخا بحذف الألف مكسلمينا مثل الأول مرطوس، نوانس، أربطانس، أونوس، كند سلططنوس وهذا هو القول الثاني. أو مكسلمينا، مليخا، مرطونس، ينيونس، ساربونس، كفشطيوس وفي بعض النسخ بطاءين ذو نواس وهذا هو القول الثالث. أو مكسلمينا، أمليخا، مرطونس، يوانس، سارينوس، بطنيوس، كشفوطط وهذا هو القول الرابع. أو مكسلمينا، يمليخا، مرطونس، ينيونس، دوانوانس، كشفيطط، نونس وهذا هو القول الخامس. وقد اقتصر الزمخشري في الكشاف على القول الأخير، مع تغيير في بعض الأسماء. وقد ذكر أهل الحروف والمتكلمون في خواصها أن من كتبها في ورقة وعلقها في دار لم تحرق، وقد جرب مرارا، ويزيدون ذكر قطمير وهو اسم كلبهم، ويكتبونه وحده على طرف الرسائل، فتبلغ إلى المرسل إليه. والمكهفة هكذا في النسخ، والصواب: الكهفة: ماءة لبني أسد ابن خزيمة قريبة القعر، كما هو نص العباب والمعجم. وأكيهف مصغرا وذات كهف بالضم، وكنهف كجندل: مواضع شاهد الأول قول أبي وجزة.

حتى إذا طويا والليل معـتـكـر    من ذي أكيهف جزع البان والأثب وأما الثاني فقد ضبطه ياقوت والصاغاني بالفتح، ومنه قول بشر بن أبي خازم:

يسومون الصلاح بذات كهف    وما فيها لهم سلـع وقـار وقول عوف بن الأحوص:

يسوق صريم شاءها من جلاجل    إلى ودوني ذات كهف وقورها وأما الثالث فقد ذكره ابن دريد، وتقدمت الإشارة إليه. وقال ابن دريد: تكهف الجبل: صارت فيه كهوف.

ومما يستدرك عليه: ناقة ذات أرداف وكهوف، وهي ما تراكب في ترائبها وجنبيها من كراديس اللحم والشحم، وهو مجاز نقله الزمخشري وابن عباد. وتكهفت البئر، وتلجفت، وتلقفت: إذا أكل الماء أسفلها فسمعت للماء في أسفلها اضطرابا، نقله ابن دريد. وتكهف، واكتهف: لزم الكهف. وكهفة: اسم امرأة، وهي كهفة بنت مصاد أحد بني نبهان.

ك - ي - ف
الكيف: القطع وقد كافه يكيفه، ومنه: كيف الأديم تكييفا: إذا قطعه. وكيف، ويقال: كي بحذف فإئه، كما قالوا في سوف: سو، ومنه قول الشاعر:

كي تجنحون إلى سلم ومأثئرت     قتلاكم، ولظى الهيجاء تضطرم كما في البصائر، قال الجوهري: اسم مبهم غير متمكن وإنما حرك آخره للساكنين، وبني بالفتح دون الكسر لمكان الياء كما في الصحاح، وقال الأزهري: كيف: حرف أداة، ونصب الفاء فرارا به من الياء الساكنة فهيا، لئلا يلتقي ساكنان. والغالب فيه أن يكون استفهاما عن الأحوال إما حقيقيا، ككيف زيد? أو غيره مثل: كيف تكفرون بالله فإنه أخرج مخرج التعجب والتوبيخ، وقال الزجاج: كيف هنا: استفهام في معنى التعجب، وهذا التعجب إنما هو للخلق وللمؤمنين، أي اعجبوا من هؤلاء كيف يكفرون باله وقد ثبتت حجة الله عليهم? وكذلك قول سويد بن أبي كاهل اليشكري:

