الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الأول: فصل الهمزة مع القاف

فصل الهمزة مع القاف

أ -ب - ق
أبق العبد، كسمع وضرب ومنع الأولى نقلها ابن دريد، وقوله: منع، هكذا في النسخ، والذي في التكملة بفتح الباء، أي: من حد نصر، كذا هو مضبوط مصحح أبقا بالفتح، ويحرك، وإباقا، ككتاب : ذهب بلا خوف ولا كد عمل قال الليث: وهذا الحكم فيه أن يرد، فإن كان من كد عمل أو خوف ، لم يرد، قال الله تعالى إذ أبق إلى الفلك المشحون وفي حديث شريح: أنه كان لا يرد العبد من الادفان، ويرده من الإباق البات أي: القاطع الذي لا شبهة فيه. أو أبق العبد: إذا استخفى ثم ذهب كما في المحكم فهو آبق، قالت سعلاة عمرو بن يربوع: أمسك بنيك عمرو إني آبق. وأبوق كصبور ، هذه عن ابن فارس ج: ككفار ، وركع قال رؤبة:

ويغتزي من بعد أفق أفقـا      حتى اشفتروا في البلاد أبقا والأبق، محركة: القنب قال رؤبة يصف الأتن:

قود ثمان مثل أمراس الأبق     فيها خطوط من سواد وبلق أو قشره وهو قول الليث. وأباق كشداد : شاعر دبيري مشهور ، كنيته أبو قريبة. وتأبق العبد: استتر كما في صحاح، زاد ابن سيده: ثم ذهب. أو تأبق: احتبس كما في صحاح، ومنه قول الأعشى:

ذاك ولم يعجز من الموت ربه     ولكن أتاه الموت لا يتـأبـق قال الصاغاني: إنه لا يتحبس، ولا يتوارى. وتأبق: تأثم وروى ثعلب أن بن الأعرابي أنشده:

ألا قالت بهان ولم تأبـق    كبرت ولا يليق بك النعيم قال: لم تأبق: لم تأثم من مقالتها، وقيل: لم تأنف، وقال أبو حاتم: سألت الأصمعي عن تأبق فقال: لا أعرفه، وأنشده أبو زيد في نوادره لعامر بن كعب بن عمرو بن سعد، وقال أبو عمر في اليواقيت: هو لعامان ابن كعب ، ويقال: غامان، وقال أبو زيد : لم تأبق: لم تبعد، أخذه من إباق العبد، وقيل: لم تستخف، أي: قالت علانية، وكان الأصمعي يرويه عن أبي عمرو:

ألا قالت حذام وجارتاهـا    نعمت ولا يليط بك النعيم

صفحة : 6183

وتأبق الشيء: إذا أنكره قال ابن فارس : قال بعضهم: يقال للرجل: إن فيك كذا، فيقول: أما والله ما أتأبق، أي: ما أنكر، ويقال: يا ابن فلانة، فيقول: ما أتأبق منها، أي: ما أنكرها.

ومما يستدرك عليه: تابقت الناقة: حبست لبنها. والأبق، محركة: حبل القنب، وقال ثعلب: هو الكتان.

أ - ج - د - ا - ن - ق
أجدا نقان، بالضم: قرية على باب دوين، وبها ولد أيوب بن شادي، والد الملك الناصر صلاح الدين يوسف، ذكره ابن خلكان.

أ ر ق
الأرق، محركة: السهر كما في الصحاح، وزاد الصاغاني: بالليل وفي التهذيب: هو ذهاب النوم بالليل، وفى المحكم: ذهاب النوم لعلة ، ونقل شيخنا -عن بعض فقهاء اللغة- أنه السهر في مكروه، وقيده هكذا، وأن السهر أعم، وبه فسروا قول المتنبي:

أرق على أرق ومثلي يأرق      وأسى يزيد وعبرة تترقرق كالائتراق على الافتعال، نقله الجوهري. وقد أرق، كفرح يأرق أرقا فهو أرق ككتف وآرق كناصر، وأنشد ابن فارس- في المقاييس-:

فبت بليل الآرق المتململ قلت: هو قول ذي الرمة. والإرقان، بالكسر: شجر أحمر بعينه، نقله ابن فارس، وأنشد:

وتترك القرن مصفرا أنامله      كأن في ريطتيه نضح إرقان قلت: وهو قول الأصمعي، كما في التكملة. وقيل: الإرقان: الحناء. وقال الأصمعي: الإرقان: الزعفران. وقال غيره: هو دم الأخوين وكل ذلك فسر به البيت. والإرقان: آفة تصيب الزرع. وداء يصيب الناس يصفر منه الجسد كالأرقان، محركة نقلها الجوهري وبكسرتين، وبفتح الهمزة وضم الراء، والأرق والأرقان، بفتحهما، والأراق كغراب، واليرقان محركة، وهذه أشهر فهذه ثماني لغات ، اقتصر الجوهري على الثانية والأخيرة، وفي اللسان: ومن جعل همزته بدلا فحكمه الياء، قال الأطباء: اليرقان: يتغير منه لون البدن تغيرا فاحشا إلى صفرة أو سواد ، بجريان الخلط الأصفر أو الأسود إلى الجلد وما يليه بلا عفونة كذا في الشفاء لابن سينا. وزرع مأروق، وميروق: أي مؤوف، وكذلك نخلة مأروقة . وأريق كزبير : ع هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، صوابه كغراب كما هو في الصحاح والعباب واللسان والمعجم، وأنشدوا لابن أحمر الباهلي:

