الباب العشرون: باب الفاء - الفصل الثالث والعشرون: فصل النون مع الفاء

فصل النون مع الفاء

ن - أ - ف
نئف من الطعام، كسمع نأفا: أكل منه، نقله الجوهري عن أبي زيد، زاد أبو عمرو: ويصلح في الشرب أيضا، وقال ابن سيده: نئف الشيء نأفا: أكله، وقيل: هو أكل خيار الشيء وأوله. ونئفت الراعية المرعى: أكلته. وزعم أبو حنيفة: أنه على تأخير الهمزة، قال: وليس هذا بقوي. ونئف في الشرب: أي ارتوى كذا نص الصحاح، وهو قول أبي عمرو، وقال غيره: نئف من الشراب نأفا، ونأفا: روى. وقال ابن الأعرابي: نئف فلانا: إذا كرهه كأنفه، وقد تقدم في أ ن ف. وقال أبو عمرو: نأف كمنع: أي جد، ومنه قولهم: هو منأف، كمنبر كما في العباب.

ن - ت - ف

صفحة : 6129

نتف شعره ينتفه نتفا، من حد ضرب، وكذا الريش، أي: نزعه، ونتفه تنتيفا مثل ذلك، قال الجوهري: شدد للكثرة فانتتف، وتناتف وهما مطاوعان، أي: انتزع، قال عدي بن الرقاع:

غبراء تنفضه حتى يصاحبهـا     من زفه قلق الأرصاف منتتف ومن المجاز: نتف في القوس نتفا: إذا نزع فيها نزعا خفيفا كما في المحيط والأساس. والنتافة ككناسة، وغراب: ما انتتف وسقط من التنتف أي: الشيء المنتوف، كنتافة الإبط، وما أشبهه. والنتفة، بالضم: ما تنتفه بإصبعك وفي الصحاح: بأصابعك من النبت وغيره، ج: نتف كصرد نقله الجوهري. ومن المجاز: النتفة كهمزة: من ينتف من العلم شيئا ولا يستقصيه نقله الجوهري وكان أبو عبيدة إذا ذكر له الأصمعي يقول: ذاك رجل نتفة، قال الأزهري: أراد أنه لم يستقص كلام العرب، إنما حفظ الوخز والخطيئة منه. والمنتاف، والمنتاخ، والمنتاش بمعنى واحد. وجمل منتاف: مقارب الخطو إذا مشى غير وساع قال الأزهري: ولا يكون حينئذ وطيئا قال: هكذا سمعته من العرب. والمنتوف: لقب رجل اسمه سالم، كان مولى لبني قيس بن ثعلبة وكان صاحب أمر يزيد بن المهلب في حربه، وقد مر ذكره في ق - ح - ف. وقال ابن عباد: غراب نتف الجناح، ككتف: أي منتتفه. ويقال: جمل نتيف، كأمير: إذا نتف حتى يعمل فيه الهناء قال صخر الغي:

فذاك السطاع خلاف النجا     تحسبه ذا طلاء نتـيفـا وقال السكري?: أي بعيرا أجرد نتف، وإنما نتف ليأخذ فيه الطلاء إلى الجلد. والنتيف أيضا: لقب أبي عبد الله محمد الأصفهاني الأصولي الفقيه.

ومما يستدرك عليه: تنتف الشعر: أي تناتف. وحكي عن ثعلب: أنتف الكلأ: أمكن أن ينتف. ورجل منتاف: يقارب خطوة إذا مشى. والنتف: ما يقتلع من الإكليل الذي حوالي الظفر. وفلان نتوف، كصبور: مولع بنتف لحيته. وأعطاه نتفة من الطعام وغيره، بالضم: شيئا منه. وأفاد نتفا من العلم. والنتفة، بالفتح: النزعة الخفيفة. وما كان بينهم نتفة ولا قرصة: أي شيء صغير ولا كبير، وهو مجاز، كما في الأساس. والمنتوف: لقب أبي عبد الله محمد ابن عبد الله بن يزيد بن حيان، مولى بني هاشم، روى عنه القاضي المحاملي.

ن - ج - ف
النجف، محركة، والنجفة، بهاء: مكان لا يعلوه الماء، مستطيل منقاد كما في الصحاح، وقال اللي: النجف يكون في بطن الوادي شبيه بنجاف الغبيط، وهو جدار ليس بحد، عريض له طول منقاد من بين معوج ومستقيم، لا يعلوه الماء وقد يكون ببطن من الأرض، ج: نجاف بالكسر. أو هي أي: النجاف: أرض مستديرة مشرفة على ما حولها الواحدة نجفة، قال امرؤ القيس:

ألى ناقة المرء قد أصبحت    على الأين ذات هباب نوارا
رأت هلكا بنجاف الغـبـيط    فكادت تجذ لذاك الهجـارا

صفحة : 6130

وقيل: النجاف: شعاب الحرة التي يسكب فيها، يقال: أصابنا مطر أسال النجاف. وقال ابن الأعرابي: النجف محركة: التل وقال غيره: شبه التل. والنجف أيضا: قشور الصليان. وقال ابن دريد: النجفة بهاء: ع، بين البصرة والبحرين وقال السكوني: هي رملة فيها نخل يحفرله، فيخرج الماء، وهو شرقي الحاجر بالقرب منه. وقال ابن الأعرابي: النجفة: المسناة. وقال الأزهري: النجفة: مسناة بظاهر الكوفة تمنع ماء السيل أن يعلو مقابرها ومنازلها. وقال أبو العلاء الفرضي: النجف: قرية على باب الكوفة، وقال إسحاق ابن إبراهيم الموصلي:

ما إن رأى الناس في سهل وفي جبل    أصفى هواء ولا أغذى من النجـف
كأن تربـتـه مـسـك يفـوح بـه    أو عنبر دافه العطار فـي صـدف

وقال السهيلي: بالفرع عينان، يقال لإحداهما الغريض، وللأخرى النجف، يسقيان عشرين ألف نخلة، وهو بظهر الكوفة كالمسناة، وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ونجفة الثيب محركة: الموضع الذي تصفقه الرياح فتنجفه، فيصير كأنه جرف منجرف وهو الذي يحفر في عرضه، وهو غير مضروح، وفي اللسان: كأنه جرف منجوف، والذي ذكره المصنف موافق لما في العباب، زاد أبو حنيفة: تكون في أسافلها سهولة تنقاد في الأرض، لها أودية تنصب إلى لين من الأرض، وفي الصحاح: يقال لإبط الكثيب: نجفة الكثيب. والنجاف، ككتاب: المدرعة قاله الفراء. وقال الأصمعي: النجاف العتبة، وهي أسكفة الباب نقله الجوهري. أو النجاف: ما يستقبل الباب من أعلى الأسكفة ويسمى أيضا: الدوارة، عن ابني شميل. أو النجاف: دروند الباب ويسمى أيضا النجران، عن ابن الأعرابي، قال الأزهري: يعني أعلاه. وقال الليث: النجاف: جلد، أو خرقة يشد بين بطن التيس وقضيبه، فلا يقدر على السفاد ومنه المثل: لا تخونك اليمانية ما أقام نجافها . وفي الصحاح: نجاف التيس: أن يربط قضيبه إلى رجله، أو إلى ظهره، وذلك إذا أكثر الضراب، يمنع بذلك منه، تقول. منه: تيس منجوف قال أبو الغوث: يعصب قضيبه، فلا يقدر على السفاد، وقال ابن سيده: النجاف: كساء يشد على بطن العتود لئلا ينزو، وعتود منجوف، قال: ولا أعرف له فعلا. وقال ابن الأعرابي: أنجف الرجل: علقه أي: النجاف عليه أي: على التيس، ولكنه فسر النجاف بشمال الشاة الذي يعلق على ضرعها، ولذا قال الصاغاني: على الشاة. وسويد بن منجوف السدوسي أبو المنهال، والد علي أبي سويد: تابعي عداده في أهل البصرة، رأى علي بن أبي طالب، روى عنه المسييب ابن رافع، كذا في الثقات لابن حبان. قلت: ومن ولده أحمد بن عبد الله ابن علي بن سويد القطان، ويعرف بالمنجوفي، نسبة إلى جده، وهو من مشايخ البخاري في الصحيح، مات سنة 252. والمنجوف، والنجيف: سهم عريض النصل، ج: نجف، ككتب نقله الجوهري عن الأصمعي، وأنشد لأبي كبير الهذلي:

نجفا بذلت لها خوافي ناهض     حشر القوادم كاللفاع الأطحل

صفحة : 6131

وقال أبو حنيفة: سهم نجيف: هو العريض الواسع الجرح. ونجفه ينجفه نجفا: براه وعرضه. وقال ابن الأعرابي: نجف الشاة ينجفها نجفا: حلبها حلبا جيدا، حتى أنفض الضرع قال الراجز يصف ناقة غزيرة:

تصف أو ترمي على الصفوف
إذا أتاها الحالب النجوف

وقال ابن عباد: نجف الشجرة من أصلها: أي قطعها. ويقال: غار منجوف أي: موسع نقله الجوهري، وأنشد لأبي زبيد يرثي عثمان رضي الله عنه:

يا لهف نفسي إن كن الذي زعموا     حقا، وماذا يرد اليوم تلهـيفـي
إن كان مأوى وفود الناس راح به    رهط إلى جدث كالغار منجوف

وقال ابن عباد: النجف، ككتب: الأخلاق من الشنان والجلود. وأيضا: جمع نجيف من السهام، وهذا قد تقدم، فهو تكرار. والمنجوف: الجبان عن ابن عباد. والمنجوف: المنقطع عن النكاح عن ابن فارس. والمنجوف من الآنية: الواسع الشحوة والجوف يقال قدح منجوف، نقله ابن عباد. وفي المحكم: إناء منجوف: واسع الأسفل، وقدح منجوف: واسع الجوف، ورواه أبو عبيد: منجوب بالباء، قال ابن سيده: وهذا خطأ، إنما المنجوب: المدبوغ بالنجب. والنجفة بالضم: القليل من الشيء عن ابن عباد. وقال ابن الأعرابي: المنجف والمجفن كمنبر: الزبيل زاد اللحياني: ولا يقال: منجفة. ونجفت الريح الكثيب تنجيفا: جرفته. وقال ابن عباد: يقال: نجف له نجفة من اللبن: أي اعزل له قليلا منه. وانتجفه: استخرجه نقله الجوهري. وانتجف غنمه: استخرج أقصى ما في ضرعها من اللبن. وانتجفت الريح السحاب: استفرغته وأنشد ابن بري للشاعر يصف سحابا:

مرته الصبا ورفته الجنـو     ب وانتجفته الشمال انتجافا كاستنجفته وهذه عن الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: نجفه تنجيفا: رفعه، ومن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها: أن حسان بن ثابت دخل عليها فأكرمته ونجفته . ويقال: جلس على منجاف السفينة، قيل: هو سكانها الذي تعدل به، سمي به لارتفاعه، وقيل: منجافا السفينة جانباها، وقال الخطابي: لم أسمع فيه شيئا اعتمده. والنجاف، بالكسر: الباب، والغار ونحوهما. والمنجوف: المحفور من القبور عرضا غير مضرح، وقيل: هو المحفور أي حفر كان، وقد نجفه نجفا: حفره كذلك. وعلى بابه نجاف، بالكسر، وهو ما بني ناتئا فوق الباب مشرفا عليه، كنجاف الغار، وهي صخرة ناتئة تشرف عليه، كما في الأساس. والنجف، والتنجيف: التعريض، وكل ما عرض فقد نجف. ونجف القدح نجفا: براه. والرماح المنجوفة، من نجفت، أي حفرت، أو من نجفت العنز: شددتها بالنجاف، أورده السهيلي في الروض.