كيف يرجون سقاطي بعدما     جلل الرأس مشيب وصلع

صفحة : 6113

فإنه أخرج مخرج النفي أي: لا ترجوا مني ذلك. ويقع خبرا قبل ما لا يستغني عنه، ككيف أنت? وكيف كنت?. ويكون حالا لا سؤال معه، كقولك: لأكرمنك كيف كنت، أي: على أي حال كنت، وحالا قبل ما يستغني عنه، ككيف جاء زيد?. ويقع مفعولا مطلقا مثل: كيف فعل ربك . وأما قوله تعالى: فكيف إذا جئنا من كلش أمة بشهيد فهو توكيد لما تقدم من خبر، وتحقيق لما بعده، على تأويل إن الله لا يظرم مثقال ذرة في الدنيا، فكيف في الآخرة? وقيل: كيف يستعمل على وجهين: أحدهما: أن يكون شرطا، فيقتضي فعلين متفقي اللفظ والمعنى، غير مجزومين، ككيف تصنع أصنع ولا يجوز كيف تجلس أذهب باتفاق. والثاني: - وهو الغالب - أن يكون استفهاما، وقد ذكره المصنف قريبا. وفي الارتشاف: كيف: يكون استفهاما، وهي لتعميم الأحوال، وإذا تعلقت بجملتين، فقالوا: يكون للمجازاة من حيث المعنى لا من حيث العمل، وقصرت عن أدوات الشرط بكونها لا يكون الفعلان معها إلا متفقين نحو: كيف تجلس أجلس. وقال شيخنا: كيف: إنما تستعمل شرطا عند الكوفيين، ولم يذكروا لها مثالا، واشترطوا لها مع ما ذكر المصنف أن يقترن بها ما فيقال: كيفما، وأما مجردة فلم يقل أحد بشرطيتها، ومن قال بشرطيتها - وهم الكوفيون - يجزمون بها، كما في مبادئ العربية، ففي كلام المصنف نظر من وجوه. قلت: وهذا الذي أشار له شيخنا فقد ذكره الجوهري حيث قال: وإذا ضممت إليه ما صح أن يجازى به تقول: كيفما تفعل أفعل. وقال ابن بري: لا يجازى بكيف، ولا بكيفما عند البصريين، ومن الكوفيين من يجازي بكيفما، فتأمل هذا مع كلام شيخنا. وقال سيبويه: إن كيف: ظرف. وعن السيرافي، والأخفش: لا يجوز ذلك أي، أنها اسم غير ظرف. ورتبوا على هذا الخلاف أمورا: أحدها: أن موضعها عند سيبويه نصب، وعندهما رفع من المبتدإ، نصب مع غيره. الثاني: أن تقديرها عند سيبويه في أي حال، أو على أي حال، وعندهما تقديرها في نحو: كيف زيد? أصحيح، ونحوه، وفي نحو ?: كيف جاء زيد? راكبا جاء زيد، ونحوه. الثالث: أن الجواب المطابق عند سيبويه: على خير، ونحوه، وعندهما: صحيح، أو سقيم، ونحوه. وقال ابن مالك: صدق الأخفش والسيرافي، لم يقل أحد إن كيف ظرف، إذ ليس زمانا ولا مكانا، ونعم لما كان يفسر بقولك: على أي حال - لكونه سؤالا الأحوال العامة - سمي ظرفا لأنها في تأويل الجار والمجرور، واسم الظرف يطلق عليهما مجازا. وفي الارتشاف: سيبويه يقول: يجازى بكيف، والخليل يقول: الجزاء به مستكرة، وقال الزجاج: وكل ما أخبر الله تعالى عن نفسه بلفظ كيف، فهو استخبار على طريق التنبيه للمخاطب، أو توبيخ، كما تقدم في الآية. قال ابن مالك: ولا تكون عاطفة كما زعم بعضهم محتجا بقوله أي الشاعر:

إذا قل مال المرء لانت قـنـاتـه     وهان على الأدنى فكيف الأباعد?

صفحة : 6114

لاقترانه بالفاء وص ابن مالك: ودخول الفاء عليها يزيد خطأه وضوحا ولأنه هنا اسم مرفوع المحل على الخبرية. ثم إن المصنف يستعمل كيف مذكرا تارة، ومؤنثا أخرى، وهما جائزان، فقال اللحياني: كيف مؤنثة، فإذا ذكرت جاز. والكيفة، بالكسر: الكسفة من الثوب قاله اللحياني. والخرقة التي ترقع بها ذيل القميص من قدام: كيفة وما كان من خلف فحيفة عن أبي عمرو، وقد ذكر في موضعه. وقال الفراء: يقال: كيف لي بفلان?: فتقول: كل الكيف، والكيف، بالجر والنصب. وحصن كيفى، كضيزى: قلعة حصينة شاهقة بين آمد وجزيرة ابن عمر وفي تاريخ ابن خلكان: بين ميافارقين وجزيرة ابن عمر. قلت: والنسبة إليه: الحصكفي. وقال اللحياني: كوف الأديم وكيفه?: إذا قطعه من الكيف، والكوف. وقول المتكلمين في اشتقاق الفعل من كيف: كيفته، فتكيف فإنه قياس لا سماع فيه، من العرب، ونص اللحياني: فأما قولهم: كيف الشيء فكلام مولد. قلت: فعتى بالقياس هنا التوليد، قال شيخنا: أو أنها مولدة، ولكن أجروها على قياس كلام العرب. قلت: وفيه تأمل. قال ابن عباد: وانكاف: انقطع فهو مطاوع كافه كيفا. قال: وتكيفه أي الشيء: إذا تنقصه، كتحيفه. وأما قول شيخنا: وينبغي أن يزيد قولهم: الكيفية أيضا، فإنها لا تكاد توجد في الكلام العربي. قلت: نعم قد ذكره الزجاج، فقال: والكيفية: مصدر كيف، فتأمل.