فصل الهاء مع الفاء
ه - ت - ف
هتفت الحمامة تهتف هتفا: صاتت وفي نسخة: صاحت، وفي اللسان: ناحت، وفي
العباب: صوتت، قال جميل:
أأن هتفت ورقاء ظلت سفاهة
تبكي على جمل لورقاء تهتف? وهتف به هتافا، بالضم: صاح به نقله الجوهري،
وقال غيره: دعاه، وفي حديث حنين: قال: اهتف بالأبصار أي: نادهم وادعهم، وفي
حديث بدر: فجعل يهتف بربه أي: يدعوه ويناشده. وهتف فلانا، وهتف به الأخير
نقله أبو زيد: مدحه. ويقال: فلانة يهتف بها أي: تذكر بالجمال. وقوس هتافة،
وهتوف، وهتفى كجمزي: مرنة ذات صوت تهتف بالوتر، قال أمية بن أبي عائذ
الهذلي:
على عجس هتافة المذروين زوراء مضجعة في الشمال وقال الشنفري يصف قوسا:
هتوف من الملس المتون يزينها رصائع قد نيطت عليها ومحمل وقال أبو النجم يصف صائدا:
أنحى شمالا همزي نضوحا
وهتفي معطية طروحا
ومما يستدرك عليه: الهتف، والهتاف: الصوت الجافي العالي، وقيل: الصوت الشديد، وقال أبو حيان: هو الصوت بقوة. وسمعت هاتفا: إذا كنت تسمع الصوت ولا تبصر أحدا.
وهتفت الحمامة تهتيفا: صوتت وأنشد ابن بري لنصيب:
ولا أنني ناسيك بالليل ما بكت على فنن ورقاء ظلت تهتف وحمامة هتوف: كثيرة الهتاف. وريح هتوف: حنانة، والاسم الهتفي. وفلان مهتوف به، لا مهتوف كما استعمله البيضاوي في غافر وبسطه في العناية. وتهاتف: تضاحك هزؤا، ذكره المبرد في الكامل، ونقله هكذا شيخنا. قلت: وهو تصحيف، والصواب فيه تهانف بالنون، كما سيأتي.
ه - ج - ف
الهجف، بكسر الهاء وفتح الجيم وشد الفاء: الظليم المسن قاله الليث، وأنشد:
هجف كأن بـه أولـقـا
إذا حاول الشد من حملته
صفحة : 6174
وقال ابن فارس: أظنه من الباب الذي زيدت فيه الهاء، وأبدلت زايه جيما، وهو
من الزف، وهو ريشه. قلت: ويدل على ذلك ما سيأتي من أن الهزف مثله. أو هو
الجافي الكثير الزف الثقيل الضخم منه ومنا وأنشد الجوهري للكميت:
هو الأضبط الهواس فينا شجاعة وفيمن يعاديه الهجف المثقـل وقال ابن أحمر:
وما بيضات ذي لبد هجف سقين بزاجل حتى روينا وقال أبو عمرو: الهجف: الرغيب الجوف، كالهجفجف كسفرجل، قال:
قد علم القوم بنو طريف
أنك شيخ صلف ضعيف
هجفجف لضرسه حفيف
وقال أبو عمرو: هجف، كفرح هجفا: جاع زاد ابن بزرج واسترخى بطنه. وقال ابن عباد: هجفت أرضنا أي: تناثر ما فيها. والهجفة بالكسر: الناحية الندية قال: ساروا جميعا حذار الكهل فاكتنعوا بين الإياد وبين الهجفة الغدقة وقال أبو سعيد: الهجفة كفرحة: مثل العجفة وهو من الهزال، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:
ونقنقا خاضبا في رأسه صعل مصعلكا مغربا أطرافه هجفا وقال ابن عباد: الهجفان: العطشان.
ومما يستدرك عليه: الهجف: هو الطويل لا غناء عنده، وأنشد الأزهري في ترجمة جرهم في الرباعي لعمرو الهذلي:
فلا تتمننى وتمن جلفـا جراهمة هجفا كالخيال قال ابن دريد: وسألت أبا حاتم عن قول الراجز:
وجفر الفحل فأضحى قد هجف
واصفر ما اخضر من البقل وجف
فقلت: ما هجف? فقال: لا أدري، فسألت التوزي فقال: هجف: لحقت خاصرتاه بجنبيه من التعب وأنشد فيه بيتا.