كأن على الجمال أوان حفت     هجائن من نعاج أراق عينا وقال الجوهري: قال الأصمعي: رأى رجل الغول على جمل أورق، فقال: جاءنا بأم الربيق على أريق ، أي: بالداهية، زاد غيره العظيمة وقال الصاغاني: الكبيرة، وقال أبو عبيد : أصله من الحيات، وقال الأزهري: صغر الأورق تصغير الترخيم كسويد في أسود، والأصل وريق، فقلبت الواو همزة ذكره في هذا التركيب، وقال ابن بري: حق أريق أن يذكر في فصل ورق لأنه تصغير أورق، كقولهم في أسود سويد ، ومما يدل على أن أصل الأريق الحيات -كما قال أبو عبيد- قول العجاج:

وقد رأى دوني من تجهمي      أم الربيق والأريق الأزنم بدلالة قوله: الأزنم وهو الذي له زنمة من الحيات.

وآرقه كذا وأروقه إيراقا وتأريقا، وعلى الثاني اقتصر الجوهري: أسهره وهو مؤرق قال:

متى أنام لا يؤرقني الكرى قال سيبويه: جزمه لأنه في معنى إن يكن لي نوم في غير هذه الحال لا يؤرقني الكرى وقال تأبط شرا:

يا عيد مالك من شـوق وإيراق      ومر طيف على الأهوال طراق

صفحة : 6184

وقال رؤبة:

أرقني طارق هـم أرقـا      وركض غربان غدون نغقا وقال الأعشى:

أرقت وما هذا السهاد الـمـؤرق      وما بي من هم وما بي من معشق ومؤرق كمحدث: علم منهم مؤرق العجلي وغيره، قال ابن دريد في تركيب ورق فأما تسميتهم مؤرقا فليس من هذا، ذاك من الأرق وهو ذهاب النوم.

ومما يستدرك عليه: رجل أرق كندس وأرق بضمتين بمعنى آرق. وقيل: إذا كان ذلك عادته فبضم الهمزة والراء لا غير. وأراق، كغراب : موضع في قول ابن أحمر:

كأن على الجمال أوان حفت     هجائن من نعاج أراق عينا وقال ابن زيد الخيل الطائي:

ولما أن بدت لصفا أراق تجمع من طوائفهم فلول

أ ز ق
أزق صدره، كفرح وضرب الأول عن ابن دريد أزقا بالفتح وأزقا بالتحريك، وفيه لف ونشر غير مرتب : ضاق وفي الصحاح والعباب: الأزق: الأزل، وهو الضيق. وقال ابن دريد : الأزق، بالتحريك: الضيق، يقال: أزق، بالكسر، يأزق أزقا، وقال الأصمعي في قول رؤبة يصف ناموس الصائد:

مضطمرا كالقمر بالضيق الأزق حرك الزاي ضرورة، قال الصاغاني: الدليل على صحة قول الأصمعي قول العجاج:

أصبح مسحول يوازي شقا     ملالة يملـهـا وأزقـا أو أزق الرجل: إذا تضايق صدره في الحرب، كتأزق فيهما، وحكى الفراء: تأزق صدري، وتأزل، أي: ضاق. والمأزق، كمجلس : الموضع المضيق الذي يقتتلون فيه، قال اللحياني: وكذلك مأزق العيش، ومنه سمى موضع الحرب مأزقا، والجمع المآزق، قال جعفر بن علبة الحارثي:

إذا ما ابتدرنا مأزقا فرجت لنا      بأيماننا بيض جلتها الصياقل وفي المقاييس لابن فارس: استؤزق على فلان: إذا ضاق عليه المكان فلم يطق أن يبرز. ثم إن هذا الحرف مكتوب عندنا في النسخ بالحمرة، وقد وجد في نسخ الصحاح، فانظره.

ومما يستدرك عليه: أزقته أزقا: ضيقته، فأزق هو، أي: ضاق، لازم متعد، نقله شيخنا.

أ- س- ق
المئساق: الطائر الذي يصفق بجناحيه إذا طار، ذكره صاحب اللسان هكذا، وأهمله الجماعة، ويقوى قولهم: إن أصله الهمز جمعهم له علا مآسيق لا غير، قاله ابن سيده، وسيأتي في و س ق.

أ- س- ت- ب- ر- ق
استبرق: أورده الجوهري في برق على أن الهمزة والسين والتاء من الزوائد، وذكره أيضا في السين والراء، وذكره الأزهري في خماسي القاف على أن همزتها وحدها زائدة وصوبه، وسيأتي الكلام عليه فيما بعد.