ن -ح - ف
نحف، كسمع نقله ابن دريد، وقد قالوا: نحف، مثل كرم وعليه اقتصر الجوهري نحافة، وهو منحوف كذا قال ابن دريد منحوف. ورجل نحيف بين النحافة، من قوم نحاف، كما يقال: سمين من قوم سمان، وذلك إذا هزل، أو صار قضيفا ضربا قليل اللحم، خلقة لا هزالا وأنشد الليث لسابق، وأنشده أبو تمام في الحماسة للعباس ابن مرداس السلمي، وليس له، وقال أبو رياش: هو لمعود الحكماء:

ترى الرجل النحيف فتزدريه      وفي أثوابـه أسـد مـزير وأنحفه غيره: أهزله.

صفحة : 6132

ومما يستدرك عليه: رجل نحيف، ككتف: دقيق الأصل. وجمع النحيف: نحفاء. والنحيف: اسم فرس النبي صلى الله عليه وسلم. ومن المجاز: هو نحيف الدين والأمانة. وتقول: من كان حنيفا لم يكن نحيفا.

ن - خ - ف
نخفت العنز، كمنع ونصر أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: نفخت فهو مقلوب منه، قيل: نحو نفخ الهرة. أو النخف: شبيه بالعطاس. أو هو: صوت الأنف إذا مخط عن ابن الأعرابي. أو هو: النفس العالي. والنخيف، كأمير: مثل الخنين من الأنف. وقال ابن الأعرابي: النخاف ككتاب: الخف، ج: أنخفة ومنه قول الأعرابي: جاء فلان في نخافين ملكمين، قال الأزهري: أي في خفين مرقعين. والنخفة بالفتح: وهدة في رأس الجبل نقله الصاغاني. وقال ابن الأعرابي: أنخف الرجل: كثر صوت نخيفه.

ومما يستدرك عليه: النخف: النكاح. قال ابن دريد: وقد سمت العرب نخفا بنخف الدابة.

ن - د - ف
ندف القطن يندفه ندفا: ضربه بالمندف، والمندفة بكسرهما: أي خشبته التي يطرق بها الوتر ليرق القطن؛ وهو مندوف، ونديف قال:

يا ليت شعري عنكم حنيفا
وقد جدعنا منكم الأنوفا
أتحملون بعدنا السيوفا
أم تغزلون الخرفع المندوفا

وقال ابن مقبل يصف ناقته:

يضحي على خطمها من فرطها زبد     كأن بالرأس منها خرفعـا نـدفـا ومن المجاز: ندفت الدابة تندف في سيرها ندفا بالفتح، وندفانا، محركة: أي أسرعت رجع يديها نقله الجوهري. وندفت السباع ندفا: شربت الماء بألسنتها. ومن المجاز: ندف الطعام ندفا: أي أكله بيده. ومن المجاز: ندف بالعود: أي ضرب فهو مزهر مندوف، قال الأعشى:

وصدوح إذا يهيجها الـشـر     ب ترقت في مزهر مندوف وندف الحالب ندفا: فطر الضرة بإصبعه. ومن المجاز: ندفت السماء بالمطر: مثل نطفت. وندفت بالثلج: أي رمت به. وقال الفراء: ندف الدابة يندفها ندفا: ساقها سوقا عنيفا، كأندفها. والندفة، بالضم: القليل من اللبن. وقال ابن الأعرابي: أندف الرجل: مال إلى الندف، وهو صوت العود في حجر الكرينة. وأندف الكلب: أولغه عن ابن عباد.

ومما يستدرك عليه: التنديفك مبالغة في الندف، وقطن مندف: مندوف، قال الفرزدق:

وأصبح مبيض الصقيع كـأنـه     على سروات النيب قطن مندف والندف، بالفتح: المندوف، قال الأخطل يصف كلاب الصيد:

فأرسلوهن يذرين التراب كما    يذري سبائخ قطن ندف أوتار والنداف كشداد: العواد. وقال الأصمعي: رجل نداف: كثير الأكل يندف الطعام، وهو مجاز. والنداف: نادف القطن، عربية صحيحة. وندفت السحابة بالبرد ندفا، على المثل.

ن - ز - ف
نزف ماء البئر ينزفه نزفا: نزحه كله. ونزفت البئر بنفسها: نزحت، كنزفت، بالضم، لازم متعد نقله الجوهري هكذا، وفي الحديث: زمزم لا تنزف ولا تذم : أي لا يفنى ماؤها على كثرة الاستقاء. وفي المحكم: نزف البئر ينزفها نزفا، وأنزفها بمعنى واحد، كلاهما نزحها، وأنزفت هي: نزحت وذهب ماؤها، قال لبيد:

أربت عليه كل وطـفـاء جـونة     هتوف متى ينزف لها الماء تسكب

صفحة : 6133

قال: وأما ابن جني فقال: نزفت البئر وأنزفت هي، فإنه جاء مخالفا للعادة، وذلك أنك تجد فيها فعل متعديا، وأفعل غير متعد، وقد ذكر علة ذلك في شنق البعير، وجفل الظليم. قلت: وهذا قد نقله الجوهري عن الفراء. والاسم النزف، بالضم قال:

تغترق الطرف وهي لاهية     كأنما شف وجهها نـزف أراد أنها رقيقة المحاسن، حتى كأن دمها منزوف. وبئر نزوف كصبور: أي نزفت باليد وذلك إذا قل ماؤها. ونزف، كعني: ذهب عقله، أو سكر، ومنه قوله تعالى: لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال الجوهري: أي لا يسكرون، وأنشد للأبيرد:

لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم    لبئس الندامى كنتم آل أبجرا قال: وقوم يجعلون المنزف: مثل النزيف، الذي قد نزف دمه. وقال أبو عبيدة: نزفت عبرته، كسمع: فنيت. وأنزفتها: أفنيتها، قال العجاج:
وصرح ابن معمر لمن ذمر
وأنزف العبرة من لاقى العبر وقال أيضا:
وقد أراني بالديار مترفا
أزمان لا أحسب شيئا منزفا والنزفة، بالضم: القليل من الماء ونحوه مثل الغرفة ج: نزف كغرف نقله الجوهري، قال العجاج يصف الخمر:

فشن في الإبريق منها نزفا
من رصف نازع سيلا رصفا

وقال ذو الرمة:

يقطع موضون الحديث ابتسامهـا     تقطع ماء المزن في نزف الخمر وعروق نزف، كركع: غير سائلة قال العجاج يصف ثورا:

أعين بربار إذا تعسفا
أجوازها هذ العروق النزفا

ونزف فلان دمه، كعني هكذا في سائر النسخ، وهو نص ابن دريد: سال حتى يفرط فهو منزوف، ونزيف. ونزفه الدم ينزفه من حد ضرب نزفا، قال: وهو من المقلب الذي يعرف معناه، قال الجوهري: وذلك إذا خرج منه دم كثير حتى يضعف. وفي المثل: أجبن من المنزوف ضرطا نقله الجوهري وابن دريد: وكذا: أجبن من المنزوف خضفا. يقال: خرج رجلان في فلاة، فلاحت لهما شجرة، فقال أحدهما: أرى قوما قد رصدونا، فقال الآخر: إنما هي عشرة، فظنه يقول: عشرة، فجعل يقول: وما غناء اثنين عن عشرة? ويضرط حتى مات، هكذا قال: يفعل، يعني يضرط. أو المنزو ضرطا: هي دابة بين الكلب والذئب تكون بالبادية، إذا صيح بها لم تزل تضرط حتى تموت قاله أبو الهيثم وفيه قولان آخران أوردهما الصاغاني في العباب في ض رضي الله عنه ط فراجعه. والمنزاف كمصباح من المعز: التي يكون لها لبن فينقطع نقله ابن عباد. وقال ابن دريد: المنزفة كمكنسة: ما ينزف به الماء، وقيل: هي دلية تشد في رأس عود طويل، وينصب عود، ويعرض ذلك العود الذي في طرفه الدلو عليه أي: على العود المنصوب ويستقى به الماء. والنزيف كأمير: المحموم. وقال أبو عمرو: النزيف: السكران قال امرؤ القيس:

وإذ هي تمشي كمشي النزي      ف يصرعه بالكثيب البهر وقال آخر:

بداء تمشي مشية النزيف والنزيف أيضا: من عطش حتى يبست عروقه، وجف لسانه، كالمنزوف نقله الأزهري، ومنه قول جميل:

فلثمت فاها آخذا بـقـرونـهـا    شرب النزيف ببرد ماء الحشرج

صفحة : 6134

قال أبو العباس: الحشرج: النقرة في الجبل يجتمع فيها الماء فيصفو. والنزيف: سيف عكرمة بن أبي جهل، رضي الله عنه وفيه يقول:

وقبلهما أردى النزيف سميدعـا    له في سناء المجد بيت ومنصب ومن المجاز: نزف الرجل، كعني: انقطعت حجته في الخصومة نقله الجوهري. ونزاف كقطام: أي انزف، أمر ومنه قول ابنه الجلندي ملك عمان، حين ألبست السلحفاة حليها، فغاضت في البحر: نزاف، لم يبق في البحر غير قداف: أمرت بالنزف. وأنزف الرجل: سكر ومنه قراءة الكوفيين - غير عاصم - في الصافات: ولا هم عنها ينزفون بكسر الزاي، وقراءة الكوفيين في الواقعة ولا ينزفون كذلك ومنه قول الأبيرد اليربوعي الذي أنشده الجوهري وتقدم ذكره. وأنزف الرجل: ذهب ماء بئره بالنزح وانقطع، نقله الجوهري. أو أنزف: ذهب ماء عينه بالبكاء. وقال الفراء: أنزف الرجل: إذا فني خمره وبه فسرت الآية: أي خمر أهل الجنة دائمة لا تفنى، وعبارته: ويقال: أنزف القوم: انقطع شرابهم، وقريء: ولا ينزفون بكسر الزاي. وقال أبو زيد: نزفت المرأة تنزيفا: إذا رأت دما على حملها وذل: مما يزيد الولد صغرا وضعفا، وحملها طولا.

ومما يستدرك عليه: بئر نزيف: قليلة الماء. ونزفه الحجام ينزفه وينزفه: أخرج دمه كله. ونزف فلان دمه، ينزفه نزفا: استخرجه بحجامة أو فصد. والنزف، بالضم: الضعف الحادث من خروج كثير الدم، وقيل: النزف: الجرح الذي نزف عنه دم الإنسان. ونزفه الدم والفرق: زال عقله، عن اللحياني، قال: وإن شئت قلت: أنزفه. ونزف الرجل دما، كعني: إذا رعف فخرج دمه كله. والمنزف: الذاهب العقل. وأنزف الرجل: انقطع كلامه، أو ذهب عقله، أو ذهبت حجته في خصومة أو غيرها. وقال بعضهم: إن كان فاعلا فهو منزف، وإن كان مفعولا فهو منزوف. كأنه على حذف الزائد، أو كأنه وضع فيه النزف.

ن - س - ف
نسف البناء ينسفه نسفا: قلعة من أصله ومنه قوله تعالى: فقل ينسفها ربى نسفا أي يقلعها من أصولها، نقله الجوهري عن أبي زيد، وهو مجاز. ونسف البعير النبت كذلك: أي قلعه بفيه من الأرض بأصله، كانتسفه فيهما قال أبو النجم:

وانتسف الجالب من أندابـه
إغباطنا الميس على أصلابه

ومن المجاز: بعير نسوف: يقتلع الكلأ من أصله بمقدم فيه، وناقة نسوف كذلك. وإبل مناسيف نقله الجوهري: كأنها جمع منساف، وهي من باب ملامح، ومذاكر.

