الباب العشرون: باب الفاء - الفصل الثاني والعشرون: فصل اللام مع الفاء

فصل اللام مع الفاء

ل - أ - ف
لأف الطعام، كمنع يلأفه لأفا. أهمله الجوهري، وقال ابن السكيت: أي أكله أكلا جيدا كما في التهذيب والعباب.

ل- ج - ف
اللجف: الضرب الشديد زنة ومعنى قاله أبو عمرو، وهكذا هو في العباب، وسيأتي في ل خ ف هذا بعينه، قال الجوهري: هكذا نقله أبو عبيد عن أبي عمرو، فتأمل. وقال الليث: اللجف: الحفر في أصل الكناس وقال غيره: في جنب الكناس ونحوه. واللجف بالتحريك: الاسم منه. وقال الجوهري عن أبي عبيد: اللجف مثل البعثط، وهو سرة الوادي. قال: ويقال: اللجف: حفر في جانب البئر وقد استعير ذلك في الجرح، قال عذار بن درة الطائي يصف جراحة:

يحج مأمومة في قعرها لجف       فاست الطبيب قذاها كالمغاريد وأنشد ابن الأعرابي:

دلوي دلو إن نجت من اللجف
وإن نجا صاحبها من اللفـف

واللجف: ما أكل الماء من نواحي أصل الركية وإن لم يأكلها، وكانت مستوية الأسفل فليس بلجف، قاله ابن شميل، وقال يونس: اللجف: ما حفر الماء من أعلى الركية وأسفلها، فصار مثل الغار. وقال الليث: اللجف: محبس السيل وملجؤه ج الكل: ألجاف كسبب وأسباب، وأنشد النضر:

لو أن سلمى وردت ذا ألجاف
لقصرت ذناذن الثوب الضاف

صفحة : 6115

واللجاف: ككتاب: الأسكفة من الباب، كالنجاف. واللجاف أيضا: ما أشرف على الغار من صخرة أو غيرها ناتئ في الجبل وربما جعل ذلك فوق الباب، قاله الليث، وفي بعض النسخ: من الجبل. واللجيف، كأمير: سهم عريض النصل هكذا رواه أبو عبيد عن الأصمعي، أو الصواب النجيف بالنون، قال الأزهري: شك فيه أبو عبيد، وحق له أن يشك فيه؛ لأن الصواب في النون، وسيأتي ذكره ويروى اللحيف بالخاء، وهو قول السكري، كما سيأتي. ولجفتا الباب: جنبتاه عن أبي عمرو. والتلجيف: الحفر في جوانب البئر نقله الجوهري، وفاعله ملجف. والتلجيف: إدخال الذكر في نواحي الفرج: قال البولاني:

فاعتكلا وأيما اعتكال
ولجفت بمدسر مختال

وتلجفت البئر: انخسفت نقله الجوهري عن الأصمعي، فهي بئر متلجفة، وقال غيره: تلجفت: أي تحفرت وأكلت من أعلاها وأسفلها. ولجف البئر مخض الدلاء تلجيفا: حفر في جوانبها، لازم متعد قال العجاج يصف ثورا:

بسلهبين فوق أنف أذلفا
إذا انتحى معتقما أو لجفا
وقد تبنى من أراط ملحفا

ومما يستدرك عليه: اللجف، محركة: الناحية من الحوض يأكله الماء فيصير كالكهف، قال أبو كبير:

متبهرات بالسجال ملاؤهـا     يخرجن من لجف لها متلقم ولجفت البئر، كفرح، لجفا، وهي لجفاء: تحفرت. وقال ابن سيده: اللجفة، محركة: الغار في الجبل، والجمع لجفات، قال: ولا أعلمه كسر. ولجف الشيء تلجيفا: وسعه، ومنه تلجيف القوم مكيالهم، وهو توسعته من أسفله، وهو مجاز. وتلجف الوحش الكناس: حفر في جانبه، ونظيره اللحد في القبر، وهو مجاز. ولجفتا الباب، محركة: عضادتاه وجانباه، ومنه الحديث: فأخذ بلجفتي الباب، فقال: مهيم قال ابن الأثير: ويروى بالباء وهو وهم. واللجيف، كأمير: اسم فرسه صلى الله عليه وسلم، قال ابن الأثير: كذا رواه بعضهم بالجيم، فإن صح فهو من السرعة، ولأن اللجيف سهم عريض النصل. وقال ابن عباد: ألجف الرجل: إذا أضر بك، كذا نقله الصاغاني عنه. قلت: والصواب ألحف بي، وبالحاء المهملة، كما سيأتي. وتلجفت البئر: حفرت في جوانبها، هكذا روي متعديا، نقله الصاغاني.

ل - ح - ف
لحفه، كمنعه: غطاه باللحاف ونحوه قاله الليث، وقيل: إذا طرح عليه اللحاف، أو غطاه بشيء، وأنشد الجوهري لطرفة:

ثم راحوا عبق المسك بـهـم     يلحفون الأرض هداب الأزر أي: يغطونها، ويلبسونها هداب أزرهم إذا جروها في الأرض. ولحفه لحفا: لحسه عن ابن عباد، وهو مجاز، ومنه قولهم: أصابه جوع يلحف الكبد، ويلحس الكبد، ويعض بالشراسيف. والتحف به: إذا تغطى ومنه الحديث: وهو يصلي في ثوب ملتحفا به، ورداؤه موضوع. واللحاف، ككتاب: اسم ما يلتحف به وقال أبو عبيد: كل ما تغطيت به فهو لحاف، والجمع لحف، ككتب، ومنه الحديث: كان لا يصلي في شعرنا ولا في لحفنا.