وانهجف الظبي والإنسان والفرس: انغرف من الجوع والمرض، وبدت عظامه من الهزال، وانعجف. وقال ابن بري: الأهجف: الضامر، والأنثى هجفاء، قال:
تضحك سلمى أن رأتني أهجفا
نضوا كأشلاء اللجام أهيفا
ه - ج - ن - ف
الهجنف، كهجنع أهمله الجوهري وقال الأصمعي: هو الطويل العظيم، وفي بعض
الأصول: العريض بدل العظيم، وأنشد لجران العود:
يشبهها الرائي المشبه بيضة غدا في الندى عنها الظليم الهجنف
ه - د - ف
الهدف، محركة: كل مرتفع من بناء أو كثيب رمل أو جبل ومنه الحديث: كان إذا
مر بهدف مائل، أو صدف مائل أسرع المشي فيه والجمع أهداف، لا يكسر على غير
ذلك. قال الجوهري: ومنه سمي الغرض هدفا، وهو المنتضل فيه بالسهام. وقال
النضر: الهدف: ما رفع وبنى من الأرض للنضال، والقرطاس: ما وضع في الهدف
ليرمي، والغرض: ما ينصب شبه غربال أو حلقة، وقال في موضع آخر: الغرض:
الهدف، ويسمى القرطاس غرضا، وهدفا، على الاستعارة. قال الجوهري: وبه شبه
الرجل العظيم وزاد غيره: الجسيم الطويل العنق، العريض الألواح، على التشبيه
بذلك، وأنشد لأبي ذؤيب:
إذا الهدف المعزاب صوب رأسه
وأعجبه ضفو من الثلة الخطـل
صفحة : 6175
وقال السكري: الهدف من الرجال: الثقيل النؤوم الوخم الذي لا خير فيه وبه
فسر البيت المذكور وخطأ من قال: إنه الرجل العظيم، وقال أيضا في الهدف
المعزاب إنه راعي ضأن، فهو لضأنه هدف تأوى إليه، وهذا ذم للرجل إذا كان
راعي الضأن، ويقال: أحمق من راعي الضأن. وقال ابن عباد: هدف هدف: دعاء
للنعجة إلى الحلب. وفي النوادر: يقال: هل هدف إليكم هادف أو هبش هابش?:
يستخيره هل حدث ببلدكم أحد سوى من كان به?. والهادفة: الجماعة يقال: جاءت
هادفة من الناس، وداهفة: أي جماعة. والهدفة، بالكسر: القطعة من الناس
والبيوت مثل الخبطة يقيمون في مواضعهم ويظعنون. وقال الأزهري: هي الجماعة
الكثيرة، وقال عقبة: رأيت هدفة من الناس، أي: فرقة، وقال الأصمعي: غدفة
وغدف، وهدفة وهدف بمعنى قطعة. وقال ابن عباد: هدف إليه: أي دخل إليه، وفي
اللسان: أسرع.
ومن المجاز: هدف فلان للخمسين:
إذا قاربها، كأهدف ومنه الحديث: قال عبد الرحمن بن أبي بكر لأبية: لقد
أهدفت لي يوم بدر، فضفت عنك. وهدف كضرب: كسل، وضعف عن ابن عباد. والهدف،
بالكسر: الجسيم الطويل العنق، وهو مجاز. وأهدف عليه: إذا أشرف. وأهدف إليه:
إذا لجأ وبه فسر أيضا قول عبد الرحمن بن أبي بكر. وأهدف له الشيء: إذا عرض
له. وأهدف منه: إذا دنا ويقال: أهدف الصيد فارمه، وأكثب، وأغرض مثله. أو
أهدف: إذا انتصب واستقبل وهو قول شمر، ونصه: الإهداف: الدنو منك،
والاستقبال لك، والانتصاب، يقال: أهدف لي الشيء، فهو مهدف، وأهدف لي
السحاب: إذا انتصب، وأنشد.