صفحة : 6135

ومن المجاز: نسف الجبال نسفا: أي دكها وذراها ومنه قوله تعالى وإذا الجبال نسفت: أي ذهب بها كلها بسرعة، وقوله تعالى: ثم لننسفنه في اليم نسفا أي لنذرينه تذرية. والمنسفة، كمكنسة: آلة يقلع بها البناء عن أبي زيد. ونسف الطعام: نفضه. والمنسف، كمنبر: اسم لما ينفض به الحب وهو شيء طويل منصوب الصدر هكذا في سائر النسخ، والصواب متصوب الصدر، كما هو نص اللسان أعلاه مرتفع يكون عند القاشر، قال الجوهري: ويقال: أتانا فلان كأن لحيته منسف، حكاها أبو نصر أحمد بن حاتم. والمنسف: فم الحمار، كمنسف، كمنزل مثال منسر ومنسر. والنسافة ككناسة: ما يسقط من المنسف عند النسف، وخص اللحياني به نسافة السويق. وقال ابن فارس: النسافة: الرغوة من اللبن وغيره يقولها بالشين المعجمة، كما سيأتي. وفرس نسوف السنك: إذا كان يدنيه من الأرض في عدوه، أو يدني مرفقيه من الحزام، وإنما يكون ذلك لتقارب مرفقيه وهو محمود نقله الجوهري، وأنشد لبشر بن أبي خازم:

نسوف للحزام بمرفقيها     يسد خواء طبييها الغبار ألا ترى إلى قول الجعدي: في مرفقيه تقارب وله بركة زور كجبأة الخزم ونسف، كنصر، نسفا على القياس ونسوفا قال الصاغاني: كذا قال السكري: نسوفا، والقياس نسفا عض. أو النسوف: آثار العض. وبهما فسر قول صخر الغي الهذلي:

كعدو أقب رباع ترى    بفائله ونساه نسوفـا وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل: إنه لكثير النسيف، كأمير وهو السرار ويقال: أطال نسيفه أي سراره. والنسيف أيضا: السر. وأيضا: أثر كدم الحمار يقال للحمار: به نسيف، وذلك إذا أخذ الفحل منه لحما أو شعرا فبقي أثره، قال الممزق العبدي:

وقد تخذت رجلي لدى جنب غرزها    نسيفا كأفحوص القطاة المطـرق والنسيف: أثر الحلبة من الركض نقله الليث. قال: والنسيف: الخفي من الكلام لغة هذلية، ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي:

فألفى القوم قد شربوا فضموا     أمام القوم منطقهم نسـيف

صفحة : 6136

قال الأصمعي: أي ينتسفون الكلام انتسافا، لايتمونه من الفرق، يهمسون به رويدا من الفرق، فهو خفي؛ لئلا ينذر بهم، ولأنهم في أرض عدو نقله السكري والجوهري. وإناء نسفان: ملآن يفيض من امتلائه. ونسفان، محركة: مخلاف باليمن قرب ذمار على ثمانية فراسخ منها. والنساف كزنار: طير له منقار كبير، قاله سيبويه، قال الليث: كالخطاطيف ينسف الشيء في الهواء ج: نساسيف. ونسف، كجبل: د بل كورة مستقلة مشهورة مما وراء النهر، بين جيحون وسمرقند، على عشرين فرسخا من بخارا، وهو معرب نخشب اصطلاحا، قاله الصاغاني، ونقل شيخنا عن بعض الثقات أن اسم البلد نسف، ككتف، والنسبة بالفتح على القياس، كنمري. قلت: والنسبة إليه نسفي على الأصل، ونخشبي على التغيير وقد تقدم ذلك للمصنف في نخشب وذكر ما يتعلق به هناك. والنسفة بالفتح ويثلث، ويحرك، والنسيفة كسفينة واقتصر الليث على الفتح: حجارة سود ذات نخاريب، تحك بها الرجل في الحمامات سمي به لانتسافه الوسخ من الرجل، أو هي حجارة الحرة، وهي سود كأنها محترقة والقولان واحد، قال ابن سيده: هكذا أورده الليث بالسين ج: نسف ككسر، ونساف، مثل صحاف، ونسف مثل كتب فالأولى جمع نسفة، بالكسر، والثانية جمع نسفة بالضم، كنطفة ونطاف، والثالثة جمع نسيفة، كسفينة وسفن. وفاته من جمع المضموم نسف، كنطفة ونطف، وجمع المكسور بحذف الهاء، كتبنة وتبن، وجمع المفتوح بحذفها أيضا، كتمرة وتمر، وجمع المحرك بحذفها أيضا كثمرة وثمر، وهذا قد يجيء في التركيب الذي بعده، وهما واحد، فتأمل ذلك أو الصواب بالشين المعجمة، كما نبه عليه ابن سيده والصاغاني أو لغتان مثل: انتسف لونه، وانتشف، وسمت وشمت، كما في التكملة. ويقال: هما يتناسفان الكلام أي يتساران نقله الجوهري، زاد الصاغاني: كأن هذا ينسف ما عند ذلك، وذلك ينسف ما عند هذا.

ومن المجاز: انتسف لونه مبنيا للمفعول: أي تغير عن اللحياني، والشين لغة، كما سيأتي. ومن المجاز: بيني وبينه عقبة نسوف كصبور: أي طويلة شاقة تنسف صاحبها. والتنسف في الصراع: أن تقبض بيده، ثم تعرض له رجلك، فتعثره كذا في التكملة.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6137

نسفت الريح الشيء تنسفه نسفا، وانتسفته: سلبته. وأنسفت الريح إنسافا: اشتدت، وأسافت التراب والحصى. والنسف: نقر الطائر بمنقاره. وقد انتسف الطائر الشيء عن وجه الأرض بمخلبه، ونسفه. والنساف، كشداد: لغة في النساف، كرمان، عن كراع: طائر له منقار كبير. والنسوف من الخيل: الواسع الخطو ونسفه بسنبكه أو ظلفه ينسفه، وأنسفه: نجاه. ونسف نسفا: خطا. وناقة نسوف: تنسف التراب في عدوها. ونسف البعير حمله نسفا: إذا مرط حمله الوبر عن صفحتي جنبيه. ونسف الشيء، وهو نسيف: غربله. والنسف: تنقية الجيد من الرديء. ويقال: اعزل النسافة، وكل من الخالص. والمنسفة: الغربال. وانتسفوا الكلام بينهم: أخفوه وقللوه. ونسف الحمار الأتان بفيه، ينسفها نسفا ومنسفا، ومنسفا: عضها فترك فيها أثرا، الأخيرة كمرجع من قوله تعالى: إلى الله مرجعكم وترك فيها نسيفا: أي أثرا من عضة، أو انحصاص وبر. والنسيف: أثر ركض الرجل بجنبي البعير إذا انحص عنه الوبر، يقال: اتخذ فلان في جنب ناقته نسيفا: إذا انجرد وبر مركضيه برجليه. وما في ظهره منسف، كقولك: ما في ظهره مضرب. ونسف البعير برجله نسفا: ضرب بها قدما. ونسف الإناء، ينسف: فاض. والنسف: الطعن، مثل النزع. والنسافة، بالضم: ما يثور من غبار الأرض، قاله الراغب.

ن - ش - ف
نشف الثوب العرق، كسمع قال ابن السكيت: وهو الفصيح الذي لا يتكلم بغيره ونشف مثل نصر لغة فيه، وكذلك نفد ينفد في نفد ينفد، قاله ابن بزرج: أي: شربه. ونشف الحوض الماء ونشف: شربه زاد ابن السكيت: كتنشفه. ونشف الماء في الأرض: ذهب ويبس والاسم النشف، محركة. وقال ابن فارس: النشف في الحياض، كالنزح في الركايا. ويقال: أرض نشفة، كفرحة: بينه النشف: إذا كانت تنشف الماء أي: تشربه، أو ينشف ماؤها، قال ابن الأثير: وأصل النشف: دخول الماء في الأرض والثوب. والنشفة بالفتح: خرقة أو صوفة ينشف بها ماء المطر، وتعصر في الأوعية وأخصر من هذا: صوفة ينشف بها الماء من الأرض. والنشفة بالضم والكسر: الشيء القليل يبقى في الإناء مثل الجرعة عن أبي حنيفة، واقتصر على الضم. والنشفة بالضم: ما أخذ من القدر بمغرفة حارا فحسى عن اللحياني. والنشفة بالتثليث، ويحرك فهي أربع لغات: الضم عن أبي عمرو، والكسر في الأصمعي والأموي: هي النسفة بالسين، وهي الحجارة السود التي ينقى بها وسخ الأقدام في الحمامات ج: كتمر، وتبن، وكسر، ونطف، ونطاف في تمرة وتبنة وكسرة ونطفة، وفاته جمع المحرك، ونظيره ثمرة وثمر. ذكره الصاغاني، ولعل سبب تركه قول سيبويه ما نصه: فأما النشف فاسم للجمع، وليس بجمع؛ لأن فعله وفعلة ليس مما يكسر على فعل فتأمل. قال الليث: سمي به لانتشافه الوسخ، وقيل: لتنشفها الماء، وأنشد أبو عمرو:

طوبى لمن كانت له هرشفة
ونشفة يملأ منهـا كـفـه

صفحة : 6138

وقال الأصمعي: النشف بالتسكين، والنشف بالتحريك، واحدته نشفة، قال ابن بري: ونظيره حلقة وحلق، وفلكة وفلك، وحمأة وحمأ، وبكرة وبكر، وفي حديث حذيفة رضي الله عنه أتتكم الدهيماء، ترمى بالنشف، ثم التي تليها ترمى بالرضف يعني أن الأولى من الفتن لا يؤثر في أديان الناس؛ لخفتها، والتي بعدها كهيئة حجارة، وقد أحميت بالنار، فكانت رضفا، فهي أبلغ. والنشافة ككناسة: الرغوة التي تعلو اللبن إذا حلب، وهو الزبد والجفالة قاله ابن السكيت، وقال اللحياني هي رغوة اللبن، ولم يخص وقت الحلب كالنشفة بالضم وانتشف النشافة: شربها كما في الصحاح، أو أخذها، كما في اللسان. ويقول الصبي: أنشفني النشافة إنشافا أشربها: أي اسقنيها كما في الصحاح. والنشوف كصبور: ناقة تدر قبل نتاجها، ثم تذهب درتها. وقال ابن عباد: لا يكون الفتى نشافا، وهو بمنزلة النشال، كشداد وهو: من يأخذ حرف الجردقة، فيغمسه في رأس القدر، ويأكله دون أصحابه. والنشافة بهاء: منديل يتمسح به ومنه الحديث: كان له صلى الله عليه وسلم نشافة ينشف بها غسالة وجهه يعني منديلا يمسح به وضوءه، قاله ابن عباد. وناقة منشاف: إذا كانت ترى مرة حافلا، ومرة ما في ضرعها لبن وإنما يكون ذلك حين يدنو نتاجها.

ومن المجاز: نشف المال كنصر: ذهب وهلك عن ابن عباد، والزمخشري. وأنشفت الناقة: إذا ولدت ذكرا بعد أنثى عن ابن عباد. ونشف الماء تنشيفا: أخذه بخرقة ونحوها ومنه الحديث: فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة مالنا غيرها ننشف بها الماء. وانتشف لونه مبنيا للمفعول: أي تغير حكاه يعقوب، واللحياني، والسين لغة، وقد تقدم.

ومما يستدرك عليه: نشف الماء ينشفه نشفا، من حد ضرب: أخذه من غدير أو غيره بخرقة أو غيرها، كما في اللسان والمصباح. والنشافة بالضم: ما نشف من الماء. وانتشف الوسخ: أذهبه مسحا ونحوه. والنشافة، بالضم: ما أخذ من القدر وهو حار. ونشفت الإبل تنشيفا: صارت لألبانها نشافة، وحكى يعقوب: أمست إبلكم تنشف وترغي: أي لها نشافة ورغوة، كما في الصحاح. وقال النضر: نشفت الناقة تنشيفا، فهي منشف، وهو أن تراها مرة حافلا ومرة لا. والنشف: اللون، ويروى بيت أبي كبير:

وبياض وجهك لم تحل أسراره    مثل الوذيلة أو كنشف الأنضر قلت: والرواية كشنف الأنضر، قال أبو سعيد: هو من الشنوف. وإبراهيم بن محمد بن سعيد بن النشف، النشفي، محركة، الواسطي، سمع ببغداد من أحمد بن أحمد البندنيجي، وسليمان وعلي ابني الموصلي، وابن أخيه محمد بن سعيد ابن محمد بن سعيد، سمع مع عمه عليهما، نقله الحافظ.