صفحة : 6116

ومن المجاز امرأة الرجل: لجافه. واللحاف أيضا: اللباس فوق سائر اللباس من دثار البرد ونحوه. كالملحفة والملحف، بكسرهما جمعهما ملاحف. وفي اللسان: الملحفة عند العرب: هي الملاءة السمط، فإذا بطنت ببطانة، أو حشيت فهي عند العوام ملحفة، والعرب لا تعرف ذلك. قلت: وكذا الحال في اللحاف قال الأزهري: لحاف وملحف بمعنى واحد، كما يقال: إزار ومئزر، وقرام ومقرم، وقد يقال: مقرمة وملحفة، وسواء كان الثوب سمطا أو مبطنا. واللحيف كأمير، أو زبير: فرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعالى عليه وسلم سمي به لطول ذنبه، قال أبو عبيد الهروي، هو فعيل بمعنى فاعل كأنه كان يلحف الأرض بذنبه أي: يغطيها به أهداه له ربيعة ابن أبي البراء فأثابه عليه فرائض من نعم بنى كلاب، قال شيخنا: وروى آخرون أنه بالخاء المعجمة، كما يأتي للمصنف، والحاء المهملة غلط، وقال آخرون بالعكس، والصواب أنه يقال بكل منهما، بل صحح قوم أنهما فرسان، أحدهما بالمهملة، والآخر بالمعجمة، وستأتي الإشارة إلى الخلاف في ل خ ف. ولحف في ماله، كعني، لحفة: إذا ذهب منه شيء عن ابن عباد، وهو قول اللحياني. واللحف، بالكسر: أصل الجبل. واللحف: صقع من نواحي بغداد، سمي بذلك لأنه في أصل جبال همذان ونهاوند وهو دونهما مما يلي العراق. ولحف: واد بالحجاز عليه قريتان: جبلة والستار نقله الصاغاني. واللحف من الأست: شقها، قال ابن الفرج: سمعت الخصيبي يقول: هو أفلس من ضارب قحف استه، ومن ضارب لحف استه وهو شقها، قال: لأنه لا يجد ما يلبسه، فتقع يده على شعب استه وتقدم مثله في ق ح ف. واللحفة بالكسر: حالة الملتحف وفي التهذيب: يقال: فلان حسن اللحفة، وهي الحالة التي يتلحف فيها. ومن المجاز: الإلحاف: شدة الإلحاح في المسألة وفي التنزيل: لا يسئلون الناس إلحافا وقد ألحف عليه: إذا ألح. وقال الزجاج: ألحف: شمل بالمسألة وهو مستغن عنها، ومنه اشتق اللحاف؛ لأنه يشمل الإنسان في التغطية، قال: ومعنى الآية: ليس فيهم سؤال فيكون إلحاف، كما قال امرؤ القيس:

على لاحب لا يهتدى بمناره المعنى: ليس به منار فيهتدى به.

قال الجوهري: يقال:

وليس للملحف مثل الرد قال ابن بري: هو قول بشار بن برد، وأوله:

الحر يلحى والعصا للعبد
وليس للملحف مثل الرد

وعن أبي عمرو: ألحف به وأعل به: إذا أضر به.

ومن المجاز: ألحف الرجل ظفره: إذا استأصله بالمقص، وكذلك أحفاه، نقله ابن عباد، زاد الزمخشري: ويجوز كون إلحاف السائل منه. وألحف الرجل: مشى في لحف الجبل. وألحف: إذا جر إزاره على الأرض خيلاء وبطرا، وبه فسر الكسائي بيت طرفة السابق: كلحف تلحيفا. كأنه غطى الأرض بما يجره من إزاره. ولاحفه ملاحفة: كانفه ولازمه وهو مجاز. وتلحف: اتخذ لنفسه لحافا نقله الأزهري. وقيل: تلحف به: إذا تغطى به.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6117

لحفه لحافا: ألبسه إياه. وألحفه إياه: جعله له لحافا. وألحفه: اشترى له لحافا، حكاه اللحياني عن الكسائي. والتحف التحافا: اتخذ لنفسه لحافا. ولحف باللحاف لحفا: تغطى به، لغية. وتقول: فلان يضاجع السيف ويلاحفه. والتحفت الدابة بالسمن، ولحفت وهو مجاز. ويقال: لحفني فضل لحافه: أي أعطاني فضل عطائه، قال الأزهري: أخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت أنه أنشده لجرير:

كم قد نزلت بكم ضيفا فتلحفنيفضل اللحاف ونعم الفضل يلتحف قال: أراد أنلتني معروفك وفضلك، وزودتني، وهو مجاز. قال: وألحف الرجل ضيفه: إذا آثره بفراشه ولحافه في شدضة البرد والثلج. وألحف شاربه: بالغ في قصشه، كأحفاه، وهو مجاز. ولحفته سهما: أصبته به. ولحفه بجمع كفه: ضربه. ولحفته بنار الحطب: ألقيته فيها، وكل ذلك مجاز. ولحاف، ككتاب: اسم فرسه صلى الله عليه وسلم، كما في اللسان. ولحفت عنه اللحم: سحوته، كأنه كان لحافا له فكشفته عنه، وهو مجاز. ولحف القمر، كعني: امتحق، كما في الأساس. وفي اللسان: إذا جاوز النصف، فنقص ضوءه عما كان عليه.

ل - خ - ف
اللخف مثل الرخف، هو: الزبد الرقيق نقله الجوهري. وقال أبو عبيد عن أبي عمرو: اللخف: الضرب الشديد. وقال إبراهيم الحربي - في تركيب ل ج ف - اللجف: الضرب الشديد، وعزاه إلى أبي عمرو، وقد تقدمت الإشارة إليه. وقد لخفه بالعصا لخفا: إذا ضربه بها، قال العجاج:

وفي الحراكيك بخدب جـزل
لخف كأشداق القلاص الهزل

وقال ابن فارس: لخفه بالسيف: إذا ضربه به ضربة شديدة رغيبة. وقال ابن عباد: اللخفة بهاء: الإست. قال: واللخفة: سمة. ولخفه، كمنعه: أوسع وسمه كذا في العباب. وقال السلمي: الوخيفة، واللخيفة والخزيرة واحد، وكذلك السخينة، وكلها من أطعمة العرب. وقال الأصمعي: اللخاف، ككتاب: حجارة بيض رقاق واحدها لخفة بالفتح وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه: فجعلت أتتبعه من الرقاع واللخاف والعشب . وكأمير، أو زبير: فرس للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال ابن الأثير: كذا رواه البخاري، ولم يتحققه أو هو بالحاء المهملة، قال: وهو المعروف وقد تقدم قال: ويروى بالجيم أيضا، وقد أشرنا إليه في موضعه.

ومما يستدرك عليه: لخف عينه: لطمها، عن ابن الأعرابي. واللخافة، بالكسر: حجرة رقيقة محددة.