ومن بني ضبة كهف مكهف
إن سال يوما جمعهم وأهدفوا
ومن المجاز: أهدف الكفل: إذا عظم وعرض حتى صار كالهدف نقله الصاغاني، وأنشد ابن السكيت:
لها جميش مهدف مشرف
مثل سنام الربع الكاعر هكذا أنشده الصاغاني، وجعله شاهدا على عظم الكفل، وليس كما ذكر، بل هو شاهد لعظم الركب، فإن الجميش كما تقدم الركب المحلوق، فتأمل. وقولهم: من صنف فقد استهدف: أي انتصب وكل شيء رأيته استقبلك استقبالا فهو مهدف ومستهدف، وأنشد الجوهري لجبيهاء الأسدى:
وحتى سمعنا خشف بيضاء جعدة على قدمي مستهدف متقاصـر قال: يعني بالمستهدف الحالب يتقاصر للحلب، يقول: سمعنا صوت الرغوة تتساقط على قدم الحالب. واستهدف الشيء: ارتفع. ويقال: ركن مستهدف: أي عريض هكذا وقع في سائر النسخ، ومثله في نسخ الصحاح، والصواب: ركب مستهدف ومنه قول النابغة الذبياني:
وإذا طعنت طعنت في مستهدف رابي المجسة بالعبير مقرمـد أي: عريض مرتفع منتصب.
ومما يستدرك عليه: أهدف القوم:
قربوا ودنوا. واستهدف لك الشيء: دنا منك. وامرأة مهدفة: لحيمة، وقيل:
مرتفعة الجهاز. والهادف: الغريب.
ه - ذ - ف
صفحة : 6176
هذف يهذف هذوفا أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: أي أسرع قال: والهذاف،
كشداد: السريع، ولم يشترط فيه السوق. وقال غيره: الهذاف والمهذف مثل محسن،
والهذف مثل خجل: السريع الحاد يقال: جاء مهذفا ومهذبا ومهذلا بمعنى واحد،
أي: سريعا. وفرس هذف: سريع، وأنشد أبو عمرو:
يبطر ذرع السائق الهذاف
بعنق من فـوره زراف
ه - ذ - ر - ف
الهذروف كعصفور أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو السريع، ج:
هذاريف يقال: إبل هذاريف؛ أي: سراع. والهذرفة: السرعة والهزرفة بالزاي لغة
فيه، كما سيأتي.
ه - ر - ف
هرف يهرف هرفا: أطرأ في المدح والثناء على الشيء، وجاوز القدر فيهما، وأطنب
في ذلك، حتى كأنه يهدر إعجابا به. وقال الليث: الهرف: شبه الهذيان من
الإعجاب بالشيء، ومنه الحديث: أن رفقة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
وهم يهرفون بصاحب لهم، ويقولون: يا رسول الله ما رأينا مثل فلان، ما سرنا
إلا كان في قراءة، ولا نزلنا إلا كان في صلاة. قال أبو عبيد: يهرفون به أي:
يمدحونه، ويطنبون في الثناء عليه. أو مدح بلا خبرة عن ابن الأعرابي، يقال:
لا تهرف بما لا تعرف كما في الصحاح، ويروى: قبل أن تعرف، أي: لا تمدح قبل
التجربة، وهو أن تذكره في أول كلامك، ولا يكون ذلك إلا في حمد وثناء. وأهرف
الرجل: نما ماله كأحرف، نقله الجوهري. وأهرفت النخلة: عجلت إتاءها نقله
الجوهري كهرفت تهريفا وهذه عن أبي حاتم في كتاب النخلة. وهرفوا إلى الصلاة
تهريفا: عجلوا يقال: رأيت قوما يهرفون في الصلاة: أي يعجلون، نقله أبو
حاتم، وقال ابن فارس: ما أرى هذه الكلمة صحيحة، أو هذه الصواب أي: هرف
وأهرف غلط من الجوهري أي: أن أبا حاتم اقتصر في كتاب النخلة على هرفت
النخلة، وسكت عن ذكر أهرفت، كابن دريد وابن عباد والأزهري، فيكون أهرفت
غلطا، هذا مؤدي كلامه، وأنت خبير بأن مثل هذا لا يعد وهما ولا غلطا، فإن
الجوهري ثقة، لا يدافع فيما جاء به، فتأمل.