ن - ص - ف

صفحة : 6139

النصف، مثلثة هكذا نقله الصاغاني، عن ابن الأعرابي، قال شيخنا: أفصحها الكسر، وأقيسها الضم؛ لأنه الجاري على بقية الأجزاء كالربع والخمس والسدس، ثم الفتح. قلت: الكسر والضم نقلهما ابن سيده، وأما الفتح فإنه عن ابن الأعرابي، وقرأ زيد بن ثابت فلها النصف بالضم: أحد شقي الشيء وفي الأساس أحد جزأي الكمال كالنصيف كأمير، كالثليث والثمين والعشير، في الثلث والثمن والعشر، قاله أبو عبيد ومنه الحديث: ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه وقال الراجز:

لم يغذها مد ولا نصيف وقد مر في ع - ج - ف. ج: أنصاف كشبر وأشبار، وصبر وأصبار، وقفل وأقفال. والنصف بالكسر، ويثلث هو: النصفة الاسم من الإنصاف، نقله الجوهري، واقتصر على الكسر، وأنشد للفرزدق:

ولكن نصفا لو سببت وسبـنـى    بنو عبد شمس من مناف وهاشم قال الصاغاني: هكذا أنشده سيبويه، والذي في شعره ولكن عدلا وإناء نصفان كسحبان، وقربة نصفي، ككسرى: إذا بلغ الماء نصفه ونصفها، وكذلك إذا بلغ الكيل نصفه، ولا يقال ذلك في غير النصف من الأجزاء، أعني أنه لا يقال: ثلثان ولا ربعان، ولا غير ذلك من الصفات التي تقتضى هذه الأجزاء، وهذا مروى عن ابن الأعرابي. ونصفه أي: الشيء كنصره ينصفه نصفا: بلغ نصفه تقول: نصفت القرآن. ونصف النهار ينصف وينصف: مثل انتصف، كأنصف وذلك إذا بلغ نصفه. وقيل: كل ما بلغ نصفه في ذاته فقد أنصف، وكل ما بلغ نصفه في غيره فقد نصف. وقال المسيب بن علس يصف غائصا على درة:

نصف النهار الماء غامره      ورفيقه بالغيب لا يدري أراد: انتصف النهار والماء غامره، فانتصف النهار ولم يخرج من الماء، فحذف واو الحال. ونصف القوم ينصفهم نصفا بالفتح ونصافة كسحابة ويكسر: إذا أخذ منهم النصف كما يقال: عشرهم يعشرهم عشرا: إذا أخذ منهم العشر. ونصف الشيء نصفا بالفتح: أخذ نصفه. ونصف القدح نصفا: شرب نصفه. ونصف النخل نصوفا كقعود: احمر بعض بسره وبعضه أخضر عن ابن عباد كنصف تنصيفا عن أبي حنيفة. ونصف فلانا ينصفه بالضم وينصفه بالكسر لغة فيه، ذكرهما يعقوب نصفا بالفتح، ونصافا ونصافة بكسرهما عن يعقوب وفتحهما عن غيره: خدمه قال لبيد رضي الله عنه يصف ظروف الخمر:

لها غلل من رازقي وكرسف     بأيمان عجم ينصفون المقاولا كأنصفه إنصافا. والمنصف، كمقعد ومنبر كلاهما عن ابن الأعرابي: الخادم ووافقه الأصمعي على الكسر، وفي حديث داود عليه السلام: فدخل المحراب، وأقعد منصفا على الباب وهي بهاء، ج: مناصف قال عمر بن أبي ربيعة:

لتربها ولأخرى من مناصفهـا     لقد وجدت به فوق الذي وجدا ومنصف كمقعد: واد باليمامة يسقي بلاد عامر من حنيفة، ومن ورائه قرقرى، كما في المعجم. والمنصف من الطريق ومن النهار، ومن كل شيء: نصفه. وقال ابن دريد: ناصفة: ع قال البعيث:

أهاج عليك الشوق أطلال دمنة    بناصفة الجوين أو جانب الهجل ويروى: بناصفة الجوين أو بمحجر والناصفة من الماء: مجراه في الوادي ج: نواصف قال طرفة ابن العبد:

صفحة : 6140

كأن حدوج المالكـية غـدوة     خلايا سفين بالنواصف من دد أو الناصفة: صخرة تكون في مناصف أسناد الوادي كما في المحيط، وزاد في اللسان: ونحو ذلك من المسايل. والنصيف كأمير: الخمار ومنه الحديث في صفة الحور العين: ولنصيف إحداهن على رأسها خير من الدنيا وما فيها وأنشد الجوهري للنابغة يصف امرأة:

سقط النصيف ولم يرد إسقاطه     فتناولته واتقـتـنـا بـالـيد وقيل: نصيف المرأة: معجرها. وقال أبو سعيد: النصيف: ثوب تتجلل به المرأة فوق ثيابها كلها، سمي نصيفا؛ لأنه نصف بين الناس وبينها، فحجز أبصارهم عنها، قال: والدليل على صحة هذا قوله: سقط النصيف. لأن النصيف إذا جعل خمارا فسقط فليس لسترها وجهها مع كشفها شعرها معنى. ويقال: النصيف: العمامة، وكل ما غطى الرأس فهو نصيف. والنصيف من البرد: ماله لونان. والنصيف: مكيال لهم، نقله الجوهري، وبه فسر الحديث السابق، وقول الراجز. والنصف، محركة: الخدام، الواحد ناصف نقله الجوهري، وفي المحكم النصفة: الخدام، واحدهم ناصف. وقال ابن السكيت: النصف: المرأة بين الحدثة والمسنة قال غيره: كأن نصف عمرها قد ذهب، وأنشد ابن الأعرابي:

وإن أتوك وقالوا إنها نصـف    فإن أطيب نصفيها الذي غبرا أو هي التي بلغت خمسا وأربعين سنة، أو التي قد بلغت خمسين سنة ونحوها، والقياس الأول، لأنه يجره اشتاق، وهذا لا اشتقاق له، كما في اللسان، قال ابن السكيت: وتصغيرها نصيف، بلا هاء؛ لأنها صفة، وهن أنصاف، ونصف بضمتين، وبضمة الثانية عن سيبويه وقد يكون النصف للجمع كالواحد وهو نصف محركة، من قوم أنصاف ونصفين قال ابن الرقاع:

تنصلتها له من بعد ما قذفـت    بالعقر قذفة ظن سلفع نصف

صفحة : 6141

ورجل نصف، بالكسر: أي من أوساط الناس، وللأنثى والجمع كذلك. والإنصاف بالكسر: العدل قال ابن الأعرابي: أنصف: إذا أخذ الحق، وأعطى الحق. والاسم النصف والنصفة، محركتين وتفسيره أن تعطيه من الحق كالذي تستحقه لنفسك، ويقال: أنصفه من نفسه. وأنصف الرجل: سار نصف النهار عن ابن الأعرابي. وأنصف النهار: بلغ النصف أو مضى نصفه، كانتصف، وقد تقدم. وأنصف الشيء: أخذ نصفه عن ابن الأعرابي. وأنصف فلان: أسرع عن ابن عباد. ونصف الجارية بالخمار تنصيفا: خمرها به عن ابن الأعرابي. ونصف الشيء: جعله نصفين عن ابن الأعرابي أيضا. ونصف رأسه ولحيته: صار السواد والبياض نصفين نقله الصاغاني. وفي الصحاح: نصف الشيب رأسه بلغ النصف. ويقال: هو يشرب المنصف، كمعظم: الشراب طبخ حتى ذهب نصفه. والمنصف، كمحدث: من خمر رأسه بعمامة. ويقال انتصف منه: إذا استوفى حقه منه كاملا حتى صار كل على النصف سواء، كاستنصف منه وهذه عن الكسائي. وانتصفت الجارية: اختمرت بالنصيف كتنصف فيهما. ويقال: تنصفت السلطان، إذا سألته أن ينصفك. وتنصفت الجارية: تخمرت. ويقال: رمى فانتصف سهمه في الصيد: أي دخل فيه إلى النصف. ومنتصف النهار، وكل شيء بفتح الصاد: وسطه يقال: أتيته منتصف النهار، والشهر. وتناصفوا: أنصف بعضهم بعضا من نفسه، نقله الجوهري، وأنشد قول ابن الرقاع:

إني غرضت إلى تناصف وجههـا      غرض المحب إلى الحبيب الغائب يعني استواء المحاسن، كأن بعض أجزاء الوجه أنصف بعضا في أخذ القسط من الجمال، وغرضت: اشتقت وقال غيره: معناه خدمة وجهها بالنظر إليه: وقيل: إلى محاسنه التي تقسمت الحسن فتناصفته: أي أنصف بعضها بعضا، فاستوت فيه، وقال ابن الأعرابي: تناصف وجهها: محاسنها؛ أي أنها كلها حسنة ينصف بعضها بعضا، يريد أن أعضاءها حسنة متساوية في الجمال والحسن، فكأن بعضهما أنصف بعضا، فتناصف، وناصفه مناصفة: قاسمه على النصف نقله الجوهري. وتنصف الرجل: خدم نقله الجوهري، وأنشد لحرقة بنت النعمان ابن المنذر:

فأف لدنيا لا يدوم نعـيمـهـا     تقلب تارات بنا وتـصـرف
بينا نسوس الناس والأمر أمرنا     إذا نحن فيهم سوقة نتنصـف

قال الصاغاني: والبيت مخروم وقال ابن بري: تنصفته: خدمته وعبدته، وأنشد:

فإن الإله تنـصـفـتـه     بأن لا أعق وأن لا أحوبا وتنصف فلانا استخدمه فهو ضد وعبارة العباب: تنصف: خدم، وتنصفه: استخدمه، فتنصف لازم متعد، ولم يذكر الضدية، فتأمل، ويروى قول الحرقة بفتح النون وبضمها؛ فبالفتح: أي نخدم، وبالضم: أي نستخدم. وتنصف زيدا: طلب ما عنده عن ابن عباد. وتنصف فلانا: خضع له عن ابن عباد أيضا. وتنصف السلطان: سأله أن ينصفه، كاستنصفه. وتنصف الشيب إياه: عمه عن ابن عباد. وقال الفراء: تنصفناك بيننا: أي جعلناك بيننا. والمناصف: أدوية صغار. واسم ع بعينه.
ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6142

قال اليزيدي: نصف الماء البئر والحب والكوز، وهو ينصفه نصفا ونصوفا، وقد أنصف الماء الحب إنصافا، وكذلك الكوز: إذا بلغ نصفه، فإن كنت أنت فعلت به قلت: أنصفت الماء الحب والكوز. وتقول: أنصف الشيب رأسه ونصف تنصيفا. وإذا بلغت نصف السن قلت: قد أنصفته، ونصفته، إنصافا وتنصيفا. والمناصف، بالضم: البسر رطب نصفه، لغة يمانية. ومنصف القوس، والوتر: موضع النصف منهما. والمنصف: الموضع الوسط بين الموضعين. ونصف النهار تنصيفا: انتصف قال العجاج:

حتى إذا الليل التمام نصفا وقال ابن شميل: إن فلانة لعلى نصفها، محركة: أي نصف شبابها. ونصف الرجل تنصيفا: صار كهلا، كأنه بلغ نصف عمره. والنصيف، كأميرس: الخادم. وتنصفه طلب معروفه، قال:

فإن الإله تنـصـفـتـه      بأن لا أخون وأن لا أخانا وقيل: تنصفته: أطعته، وانقدت له. ورجل متناصف: متساوي المحاسن. ومكان متناصف: مستوى الأجزاء، كأن بعض أجزائه ينصف بعضا، نقله الزمخشري. والنواصف: الرحاب، نقله الجوهري، وزاد غيره: بها شجر. وقيل: الناصفة الأرض تنبت الثمام وغيره، وقال أبو حنيفة: الناصفة: موضع منبات، يتسع من الوادي، وقال غيره: النواصف: أماكن بين الغلظ واللين. ويقال: انصف هذه الدراهم بيننا: أي اقسمها نصفين، كما في الأساس. ونصفه تنصيفا: استخدمه، كما في الأساس أيضا. والمنصف، كمقعد: اختلاس الحق بحيلة، عامية والجمع المناصف، والرجل مناصفي. ومنصف: من قرى بلنسية. وقد سموا ناصفا. وانتصفت الإبل ماء حوضها: شربته أجمع، نقله ابن الأعرابي، وهي لغة في الضاد المعجمة. واستنصف الوالي الخراج: استوفاه، هكذا نقله الزمخشري على الصواب في تركيب ن - ظ - ف وسيأتي للمصنف تبعا لغيره أنه استنظف، بالظاء. والمنصف، كمجلس: لغة في المنصف كمقعد، للوادي، عن الحفصي. والناصفة: الرحبة في الوادي. وقال الزمخشري: ناصفة: واد من أودية القبلية. وناصفة الشجناء: موضع في طريق اليمامة. وناصفة العمقين: في بلاد بني قشير، قال مصعب بن طفيل القشيري:

بناصفة العمقين أو برقة اللوى
على النأي والهجران شب شبوبها

وناصفة العناب: موضع آخر، قال مالك بن نويرة:

كأن الخيل مبركها سنيحا
قطامي بناصفة العناب ويوم ناصفة: من أيام العرب. وناصفة العقيق: موضع بالمدينة، قال أبو معروف أحد بني عمرو ابن تميم:

ألم تلمم على الدمن الخشوع
بناصفة العقيق إلى البقيع

والناصفة: ماء لبني جعفر بن كلاب، كذا في المعجم. والنواصف: موضع بعمان.

ن - ض - ف
النضيف: الخدمة كالنصف، نقله أبو عمرو، قال: هو كقولهم: ضاف السهم، وصاف. والنضف الضرط وقال ابن الأعرابي: هو إبداء الحصاص. وقال الليث، وابن الأعرابي: النضف: بالتحريك: الصعتر البري وأغفله أبو حنيفة في كتاب النبات، الواحدة نضفة، وأنشد الليث:

ظلا بأقرية النفاخ يومهمـا    ينبشان أصول المغد والنضفا

صفحة : 6143

هكذا أنشده الأزهري، قال الصاغاني: لم ينشد الليث هذا البيت، والرواية اللصفا، والبيت لكعب بن زهير رضي الله عنه. وأنضف الرجل: دام على أكل النضف أي: الصعتر البري. ورجل ناضف، ومنضف، كمنبر: ضراط وكذلك خاضف ومخضف، قال:

فأين موالينا المرجى نوالـهـم     وأين موالينا الضعاف المناضف ونضف الفصيل ما في ضرع أمه، كنصر وضرب وكلاهما عن الفراء ومثل فرح اقتصر عليه الجوهري، نضفا بالفتح، ونضفا بالتحريك: امتكه، وشرب جميع ما فيه، كانتصفه نقله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: انتضفت الإبل ماء حوضها: شربته أجمع، والصاد المهملة لغة فيه. والنضفان، محركة: الخبب نقله الصاغاني. وأنضفه: ضرطه. وروى أبو تراب عن الخصيبي: أنضفت الناقة: إذا خبت وكذلك أوضفت. وأنضف الناقة: أخبها. والنضف، ككتف، وأمير: النجس، وقال ابن الأعرابي: يقال: هم نضفون نجسون، بمعنى واحد.

ومما يستدرك عليه: يقولون في السب: يا ابن المنضفة: أي: الضراطة، لغة يمانية.

ن - ط - ف
النطفة، بالضم: الماء الصافي قل أو كثر فمن القليل نطفة الإنسان، وقال أبو ذؤيب يصف عسلا.

فشرجها من نطـفة رجـبـية     سلاسلة من ماء لصب سلاسل أي: خلطها ومزجها بماء سماء أصابهم في رجب. وشرب أعرابي شربة من ركية يقال لها: شفية، فقال: والله إنها نطفة باردة عذبة. وقال الأزهري: والعرب تقول للمويهة القليلة: نطفة، وللماء الكثير: نطفة، وهو بالقليل أخص. أو قليل ماء يبقى في دلو، أو قربة عن اللحياني، وقيل: هي كالجرعة، ولا فعل للنطفة، ومنه الحديث: قال لأصحابه: هل من وضوء? فجاء رجل بنطفة في إداوة أراد بها هنا الماء القليل كالنطافة، كثمامة وهي القطارة ج: نطاف بالكسر، ونطف بضم ففتح. والنطفة: البحر وهذا من الكثير، ومنه الحديث: قطعنا إليهم هذه النطفة أي: البحر وماءه، وفي حديث علي رضي الله عنه: وليمهلها عند النطاف والأعشاب أي: الإبل إذا وردت على المياه والعشب، يدعها لترد وترعى، وقد فرق الجوهري بين هذين اللفظين في الجمع، فقال: النطفة: الماء الصافي، والجمع النطاف. والنطفة: ماء الرجل الذي يتكون منه الولد ج: نطف قال الصاغاني: وشعر معقل حجة عليه، وهو قوله:

وإنهما لجوابـا خـروق      وشربان بالنطف الطومى

صفحة : 6144

وفي التنزيل العزيز: ألم يك نطفة من منى تمنى وفي الحديث: تخيروا لنطفكم. والنطفتان في الحديث: لا يزال الإسلام يزيد وأهله، وينقص الشرك وأهله، حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلا جورا وهو من الكثير: أي بحرا المشرق والمغرب فأما بحر المشرق فينقطع عند نواحي البصرة، وأما بحر المغرب فمنطقة عند القلزم. أو المراد به: ماء الفرات، وماء بحر جدة وما والاها، فكأنه صلى الله عليه وسلم أراد أن الرجل يسير في أرض العرب لا يخاف في طريقه غير الضلال والجور عن الطريق. أو المراد بهما بحر الروم وبحر الصين لأن كل نطفة غير الأخرى، والله أعلم بما أراد، وفي رواية لا يخشى جورا أي لا يخاف في طريقه أحدا يجور عليه ويظلمه. والنطفة بالتحريك، وكهمزة: القرط، أو اللؤلؤة الصافية اللون، أو اللؤلؤة الصغيرة شبهت بقطرة الماء ج: نطف محركة، قال الأعشى:

يسعى بها ذو زجاجات له نطف     مقلص أسفل السربال معتمـل وتنطفت المرأة، أي: تقرطت ومنه قول حسان رضي الله عنه:

يسعى إلى بكأسها متنطف     فيعلني منها ولو لم أنهل ووصيفة منطفة، كمعظمة: مقرطة بتومتى قرط، وكذلك غلام منطف، قال الراجز:

كأن ذا فدامة منطفا
قطف من أعنابه ما قطفا

ونطف، كفرح وعليه اقتصر الجوهري ونطف أيضا، مثل عنى، نطفا بالتحريك فيهما، ونطافة، ككرامة ونطوفة بالضم، اتهم بريبة وقيل: عاب وأراب. وأيضا تلطخ بعيب. ونطف الشيء: فسد. ونطف الرجل: بشم من أكل ونحوه ينطف نطفا في الكل. ونطف البعير نطفا: دبر في كاهله أو سنامه، أو أغد أي: أصابته الغدة في بطنه، أو أشرفت دبرته على جوفه، فنقبت عن فؤاده، وبعير نطف، ككتف قال الراجز:

كوس الهبل النطف المحجوز قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

شدا على سرتي لا تنقعف
إذا مشيت مشية العود النطف

وأنشده ابن دريد أيضا، وهي بهاء قال ابن هرمة يخاطب ناقة:

أهون شيء على أن تقعي    مقلوبة عند بابه نطـفـه ونطف الماء والحب، والكوز كنصر وضرب، نطفا، وتنطافا بفتحهما، ونطفانا محركة ونطافة، بالكسر ونطافا، ككتاب: سال وقطر قليلا قليلا، قال:

ألم يأتها أن الدموع نـطـافة     لعين يوافى في المنام حبيبها?

صفحة : 6145

وفي صفة السيد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: ينطف رأسه ماء أي: يقطر، وفي الحديث: أن رجلا أتاه فقال: يا رسول الله، رأيت ظلة ينطف سمنا وعسلا أي: تقطر، ومنه قول بعض الأعراب ووصف ليلة ذات مطر: تنطف آذان ضأنها حتى الصباح. ونطف فلانا ينطفه نطفا: قذفه بفجور، أو لطخه بعيب أو سوء تلطيخا كنطفة تنطيفا نقله ابن سيده. ونطف الماء نطفا: صبه. وقال ابن الأعرابي: النطف ككتف: النجس، وهم قوم نطفون: نجسون، نضفون، وحرون بمعنى. والنطف: الرجل المريب المتهم، وإنه لنطف بهذا الأمر، أي: متهم قاله أبو زيد. ويقال: النطف: من أشرفت شجته على الدماغ نقله الجوهري، وهو قول الأصمعي. والنطف بالتحريك: العيب كالوحر، عن الفراء. ويقال: وقع في النطف، أي: الشر والفساد. وإشراف الدبرة على الجوف، وإشراف الدبرة على الجوف، وهذا قد تقدم. والنطف: علة يكوى منها الإنسان ورجل نطف: به ذلك الداء، وأنشد ثعلب:

واستمعوا قولا به يكوى النطف
يكاد من يتلى عليه يجتئف ويقال: ما تنطف به، أي: ما تلطخ به. وتنطف خبرا: إذا تطلعه وتنطف منه: تقزز وتنطس، يقال: هو يتنطف، ويتنظف. والنطوف، كصبور: ع وفي التكلمة: هي ركية لبنى كلاب. قلت: هو قول أبي زياد، وأنشد:

وهل أشربن ماء النطوف عشية وقد علقت فوق النطوف المواتح? وقال أمية بن أبي عائذ:

فضهاء أظلم فالنطوف فصائف     فالنمر، فالبرقات، فالأنحاص ومما يستدرك عليه: أنطفه إنطافا: إذا اتهمه بريبة، نقله الجوهري. والنطف: عقر الجرح. ونطف الجرح والخراج نطفا: عقره. وجارية متنطفة، كمنطفة. قال الأزهري: قال ذو الرمة فجعل الخمر نطفة:

تقطع ماء المزن في نطف الخمر قال الصاغاني: والرواية: في نزف الخمر وقد تقدم. قال: وأما النابغة الجعدي رضي الله عنه فجعل الناطف: الخمر، في قوله:

وبات فريق ينضحون كأنـمـا     سقوا ناطفا من أذرعات مفلفلا

صفحة : 6146

وقيل: أراد شيئا نطف من الخمر: أي: سال، أي ينضحون الدم. وليلة نطوف: قاطرة تمطر حتى الصباح، وهو مجاز. ونطفت آذان الماشية، وتنطفت: ابتلت بالماء فقطرت. والناطف: نوع من الحلواء، قال الجوهري: هو القبيط، قال غيره: لأنه يتنطف قبل استضرابه، أي: يقطر قبل خثورته. ونصل نطاف، كسحاب، وقيل: كشداد: لطيف العير، نقله الصاغاني. وقال ابن عباد: المناطف: المطالع. ونطف لي كذا، أي: طلع علي. وهو نطف لهذا الأمر، محركة، أي: هو صاحبه. وقولهم: لو كان عنده كنز النطف ما عدا هو ككتف، قال الجوهري: هو اسم رجل من بني يربوع كان فقيرا، فأغار على مال بعث به باذان إلى كسرى من اليمن، فأعطى منه يوما إلى أن غابت الشمس، فضربت به العرب المثل، قال ابن بري: هذا الرجل هو النطف بن الخيبري، أحد بني سليط بن الحارث بن يربوع، وكان أصاب عيبتي جوهر من اللطيمة التي كان باذان أرسل بها إلى كسرى، فانتهبها بنو حنظلة، فقتلت بها تميم يوم صفقة المشقر، وقال ابن بري أيضا يقال: إن النطف كان فقيرا يحمل الماء على ظهره، فينطف أي: يقطر، قال صاحب اللسان: ورأيت حاشية بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي رحمه الله تعالى قال: قال ابن دريد في كتاب الاشتقاق: النطف اسمه حطان. والنطاف، بالكسر: العرق، كذا في التكملة، والذي في الأساس: وعلى جبينه نطاف من العرق، فتأمل. ونويطف، مصغرا: موضع دون عين صيد، من القصيمة.