ل - ص - ف

صفحة : 6118

اللصف، محركة: لغة في الأصف الواحدة لصفة، قاله الليث، وهي ثمرة حشيشة، له عصارة يصطبغ بها، يمرئ الطعام، وقال أبو زياد: من الأغلاث اللصف، وهو الذي يسميه أهل العراق الكبر، يعظم شجره، ويتسع، ومنبته القيعان وأسافل الجبال، أو هو أذن الأرنب، ورقه كورق لسان الحمل، وأدق وأحسن، زهره أزرق فيه بياض، وله أصل ذو شعب، إذا قلع وحك به الوجه حمره وحسنه، وقال الجوهري: هو شيء ينبت في أصول الكبر، كأنه خيار، قال الأزهري، هذا هو الصحيح، وأما ثمر الكبر فإن العرب تسميه الشفلح، إذا انشق وتفتح كالبرعومة. قال الجوهري وهو أيضا: جنس من التمر ولم يعرفه أبو الغوث. ولصف: بركة بين المغيثة والعقبة غربي طريق مكة حرسها الله تعالى، كذا في المعجم. واللصف: يبس الجلد ولزوقه وقد لصف، كفرح. ولصاف، كقطام وعليه اقتصر الجوهري وفيه لغتان، إحداهما: مثل سحاب وإليه أشار الجوهري بقوله: وبعضهم يعربه ويجزيه مجرى ما لا ينصرف ويكسر وهذه هي اللغة الثانية: جبل لتميم وفي الصحاح: موضع من منازل بني تميم، وأنشد الجوهري شاهدا للأولى قول أبي المهوس الأسدي:

قد كنت أحسبكم أسود خفـية      فإذا لصاف تبيض فيه الحمر
وإذا تسرك من تميم خصـلة      فلما يسوءك من تميم أكثـر

وأنشد ابن بري شاهدا للثانية:
نحن وردنا حاضري لصافا
بسلف يلتهم الأسلافا

وفي المعجم: لصاف وثبرة: ماءان بناحية الشواجن في ديار ضبة بن أد، وإياها أراد النابغة بقوله:

بمصطحبات من لصاف وثبرة     يزرن إلالا سيرهن التدافـع واللاصف: الإثمد الذي يكتحل به في بعض اللغات، قال ابن سيده: سمي به من حيث وصفه بالبريق. واللصف: تسوية الشيء، مثل الرصف. وقال ابن دريد: اللصيف: البريق ولصف لونه يلصف لصفا ولصوفا ولصيفا: برق وتلألأ. قال ابن الرقاع:

مجلحة من بنات النـعـا    م بيضاء واضحة تلصف وفي حديث ابن عباس: ولما وفد عبد المطلب وقريش إلى سيف ابن ذي يزن، فأذن لهم، فإذا هو متضمخ بالعبير يلصف وبيص المسك من مفرقه كينصر أي: يبرق ويتلالأ.

ومما يستدرك عليه: اللصف، بالفتح: لغة في اللصف محركة، عن كراع وحده. واحده لصفة، فلصف على قوله اسم للجمع. ولصف البعير لصفا: أكل اللصف.

ل - ط - ف

صفحة : 6119

لطف به، وله كنصر يلطف لطفا بالضم: إذا رفق به، وأنا ألطف به: إذا أريته مودة ورفقا في معاملة، وهو لطيف بهذا الأمر، رفيق بمداراته، قال شيخنا: قد أغفل المصنف رحمه الله أداة تعديته، والمشهور تعديته بالباء، كقوله تعالى: الله لطيف بعباده وجاء معدى باللام، كقوله تعالى: إن ربي لطيف لما يشاء إما حقيقة، كما هو رأي ابن فارس، وصرح به في المجمل كظاهر تفسير المصنف، أو لتضمين معنى الإيصال، وعليه صاحب العمدة، وصرح به الراغب، وعلى تعديته بالباء اقتصر في المصباح والأساس، وعليه معول الناس. قالت: وهذا الذي ذكره شيخنا من تعديته بالباء واللام، فقد ذكره المصنف بقوله بعد: والله لك: أوصل ... وبقوله البر بعباده فتأمل ذلك. وفي حديث الإفك: ولا أرى منه اللطف الذي كنت أعرفه أي: الرفق والبر، ويروى بفتح الطاء واللام، لغة فيه. وقال ابن عباد: لطف يلطف: دنا يدنو. قلت: وكأنه لحظ إلى قول الفرزدق:

ولله أدنى من وريدي وألطف وليس كما فهم، بل معناه: وألطف اتصالا، فتأمل. وقال ابن الأعرابي: لطف فلان لفلان يلطف: إذا رفق لطفا، ويقال: لطف الله لك: أي أوصل إليك مرادك بلطف ورفق. وأما لطف الشيء، ككرم لطفا بالضم، على غير قياس، ولطافة على القياس، فمعناه: صغر ودق، فهو لطيف يقال: عود لطيف: إذا كان غير جاف. واللطيف: صفة من صفات الله تعالى، واسم من أسمائه، ومعناه والله أعلم: البر بعباده المحسن إلى خلقه بإيصال المنافع إليهم برفق ولطف. وقال أبو عمرو: اللطيف: الذي يوصل إليك أربك في رفق. أو العالم بخفايا الأمور ودقائقها قال شيخنا: حاصله قولان، قيل: الأول من لطف كنصر لطفا: إذا رفق، والثاني: على أنه من لطف ككرم لطفا ولطافة بمعنى دق، وقال الفيومي: إنهما متقاربان. قلت: وقال ابن الأثير في تفسيره: اللطيف: هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل، والعلم بدقائق المصالح، وإيصالها إلى من قدرها له من خلقه، قال االأزهري: واللطيف من الكلام: ما غمض معناه وخفي. واللطف، بالضم من الله تعالى: التوفيق والعصمة. وبالتحريك: الاسم منه ظاهره - كالعباب - أن اللطف، محركة: اسم من لطف به أو له والذي في اللسان وغيره أنه اسم من ألطفه بكذا: إذا بره به، ويدل له ما أنشده الصاغاني، لكعب بن زهير رضي الله عنه:

ما شرها بعد ما ابيضت مسائحها     لا الود أعرفه منها ولا اللطفـا ثم إن التحريك في الاسم هو الذي صرح به أئمة اللغة، وقد أنكره أبو شامة في شرح الشقراطسية وتوقف في سماعه، قال شيخنا: وهو منه قصور. واللطف: اليسير من الطعام وغيره يقال: طعم طعاما لطفا. واللطفة بهاء: الهدية يقال: جاءتنا لطفة من فلان، كما في الصحاح، وظاهر الجوهري كالمصنف أنه إنما يقال: اللطفة بالهاء بمعنى الهدية، وقد أطلقوا اللطف أيضا عليها، كما قال الزمخشري وغيره، وأنشد:

كمن له عندنا التكريم واللطف

صفحة : 6120

ويقال: أهدى إليه لطفا، والجمع ألطاف، كسبت وأسباب، وما أكثر تحفه وألطافه. واللطفان كسكران: الملاطف عن ابن عباد. واللواطف من الأضلاع: ما دنا من صدرك وفؤادك، عن ابن عباد والزمخشري. وألطفه إلطافا: أتحفه. وبكذا: بره به، والاسم اللطف، محركة. وألطف فلان بعيره: إذا أدخل قضيبه في حياء الناقة وكذلك ألطف له، نقله ابن الأعرابي، وذلك إذا لم يهتدي لموضع الضراب، وقال أبو زيد: يقال للجمل إذا لم يسترشد لطروقته، فأدخل الراعي قضيبه في حيائها: قد أخلطه إخلاطا، وألطفه إلطافا، وهو يخلطه ويلطفه. وقال أبو صاعد الكلابي: ألطف الشيء بجنبه: إذا ألصقه به، وكاستلطفه وهو ضد جافيته عني، وأنشد:

سريت بها مستلطفا دون ريطـتـي      ودون ردائي الجرد ذا شطب عضبا والملاطفة: المبارة نقله الجوهري. وتلطفوا للأمر، وفي الأمر وتلاطفوا: إذا رفقوا الأخير عن ابن دريد.

ومما يستدرك عليه: قال اللحياني: هؤلاء لطف فلان، محركة: أي أصحابه وأهله الذي يلطفونه. والألاطف: الأحبة، قال ابن الأثير: هو جمع الألطف، أفعل من اللطف، بمعنى الرفق. واللطف أيضا: اللطيف. واللطيف من الأجرام: ما لا جفاء فيه. وجارية لطيفة الخصر: إذا كانت ضامرة البطن. وهو لطيف الجوانح. وهو لطيف: يلطف لاستنباط المعاني. واللطف، بالضم: جمعه ألطاف، كقفل وأقفال. واللطيفة من الكلام: الرقيقة، جمعها لطائف. ولطائف الله: ألطافه. وقد لطف به، كعني، فهو ملطوف به. وقد لطف به، كعني، فهو ملطوف به. واللطاف، كشداد: الكثير اللطف. واللطاف، بالكسر كجمع لطيف، ككريم، وكرام، وقول أبي ذؤيب:

وهم سبعة كعوالـي الـرمـا     ح بيض الوجوه لطاف الأزر إنما عنى أنهم خماص البطون لطاف مواضع الأزر. ولطف عنه، كصغر عنه. وألطف به في القول، وألطف له في المسألة: سأل سؤالا لطيفا. ولاطفة ملاطفة: ألان له القول. وتلاطفوا: تواصلوا. وأم لطيفة بولدها، وهي تلطفه إلطافا. ولطف الكتاب وغيره: جعله لطيفا. وتلطف بفلان: احتال عليه حتى اطلع على سره. وداء ملاطف: مداخل. واستلطف الفحل بنفسه، واستخلط: إذا أدخل ثيله في الحياء من تلقاء نفسه، وأخلطه غيره، نقله الجوهري والزمخشري. وأبو لطيف بن أبي طرفة الهذلي: شاعر، قال فيه أخوه أبو عمارة ابن أبي طرفة:

فصل جناحي بأبي لطيف وقد تقدم بقية الرجز في ك ف ف.

ل - ع - ف
ألعف الأسد، أو البعير أهمله الجوهري والليث، وقال ابن عباد: ألعف الأسد، وألغف: إذا ولغ الدم؛ أو حرد وتهيأ للمساورة، كتلعف. أو حرد وتهيأ للمساورة، كتلعف. أو تلعف الأسد، أو البعير: إذا نظر ثم أغضى ثم نظر وكذلك تلغف، نقله الأزهري عن ابن دريد، قال: ولم أجده لغيره، فإن وجد شاهد لما قاله فهو صحيح. قلت: فهذا هو سبب إهمال الجوهري والليث إياه.

ل - غ - ف

صفحة : 6121

اللغيف كأمير أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: هو من يأكل مع اللصوص ويشرب، ويحفظ ثيابهم، ولا يسرق معهم والجمع لغفاء يقال: في بني فلان لغفاء. وقال أبو الهيثم: اللغيف: خاصة الرجل مأخوذ من اللغف وهو لقم الإدام، كما سيأتي. وقال ابن السكيت: يقال: فلان لغيف فلان، وخلصانه، ودخله وسجيره ج: لغفاء قال أبو جزام:

فلا تنحط على لغفاء دجوا    فليس مفيئهم أمر النحيط دجوا: أي ذهبوا، والأمر: الكثرة. وقال أبو الهيثم: لغف الإدام، كفرح: إذا لقمه وأنشد:

يلصق باللين ويلغف الأدم وقال ابن عباد: اللغف، واللغيفة: العصيدة. والإلغاف: الإلعاف: وهو تحديد البصر. والإلغاف: الإسراع في السير. وقال ابن عباد: الإلغاف: قبح المعاملة والجور. قال: والإلغاف: التلقيم يقال: ألغفني لغفة: أي لقمني لقمة. والتلغف: التلعف وهو تحديد النظر. ولاغفه ملاغفة: صادق وخالله. ولاغف المرأة: إذا قبلها نقله الصاغاني. واللغفة، بالضم: اللقمة ومنه قولهم: ألغفني لغفة من شيء، كأنه أراد أطعمني. وألغف الرجل: صار لغيفا للصوص: أي معهم. أو الملغفة كمحسنة، وفي بعض النسخ بالفتح: القوم يكونون لصوصا، لا حمية لهم نقله ابن عباد.

ومما يستدرك عليه: اللغيفة كل شيء رخو، عن ابن عباد ولغف بعينه لغفا: لحظ بها متتابعا عن ابن عباد أيضا. ولغف ما في الإناء لغفا: لعقه. وتلغف الشيء: إذا أسرع أكله بكفه من غير مضغ. ولغفت الإناء لغفا، ولغفته لغفا: لعقته. ولغف لغفا: جار. وألغف على الرجل: أكثر من الكلام القبيح. واللغيف: الذي يسرق اللغة من الكتب. وفي نوادر الأعراب: دلغت الطعام وذلغته، أي: أكلته، ومثله اللغف.