ومما يستدرك عليه: يهرف، كيضرب: اسم سبع، سمي به لكثرة صوته. والهرف: الهدر والهذيان، عن ابن الأعرابي. والهرف: الأول. والهرف: ابتداء النبات، عن ثعلب. وهرف يهرف: تابع صوته. وهرفته الريح: استخفته، قال الزمخشري: ومنه قول أهل بغداد: الهرف جرف؛ أي: من جاء بالبواكير جرف أموال الناس.
ه - ر - ج - ف
الهرجف، كقرشب أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الرجل الخوار
كما في العباب.
ه - ر - ش - ف
الهرشفة، كإردبة: العجوز البالية الكبيرة، كالهرشبة، ونقله الجوهري عن أبي
عبيد، عن بعضهم، كما سيأتي. والهرشفة أيضا: قطعة خرقة أو كساء ينشف بها ماء
المطر من الأرض ثم تعصر في الجف بالجيم، هكذا في النسخ، ومثله في الصحاح،
وفي الأصل المقروء على المصنف: الخف بخاء معجمة بالقلم، وذلك لقلة الماء
وفي الصحاح: في قلة الماء، وفي بعض النسخ: ينتشف بها ماء المطر، ثم تعتصر،
وأنشد الجوهري للراجز:
طوبى لمن كانت له هرشفه
ونشفة يملأ منـهـا كـفـه
وقال آخر:
صفحة : 6177
كل عجوز رأسها كالكفه
تحمل جفا معها هرشفه قال أبو عبيد: وبعضهم يقول: الهرشفة: من نعت العجوز،
وهي الكبيرة. وصوفة الدواة إذا يبست: هرشفة. وقد هرشفت واهرشفت نقله الليث.
وقال أبو خيرة: تهرشف: إذا تحسى قليلا قليلا والأصل الترشف، فزيدت الهاء،
وكذلك الشهربة للحويض حول أسفل النخلة، والأصل فيها الشربة، فزيدت الهاء.
ومما يستدرك عليه: الهرشف، كإردب: العجوزة. ويقال للناقة الهرمة: هرشفة، وهردشة. ودلو هرشفة: بالية متشنجة، وقد اهرشفت. والهرشف من الرجال: الكبير المهزول. والهرشف: الكثير الشرب، عن السيرافي.
ه - ر - ص - ف
هرصيف، كقنديل أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو علم رجل، كما
في العباب.
ه - ر - ن - ف
هرنف هرنفة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: أي ضحك في ضعف.
قال: والمهرنفة: المرأة الضعيفة في صوتها وبكائها كما في العباب.
ه - ز - ر - ف
الهزروف أهمله الجوهري، وقد اختلفت نسخ الكتاب، ففي غالبها هكذا بتقديم
الزاي على الراء، وهو الصواب، وفي أخرى بالعكس، وهو خطأ، واختلف في ضبط هذه
الكلمة: فقال ابن دريد: كزنبور، وعلابط وقرطاس، وزاد ابن عباد: هزروف، مثل
برذون هو: الظليم السريع الخفيف وربما نعت به غير الظليم. وقال الأصمعي:
هزرف في عدوة: إذا أسرع والذال لغة فيه، كما تقدم. وقال أبو عمرو: الهزرفة
بالكسر، والهزروفة، كبرذونة: الناب الكبيرة. و: العجوز.
ومما يستدرك عليه: الهزروف، كزنبور: العظيم الخلق، نقله ابن برى في هزف. قال: والهزرفي، بالكسر: الكثير الحركة، وأنشد لتأبط شرا يصف ظليما:
من الحص هزروف يطير عفاؤه
إذا استدرج الفيفاء مد المغابنـا
أزج زلوج هزرفـي زفـازف هزف يبذ
الناجيات الصوافـنـا
ه - ز - ف
الهزف من الظلمان، كخدب: مثل الهجف نقله الجوهري، وهو السريع الخفيف، وهي
لغة ربيعة. أو النافر، أو الطويل الريش. أو الجافي الغليظ، وهذه عن ابن
السكيت. وقال ابن دريد: هزفته الريح تهزفه: إذا استخفته في بعض اللغات.