أ- ش- ق
الأشق، كسكر أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: ويقال: وشق بالواو أيضا وقال الليث ويقال: أشج أيضا بالجيم بدل القاف، وهكذا يسمى بالفارسية، وقد ذكر في موضعه: صمغ نبات كالقثاء شكلا، وغلط من جعله صمغ الطرثوث فيه تعريض على الصاغاني، حيث جعله صمغ الطرثوث ملين مدر مسخن محلل ، ترياق للنسا والمفاصل، ووجع الوركين شربا مثقالا ومر له في الجيم أنه صمغ كالكندر، وفي العباب: يلزق به الذهب علما الرق، قال: هو دواء كالصمغ دخيل في العربية، وقد ذكره المصنف في أربعة مواضع، وهو المعروف الآن بمصر بقنا وشق.

أ- ف- ق
الأفق، بالضم، وبضمتين كعسر وعسر: الناحية، ج: آفاق قال الله تعالى: وهو بالأفق الأعلى وقال عز وجل: سنريهم آياتنا في الآفاق، وقد جمع رؤبة بين اللغتين:

ويغتزي من بعد أفق أفقا

صفحة : 6185

قال شيخنا: وذكروا في الأفق بالضم أنه استعمل مفردا وجمعا، كالفلك، كما في النهاية، قلت: وبه فسر بيت العباس رضي الله عنه يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

وأنت لما ولدت أشرقـت ال     أرض وضاءت بنورك الأفق ويقال: إنه إنما أنث الأفق ذهابا إلى الناحية، كما أنث جرير السور في قوله:

لما أتى خبر الزبير تضعضعت سور المدينة والجبال الخشـع أو الأفق: ما ظهر من نواحي الفلك وأطراف الأرض. أو الأفق: مهب الرياح الأربعة: الجنوب، والشمال والدبور، والصبا. والأفق: ما بين الزرين المقدمين في رواق البيت. وأفق البيت من بيوت الأعراب: نواحيه ما دون سمكه. وهو أفقي بفتحتين لمن كان من آفاق الأرض، حكاه أبو نصر، كما في الصحاح، قال الأزهري: وهو على غير قياس وقال الجوهري: بعضهم يقول: أفقي بضمتين وهو القياس، قال شيخنا: النسب للفرد هو الأصل في القواعد، وبقي قول الفقهاء في الحج ونحوه آفاقي هل يصح قياسا على أنصاري ونحوه، أولا يصح بناء علي أصل القاعدة. والنسبة إلى الجمع منكرة أطال البحث فيه ابن كمال باشا في الفرائد، وأورد الوجهين، ومال إلى تصحيح قول الفقهاء، وذهب النووي إلى إنكار ذلك وتلحين الفقهاء، والأول عندي صواب ولا سيما وهناك مواضع تسمى أفقا تلتبس النسبة إليها، والله أعلم. ورجل أفاق كشداد: يضرب في الآفاق: أي نواحي الأرض مكتسبا ومنه حديث لقمان بن عاد : صفاق أفاق. وفرس أفق ، بضمتين: أي رائع يقال للذكر والأنثى كما في الصحاح، وأنشد للشاعر المرادي، هو عمرو بن قنعاس:

وكنت إذا أرى زقا مريضا      يناح على جنازته بكـيت
أرجل لمتي وأجر ذيلـي       وتحمل شكتي أفق كميت

وأفق الرجل كفرح يأفق أفقا: بلغ النهاية في الكرم كما في الصحاح والعباب أو في العلم، أو في الفصاحة وغيرها من الخير من جميع الفضائل، فهو آفق على فاعل ، ومنه قول الأعشى يمدح إياس ى ابن قبيصة:

آفقا يجبى إليه خرجـه     كل مما بين عمان وملح وكذلك أفيق.

وقال ابن برى: ذكر ا القزاز أن الآفق فعله أفق يأفق، أي: من حد ضرب، وكذا حكى عن كراع، واستدل القزاز على أنه آفق على زنة فاعل بكون فعله على فعل، أنشد أبو زياد شاهدا على آفق بالمد لسراج ابن قرة الكلابي:

وهي تصدى لرفـل آفـق      ضخم الحدول بائن المرافق وأنشد غيره لأبى النجم:

كم بين أب ضخم وخال آفق      بين المصلى والجواد السابق وأنشد أبو زيد:

تعرف في أوجهها البشائر      آسان كل آفق مشاجـر قال علي بن حمزة: أفق مشاجر بالقصر لا غير، قال: والأبيات المتقدمة تشهد بفساد قوله.

وهي بهاء عن ابن فارس ، وقال غيره: لا يقال في المؤنث على القياس. والآفق: فرس كان لفقيم بن جرير بن دارم، قال دكين بن رجاء الفقيمي:

بين الخباسيات والأوافق     وبين آل ساطع وناعق كلها أسامي خيول فقيم. وأوفق فلان يأفق من حد ضرب: إذا ركب رأسه، وذهب في الآفاق وفي الصحاح: أفق فلان : إذا ذهب في الأرض، والذي ذكره المصنف هو قول الليث. وأفق في العطاء أفقا، أي: فضل، وأعطى بعضا أكثر من بعض نقله الجوهري، وأنشد للأعشى يمدح النعمان:

ولا الملك النعمان يوم لقيتـه    بنعمته يعطى القطوط ويأفق

صفحة : 6186

ويروى: بغبطته وأراد بالقطوط: كتب الجوائز، قيل: معنى يأفق: يفضل، وقيل: يأخذ من الآفاق. وأفق الأديم يأفقه أفقا: إذا دبغه إلى أن صار أفيقا نقله الجوهري. وأفق: أي كذب كأفك، عن ابن عباد . وأفق يأفق أفقا: إذا غلب عن كراع، وابن عباد. وأفق أفقا: ختن عن ابن عباد. وأفق الطريق، محركة: سننه، وعن ابن الأعرابي: وجهه، ج: آفاق كسبب وأسباب ، ومنه قولهم: قعد فلان على أفق الطريق. والأفيق كأمير: الفاضلة من الدلاء قاله أبو عمرو، ونصه على الدلاء. وأفيق : ة، بين حوران والغور وهو الأردن ومنه عقبة أفيق، ولا تقل: فيق فإنها عامية ، وهي عقبة طويلة نحو ميلين، قال حسان بن ثابت:

لمن الدار أقفرت بمـعـان       بين أعلى اليرموك فالصمان
فقفا جاسـم فـدار خـلـيد      فأفيق فجانبـي تـرفـلان

وأفيق، بلفظ التصغير، عليه السلام لبنى يربوع قال أبو دؤاد الإيادي:

وأرانا بالجزع جزع أفيق      نتمشى كمشية الناقلات أو أفيق: ة بنواحي ذمار وقد أغفله ياقوت والصاغاني. والأفيق: الجلد الذي لم يتم دباغه وفي الصحاح: لم تتم دباغته، وقال ثعلب: الذي له يدبغ. أو الأفيق: الأديم دبغ قبل أن يخرز نقله الجوهري عن الأصمعي أو قبل أن يشق. وقيل: هو ما يدبغ بغير القرظ والأرطي وغيرهما من أدبغة أهل نجد، وقيل: هو حين يخرج من الدباغ مفروغا منه، وفيه رائحته وقيل: أول ما يكون من الجلد في الدباغ فهو منيئة، ثم أفيق ثم يكون أديما كالأفيقة والأفق ككتف وسفينة فيهما وقد جاء ذكر الأفيقة في حديث غزوان فانطلقت إلى السوق فاشتريت أفيقة، أي سقاء من أدم قال ابن الأثير: أنثه على تأويل القربة والشنة، قال ابن سيده: وأرى ثعلبا قد حكى في الأفيق الأفق، مثل النبق، وفسره بالجلد الذي لم يدبغ، قال: ولست منه على ثقة. ج: أفق، محركة مثل أديم وأدم نقله الجوهري ويقال: أفق بضمتين وأنكره اللحياني، وقال: لا يقال في جمعه أفق ألبتة، وإنما هو الأفق بالفتح، فأفيق على هذا له اسم جمع وليس له جمع أو المحركة اسم جمع وليس بجمع لأن فعيلا لا يكسر على فعل كما في المحكم. وقال الأصمعي: جمع الأفيق: آفقة ، كأرغفة في رغيف ، وآدمة في أديم، نقله الجوهري. والأفقة، محركة: الخاصرة والجمع أفق، عن ابن الأعرابي كالآفقة ممدودة وهذا عن ثعلب. وقال الليث: الأفقة: مرقة من مرق الإهاب قال: ومرقه: أن يدفن تحت الأرض حتى يمرط ويتهيأ دباغه. وقال ابن عباد: الأفقة، بالضم: القلفة. قال: ورجل آفق، على أفعل: إذا لم يختن. والأفاقة ككناسة : ع ب البحرين، قرب الكوفة ذكره لبيد فقال:

وشهدت أنجية الأفاقة عـالـيا      كعبي، وأرداف الملوك شهود وأنشد ابن بري للجعدي:

ونحن رهنا بالأفـاقة عـامـرا      بما كان في الدرداء رهنا فأبسلا أو هو: إماء لبنى يربوع قاله المفضل، وله يوم معروف، قال العوام ابن شوذب:

قبح الإله عصابة من وائل      يوم الأفاقة أسلموا بسطاما وكانت الأفاقة من منازل أهل المنذر، وقال ياقوت: وربما صحفه قوم فقالوا: الأفاقه، بفتح الهمزة وإظهار الهاء، مثل جمع فقيه. وأفاق كغراب عليه السلام: قال عدي ابن زيد العبادي:

سقى بطن العقيق إلى أفاق        ففاثور إلى لبب الكثـيب وقال نهشل بن حرى:
يجرون الفصال إلى الندامـى     بروض الحزن من كنفي أفق

صفحة : 6187

والأفيقة ككنيسة: الأفيكة، أو هي الداهية المنكرة. وقال الأصمعي. يقال: تأفق بنا فلان : أي أتانا من أفق قال أبو وجزة:

ألا طرقت سعدى فكيف تأفقت      بنا وهي ميسان الليالي كسولها وقيل: تأفقت: ألمت بنا، وأتتنا.

ومما يستدرك عليه: أفقه يأفقه: إذا سبقه في الفضل، وكذا أفق عليه، قال الكميت:

الفاتـقـون الـراتـقـو      ن الآفقون على المعاشر وأفق يأفق: أخذ من الآفاق. وقال الأصمعي: بعير آفق ، وفرس آفق : إذا كان رائعا كريما، والبعير عتيقا كريما. وفرس آفق ، قوبل من آفق وآفقة: إذا كان كريم الطرفين، كما في الصحاح. قال ابن بري: والأفيق من الإنسان، ومن كل بهيمة : جلده، قال رؤبة يصف سهما:

يشقى به صفح الفريص والأفق وفي نوادر الأعراب: تأفق به، وتلفق: لحقه.