ن - ظ - ف
النظافة: النقاوة وقد نظف الشيء، ككرم، فهو نظيف: حسن وبهو، وفي اللسان والأساس: النظافة: مصدر التنظيف، والفعل اللازم منه نظف، بالضم. ونظفه تنظيفا: نقاه، فتنظف. وقال الأزهري: النظيف، كأمير: الأشنان وشبهه؛ لتنظيفه اليد والثوب من غمر المرق واللحم، ووضر الودك، وما أشبهه. وقال أبو بكر بن الأنباري في قولهم: هو نظيف السراويل معناه: أنه عفيف الفرج يكنى بالسراويل عن الفرج، كما يقال: هو عفيف المئزر والإزار، قال: وفلان نجس السراويل: إذا كان غير عفيف الفرج، قال: وهم يكنون بالثياب عن النفس والقلب، وبالإزار عن العفاف. قال الجوهري: واستنظف الوالي ما عليه من الخراج: أي استوفى ولا تقل: نطف. وهو من قولهم: استنظف الشيء: إذا أخذه كله، ومنه الحديث: تكون فتنة تستنظف العرب أي: تستوعبهم هلاكا، ومنه قولهم: استنظفت ما عنده، واستغنيت عنه. قلت: وأما الزمخشري فقال: إن الصواب فيه الضاد المعجمة، من انتضف الفصيل ما في الضرع، والإبل ما بالحوض: إذا اشتفته، وقد أشرنا إليه آنفا. وتنظف: تكلف النظافة نقله الجوهري. قال الأزهري: التنظف عند العرب: شبه التنطس والتقزز، وطلب النظافة من رائحة غمر، أو نفي زهومة وما أشبهها، وكذلك غسل الدرن والوسخ والدنس.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6147

في الحديث أخرجه الترمذي وغيره: إن الله تبارك وتعالى نظيف يحب النظافة قال شيخنا: تكلم السهيلي في الروض، وابن العربي في العارضة، وغير واحد، وأغفله المصنف؛ لأن الشيخ محيي الدين لم يتعرض له، بخلاف الدهر من أسماء الله تعالى. قلت: وقال ابن الأثير: نظافة الله: كناية عن تنزهه عن سمات الحدث، وتعاليه في ذاته عن كل نقص. وحبه للنظافة من غيره: كناية عن خلوص العقيدة، ونفي الشرك، ومجانبة الأهواء، ثم نظافة القلب عن الغل والحقد والحسد وأمثالها، ثم نظافة المطعم والملبس عن الحرام والشبه، ثم نظافة الظاهر بملابسة العبادات، ومنه الحديث: نظفوا أفواهكم فإنها طرق القرآن أي: صونوها عن اللغو والفحش الغيبة والنميمة والكذب وأمثالها، وعن أكل الحرام والقاذورات، وفيه الحث على تطهيرها من النجاسات، والسواك انتهى. والمنظفة، بالكسر: سمهة تتخذ من الخوص. ونظف الفصيل ما في ضرع أمه، وانتظفه: شرب جميع ما فيه، لغة في الضاد، وانتظفته أنا كذلك. ورجل نظيف الأخلاق: مهذب، وهو مجاز. وهو يتنظف، أي: يتنزه من المساويء، وهو مجاز أيضا. ورشأ بن نظيف: محدث.

ن - ع - ف
النعف بالفتح: ما انحدر من حزونة الجبل وارتفع عن منحدر الوادي فما بينهما نعف، وسرو وخيف، وليس النعف بالغليظ، وقيل: النعف من الأرض: المكان المرتفع في اعتراض، وقيل: هو ما انحدر عن السفح، وغلظ، وكان فيه صعود وهبوط، وقيل: هو ناحية من الجبل، أو من رأسه، وقيل: ما انحدرعن غلظ الجبل، وارتفع عن مجرى السيل. وقال ابن الأعرابي: النعف من الرملة: مقدمها، وما استرق منها قال ذو الرمة:

إلى ابن العامري إلى بلال    قطعت بنعف معلقة العدالا يريد ما استرق من رمله ج: نعاف كحبال جمع حبل، قال المتنخل:

عرفت بأجدث فنعاف عرق    علامات كتحبير النـمـاط وأنعف: جلس عليها عن ابن الأعرابي وقال الأصمعي: نعاف نعف، كركع: تأكيد كما يقال: قفاف قفف، وبطاح بطح، وأعوام عوم، قال العجاج:

وكان رقراق السراب فولفا
للبيد واعروري النعاف النعفا

وقال ابن الأعرابي: النعفة: سير النعل الضارب ظهر القدم من قبل وحشيها. والنعفة بالتحريك: العقدة الفاسدة في اللحم. وفي الصحاح: النعفة: الجلدة التي تعلق بآخرة الرحل حكاه أبو عبيد، وهي العذبة، والذوابة أيضا، ومنه حديث عطاء: رأيت الأسود ابن يزيد قد تلفف في قطيفة، ثم عقد هدبة القطيفة بنعفة الرحل، وهو محرم. أو هي: فضلة من غشاء الرحل تسير أطرافها سيورا، فهي تخفق على آخرة الرحل قاله أبو سعيد السكري، ومنه قول ابن هرمة:

ما ذببت ناقة بـراكـبـهـا     يوما فضول الأنساع والنعفه

صفحة : 6148

وقال ابن عباد: النعفة: رعثة الديك ونقله الزمخشري أيضا. وأذن ناعفة، ونعوف نقلهما ابن عباد ومنتعفة: مسترخية نقله الصاغاني. وفي النوادر: أخذ ناعفة القنة وراعفتها، وطارفتها، وقائدتها كل ذلك: منقادها. وقال ابن عباد: مناعف الجبل ما عرض من أعاليه، وهي شماريخه. وقال اللحياني: يقال: ضعيف نعيف، إتباع له. والمناعفة: المعارضة من الرجلين في طريقين، يريد أحدهما سبق الآخر. وفي الصحاح: ناعفت الطريق: عارضته. وقال غيره الانتعاف: وضوح الشخص وظهوره، يقال: من أين انتعف الراكب? أي: من أين ظهر ووضح. وانتعف فلان: ارتقى نعفا قاله الليث?. وانتعف الشيء: تركه إلى غيره كما في الصحاح. والمنتعف، للمفعول: الحد بين الحزن والسهل قال البعيث: وعيس كقلقال القداح زجرتها بمنتعف بين الأجارد والسهل.

ومما يستدرك عليه: نعاف عرق، بالكسر: موضع في طريق الحاج، وبه فسر قول المتنخل السابق. ونعف سويقة: موضع آخر، جاء في قول الأحوص. ونعف مياسر: ما بين الدوداء وبين المدينة، قال ابن السكيت: هو حد الخلائق، والخلائق: آبار. ونعف وداع: قرب نعمان في قول ابن مقبل.

ن - غ - ف
النغف، محركة: دود يكون في كما في الصحاح، وفي المحكم: يسقط من أنوف الإبل والغنم، الواحدة نغفة قاله الأصمعي، أو دود أبيض يكون في النوى المنقع وما سوى ذلك من الدود فليس بنغف، قاله أبو عبيدة أو دود طوال سود وغبر وخضر تقطع الحرث في بطون الأرض، وقيل: هي دود عقف وقيل: غضف تنسلخ عن الخنافس ونحوها وقيل: هي دود بيض يكون فيها ماء، وبكل ذلك فسر حديث يأجوج ومأجوج يسلط الله عليهم النغف، فيأخذ في رقابهم، فيصبحون فرسى أي: موتى. والنغف: ما تخرجه من أنفك من مخاط يابس ونحوه فإذا كان رطبا فهو ذنين ومنه قالوا للمستحقر: يانغفة، محركة يستقذرونه، قاله ابن دريد، وفي النهاية: العرب تقول لكل ذليل حقير: ما هو إلا نغفة، يشبه بهذه الدودة. وقال الليث: لكل رأس في عظمى وجنتيه نغفتان، محركة: أي: عظمان ومن تحركهما يكون العطاس قال الأزهري: والمسموع من العرب فيهما النكفتان بالكاف، وهما حد اللحيين من تحت، قال: وأما بالغين فلم أسمعه لغير الليث. وقال الليث: نغف البعير كفرح: إذا كثر نغفة وهي الدود.

ن - ف - ف
نف الأرض ينفها نفا: بذرها عن ابن عباد. وروى الأزهري عن المؤرج: نففت السويق، كسففت زنة ومعنى، وهو النفيف والسفيف لسفيف السويق، وأنشد لرجل من أزد شنوءة:

وكان نصيري معشرا فطحا بهم     نفيف السويق والبطون النواتق

صفحة : 6149

وقال ابن عباد: النفي أي بتشديد الفاء: اسم ما يغربل عليه السويق، ج: نفافي. وقال النضر: النفية: سفرة تتخذ من خوص مدورة، وسيأتي في المعتل عن الزمخشري عن النضر ما يخالف هذا الضبط، وقال أبو تراب: هي النفية والنبية، ووقع للمصنف في المسودة وبهاء: السفرة. قلت: وهو الصواب، وسيأتي له في ن - ب - ي ضبطه كغنية، وهو خطأ ويقال لها أيضا: نفية بالضم والجمع نفي، كنهية ونهي قاله أبو عمرو وضبطه ومحلها المعتل وسيأتي إن شاء الله تعالى، وذكر هناك أنها بالفتح، وكغنية، فتأمل ذلك.

ن - ف - ن - ف
النفنف هكذا في سائر الأصول إفراده في تركيب مستقل، ووحدهما الصاغاني، فذكره في نفف، قال الجوهري: هو الهواء زاد غيره: بين الشيئين وكل مهوى بين جبلين نفيف، وهو قول الأصمعي، قال الفرزدق:

على سورة حتى كأن عزيزها     ترامى به من بين نيقين نفيف وقال العجاج:

ترمى المردى نفنفا فنفنفا كالنفناف قال ابن شميل: وصقع الجبل الذي كأنه جدار مبني مستو: نفنف. قال: ومن شفة الركية إلى قعرها نفنف، وقال ابن الأعرابي: النفنف أعلى البئر إلى الأسفل. قال ابن شميل: والنفنف أيضا: أسناد الجبل التي تعلوه منها وتهبط منها فتلك نفانف، ولا تنبت النفانف شيئا؛ لأنها خشنة غليظة بعيدة من الأرض. وقال ابن الأعرابي: النفنف: ما بين أعلى الحائط إلى أسفل، وبين السماء والأرض. وقال غيره: كل شيء بينه وبين الأرض مهوى فهو نفيف، قال ذو الرمة:

ترى قرطها من حرة الليث مشرفا     على هلك في نفـيف يتـطـوح أراد أنها طويلة العنق، وأنشد ابن الأعرابي له أيضا:
وظل للأعيس المزجي نواهضه      في نفنف اللوح تصويب وتصعيد ونفيف: ع قاله ابن دريد، وأنشد لجميل:

عفا برد من أم عمرو فنفنف وفي المعجم أنه جبل قرب المدينة على بريد منها، أو نحوه. وقال الليث: النفنف: المفازة وأنشد:

إذا علونا نفنفا فنفنفا ونفنف: غلام دعبل بن علي الخزاعي الشاعر المشهور، وكان مغنيا له ذكر، نقله الحافظ. وقال ابن شميل: نفانف الدار والكبد: نواحيهما.