قلت: وضبطه الزمخشري بالراء، كما تقدم.
ه - ط - ف
هطف أهمله الجوهري، وقال ابن عباد: هطف الراعي تهطف هطفا: إذا احتلب فتسمع
هطف الحليب وحفيفه. وقال ابن السكيت: باتت السماء تهطف هطفا: إذا أمطرت.
والهطف: حفيف اللبن تسمع به عند الاحتلاب، عن ابن عباد. والهطف ككتف: المطر
الغزير عن ابن السكيت، قال ابن الرقاع:
مجرنثما لعمـاء بـات يضـربـه منه الرضاب ومنه المسبل الهطف وبنو الهطف: حي من العرب، قاله الأزهري، قيل من كنانة أو من أسد، وهم أول من نحت هذه الجفان وكانوا حلفاء في كنانة، قال أبو خراش الهذلي يرثي دبية السلمى:
لو كان حيا لغـاداهـم بـمـتـرعة من الرواويق من شيزى بني الهطف والهطيف كزبير: حصن باليمن بجبل واقرة كما في المعجم والعباب. وقال الناشري: قصر الهطيف على رأس وادي سهام لحمير.
مما يستدرك عليه:
صفحة : 6178
الهطفي، محركة: اسم، كما في اللسان.
ه - ف - ف
هفت الريح تهف هفا، وهفيفا: إذا هبت فسمع صوت هبوبها نقله ابن دريد. قال:
وسحابة هف، بالكسر: بلا ماء وهو السحاب الرقيق، قال ابن بري: ومنه قول أمية
بن أبي عائذ:
وشوذت شمسهم إذا طلعت بالجلب هفا كأنه كـتـم شوذت: ارتفعت، أراد أن الشمس طلعت في قتمة، فكأنما عممتها. وفي حديث أبي ذر، والله ما في بيتك هفة ولا سفة أي: لا مشروب ولا مأكول. وشهدة هف: لا عسل فيها نقله الجوهري عن ابن السكيت، ومثله لابن دريد، وفي التهذيب: شهدة وعسل هف: رقيق. والهف أيضا: الزرع الذي يؤخر حصاده فينتثر حبه كما في الصحاح، وقد هف فهو هاف. والهف: السمك الصغار وقال ابن الأعرابي: الهف: الهاربية هكذا في سائر النسخ، وفي بعضها الهاربة، وكله غلط، والصواب الهازبا مقصور، وهو نوع من السمك، كما هو نص النوادر، ومر للمصنف في الموحدة الهازبا، ويمد: جنس من السمك ويفتح. والهف: الدعاميص الكبار عن المبرد واحدته بهاء ومنه الحديث: كان بعض العباد يفطر كل ليلة على هفة يشويها وقال عمارة: يقال للهف: الحساس، والدعموص: دويبة تكون في مستنقع الماء. وقال ابن عباد: الهف: الخفيف منا وذكره الجوهري ولم يقيده، وقد هف هفيفا: إذا خف. والهف: الشهدة الرقيقة الخفيفة القليلة العسل قاله أبو حنيفة، وتقدم عن يعقوب: شهدة هف: ليس فيها عسل، فوصف به، وقال ساعدة بن جؤية:
لتكشفت عن ذي مـتـون نـير كالريط لاهف، ولا هو مخرب مخرب: ترك لم يعسل فيه. والهف أيضا: كل خفيف لا شيء في جوفه. وزقاق الهفة، بالفتح: ع، من البطيحة كثير القصباء فيه مخترق للسفن نقله الليث. أو طريق الهفة: ع، بالبصرة. وفي المعجم: الهفة: مدينة قديمة كانت في طرف السواد، بناها سابور ذو الأكتاف، وأسكنها إيادا، وآثار سورها لم تندرس. والهفاف، كشداد، من الحمر: الطياش وفي الحديث: أن الحسن ذكر الحجاج فقال: ما كان إلا حمارا هفافا. والهفاف من الظلال: البارد أو الساكن الطيب، وهذه عن الجوهري أو ما لم يكن ظليلا نقله الصاغاني. والهفاف من الأجنحة: الخفيف للطيران قال ابن أحمر يصف بيض النعام:
يظل يحفهن بقفقفيه ويلحفهن هفافا ثخينا أي، يلبسهن جناحا، وجعله ثخينا لتراكب الريش عليه. والهفاف من القمص: الرقيق الشفاف كما في الصحاح، وقال غيره: ثوب هفاف يخف مع الريح كالهفهاف فيهما يقال: قميص هفهاف، وريش هفهاف، نقله الجوهري، وقال ذو الرمة:
وأبيض هفاف القميص أخذته
فجئت به للقوم مغتصبا قسرا أراد بالأبيض قلبا عليه شحم أبيض
وقميص القلب: غشاؤه من الشحم، وجعله هفافا لرقته، ويروى بيت ابن أحمر:
ويلحفهن هفهافا. والهفهافان: الجناحان، لخفتهما. والهفاف: البراق نقله
الجوهري. وريح هفافة: طيبة ساكنة نقله الجوهري، وقال غيره: سريعة المرور في
هبوبها. والهفيف، كأمير: سرعة السير وقد هف هفيفا: أسرع في السير، قال ذو
الرمة:
صفحة : 6179
إذا ما نعسنا نعسة قلـت غـنـنـا
بخرقاء وارفع من هفيف الرواحل والهفهاف: الضامر البطن نقله الصاغاني.
وأيضا: العطشان. واليهفوف: الجبان، كاليأفوف. أو الحديد القلب عن ابن سيده،
زاد غيره: من الرجال. وهو أيضا: الأحمق عن الفراء، لخفته. واليهفوف: القفر
من الأرض. ويقال: جارية مهفهفة ومهفهفة الأولى عن يعقوب؛ أي: هيفاء ضامرة
البطن، دقيقة الخصر قال امرؤ القيس:
مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل وقال ابن الأعرابي: هفهف الرجل: مشق بدنه، فصار كأنه غصن يميد ملاحة، فهو مهفهف. وقال ابن عباد: الاهتفاف: بريق السراب. و: الدوي في المسامع. وهفان بالفتح ويكسر: من أسمائهم. ويقال: جاء على هفانه: أي على إثره وفي اللسان: أي وقته وحينه.
ومما يستدرك عليه: هفت هافة من الناس: أي طرأت عن جدب. وريح هفهافة، كهفافة، ولها هفة وهفهفة، وهفائف. ورجل هفاف القميص: إذا نعت بالخفة، وهو مجاز. وهفه: حركه ودفعه. وظل هفهف: بارد تهف فيه الريح، وأنشد ابن الأعرابي:
أبطح جياشا وظلا هفـهـفـا.
وغرفة هفافة، وهفهافة: مظلة. ورجل هفهاف: مهفهف. وفي حديث كعب: كانت الأرض هفا على الماء أي: قلقة لا تستقر. وفي النوادر: تقول العرب: ما أحسن هفة الورق، أي رقته. وظل هفاف: بارد. وسراب هفاف، وثغر هفاف. وهف. بالضم: زجر للغنم.
ه - ق - ف
الهقف، محركة أهمله الجوهري، وفي المحيط واللسان: هو قلة شهوة الطعام وقال
ابن سيدة: ليس بثبت.
ه - ك - ف
الهطف، محركة أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو السرعة في العدو والمشي
زعموا، وهو فعل ممات. ومنه بناء هنكف، كجندل، أو صيقل ومقتضاه أن يكون
هيكف، هكذا، وليس كذلك، والذي ثبت عن ابن دريد في نسخ الجمهرة هنكف وكنهف،
قاله مرة أخرى، أي: بتقديم الكاف على النون، وهو ع وقد مر له مثل ذلك في
فصل الكاف مع الفاء، قال والنون زائدة على كلا القولين، فقول المصنف: أو
صقيل غلط فتأمل ذلك.
ه - ل - غ - ف
الهلغف، كجردحل، والغين معجمة أهمله الجوهري وصاحب اللسان.وقال ابن الفرج:
سمعت زائدة يقول: هو المضطرب الخلق كما في العباب.
ه - ل - ق - ف
الهلقف، كجردحل أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الفدم
الضخم. ووجد في بعض نسخ الصحاح على الهامش: الهلقف: العظيم، عن الجرمي.