أ- ل- ق
ألق البوق يألق من حد ضرب ألقا بالفتح وإلاقا، ككتاب، إذا كذب قاله أبو الهيثم فهو ألاق كشداد : كاذب، لا مطر فيه. والإلاق ككتاب: البرق الكاذب الذي لا مطر له قال النابغة الجعدي، رضي الله عنه وجعل الكذوب إلاقا:

ولست بذي ملق كاذب       إلاق كبرق من الخلب والإلق، بالكسر: الذئب نقله الجوهري، وهو قول ابن الأعرابي، وكذلك الإلس قال والإلقة: الذئبة وجمعها إلق ، قال رؤبة:

جد وجدت إلقة من الإلق وربما قالوا: القردة إلقة، وذكرها قرد ورباح لا إلق قال بشر بن المعتمر:

وإلقة ترغث رباحـهـا     والسهل والنوفل والنضر وقال الليث: الإلقة يوصف بها المرأة الجريئة لخبثها. والأولق: الجنون نقله الجوهري وهو قول الرياشي، قال الجوهري: هو فوعل قال: وإن شئت: جعلته أفعل، لأنه يقال: ألق الرجل كعنى ألقا فهو مألوق، على مفعول ، أي: جن، قال الرياشي: وأنشدني أبو عبيدة:

كأنما بي من إراني أولق وقال رؤبة:

كأن بي من ألق جن أولقا والأولق: سيف خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه وهو القائل فيه:

أضربهم بالأولـق      ضرب غلام ممئق

بصارم ذي رونق والمألوق: المجنون هو من ألق كعنى كالمؤولق على مفوعل، وذكره الجوهري في صورة الاستدلال على أن الأولق وزنه فوعل ، قال: لأنه يقال للمجنون: مؤولق. قلت: وهو مذهب سيبويه، كما تقول: جوهر ومجوهر ، وذهب الفارسي إلى احتمال كونه أفعل، بزيادة الهمزة، وأصالة الواو، وهو القول الثاني الذي ساقه الجوهري بقوله: وإن شئت جعلت الأولق أفعل، وقال ابن دريد: قال بعض النحويين: أولق أفعل، وهذا غلط عند البصريين، لأنه عندهم في وزن فوعل. قلت: ولكن أيدوا هذا القول الأخير بأن ابن القطاع حكى ولق، وفيه كلام لابن عصفور وأبى حيان وغيرهما، وأنشد الجوهري للشاعر وهو نافع بن لقيط الأسدي:

ومؤولق أنضخت كية رأسه      فتركته ذفرا كريح الجورب

صفحة : 6188

أي: هجوته، قال ابن بري: قول الجوهري: لأنه يقال: ألق الرجل فهو مألوق على مفعول هذا وهم منه وصوابه أن يقول: ولق يلق وأما ألق فهو يشهد بكون الهمزة أصلا لا زائدة، فتأمل. والمألوق: فرس المحرق بق عمرو السدوسي، صفة غالبة على التشبيه، وفي بعض النسخ: المحرش ابن عمرو. والمئلق، كمنبر: الأحمق عن ابن الأعرابي، وأنشد:

شمردل غير هراء مئلق أو المعتوه قاله ابن الأعرابي أيضا. وقال أبو زيد: امرأة ألقى، كجمزى: سريعة الوثب. وألاق كغراب : جبل بالتيه من أرض مصر، من ناحية الهامة، قاله ياقوت. والإلق كإمع المتألق. وقال ابن فارس: الألوقة: طعام طيب، أو زبد برطب وهذا قول ابن الكلبي قال وفيه لغتان: ألوقة ولوقة نقله ابن بري، وأنشد الليث لرجل من بني عذرة:

وإني لمن سالمتم لألـوقة     وإني لمن عاديتم سم أسود وقال ابن سيده: الألوقة: الزبدة، وقيل: الزبدة بالرطب لتألقها، أي بريقها، قال: وقد توهم قوم أن الألوقة لما كانت هي اللوقة في المعنى، وتقاربت حروفهما من لفظهما، وذلك باطل لأنها لو كانت من هذا اللفظ لوجب تصحيح عينها، إذ كانت الزيادة في أولها من زيادة الفعل، والمثال مثاله فكيف يجب على هذا أن يكون ألوقة، كما قالوا في أثوب وأسوق وأعين وأنيب، بالصحة، ليفرق بذلك بين الاسم والفعل. وتألق البرق: التمع نقله الجوهوي، ومنه قول الزفيان:

والبيض في أيمانهم تألق كائتلق نقله الجوهري، وقال ابن جنى: أي لمع وأضاء، وأنشد ابن فارس في المقاييس:

يصبح طورا وطورا يقترى دهسا      كأنه كوكب بالرمـل يأتـلـق قلت: وقد عدى الأخير ابن أحمر فقال:

تلففها بديبـاج وخـز     ليجلوها فتأتلق العيونا وقد تجاوز أن يكون عداه بإسقاط حف، أو لأن معناه تختطف. وتألقت المرأة إذا تبرقت وتزينت نقله الصاغاني. أو شمرت للخصومة واستعدت للشر ورفعت رأسها فاله ابن فارس وقال ابن الأعرابي: معناه صارت مثل الإلقة.