ومما يستدرك عليه: النفناف: البعيد، عن كراع. والنفنوف: مهوى بين الجبلين، عامية.

ن - ق - ف
النقف: كسر الهامة عن الدماغ ونحو ذلك، كما ينقف الظليم الحنظل عن حبه، قاله الليث. أو ضربها أشد ضرب وفي اللسان أيسر ضرب، أو هو كسر الرأس على الدماغ. أو ضربك إياه برمح، أو عصا وقد نقف رأسه ينقفه نقفا: ضربه حتى خرج دماغه. والنقف: ثقب البيضة هكذا في النسخ بالثاء المثلثة، والصواب: نقب البيضة بالنون، ونقف الفرخ البيضة: نقبها وخرج منها. والنقف: شق الحنظل عن الهبيد نقله الجوهري، وأنشد لامريء القيس:

كأني غداة البين حين تحمـلـوا      لدى سمرات الحي ناقف حنظل

صفحة : 6150

وقال القتيبي: جاني الحنظلة ينقفها بظفره، فإن صوتت علم أنها مدركة، فاجتناها، وإن لم تصوت، علم أنها لم تدرك بعد، فتركها، والظليم ينقف الحنظل، فيستخرج هبيده كالإنقاف، وهذه عن ابن عباد والانتقاف. وهو أي: الحنظل نقيف، ومنقوف قال الراجز:

لكن غذاها حنظل نقيف والنقف بالكسر: الفرخ حين يخرج من البيضة، ويفتح، وحينئذ يكون تسمية بالمصدر. والنقف، بالضم: جمع النقيف من الجذوع وهو المأروض، كما سيأتي. وقال الليث: رجل نقاف كشداد وكتاب: ذو تدبير للأمر، ونظر في الأشياء، كأنه ينقف عنها، أي: يبحث، وهو مجاز. ورجل نقاف، كشداد: سائل مبرم وهو مجاز، قال ابن عباد: هو مأخوذ من نقفت ما في القارورة: إذا استخرجت ما فيها، والفعل منه نقفه فهو ناقف: إذا سأله أو حريص على السؤال، وهي بهاء قاله العزيزي، وخص بعضهم به سائل الإبل والشاء، وأنشد:

إذا جاء نقاف يسوف عيالـه     طويل العصا نكبته عن عياليا أو النقاف: لص ينتقف ما يقدر عليه نقله العزيزي. والمنقاف، كمصباح: منقار الطائر في بعض اللغات، نقله الجوهري. والمنقاف: نوع من الوزغ هكذا في سائر النسخ، والصواب: من الودع كما هو نص الصحاح والعباب واللسان. أو عظم دويبة بحرية في وسطه مشق يصقل به الورق والثياب ونص العين: تصقل به الصحف. ونحت النجار العود، وترك فيه منقفا، كمقعد: إذا لم ينعم نحته ولم يسوه، وبقي شيئا فيه يحتاج إلى التسوية، قال الراجز:
كلنا عليهن بمد أجوفا
لم يدع النقاف فيه منقفا
إلا انتقى من جوفه ولجفا

يريد أنه أنعم نحته. وجذع نقيف، ومنقوف: إذا نقب، أي: أكلته الأرضة نقله ابن دريد، وهو مجاز. وقال ابن فارس: المنقوف: الرجل الدقيق القليل اللحم، أو هو الضامر الوجه نقله العزيزي، وهو مجاز، أو المصفره نقله ابن عباد، قال: وإذا أصبح الرجل مصفر الوجه، قيل: أصبح منقوفا. وقال ابن فارس: المنقوف: الجمل الخفيف الأخدعين، وفي الصحاح : والمنقوف: الرجل الخفيف الأخدعين، القليل اللحم. والمنقوف: الضعيف وفي المحيط: ناقة منقوفة: ضعيفة الأخدعين، رقيقتهما. وعينان منقوفتان، أي: محمرتان عن ابن عباد. ونقف الشراب: صفاه أو مزجه وبكليهما فسر قول لبيد رضي الله عنه:

لذيذا ومنقوفا بصـافـي مـخـيلة     من الناصع المختوم من خمر بابلا

صفحة : 6151

والنقفة محركة في رأس الجبل: وهيدة، صغيرة عن ابن عباد، وهي كالنجفة، أو هي الأكمة. والأنقوفة، بالضم: ما تنزعه المرأة من مغزلها إذا كملت وبلغت المقدار. نقله العزيزي. وقال أبو عمرو: يقال للرجلين: جاءا في نقاف واحد، بالكسر: أي في نقاب واحد، ومكان واحد، وقال أبو سعيد: إذا جاءا متساويين؛ لا يتقدم أحدهما الآخر، وأصله الفرخان يخرجان من بيضة واحدة. ويقال: أنقفتك المخ أي: أعطيتك العظم تستخرج مخه نقله الجوهري. وأنقف الجراد الوادي: إذا أكثر بيضه فيه ومنه قولهم: لا تكونوا كالجراد رعى واديا، وأنقف واديا، نقله الجوهري. ورجل منقف العظام، كمكرم: أي باديها عن ابن عباد. وقال الليث: المناقفة، والنقاف: هي المضاربة بالسيوف على الرؤوس ومنه قول امريء القيس حين أخبر وهو يشرب بقتل أبيه: اليوم يوم قحاف، وغدا يوم نقاف ومن رواه وغدا ثقاف فقد صحف، وفي حديث عبد الله بن عمر: واعدد اثنى عشر من بني كعب بن لؤي، ثم يكون النقف والنقاف أي: القتل والقتال، أي: تهيج الفتن والحروب بعدهم، وفي حديث مسلم بن عقبة المري: لا يكون إلا الوقاف ثم النقاف، ثم الانصراف أي: الموافقة في الحرب، ثم المناجزة بالسيوف، ثم الانصراف عنها. وانتقفه انتقافا: استخرجه نقله الجوهري.

ومما يستدرك عليه: نقف الرمانة: إذا قشرها ليستخرج حبها. والنقاف: السائل القانع. والنقاف: النحات. ويقولون: يا ابن المنقوفة، يعرضون به.

ن - ك - ف
نكف عنه، كفرح ونصر الأولى عن ابن دريد، والثانية عن الفراء، ونقلهما الجوهري: أنف منه وامتنع، وهو ناكف. ونكف منه، كفرح نكفا: تبرأ هو نحو الأول. ونكفت اليد نكفا: أصابها وجع. قال ابن دريد: وينكف كيمنع: ع. قال: وينكف: ملك لحمير وقال ابن الكلبي في نسب حمير: فمن ذي أصبح: أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شيبة الحمد بن مرثد الخير بن ينكف بن ينف بن معد يكرب بن مضحى، وهو عبد الله بن عمرو بن ذي أصبح. وذات نكيف، كأمير: ع، بناحية يلملم. ويوم نكيف: م معروف، كان به وقعة بين قريش وبني كنانة، فهزمت قريش بني كنانة وعلى قريش عبد المطلب، قال ابن شعلة الفهري:

فلله عينا من رأى من عصابة      غوت غي بكر يوم ذات نكيف
أناخوا إلى أبياتنـا ونـسـائنـا    فكانوا لنا ضيفا لشر مضـيف

صفحة : 6152

ونكفت الغيث، وانتكفته، أي: أقطعته، أي: انقطع عني كما في الصحاح، قال ابن بري: قول الجوهري: أي أقطعته، قال: كذا في إصلاح المنطق، وقال: يقال: أقطعت الشيء: إذا انقطع عنك ويقال: هذا غيث لا ينكف وهذا غيث ما نكفناه، أي: ما قطعناه، قال ابن سيد: وكذلك حكاه ثعلب قطعناه بغير ألف، وقد نكفناه نكفا ورأينا غيثا ما نكفه أحد، سار يوما، ولا يومين، أي: ما أقطعه كذا في الصحاح والعباب. وقولهم: غيث لا ينكف، بالضم: أي لا ينقطع ولا ينكفه أحد، أي: لا يعلم أحد أين أقصاه. وفلان بحر لا ينكف، أي: لا ينزح، نقله الجوهري. أو جاءنا جيش لا ينكف ولا يكت، أي: لا يبلغ آخره وقيل: لا ينقطع آخره، كأنه من نكف الدمع وقيل: لا ينقطع، وقيل: لا يحصى وبكل ذلك فسر حديث حنين. ونكف الدمع نكفا: نحاه عن خده بإصبعه قال:

فبانوا فلولا ما تذكـر مـنـهـم     من الحلف لم ينكف لعينيك مدمع ونكف عنه نكفا: عدل مثل كنف، نقله الجوهري. ونكف أثره نكفا: اعترضه في مكان سهل؛ لأنه علا ظلفا من الأرض لا يؤدي أثرا، كانتكفه نقله الجوهري والأزهري، وأنشد ابن بري:

ثم استحت ذرعه استحثاثا
نكفت حيث مثمث المثماثا

والنكف، محركة: جمع نكفة، وهي: غدد صغار في أصل اللحي، بين الرأد وشحمة الأذن، وقيل: هو حد اللحي، كما في المحكم، وقيل: هي ما بين اللحيين والعنق من جانبي الحلقوم من قدم، من ظاهر وباطن، وأنشد ابن الأعرابي:

فطوحت ببضعة والبطن خف
فقذفتها فأبـت لاتـنـقـذف
فحرفتها فتلقاها الـنـكـف

صفحة : 6153

وقال اللحياني: النكف: ذربة تحت اللغدين مثل الغدد. والنكفتان، بالضم وبالفتح وبالتحريك: اللهزمتان قاله أبو الغوث، واقتصر على التحريك، وقيل: هما غدتان تكتنفان الحلقوم في أصل اللحي، وقيل: لحمتان مكتنفا عكدة اللسان من باطن الفم في أصول الأذنين، داخلتان بين اللحيين، وقيل: هما عقدتان ربما سقطتا من وجع الحلق، فظهر لهما حجم، وقيل: هما عظمان ناتئان عند شحمة الأذنين، يكون في الناس وفي الإبل، وقيل: هما عن يمين العنفقة وشمالها وهو الموضع الذي لا ينبت عليه شعر، وقيل: هما من الإنسان: غدتان في الحلق بينهما الحلقوم، وهما من الفرس: طرفا اللحيين اللذان في أصول الأذنين، وقال ابن الأعرابي: هما اللغدان في الحلق، وهما جانبا الحلقوم. والنكاف كغراب: ورم في نكفتي البعير، أو داء في حلوقها قاتل ذريعا وكذلك النكاث، على البدل، وهو أحد الأدواء التي اشتقت من العضو، وهو أي: البعير منكوف وهي أي: الناقة منكوفة. وقال ابن السكيت: نكفت الإبل تنكيفا: ظهرت نكفاتها، فهي منكفة كمحدثة: أصابها ذلك. وقال الليث: النفكة: لغة في النكفة. وأنكفته: نزهته عما يستنكف منه وفي النهاية: إنكاف الله من كل سوء؛ أي: تنزيهة وتقديسه، وقال ثعلب: هو التبرؤ من الأولاد والصواحب. وقال ابن فارس: الانتكاف: الخروج من أمر إلى أمر، أو من أرض إلى أرض. والانتكاف: الميل تقول: ضرب هذا فانتكف، فضرب هذا، نقله الجوهري. وقال أبو عمرو: انتكفت له فضربته، أي: ملت عليه، وأنشد:

لما انتكفت له فولى مدبرا     كرنفته بهراوة عجـراء والانتكاف: الانتكاث والانتقاض، وأنشد الجوهري لأبي النجم:

ما بال قلب راجع انتكافا
بعد التعزى اللهو والإيجافا

وفي نوادر الأعراب: تناكفا أي الرجلان الكلام: إذا تعاوراه. وقال المفسرون: استنكف واستكبر بمعنى واحد، والاستكبار: أن يتكبر ويتعظم، والاستنكاف: أن يقول لا، رواه المنذري عن أبي العباس، وقال الزجاج في تفسير قوله تعالى: لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله أي: لن يأنف. وقيل: لن ينقبض، ولن يمتنع عن عبودة الله. واستنكف أثره: اعترضه في مكان سهل، كنكفه كنصره وقد تقدم. ومنكف، كمجلس وقال ياقوت: قياسه كمقعد: ع، وهو اسم واد في قول ابن مقبل:

عفا من سليمى ذو كلاف فمنكف      مبادى الجميع القيظ والمتصيف ومما يستدرك عليه: انتكف العرق عن جبينه؛ أي: مسحه ونحاه. وقليب لا ينكف: لا ينزح، وقال ابن الأعرابي: نكف البئر ونكشها: أي نزحها. وعنده شجاعة لا تنكف، ولا تنكش: أي لا تدرك كلها. ونكف الرجل عن الأمر، كفرح: أنف حمية، وامتنع. ورجل نكف، بالكسر: يستنكف منه. ويقال: ما عليه في ذلك الأمر نكف ولا وكف؛ أيك أن يقال له سوء. والنكفة، محركة: وجع يأخذ في الأذن. وانتكف أثره، كنكفه، نقله الجوهري.

ن - و - ف
النوف: السنام العالي، ج: أنواف عن ابن الأعرابي، وخصه غيره بسنام البعير، وبه سمي الرجل نوفا، قال الراجز:

جارية ذات هن كالنوف

صفحة : 6154

ململم تستره بحوف
ياليتني أشيم فيها عوفى قال: والنوف: بظارة المرأة وكل ذلك في معنى الزيادة والارتفاع. قال ابن دريد: وربما سمي ما تقطعه الخافضة منهن نوفا، زعموا. وفي الصحاح: النوف: فرج المرأة. وقال ابن بري: النوف: البظر، وقيل: الفرج، أنشد ابن بري لهمام ابن قبيصة الفزاري حين قتله وازع بن ذؤالة:

تعست ابن ذات النوف أجهز على امريءيرى الموت خيرا من فرار وأكرما ولا تتكركني كالخشاشة إنني صبور إذا ما النكس مثلك أحجما وقال الأزهري: قرأت في كتاب نسب إلى المؤرج غير مسموع، لا أدري ما صحته: النوف: الصوت، أو صوت الضبع يقال: نافت الضبعة، تنوف نوفا. قال: والنوف: المص من الثدي. وقال غيره: النوف: أن يطول البعير ويرتفع، وقد ناف ينوف نوفا، وكذلك كل شيء. قال ابن دريد: وبنو نوف: بطن من العرب، أحسبه من همدان ونوف بن فضالة أبو يزيد البكالي ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو رشيد التابعي، إمام دمشق أمه كانت امرأة كعب الأحبار، يروي القصص وهو الذي قال فيه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما: كذب عدو الله روى عنه أبو عمران الجوني، والناس، وأورده ابن حبان في الثقات. وينوفى بالتحتية، أو تنوفى بالفوقية مقصورتان، أو تنوف كتقول، وفي الصحاح: ينوف بالتحتية، فهي ثلاث روايات: ع وفي العباب: هضبة، وفي اللسان: عقبة بجبلي طيئ وهما أجأ وسلمى، ووقع في الصحاح في جبل بالإفراد، والصواب ما للمصنف، سميت بذلك لارتفاعها، وبالوجوه الثلاثة يروي قول امرئ القيس:

كأن دثارا حلقت بـلـبـونـه     عقاب تنوفى لا عقاب القواعل والقواعل: موضع في جبلي طيئ، ودثار: اسم راعي امرئ القيس، وأنشده ثعلب: عقاب ينوف، كما وقع في نسخ الصحاح، ورواه ابن جني: تنوف مصروفا على فعول، قال في التكملة: فعلى هذا التاء أصلية، مثلها في تنوفة، وموضع ذكرها فصل التاء، وتنوفى من الأوزان التي أهملها سيبويه، وقال السيرافي: تنوفى: تفعلى، فعلى هذا يسوغ إيراد تنوف في هذا التركيب، ووزنه تفعل، ولا يصرف انتهى. قلت: وتنوفى رواية ابن فارس، وقد تقدم في ت - ن - ف وزنه بجلولا، ومضى الكلام عليه هناك، وينوفى رواية أبي عبيدة، فراجعه في ت - ن - ف. ومناف: صنم، وبه سمي عبد مناف وكانت أمه قد أخدمته هذا الصنم، قال أبو المنذر: ولا أدري أين كان، ولمن كان فيه يقول بلعاء بن قيس:

وقرن قد تركت الطير منه    كمعتبر العوارك من مناف وهو أبو هاشم وعبد شمس وعليهما اقتصر الجوهري، زاد الصاغاني: والمطلب، وتماضر، وقلابة وفاته: نوفل بن عبد مناف؛ لأنها بطون أربعة، واسم عبد مناف المغيرة، ويدعي القاسم، ويلقب قمر البطحاء، ويكنى بأبي عبد شمس، وأمه حبي بنت حليل الخزاعية، وهو رابع جد لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه قال الشاعر:

كانت قريش بيضة فتفقأت    بالمح خالصة لعبد مناف

صفحة : 6155

وقال ابن تيمية في السياسة الشرعية: أشرف بيت كان في قريش بنو مخزوم، وبنو عبد مناف. والنسبة إليه منافى قال سيبويه: وهو مما وقعت فيه الإضافة إلى الثاني دون الأول؛ لأنه لو أضيف إلى الأول لالتبس، قال الجوهري: وكان القياس عبدي، فعدلوا عن القياس لإزالة اللبس بينه وبين المنسوب إلى عبد القيس ونحوه. ومنوف: ة، بمصر زاد الصاغاني القديمة. قلت: وهي من جزيرة بني نصر، وعمل أبيار، ويقال لكورتها الآن: المنوفية، لها ذكر في فتوح مصر، وقول الصاغاني القديمة يوهم أنها هي منف التي كانت بقرب الفسطاط وخربت، وليست هي، كما بيناه في فصل الميم مع الفاء وعبارة المصنف سالمة عن الوهم، إلا أنها غير وافية بالمقصود. وجمل نياف، وناقة نياف، ككتاب: أي طويل وطويلة في ارتفاع كما في الصحاح، وقال ابن بري: طويلا السنام، وأنشد لزياد الملقطي:

والرحل فوق ذات نوف خامس والأصل نواف قلبت الواو ياء تخفيفا لا وجوبا، ألا ترى إلى صحة خوان وصوان وصوار، على أنه قد حكى صيان وصيار، وذلك عن تخفيف لا عن صنعة، قاله ابن جنى، وأنشد الجوهري للراجز قلت: هو السرندي التيمي:

أفرغ لأمثال معا إلاف
يتبعن وخى عيهل نياف

وكذلك جبل نياف، وأنشد الجوهري لامرئ القيس:

نيافا تزل الطير عن قذفـاتـه     يظل الضباب فوقه قد تعصرا قال ابن جني: وقد يجوز أن يكون نيافا مصدرا جاريا على فعل مقدر، فيجري حينئذ مجرى صيام وقيام، ووصف به، كما يوصف بالمصادر. وبعضهم يقول: جمل نياف كشداد على فيعال: إذا ارتفع في سيره، والأصل نيواف وأنشد:

يتبعن نياف الضحى عزاهلا قال الأزهري: رواه غيره يتبعن زياف الضحى قال: وهو الصحيح، وقال أبو عمرو: والعزاهل: التام الخلق. والنيف، ككيس، وقد يخفف كميت وميت، قاله الأصمعي، وقيل: هو لحن عند الفصحاء، ونسبه بعض إلى العامة، ونسبها الأزهري إلى الرداءة: الزيادة، وأصله نيوف على فيعل يقال: عشرة ونيف، ومائة ونيف، وكل مازاد على العقد فنيف، إلى أن يبلغ العقد الثاني وقال اللحياني: يقال: عشرون ونيف، ومائة ونيف، وألف ونيف، ولا يقال: نيف إلا بعد عقد، قال: وإنما قال: نيف؛ لأنه زائد على العدد الذي حواه ذلك العقد. والنيف: الفضل عن اللحياني، وحكى الأصمعي: ضع النيف في موضعه، أي: الفضل، كذا في المحكم. والنيف: الإحسان، وهو مأخوذ من معنى الزيادة والفضل. وقال أبو العباس: الذي حصلناه ن أقاويل حذاق البصريين والكوفيين أن النيف: من واحدة إلى ثلاث والبضع: من أربع إلى تسع. وناف الشيء ينوف نوفا: ارتفع وأشرف. وناف ينوف: إذا طال وارتفع. وأناف على الشيء: أشرف وارتفع، ويقال لكل مشرف على غيره: إنه لمنيف، وقد أناف إنافة، قال طرفة يصف إبلا:

وأنافـت بـهـواد تـلـع      كجذوع شذبت عنها القشر والمنيف: جبل يصب في مسيل مكة حرسها الله تعالى قال صخر الغي يصف سحابا:

فلما رأى العمق قدامـه      ولما رأى عمرا والمنيفا

صفحة : 6156

والمنيف أيضا: حصن في جبل صبر من أعمال تعز باليمن. والمنيف أيضا: حصن من أعمال لحج قرب عدن أبين. والمنيفة بهاء: ماءة لتميم على فلج بين نجد واليمامة قال:

أقول لصاحبي والعيس تهوي   بنا بين المنيفة فالضـمـار
تمتع من شميم عرار نجـد    فما بعد العشية من عـرار

وأناف عليه: زاد، كنيف يقال: أنافت الدراهم على المائة، أي زادت، ونيف فلان على الستين ونحوها: إذا زاد عليها. وأفرد الجوهري له تركيب ن - ي - ف وهما وقد تبع فيه صاحب العين، والزبيدي في مختصره والصواب ما فعلنا؛ لأن الكل واوي كما قاله ابن جنى، ونبه عليه ابن بري، والصاغاني، وصاحب اللسان، مع أن الجوهري ذكر في ن - ي - ف أن أصله من الواو، وكأنه نظر إلى ظاهر اللفظ، فتأمل.

ومما يستدرك عليه: أنافه إنافة، بمعنى أناف إنافة، هكذا ذكره ابن جني متعديا في كتابه الموسوم بالمعرب، وليس بمعروف. وامرأة منيفة، ونياف: تامة الطول والحسن وهو مجاز. وفلاة نياف: طويلة عريضة، قال الراجز:

إذا اعتلى عرض نياف فل
أذرى أساهيك عتيق أل

والنوف: أسفل الذيل؛ لزيادته وطوله، عن كراع. وجبل عالي المناف، أي: المرتقى قيل: ومنه عبد مناف، نقله الزمخشري. وينوف بالياء: جبل ضخم أحمر، لكلاب. وتنوف بالتاء: من أرض عمان. والنيوفة: ماءة في قاع الأرض لبني قريط، تسمى الشبكة.

ن - ه - ف
النهف أهمله الليث الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو التحير كما في اللسان والعباب، وأغفله في التكملة.