ه - ل - ف
الهلوف، كجردحل: الثقيل الجافي العظيم اللحية، كما في الصحاح. أو هو،
العظيم البطين كذا في النسخ، ونص ابن الأعرابي في النوادر: الثقيل البطيء.
الذي لا غناء عنده ومنه قول منفوسة بنت زيد الخيل، وهي ترقص ابنا لها.
ولا تكونن كهلوف وكل وقال الليث: الهلوف: الكذوب من الرجال. والهلوف:
اللحية الضخمة الكثيرة الشعر المنتثرة، كالهلوفة، كسنورة وقال:
هلوفة كأنهـا جـوالـق
نكداء لا بارك فيها الخالق
لها فضول ولها بـنـائق
صفحة : 6180
وقال ابن دريد: الهلوف الكثير الشعر الجافي، كالهلفوف كزنبور وهو كثير شعر
الرأس واللحية كما في المحيط واللسان. وقال ابن فارس: الهلوف: اليوم الذي
يستر غمامة شمسه. قال: والهلوف أيضا: الجمل الكبير زاد غيره: المسن الكثير
الوبر، قال ابن دريد: واشتقاقه من الهلف، وهو فعل ممات.
ومما يستدرك عليه: الهلوف من الرجال: الشيخ الكبير المسن الهرم. والهلوفة العجوز، عن ابن عباد، قال عنترة بن الأخرس:
إعمد إلى أفصى ولا تأخر
فكن إلى ساحتهم ثم اصفر
تأتك من هلوفة ومعصر
يصفهم بالفجور، وأنك متى أردت ذلك منهم فاقرب من بيوتهم، واصفر تأتك منهم الكبيرة والصغيرة.
ه - ن - ف
الإهناف خاص بالنساء ولا يوصف به الرجال، قاله أبو ليلى، وهو ضحك في فتور،
كضحك المستهزيء، كالمهانفة، والتهانف كما في الصحاح، وأنشد للكميت:
مهفهفة الكشحين بيضاء كاعب تهانف للجهال منهم وتلعـب زاد أبو ليلى وكذلك الهناف، ككتاب وأنشد:
تغض الجفون على رسلهـا بحسن الهناف، وخون النظر وقال الليث: الهناف: مهانفة الجواري بالضحك، وهو التبسم. وفي نسخة من كتاب الكامل للمبرد: التهانف: الضحك بالسخرية، وأنشد الليث:
إذا هن فصلن الحديث لأهله حديث الرنا فصلنه بالتهانف قال أبو ليلى: الرنا هنا: اللهو. والإهتاف: الإسراع، كالتهنيف يقال: أقبل مهنفا، ومهنفا؛ أي مسرعا لينال ما عندي. وقال الأصمعي: الإهتاف: تهيؤ الصبي للبكاء وهو مثل الإجهاش. قال: والمهانفة: الملاعبة.
ومما يستدرك عليه: الهنوف، بالضم: ضحك فوق التبسم، عن ابن سيده. وتهانف به: تعجب، عن ثعلب. والتهنف: البكاء قال عنترة بن الأخرس:
تكف وتستبقى حياء وهيبة لنا ثم يعلو صوتها بالتهنف وقد يكون التهانف بكاء غير الطفل، وأنشد ثعلب لأعرابي:
تهانفت واستبكاك رسم المنازل بسوقة أهوى، أو بقارة حائل فهذا هنا إنما هو للرجال دون الأطفال، لأن الأطفال لا تبكي على المنازل. قلت: ويمكن أن يكون قوله: تهانفت؛ أي: تشبهت بالأطفال في بكائك، فتأمل.
ه - و - ف
الهوف بالفتح ويضم وعليه اقتصر الجوهري: الريح الحارة كما في الصحاح. وقال
ابن دريد: الريح الباردة الهبوب فهو ضد قالت أم تأبط شرا تؤبنه: واابناه،
ليس بعلفوف، تلفه هوف، حشى من صوف وقيل: لم يسمع هذا إلا في كلام أم تأبط
شرا. والهوف بالضم: الرجل الخاوي الجبان الذي لا خير عنده. والهوف لغة في
الهيف: لنكباء اليمن وبه فسر قول أم تأبط شرا.