ل - ف - ف
لفه يلفه لفا: ضد نشره، كلففه قال الجوهري: شدد للمبالغة. ولف الكتيبتين يلفهما لفا: خلط بينهما بالحرب وهو مجاز، وأنشد ابن دريد:

ولكم لففت كتيبة بكـتـيبة     ولكم كمي قد تركت معفرا ولف فلانا حقه يلفه لفا: منعه نقله الجوهري. وقال أبو عبيد في تفسير حديث أم زرع: زوجي إن أكل لف اللف في الأكل: إذا أكثر منه مخلطا من صنوفه مستقصيا لا يبقي منه شيئا. أو معنى لف: قبح فيه. ولف الشيء بالشيء: إذا ضمه إليه وجمعه ووصله به. واللفافة بالكسر: ما يلف به على الرجل وغيرها، ج: لفائف نقله الجوهري، يقال: لبس الخف باللفافة. قال: وقولهم: جاءوا ومن لف لفهم، بالكسر، والفتح واقتصر الجوهري على الكسر، وجمع بينهما ابن سيده، قال: وإن شئت رفعت، والقول فيه كالقول في: ومن أخذ إخذهم وأخذهم قال الصاغاني: وأجاز أبو عمرو فتح اللام أو يثلث. قلت: والضم غريب: أي من عد فيهم وتأشب إليهم قال الأعش:

وقد ملأت بكر ومن لف لفها     نباكا فقوا فالرجا فالنواعصا وأنشد ابن دريد:

سيكفيكم أودا ومن لف لـفـهـا     فوارس من جرم بن ربان كالأسد

صفحة : 6122

وقال المفضل الضبي: اللف بالكسر: الصنف من الناس من خير أو شر. واللف: الحزب والطائفة، يقال: كان بنو فلان لفا، وبنو فلان لقوم آخرين لفا: إذا تحزبوا حزبين وفي حديث نابل: سافرت مع مولاي عثمان وعمر في حج أو عمرة، فكان عمر وعثمان وابن عمر لفا، وكنت أنا وابن الزبير في شببة معنا لفا، فكنا نترامى بالحنظل، فما يزيدنا عمر على أن يقول: كذاك لا تذعروا علينا إبلنا. واللف: القوم المجتمعون في موضع ج: لفوف وألفاف، قال أبو قلابة:

إذ عارت النبل والتف اللغوف وإذسلوا السيوف عراة بعد إشحان وقال الليث: اللف: ما يلف من هاهنا وهاهنا: أي يجمع، كما يلفف الرجل شهود الزور. قال: واللف: الروضة الملتفة النبات، وكذلك البستان المجتمع الشجر. ويقال: جاءوا بلفهم ولفيفهم: أي أخلاطهم واللفيف: ما اجتمع من الناس من قبائل شتى. ويقال للقوم إذا اختلفوا: لف، ولفيف. وحديقة لف ولفة بكسرهما ويفتحان: أي ملتفة الأشجار، والألفاف: الأشجار الملتفة بعضها ببعض، وقال الزجاج في قوله تعالى: وجنات ألفافا أي وبساتين ملتفة واحدها لف، بالكسر والفتح ونظير المكسور عد وأعداد أو واحدها بالضم التي هي جمع لفاء قال أبو العباس: لم نسمع شجرة لفة، لكن واحدها لفاء، وجمعها لف، فيكون الألفاف جج أي جمع الجمع وقد لفت لفا وقال أبو إسحاق: هو جمع لفيف كنصير وأنصار. وقوله تعالى: جئنا بكم لفيفا أي مجتمعين مختلطين كما في الصحاح، وقال أبو عمرو: اللفيف: الجمع العظيم من أخلاط شتى، فيهم الشريف والدنيء، والمطيع والعاصي، والقوي والضعيف، ومعنى الآية: أي أتينا بكم من كل قبيلة. وقال شيخنا: اللفيف: جماعة انضم بعضهم إلى بعض، من لفه: إذا طواه، قيل: هو اسم جمع كالجميع، لا واحد له، ويرد مصدرا، يقال: لف لفا ولفيفا. وطعام لفيف: مخلوط من جنسين فصاعدا نقله الجوهري. وقول الجوهري: فلان لفيفه: أي صديقه، غلط، والصواب: لغيفه، بالغين نبه عليه الصاغاني في التكملة. واللفيف في باب الصرف على نوعين: مقرون وهو: ما اقترن فيه حرفا العلة كطوى يطوي طيا، ومفروق وهو: أن يكون بين الحرفين حرف آخر كوعى يعي وعيا؛ لاجتماع المعتلين في ثلاثية. وقال الليث: اللفيف من الكلام: كل كلمة فيها معتلان، أو معتل ومضاعف. واللفيفة بهاء: لحم المتن تحت العقب من البعير ووقع في التكملة الذي تحته العقب. وقال الليث: الملف، كمقص: لحاف يلتف به والفتح عامية. ورجل ألف بين اللفف: عيي بطئ الكلام، إذا تكلم ملأ لسانه فمه قال الكميت:

ولاية سـلـغـد ألـف كـأنـه     من الرهق المخلوط بالنوك أثول نقله الجوهري. وقال: والألف أيضا: الثقيل البطيء قال زهير:

مخوف بأسه يكلاك منه     قوي لا ألف ولا سؤوم والألف: المقرون الحاجبين نقله الصاغاني. والامرأة اللفاء: الضخمة الفخذين المكتنزة، كما في الصحاح وقال غيره: امرأة لفاء: ملتفة الفخذين واللفاء: الفخذ الضخمة قال الجوهري: فخذان لفاوان، قال الحكم بن معمر الخضري:

صفحة : 6123

تساهم ثوباها ففي الـدرع رأدة     وفي المرط لفاوان ردفهما عبل وقال ابن الأثير: تداني الفخذين من السمن، قال الزمخشري: وهو عيب في الرجل، مدح في المرأة. واللفاء من الرياض: الأغصان الملتفة يقال: شجرة لفاء. وحديقة لفة: أي ملتفة الأغصان. والألف: عرق يكون في وظيف اليد بينه وبين العجاية في باطن الوظيف، قال:

يا ريها إن لم تخني كفي
أو ينقطع عرق من الألف

وقال الأصمعي: الألف الموضع الكثير الأهل قال ساعدة ابن جؤية:

ومقامهن إذا حبسن بـمـأزم    ضيق ألف وصدهن الأخشب نقله الجوهري. وقال السكري في شرح الديوان: مكان ألف: أي ملتف، وبه فسر البيت. والألف: الرجل الثقيل اللسان عن الأصمعي. وقال أبو زيد: هو العيي بالأمور ولا يخفى أن هذا قد تقدم للمصنف بعينه، فهو تكرار. وقال ابن الأعرابي: اللفف محركة: أن يلتوي عرق في ساعد العامل فيعطله عن العمل. وأنشد:

الدلو دلوي إن نجت من اللجف
وإن نجا صاحبها من اللفف

وقال المفضل الضبي: اللف بالضم: الشوابل من الجواري وهن السمان الطوال كذا في التهذيب. واللف: جمع اللفاء وهي الضخمة الفخذين، وأنشد ابن فارس:

عراض القطا ملتفة ربلاتهـا     وما اللف أفخاذا بتاركه عقلا واللف أيضا: جمع الألف بالمعاني التي تقدمت. ولفلف: ع، بين تيماء وجبلى طييء قال القتال:

عفا لفلف من أهله فالمضيح    فليس به إلا الثعالب تضبح وقال ابن دريد: رجل لفلف. ولفلاف: أي ضعيف. وقال الليث: ألف الطائر رأسه فهو ملف: جعله تحت جناحيه. قال: وألف فلان: أي يعني رأسه: جعله في جبته قال أمية بن أبي الصلت يذكر الملائكة:

ومنهم ملف في جناحيه رأسه يكاد لذكرى ربه يتفـصـد ويقال: هنا تلافيف من عشب: أي نبات ملتف لا واحد له. والشيء الملفف في البجاد في قول أبي المهوس كمحدث الأسدي:

إذا ما مات ميت من تـمـيم     وسرك أن يعيش فجئ بزاد
بخبز أو بتمر أو بـلـحـم      أو الشيء الملفف في البجاد
تراه يطوف الآفاق حرصـا      ليأكل رأس لقمان بن عـاد

وطب اللبن قال ابن بري يقال: إن هذين البيتين لأبي المهوس الأسدي، ويقال: إنهما ليزيد بن عمرو بن الصعق، قال: وهو الصحيح، ومثله في حلي النواهد للصلاح الصفدي وإنشاد الجوهري:

بخبز أو بسمن أو بتمر

صفحة : 6124

مختل وقول الشيخ علي المقدسي في حواشيه: إن الجوهري أنشده كالمصنف، فلا أدري وجه اختلاله ما هو، إلا غفلة ظاهرة، وسهو واضح لمن تأمله، وفي حديث معاوية رضي الله عنه أنه مازح الأحنف بن قيس فما رئي مازحان أوقر منهما، قال له: يا أحنف. ما الشيء الملفف في البجاد? فقال: هو السخينة يا أمير المؤمنين، ذهب معاوية رضي الله عنه إلى قول أبي المهرس، والأحنف إلى السخينة التي كانت تعير بها قريش، وهي شيء يعمل من دقيق وسمن؛ لأنهم كانوا يولعون بها، حتى جرت مجرى النبز لهم، وهي دون العصيدة في الرقة، وفوق الحساء، وكانوا يأكلونها في شدة الدهر، وغلاء السعر، وعجف المال، قال كعلب بن مالك رضي الله عنه:

زعمت سخينة أن ستغلب ربها    وليغلبن مغالـب الـغـلاب وقال ابن الأعرابي: لفلف الرجل: إذا استقصى الأكل والعلف الرجل: إذا استقصى الأكل والعلف. وقال في موضع آخر: لفلف البعير: إذا اضطرب ساعده من التواء عرق فيه، وكذلك الرجل، وهو المفف. والتف في ثوبه، وتلفف في ثوبه بمعنى واحد.

ومما يستدرك عليه: رجل ألف: ثقيل فدم. وجمع لفيف: مجتمع ملتف من كل مكان، قال ساعدة بن جؤية:

فالدهر لا يبقى على حدثانـه    أنس لفيف ذو طوائف حوشب وجاء القوم بلفتهم: أي بجماعتهم. وجاءوا ألفافا: طوائف.

والتف الشيء: تجمع وتكاثف، وقد لفه لفا. ويقال: التفوا عليه، وتلففوا: إذا تجمعوا. وهو يتلفف له على حنق، وهو مجاز. واللفيف: الكثير من الشجر يجتمع في موضع ويلتف. والتف الشجر بالمكان: كثر وتضايق، قاله أبو حنيفة. واللفف في الأكل: إكثار وتخليط. وقال المبرد: اللفف: إدخال حرف في حرف. ولفلف في ثوبه، كالتف به. وفي حديث أم زرع: وإن رقد التف أي: نام في ناحية ولم يضاجعها، وقالت امرأة لزوجها: إن ضجعتك لا نجعاف، وإن شملتك لالتفاف، وإن شربك لاشتفاف، وإنك لتشبع ليلة تضاف، وتأمن ليلة تخاف. وقال الأزهري في ترجمة عمت يقال: فلان يعمت أقرانه: إذا كان يقهرهم ويلفهم، يقال ذلك في الحرب، وجودة الرأي، والعلم بأمر العدو، إثخانه، قال الهذلي:

يلف طوائف الفرسا      ن وهو بلفهم أرب وقوله تعالى: والتفت الساق بالساق قيل: إنه اتصال شدة الدنيا بشدة الآخرة، والميت يلف في أكفانه: إذا أدرج فيها. واللفيف: حي من اليمن. واللفف: ما لفوا من هنا ومن هنا. وقال أبو عمرو: اللفوف من الغنم: التي يذبحها صاحبها وكان يرى أنها لا تنقي فأصابها منقية، كما في العباب. ورجل ملفف: عيي. وبلسانه لفلفة. والتفت اللفوف. ومن المجاز: التف وجه الغلام، وغلام ملتف الوجه: اتصلت لحيته. وأرسلت الصقر على الصيد فلافة: إذا التف عليه، وجعله تحت رجليه. وما تصافوا حتى تلافوا. ولاففناهم. وطارت لفائف النبات، وهي قشره. وهم يذيب لفائف القلوب: جمع لفافة، وهي شحمة تلتف على القلب، كما في الأساس.

ل - ق - ف

صفحة : 6125

لقفه، كسمعه لقفا بالفتح ولقفانا، محركة وهذه عن الفراء: تناوله بسرعة هكذا نقله الجوهري عن يعقوب، وقال غيره: اللقف: تناول الشيء يرمى إليك، وفي المحكم اللقف: سرعة الأخذ لما يرمى إليك باليد، أو باللسان، وقال غيره: اللقف أن تأخذ شيئا فتأكله وتبتلعه، وقرأ ابن أبي عبلة تلقف بسكون اللام، ورفع الفاء على الاستئناف. ويقال: رجل ثقف لقف، بالفتح وعليه اقتصر الجوهري وزاد اللحياني: رجل ثقف لقف، وثقيف لقيف ككتف وأمير: أي خفيف حاذق كما في الصحاح، وقيل: سريع الفهم لما يرمى إليه من كلام باللسان، وسريع الأخذ لما يرمى إليه باليد، وقيل: هو إذا كان ضابطا لما يحويه، قائما به، وقيل: هو الحاذق بصناعته، وقد يفرد اللقف فيقال: رجل لقف يعني به ما تقدم. واللقف محركة وكذا اللجف: جانب البئر والحوض، ج: ألقاف وألجاف، كسبت وأسباب. وقال الجوهري: اللقف: سقوط الحائط، وتهور الحوض من أسفله: إذا تلجف. وهو أي: الحوض لقف ولقيف ككتف، وأمير قال خويلد، كما في الصحاح، وقال ابن بري والصاغاني: هو لأبي خراش الهذلي. قلت: واسم أبي خراش خويلد، فارتفع الإشكال:

كابي الرماد عظيم القدر جفنتهحين الشتاء كحوض المنهل اللقف وقال أبو ذؤيب:

فلم ير غير عادية لـزامـا     كما يتفجر الحوض اللقيف أو هو أي: اللقيف واللقف: ما لم يحكم بناؤه، وقد بني بالمدر كما في العباب، وقال السكري: يقال: إنه الذي سوي بالطين. أو الذي يحفر جانباه وهو مملوء، فيحمل عليه الماء فيفجره وقال السكري: يقال: هو الذي يتساقط من جانبيه وهو مملوء، وقال الأصمعي: الذي يضرب الماء أسفله فيتساقط. وقال في شرح قول أبي ذؤيب: اللقيف: الذي يتقعر من أسفله، فينبعث الماء منه وفي الصحاح: ويقال: هو الملآن، والأول هو الصحيح، وقال أبو الهيثم: اللقيف بالملآن أشبه منه بالحوض الذي لم يمدر، يقال: لقفت الشيء ألقفه لقفا، فأنا لاقف ولقيف، فالحوض لقف الماء، فهو لاقف ولقيف: وإن جعلته بمعنى ما قال الأصمعي: إنه تلجف وتوسع ألجافه حتى صار الماء مجتمعا إليه، فامتلأت ألجافه كان حسنا. ولقف، بالكسر: ماء آبار كثيرة عذب ليس عليها مزارع، ولا نخل فيها، لغلظ موضعها وخشونته، وهو بأعلى قوران: واد من ناحية السوارقية، نقله الصاغاني، قلت: والفتح لغة فيه، وبهما روي ما أنشد ثعلب:

لعن الله بطن لقف مسيلا     ومجاحا فلا أحب مجاحا
لقيت ناقتي به وبلـقـف     بلدا مجدبا وماء شحاحا

والتلقيف: بلع الطعام قال ابن شميل: يقال: إنهم ليلقفون الطعام: أي يأكلونه، وأنشد:

إذ ما دعيتم للطعام فلقفـوا     كما لقفت زب شآمية حرد

صفحة : 6126

كالتلقف وهو: الابتلاع، ومنه قوله تعالى: تلقف ما صنعوا وقرأ ابن ذكوان برفع الفاء على الاستئناف. والتلقيف: الإبلاع وقد لقفه تلقيفا، فلقفه. وقال أبو عبيدة: التلقيف: تخبط الفرس بيديه في استنانه، لا يقلهما نحو بطنه. أو هو: شدة رفعها يديها، كأنما تمد مدا. أو ضرب البعران بأيديها لباتها في السير نقله الصاغاني، وبه فسر ما أنشده ابن شميل، وقد تقدم. وقال ابن دريد: بعير متلقف: إذا كان يهوي بخفي يديه إلى وحشيه في سيره.

ومما يستدرك عليه: اللقف، محركة: الأخذ بسرعة، كالالتقاف، والتلقف. وتلقفه من فمه: إذا تلقاه وحفظه بسرعة. وامرأة لقوف، وهي التي إذا مسها الرجل لقفت يده سريعا، أي: أخذتها. واللقافة: الحذق، كالثقافة. واللقف، بالفتح: الفم، يمانية.

ل - ك - ف
اللكاف، ككتاب أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هي لغة العامة في الإكاف. قال: ولكفو: جنس من الزنج كذا في العباب والتكملة.

ل - و - ف
اللوف، بالضم أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: صلى الله عليه وسلم ونص العباب: لوف: قرية. وقال أبو حنيفة: اللوف: نبات له ورقات خضر رواء طوال جعدة، فينبسط على وجه الأرض، تخرج له قصبة، من وسطها وفي رأسها ثمرة، وله بصلة كالعنصل والناس يتداوون به، قال: وسمعتها من عرب الجزيرة، قال: واللوف عندنا كثير، ونباته يبدأ في الربيع، ورأيت أكثر منابته ما قارب الجبال، وقال غيره: وتسمى الصراخة؛ لأن له في يوم المهرجان صوتا يزعمون أن من سمعه يموت في سنته، وشم زهره الذابل يسقط الجنين، وأكل أصله مدر منعظ: أي محرك للباه، والطلاء به مسحوقا بدهن يوقف الجذام، واحدته بهاء. وقوله و: صلى الله عليه وسلم كذا وجد في أكثر النسخ، وهو تكرار. وقال ابن عباد، لفت الطعام ألوفه لوفا: أكلته، أو مضغته وكذلك لفته ليفا، كما سيأتي، وفي الأساس: أصبح فلان يلوف الطعام لوفا، حتى اعتدل واستقام شبعا، وهو اللوك والمضغ الشديد، قال: ومنه سماعي من فتيان مكة: الصوفية: اللوفية. واللوف من الكلأ والطعام ونص العباب: من الكلام والمضغ: مالا يشتهى. واللوف: أكل المال الكلأ يابسا وفي الأساس: أي يمضغه شديدا. وكلأ ملوف: قد غسله المطر عن ابن عباد. واللواف، كشداد: صانع الزلالي نقله الصاغاني. ولوفى، كطوبى: نبات يشبه حي العالم، أو نوع منه، مجرب في الإسهال المزمن.

ومما يستدرك عليه: اللوافة، بالضم: الدقيق الذي يبسط على الخوان؛ لئلا يلتصق به العجين. والليف، كسيد، من الكلأ: اليابس، وأصله ليوف.