ومما يستدرك عليه: الألق بالفتح والألق كغراب: الجنون عن أبي عبيدة، وألقه الله يألقه ألقا وألقا. وأليق البرق: لمعانه. والألق بالفتح الكذب تقول ألق يألق ألقا، ومنه قراءة أبي جعفر وزيد بن أسلم: إذ تألقونه بألسنتكم وفي الحديث: اللهم إني أعوذ بك من الألس والألق قال القتيبي: وأصله الولق، فأبدل الواو همزة، وقد اعترضه ابن الأنباري، وقال: إبدال الهمزة من الواو المفتوحة لا يجعل أصلا يقاس عليه، وإنما يتكلم بما سمع منه، وقال أبو عبيد: الألق هنا: الجنون. ورجل إلاق، ككتاب : خداع متلون. وبرق ألق : مثل خلب. ورجل إلق ، بالكسر: سيئ الخلق، وكذلك امرأة إلقة. والإلقة: السعلاة ة لخبثها. وامرأة إلقة ، كإمعة : سريعة الوثب. وبرق آلق، ومنه قول السعلاة صاحبة عمرو بن يربوع، وكان قد تزوجها:

أمسك بنيك عمرو إنـي آبـق     برق على أرض السعالى آلق والميلق، كمقعد: اشتهر به العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الواحد اللخمي الإسكندري، عرف بابن الميلق، وسئل عن شهرته فقال. الميلق: هو محل الذهب. قلت: وهذا هو الباعث في ذكره هنا، كأنه من ألق يألق: أي لمع وأضاء، ومن آل بيته نجم الدين بن الميلق، كتب عنه الحافظ اليعمري من شعره، وعطاء الله بن مختار بن الميلق، كتب عنه الحافظ الدمياطي، وناصر الدين محمد بن عبد الدائم ابن بنت الميلق، اجتمع به الحافظ ابن حجر، وكان واعظا مشهورا.

أ- م- ق

صفحة : 6189

أمق العين أهمله الجوهري، وقال يونس في كتاب اللغات: مثل مأقها وموقها، كما في العباب واللسان.

أ- ن- ق
الأنق، محركة: الفرح والسرور نقله الجوهري. والأنق: الكلأ الحسن المعجب، سمى بالمصدر، قالت أعرابية : يا حبذا الخلاء، آكل أنقى، وألبس خلقي، وقال الراجز:

جاء بنو عمك رواد الأنق، يقال: أنق، كفرح يأنق أنقا: إذا فرح وسر. وقال أبو زيد : أنق الشيء أنقا: أحبه قال عبد الرحمن بن جهيم الأسدي :

تشفى السقيم بمثل ريا روضة     زهراء تأنقها عيون الـرود وقال الليث: أنق به: أعجب به، فهو يأنق أنقا، وهو أنق ، ككتف : معجب ، قال:

إن الزبير زلـق وزمـلـق      جاءت به عنس من الشام تلق

لا أمن جلـيسـه ولا أنـق أي: لا يأمنه ولا يأنق به، وفي حديث عبيد بن عمير : ما من عاشية أشد أنقا، ولا أبعد شبعا من طالب علم: أي أشد إعجابا واستحسانا، ورغبة ومحبة، والعاشية من العشاء، وهو الأكل بالليل، يريد أن العالم منهوم متمادى الحرص. والأنوق، كصبور قال ابن السكيت عن عمارة: إنه عندي العقاب، والناس يقولون: الرخمة لأن بيض الرخمة يوجد في الخرابات وفي السهل، وقال ابن الأعرابي: الأنوق: الرخمة، وقيل: ذكر الرخم وأنشد الجوهري للكميت:

وذات اسمين والألوان شتى      تحمق وهي كيسة الحويل قال: وإنما قال: ذات اسمين، لأنها تسمى الرخمة والأنوق. أو طائر أسود هل كالعرف يبعد لبيضه قال أبو عمرو. أو طائر أسود مثل الدجاجة العظيمة أصلع الرأس أصفر المنقار وهو أيضا قول أبي عمرو وقال طويلة المنقار. وفي المثل هو أعز من بيض الأنوق لأنا تحرزه فلا يكاد يظفر به لأن أوكارها في رؤوس القلل والمواضع الصعبة البعيدة وهي تحمق مع ذلك، نقله الجوهري وقد تقدم شاهده من قول الكميت، وفي حديث علي رضي الله عنه: ترقيت إلى مرقاة يقصر دونها الأنوق وفي حديث معاوية قال له رجل: افرض لي، قال نعم، قال ولولدي، قال: لا، قال: ولعشيرتي، قال: لا، ثم تمثل:

طلب الأبلق العقوق فلما      لم ينله أراد بيض الأنوق قال أبو العباس: هذا مثل يضرب للذي يسأل الهين فلا يعطى، فيسأل ما هو أصعب منه، وقال غيره: العقوق. الحامل من النوق، والأبلق: من صفات الذكور، والذكر لا يحمل، فكأنه طلب الذكر الحامل والأنوق واحد وجمع، وقال ابن سيده: يجوز أن يعنى به الرخمة الأنثى وأن يعنى به الذكر، لأن بيض الذكر معدوم، وقد يجوز أن يضاف البيض إليه، لأنه كثيرا ما يحضنها وإن كان ذكرا، كما يحضن الظليم بيضه، وقال الصاغاني: في شرح قول الكميت السابق، وإنما كيس حويلها لأنها أول الطير قطاعا، وأنها تبيض حيث لا يلحق شيء بيضها. قلت. ومنه قول العديل بن الفرخ:

بيض الأنوق كسرهن ومن يرد      بيض الأنوق فإنه بمعـاقـل

صفحة : 6190

وقيل: في أخلاقها من الكيس عشر خصال وهن: تحضن بيضها وتحمي فرخها، وتألف ولدها، ولا تمكن من نفسها غير زوجها وتقطع في أول القواطع، وترجع في أول الرواجع ولا تطير في التحسير ولا تغتر بالشكير ولا ترب بالوكور. ولا تسقط على الجفير يريد أن الصيادين يطلبون الطير بعد أن يوقنوا أن القواطع قد قطعت والرخمة تقطع أوائلها لتنجو، أي تتحول من الجروم إلى الصرود أو من الصرود إلى الجروم والتحسير سقوط الريش ولا تغتر بالشكير أي صغار ريشها، بل ينتظر حتى يصير ريشها قصبا فتطير والجفير الجعبة لعلمها أن فيها سهاما، هذا هو الصواب في الضبط، مثله في سائر أصول اللغة المصححة ووهم من ضبطه بالحاء والقاف فإن هذه الأمور وأمثالها نقل لا مدخل فيها للرأي أو الاحتمالات وادعاؤه أنه على الجيم لا يظهر له معنى غفلة عن التأمل، وجهل بنصوص الأئمة، فليتنبه لذلك، وقد أشار إلى بعضه شيخنا رحمه الله تعالى ويقال: ما آنقه في كذا أي ما أشد طلبه له. وآنقني الشيء إيناقا، ونيقا بالكسر: أعجبني ومنه حديث قزعة مولى زياد: سمعت أبا سعيد يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع فآنقنني أي: أعجبني، قال ابن الأثير: والمحدثون يروونه أينقنني وليس بشيء ، قال: وقد جاء في صحيح مسلم. لا أينق بحديثه أي: أعجب، وهي هكذا تروى. وقال الأزهري عن ابن الأعرابي أنوق الرجل: اصطاد الأنوق للرخمة هكذا ذكره في التهذيب عنه في هذا التركيب، قال الصاغاني وإنما يستقيم هذا إذا كان اللفظ أجوف فأما وهو مهموز الفاء فلا. وشيء أنيق ، كأمير: حسن معجب وقد آنقه الشيء، فهو مؤنق وأنيق، ومثله مؤلم وأليم ، ومسمع وسميع، ومبدع وبديع ، ومكل وكليل وله أناقة بالفتح ويكسر أي: حسن وإعجاب ، وفي اللسان: فيه إناقة ولباقة، وجاء به بعد التأنق، فيكون المعنى: أي إجادة وإحسان. وأنق تأنيقا: أي عجب قال رؤبة:

وشر ألاف الصبا من أنقا وتأنق فيه: عمله بالإتقان والحكمة وقيل: إذا تجود وجاء فيه بالعجب كتنوق من النيقة. وتأنق المكان أعجبه فعلقه ولم يفارقه، وقال الفراء: أي أحبه.

ومما يستدرك عليه: روضة أنيق في معنى مأنوقة: أي محبوبة، وأنيقة بمعنى مؤنقة. والأنق، محركة: حسن المنظر وإعجابه إياك، وقيل: هو اطراد الخضرة في عينيك، لأنها تعجب رائيها. وتأنق فلان في الروضة: إذا وقع فيها معجبا بها. وتأنق فيها: تتبع محاسنها، وأعجب بها، وتمتع بها، وبه فسر حديث ابن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات أتأنقهن وفي التهذيب: في روضات أتأنق فيهن أي: أستلذ قراءتهن، وأتمتع بمحاسنهن، ومن أمثالهم: ليس المتعلق كالمتأنق ومعناه ليس القانع بالعلقة -وهي البلغة من العيش- كالذي لا يقنع إلا بآنق الأشياء وأعجبها. ويقال هو يتأنق: أي يطلب أعجب الأشياء.