ومما يستدرك عليه: الهوف، بالضم: الرجل الأحمق. وقال ابن عباد: الهوف: نحو سحاء البيض. وهوفان، بالفتح: موضع.
ه - ي - ف
الهيف: شدة العطش من إصابة الريح الحارة. والهيف، والهوف: ريح حارة تأتي من
نحو اليمن وهي نكباء بين الجنوب والدبور من تحت مجرى سهيل تيبس النبات،
وتعطش الحيوان، وتنشف المياه قال ذو الرمة:
وصوح البقل نئاج تجيء به
هيف يمانية في مرها نكب
صفحة : 6181
وقال ابن الأعرابي: نكباء الصبا والجنوب، مهياف ملواح ميباس للبقل، وهي
التي تجيء بين ريحين، وقال الأصمعي: الهيف: الجنوب إذا هبت بحر، وقيل: إن
الهيف: ريح باردة تجيء من قبل مهب الجنوب، ويقال: إن هذا لا يوافق
الاشتقاق، قال الأزهري: والذي قاله الليث: إن الهيف ريح باردة، لم يقله
أحد، والهيف لا تكون إلا حارة. وفي المثل: ذهبت هيف لأديانها أي: لعاداتها
وإنما جمع الأديان؛ لأن الهيف اسم جنس، وجاء باللام على معنى إلى، أي: رجعت
إلى عاداتها، وقال أبو عبيد: الهيف: السموم، وقولهم: لأديانها: أي لعاداتها
لأنها تجفف كل شيء وتيبسه يضرب عند تفرق كل إنسان لشأنه، أو لمن لزم عادته
ولم يفارقها. وهيف: واد باليمن. وفي الصحاح: تهيف منه، كتشتى: من الشتاء
وكذلك تصيف: من الصيف. والهافة: الناقة التي تعطش سريعا وإبل هافة كذلك
كالمهياف كمحراب، وكذلك المهيام، نقله الجوهري، وهو قول الأصمعي. والهيف،
محركة: ضمر البطن ورقة الخاصرة وقد هيف وهاف كفرح وخاف، هيفا وهيفا الأخيرة
لغة تميم، فهو أهيف وامرأة هيفاء، وفرس هيفاء من نسوة، وأفراس هيف وكذلك
قوم هيف. وهاف العبد يهاف: أبق نقله الجوهري وابن عباد، أي استقبل الريح.
وهافت الإبل هيافا، بالكسر والضم: إذا استقبلت هبوب الهيف بوجوهها، فاتحة
أفواهها من شدة العطش، وهي إبل هائفة كما في اللسان. والمهياف من الإبل:
المعناق نقله ابن عباد. والمهياف منا: السريع العطش عن الأصمعي، وأنشد
للشنفري:
ولست بمهياف يعشى سوامه مجدعة سقبانها وهي بهـل أو الشديدة أي العطش كالهائف، والهيوف، والهيفان وهو الذي لا يصبر على العطش. ورجل هيفان ومهياف، كمشتاق أي: عطشان الأولى عن الأصمعي، والثانية ضبطها غريب لم أر من تعرض له، والظاهر أنه مهياف كمحراب أو الصواب مهتاف من اهتاف، وحينئذ يصح الوزن بمشتاق، فتأمل. وأهافوا: عطشت إبلهم نقله الجوهري، وأنشد للراجز:
وقد أهافوا زعموا وأنزعوا ومما يستدرك عليه: هاف ورق الشجر، يهيف: سقط. وهاف، واستهاف: أصابته الهيف، فعطش، أنشد ثعلب:
تقدمتهن علـى مـرجـم يلوك اللجام إذا ما استهافا ورجل هاف: لا يصبر على العطش، عن اللحياني، ويقال للعطشان: إنه لهاف. واهتاف: أي عطش. وهافاه مهافاة: إذا مايله إلى هواه، نقله الأزهري في ترجمة فوه. وهيفاء: فرس طارق بن حصبة. وهيفاء: قرية بساحل بحر الشام. وإبل هافة: إذا كانت تعطش سريعا.