ل - ه - ف
لهف، كفرح يلهف لهفا: حزن وتحسر، كتلهف عليه كما في الصحاح، وقال غيره: اللهف: الأسى والحزن والغيظ، وقيل: الأسى على شيء يفوتك بعدما تشرف عليه، قال الزفيان:

يا ابن أبي العاصي إليك لهفت
تشكو إليك سنة قد جلفت
أموالنا من أصلها وجرفت

وقولهم: يا لهفة: كلمة يتحسر بها على فائت نقله الجوهري. وأما ما أنشده ابن الأعرابي والأخفش من قول الشاعر:

فلست بمدرك ما فات مني     بلهف، ولا بليت ولا لواني

صفحة : 6127

فإنما أراد بأن أقول: والهفا ?، فحذف الألف. وقال الفراء: يقال: يا لهفي عليك ويالهف عليك ويالهفا عليك، وأصله يا لهفي عليك، ثم جعلت ياء الإضافة ألفا، كقولهم: يا ويلا عليه، وياويلي عليه، كل ذلك مثل يا حسرتي عليه ويا لهف أرضي وسمائي عليك، ويقال: يا لهفاه، ويا لهفتاه، ويالهفتياه. والملهوف، واللهيف، واللهفان، واللاهف: المظلوم المضطر، يستغيث ويتحسر وفيه لف ونشر مرتب، ففي الصحاح: الملهوف: المظلوم يستغيث، واللهيف: المضطر، واللهفان: المتحسر، وفي الحديث: اتقوا دعوة اللهفان هو المكروب، وفي الحديث: كان يحب إغاثة اللهفان . ويقال: لهف لهفا، فهو لهفان، ولهف، فهو ملهوف، وفي الحديث: أجب الملهوف وفي آخر: تعين ذا الحاجة الملهوف وشاهد اللهيف قول ساعدة بن جؤية:

صب اللهيف لها السبوب بطغية     تنبي العقاب، كما يلط المجنب وامرأة لاهف بلا هاء، وزاد ابن عباد، ولاهفة، ولهفى كسكرى ونسوة لهافي كسكارى ولهاف بالكسر. ويقال: هو لهيف القلب، ولا هفه وملهوفه: أي هو محترقه كذا في نوادر الأعراب. واللهيف، كأمير هكذا في سائر النسخ، والصواب كصبور، كما هو نص العين واللسان والمحيط: الطويل. قال ابن عباد: والغليظ أيضا. قال: والإلهاف: الحرص والشره. وقال الليث: لهف فلان نفسه، وأمه تلهيفا: إذا قال: وا نفساه، وا أمياه، وا لهفاه وا لهفتاه وا لهفتياه. وقال شمر: لهف فلان أمه، وأميه: أي أبويه قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:

أشلى ولهف أميه وقد لهفت     أماه والأم مما تنحل الخيلا يريد أباه وأمه، قال شيخنا: الأمان: تثنيه أم، والقاعدة هي تغليب المذكر على المؤنث، والمفرد على المركب، وهنا جاء خلاف ذلك، فغلب الأنثى على الذكر، وثنى أما وأبا على أمين، ولم يقل أبويه، ووجهه أن المقصود هنا من يكثر لهفه وحزنه، وهذا الوصف في النساء أكثر منه في الرجال، فلما كانت الأم أشد شفقة، وأكثر حزنا على ولدها، كانت هنا أولى من الأب بالحزن والتلهف، وهو ظاهر، والله أعلم. وقال ابن عباد: التهف: التهب.

ومما يستدرك عليه: اللهف، بالفتح: لغة في اللهف محركة، بمعانيه. ورجل لهف، ككتف: أي لهيف. ونسوة لهف، بضمتين، كلهافى. ومن أمثالهم: إلى أمه يلهف اللهفان، قال شمر: يقال ذلك لمن اضطر فاستغاث بأهل ثقته. واستعار بعضهم الملهوف للربع من الإبل، فقال:

إذا دعاها الربع الملهوف
نوه منها الزجلات الحوف

كأن هذا الربع ظلم بأنه فطم قبل أوانه، أو حيل بينه وبين أمه بأمر آخر غير الفطام، كما في اللسان.

ل - ي - ف

صفحة : 6128

ليف النخل، بالكسر: م معروف وأجوده ليف النارجيل، يقال له: الكنبار، يكون أسود شديد السواد، وذلك أجود الليف، وأقواه مسدا، وأصبره على بناء البحر، وأكثره ثمنا القطعة بهاء قال شيخنا: فما كان من غير النخل لا يسمى ليفا، خلافا لما يفهمه شراح الشمائل في فراشه صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباد: لفت الطعام بالكسر أليفه ليفا: أي أكلته لغة في لفته لوفا. وليفت الليف تلييفا: عملته وليفت الفسيلة كذلك: إذا غلظت، كثر ليفها. وقال الفراء: رجل ليفاني بالكسر: أي لحياني نسب إلى ليف النخل.

ومما يستدرك عليه: ليفه تلييفا: غسله بالليف، وهو المليف. ولحية ليفانية: كثيرة الشعر، منبسطة الأطراف.

ومما يستدرك عليه: فصل الميم مع الفاء قال شيخنا: أهمله لأن استقراءه اقتضى أنه ليس في كلام العرب كلمة أولها ميم وآخرها فاء، وكان مقتضى التبجح، ودعوى الإحاطة أن يذكر ما ورد في هذا الفصل من أسماء القرى والمدن، ثم ذكر.

م - س - ف
مسوف، كتنور، وهي بلاد من بادية التكرور، منها: أحمد بن أبي بكر المسوفي، ذكره السخاوي في تاريخ المدينة.

م - غ - ف
ومغوفة، بفتح الميم، وضم الغين، وبعد الواو فاء: من بلاد الأندلس بنواحي تدمير وقرطاجنة، وقد تبدل الفاء بسين مهملة، وتقال بالمعجمة أيضا. قلت: وهذا الأخير هو المشهور، كما صرح به المقري في نفح الطيب، وقد ذكرناها في الشين المعجمة مما استدركنا به على المصنف هناك.

م - ن - ص - ف
ومنصف، كمقعد: من قرى بلنسبة بالأندلس، ذكرها المقري أيضا. قلت: وهذا أشبه أن يكون محله في ن ص ف.

م - ن - ف
ومنوف كصبور: قرية عظيمة مشهورة بمصر، هذا موضع ذكرها، وذكره إياها في ناف، وإشعاره بزيادة الميم يحتاج إلى دليل، لأنه خلاف الأصل، ولعلها ليست من لغة العرب. قلت: وهذا سيأتي الكلام عليه في ن - أ - ف قريبا. وإنما المناسب هنا ذكر منف، بفتح الميم أو كسرها، والنون ساكنة، قيل: هي مدينة عين الشمس، في منتهى جبل المقطم، وقد خربت في زمن الفتح الإسلامي، وبني بها مدينة القسطاط، وقيل: هي بقرب البدرشين، وقد صارت تلالا عظيمة، وهي مدينة فرعون، وبها وكز موسى القبطي، وكانت منزل يوسف الصديق ومن قبله، وفي تفسير الخازن كالبغوي: على رأس فرسخين من مصر، فتأمل ذلك.