أ و ق
الأوق الثقل يقال: ألقى علينا أوقه: أي ثقله، ومن سجعات الأساس: ألقى عليه أوقه، وبرك فوقه، وأنشد ابن بري:

إليك حتى قلدوك طوقها     وحملوك عبأها وأوقها والأوق: الشؤم، والأوق : ع وأنشد الجوهري:

تمتع من السيدان والأوق نظرة     فقلبك للسيدان والأوق آلـف وأنشد الصاغاني للقحيف العقلي يصف ناقته:

تربعت السـيدان والأوق إذ هـمـا      محل من الأصرام والعيش صالـح
وما يحزأ السيدان في رونق الضحى     ولا الأوق إلا أفرط العـين مـائح

وقال النابغة الجعدي رضي الله عنه:

أتاهن أن مـياه الـذهـا      ب فالملح فالأوق فالميثب

صفحة : 6191

وقال الليث: آق عليه فلان: إذا أ أشرف. ويقال: آق علينا يؤوق: إذا مال قال العماني:

آق علينا وهو شر آئق وقيل: آق عليهم أوقا. إذا أتاهم بالشؤم وقال ابن عباد: الأوقة: الجماعة يقال: جاء القوم بأوقتهم. وقال ابن شميل: الأوقة بالضم: الركية، مثل البالوعة في الأرض خليقة في بطون الأودية، وتكون في الرياض أحيانا، تسمى -إذا كانت قامتين- أوقة، فما زاد، وما كان أقل من قامتين فليست بأوقة، وفمها مثل فم الركية، وأوسع أحيانا، وهي الهوة، قال رؤبة:

وانغمس الرامي لها بين الأوق     في غيل قصباء، وخيس مختلق والأوقة: محضن الطير على رؤوس الجبال نقله الصاغاني. والأوقية بالضم: فعلية من أوق قال الجوهري وهي زنة سبع مثاقيل، وقيل: زنة أربعين درهما، وهو في قول وإن جعلتها أفعولة فهي من غير هذا الباب ويأتي في و ق ي إن شاء الله تعالى. ويوم الأواق كغراب: م معروف من أيام العرب، قال الصاغاني: وهو يؤيؤ وقد أهمله المصنف في الهمزة. والأواقي، بالفتح: قصب الحائك التي يكون فيها لحمة الثوب عن ابن عباد. وقال أبو عمرو: أوقه تأويقا: إذا قلل طعامه وأوقه تأويقا: حمله على المثسقة والمكروه نقله الجوهري، وأنشد لجندل بن المثنى الطهوي:

عز على عمك أن تؤوقي
أو أن تبيتي ليلة لم تغبقي
أو أن ترى كأباء لم تبرنشقي

وأوقه أيضا: عوقه. وقيل: ذلله. والمؤوق، كمحدث : من يؤخر طعامه قال:

ولو كان حتروش بن عزة راضيا      سوى عيشه هذا بعيش مـؤوق وتأوق: إذا تعوق.

ومما يستدرك عليه: بيت مؤوق، كمعظم: كثير الحشو من ردئ ج المتاع، منه قول امرئ القيس:

وبيت يفوح المسك في حجراته     بعيد من الآفات غير مـؤوق ورجل مؤوق: مشؤوم، وقيل: مهان. وتأوق: تجوع. والأوق: جبل لهذيل.

أ- ه- ق
الأيهقان فيعلان، بضم العين عشب يطول في السماء طولا شديدا وله وردة حمراء، وورقه عريض، ويؤكل يأكله الناس، وهو الذي يقول فيه لبيد رضي الله عنه:

فعلا فروع الأيهقان وأطفلت      بالجلهتين ظباؤها ونعامهـا قال أبو زياد: ولم يسمه أحد الأيهقان إلا لبيدا -رضي الله عنه- حين اضطر، وإنما اسمه النهق، واحدته نهقة. أو هو الجرجير البري كما في الصحاح، وهو قول أبي نصر واحدته بهاء، وقال كعب بن زهير -رضي الله عنه- يصف مطرا:

فأنبت الغفو والريحان وابلـه      والأيهقان مع المكنان والذرقا وقال أبو حنيفة: ولم يبلغني عن أحد غيره، وقد قال أبو وجزة يصف حمار وحش:

تربع الروض في بهمى وفي نفل    يزينه الأيهقان الجون والزهـر

صفحة : 6192

قال: فإن لم يكن أخذه من لبيد رضي الله عنه -كما قاله أبو زياد - فليسلط الأمر على ما ذكره، قال: وقال بعض الرواة: الأيهمان والنهق شيء واحد، وزعم أنه يقال له: الكثأة قال: وقال أعرابي: الكثاة بغير همز وسألت عنه بعض الأعراب، فقال: هو عشبة تستقل مقدار الساعد. ولها ورقة أعرض من ورقة الحواءة. وزهرة بيضاء، هي تؤكل، وفيها مرارة، وقال غيره: زهره كزهر الكرنب، وبزره كبزره، وثمره سرمقي الشكل وفي السان: وهذا الذي قاله أبو حنيفة عن أبي زياد من أن الأيهقان مغير عن النهق، مقلوب منه خطأ، لأن سيبويه قد حكى الأيهقان في الأمثلة الصحيحة الوضعية التي لم يعن بهما غيرها، فقال: ويكون على فيعلان في الاسم والصفة، نحو الأيهقان، والصيمران والزيبدان، والهيردان، وإنما حملناه على فيعلان دون أفعلان -وإن كانت الهمزة تقع أولا زائدة- لكثرة فيعلان، كالخيزران والحيسمان، وقلة أفعلان.

أ- ي- ق
الأيق أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو عظم الوظيف وقيل: هو الوظيف نفسه. أو هو المريط بين الثنة وأم القردان من باطن الرسغ. وقال أبو عبيدة: الأيقان من الوظيفين: موضعا القيد وهما القينان، قال الطرماح:

وقام المها يقفلن كـل مـكـبـل      كما رص أيقا مذهب اللون صافن